القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية مصيف الساحل كامله بقلم محمد عبد القوي حصريه

رواية مصيف الساحل كامله بقلم محمد عبد القوي حصريه 






رواية مصيف الساحل كامله بقلم محمد عبد القوي حصريه 





- هو الراجل والست دول بيبصوا ناحيتنا ولا فين؟!


ده كان سؤال " زياد " أخويا الصغير، بعد ما قررنا أخيرًا نطلع مصيف، جهزنا الشنط وطلعت مع العيلة مصيف في قرية هادية كده على الساحل، بتبعد عن مطروح حوالي ٥٠ كيلو، دورنا فترة عشان نوصل لمكان زي ده وبالسعر ده وحجزنا ٧ أيام، أسعارها كانت مش رخيصة ولا مبالغ فيها زي أسعار الساحل وخلافه.


وفعلًا وصلنا القرية، الصراحة أول ما شوفتها كنت منبهر، القرية من جوه عبارة عن شاليهات من بدايتها لحد البحر تقريبًا، وكل شاليه كان قدامه جنينه خاصة بيه، وتصميم الشاليهات من بره فكرني بالبيوت القديمة بتاعة اليابان، واحلى من كل ده الهدوء اللي القرية كانت بتتميز بيه حقيقي، عدد الناس قليل جدًا مقارنة بباقي المصايف اللي بنروحها في المعتاد.


دخلنا الشاليه وحطينا الشنط وريحنا ساعتين من المشوار وميضعناش وقت طبعًا ونزلنا ع البحر، الشاليه بتاعنا كان بعيد عن البحر شوية ف اتمشينا حبة حلوين، وطبعا أكتر حد كان مبسوط كان " أوسكار "، الكلب الهاسكي بتاع زياد أخويا، وطول ما احنا ماشيين شايفين شاليهات يمين وشمال مفترقات الطرق، ونادرًا لما نلاقي شاليهين تلاتة في نفس الممر فيهم دليل على وجود ناس جوة.


وصلنا الشط، كان هادي برضو ومفيش ناس كتير، وكنت ساعتها في قمة سعادتي لإني مبحبش الزحمة وبفضل الهدوء اللي من النوع ده، محدش فينا نزل البحر الصراحة عشان كنا تعبانين من المشوار فقعدنا ع الشط شوية وخلاص، خلصنا اليوم وأول ما الليل ليل جيبنا اللب وكل اللازم وطلعنا كراسي وقعدنا في الجنينة اللي قدام الشاليه، ولاحظت الأنوار شغالة على بعد كل كام شالية كده، طلع في شاليهات فيها ناس أكتر مما كنت متوقع.


بس.. وأنا قاعد، لاحظت عند الشاليهات اللي في الناحية التانية، في ضهر الشاليه بتاعنا، كان فيه شاليه منور و.. شوفت راجل، عجوز، عرفت ده من انحناء ضهره وهو ماشي، لكن مش شايف ملامح لإن ضوء الشاليه بتاعه مش واصل للجنينة، اللي كان قاعد فيها، شوفته كإنه بيبص ناحيتنا!


وشوية ولقيت واحدة ست، عجوزة برضو وغالبًا مراته، جت وقعدت ع الكرسي اللي جنبه، وبدأت تبصلنا بنفس الطريقة الغريبة..


- هو الراجل والست دول بيبصوا ناحيتنا ولا فين؟! 


ده كان سؤال " زياد " أخويا الصغير اللي قاعد جنبي لما لاحظ اللي أنا لاحظته، عشان بابا اللي كان مديهم ضهره من الأساس يقول..


- ملناش دعوة بحد يا زياد، أنت بتبص ناحيتهم ليه أصلا! 


زياد غير زاوية قاعدته بعد كلام بابا، وفضل يلعب مع أوسكار، لكن أنا فضلت مركز ومستغرب نظراتهم اللي تكاد تكون مر..يبة! طبعًا مقدرناش نسهر أكتر من كده بسبب المشوار ونمنا، صحيت بليل من العطش فقومت ودخلت المطبخ عشان أشرب، بس من الشباك السلك اللي تحت الشفاط بالظبط واللي للصدفة بيطل على شاليه الراجل ومراته، شوفت الراجل خارج من الشاليه وهو.. شايل زي كيس كبير فيه حاجة على ضهره! 


حاولت أتابعه من الشباك وأعرف هو رايح فين ولا شايل ايه بس.. الشباك كان صغير ومقدرتش أعرف هو رايح على فين! فكرت أفتح الباب بس لو شافني هبقى في وضع مش لطيف، فكبرت دماغي ودخلت نمت، صحينا الصبح وفطرنا وقومنا نازلين على الشط، عشان نفاجأ بزحمة كتير وصوت صرخا..ت! في ايه! 


- لقوا شاب غرقا..ن على وش الماية! 


قالها واحد من الواقفين عشان أسأل نفسي.. لقوه! يعني مغر..قش قدام حد ولا حد شافه وهو بيستنجد ولا أي حاجة، والغريب إنه طلع من القرية، يعني مش حد من مكان تاني والمايه رمته ناحية البحر بتاعنا ولا حاجة! الموضوع كان غريب بس مقلق أكتر، رجعنا الشاليه ومكناش عارفين نعمل ايه ساعتها! نرجع القاهرة ولا نعمل ايه؟! 


قررنا ننزل مطروح نتغدى هناك ونرجع على ما الدنيا تهدى شوية، رجعنا على بليل، أول ما دخلنا القرية و اتجهنا ناحية الشاليه اتفاجئنا بالكافتيريا اللي كنا بنشوفها الصبح وعدد كبير من الناس فيها! اتفاجئنا لإنها الصبح كانت بتبقى فاضية بطريقة ملحوظة لكن واحنا معديين لقينا فيها ناس كتير وأطفال راكبة عجل في الساحة بتاعة الكافتيريا - واللي كانت كبيرة - وده اللي خلي أختي ملك الصغيرة صاحبة ال ٧ سنين تشبط وتقول عايزة تركب عجل، وفعلا روحنا.


الغريب إن الدنيا كانت عادية ولا كإن كان فيه واحد غر..ق الصبح! مش عارف هو العادي إن يكون الموضوع عادي ولا لأ، بس مصيف، وممكن يكون الموضوع متكرر فعلا، الأجواء كانت حلوة في الزون بتاعة الكافتيريا الصراحة فطولنا شوية ورجعنا الشاليه متأخر جدًا، وأول ما قربنا منه شوفتهم، قاعدين، الراجل ومراته، وبيبصوا ناحيتنا، بنفس الطريقة الغريبة! 


العيلة كلها دخلت الشاليه، بس أنا.. قولتهلم هقعد بره شوية، ليه؟! مش عارف، بس حاسس إني محتاج.. ممكن نقول أراقب الراجل ده شوية، حطيت الكرسي، وفضلت باصص ناحيتهم، ثابتين في مكانهم، ونظرهم ناحيتنا، مش عارف فضلت باصص ناحيتهم قد ايه قبل ما أنام على نفسي، بس.. صحيت بعد شوية، على إحساس غريب، زي نقط مايه بتنزل عليا! هى الدنيا بتمطر؟! بفتح عينهم عشان قلبي يطلع من مكانه! 


شوفت في وشي بالظبط وش شخص، أزرق، منفوخ، عينه بيضة تمامًا، وجسمه كإنه بايش، والمايه اللي مغرقة جسمه عماله تنقط عليا، رجعت لورا من الخضة عشان أقع بالكرسي على ضهري! قمت من مكاني بسرعة مفزو..ع عشان أجري، بس.. ملقتش حاجة! كإنه اختفى! ممكن كان بيتهيألي بسبب الحا..دثة بتاعة الصبح! ممكن برضو، وبعدها بصيت تلقائي ناحية الشاليه بتاع الراجل بس ملقتهمش قاعدين، أخدت كام بصة حوالين المكان ودخلت الشاليه ونمت وأنا الخو..ف لسه مسيطر عليا.


صحيت تاني يوم على خبط، على باب الشاليه، بس زياد أخويا كان فتح، صحيوا من قبلي تقريبًا، لما خرجت من الأوضة لقيت زياد واقف بيتكلم مع واحدة، وللي كانت جميلة جدًا، فلقيتني بشكل تلقائي بقف جنب زياد عشان أشرك نفسي في الحديث بأي طريقة عشان ألاقيها بتقول..


- أصل لما سمعت صوت الكلب بتاعكم افتكرته ڤيكتور فقولت يمكن جه عندكم ولا حاجة، أصله هاسكي برضو..


زياد حرك راسه يمين وشمال وأنا فهمت إنها بتدور ع الكلب بتاعها فقولتلها..


- لو لقيناه هعرفك على طول إن شاء الله، أنتي في شاليه كام؟! 


شاورلتي ع الشاليه بتاعها واللي كان على بعد شارع واتمنيت ألاقي الكلب بتاعها عشان أفتح معاها كلام تاني بأي طريقة، وأول ما مشيت زياد قعد يروش عليا وكل خمس دقايق يقلدني وهو بيقول " أنتي في شاليه كام؟! "، عشان يضحكهم عليا، قضينا اليوم وهبت في دماغي بليل أخد رواية من اللي معايا وانزل أقرأها قدام البحر، وفعلا عملت كده، والبحر كالعادة بليل، شكله كان مر..عب! ولون مايته كإنها اسود، بس ده ممنعنيش أقعد برضو.


بس وأنا قاعد على الكرسي قدام البحر شوفت حاجة، على مسافة مش قريبة مني تمامًا؛ عربية وقفت عند الأسفلت اللي قبل رمل الشط بالظبط، و.. نزل منها، الراجل العجوز! عرفته من مشيته، أول ما شوفته نزلت ع الأرض بسرعة وقلبت الكرسي قدامي واستخبيت وراه، بص حواليه عشان يتأكد إن مفيش حد، وبعدين فتح شنطة العربية، طلع منها كيس كبير، شوفت زيه قبل كده، شاله على ضهره، فضل يمشي بيه ناحية البحر، ورما اللي فيه في البحر.


مقدرتش أشوف هو رمى ايه في المايه، حاولت بس مش باين تماما! بعد ما خلص بص حواليه مرة تانية ركب عربيته ومشي، ساعتها اتحركت ناحية المايه، عايز أشوف هو رمى ايه! بس وأنا بقرب من المايه حسيت إن.. فيه حاجة بتطلع من المايه، مكنتش قادر أشوف كويس لإن الدنيا كانت ضلمة، نورت كشاف الموبايل عشان أشوف! ده.. كان شخص، بيزحف من المايه وخارج ناحيتي، جسمه بايش، عينه بيضة، اتشليت في مكاني! 


كان لسه بيزحف، وبيحاول يقوم، شكل جلده البايش كان مخلي جسمي كله بيترعش غصب عني، بيقرب ناحيتي! جسمي متصلب، بس.. فجأة لقيت إيد طلعت من المايه، إيد كلها شعر! مسكت في رجله، بص ناحيتها وساعتها حسيت إني فوقت من حالة الصدمة اللي كنت فيها فطلعت أجري، بأقصى سرعتي، لحد ما وصلت عند الشاليه، ساعتها لقيته واقف عند الشاليه بتاعه، الراجل العجوز، بيبصلي، نظرة مقدرتش أفهم معناها، تشفي ولا تساؤل ولا.. ولا ايه بالظبط! 


دخلت الشاليه و قعدت وسط النايمين من الر..عب، وأنا جسمي عمال يترعش، مش مصدق اللي أنا شوفته! فضلت صاحي لحد الصبح، خا..يف أنام، خا..يف ايه، أنا مر..عوب! 


- خالد! خالد أنت قاعد ع الأرض كده ليه؟! 


لقيت أمي بتصحيني، نمت على نفسي غصب عني؟! أول ما بصيت ولقيت النور نور كنت عايز أصحيهم كلهم وأقولهم يلا نسيب المكان الغريب ده ونمشي بس مقدرتش، أصل هقولهم ايه! راجل عجوز مر..يب، وبشوف ناس غر..قانة! هيقولوا عليا مجنون، اضطريت أسكت وقولت اهي كلها يومين ونمشي، بس قدرت أقول إقتراحي لما وصلنا عند البحر، لإننا لقينا حالة غر..ق تانية، بنت لقوا جث..تها طايفة على وش المايه.


ساعتها افتكرت الراجل العجوز، لما قولت اقتراح إن احنا نسافر لبابا قال: 


- طب جهزوا الشنط! 


بابا وافق وأنا كنت سعيد بالقرار ده جدا الصراحة، بس واحنا بنجهز الشنط فعلا سمعت زياد بيقول..


- محدش شاف أوسكار! 


أوسكار مش موجود، ساعتها بدأنا ندور عليه، في كل حتة، سألنا أمن المكان، عدينا على الشاليهات الساكنة، مش موجود اختفى، دورنا ساعة اتنين، تلاتة! بدأنا نفقد الأمل ف إننا نلاقيه، تقريبًا سألنا كل الشاليهات الساكنة ماعدا شاليه واحد، أيوه.. هو، كإني كنت خايف، أو.. مش عارف، الليل ليل، بصيت ناحية الشاليه لقيتهم مش قاعدين، بصيت على زياد أخويا اللي كان قاعد يعيط، وبعدين لقيتني بروح ناحية الشاليه.


خبطت عليه، محدش فتح، غريبة! خبطت كذا مرة بس مفيش، تقريبًا مش جوه، بصيت حواليا وبعدين لقيت الشباك الكبير اللي جنب باب الشاليه شبه مفتوح، وفعلا أول ما زقيته للشمال شوية فتح معايا، و.. دخلت، عشان أشم ريحة بشع..ة! الدنيا كانت ضلمة ففتحت كشاف الموبايل، وياريتني ما.. فتحته! شوفت أبش..ع مشهد ممكن أشوفه في حياتي! رؤؤس حيوانات في كل حتة! متحللة، متحنطة، أجساد كلاب متحنطة ومرسوم عليها دواير بد..م بقى متجلط ورسومات زي وشوش الشيا..طين و.. وحاجات غريبة! 


مستحملتش المشهد والريحة وخرجت بسرعة، الراجل ده أكيد مخت..ل عقلياً! ليه بيعمل كده؟! وعشان ايه! كنت راجع الشاليه وأنا مش مصدق اللي شوفته عشان أقولهم، وأقولهم إن أكيد أوسكار هو كمان.. بس وأنا ماشي شوفت حاجة خليتني وقفت ثواني، شاب.. ماشي، بس بطريقة غريبة، هائم! كإنه مش متحكم في نفسه أو بيمشي وهو نايم! لأ ده مش واحد، في واحد كمان على بعد ٢٠٠ متر، بيمشي بنفس الطريقة، الاتنين ماشيين في نفس الإتجاه، ناحية البحر! 


رفعت الموبايل، واتصلت ببابا، قولتله على كل اللي شوفته في الشاليه وقولتله يبلغ أمن المكان ويشوف ايه قصة الراجل والست دول، ومشيت بعدها ورا الشابين في هدوء من غير أي صوت، لحد ما وصلنا للشط! لسه مكملين، هم رايحين فين دول! وقفت في مكاني وساعتها كان لازم أنده عليهم..


- يا كوتش! يا كابتن! 


محدش فيهم اداني أي اهتمام، و.. وصلوا للبحر، مكملين، هم بيعملوا ايه؟! كده هيغر..قوا! عايز ألحقهم بس عقلي مش مستوعب اللي حصل، كنت لسه هجري ناحيتهم بس..


- متتعبش نفسك، مش هتقدر تمنعهم! 


بصيت شمالي لقيته! الراجل العجوز، قاعد على كرسي جنبي، حسيت بقبضة في قلبي أول ما شوفته، وبعدين بصتله بصة كلها احتقار وأنا بقوله..


- أنت أكيد السبب في كل ده، أنا دخلت الشاليه بتاعك وشوفت كل ال.. اللي أنت بتعمله! 


حرك راسه وهو بينفي بكل هدوء، وبعدين شاورلي براسه على الاتنين اللي شبه اختفوا في وسط المايه وهو بيقول: 


- أنا لولايا كان زمان بين..تحر في اليوم ب ١٠ وال ١١.


- ايه! 


اتنهد وهو بيقول: 


- القرية دي اتبنت على أسوء مكان في البحر المتوسط كله..


- ازاي؟! 


- المنطقة دي يا ابني قبل بناء القرية، والجزء ده بالذات من البحر كان بيطلق عليه " بحر الأعمال "، البحر اللي قدامك ده اترمى فيه كمية س..حر أسود وأعمال كافية تأ..ذي أصحابها لمية سنة قدام! 


- طب ليه؟! واشمعنا المكان ده بالذات! 


- كلام.. كلام كتير زي " نافورة الأمنيات " لما ترمي فيها فلوس أمنيتك تحقق، هنا برضو، كانوا بيقولوا العمل هنا تأثيره مؤكد وكمان ٣ أضعاف، تخيل.. الناس وصل بيها الش..ر إنها تدور على مكان يتعذ..ب فيه الشخص أضعاف العذ..اب اللي هم عايزينه! 


- بس ايه علاقته بكل اللي بيحصل! وايه علاقتك أنت بالموضوع أصلا! 


- علاقته باللي بيحصل إن المكان ده أصبح شبه ملعو..ن، والبحر هنا بقى اسود، أكتر سواد من اللون اللي احنا شايفينه دلوقتي، وبقى ينده الناس هنا زي النداهة، اللي ينزله مرة، ينزله لأخر مرة، علاقتي أنا بقى بالموضوع، إن.. ابني كان شاب زي الشباب دي، صحيت في يوم لقيته رايح ناحية المايه، زي المتخدر، حاولت أمنعه بس.. 


سكت شوية وبعدين كمل..


- وبعدها سألت عن الموضوع شهر، سنة، اتنين، لحد ما وصلت لأصل الموضوع اللي حكتهولك، حاولت أعرف صاحب القرية باللي حصل، قالي دي تخاريف، قولتله الموضوع هيكبر وهتيجي في يوم مش هتعرف تسيطر عليه فاتمهني إني بخرف، بس.. ايه ذنب الشباب اللي بيغر..ق كل يوم بسببه! عشان كده رديت ع السح..ر ب س..حر زيه! اسود، واللي أنت شوفته..


- بتقت..ل الحيوانات وتستخدمهم!  


- ده كان الحل الوحيد، كل عمل بيتحارب بواحد، ويمنع اللي جوه إنهم يطلعوا بره..


- اللي عملته ده غلط و يعني ايه يمنع اللي جوه إ..


- كنت ناوي أقضي على كل الأعمال الموجودة بس س..حر البحر كان أقوى و..


الموبايل رن، كان بابا، رديت..


- خالد، أمن القرية قالوا حاجة غريبة، قالوا.. إن الشاليه ده كان بتاع اتنين ملاك راجل وست، و.. دخلوا عليهم الشاليه في يوم لقوا.. جث..ثهم مشو..هة، بدون ملامح، لدرجة إن ال.. عيون كانت متشالة من محاجرها! 


أول ما سمعت اللي بابا قاله جسمي اتصلب قبل ما أبص ناحيته، فعلًا، وش مش..وه، ملامح مطموسة، مفيش عينين، ود..م نازل من مكانهم! صر..خت غصب عني..


- خالد! 


بس سمعت صوت طالع من نفس الشخص بيقول بلهجة ساخرة..


- أمن المكان اللي قاله! غريبة.. مع إن القرية باللي فيها غر..قوا في.. نفس البحر! 


ايه! بمجرد ما قال جملته نور القرية بالكامل قطع مرة واحدة، حتى أصغر لمبة كانت موجودة عند الشط، مش شايف أي حاجة! مش شايف أي حاجة ومر..عوب! 


- خالد.. خالد أنت كويس؟! 


سمعت صوت بابا من الموبايل وصوت ملك وهى بتقوله: 


- بابا هو النور كله قطع مرة واحدة ليه انا خايفه! 


مسكت الموبايل وأنا إيدي بتترعش وقولت..


- بابا احنا لازم نهرب من المكان ده بسرعة! 


سمعت صوت صر..خة جاية من الموبايل، ملحقتش أسأل لإن وأنا بكلمه سمعت صوت، لأ أصوات كتير، جايه من البحر! بس أنا مش شايف حاجة خالص، عامل زي الكفيف! مسكت الموبايل وفتحت الكشاف وقفلت المكالمة بالغلط بغبائي، غبي! وأول ما سلطته ناحية البحر حسيت بإن قلبي هيقف، وكل جزء في جسمي اتصلب، شوفت أجسام كتير، كلها بايشه، عينهم بيضة، بيزحفوا بره المايه، كنت كل ما أسلط الضوء في مكان ألاقي جسم بيحاول يخرج، أكيد اللي أنا بشوفه ده مش حقيقي! أكيد أنا بحلم.


الأجسام كلها جايه عن بداية الشط وفي كذا إيد مسكاهم بتمنعهم، نفس الإيد اللي مليانة شعر، كإنها أيادي حيوانات! 


- فين الكلب بتاعي! 


سمعت الجملة من جنبي اليمين، حركت ضوء كشاف بسرعة ناحية الصوت، لقيتها في وشي بالظبط، البنت صاحبة الكلب الضايع، بس وشها زيهم، مر..عب! وغرقانة مايه، من الخضة رجعت لورا بسرعة، اتكعبلت في طوبة فوقعت، والموبايل وقع جنبي، على ضهره، الضوء اتحجب مش شايف حاجة، لسه بحط إيدي ع الموبايل لقيت إيد بتتحط على إيدي، إيد جلدها بايش! 


صر..خت وزقيت الإيد دي بسرعة، مسكت الموبايل، سلط الضوء قدامي، خرجوا من المايه! واللي عند المايه بيحاولوا يهربوا من الأيادي اللي مانعاهم، اللي قدامي بقوا في وشي تقريبا، وأنا عمال أرجع لورا، وأنا قاعد، أعمل ايه؟! أنا.. أن شبه م..يت، إيدهم بتقرب ناحيتي، فجأة سمعت صوت، كلب بيهوهو..


- أوسكار! 


لقيته جنبي، عايش! فضل يهوهو عليهم فرجعوا لورا حاجة بسيطة، وبعدين لقيته بيشدني من هدومي عشان أقف، وقفت ساعتها على طول، وطلعت أجري أنا وهو بأقصي سرعتي، مشغل الكشاف وبحاول أشوف طريقي، عشان فجأة ألاقي واحد منهم في وشي، خبطت فيه غصب عني، حسيت بالمايه اللي طبعت على هدومي وبالموبايل اللي وقع، خوفت أوطي اجيبه، كملت جري وأنا زي الأعمى، لحد ما وقفت، أنا مش عارف أنا فين ولا رايح فين، مش شايف! 


بس بدأت أسمع أصوات خطوات بتقرب ناحيتي، لأ مش خطوات، دي رجول بتزحف مش بتتشال من على الأرض، وصوت أوسكار عمال يعلى، أعمل ايه! حاسس بيهم، حواليا، لحد النور اللي ظهر قدامي! نور العربية، كان بابا، كان جي بسرعة ووقف قدامي، عشان نسمع صوت خبطة شديدة، خبط واحد فيهم ولا أنا بيتهيألي! 


ركبت أنا و أوسكار بسرعة، بابا لف بالعربية واتجه ناحية الباب وهو بيطمن علينا، زياد قالي..


- خالد.. شوفت الناس اللي وشهم غريب و جسمهم غرقان مايه؟! احنا شوفنا أكتر من واحد واحنا بندور عليك! 


يعني ايه! ده كان حقيقي؟! مش بيتهيألي، أول مرة أشوف ملامح الر..عب على وش بابا وهو سايق، كان بيطير بالعربية، وهو ساكت تمامًا، وكان كل شوية بيتفادى واحد منهم، ماما كانت حاضنة ملك وعينيها عمالة تدمع في صمت من الخو..ف! مش معقول يكون اللي بيحصل ده حقيقي ده.. فيلم ر..عب! بابا خرج بره باب القرية واحنا مش مصدقين، اللي اكتشفنا إن شكلها غير ما دخلناها خالص! و.. شوفت كتير منهم بسبب انعكاس القمر وهم بيبصوا علينا واحنا بنبعد، لحد ما اختفوا من الأنظار! 


بس أنا طول الطريق مش مستوعب، يعني البنت اللي سألتها على رقم الشالية كانت! طب والناس الكتير اللي كانت عند الكافتيريا، والعيال الصغيرة! بابا هدى بعد شوية عشان ناخد نفسنا ونزلت أجيب إزازتين ماية من كشك وجنبه واحد من العربان واقف ب تين، فسألنا لو عايزين تين وقالنا..


- في حد يسافر في وقت زي ده! الطريق معتم! أنتوا جايين منين كده؟! 


زياد أخويا قاله بكل براءة على اسم القرية فالراجل بص بدهشة..


- كيف! دي مهجورة من زمن! 


سكت شوية وبعدين قال..


- روحوا على بلدكم، الله يستر طريقكم.


بصينا لبعض قبل ما نسيب المكان ونمشي. 


أنتوا ممكن تصدقوا كلامي وممكن لأ، بس في جميع الأحوال، بلاش يا جماعة تروحوا القرية اللي على الساحل، واللي على بعد ٥٠ كيلو من مطروح، أنا بنصحكم لوجه الله، كلامي ميخشش العقل أنا عارف بس ده اللي حصل، ومتيهألي عمري ما هنساه لحد أخر يوم في عمري، وأعتقد إن أنا وصفتلكم القرية بما فيه الكفاية، وياريت تبعدوا عن أي حاجة سعرها رخيص في مكان مش رخيص زي ده، ولو كان ده أخر مكان في العالم عشان تصيفوا فيه، يبقى بلاش.. تصيفوا أحسن.


 #محمد_عبد_القوي

#مصيف_الساحل

#غير_مألوف

تعليقات

التنقل السريع