القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية شمس لا تغيب (الجزء الاول)الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم ساره سعد

 رواية شمس لا تغيب (الجزء الاول)الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم ساره سعد 





رواية شمس لا تغيب (الجزء الاول)الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم ساره سعد 





فى مصحه الشفاء شق صوت صرخها جدران المصحه

 وهى تحصل ككل أسبوع على جلسه العلاج بصعق الكهربائى ظلت تصرخ بكل ما تملك من قوه مع اهتزاز وتشنج فى جسدها الذابل الضعيف لتفقد وعيها كالعاده مع نزول بعض اللعاب الأبيض الرغوى وتجمد فى العيون لينسحب الدم من جسدها وتنتفض وكانها جثة هامدة تدب الروح بها ببطى نظرت الممرضة لدكتور أدهم العزيزى مدير المصحه والذى يشرف على علاج هذه المسكينه أو بمعنى أصح يشرف على دمارها أكثر لتقول الممرضة المساعده بصوت خائف مذعور  {دكتور أدهم الجرعة كانت زياده جدا النهارده انا خايفه جسمها ميتحملش }.......رفع نظارته الطبيه بتوجس ونظر لمساعدته الأمينة وهو يداعب ذقنه  {متقلقيش يا سعاد انا عارف كويس بعمل ايه حالتها لازم تسوء ده أمر وانا بنفذه وانا وانتى وناس تانيه بتقبض من تنفيذ الأوامر ديه }.............

إنها عاصمة النور والموضه...عاصمة الجمال والشهرة والاضواء وأيضا عاصمة العلم والثقافة  باريس بالتحديد فى منطقه إيل_دو_فرانس حيث تقع أعرق جامعات العالم جامعه السربون....وقف بكل شموخ وقامه ممشوقه البنيان ووسامه وجاذبيه لا حدود لها وشخصية مرموقه على منصة القاعة يلقى آخر المحضرات  عن العلاج النفسى بصوت واثق قوى مثير وبعد الانتهاء من المحاضره قال كلمته الأخير لطلابه ووداعهم ليقف الطلاب ويصقفون له بحرارة  لتهتز القاعة من قوه التصفيق...................... 

سيده شديده الجمال فى بدايه العقد الخامس من عمرها ولكن من يراها يعتقد أنها شابه صغيره جميله وقفت فى منتصف بهو الفيلا الكبيرة فيلا دكتور سيف الدين عاصم السلحدار .... بتنورتها  السوداء القصيره وبلوزتها الناعمه الوردية وشعرها الأشقر ينساب على ظهرها بنعومه مشيت بكل كبرياء وحذائها يرن على مسامع الخدم ليعلم جميعا أن السيده فريده سيف الدين  قادمه إلى المطبخ تشرف بنفسها على قائمه الأطعمة التى يفضلها دكتور يوسف وابنته الجميله ملك........

وقفت بمطبخ شديد الوسع يقف فيه الكثير من الخدم الكل يعمل كخلية النحل ضمت ذراعيها إلى صدرها و قالت  {صباح الخير }ليرد الجميع فى وقت واحد وكأنهم فرقة موسيقية بملابسهم ناصعة البياض والغطاء البلاستيكى على شعورهم{صباح النور يا هانم }...تجولت بينهم وهى تشرف على أنواع الأطعمة شهقت بصوت رقيق ونظرت لخادمه تقطع خضروات {ايه اللى انتى بتعمليه ده يا كريمه فى حد يقطع الخضار بالحجم ده......حسين يا حسين }....تقدم الحاج حسين رئيس الخدم بسرعه وهو  يعمل من طفولته بفيلا عاصم باشا والد دكتور سيف الدين.....تقدم عم حسين برتجاف {افندم يا هانم }....بوجه غاضب برغم جماله تففت  {يظهر انك مش واخد بالك كويس من شغلك يا حسين ايه الزفت اللى بتعمله كريمه ده انت عارف كويس انا بحب الخضار متقطع بشكل كويس وكله بحجم واحد يا تعملها تشتغل كويس يا تاخد حسابها وتمشى}.....هز الحاج حسين رأسه وهو يذهب ناحيه كريمه التى ترتجف بقوه من غضب فريده هانم {أمرك يا هانم كل حاجه هتبقى تمام بس حضرتك متغضبيش }...خرجت من المطبخ بخطوات سريعه وهى غاضبه  {مفيش حد فيكم يعتمد عليه }..........زفر الخدم انفاسهم ونظرو لبعض ليضحكون فى وقت واحد ليرتعبو مره اخرى وفريدة هانم تدق الجرس لمديرة الفيلا الحاجه وداد زوجه الحاج حسين وفريده تعتمد عليها بكل شىء فهى تلازمها من صبها وحين تزوجت فريده كانت وداد تدخل قبلها لفيلا د/ سيف الدين ....دخلت الحاجه وداد إلى تراس الفيلا  {نعم يا هانم }......وهى تتصفح تليفونها على اخبار الميديا والصحف نظرت من خلف نظرتها الطبيه الاناقيه بهيكلها الأسود  العريض المرصع بفصين من الماظ  {وداد من فضلك عايزه فطارى بسرعه عندى اجتماع فى الجمعيه }..استدرت وداد لتذهب وتعد إفطار السيده فريده اليومى.....استوقفت فريده وداد وهى تسالها بنعومه  {وداد مريم صحيت}.....ردت وداد بسرعه  {من بدرى يا هانم  فطرت و راحت على جامعتها}....

هزت فريده رأسها وهى مازلت تتصفح تليفونها ثم رفعت رأسها وهذه المره قالت بجدية  {ومراد صحى ولا لسه }...هزت وداد رأسها  {لا يا هانم لسه نايم صحيته مرتين كل مره يقولى حاضر وينام }...ضربت على الطاولة بقوه ووقفت بغضب وهى تشد تنورتها بشياكه  {طبعا الأستاذ اكيد كان سهران لوش الفجر طيب  يا مراد انا هعرف ازاى اخليك تصحى }....نظرت بملامح غاضبه قالت {وداد عايزه مكعبات تلج   وحصلينى على اوضه مراد بسرعه }....لتهز وداد رأسها بطاعة وذهبت ثم رجعت مره اخرى   {حرام يا فريده هانم هطلع اجرب تانى}.......{لا لا يا وداد مره بقا مستهتر ومش عجبانى تصرفاته بالمره...يلا وداد بسرعه }.........

مرحبا بكم فى مطار القاهرة الدولى.........

هبتط طائره لجين  المضيفه تونسيه تعمل بشركة طيران عالميه لمده 3 ايام بالقاهره لتستغل لجين وجودها بالقاهرة وتذهب كعادتها كل اجازه لها بالقاهره إلى منطقه المنصوريه وبالتحديد لفيلا الحاج جلال الحسينى رجل الأعمال الشهير..............

{عشان خاطرى يا خالى خد الأدوية بتاعتك علشان تبقى كويس وترجع احسن من الاول }....هز رأسه بقوه وهو يبعد يد نغم بكل قوه حتى سقطت من يدها الأقراص متنثره على الأرض  وتستقر بعض الأقراص  عند حذاء نسائي اسود عالى واقدام بيضاء  دهست أقراص الأدوية بحذائها وهى تقترب من سرير الحاج جلال الحسينى وهى تلعب بخصلات شعرها البنيه والعلكه فى فمها تمضغها بدلال وضعت يدها فى خصرها والقت نظره بطرف عيونها لنغم وقالت {وبعدين معاك يا عمو خد ادويتك علشان تبقى كويس وترجع وسطنا }....أدار رأسه للجهة الأخرى حتى لايرى عيونها الحاقده وابتسمتها المستفزه وتشفيها فى مرضه بكل جبروته ليحدث نفسه  {ياه يا جلال جه اليوم اللى تتحكم فيك مرات ابنك بعد ماكنت الدنيا بتتهز من تحت رجلك ااااخ يا جلال يريت تموت وترتاح }دارت عيونه بالغرفة لتقع على مجموعه من الصور فى إطارات ذهبيه ولكن عيونه توقفت على صورتها وهى تضحك وتقف بين الأزهار كفراشه جميله......اغمض عيونه بشده وتدرجت دمعه من عيونه تحرق وجنته على فلذت كبده  {شمس}....

وقفت نغم أمام رانيا بقصف مدفعى تدافع عن خالها ووالد زوجها  {ارتاحى انتى يارانيا وخليكى فى حالك وملكيش دعوه بخالى وادويته اهتمى انتى ببنك وجوزك }....ابتسمت رانيا  بشمزاز واقتربت من نغم {انا هنا مرات هشام الحسينى كبير العيله ديه ألتزامى حدودك يا نغم معايا أنتى عارفه انا مين وبنت مين }التفت جلال  ينظر لرأنيا وملامح الحزن والقاسى ارتسمت على ملامحه {يااااه يا جلال هشام بقا هو كبير العيله وانت راحت عليك بيقت عاله على ولادك ولا لك قيمه فى الدنيا  }رفع عيون للسماء  {يارب ريحنى من اللى انا فيه }....

شهقت نغم ونظرت لخالها المريض لاتلمح بعيونه الألم والحزن {انتى ازاى تتكلمى بشكل ده قدام خالى طول ما هو عايش وسطنا هو كبير العيله ديه }....تكلمت نغم بعصبيه وهى تفرك يدها.....مطت رانيا شفتيها وهزت اكتافها بالامبالاه وخرجت من الغرفه وهى تبتسم......

تجول بالشركة بين المكاتب يتفقد العمل وهو يمشى بكل كبرياء وغرور خطواته تدق على الرخام بقوه لا يضحك أو يبتسم فى وجه احد دائما غاضب يصرخ على الموظفين لا يرحم أحد الجميع يتحدث بقهر وغل 

(فين ايامك يا حاج جلال ).....فتح باب مكتبة بقوم وسكرتاريته خلف تدون مواعيده اليوميه انتهت السكرتاريه من مهمتها  { حضرتك محتاج حاجه تانيه يا فندم }...هز هشام رأسه وهو يتابع أخبار البورصه وارتفاع أسهم الحسينى جروب ....خرجت السكرتارية ليدخل طارق مكتب هشام بسرعه وهو يلهث كالمجنون  {هشام هشام }وقف هشام مذعور من وجه طارق الشاحب  {مالك يا طارق فى ايه أهدا }.....جلس طارق ونظر لهشام نظره مبهمه وعيونه مليئه بالدموع  {ايه اللى عملته شمس علشان نعذبها بشكل ده يا هشام حرام عليك حرام علينا كلنا اختك هتموت, اتصلت بيا سعاد الممرضة وقالتلى شمس كانت هتموت النهارده }...جلس هشام على معقد مكتبه بكل برود وكبرياء وعلى شفتيه ابتسمت نصر وكانه انتصر بمعركة شبك اصابعه مع بعضها وقال بصوت خالى من الشفقة  {تموت وايه يعنى وحده مجنونه قاتله حقيره ممكن تموتنا  كلنا لو فضلت معانا}..ضرب هشام على المكتب بقوه لينتفض طارق  {تعالى اقولك عملت ايه امها اتجوزت أبوك وحرمة امك منه أخدت نص إمبراطورية الحسينى وأخيرا قتلت امك واتهمت جوز اختك بالاغتصاب عايز ايه تانى اتكللللللللم يا طارق}

وقف طارق أمام هشام واحنى رأسه بخجل  {انا اسف يا هشام هدى نفسك أرجوك فى حد فينا هيروح عند شمس }.....رفع هشام عيونه الرصاصيه وقال بجمود  {سابها لحد ماتموت وتعفن }.......

*{مريم.....مريم}...التفت مريم بجسدها الرشيق وشعرها الأشقر الناعم وعيونها الزرقاء وابتسامتها الجميله المشرقة  { د/نادر صباح الخير يا دكتور عامل ايه }....رفع نظارته الطبيه ومط شفتيه ساخرا منها { دكتور نادر مالك يا مريم احنا مخطوبين  وكمان كام شهر هنتجوز ايه دكتور ديه بقا }....ضحكت بشقاوه وهى تلوح بيدها  {ايه يا دكتور مالك فى ايه انت هنا  دكتورى واستاذى ولازم اقولك يا دكتور ولكن بره باب الكليه اكيد هتبقى نادر ابن خالى وخطيبى }.....ابتسم نادر وغمز بعينه  {اوك مريم لما نشوف اخرتها معاكى يابنت سيف الدين عاصم }....مر بعض الشباب والبنات أصدقاء مريم من أمامها وهى تقف تتحدث مع نادر لتلوح لهم بيدها وتلقي عليهم تحيه الصباح.....اشتعل بنار الغيره والغضب وعيونه تشع منها النار صك على أسنانه بقوه وتكلم من بينهم {مريم انا قولتلك 100 مره ابعدى عن الشله  المنحطه ديه وانتى وقفه معايا أياكى أياكى يا مريم تتكلمى بطريقه ديه اتفضلى ع المحاضر}....تجمعت الدموع بعيونها والدماء زحفت لوجنتها  { نادر من فضلك زى ما بحترمك فى كل مكان يريت انت كمان تحترمنى وتحترم اصحابى ويريت تغير اسلوبك ده معايا,  عن اذنك يا دكتور  }...........

جلست فريده على رأس طاولة الطعام الكبيره الفخامه الصنع تنظر لساعتها لتنتهى كريم من وضع الطعام على الطاولة وتسال فريده{اصب الأكل فى الأطباق يا هانم }...رافعت فريده يدها لكريمه  {لا روحى انتي يا كريمه }.....نزلت مريم من على الدرج متجه إلى غرفه الطعام لتجلس بمكانها المعتاد لتنظر اليها فريده وهى تسند رأسها على يدها{مالك يا مريم ليه شكلك زعلانه كده }....زفرت مريم انفاسها بغضب وهى تقلب شفتيها كالاطفال  {مفيش حاجه يا ماما مخنوقه شويه }جلس بسرعه وهو يفرك يده بشده وقال بمرحه المعتاد ووجه المبتسم  {ماله الجميل مخنوق من ايه }....التفت اليه فريده بوجه غاضب وبصرامه شديده قالت {مراد ده كرسى يوسف أعقد مكانك وبعدين غسلت ايدك قبل ما تدخل بالهمجيه ديه}...كتمت مريم ضحكه خرجت من شفتيها وهى تشاهد مراد يفتح فمه....لتصرخ فريده بغضب {اقفل بقك ده وانت بتاكل }...لتنفجر مريم بضحكه عاليه ومراد أيضا وهو يقبل يد أمه ويغمز لها بعينه الخضراء  {انا مش فاهم يا فريده هانم اقفل ولا افتح وبعدين يا ماما احنا مش عيال صغيره عشان التوصيات دي غسلنا ايدنا ولا لا  يا ماما احنا كبرنا }ابتسمت فريده بهدوء وهى تحاول أن لا تظهر ابتسامتها الجميله أمام مراد وهى تضرب على يده بخفه  {أخرس يا مراد واتفضل كل وانت ساكت }ثم التفت برأسها مره اخرى الى مريم وهى تأكل بكل اتكيت وتهذيب  {وانتى يا مريم فى ايه مالك }وضعت مريم فوطه الطعام بهدوء بعد أن مسحت فمها الصغير وتنفست بهدوء  {نادر يا ماما زودها جدا واصحابى اللى بحبهم عايز يمنعنى أتكلم معاهم }.....وضعت فريده قطعه اللحم فى فمها ونظرت لمريم بكل هدوء {عنده حق طبعا أساسا مش عارفه ازاى مريم سيف الدين حفيده عاصم السلحدار تصاحب ناس زى دول }.....نظر مراد إلى مريم وهز رأسه ثم أكمل طعامه....لتقول مريم بنفور  {يا ماما مالهم اصحابى وبعدين مفيش حاجه اسمها بنت مين وابن مين الروس اتسوت يا ماما }......ليقف مراد وهو يقضم تفاحة  {وبعدين نادر ده مزودها اوى بصراحه }طرقت فريده على الطاولة بغضب {مراد أتكلم عن ابن خالك وخطيب اختك بطريقه أفضل من كده انا مش عارفه انتم دماغكم مالها هو عنده حق ازاى كل من هب ودب ومعاه شويه فلوس يدخل أولاده مدارس وجامعات أولاد الذوات الدنيا حصل فيها ايه ).......ابتسم مراد بسخريه وهو يمشط شعره{انا همشى عندى معاد مهم }...وقفت مريم أيضا وقالت بصوت مجهد { وانا فى اوضتى عندى مذكره}نادت فريده على مراد بصوت صارم  { مراد يوسف هيوصل الساعه 8 مش عايزه تاخير من فضلك }ليركض مراد بسرعه نحو فريده يعانقها ويقبلها بشده من وجنتها  {أمرك يا مزه}...لتشهق فريده وهى تضربه  {أبعد ايدك عنى يا ولد وبلاش الحركات ديه و بعدين ايه  الكلام ده,  مزة ايه , اتعدل يا ولد}.....

فى الطائره المتجه من باريس إلى القاهره كان يجلس بجانب طفلته الجميله التى تشبه بشكل كبير بشعرها الأسود الناعم كالسلسبيل وعيونها الزيتونيه تعلب بدميتها الصغيره...ليداعب شعرها رفعت رأسها وبنظره بريئه ابتسمت لتظهر غمزتها التى تزين وجنتها {دادى احنا رايحين عند مريومه ومراد }.....انحنى وقبل جبينها ثم داعب وجنتها الناعمه  {ايوه بابا احنا راجعين مصر عند نانه فريده ومريومه ومراد }صفقت بيدها الصغيره وقالت بمرح  {وجدتو }....ابتسم بجاذبيه ليظهر أسنانه البيضاء  {جدو جدو يا ملوكه مش جدتو....لا يا حبيبتى جدو لسه مسافر }.....ركزت على المقعد بركبتها وهى تقترب من والدها وتداعب وجنته بيدها الصغيره  {جدتو فين }....قبل يدها وهمس برقه  {بابا اعقدى مكانك البنوته الجميله تعقد مكانها} لتجلس مكانها مره اخرى  {حاضل دادى }.نظرة حزن عميقة احتلت مقلتيه وهو ينظر لصغيرته الجميله التى حرمت من والدتها ليعود بذاكرته قبل 3 سنوات وهى ترقد فى فراشها الأبيض والأطباء يتجمعون حولها وهو يقف يستمع لكلماتهم الموجعة التى تمزق احشائه  {اسفين دكتور يوسف أنها مساله وقت والسيدة كلارا ستفارق الحياه }...تجمعت الدموع بعيونه البنيه وهو يقول بصوت مبحوح  خالى من الأمل  {مفيش فايده } فارقت كلارا بيل أو  كلارا سيف الدين كما تلقب,  الانجليزيه  الأصل  الحياه بعد أن قضى عليها هذا المرض اللعين وتركت طفلتها الجميله ملك تبلغ من العمر سنتين.......تنفس بضيق وهو يحل ربطه عنقه من حول رقبته وينظر لطفلته التى أصبحت الآن خمس سنوات 3 سنوات لا يفارقها ولا تفرقه ابدا بعد أن عرضت عليه أمه أن تربى ملك ولكنه رفض أن تفارفه ملك روحه ابداااااااا........هبطت الطائره فى مطار القاهرة ليبدأ يوسف حياته الجديده فى بلده بعد أن غاب عنها 7 سنوات فى باريس عاد ليوجه مصير جديد وحياه جديدة ومستقبل لا يعلمه إلا الله..........

داخل غرفه بمصحه الشفاء فتحت بابها سعاد الممرضة المساعده لدكتور أدهم ودخلت بهدوء ثم أغلقت باب الغرفه بهدوء مره اخرى بالمفتاح كانت تجلس على فراشها منكمشه على نفسها تضم أقدامها إلى صدرها ترتدى جلباب وردى تجدل شعرها ضفيره كبيره تصل لفخدها وجها لنافذه الغرفه ذات الأعمدة الحدديه غرفه خاليه من أى شىء لا يوجد بها غير سرير وخزانه  {شمس شمس }نادت سعاد وهى تربط على رأسها لتنتفض فجأه ثم ركضت ناحيه النافذه متمسكه بالاعمده الحدديه بوجه شاحب عيونها العسليه الجميله تحلق حوالها الهالات الزرقاء شفتيها زرقاء مدت سعاد يدها بهدوء وهى تبتسم  {تعالى يا شمس متخافيش انتى هتخدى ادويتك بس تعالى حبيبتى }....تمسكت أكثر بالنافذه وجسدها الضعيف يرتعش وشفتيها تنتفض من الخوف برغم من حاله اللا وعى التى تعانى منها ولكنها تشعر بموعد عذبها بجلسات الكهرباء....طرق باب الغرفه بهدوء لتنظر سعاد من عين الباب السحريه لتجدها الممرضة المساعده التانيه آمال فتحت سعاد باب الغرفه ودخلت آمال  {تعالى يا امال فى حاجه }سالتها سعاد بهدوء. .....هزت آمال رأسها  {لا مفيش جيت اشوفك محتاجه حاجه }...التفت سعاد لشمس المتشبت بالنافذه بقوه ونظرات الخوف تشع من عيونها الجميله {تعالى يا شمس بالله عليكى بلاش نظرات الخوف ديه مش باليد حيله يابنتى تعالى }اقتربت آمال وجذبت شمس بالقوة من يدها وهى تقول بحده  {تعالى ياختى هنا احنا ناقصين وجع قلب زهقتينا }....شدت سعاد يد آمال وهى تهتف بغضب  {بس يا آمال براحه عليها مش شايفها ضعيفه ازاى قولتلك 100 مره بلاش تتعملى معاها كده مش كفايه }...لوت آمال شفتيها بسخريه وهى تصدر صوت من بينهم {فى ايه يا سعاد مالك قلبك حنين اوى كده اذا كان أخواتها مش طايقنها احنا هنبقى عليها ديه مصيبه وقتالة قتله بلا قرف }.....كانت شمس عيونها مشتته بين سعاد وآمال وهى تنظر بخوف وجسدها ينتفض من الخوف ودموع تنهمر على وجنتها ماذا فعلت لتتعذب كل هذا العذاب كل ذنبها بالحياه أن والدها جلال  عشق امها بجنون وشمس هى شمس حياته وابنته الجميله صاحبة القلب الطيب 

سالت امال عن دكتور أدهم وتغيبه اليوم عن المصحه  {هو فين دكتور أدهم مجاش ليه النهارده مش المفروض اخوات المحروسه يبعتوا الشهريه }.....ردت عليها سعاد وهى تعطى شمس أقراص بيضاء  {دكتور يوسف جاى من السفر النهارده والدكتور أدهم راح يشوفه }.....شهقت آمال وهى تضرب على صدرها بقوه لتنظر لها شمس ولملامح وجهها التى ارتسمت عليه علامات الخوف  {ايه دكتور يوسف ابن دكتور سيف يعنى ايه جاى اجازه زى كل مره ولا ايه }....ردت سعاد بقلق  {لا ياختى دكتور يوسف هيه قد فى مصر على طول وكمان هيكون هنا فى المصحه ده دكتور أدهم شايل الهم وخايف....ارتاحى ياشمس نامى حبيبتى .....يلا بينا يا آمال }خرجت آمال وسعاد من غرفه شمس البعيدة عن باقى أجنحة المصحه بعد أن أغلقت باب الغرفه بالمفتاح....شردت آمال ثم قالت بقلق واضح  {ده دكتور يوسف لو اكتشف حاجه هنروح فى داهيه يا سعاد ده غير حنفية الفلوس اللى هتتقفل }.....ردت سعاد بغضب  {كل اللى همك الفلوس انتى مش بتشبعى ربنا يستر من اللى جاى لاحسن كلنا هنروح السجن من غير كلام واولنا دكتور أدهم دكتور يوسف مش هيسكت لو اكتشف موضوع شمس }.............

وقفت السياره أمام باب الفيلا لينزل منها يوسف وبيده تتعلق طفلته الجميله ملك نزلت فريده الدرج بسرعه وهى تبتسم بسعاده وشوق فتحا ذراعيها على مصرعيها وخلفها مريم ليترمى يوسف باحضن أمه الحبيبه الجميله التى مازالت جميله بل زادت جمالا واشراقا بعيون مشتاقة سعيده غمرت دموع الفرح عيون فريده {يوسف حبيبى وقلبى أهلا يا حبيبى حمد لله ع سلامتك يا قلبى }عناقها أكثر وهو يقبلها  {ماما حبييتى وحشانى يا امى وحشانى جدا }فى نفس الوقت كانت تنحنى مريم أمام ملك تقبلها بشده من وجنتها وتعناقها بشوق وحب لتتبادل الأدوار ويعانق يوسف أخته الجميله مريم صحبت العيون الساحره  قرص وجنتها بخفه وقبلهم بعد عانق طويل  {حبيبتى مريومتى وحشانى جدا }....ارتمت على صدره تعانقه بشده  {وانت كمان يا يوسف برغم انى كنت بكلمك كل يوم انت وملوكه بس وانت قدامى حاجه تانيه خالص يا يوسف بحد وحشنى  }....هتف بفرحه وهو يركض  ع الدرج وخلفه داده وداد وباقى الخدم سعداء بشده انه دكتور يوسف اطيب القلوب واحنها فتح ذراعه وقال بسعاده  {مصر كلها والدنيا كلها نورت يا دكتور يوسف يابنى يا حبيبى }....عانقه بشده وهى يربت على ظهر بحب  {عم حسين حبيبى وحشانى يا راجل يا عجوز وحشانى الامليت من ايدك الحلوه }....نزل عم حسين لمستوى الصغيره وقبل يدها بحب  {أهلا بست البنات بسم الله ماشاء الله }...ابتسمت ملك برقه وهى تتمسك بقدم يوسف تشعر بالخجل....أما داده وداد عانقت يوسف بحبه وهى تبكى  {أهلا يا غالى يا حبيبى شرفت بيتك ونورته يا دكتور }.....اقترب منها وقبل رأسها وهى يعانقها بشده  {وحشانى يا داده يا احلى داده فى الدنيا }....لتشمئز فريده من يوسف وأسلوبه مع الخدم الذى سلم عليهم وعانق الراجل منهم ليدخل يوسف بعد أن عانق وسلم على الجميع 

جلس  على معقد الصالون الفخم وبين أقدامه وقفت ملك المتعلقه بيوسف كالماء والهواء نظر للفيلا وابتسم برقه  {آمال فين المجنون }......جزت فريده على أسنانها {اتصالى يا مريم بالأستاذ وقوليلوا يوسف وصل خليه يتفضل يجى }.....هزت مريم رأسها وهاتفت مراد. .....ابتسمت فريده بحنان وفتحت ذراعيها بحب  {تعالى حبيبتى عند نانه وحشانى ملوكه }....ركضت ملك الجميله لتستقر فى أحضان جدتها التى تعانقها بشوق ولهفه...................

بدأ الخدم فى تحضير طاولة الطعام الضخمة باشهى الأطعمة المختلفة والمتنوعة لينظر يوسف بدهشه مبتسم  {ايه ده كله يا اماما مين اللى هياكل كل الأكل ده }.....لتقترب منه فريده ويدها تداعب وجنته {فى ضيوف معانا ع العشاء}.....سال يوسف بدهشه وهو ياكل بشهيه من طبق المحشى اللذيذ  { ضيوف مين}

ليسمع صوت ليس بغريب عليه  {احنا مش ضيوف يا فريده ولا ايه يا دكتور يوسف}....نظر يوسف ليتفاجى بخاله الدكتور أدهم العزيزى وابنه نادر ليرحب بهم يوسف بشده وأثناء الترحيب... تدخل بفستان اسود قصير ثلث كم يصل فوق ركبتيها ضيق يبرز رشاقه جسدها ترفع شعرها الأشقر ذيل حصان... اقتربت منه وعيونها الرمادية اللون تلتهم تفاصيله الجميله التى اشتقت لها وقفت أمامه وبصوت رقيق مثير يعرفه ويحظفه عن ظهر قلب قالت {حمد لله ع السلامه يا يوسف }......

إلى اللقاء مع الفصل الثاني.........

#شمس_لا_تغيب  [ الفصل الثاني ]

تجمعت عائله الحسينى ككل مساء على مائدة الطعام لتناول العشاء جلس على رأس المائدة وبالتحديد على معقد الحاج جلال الحسينى الابن الأكبر هشام متنحنح كعادته وعلى يمينه زوجته رانيا....وعلى يساره جلس طارق.....دخلت كالرياح المحمله بالاتربه وهى تهاتف زوجها وتصرخ قائلة{ يعنى ايه الكلام ده يا فهد انت قولت هتوصل النهارده أسبوعين فى الصين بتعمل ايه عايزه أفهم بقولك ايه انت ترجع بكره ياما هحجز على أول طياره واجيلك سلام}أغلقت هاتفها بعنف لتجلس بجانب رانيا تزفر انفاسها بغضب.....نظر لها هشام وابتسم بسخريه {انتى ايه يابنتى خميرة عكننه أهدى شويه يا شروق على فهد }.......ضحكت رانيا وهى تداعب وجنته بحنان {حبى انت عارف اختك كويس متقدرش تبعد عن حبيبها فهد ده العشق }....

نظرت شروق لهم بغيظ ووقفت غاضبه {بقولكم ايه انتى وهو انا مش ناقصه تريقة والله أقوم ومش هتعشى }....قال طارق وهو يسكب الماء فى كاسه {طول عمرك يا شروق عايشه بلوى الذراع معانااتفضلى قومى وبلاش تهديد }.....قالت بفتور وهى تلوى شفتيها {وانت مالك خليك فى حالك يا بشمهندس.... اوووف}....نظر اليها طارق بغضب وقال بفظاظه {شروق اتكلمى معايا عدل والا أقسم بالله......}ضرب هشام على الطاولة بغضب وهو ينظر لهم {بسسسسسس فى ايه انت وهى انتم عيال صغيره اهدوا شويه }لم يجرؤ أحد منهم على الكلام سكت الجميع.....مطت شروق شفتيها وهى تنظر إلى طارق رافعه حاجبها {يظهر أن اخوك زعلان عشان الست زفته شمس }....رد هشام بصوت منخفض {شروق أمسكى لسانك مينفعش نتكلم فى الموضوع ده هنا وسط الخادمين مالك سفر جوزك جننك }.........

هزت رأسها نافيه {لا مش سفر فهد بس وكمان موضوع الست شمس ده نفسى أخلص منه يا هشام }اخضفت صوتها اكتر وقالت بملامح شريره {خليها تموت ونرتاح منها بقا ونوفر المصاريف }....وافقتها رانيا على رأيها قائلة لهشام بحنان {شروق عندها حق حبيبى اخلصو منها }.....اقترب منها طارق وهو يجز على أسنانه بغيظ {انتم اكيد جرى فى عقلكم حاجه انتم عايزين بابا يروح فيها وكلنا نتجر فى سين وجيم...حرام عليكم كفايه اللى هى فيه }.....نظر الثلاثه فى اتجاه طارق بغضب لتلتفت رانيا لهشام ثم لشروق قائلا بسخريه {نغم شكلها بتاثر على طارق اوى}...شرب هشام من كاس الخمر الذى أمامه و قال دون أن ينظر لطارق {على فكرة يا طارق مش هروح فى داهيه لوحدى انت فاهم }......داعبت رانيا وجنتى هشام وهمست {بعد الشر عنك روحى }.......قالت شروق بغل وغيظ{يظهر انه نسى أنها قتلت أمنا وكمان كذبت وقالت فهد حاول انه يغتصبها ده غير نص الميراث اللى لهفته فى جيبها }...... لمحت رانيا نغم تنزل الدرج قادمه اليهم فقالت بهمس {ششششش نغم جايه }....تقدمت نغم لتجلس بجانب طارق مبتسمه للجميع {مساء الخير آسفة ع التاخير }....قبل طارق يدها وقال بهدوء {ولا يهمك يا روحى براحتك }......اومأت رانيا برأسها وابتسمت بخبث {عارف حياتى من جه النهارده }....استمر هشام بتناول الطعام وسال رانيا {مين حياتى }....نظرت رانيا بطرف عيونها  لنغم وحاولت استغلال الفرصة {لجين....لجين صديقة  شمس وكمان شافت عمو جلال }.....ترك هشام الطعام ونظر لرانيا المبتسه {ومين سمح لها تدخل انا قولت البنت ديه متجيش هنا }....لوحت رانيا ناحيه نغم وقالت بسخريه {مدام نغم ست البيت أمرت بكده }...انقبض قلب نغم وهى ترى نظرات طارق الغاضبة وهو يعقد حاجبيه بشده {نغم انا قولت ايه ولا كلمتى مش بتتسمع.. شمس وسافرت من هنا لجين بتيجى ليه وازاى تستقبيلها هنا يظهر ان كلامى مش بيتسمع كملى عشاكى وحصلينى}قام طارق غاضبا صاعدا إلى غرفتهم . ............ وقفت نغم ونظرت لرانيا وشروق وهما يتهامسون ويضحكون استدارت ليوقفها صوت هشام {نغم استنى عايز اقولك على حاجه }استدارت نغم لتواجه هشام الغاضب ضمت ذراعيها أمام صدرها ومطت شفتيها {نعم يا هشام اتفضل }......اومأ هشام برأسه غامزا وضحكه ساخره تشق شفتيه {نغم انا عارف كويس اوى انك مش مقتنع بسفر شمس وعارف كمان انك اخده مننا موقف....اسمعى يابنت عمتى كويس شمس سافرت من بعد ما قتلت امى كل اللى أعرفه أنها بتتعالج فى مصحه نفسيه وحتى لو عرفت مكانها مش هقدر أتكلم عشان ميتقبضش عليها هى قتلت أمنا بس احنا عارفين كويس أنها مريضه نفسيا عشان كده ساكتين ومش بنتكلم ياريت تقتنعى بكلامى ده وبلاش دور ظابط المباحث ده يابنت عمتى }......ظلت نغم تستمع لكلمات هشام وتهديده الغير مباشر فى صمت وتراقب كل من شروق ورانيا لتستطيع قراءه مايدور فى رأسهم....هزت نغم رأسها نفيا وهى تنظر فى عيون هشام بحذر {لا مش مقتنعه يا هشام وقلبى بيقولى شمس هنا فى مصر وانا مش ظابط مباحث ولا محاميه انا صعبان عليا خالى اللى هو أبوك وهو بيتعذب ومش عارف بنته عايشه ولا ميتة ولجين من ريحة شمس وخالى بيحبها بلاش تمنعو كل حاجه حلوه عنه يا هشام وانت وانا وكل اللى فى البيت عارفين كويس سبب كرهكم لشمس فبلاش تحاول تقنعنى بكلام عمرى ما هصدقه  }...غادرت نغم من أمام هشام الذى يستشيط غضبا ليضرب ع الطاولة بقوه قائلا {انا لازم أتصرف  }........

                      ▪¤▪¤▪¤▪¤▪¤▪¤▪¤▪¤▪¤▪¤▪¤▪

ابتسم بتحفظ ويده تصافح يدها { الله يسلمك يا ناريمان }...ابتسمت بسحر وعيونها الرمادية تلمع بتوهج{وحشتنا جدا يا يوسف سنتين فى باريس ولامره تفكر تنزل مصر }....وضع يده فى جيوب سرواله ومط شفتيه بابتسامه انيقه ساحرة مازالت توثر على نبضات قلبها { انا رجعت اهو يا ناريمان وقررت استقر هنا كمان }.....ارتعش نبضها بسعاده والتمعت عيونها {بجد يا يوسف هتستقر فى مصر انا فرحانه جدا }ركضت ملك كالفراشه ناحيه يوسف لتتشبت بقدمه وكانها استشعرت فرحة ناريمان لتغار على والدها الوسيم قالت بدلال طفولى رقيق {دادى احبنى }....نظرت ناريمان ناحيه ملك و يوسف يقبلها قائلا {بحبك جدا روحى } ...رسمت ابتسامه عابثه على شفتيها تحاول بها إخفاء الغل والحقد من الصغيره وامها التى سبقتها وفازت بيوسف لتتحامل على نفسها وتنحنى على أقدامها قائلة بابتسامه مصطنعة {أهلا أهلا حبيبتى ملوكه وحشانى يا جميله }....داعبت شعرها الحريرى بيدها لتبتعد ملك وتتشبث أكثر بقدم يوسف....حملها يوسف وهو يقبلها بنهم من وجنتيها المتوردتين كالتفاح {حبيبتى ملوكه سلمى على طنط ناريمان }...دفنت الصغيره وجهها برقبه والدها ليستغرب يوسف من تصرفات ملك فهى فى العادى طفله محبوبه تقبل على الجميع......قاطعتهم فريده {يلا اتفضلو السفره جاهزه }.....ليجلس الجميع على طاولة الطعام....اقتربت فريده من ملك قبلتها بحنيه قائلة{ملك روحى تعالى جنب نانه عشان تاكلك }ابتسمت ملك ووضعت كفها الصغير فى يد جدتها وجلست بجانبها.....تكلم أدهم بقلق مسيطر عليه بشده وهو يتناول الطعام {طمنى يا يوسف بما انك هتستقر هنا هتفتح عيادتك امتى}......قال يوسف بجديه {فى الحقيقه يا خالو لسه عايز أفكر فى مكان مناسب بس هبدا أنزل المصحه واتابع الحالات الاول بعد اذنك طبعا وبعدها هشوف عياده فى مكان كويس }....اختنق أدهم بالطعام ووجه يتوهج بالاحمرار ليشرب من كأس الماء الذى امامه وقال بتلعثم واضح {بعد إذنى ده مكانك يا يوسف }....ابتسم يوسف وهز رأسه بابتسامه...... {وحشانى جدا حبيبتى} قال نادر لمريم وهو يمسك يدها من أسفل الطاولة.....أحمرت وجنتها و قالت بهمس {نادر انت بتعمل ايه بس}

غمز لها بعيونه الرمادي الفاتح {ماتقلقيش محدش هياخد باله وحتى لو خدو ا بالهم مش خطبيتى وكمان شهر هتكونى مراتى}....تاملت مريم نادر بصمت ثم هزت رأسها بعدم رضا ومازالت تهمس {انت قررت من نفسك كتب كتابنا هيكون بعد شهر لسه لما نشوف رأى بابا الأول }...........صرخ كالعاده لينفزع الجميع على صوته وهو يدخل مهللا {جو حبيبى وانا اقول مصر نورها زاد ليه اتارى دكتور المجانين وصل }ضحك الجميع ليقف يوسف بطوله المهيب ويفتح ذراعيه وهو يقول{وانا اقول البيت ساكت ليه اتارى دكتور انتيبيوتك مش هنا }.....لتستغرب فريده وتقول {انتيبيوتك يعنى ايه }.....ابتسمت  مريم وقالت لفريده بصوت مرح  {مش دكتور صيدلى يا ماما }....هزت فريده رأسها وابتسمت برقه......  عانق مراد يوسف بقوه وكل منهم يحاول حمل الآخر{واحشنى يا جو يا حبيبى }.....ليضرب يوسف مراد بخفه فوق رأسه {وانت كمان واحشنى مراد }....رحب مراد بخاله آدم وناريمان ونادر ليركض على ملك المبتسمه برقه تظهر غمازتها {ملوووووووكه حبيبتى }عانقها وحملها مراد فوق اكتافه لتضحك ملك بصوت جميل يغرد كالعصافير ومراد يهتز بها. ....قالت فريده بجديه {بس يا مراد كفايه هزار واتفضل أقعد كل مش كفايه اتأخرت على اخوك اللى جاى من السفر }...غمز مراد بعينه لملك وهو يقبلها {اقعدى هنا وبعد العشاء هنلعب كتير }صفقت الصغيره بمرح وقالت{اوك مرات}.....وقف أدهم فى مكان بعيدا بالحديقة يتحدث بالهاتف بهمس {ايوه سعاد اديتى شمس الأدوية بتاعتها أخدت قرص (.......) خالى بالك ده أهم قرص فيهم}.....قالت سعاد {كله تمام يادكتور هى شمس هتاخد الجلسه النهادره }........فكر أدهم قليلا ثم قال {مش عارف احتمال اجى بالليل ونعملها جلسه لازم نخلص من الموضوع ده ولازم شمس حالتها تتاخر اكتر قبل مايوسف يجى واياكى تنسى أنتى وآمال اللى اتفقنا عليه }....من الناحية الأخرى على الهاتف هزت سعاد رأسها { أمرك ياكتور فى انتظارك ومش هننسى حاجه احنا عارفين كويس هنقول ايه }......دخل هشام غرفه ابنه فارس النائم كالملاك الصغير قبل جبينه وداعب شعره ووضع عليه الغطاء ليضئ نور الاباجوره الصغير ويخرج من الغرفه بهدوء بعد أن اطمئن قلبه على صغيره الذى يبلغ من العمر 7 سنوات دخل غرفه نومه ليجد رانيا أمام المرآه بقميص بنفسجى قصير توب فقط بدون حمالات تضع عطرها المميز الذى يسلب عقل هشام اقترب منها وقبل كتفها العارى وهمس بجانب اذنها لتداعب أنفاسه منحنيات رقبتها {انتى مثيره وجميله جدا يا عمرى }. ...وقفت امامه ويدها تتلاعب بشعيرات ذقنه الشقراء وانهالت على شفتيه بقبلات صغيره {وانت حبيبى وحياتى} ثم غمزت بطرف عيونها وهى تتحرك نحو الفراش ونامت عليه وهى تهز أقدامها باثاره....خلع هشام قميص منامته وهو يقترب منها ثم غاص فوقها يقبلها ويده تتحرك فوق قميصها الذى يظهر جسدها باثاره ثم همس بصوت ناعم {رونى نفسى فى بنت جميله ورقيقه زيك تكون اخت لفارس }....قلبته بخفه لتصبح فوقه لتهز رأسها {حاضر يا حبيبى انت تؤمرنى بس لازم توعدنى أن هديه حملى هى انك تتخلص من شمس نهائي }......ليهز رأسه وهو يلتهم شفتيها بشفتيه ويغوصا معا فى ليله ممتعه........جلس الجميع بالحديقة يشربون الشاى مع التشيز كيك بالتوت الأزرق الذى يعشقه يوسف من يد أمه وملك أيضا اخذوا  يتبادلون أطراف الحديث حول باريس و وعمله فى التدريس نامت ملك بين أحضان يوسف لتنادى فريده على داده وداد {وداد نيمى ملك فى اوضتها }....ليقف يوسف معترض {لا لا يا داده ملك هتنام جنبى هى متعوده على كده }....اعترضت فريده على طريقه يوسف ولكنه قال بانه لا يستطيع أن ينام بدون ملك. ......جلست فريده أمام يوسف وقالت بصيغة أمره {اسمع يا يوسف ملك لازم تتعود تنام لوحدها هى مش صغيره عندها 4 سنين مريم كانت بتنام لوحدها وهى عندها سنه وكمان فى مربيه هتيجى ترعاها وتعلمها كل حاجه انا اخترتها لازم تتعود على كده بكره تتجوز وتبدأ حياة جديده }ثم التفتت تنظر لناريمان....قال يوسف ببرود وهو ينظر بين أمه وناريمان {انا معاكى فى كل حاجه يا ماما إلا مسأله الجواز ديه انا مش بفكر اتجوز بعد كلارا }لينظر ناحيه ناريمان بنظرات غير مفهومه......قطع أدهم الحوار قائلا {سيف كلمنى النهارده كتير وقال هينزل مصر قريب فى اجازته السنويه }.....أكدت فريده على كلام أخوها أدهم {ايوه كلمنى النهارده وقالى كده وكمان فى عرض جاله فى جامعه خاصه فى دبى يدرس فيها }...قالت مريم بفرح وهى تجلس بجانب أخوها يوسف لتثير غضب نادر وأيضا فريده لبعد ها عن خطيبها {أخيرا بابا وحشنى جدا جدا والله كنت هسافرله لو مكنش جه }...صرخ بها نادر بغيظ وهو يقف {ومين كان هيسمحلك تسافرى ياهانم لوحدك انتى اتجننتى}....كز أدهم على أسنانه ليرمق نادر بغضب ليستفيق نادر ويجلس مره اخرى ولكن يوسف ومراد لم يعجبهم طريقه نادر خصوصا بعد رؤيتهم لدموع مريم التى تترقرق فى عيونها الخضراء وهى تنسحب بهدوء قائلة {تصبحو على خير....وقف مراد بغضب واقترب من نادر {انت ازاى تكلمها كده.......}.....ليقول يوسف بصوت هادئ ولكن غاضب {مراد }....وقفت فريده تحاول تهدئة الموقف {مراد حبيبى نادر بيغير على اختك وبيخاف عليها}.......جلس مراد بجانب يوسف بعد ما رمقه يوسف بنظره لا يفهمها إلا مراد فقط.....تنحنح نادر واجلى صوته {انا اسف يا عمتى ولكن انتم عارفين انا بخاف جدا على مريم و......}....ليقاطعه يوسف { انا كنت هسمحلها يا نادر أو ماما أو مراد احنا كلنا بنخاف عليها اكتر منك اكيد يا نادر......نادر لو سمحت أتعامل مع مريم بطريقه أفضل من كده والا بابا وانا اكيد هيكون لينا كلام تانى }....اتصدم الجميع من كلمات يوسف ليقف نادر بغضب وعيونه تخرج نار {عن اذنكم حمدلله ع السلامه يا دكتور يوسف عن اذنك يا عمتى }وقف أدهم هو الآخر وناريمان معه وقبل فريده {ميرسى يا فرى على العشاء الجميل ده وحمد لله ع السلامه يا يوسف }...هزت فريده رأسها وهى تشعر بالاحراج الشديد الذى سببه يوسف ومن قبله مراد لعائلة أخوها أدهم....اقتربت ناريمان من يوسف وهمست أمام وجهه {سورى يا يوسف على طريقه نادر بس هو بيعشق مريم }شددت على كلمه عشق ويدها تضعط على يد يوسف ليهز رأسه ببردو وهو يسحب يده قائلا {بلغى سلامى لاكرم يا ناريمان }.....تلونت وجنتها بالاحمرار نتيجه غضبها لتعض على شفتيها بغيظ ثم همت بالرد عليه {هنطلق قريب جدا يا يوسف أكرم خرج من حياتى }...ضحك ساخرا { زعلتينى جدا يا ناريمان انا ممكن اتدخل انتى عارفه أكرم صاحبى من زمان }.....هزت رأسها بغيظ قائلة{لا شكرا ماتتعبش نفسك يا دكتور }......راقب يوسف ناريمان وهى ترحل ليقبض  على يده بشده  حتى ابيضت مفاصل يده

صرخ طارق بغضب على نغم وهى تجلس على السرير تضم ركبتيها لصدرها وتدفن رأسها بينهم وتهتز من شده بكائها {نغم مش كل اما اكلمك كلمتين تعيطى انتى ليه دايما تصغرينى قدام اخواتى انا قولتلك ملكيش دعوه بموضوع شمس انسيها }...رفعت رأسها وهى تشهق بقوه وعيونها متورمه من كثرة بكائها وقالت من بين شهقاتها {لو انت قدرت تنسى انا كمان هنسى يا طارق كفاية بقا خليك صريح مع نفسك ولو مرة واحده }التفت اليها وهو يكز  على أسنانه ليمسح وجهه بقوه {انتى عايزه توصلى لايه معرفش معرفش مكان شمس ومش عايز اعرف شمس قتلت امى شمس مجنونه }صرخت نغم فى وجهه وهى ترفع يديها {لا لا يا طارق شمس مش مجنونه انتم اللى جننتوها وبالنسبه لطنط دريه احنا منعرفش الحقيقة ليه ميكنش كان حرامى أو أو. .....}....وقف امامها يرفع حاجبه بثقة {أو ايه يا نغم اتكلمى امى وقعت من السلالم وآخر كلمه قالتها شمس يبقى مين بس للاسف مانقدرش نثبت حاجه نامى يا نغم وبلاش مشاكل ارجوكى انا تعبان وعايز ارتاح للأسف انتى بقيتى تعبى مش راحتى }.....تدفقت الدموع بشده تحرق بشرتها الصافية والتفت للجهه الأخرى {انت اللى اتغيرت كتير يا طارق حب 5 سنين انتهى وقته مش بتحبنى زى الأول ولا بتخاف على مشاعرى  بالعكس بتجرحنى مش موضوع شمس هو الفجوه مابينا فى حاجات تانيه كتير واخرهم موضوع تعبى وفرصتى الضعيفة انى ابقى أم }تنهدت بقوه وتقدمت نحو الفراش تدس نفس تحت الغطاء تبكى وتنوح على حبها الذى يتسرب من بين يديها......اشتعل نادر غاضبا من طريقة يوسف {شوفت يا بابا الدكتور أتكلم معايا ازاى انا لازم اكتب كتابى على مريم}...نظرت ناريمان بقسوة لنادر {انت ايه اللى عملته ده فى حد يعمل كده وقدام أخواتها كمان }.....قاطعها أدهم بحنق { اسمع يا نادر انا مش ناقص مشاكل انت فاهم انا فيا اللى مكفينى }....طرق يوسف على باب غرفه مريم بصوته الهادئ الحنون اذنت له بالدخول....ابتسم يوسف بحنان وجلس بجانبها على السرير {بتقرى ايه }.....اعتدلت فى جلستها وغمزت ليوسف {بقرا روايه لكاتب مصرى بتحبه جدا }.....تنهد يوسف يحك رأسه بخفه {طبعا يوسف السباعى واوووو بين الأطلال كمان }..ابتسمت مريم بحزن داعب يوسف شعرها الأشقر قائلا {مريم عايز أسألك سؤال وردى عليا بصراحه }..... {اتفضل يا يوسف أسأل ولاونى عارفه السؤال قبل ماتساله همست بلا حياه دون أن ترفع وجهها إليه{مش عارفه يا يوسف بحبه ولا لا ساعات أحس انى بحبه وساعات كتير  أحس انه انسان مختلف تمام لتفكيرى }.....تنهد يوسف وبصوت قلق قال {أتمنى انك تفكرى كويس يا مريم لأن الجواز حبل هيربط بينكم ومش هتقدرى تفلتى منه }......بصوت غير مقروء التعبير {اوعدك افكركويس جدا يا يوسف بس من فضلك خليك جنبى }.....عانقها يوسف بشده {مريومه الحلوه انا معاكى فى أى قرار هتاخديه حبيبتى }......

دخل أدهم المصحه صباحا متوتر استدعى مساعدته سعاد وآمال وقفت امامه سعاد وآمال {صباح الخير يا دكتور خير حضرتك وصلت المصحه بدرى }....نظر أدهم بغضب ناحيه سعاد وقال بصوت متوتر {حضرتى شمس بسرعه لجلسة الكهرباء قبل يوسف مايوصل مش عايز يوسف ابدا يدخل اوضة شمس فاهمين }...

هزت آمال رأسها لكن سعاد عارضت  قرار أدهم {ازاى يا دكتور اكيد هيمر على كل الاوض }....وقف أدهم يرتدى معطفه الأبيض {انا هقولكم تقولوا  ايه وانا هتصرف معاه يلا بسرعه عايزها فى الجلسة خلال ربع ساعه }..انصرفت سعاد وآمال لتحضير شمس...امسك أدهم هاتفه ودق على هاتف هشام....كان يجلس هشام بغرفة مكتبه بالفيلا يعمل ليدق هاتفه باسم أدهم.....

شعر هشام بقلق من اتصال أدهم فى هذا الوقت {صباح الخير دكتور أدهم }.....رد أدهم بتوتر واضح {صباح النور أستاذ هشام ولاونى مش متاكد انه خير ابدا }..نزلت نغم للمطبخ كعادتها لتحضير إفطار جلال الخاص لتسمع هشام يتكلم بصوت واضح اقتربت نغم بخلسه وهى تتلفت حولها واقتربت من باب مكتب هشام {انت بتقول ايه يا دكتور أدهم دكتور يوسف مين وانت مش عارف من الاول كده انا حاليا مش هعرف انقل شمس من المصحه لاى مكان أتصرف وعايز فى أقرب وقت تدمر شمس انت فاهم }.....صرخ هشام بغضب فى الهاتف......تسمرت نغم مكانها من هول المفاجأة وقالت بهمس {مصحه!! شمس!! معنى كده أن شمس موجوده فى مصر }شعرت نغم باقتراب أحد لتركض إلى المطبخ.................

 {الف مبروك يا حبيبى ع المنصب الجديد وعلى الشراكة كمان كنت متاكده أن الشيخ ناصر هيختارك تكون شريكه فى الجامعه }قالت فريده بصوت سعيد وهى تتحدث مع زوجها دكتور سيف.......فى مكتبه بامريكا وقف دكتور سيف يتحدث مع زوجته وشريكه عمره وحبيبته فريده {أن شاء الله يا فرى هنزل اجازه قريب جدا والخبر الحلو بقا يا روحى انى هبقى بين دبى ومصر ومش هغيب عنكم كتير وممكن كمان تكونى معايا فى دبى }.....شردت فريده قليلا وبرقت عيونها ثم قالت {بس اطمن على مريم فى بيتها وساعتها هكون معاك لازم يا سيف نتمم جواز مريم فى أقرب وقت حبيبى }......اوما سيف برأسه وارتسمت على وجه علامات القلق فهو من البدايه لا يرجح ارتباط ابنته لنادر {بس يا فريده مريم لسه قدامها سنه فى الجامعه بس أوصل مصر وهشوف الموضوع ده}...

نزل مراد من على الدرج يصفر وهو يرتدى سترته لتلمحه فريده وتصرخ {مراد تعالى هنا}....ابتسم سيف قائلا {اكيد مراد عمل مصيبه عشان فريده تصرخ كده }......اقترب مراد من فريده والابتسامة على وجهه {ماما عارف والله ازاى اعمل كده صح قبل ما تقولى }....اخرجت فريده نفسا غاضبا وقالت بحنق {لما انت عارف ايه القرف والاستهتار ده اتفضل كلم بابا وقوله مبروك }.....أخذ مراد الهاتف من فريده وقال بصوت مرح {عم الدكاتره كلهم واحشنى يا بوس }....شهقت فريده وضربت مراد على رأسه وغادرت تهمس {قليل أدب }.....أطلق سيف ضحكه عاليه {يا ولد انت بتكلم أبوك عم الدكاتره ايه هو انا يابنى دكتور بعجلة }.....

قال مراد بمزح {انت حبيب هارتى يا بوس هتنورنا امتى بقا وتيجى تفتح معايا الصيدليه}.......هز سيف رأسه وقال بمزح هو الآخر {يا خوفى تصرف الأدوية غلط للناس الغلابة وانت مشغول بالجيتار بتاعك ياسى عمر خورشيد }.......قفز مراد من مكانه بفزع ينظر حوله ليهمس {جيتار ايه يا بوس خالى بالك لتكون فرى حاطه جهاز تسجيل فى الموبايل انا غلطان أن قولتلك }.....ابتسم سيف قائلا {تبقى ليلتك مش معدية يا مراد المهم خالى بالك من شغلك وبعد كده اعمل أى حاجه بتحبها }......ابتسم مراد بحب وعيونه تشع فخر بوالده الحنون {انا بحبك اوى يا أجدع دكتور واب وصاحب }.............

تعالت صرخاتها لتهتز جدران الغرفه وأقدامها المثبتة بحزام جلدى تهتز بقوه وجسدها الأبيض تحول لونه للازرق وعيونها انقلبت ليختفى لونها وتصبح بيضاء هذا السائل الرغوى انحدر من بين شفتيها بغزارة اعتقدت سعاد بأن شمس انتهت بعد أن إعلن الجهاز عن توقف القلب وأصبحت بدون نبض دون ارادتها صرخت سعاد {دكتور أدهم كفايه شكلها ماتت القلب وقف }.....بكل شر وعدم رحمه صرخ بها أدهم{ بسرعه هاتى حقنه تنشيط القلب بسرعه }.....زرع بكل قوته الحقنه بقلبها بعد ثوانى شهقت شمس عائده للحياة وفى تلك اللحظه دخل يوسف المصحه بكل شموخ وقوة تهتز الأرض لخطواته الواثقة كان أنيق بشكل مدمر ببدلته الرمادية وقميصه الأبيض بدون رابطه عنق....على ذقنه لحيه خفيفه زادت وسامته خلع نظارته ليستقبله العاملين بالمصحه بالتحاب والمباركات بعودته.........ركضت آمال للغرفة بسرعه وطرقت على بابها {دكتور يوسف وصل }......نظر أدهم فى ساعه يده وطلب نقل شمس لغرفتها بسرعه قبل أن يراها يوسف وجفف عرقه ليذهب ليستقبل يوسف.........جثه هامده تدب بها الروح لتزيد تعاستها وضعت على سريرها الأبيض لا تشعر بشىء نظرها معلق بسقف الغرفه فقط كلمه واحده ترتجف بها شفتيها {ااا م ى}

وقفت السياره أمام باب القصر نزل منها فهد وقال بغرور {بسرعه الشنط تطلع لاوضتى }....دخل القصر ينظر حوله.....ركضت شروق ع الدرج بشورت جينز قصير وستره بيضاء تصرخ بفرحه {حبيبى حمد لله ع السلامه فهدى }ارتمت بحضنه ليعانقها بشده ويدور بها يقبلها {وحشانى اوى اوى اوى يا مجنونه }ضربته على صدره بخفه {انا فعلا كنت هتجنن واجيلك الصين بس لحقت نفسك.....التقط شفتيها بين شفتيه يقبلهم ويدها تلتف حول رقبته تبادله القبلة....تنحنح صوت رقيق وقالت {انا اسفه هقطع عليكم الرومانسيه حمد ع السلامه يا فهد نورت مصر والمنصوريه }.....أنزل شروق من بين يده {ألله يسلمك يا رانيا عامله ايه وحشانى انتى وهشام وفرفر حبيبى }....{وانت كمان وحشتنا ووحشت فارس جدا}.....قاطعتهم شروق وهى تعانق ذراع فهد بقوة ]حبيبى فارس كل يوم يسأل عنك ويقول امتى عمو فارس جاى تخيل بيسال عنك اكتر من هشام }ضحك فهد وقبل وجنتها {عقبال أبننا أو بنتنا لما تسأل عنى.....فين باقى الناس }.....ردت رانيا{هشام وطارق فى الشركه ونغم مع عمو جلال }....طبع فهد قبله على وجنتها {حبييتى هطلع اطمن على عمو جلال }....هزت شروق رأسها {انا كمان هطلع معاك مشوفتش بابا النهارده }.......وقفت نغم بالقرب من النافذه {تعرف يا خالى انا سمعت هشام النهارده بيكلم دكتور اسمه أدهم وكمان قاله على شمس}....برقت عيون جلال بفرحه واتسعت وهو يحاول أن يتكلم مهمهم {امممممممممم اممممممم}...اقتربت منه نغم وعانقته{بس يا خالى أهدا بلاش تتعب نفسك انا مش هرتاح غير لما اعرف شمس فين اوعدك يا خالى انت عارف انت عندى ايه وشمس اختى الصغيره وطنط اميره اللى يرحمها انا بحبها جدا أرجوك يا خالى أهدا }...مازال جلال يهمهم {امممممم ششششش ششششش}....دخلت الغرفه شروق ومعها فهد لتشهق وتقترب من جلال {مالك يا بابا فيك ايه }.....امسك فهد بيده {الف سلامه يا حاج اطلبلك الدكتور }..... تمتمت نغم وهى تحاول أن تسيطر على الموقف {مفيش حاجه بس خالى زهق من رقدة السرير }....التفتت شروق لنغم ورمقتها بنظره غاضبه {بس بابا كان بيقول ششششش يقصد ايه }....

لفت نغم ذراعيها أمام صدرها وقالت بسخريه وهى ترفع حاجبها الأيمن {يمكن قصده شروق أو هشام عشان من 3 ايام محدش فيكم دخل شافه }....

اصطكت اسنان فهد  بعنف وجلس بجانب الحاج جلال موجه نظره لزوجته {3 ايام ليه كنتى مشغوله فى ايه يا حبيبتى ده ابوكى}...رسم ابتسامه على شفتيه وقال لنغم ممكن بعد اذنك يا نغم أكل من ايدك الفطير باللحمه اللى بحبه }....{طبعا طبعا عيونى يافهد طارق كمان كان نفسه فيه حالا هجهزو مش هغيب عليك يا خالى }....بعيون متوسله نظر جلال لنغم وهز رأسه بلاولكن نغم لم تفهم عليه فى اعتقادها أنها تركته فى أيدى امينه........خرجت نغم من الغرفه ليقف فهد ويتأكد أنها رحلت لينقلب للوجه الآخر فجاه وتختفي الابتسامه ويحل محلها الغضب والعيون الجاحده نظر لشروق وقال {يلا بسرعه بدلى الأقراص قبل ماحد يجى بسرعه }.....بقلق وتوتر بدلت شروق الحبوب والاقراص بأخرى نفس اللون ولكن مفعولها سلبى يؤثر على خلايا المخ ليقع من بين يدها قرص على الأرض دون أن تنتبه......ضحك فهد بشر واقترب من الحاج جلال وقال {سامحنا يا حاج انت لو اتكلمت هتهدم كل حاجه لازم تفضل كده لحد ماننتهى من شموستك }

اقتربت شروق ووضعت يدها فوق يد جلال وقالت باسى {سامحنى يا بابا سامحنى }.....ابعد جلال يد شروق بقوه وهو يهز رأسه والدموع تجرى من عيونه كزت على أسنانها وقالت بغضب {انت تستاهل اكتر من كده طول عمرك بتحب بنت السوريه اكتر مننا حتى امها كنت بتفضلها على امى وجبت منها اللعنة اللى هتشوفها قريب فى قبرها} ضحكت باستفزاز وخرجت من الغرفه مع فهد يضحكون.....أما جلال هز رأسه بقوه وحاول أن ينزل من فوق الفراش ويقف ولكن محاولته باءت بالفشل ليرتطم بالأرض فاقد الوعى..........

الي اللقاء مع الفصل الثالث...................


#شمس_لا_تغيب [الفصل الثالث ]الجزء الأول سارة سعد 

▪▪مر اكتر من نصف اليوم و يوسف يتجول برفقة خاله دكتور أدهم يتابع الحالات ويتعرف على أجواء المصحه ونظام العمل بها تعرف على جميع الحالات تفقد قاعه التأهيل النفسى كان جاد بملامحه الوسيمه يتابع بهدوء تحت نظرات دكتور أدهم المتوترة وخوفه من سؤال يوسف عن غرفه 212 المخصصه لشمس دخل يوسف مكتبه بعد أن تفقد أغلب الغرف والأقسام جلس على معقده خلف مكتبه الفخم ينظر بشهادته المعلقه على جدران المكتب كما تركها.....طرق باب المكتب لتطل سعاد بوجهها البشوش  {قهوتك يا دكتور يوسف اتفضل }كعادته وطبيعته الودوده ابتسم يوسف لسعاد  {اتفضلى يا مدام سعاد انتى لسه فاكره قهوتى}ابتسمت سعاد برقه فهى مراه فى العقد الرابع من عمرها ولكنها امرأه جميله مهذبة عملت مع يوسف فى بداية تخرجه وكانت عون له بكل شىء أشار يوسف بيده لتجلس أمامه سعاد  {والله انا فرحانه جدا أن حضرتك رجعت تانى وسطنا يا دكتور انت غلوتك من غلاوه دكتور سيف }....هز يوسف رأسه بإمتنان وهو يرتشف قهوته التى صنعتها سعاد  {وانا كمان سعيد انى وسطكم يا مدام سعاد واتمنى أنكم تتقبلونى وسطكم }......شهقت سعاد بخفه  {نتقبلك ازاى يا دكتور انت صاحب المصحه وكلنا لينا الشرف نشتغل معاك....اسمح لى يا دكتور أسألك بنت حضرتك عامله ايه }........ابتسم يوسف بفرحه ليخرج من حقبيته إطارا خشبيا متوسط يحمل صوره ملك صغيرته{ايه رايك  فى ملوكتى  شوفتى كبرت ازاى }نظرت سعاد للصوره وهى تحملها بين يدها {بسم الله ماشاء الله نسخه منك يا دكتور زى القمر ربنا يباركلك فيها ويجعلك عوض عن امها }....شرد يوسف قليلا وعينه لمعت بغيمات من الدموع  {يارب يا سعاد }طرق باب الغرفه ليدخل عامل الأمن يحمل سله من الزهور استلمتها سعاد من يده قائلا {لدكتور يوسف }وضعت سعاد سله الزهور على مكتب يوسف ووضعت أمامه الكارت  {لحضرتك يا دكتور }وقف يتأمل الباقه وحمل الكارت ليقرا  {اتمنلك بدايه موافقه نورت مكتبك ونورت مصر كلها الإمضاء نيرو }لوى شفتيه ببتسامه ساخره وهو يتذكر تدليله لحبيبته القديمه ناريمان وقفت سعاد {عن اذنك يا دكتور فى حالات لازم أشرف عليها حضرتك تؤمرنى بحاجة}...وقف بقامته الشامخه أمام سعاد  {لا اشكرك يا سعاد بس من فضلك عايز ملفات الحالات اللى هباشرها وكمان عايزك معايا دايما لو مش هضيقك }....فرحه عارمة احتلت سعاد أخيرا ستعمل مع يوسف كما سبق وتترك العمل مع دكتور أدهم المتسلط  {تحت أمرك كل الملفات هتكون عندك وانا معاك دايما يا دكتور عن اذنك }....التفت سعاد لتخرج من مكتب يوسف ليستوقفها صوته الأجش الصارم  {سعاد عايز ملف غرفه 212  من فضلك}شعرت بدلو ماء بارد ينزل فوق راسها لا تريد أن تلتفت له والا سينكشف تلبكها أمام يوسف ولكن سؤاله لها مره اخرى جعلها تلتفت وتتصنع الابتسامه {سمعتينى يا سعاد }.....هزت رأسها بنعم {أمرك يا دكتور هيكون عندك مع الملفات }.............

▪▪تجمع الجميع حول سرير جلال نغم وهى تبكى بحرقة وتتذكر عندما دخلت غرفه خالها لتجده ممد على الأرض فاقد الوعى لتصرخ بقوه  {خالى حبيبى خالى يا طارق الحقينى }....ليخرج طارق بمنامته على صراخ زوجته ليحمل والده بين يده ويضعه على الفراش ويتصل بطبيب والده وصديقه دكتور عزيز الجبالى.... سال طارق دكتور عزيز بقلب مفطور من القلق على والده {خير يا عمى بابا ماله طمني أرجوك }حقن عزيز ذراع جلال بحقنه منشطه للقلب وهو يتابع بصمت نبضات قلبه التى بدأ يستجيب للحياة لينظر إلى طارق نظره غامضة  {اطمن يا بشمهندس أبوك راجل قوى ومش بيستسلم بسهوله هو بس حاول يقف ولكن يظهر انه جهد عضلة القلب }....تنفس طارق بارتياح أما شروق التى ظهر على وجهها الخوف أن يكتشف دكتور عزيز صديق والدها من زمن قبل أن يكون طبيبه الخاص أمر تغير الأقراص انسابت الدموع على وجنتها بخوف حقيقى {طيب يا أونكل بابا هيكون بخير هيفوق امتى}......أغلق عزيز حقبيته وسحب مقعدا كبيرا وجلس أمام جلال يتابع الحاله  {شويه يا شروق متقلقيش جلال راجل قوى وبيحارب مرضه هو بس محتاج دعم منكم }ابتسمت رانيا بكبرياء واضح {دعم ازاى يا دكتور احنا كلنا حواليه وجنبه فى اكتر من كده دعم }....رفع عزيز عيونه لتقابل عيون رانيا الجاحده  {الدعم يا مدام رانيا أنكم تحققوا طلبه مش تقفوا حواليه }...عقدت حاجبيها باستنكار  ويدها تلتف حول صدرها {و ايه هو طلبه بقا يا دكتور }نظر عزيز لجلال الذى بدأ يستعيد وعيه وقال مؤكدا {شمس،،،، جلال دعمه هى شمس }دخل هشام برفقة فهد فى هذه اللحظه ليستمع لكلمات دكتور عزيز ابتسم  بخبث وتمكن بقدره هائله أن يسطير على أعصابه  {اكيد يا عمى انا مش ساكت وبدور على شمس فى كل مكان بعد هروبها لما قتلت امى }وقف عزيز يصافح هشام وقال وهو يبتسم  {طبعا يا هشام انا عارف كويس انك مش ساكت بس أرجوك انت وطارق كثف مجهودك شويه وحقق طلب أبوك انه يشوفها وتبقى جنبه }خرج الجميع من الغرفه رانيا تشتعل غيظا وشروق تخاف أن ينكشف أمر الأقراص أما هشام زفر بضيق وهو يأمر الجميع الاجتماع بغرفة مكتبه لتخرج نغم معاهم لكن يستوقفها صوت عزيز {نغم بنتى لو سمحتى حضرى طبق خضار شوربة مع صدر فرخه لجلال} ونظر لها نظره فهمتها نغم سريعا بان عزيز يريدها بشىء مهم. ......هزت رأسها  {حاضر يا أونكل هحضر الغدا لخالى بسرعه }.............

▪▪أمرت فريده وداد بغضب وهى تشعل سيجارتها  {اعمليلى فنجان قهوة بسرعه يا وداد انا دماغى هتفرقع من مراد وعمايله ديه }جلست وداد بجانبها  {يا هانم أهدى شويه وبلاش تحرق اعصابك مراد شاب وصغير وعايز يسافر ويعيش زى الشباب صحابه }....

صرخت فريده بغضب {جرى ايه يا وداد انتى هتعلمينى ازاى أتعامل مع ابنى }وقف وداد وهى على وشك البكاء وراسها لأسفل  {أعوذ بالله يا هانم انا اعلمك انتى يا ست الهوانم انا اسفه }اطفت فريده سيجارتها بالمطفه وقد شعرت بعصبيتها المفرطه فى حق وداد فزفرت انفاسها وقالت بنبره اكثر هدوء  {معلش يا وداد انا عصبيه شويه وكمان بعد الشد اللى حصل بين يوسف ونادر مش عارفه ولادى حصلهملهم ايه متزعليش منى }....هزت وداد رأسها بتفهم  {لا يا ست فريده انا مقدرش ازعل  منك ابدا، ما تقلقيش ان شاء الله مش هيحصل غير كل خير }دخلت مريم بصحبت ملك الصغيره يضحكان ومريم تركض خلفها لتلحق بها ركضت ملك بسرعه لتعانق فريده التي رسمت الابتسامة على ثغرها عند دخول الصغيره {روح نانا وحشتينى جدا} داعبت الصغيره شعر جدتها الأشقر وهى تقبلها  {وحستينى نانا قد بحر }قهقت فريده ورفعتها على قدميها  {روحتى النادى مع مريومه}هزت الصغيره رأسها بسعاده{ وسبحت فى البيسين مع مريومه }جلست مريم مقابل امها وهى مرهقة من اللعب مع الصغيره والسباحة معاها {يااااه يا نانه ديه ملوكه شطوره وفازت عليا فى السباحه }صفقت الصغيره وهى تركض حول جدتها وعمتها {انا سطوله وفزت على مريومه هقول لدادى }ابتسمت فريده بسعاده {دادى لسه فى شغله وقرب يوصل يلا اطلعى مع دادا وداد عشان تغيرى هدومك وتاكلى قبل دادى مايوصل }...هزت الصغيره رأسها وركضت تعانق داده وداد بحب لتحملها وداد لغرفتها.......تنهدت فريده ثم التفت لمريم المرهقة  {انتى يلا غيرى هدومك وتعالى عايزه أتكلم معاكى}.... ادركت مريم ماتريد فريده الحديث عنه لتقول بحنق  {ماما لو سمحتى انا تعبانه ومش عايزه أتكلم فى حاجه دلوقتى }نظرت فريده بعينيها الحازمتين إلى ابنتها لتقول بعصبيه  {والله كويس انتى تعبانه والأستاذ عايز يسافر يريح أعصابه هو انا ايه مش عارفه امشى كلمتى عليكم }

زفرت مريم بنفاذ صبر  { مالك يا ماما حبيبتى انا قولت تعبانه وعايزه استريح بس.. مقولتيش مش هتكلم،  وبعدين مين اللى سافر }......بعدت فريده خصلات شعرها عن وجهها بعنف  {مراد بيه سافر دبى مره واحده من غير ما ياخد رأيى حتي} .........

▪▪وقفت مريم وقبلت فريده و هي تضم كتفيها وقالت  {ماما حبييتى ارجوكى أهدى عشان متتعبيش وبعدين مراد مش صغير راح دبى يا ماما مرحش المريخ،  عن اذنك هغير هدومى وانام شويه و بعدها انزلك نتكلم فى كل حاجه }...هربت مريم من أمام نظرات فريده الغاضبة وهى تبتسم.....أما فريده أشعلت سيجارة أخرى وقالت بغضب  {نتيجه دلعك يا سيف بتتطلع عليا انا }.................

▪▪جلست أمام المرآه بغرفتها تضع على بشرتها الكريم وهى تلف منشفه زهريه حول جسدها المرمرى وخصلات شعرها تقطر على جسدها وطارق يجلس أمامها على الفراش ينعكس وجهه بالمرآه ينظر لها بحب وشغف، ابتسمت بخجل وحمرة وجهها تزدها اشرقا لتهمس برقه {مالك يا طارق بتبصلى ليه كده}....اشتدت نظرته شغف وهو يلعق شفتيه باغواء {حرام يعنى ابص على مراتى الجميله ده يبقى حرام عليا لما اشوف الجمال ده كله قدامى ومبصيش ابقى أكبر مغفل} ضحكت بخجل وهى تمشط شعرها الحريرى ليشير لها من المرآه ان تقترب منه {نونتى الحلوه تعالى هنا جنبى}هزت اكتافها بدلال ووجه طفولى يحمر خجلا ليقترب منها بخفه ويحملها كطفله صغيره بين يده رفست بقدميها الرشيقه وهى تضحك بانثوه {بس يا طارق نزلنى}....وضعها فوق الفراش وعيونه تتجول على بشرتها الناعمه لتشيح عينيها بعيد لينهال على وجهها بشفتيه الساخنه بقبلاته الناعمه ويلقى بكلمات الغزل على مسمعها {عيون طارق وقلب طارق وحب عمره بعشقك نونتى بحبك كل يوم اكتر من اليوم اللى كان قبله بحبك وانت مستكتر عينيك وعينيا يتقابلوا}.....قهقهت بتفاجئ من كلمات الاغنية التى القاها ورفرف قلبها من رقى كلماته لتداعب صدره الصلب باناملها الرقيقه وهى تسرح بصفاء عيونه الفيروزيه {وانا كمان بعشقك يا طارقوتى ياقلبى وروحى وعمرى}....ارتشف شفتيها الناعمه الكرزيه بين شفتيه يسحقها بقوه ويده تعبث بالمنشفه الزهريه لتسقط عن جسدها الناعم كاشفا تضاريسه الرقيقه قبل عنقها بشده نزولا لمقدمه صدرها يقبله ويترك عليه علامات شغفه وحبه واشتياقه لها....عانقته بشده وهى تدفن رأسها بين حنايا رقبته وتقبله ثم همست بخفوت مثير {طاطا حبيبى}....ابتسم طارق وداعب وجنتها {لسه فاكره طاطا كنتى دايما تنادينى كده وانتى صغيره}....قبلت شفتيه برقه {عمرى مانسى أى موقف أو أى كلام كان بينا يا روحى}....ضمها أكثر لصدره يسحق جسدها بين ذراعيه القويه {وانتى كل حياتى نغم ارجوكى متزعليش منى ابدا}...هزت رأسها واناملها تداعب شعر صدره {انا عمرى مازعل منك عشان عارفه انت بتحبنى قد ايه بس نفسى تسمع كلامى}....تنهد بغضب وسحب سيجارة من علبته الموضوعه على الكومود بجانبه {تانى يا نغم مش بتملى من الموضوع ده}....جلست على ركبتها أمامه  {طاطا حبيبى وايه يعنى نجرب مره كمان عشان خاطرى}.....أخرج دخان سيجارته بعصبيه وهو يقف يرتدى شورته {نغم حبيبتى احنا عملنا العمليه ديه 4 مرات مرتين فى مصر ومره فى أمريكا ومره فى ألمانيا ومفيش فايده أنسى يانغم انا مش عايز ولاد}....دمعت عيونها وبدأت الدموع تنساب على وجنتيها أحمرت أنفها بشده وهى ترتجف {لكن انا نفسى أبقى ام يا طارق أرجوك بلاش تحسسينى انى عجزه نجرب مره كمان أرجوك}....مال بجسده وقبل جبينها قبله عميقه {اوك يا نغم بس ادينى فرصه ارتب أمورى ونطمن على بابا}.....قفزت بسعادة كالاطفال تعانقه بشده  وتضحك وهى تعانقه بحب........

تابع فى الجزء الثاني من الفصل الثالث..................

#شمس_لا_تغيب{الفصل الثالث }الجزء الثاني 

▪▪جلس مراد برفقة صديقه عدنان بكافيتريا المطار ينتظرا موعد رحلته إلى دبى يحتسوا النسكافيه ويتحدثون عن رحلتهم أطلق عدنان صافره طويله {شوف يابنى المزز ياما نفسى ارتبط بمزه من دول }.....رفع مراد حاجبيه بتذمر {انا بقا جالى إحباط من صنف الحريم كله }.....ضحك عدنان ونظر لمراد {عندك حق طبعا جيرمين ديه تجيب إحباط لشباب العالم فى حد يرتبط بواحدة اسمها جيرمين أعوذ بالله ديه كان عليها بوز اوف عقد }....زفر مراد أنفاسه بضيق {والنبى ماتفكرنى وقال ايه امى كانت عايزانى اتجوزها ده انا كنت هموت ناقص عمر بس اسكت كتك نيله بتفكرنى ليه }......اشاح عدنان بيده وأشار على فتاه اجنبيه {هى ديه المزز اللى تفتح النفس انا عايز اتجوز واحده كده واسافر معاها زى اخوك يوسف مراته كانت قمر }تنهد مراد بمرارة حزنا على أخيه {الله يرحمها كلارا كانت جميله وكانت بتعشق يوسف }...ثم ضرب عدنان بخفه فوق رأسه { بطل نق بقا ويلا بوابه الطياره اتفتحت }وقف عدنان يحمل آلته  الموسيقيه وحمل مراد جيتاره وهو يهز حاجبيه بسعاده {يلا بينا على دبى يا معلم نمرح ونلعب }.....صرخ عدنان بسعاده {جايلك يا دبى }.....ليركضون بسعاده إلى الطائره.............

▪▪اخرج يوسف من درج مكتبه البوم صور وتصفح بعض الصور التى تجمعه مع أصدقائه ليتوقف عند صور معينه تجمعه باصدقائه {كريم عزمى وأكرم فهمى }ليبتسم و هو يحمل هاتفه.......

▪▪بمكتب كبير بمجمع النيابة العامة وقفت سيده فى أواخر الثلاثينات تبكى وتنوح {والله انا مظلومه يا باشا  المخدرات ديه ولا أعرف عنها حاجه }نظر بسخريه وقال بصوت شامخ {يعنى يا بدرية تحريات المباحث غلط وانتى اللى صح اللفه ديه خرجت من بيتك يا مفتريه نص لفة حشيش وربع كيلو بانجو وتقولى مظلومه }ارتجفت السيده أمامه وقالت بتلبك {يا باشا انا بطلت الكلام ده من زمان انا بخاف على عيالى}مسح وجهه بغضب وبصوت غاضب تكلم {بتخافى على عيالك ومش خايفه على عيال الناس بصى بقا انا قدامى حرز وشهود ومش عايز لف ودوران يا ست انتى }....نظر إلى الكاتب بجانبه {أمرنا نحن كريم عزمى وكيل نيابة شرق بتجديد حبس المتهمه بدرية الحلو بالحبس على ذمة التحقيق 15 يوم على أن يتم التجديد فى نفس الموعد }صرخت السيده وهى تتصنع البكاء {وربنا حرام ده ظلم }دق الجرس ليدخل الحارس ويأخذ المتهمه للحبس......اتكا برأسه للخلف وهو يشعر بالارهاق يحتل جسده وراسه.....ليدق هاتفه فتح الهاتف ليقول بصوته المميز { حققت مع كام مجرم النهارده }.....هتف بفرحه {يوسف سيف الدين وانا اقول مصر نورت ليه }.....................

▪▪تنهدت بتوتر {يعنى ايه مش عايز تطلق انا مش عايزاك مش طايقاك طلقنى بقا }صدر الصوت الرجالى العميق عبر الهاتف هادئا مستكين {لا يا ناريمان مش هطلقك واللى عندك اعمليه }ثم تبسم بهدوء وهو يحرك قلمه {اوعى تفتكرى انى بحبك أو بموت فيكى زى زمان انتى ولا حاجه بالنسبالى بس زى ماخسرت نفسى وخسرت صاحبى بسببك لازم اخليكى تخسرى انتى كمان }صرخت عليه بغضب بعد أن فقدت أعصابها {بقا كده يا أكرم طيب انا هرفع قضيه خلع واعرف أتطلق منك }تنهد بسخريه {وانا هرفع قضية ناشز عليكى وهطلبك فى بيت الطاعة وقضية قدام قضيه وحلنى بقا انتى عارفه حبال المحاكم فى مصر طويله ياروحى }شدت شعرها بغضب {انت مصمم بقا على المشاكل }....هز رأسه وهو يضحك باستفزاز ليصلها صوت ضحكته المستفزه التى تحفظها جيدا {ايوه مصمم وعلى فكره انتى ولا تهمينى فى حاجه بس عايز اذلك يا ناريمان العزيزى وخدى بالك يوسف عمره ما هيفكر فيكى انتى انتهيتى بالنسبه ليوسف زى ماانتهيتى بالنسبه ليا سلام يا زوجتى العزيزه }....أغلق الهاتف لتشتعل غضبا وتلقى الهاتف بقوه وهى تصرخ بغيظ {ياحقيرررررر}.......

▪▪دخل أدهم على صوت صراخها مفزوع {فى ايه يا ناريمان انا مش هخلص من عصبيتك ديه انتى بقيتى لا تحتملى }وقفت أمام أبيها تهز اكتافها بعصبيه {أتصرف يا دادى الحقير ده مش عايز يطلقنى وبيهددنى انه هيرفع قضيه ناشز وكمان يطلبنى فى بيت الطاعة اعمل حاجه }جلس أدهم على الاريكه وارجع ظهره للخلف مستندا {اعملك ايه مش ده اختيارك من الاول ماسمعتيش كلام حد وروحتى اتجوزتيه وسبتى يوسف عشانه وقولتلك انا واخوكى وعمتك مليون مره ده مش مستوانا اتحججتى بكلام فراغ قال اية بيحبنى وهيكون زى العجينة فى أيدى أدى العجينة الطرية بقت ناشفه يا مدام }جلست أمامه تضع رأسها بين يدها {خلاص يا دادى مش وقت الكلام ده أرجوك ساعدنى }وقف متوجها إلى مكتبه يتكلم بعصبيه وتوتر {اسمعى يا ناريمان انا عندى مشاكل ومش عارف أحلها من يوم ما شرف سى يوسف بتاعك سبينى أحل مشاكلى وبعدين اشوف مشكلتك }ذهبت خلفه ووضعت يدها فوق أكتاف والدها وابتسمت بخبث ودهاء {حل مشكلتى يا دكتور واوعدك بعدها يوسف هيبعد عنك نهائى وينشغل بيا انا }فكر أدهم قليلا وابتسم بتوتر {طيب يا حبيبتى سبينى أفكر واشوف هعمل ايه مع الواطى ده }..............

▪▪اتبسم كريم بفرحه {وحشتني جدا يا جو حمدلله على سلامتك }تعالت ضحكات يوسف {بقا يا ندل ولا تسال عليا من أسبوعين من ساعه آخر مره كلمتك فيها ولا تتصل تشوف وصلت امتى }داعب كريم شعره وتنحنح {انت فى مصر من يومين شوفت متابع اخبارك ازاى بس اعمل ايه الأيام اللى فاتت كنت مشغول اوى والله يا يوسف عندى كام قضيه فساد من اللى قلبك يحبهم وكنت مشغول ع الاخر بس عرفت من مراد انك وصلت بالسلامه انت وملك قابلته من امبارح فى النادى الصبح وقالى }..... {ولا يهمك يا صديقى انا عاذرك بس لسه الفساد فى البلد ديه مش هننتهى منه آمال ثوره ايه بس اللى اتعملت }تنهد كريم بحزن {الفساد زاد يا دكتور مش بيقل المهم مش هشوفك انت بجد واحشنى فين ايام زمان وقهوه الفيشاوى فاكر }شرد يوسف قليلا وابتسم {طبعا فاكر يا كيمو ديه أيام تتنسى بردو فاكر لما كنت أنت والرخم أكرم تغلسو ا عليا وتقولو ابن الذوات فى الحسين على قهوة الفيشاوى }ضحك كريم بشده {طبعا فاكر كنت بتتغاظ مننا اوى وايامها قولت ايه رايكم انا هشترى شقه هنا كانت أيام يا يوسف بجد مفتقدك }سكت يوسف قليلا ثم سأل كريم بتردد {بتشوف أكرم }شعر كريم بالاحراج من يوسف وسؤاله عن أكرم {طبعا بشوفه كل يوم خميس بنسهر شويه نتعشى ونروح القهوه نلعب طاوله للصبح بس قولى بصراحه يا جو انت لسه شايل منه بسبب ناريمان بنت خالك }ارجع يوسف رأسه للخلف وزفر أنفاسه بهدوء {كنت شايل بس دلوقتى احلفلك بحياة ملك ولا فى راسى الموضوع لدرجه انى نفسى اشوفه واغلبه فى الطاولة زى زمان بس ياترى هو عايز يشوفنى }ابتهج كريم من تصريح يوسف وقال بفرحه {ده نفسه يشوفك ومن يوم ماعرف انك وصلت وهو فرحان بس مكسوف يكلمك خصوصا أن بنت خالك المصون طالبه الطلاق }هز يوسف رأسه بأسى على صديق عمره الذى كاد أن يخسره بسبب حقد وطمع ناريمان {للأسف عرفت وحزين على أكرم لانى عارف ناريمان كويس قد ايه انسانه انانيه بس النصيب }ابتسم ليقول بمرح {شكل أكرم عمل حاجه وحشه بحياته }ليقهقه كريم على خفة دم يوسف ومرحه الذى افتقده فى فتره موت زوجته ولكنه عاد يوسف الظريف المحبوب كما كان طرق باب مكتب كريم ليدخل شخص آخر سوف يتم التحقيق معه ليحدث كريم بصوت هادئ{بقولك يا جو عندى شغل دلوقتى مضطر اقفل بكره الخميس ايه رايك نتقابل }ارتفعت زوايه فمه بابتسامه {طبعا نتقابل بكره أن شاء الله فى الحسين وياريت أكرم يكون موجود عشان وحشنى }..................

▪▪اتصلت آمال على أدهم وهى متوتره  {الو ايوه يا دكتور الحقنا دكتور يوسف طلب من سعاد ملف شمس وكمان سالها عن الحالة نعمل ايه }....وقف أدهم بغضب وضرب طاوله مكتبه بيده  {ايه ازاى؟ انا سايبه وكل حاجه تمام ولا سالنى وبعدين معاك يا يوسف انت هتلعب معايا ولا ايه طيب اسمعى يا آمال خلى سعاد تقدمله الملف عادى مفيش حاجه تقلق وانتى اطلعى بشمس للجنينه شويه وبلاش أى أدوية دلوقتى وانا جاى حالا وزى مافهمتك انتى وسعاد تقولوا ايه ليوسف }عرق بارد اغرق جبين أدهم وشعر بانه يوسف سوف يكشف كل شىء قريب فرك كف يده بتوتر وقال بهدوء يسبق العاصفة  {ماشى يا يوسف وماله العب شويه وانا هلعب معاك  }..........

▪▪فتحت آمال باب الغرفه بعنف ودخلت بغضب لتجدها تجلس على الارض أمام النافذه تضم قدميها لصدرها وراسها بينهم لتشق بخفه وتشعر بالخوف من وجود آمال أمامها......شدتها من ذراع بقسوة {تعالى يا ست هانم شكلنا هنروح فى داهيه بسببك يخربيت اليوم اللى شوفناكى فيه }انسابت دموعها على وجنتها المتورده وشفتيها الزهريه بلون الورد تحركت بتلبك تهمس بزعر { مششش عايزه اتكهرب }لوت آمال شفتيها {تعالى مفيش زفت كهرباء احنا عارفين نعمل حاجه من اللى قاعد فوق قلبنا ده الدكتور أمر تخرجى للجنينه }اقتربت من شمس بعيون قاسية جامده  {واياكى أياكى تنطق بكلمه مع حد انا هرقبك كويس والا مش هرحمك انا ودكتور أدهم فاهمه }هزت رأسها بخوف وذعر وهى تنكمش على نفسها............

▪▪ارتدت فستان حرير أحمر مغلق من الصدر والظهر كاشف عن اكتافها وذراعيها ضيق من الصدر وواسع حتى منتصف ركبتيها يظهر قدميها الرشيقه رفعت شعرها بطريقه عشوائية تتدلى منه خصلات ناعمه تداعب بشرتها الناعمه.....وقف طارق يتاملها بعيون عاشق بعد أن ارتدى بدله سوداء وقميص ابيض ناصع 

اقترب منها وطبع قبله عميقه فوق اكتافها { هو القمر نزل على الأرض ولا ايه }ابتسمت ويدها تحوط خصره  {يسمحلى حبيبى اختار الكرفته على ذوقى }اخرجت ربطه عنق سوداء منقرشه بلونين الأبيض والأحمر ولفتها حول عنقه برقه وهى تقبله برقه...قبل يدها وغمز بعينه {جاهزه }أشارت له بصبعها  {ثانيه واحده حبيبى أدى خالو الأدوية بتاعته واجيلك حالا }رفع طارق حاجبيه بتعجب{طيب ما شروق أو رانيا أى حد منها يدى الأدويه لبابا}تلبكت قليلا لتقرصه بخفه من وجنته {شروق خرجت مع فهد ورانيا مشغوله مع فارس فى درس الباينو ومفيش غيرى اسيب خالو  من غير ادويه ثوانى بس يا طارق }هز رأسه بتفاهم وقبل جبينها  {حبيبتى الجميله ربنا يخليكى لينا يارب }......

▪▪خرجت بها آمال للحديقة لترفع شمس رأسها تنظر للغروب الشمس وتستنشق الهواء النقى لقد مر وقت طويل وأشهر كثيره لا تعلم عددها لما ترى شىء أو أشخاص غير ثلاثه فقط وهم سعاد وآمال ودكتور أدهم جلست بها آمال تنظر لها بستغراب ثم ابتسمت بسخريه  {اول مرة اشوفك بفستان مكنتش اعرف انك حلوة كده بس الحلو حلو الطبع وانتى قتله ومجرمه اللى يشوفك يقول عليكى بريئه  }..........

▪▪نظرت لها بحزن عميق يتغلغل داخل قلبها لا تلوم على هذه الغربيه فى شىء اخواتها أقرب من لها من أى  شخص ظلموها وتركوها تتعذب ويتفنون فى عذابها وبلاخير هاهى ملقاه فى مصحه نفسيه فهل هذه الغريبه سترأف بحالها استمعت لكلماتها بصمت ودموعها لا تتوقف نظرت أمامها لتجد رجل مسن يجلس على طاوله ويقرأ بالجريدة شقت ثغرها ابتسمت رقيقه وهى تتذكر والدها الحنون تنهدت بحزن ورددت بينها وبين حالها  {بابا حبيبى وحشتنى اوى ياترى قلولك عنى ايه ياترى صدقت انى قتلت طنط دريه وانى حقيره وواطيه طمعت فى جوز اختى }شاردت قليلا فى ملامح الرجل الذى ذكرها بوالدها الحبيب لتتذكر....والدها يجلس بحديقه الفيلا يحتسى فنجان الشاى كعادته وبيده الجريده اليوميه ركضت كعادتها كالفراشه الملونه بفستانها الأصفر القصير وقدميها الصغيره تلمس العشب النادى اقتربت منه وقبلته بقوه على وجنته {يا صباح الفل على إجمل بابا فى الدنيا}ضمها والدها لصدره وقبل رأسها {روح قلب بابا شمس حياتى مفيش جامعه النهارده ولا ايه }وضعت اصبعها الصغير داخل فمها وهى تحرك مقلتيها بشقاوه وسعاده  {لا مفيش انا هخرج النهارده بعد اذنك مع طارق ونونه}قاطعتها دريه بحنان {مفيش خروج غير بعد الفطار }ركضت عليها بمرح { طنط دريه حبيبتى صباح الورد }ابتسمت دريه بحنان وهى تضمها لصدرها {بردو مش هتخرجى من غير فطار أتكلم يا جلال }قال جلال وهو يقلب صفحات الجريده{دريه عندها حق كلى الأول اكيد طارق فطر هو ونغم افطرى انتى كمان واخرجى معاهم }قبلت والدها وزوجه أبيها التى تعاملها بحنان ولطف {حاضر هفطر عن اذنكم }....

▪▪مر على باقى المرضى قبل أن يغادر المشفى وسعاد بجانبه تتابع فى صمت انتهى من معينه مرضاه{سعاد عايز اشوف مريضه 212}تلبكت سعاد قليلا واخدت نفسا عميقا{شمس }نظر لها وابتسم قليلا{اسمها شمس اسم حلو}ابتسمت سعاد بصدق{ايوه والله يا دكتور شمس وهى شمس زى القمر ربنا يشفيها }وضع امضته على بعض التقرير وسال سعاد بصوت اجش{حالتها ايه انا لسه ماقرتش تقرير الحاله}تنحنحت سعاد قليلا تجلى صوتها {حاله انفصام فى الشخصيه و أعراض  البارافرينيا }رفع رأسه ببطء {انفصام وبارافرينيا ديه حاله معقده جدا بيجلها هواجس }هزت سعاد رأسها بحزن وهى مضطرة للكذب{ايوه يا دكتور مثلا أخوها عايز يقتلها و رمت مرات أبوها من الدور التانى وماتت ده غير}...شعرت سعاد بالخجل ونظرت لاسفل {بيجلها حاله هوسيه مصحوبه ب.....}فهم عليها يوسف وسالها {اتهمت حد بالاغتصاب أو التحرش  }..... {ايوه يا دكتور جوز أختها }هز رأسه وهو يضم شفتيه{حالتها صعبه جدا بس عايز اشوفها هى دخلت المصحه امتى}ردت سعاد بحرص{من سنه وست شهور أبوها صديق شخصى لدكتور أدهم هى بره فى الجنينة يا دكتور }▪▪دخل يوسف مكتبه ونزع البالطو وارتدى جاكيت بدلته الرمادية {تمام اشوفها بكره أن شاء الله عشان اتخرت على ملك وجعت راسى اتصالات }نظرت سعاد لفرحت عيونه بذكر ابنته {الله يخلهلك يا دكتور يوسف ويباركلك فيها }..................

▪▪دق هاتف آمال لتبتعد عن شمس تتحدث بالهاتف جلست تتمل الأزهار الملونه انه وقت الغروب واشعة الشمس البرتقالية تعكس لونها على الزهور لتخرج فراشه ملونه من بين الزهور تطير وتحلق حول شمس التى وقفت كالاطفال تقفز فرحا بالفراشه فهى تعشق الفراشات بالونهم الزاهية............وقفت ببتسامه رقيقه تراقب الفراشة وهى تطير وتحلق لبعيد خرج يوسف للحديقة فى طريقه للمغادره ولكن استوقفته هذه الفاتنة الجميله التى تبتسم وتقفز بسعاده كطفله صغيره وقف يتملها من بعيد من أطراف قدميها الناعمه الصغيره حتى جبتها مرت عيونه ببطء على ساقيها الناعمتين  المكشوفة من فتحت فستانها الملون الرقيق وهو يحتضن قوامها المتناسق ووجه جميل مزدهر فى نفس التناسق ذو شعر شعر كستنائى ناعم مجموع خلف رأسها كذيل فرس يصل لبعد خصرها حتى وصلت عيناه إلى عينيها.....حينها لا يعلم تحديد ماذا حدث وكم مر من الوقت يتاملها......اختفيت الفراشة بين الأزهار لتختفى ابتسامتها هى الاخرى وترجع كما كانت تجلس بمكانها اقترب منها ببطء شديد ليجدها  

شاردت الذهن و  نظراتها مثبته على احد الورود وكانت تلك الورده ذابله وبها اوراق عديده متساقطة....... 

فأقترب منها وهى يضع يده فى جيوب سرواله وقال بصوت دافى وهو يرمقها بنظره رقيقه (ليه مركزه على الورده دى بالذات مع انها دبلانه )تفاجئت شمس من الصوت المفاجئ الذى اخترق الصمت حولها ورفعت وجهها لتنظر لذلك الدخيل فتقابلت مع بحور العسل فى عينيه  الصافية قبل ان تقول(الورده دى تشبهنى خسرت كل ورقها وهتدبل وتموت زى ما انا خسرت كل اللى اعرفهم وبقيت وحيده مستنيه نفس مصيرها )ثم وجهت نظرها مره اخرى للزهره تفاجئ يوسف من نبرة اليأس فى صوتها وشعر بحجم معاناتها وقال ( بس احنا البشر مش زى الورد ولو واجهنا صعوبات ومحن فى حياتنا مش لازم نستسلم لليأس ونستنى نموت ) فأطرقت شمس رأسها دون ان تعقب على كلامه وشردت ثانية.....فهى تخاف الاحتكاك بالناس تكاد تجزم أنها ناسيت نبرة صوتها ولكن هذا الدخيل أخرج صوتها وشعرت لثوان قليلا فى وجوده بالأمان والراحه التفت يوسف ليغادر وعلى شفتيه ترتسم ابتسامه صغيره لا يعرف سببها  وفى تلك الاثناء التفتت شمس لتراقب رحيله فلمحت شخصا جعل الذعر يدب فى قلبها انه هو جاء ليعذبها ولم تشعر بنفسها الا وهى تذهب مسرعة لتنادى على يوسف {استنى استنى } وحين استدار يوسف لها ارتمت شمس فى احضانه باكية وهى تهذى بكلمات متقاطعة وشهقات متتالية  {انا خايففففه انا خايييييفه ماتسبنيش } ازدات شقهاتها وارتجف جسدها الصغير بين يده التى لفها باحتواء حول خصرها واليد الأخرى تربت على رأسها.......اشفق عليها بشده وبصوته الهادى الحنون بنبرته الساخنه  {متخافيش ششششش مفيش حد هيقدر يقربلك ارجوكى أهدى }احست شمس بالأمان والراحه بين ذراعيه لأول مره منذ فتره طويلة لم تحتمى بين ذراعين فكانوا آخر ذراعين ضمتها بينهم والدها وهو يربت على ظهرها {متخافيش يا شمس انا هنا جنبك يابنتى انتى معمتليش حاجه }ليسقط بعدها أمام عيونها فاقد الوعى ولم تراه بعدها.........

▪▪شهقت آمال تلتفت حولها {يادى المصيبة ديه راحت فين؟ }لتلتفت تجدها تعانق يوسف وتدفن رأسها فى صدره العريض......شهقت امال من المفاجاه واقتربت بسرعه وهى تردد{يا نهار اسود}صرخت بدون وعى  {شششمس.... انتى بتعملى ايه }لتبتعد شمس عن يوسف بسرعه وصدرها يعلو ويهبط خوفا.....اقتربت امال بحذر {انا اااا اسفه يا دكتور يوسف هى سهتنى ومشيت }....اومئ يوسف رأسه بحذر ونظراته متجمده على آمال وقال بصوت لا تعبير له  { ازاى متخديش بالك من المرضى كويس هه وازاى أساسا تعاملى مريضه وتشخطى فيها بشكل ده لينا حساب بعدين اتفضلى دخليها اوضتها }هزت آمال رأسها بخوف وهى تتمسك بيدها وتاخذها لغرفتها..............

▪▪اتجهت نغم للمطبخ لتحضير وجبه العشاء الخاصه بخالها الحاج جلال قبل ان تغادر للعشاء برافقة زوجها سمعت صوت من الصالون لتقف قريبه من الباب المغلق تستمع لحديث هشام مع طارق وفهد وشروق ورانيا.....قال هشام بصوت غاضب(احنا لازم نجهز بيت المزرعه قريب وشمس تقضى الفتره هناك قبل جلسه المحكمه ودكتور ادهم هيباشرها عشان اللى اسمه يوسف ده )زفرت شروق انفاسها بحنق (اوف انا اتخنقت من الموضوع ده لازم نخلص منها وبسرعه ياما بالسجن ياما بالموت )شهقت نغم ووضعت يدها فوق فمها ولكن حديث طارق طمن قلبها وهو يصرخ على شروق (موت لا لا لا انا مش هسمح بجريمه زى ديه تاخد عقابها بالقانون وكفايه اصلا حاله الجنان اللى هى فيها )نطقت شروق بغل وغيظ (وامك اللى قتلتها الهانم اللى خايف عليها مش زعلان عشانها)ضرب الحائط بيده وتكلم من بين اسنانه (شروق انتى طول عمرك مش بتحبى شمس وكلنا عارفين كده مش موت ماما اللى مزعلك اوى كده شمس كانت اقرب لماما منك )صرخ هشام بشده (بس انت وهى مش وقت لعب العيال ده دلوقتى لازم نشوف طريقه بسرعه لازم نخلص القضيه باقى عليها شهر ولازم نشوف حل يخلصنا من يوسف سيف الدين وبسرعه )ساد الصمت بينهم كل منهم يفكر بطريقته ........

▪▪اغمضت فريده عيونها تاخذ نفس عميق (مش فاهمه يعنى ايه مش عايزه كتب كتاب دلوقتى هانم )..شدت مريم ذقنها وتكلمت بهدوء (ماما ارجوكى افهمينى انا لسه معرفش حاجات كتير عن نادر كل اللى اعرفه ان المهندس الناجح ابن خالى حضرتك اللى اخترتيه وانا وفقت لكن كتب كتاب لا يا ماما صعب )حدقت بجمود لمريم (انا مش عارفه ايه اللى حصل انتى شديت نفسك بيوسف يامريم بس انا اللى هقوله هيمشى وخليكى متاكده بابا اللى مستنيه رايه هيوافق على قرارى فاهمه )وقفت فريده بكل غرورو وعنجهيه وقالت بصوت امر (باباكى هيوصل من دبى الشهر الجاى اعملى حسابك كتب الكتاب فى نفس الشهر ومش هقبل مناقشه),,فتجمدت كل كلماتها على شفتيها من قرار فريده الصارم..............

▪▪دخلت نغم غرفه جلال تحمل صنيه الطعام (انا اسفه يا خالو اتأخرت عليك )هز جلال راسه وابتسم لنغم اطعمته بيدها وبعد الانتهاء من طعام العشاء اخرجت علبه صغيره من حقبيتها بها اقراص (اتفضل يا خالو ده علاجك الجديد ودكتور عزيز متاكد انك هتكون بخير على العلاج ده )رفع جلال راسه يبتهل بالدعاء لله عز وجل ان يتعافى حتى يستطيع ان يرى صغيرته شمس شردت نغم قليلا وهى تتذكر حديثها مع كتور عزيز....

▪▪(اسمعينى كويس يا نغم انا شاكك ان الادويه ديه بتتبدل جلال صحته بتتاخر جدا )شهقت نغم ونظرت للادويه بدهشه (تفتكر ان فى حد بيبدلها )هز عزيز راسه (انا متاكد عشان كده انا هسلمك ادويه تانيه جلال ياخدها بس احتفظى بيها فى مكان محدش يقدر يوصله وفى خلال شهر صحه جلال هتبدا تتحسن)فكر عزيز قليلا وقال (وبالنسبه للاوديه ديه اوهمى الشخص اى كان اللى بيبدلها ان جلال مستمر عليها وهنشوف النتيجه )انزعجت نغم بشده وارتسم على وجهها القلق (احساسى بيقولى ان ورا الموضوع ده فهد او رانيا وطبعا شروق عارفه مهما كانت قسوت هشام مستحيل يفكر ياذى خالو حاضر يا اونكل هنفذ كلامك)افاقت نغم من شرودها على رنين هاتفها (الو اهلا لجين اخبارك ايه ),,,,,(بخير حبيبتى، نغم انا اسفه لانى انشغلت عنك الايام اللى فاتت كانت عندى رحلات كتير انا دلوقتى ع الطياره بستعد للرحله لدبى حبيت اطمن فى اخبار جديده عن شمس )وقفت نغم بجانب النافذه تتكلم بصوت خافت (لجين اسمعينى كويس، انا سمعتهم بيتكلموا ان فى دكتور اسمه ادهم بيعالج شمس بس الواضح انه على اتفاق مع هشام وفى دكتور تانى اسمه يوسف فى الموضوع ومن الواضح انه موترهم، بس كده دا الي قدرت اوصله،  انا محتاره و بالي مشغول علي شمس )تنفست لجين بضيق وبنره غاضبه قالت (انا مش عارفه ليه شمس بيحصل فيها كده، نغم انا هوصل مصر بعد 3 ايام ويريت اشوفك عشان نعرف هنعمل ايه فى المشكله ديه لازم نزصل لحل )هزت نغم راسها (ان شاء الله هنلاقى حل ونوصل لشمس )اغلقت نغم الهاتف واقتربت من جلال قبلته على جبينه بحنان (ان شاء الله يا خالو هتبقى كويس وشمس هترجعلك بسلامه )وخرجت من الغرفه تستعد لدعوه العشاء مع زوجها الحبيب....................

▪▪اغلقت لجين الهاتف و شردت لوهله تفكر في وضع شمس و كيف ستتمكن من ايجادها، لتستفيق من شرودها علي صوت زميلتها (لجين يالا المسافرين هيبتدو يطلعو) فهزت رأسها و هي ترتدي قبعتها (اوك ) و خرجتا من المقصوره للترحيب بالركاب، في تلك الاثناء صعد مراد و عدنان للطائرة و اخذا اماكنهما و بعد برهة اعلن الكابتن عن الاستعداد للاقلاع، و بدأت لجين جولتها لتفقد المسافرين و تلبيه طلباتهم، كان مراد يتمطط علي كريسه كقط كسول فضربه عدنان علي كتفه و هو يهتف به (عيني يا بني ادم مش مستلفها) فوقفت لجين الي جانبهما تضم يديها و قالت بلطف ( في حاجه يا افندم؟ عايزين حاجه) 

(اوباااا !! ) عبر عدنان و هو يصفر في حين تسمر نظر مراد عليها منبهرا بجمالها الاخاذ طرف بعينه ثم قال ببلاهه (عسل )................(Pardon !!!) {عفوا!!}

ليضم عدنان شفتيه ليكتم ضحكته، فقطبت لجين حاجبيها و احتدت ملامحها ثم قالت ببرود حاد (ممكن لو سمحت تقولي حضرتك ..عاايز..اييه.. في مسافرين تانيين لازم اشوف طلباتهم) فاتكأ مراد بمرفقه علي ذراع الكرسي واسند ذقنه علي كفه و ابتسم ملا شدقيه ابتسامه استفزتها و سألها قائلا (هو استفسار بسيط هو انتي حلوه كده من عند ربنا ولا في مناسبه خاصه ) اتسعت عيني لجين و قد احمر وجهها غضبا و ردت بانفعال (Nnnnnn c trop tu dépasse tes limites Mr) {لا هذا كثير انت تتجاوز حدودك سيدي}فاخذ مراد يرمش بعينيه و قد ارخي ذقنه اكثر علي كفه (حد قلك قبل كده انك بتحلوي اكتر لما تتعصبي) فاقتربت لجين منه اكثر و هي تشير له باصبعها و الشرر يتطاير من عينيها و قالت وهي تشد علي اسنانها بغضب (اسمع يا شسمك barre tes limites خير الك، اش تسخايل في روحك الصخطه هذا مرمزك و مبلدك و مثقل دمك تو زعما زعما عامل فيها ضامر، يعجبكشي تو اا الهموم الجامده هالصباح ) لتتنفس بقوه و بغضب تكاد تشبه تنين ينفث النيران، تدلي فك مراد ببلاهه و هو يطالعها بنظرات يلوحها الغباء ليقول (هو انتي بتشتميني و لا انا احساسي غلط) لينفجر عدنان ضحكا ضحكة مجلجله و هتف (جوووول الحوت علي بنت بلادي معلللللمة ) فالتفت اليه مراد بسرعه و همس بغضب (انت يا غلس ترجملي يعني ايه انا اتهزأت !!!) فزاد ضحك عدنان اكثر لنتظر اليه لجين وهي تبتسم باستخفاف و قالت (يسخف مسيكن اعمل فيه لربي و ترجمله) و تركتهما و غادرت، بينما بقي عدنان يضحك فرمقه مراد بنظرت غاضبه و قال وهو يضيق عينيه (عارف لو ما ترجمتليش البت دي كانت بتقول ايه هرميك من الطياره و ابقي خلصت البشريه منك) فاجاب عدنان من بين ضحكاته (طيب...طيب هقولك بس بشرط)........(انت هتتشرط كمان انجز ) فارتخي عدنان في جلسته وقال (عرفني انجي، اترجملك و الا هقلب علي تونسي و ادي دقني لو فهمت مني كلمه) و ارفق كلماته بابتسامه عريضه و حاجباه يتراقصان، فزفر مراد انفاسه و قال (طول عمرك سافل طيب هعرفك عليها) فهب عدنان و عدل جلسته وهو يشرح بفرح( انت كده عيني، بص يا سيدي الاخت الكريمه كانت بتقولك . الزم حدودك و انت فاكره نفسك مين يعني، و قالتلك يا رمه و انك فاكر نفسك ظريف و دمك خفيف و... بس كده ) (انااااا!!!) رد مراد بانفعال مشيرا لنفسه فضم عدنان شفتيه و هز راسه مؤكدا (اييييون انت).....

▪▪حطت الطائره في مطار دبي و بعد انهاء الاجراءات خرج مراد و عدنان من باب المطار و كانت هناك سياره اجرى واقفه فاخذ مراد يلوح لها ثم ركض نحوها ليصطدم فجأة بفتاة التي سرعان ما رفعت رأسها ليهتفا معا (انت/انتي!!!!!!!)ً...............

الي اللقاء مع الفصل الرابع....................


#شمس_لا_تغيب [ الفصل الرابع ] بقلم سارة سعد 

حبيبتي من تكون ؟!

الرفاق حائرون يفكــــــــــرون .. حبيبتي انا .. من تكــــــــــون ,

يفكرون يتساءلون أشياء واشيـــــــــــــــــــــــاء

يتساءلون في جنـــــــــــــــون حبيبتي من تكــــــــــــــــــــون

يتهامسون يتخيلــــــــــــون أسماء وأسماء

ويضيع كل هذا هبــــــــــــــاء لا تخافي واهدأي يا صغيرتــي

اخفي هواك عن العيــــــــــون لا تبالي انني يا حبيبتـــــــــــي

فكيف مني يعرفـــــــــــــــــون حبيبتي انا من تكـــــــــــــــون 

صغيرتي انا لم اقل شيئـــــــــا فحرصي عليكِ كحرص نفسـي

لا تحذري نظراتهم إليــــــــــك فأنتِ في أعماق ذاتـــــــــــــي

فدعيهم يا حياتي يفكــــــــرون لا تخافي واهدأي يا صغيرتــي

اخفي هواك عن العيــــــــــون حبيبتي انا من تكـــــــــــــــون

وابداً ابداً لن أقول على الحياة لكي تطــــــــــــول

لا تفزعك همساتهم عليــــــــك سر اسرار حياتـــــــــــــــــــي

يتساءلون يتخيلـــــــــــــون لا تبالي انني يا حبيبتـــــــــــي

فكيف مني يعرفـــــــــــــــــون

حبيبتي من تكــــــــــــــــون ؟

▪▪كلمات تغنى بها العندليب الاسمر فى سياره يوسف الفخمه شرد ذهنه مع الكلمات الرائعه يتذكرها كيف ركضت وارتمت على صدره تحتمى به.....انتفضت عضلة قلبه من اسفل قميصه  لذكرها ....فالقلب فقط ينتفض لرؤيه ملكته وطفلته لماذا انتفض لعناقها وعيونها البرئيه  فداخل مقلتيها مزيج من الحزن والدفئ والحنان فمن تكون تلك الشمس التى اتخذت من صدره مأوى واحتماء...... ولماذا تثير في مشاعره الحنين اليها ترى هل ما يشده اليها نظرات عيونها الكسيره التى تطلب منه الامان دون كلمات ؟! ام شعورها بالاحتماء داخل احضانه ؟ ام تراه هو من يحتاج ذاك الشعور وهى بين يديه ؟!! 

▪▪دخل دكتور ادهم المصحه غاضب سيكتشف ابن اخته كل شىء وبغمضه عين اخرج غضبه وقسوته فى كلمات القاها على مسمع امال التى لاتقل عنه غضب من حديث يوسف معها وتوبيخه لها بسبب تلك الغبيه (سعاد فين )سأل ادهم امال بعصبيه,,,,,(مشيت يا دكتور ).....نزع نظارته الطبيه يفرك عيناه بعنف (طيب اسمعينى كويس امال اولا انا مش مطمن لسعاد ابدا هى كانت بتشتغل مع يوسف وقبله سيف وكانت مخلصه لهم وانا ضغطت عليها عشان تشتغل معايا وتسكت بس انا شاكك فيها خلى بالك منها كويس جدا ),,,,,هزت امال راسها موافقه ادهم رأيه فى سعاد (عندك حق يا دكتور النهارده طول النهار مع دكتور يوسف زى خياله ده غير دفاعها عن شمس ),,,,,نظر ادهم لبعض التقارير المحتفظ بها على جهازه الخاص (فى اقل من اسبوعين شمس هتتنقل من هنا لمكان تانى عايزك تقدمى على اجازه لاى سبب عشان هتكونى مرافقه ليها ومتقلقيش لكى مبلغ كويس جدا ),,,,ابتسمت بغل (امرك يا دكتور انا من ايدك ديه لايدك ديه )قال ادهم بعيون مشتعله (هنبدأ نديها حبوب,,,,وهنشوف راى دكتور يوسف ايه فى حاله شمس الحسينى )هزت امال رأسها وهى تبتسم (من بكره يا دكتور هتاخد الحبوب متقلقش).......

▪▪(داااااااااادى )ركضت ملك الصغيره تعانق يوسف تقبل وجهه...حملها يوسف بين يده يقبل وجنتها الممتلئه كالتفاحتين يناغشها ويدغدغها (وحشتينى ملوكتى الجميله عملتى ايه النهارده )صفقت بيدها الصغيره تحكى ليوسف عن يومها مع عمتها بالنادى بكلمات غير مفهومه جعلت يوسف يبتسم بشده وهو يستمع لها.....دخلت فريده الصالون بعد ان انهت مكالمتها مع صديقتهت بالجمعيه (ملك شوفتى دادى يلا ع النوم الساعه عشره )قلبت الصغيره شفتيها تعانق يوسف من رقبته (لا حايزه دادى )نظرت لها فريده بقسوه واشارت بيدها (وداد من فضلك خدى ملك تنام )لم يعجب يوسف نظره امه القاسيه لابنته ولكن تغاضى عن هذا حرصا على غضب امه السريع حمل الصغيره بين يديه يقبلها (اسمعى كلام نانه البنات الحلوه تقول ايه )ايتسامه برئيه ارتسمت على شفتي الصغيره تداعب باصبعها لحيه والدها (حاظل دادى )....................

▪▪باحد المطاعم الشهيره جلست مريم تتناول العشاء برفقه نادر نظر لها بافتنان (الفستان ده جميل جدا عليكى حبيبتى )ابتسامه بارده شقت ثغر مريم (ميرسى يا نادر )لوى شفتيه(ميرسى يا نادر ده اللى قدرتى عليه )تاففت بصمت (عايزنى اقولك ايه يا نادر قولتلك ميرسى )اشتعل غضبا ينظر لها بحنق (مريم اسلوبك متغير من يوم ما شرف يوسف)رفعت عينيها بغضب (نادر لاحظ انك بتتكلم عن اخويا من فضلك وشيل يوسف من راسك شويه)تبسم بغرور (نعم اشيل يوسف من دماغى وانا من امتى اساسا يوسف فى دماغى هو مش عايز ينسى اللى عملته فيه ناريمان) زفرت انفاسها بغضب (يوسف مش بيفكر فى ناريمان والموضوع انتهى اساسا واختك هى اللى اختارت يا نادر ).........

▪▪بنفس المطعم فى الاتجاه الاخر مشط كريم شعره وهو ينظر لتلك الثرثاره التى تتحدث عن نفسها طوال الوقت بفستانها العارى وشعرها الاسود المموج (ايه رايك فى المطعم خطير صح )هز راسه بغيظ (مش كانت الحاجه مستنايكى ع العشاء النهارده ليه بقا غيرتى رأيك )قلبت شفتيها بعدم اهتمام (كريم حبيبى مامتك اكلها دسم جدا وانا مش اخده ع الاكل ده سورى بيبى )ضغط على اسنانه بغيظ (اسمعى يارا انا عندى شغل ومش فاضى كل يوم لموضوع الخروج ده وبالنسبه لاكل امى لازم تتعلمى عشان انا بحب اكلها جدا )وشهقت باعتراض (نووو اتعلم طبعا لا احنا هيكون عندنا شغاله طبعا )استمر ينظر لتفاهتها وحديثها الممل يندم على ارتباطه بفتاه مدلله مثلها لولا الحاح والدته عليه فى الزواج والارتباط ولكن من الواضح انه اساء الاختيار اشارت بيدها امام وجهه (كريم رحت فين انت مش معايا )اشار للنادل وطلب منه الحساب اعترضت بحنق (لسه الساعه 11 كريم ايه رأيك نروح ديسكو )وقف بغضب قائلا (انا عندى شغل الساعه 7 وبعدين ديسكو ايه انا مش بتاع الكلام ده يلا اجهزى لحد ما ارجع )انسحب من امامها يزفر انفاسه بغضب يضغط على ازار هاتفه لتاكيد معاده مع اكرم 

▪▪وقفت مريم تسمك بحقبيتها الصغيره (عن اذنك) مسك نادر كف يدها (رايحه فين )اشارت برأسها ناحيه الحمام ومطت شفتيها (ممكن ولا عندك مانع واطلب الحساب عشان انا اتأخرت الساعه 11 )قال بهدوء (لسه بدرى يا مريم انتى مع جوزك)هزت رأسها معترضه(خطيبى يا نادر لسه مش جوزى وبعدين الساعه 11 مينفعش اتأخر اكتر من كده عن اذنك)رمقها بغضب من ظهرها وابتسم بخبث وحقد (طيب يا مريم بكره تشوفى هعمل فيكى ايه )مشى كريم ناحيه دوره المياه يتحدث بالهاتف ومريم تمشى بنفس الاتجاه تبحث عن شىء ما بحقبيتها لتصطدم بجسد قوى لتقع حقيبتها على الارض ويقع هاتفه بجانب حقيبتها المفتوحه ....قالت بتلبك ووجه يكسوه الاحمرار دون ان تنظر لصاحب الجسد القوى (اسفه جدا )انحنى يلتقط هاتفه وحقبيتها وهاتفها الذى خرج من الحقبيه مع بعض الاشياء الاخرى (انا اللى اسف بجد مكنتش اخد بالى )رفع عينيه الزيتونيه ليتقابل مع عينيها الرماديه الساحره تائه فى ملاحمها الجميله ووجهها الطفولى المنسق ,,,,,ليحل الصمت بينهم وهى تنظر له بخجل وعيونها تمشط وجهه الوسيم بملامحه الرجوليه الفاتنه ,,,,تنحنح يجلى صوته الغائر (اتفضلى واسف كمان مره )....وضعت بعض خصلات شارده من شعرها االاشقر خلف اذنها وردت برقه بالغه (انا اللى اسفه حصل خير )تركته وذهبت وعيونه تلاحقها حتى اختفت من امامه سارقه عقله ....ليستفيق من شروده على صوت خطيبته (انا جاهزه يلا )وضع الهاتف بجيب سرواله وذهب هو الاخر يلتفت خلفه.................

▪▪وقف مراد ينظر الى بوابه الخروج وعدنان بجانبه يدندن اغنيه ما  تأمله مراد بغضب (فى ايه يا ابنى اسكت شويه )حرك عدنان حاجبيه وقال بمرح (انا اللى فى ايه احنا واقفين ليه اساسا يلا مراد زمانها خرجت من اى باب تانى يلا حبيبى الله يهديك مش اول مره تتهزق فيها يا صديقى )تنفس بغضب وهو يفرك اصابعه (عايز تمشى اتفضل خد تاكسى وروح على اى فندق وبلاش كلامك الممل ده يا صديقى )حدق عدنان ناحيه البوابه وهتف (مراد ايه البنت اللى هزقتك) وابتسم وهو يخرج لسانه غيظا فى مراد التفت مراد الى البوابه ولمحها تخرج مع بعض صديقاتها تبتسم ثم وقفت امام امرأه جميله تعانقها بشده وركبت معها السياره ....انتفض مراد من مكانه يركب سياره اجره وبجانبه عدنان المستغرب من تصرفاته الغريبه قال مراد للسائق بالانجليزيه ( اذهب خلف هذه السياره من فضلك )................

▪▪دخلت امال غرفه شمس تتطلع اليها بوحشيه وغل وضعت امامها بعض الاقراص (يلا يا شمس خدى علاجك )عضت على شفتيها وعينيها الصافيه تنظر لها بخوف ارتعشت اصابعها وهى تتناول الاقراص وامال تناظرها بترقب لتقول لها بفم ملتوى (نامى دلوقتى والصبح هتبقى زى الفل )سحبت الغطاء تخفى جسدها المرتجف بخوف .....خرجت امال تعدل نظارتها الطبيه وتكتب رساله على هاتفها (تمام يا دكتور اخدت الاقراص والصبح هتكون فى احسن حال )تلقى ادهم رساله امال بابتسامة انتصار على شفتيه (عال جدا ام نشوف دكتور يوسف هيقول ايه ).......... 

▪▪اطل هشام برأسه من فتحة الباب ينظر لوالده المستلقى على فراشه لا يشعر بشىء اقترب منه ببطء يسحب المعقد ويجلس بجانب سريره الفخم ترقرقت الدموع بعينه يتذكر هذا الرجل صاحب الشيب الرجل الذى كان يهابه الجميع نائم لا حول له ولاقوه سأل نفسه بندم (انا السبب فى اللى انت فيه ده يا حاج جلال ولا حبك وتفريقك فى المعامله لشمس هما السبب )شعر جلال بوجود هشام ابنه البكر اول من رأته عينيه ,,,,ابتسامه مهزوزه ارتسمت على ثغر هشام وهو يربت على يد والده بحنان (مساء الخير يا حج عامل ايه دلوقتى )هز جلال براسه وابتسم فى وجه ابنه وعيونه تحدق به بسؤاله المعتاد قبل ان يفقد النطق (شمس فين يا هشام اختك الصغيره فين ياابنى )فهم هشام السؤال دون ان ينطق به والده وشبح الابتسامه مازال يرتسم على شفتيه (اطمن يا بابا شمس بخير مش هقدر اقتلها زى ما قتلت امى بس لازم اخد منها كل حاجه يا حاج لازم اعاقبها على قتلها لامى وقتل حبك لينا سامحنى يا بابا )جذب جلال يده بشده من بين يد ابنه وملامحه يترسم عليها الغضب والحزن التفت برأسه للجهه الاخرى وهو يشعر بالاشمئزاز والغضب مما تفوه به هشام عن صغيرته الرقيقه تكلم بقلبه (لا لا اخرس شمس مستحيل تقتل  بنتى مش مجرمه.... لعن جلال المال والعز والجاه لما له من تأثير على التفريق بين اولاده  )وقف هشام فوق رأس والده واقترب منه ليقبل رأسه الا ان جلال قام بإبعاد وجهه عن هشام في نفور واضح,,,,زم هشام شفتيه وقبض على راحة يده (انا عارف انك غضبان عليا ومش طايق تشوفنى بس صدقنى لما تعرف شمس فين ممكن تسامحنى لانها لو مش فى المكان ده اكيد مكانها هيكون السجن يا حاج تصبح على خير )خرج هشام من الغرفه بعد ان اغلق الباب خلفه ليفتح جلال عينيه يحدق بصوره زوجته وحبيبته ااميره الغاليه التى هى  الان بين يد المولى عز وجل تمنى ان يذهب اليها ليرتاح من عذابه والمه على فراقها وفراق صغيرته ,,,,,,,,,,

▪▪بغرفه مكتب والده تمدد على الاريكه الجلديه يقرأ كتاب عن علم النفس شارد ذهنه يتذكر عناقها الحار الدافئ وارتجاف جسدها الصغير بين يده ليقطع شروده دخول مريم غرفه المكتب (مساء الخير يووسف)شعر بوجود اخته ليعتدل فى جلسته مبتسما ( مساء الفل يا مريومه اسف كانت سرحان شويه) جلست مريم بجانبه تبتسم برقه (امممم سرحان فى ايه يادكتور ده انا هنا من بدرى وانت ولا هنا )اومأ لها برأسه وهو يرفع   حاجبه بتسليه ( اه الانسه رايقه وجايه تتسلى على اخوها الكبير انتى لسه جايه ولا ايه )هزت رأسها وهى تضع بعض من خصلات شعرها الشارده  خلف اذنها (لا انا جيت من نص ساعه تقريبا لقيت ماما فى اوضتها وسألت داده عنك قالت فى المكتب حبيت اطمن عليك وامسى بس )عبس وجه يوسف بضيق وهو  يسأل مريم (واخبار بشمهندس نادر ايه )ردت مريم بنبره مبحوحه وهى تشبك اصابعها ببعضهم دليل على توترها (بخير اهو بيحاول يصلح اسلوبه شويه بس مصمم على كتب الكتاب وانت عارف فريده هانم بتدعمه جدا )ضحك يوسف بخفوت وهو يضع الكتاب بمكانه بالمكتبه (اه طبعا انتى هتقوليلى ساعات بحس ان نادر وناريمان ولادها واحنا لا بس المهم انتى عايزه ايه مش مهم انا او ماما او بابا عايزين ايه)وقفت مريم امام يوسف بعيون غائره ونظرات مشتته (حقيقى مش عارفه يا يوسف ساعات احسه رقيق وطيب وبيحبنى جدا وساعات تانيه بيكون انسان تانى غير نادر اللى اعرفه وحبه ليا بيكون جنونى دايما بشوف فى عيونه قلق وخوف والجديد بقا موضوع الغيره من اى حد حتى انت تخيل )رفع يوسف حاجبه باستنكار وهو يزم شفتيه (ده مجنون مريم بقا واحنا منعرفش على كل حال فكرى كويس يا مريم عشان كتب كتاب يعنى جوزك شرعا وقانونا وده مش لعبه )هزت رأسها بتفهم (اكيد يا يوسف هقولك تصبح على خير عشان عندى جامعه الصبح بدرى) اقترب منها يوسف يقبل رأسها بحنان وحب اخوى (وانتى من اهل الخير مريومه)اقتربت مريم من باب الغرفه تضع يدها على المقبض ثم التفتت مره اخرى ليوسف تسأله باهتمام (يوسف ممكن اسألك سؤال بس ترد عليا بصراحه )اومأ برأسه (طبعا مريم اسألى) ابتلعت ريقها استعداد للسؤال (انت لسه بتفكر فى ناريمان )استغرب يوسف سؤال مريم الغريب وصمت قليلا ثم اجاب وهو يبتسم بسخريه ليست من مريم وانما من ذكرى ناريمان (لا طبعا ناريمان كان ماضى وانتهى بالنسبالى حتى من قبل ما اسافر باريس واعرف كلارا بس ليه السؤال ده )رفعت مريم اكتافها بمزح(عادى حبيت اعرف بس لما شوفتها حبك القديم اتحرك )وضحك يوسف بقوه قائلا (حب واتحرك كمان لا لا انتى الليله رومانسيه زياده عن اللزوم تصدقى لو قولتلك انى اكتشفت انى مكنتش بحب ناريمان وانها كانت فتره مراهقه وعدت )ضيقت مريم عيونها الفيرزويه تسأل يوسف (طيب وكلارا حبيتها )مرت على يوسف لحظات يفكر بعمق يتذكر فيهم زوجته الجميله ثم تنهد بحرقه بالغه (كلارا كانت صديقه واخت وزوجه كانت كل حاجه بالنسبه ليا )اقتربت منه مريم ببطء تنهر نفسها على سؤال يوسف عن كلارا لتعيده لذكريات مؤلمه وضعت يدها على كتفه بحنان (انا اسفه يوسف انى آلمتك بسؤالى )داعب شعرها بمشاكسه (انا بفتكرها فى كل وقت مجرد انى اشوف ملك ده كفيل انى افتكرها طول الوقت بس بالنسبه للحب اقدر اقولك وبكل صراحه قلبى لسه زى ماهو مدخلوش اى حد كلارا دخلت فيه بس كزوجه مخلصه لكن حب حقيقى مدخلش نوره لقلبى  يعنى انا وبعد عمرى دا لسه لحد دلوقت ما عرفتش الحب الحقيقى عشان كدا بقولك بلاش تتسرعى في موضوع كتب الكتاب من نادر الا لما تتأكدى كويس انه هو الانسان اللى هيقدر يملا كيانك ويكون دنينك التانيه ) ابتسمت مريم وقالت ..كل الكلام الحلو دا عن الحب وانت قلبك لسه ما عرفش الحب الحقيقى امال لو عرفته ودخل قلبك هتقول ايه يا جو .. ابتسم يوسف وهو يضع ذراعه على كتف مريم (تفتكرى يا مريم انى ممكن الاقي الحب وان قلبي يدق بجد ؟)عانقت اخوها بحنان تربت على رأسه (انت لسه شاب ونجاح واكيد الحب هيدق قلبك واكيد الشمس هتشرق بنورها وتنور قلبك وحياتك كلها تصبح على خير)خرجت مريم من غرفه المكتب تاركه يوسف يتمعن كلماتها الرقيقه (اكيد الشمس هتشرق بنورها وتنور قلبك وحياتك)ابتسم يهمس (شمس ),,,,,,,,,,,,,,,,,,,

▪▪مسدت شروق رقبة فهد بدلال وهى تضع رأسها فوق كتفه تهمهم بعبارت حب استغل فهد وضع زوجته الحميمى ليضع لها بعصير البرتقال قرص حبوب منع الحمل التفت اليها بجسده يقدم لها كاس العصير قبل ان يقبل شفتيها بنهم ليهمس لها (اشربى حبيبتى عصيرك )ابتسمت بهيام ترتشف من عصير البرتقال وفهد يراقبها بعيون فهد متربص بفريسته 

(حياتى انت مش بتنسى كاس العصير ده ابدا )قرب رأسها بحنان مزيف وتناول شفتيها بين شفتيه يقبلها ويداعب نهديها من فوق قميصها الستان الرمادى ابعد شفتيه يستنشق بعض الهواء (روح فهد وعمره انتى عارفه انا لازم اهتهم بصحتك ياحياتى عشان مستنى منك ولد يشيل اسمى )عانقته بشده تضع رأسها فوق صدره (انا بحبك اوى يا فهد )حاوط خصريها بيده (وانا بعشقك يا قلبى )ابتعد عنها بضع خطوات يبتسم يحرك اصابعه على ذقنه (شروق انا هسافر نيورك الاسبوع الجاى عندى شغل مهم جدا )اشاحت وجهها للجهه الاخرى ويرتسم على ملامحها الغضب (بس يافهد انت لسه جاى من اليابان هتسافر نيورك خلاص هاجى معاك ايه رايك )اقترب منها يعانقها ويدس يده بين خصلات شعرها (شروقى حبيبتى انا عندى مشاكل فى شغلى وعايز احلها من غير ما اشغلك بجد انا مش عارف اعمل ايه )جلست فوق الاريكه وسحبته يجلس بجانبها تحاوط وجهه بين كفيها (ايه اللى شاغل بالك قولى انا مراتك)نظر لها نظرات مظلمه وتحدث بصوت متقطع (حبيبتى انا انا خسرت صفقه كبيره وخسرت فيها فلوس كتير جدا مش عارف هعمل ايه )شهقت تركض الى الخزانه تخرج منها دفتر شيكاتها وبطاقتها البنكيه (كده يا فهد كده خد دفتر شيكاتى وبطاقة البنك خد اللى انت عايزه حبيبى بس بلاش تبعد عنى )وقف مستنفر يمسد رقبته (لا كفايه اللى اخدته منك كفايه مش عايز حد من اخواتك يقول اتجوزها عشان فلوسها )وضعت يدها فوق شفتيه تهز رأسها (متقولش كده فلوسى كلها تحت امرك انت جوزى حبيبى وكلى ملكك ومحدش يقدر يتكلم ده مالى زى زيهم ارجوك خد اللى انت عايزه وكمان هعملك توكيل )ابتسامه عابثه ارتسمت على ثغره يحدث نفسه (ايوه كده يافهد العبها صح)استقلى بجانبها يقبل شفتيها ويده تخلع عنها قميصها ليغوص معاها فى وضع حميمى ملتهب,,,,,,,,

▪▪استيقظت مريم على نغمه هاتف نظرت حولها باستغراب تفرك عيونها الفيروزيه (ايه ده نغمة تليفونى مين غيرها اكيد ملك )سحبت الهاتف من حقيبتها تجيب على المتصل (الوووو )من الجهه الاخرى نظرت يارا للهاتف وهى تقضم شفتيها بتوتر تسألها(مين معايا وانتى مين وفين كريم )استغربت مريم من سؤال المتصله لتنظر للهاتف مره اخرى لتجد صوره فتاه جميله تظهر عند الاتصال لتشهق وتتذكر ما حدث بالمطعم واستنتجت بذكائها تبديل الهواتف مع هذا الشاب ردت على يارا الغاضبه (انا اسفه يظهر ان التليفونات اتبدلت امبارح مع شاب فى المطعم انا اسفه )ظلت يارا تتنفس بغضب وتشعر بالغيره وان هذه الفتاه تكذب لتقول بحنق (ادينى عنوانك وانا هاجى اخد التليفون منك يا شاطره اصل بصراحه حاسه انك حراميه )شهقت مريم وتجهم وجهها (انتى انسه مش محترمه تعرفينى منين عشان تقولى كده وعلى كل حال شكرا لخدماتك انا هوصل لصاحب التليفون بطريقتى )أغلقت مريم الهاتف بغضب تلقي به فوق سريرها وهى تشتعل غضبا ,,,,,,,,,,ضربت يارا قدميها بقوه وهى تقضم اظافرها بغل (ماشى ياسى كريم لما اشوف موضوع التليفون ده )..........

▪▪خرجت مريم تلف المنشفه حول جسدها الممشوق وعطرها يملأ الغرفه بسحره سحبت الهاتف تضرب رقمها بقلق وخجل ,,,,,,,,,

▪▪تململ كريم فوق الفراش يفرك شعره دق باب غرفته لتدخل سيده سمينه محجبه باحتشام على وجهها هاله من النور والجمال (صباح الخير يا حبيبى )وقف كريم امام امه الحاجه عنايات يقبل يدها ورأسها بحب (صباح الفل يا امى )قالت الحاجه عنايات بحنان (حبيبى ربنا يفرحك ويكتبلك السعاده يارب يلا خد حمامك عشان تفطر الحاج مستنيك ع السفره )سحب كريم منشفته ليتجه الى حمامه الخاص بغرفته لتستوقفه امه قائلا بوجه بشوش (اه يا كريم خطبيتك اتصلت بيك على تليفون البيت كذا مره)زفر انفاسه بضيق (عايزه ايه يارا ع الصبح اكيد حاجه تافهه وبعدين مااتصليتش ليه على الموبيل )هزت امه رأسها بعدم معرفتها بالامر (والله يا حبيبى مش عارفه اتصل بيها وشوف عايزه ايه يلا بسرعه متتاخرش يا حبيبى ).......دق الهاتف بنغمه مميزه للموسيقار عمر خيرت ليستغرب كريم من رنة هاتفه ويقترب ليجد رقمه يظهر على شاشه الهاتف فرك عيونه وهى ينظر للهاتف (ايه ده رقمى بيتصل على رقمى ازاى )ليفتح الهاتف ويجيب بصوته الاجش الرجولى(بسم الله الرحمن الرحيم رقمى بيتصل على رقمى غريبه ديه )استمعت مريم لتعليق كريم الظريف مبتسمه ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

▪▪استيقظ فهد على صوت رساله نصيه ليفتحها بعيون ناعسه يقرا مضمونها (فهد لازم نتقابل النهارده ضرورى ف شقتنا ياريت ماتتاخرش حبيبى)لينظر جانبه بخلسه على شروق المستلقيه بجانبه عاريه وغارقه بنوم عميق ............

▪▪صرخات مدويه هزت اركان المصحه لتركض سعاد ومعها ممرضه اخرى لغرفه شمس وهى تردد (استر يارب استر يارب )فتحت باب الغرفه لتشهق وهى تضع يدها فوق فمها تحدق بعيونها لتلك البائسه المستلقيه على الارض بشعر اشعث تمزق ملابسها وعيونها تحلق بالفضاء وتغمغم بكلمات غير مفهومه طلبت سعاد من مساعدتها حقنه مهدئه سريعا وهى تقترب من شمس بحذر جلست امامها تربت على اكتافها المجروجه باثر اظافرها (شمس شمس اهدى حبيبتى مالك ايه اللى حصلك يابنتى )رفعت عيونها الحمراء بغضب تقضم شفتيها حتى ادمتهم ودموعها تغرق وجهها البرئ تغمغم (ابعدوووووووو عنى ابعدووووو )اشارت للغرفه حولها تصرخ بخوف (ابعديهم ابعديهم عايزين يغتصبونى ابعديهم عايزه ماما مااااااااااااااااااااااااما باااااااابا ابعديهم )جلست الممرضه بحذر بجانب سعاد لتضع الحقنه بذراع شمس صرخت تدفع الممرضه بعيدت عنها ترفس الارض بقدميها وتضرب على وجهها بهياج عصبى ,,,,,,وقفت سعاد بسرعه تطلب من مساعدتها (خالى بالك منها ولا اقولك اخرجى بسرعه لحد ما اتصل بدكتور يوسف يلا تعالى ),,,,,,,,

▪▪قفز مراد  درج الفيلا بسرعه وخلفه عدنان (استنى بس رايح فين كده يا مراد ع الصبح )رد مراد بعجل (عندى مشوار مهم لازم اعمله افطر انت وبابا هيوصلك لمكان البروفه )وقف عدنان امامه يستفهم منه ولكن مراد خرج يركض ليقابل والده يجلس بحديقه الفيلا يتناول الافطار اشار سيف الى مراد وعدنان (يلا يا شباب الفطار جاهز )تقدم مراد من والده (اسف يا بابا عندى مشوار مهم لازم اعمله)نظر سيف لمراد باستغراب فهو يعرف عن مراد انه لايستيقظ فى هذا الوقت بهذا النشاط ثم نقل نظره لعدنان الواقف امامه بشورت وستره حمالات (وانت عدنان رايح معاه )نظر عدنان لسيف ثم نفسه قائلا بمرحه المعتاد (لا يا اونكل اصل ملحقتش البس حاجه فى رجلى )ضحك سيف على رد عدنان المرح (طيب تعالى افطر معايا وخالى مراد يروح مشواره )ليقطع كلامه وينظر لعدنان المندهش (هو راح فين )رفع عدنان اكتافه (مش عارف يا اونكل مراد غريب اليومين دول )............

▪▪جلس داخل سيارته المكشوفه الرياضيه يراقب مدخل المبنى بشغف مرت اكثر من ساعتين يجلس فى سيارته حتى لمحها تخرج مع هذه السيده الجميله وتركب سيارتها ابتسم بشغف يزفر انفاسه (اوووف اخيرا طل القمر انا وراكى مش هسييبك )لينطلق خلف سيارتهم يراقبها باهتمام ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

▪▪بصوته الاجش الرجولى اجاب ع الهاتف مندهش ليفتح الهاتف ويجيب(بسم الله الرحمن الرحيم رقمى بيتصل على رقمى غريبه ديه )استمعت مريم لتعليق كريم الظريف مبتسمه(الو),,,,,اجلت صوتها تتكلم بنعومه(استاذ كريم معايا)ارتجفت اطرافه دقات قلبه تزاد يشعر بحراره اشعلت جسده برغم بردوه جو يناير اطبق على الهاتف يقول بصوت خافت (نعم انا....انتى) (اناااااا)فى نفس الوقت تحدثا معا لتبتسم برقه ويبتسم هو بجاذبيه يتذكر وجهها الطفولى شعرها السلسبيل عيونها الفيروزيه القاتمه شفتيها الكرزيه المنمنه لتقطع الصمت بينهم (يظهر التليفونات اتبدلت فى المطعم انا بعتذر )تنهد بحراره تلهب روحه بصوتها الناعم ورقتها (انا اللى بعتذر انسه )اغمضت عيونها بشده صدرها ينخفض ويرتفع بتوتر (مريم )ساد الصمت مره اخرى بينهم ليقطع الصمت هذه المره (ممكن اجيلك فين عشان التليفون )زحفت الدماء لوجنتها بشده واجابت بتوتر (ماتتعبش نفسك انا ممكن اجى لحضرتك على طول )سألها بشغف (انتى ساكنه فين بالظبط )تنحنحنت بخجل (فى المهندسين وانت )ابتسم يمشط شعره امام المرآه (انا بقا فى وسط البلد تحبى اعدى عليكى بلاش تتعبى نفسك فى الزحمه )جلست على سريرها ترتدى حذائها الاسود العالى (لا لا ماتتعبش نفسك انا مشوارى وسط البلد انا فى الجامعه الامريكيه بالتحرير)ارتدى ستره بدلته الانيقه يضع قطرات من عطره المميز (اوك هستناكى) اغلق كلا منهما الهاتف يستكمل ارتداء ملابسه بسعاده يبتسمون على الصدفه السعيده التى جمعتهم من غير معاد ,,,,,,,,,,,,,,,

▪▪داعب يوسف طفلته ملك  يتحدث معها (ملوكه الجميله تفطر مع دادى عشان يروح شغله )قلبت الصغير شفتيها بغضب تهز اكتافها الصغيره (دادى ملوكه معه )ضمها يوسف لصدره يستنشق رائحتها ويقبل راحة يدها الصغيره (دادى عنده شغل كتير ملوكه هتبقى هنا مع نانه و داده وداد )تعلقت الصغيره برقبته تبكى (لا دادى ملوكه حب يوسف )قبل وجنتيها الممتلئه بحنانه (ويوسف يحب ملك كتير ملك قلب يوسف )ضحكت بقهقه تسعد قلبه وتفرح عيونه (دادى احب ملوكه قد بحر )حملها يوسف على اكتافه حتى طاوله الطعام لتناظره فريده بحنق واستياء (ايه ده يا يوسف بلاش تعودها على كده يلا ملك انزلى نانه واعقدى جنب دادى افطرى )هز يوسف رأسه بابتسامه (انا حابب كده يا ماما )اخفض صوته بهمس ينظر لصغيرته وهى تتناول افطارها برقه (مش كفايه اتحرمت من حنان امها )اجابت فريده بفتور (لكن يا يوسف ملك متعلقه بيك جدا لازم تتعود تعتمد على نفسها و,,,,)ليقطع الحديث رنين هاتف يوسف اجاب بهدوء (صباح الخير مدام سعاد )ليصمت قليلا يستمع لسعاد لينتفض من مكانه وقفا (ايه ده حصل ازاى طيب طيب انا جاى حالا اديها بس حقنة مهدئه)..... سحب سترته ومفاتيح سيارته يركض وملك تحلق به (دادى ملك عاك )رجع لصغيرته يقبل جبينها (ملوكه حبيبتى يلا روحى عند نانه دادى بيحبك )لايعلم على اى سرعه كان يقود سيارته انتابه قلق شديد وغصه تحمكت بحلقه تشعره بالمراره والخوف تذكر عناقها الدافئ عيونها الصافيه بلون العسل دقه ملامحها 

وصل الى المصحه نزل من السياره يركض لتقابله سعاد تحمل حقيبته دخل مكتبه يستفهم من سعاد طبيعه حالتها وكيف وصلت لهذه الحاله بعد استقرارها ردت سعاد بقلق (مش عارفه يا دكتور انا كنت سيباها كويسه مش عارفه حصل ايه )وقف يرتدى معطفه الابيض الطبى (اتصلتى بدكتور ادهم هى حالته )ردت سعاد بريبه (دكتور ادهم عنده محاضرات الصبح وهو ساب خبر مع امال فى حاله تدهور شمس دكتور يوسف يتابع الحاله )استغرب يوسف من قرار خاله وكيف علم بحاله تدهور شمس فجأه .....خطى خطوته الاولى نحوعلاجها شعر نحوها بارتياح  رهيب لا يعلم الى اين سيصل به هذا الاهتمام يشعر نحوها بالمسئوليه لايعلم لماذا اقسم انه لايعلم كل ما يعلمه انه وقع اسير لعيونها وصفاء عسلها وجهها الطفولى خوفها كطفله تتشبث بملابس والدها,,,,سبقته سعاد للغرفه تفتحها دخل غرفتها لاول مره غرفه بيضاء كئيبه تخلو من اى مشاعر انسانيه فقيره فى احتياجاتها لايسكنها مريض بغيبوبه لايشعر بالايام,,,لتسكنها فتاه جميله بعمر الزهور نافذه باطار واعمده من الحديد صنعت فقط لارباب السجون والمجرمين لماذا يحكم على هذه الفتاه ان تقف خلف قضبانها حزينه ماذا يجرى من حوله انها مصحه لتصحيح وتأهيل عقول المرضى وليس لسجنهم وكبتهم.....رمق سعاد بنظرات مبهمه (ايه ده ايه الاوضه ديه يا سعاد فين وسائل الترفيه اللى فى كل اوضه )همست سعاد بتوتر تفرك يدها (دكتور دكتور ادهم امر بكده )بدا يجول بعقله بعض الافكار السلبيه ولكن سيؤجل الحديث عنها الان اقترب بخطوات بطيئه حذائه الاسود النظيف يدق على الرخام وقف امامها بطوله المهيب وقامته الممشوقه لينتفض قلبه لوهله عليها ليجثو امامها يهمس بأسمها (شمس انا يوسف فاكرانى )رفعت رأسها المدفونه بين ركبتيها ترتجف شفتيها الحمراء الممتلئه اصبحت زرقاء عينيها الصافيه تعكر صفو عسلها باللون الاحمر ,,,,امسك بيدهايسألها مره اخرى (شمس فاكرانى )هزت راسها بخوف تشيح فى وجهه وهى تكز على اسنانها (ابتعد عنى يا حقير والا مزقتك بهولاء )شهقت سعاد وهى تقترب منها ليوقفها يوسف بكف يده يناظرها بحذر (استنى بره يا سعاد سبينى معاها لوحدنا )اومأت سعاد برأسها وهى تخرج وتغلق الباب خلفها...........

الي اللقاء مع الفصل الخامس........


#شمس_لا_تغيب  [ الفصل الخامس ]

▪▪وصل كريم بسيارته لمكان ما فى وسط البلد ينتظر مريم,,,وماهى الا دقائق ووصلت بسيارتها الحمراء الصغيره فى نفس المكان المتفق عليه بينهم اخرجت الهاتف وطلبت رقمها مره اخرى دق الهاتف ليجيب كريم بنبره مرحه (والله انا بدأت اتلخبط مين مع مين )ضحكت بصوت مسموع تسحر اذانه بسحر ورقة ضحكتها الجميله (على كل حال انا وصلت وواقفه فى المكان وكلها ثوانى واللخبطه تروح )نظر كريم للسياره الحمراء الصغيره الواقفه امامه (انتى العربيه الحمرا المينى كوبر اللى قدامى )همهمت بهمس (امممم وانت العربيه السوده الجيب )رد بنفس همهمتها (اممممم انا ثوانى هكون قدامك)اغلق الهاتف بسعاد متحمسآ للقاء عيونها الفيروزيه الساحره,,,,,من تحت نظارتها الشمسيه لمحته يقدم عليها بهيئته المهيبه ورجولته المدمره ويرتسم على شفتيه ابتسامه مهلكه تمالكت نفسها من شدة الخجل(ايه ده مالك يا مريم كلها دقايق وينتهى الموضوع )طرق على زجاج السياره لتستيقظ من شرودها مبتسمه....نزلت من سيارتها تقف امامه برقتها وجمالها الهادئ الساحر فقط لا ينقصه الا ان يرى عيونها الساحره من خلف تلك النظاره....مد يده بشياكه يعرفها بنفسه (كريم عزمى )برقه ابتسمت  تصافحه (مريم السلحدار)لم ينتبه كريم للاسم جيدا كان يركز كل انتباه على شفتيها الورديه الصغيره وابتسامتها الرائعه.....مد يده بهتافها (اتفضلى واسف جدا على الغلطه ديه )فى المقابل مدت يدها (مفيش داعى للاسف  اتفضل تليفونك )صمتت قليلا وتكلمت بصوت رقيق (عن اذنك وانا سعيده انى اتشرفت بيك )انتبه على كلماتها (عن اذنك رايحه فين )تحدث بينه وبين نفسه ليصمت قليلا ثم طلب منها بشياكه ولهفه مخفيه متمنيا ان تقبل دعوته على شرب القهوه (طيب مش ممكن بمناسبه تعرفنا  اعزمك على فنجان قهوه او اى حاجه زى ماتحبى اصل انا عشان بحب القهوه جدا بفكر كل الناس بتحبها زي على فكره انا بشرب قهوتى هنا دايما )اشار الى احد الكافيهات العريقه بوسط البلد ويطلق عليها (جروبى )هزت راسها بابتسامه (اوك انا كمان بحب اشرب قهوتى هنا  وعلى فكره انا من عشاق القهوه مش انت بس)قفز قلبه من مكانه فرحا وسعاده سيجلس معها بعض الوقت ويتمكن من رؤية فيروزتها المتوهجه ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

▪▪انتهى نادر من الاجتماع ليخرج من غرفه الاجتماعات متوجها الى مكتبه وقفت سكرتيرته امامه بخوف تتعلثم فى الكلام (بشمهندس مداام رشا فى مكتب حضرتك مستنياك )عبس وهو يضيق عينيه بغضب مخفى يكز على اسنانه (انتى ازاى تدخليها مكتبى هه انا مش قولت الست ديه لو طلبت تقابلنى او تشوفنى تقولى البشمهندس مش هنا هه انتى بلغى الحسابات انك مخصوم منك اسبوع )ارتجفت سكرتيرته بخوف (والله يا بشمهندس قولتلها وحاولت ادخل لحضرتك الاجتماع بس حضرتك كنت محرج محدش يدخل اااانا اسفه )تحرك من امام سكرتيرته بغضب وهو ينفس نيران ,,,,,,,,,,,,,,,

▪▪وقف بخفه امام هذه السيده الجميله مبتسم بجاذبيته وعيونه الرماديه  (احممم صباح الخير) رفعت السيده الجميله رأسها باستغراب تنظر لهذا الشاب الوسيم الواقف امامها اما عنها فشهقت من المفاجأه وهى تبحلق بعيونها الواسعه وملامحها الصغيره الشقيه الى ذلك المتطفل ,,,,,ابتسامه استغراب لاحت على وجه نهله علوى السيده الجميله (صباح النور حضرتك تعرفنى )داعبت ثغره ابتسامه شقيه مشاغبه (دكتور مراد سيف الدين صديق الانسه لجين )التفتت نهله الى ابنة اختها تنظر اليها فى حيره ثم التفتت لمراد مره اخرى (صديق لوجى اهلا وسهلا انا نهله علوى خالة لوجى اتفضل )مازالت تبحلق بعيونها الواسعه ببشره شاحبه من هول المفاجأه كيف يجرؤ هذا الحقير على اقتحام حياتها بهذا الشكل......اجفلت من شرودها على صوت خالتها (لوجى اول مره اعرف انك لكى صديق دكتور )صحح مراد بخفته المعتاده لنهله (دكتور صيدلى مش دكتور بشرى )بكل رقه قالت نهله (تشرفنا دكتور مراد)مازالت تحدق به لاتستوعب مايحدث,,,,,كزت على اسنانها بغيظ تنظر له ثم وجهت حديثها لخالتها بتلعثم (اااايوه يا خالتو فى الحقيقيه احنا عارفين بعض من قريب) مط مراد شفتيه بغيظ (فى الحقيقه ياهانم نعرف بعض من قريب....نظر فى عينيها بعمق وتنهد بحراره....بس اكننا نعرف بعض من زمان جدا )كسرت نظره عينيه وهى تفرك يدها ببعضهم ثم وقفت فجأه لتنظر لها نهله باستغراب (مش يلا يا خالتو احنا لسه عندنا شوبنج),,,,حدقت بها نهله وهى تقضم شفتها العلويه (اقعدى لوجى حبيبتى نشرب مع دكتور مراد القهوه اقعدى بنوتى )جلست لجين تستشيط غيظا من مراد فى حين كان هو يتحدث مع نهله بمرح وجاذبيه  جعلتها تضحك من قلبها وتنجذب اليه...........

▪▪وقفت فى زاويه الغرفه تغطى وجهها الصغير بكفيها ترجف تضم قدميها وتشعر بالخوف يجمد اطرافها تتنفس بصعوبه يرى صدرها يعلو ويهبط بسرعه اقترب منها بهدوء وبصوته الهادئ نادها (شمس ماتخافيش انا يوسف احنا اتقابلنا بره فى الجنينه )من بين فتحات اصابعها نظرت له بترقب وهو يقترب منها بهدوء ارتجفت اكثر تلتفت للحائط تحتمى به واكتافها ترتعش شهقات بكائها ترتفع اكثر تغمغم بكلمات غير مفهومه اقترب منها اكثر لايفصل بينه وبينها غير خطوه واحده رفع ذراعيه يلمس اكتافها المجروحه انتفضت بين يده خائفه ادارها بيده يأخذها بين ذراعيه يضمها لصدره مازالت ترتجف على صدره مصدومه خائفه ضمها اكثر لصدره وقلبه يعتصر اعتصارا عليها هدهد لها مثل طفلته ملك (شششش ماتخافيش انا هنا جنبك محدش يقدر يأذيكي) اغمضت عيونها بشده بشفتيها المرتجفه وجسدها البارد مثل الثلج تبعده عنها لكنه كان الاقوى اعتصر جسدها النحيف بين ضلوعه وقلبه يزادد تعلقا بضمها ليبدأ جسدها فى الارتخاء بين يده معلنا استسلامها لدفئ صدره انتظمت انفاسها لتسقط مغشيا عليها بين ذراعيه حملها يضعها على سريرها ويربت على شعرها بحنان وعيونه تخترق وجهها الملائكى الجميل استعادت شفتيها لونهم الطبيبعى والدماء زحفت لوجنتيها دثرها بالغطاء جيدا وتنهد بحرقه وهو يجلس بجانبها يمسك كفيها الناعمين بين يده خانته يده لتتسرب على وجهها يلمسه برقه يخاف عليها حتى من لمسة يده  ان يجرح رقتها وجمالها الطفولى سحب يده ببطء (يوسف ايه اللى حصلك ليه قلبك وجعك عليها كده شمس حاله محتاجه رعايتك زى اى مريض )كان صوت العقل هو من يتحدث فى هذا الوقت ولكن القلب رد وبقسوه (لا يا يوسف شمس مش مجرد حاله محتاجه رعايتك شمس حاله خاصه بالنسبالك )تململت فى الفراش تهذى (امى تعالى خدينى امى اامى )اتجه ناحيه باب الغرفه متردد يسيطر على مشاعره ثم تقدم نحوها يناظرها بنظرات مفعمه بمشاعر بلا حدود يحنى جسده عليها يقبل جبهتها يلمس بشفتيه بشرتها الناعمه يستنشق رحيق بشرتها الناعمه.....طرق باب الغرفه ليبتعد عنها وتدخل سعاد تنظر لشمس بقلق ووجع ضمير ثائر عليها لاحظ يوسف نظراتها لشمس ليهمس لها (سعاد حصلينى على مكتبى ),,,,,,,,,,

▪▪دخل نادر مكتبه وهو يغلق الباب  بقوه نظر لتلك الجالسه على الاريكه امام مكتبه تهز ساقيها العاريه باغواء وقف امامها يضع يده بجيوب سرواله يناظرها بغضب رفعت عيونها تنظر له (نادر حبيبى وحشتنى) زفر انفاسه بغضب (انت ايه اللى جابك يا رشا مش انتهينا من الموضوع ده )مطت شفتيها بحنق (ده استقبالك ليا يا بشمهندس اخص عليك ماوحشتكش حبيبى )جلس امامها يضع قدم فوق الاخرى يهز رأسه بالنفى (لا يا مدام ماوحشتنيش وبصراحه مش عايز اشوفك )شهقت بضحكه رنانه (امممم يبقى الكلام اللى سمعته صح يا بشمهندس فرحك قريب وهتتجوز بنت عمتك مريم سيف الدين )قبض على يده بقوه يسيطر على انفعالاته (وانتى عرفتى منين انى هتجوز بنت عمتى )رفعت اكتافها بلا مبالاه (لما اختفيت بدأت اسأل بطريقتى الخاصه وعرفت انا مش شويه يا نادورتى ولا نسيت مين هى رشا سليم )نظر لها بعينين ادماهما الغضب والكره (عايزه ايه يارشا احنا مش اخر مره اتقفنا ان خلاص كل حاجه انتهت واخدتى حقك منى )اقتربت منه باغواء مستعار (لا ما اتفقناش واساسا بنود الاتفاق مش عجبانى يا بشمهندس بس السؤال المهم بقا اللى عايزه اعرفه هى بنت عمتك المصون تعرف انك,,,,,رنت ضحكتها عاليه,,,,على علاقه بواحده تانيه ولا ايه )ارتبك نادر وتجمدت اطرافه من تهديد رشا العلنى (هتعرف منين وحتى لو عرفت المهم انى بحبها فى الاخر وفضلتها على واحده زيك )كتمت غيظها واصطنعت البرود (بس اكيد فى حاجات تانيه لو اتعرفت هتقلب الموازين كلها يا نادورتى ولا انت مش معايا ياسيد الرجاله )هتف بغضب (انتى بتهددينى )وقفت امامه غاضبه تكشف عن وجهها الاخر (ايوه اعتبره تهديد يا نادر واسمعنى كويس هستناك النهارده عشان نتفق اصل بصراحه محتاجه مبلغ كبير عشان اكمل مشروعى وسألت نفسى مين ممكن يقدر يساعدنى غيرك انت )قبض على انامله متمالكا غيظه لابعد حد وهو يقول ببرود (اتفقنا هكون عندك بالليل عشان نتفق على المبلغ المطلوب بس ده هيكون اخر مبلغ يارشا وبعدها مش عايز اشوف وشك تانى )حملت حقبية يدها مبتسمه ببرود (اوك يا نادورتى لما نشوف سلام يا عريس )خرجت من مكتبه بعد ان استفزته بطلبها ليصرخ غضبا مبعثرا اشيائه بقوه وهو يكز على اسنانه غيظا...........

▪▪جلس يوسف يتناول قهوته فى مكتب خاله دكتور ادهم يتحدث معه حول حاله شمس ويستفهم منه وضع شمس وكيف دخلت المصحه,,,,,,باختصار حكى ادهم ليوسف ظروف شمس المربكه (شمس بنت صديق ليا واخوها الكبير صديقى فجأه حالتها اتغيرت جالها انفصام بالشخصيه اتهمت جوز اختها بالاغتصاب ولما مرات ابوها اكتشفت انها بتحاول تغوى جوز بنتها قتلتها )حدق يوسف بخاله وهو يستمع له باهتمام ثم اردف بهمس (قتل,,,قتلت )تنحنح ادهم يجلى صوته (ايوه قتل طبعا ابوها تعب جدا وهى حالتها اتدهورت زى ما انت شايف باختصار شمس بتعانى من مرض الانفصام ديه كل الحكايه )وقف يوسف بقامته الشامخه امام خاله يفكر قليلا ثم قال برجاء (ارجوك يا دكتور ادهم ممكن تسمحلى اتابع حالتها مع حضرتك) شعر ادهم بغضب داخلى ولكنه رسم على شفتيه ابتسامه مزيفه بعد ان فكر بينه وبين نفسه (تمام يا يوسف هو ده المطلوب انت تابع الحاله وهى حالتها تسوء يوم بعد يوم )اشار ادهم براسه (طبعا يا دكتور يوسف اعتبرها حالتك ومعاك سعاد وامال وانا هشرف عليها طبعا )هز يوسف رأسه بامتنان لخاله (شكرا يا دكتور عن اذنك دلوقتى عندى مرور )التفت يوسف يخرج من مكتب ادهم ولكن استوقفه صوت ادهم قائلا (بس يا جو ليه مهتم بحاله شمس اوى كده )التفت يوسف وقال (عادى يا دكتور بس انت عارف الماجستير بتاعى على حاله شمس تقريبا),,,,,هز ادهم رأسه بتفهم ليخرج يوسف من مكتب ادهم ليباشر مروره على باقى المرضى )............

▪▪تلقى هشام اتصالا من من ادهم أذن لسكرتيرته بالانصراف واجاب على هاتفه بترقب (اهلا دكتور ادهم طمنى ايه الاخبار )رفع ادهم نظارته الطبيه يفرك عينيه (تمام يا هشام بيه الخطه ماشيه تمام بس فى خلال اسبوع لازم تيجى المصحه وتابع حاله شمس وانت عارف الباقى )رجع هشام للخلف يتكأ على مقعده يبتسم بغرور (انا كنت مستنى الاخبار الحلوه ديه من الصبح الاسبوع الجاى زيارتى لشمس وسيب الباقى عليا )اغلق هشام الهاتف وهو يشعر باقتراب النهايه ليهاجمه فجأه الصداع مره اخرى اخرج من درج مكتبه علبة اقراص مسكنه يأخذ منهم وعلى وجهه علامات التعب الشديد ليقول (بس اشوف موضوع الزياره ده الاسبوع الجاى واعرض نفسى على دكتور اشوف موضوع الصداع ده ),,,,,,,,,

▪▪تناول جلال افطاره من يد نغم كالعاده بعد ان اخذ ادويته الصحيحه التى تحتفظ بها نغم بدأت نغم تلاحظ تحسن جلال السريع ليلفظ اول كلماته بتعلثم (الح مممم د لل لله )عانقت نغم جلال بشده وعيونها تترقرق بها الدموع (تستاهل كل الحمد يا خالو الحمد لله ان دكتور عزيز اخد باله من الادويه والا ماكنتش حالتك اتحسنت )اقتربت منه تهمس بحذر (بس اسمع يا خالى لو عايز شمس ترجع بلاش تتكلم قدام حد منهم حتى طارق ارجوك يا خالى فى ناس هنا بتحاول تأذيك ومش عايزاك تخف )حرك جلال يده ببطء يربت على يد نغم يهز رأسه ويبتسم لها  دخلت رانيا الغرفه مع شروق لتقوم نغم بوضع وساده خلف جلال حتى لايشك احد منهم انها كانت تتحدث معه نظرت رانيا لنغم بغل (اديتى عمى ادويته )مطت نغم شفتيها بابتسامه عابثه (طبعا فى معادها انتى هتوصينى على خالى اللى من لحمى ودمى )اقتربت منه شروق تقبل راسه (صباح الخير يا بابا عامل ايه النهارده انا قولت اصبح عليك قبل ماروح النادى )كانت ترتسم على ملامح شروق الشعور بالذنب وهى تتحدث مع والدها هز جلال رأسه لابنته العاصيه ولكن قلبه لن يغضب عليها ستضل هى واخوتها فلذات كبده ......خرجت شروق من غرفه والدها حزينه لتقاطعها رانيا بحزم (الست نغم ديه مش بطيقها )ارتعش صوت شروق بندم (بس على الاقل اخده بالها من بابا يارانيا مش عارفه امتى هنخلص من كابوس شمس ده وتغور من حياتنا وبابا يرجع وسطنا )قالت رانيا بحماس وتشفى (هانت بكره نخلص منها وتغور ع السجن او مستشفى المجانين )ابتسمت شروق لرانيا وهى تنزل الدرج (طيب مش هتغيرى رأيك وتيجى معايا النادى وبعدين نطلع ع الكوافير )(لا روحى انتى انا ورايا شويه حاجات هعملها لحد مايرجع فارس من مدرسته ),,,,,(اوك باى )غادرت شروق لتقف رانيا تراقبها حتى ركبت سيارتها وانطلقت ......لتتبدل ملامح وجهها بالغضب وتركض فى ممر الغرف تقتحم غرفه شروق وتقف امام فهد النائم ......همست بجانب اذنه (فهد فهد اصحى )فتح عيونه ليجد رانيا تقف امامه........... 

انتفض فهد من على الفراش مفزوع ينظر حوله ثم وقف امام رانيا ينظر لها بغضب يكز على اسنانه (انتى اكيد اتهبلتى يا رانيا ازاى تدخلى اوضتى افرضى شروق شافتك او اى حد )عقدت يدها فوق صدرها وعيونها تلمع بالشر (اطمن يا بيه مراتك مش هنا مفيس غير الزفته نغم وفى اوضه خالها,,,,تقدر تقولى ماجيتش ليه زى ما طلبت منك  يافهد )جذبها لحضنه يقبل وجنتاها بشغف (شروق هانم عامله عليا حصار يا حلوه اعمل ايه بس )عقدت حاجبيها باستنفار(ياسلام واتحرق انا اسمع يا فهد انت عارف انا مجنونه وممكن اهد المعبد على دماغ الكل بلاش تلاعبنى زى ما دخلتك هنا انا بردو اقدر اخرجك انت فاهم )داعب شفتيها بابهامه يقبل عنقها لتذوب بين يده (انا مقدرش استغنى عنك ابدا انا وانتى واحد فى كل حاجه يا رانيا ولا نسيتى انا العشق يارانيا )نامت على صدره تقول بصوت هادئ (انا مانسيتش انت اللى نسيتنى انا وابنك يا فهد )رفع رأسه ينظر لها بحذر(شششش انتى بتقولى  ايه وطى صوتك انتى عايزانا نروح فى داهيه يارانيا مينفعش نتكلم هنا بكره هقابلك فى شقتنا عشان نقدر نتكلم براحتنا وووو)ليغمز لها بعينه......ابتسمت له وهى تمرر يدها على ذقنه ولسانها يداعب شفتيها باثاره (هو ده المطلوب يابيبى فهد انا عايزه احمل منك ),,,,,,,,,,,,,

▪▪وضعت بعض خصلات هاربه خلف اذنها وهى تستمع لكريم بعد ان تعرف كلا منهم على الاخر مر الوقت سريعا لم يشعر كل منهم بمرور الوقت نظرت مريم لساعتها (ايه ده تخيل احنا بقالنا ساعتين بنتكلم الوقت مر بسرعه )ابتسم كريم بفخامه ينظر لعينيه الفيروزيه بتركيز (الوقت عدى بسرعه دايما بيقولوا الاوقات الحلوه بتمر بسرعه )اشتعل وجه مريم احمرار هزت راسها (فعلا....انا سعيده جدا انى اتعرفت عليك وميرسى على القهوه)مد كريم يده يعانق كفها فى سلام حار (انا بشكر الظروف اللى عرفتنى عليكى انسه مريم واتمنى انى اشوفك تانى )تلبكت قليلا وسحبت كفها من بين يده بهدوء متمتمه بهمس (ان شاء الله عن اذنك)خرجت من المقهى ليتبعها بعيونه حتى ركبت سيارتها وغادرت,,,,,

▪▪وقف خلف زجاج النافذه يشاهد نزول المطر ليتذكر خوفها ونظراتها المتعبه مازال يشعر بالخوف عليها حتى بعد هدوئها واستكنت جسدها بين يده وجهها البرى وعيونها الصافيه لا تفارق مخيلته يشعر بانه تحتاجه ولكن دون ان تعبرعما بداخلها ,, ولكن شىء ما بدخله يثير الشك بقلبه ليتذكر اول يوم له بالمصحه وحديث خاله عنها بانها حالته الخاصه ورفضه ان يتابع حالتها والمساعده بعلاجها واليوم يغير رايه ويطلب منه متابعه الحاله فرك عينيه يربط بين الاحداث يحدث حاله (اكيد فى حاجه غلط اكيد )تتطرق سعاد باب مكتبه وتدخل بهدوء (دكتور يوسف حضرتك عايزينى )التفت لها بعيون جامده (عايز اعرف كل حاجه يا سعاد من فضلك )ابتمست سعاد بشحوب قائلا بتلبك (تعرف ايه يا دكتور )جلس خلفه مكتبه يسند ذقته فوق يده (اعقدى الاول يا سعاد عشان نقدر نتكلم )جلست امامه مرتبكه خائفه,,,,لاحظ يوسف ارتبكها ليفهم بانه هناك شىء خطا يحدث وسعاد تعرفه بلا يجزم انها تشارك به (عايز اعرف كل حاجه عن حاله شمس وازاى تعبت فجاه بدون مقدمات هى كانت كويسه امبارح وانتى عارفه كويس اللى هى فيه ده له اعراض كتير قبل ماتتطور الحاله بشكل ده )نظرت له سعاد بخوف (والله يا دكتور انا زيك تمام سيبها زى الفل وحالتها مستقره لحد ما استلمت منى امال المنوبه ولما وصلت الصبح لاقيتها كده )ارجع ظهره للخلف وقال من بين اسنانه (اماااااااال امممم تفتكرى امال ليها يد فى حالتها ديه )هزت راسها قائلا بسرعه (معرفش صدقنى معرفش )راقب بصمت تلبك سعاد وارتجفها (سعاد يريت تقوليلى وبكل صراحه اللى بيحصل فى المصحه وصدقينى انا هكوم معاكى مش ضدك بس عايز الصراحه )هزت سعاد راسها (دكتور انا كل اللى اعرفه وبكل صراحه ان اخوات شمس عايزين حالتها تبقى كده )انتبه يوسف لها وعيونه تحدق بها (ازاى يعنى تبقى كده قصدك ايه )بكت سعاد (والله والله غصب عنى انا مكنتش عايزه اشترك فى كل اللى بيحصل ده لكن انا كنت مجبره على كده )تحرك من مكانه يجلس امام سعاد مباشره ويقول بصوت هادى (احكى يا سعاد عن كل حاجه تعرفيها واتكدى كويس انى عمرى ما هضرك بس عايزه اعرف الحقيقه كلها )هزت سعاد راسها بالموافقه وهى تقص على يوسف كل شىء تعلمه بخصوص حاله شمس ولتزيح عن قلبها الالم وتعب ضميرها ,,,,,,,,,,,,,,,

▪▪كعادتها دائما هتفت وهى متصلبه الملامح (انت عجبك وضع مراد يا سيف ارجوك خد موقف منه مراد زودها جدا كل يوم سفر وحفالات ولا بيهتم بشغله) جلس سيف على مكتبه متوتر من اسلوب فريد الغض وهتفها عليه يصوت مرتفع لقد مل كثرا من انفعالاتها واسلوبها البغيض فى الحديث معه (فريده فريده ارجوكى اهدى وبلاش عصبيه الاولاد مش صغيرين سيبى كل واحد منهم على راحته حبيبتى وبعدين انا وحشت مراد وجه يشوفنى ايه الغلط اللى ارتكبه) زفرت انفاسها بضيق تشعل سيجارتها (هو ده اللى باخده منك منتهى بارود الاعصاب واحد راح اتجوز واحده وخلف منها بنت وساب بنت خاله ومريم رفضه كل حاجه اقولها والبيه الصغير ولا هو هنا وانت حاطط ايدك فى الميه البارده انا زهقت )بدا سيف يفقد اعصابه من كلماتها المثيره للاعصاب وطريقتها الممله (اوك فريده انا عندى شغل ومش فاضى لكلمك اللى مش بتزهقى منه انا هحاول اجاى مصر مع مراد واشوف موضوع مريم سلام دلوقتى )اغلق الهاتف بعصبيه وهو يردد بغضب (مفيش فايده فيكى يا فريده )ركضت ملك من مربيتها وهى تصرخ (لااااا مس نام انا عايزس دادى )ركضت خلفها المربيه (ملك اسمعى الكلام تعالى هنا)استمرت ملك بالركض لتصدم بفريده الغاضبه (نانه مس عايزس نام )لتصرخ عليها فريده بغضب (ملك اسمعى كلام ميس منى وبلاش قلة ادب يا بنت يلا روحى نامى بسرعه)اختبئت ملك خلف عمود ضخم بمنتصف الصاله تختبئى من فريده وهى ترتجف خوفا وتقلب شفتيها استعداد للبكاء وهى تهمس(داااااادى عايزس دادى )جذبتها فريده بعنف (انتى عايزه تربيه للاسف يوسف دلعك كتير وانا هربيكى بنفسى ومن هنا وريح فى عقاب شديد على قله سمعنك الكلام )بنفس الوقت يدخل يوسف من باب الفيلا وهو غاضب بعد معرفته بحقيقه شمس والمؤامرت الحقيره التى يدبرها اخوها ويتشارك بها خاله ليسمع حديث امه مع صغيرته وبكاء الصغيره بحرقه وقف مذهولا امام امه ومعاملتها القاسيه مع صغيرته وقره عينه ليصرخ بصوب غاضب على المربيه (ابعدى عنها )التفت فريده والمربيه معا منفزعين من صوت يوسف الغاضب لتركض ملك تتعلق بابيه الذى انحنى امام طفلته يحملها ويقبل وجهها بشغف وحزن يمسح دموعها ويربت على راسها بحنان ابوى (شششش ملكتى دادى هنا يوسف هنا )عانقت ملك

 رقبت يوسف بيدها الصغيره تدفن وجهها الصغير برقبته تشهق من البكاء وتهمهم بكلماتها الغير مفهومه (دادى حبيكى انا )قبل يدها الصغيره وجناتها الممتلئه بحب وهو يبتسم بقهر (دادى حب ملوكه جدا )نظر يوسف ناحيه داده وداد وقال بصوت بتخلله الهدوء (من فضلك يا داده خدى ملك لاوضتى وخليكى جنبها ) رمقته فريده بنظرات غاضبه وهى تجلس وضعه قدم فوق قدم,,,,,,اقترب من المربيه يخرج من حفظت جيبه بعد النقود (اتفضلى ده حسابك وشكرا لخدماتك بنتى مش محتاجه مربيه )نظره المربيه ناحيه فريده وقالت بصوت منخفض (الهانم ادينى حسابى مقدم يا دكتور عن اذنكم )وقفت فريده امام يوسف تحرقه بنظرتها الغاضبه (ايه اللى انت بتعمله ده يا يوسف بنتك محتاجه تربيه من اول وجديد)لاول مره يفقد اعصابه ويتكلم مع امه بصوت عالى (ماما من فضلك بنتى متربيه ومش محتاجه غير حنان وحب مش عنف وشخط وضرب وانا حر فى تربيه بنتى انا عارف انها محتاجه اهل يحبوها مش مربيه تربيها ارجوكى يا امى لو مش هتعرفى تتعملى مع ملك سبيها ليا انا..انا اهتميت بيها لوحدى 3 سنين من غير حد )التفت بظهره يحل ربطه عنقه بغضب القت فريده نظره متوتره بحاجبين منعقدين وعينين تتقدان نارا (انا خالص ماليش كلمه عليكم انا تعبت منكم انت حر يهنى لما روحت اتجوزت امها لوحدك من غير موفقتى كانت ليا كلمه عليك انت,,و)وقبل ان تكمل حديثها التفت يوسف يصرخ (بسس كفايه بقا امها امها هو انا تجوزت احده من الشارع انا اتجوزت انسانه حبتنى وضحت معايا بكل مستقبلها وماتت يا امى ماتت ولا انتىكل اللى وجعك انتى مخدنش رايك فى جوزى وسبت بنت اخوكى المصونه ),,,انعقد لسان فريده بصدمه من طريقه يوسف فهى تعودت منه الهدوء والاحترام لتترقرق عينيها بالدموع وتجلس على الاريكه بوجه شديد الاحمرار ليتركها يوسف يركض فوق الدرج لطفلته,,,,,,,,,

▪▪نفخت لوجين بتفاذ صبر من الواقف امامه بكل وحقه وجراه (اسمع يا انت )رفع حاجبيه بخفه (مراد,,,,مراد سيف الدين)لوحت لجين بيدها فى الفراغ تكز على اسنانها بوجه اشبه بحبه الفرواله (اى كان اسمك لا يعنينى انت عايز ايه منى وازاى تتطفل عليا بشكل ده )اقترب منها مراد بعيونه الرماديه المشتعله يمشط وجهها الجميل همس بجانب اذنها بحراره(عايزك انتى )فتحت فمها وشهقت وهى ترفع يدها بصفعه قويه تناولها مراد بصمت ووجه غاضب قبض على راحه يده يكتم شعوره بالانفجار فى وجهها...شعرت بالخجل من فعلتها وبعض الماره ينظرون اليهم بريبه نطقت بتلبك وهى تضم يدها (القلم ده عشان متفتكرش ان بنت الناس لعبه يا وقح )حملت حقبيتها ورحلت من امامه بخطوات ثابته غير مباليه لشخص الواقف امامها يغل كالحمم البركانيه,,,,ركب مراد سيارته يضر ب عجله القياده بقوه وينظر بالمراه على وجه التى تركت عليه اصابعها الرشيقه علامه لان ينساها ابدا لعن نفسه وضعفه امامها لم يراها الا ثلاث مرات وقلبه اصبح يتهاوى شوقا اليها اقسم واقسم انه سيكسر انفها المرفوع بتكبر وسيذقها معنى الحب الحقيقى ولوعته,,,,,,,,,,,,

▪¤التفت نهله الى ابنه اختها الغاضبه التى دخلت المرسم الخاص بنهله متوتره وغاضبه (مالك يا لوجى وشك احمر ليه بنوتى وفين صديقك العسل,,,,ابتسمت نهله وهى ترسم لوحه تمثل وقت الغروب,,,,مش ممكن قد ايه لذيذ ووسيم )لان تنبذ لوجين بحرف واحد التزمات الصمت وهى تجلس مقابل خالتها وصديقتها تفرك اصابعا بتوتر ملحوظ...ازدردت ريقها بصعوبه وهى تتذكر صفعتها القويه على وجه وملامح وجه الغاضبه وهو يحاول السيطره على غاضبه لتهز راسها بعند وتهمس (يستاهل الكف ده حقير مغرور)....

▪▪قبل ان يخرج من غرفته بعد ان تناول الغداء مع صغيرته بغرفته ولعب معاها وقبلها بجنون وشغف حتى استسلمت الصغيره لنوم بين ذراعيه وضعها فوق الفراش ويدخل حمامه يسترخى بجسده الرياضى فى حوض الجاكوزى ويتذكر احداث اليوم المؤسفه بدايه من حاله شمس حتى مشكلته مع امه وحديث سعاد يغزو راسه وهى تتحدث ببكاء مرير عن الاحتياج وكيف سيطر خاله عليها واستغلها اسوا استغل لتدمير شابه جميله كل ذنبها ان والدها يحبها كما قصت عليه سعاد قصه شمس ومن تعرفه وسمعته ايضا,,,,,تذكر عدم استعيابه اللامر بالاول خاله الذى احترمه كثيرا وكان قدوته يصبح متامرعلى فتاه اصغر من اولاده  يصل  بها لحد الجنون والاتهام  لتدميرها برئيه لقد كان قاسى مع سعاد جرحها وقذفها ببشع الكلمات ولكن بكائها ونحيبها وندمها على ما فعلته جعله يتراجع عن قراره فى رفضها هى وامال وتذكر حديثه مع سعاد (خالص خالص يا سعاد بس انتى غلطانه ازاى ازاى متبلغيش حد فينا انا او دكتور سيف لازم كنا نعرف اللى بيدور من ورانا )شهقت سعاد وهى تمسح دموعها (اسفه يا دكتور يوسف بس صدقينى دكتور ادهم كان مهددنى ان لو اتعرف الموضوع ان هشيل كل حاجه) مسح وجه بقوه يفرك ذقنه المحده باناقه (اوك اسمعى انتى هتساعدينى واول حاجه لازم المسكينه ديه تتعالج من اللى هى فيه وده دورك عشان تكفرى عن ذنبك من اول بكره فى عدم وجودى هتكونى انتى مكانى وخصوصا فى فتره باليل مش عايز امال معاها ابدا )ترجعت سعاد بخوف (لكن كده ممكن دكتور ادهم يشك وامال كمان )ارجع راسه للخلف يفكر وهمس من بين شفتيه (امممم  طيب طيب سابيني افكر و انا هتصرف واحل الموضوع ده بطريقتى),,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

الي اللقاء مع الفصل السادس........


تكملة الرواية من هناااااا


تعليقات

التنقل السريع