رواية شمس لا تغيب (الجزء الاول)الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع بقلم ساره سعد
رواية شمس لا تغيب (الجزء الاول)الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع بقلم ساره سعد
#شمس_لا_تغيب [ الفصل السادس ] الجزء الأول بقلم سارة سعد
▪▪وقف امام المرآه بطوله الفارع ووسامته المدمره يرتدى قميص ازرق على سروال من الجينز الفاتح الذى يرسم عضلات ساقيه المشدوده ومشط شعره بجاذبيه بعد ان وضع عطره المميز حمل ملك بين يديه بهدوء وطرق على غرفه مريم الجالسه فوق فراشها شارده الذهن....اطل يوسف برأسه (مريومه ممكن ادخل) وقفت مريم بخفه (طبعا يا يوسف اتفضل )وضع ملك على فراشها وهى نائمه كالملائكه (مريومه من فضلك خلى بالك من ملك فى غيابى انا خارج اقابل اصحابى شويه )قبلتها مريم على وجنتها المشتعله بالاحمرار والسخونه(متقلقش حبيبى فى عيونى وبليزز يوسف ماتزعلش من اللى حصل انت عارف ماما كويس )هز رأسه يبتسم بمراره(المشكله انى عارفها يا مريم المهم نتكلم بعدين عشان اتأخرت على كريم واك)وقبل ان يكمل كلامه نطقت مريم بإهتمام (كررريم )هز يوسف رأسه بعدم فهم (ايوه كريم صاحبى وكمان اكرم )شردت مريم قليلا ليصفق يوسف امام وجهها (مريم ايه مالك يابنتى ),,,,(لاه لاه مفيش حاجه يلا روحى وملوكه هتنام جنبى النهارده ) قبلها يوسف من جبينها بحب (حبيبتى يا مريومه... يالا سلام ),,,,,,,,,,,,
▪▪وقف فهد يرتدى ملابسه امام عيون رانيا الهائمه (انت هتمشى دلوقتى يا حياتى )اقترب منها فهد يقبل شفتيها بعمق (انا اتأخرت عن الاجتماع وانتى شايفه بنفسك شروق اتصلت بيا كتير )ابعدت وجهها عنه بغضب(شروق شروق هو ده وقته، فهد خليك معايا شويه يا حبيبي )عانقته من رقبته تجذبه الى جسدها العارى (فهد احنا مش بنتقابل كتير زى زمان خلينا مع بعض شويه )فك ذراعيها من حول رقبته ليقف امامها (رانيا اعقلى شويه مش عايزين حد ياخد باله يا روحى خلينا ناخد بالنا شويه وانتى كمان يلا قومى البسى هدومك وانزلى بعدى )اومات برأسها ايجابا لتقول بهدوء(فهد انت مش ملاحظ انك بعيد عن فارس حاول تتقرب منه شويه )هز رأسه برفض (مفيش فايده فى دماغك يارانيا انا قريب من فارس وبحبه ماتنسيش انه... )وقبل ان يكمل انتفضت من مكانها (اسمع يا فهد قريب لازم نخلص من الموضوع ده ونبقى مع بعض عشان انا تعبت من الوضع ده )ضمها لصدره يربت على ظهرها (هانت حبيبتى بس نخلص من موضوع شمس ويتحكم فى القضيه وساعتها كل حاجه ملك شروق هتكون ملكى ونقدر انا و انتى نبقى مع بعض ومعانا فارس ونسافر اى بلد بعيد عنهم اطمنى بس عشان خاطرى بلاش جنان )شددت يدها حول خصره تنظر فى عيونه بتحذير (اوعى تفكر تخونى او تضحك على عقلى يا فهد والا ساعتها جنانى هيظهر بجد انت عارفنى كويس )تشبث بها اكثر يقبل عنقها (اطمنى يا حياتى انا كلى ملكك ).......
▪▪بعد سلامات حاره وعناق بين يوسف وصديق عمره اكرم وحضور كريم وخفه ظله قضى يوسف سهرته مع اصدقاء عمره ولكن عقله وتفكير كان متعلق بشمس وماذا يحدث معها الى ان قطع شروده اكرم وهو يسأل يوسف بنوع من الخجل (يوسف عايزه اعرف حاجه وارجوك جاوبنى بصراحه )نظر يوسف لكريم ثم وجه نظره مره اخرى لاكرم المتوتر وابتسم (انسى يا اكرم انسى، الكلام ده من زمان، ناريمان اختارتك انت وانت حبيتها وانا زى ما انت شايف الحمد لله عشت حياتى واتجوزت وربنا رزقنى بملك حياتى، يعني ماوقفتش على علاقه مراهقه كانت فاشله من البدايه )ضحك كريم بسخريه على اكرم (انا قولتلك ايه ياابنى انسى الكلام الفارغ ده وبعدين بصراحه من اللى سمعته من يوسف ولما قابلت مراتك مره اقولك الحق انا وانت وقعنا و محدش سما علينا، مراتك دي وخطبيتى محدش يقدر يستحملهم )ضحك اكرم ويوسف ليقول اكرم بحزن (على الاقل انت لسه خاطب على البر انا اعمل ايه مع مدام ناريمان اللى عايزه تتطلق ومش طايقه تكمل معايا برغم انى بجد بحبها )ربت يوسف على اكتافه (ماتقلقش انا هتكلم معاها لان ناريمان هتخسرك بجد لو فضلت علي عنادها انت انسان طيب وناجح يا اكرم و تستاهل كل خير..... صحيح قولى ايه علاقتك بخالى ونادر )انكمشت ملامح اكرم بغضب واضح (الدكتور ادهم شايفنى دايما الانسان اللى مايستحقش بنت الحسب والنسب وطبعا فريده هانم )هز يوسف راسه بإستهجان ثم اكمل اكرم بمراره (والمدام شاده ظهرها بخالك وكل ماتتكلم تقولى انا حفيده العزيزى باشا)رد كريم بسخريته المعتاده (يااااه ديه عايشه الدور هو لسه فى بشوات اسف يا جو )لوح يوسف بيده (اسف على ايه يابنى للاسف ماما وخالى وباقى العيله كلها عايشين الدور ده )تنهد اكرم (اما نادر ده مش بيفكر غير فى نفسه وبس انسان مريض بالفلوس والجاه والسلطه مش عارف بجد مريم هتتجوزه ازاى هو شىء وهى شىء تانى مريم انسانه مهذبه ورقيقه )انتبه كريم لاسم مريم ثم اعتدل فى جلسته يسال اكرم بترقب (مين مريم )رد يوسف بعفوية(اختى يا كريم مخطوبه لنادر ده وقريبا هيتجوزوا)ارتسمت ملامح القلق على وجه كريم وهو يتذكر تلك الجميله صاحبة العيون الفيروزيه ثم همس فى نفسه ( يظهر كل مريم مهذبين وحلوين )انتبه يوسف لكريم ليساله (مالك يا كريم سرحت فى ايه)تنحنح كريم (لا لا معاكم مروحتش فى حته)ليقطع حديثه رنين هاتفه ليزفر انفاسه بضيق (يوووو ابتد وجع الدماغ بقاا، عن اذنكم هرد على خطبيتى المصونه) ارتشف يوسف من فنجان قوته وهو يناظر اكرم وساله بحذر ( خلال الفترة اللى قضيتها فى الفيلا معرفتش حاجه عن خالى أو نادر) استغرب اكرم سؤال يوسف ليرد عليه بسؤال اكثر منه جواب (انت تقصد ايه انت شاكك فى حاجه؟ )هز يوسف رأسه نفيا (لا لا ابدا بسأل بس )ابتسم اكرم لصديقه الذى يحفظه عن ظهر قلب ورفع حاجبه بمكر (انا بقا شاكك يا يوسف وعلى حد علمى دكتور ادهم ونادر شركاء فى شركه ادويه )انتفض يوسف واقترب من اكرم (عرفت ازاى )ضحك اكرم (انت ناسى انى دكتور وليا اصدقاء كتير دكاتره والكلام كتير يا يوسف اسمحلى اقولك دكتور ادهم العزيزى وابنه فى كلام عليهم كتير)اقترب منهم كريم بوجه متهجم غاضب (يلعن الخطوبه ع الجواز فى يوم واحد )ليسأله اكرم (فى ايه مالك ده انا قولت انك بتحب فيها )اغمض كريم عيونه وهو يلهث بإنفعال واضح و هو يجيب (ديه انسانه مستفزه جدا بتحاسبنى انى سهران وقال ايه ليه مش بسهر معها كده اسهر معاها للساعه واحده فى الديسكوهات)نظر يوسف لساعته (يااااه الساعه واحده انا اتأخرت جدا انا هقوم بقا ),,,,,قال كريم بحده (وانا فكرتك اقعد يا ابنى انت خايف تتأخر على مين ده انت فى نعمه )غمز له يوسف وهو يقف (على ملوكه وديه بقا حبيبتى ماينفعش اتاخر عليها ابدا يلا سلام يا صايع منك له اشوفكم كمان كام يوم أن شاء الله )ثم نظر لاكرم (وانت اكرم لازم نتكلم مع بعض فى موضوع خالى ونادر ).....................
▪▪فى المصحه بعد ان تناولت شمس اقراص الدواء الخاطئه واصيبت بنوبه من التشنج والهيجان العصبى، ضعف جسدها من حاله التشنج والصراخ فوقعت على بلاط الغرفه لاتشعر بشئ جسدها ينتفض و هي تأن بصوت خافت، لتخرج امال من غرفتها بوجه حاقد مبتسم بغل (اروح ارتاح انا وأبقى ارجعلك الصبح )قاد يوسف سيارته فى طريقه الى المنزل بعقل مشتت وقلب ينبض بالخوف والقلق على شمس يتذكرها دائما، ملامحها الرقيقه ووجهها الطفولى لا يفارق خياله عينيها بلون العسل تقتحم مخيلته وعقله....خطرت بباله فكره فجأه ليتوقف بسيارته قليلا ثم غير مسار سيارته الى طريق المصحه..........
▪▪دخل من البوابه الخلفيه للمصحه دون ان يشعر به احد من الامن بعد ان صف سيارته خارج البوابه ليدخل بهدوء من الباب الخلفى المطل على غرفه الصدمات الكهربائية حتى يراقب آمال ويتفقد حاله شمس ,,,,سار بخطوات هادئه دون ان يصدر صوت بالممر ولحسن الحظ غرفه الصدمات لا يفصلها عن غرفه شمس إلا ممر صغير دخل الغرفه بهدوء ليتفاجئ بها نائمه بجسدها الضعيف على الارض كان جسدها بارد كقطعه الثلج يتلون بالازرق ووجهها شاحب يفقد رونقه وجماله .... شهق وهو يقترب منها يركع بجانبها يتفقد نبضها الضعيف ضرب على وجهها برفق (شمس شمس } كز على أسنانه بغل ينظر حوله ثم حملها بين يده يضعها فوق الفراش وهو يشعر بغصه تحتل كيانه وقلبه ضرب على الحائط بغضب بجسد متشنج (امال الحقيره حسابك معايا),,,,رفع رأسها بين يده يمرر اصابعه فوق وجناتها البارده وعينيه تمشط كل انش من وجهها بقلق واضح همس بنفس حار (شمس فوقى يا شمس) ناظرها بحزن ثم همس بنبره اصرار ( هتبقى كويسة دا وعد مني)مازالت
لا تشعر بشى فاقده الوعى بين يده وضع رأسها برفق فوق الوساده وهو يملس على شعرها الناعم بحنام خرج من الغرفه يلهث من الغضب و عيناه تتقدان شررا تفقد غرفه الممرضات وغرفة الادويه يبحث عن امال ليتفاجئ بها نائمه فوق الاريكه بمكتب ادهم لاتشعر بشىء اقترب بانفعال ليصرخ بها,,,,ولكن شىء بداخله جعله يتوقف فجأه ويفكر قبض على راحه يده بقوة مانع نفسه من تهور ود لو انه يوقظ هذه الحقيره من نومها ويصفعها ولكنه تماسك وافكار كثيره تغزو رأسه نظر لها بإشمئزاز يتوعد لها بحساب عسير ....فتح باب المكتب بهدوء ليلمح بعض الممرضات فى الممر اغلق باب المكتب مره اخرى ووقف خلفه حتى لايراه احد منهم خرج بهدوء من غرفه المكتب ينظر حوله ثم دخل غرفه شمس النائمه لا تشعر بشىء وحملها بين يده يهمس امام وجهها (لازم اعمل كده صدقينى ده فى مصلحتك )حملها بين يده وخرج بها من نفس المكان الذى دخل منه يلتفت حوله بحذر حتى خرج من باب المصحه الخلفى فتح باب سيارته الخلفى ووضعها بهدوء وهو مازال يلتفت حوله أخذ نفس عميق وركب سيارته دون أن يراه أحد من العاملين بالمصحه وكأن القدر والظروف تحالفت معه فى فكرته لينقذ هذه البائسه من بين انياب الحاقدين عليها ,,,,,,,,,,
▪▪نظر يوسف لشمس النائمه على المقعد الخلفى فى سيارته يفكر إلى آين سياخذها يجب أن يكون مكان آمن لا يستطيع أحد الوصول آليه.....وفجاه اتجه تفكيره إلى شخص واحد وهو كريم هو من يستطيع مساعدته فى هذا الموقف الصعب..................
▪▪وقف كريم بالنافذه يدخن سيجارته وينفس دخانها الأبيض فى الآفاق البعيده ووجه مريم امام عينيه لا يفارقه..... عينيها الفيروزيه الواسعه سحرته وجعلت منه أسير وعبدا لها فكر بعمق هل يتصل بها ويستمع لصوتها الشجى ثم يغلق الهاتف كالمراهقين ارتسمت على شفتيه ابتسامه سيصبح فى سن الثلاثين و ها هو يفكر كمراهق يتصل بالفتيات ويغلق الهاتف ضحك على نفسه وتفكيره، دار بالغرفه يفكر بها لقد سيطرت على مخيلته وعقله سأل نفسه بإستغراب {يا ترى هو ده الحب من أول نظره؟ انت اتجننت رسمى يا كيمو} ليقطع تفكيره رنين هاتفه زمجر بغضب {مش وقتك خالص يا يارا اوووف }حمل هاتفه ليتفاجئ بيوسف هو من يتصل...........
▪▪لم ينم كان يدور ويلف حول نفسه بغضب وعيون مشتعله ويده تتحسس خده .....استيقظ عدنان من نومه يفرك عيونه ليجد مراد ثائرا فقال متأففا {يووه فى ايه يا مراد نام بقا الصبح عندنا بروفه اطفي النور عايز انام بقاا) لكن مراد لم يجبه و هو يدور في دوامه عاصفه غضبه فاستطرد ( مالك يا مراد ما خلاث أنساها يا ابني ديه بنت عاديهمش مستاهله كل دا }....رمق مراد عدنان بحده و قال من بين اسنانه {أنساها... والله ما هسيبها ديه بقت تحدى ولازم اكسبه ولازم اردلها القلم قلمين }....وقف عدنان مستغرب من حده مراد وعصبيته {ايه يا مراد هتضرب بنت وبعدين البنت من الواضح انها جد جدا ومش بتاعة علاقات عابره} زفر انفاسه بحنق {عدنان نام وبلاش فلسفه وبعدين انا كمان جد مين قالك انى كنت عايز اتسلى}....نهض عدنان من فراشه ثم تناول من الثلاجة الصغيره التي بالغرفه زجاجة عصير وفتحها يشرب منها وهو يناظر مراد بسخريه {أفهم من كده انك حبيتها فى يوم وليله }...رجفه غريبه انتابته جعلته يسرح وهو يفكر، انه لا يعلم ماهو سر هذا الإنجذاب اليها؟ حب؟!!! لا اكيد ليس حبا {حب ايه يابنى انا مش بتاع حب ولا نيله بس مفيش بنت اتحدتنى وعملت فيا كده غير المغروره ديه ومتقوليش بنت بلدى وكلام الوطنية دا عشان زينب بنت بلدى انا كمان ومش هسمح انك تتسلى بيها }وقف عدنان يناظر مراد بحده وغضب {اسمع يا مراد انت عارف كويس انى بحب زينب وبتمناها، و عمري ما فكرت اتسلى بيها )ادار عدنان وجهه للجهة الأخرى غاضبا من كلمات مراد الجارحه فربت مراد بحنان اخوى على كتف صديقه {ايه يا ابنى ما تقفشش، انا بهزر انا عارف كويس انت بتحبها ازاى بس ايه الفايده يا عدنان انت عارف هى بتحب واحد تانى }رد عدنان بحده{بس هو سافل واطى مش بيحبها وانت عارف ومتاكد....لازم تعرف منك يا مراد أرجوك مش هتحمل آخسرها انا بحبها بجد بحبها جدا}خرج عدنان من الغرفه وترك مراد يفكر بعمق، عدنان يعرف جيدا ان زينب تحب شخصا آخر بل تعشقه ولكنه دائما متمسك بامل أنها ستكون ملكه وله بالنهاية....فماذا عنه ماذا يريد من تلك الحسناء المغروره التى خطفت عقله.....تنهد مراد يبتسم وهو يقرر بأنه لن يستسلم ابدا وسيحقق انتقامه منها بطريقته................
▪▪نزل كريم من منزله مسرعا يغلق ازار قميصه وهو على عجله من أمره واتجه ناحيه سياره يوسف السوداء المصفوفه فى الجهه الأخرى لمنزله فتح يوسف زجاج سيارته ليدخل كريم برأسه داخل السيارة { فى ايه يا يوسف قلقتنى يا اخي}وقبل أن يكمل باقى كلماته نظر للمقعد الخلفى للسياره يفتح فمه ببلاهه لينظر ليوسف متفاجئ {مين ديه يا يوسف }زفر يوسف أنفاسه يعبث بشعره المشعت {اركب الأول يا سيادة وكيل النيابة وبلاش تحقيق فى الشارع وانت هتعرف كل حاجه }دخل كريم السياره ومازال ينظر لشمس النائمه تتململ وشعرها الناعم الطويل يغطى وجهها {ايه الحكايه يا يوسف ومين البنت ديه وبعدين انت مش قولت هتروح البيت وقومت انا مش فاهم}{كريم هتعرف كل حاجه بس الأول قولى الفيلا بتاعتك اللى فى التجمع جاهزه }اومأ كريم برأسه{ايوه جاهزه ومفروشه كمان }ابتسم يوسف يتنفس بعمق {طيب تمام تعالى سوق انت عشان مش هقدر أسوق لحد التجمع وفى السكه هقولك كل حاجه }...........
▪▪أثناء قياده كريم لسيارة يوسف قص عليه كريم كل مايعرفه عن شمس ومشكلتها واتفاق خاله القذر مع اخوات شمس للقضاء عليها.....انصدم كريم مما سمعه من يوسف عن شمس وتأثر بشده على تلك المسكينه وصلت السياره أمام باب الفيلا لينزل منها يوسف مسرعا يحملها بين ذراعيه كطفله صغيره وأمامه كريم
صعد بها يوسف الدرج ووضعها برفق فوق الفراش راقب كريم يوسف بقلق قائلا {يوسف انت كده هتورط نفسك انت دكتور وعارف هى تحت ولايه أخوها لانها فى نظر القانون فاقده الاهليه يعنى ممكن لو حد عرف مكانها يتهموك بخطفها }هز يوسف رأسه بايماء وهو يجلس بجانبها بتفقد نبضها{عارف يا كريم بس مفيش حل قدامى غير كده دكتور أدهم مسيطر عليها وانا مش فى أيدى دليل هو ده الحل اللى وصلتله) لينظر لها بإرتياح {الحمد لله نبضها انتظم شويه}ناظر كريم يوسف بطرف عينه{انت بتعمل كل ده ليه يا يوسف تعرض نفسك ومستقبلك للخطر ليه}ارتجف يوسف ووقف أمام كريم {ضميرى المهنى اليمين اللى حلفته الانسانيه كريم ديه بنت محطمه مفيش حد بيساعدها الكل تخلى عنها }لمعت عيون كريم يناظر توتر يوسف الواضح من سؤاله ليقترب منه{وليه متقولش القلب هو السبب }ازاح يوسف يد كريم يمط شفتيه { قلب ايه بس انا بساعدها بس}هز كريم رأسه يبتسم بمكر }امممم ممكن }هنا تململت شمس ع الفراش تفتح عيونها وترمش بأهدابها الطويله والصور مشوشه أمامها حتى توضحت الصوره أمام عيونها لتجلس بخوف جسدها يرتجف بشده تكور جسدها حول نفسها خائفه مرتجفه....نظر لها كريم بقلق أما يوسف اقترب منها يضم كفها الصغير بين يده {شمس شششش متخافيش انتى بأمان انتى هنا معايا }لم تهتم بكلمات يوسف كل نظراتها موجه ناحيه كريم تهمهم بكلمات غير واضحه ودموعها تنساب على وجناتها {اااانا انااااا }استمع له يوسف قائلا{انتى ايه متخافيش انتى بخير انا هنا }صرخت برعب ترتجف وتلقى بجسدها الهزيل بين ذراعيه تضمه بشده وتدفن وجهها الصغير بين حنايا رقبته تتشبث بملابسه كطفله صغير تحتمى بوالدها....تخبط قلبه بين ضلوعه وهو يضمها لصدره أكثر يربت على ظهرها بحنان يشم عبق جسدها وملمسه الناعم رقيقه وجميله ناعمه احتلته وسكنت بقلبه وعقله ظلت تعانقه دموعها تجرى فى منحنيات رقبته تتسلل لجسده وقلبه...راقب كريم الأمر بعيون متسعه أيقن بان شمس تخاف منه وتعتبره عدو يريد الاقتراب منها خرج من الغرفه بهدوء.....دون أن يشعر به يوسف....يده تحركت بخفه فوق خصلات شعرها الناعم بشكل هادئ يبعث الهدوء والأمان رفعت عينيها العسليه البريئه تنظر لعينيه الهادئة {ي يو سف }برغم من نطقها لاسمه بتردد وخوف إلا أنه استمتع بجمال اسمه من بين شفتيها الناعمه الكرزيه أحاط وجهها بين يده {ايوه شمس انا يوسف وده كريم متخافيش منه}نظر ناحيه كريم ليتفاجئ انه ليس موجود خرج من الغرفه دون ان بشعر وضع راسها فوق الوساده ويدها تعانق يده يراقب عيونها {شمس انتى بأمان هنا مش هسمح لاى حد يقرب منك هحميكى وهتكملى علاجك بامان انتى هنا معايا فى أمان انا جنبك شمس مش هسيبك ابدا ابدا }همست بضعف {انا خااااااايفه} اقترب منها وهى مازالت ممسكه يده بقوه تستمد منه القوه والأمان {انا جنبك ماتخافيش ابدا هحميكى من أى حد بس ارجوكى ساعدينى }هزت رأسها والدموع تتدفق من عينيها كشلال ماء { مااما دريه....بابااااا} سالها يوسف بتراقب {مامتك اسمها دريه }هزت رأسها بالنفى.....سالها مره اخرى بهدوء اكثر {اسم مامتك ايه }اغمضت عينيها بشده وهى تقبض على يده بقوه حتى شعر باظافرها تنبش جلده لتجلس فجاه تصرخ {فههههد لا لا أبعد عنى انتتتت زيه}حضنت جسدها بيدها تبعد عن يوسف بعيون خائفه وقف يوسف يخرج من حقبيته بعض الحبوب {أهدى أهدى انا بعيد بس خدى الادويه ديه عشان تكونى بخير وترجعى لباباكى ومامتك}....صرخت به بقوه {ماتتتت ماتتتت} وضع الحبوب بفمها المغلق بقوه حبوب مهدئه تساعدها ع الاسترخاء والهدوء وحبوب أخرى لتنشيط الذاكرة لتتذكر ويعرف منها كل شىء }استسلمت للنوم مره اخرى بعد أن فطرت قلبه ببكائها..........
▪▪نام يوسف فوق الاريكه اقترب منه كريم ببطء يهمس{يوسف...جو يلا اصحى }استيقظ يوسف متفاجئ يردد{شمس }مسد رقبته يناظر كريم الواقف امامه يحمل فنجان قهوه وبعض الشطائر {شمس بخير ولسه نايمه يلا قوم افطر}فرك يوسف عينيه{هى الساعه كام يظهر انى نمت كتير }هز كريم رأسه نفيا {لا ولا نمت كتير ولا حاجه انت ناسى أننا وصلنا هنا الفجر بس الساعة 6ونص واكيد انت لازم تروح المصحه} ارتشف يوسف من فنجان القهوة وهو يقف أمام كريم {فعلا لازم اروح المصحه بدرى عشان اعرف هيحصل ايه كويس انك صحتنى كيمو مش عارف اقولك ايه تعبتك معايا وانت كمان لازم تروح شغلك }رفع كريم حاجبيه بإبتسامه {النهارده السبت والنيابة اجازه وبعدين خد بالك انا لو روحت النيابه مش فى صالحك ابدا}التفت له يوسف {ازاى يعنى مش فى صالحي} ضحك كريم بقوه {عشان هعملك استدعاء يادكتور واحقق معاك فى خطف شمس }ضحك يوسف قائلا {مش عارف من غيرك كنت عملت ايه بجد انا هطلع اطمن على شمس }اومأ كريم برأسه {اطمن لسه نايمه انا اطمنت عليها شوف انت هتعمل ايه }شرد يوسف قليلا يضرب جبهته بخفه{اوووه ملك نسيتها لو صحيت ومالقتنيش هتعيط لازم أكلم مريم}....... ارتبكت ملامح كريم ينظر ليوسف وهو يحمل هاتفه {صباح الخير مريم اسف حبيبتى قلقتك }جلست مريم فوق الفراش تفرك عينيها{صباح النور يوسف انت فين قلقت عليك انت بايت بره }رد يوسف {ايوه يا مريم فى ظروف خلتنى ابات بره البيت طمنينى على ملك }
نظرت مريم لملك النائمه بجانبها تملس على شعرها بحنان {اطمن حبيبى فى سابع نومه متقلقش }زفر يوسف أنفاسه بإرتياح {الحمد لله مريم ممكن اطلب منك طلب انا محتاج بدله و وكمان فستان من عندك و.....}....تفاجئت مريم من طلب يوسف تهمس {فستان لمين يا جو انت بخير }خجل يوسف من تفكير مريم ليقول بصوت خجول {اطمنى يا مريم انا بخير انا بس محتاجك معايا و هتفهمى كل حاجه اما تيجى }بدت لمحه من الارتباك على وجه كريم وهو يسمع حديث يوسف جعلته يفكر بمريم خاصته....ادركت مريم انه امر جدي فردت بحزم {اوك يوسف فهمتك هكون عندك بسرعه متقلقش }.........
▪▪على طاوله الطعام جلس أدهم بمقدمة الطاوله يقرأ الجرائد اليوميه كعادته لتنضم له ناريمان بملابسها الرياضية ونادر{صباح الخير دادى }ابتسم أدهم بوجه ابنته المدلله{صباح النور حبييتى....نادر على فين بدرى كده}.....{النهارده معاد الشحنه يادكتور ولازم أكون فى الجمارك انتى ناسى }اومأ أدهم برأسه {ايوه فعلا كنت ناسى }ابتسم نادر يرتشف من فنجان الشاى أمام {على فكره طنط فريده كلمتنى وقالت دكتور سيف على وصول الاسبوع الجاى عشان يتم الجواز}...... لوت ناريمان شفتيها باستهجان{أخيرا مريم هانم وافقت على معاد الفرح }زمجر نادر ناريمان بغضب {ناريمان بلاش تبدتدي في تريقتك }نظر أدهم نحو ناريمان بطرف عين قائلا {ناريمان مش عايز مشاكل وخليكى فى نفسك وفى مشكلتك }....هنا حضرت الخادمه تحمل هاتف أدهم {اتفضل يا دكتور تليفونك} نظر أدهم للمتصل ليظهر اسم آمال{ ايوه آمال فى حاجه }وفجأه وقف أدهم يصرخ بغضب {بتقولى ايه هربت وانتى كنتى فين يا هانم انا هوديكى فى ستين داهيه هربت ازاى ديه.... يادى المصيبة انا جاى حالا وحسابك هيكون معايا }....وقف نادر وناريمان يناظران لأدهم الغاضب وهو يركض بسرعه...هتف نادر {خير يا بابا فى حاجه}التفت أدهم بغضب وملامح مرتبكه {فى مصيبه مصيبه كبيره }........
▪▪هبطت فريده من على الدرج بأناقتها المعهودة تهتف {وداد واداد}وقفت وداد أمامها بوجه مبتسم {صباح الخير يا هانم }جلست فريده فى مكانها المفضل بالتراس على طاوله الإفطار التى تطل على المسبح الكبير {حضرى الفطار عشان عندى اجتماع فى الجمعيه وقولى لمريم ويوسف }همست وداد بتحفظ {مريم خرجت من نص ساعه معاها ملك }استغربت فريده لتنظر فى ساعتها الذهبيه {خرجت على فين بدرى كده مع ملك، ماقلتش رايحه فين وبعدين خرجت من غير ماتقولى}تنحنت وداد قبل أن ترد على فريده بهدوء {يظهر رايحين النادى واكيد ماحبتش تقلق حضرتك }اومأت برأسها وهى تبدأ فى تناول إفطارها {طيب قولى ليوسف الفطار جاهز }....قالت وداد بتلعثم{ودكتور يوسف خرج هو كمان من بدرى} وضعت فريده فنجان النسكافيه بغضب على الطاولة تهز رأسها بغضب {خرج على فين هو كمان هو مش عايز يتكلم معايا بيعاقبنى ولا ايه؟ والله انا عايشه فى مهزله }هزت وداد رأسها بالنفى{لا طبعا يا هانم ماتقوليش كده بس اكيد عنده شغل مهم دكتور يوسف ربنا يحميه بيحبك ويحترمك }وقفت فريده تحمل حقيبتها بعصبيه { يظهر انى فشلت فى تربيه ولادى انا رايحه الجمعيه لو حد سأل عنى عشان هقفل تليفونى فى الاجتماع }ذهبت مسرعة من أمام وداد وهى تهتف{طب كملى فطارك يا هانم }لوحت بيدها {مش عايزه افطر ولادى سدوا نفسى}هزت وداد رأسها وهى تقول {لا حول ولاقوة إلا بالله }.....
▪▪ازاح ستائر الغرفه وفتح النافذه لتدخل أشعة الشمس الذهبيه غرفه شمس تنير الغرفه بأكلمها لتبدأ بفتح عيونها ببطء واشعه الشمس تداعب عيونها وتعكس اشعتها على شعرها الكستنائى ووجها الصبوح جلست ببطء تراقب يوسف الواقف امامها بإبتسامته الساحره.....يقول بصوت هادئ {صباح الخير }فتحت عينيها تتأمل المكان بدهشه قبل أن يعود إدراكها وتتذكر قليلا من ليله أمس لأول مره تشعر بالراحة والأمل وهى ترى النور والهواء النقى يخترق جسدها الضعيف....وترى وجه آخر أكثر وسامه ورقه من الوجوه التى تستيقظ عليها صباحا.....فاجأته بإبتسامتها الرقيقه تهز رأسها دون ان تتكلم.....شعر يوسف بالراحة والسعاده أنها تبتسم لقد رأى ابتسامتها الساحره المنيرة أخيرا تزين شفتيها....اقترب منها بهدوء لترجع للخلف بقلق وظلت غارقة فى صمتها حتى جلس بجانبها والابتسامة الحنونه لا تفارق شفتيه {عامله ايه النهارده انتى طبعا عارفانى}اومأت رأسها بهدوء وعيناها تدوران فى وجهه المريح الذى يشعرها أنها فى أمان.....ابتسم أكثر قليلا بحنانه المعهود { انتي فاكرة اسمي؟ }هربت بعينيها من عينيه والحمره القانيه تغزو وجنتاها تهمس {يو سف}ربت على رأسها برفق { شمس أن شاء الله هتكونى بخير انتى مش مريضه انتى انسانه طبيعيه جدا وانا مبسوط انك قادره تتجاوبى معايا بالشكل ده }وقف يرتجف من داخله بعد أن القى عليها كلماته....كم تمنى فى هذه اللحظه أن يضمها لصدره ويقبل رأسها...اهتزت كلماته قليلا مغمغما برفق { انا حضرتلك الفطار عشان تاخدى ادويتك ولما ارجع لينا كلام كتير مع بعض }اتسعت عيناها بقلق ترمقه بنظرات مترقبه و جسدها يرتعش ليجلس أمامها يلمس يدها بهدوء {شمس انا مش هغيب عليكى ومش هسيبك لوحدك فى بنت جميله زيك كده هتيجى تقعد معاكى وماتخافيش منها اول ماتتكلم معاكى هتحبيها ومتاكد هى كمان هتحبك ديه اختى مريم ماتخافيش مش هسيبك }ليشعر باناملها تتحرك برجفه بين يده تتشبت باصابعه أكثر وعيناها مازلت تهربان من لقاء عينيه.......
▪▪دخلت مريم من باب الفيلا بسيارتها وبجانبها ملك تحمل دميتها الصغيره التى اشتراها لها يوسف قبل يومان.....لتشعر بوخزات خفيفه تتخلل قلبها وقد استشعرت بشىء ما سيحدث ولكن لا تعلم ماهو تفقدت المكان من داخل سيارتها لتلمح سياره يوسف واقفه أمامها نزلت مريم من سيارتها مرتبكه ونزلت ملك أيضا التى هتفت تصفق {دادى كار }ضحكت مريم تقبل ملك {امورتى الذكيه تعرف الكار بتاعت دادى }حملت حقيبه صغيره واتجهت إلى باب الفيلا ودقات قلبها تتعالى أكثر وضعت يدها على حلقه الباب تطرقه بهدوء.....فى الداخل انتبه كريم لطرقات الباب لينشف يده من سائل الأطباق وهو يرتدى مريله مطبخ صفراء برسمات توم وجيري ليتجه ناحيه الباب يفتحه وهو أيضا لايختلف عن مريم لقد تعالت دقات قلبه وشعور بالارتباك يحتله فتح الباب بهدوء يبتسم لتتعلق عينيه بعيناها فى عاطفة هادره....ارتعشت حدقتاها متفاجئه لتسقط الحقيبه من يدها وهى تراه واقف أمامها بإبتسامته الرائعه وعينيه الزيتونية الجذابة لتلتفت مره اخرى بسرعه ترمش بعينيها لسيارة يوسف حتى تتأكد أنها لاتحلم.....أما هو تسمر فى مكانه والابتسامة البلهاء تعلو وجهه و هو يهمس لنفسه {هى..... اه هى انت مش بتتخيل يا كيمو } طالعها من أطراف قدميها حتى منبت شعرها الذهبى....تجمد كل منهم والصمت يخيم حولهم وعيناهم لا تتزحزح عن بعضهما البعض....حتى قطعت الصمت الصغيره الواقفه بينهم ترفع رأسها وتناظر كل منهم دون أن تفهم شىء.....قائله بصوتها الصغير الناعم {مريومه مين ده}وهنا انتبه كل منهم على الصغيرة.......ليستجمع كريم قوته وهو يبحث عن صوته الضائع{ مريم انتى اخت يوسف }اومأت برأسها دون كلام بنعم....لتقفز ملك بفرحه{دادى } ركض يوسف على الدرج عند سماعه لصوت صغيرته {حبيبة دادى انا هنا }وقف بجانب كريم المتسمر أمام باب المدخل....ركضت ملك تعانق يوسف وتقبله وهو ينحنى على ركبتيه يعانقها بشده يقبل وجنتاها {وحشتى دادى قد الدنيا }وملك تردد خلفه {وحست قد الدنيا }حمل يوسف ملك ينظر لكل منهم {مالكم فى ايه وسع يابنى عشان مريم تدخل }...انتبه كريم ليوسف ليقول {اه اسف اتفضلى}كانت حمره الخجل تزين وجهها وعينيها تلمع من شده المفاجاه التى صنعها القدر مره اخرى دخلت مريم بهدوء تقبل يوسف {اتأخرت عليك }شعر يوسف بشىء غريب يحدث لاخته الغارقة فى خجلها وكريم الهادئ بغير عادته ليقول {انتم تعرفوا بعض ولا ايه }رد كل منهم فى نفس واحد { ايوه نع}ليكمل كريم بدهشه { اه لا فى الحقيقه اه نعرف بعض صدفه }تنحنحت مريم قائله بصعوبه { ايوه يا يوسف انا اعرف كريم أقصد أستاذ كريم }ضحك يوسف وهو يلاحظ علامات الارتباك تظهر على أخته الجميله و ذهول صديقه { طيب ادخلى مريومه هبقى اعرف بعدين الصدفه اللى عرفتكم ببعض بس مش اكيد انا السبب }.....تنفس كريم مرتجف { لا مش انت السبب }....لتضحك ملك وهى تشاور على صدر كريم {دادى توم جيرى }..لينظر يوسف لصدره كريم ويضحك بشده {الله يكسفك ايه اللى انت لابسه ده }....انتبه كريم على حاله لينزع المريله من رقبته { لا كنت بس بعمل حاجات فى المطبخ عن اذنكم }...ركض كطفل صغير من أمامها وهى تبتسم وتتابع خطواته....ليهتف يوسف {مريم جبتى الحاجات اللى قولتلك عليها }....نظرت ليدها الفارغة وشهقت {اه اه جبتهم هما فين }ليلتفت يوسف ناحيه الباب{أهم بره استنى ادخلهم }......
▪▪دخل أدهم المصحه يصرخ بغضب على الجميع يطلب من موظف الاستقبال أن يجمع جميع العاملين......صرخ على آمال بوجه الغضب المحمر غاضبا وسعاد تقف بجانبها {انتى كنتى فين لما هربت هه أنطققي، انتى هتروحى فى ستين داهيه }....كانت آمال تبكى بحرقه وخوف وكل جسدها يرتجف {انا سبتها يا دكتور وروحت اعمل قهوه اشربها عشان اسهر جنبها ورجعت ملقتهاش هو ده اللى حصل }....ضرب على مكتبه بعنف يزفر انفاسه بضيق وعصبية {يعنى ايه الأرض انشقت وبلعتها انتى مهملة يا هانم ازاى وحده زيها تقدر تتحرك بعد كميه الادويه اللى بتاخدها}ليقترب من آمال يكز على أسنانه لتصدر صوت {ولا انتى من الأساس مش بتديها الدواء وساعديها تهرب اتكلمى حد دفعلك اكتر }....إنهارت آمال أكثر وهي تقسم {والله بتاخد كل الادويه ديه متقدريش تمشى خطوتين وبعدين هعمل كده ليه بس }....وقفت سعاد تفكر كيف استطعت شمس الهرب ومن ساعدها لتبتسم تضع يدها على فها وتفكيرها ذهب لشخص واحد فقط.....قالت آمال بتصنع الخوف والحزن {أهدا يا دكتور يمكن حد من أخواتها جه واخدها}...نظر لها أدهم وعيناه تخرج نارا {انتى اتجننتى حد من أخواتها ازاى.....صرخ ازااااااااى ديه هربت يا هوانم الست اللى اعتمدت عليها هربت منها بكل سهولة }....طرق باب مكتب ادهم لتدخل موظفة الاستقبال {دكتور جمعت لحضرتك كل المناوبين فى الفتره المسائية اتفضل}....تفحص أدهم آمال بغيظ وحقد {حسابك معايا عسير ده غير أخواتها انتى انتهتى يا آمال وهنروح كلنا فى داهيه بسببك }...خرج أدهم من مكتبه بغضب يصفع الباب خلفه....لتنهار آمال على الأرض تصرخ {والله مهربتها والله}....انا سعاد انسحبت بهدوء تجرى اتصالا مهم وهى سعيده وتشعر بانه الأمور تسير على مايرام...........
▪▪جلست مريم بجانب يوسف وهى مازلت مرتبكة من نظرات كريم التي تخترقها بشغف أثناء كلامه مع كلام التى كانت تتحدث معه بمرح وطفوليه لتقطع مريم نظرات كريم العاشقة تسأل يوسف بهمس {يوسف طمنى فى ايه }.......اغمض يوسف عينياه لحظات قبل أن يقص على مريم كل ما مر به الليله الماضية مع شمس وما تمر به بالمصحه من مؤامرة مدبرة ومساعده كريم له.......لتناظر مريم كريم الغارق مع ملك بمرحه بنظرات إعجاب دفينه لم ترمق بها نادر أو أى رجل من قبل...ليطلب يوسف من ملك أن تبقى مع كريم حتى يعود هو مريم {ملوكه حبيبتى ممكن تخليكى هنا مع عمو كريم شويه }.....ابتسمت الصغيره {دادى ماثى}....هز يوسف رأسه {لا قلبى انا هنا...كريم ثوانى خالى ملك معاك}.....هز رأسه يدغدغ ملك بحب {اوك متقلقيش }.....قالت مريم بهمس {هى خطر يا يوسف يعانى }.....هز يوسف رأسه نفيا {لا ابدا يا مريم بس مش عايزها تتفاجى بأشخاص كتير هى مش متعوده على كده }.......وقفت أمام النافذه تنظر للحديقة الفيلا المليئه بالازاهار المتفتحه واشعه الشمس تكسب الحديقة والغرفة دف ونور جديد يتخلل حياتها لأول مره منذ زمن وهى لا تستشعر الراحه والأمان إلا وهى هنا بجانب ذلك الغريب مازالت خائفه هزيله مريضه ولكن اليوم تشعر أنها أكثر أمانا من أى وقت مضى.....طرقات خفيفه على باب الغرفه أخرجتها من تاملوها جعلتها تنظر إلى باب الغرفه الذى طل منها يوسف برأسه وابتسامته الحنونه على شفتيه تشعر ها بالأمان.....لتنبه إلى الفتاه الجميله الواقفه خلفه تنظر لها بترقب جعلتها تنتفض خوفا وتتراجع بجسدها المرتعش للخلف وملامحها ترتسم عليها علامات القلق والخوف.....اقترب منها يوسف بخطواته الهادئة {شمس ديه البنت الحلوه اللى كلمتك عنها فاكره متخافيش ديه اختى مريم }...كورت يديها تتشبس بملابسها خائفة..أشار يوسف لمريم المراقبة لملامحها الجميله ووجهها الطفولى أنها كما قال يوسف ملاك برى يهاب الناس...ببتسامتها المشرقة اقتربت مريم منها تتحدث معها بكل حب وحنان { انا مريم ازيك يا شمس لا يوسف ديه أجمل وارق بكتير من اللى قولتله عليها}....تحدثت مريم بتلقائيه و حب مع شمس لتشعرها ببعض الراحه ولكن شمس مازلت خائفه تطالعها بعيون حزينه ممزوجه بالخوف....ابتسم يوسف وهو يمسك يدها المتكوره على ملابسها {تعالى يا شمس متخافيش انا هنا }...استسلمت للمسته الحنونه بدون اعتراض تقترب منه والإحساس بالأمان يسرى بعروقها ينتزع منها الخوف.....ليضع كفها الصغير بيد مريم {سلمى عليها ومتقلقيش كل اللى هنا معاكى بيحبوكى وبيخافو عليكى }.....التفت مريم ليوسف تستشعر بكلماته شعور غريب ناحيه هذه الجميله الصامته جلست شمس على طرف الفراش والشعور بالقلق ينسحب بهدوء من جسدها و يستقر مكانه الأمان والثقة....ربتت مريم على شعرها بحنان تبدي اعجابها بشعرها السلسبيل قائللة بمرح {واااااو شعرك ماشاء الله جميل وانتى أجمل }....رفعت رأسها المنحنى تنظر لمريم وشفتيها ترتجف ببطء.....بعد وقت ليس طويلا تعودت شمس على وجود مريم معها بالغرفه ويوسف يعرفها مواعيد ادويتها والدواء اللزم عند تعرضها لاى صدمات استمعت مريم ليوسف بحرص ومن بعيد شمس تراقبهم وقد اختفى شعورها بالخوف من مريم وبدأ يتلاشى {انا دلوقتى لازم اغير هدومى وامشى وانتى يريت تساعديها تاخد حمام دافى }..ابتسمت مريم بدفئ تهز رأسها (اكيد يا جو من عينيا)....قرص وجنتها بعيون لمعه {ما اتحرمش منك، مريومه انا فى الاوضه التانيه وقبل مامشى همر عليكم اه ملك هتفضل معاكى ولا اعديها ع البيت }..{لا لا خليها هنا معايا احسن }.....قالت مريم وهى تخرج بعض الأغراض من الحقيبه.....جلس يوسف امام شمس {شمس انا عندى شغل وهرجع بسرعه ومريم هنا معاكى مش هتسيبك وانا هرجعلك بسرعه أن شاء الله متخافيش يا شمس انتى هنا فى أمان }.....اغمضت عينيها للحظات وكانها تتعقل حديثه لتومأ برأسها موافقة وهى تشعر ببعض القلق من تغيبه.....ابتسم بحنان ضاغطا على يدها باحتواء ورفق لا تجده إلا معه يبثها شعورا بالطمئنينة و الامان..............
▪▪فى غرفه جلال وقف طارق ونغم أمام دكتور عزيز وهى يفحص جلال و هو يردف بسعاده {لا انت النهارده بقيت احسن بكتير يا جلال وحالتك بتتحسن اكتر واكتر }ضم طارق زوجته لصدره مبتسم يردد {الحمد لله يا أونكل يعنى بابا ممكن يتكلم قريب ويتحرك}هز عزيز رأسه مبتسم {أن شاء الله }..........
تابع فى الجزء الثاني من الفصل السادس.............
#شمس_لا_تغيب [ تكملة الفصل السادس ] الجزء الثاني
*انتبهت مريم على نظرات شمس المعلقه بشىء....لتنظر لباب الغرفه لتجد ملك تقف وهى تحمل دميتها الصغيره بين يدها تبحلق بشمس ببراءه هادئه....وشمس تبدلها النظرات بحنان ممزوج بعاطفه طفولية على مظهرها الطفولى بفستانها القصير الزهرى المنقرش ببعض الزهور الصغيره وبيدها دمية صغيره جميله تشبه ملامحها الجميله.....هتفت مريم {ملوكه تعالى متتكسفيش تعالى سلمى على شمس }....اقتربت الصغيره بهدوء من شمس تقف بين قداميها شارده بملامحها وبضفيرتها المجدلة على جانب واحد....لتمد يدها الصغيره تلمس ضفيره شمس تهمس { حو ثعرك وكبير}....ابتسمت شمس بوجه الصغيره تبدلها لمستها بانامل مرتجفه تمرر اصابعها على وجهها البرىء ثم شعرها الناعم...استغربت مريم بشده من ملك فهى لاتحب أن يلمس احد شعرها وتغضب سريعا وتبكى ولكن مع شمس الأمر أختلف لقد تركتها تلمس شعرها وتعبث به أيضا....ضحكت مريم بسعاده تقول لشمس {ديه ملوكه بنت يوسف شوفتى جميله ازاى }...ازدات ضربات قلبها ودبت رجفة لذيذة في جسدها لذكر اسمه....لتتمعن فى وجه الصغيره أكثر وعينيها تسرح بوجهها وعينيها الهادئة أنها تشبهه لدرجه كبيره تمتلك نفس الراحه والأمان التى يمتلكهم يوسف بل وأكثر...وبدون أى وعى التقطت شمس ملك بين ذراعيها تعناقها بشده وملك تلف يدها الصغيره حول عنقها بشده تتمسك بها وكانها تشبع افتقدها من حنان امها....فاضت عيون مريم بالدموع مندهشه مايحدث شمس وملك فى أحضان بعضهما البعض وكأن كل منهم تحتاج إلى هذا العناق القوى لتهمس شمس لصغيره بصوت ضعيف {انا اسمى شمس}....انصعقت مريم أكثر ها هي أخيرا بعد أكثر من ثلاث ساعات فى صمت تسمع صوت شمس الناعم
حوطت ملك وجه شمس بيدها الصغيره قائلا ببراءه الأطفال والفطره الربانيه { انتى جميله زى مامى }.....
و فى هذه اللحظه لم تتمالك مريم نفسها فهطلت دموعها لتخرج من الغرفه تركض لتسطدم بصدر كريم الذى كان يبحث عن ملك....سال كريم مريم بقلق {مالك يا مريم حصل ايه ملك بخير؟ }....هزت مريم رأسها تمسح دموعها والتى أعطت لون عينيها بريق ولون فيروزى هادى كموج البحر جعلت كريم يسبح عائما فى بحور امواجها ......وهنا خرج يوسف من الغرفه ليجد كلا من كريم ومريم قبالة بعضهما لا يشعر كلا منهم بوجوده تنحنح يوسف بخجل {ايه مالكم كل ماخرج االاقيكم كده واقفين متنحين }....اشاحت مريم بوجهها المتورد خجلا وتصبب كريم العرق على وجه قائلا برتباك {مش مش عارف مريم كانت بتعيط }حدق يوسف لمريم بعينين متسعه للحظات {مريم فى ايه شمس كويس وملك فين }...مسحت مريم بقايا دموعها وهى تشعر بتوهج وجناتها {حصلت حاجه غريبه جدا يا يوسف مش عارفه اقولك ايه ادخل وشوف}...بحلق كل من كريم ويوسف بوجه مريم لتتسارع دقات قلبه وهو يلتفت بسرعه من أمامهم متجه للغرفه شمس.....أما كريم مازال يبحلق بوجه مريم لتلاحظ مريم وتبتسم من منظره المضحك {انا اسفه مشكلتى انى بتاثر بسرعه }.....هز كريم رأسه {لا عادى انا كمان بتاثر كده }....قالت باستغراب {بس انت وكيل نيابة وبتتعامل مع كل أنواع اسفه المجرمين }....استند بظهره على الدرج وهو يمشط شعره بابتسامه {انا بتعامل مع الكل من حرامى الغسيل لحد رجل الأعمال والسلطه بس بعد شغلى بفصل حياتى المهنيه ويعيش بشخصية كريم }..... اشاحت بوجهها عنه وهى تبتسم
{عن اذنك اروح اشوف شمس}....ناظرها بنظراته الحاره قائلا {هاجي معاكى}.......
دخل يوسف من باب الغرفه ليندهش مما تراه عينيه ابنته الصغيره الجميله جعلتها تتحدث معاها بكل سهولة وبراءة ودون خوف وقيود تفحصها بعيونه بنظرات مدلهة وهى فى كامل جمالها وانوثتها الطاغيه شابه جميله متفجرة الانوثه والجمال والصبا كان يراها على وشك الجنون وكادت أن تفقد عقلها والآن يراها بروح طفله صغيره تتكلم وتلعب...كانت تهمس مع ملك يتبادلان الحديث و لم يتمكن يوسف من سماعهم.....رفعت ملك رأسها لترى يوسف يقف بالقرب منهم لتهتف بسعاده وهى تركض عليه {داااااااااادى }....حمل ملك بين يده يقبلها وهو يقف أمامها بطوله المهيب وجسده المنسق ووسامته الغير معهوده التى تزيده هايبه ووقار....اخفضت رأسها للاسفل تبتعد عن عينياه التى تخترقها وهى تشعر بهم ولكنه جلس بملك بالمقعد المقابل للسريرها يحاصرها بنظراته العميقة رغم عنها تخصبت وجنتاه بحمره خفيفه من تأثير نظراته....كانت تقف مريم بجانب كريم يلاحظون نظرات يوسف العميقة لشمس....ليهمس كريم بصوت منخفض {تعالى نشرب حاجه }....نظرت مريم لعيونه الزيتونيه برعشه خفية تهز رأسها.........
داعبت ملك وجنتي يوسف لينتبه عليها قائلا {اتعرفتى على شمس }....قفزت ملك من بين أحضان يوسف تاخد دميتها الصغيره {دادى ديه اسمها ايه }...ضحك يوسف يهز راسه {اسمها ايه}......اقتربت من شمس تقف بين قداميها {ثمس على اسم ثحبتى}.....عانقتهاا شمس تقبل رأسها وتهمس أمام يوسف { شمس على أسمى }وأشارت علي نفسها...هزت ملك رأسها {امممممم ديه ثمس خديها مث عايزث}....شرد يوسف بملك وشمس يشعر بسعاده من تبادل شمس الحديث مع ملك...قطع حديثهم يسال شمس {شمس ايه رايك فى ملوكه}....
داعبت شعر ملك لتبتسم ملك { جمييله وبريئه}...نظر اليها يحتضن ملامحها بعينيه بنظرات أكثر حراره {وهى كمان شايفه انك جميله وبريئه ورقيقه}....قال وهو يقف {انا شايف انك فى تحسن مريم هتابع ادويتك وان شاء الله هترجعى احسن من الاول }...فرفعت وجهها إليه تشكره بهمس {شكرا }.....ثم اطرقت وجهها مره اخرى تنظر للصغيره.....ليرفع ذقنها إليه يستمتع بترقرق أمواج العسل بعينيها يقول بصوت اجش عاطفي لابعد الحدود { مش محتاج شكر محتاج انى اشوفك بخير....وعارف انك هترجعى احسن من الاول}
ترك ذقنها قائلا {ملوكه دادى رايح الشغل وهيرجع بسرعه عايزه تروحى عند نانه فريده.}ركضت ملك لصدره شمس تتمسك بها بقوه {لا نانه عايزث ثمس}
تمسكت بها شمس تعناقها خوفا أن ترحل ملك ....ليهز يوسف رأسه ببتسامته الحنونه {اوك بس مش عايز شقاوه}...هزت ملك رأسها للامام {حاضل فيش دوثه }
تحرك نحو لباب الغرفه وعينيها تتابع خطواته حتى التفت ينظر إليها ويبتسم. ...........
كانت لجين تتبضع في اسواق دبي برفقة صديقتها لتصطدم فجأة باحدهم فهتفت تصرخ (هاااي حيل عييينك الس....) و صمتت فجأة و هي تجد نفسها امام مراد ينظر اليها بابتسامة جانبيه فتراجعت للخلف عاقدة حاجبيها و سرعان ما استدركت و عادت تصرخ بيه (اننت... هو انت ما بتتعبش) فاجاب بتهكم (شافك لبلب بالمصري ما شاء الله امال نازله فيا شتم بالتونسي ليه عالاقل اشتمني بلهجه افهمها)
فاشاحت عنه توليه ظهرها و غادرت و هي تشتم بغضب (غبي ) و كانت تقطع الشارع غير منتبهة السياره المتجهة نحوها ليصرخ مراد باعلي صوته(لجييييييين)...
الي اللقاء مع الفصل السابع............
#شمس_لا_تغيب [ الفصل السابع ] بقلم سارة سعد
*دخل يوسف المصحه بكل هدوء ورزانه يتصنع عدم الفهم واللامبالاة وهو يرى حاله من الفوضى وعدم الاستقرار تعم أجواء المصحه.......لتستقبله سعاد لتحمل حقيبته وعلى وجهها علامات الفرح قائلة {دكتور يوسف دكتور أدهم منتظرك فى مكتبه }.....اومأ يوسف برأسه وذهب إلى مكتب ادهم بخطوات ثابتة واثقه وقبل أن يطرق باب الغرفه سمع نقاش حاد وصوت هتاف شخص يهدد بإغلاق المصحه فتيقن يوسف ان هذا الشخص هو اخ من اخوات شمس.....ليأخذ نفسا عميقا ثم يطرق باب الغرفه بهدوء دخل بملامح مستغربه غير مدرك لما يحدث....وقف أدهم يستقبله ويقدمه لطارق الجالس بتوتر يفرك يده وعلى وجهه علامات الحزن والخزى...وهشام الواقف أمام النافذه يدخن سيجارته بنهم ويرتسم على وجهه الغضب الشديد....نظر إلى آمال الباكيه بشده تقف فى زاويه بعيده....لتقترب منه بسرعه تستنجد به وهى تبكى بحرقه {دكتور يوسف وحياة بنتك أقف جنبى والله يا دكتور انا مليش ذنب }....صرخ بها أدهم بشده {بسسسس مش عايز اسمع صوتك انتى بنى ادمة مهملة عديمة المسئوليه }....تنحنح يوسف ينظر بإستغراب {فى ايه يا دكتور ايه اللى حصل }....زفر أدهم بضيق يجلس على مقعد مكتبه وقبل أن يشرح ليوسف الأمر التفت هشام بعيون حمراء ووجه محتقن بالدماء يكز على أسنانه البيضاء بغل...نظرات استياء تبادلها يوسف وهشام معا كلا منهما ينظر للآخر بطريقته الخاصه ليقطع تلك النظرات آدهم وهو يقول بحنق وغضب { الهانم المستهتره هربت منها مريضه تخيل يا دكتور }....رد يوسف بصدمة {ازاى ده يحصل ومين المريضة اللى هربت وفين الأمن ؟ ده تسيب }.....رمقه طارق بحزن شديد {الحل ايه دلوقتى شمس ممكن يحصلها حاجه ديه مريضه وغير كده شابه وجميله ممكن أى حاجه تحصلها لا قدر الله }....جلس يوسف امام طارق الفاقد السيطره على حاله وشعور الأخوة والرابط الدموى يظهر على وجهه....ليظهر على ملامحه بعض التوتر {شمس اختك هربت طيب ازاى مش ممكن شمس حالتها ما تسمحش أبدا بالهروب اكيد فى حد هربها من هنا }...هتف بصوت غاضب يقف أمام أدهم يطرق على مكتبه بقوه {ده استهتار وسمعة سيئه جدا للمصحه يا دكتور ولازم كل الشفت فى الوقت ده يتحاسب ولازم الممرضه المسئولة تتحول للتحقيق فورا}....بكت آمال بشده يهتز جسدها {والله يا دكتور انا ماليش ذنب فى أى حاجه انا سبتها ثوانى }...قبض يوسف على راحة يده يتمنى ان يهشم وجهها ويكشف كذبتها الحقيره......وقف هشام بغضب ينظر ليوسف بعدم ارتياح واقترب منه بكل هدوء ينظر له بطريقته المستفزه {اختى لازم ترجع والا انا هدمر المصحه كلها .. شمس لازم ترجع والا هقفل المصحه ديه فاهم يا دكتور }....ابتسم يوسف يضع يده بجيوب سرواله ويبادل هشام نفس النظره المستفزه قائلا بهدوء {هشام بيه أرجوك امسك اعصابك واوعدك انا بنفسى هحاسب الكل}....ثم وجه نظره لأدهم المتوتر يفرك جبهته {انا هاخد آمال معايا هستفسر منها على شويه حاجات لحد ما البوليس يوصل }.....هز أدهم رأسه {تمام اتفضل يا يوسف أتصرف انت }.....خرج يوسف برفقه آمال....ليلتفت هشام يهمس امام وجه أدهم بنظرات قاتله {انا مش مرتاح ليوسف ده ابدا....لازم تتصرف القضيه بعد شهرين ولازم شمس تتقدم للمحكمة على أنها مجنونه رسمى فهمت ولا أفهمك اسمعنى كويس انا مش بدفع كل الفلوس ديه عشان شمس تهرب }....ليجذب أدهم من معطفه بقوه....انتفض طارق من مكانه يمسك هشام بقوه {أهدا يا هشام أرجوك مش عايزين مشاكل كفايه اللى احنا فيه }....قال أدهم بغضب وهو ينزع نظارته الطبيه عن وجهه {انت بتدفع كل الفلوس ديه عشان تقرير منى أن شمس مجنونه وتستحق الوصايه احنا الإثنين مصلحه مشتركه هشام بيه فبلاش أسلوب التهديد ده معايا }......ناظر هشام أدهم بإشمئزاز وتهديد {أتصرف قبل ما أتصرف انا واعمل حاجات تندم عليها العمر كله دكتور أدهم }....ليخرج هشام من غرفه المكتب وخلفه طارق بغضب.....جلس أدهم يلتقط أنفاسه ليصرخ بغضب {كله من الغبيه امال هتدمر كل حاجه.....كل حاجه }.........
انتهى مراد وعدنان وباقى الفرقه الموسيقيه من البروفات النهائية للحفل ليقف مراد يهتف بحماس {اوك ياشباب كده احنا جاهزين اشوفكم بالليل أن شاء الله }.....صاح الجميع بحماس شبابى مهللين....ليلاحظ مراد شرود عدنان الواقف بزاوية بعيدا....اقترب منه مراد يربت على اكتافه {ايه يابنى مالك طول البروفا وانت سرحان فى ايه }....سأله عدنان بقلق {ماتعرفش حاجه عن زينب هتيجى ولا لا؟ }......اغمض مراد عيونه يضرب جبهته {اوووف نسيت زينب خالص ديه قالتلى ممكن تيجى مع باباها }....عقد عدنان حاجبيه بدهشه {ممكن ماتجيش }....رفع مراد اكتافه {مش عارف ثوانى اكلمها واشوف بس لو جت كانت اكيد كلمتنى }....تفحص عدنان مراد بنظرة رجاء {طيب كلمها يامراد لو سمحت }...شعر مراد بالحزن على صديقه المقرب وعشقه لزينب من طرف واحد ليهز رأسه بإبتسامه {طيب هكلمها واسمعك صوتها كمان }....عانق عدنان مراد كطفل صغير ينتظر هديته....هاتف مراد زينب وهو يفتح مكبر الصوت حتى يستطيع عدنان سماع صوتها الناعم...ردت زينب كعادتها المرحة تصرخ بمرح {مارووو miss you جدا }...ابتسم عدنان بعشق يستمع لصوتها الطفولى بشغف واشتياق ليضحك مراد بقوه {miss you زيزو وحشانى جدا طبعا نفضتى للحفله يا واطيه }....نظر عدنان ناحيه مراد بغيره مخفيه كم يتمنى أن يكون هو من يتحدث معها ويستمتع بضحكتها الرنانه هو فقط....قالت زينب معتذره بصوت طفولى {sorry مارو كان نفسى أكون معاك بس بيبى أصدر القرار وقال لا أصله بيغير منك }
تأفف مراد بحنق {يادى بيبى بتاعك بيغير منى ليه هو مش عارف أننا أصحاب من قبل هو مايتولد مش عارف يا زينب الغلس ده بتحبيه على ايه }....جعد عدنان جبينه يكتم حسرته و عذابه فى حبها....هتفت بغضب {مراد please ماتتكلمش كده عنه مش عارفه ليه انتوا الاثنين مش بتطيقوا بعض وبعدين انت تقدر تقول لا لحبيبتك }....وهنا تذكر مراد وجه لجين الجميل وابتسامتها ليسرح قليلا.....لتصرخ زينب {ايه روحت فين مراد }..تنهد مراد قائلا {لما تكونى حبيبة اصلا وبعدين عمر حبيبتى ماتاخدنى من صديقه طفولتى وتقولى لا ماتروحش ماتش التنس بتاعها }....زفرت زينب انفاسها تتأسف لمراد{sorry sorry مارو اوعدك الحفله الجايه هكون معاك انا وحسام حتى لو كانت فى المريخ }....ابتسم مراد بحنق يتتطلع إلى صديقه البائس الحزين يقول بسخريه {لا يبقى ماتحضريش أى حفله ليا احسن على العموم الحفله هتتذاع اون لاين على موقع الفرقه ياريت تشوفيها ولا بيبى هيقولك لا }.....ضحكت زينب ضحكه رنانه{اممممم بايخ sure هشوف الحفله واستمتع بعزفك وصوتك ماتتخيلش متحمسه ازاى اشوفكم انت وعدنان وباقى الفرقه }...لتصمت قليلا قائلة بإرتباك واضح فى نبرات صوتها {أخبار عدنان ايه ياريت تسلم عليه }.....ابتسم عدنان فرحا بسؤالها عنه ليبعد مراد الهاتف يهمس لعدنان {تكلمها }....هز برأسه مبتعد {لا لا يا مراد }.....رد مراد {تمام كويس وهايص هنا مع البنات }.....سدد عدنان نظره عتاب لمراد الذى زجره بغضب.....لتصمت زينب قليلا قائلة بنفس نبرة الارتباك {تمام عدنان شاب ممتاز والف بنت تتمناه }...قال مراد بسخريه {لكن هو للأسف يتمنى بنت واحده من ألف }...تنهدت زينب تنهيده عاليه لتحافظ على نفس نبرة صوتها المرحه {اوك مارو اتمنالك النجاح وان شاء الله هتكون حفله جميله وتكسر دبى وسلملى كتير على أونكل سيف وباقى الفريق }.....شعر مراد بأنها تريد أن تنهى الاتصال بعد كلامه عن عدنان...لينهي معها الاتصال فورا.....وقف عدنان يحمل جيتاره بوجه غاضب متألم.....ليقف أمامه مراد ينظر له عبسا {ليه رفضت تكلمها وهى بتسأل عنك }....حرك كتفيه بعدم اهتمام {مجرد سؤال مكنش مستحق انى اكلمها....وبعدين ليه بتتكلم معاها عن حسام كده بلاش يامراد أرجوك تتكلم عنه بالطريقه ديه عشان ماتضيقش منك وتخسرها }....كز مراد على أسنانه بحنق {انت هتجننى يابنى منين بتحبها وبتعشقها وبتتعذب عشانها ومنين مش عايزنى أتكلم عنه كده ده فاشل حقير بيستغلها وانت المفروض ماتكونش سلبى بالطريقه ديه وتظهر مشاعرك اللى هى اكيد حساها }....كور عدنان قبضة يده يمنع نفسه من الصراخ بوجه صديقه {مراد مراد انت مش فاهم انا مقدرش افرض نفسى عليها ابدا مش معنى أنها مش بتبادلنى نفس الشعور انى ما اتمنلهاش الخير وحياه سعيده مع...اللى بتحبه }.....اقترب مراد من صديقه يربت على كتفه داعما اياه {طيب طيب أهدا عايزك النهارده تعزف من قلبك كانك بتعزف ليها.....ويلا بقا دكتور سيف عزمنا على أكلة سمك وجمبرى واستاكوزا مش عارف بعد الأكله ديه هنعمل ايه فى كميه الطاقه الإيجابية احنا الثلاثه }.....ضحك عدنان يلكم مراد بخفه هاتفا {انت قليل الأدب وسافل...اكيد الاموره هتيجى الحفله بعد ما سوبر مان انقذها من الموت مش مصدق لحد دلوقتى انها اعتذرتلك }..ابتعد مراد عن عدنان يجلس على حافة المسرح ثم تمدد بجسده فوق أرضية المسرح الخشبى شارد يتذكر ذلك اليوم الذى خرج فيه من جاليري نهله خالة لجين...يلمحها من بعيد تحمل بعض الأكياس وتتحدث مع صديقتها تقطع الطريق غير منتبه للسيارة القادمه من ذلك الاتجاه بسرعه ليركض عليها مراد بكل سرعته يجذبها من ذراعها بكل قوته وهو يصرخ {لجيييييييين }...ليسقط على الأرض وهى فوقه تغمض عينيها بوجه شاحب وانفاس متسارعة وجسد نحيف يرتعش بين ذراعيه.....فتحت عيونها ببطء تتفحص وجهه الخالى من الدماء وشاحب كالاموات خوفا عليها وعيناه الرماديه تترقرق بها دموع الخوف والقلق عليها..ليعلو صدرها وينخفض وتتعالى دقات قلبها بقوه يرتخى جسدها بين ذراعيه لاتشعر بشيء غير ضربات قلبها....التقت عينيهم فى حوار صامت كل منهم ينظر للآخر بطريقته الخاصه ليستيقظا على صرخات صديقه لجين تسألها بقلق {لوجى انتى كويسة؟ لوجى }........
وقفت لجين بمساعدة صديقتها لتتفاجئ بجمع من الناس ينظرون لهم....شعرت بالحرج الشديد تتوهج وجنتها بأحمرار شديد ليقف مراد متألم من سقوطه بقوه على ظهره.....اقتربت منه لجين تسأله بقلق {انت بخير ضهرك فيه حاجه؟ }.....لم يهتم مراد بسؤالها متعمدٱ ان يتفادى نظرات القلق المتألقه داخل عينيها المتوهجه ببريق الزمرد...لتسأله مره اخرى باهتمام تلمس كتفه بحنان انصهر له جسده {مراد طمنى ممكن نروح أى مستشفى قريبه }....رفع عينيه الرماديه يقابل تألق الزمرد داخل عينيها يردد بصوت خالى من المشاعر {انا بخير المهم انتى انسه لجين بخير حصلك حاجه }....شعرت لجين بكلمات مراد البارده تمزقها وتشعرها بانه يحتقرها من وقت ذلك الكف لتهمس بصوت انثوى مثير وهى تتعمد النظر لبؤبؤ عينيه الرماديه { merci انك انقذتنى و sorry على اسلوبى الجاف معاك ارجو انك تقبل اعتذارى }.....نظر لها بعدم اهتمام خارجى ولكن بداخله يتوهج قلبه نارا يتمنى ان يسحقها بين ذراعيه ويقبل شفتيها الممتلئه بنهم بين شفتيه القاسيه.....تنهدت لجين بحزن وأسبلت
اهدابها قائلة { حاسه أن اعتذارى غير مقبول دكتور مراد عن اذنك واسفه مره تانيه }....لتذهب من إمامه بسرعه برفقه صديقتها....كور قبضة يده بقوه يكز على أسنانه يمنع نفسه من الذهاب خلفها وجذبها بين ذراعيه......
نادى عدنان على مراد المتسطح بجسده فوق أرضية المسرح {ااااايه مراد روحت فين }.....نظر مراد لعدنان يسأله بحيره {تفتكر هتيجى الحفله مع خالتها }....تسطح عدنان بجانبه يضع يده اسفل رأسه { حبتها يا مراد }....لم يجيب مراد التزم بالصمت وعينيه هائمه تتذكر وجهها وتوهج وجناتها اللذيذة كثمره التفاح......ليكمل عدنان بصوت مبحوح تتخلله العاطفة {ليه الحب صعب وطريق الوصول له أصعب وكله مراره ؟؟ أصعب إحساس هو الحب من طرف واحد شعور مؤلم جدا يتعب قلبك ويجرح احساسك }....ضرب ناحيه قلبه بقبضة يده { اااااه يا مراد ياريت اقدر انزع قلبى وادوس عليه عشان امحيها منه....ياريت ماشوفتها واتمنتها هى نجمه بعيده فى سابع سماء الوصول ليها أصعب من نزع الروح...ياريت ماشوفتها أو عرفتها }....التفت له مراد قائلا بنبره غضب {كلمه ياريت للضعفاء بس وانت مش ضعيف حاول تكسب قلبها }....تنهد عدنان بقلب خافق {من أول يوم شوفتها وقابلتها اتعلقت بيها وحبيتها بس هى مش شايفانى ابدا }....لتعود به الذكرى من أكثر من سنه وهو يدخل مع مراد النادى ويقول مراد بحماس {النهادره زيزو هتلعب ماتش تنس مهم}....ليلتفت له عدنان {مين زيزو وحده جديدة }....جلس بجانب مراد بين المشجعين أمام ملعب التنس لتخرج بزيها الرياضى الأبيض فى زهرى وجسدها البرونزى يلمع تحت اشعه الشمس فتاه جميله سحرته من الوهله الأولى وهى تقفز تلتقط الكره و شعرها الأسود الناعم على شكل ذيل فرس يتحرك بنعومه مع قفزتها خطفت قلبه واشعلت حواسه وبعد نهاية المباراه التى فازت بها زينب أو زيزو كما يطلق عليها مراد...ركضت تعانق صديقها الغالى مراد بفرحه {وحشانى يا زيزو جدا وأخيرا شوفتك بتلعبى ماتش }.....ليعرف مراد عدنان على زينب {عدنان صديقى من تونس بس تقدرى تقولى مصرى اتعرفت عليه فى فتره وجودك فىأستراليا}....ابتسمت بود وعينيها السوداء المكحله بسواد ربانى تلمع بمرح {أهلا عدنان انا زينب }..ليكمل مراد التعارف{زيزو صديقه عمرى }....رمقها بنظره إعجاب { مرحبا زينب والله مبسوط برشا بلقائك }
ضحكت زينب {بررررشا }...ضحك مراد بمرحه المميز {برشا....يعنى كتير أو جدا اتعلموها بقا}.....تبادل ثلاثتهم الحديث معا وعدنا عينيه لم تفارق وجهها يتفحصها بهيام و إعجاب....أصبح عدنان صديق مقرب لزينب وتعددت لقاءاتهم حتى جاء اليوم الذى انهارت فيه كل مشاعره وتحطمت وهو يدخل النادى ويجلس بملعب التنس يحضر تدريب زيزو....ليأتى شخص طويل القامه وعريض الجسد بشعر اسود وعيون خضرا ساحر الشكل والمظهر ولكنه انسان حقير واطى يتحدث عنه الجميع بانه فاسد زير نساء يتلاعب بتلك الصغيره وبرغم من كل محاولات مراد الفاشلة فى أقناع زينب بانه شخص حقير الا أنها تصمم على موقفها وتعشقه بجنون....ليقترب حسام من زينب يجذبها بقوه من ذراعها يتحدث معها بغضب تابع عدنان الموقف من بعيد لا يريد أن يتدخل ولكن زاد حسام من عصبيته وتعالت صرخاته ليركض عدنان ويقف أمامه يصرخ عليه ويجذب زينب من بين ذراعيه بقوه قائلا بغضب {انت ازاى تكلمها كده هه}...وقف حسام بجسده الضخم أمام عدنان يضحك باستفزاز {وانت بقا هتعلمنى أتكلم ازاى يا شاطر يلا روح العب بعيد }اشتد النقاش بينهم وزينب تقف بالمنتصف تحاول فض النزاع الذى وصل لحد الاشتباك بالايدى....ليأتى مراد يركض مع بعض أصدقائه يتدخلون لفض الاشتباك.....لينظر حسام بشراسه إلى عدنان اليافع الجسد والذى لقن ذلك العملاق درسا {انا مش هسيبك ومش هتدخل النادى تانى وهتشوف يا حقير مين هو حسام الشامى }...حاول عدنان الهجوم عليه مره اخرى ليدخل مراد تلك المره يهتف يغضب {انت انسان تافه متقدرش تعمل حاجه بلاش تهديد على الفاضى }....كز حسام على أسنانه ينظر لزينب المنهاره {وانتى مش عايز اعرفك تانى غير لما تقطعى علاقتك بدول }....ليذهب ويتركها تصرخ باسمه {حسام حسام استنى حسسسسسام}...لتلتفت لعدنان الذى ينزف بشده من شفتيه وتقترب منه بغضب ووجه محتقن متشنج {انت ازاى تتدخل مابينا انت مين اصلا وايه اللى دخلك فى حياتى واحده وحبيبها مع بعض انت مالك بيا هو انت اخويا ولا خطيبى }.....تألم بشده من كلماتها القاسيه جرحت مشاعره بكلماتها البارده الخاليه من الإحساس.....ليقطع مراد هتافها
متهجم الوجه {فى ايه يا زينب عدنان كان بيدافع عنك هو عمل ايه لكل ده}....أشارت باصبعها فى وجه مراد تقول بحنق {شكرا له بس من فضلكم محدش يتدخل فى حياتى تانى وياريت ملكش دعوه بيا عدنان }.....لتتركهم وترحل غضبا وهو يقف بجانب مراد يطرق رأسه للاسفل بألم ليقول بصوت مبحوح مرتجف {يلا مراد }....مرت على تلك الوقعه اكتر من سبع شهور بعدها لم يخطو عدنان النادى ولم يراها غير مرتين أو أكثر....مره حين اعتذرت منه بعد الحاح من مراد ومره أخرى فى تدريب الفريق فى حفل للنادى واقتصر الحديث بينهم على التحيه....ابتعد عنها عدنان ولملم جروحه واحتفظ بحبها فى قلبه يتمنى لها السعاده مع من تعشقه....................
فى مطبخ على الطراز الأمريكى وقفت مريم تقلب المكرونة تضع بعض البهارات ثم تذوقتها بحرص وتبتسم {واااااو تمام كده المكرونه جاهزه }.....وقف كريم يقطع الخضروات لعمل طبق سلطة مميز ناظرته مريم وهى تستند بجسدها على حائط المطبخ {هايل كريم انت بتقطع الخيار والطماطم بشكل منظم انا للأسف مش بعرف وأخرى طبق مكرونة }.....ضحك كريم بشده ينظر إلى تلك الطفلة المدلله الجميله بتلك العيون الساحره.... {انا اتعلمت من ماما كنت دايما بساعدها }....اندهشت مريم وهى تتناول قطعه من الخيار تضعها بفمها الصغير {مش ممكن انت بتساعد مامتك اول مره اشوف وكيل نيابة وطباخ }...تحرك كريم حولها يحضر اطباق الطعام ليصطدم بها غير متعمد.....اغمضت عينيها للحظات تستنشق رائحة عطره الهادئة والمثيرة بنفس الوقت وهو قريب منها لايفصل بينهم إلا مسافة صغيره.....وهو لا يختلف عنها كثيرا ووجهه أمام وجهها يتأمل ملامحها المنسقة وعينيها المغمضه برقه وشفتيها المرتجفه أما وجنتها كان لهم تأثير خاص عليه وهما محمرتان كحبات الطماطم الناضجة.....لحظات مرت عليهم وانفاسهم متعانقه ودقات قلوبهم متزامنه.....ابتعد عنها بعد أن رفعت عينيها تهمس أمام شفتيه {كريم المكر ونه}.....
ساد الصمت للحظات لتقطعه بصوتها الناعم تسأله وهو يكمل تقطيع طبق السلطه بطريقه مميزه {عندك اخوات }....هز رأسه نفيا دون أن ينظر لها يكبح مشاعره الهائجه كموج البحر {لا معنديش انا وحيد الحاجه والحاج }....ابتسمت ابتسامه عابثه وهى تراه يتفادى النظر إليها....لم تستطع السيطره على ضحكتها الرنانة. ...لينظر لها بعدم فهم وترتسم على شفتيه هو الآخر ابتسامه هادئه..كبحت ابتسامتها تسأل بدلالها الانثوى الفطرى {خطيبتك اللى كانت معاك فى المطعم ولا صديقتك }....اومأ برأسه بوجه متجهم {ايوه خطبيتى يارا }.....داهمها الشعور بالضيق وظهر على ملامحها لتؤشر برأسها إلى اصبعه {انا افتكرت أنها صاحبتك عشان مفيش دبله فى ايدك }....وقف مقابلها يجفف يده بالمحارم الورقيه {مش بحب دبلتها }...فتحت فمها مندهشه {يعنى ايه مش بتحب دبلتها }...حرك رأسه بعدم مبالاة {خلعتها من أيدى من كام يوم وبالتحديد من 6 أيام }....تجمدت مكانها تشعر بالاحراج وسخونه بجسدها لتحمر خجلا تحاول أن تلملم نفسها لتسأله لماذا ولكنه سبقها بالجواب {أنا مش بحبها يا مريم انا خطبتها عشان ماما وبابا عايزين يفرحوا افتكرت انى ممكن أحبها بس اكتشفت أنها انسانه غيرى كل تفكيرها عكسى تماما واخدت القرار من كام يوم بس لما قابلتها }.....هزت رأسها تائهة تحدق بيه {ميييين }...سدد لها نظراته الهائمه يقبل على الاعتراف بأنها هى من استحوذت على قلبه وافقدته الرزانه والعقل بجمالها وقبل أن يجاوبها رن هاتفها لتنتفض تلعن الهاتف..كان على وشك الجواب ولكن ذلك الهاتف اللعين قطع عليهم....لتنظر لاسم المتصل وتتبدل ملامحها الهادئة لأخرى مرتبكه
ابتعدت عن كريم مسافة بسيطه وهو يراقبها لتفتح الهاتف وقبل أن تتكلم صاح نادر عاليا بصوت عالى غاضب {الهانم فين وليه تليفونك مقفول روحتى فين من الصبح يا مريم.....اتكلمى }....ابعدت الهاتف عن اذنها تضم شفتيها بحنق....ليصرخ نادر {مررررريم انتى فين }...زفرت انفاسها بضيق تسيطر على حالها {انت لو اديتنى فرصه هقولك انى مع ملك فى النادى }....{ويررريت بلاش نرفزه وصوت عالى يانادر والا هقفل التليفون }.....تمتم نادر بغيظ {انا هجيلك حالا متتحركيش من عندك }...شعرت مريم بالتوتر قبل أن تتمالك قوتها وتقول بصوت صارم {لا متجيش يا نادر ممكن }.....ظل كريم واقف قريب منها يستمع إلى حديثها بالهاتف والذى تحول من همس إلى صراخ بعد أن افقدها نادر السيطره على حالها {يظهر انك اتجننتى يا مريم اتعودتى تخرجى من غير ماتقولى ونسيتى أن النهارده معادنا مع بعض }.....تمالكت نفسها بعد لحظات قبل أن تقول بغضب {نادر انا مش ملكك انت بس انا ليا حياتى الخاصة مينفعش تتحكم فيا بالشكل ده أرجوك انا زهقت...زهقت }...رد نادر بصوت ساخر {نبرتك اتغيرت وبقت غريبه عليا ومش عجبانى بالمره }....قبل أن ترد وقبل أن يتعاظم الموقف وتزداد حدته.....أخذت نفس عميق وقالت ببرود متناهى {اتعود على طريقتى الجديده يابشمهندس ولو مش عجابك يبقى كل واحد مننا يشوف طريقه }...صرخ بقوه {مري.. }....وقبل أن يكمل أغلقت الهاتف بغضب ووضعته فوق الطاولة وتوجهت نحو المطبخ...لتجده يقف مقابلها يعقد يده أمام صدره يهمس باستياء {خطيبك }....اومأت رأسها بعصبيه {ايوه هو }....تهجم وجهه يسالها بغيره {بتحبيه }....لهثت انفاسها بانفعال تنظر بدهشه من جراءة سؤاله ولكن نظراته الحنونه اذبتها وصهرت جسدها أمام خضرا عينيه البراقة لترد بدون تردد تحضر الطعام لأجل ملك وشمس {أى بنت فى سن المراهقة ممكن تعجب بشخص وتشوفه فارس الاحلام وانا شوفت نادر كده الشاب الوسيم المهذب...وبعدها أتقدم ليا كان وقتها يوسف فى باريس وبابا بيجى مره فى الشهر }...تنهدت بحرقه وعينيها الفيروزيه تترقرق بالدموع تبتعد بوجهها الباكى {ماما ضغطت عليا وقتها فوافقت عليه لكن بعدها بفترة ظهر على حقيقته انسان انانى مش بيحب غير نفسه انا زيك بالظبط افتكرت انى حبيت وأنه الشخص المناسب بس غلطت فى تقديرى } استمع لها باهتمام وشغف ليستجمع قوته ويسالها {لحد دلوقتى مقلتيش حد مناسب لفت نظرك؟ }...شعرت بالخجل الشديد وتلونت وجناتها بالاحمرار...ليعيد سؤاله مره اخرى على مسمعها وقبل أن تجيبه رن هاتف كريم....ليرد على هاتفه بغيظ {ايوه يايوسف باشا }...ضحك يوسف ضحكه رنانه {كريم باشا اسف ع الإزعاج بس تليفون مريم مقفول وعايز اطمن على شمس وملك }...رد كريم {كل حاجه تمام متقلقش ومريم من شويه اطمنت على ملك وشمس وكانوا نايمين وانا ومريم بنطبخ....ده التقرير بتاع اليوم يا فندم }...علق يوسف بصوت حنون {ملك نايمه جنب شمس مسألتش عنى؟ }...ضحك كريم بسخريه {لا مسالتش مشغوله مع صاحبتها الجديده }....تنهد يوسف بحنان يبتسم ليتذكر الممرضة الجديده {كريم فى ممرضة هتوصل بعد ساعه تقريبا اسمها منى ياريت تستقبلها انت ومريم لحد ماوصل اسف ياكريم احتليت عش الزوجية بتاعك }....رد كريم بعفويه وإخلاص صديق {عيب يا جو متقولش كده ده بيتك }...ثم وجه نظره لمريم الجالسه أمامه.....وقبل أن يغلق يوسف سأله كريم بتراقب {يوسف طمنى حصل ايه فى موضوع شمس قابلت أخواتها }...صمت يوسف قليلا قبل أن يزفر انفاسه بغضب {هقولك على كل حاجه ياكريم لما اوصل }......اومأ كريم برأسه {تمام فى انتظارك }............
جلست آمال أمام يوسف ترتجف من البكاء والخوف تشبك اصابعها بتوتر....وضع يوسف أمامها كوبا من الماء قائلا بهدوء {اشربى آمال واهدى }....ارتشفت آمال من كوب الماء بارتباك ثم شهقت بالبكاء {صدقنى يا دكتور انا ماليش ذنب فى هروب شمس }....رجع بظهره للخلف يمط شفتيه بأسف {بس يا آمال اعترف انك مهملة شمس اختفت فى ورديتك انتى وانتى المسئولة عنها.....انا متأكد انك ملكيش ذنب فى هروبها بس دكتور أدهم وأخواتها مصممين على موضوع البلاغ واتهمك }...وقفت بسرعة تتجه ناحيه مكتبه تنحنى أمامه تريد أن تقبل يده {ابوس ايدك يا دكتور ابوس ايدك بلاش موضوع البلاغ ده}....هز يوسف رأسه {المشكله أن دكتور أدهم مصمم }...زمت آمال شفتيها غاضبه وتهجم وجهها {اسمع يا دكتور يوسف انا مش هروح فى داهيه لوحدى لو لزم الأمر هقول على كل حاجه }....رفع حاجبه بدهشه {تتكلمى عن ايه....قولى آمال متخافيش انا سمعك }....تنهدت آمال بخوف {اعمل معروف يا دكتور ساعدنى أنا خايفه }...اومأ يوسف برأسه {متخافيش يا آمال انا جنبك وهساعدك }....بضعف وخوف قصت آمال كل شيء تعرفه عن أدهم.....استمع لها يوسف بانتباه وقد تشنجت ملامح وجهه وكز على أسنانه بغضب وهو يستمع لحكى آمال...انتهت آمال لتنظر ليوسف بأسف تتطرق رأسها للأسفل {انا انا اسفه يا دكتور أرجوك ساعدنى }.....جلس بالمقعد المقابل لامال يهمس {ساعدينى عشان اقدر أساعدك انا مش عايزك تكونى كبش فدا وصدقينى انا هفضل جنبك للنهاية واعتبرك شاهد ملك متقلقيش }.....اومأت رأسها بخوف {بجد يا دكتور يعنى حضرتك هتساعدنى }...هز رأسه {اكيد هساعدك ياآمال بس حاولى تساعدينى انتى كمان دكتور أدهم بنفوذه ممكن بكل سهولة يقلب الوضع وتبقى انتى الجانى مش المجنى عليها عشان كده عايزك تبقى معايا خطوه بخطوه وانا هساعدك فى كل حاجه }.....استعمت آمال لخطة يوسف المحكمه وتعزم على تنفيذها بحزافريها لمساعدة نفسها من تهمه لامفر منها ومساعده يوسف أيضا الذى أكد لها وبشده مساعدته لها والوقوف بجانبها.................
تعالت أصواتهم واحتدت فى النقاش بقوه وشروق تهتف بفضب {ازاى ازاى يا هشام تهرب كده كل حاجه هتدمر وكل خطتنا هتفشل بسبب الغبيه المجنونة }.....تحمل هشام ضغط الألم يزفر انفاسه بضيق {شروق بلاش صريخ مش ناقص كفايه اللى انا فيه }...أخرج من جيب ستره علبه اقراص مسكنه يتناول منها حبتان للسيطرة على قوه الألم.....وقفت رانيا تشعل سيجارتها بتوتر وارتباك تهز جسدها {طي طيب محدش شافها وهى خارجه اكيييد اكيد يا هشام حد هربها صح أتكلم }....فرك عينيه المرهقان بشده {قولتلكم مش عارف محدش شافها ولا لمحها الكاميرات اتعطلت زى ما يكون حد عارف كل حاجه بالمصحه }....صرخت شروق بصوت رفيع غاضب {ده جنون فى لعبه كبيره بتتلعب علينا ولازم نلقى المجنونة ديه قبل ما كل الأمور تتعقد }....شردت رانيا لوقت تفكر بجنون وهى تقضم شفتيها {يمكن اللى هربها فهد هو اكيد لسه بيفكر فيها وعايزها فههههد }همست وهى تكز على أسنانها.....ليدخل طارق برفقه فهد مهلكين الجسد من البحث عن شمس فى جميع الأماكن التى يمكن أن تتواجد فيها....ركضت شروق على فهد تعانقه بشده {حياتى انا اسفه تعبت معانا }.....لترمقها رانيا بغل تمشط شعرها بيدها تجلى صوتها {مفيش جديد روحتوا كل الأماكن }....هز فهد رأسه بيأس {ايوه كل مكان بس مفيش فايده }....اغمض طارق عينيه {ولجين مسافرة اجازه يعني بعيده كل البعد عن اختفاء شمس }.....صرخ هشام بغضب يهشم التحفة الثمينة {راااااااحت فين ومع مين ازاى يحصل كده ازااااااااى }.....بمساعدة نغم والعصا الطبيه استطاع جلال الوقوف والمشى ببطء ليقول فى قرارة نفسه {جه الوقت اللى تتحرك فيه يا جلال خلاص لازم ترجع تحزم الأمور }....همست نغم بسعاده يغمرها حزن على شمس المسكينه {خالى قادر تنزل؟ }.....هز جلال رأسه يشد من عزمه وقوته بعد أن منحه الله عزوجل الشفاء ومنه عليه......تنهد بهدوء وحبات عرق تصب على جبهته {انا بخير يا نغم ربنا شفانى عشان شمس الحمد لله }....نزلا الدرج ببطء وكلما اقترب جلال ونغم تعالت الأصوات اكتر وهشام يصرخ بحقد دفين {انا لازم اموتها زى ماكانت سبب فى موت امى }...لترد شروق بنفس الغل الأسود {المجرمة قدرت تهرب اكيد كان ليها عشيق عشان تقدر تهرب }....لكن كلمات طارق الحنونه طغت على حزن نغم وهى تسمع زوجها وحبيبها يقول بحيلته المعهودة {لازم نعذرها هى ماكنتش فى حالتها الطبيعيه ابدا وممكن تكون مظلومه وبعدين دي اختنا ومن لحمنا كفايه عذابها كل ده }.....لتصرخ رانيا {ايه الكلام اللى بتقوله ده ونص الثروة يا طارق بيه مش صعبانه عليك }....ليقول فهد بخبث ممزوج بالغضب {طارق بيتاثر بكلام نغم وبتعرف تسيطر عليه كويس }....ليقف طارق بعيون محمره غاضبه أمام فهد يلهث أنفاسه {قصدك ايه يا فهد أتكلم عن مراتى عدل }....اشتد النقاش ليقف هشام يحاول أن يفصل بينهم وكل من رانيا وشروق تصرخان بشده حتى انفتح باب المكتب بقوة يصدر صوت ويعم الصمت المكان والجميع يقف مصعوق من تلك النظرات الجامده الحاده كعيون الصقر يقف بشموخه المعتاد قبل مرضه.....انصعق هشام ليبتعد عن الجميع ويقول بدهشه وصدمه {باااااااااابا }..........
بعد أن مر اليوم الأول بسلام واستطاع يوسف إقناع آمال بالمساعدة و استاطعت بخطته الذكيه تهديد أدهم أما بالبقاء فى المصحه أو البقاء بقسم الشرطه وهو برفقتها وعليها وعلى أعدائها......وبالفعل خضع أدهم لتهديداتها وابقاها بالمصحه ومازال البحث قائم عن شمس....رجع فيلا كريم ليلتقى بتلك الفتاه قريبه سعاد {منى}....فهى فتاه فى الثلاثين من عمرها محجبة و محترمه اطمئن لها يوسف واطلعها على جميع التفاصيل والأهم السريه......اومأت برأسها تخبره بابتسامه امنه {مدام سعاد عرفتنى بكل حاجه يا دكتور متقلقش انسه شمس فى عيونى }......وحان موعد تعرف منى بشمس والعكس.....لهفة وقلق وشعور برعشه تحتاج قلبه إصابته وهو يفتح باب الغرفه ويطالعها كبدر البدور تجلس باستمتاع وصوت ضحكتها الرنانه يصهر قلبه ويفقده عقله وعينيها بلون العسل تخطف أنفاسه بنظراتها البريئه المثيره وهى تداعب صغيرته الجميله التى تحلق بجانبها كالفراشه وتقفز بخفه تصفق بيدها بضحكات طفولية بريئه تعانق شمس ومريم تجلس بجانبهم تمرح معهم.....تهلل وجه يوسف واتسعت ابتسامته الجميله....ليدخل الغرفه ومعه الممرضه الجديده.....ركضت عليه ملك تعانقه وتتعلق برقبته تقبله ووقفت مريم تستقبل أخيها أما هى فتعلقت عينيها عليه تتفحصه وتلتهم تفصيله الوسيمه بدايه من شعره الأسود الكثيف الذى يغطى جبهته إلى وجهه الأسمر الوسيم بتلك الذقن الرائعه والجسد العضلى الممشوق بعضلات بارزة تظهر بالقميص الأبيض....لم تبعد عينيها عنه ولم تهتم بأمر منى الممرضة فقد كان وجوده يشتت ذهنها وعقلها ويخطف قلبها...ابتسمت برقة وهى ترى ملك تتململ بين يده وتقبله وتلوح بيدها الصغيره بكلماتها الصغيره الغير مفهومه تقص عليه يومها مع شمس وفرحتها.......
تعرفت شمس على منى وبطيبة منى ووجهها البشوش ووجود ملك استطاعت شمس تقبل منى والارتياح لها...بعد عذاب وارهاق وتودد وقفا كل من يوسف ومريم وكريم أمام ملك المتعلقه بشده بشمس وبكائها المرير يمزق قلب يوسف ويفطره تتشبس بها بشده وشمس تضمها لصدرها بحنان وتقبل وجنتها الممتلئة ويدها الصغيرة...والصغيرة مازالت متمسكه بها ترفض أن تتركها وترحل تصرخ {لا يوثف شمث لا يوثف }....ترقرقت الدموع بعيونها هى الاخرى تتمسك بملك وتقبل شعرها....وبعد عناء أكثر من ساعه وبكاء مستمر استسلمت الصغيره للنوم بين ذراعيها....
حملها يوسف بين يده و عيون شمس لا تفارقهم وإحساس الوحده يداهمها مره اخرى لتهمس بحزن {يوسف خليك معايا انت وملك }....تفاجئ يوسف من كلماتها البسيطه الرقيقه ليقترب منها ينحنى يقبل رأسها بحنان {مش هتأخر عنك انا أو ملك }....خرج من الغرفة تاركا قلبه بين يديها.......
تقلب فوق الفراش بقلق يتأمل فى الفراغ شارد الذهن يفكر {ياترى صاحيه ولا نايمه بتعمل ايه دلوقتى والأهم البنت الجديده اتعودت عليها ومش خايفة }....امسك بالهاتف يفكر {اتصل اطمن عليها }....جلس بنصف جسد فى الفراش يعبث بأزرار الهاتف {لا الأفضل اروح احسن }....نظر للوقت ليتراجع عن قراره {الساعه 11 اكيد هتكون نايمه لا مش هروح الوقت اتأخر جدا}...حدث نفسه وعقله وقلبه لا يكفوا عن التفكير فى ظلال عينيها ببركان العسل الصافى...تلبك شفتيها المنفرجه يغزو خياله ويجعله لا اراديا يفرج شفتاه...فطيفها لا يفارق خياله....تورد وجنتاها باللون الأحمر القانى يزيد من لهيب قلبه....تخيلها بكل ما يحمل الرجل من مشاعر واحتياج وحب لن ينكر إعجابه بها من الوهله الأولى بجمالها الفاتن وشعرها السلسبيل كخيوط الشمس الذهبيه وهى تشع الدفء والنور.......
استقل سيارته بتهور بعد أن اتخذ قراره أن يذهب اليها ويطفئ لهيب شوقه اليها مهما كلفه الامر.....................
إلى اللقاء مع الفصل الثامن..........
شمس_لا_تغيب [ الفصل الثامن ] الجزء الاول
▪▪فى حاله من الذهول والصدمه العارمه اتسعت عيون الجميع بذعر والجميع يرى جلال يقف على قدميه كالمارد الضخم يلهث بانفاس غاضبه وعينان تبرقان بالقوة.....لاحت على وجه نغم ابتسامه انتصار وهى ترى وجوههم تتقلب ألوان يناظرون جلال الحسينى يقف أمامهم بكل مايملك من قوه ووقار أول من ركض إليه مبتسم سعيد بعينيه الزرقاء بلون السماء الصافيه مثل قلبه الحنون يهتف بفرحه{حمد لله على سلامتك يا بابا،،،حمدلله ع السلامه ياحاج انت بخير وواقف قصادنا مش مصدق نفسى الحمد لله }ردد طارق كلماته السعيدة النابعة من داخل أعماقه بحب صادق لوالده يقبل يده ورأسه ووجهه الحبيب.....بابتسامه الأب الحنون وحنانه ضم جلال طارق لصدره يضمه بقوه يربت على ظهره قائلا بصوته الخشن القوى {الله يسلمك يا حبيبى الله يسلمك يا طارق انا بخير الحمد لله }مسح طارق دموعه يقبل مقدمه رأس والده {الحمد لله يا حاج }لينظر الى زوجته نظره حب وامتنان على مافعلته تجاه والده.....اغمض هشام عينيه بقوه ووجع لرؤية نظرات اللوم فى عيون أبيه....ليقترب بهدوء من والده ينحنى أمامه وهو يقبل يده وحالة الصدمه مازالت تسيطر عليه {بااااابا انت بخير الحمد لله بتتكلم وواقف على رجلك }سحب جلال يده ببطء يناظر ابنه الكبير بحزن وخيبة أمل {الحمد لله يا هشام انا كويس وواقف قدامك اهو} ادار بعينيه على وجوه الجميع يضحك بسخريه {ولا الكل أعتقد انى خلاص هموت زمن جلال الحسينى انتهي جلال الحسينى راجل عجوز بيخرف وبيهلوس يا شروق }لتسقط رأسها للاسفل بعيون يملؤها الندم والحزن.....أجاب هشام بتردد {ازاى يا بابا حضرتك تقول كده انت مش متخيل سعادتنا }..تنحنح فهد بعد ما آفاق من صدمته وحالة الذهول التى سيطرت عليه على نكز زوجته {عمم مى حمد لله ع السلامه نورت بيتك }رفع جلال عصاه الطبيه يثبتها للإمام فى صدر فهد وهو يقترب منه يضحك بسخريه ومرارة بذات الوقت {عندك متقربش منى يا كلب يا ناكر الجميل انت وبنتى كنتم عايزين تموتنى}هتفت شروق بصوت منكسر {احنا يا بابا لا أرجوك متقو....}وقبل أن تكمل جملتها صرخ جلال بجنون {أخرسى،،،أخرسى ديه اخرتها ديه آخر دلعى وتدليلى فيكى وموافقتى على الجواز من كلب زى ده تبقوا عايزين تموتونى لكن ربنا كبير،،،،أكبر منكم ومن تفكيركم الشيطانى ونسيتوا كلكم حتى ولادى انى جلال الحسينى ومفيش حد يقدر يقهرنى ويذلنى غير ربنا }حول نظره للواقفه بجانب النافذه يرتعش جسدها برجفه خوف ورهبه تتذكر كل ما دار من حوارت أمام ذلك العجوز الخرف المريض كما كانت تنعته دائما،،،وضعت يدها فوق فمها وعينيها تبرق من آثار الصدمه تتذكر تلك الليله التى دخلت بها الغرفه برفقة فهد تتمايع وتتمايل باثاره وهما يقفان أمام سرير جلال يعتقدون أنه نائم من تأثير تلك الادويه الخاطئه التى تدمر خلايا المخ وتدخله فى مرحلة اللاوعي وهى تقبل فهد وهو يضمها من خصرها الي صدره يضحكان بسخريه وفهد ينظر لجلال بتشفى {هانت يا حبيبتى هانت ماتقلقيش انا عارف بعمل ايه بس يموت الراجل ده ويتحكم فى القضية وساعتها انا وانتى ناخد حقنا تالت ومتلت} وبنظرات مغرية حقيره رددت رانيا خلفه {ده حلمى من زمان أننا نخلص من كل ده ونعيش انا وانت اللى اتحرمنا منه يا فهد انا عايشه مع هشام غصب عنى وكل ده عشانك انت وعشان حلمنا بس نخلص كمان من بنته وساعتها كل حاجه هتبقى تمام }غمز فهد لرانيا يضمها لصدره وينهال على وجهها بقبل حاره {انه بنت فيهم انا عايز أخلص من الاثنين مش من واحده }لفت ذراعيها حول رقبته تهمهم أمام شفتيه {شروق الغبيه أمرها سهل الدور والباقى على شمس بس يتحكم فى قضيتها وكل حاجه تمشى زى ماحنا عايزين }لم يخطر على بال كلاهما بان هناك زوجان من العيون تتربص بهم وتسمع كل مايدور من حديث بينهم ليكتشف جلال خيانتهم وقذارتهم.....افاقت من شرودها على تلك العينان الجامده كالصخر تتطلع إليها بقسوة و وغضب يكمل حديثه بصوته القوى{مرضى وشدتى ورقدتى فى سريرى كان بيساعدنى على معرفه كل اللى بيدور من حواليه وانتم اغبياء مش حاسين أو عارفين حاجه غير الخداع والخيانة والمؤامرات القذره }انحنى طارق أمام والده يقبل رأسه بدموع الألم والندم {سامحنا يا حاج سامحنا }ربت جلال على رأس ابنه الأكثر حنان وشفقه ولكن كلمات الشياطين من حوله هى من افقدته صوابه وجعلته يسير خلفهم كاعمى لا يبصر ولا يسمع ولكنه متأكد من معدن طارق الأصيل وطيبه قلبه.....رفع جلال عينان جامدتان كالصخر يصرخ على ابنته وزوجها {انتى وهو اخرجو من بيتى مش عايز اشوف وشك انتى وهو روحى معاه مع جوزك اللى بتحبيه واتفقتى معاه على ابوكى واختك يلا اخرجو من هنا مش عايز اشوفكم تانى }.....رفعت شروق عينين متسعتين بالدموع والقهر تقول بصوت متقطع {انت بتطردنا يا بابا انا وفهد كنا عايزين مصلحتك }هتف جلال بحنق وغضب مشتعل بنيران القهر {مصلحتى أنكم تموتونى وتدخلو اختك السجن ؟؟ مصلحتى أنكم تحكموا عليا بالعجز والموت ؟ انا هشربك من نفس كأس شمس انا هخليكى تدوقى المر على أيد جوزك بعد ما احرمك من الثروه والفلوس اخرجووووو يا كلاب }ارتسمت على الجميع الدهشة والارتباك ينظرون جميعا إلى فهد وشروق وجلال يطردهم من بيته بكل إصرار . .. نظر فهد لجلال بغضب مستعر وعينان ذئب متوحش يركض من الغرفه وخلفه شروق منكسره بحسرة....وجهت رانيا نظرها لزوجها الواقف أمام والده منحنى الظهر مطأطئ الرأس مذلول...انتابها الشعور بالخوف هى الاخرى خائفه من اكتشاف حقيقتها القذره وخيانتها أمام هشام وهى تعلم حق المعرفة بانه جلال اكتشف أمرها مع فهد ولا مفر من ظهور الحقيقة. ...رفعت عينيها تواجه جلال ليهز رأسه بسخريه وعينيه تتحدث بكل شيء يعرفه...تنهد يطلب من أولاده الجلوس أمامه ليحدثهم فى أمر مهم يخص شمس...لتستاذن نغم بالخروج لتترك الاب مع أبنائه...رفع جلال كفه {لا يا نغم يابنتى اعقدى هنا انا عايزك معانا اللى هتخرج من هنا الغريبه فى وسطنا }ضمت رانيا جسدها بذراعيها تنظر لجلال بغل وحقد قائله من بين أسنانها {انا مش هخرج انا مع جوزى }ابتسم جلال لها بمكر رجل عجوز أخدت منه الدنيا أكثر مما أعطته {لكن انا عايز ابنى لوحده من غيرك انتى قريب هتحصلى فهد و شروق }نطق كلماته وهو يشدد على حروف اسم فهد لتتأكد رانيا من شكوكها وتتاكد بأن جلال كشف كل شيء يخصها حاول هشام الاعتراض على أوامر والده {لكن يا حاج رانيا ملهاش دعوه بحاجة أرجوك }رفع له جلال عينان غاضبه {لو مش عاجبك اتفضل معاها انت كمان وأخرج من بيتى اتفضل }وقف طارق أمام هشام يهدئ من الموقف والنيران المشتعلة {اسمع كلام بابا يا هشام وانتى يا رانيا من فضلك اخرجى دلوقتى من فضلك }نظرت رانيا ناحيه هشام تنتظر منه الاعتراض على طلب والده لكن هشام نكس رأسه بانكسار واضح يهز رأسه بقلة حيله {اخرجى دلوقتى يارانيا لو سمحتى} رفعت رأسها بكبرياء مصطنع وجمود قائله {انا هاخد ابنى وهخرج من هنا خالص يا حاج }مط جلال شفتيه يضرب بعكازه الأرض {عايزه تحصلى فهد،،،،ثم صمت قليلا وأكمل كلامه وشروق لو عايزه تخرجى معاهم معنديش مانع بس تسيبى فارس هنا حفيدي}هتفت رانيا بغضب {مش ممكن فارس ابنى واستحالة اسيبه} ليخرج هشام عن طوره يصرخ عليها بعصبية وحنق {رانياااااااا اطلعى على فوق وانا هحصلك }خرجت من الغرفه بنيران مشتعله وغضب اسود وخوف من القادم تقف بقرب الباب المغلق تتسمع عليهم......أما خلف ذلك الباب المغلق نظر جلال لأبنائه بجمود وبقوة يسالهم بهدوء {فين شمس عايز اعرف كل حاجه عنها من ساعه ما خرجت من هنا }...........
▪بسيارته استمع لصوت نجاه الصغيره تتغنى{اه لو تعرف يا حبيب قلبى وانت معايا باحس بايه خلى شويه لبكرا يا قلبى الحب ده مااقدرش عليه....بصى فى قلبى يا عيون قلبى شوف كام حاجه بتتمناك فرحه وشوق وامانى كبيره وليالي حب بتستناك.....بحبك حب خلاني أخاف من فرحتي جنبك.....يشوف حد يحسدها ويحسدنى على حبك }تغنى بحب وهو يبتسم وقلبه يسبقه شوقا اليها حتى وصل عند باب الفيلا وفتح له الحارس ذات العقد الخامس من عمره الباب ليطل برأسه من نافذه السياره {كل حاجه تمام يا عم مبروك }هز الرجل رأسه يبتسم {تمام يا دكتور متقلقش الهانم فى عنيا }نزل من السياره يرفع رأسه ينظر لنافذه غرفتها ليجدها مضاءة....وقف أمام باب الفيلا متوتر يشعر بشيء غريب يحدث معه لقد أصبح لا يطيق أن يفارقها حتى عزم الأمر ودق برفق على باب الفيلا عدة طرقات خفيفه اقتربت منى من الباب تنظر من ثقبه لترى يوسف يقف أمام الباب فتحت الباب تستقبله {أهلا وسهلا يا دكتور اتفضل}تنهد بخجل قائلا {انا جيت اطمن عليكم شمس عامله ايه معاكى }قالت منى بود {لا يا دكتور ماشاء الله من ساعه ما مشيت حضرتك مع انسه مريم وملك وهى هاديه ووشها بيبتسم }نظر لمنى بارتياح وسألها بهدوء {اتعشت }اومأت برأسها {ايوه اتعشت واخدت الادويه وقولت اعملها مج شوكلاته باللبن تشربها }هز يوسف رأسه بإبتسامه{طيب هتعبك معايا ممكن فنجان شاى معاكى معلقه واحده سكر }اومأت منى برأسها بسعاده {عيونى يا دكتور }صعد درجات الدرج ببطء حتى اقترب من غرفتها ليجده نصف مغلق تنحنح قليلا ودق على الباب ليطل منه ببطء ليجدها تجلس فى الشرفة بهدوء تتمسك بدميه ملك وعلى شفتيها شبح ابتسامه رقيقه تزين ثغرها....استند بجسده على باب الغرفه يتأملها بنظره خاصة بثوب نومها الوردي القصير بحمالات عريضه تغطى اكتافها الناعمه وشعرها ينسدل خلف ظهرها بإنسياب مع حركة رأسها الخفيفه وقف ينظر إليها وقتا وهى مازلت شارده تتمسك بالدميه لا تتحرك...اقترب بخطوات هادئه لا تتناسب مع دقات قلبه العنيفة التى كاد أن يخرج من بين ضلوعه وهمس بصوته الحنون{ شمس }رفعت رأسها إليه ليستمتع بترقرق أمواج العسل بشعورها الجديد بالاطمئنان الذى ادركه بحدسه والذى انعكس على عيناه البنيه التى التمعت ببريق خاص وهو يهمس ببطء متردد { انا جيت اطمن عليكى مقدرتش انام قبل ما اشوفك} جلس بالمقعد المقابل أمامها وهو يهمس امام عيناها المتوهجه ببحور العسل الصافى تنظر إليه تتنفس من بين شفتيها المنفرجه بصعوبه { على فكره ملك حبتك جدا بدليل لعبتها اللى فى ايدك }عاد يبتسم يكمل {اكتر حاجه استغربتها أن عروستها ديه هديتى لها وملك أي حاجه منى مش بتفرط فيها بسهوله} ضحكت ضحكه مشرقة خفق قلبه بها قائله بهدوئها المعتاد { ملك تشبهك كتير }اغمض عينيه للحظات يستوعب لقد تكلمت بوضوح دون تردد أو خوف بصوتها الناعم الشجى نظر لها متيم بجمال وجهها تحت ضوء القمر {انا مبسوط انى سمعت صوتك ياريت اسمعه كده دايما واثق جرئ ناعم }أحمرت خجلا تهرب من عينيه تتمسك بالدميه وكانها تحميها من تاثيره الخاص على قلبها شعرت للحظات أنها ليست مريضه كما يزعمون أنها تشعر و تحس بكل ما يدور حولها من أحداث تستشعر كلماته ويدق قلبها لحنانه.....ابتسمت تقوى نفسها وتردد {انا مش مريضه }رفع ذقنها إليه يخرجها من شرودها يقترب أكتر من وجهها لايفصل بينهم إلا صوت انفاسهم الساخنه.....عيناه تسبح بتفاصيل وجهها يهمس بصوت عاشق{انتى جميله ورقيقه شمس ابتسمى دايما }اغمضت عيونها تذوب فى أنفاسه الحاره تستسلم أمامه خاضعة لشفتيه التى سحقت شفتيها بقبلة ناعمه عميقة اندمجت بها انفاسهم...ولم يقطع اندماج شفتيهم سوى طرقات منى على باب الغرفه .. ابتعد يوسف وهو يتصبب عرقا وقف يستند على حافة الشرفة يستنشق الهواء بعمق يطفئ نارا احتلت جسده الرجولى....أما هى فظلت على حالها تائهة بشفتيها المنفرجه وعينيها تترقرق بالدموع وحمره وجهها تزداد توهج....دخلت منى تحمل بين يدها المشروبات {اتفضل يا دكتور الشاى وانتى يا انسه شمس اشربى الكاكاو ده }التفت يوسف بعد أن تمالك نفسه ولملم حاله{شكرا يا منى }ومأت منى برأسها{انا فى اوضتى لو حضرتك احتاجتنى }وخرجت بعدها تغلق باب الغرفه خلفها تاركة كل منهم على حاله وقف متردد أمامها يشعر بانه تهور فى التعبير عن مشاعره وهى تشهق مرتجفه انحنى يجلس أمامها يعتذر بصوت متهدج{شمس اااانا اسف مش عارف عملت كده ازاى انا....}وقبل أن يكمل اعتذاره شهقت بقوه ترتجف لترتمى على صدره تنكمش أكثر بين احضانه واصابعها تغرسها باكتافه العريض قائله بين شهقاتها
" {انت مش زيه ...انت مش هو ....ه كان عااا ..وز ..يبوسنى بالقوة ...هو وحش اوى يوسف كان عاوز يغتصبنى ..انا خفت منه بس صرخت ..بس هو ...هو ..ضر ..ضربنى ..انا معملتش حاجه هما مصدقونيش ..ماما دريه...هو هو السبب صدقنى مش انا ...اوانا ...اوعى تسيبنى يوسف انت مش زيهم ...انت......"} ثم اجهشت بالبكاء اكثر وهى تتمسك بعنقه وتدفن نفسها بأحضانه .....
لم يتحمل يوسف رجفه جسدها ضمها اكثر اليه وكانه يخبئها داخله ضمها بقوة بين ذراعيه يعانق روحها قبل جسدها .....{شششششش.......اهدى شمس} ...قالها وهو يربت بيده على ظهرها ويدس انامله بين خصلات شعرها ...وابعدها عن ذراعيه قليلا لتأسره بعسل
عينيها الذائب بدموعها اكثر وانفها الاحمر ليحيط وجهها بيديه وهو ينظر اليها بحنان وحب يقطر من عينيه {انا معاكى دايما ..مش هسيبك ابدا ...هحميكى منهم تأكدى من ده ..مش هسيبك بعد ما لقيتك شمس ...انتى} اراد ان يخبرها انه وقع بغرامها منذ ان وقع اسيرا بعينيها لكنه فضل انتظار لحظة مناسبه
احتضنت يده المحتضنه لوجهها وهى تنظر اليه بحنو ..وكانها تشعر بما يدور بداخله ...نظرة جعلته يندفع اليها بمشاعره يخبرها بشفتيه بما يدور بداخله قبلها بقوة قوة تغرق بحنانه وفرط مشاعره وكانه يثبت لها ولنفسه قبلها انها ملكه هو ..هو فقط وانها قدره ....بعد فتره من العناق الحار والقبلة الملتهبه التى أشعلت فتيل الحب والعشق بقلب يوسف تأكد بانها ليست مجرد حاله عابره فى حياته....فهى حبه الذى عاش عمر يبحث عنه ولن يجده إلا معها........
جلس بجانبها يشبك اصابعه باناملها الصغيره واتخذت من كتفه وساده تشعرها بالأمان.....تنهد بعمق يفكر فى كلامها عن ذلك الحقير الذى حاول أن يغتصب حقه فهى له وحقه....أخذ عهد على نفسه أن يمحى من ذاكرتها كل شىء ازعجها وجرح قلبها واقسم بينه وبين نفسه سيفعل كل ما فى وسعه لتكون سعيده وامانه داعب اناملها برقه يسألها { مين فهد }رفعت رأسها تنظر إليه واناملها تشتد تمسك بيده ترتعش....ليضمها بين ذراعيه { خلاص شمس أهدى مش عايز اعرف}....
ازدردت ريقها بصعوبه وهى تحاول أن تتماسك لتنظر فى عمق عينيه التى تمدها بالقوة والحب {جوز اختى شروق }....لاحت على وجهه علامات الاستغراب {جوز اختك حاول يعتدى عليكى }اومأت برأسها تجهش بالبكاء ليمسح دموعها الغاليه بشفتيه {اسف انى فكرتك بس صدقينى ده فى مصلحتك }احاط وجهها بيده {لازم تكونى أقوى وترجعى تواجهى الدنيا بشمس قويه مش ضعيفه }خفق قلبها بجنون تسعى أنها الآن أقوى بوجوده فهو بجانبها تستمد منه قوتها وارادتها التى افتقدتهم ودون مقدمات بدأت تحكى له ما حدث وهى تتذكر أحداث هذه الليله{ كنت فى اوضتى فى الفيلا كان وقت امتحاناتى وكنت مشغوله بالمذاكره ومقدرتش اطلع مع اخواتى نسهر....كان بابا مسافر هو وماما دريه للعمره}أخذت نفسا عميق تتشبث بيده.تسترجع ما حدث...... طرقات خفيفه على باب غرفتها جعلتها تنتبه قالت وهى تقلب فى صفحات كتابها{اتفضل}دخل فهد الغرفه بعيون حمراء واسعه وشعر أشعث يترنح من آثار المشروب وقفت مستغربه كيف يدخل غرفتها بهذا الوقت ولماذا سألته بغضب {فى حاجه يا فهد ومن فضلك اتفضل أخرج من اوضتى }.أغلق باب الغرفه بقدمه وتقدم منها يلقى جاكيت بدلته ارضا { شمس انا اا انااااا }كان يترنح بشده ورائحة المشروب تفوح من فمه بشكل مقرف...هتفت بغضب وهى تبتعد {انت شارب ومش حاسس بنفسك ممكن تخرج من اوضتى حالا قبل ما اصرخ والبيت كله يتلم }ضحك بقوه وهو يحل ربطه عنقه {تصر رخى اطمنى يا حلوه مفيش حد هنا غيرنا انا وانتى وبس وكل الخدم نايمين يعنى محدش هيحس ابدا }ثم جذبها من ذراعها فجأه لتصطدم بصدره....سحبت ذراعها منه بقوه وهى تدفعه ليخرج تهتف بحده{انت اتجننت فهد انا اخت مراتك اللى بتحبك انتى شخص مقرف وانا هفضحك }اقترب منها ببطء وهو يقول بلهجة اخافتها{ تفضحينى ليه انا بحبك وانتى كمان }ابتعدت بظهرها حتى التصقت بمكتبها تهتف بتوتر {انا بحبك انت مجنون حقير انا بعاملك زى هشام وطارق بس انت للأسف ماتستحقش اقترب منها اكثر حتى لم يعد بينهما سوى انفاسهما ليهمس بصوت كالفحيح{انا بقا بحبك وعايزك انتى ليا وملكى }بعدت وجهها تشمئز من رائحته ثم دفعته بقوه لكنه لم يتزحزح وبدأت يده تكبل يدها بقوه يقرب شفتيه من عنقها يقبله بكل وحشية ..حاولت بكل قوتها فك يدها والفرار ولكنه كان الاقوى وهو يزداد من تقبليها يحاول أن يجردها من جاكيت منامتها الحريرية {ابعد ابعد عنى يا حقير ابعد }حملها بقوه والقاها فوق الفراش وألقى بجسده الضخم فوقها يقبل عنقها وهى تحته تصرخ تنادى على الخدم ليكتم فمها بيده واليد الأخرى ينزع ملابسها ....وفجأه ضربته بقوه أسفله ليتركها وهو يتألم استطاعت الفرار من تحت جسده ولكنه لحق بها يسد باب الغرفه بجسده ينظر لها كحيوان يقع بفريسته يقول من بين اسنانه{انتى ليا انا انا وبس يا شمس حتى لو غصب عنك مش هسيبك }قالت بغضب{هفضحك قدام الكل وخصوص بابا وشروق}كشر عن انيابه بغضب جعلها تتراجع خوفا منه وهى تبكى بحرقه وتحاول أن تصلح ما أفسده {شروق مش هتصدقك بكلمه واحده منى هتكونى انتى اللى جرجرتينى لاوضتك وانتى اللى عايزانى مش انا}همست بيأس تترجاه ببكاء مرير{أرجوك يا فهد أخرج أرجوك مش عايزه اختى تكرهنى اكتر }بالأسفل دخل كل من هشام وزوجته وطارق ونغم ومعهم شروق تقول وهى تركض على الدرج {زمان فهد جه من شغله وقلقان عليا اتأخرت بسببكم }....سمع فهد صوت شروق وضحكاتهم العاليه ليخرج بسرعه البرق من غرفتها يصرخ بصوت عالى {انتى حقيره مجنونه انا جوز اختك يا حيوانه يا سافله }ركضت شروق باقى الدرج وخلفها هشام وطارق ليتجمع الجميع أمام غرفه شمس وفهد يقف بشعر أشعث وقميصه ممزق يهتف فى شروق المذهوله {شوفتى الهانم اختك استغلت انك مش هنا وعايزانى عايزه ديه حقيره مجنونه }تفاجئ الجميع من منظر فهد وصرخاته وهو يردد هائجا {ديه مجنونه مجنونه مش عارفه بتعمل ايه لازم تحطوها فى مستشفى المجانين }لتنتفض شروق من مكانها بوجه غاضب حاقد تدخل غرفه شمس الجالسه بين مكتبها والحائط تبكى بحرقه وتهز رأسها بالنفى....هجمت عليها شروق بكل غل وحقد تمسكها بقوه من شعرها وتضربها عده صفعات وطارق يحاول أن يتدخل ونغم أيضا {انتى حقيره .... زى امك عايزه تسرق جوزى زى ماسرقت ابونا ..انا هقتلك}وشمس تصرخ{كداب صدقينى كداب هو اللى حاول معايا }تعالت صرخاتها تتمسك بنغم {صدقينى يا نغم كدااااب ورحمه ماما هو اللى دخل اوضتى }خرجت من الغرفه تهجم على فهد ببكاء وتشنج تضربه بقوه{أتكلم أتكلم يا حقير حرام عليك}جذبها هشام بقوه يصفعها حتى وقعت ارضا تحت قدمه تتشنج من البكاء وتصرخ بمراره {والله انا بريئه }.........
تابع فى الجزء الثاني من الفصل الثامن......................
تعليقات
إرسال تعليق