القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية جاريتي 36_37بقلم ساره مجدي في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله


الفصل السادس والثلاثون والسابع والثلاثون 


مرت أيام و مهيره معظم أوقاتها شارده رغم ابتسامتها الناعمه ومشاركتها لسفيان وجبات الطعام يومياً التى تعدها هى.. كان دائما يمازحها قائلاً

- اه أكلك يجنن يا مهيره عمرى ما كنت أصدق أنى هيجى عليا اليوم إللى أستمتع فيه وأنا بقوم بدور فار تجارب .

كانت تضحك وقتها وتقول

- كده يعنى أنت مش عايزنى أتعلم أطبخ ... طيب هجرب فى مين ؟

و كان دائما يقبل يديها وهو يقول

- جربى براحتك أنا أطول .... بس بالله عليكى حنى على عبدك المخلص وبلاش شطه فى الأكل .

فتخجل كثيراً وهى تقول

- بلاش الكلام ده يا سفيان ... وبعدين والله أنا بحط حبه صغيرين خالص .... بس أنت إللى مش بتستحمل ... خلاص مش هحط خالص .

ضحك بصوت عالى على تزمرها الطفولى


ولكنه دائماً يشعر أن هناك شىء ما يدور بداخل عقلها

وقد تمت دعوه السيد عادل والسيده مريم لزيارتهم يوم الجمعه .... ولكنه يشعر أن فى شىء آخر تخطط له

ولكنه سينتظر ...وسيدعمها مهما حدث وسيبقى فى ظهرها دائماً .


كانت جودى وزهره يستعدان للامتحانات كانت زهره تقضى أسعد أيام حياتها مع صهيب الذى انفتح معها كثيراً و يعبر عن حبه وسعادته معها فى كل وقت ومناسبه ... وهى. تتصنع الدلال ... فيزيد هو من جرعة الحب ... ودائماً ما يظل يخبرها أنه آسف وأنه كان غبى ليرفض كل تلك السعاده من قبل . وكل ما تقول له أنها لم تريه شئ بعد يقول لها

- أنا خدامك ملكك اعملى فيا إللى أنتِ عايزاه وأساسا أنا أستاهل .

تذكرت ما حدث أمس حين أتصل بها صباحاً يخبرها أنه أتصل بصديقه جواد ودعاه للعشاء هو وزوجته وأن عليها الحضور لتتعرف عليها

رحبت بشده وارتدت فستان من اللون الفيروزى ورفعت شعرها بشكل بسيط .... كانت رقيقه جذابه حين لمحها جواد قال لصهيب


- يا ابن المحظوظه ... أيه يا ابنى ده .

قطب صهيب حاجبيه قائلاً بعصبيه

- فى أيه يا جواد هو علشان أنا أعمى هتعكسها قدامى .

ضحك جواد بصوت عالى وقال

- اعاكس أيه يا ابنى ... وبعدين أنا لو هعاكس هعاكس مرات أخويا أنت تعرف أن دى أخلاق صاحبك يا... صاحبى

قال الأخيره بلوم فقال صهيب

- يبقا ليه بقا كلامك السخيف ده

ربت جواد على كتف صديقه وهو يقول

- أنا مش بتكلم لا على الشكل ولا اللبس أنا بتكلم على نظرة عنيها ليك يا صاحبى .... ربنا يخليكوا لبعض يا صاحبى .

أبتسم صهيب وهو يقول

- أنا عارف أنها كتير عليا ... ربنا يقدرنى وأقدر أسعدها

كانت تستمع لكلماته مع صديقه وهى فى قمه السعاده

حتى قاطعتها ميما قائله

- كان ديما كتوم فى الكليه لكن الشخص الوحيد إللى كان ديماً على لسانه زهره عملت زهره قالت .... وعمره ما قال أنه بيحبك أو فى شىء بينكم ... لكن كان كل اهتمامه حاجه واحده بس زهره

نظرت لها زهره وعلى وجهها إبتسامه سعاده وقالت

- أنا كمان بحبه من صغرى .... هو كل حاجه فى حياتى .... بس لو هو يتأكد هيرتاح ويريحنى

ربتت ميما على كتفها وقالت

- صهيب راجل معتز بنفسه وكرامته عنده أهم حاجه ... تعرفى أنه قاطع جواد الأربع سنين إللى فاتو وكان السبب أنه مش محتاج شفقه من حد جواد وقتها حاول معاه كتير لكن كانت حالته بتسوء فقرر يبعد ويريحه .... وبصراحه عمرى ما شفت صهيب بالانفتاح ده قبل كده والفضل فى ده كله ليكى .


كانت تبتسم ببلاهه حتى أن جودى كانت تنظر إليها ثم قالت .

- أنتِ يا بنتى اتهبلتى بتضحكى على أيه

نظرت إليها زهره بهيام وقالت

- قالى كلام أحلى كلام من بعد ما قاله ما هنام .

رفعت جودى حاجبيها فى اندهاش وقالت

- ده أنتِ بتغنى يا شاديه هو فى أيه يا بت

ضحكت زهره وهى تقول

- هنتجوز بعد الامتحانات بشهر وقالى أنه بيحبنى وقال أنى كتيره عليه ... وقال

ضحكت جودى وهى تشير لها بيدها أن تصمت ثم قالت

- ألف مبروك يا حبيبتى وربنا يهنيكى يارب

وصمتت تنظر إلى الأمام فى حزن

ربتت زهره على كتفها سائله

- مالك يا جودى هو حذيفه مذعلك ولا أيه

ضحكت جودى باستخفاف دون أن تنتبه لذلك الواقف خلفها يستمع لكلماتها التى تنغرس فى قلبه مباشره

ابتسمت جودى وقالت

- أنا مش فى دماغه ولا قلبه علشان حتى يفكر يزعلنى ..... أنا ولا حاجه بالنسباله ...

ضحكت مره أخرى بمرارة قائله

- ده مفكر أن كان فى حاجه بينى وبين حازم تصدقى طيب إزاى فكر أنه يتقدملى وهو شاكك فيا ... كل يوم بيأكدلى أن أنا مش فى باله أصلا وأن هو عمل الخطوه دى علشان أواب وبس .

صمتت فتكلمت زهره وهى حانقه

- بس أنتِ بتحبيه يا جودى من قبل حتى ما يسافر ويتجوز ..... حرام تعيشى العذاب ده حرام .... وبعدين أنا شفت خوفه عليكى ولهفته يوم وفاة حازم .. وقد أيه كان ملهوف عليكى .

لتنظر لها جودى باستهزاء دون رد

صدمه ما يشعر به الأن صدمه بكل المقاييس جودى تحبه من قبل سفره ...لم يكن لها الأب والأخ الكبير والصديق الوفى فقط ..... هى تحبه كما أحبها ... لقد دمر كل شىء بغبائه والأن مازال يجرحها ويؤلمها لابد أن يعترف لها لابد أن يسعدها ....

تحرك من فوره وأمسك هاتفه ليتصل بصديقه الوحيد


كانت عائده للمنزل تسير الهوينا وهى تفكر لما تفعل فى نفسها كل ذلك .... لماذا وافقت عليه ... لماذا تعذب نفسها فى هوى شخص لا يحبها ولا يراها .... لماذا تتمنى نظره من عينيه وهو لم يراها من الأساس .... تنهدت و هى على وشك الدخول من باب العماره الخاصه بهم حين فوجئت بتلك اللوحه الكبيره المعلقه بطول البنايه .... مكتوب عليها


«« عشقت العسل الذائب فى عينيكى وسلاسل الذهب المنسدل على ظهرك .... ضحكتك التى تحمل قلبى فوق غيمه ورديه وتسكنه جنة روحك الطاهره .... عشقت جدالك وتعنتك .... عشقت جرئتك وقوتك .... عشقت نفسى حين رائيتها داخل عينيكى ..... أنا أحبك ... بل أعشقك ..... بل أذوب عشقاؤ وحنيناً .... وأموت فى هواكى»

افاقت من هيامها بقرائة تلك الكلمات لتشعر بالذهول وهى ترى عند باب العماره سفيان وبجانبه مهيره وأمها أيضاً

ينظران لها بحب وسعاده وفجاءه انقطع ذلك الأتصال البصرى بحائط بشرى ضخم يقف أمامها ثم يجثوا على ركبه واحده رافع يده التى تحمل علبه حمراء بها خاتم ماسى رائع وهو يقول

- أنا غبى وحيوان وحمار .. أنا أكتشفت أنى أغبى أنسان على وجه الأرض .... بس رغم كل ده أقسم بالله العظيم بحبك ... بحبك من وأنتى شابكه فى رجلى فى كل مكان وأنتِ بتسألى أسئله كانت بتجبلى جنان ... سفرت هربان علشان خفت عليكى منى ... ولما اتجوزت اتجوزتها لأنها شبهك .... جودى أنا بحبك وبتمناكى .... وأنا اهو راكع قدامك طالب ودك ... وطالب كمان غفرانك ... أنا عارف أن بغبائى عذبتك ... وهرضى بأى عقاب بس إلا أنك تبعدى عنى ..... جودى تقبلى تتجوزينى

كانت دموعها تغرق وجهها هى تحلم ما يحدث الأن ليس حقيقه ... ليس حقيقه ولكن سفيان ومهيره التى تشجعها وابتسامة أمها المطمئنه نظرت لذلك الجاثى أمامها وهزت رأسها بنعم دون أن تستطيع أن تنطق بكلمه ليبتسم فى سعاده ويقف على قدميه ليلبسها الخاتم وقبل يدها بحب ثم نظر إلى سفيان وقال

- بعد إذنك يا صاحبى

وانحنى ليحملها من أسفل ذراعيها ويدور بها وهو يصرخ قائلاً

- بحبك ... بحبك ..... بحبك

وهى تضحك بحب وسعاده وأخيراً تحقق حلمها وهى الأن بين يدى حذيفه حبيبها وحبيب طفولتها ... يعترف بحبها وبصوت عالى وبأكثر الطرق جنوناً .

وعلى الجه الأخرى من الشارع كانت هناك عينان صقريتان تنظر لما يحدث بتركيز شديد تستهدف أحد الواقفين وفى لحظه خاطفه صوت دوى إطلاق نارى وسقط ذلك الجسد أرضا واسفله بركه من الدماء و اغمضت العينين على صوت صراخ عالى .


يتبع 


جاريتي


الفصل السابع والثلاثون


كان فى مكتب راجى الكاشف سابقاً ومكتبه هو حالياً داخل مجموعه الكاشف العظيمه

جلس على الكرسى الفخم خلف المكتب الراقى ورفع قدميه على المكتب بعظمه كاذبه

يقف أمامه رجله المخلص نظر له الشهاوى وقال

- عملت إللى قولتلك عليه

أبتسم ذلك الرجل وهو يقول

- زى ما حضرتك أمرت .

أبتسم الشهاوى بانتصار وهو يقول

- مات

قال الرجل

- فى المستشفى والراجل بتاعنا هناك ... وهيجبلنا الخبر الأكيد .

أمسك الشهاوى هاتفه بعد أن هز رأسه بنعم

ووضعه على أذنه ينتظر ايجابه


حين سمع صوت محدثه قال

- أتمنى رسالتى تكون وصلت ... ولو القصر مبقاش بأسمى خلال يومين بنتك هتنام جمب جوزها

وأغلق الخط مباشره وهو يضحك بصوت عالى

كان السيد راجى جالس فى غرفته بقصره الشئ الوحيد المتبقى له بعد ضياع مجموعته الكبيره وابنته وزوجته من قبلها.... ومن قبلهم الكثير

والأن ماذا لم يتبقى له شىء ولا أحد

حين استمع لنغمة هاتفه

بعد تلقيه لتلك المكالمه التى قلبت حاله وقف سريعاً ليصعد لغرفته أبدل ملابسه وركب سيارته وتوجه لبيت سفيان ... وهناك قابل حارس العماره

وأخبره ما حدث وتوجه من فوره لأقرب مستشفى


كانت جالسه على كرسى الأنتظار تنظر إلى الأمام وكأنها بعالم آخر

ملابسها الملطخه بالدماء التى تنبئها بخسارة قادمه

هى دائما خاسره .. لا أحد يبقا معها الكل يتخلى عنها

نظرت إلى يديها التى كانت تضعها موضع قلبه والدماء التى تغطيها هل هذا ما تبقا منه


تذكرت ما حدث وكأنه كابوس بشع حين كانت تقف بجانبه سعيده لفرحة جودى واعتراف حذيفه الرومانسى لها


حين أقترب من أذنها وقال

- أنا بحبك وبموت فيكى ...... حياتى من قبلك ملهاش معنى ...ومن بعدك موت

نظرت إليه بلوم وهى تقول

- بلاش سيرة الموت .... أنا بخاف عليك أنت إللى ليا أنا مباقش ليا حد غيرك .. أنت كل حاجه

أبتسم فى سعاده وقال

- بحبك يا أغلى ما فى حياتى

ودوى صوت إطلاق نارى فى لحظه خاطفه كانت تستقر تلك الرصاصه الغادره بداخل صدره

وسقط أرضا مع صرخه مهيره باسمه ووقعت أمه عن كرسيها وصوت أقدام أخته وصديقه وصراخ مهيره المؤلم باسمه

- سفياااااان ... لأ لأ يا سفيان لأ ما تسبنيش لالالا ااااااااااااااااه

كانت جودى تبكى بقهره وهى تصرخ

- إسعاف بسرعه يا حذيفه بسرعه .... أخويا مش هيسبنى ... أخويا ... سفياااااان

بعد عدة دقائق حضرة سياره الإسعاف وحين حمله كان يمسك بيد مهيره بقوه حاولوا سحب يدها ولكنه متشبس بها فصعدت معه إللى سيارة الإسعاف وتحرك حذيفه سريعاً ليحمل السيده نوال وحملت جودى الكرسى وركضوا إللى السياره

كانت تبكى قهراً وحرقه من قلب ام ثمرة حياتها الأن بين يدى الله ظلت تدعوا الله وتستغفر وتطلب العون من الله

- لا حول و لا قوه الا بالله ... لا اله إلا أنت سبحانك أنى كنت من الظالمين ... استغفرك ربى وأتوب إليك

يارب هو سندى و عكازى ... هو ظهر أخته وحمايتها يارب من بعدك .... نجيه يارب نجيه يارب علشان خاطر مراته الغلبانه إللى محتاجاه ... يارب أنت القادر على كل شىء .... يارب ملناش غيرك يارب نجى ابنى يارب ... يارب لو مكتوب علينا ندوق طعم الخساره فا انا يارب هو لسه فى عز شبابه وملحقش يفرح و لا يعيش .... يارب

كان بكائها وكلماتها توجع قلب جودى وحذيفه الذى يموتا خوفاً على صديق بدرجة أخ وأخ بدرجة صديق

كانت تمسك يديه والمسعفين يحاولون إسعاف وإبقاء واعى حتى يصل إلى المستشفى .

كانت تدعوا الله بصوت منخفض وهى تتشبس بيديه تناجيه أن يبقا .


ومن وقت وصولهم إلى المستشفى واختفائه داخل تلك الغرفه وهم لا يعرفون عنه شىء لم يخرج أحد من تلك الغرفه ليطمئنهم حذيفه الذى يقطع ممرات المستشفى ... يصرخ فى أى أحد حتى يطمئنه

كانت نوال تنظر لمهيره التى تنظر إلى يديها بشرود واقتربت منها وربتت على كتفها وقالت

- قولى يارب يا بنتى ... ابنى قوى ومش هيتخلى عننا ... بس قولى يارب .

فى تلك اللحظه فتح باب تلك الغرفه وخرج الطبيب ركض الجميع إليه إلا مهيره ظلت جالسه فى مكانها تنظر إليهم سأل حذيفه الطبيب قائلاً

- طمنى أرجوك .

نظر الطبيب إليهم بشفقه وقال بعمليه

- الرصاصه مرت بالقرب من القلب .... أحنى خرجناها لكن للأسف المريض دخل فى غيبوبه ... مفيش حاجه نقدر نعملها دلوقتى هو محتاج داعوتكم هو هيتنقل دلوقتى العنايه المركزه .... وممنوع الزياره .... عن اذنكم

وتركهم وغادر حين جلست جودى تبكى بقوه وانهيار وصمت تام من نوال حين تحرك حذيفه ليقف أمام النافذه يبكى فى صمت هى فقط من كانت تتوقع هى فقط من عرفت أنه سيتركها ويرحل ... هى لا تستحق ... لا أحد يريد البقاء معها ... كان يكذب حين قال أنه يحبها .... أنه لن يتركها .

فى تلك اللحظه اقتربت منها إحدى الممرضات ووضعت بين يديها متعلقات سفيان حافظته ومفاتيحه وساعته وخاتمه الخاص التى نظرت اليه بتركيز لتجده منقوش عليه أسمها ظلت تنظر إليه ثم وقفت وتحركت فى إتجاه السيده نوال وضعت ما بيدها فى حجرها ماعدا الخاتم وتحركت من أمامها فى سكوت لا تعرف إلى أين ولكنها تريد أن تراه .

كانت تمشى على غير هدى حتى اصطدمت بشخص ما رفعت رأسها لكى تعتذر لكنها ظلت صامته تنظر لمن أمامها بدهشه ورجاء ... ولأول مره لا يخيب رجائها وفتح ذراعيه لها لترتمى بين ذراعيه باكيه بحرقه وبألم تبكى خساره كبيره لن تعوض ... ظل يربت على ظهرها دون كلام وحين هدأت قليلاً رفعت رأسها لترى الطبيب المسؤل عن حاله سفيان لتركض إليه راجيه

- أرجوك يا دكتور عايزه أشوفه أرجوك مره واحده بس ... أرجوك أبوس إيدك ... مره واحده بس مره هى مره بس

ظل الطبيب ينظر إليها بشفقه وقال

- حاضر .. اتفضلى معايا .


أخذها إلى غرفة العنايه يتبعها والدها الذى يشعر أنه سبب كل الألم فى حياة تلك البائسه وقف أمام الغرفه ينظر إلى ذلك النائم بالداخل لا حول له ولا قوه

أخرج هاتفه وأتصل بالشهاوى قائلاً

- أنا موافق .

وأغلق الهاتف مباشره وعاد بنظره إلى ابن لم ينجبه قائلاً

- أنا آسف يا ابنى آسف .

حركت السيده نوال الكرسى فى إتجاه ابنتها وربتت على رأسها المنكس قائله

- أخوكى هيعيش يا جودى هيعيش .... أنا واثقه أن ربنا رحيم كريم .. مش هيكوى قلوبنا بنار فراقه .... اجمدى كده اجمدى

ثم رفعت عينيها لذلك الصامت وقالت

- حذيفه

نظر إليها سريعاً لترى تلك الدمعات المتجمعه فى عينيه

فقالت

- شوفلى يا ابنى مكان اصلى فيه .

تحرك من فوره وهو يقول

- حاضر ثوانى .

عاد الشهاوى إلى قصره وهو ينادى على ابنته قائلاً

- ندى ... يا ندى ... أنتِ فين

اجابته قائله

- أنا فى أوضة المكتب .

تحرك إليها ليجدها تجلس على الكنبه الجانبيه ممده قدميها وبيدها كتاب نادراً ما يجدها تقرأ ولكنه قال

- أخدت بتارك .

نظرت له من خلف الكتاب قائله

- من مين ؟

اجابها بأبتسامه واسعه

- سفيان

وقفت سريعاً وهى تقول

- بجد ... بجد عملت أيه

- فى المستشفى بين الحياه والموت .

نظرت إلى البعيد وهى تتذكر سفيان حبها الكبير حاولت أن تجعله يشعر بها يحبها ولكنه لم يراها يوماً ... وحين صارحته بحبها اهانها لا تنسى كلماته لها

حين وصفها بأنها مومس لا تليق به ... لمتعه وقتيه ثم يرميها غير عابئاً بها ....

نظرت لأبيها بسعاده واحتضنته وهى تقول

- شكراً يا بابا ... وانا تحت أمرك فى أى حاجه .


كانت دموع عينها تغطى وجهها وهى تنظر إليه فى تلك الحاله ... نائم فى استسلام شاحب الوجه .... موصول بأجهزة كثيره تقدمت منه لتقف بجانبه ثم جثت على ركبتيها وامسكت يده لتقبلها بحب وخوف وهى تقول

- عارفه أنك مش سامعنى أو يمكن تكون سامعنى ... بس فى كل الأحوال هقولك إللى عايزه أقوله

قبلت يده مره أخرى وهى ممسكه بخاتمه بين يديها

رفعت رأسها لتمسد على يديه وهى تقول

- أنا كنت بخاف منك اوووى ... أصل أنت بصراحه ضخم كده ... وكنت على طول مكشر ... ديماً كنت بحس أنك انت مش بتحبنى ولا طايقنى .... كنت بخاف أشوفك وأخاف أكلمك وكنت بكره أى حاجه تقربنى منك لحد ما النصيب جمعنا وعرفت أنك كل الأمان والحياه لكن

صمتت قليلاً تحاول تمالك نفسها من الدموع وشهقاتها التى ارتفعت .... حين ارتفع صوت الجهاز بجانبها قليلاً ثم هدء حين ربتت على يديه مره أخرى وقبلتها من جديد

أكملت كلماتها وهى تقول

- وأنا صغيره بعدت أمى عنى .... ولما كبرت شويه محستش بحنان الأب ..... ومكنش ليا صحاب فى يوم ..... بعد كل ده هيكون ليا نصيب فيك .... واضح أنى نحس أو ربنا مش راضى عنى .... لو حياتك قصاد بعدى أنا هبعد ... وعيش يا سفيان ... عيش يا حبيبى أيوه حبيبى وكل دنيتى ... أنت وبس .... فى بيتك حسيت بالأمان وأن ليا ظهر وسند .... حسيت أن ممكن يكون ليا عيله وناس بتحبنى .... حبيتك .... واتمنيت أعيش عمرى كله معاك .... لأ مش معاك .... تحت رجليك جاريتك إللى تتمنى رضاك ... بس واضح أنى مستهلكش .

نظرت إلى الخاتم الذى فى يديها وقالت

- أنا هاخد الخاتم بتاعك ذكرى منك ولايام هعيش عليها عمرى إللى جاى .....

قبلت يديه مره أخرى ثم وقفت على قدميها لتقترب من رأسه وتقبلها وتقترب من شفتيه لتطبع عليها قبلتها الأخيره .... ثم قالت

- وداع يا أغلى من حياتى .

وخرجت وهى تسحب خلفها ألم قلبها وروحها المذبوحه .

نظرت إلى والدها وقالت

- رجعت متأخر اووووى .... اووووى .

وتركته وغادرت المستشفى دون كلمه .


كان حذيفه يبحث عنها هو وجودى فى كل مكان ممكن فى هذه المستشفى لكن لا أثر لها من وقت مغادرتها وذهابهم للصلاه والدعاء لسفيان لم يراها أحد

وجد الطبيب أمامه ذهب إليه سريعاً وقال

- طمنى أرجوك سفيان أخباره أيه

نظر الطبيب إليه وقال

- من وقت ما البنت إللى كانت معاكم دخلتلوا وبدأت كل المؤشرات الحيوية بتاعته بتعلى وده مؤشر عن أنه ممكن يفوق قريب جداً .

قطب حذيفه حاجبيه سائلاً

- بنت مين .

نظر إليه الطبيب وقال


- إللى كانت لابسه فستان أزرق .

فهم حذيفه أنه يتكلم عن مهيره فقال سائلاً

- هى دخلت لسفيان .

هز الطبيب رأسه مأكدا

فسائله

- طيب حضرتك متعرفش هى فين ؟

هز الطبيب رأسه نافيا وهو يقول

- الحقيقه مشفتهاش تانى من بعد ما خرجت من عند المريض

ثم غادر دون كلمه أخرى

- عاد حذيفه لحيث تجلس السيده نوال أمام غرفه العنايه واخبرها بما عرف

قطبت جبينها وهى تقول

- هتكون راحت فين بس


وعند ذلك الذى يسبح خياله فى مكان آخر ودنيا أخرى .... حين استمع لكل كلماتها ومن وقتها قلبه يؤلمه ولكنه يشعر أنه مكبل ولا يستطيع الحراك ..... وفى تلك اللحظه نزلت دمعه وحيده على خده قهراً .

يتبع 

البارت 38بعد قليل 



 

تعليقات

التنقل السريع