القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية بين أحضان الوحش بقلم فاطمه حمدي كامله من الجزء السادس الي الجزء الأخير كامله

الحلقة السادس


وقعت زينـة علي عقد زواجها من أكرم وقد أصبحت زوجته رسميا ولقد نال الوحش مبتغاه أخيرًا...  

ظهرت علي شفتيه ابتسامه منتصرة فبادلته الابتسامة بنظرة كُره حاده لكنه لم يبالي وأطلق لها قبلة في الهواء فهو الآن سعيد.. سعيد للغاية..  

إحتضنتها أمها وهي تبارك لها ثم إلتفتت تحادث أكرم: 

خلي بالك منها يا أكرم..  

قال أكرم وهو ينظر اليها نظرات ذات معني: في عنيا 

تركتهم وصعدت إلي شقتها، بينما قالت السيده ناديه بجمود: 

- يلا يا أكرم تصبح علي خير أدخل نام في شقتك!  

تنهد أكرم وهو يقترب من زينـة قائلًا بغمزة: 

- تصبحي علي خير يا..  يا مراتي العزيزة..  

أشاحت زينـة بوجهها بعيدًا عنه ليقول أكرم مازحًا: بكرة تندم يا جميل.. 

نظرت له بغضب وهي تكز علي أسنانـها غيظـا من غزله الصريح ، بينما قالت ناديه بحزم: يلا بقا يا اكرم..  

إستدار أكرم بجسده خارجا من الشقه ثم دلف إلي شقته وأغلق الباب خلفه وراح يسير في اتجاه غرفة صغيرته ليطمئن عليها كعادته كل يوم..  

ما إن إطمئن عليها ذهب إلى غرفة النوم علي مضض،  نظر إلي زوجته النائمه بحنق وهو يتأفف بضيق..  

أخذ يبدل ثيابه ثم توجه إلي الفراش وتسطح عليه محدقا في سقف الغرفة وصورتها تتردد امام عينيه، ابتسم وهو يتذكر ملامحها البريئة الهادئة وعينيها السمراوتين الجميلتين، تمني لو ان تبادله القليل من الحب لو ان تتسطح الي جواره حتي يُشبع إشتياقه .. ولكنه راهن نفسه بأن يجعلها تذوب به وقريبا.. قريبا جدا...  

..............


وكذلك تسطحت زينـة علي الفراش وكأنها في دوامه لم تعرف اين الفرار منها.. أصبحت في يوم وليلة زوجة لهذا الوحش، تزوجت منه وهي التي تبغض صنف الرجال جميعا ظنا انهم ك زوج امها الذي جعلها تعاني مرارا بعد ان توفي والدهـا..  

لكنها وعدت نفسها أو أوهمتها أن هذا الزواج ما هو إلا إمضاء علي ورقة سيتنهي في أي لحظة ولن تخضع له مهما حدث!!  

مر الوقت وغطت زينه في سبات عميق، لتستيقظ صباحا وتنهض عازمة علي الذهاب الي جامعـتهـا لتحاول جاهدة الاعتماد علي نفسها بل وعزمت علي ان تبحث علي عمل بجانب دراستها حتي توفر مالا تستأجر به منزل تعيش به بعيدا عن منزل الوحش ذاك..  

خرجت من الغرفة بعد ان ارتدت ثيابها البسيطة، وجدت السيدة نادية تنهي صلاتها..  

رفعت رأسها تنظر اليها وهي تسألها بدهشة: راحة فين يا بنتي؟  

زينة بإيجاز: راحة الجامعة..  

قالت بحذر: طيب بس مش لازم تعرفي أكرم؟  

زينه وقد تجهمت ملامحها: 

- لا مش لازم يا طنط، انا مليش كلام معاه اصلا! 

ناديه بامتعاض: 

ماشي، اقعدي افطري طيب.   

تحدثت وهي تسير في اتجاه الباب: 

معلش هتأخر هبقي أكل أي حاجة في الكليه..  

توجهت سريعا خارج الشقه هابطة درجات السلم، بينما تنهدت ناديه وهي ترفع يديها للسماء داعية: يارب يحنن قلبك علي ابني ده ابن حلال ويستاهل كل خير يارب اصلح ما بينهم..  

ثم نهضت بعد ذلك تُعد وجبة الافطار..  


............


تململ أكرم في فراشه بتكاسل، فتح عينيه ببطئ ليجذب هاتفه من علي الكومود،  وينظر الي الساعة ليجدها العاشرة..  

نهض عن فراشه وهو يقطب جبينه بإستغراب ثم يحدث نفسه: 

غريبة البت ندي مصحتنيش النهاردة ليه! ..  

توجه خارج الغرفة ليتجه الي غرفة ابنته دلف ليجدها تخبئ شيئاً ما تحت وسادتها بفزع..  

عقد حاجبيه واقترب منها قائلًا بتساؤل: مالك يا ندي خايفه ليه كده؟  

حركت رأسها وهي تمط شفتيها: مش زعلانه يا بابا.  

جلس جوارها وهو يداعب أنفها بيده: 

اومال مصحتيش بابا النهاردة ليه زي كل يوم.. ؟  

قالت وهي تقضم اظافرها الصغيرة: مش عارفه يا بابا. 

ضحك أكرم وهو يسألها: انتي شكلك عاملة.. حاجة وخايفه صح يا نودي؟  

اتسعت عينيها وهتفت: انا لا مش عملت حاجة انا 

رفع حاجبيه وهو يقول: هتكذبي علي بابا يا ندي؟  

أطرقت ندي رأسها وهي تقول بخوف: يعني مش هتزعقلي يا بابا؟  

قال أكرم: لا، متخافيش يا قلب بابا. 

رفعت رأسها ثم قالت بحذر: انا أكلت شكولاته. 

اتسعت عينيه وهو يقول: كده برضو يا ندي، وجبتيها منين الشكولاته دي؟  

قالت بخوف وقد ادمعت عينيها: 

ن نزلت جبتها من تحت، عشان انا كان نفسي فيها. 

جذبها أكرم إلي أحضانه وهو يقول معاتبا: 

السكر هيعلي عليكي يا ندي حرام عليكي، وازاي اصلا تنزلي لوحدك، لا يا ندي انا زعلان منك بجد!  

انفجرت باكية ببراءة وهي تقول: انا اسفه يا بابا ب بس انا بحبها. 

تنهد بقوة وهو يمسد علي شعرها: مش بايدي يا ندي علي عيني اني مانعك منها بس انتي تعبانه يا حبيبي وانا خايف عليكي.  

ظلت تبكي وهي تتشبث به، فأخذ يهدئها وهو يُهدهدها بين يديه قائلًا بهدوء: 

خلاص متعيطيش يا تاعبة قلبي، ربنا يستر ومتأثرش عليكي يلا نقوم نفطر مع تيته عشان نروح للدكتور..  

نهض حاملا اياها وهو يدغدغها لتضحك وهي تمسح دموعها..  

دلف إلي شقة والدته وقال مبتسما: صباح الخير يا ام اكرم. 

ردت مبتسمه: صباح النور يا اكرم ثم نظرت إلي ندي وهي تتساءل: مالك يا ندي كنتي بتعيطي يا حبيبتي. 

قال أكرم بحزم مازحا ؛ الهانم اكلت شكولاته. 

ناديه بلهفه: يا خبر كده برضو يا ندي تتعبي يابنتي. 

قالت ندي بمشاكسه: خلاص بقي يا تيته مش هعمل كده تاني 

ضحكت ناديه: ماشي يا قرده. 

سألها أكرم وعيناه مصوبه علي باب الغرفة: هي زينـة لسه نايمه ولا ايه يا ماما؟  

أجابته بخفوت: لا نزلت.  

تجهمت قسمات وجهه ثم هتف بحدة: 

نزلت راحت فين؟؟  

ردت عليه متنهدة: قالت رايحة الجامعة 

أكرم بغضب جلي: 

ازاي تنزل من غير ما تقولي هي مش عارفه انها علي ذمة راجل ولا ايه!؟  طيب ماشي لما تجيلي 

قالت ناديه محاولة تهدئته: 

يابني مجراش حاجة ما هي لازم تروح الجامعة برضو. 

صر أكرم علي اسنانه وراح يجلس علي الأريكه وهو يزفر بعنف وقد توعد لها داخل داخل نفسه..  

.......


في الجامعـة. 


جلست زينه بصحبة صديقتهـا إسراء كعادتهما اثناء المحاضرات،  أردفت إسراء بعدم تصديق: 

يعني خلاص بقيتي علي ذمته يا زينة!!  

أومأت زينـة في ضجر وتابعت: ايوة اتزفت واتجوزته انا مش عارفه عملت في نفسي كده ازاي!!  

تابعت اسراء: 

يمكن يا زينة تغيري رأيك وتحبيه. 

زينه بحدة: لا يمكن طبعا!  

اسراء بمزاح: انا لو منك احبه حد يلاقي حد يحبه في الزمن ده ويرفض انتي هبلة يا زينه علي فكرة..  

زفرت زينه وتابعت: 

اسكتي بقي يا اسراء ده وقت هزار يعني!!  

اسراء ضاحكة: خلاص يا ستي سكت اهو، فكي بقي ومتزعليش. 

نهضت زينـة وهي تقول بإيجاز: طب يلا يلا نكمل المحاضرات. 

.............


في عيادة ما. 


جلس أكرم قبالة الطبيب وهو يضع ابنته علي ساقه.. 

أردف الطبيب بجدية: 

مفيش مانع من حاجة حلوة مرة واحدة بس في الاسبوع ودي تكون بدال وجبة وليكن مثلا العشا يعني تاكلها ومتتعشاش ويستحسن تحاول تحرقها بلعب رياضة 

أومأ أكرم بتفهم ثم قال: 

طيب وبالنسبة للشكولاته الي اكلتها النهاردة هتأثر عليها؟  

تنهد الطبيب وقال: 

ان شاء الله لا هي مش هتأثر عشان انت مشيت معاها علي العلاج مظبوط والسكر اتظبط هو صحيح اترفع شوية، بس الحمدلله مش أوي. 

أومأ أكرم متنهدا بارتياح: الحمدلله. 

ابتسم الطبيب: خليني اشوفها بعد شهر علي الأقل وانا كتبتلها علاج هنا عند اللزوم لو حست بدوخه تاخد منه.   

اخذ اكرم منه الورقه ونهض قائلًا: تمام.  

خرج بصحبة ابنته التي هتفت بمشاكسه: شوفت يا بابا مش حصل حاجة اهو 

خبط رأسها بخفة وهو يقول ضاحكا : طب امشي قدامي يا زقرده..

.............  


بعد مرور عدة ساعات.. 


كان أكرم يعمل في ورشته الخاصة والعرق يتصبب من جبينه، استوقفه صوت زوجته وهي تهتف: أكرم. 

رفع أكرم رأسه ثم ترك ما في يده واقترب منها قائلًا بجدية: 

- نازلة ليه يا سها؟؟  

أجابته بهدوء: أختي تعبانه يا أكرم وانا لازم اشوفها الله يخليك توافق بقي!  

زفر أنفاسه بحدة قبل أن يردف بحزم: طيب روحي ومتتأخريش!  وبعدين مأخدتيش ندي معاكي ليه؟  

ردت متلعثمه: 

هي ماحبتش تيجي معايا يا أكرم وال ايه هتستني زينة بقي بتتجوز عليا يا أكرم!!  

أكرم بتهكم: لا وانتي زعلانه اوي عشان اتجوزت يا سها تكونشي بتغيري عليا زي الستات؟  

قالت سها بامتعاض: انت ليه بتعاملني كده يا اكرم!  انت الي مدتنيش فرصة احبك علي فكرة! علي طول متحكم فيا كان طبيعي جدا ابقي...  

قاطعها اكرم بنفاذ صبر: روحي لاختك ومتتأخريش يا سها!!  

انهي كلامه وراح يستكمل عمله، وسارت سها تتأفف بضيق من أسلوبه الحاد دائما معها، وصلت إلي بيت ما في أحد ضواحي الحارة الشعبيـة تلك..  

تلفتت حولهـا حتي تتأكد أن لا أحد يراها، ركضت سريعا من مدخل البناية وصعدت راكضه الدرج حتي وصلت إلي شقة ما وهي تلهث بخوف وما ان طرقت الباب فتح وجذبها إلي الداخل وأغلق الباب...


يتبع

تكمله بعد التفاعل

اذا اتممت القراءة علق ب 20ملصق وتفاعل حتي يصلك اشعار عند نشر الجزء التالي ملحوظه لن يصل الجزء الا للمتابعين والمتفاعلين

الحلقة السابع


عادت زينـة من جامعتهـا بعد إنتهاء اليوم الدراسي..  

ما أن لمحها أكرم تدلف من مدخل البناية أسرع وهو يصر علي أسنانـه غيظـا منها. 

تفاجئت بقبضة حديدية علي ذراعها ألمتها في قوتها.  

تألمت قليلًا وهي تصيح به: اااااي سيب ايدي في ايه!!  

أكرم بصوت جهوري: 

من اولها بتخلي بالاتفاق؟  احنا اتفقنا علي ايه امبارح؟؟  

عقدت حاجبيها وأردفت: اتفاق ايه وبتاع ايه '! ليه هو انت ناوي تحبسني في البيت؟!  

قال وعيناه تتوهج غضبا ؛ اه شكلي كده، بقولك ايه انا مبحبش الحال المايل لما اقولك كلمة تسمعيها مفيش خروج من البيت بدون علمي والا وقسما بالله هتندمي، ولازم تعرفي انك علي ذمة راجل!!  

كتمت غيظها بداخلها ثم قالت بضيق ؛: 

- بس انا مخرجتش اتفسح، انا خرجت للجامعة مش كل حاجة هجري استأذن منك!  

إقترب منها أكثر وقد مال عليها قليلًا: كل حاجة فيها استئذان يا كده يا هخل باتفاقي معاكي انا كمان قولتي ايه؟!  

اتسعت عينيها لوهله، وبالأخير قالت بخفوت: اوك ممكن تسيب ايدي بقي!؟  

تركها علي مضض لتبتعد هي خطوة للخلف وهي تفرك مكان قبضته بألم، أشفق أكرم عليها واقترب مرة ثانية يمسح علي ذراعها بحنان وقال: وجعتك؟  

إرتجفت قليلًا أثر لمسته ثم ابعدت يده بحدة: لأ،  انا محدش يقدر يوجعني أصلا فاهم؟!  

نظر لها بدهشة ثم تقوس فمه بابتسامة معجبا بهذه القطة الشرسه، اقترب منها أكثر وهو يقول غامزًا بمزاح: بحبك وأنت بتخربش، ثم إندفع فجأة طابعا قبلة علي وجنتها وهو يقول هامسًا: إدلع براحتك بكرة تندم يا جمييل!  

أنهي جملته وتركها متجها إلي ورشته مرة ثانية تاركا إياها تبتلع ريقها بخجل شديد وقد توردت وجنتيها أثر لمسته وهمسته وقبلته أيضًا!  

انتابها شعور غريب لاول مرة تشعر به ولكنها نفضت هذا الشعور عن عقلها وصعدت الدرج بخطوات سريعه أقرب إلي الركض..  

ما ان دلفت من باب المنزل ركضت الصغيرة نحوها وهي تهتف بمرح: 

- زينة وحشتيني أوي. 

انحنت زينـة في مستواها وهي تقبلها بحنان ثم قالت بابتسامة: وانتي كمان يا حبيبتي وحشتيني. 

أقبلت السيدة نادية عليها وهي تقول: 

حمدالله علي سلامتك يا زينة يلا الغدا جاهز. 

قالت زينه بهدوء: الله يسلمك يا طنط، معلش انا مش جعانه 

قفزت ندي بغضب طفـولي وهي تهتف: لا هتاكلي معايا مليش دعوة انا مش أكلت عشان تاكلي معايا يا زينة البنات انتي.  

قهقهت زينـة وهي تقول من بين ضحكاتها: زينـة البنات؟  

أومأت الصغيرة ضاحكة: اه زي ما بابا بيقولك!  

توترت زينـة وهي تعبس بوجهها ثم اتجهت الي طاولة الطعام وقالت: 

طيب يلا ناكل..  

ركضت ندي نحوها ثم جلست جوارها وهي تأكل بسعـادة بينما ضحكت ناديه وهي تجلس قبالتهما وتدعي في سرها: ربنا يهديكي علي ابني يا زينه والله ده طيب وابن حلال بس عاوز الي يفهمه! 

............


بعد مرور ساعة.  


عادت سهـا إلي المنزل، دلفت إلي شقة السيدة نادية لتجد الثلاثة يجلسن ويشاهدن التلفاز ويتبادلن الضحكات بمرح..  

شعرت بالدماء تغلي في عروقها وهي تري إبنتها منسجمة مع زينـة !!  

هتفت بحدة: ندي!  

نظرت لها ندي وهي تقول: نعم يا ماما. 

صاحت سها: 

تعالي هنا، يلا قدامي علي الشقة!! ..  

قالت الصغيرة بإعتراض: لا أنا بتفرج علي الفيلم مع زينـة وتيته مش عاوزة ادخل جوه!  

اتسعت عينيها بغضب وأسرعت تجذبها من يدها بقوة، لتهتف زينـة بضيق: براحة يا سها عليها في ايه مالك؟  

صاحت بها بغيظ: 

وانتي مالك انتي؟ ما تخليكي في حالك وابعدي عن بنتي ولا تكوني فاكرة نفسك بقيتي امها ولا حاجة لا يا حبيبتي امها لسه عايشه وعلي وش الدنيا!  

نهضت زينـة وهي تقول بصرامة: ايه الكلام السخيف ده ومين قالك اني فاكرة نفسي امها؟  انتي مريضه في عقلك يا سها شكلك كده!!  

دفعتها سها بيدها لتسقط زينـة علي الأريكه، ثم نهضت وكـادت أن تهجم عليها الا ان اوقفها صوته الصارم وهو يهتف: ايه الي بيحصل ده؟؟؟!!  

دلف أكرم من باب الشقه وملامحه متجهمه ليردف بحدة: انتوا بتتخانقوا مع بعض ولا ايه؟!  

أغلقت زينـة عينيها وهي تمسح علي رأسها بغضب شديد، بينما قالت سها بامتعاض: الهانم بتقل ادبها عليا، وفاكرة نفسها ست البيت انا مش عارفه ايه البلاوي الي جبتهالي دي!  

صرخ اكرم في وجهها: امشي علي جوه!  

ارتعدت اوصالها من صوته الغاضب فتحركت وهي تجر ابنتها معها الا انها هتفت بغضب: لا يا ماما سبيني انا عاوزة بابا!  

قال أكـرم بحدة: سبيها!  

تركتها ودلفت إلي شقتها لتركض الصغيرة إلي والدها تحتضن ساقه فمسد هو علي شعرها..  

ليتفاجئ بها تصيـح به: 

شوفت عملت ايه؟؟  قولتلك مراتك هتزعل قعدت تقولي ولا فارق معاها اتفضل بقي!  

تنهد أكرم بجدية: 

متشغليش بالك بيها وقولت صوتك ميعلاش عليا فاهمة ولا؟!!  

زفرت بحنق قبل ان تهتف بغضب: 

لا مش فاهمه واوعي تفتكر اني هسمع كلامك وتعملي فيها راجل وسي السيد!!  

تحولت عينيه الي جمرتين وهو يندفع نحوها ثم جذب ذراعها ليلويه خلف ظهرها وهي يقول بصرامة أخافتها: 

- أنا راجل غصب عنك وأوعي تتعدي حدودك معايا والا قسما بالي خلقني وخلقك لتشوفي وش مش هيعجبك يا زينه فاهمه ولا لاء؟؟  

أدمعت عينيها بشدة وهي تحاول الفكاك من قبضته الحديدية، فتدخلت نادية بعتاب: يا أكرم سيبها عيب كده يابني..  

قال بنفي ؛ هتعتذر انا مبحبش قلة الادب دي!  

ردت عليه من وسط بكاؤها: مش هعتذر. 

زادت من غضبه ليشتدد علي ذراعها اكثر وهو يقول بتحدي: هتعتذري. 

اااه..  تألمت بشدة فإنه علي وشك كسر ذراعها   .. 

لتهتف ندي بخوف وهي ترتعش: يا بابا سيبها 

لم يصغي أكرم انما قال بغضب ؛ اعتذري يا زينة 

لا يوجد مفر امامها سوي انها تعتذر ورغما عنها ستتنازل عن القليل من كبرياء أنوثتها..  

أردفت بخفوت ودموعها تهبط فوق وجنتيها بغزارة ؛ انا آسفة! ..  

تركها علي الفور ولكنه لم يتخلي عن ملامحه الصارمة: 

فكري تقلي أدبك تاني،  دي بس قرصة ودن خفيفة..  

مسحت دموعها بظهر يدها وهي تهمهم بخفوت، ليقترب منها قائلًا: متبرطميش!!  

صمتت رغمًا عنها اتقاءا لشره وغضبه ذاك، إستدارت لتذهب إلي الغرفة فأوقفها صوته الصارم: تعالي هنا.. !  

أغلقت عينيها بضيق وهي تشتم في سرها وتلعن حظها الذي أوقعها في براثنه..  

تقدمت نحوه وهي تقول علي مضض: نعم!  

قال بلهجة آمرة: حضريلي الاكل عشان جعان واعملي حسابك كل طلباتي من النهاردة انتي الي هتعمليها فاهمه؟  

اتسعت عينيها قائلة: نعم؟  

- الي سمعتيه يلا اتحركي بقولك جعان!  

انهي حديثه وراح يجلس علي الأريكه فقالت ناديه بنفاذ صبر: انا هعملك الاكل يا اكرم اسكت بقي. 

اكرم نفيا بحزم: 

لا يا ماما هي الي هتعمل!  

سارت زينـة الي المطبخ وهي تتأفف بضيق،  بينما نظرت ناديه له بعتاب وغيظ ودلفت الي المطبخ خلفها حتي تُصلح ما أفسده هو...  

بينما اقتربت الصغيرة منه وهي تقول بتذمر: انت وحش يا بابا مش حلو خالص!  

تنهد أكرم وهو ينظر لها بدهشة: انا وحش يا ندي؟  

أومأت برأسها وهي تقول: ايوة عشان ضربت زينة وزينة حلوة وانا بحبها، انا قولتلها بابا حلو بس خلاص هقولها بابا وحش وبيضرب. 

جذبها أكرم اليه وهو يضحك بخفوت: كده برضو!  ماشي انا زعلان منك،  وبعدين انتي مش فاهمه حاجة يا ندي، يعني ينفع هي تقول علي بابا مش راجل؟  ها 

حركت رأسها نافية ببلاهه، ليستكمل اكرم: طيب يبقي هي غلطانة برضو يا ندي وعيب تعلي صوتها عليا صح؟  

أومأت الصغيرة برأسها ثم تابعت: بس هي حلوة يا بابا وبتلعب معايا مش تضربها تاني. 

ضحك أكرم: هي من ناحية حلوة فهي حلوة بنت الايه، وانا بعشقها مش بحبها بس. 

ابتسمت ندي باتساع وهي تهتف: وانا كمان يا بابا 

...........


- حقك عليا يا زينة يابنتي. 

أردفت السيدة نعمة بتلك الكلمات في حين قالت زينة بحزن: 

انتي ملكيش ذنب يا طنط،  العيب فيا انا الي رضيت اتجوزه كان عندي انام في الشارع ولا ابقي علي ذمته!  

تنهدت ناديه وقالت: 

والله يا زينة بكلمة حلوة هتكسبيه ده بيحبك ويتمنالك الرضي ترضي افتحي قلبك وحبيه مش كل الرجالة زي جوز امك صدقيني. 

انتهت زينـة من اعداد الطعام ثم قالت وهي تتجه الي الخارج: كلهم زي بعض!  

توجهت إلي خارج المطبخ ثم وضعت الاطباق علي الطاولة وهي تقول بحدة: اتفضل الاكل!  

ركضت ندي نحوها وهي تهتف بمرح: زينة بابا زعلان عشان انتي قولتي ليه ان هو مش راجل. 

هزت زينـة ساقها بعصبية تامة في حين نهض أكرم وتوجه الي طاولة الطعام ليجلس وهو يقول بابتسامة: تسلم ايدك يا زينة البنات!  

اتسعت عينيها غيظـا فمنذ قليل كان يعنفها والآن يغازلها!!!!  

رفع أحد حاجبيه قبل أن يردف: اقعدي كلي معايا!!  

رمقتـه بجمود ودلفت الي الغرفه مغلقه الباب خلفها، وقلبها يخفق بعنف من نظراته المتفحصه لها ومن معاملته الغريبه ايضا!!  

...........


انتهي أكرم من تناول الطعام ثم نهض يغسل يديه في المرحاض، استغل انشغال والدته في المطبخ بصحبة صغيرته فتوجه فورا الي الغرفه المتواجدة بها زوجته زينـة.. 

فتح ودلف لتنتفض هي قائلة بذعر: ايه الي جابك هنا، اطلع برة!  

كانت تشير له بسبابتها لكنه لم يبالي واقترب منها بخفة الفهد، جذبها اليه لترتطم بصدره بينما ذراعيه التفا حول خصرها.. 

شهقت شهقه مكتومة من فعلته الجريئة فحاولت الفكاك منه الا انه ثبتها وهو يقول بصوت حنون: ششش اهدي يا حبيبي!  

ابتلعت ريقها من همسه الذي اذابها ثم همست بتحشرج: لو..  لو...  سمحت خليك عند وعدك احنا متفقناش علي كده ابدا ابعد عني..  

- وانا عند وعدي يا زينـة البنات، قالها بهمس وهو ينظر إلى عمق عينيها الجميلتين..  ثم أكمل بنبرة خافته: 

- أنا بحبك حسي بيا بقي والله العظيم عمري ما حبيت حد قدك حتي مراتي يشهد ربنا اني عمري ما حبيتها انا اتجوزتها عشان دي كانت رغبة ابويا الله يرحمه انما قلبي ما دقش غير ليكي انتي بس. 

أغلقت عينيها رافضة كلامه خوفا من ان تضعف امام رجولته الطاغية تلك..  

صاحت به: ابعد عني انا مش بحبك متتعبش نفسك معايا!  

قال بإصرار: هتحبيني، انا متأكد 

ردت بحنق: انت واثق من نفسك اوي!  

غمز لها وقال: طبعا، ده أنا الوحش..!  

طبع قبلة علي جبينها ثم ابتعد خطوتين للخلف وهو يقول: انا عند وعدي مش هقرب منك الا بارادتك انتي، لكن كلامي لو ما اتسمع انا اسف هخل بالاتفاق تمام يا زينة البنات؟  

أومأت رأسها بضيق، ليطلق لها  قبلة أخيرة في الهواء ويخرج تاركا إياها في دنيا أخري وشعور غريب يجتاحها، تري هل القلب دق ولاَنْ؟؟


يتبع

تكمله بعد التفاعل

اذا اتممت القراءة علق ب 20ملصق وتفاعل حتي يصلك اشعار عند نشر الجزء التالي ملحوظه لن يصل الجزء الا للمتابعين والمتفاعلين


الحلقة الثامن


بعد مرور شهر كامل ..  


كانت زينة تذهب وتعود من جامعتهـا باذن من أكرم حتي تتجنب بطشه وغضبه ويظل هو علي وعده لها وبالفعل لم يخل بالاتفاق لكنه كان يغازلها دائما دون ملل غير مباليا بتأففها الزائف فإنه رأي ولاحظ عليها التغيير حتي وان كان بسيطا لكنه سَعد لذلك. 


إنتهت ذات يوم من محاضراتها وسارت بصحبة صديقتهـا إسراء..  

اردفت إسراء في تساؤل مرح: 

- زينة انا حاسة انك متغيرة يا تري الوحش سبب التغيير ده؟؟  

وكزتها زينـة في ذراعها وهي تقول بتحذير: إسراء! 

اسراء ضاحكة: 

وربنا شكلك وقعتي يا زوز.. 

لوت زينـة فمها بتهكم وتابعت: لا طبعا انتي عبيطة ولا ايه، انا بس عايشة كده وضع مؤقت لحد ما ربنا يفرجها عليا. 

إسراء بعدم اقتناع: جايز برضو يلا نروح بها. 

اومأت زينـة وسارت بصحبتها حتي خرجتا من البوابة الرئيسية، وما ان خرجت حتي فغرت شفتيها بصدمة وهي تراه أمامها بهيبته وطلته المشرقة. 

همست إسراء بتساؤل: ايه ده مالك، اوعي يكون هو ده أكرم؟  

أومأت لها زينة بصمت لتقول اسراء بإعجاب: واااو، بجد ده أكرم انتي مجنونه حد يكره القمر ده؟؟  

زينـة بحدة: ما تسكتي بقي!  

ضحكت إسراء بإيجاز: طيب انا همشي بقي واسيبك مع الوحش، بالفعل تركتها وإنصرفت ليقترب منها أكرم قائلًا بهدوء: وحشتيني. 

خفق قلبها بقوة لكنها تظاهرت باللا مبالاه كعادتها معه، وأردفت في حزم وصوت عالي بعض الشيء : 

- بطل بقي تقولي كده وبعدين انت ايه الي جابك هنا اصلا؟  

صر أكرم علي أسنانه وراح يجذبها نحوه قائلًا بتحذير: كام مرة اقولك توطي صوتك وتلمي نفسك وبعدين انا اعمل الي انا عايزو!!  

تنهدت بغيظ وهي تتابع: 

طيب، طيب طيب 

ابتسم وهو يتركها ويمسح علي ذراعها بحنان كعادتـه وهو يقول باستفزاز: وجعتك يا قلبي؟  

عضت علي شفتها السفلي بغيظ شديد بينما قال أكرم ضاحكا: امشي قدامي.  

سارت معه ولكنها تساءلت بجدية: بجد مقولتليش ايه الي جابك؟  

قال بإيجاز: بصراحة عاوز اشتري لبس المدرسة لندي فقولت انتي تنقيه ليها وكمان عاوز اجبلها شوية لعب وكنت عاوزك معايا عندك مانع؟  

حركت رأسها نافية وهي تردف بخفوت: لا طالما لندي يبقي عنيا لندي. 

اكرم مازحا: وابو ندي ملوش حاجة، ارحميني بقي وحني عليا يا زوز.  

أشاحت زينـة بوجهها بعيدًا عنه حتي لا يفضحها تورد وجهها فلقد دق القلب تجاه ذلك الوحش العاشق ولكنها تعاند نفسها قبل أن تعانده! .. 

.........


كان يسير بصحبتها يتجولان بين المحلات الخاصة بملامبس الاطفال والألعاب. 

يعنفها تارة ويمزح تارة حتي شعرت أنها تريد قتله من أسلوبه الغريب ذاك!!  

جلست علي أقرب مقعد قابلها لتستريح قليلًا بينما قالت بتأفف وضيق: 

أنا تعبت منك مش عارفه أنت معمول من ايه اووف 

جلس إلي جوارها وحاوط كتفيها بذراعـه ثم أردف بمزاح: 

من نفس الي أنتي معموله منه يا زينة البنات!  

أغلقت عينيها وهي تقول حانقة: 

اوعي ايدك بقي انت غريب أوي، كل شويه تزعقلي وبعدين تهزر ده ايه ده ان شاء الله؟  

ضحك وهو يهمس: ما انتي الي بتنرفزيني ومبتسمعيش الكلام وبعدين تصعبي عليا واصالحك عادي يعني يا زوز. 

قالت بتذمر: 

متقوليش يا زوز!  

رفع أحد حاجبيه وهو يهتف: 

ايه ده مش عاجبك؟!  

اومأت رأسها بنفاذ صبر، فأردف بعناد: طب بحبك يا زوز!  

نظرت له بغضب ليغمز لها وهو يهمس: 

حتي وانتي مكشرة زي القمر، بس لو تحني عليا!  

ابتسمت رغما عنهـا وهي تطأطأ رأسها للأسفل، فأردف أكرم بعدم تصديق: 

انتي بتضحكي؟  بجد وربنا بتضحكي!!  ياااا فرج الله. 

نهضت سريعا وهي تقول بجدية: 

مش بضحك يلا بقي عشان نلحق نجيب باقي الحاجات!  

نهض وهو يتنهد بغيظ: 

اه منك يا زوز!  

سار معها عدة خطوات حتي إصطدم بشخص ما، فأردف بإندهاش: هشام بيه!  

إبتسم الأخير وهو يصافحه: 

أكرم! .. ازيك عامل ايه..  

بادله أكرم الابتسامة وهو يقول ؛ انا كويس الحمدلله. 

قال هشام ممازحا: 

ايه اخبار الخناقات معاك يا وحش عاوزك علي طول كده في حالك!! 

اكرم ضاحكا: في حالي يا باشا والله بس الي بيدوسلي علي طرف انت عارف انا مبأذيش حد. 

هشام مؤكدا: عارف.. ابقي كلمني لو احتاجت حاجة يا اكرم تمام؟  

اومأ اكرم مبتسما: تمام يا باشا. 

إنصرف هشام لتردف زينـة في تساؤل فضولي: مين ده؟  

أجابها وهو يسير بها: 

ده الظابط هشام صديقي. 

قطبت ما بين حاجبيها وهي تقول: يا سلام، صاحبك أنت يبقي ظابط ليه يعني!  

أكرم رافعًا أحد حاجبيه: 

ليه ان شاء الله، هو يعني الظابط أُنزل وممنوع يصاحب حداد!!  

زينـة بنفاذ صبر: 

مش قصدي بس غريبة شويه، هو أنت تعرفه منين؟  

أجابها بإيجاز: 

أبدا يا ستي في مرة اتخانقت وأخرة الخناقة ان البوكس جه وخد عاطل مع باطل وكان هشام بيه ده من ضمنهم ساعتها إستجدعني لأني إتخانقت مع عيل من العيال السكرانه علي طول دي، عشان اتعدي علي بنت وانا جبتلها حقها!!  

زينـة بدهشة: 

وجبتلها حقها ازاي بقي منه؟  

مط شفتيه وتابع هادئا: 

أبدا كلمته بالذوق قل أدبه رحت معلم عليه في وشه عشان يحرم!  

جحظت زينة عينيها وتابعت: يعني عورته!  

أومأ مؤكدا: 

سبع غرز بس!  

وضعت يدها علي فمها لكنها عادت تسأله بفضول: وبعدين؟  

ضحك وتابع: أبدا، راح جابلي شوية عيال زيه وقومت معاهم بالواجب، واحد فيهم بلغ وجات الشرطة وهشام بيه استجدع معايا ومعملش محضر!  

زينـة بجدية: انت ليه مش بتخاف علي نفسك؟  انت علي طول كده من زمان تتخانق وميهمكش. 

أكرم غامزًا: عمر الشقي بقي يا زينة البنات، وبعدين أنا لازم أعمل كده والي بيتحامي فيا لازم أحميه! 

أومأت رأسها في صمت،فتابع هو بمراوغة: انتي خايفة عليا؟!  

ردت متلعثمه: ل..لا طبعا وهخاف عليك ليه!  

مط شفتيه وقال ساخرًا: 

يعني أنا في مقام جوزك أو تكوني بتحبيني ولا حاجة!  

أدارت وجهها سريعا للجهة الأخري وهي تبتسم بخجل فإقترب يهمس لها بعشق: 

يا حلاوته ما احنا حلوين أهوووو 

.................


علي جانب آخر. 


جلست سهـا وهي تقول بضياع: 

- إلحقني يا أنور. 

جلس أنور جوارها وقال بتساؤل: ايه في ايه؟  

قالت وهي تلطم علي وجهها: 

- أنا حامل 

إتسعت عينيه بصدمة جلية وهو يهتف: نعممممم!!!  

أجهشت في البكاء وهي تقول: 

- دي مصيبه يا أنور، أكرم لو عرف مش بعيد يقتلني. 

مسح أنور علي شعره بعصبية ثم قال: 

طب ما ممكن تكوني حامل من أكرم فيها ايه!  

أردفت بحدة: 

نعم يا اخويا!  أكرم عايش معايا عشان بنتي ومش بيلمسني خالص بقاله كتير جدا!!  

أغلق أنور عينيه بضيق شديد: 

يادي المصيبة السودة، ازاي متعمليش حسابك ازاااي!  

قالت من بين بكاؤها: 

عملت وكنت باخد حبوب منع الحمل بس معرفش ايه الي حصل. 

أنور بجدية: 

الي في بطنك ده لاااازم ينزل انتي فاهمة. 

توسلته وهي تقول: 

تعالي نهرب ونعيش مع بعض يا أنور أبوس إيدك، أنا حبيتك أنت وعاوزة أكمل حياتي معاك مش معاه هو. 

زمجر أنور ونهض دافعًا إياها بقسـوة: 

إبعدي أتجوز إيه انتي كمان،  أنتي شيطانة، عارفه يعني إيه شيطانة!  أنتي الي جريتي رجلي وأغرتيني وخلتيني أخون أعز أصدقائي واطعنه في ضهره!! 

صرت سها علي اسنانها وتابعت: دلوقتي هتحملني أنا الذنب هتخلي بيا يا أنور وتعمل نفسك شريف ومخلص!!  

جلس مرة أخرى بانهاك ثم قال بحدة: خلاص اسكتي وروحي دلوقتي واوعي يبان عليكي حاجة وأنا هشوف وهفكر وهكلمك.

...................


يتبع

تكمله بعد التفاعل

اذا اتممت القراءة علق ب 20ملصق وتفاعل حتي يصلك اشعار عند نشر الجزء التالي ملحوظه لن يصل الجزء الا للمتابعين والمتفاعلين


الحلقة التاسع


عاد أكرم إلي المنزل بصحبة زوجته زينـة. 

أخذت ندي ترتدي الثياب بفرحة عارمه وهي تهتف: حلوين أوي يا بابا. 

إبتسم أكرم وهو يمسد علي شعرها بحنان ثم أردف بمراوغة: حاف كده؟  

قفزت الي حضنه مباشرة ثم طبعت قبله علي وجنته وهي تقول: حبيبي يا بابا انت حلو خالص 

عانقها بدوره وهو يقول: أنتي الي حلوة يا روح بابا. 

ثم تابع مشاكسا: علي فكرة زينـة هي الي نقتهم ليكي مش هتقوللها شكرا؟  

نهضت ندي وركضت نحوها معانقه اياها ببراءة: شكرا يا زينة البنات أنتي. 

قهقه أكرم علي براءة ابنته وتقليدها له في كل شيء، بينما ضحكت زينة وهي تمسد علي شعرها بحنو وهتفت السيدة نادية: 

البت طالعة لابوها في كل حاجة حتي الكلام الي بيقوله. 

ضحك أكرم لتنهض زينـة قائلة بارهاق: أنا هدخل انام بقي لاني هلكت النهاردة. 

نادية بابتسامة: ماشي يا حبيبتي ادخلي ارتاحي 

هتف أكرم بمرح: تعبتك معايا. 

لم تعقب اكتفت فقط بالنظر له، فأردف بمراوغة: تصبحي علي خير يا زوز. 

أسرعت الي الغرفة وأغلقت الباب خلفها بينما صدرها يعلو ويهبط بسرعة شديدة، فهل استطاع أكرم أن يُحرك مشاعرها تجاهه؟!  

..............


بعد مرور أسبوع..  


إستيقظت زينـة علي رنين هاتفها لتنهض جالسة وهي تجيب بصوت ناعس: 

ايوة يا إسراء.. 

إسراء بمرح: صباح الخير يا زينـة البنات.. 

ضحكت زينه بإيجاز: 

خير يا اسراء في حاجة؟  

اسراء بجدية: 

ايوة في دلوقتي محاضرات مهمة جدا لازم تيجي عشان الامتحانات قربت يا زينة وانا مش هقدر انقلك كل ده. 

زينه وهي تتثائب ؛ تمام، انا جاية..  

أغلقت الخط ونهضت تجهز نفسها حيث دلفت الي الحمام تغتسل ومن ثم خرجت ترتدي ملابسها ما ان انتهت توجهت إلى الخارج وهي تهتف بابتسامة: صباح الخير يا طنط ناديه 

ناديه مبادلة إياها الإبتسامة: صباح النور يا حبيبتي، تعالي افطري. 

زينـة بنفي: لا انا لازم اروح الجامعة عندي محاضرات مهمة جدا.. هو اكرم لسه نايم؟  

أومأت ناديه: 

ايوة يا بنتي لسه قدامه بتاع ساعة كده علي ما يصحي..  

زينة بإيجاز وهي تتجه صوب الباب: طيب خلاص ابقي عرفيه اني روحت الجامعة عشان ميعمليش فيها مشكلة!  

انهت جملتها وخرجت مغلقة الباب خلفها، لتتنهد ناديه وهي تقول بخفوت: انا مالي بقي انتوا حرين مع بعض انا زهقت..  

.........


أسرعت سهـا إلي المرحاض بعد أن أفاقت من نومها.. 

أفرغت ما بجوفها وهي تأن وجعا..  

استيقظ أكرم علي صوت تأوهاتها فنهض بتكاسل وهو يخرج من الغرفه متجها إلي المرحاض قائلًا بإندهاش: مالك يا سها في ايه؟  انتي تعبانة ولا ايه؟؟  

رفعت وجهها اليه وهي تقول بتوتر: ش..  شكلي اخدت برد في معدتي يا أكرم..  

أكرم متنهدا: ابقي روحي اكشفي..  

أومأت رأسها وخرجت من المرحاض وهي ترتعد من الخوف وكأنه سيكشف فعلتها الآن..  

تعجب ٱكرم قليلًا لكنه لم يبالي وإتجه إلي غرفة صغيرته الحبيبه ابنته الغالية علي قلبه..  

فتح الباب واقترب منها وهو يبتسم بحنان، انها الوحيدة القادرة علي تغيير مزاجه للافضل ينسي همومه مجرد أن يراها يتحمل أمها فقط لأجلها..  

أخذ يداعب أنفها الصغير بيده فإبتدت تفيق بانزعاج.. 

ضحك علي ملامحها الغاضبة فانحني يهمس لها بمرح: مين هيصحي وياكل الشكولاته؟؟  

فتحت عينيها سريعا وهي ترمش ثم نهضت جالسة وهي تفرك عينيها بيديها الصغيرتين..  

قهقه أكرم وهو يجذبها نحوه، فقالت ندي بتذمر: فين الشكولاته بقي..؟   

قال ٱكرم: هننزل نشتريها مع بعض بس مش تاكليها كلها مرة واحدة حته حته سامعة يا نودي؟  

أومأت ندي وهي تبتسم باتساع ثم تعلقت بعنقه وهي تقول بإيجاز: يلا بقي عشان نفطر مع تيته وزينة البنات.. 

ضحك أكرم وهو يحملها وينهض ويتجه بها إلي الخارج: بتحبيها زينـة البنات دي؟  

أومأت ندي مؤكدة: ايوة بحبها اوووي هي حلوة 

قبل وجنتها بحنان ثم قال: مفيش أحلي منك أصلا يا صغنن أنت!  

دلف إلي شقة والدته ليقول وهو يميل عليها مقبلا كف يدها: 

صباح الفل يا أم أكرم 

ربتت ناديه علي كتفه وهي تقول بحنو: صباح الورد يا حبيبي. 

سألها أكرم بحزم: فين زينه يا ماما؟  

أجابته بنفاذ صبر: 

راحت الجامعـة عندها محاضرات ضرورية وانت نايم معرفتش تستأذن منك معلش بقي امسحها فيا انا!  

عض علي شفته السفلي بغيظ وتابع: ماشي يا زينة..  

قالت ندي بضيق: يوووه يعني مش هتأكلني النهاردة اوووف يا بابا اوف. 

أكرم بعبوس: وانا مالي يا ندي الله. 

ضحكت ناديه وهي تضرب كفا علي كف: والله انتوا كلكوا عياااال!!  

...................


- يا أنور أنا هموت من الخوف حاسة ان أكرم هيكشفني في أي وقت انا خايفه جدا 

أردفت سهـا وهي تتحدث هاتفيًا مع أنور الذي قال بضيق: 

هتروحي المستشفى وتنزليه يا سها ده الي عندي!  

سها بقلة حيلة: 

طيب ماشي يا أنور بس هروح امتي وازاي وهقول لاكرم ايه!  

قال أنور بتنهيدة: عادي هتقوليله هبات عند اختي وبس كده هتتحل ما تخافيش..  

أومأت سهـا وقلبها يخفق بعنف شديد ثم أغلقت الخط وانهمرت دموعها تتساقط بغزارة فوق وجنتيها انها خائفة وبشدة من الذي ينتظرها!! .. 

................


بعد مرور أكثر من ساعتان..  


توقف أكرم عن عمله ثم أمسك هاتفه وأجري إتصالا عليها...  

بعد قليل آتاه صوتها الرقيق: أيوة. 

قال بحنق رغم اشتياقه لسماع صوتها: 

- أنتي فين يا هانم؟؟  

زفرت زينـة قبل أن تجيبه: في الجامعـة هكون فين يعني!  

أكرم بغضب: ومين قالك تروحي من غير ما أعرف أنا؟  

لم تجيب عليه، فهتف أكرم بتوعد: 

حلو أوي يا زينة انتي الي أخلتي باتفاقنا الاول يبقي متلومنيش في الي هعمله بقي تمام؟  

زينـة وقد اتسعت عينيها: هتعمل ايه؟  

قال بخبث: لما تيجي هتعرفي! 

أغلق الخط بدون مقدمات فحدثت زينـة نفسها بخوف: ماله ده!!  

.........


بعد مرور الوقـت.. 


عادت زينـة من جامعتهـا وهي تسير بارهاق، دلفت من مدخل البناية بحذر حتي لا يراها أكرم ويزيدها إرهاقا فهي تريد ان تنعم بالراحة قليلًا..  

لكنه لمحها وأسرع خلفها ليلحق بها قبل أن تصعد.. 

تأففت زينـة وهي تغلق عينيها قائلة بجدية: 

_ بليز انا تعبانة وعاوزة أرتاح. 

إقترب منها يقول بخفوت: 

مش هتعرفي تهربي مني يا زينة وهحرمك تخرجي بدون اذني بعد كده!!  

نظرت بخوف إلي عمق عينيه المشتعلتين علي ماذا ينوي ذلك الوحش؟؟  

أصابها الخوف من نظرته المتوحشه لها لكنها لم تبالي كعادتها وتظاهرت بالشجاعة ؛: 

مش هتعرف تعمل معايا حاجة أصلا!!  

أنهت جملتهـا وركضت علي الدرج بينما ركض هو خلفها يضحك عليها وهو يتوعدها قائلًا بخشونة: ماااشي يا أنا يا أنتي النهاردة!!!


يتبع

تكمله بعد التفاعل

اذا اتممت القراءة علق ب 20ملصق وتفاعل حتي يصلك اشعار عند نشر الجزء التالي ملحوظه لن يصل الجزء الا للمتابعين والمتفاعلين


الحلقة العاشرة


دلفت زينـة راكضة إلي الشقة ثم الي غرفتها قبل ان تركض الصغيرة نحوها..  

وما ان دلف خلفها الشقه ركضت الصغيرة نحوه وهي تهتف بتذمر: يا بابا زينه مش بترد عليا ليه؟  

حملها وهو يقبلها قائلًا ببراءة مصطنعة: مش عارف يا نودي، هي فين تيته؟  

أشارت له وهي تقول: في المطبخ..  

أنزلها وهو يقول بإيجاز: طب روحي شوفيها بتعمل ايه علي ما أشوف زينة مالها ماشي؟  

أومأت ندي بحنق ثم ركضت إلي المطبخ، فتنهد أكرم وهو يضيق عينيه بمكر واندفع نحو الغرفه ثم فتح وولج إلي الداخل كالأسد الثائر الذي يبحث عن فريسته!  

أغلق الباب خلفه لكنه لم يجدها فعقد حاجبيه بتعجب وهو يحدث نفسه: راحت فين المجنونة دي؟  

أنصت إلي صوت أنفاسها المتهدجة فرفع رأسه للأعلي بذهول وهو يراها متكومه فوق خزانة الملابس!!!!!  

إتسعت عينيه وهو ينظر لها بدهشة، كيف صعدت إلي الاعلي تلك الفتاة الشقية العنيدة!!  

هتف بصوت جهوري: 

بتعملي ايه فوق انتي مجنونه وربنا. 

هتفت هي الأخري: اياك تقرب مني فاهم.. ثم أشارت له بسبابتها وهي تتابع محذرة: 

اي أفكار قذرة في دماغك مش هتحصل.. 

ضحك رغما عنه وهو يضع قدمه فوق الكرسي عازما علي الصعود اليها.. لكنها اوقفته وهي تصرخ بخوف: والله هرمي نفسي اوعي تطلع!!  

عض علي شفته السفلي بغيظ شديد ثم هتف: بطلي لعب عيال وانزلي والله هطلع اشدك من شعرك المنكوش ده!  

اتسعت عينيها وهي تهتف بغضب: انا شعري منكوش؟!  

أومأ مؤكدا: اها منكوش تقدري تنكري 

قالت بدفاع عن شعرها الحريري: 

ايوة طبعا،  انا مش منكوشة.. 

- طب وريني... قالها بمكر.. فتحمست وكـادت أن تفك حجابها الا انها انتبهت قائلة بصرامة: وانت مالك انت شكلك بتهيص مع الهيصة اصلا..  

نفذ صبره فصعد في لمح البصر جاذبا إياها من ذراعها فمالت عليه بثقل جسدها ليترنح ويسقط وهي من فوقه تأوه بألم وهو يوبخها: اااااي عاجبك كده!!  

قالت غاضبة: وانا مالي انت الي طلعت فوق وانا حذرتك..  

انهت جملتها وهي تتأفف ثم لم تلبث ان انتبهت لنفسها وهي جاثية فوقه.. شهقت بخجل وحاولت النهوض لكنه كان الأمكر لتجد نفسها متسطحة علي الأرض وهو يميل عليها ليمارس لعبة الضغط..  

قالت بغضب: انت ايه الي بتعمله ده اوعي من فضلك..  

ابتسم بتسلية وهو يقول بأنفاس لاهثة: 

- ايه يا حبيبي بلعب ضغط هو حرام العب كمان اما عجايب والله!!  

تأففت وحاولت تبعده ولكن دون جدوي.. فتوسلته لعله يشفق عليها، فضحك بتسلية وهو يقول بهمس: قوليلي بحبك وانا اقوم 

اتسعت عينيها وهي تهتف باعتراض: لا مش هقول!! ضيق عينيه وهو يهمس مرة أخرى: خلاص مش قايم مش عارف لعب الضغط إحلو فجأة كده ليه!!  

أغلقت عينيها بخجل شديد وما كان منها إلا أن توسلته بأدب: بليز قوم من فضلك. 

ضحك بشدة وهو ينهض قائلًا: عفونا عنك!  

تنهدت بارتياح وهي تنهض هي الأخري فاقترب منها وعينيه تلمعان بحب واضح.. 

تراجعت للخلف وهي تبتلع ريقها بخجل. 

مد يده يتلمس وجنتها الناعمة وهو يهمس بهيام: أنا بحبك يا زينة حسي بيا بقي، جربي ومش هتندمي صدقيني.. 

توردت وجنتيها بحمرة الخجل وتفوهت بخفوت ورجاء: لو..لو سمحت أخرج.. 

قال بإصرار: أوعديني تدي لنفسك فرصة تحبيني من قلبك، أنا مش هجبرك علي أي حاجة ولا هقرب منك غير برضاكي. 

أغلقت عينيها بشدة متحاشيه النظر إلي عينيه المشعتين، فإقترب منها يطبع قبلة علي وجنتها بهدوء ثم همس قبل أن يغادر الغرفة: هسيبك تراجعي نفسك يا زينـة البنات.  

إرتمت علي الفراش جالسة تتحسس وجنتيها بيديها المرتجفتين وتستنشق رائحة عطره الرجولية التي انتشرت في أنحاء الغرفة.. شردت في كلماته الهامسه والافكار تراودها!!  

...........


في صباح اليوم التالي.  


دارت ندي حول نفسها وهي ترتدي ثياب المدرسة فاليوم أول يوم دراسي لها.. 

إبتسم أكرم وهو ينظر إلى إبنته الحبيبه ثم إحتضنها بحنان وهو يقول: 

حبيبي،  خلي بالك من نفسك وأوعي يا ندي تاكلي حاجات حلوة عشان خاطري ماشي؟

أومأت برأسها وهي تقول: حاضر يا بابا 

قبل وجنتها وهو يقول بنبرة حانيـة: قلب بابا. 

قالت بمشاكسه: فين مصروفي بقي؟  

ضحك وهو يداعب أنفها ثم أخرج من جيبه بعض الأموال وقال محذرا: والله لو جبتي حاجة حلوة هخاصمك ومش هكلمك يا ندي فاهمة!  

ندي بنفاذ صبر: 

يووه يا بابا فاهمة فاهمة، خلي كل صحباتي تجيب وانا لا اشمعنا انا بس ياربي. 

مسد أكرم علي شعرها وهو يقول بعتاب: مش احنا قولنا لازم نقول الحمدلله؟ هو ربنا عاوز كده،  لازم احنا نرضي وندعي بس انه يشفينا. 

إبتسمت الصغيرة وقالت بمرح: أنا أسفه يا بابا، الحمدلله يارب علي كل حاجة بس يارب تشفيني انا بحب الشكولاته. 

قهقه أكرم وحملها يقبل كل إنش في وجهها ثم أنزلها وهو يقول بإيجاز: يلا عشان أوصلك..  

قالت السيدة نادية وهي تفتح حقيبة الصغيرة وتضع بها عدة شطائر: خدي يا قلب التيته السندوتشات دي تاكليها كلها اوعي حد يخطفها منك ها.. 

ضحكت ندي: حاضر يا تيته مش تخافي. 

تابعت السيدة نادية: استني يا أكرم زينه بتلبس وهتيجي معاك.. 

أكرم بدهشة: هي صاحيه؟  

أومأت ندي وهي تقول بمرح: ايوة يا بابا هي الي سرحتلي شعري وعملتلي ضفيرة!  

إبتسم أكرم وقال بمرح : 

شاطرة يا زينة البنات. 

تابعت ندي وهي تقول بتذمر: بابا أنا عاوزة أوري ماما لبس المدرسة بتاعي هروح أوريها 

أكرم بضيق: هي نايمة يا ندي لسه هتصحيها بعدين نتأخر. 

نادية بهدوء: خليها تروح يابني يمكن أمها تحس بيها شوية وتنتبه ليها. 

قال أكرم بإيجاز: طب يلا بسرعة يا ندي.  

ركضت ندي في إتجاه الشقة ودلفت ومن ثم إلي الغرفه وصعدت إلي السرير وهي تقول بخفوت: ماما إصحي أنا رايحة المدرسة.. 

تقلبت بانزعاج في الفراش وهي تستدير إلي الجهه الأخري وتتفوه بنعاس ؛: عاوزة ايه يا ندي 

عبست ندي بوجهها وهي تقول بتذمر: طيب شوفي لبس المدرسة بتاعي قبل ما أنزل مع بابا. 

لم تجيب عليهـا فلقد غطت في سبات عميق مرة أخرى، فتنهدت الصغيرة بحزن ونزلت عن الفراش بضيق... 

..........


خرجت زينـة من الغرفة بعد أن إرتدت ملابسها الهادئة، إبتسم أكرم باتساع فلقد أشرقت شمسه وزينته الحبيبه، قال بمرح: صباح الخير يا زوز. 

تنهدت بنفاذ صبر وقالت هادئة: صباح النور. 

تلك المرة الأولي تجيبه بهذا الهدوء وتلك المرة الأولي يراها بهذا الاشراق.. خفق قلبه لرؤياها هكذا وظلت الابتسامة تزين ثغره..  

سألته بصوت خافت يمتزج بالخجل: فين ندي؟  

أجابها مبتسما: مع أمها جوه. 

أومأت برأسها وصمتت متحاشيه نظراته المتفحصه.. آتيت ندي بوجه حزين وهي تقول بضيق :يلا يا بابا. 

رفع أكرم أحد حاجبيه وإنحني إليها قائلًا بتساؤل: مالك يا حبيبي؟ أمك زعلتك؟  

أومأت برأسها، فقال بغضب: عملتلك ايه؟  

قالت بضيق: 

مش رضيت تصحي تشوف لبس المدرسة ولا أي حاجة خالص. 

طبع قبلة علي جبينها وهو يقول مبتسما: ولا تزعلي نفسك هتشوفك لما ترجعي المهم الجميل ميزعلش. 

تنهدت الصغيرة وهي تتابع: طيب. 

مسح علي رأسها ثم جذبها من يدها وخرج بها بصحبة زينـة ليتجهوا ثلاثتهم إلي المدرسة.. 

وصلوا بعد قليل ودلفت ندي بعد أن أشارت لهما بابتسامة واسعة..  

سار اكرم بصحبة زينة التي طغي الحزن علي ملامحها فجأة، فراح أكرم يسألها بقلق: مالك زعلانه ليه؟  

أجابته بصوت متحشرج يغلب عليه البكاء: 

- إفتكرت أول يوم ليا في المدرسة، برضو بابا كان بيوصلني كده!  

قال بنبرة حانيـة بعض الشيء: 

- الله يرحمه ويحسن إليه. 

أفلتت دمعه حارة فوق وجنتها لتتابع بصوت متألم: 

- كان بيحبني أوي ومن ساعة ما مات أنا إتبهدلت ومبقاش ليا حد!  

إلتقط كف يدها بين راحة يده وراح يهمس بنبرة دافئة: بس أنا جنبك سندك وحمايتك وبتمني تديني شوية حب بس وأنا أعوضك عن أي حزن في حياتك. 

إرتجفت بشدة أثر لمسته تلك فأبتلعت ريقها بصعوبة وجاهدت في نطق الكلمات: 

- بس.. بس أنا مش عاوزة أحب ولا أتحب مش عايزة أتجرح مش عايزة فراق مش عاوزة أتعلق بحد وفجأة الموت ياخده مني، أنا عاوزة أعيش وحيـدة وفي أمان الله بس. 

تنهد بعمق وقال بهدوء: بس أنتي كده غلط وده يأس ما أنا كمان فقدت أبويا وزعلت وحزنت بس لسه عندي أمل في الحياة طالما فيا نفس يبقي لازم يكون عندي أمل!! كده أنتي بتدفني نفسك يا زينـة ومش كل الرجالة زي جوز أمـك أينعم في منهم كتير بس برضو في رجالة بجد وأديني فرصة أثبتلك ده. 

صمتت بحيرة.. مرت لحظات وهي صامتـه.. خجلة.. قلبها ينبض بعنف.. لمسته أثارت بداخلها شئ.. إحساس الأمان الذي إفتقدته..  

تمالكت نفسها قبل أن تضعف وقالت بخفوت: أنا لازم أروح الجامعـة.  

أغلق عينيه وهو يعض علي شفته السفلي بغيظ، ثم تابع بحنق: بقي دي آخرتها!! يا حبيبتي أنا مش جوز أمك!!  الله يخربيتك يا شكري الكلب!!  

أطلقت ضحكة خفيفة خرجت رغمًا عنها علي كلامه جعلت قلبه ينبض بشدة وهو يقول بمزاح ؛: أيوة بقاااا!!


يتبع

تكمله الروايه من هنا 



 

تعليقات

التنقل السريع