القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية جاريتي البارت 41_42بقلم سارة مجدي في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله


جاريتي



البارت 41_42


مدونة #موسوعة_القصص_والروايات 


جلست مهيره أمام السيده نوال خارج الغرفه الذى يرقد بها سفيان منكسه الرأس وتقبل يديها قائله

- أنا آسفه يا ماما .... بس والله كنت خايفه وجودى جمبه يأذيه

ربتت نوال على رأسها وقالت

- عارفه يا بنتى حقك عليا أنا .. مأخدتش بالى منك وأنتِ بنتى قبل ما تكونى أمانة ابنى .... تعرفى يا مهيره قبل ما سفيان يقولى أنه عايز يتجوزك .. حلمت بيكى .

نظرت لها مهيره باندهاش وقالت

- معقوله .. مع أن حضرتك مشوفتنيش وقتها قبل كده

ابتسمت نوال وقالت

- ده حقيقى ... وأنا فى الحلم مشفتش وشك ...

تكلمت مهيره سائله

- وحضرتك شفتى أيه بقا

نظرت إلى الأمام وقالت

- حلمت بأبو سفيان وهو واقف ورى سفيان وبيقولى قولى لابنك يخلى باله من مهيره ..... أنا عارف أنه بيحبها .

وعلشان كده لما سفيان قالى أنه خطبك فرحت اوووى ...لأنى عارفه أنه بيحبك .

قبلت يديها وهى تقول

- ربنا يخليكى لينا .

ابتسمت لها ثم قالت

- روحى صالحى مامتك .

نظرت مهيره لمكان وقوف مريم وهزت رأسها بنعم ثم تحركت ببطئ ووقفت خلفها وقالت مباشره

- أنا آسفه يا ماما ... عارفه أنك زعلانه منى بس ارجوكى حاولى تفهمى حالتى كانت عامله إزاى وقتها ... والله كنت خايفه خايفه اوووى .

تكلمت مريم دون أن تلتفت وقالت

- أنا مش زعلانه منك ... أنا زعلانه من نفسى ... مكنتش ليكى الأم إللى تلجأى لحضنها وقت خوفك ... بس والله يا بنتى مكنش بأيدى .... منه لله إللى كان السبب .

تحركت مهيره لتقف أمامها وقالت

- أنا من يوم ماوعيت على الدنيا ... وأنا نفسى أنى اترمى فى حضنك ... يا أمى أنتِ حلم عيشت عمرى كله أتمنى يتحقق .

فتحت مريم ذراعيها وهى تبتسم لترتمى مهيره بين ذراعيها فى سعاده .


كان أيمن الجالس بجانب عادل يتابع مهيره بعينيه يتابع حركاتها همساتها ... ابتسامتها ... كان يراقب جلستها أمام السيده نوال باندهاش ما هذه العلاقه التى تربطها مع حماتها ... وكأنها أمها الحقيقيه

أعتذر من السيد عادل ووقف على قدميه ليتحرك بإتجاه مهيره والسيده مريم

وقف أمامهم وهو يقول

- مدام مريم أنا سعيد جداً أنى اتعرفت على حضرتك .

نظرت مريم إليه بتمعن وابتسامة سعاده على وجهها وقالت

- بلاش رسميات فى كلامك معايا يا ابنى ... لو تحب ممكن تقولى يا ماما زى مهيره ... وأنا هكون سعيده جداً بده .

أبتسم وقال

-طبعاً يشرفنى .

ثم نظر لمهيره قائلاً

- صحيح أنا وأنتِ لسه متعرفين على بعض من يومين ... لكن ده مينفيش أنى اخوكى .... سندك وظهرك وحمايتك .... وعندى سؤال ياريت تجوبينى عليه بصراحه .

قطبت مهيره حاجبيها باهتمام وقالت

- أكيد أسأل

وضع يديه فى جيب بنطاله وهو يقول

- أنتِ مبسوطه مع سفيان ؟

قطبت جبينها فى اندهاش و لكنها قالت بأبتسامه

- سفيان أحلى حاجه حصلت فى حياتى

هز رأسه بنعم وقال

- كنت عايز أطمن بس يعنى بعد ما عرفت أنه راجى هو إللى طلب منه أنه يتجوزك علشان تهديدات الشهاوى

هل ضربها فى قلبها بخنجر مسموم .... هل حقاً ما يقول

حين رأى أيمن انسحاب اللون من وجهها شعر أنه أخطاء حين أخبرها من الواضح أنها لم تكن تعلم ذلك .

تقدم خطوه وقال

- مهيره أنا آسف ... بس نصيحه اسمعى سفيان الأول ... متحكميش من غير ما تسمعيه .

اقتربت مريم من مهيره لتأكيد كلام أيمن قائله

- أنتِ ما شفتيش كان عامل إزاى لما فاق أول حد سأل عنه أنتِ ... ولما عرف أنك مش موجوده كان هيكسر الدنيا وضرب حذيفه ومسك فى خناق عادل ... صدقينى يا بنتى ... سفيان بيحبك بجد ... اسمعيه الأول .


ظلت تنظر إليهم بعيون زائغه تغشاها الدموع ولكنها هزت رأسها بنعم لن تخسره إلا إذا تأكدت أنه لا يحبها


أحضر حذيفه أواب إلى المستشفى كان الطفل سعيد وكأنه ذاهب لرحله أو مدينة الملاهى وليس إلى المستشفى وحين سائله قال


- علشان هشوف جودى ... وحشتنى .


أبتسم حذيفه بسعاده ... تعلق ابنه بجودى حقاً يسعده ... والأكثر تعلق جودى به ....... حين وصل للممر الذى يجلسوا فيه أسرة سفيان وحين لمح أواب جودى نادها بسعاده .... لتقف سريعاً وتتجه إليه فى سعاده فتح ذراعيه الصغير ليضمها بقوه كان الجميع يشاهد ذلك الموقف بسعاده حقيقيه أن ذلك الطفل صاحب الروح الشفافة كمثيله من الأطفال ملائكه ترفرف فى عالم البشر يرسلهم الله لنا لنرى عظيم قدرته وجمال خلقه ... ذلك الطفل الذى يقول عنه الجميع طفل غير طبيعى هو صاحب الروح الشفافه الطاهره التى تشعر بغيره وحتى عن بعد ... أنه أكثر من الطبيعى بكثير .

جثت جودى أمامه قائله

- وحشتنى جداً يا أواب .

آمال رأسه للجهه اليمنى وقال

- وأنتِ كمان ...

ثم ربت على وجنتها وقال

- ما تخافيش عمو هيكون كويس .

ابتسمت فى سعاده وهى تقول

- وأنا مصدقاك .

اقتربت نوال وهى تقول

- أواب حبيب تيته وحشتنى .

نظر لها أواب وأرسل إليها قبله فى الهواء وقال

- وأنتِ كمان يا تيته .

اقتربت منه مهيره لتقبل أعلى رأسه

- فنظر لها وقال

- متزعليش من عمو... ومتعيطيش .

اندهش الجميع من كلماته وخاصه مهيره التى ظلت تنظر إليه فى اندهاش ثم قبلت كفه الصغير ووقفت من جديد تنظر لأيمن الذى نكس رأسه فى خجل منها فقتربت منه تقول

- أنا مش زعلانه منك ... كل حاجه كانت لازم تنكشف فى يوم .... وأنا هسمع سفيان الأول .

أبتسم لها فى تشجيع وحينها خرج الطبيب من غرفه سفيان

تجمع الجميع حوله فنظر لهم وابتسم

- مهيره موجوده المره دى ولا زى المره إللى فاتت .

أبتسم الجميع وقال حذيفه

- لأ موجوده يا دكتور بس أرجوك طمنا

أبتسم الطبيب وقال

- الجرح كان فتح وعيدنا خياطته تانى .... وكلها يومين ان شاء الله وممكن يخرج بس أهم حاجه الراحه

علت الهمهمات بالحمد لله فاكمل الطبيب قائلاً

- فين مهيره بقا علشان المريض يطمن

تحركت مهيره بخجل فأشار لها الطبيب لتدخل إلى الغرفه وبالفعل فتحت الباب بهدوء

ودخلت تنظر له بلهفه وقلق كان ينظر إليها بحب حقيقى ولكنه لاحظ نظرات القلق فى عينيها فأشار لها أن تقترب

فقتربت بخجل ووقفت أمام السرير وقالت

- عامل أيه دلوقتى .

أبتسم لها وقال

- طول ما أنتِ جمبى ومعايا أنا كويس جداً

اخفضت نظرها وقالت

- كنت عايزه أسألك سؤال

قال لها بهدوء

- قربى هنا جمبى واسألى إللى أنتِ عايزاه .

اقتربت منه ووقفت أمامه فمد يده لها فوضعت يدها فيها فجذبها لتجلس بجانبه ظل ينظر إليها حتى تكلمت قائله

- عندى سؤالين .. أنا عارفه أنه مش وقته بس أنا محتاجه أعرف وأرتاح ... واللى أنت هتقوله هصدقه

ظل على صمته حتى تكمل فقالت

-أول سؤال .... بابا إللى طلب منك أنك تتجوزنى ؟

ظل صامت يريدها أن ترفع عينيها إليه حتى يجاوب أمام عينيها لتصدقه أولا .... وليرى تأثير كل كلمه عليها

طال صمته فرفعت عينيها إليه ليبتسم لها وقال

- كده أجاوبك ..... أنا قولتلك قبل كده أنى حبيتك من أول يوم جيت فيه القصر .... بس كنتى حلم بعيد بعيد جداً جداً ..... عمر السيد راجى الكاشف مكان هيوافق أن البودى جارد بتاعه يتجوز بنته ..... ..لحد ما وصلتله تهديدات الشهاوى .... كان بيثق فيا جداً ... وطلب منى أنى اتجوزك ... حسيت ساعتها قد أيه ربنا بيحبنى ... حققلى حلمى لأنى لو طلبتك من والدك أكيد كان هيرفض ... علشان كده مسكت فى الحكايه وما صدقت .... لأنى بحبك ... من كل قلبى اتمنيتك .


هزت رأسها بنعم بأبتسامه ناعمه وقالت

- السؤال التانى ..... فى يوم كنت راجعه من المدرسه كنت واقف فى الجنينه بتتكلم فى التليفون مع .

وصمتت خائفه من استكمال كلماتها ... ليس منه ولكنها خائفه من إجابته ... خائفه أن تصدم فيه ... من الممكن أن يكون له ماضى ليس مشرف وغير نظيف ...

ظل ينظر إليها فى حيره ثم قال

- كملى يا مهيره كنت بكلم مين ؟

أخذت نفس بصوت عالى .

- كنت بتكلم واحده .... وبتزعقلها بصوت عالى .. وقلت كلام كتير صعب أوى أنى أقوله تانى ...

صمت لثوانى ثم قالت

- يعنى ... يعنى قولتلها

قاطعها قائلاً

- مجرد مومس لليله فى سريرى

نظرت له بصدمه أغمض عينيه ليأخذ نفس ثم قال

- أقسم بالله العظيم ... ما كان ليا علاقه بأى واحده ست قبلك .... واللى كانت بتكلمنى دى كانت ندى الشهاوى كانت بتعترفلى بحبها .....و ما كانتش أول مره ... وكان لازم اهينها بكلام جارح علشان تبعد عنى .. وأخلص منها بقا


نظرت له فى سعاده ورفعت يديه الممسكه بيده لتقابل الخاتم المنحوت عليه إسمها وهى تقول

-بحبك

ضحك بصوت عالى حتى تأوه من الألم ثم قال

- كده أموت وأنا مرتاح .


الفصل الثانى والاربعون


كانت تقف أمامه مقطبه الجبين .... تنظر إليه بغضب سائله

- إزاى تلوث إيدك بالدم يا أيمن ؟ معقوله تعمل كده بعد كل الظلم إللى أنت عشته تظلم حد بالشكل ده

ظل ينظر إليها فى صمت ثم قال

- ليكى حق تقولى كده أنتِ متعرفينيش ...

تنهد بصوت عالى وهو يتحرك من أمامها ليقف أمام النافذة وهو يقول

- أبويا ديماً كان بيقول ... أوعى يوم تظلم حتى إللى ظلمك ...... لأ حقك عند ربنا وهو إللى هيرجعهولك تخيل كده مهما جبت أنت حقك هيكون زى ما ربنا هو اللى يجيبهولك .

وقفت خلفه وقالت

- طيب ليه عملت كده ؟

ألتفت إليها وهو يقول بهدوء

- أنا معملتش حاجه ... أنا انتقامى من الشهاوى وقف لما أخدت منه كل حاجه ... زى راجى ... لكن موضوع الحريقه ده أقسم بالله مليا دخل بيه .

ظلت تنظر إليه قليلاً ثم قالت

- هو ليه الشهاوى عمل كل ده مع بابا ؟

جلس على الكرسى الذى خلفه ووضع قدم فوق الأخرى وقال

- الشهاوى كان ليه أخت راجى عمل فيها زى أمى .... بس هى ماتت مقدرتش تستحمل .... انتحرت .

شهقه عاليه صدرت منها وعيونها امتلأت بالدموع فوقف أمامها واحتواها بين زراعيه وهو يقول

- ما تشليش هم طول ما أنا جمبك.... وبعدين عايزه مين أنتِ من بعد سفيان

فضحكت بخجل وهى تخبئ وجهها فى صدره


وقف حذيفه أمام السيده نوال قائلاً

- ممكن أخد جودى للغدا بره .

ابتسمت وأشارت له أن يقترب فنحنى أمامها فقالت

- عايزاها ترجع طايره من السعاده .

هز رأسه بنعم وهو يشير إلى عينيه ثم وقف وتحرك باتجاهها وقال لها

- يلا بينا أخدت الأذن .

وأمسك كرسى أواب وتحركوا ليغادروا المستشفى


كانت مريم جالسه فى بيتها تشعر بتعب شديد لا تعرف سببه كانت الأرض تدور بها ولا تستطيع الوقوف دخل عادل إليها قائلاً

- مريم أنتِ لسه زعلانه منى ؟

نظرت له بعيون لا ترى جيداً وقالت

- عمرى ما زعلت منك يا عادل وأنت عارف .. وإن بنتى تلجئلك ده شىء يسعدنى مش يزعلنى

أنهت كلماتها وهى تضع يدها على رأسها انتبه عادل لتلك الحركه فتقدم منها ووقف بجانبها وقال

- مالك يا مريم أنتِ تعبانه .

لم تستطع ان تجيبه ولكن زاد عليها الدوار فامسكها من كتفيها وحملها وأدخلها إلى غرفتها مددها على سريرها خلع لها خفها المنزلى وأخرج هاتفه ليطلب خديجه أخبرها سريعاً بما حدث وأغلق ليتصل بالطبيب

جلست خديجه بجانب مريم وهى تقراء لها بعض آيات من القرآن حتى حضر الطبيب فخرج عادل ووقف فى الخارج وهو قلق وخائف هل بعد ما تحقق حلمه وأصبحت زوجته حقاً يحرم منها ... هل ستكون هذه النهايه

خرجت خديجه وجهها لا يفسر والطبيب خلفها سقط قلب عادل أسفل قدميه خوفاً وظهرت معالم القلق جليه على وجهه وهو يسأل

- طمنى أرجوك ؟

جلس الطبيب على كرسى طاوله الطعام وهو يكتب بعض الأدوية وقال

- أطمن هو أنا مش متأكد فياريت تعملوا تحليل علشان نتأكد ... ولو طلع حقيقى لازم تروح لدكتور نسا

شعر عادل بالغباء وقال

- نتأكد من أيه ؟

قالت خديجه سريعاً بغصه فى قلبها

- من الحمل

نظر إليها عادل بزهول ولكن وجه اشع سعاده وفرحه لم يستطع مدارتها


كانت جودى جالسه تطعم أواب وتمازحه كان يتابع كل حركاتها وهمساتها لابنه بسعاده ثم قال

- أنا النهارده أسعد راجل فى الدنيا .... حلم عمرى قدامى ... وابنى متعلق بيها أكثر منى .

نظرت له وابتسمت وقالت

- لو تعرف أنا اتألمت أد أيه فى بعدك واتألمت أكتر بعد رجوعك ولما عرفت أنك اتجوزت وخلفت ... وقلبى اتكسر لما طلبتنى للجواز وحسيت بالإهانه لما فكرت أنك عايز تتجوزنى علشان أواب بس .

ظل صامت ينظر إليها ثم أسند يديه على الطاوله وهو يقول

- لو تعرفى أنا بحبك من أمتى من وأنتِ بضفاير ... لما كنتى بتلفى ورايا تسألينى فى كل حاجه وأى حاجه تعرفى أنا سبب سفرى الأول بعد الدراسه هو أنى أبعد عنك خفت أخسرك واخسر سفيان ....لو اعترفت بحبى وملقتش صدى عندك ... أو يشوفنى صاحبى خاين للأمانه والصحبيه .

ظلت تنظر إليه وعيونها مملوئه بالدموع وقالت

- أنا بحبك اووووى يا حذيفه اووووى


كان راجى يدور داخل القصر يخرج من غرفه مكتبه لبهو القصر لغرفه نومه الملكيه ينظر فى جميع الأماكن وهو يقول

- كله راح ... كله راح يا راجى .... دوست على ناس كتير ... هنت ناس كتير .... دوست على شرف ناس كتير .... ناس كتير ماتت بسببك ... وناس كتير ماتت وهى لسه عايشه ... ودلوقتى جه الدور عليك ....

ضحك بصوت عالى ضحك وضحك وضحك بهستيريا وجنون ونزل سلالم القصر وهو يضحك ويقول

- أنا راجى الكاشف .... أنا فوق الكل .... أنا محدش يقدر عليا ... هفضل راجى الكاشف ...أنا فوق الكل ... والكل تحت رجلى .


أتصل به أحد رجاله الذى تركهم فى البيت وأخبره بما حدث ليتحرك سريعاً ويذهب إلى هناك

ليجد أن ما قاله رجله أقل قليلاً مما يحدث أمامه أتصل أيمن بصديق له طبيب حتى يحضر

وحين وصل إلى القصر كان راجى الكاشف يقوم بحركات عجيبه يجلس بعظمه ويتكلم مع أناس وهميين ... يضحك ويقطب جبينه ... يقف ليسلم عليهم ويتحرك بخيلاء

كان الطبيب يتابع كل حركه منهم ثم قال

- من الواضح أنه تعرض لصدمه قويه .... بيتهيئلى يا أيمن محتاج يدخل المصحه .

نظر أيمن لراجى بتمعن حاول أن يشعر تجاهه بشفقه ولكن لم يجد فقال ببرود

- شوف أيه الصح واعمله .

عاد ايمن إلى المستشفى بعد إدخال راجى إلى المصحه النفسيه واطمئن عليه ودفع مبلغ مالى كبير من حساب المستشفى .

جلس على الكراسى الموجوده بالممر أمام غرفة سفيان يخشى ردة فعل مهيره بعد ما حدث .

كانت السيده نوال عائده من المصلى بعد ادائها لفريضتها لتجده جالس على هذه الوضعيه فوقفت أمامه وقالت

- مالك يا ابنى فى حاجه حصلت سفيان كويس

نظر لها وقال سريعاً

- اطمنى أنا لسه جاى ... معرفش حاجه عن سفيان

ابتسمت له إبتسامه حنونه وقالت

- طيب مالك احكيلى أنا زى ماما .

قص عليها كل شىء حدث معه دون ان ينتبه إلى تلك الواقفه تستمع لكل ما حدث ودموعها تغرق وجهها صحيح هى لم ترى منه حنان الابوه وامانها ولكن يظل والدها

عادت إلى الغرفه مره أخرى واغلقت الباب جلست على الكنبه الجانبيه فى الغرفه تنظر لذلك الغافى بهدوء وتذكرت ما حدث منذ قليل قبل أن يغفو

حين دخلت له كان جالساً على السرير يسند ظهره وممد القدمين ابتسمت له وقالت

- أنا عرفت دلوقتى أنت قاعد فى المستشفى ليه علشان الممرضات الحلوين إللى داخلين خارجين من عندك

ضحك بصوت عالى وهو يقول

- ولا شفت ولا واحده فيهم ... عينى مش بتشوف غيرك

وضعت يدها على صدرها موضع قلبها وقالت

- يعنى العيون الملونه الحلوه دى مش بتشوف غيرى .... يا سعدى ويا هنايا

ضحك مره أخرى وهو يشير لها أن تتقدم منه

تقدمت ببطء وجلست على طرف السرير بجانب قدميه وهى تقول

- ان شاء الله يومين وتخرج من هنا وترجع بيتك بألف سلامه

نظر لها بمشاغبه وقال

- ولما هرجع البيت هنام فى أوضه لوحدى برضوا ... يبقا خلينى هنا أنتِ معايا هنا على طول

قالت له دون أن تنتبه لمشاغبته وقالت

- لأ طبعاً إزاى لازم أخلى بالى منك هكون معاك على طول

قال بصوت ضعيف وبلهجه متوسله

- يعنى هتنامى معايا فى نفس الاوضه لحسن أتعب باليل

اجابته سريعاً

- طبعاً متقلقش ولو عايزنى منمش خالص مش هنام

مد يده لها فاقتربت منه ووضعت يدها فى حض يده فقبلها وقال

- راحتك وقربك منى هو دوايا

عادت من ذكرياتها على انفتاح الباب ودخول أيمن ينظر أرضا وهو يقول

- مهيره كنت عايز اتكلم معاكى

وقفت واشارت له أن لا يقول شىء وامسكت يده وقالت

- أنا سمعت كل حاجه .. أنت مغلطش هو ظلم سرق وزنا قتل حرق ..... أنك تاخد حقك منه وحق والدتك محدش يقدر يلومك .... ومع ذلك مسبتوش ودخلته مصحه غاليه ومحترمه .... أنا مش زعلانه منك متشلش هم .

أبتسم أيمن فى سعاده وهو يقول

- متتخيليش أنا كنت خايف جداً من زعلك .... بس أوعدك أنه هناك هيكون مرتاح جداً والكل تحت أمره .

هزت رأسها بنعم فنحنى يقبل رأسها ظلت تنظر إليه أنه لا يشبه والدها بأى شكل هو طويل بجسد رياضى عيون عسليه شعر بنى طويل وهناك دائما خصله على جبينه .... خمرى البشره ولديه فى خده الأيسر غمازه تزيد من وسامته .

أبتسم لها وهو يسأل

- هستلم الصوره أمتى ؟

قطبت جبينها باستفهام فقال موضحاً

- مركزه معايا كده هتصورينى ولا عندك عروسه

تنهدت وقالت

- لو ماكنتش أخت سفيان مخطوبه كنت أحب اوى أنك تتجوزها

عاد يقبل رأسها وقال

- متقلقيش هعرفك عليها قريب .

ربتت على يده التى على كتفها فى سعاده

كانت هناك عينان تتابعان ما يحدث بسعاده حقيقيه وحب يزيد لا يقل.


مر يومان وخرج سفيان من المستشفى وعاد لبيته مع سعاده حقيقيه من الجميع

كانت مهيره طوال الوقت بجانب سفيان لا تجعله يفعل شىء مطلقاً إذا أراد الماء تسقيه بيدها تطعمه بيدها كان سعيد بشده بقربها منه ولكنها تتعب نفسها كثيراً صحيح تنام معه فى نفس الغرفه ولكنها تنام على الكنبه الصغيره الموجوده بالغرفه .... دائماً حوله

كانت تترك مهمه إعداد الطعام للسيده نوال حتى يكون الطعام جيد وذات طعم لذيذ

كان يتابع حركاتها وهى ترتب بعض الملابس فى الخزانه فقال لها

- مهيره تعالى ارتاحى شويه

نظرت له وابتسمت ثم أغلقت الخزانه وتقدمت منه وجلست أمامه تدلك قدمه وهى تقول

- أرتاح من أيه ... هو أنا بعمل حاجه .

نظر لها وهو يرفع حاجبه الأيسر قائلاً

- طول اليوم بتلفى حوليا وتقوليلى مبتعمليش حاجه .. هو أنتِ بترتاحى أصلاً .

نظرت أرضا وهى تقول

-أنا مش تعبانه بالعكس بتسلى ... يوم ما تقوم بالسلامه هيكون أحلى يوم فى حياتى


مرت أيام شفاء سفيان سريعاً وتم تحديد موعد زواج حذيفه وجودى بعد شهرين من الامتحانات

كانت زهره بين تجهيز شقتها وامتحاناتها .... وصهيب يقوم بتجهيز الشركه حتى تكون جاهزه على موعد الزفاف .....

كان جالس بصاله منزله يفكر فى ما مرو به خلال الأيام الماضيه كيف كان يطير من السعاده حين استمع لذلك الخبر هل من الممكن أن تحدث معجزه كهذه المعجزه .... كيف ذلك ... كانت غافيه بارهاق واضح ظل جالس على الكرسى البعيد ينظر إليها فى حب حتى مرت عدة ساعات لتستيقظ وهى تأن تعباً اقترب وجلس على السرير وبدء فى تدليك قدميها وهو يداعبها بكلمات الحب والغرام .... أنتبهت لأفعاله الصبيانيه وقالت

- فى أيه يا عادل ... أيه إللى حصل؟

ظل يمسد قدميها وعلى وجهه إبتسامه رائقه وقال

- تعبتى واتصلت بالدكتور إللى قالى مبروك المدام حامل

نظرت له باندهاش ثم ضحكت بصوت عالى وظلت تضحك وتضحك حتى اندهش عادل من ردة فعلها الغريبه وقال

- أنا قولت أيه يضحك اوى كده ؟

صمتت وهى تشعر بالخجل من نفسها ثم قالت

- أنا آسفه يا عادل بس بصراحه بضحك بدل ما أبكى .

ظل ينظر إليها ينتظر التفسير حتى قالت

- لما ولدت مهيره حصلى نزيف حاد وشالوا الرحم يبقا إزاى أنا حامل .

قطب جبينه وظهرت معالم الحزن على وجهه وهو يقول

- أنتِ متأكده ؟

هزت رأسها بنعم .... شعر بحزن كبير أن هذا الحلم صعب التحقق ولكن الأهم الآن أنها كانت مريضه بشده ما سبب ذلك تكلم قائلاً

- على العموم أحنى نروح لدكتور كويس علشان نعرف سبب تعبك ده

وبالفعل فى اليوم التالى ذهبا للطبيب الذى أكد احتمالية الحمل لوجود جميع الأعراض ولأنه ليس طبيباً نسائياً لم يستطيع الجزم بشئ ليخرجا من عنده ويبحثان عن طبيب نساء وبالفعل وجدوا طبيبه نسائيه وحين قصوا عليها ما حدث قالت

- اتفضلى نعمل سونار الأول وبعدها نتكلم .

كاد التوتر يقضى عليهم فى أنتظار كلمات الطبيبه التى كانت تنظر إلى الجهاز أمامها بتركيز ثم قالت

- هو حضرتك كنتى متابعه مع أى دكتوره نسائيه .

هزت مريم رأسها بلا

فقالت الطبيبه

- ممكن تحكيلى إللى حصل فى ولادتك الأولى .

قصت مريم ما حدث عليها ... فقالت الطبيبه

- مبروك مدام مريم أنتى حامل فى شهرك الأول .

ظلت مريم تنظر إليها وكأنها تنظر لكائن فضائى وقالت

- إزاى أنا شايله الرحم إزاى حامل

كان عادل فى عالم آخر سعيد بشده ولكنه يريد أن يفهم ما حدث هو الآخر

نظرت لها الطبيبه بتفهم وقالت

- أعتقد الدكتور قال كده وقتها علشان الحاله إللى كنتى رايحه بيها علشان يخوف جوزك .. أو يبعده عنك لكن الرحم موجود وفعلاً حضرتك حامل مبروك

ده غير أن فى حالتك جسمك اتأثر وعلشان كده ممكن متكونيش انتبهتى أنك ست طبيعيه جداً .

ثم وقفت على قدميها وقالت

- مستنيه حضرتك فى المكتب .

وخرجت لتترك اثنان يطيران فوق السحاب وضعت مريم يديها على بطنها وقالت

- حامل .... انا حامل .... الحمدلله القادر على كل شىء

ثم نظرت لعادل الذى كان ينظر إليها وإلى بطنها بسعادة عاشق تجمعت الدنيا كلها بين يديه .

قالت من بين دموعها

- عايزه أشكر ربنا يا عادل ... عايزه أعمل حاجه لله .

اومئ برأسه وقال

- أكيد ... علشان ربنا يحميكى ليا ويحميلى البيبى .

عاد من ذكرياته وهو يبتسم على رد فعل مهيره وسفيان وأيضاً زينب كلهم كان الاندهاش عامل مشترك بينهم لكنهم سعدوا كثيرا بذلك الخبر تذكر حزن خديجه الواضح على ملامحها فى تلك الجلسه العائليه حتى تبدل ذلك الحزن والقهر إلى سعاده نسبيه حين قالت مريم

- لو بنت هسميها خديجه .... .ولو ولد هسميه سفيان .

كان الكل سعيد ويستعد لأيام أسعد قادمه


مرت أيام الامتحانات سريعاً تماثل سفيان للشفاء تماماً ... وكانت مهيره ونوال يقومان بمساعدة جودى فى تجهيزاتها حتى ينتهى كل شىء على وقته


تجهز الجميع لحضور حفل زفاف زهره وصهيب التى أصرت أن يكون فى حديقة منزل صهيب ... والمدعون الأقارب والأصدقاء المقربين فقط لم ترد أن يشعر صهيب بالحرج وأن يكون فى مكان لا يعرفه ..... أرادت أن تهديه ليله لم يتخيلها فى أحلامه حتى أنها رتبت لمفاجئه من العيار الثقيل .... ولكن لكل وقت آذان لتستمتع بحفل زفافها الأن ولتترك تلك المفاجئة لوقتها

كان جواد صديق صهيب يقف بجانبه وهو يقول

- مبروك يا عريس ... عايزك تشرفنا كده وترفع راسنا

ضحك صهيب بصوت عالى وقال

- طيب وأنت مالك أصلاً ... شىء ميخصكش يا بارد

كاد أن يرد عليه حين تدخلت زهره قائله

- مزعل جوزى ليه يا باشمهندس ؟

رفع جواد يديه بجوار رأسه وقال

- برئ يا بيه .... ده انا بضحكه اهو .

ظل صهيب على ابتسامته وهو يسمعها تقول

- لو سمحت صهيب خط أحمر ماسمحش لحد يضحكه أو يزعلوا غيرى .

علت ضحكات الصديقين على تملك زهره وقال صهيب مؤكدا

- أيوه أنا ملكيه خاصه ليها هى وبس .

قال جواد وهو يلوى فمه كالاطفال

- خلاص هخرج أنا منها .

وغادرهم وهو يضحك بصوت عالى

حين تقدمت كل من جودى و حذيفه ومهيره وسفيان ووقفا أمام العروسين وقالت جودى

- مبروك يا زهره مبروك يا باشمهندس .

قالت زهره بسعاده وهى تضم زراع صهيب

- الله يبارك فيكى يا جودى ... عقبالك

ثم قالت لصهيب

- أعرفك يا صهيب الدكتور حذيفه خطيب جودى

فمد صهيب يده ليصافحه حذيفه بدوره وقال

- مبروك يا باشمهندس

- الله يبارك فيك يا دكتور ..... عقبالك

ضحك حذيفه ليقول

- قريب ان شاء الله

تقدم سفيان ببطئ حتى لا يجرح مهيره حين قالت زهره

- والأستاذ سفيان أخو جودى ومدام مهيره مراته

مد صهيب يده وهو يقول

- اتشرفت بمعرفتك أستاذ سفيان

صافحه سفيان بدوره وهو يقول

- وأنا كمان الف٣ مبروك .

وقالت مهيره وهى تمد يدها لزهره قائله

- مبروك ...


مرت ساعات الفرح بسعاده وضحك وحب وإحترام . .... وصعد العروسين إلى منزلهم وكل منهم يرتب لمفاجئه الآخر


 البارت 43الاخير من هنا 

تعليقات

التنقل السريع