القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية ليالي ميت البارت الثالث بقلم ساره البكري في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله


ليالي مين ساره البكري 


البارت الثالث 


فى قسم الشرطى دخل " الشاويش " برؤى و فاتن حيث كانتا فى حالة لا يرثى لها أبدًا 

فكانت ملابسهم مُتسخة من الأتربة و شعرهم غير مهندم ابدًا ؛ فتراهم تظن أنهم أطفال الشوارع ، وقف الضابط ونظراته تخترق أبدانهم غضب وعلى الكرسى المقابل أدار هذا الرجل وجهه نحوهم فظهر بأكمله . "حمزة " ، فأقبلت عليه رؤى تقول :


_حمزة أنت اللى بلغت عننا ؟؟ 


فاتن تقول بترجى : 


_حضرة الباشا ساعدنا وحياة أغلى ما عندك 


صاح الضابط بشحنات غضبه بهم ، يقول :


_أخرصى يا بت إنتي وهى ... حمزة باشا مين فيهم اللى تبعك


نظر حمزة لرؤى التى تترجاه بنظراتها ، كأنه بطلها الذى سينقذها من الجحيم ، أدار وجهه للضابط وقال : 


_رؤى منصور الصاوى 


نظر الضابط بضجر ، ثم قال : 


_بس دى عليها ملايين كتير ... ذنبك أيه أنت تطلع بنت زى دى 


تحول وجهه حمزة الى الغضب الشديد ، وكأن نهر صافى تعكر بدماء الغضب . فقال حادًا :


_لو سمحت حدودك متتخطهاش عليها ... ديونها كلها مستعد أسدها 


شعرت بزهورها تتفتح من جديد وترجع لزهوها نسبيًا ، فتابع جادًا بصوت حاسم : 


_انا عاوز كل الاجراءات تخلص بسرعة جدا رؤى مش هتقعد هنا ثانية واحدة كمان


أومى الضابط بخجل من حاله وأحترام و نهض بالفعل كى يتم الأجرءات معهم 


...............................................................................


فى شقة رودينا ، فتحت عيونها على صوت أرتطام شيئ بالمطبخ ؛ فنهضت سريعًا ، ترتدى ثيابها بقلق و خرجت بتردد شديد تقول : 


_مين هنا ؟؟ 


جاء من خلفها رجل وكتم فمها وهى تصرخ صراخ مكتوم وتحاول الفرار من قبضته القوية ، وأثناء محاولتها جاء الرجل الأخر ونظر إليها بشر ثم الى صديقه .


_ها هنعمل أيه فيها ؟؟ ... قتل 


_لا يا سيدى أحنا مطلوب مننا نخلص عاللي في بطنها


أخذت تهز رأسها ببكاء ورعب شديد والرجل يكتف ذراعيها بإحكام والأخر أخرج إبرة يقربها منها بشر ، أدركت عندها أنها النهاية .


عند أم زين و يحيى و سلوى وأيضا زين يشاهدون التلفاز فى جلسة عائلية دافئة 

فقالت أم زين وهى تتناول بعض حبات الترمس :


_تصدقوا يا عيال نسينا رودينا .... البت دى طيبة أوى 


_اه والله ياماما أنا حبتها أوى ... بس غريبة كدا تحسيها مش عايزة تختلط بحد


أنتبه يحيى لهم قائلاً بمزح : 


_متتكلميش على حد يا أختى يعنى إنتي اللى كنتى حلوة أوى أتنيلى ... إحكى يا حجة عنها شوية 


وكزته الأم فى ركبته وقالت :


_لا دى متجوزة وحامل وبعدين حتى لو ما تلم نفسك يلا ... صحيح مخلفتش غيرك يا زين 


_تسلمى يا حبيبتى ... أعقل بقا شوية وبطل تبص لبنات الناس 


_مش لما دمك التقيل ده يخف شوية نعقل 

... سم 


_بس يا عيال ... انا قايمة أشوف البت رودينا شكلها مأكلتش يا حبة عينى 


نهضت بالفعل وهى تسمع أخر جملة من أبنتها تقول بغضب : 


_يحيى جيب المسلسل تانى .... مليش دعوة دى ساعتى !


..............................................


غُرزت بها حقنة المهدأ و معروف من الفاعل ، ألا وهو الملثم المُقتحم شقتها فى ساعة متأخرة ، وهى بحركة من يدها أنتشلت كفه وأطلقت صرخة مدوية ببكاء

و بعدها شعرت بأن أجزاءها تبرد رويدًا رويدًا فسقطت على الأرض واهيه .

أخرجوا أدواتهم بِشر ، يستعدا لفعلتهم الدنيئة ، و بعدما سطحوها وبدءوا بالفعل 

فجأة الباب يحطم بإيدِ قوية و يدخلوا بسرعة للداخل ، أم زين و ولديهما الأثنان 

يتفحصوا الشقة كأسدين .


قال زين بغضب عارم : 


_ هى فين ... مش كانت بتصرخ 


_معرفش يا أبنى أنا هدخل أدور عليها 


قبل الهروب .

وفى داخل الغرفة نظرا الأثنان لبعضهما فقال أحدهم بتلجلج : 


_ شكل الجيران سمعوها و جايين دلوقتى 


_الحل إننا نهرب بسرعة .


فتحت أم زين الغرفة بحذر ، وفجأة تجمدت لرؤية هذا ، أدوات طبيه و الفتاة مُستلقيه على الفراش كجثة لاتدرى بأى شيئ قط . ضربت على صدرها بشهقه قوية وتقول : 


_يلاهوى ... ألحقوا يا ولاد البت مالها 


ركضا الأخوان بسرعة على الغرفة التى بها أمهم و هذه الجثة وعندما وجدوها بملابس المنزل أدرا وجههم وغضضوا أبصارهم بحرج ، فقال زين : 


_أيه اللى بيحصل ده !! ... فى عملية جراحية كانت هتتم هنا و ....


أنتبه للنافذة المفتوحة على أخرها فأتجهه نحوها ونظر الى الأسفل ثم تابع : 


_فى حد كان هنا وهرب أو هربوا ... فى حاجة غريبة بتحصل 


_؟؟؟؟؟؟


_يعنى أيه يا زين ... ما هو لو حد كان هنا يبقى حرامى ... عملية أيه وأيه فعلا جاب الأدوات دى ؟؟! 


أقترب زين اليها ونظر على الأدوات بتمعن ، ثم توجهه نحوهم رادفًا : 


_فى حاجة غريبة يا من البنت يا من حاجة متعلقة بيها وفى كلتا الحالتين 

السر مع البنت دى 


أم زين تبكى وتقول : 


_هتكون أيه يا حبة عينى دى جوزها سايبها وبيشتغل يعنى وحيدة يا حبيبتى 


_صحيها يا ماما عقبال انا ويحيى نشوف مين كان هنا 


_حاضر يا زين


لم تستيقظ بسهولة . بات الأمر صعبًا ولكن فى النهاية أستيقظت رودينا فجِعه تنتفض برعب ووجها نوره نفذ ، فتعتقد أنهم سلبوا منها ولدها وقتلوه ، ذلك البريئ الذى لا حياة لها إلا بوجوده .


قالت رودينا برعب ووجهها ينتفض بنفس سرعة جسدها : 


_أب ...أبنى فييين 


_بسم الله الرحمن الرحيم أبنك فى بطنك يا بنتى مالك !!


_هو أيه اللى بيحصل ... إنتي أيه اللى جابك هنا يا خالتى ؟؟!


أجابت أم زين بتشتت : 


_انا مش فاهمة حاجة أنا برضوا اللى هقولك اللى حصل ... وجيت هنا عشان صرختى 


صمتت رودينا تتذكر وبعدها قالت : 


_صح ... الحمدلله يا خالتى إنك هنا ... أنا كنت هموت ... أنتوا مسكتوهم ؟؟


ضربت الخالة كفيها ببعضهما قائلة : 


_نمسك مين بس يابنتى أحنا دخلنا عليكى ملقناش غيرك نايمة هنا وجنبك الحاجة دى 


و بعد ساعة كاملة من البحث عن الرجلين ، بات الأمر صعب للمواصلة بسبب أرهاقهم فقررا التوقف . 


قال يحيى وهو يمسح يداه بضجر : 


_يعنى أزاى هربوا بس ؟؟ ومحدش شافهم


_دول مش حرامية فيه لغز ورا البنت دى لازم أعرفه


وصلوا لوالدتهم ورودينا وسلوى اللائى لاحقوهم بتوتر : 


_ها يا بنى حصل أيه مسكتوهم 


قال زين :


_نمسكهم أزاى هو أحتا كنا لقينا حد دةل اختفوا ... بس واضح أنهم يعرفوا المدام 


أرتبكت رودينا ولكن حاول وجهها الثبات ، فقالت محاوله الكذب :


_لا طبعا معرفوهمش ... كل اللى فكراه أنهم كانوا هيعتدوا عليا والحمدلله أنكم وصلتوا فى الوقت المناسب 


صدقها الجميع وتعاطف معها إلا زين الذى ينظر لها بإتهام ، نظراته ترعبها أكثر من رعبها من الرجال ، فرد زين :


_أزاى يعتدوا عليكى والأدوات الطبية ... ودخلوا أزاى أصلا أو عرفوا إنك هنا مش شايفة إنك لازم تعقلى الكذبة 


قالت الأم بغضب شديد : 


_أيه اللى بتقوله ده عيب عليك كدا ... وبعدين هى هتكذب ليه


نظرت له رودينا ودموعها محتبسه : 


_أنا مش كذابة يا أستاذ ... انا فعلا معرفهومش ولا أعرف هما جوم منين


_أسف أنفعلت 


_مفيش حاجة ... انا أسفة عشان أزعجتكم ومن بكرا همشى من الشقة و ....


قاطعها زين قائلا :


_ممكن خلاص أنا قولت أسف ... ومن النهاردة مش هينفع تفضلى فى شقة لوحدك 


تعجب الجميع منه وقالت أمه بتساؤول : 


_أومال أيه يابنى ؟؟


رد زين بتبرم و جدية : 


_أنا ويحيى هنقعد فى شقتى 


_نعم.


قالها الجميع فى دفعة واحدة ينظرون له بإتهام وغضب ورودينا بقلق فصرخت الأم بغضب : 


~أنت أتجننت ولا أيه ... 

...............................................................


عند رؤى كانت خارجة من القسم تشعر بالذنب نحو فاتت التى تشبثت بها تبكى وكأنها طفلة لا تريد شيئ سوى وجود أمها ، أيضا فاتن لا تريد سوى الحرية ، رغم تصنعها للقوة تخشى نملة ، ذاقت الحرية أيام فعشقتها ، فى الحقيقة هى لم تحرر يوما كانت فى سجن ملجأ وخرجت لسجن الزواج من رجل مُسن كهل لايريد منها سوى متعة و أخيرًا لسجن الشرطى ، فاقت رؤى على وقوف السيارة فنظرت نحوه وجدته يتجردها بنظرات قوية بدون حواجز بينهم ؛ فيلقى نظرات وتلقى نظرات الى أن قطعت الصمت بقولها : 


_هو أحنا رايحين فين ؟؟؟ ... وقفت ليه ؟؟


نظر على مكتب المأذون الشرعي، ونزل وأخذها خلفه إليه ، تقول بخوف وعدم فهم وهى تُجر كالنجعة :


_انت واخدنى على فين يا حمزة ... أنا مش فاهمة حاجة


_ومش لازم تفهمى !! ... إنتي من النهاردة بقيتى لا تملكى شيئ فى الدنيا يعنى لو أتكلمتى كلمة مش عاوز أسمعها ممكن جدا أرجعك مكانك الصح ... السجن !! 


وقعت عليها كلماته كسكين حاد يقطع قلبها أشلاء ، فشعرت بغصة تتكون فى أمعائها .

دخل وهى معه وهناك كان رجلان من مساعدينه ينتظروه .


حمزة قال بنية وثقة : 


_جاهز يا عم الشيخ أرجع مراتى 


_ان شاء الله يابنى بس كده هنعيد كل حاجة كأنك بتتجوزها لأول مرة 


_مش مهم المهم ترجع مراتى 


رؤى فهمت بأن زوجها منه لن يكن لصالحها بل ضدها وأنها دخلت إلى جهنم بقدمها .

وبعد فترة لاتعرف كم مر ، تركت توقيعها وسحبها خلفه الى السيارة ثم أخذها الى تلك الشقة التى أختبأت بها لأول مرة .


قالت رؤى بتصميم على فهم ما يدور وما سيدور :


_ هو أنت جايبنى هنا ليه وأيه عرفك بالمكان ده ... حمزة رد


دخل الى غرفته وبعد حوالى نصف ساعة خرج بشكل أخر ، بعدما أبدل ملابسه طبعا فنظر لها نظرة لن تفهمها وأقترب منها حتى أصبح ملتصق بها وبدأ بالأقتراب منها .


بعد ساعة كان يخرج من غرفته وهى خلفه ضعيفة فأصبح الأن زوجها فعليًا ولكن لما فعل ذلك ، قالت بخوف :


_حمزة !!


_حمزة !! ... إنتي أتعودتى عليا ولا أيه فوقى لنفسك إنتي هنا عبارة عن تسلية بس 

وبعدها هرميكى لأخوكى اللى سابك 


تجمعت دموعها فى عيونها ونزلت دفعة واحدة ، فقالت ببكاء :


_أيه اللى بتقوله ده ؟! ... أنا مش فاهمه حاجة 


ضحك بسخرية ونظر لها بإستحقار : 


_ لاء فاهمة كويس ... متعمليش فيها البريئة بقا عشان أنا أكتر واحد فاهمك إنتي معندكيش أغلى من الفلوس تصدقى أنا فكرت أنى أخدت الاغلى من شوية بس نسيت إنك طماعة .


_حمزة أنت ليه بتقول كده انا عمرى ما كنت كده ... انا أتظلمت زمان .


ضحك مرة أخرى بعدم تصديق وأقترب منها ثم همس :


_وهتتظلمى أوى معايا ... كنت هعيشك ملكة بس واضح انك بتحبى تتذلى وتعيشى عبده تحت رجلى ... انا أتجوزتك عشان أنتقم ومش كده وبس صراحة إنتي هتكونى هنا تسلاية .


..................................................................


 

تعليقات

التنقل السريع