الفصل الثالث عشر
جاريتي
كانت بداخل مكتبه تشرف على تنظيفه .. فى عاده لها منذ سافر حتى إذا عاد وجد مكتبه نظيفاً مرتبا كانت تمسك بيدها دفترها الصغير تدون به بعض الأشياء حين شعرت بأن الفراش توقف عن العمل لترفع رأسها عن مفكرتها لتجد ذلك الطويل الضخم يقف عند الباب
شعرت بالغباء وهى تقول
- هو الأسبوعين مرو بسرعه كده
ليشير إلى العامل بالانصراف وعلى وجه إبتسامة إنتصار ثم تقدم بهدوء ليقف أمامها . وقال
- صباح الخير يا شاويش ملك .
ظلت تنظر إليه قليلاً ثم اخفضت بصرها وقالت
- صباح الخير يا فندم .. حمد لله على السلامه
ليقول وهو على نفس ابتسامته
الله يسلمك .
ثم انحنى قليلاً للأمام وقال
- استعدى للشقاء إللى بجد ... يا ملك هانم
وتركها واقفه مكانها لا تفهم ماذا يعنى
جلس مكانه وهو يقول بصدق
- برافوا عليكى المكتب بجد نضيف جداً ..
ثم نظر إليها بنظرات لم تفهمها وهو يقول
- شكراً على إهتمامك يا ملك .
لتجيبه بعمليه اغاظته
- ده شغلى يا فندم .
ليرفع حاجبه قائلاً
- عايز تقرير شفوى عن كل إللى حصل فى فترة غيابى .. على ما اجتمع مع رؤساء الأقسام
لتنظر له ببلاهه جعلته يريد وبشده أن يضحك وبصوت عالى .
واقفه أمام باب غرفته متردده ... لا تعلم ماذا عليها أن تقول .. لقد أجلت السنه الأخيره لها بسب عدم دخولها الإمتحان بعد كل ما حدث معها .. ولكنها تريد حقاً أن تتقرب منه تريد أن تسعده وجلوسها هكذا يجعل من عقلها يعمل بكل الاحتمالات السيئه .. هى فقط لا تريد شىء سوى أدواتها الخاصه بالرسم الموجوده فى قصر والدها .. هى لم تحضرها معها وقت زواجها بسفيان خوفاً منه ... فهى لم تكن تعلم أى حياه ستعيشها فى بيته
طرقت الباب بهدوء يسمح لها بالدخول .
كان جالسا على طرف السرير ... يضع اللاصقه الطبيه على مكان جرحه حين استمع لطرقتها الخافته على الباب ليشعر بالضيق مازالت هناك حواجز بداخلها
سمح لها بالدخول ..لتقف تنظر له وحين لاحظت ما يفعله اندفعت تمسك بيده تبعدها عن الجرح .. وامسكت اللاصقه الطبيه ووضعتها بحرص وبهدوء على جرحه
كان يتابعها بعينه وكم ارتعش كل جسده على أثر لمستها ليده ... لهفتها خوفها عليه .. اهتمامها به .. كل ذلك يعطيه الأمل فى وصال قريب .. ولكن خجلها .. وجرحها القديم فى كبريائها مازال ينبض بألم كبير .. يمنعها من الاستمتاع بحبه وقربه .
انتهت مما تفعل لتنظر إليه بلوم وهى تقول
- منادتش عليا ليه .
ليبتسم لها وهو يقول بحب ويده تلتف حول خصرها
- كنت فاكرك نايمه مرتدش اقلقك ... بس بما أنك هنا فلازم أصبح عليكى
ويقربها منه أكثر ويجذبها للأسفل ... لتجلس على ركبتيها أمامه .... فيحنى رأسه إليها ويأخذ شامته المحببه فى قبله طويله قبله بث فيها كل شوقه وحبه .. قبله متطلبه طويله
كانت مأخوذه بقبلته .. بحنانه ..وحبه واحتوائه .. شعرت أنها تطير فوق السحاب
أبتعد عنها لاحتياجهم للهواء نظر لها بحب جارف وقال
- صباحك حب وعشق ... صباحك ود ... صباحك ورد وفل وياسمين .
كانت تشعر بفقر كلماتها .. هى لا تستطيع أن تجاريه فى كلمات الغزل الذى يمطرها بها ساعدها لتقف ووقف أمامها ينظر إليها بسعاده وقال
- النهارده هرجع بدرى ... ونطلع نتعشى سوى أيه رأيك
لتهز رأسها بنعم ... أبتعد عنها حتى يكمل ارتداء ملابسه فتحركت خلفه تساعده
جلس على الكرسى ليرتدى حذائه فجثت على ركبتيها لتساعده فى ارتدائها وهى تقول بخجل
- كنت عايزه أطلب منك حاجه .
ليمد يده ويوقفها على قدميها ويدفعها برفق لتتحرك إلى الخلف وهو معها ينظر إلى عينيها حتى وصلت إلى السرير اجلسها عليه برفق ثم جلس على ركبتيه أمامها وقال
- كده أطلبى كل إللى أنتِ عايزاه .
لتنظر له بحب رآه بداخل عينيها أسعده جداً وود لو أخذها الأن إلى أحضان شوقه الجارف
ظلت صامته تنظر إليه فقال هو
- مقولتليش حبيبتى كانت عايزه أيه
لتخفض بصرها وهى تقول بصوت خفيض
ليقول هو سريعاً وباندهاش
- أدوات رسم
لتقول سريعاً ظناً منها أنه سيرفض
- أنا مش هشترى جديد .. أنا بس عايزه أروح أجيبهم من القصر .
لينظر لها باندهاش أكبر قائلاً
- هو أنتِ مكنتيش جبتيهم معاكى .
لتهز رأسها بلا
ليسألها
- ليه ؟
لتحنى رأسها قليلاً وهى تقول
- مكنتش عارفه حياتى هنا هتكون أيه .. وممكن أنت تكون مش بتحب الرسم ..و متحبش أرسم فى بيتك .
صمتت قليلاً وهو ينظر لها بتمعن ... وبألم كم ألمه قلبه عليها كيف لم يلاحظ أنها من وقت زواجهم هى لم ترسم لم يرى بيدها ورقه وقلم .. كيف لم ينتبه وهو يعلم جيداً مدى حبها للرسم ليفيق من أفكاره على صوتها الهامس
- أصلا .أنت مكنتش مهتم بالى أنا بعمله ...
رفعت عينيها إليه وهى تقول
- ممكن أروح أجيبهم .
ظل ينظر إليها طويلاً ثم قال
- حاضر من عيونى ... مهيره تؤمر وأنا أنفذ وفوراً .. بس ممكن نروح بليل لما أرجع .
لتهز رأسها بنعم ثم قالت
- شكراً
ليقبل يديها بحب ثم وقف على قدميه وقال
- يلا سلام علشان الحق أرجع بدرى .
وخرج سريعاً وهو يرتب الأفكار برأسه حتى يسعدها حقاً
كانت تتحدث معه فى الهاتف حين استمعت لصوت أواب المتذمر يطالب بالحديث معها
ضحكت بصوت عالى وهى تقول
- حبيبى زعلان ليه خليه يكلمنى يا حذيفه
ليقول بصوت عالى أسكت ذلك الصغير وجعلها تنتبه بكل حواسها
- حبيب مين ده أنتِ مقولتهاليش ولا مره ... أنا بس إللى حبيبك
وقبل أن تضحك وجدت أواب الذى سحب الهاتف من والده وقال
- سيبك من بابا ... قوليلى .. هنعمل إللى اتفقنا عليه أمتى
لتبتسم وهى تقول
- يوم الجمعه أيه رأيك
ليقول بفرح
- اوكى
وأعطى الهاتف لحذيفه وعاد إلى غرفته سريعاً
كان ينظر إلى ابنه بحيره وقال
- هو أنتِ وابنى متفقين على أيه
لتضحك بصوتها الذى يخطف قلبه وهى تقول
- يوم الجمعه هنروح الملاهى
ليقول باندهاش
- ملاهى أيه ... مين إللى هيروح الملاهى .
لتجيبه ببرائه
- أحنى
ليشعر بمرحها ينتقل إليه فقال
- موافق بس بشرط ندخل بيت الرعب
لتضحك وهى تقول
- أغراضك خبيثه أنا عارفه بس أنا موافقه جداً
كانت جالسه على كرسيها الوثير تفكر ولأول مره فى حالها من يوم زواجها من عادل .. هى حقا لم تطمع يوماً فى أى شىء بالحياه سوى قرب عادل .. وحب وأمان ابنتها
لماذا إذاً شعرت بذلك الشعور ... فهى من يوم زواجها من راجى ولم يعد يفرق معها على ماذا تجلس او على أى شىء تسير ... وأين تنام على ريش نعام او تنام على الأرض الصلبه ... ولكنها الأن تتمنى أن تعيش حياتها مع عادل كامله ... تنهدت بصوت عالى ثم نظرت إلى شقتها الصغيره وابتسمت كم تعشق تلك القطع .. كل قطعه أثاث أتى بها عادل على زوقه الذى يعرف جيداً أنه زوقها
تلك الأريكة و ذلك الكرسى ... تلك الطاوله وهذه السجاده الناعمه ..... حتى ألوان الستائر والحوائط .. وإذا خيرها أحدهم بين بقائها بجوار عادل أو القصور تختار عادل بكل تعقيدات حياته ... حتى بوجود خديجه وأولاده
شعرت ببعض الدوار.. وألم قوى فى معدتها
ولكنها تغالبت عليه ووقفت تستند على الأثاث حتى وصلت إلى سريرها تمددت عليه وذهبت فى نوم عميق
كان يجلس بجوار ابنته يتفقد حرارتها من وقت لأخر
وكانت خديجه تقف بالمطبخ تحضر وجبه غداء خفيف من أجل مريم .. وأيضاً اطعمت التؤام وذهبا إلى غرفتهما
وضعت طعام عادل على صينيه كبيره ودلفت إلى الغرفه تنظر إليه بحب حقيقى ... يزداد مع كل محاولاته لأرضاها ... لكلماته الناعمه الذى يمطرها بها ... تشعر كم هى أنانيه أحياناً .. فهى دائما تشعره بالذنب .. حين يذهب لمريم ولكن ماذا تفعل لذلك القلب الذى يعشقه ويشعر بالغيره الحارقه
فاليوم هو يوم مريم .. ولكنها لم تتكلم وتسأله وهو لم يلمح أنه سيذهب إليها ... هل تسأله ام تصمت
جلست بجواره وربتت على ركبته قائله
- ان شاء الله هتبقى كويسه
نظر لها وابتسم إبتسامه مطمئنه وقال
- ان شاء الله .... ربنا يطمنا عليها
أشارت إلى الطاوله الصغيره التى وضعت عليها صنيه الطعام وقالت
- قوم كلك لقمه ... أنت من ساعه ما جيت من الشغل وأنت قاعد جمبها
ليبتسم لها وهو يقول
- دى حته من روحى ... بنتى وحته من قلبى .... وإللى يوجعها يدبحنى
لتسأله بصوت منخفض
- بتحبها اووى كده علشان هى بنتك .. ولا علشان على أسمها
لينظر لها باندهاش وقال
- أيه إللى أنتِ بتقوليه ده يا خديجه ... مريم بنتى حته من قلبى ... بحبها وبحب أخواتها .... كلهم عندى واحد ... و كل حياتى
لتبتسم له بحب وعينها تتجمع بها الدموع
- أفضل قولى كده كتير يا عادل ... أنا عارفه أن ليا مكان فى قلبك .... وانى غاليه عندك .. بس أنا أنانيه فى حبك ... ونفسى أبقا أنا بس إللى فى قلبك ... بس ده صعب جداً أنا عارفه ... بس أفضل طمنى ديماً أرجوك
ليمسك يدها وقبلها بحب وهو يقول
- مش محتاجه ترجونى يا خديجه .. أنتِ مراتى و حبيبتى ومكانك فى قلبى كبير ... وليكى مكانه خاصه جداً ... أوعى تقولى الكلام ده تانى ... ولو على المراضيه والكلام الحلو ..والغزل ... فانا بموووت واعاكسك
لتضحك بحب ثم قالت
- طيب يلا قوم كل لقمه ... وأنزل لمريم
ليقول بهدوء
- لأ أنا هفضل هنا النهارده ... علشان لو حصل حاجه تانيه لمريم أكون موجود .
لتقول بصوت خفيض
- طيب مريم مش هتزعل
ليبتسم وهو يضرب أنفها بأصبعه
- لا مش هتزعل هى هتفهم ده ... وممكن ابقا أنزل أطل عليها
يتبع
تعليقات
إرسال تعليق