في منزلي شبح بسمه مجدى
الفصل الأول والثاني
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
صدع رنين هاتفها ليوقظها من نومها...تململت بضيق وازاحت خصلاتها السوداء القصيرة المبعثرة علي وجهها لتمد يدها وتجذب هاتفها وتجيب بنعاس :
- عايز ايه يا حسام الزفت انا مش قولتلك متتصلش بيا الصبح بدري !
أجاب الطرف الأخر بضحك :
- يا بنتي بطلي كسل بقي !
صاحت بتذمر :
- انجز عايز ايه ؟!.
ليهتف "حسام" بجدية :
- بصي انا لقيتلك المطعم الي انتي عوزاه وهبعتلك عنوان المكان في مسج وانتي روحي إنهارده عشان تتفقي مع صاحب المطعم اشطاا ؟!.
لم تجيبه فقط اغلقت الهاتف في وجهه وأكملت نومها ببرود !..استيقظت بعد مدة لتجد انها تأخرت علي موعدها مع صاحب المطعم فحلمها هو افتتاح مطعم صغير ، ارتدت ملابسها سريعاً وارتدت نظارتها الطبية وتطلعت علي هيئتها الخالية من ، مستحضرات التجميل في المرأة لتتذكر حديث والدتها المتذمر :
- يا بنتي نفسي أحس اني مخلفة بنت لبسك دايماً قميص وبنطلون ومبتحطيش حاجة علي وشك زي بقية البنات حتي شعرك قصيته !
ابتسمت بسخرية فهي تحب ذاتها ولا ترغب بالتصنع وما العيب اذا رغبت بالاعتماد علي نفسها وتركت المنزل لتستقل ! الأمر الذي أغضب والدتها والي الأن تترجاها العودة ولكنها ترفض وترغب في الاستقلال والعمل والنجاح في حياتها المهنية عدلت نظاراتها واتجهت للخارج..
مرت أربع ساعات كاملة وهي تتجول بسيارتها وقد ضلت الطريق ومشكلتها الأكبر انها لم تجد شخص واحد لتسأله عن الطريق الصحيح وكأنها دخلت منطقة معزولة عن البشر لعنت في سرها ذلك الأحمق "حسام" اتصلت به للمرة التي لا تذكر عددها لكن هاتفه مغلق نظرت خارج سيارتها لتجد ان الليل قد اسدل ستاره لتهتف بسخرية :
- يلا اهي كملت !
أدارت سيارتها لتكمل الطريق لعلها تجد احد يساعدها في العودة ! اعادت الاتصال ب"حسام" لعله ينجدها ولم تنتبه لتلك القطة السوداء التي تعبر الطريق رفعت بصرها لتصرخ برعب وتحيد بالمقود بعنف لتصدم بشجرة ضخمة ورأسها اصطدمت بمقدمة سيارتها بعنف جعلت الدماء تتدفق من رأسها رفعت رأسها بألم شديد لتجد هاتفها يرن أجابت مسرعة رغم تألمها :
- ايوة يا حسام اخيراً رديت الحقني انا تُهت في حتة غريبة ومش لاقيه حد وكمان العربية خبطت في شجرة !
أجابها بلهفة :
- يا بنتي انا بدور عليكي بقالي 8 ساعات ! ورحت المطعم ولفيت عليكي المنطقة كلها انتي فين بالظبط ؟!
صدمت من حديثة اختفت منذ اكثر من 8 ساعات كيف وهي لم تكمل الاربعة ! نظرت في هاتفها لتجد الساعة تشير الي السابعة مساءً لتسأله بتوتر :
- حسام هي الساعة كام معاك ؟!.
صاح بها في غضب :
- انتي متخلفة ؟!.ساعة ايه وزفت ايه علي دماغك انتي فين خليني اعرف اوصلك ؟!.
لتقول بخفوت وتعب :
- انا مش عارفة انا فين صدقني بس رد عليا الساعة كام ؟!.
- الساعة 2 بالليل ارتحتي ؟!.
اتسعت حدقتيها بصدمة فقد مر اكثر من اربعة عشرة ساعة وهي بالخارج ! والأخير بدأ بالبحث عنها حين طالت مدة اختفاءها يبدو ان اصطدامها قد اثر علي عقلها لتهتف بهدوء :
- طب انا شغلت الg.b.s هتعرف توصلي ؟!
- اه هعرف اديني نص ساعة واكون عندك....
***********
سار "حسام" بسيارته متجهاً لتلك المنطقة المظلمة لمح رجلاً عجوزاً يجلس علي قارعة الطريق توقف ليسأل :
- لو سمحت انا كنت عايز ادخل المنطقة دي مفيهاش طريق عمومي ؟!.
ظهرت معالم الخوف علي وجه ذلك الرجل ليهتف بقلق :
- لا حول ولا قوة الا بالله ليه يا بني عايز تتدخل المنطقة دي ؟!. بلاش يا بني ارجع مطرح ما جيت !
قطب جبينة بحيرة من حديث هذا الرجل ليقول باستغراب :
- ليه بتقول كده ؟!. وبعدين انا قريبتي تايهه جوا ولازم ادخل!
رد عليه بغموض :
- وقريبتك دي دخلت ازاي ؟!. المنطقة دي محدش بيدخلها بيقولوا انها مسكونة والناس بتخاف تقرب منها دي فاضية من سنين !
نظر له باستخفاف واردف بسخرية :
- قريبتي دخلتها طيران ! اتكل علي الله يا حج ربنا يهديك بلاش جهل وكلام فارغ !
نظر له الرجل بمعني بلا فائدة ورحل فاكمل هو طريقه الذي دام لنصف ساعة كاملة حتي وجد سيارتها هبط ليفتح باب سيارتها وجدها فاقدة الوعي ورأسها ينزف ! حملها بقلق ووضعها في سيارته واتجه الي المشفى.......
**************
من حسن حظها ان إصابتها كانت سطحية ولم تحتاج للتقطيب عادت الي منزلها بعدما اخبرت "حسام" بعدم رغبتها في شراء ذلك المطعم بعد تجربتها تلك دلفت الي المنزل واضاءات الأنوار ، غيرت ثيابها وتسطحت علي فراشها استعداداً للنوم لكن أجفلها ضجيج بسيط صادر من مطبخها نهضت لتري ماذا هناك...
دلفت الي المطبخ لتصدم بقطة سوداء ذات أعين مخيفة ، مزيج غريب ومخيف! هتفت بضيق :
- انتي دخلتي هنا ازاي ؟!. اكيد من المنور طبعاً !
حملتها لتأخذها للخارج فتحت باب منزلها لتضعها ارضاً وتغلق الباب دخلت غرفتها لتجد نافذتها مفتوحة تذكرت انها اغلقتها جيداً قبل نومها فكيف فتحت ؟!. ربما الهواء أجل انه بالفعل الهواء هكذا اقنعت نفسها لتغلقه وما ان التفتت حتي شهقت بعنف واتسعت حدقتيها السوداء برعب فالقطة السواء تجلس علي فراشها ! تنفست بصعوبة فربما هي لم تغلق باب منزلها جيداً لهذا دخلت مجدداً اقتربت لتحملها مرة اخري لكن للعجب اختفت ! تسارعت نبضات قلبها ، وابتلعت ريقها بصعوبة لتجبر نفسها علي الهدوء وهي تتلو بعض الأيات التي تحفظها وهي تغمض عينيها بخوف والتي فتحت برعب حين سمعت وقع اقدام خارج الغرفة ! تحركت ببطء فربما هذا "حسام" ويعد بها مقلب ما...خرجت من الغرفة وهي تشعر بساقيها كالهلام سمعت صوت الرياح العاصفة وصلت الي الشرفة لتجدها مفتوحة وهناك رجل يقف امام الشرفة لا تري سوي ظهره تنهدت لتصيح بغضب :
- الله يحرقك يا حسام ويحرق معرفتك يا اخي رعبت....
توقف الكلمات بحلقها حين وجدت ان ذلك الشخص قدماه لا تلامس الأرض ! تسارعت دقاتها بعنف وكأنها ستخرج من محجرها من شدة الخوف توقف الهواء عن الولوج لرئتيها وهي تراه يلتف ببطء لتجد بشرته شاحبة بيضاء وعيناه لا تستطيع ادارك لونها الغريب و المخيف تماماً كأعين تلك القطة ! وملامحه جامدة لتقول بتقطع وشفتيها ترتعش بقوة ولا تدري كيف خرجت كلمتها من الأصل :
- أأنت.....م..مين ؟!.
تحولت عيناه للون الأحمر القاتم فامتزج اللون الغريب لعيناه باللون الأحمر ليعطي مظهراً يثير الرعب ! اقترب منها ببطء ومازالت قدماه لا تلامس الأرض وصل أمامها ليختفي فجأة! وانفاسها تزداد وتيرة تسارعها وتدلي فكها من شدة الصدمة والرعب لتشعر بأنفاسه الباردة تلفح رقبتها وقد شحبت بشرتها بسبب عدم تنفسها من شدة الرعب ! وقد تسمرت قدماها لتعجز عن الحركة وتجمدت الدماء بعروقها ليهمس بجانب اذنها بصوت رجولي مخيف :
- يونس !
#يتبع....
#في_منزلي_شبح
#بسمة_مجدي
الفصل الثاني
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
أخذ يتجول بالمنزل بانبهار علي بساطة المنزل دلف مرة اخري الي غرفتها فقد فقدت الوعي فتركها حتي حل الصباح جلس علي أحد المقاعد الجانبية يتطلع إليها....
فتحت عيناها ببطء لتنظر بغرابة لكن سرعاً ما تذكرت ما حدث بالأمس وجدت ان الصباح قد حل وهي في فراشها ادركت انه كان مجرد كابوس ليس الا لتهتف بصوت خافت :
- يخربيت ده كابوس...
- لا مكانش كابوس !
تجمدت مكانها حين سمعت نفس الصوت الذي استمعت اليه بالأمس! ازدردت ريقها لتنظر بجانبها ببطء لتجده جالس يطالعها بكل هدوء! هذه المرة تحرر صوتها لتصرخ بصوت عالي ، اختفي فجأة ليظهر أمامها ويضع يده علي شفتيها قائلاً بضيق :
- بس بس ايه ؟!. سرينة واتفتحت في وشي !
عجز صوتها عن الخروج وتجمدت بمكانها تنظر لعيناه التي أقرب للون العسل جذابة لكن مخيفة ! ليردف بتحذير :
- انا هشيل ايدي بس متصوتيش ها!!
أومأت بخوف وسرعه ومازالت عيناها متسعة برعب لينزع كفه ويعود ليجلس علي المقعد ومازالت قدماه لا تلامس الأرض ليقول بهدوء :
- ممكن أعرف انا هنا بعمل ايه ؟!.
رمشت عدة مرات لتتأكد من كونه شبح ويتحدث اليه بل ويسألها عن سبب وجوده! والحل الوحيد في هذا الموقف هو الهروب اغمضت عيناها وسقطت فاقدة للوعي مرة أخري من شدة الرعب! اقترب منها ليطالعها بتأفف قائلاً :
- هو انا تقلت عليها ولا هي جبانة بزيادة ؟!.
وجد زجاجة مياه بجوارها ليفتحها ويلقي بالمياه في وجهها افاقت لتشهق بقوة وما لبثت ان رأته حتي جحظت عيناها وتراجعت للخلف حتي سقطت أرضاً..كل هذا وهو يطالعها ببرود قائلاً :
- خلصتي ؟!. ممكن بقي تهدي عشان نعرف نتكلم عشان انا ابتديت اضايق وده مش في مصلحتك !
نهضت بصعوبة بالغة وهي تشعر ان ساقيها كالهلام ويهددوا بالسقوط! أخذت تتلو آيات قرآنية بخوف وسرعة وأغمضت عيناها واستعدت ان تفتحهم فتجده اختفي لكن خاب أملها حين فتحت عيناها ووجدته أمامها يطالعها بسخرية قائلاً :
- والله لو قريتي المصحف كله مش هختفي يا بنتي انا مسلم بردو!
تحولت ملامحه للجدية ليقول بأمر :
- أقعدي !
دون ان تشعر جلست علي الاريكة التي تجاورها فنبرته تثير القشعريرة بجسدها ليكمل :
- طيب دلوقتي انا عايز أعرف انا ايه اللي جابني هنا ؟!.
ردت بخوف وارتجاف :
- م...م..مش عارفة
اختفي مجدداً ليظهر مرة أخري واقفاً بجانبها لتنتفض بفزع ليردف بتفكير :
- مهو انا مش هاجي لوحدي أكيد انتي عملتي حاجة جابتني !
تذكرت علي الفور ما حدث معها في اليوم السابق ليوم أمس واصطدامها بالشجرة لتهتف بخفوت :
- خبطت في شجرة !
قطب جبينة ليجلس بجوارها علي الاريكة فانكمشت برعب وهي تكاد تبكي من الخوف ليسأل باستغراب :
- وانتي ماشية مش شايفه قدامك عشان دماغك تتخبط في شجرة ؟!.
ازدرت ريقها لتردف :
- لا...قصدي خبطت بعربيتي..
قطب جبينة ليتسأل دهشة :
- عربيتك! انتي بتسوقي!
اومأت بهدوء وقد بدأ خوفها يقل نوعاً ما ليردف ضارباً كف علي كف :
- الزمن اتغير اوي بقي البنات بقت تسوق عربية !
لم تستطع منع فضولها لتسأل :
- هو...هو...حضرتك ميت بقالك اد ايه ؟!.
حك ذقنه بخفة ليردف بتساؤل :
- احنا في سنة كام دلوقتي ؟!.
ردت بعفوية :
- في 2019
اومأ ليردف ببساطة :
يبقي انا ميت بقالي 40 سنة !
تدلي فكها من الصدمة ليكمل :
- المهم نرجع لموضوعنا الشجرة دي فين بقي ؟!.
- في منطقة كده فاضية قريبة من منطقة ***
- شكلك كده خبطتي في الشجرة اللي انا مدفون جنبها عشان كده جتلك !
لتقول ببكاء وخوف :
- طب حضرتك عايز مني ايه ؟!. لو جاي تأذيني انا مكانش قصدي والله انا....
اشار لها بيده قائلاً بضيق :
- بس بس انا مش هأذيكي اصلاً بطلي عياط !
- امال انت جاي ليه ؟!.
نهض يتجول في شقتها قائلاً بعفوية :
- مش عارف ! ولحد ما أعرف هفضل معاكي هنا ، صحيح انتي عايشة لوحدك ؟!.
أحقاً ما يحدث شبح بمنزلها ويتحدث معها بأريحية أيضاً ! بل ويرغب في البقاء نهضت مسرعة خلفه لتجده يعبث بمحتويات مطبخها وهو يطالع كل شيء بانبهار وغرابة لتهتف مسرعة :
- طب طب حضرتك هتعيش معايا ازاي يعني....
ابتعلت كلماتها حين قابلها بنظراته الحادة واقترب بسرعة رهيبة واصبح امامها مباشرة لا يفصلهم صوت انفاسها المتسارعة ليقول بحده :
- عندك اعتراض ؟!.
نفت برأسها بسرعة خوفاً من غضبة لترتخي ملامحه ويبتسم ابتسامة صفراء قائلاً :
- كويس
التفت ليكمل عبثه وامسك بالمحمصة يطالعها بغرابها ليتركها من يده فتسقط ارضاً وتتحطم ، شهقت حين القي بها لتهتف برجاء :
- أستاذ يونس ارجوك ممكن تسيب حاجتي انا دافعة فيها كتير
لم يعيرها اهتمام ليقول ببرود :
- ما ترفعي التكليف وتخلي البساط احمدي كده !
رفعت حاجبها من امثاله القديمة ربما نسيت انه ميت منذ اربعون عاماً لتهتف بابتسامة متوترة :
- اللي تشوفه حضرتك !
هز رأسه بمعني بلا فائدة كاد ان يتحدث لكن قطعه رنين الباب خرجت لتفتح وما ان فتحت الباب فصدمت "بحسام" الذي قال بلهفة :
- ايه يا أسيل بكلمك من امبارح مش بتردي قلقتيني عليكي
لتقول بتوتر ولا تدري ماذا تجيبه :
- حسام أأنا....
جحظت عيناه وهو ينظر خلفها لتدرك انه بالتأكيد يقف ورائها ليقول بصدمة :
- ايه دا ؟!.
#يتبع...
#في_منزلي_شبح
#بسمة_مجدي
تعليقات
إرسال تعليق