- مبروك المدام جابت بنت.
- أية؟
ملامحه أتغيرت مرة واحدة و قال بصوت عالي:
- أنتِ كدابة..هى كانت حامل فى ولد؟
- لا ..حضرتك هى بنت، ممكن تكون الدكتورة اتلغبطت.
- ازاي دة؟ بصي أتصرفي...اعملي أي حاجة بس متبقاش بنت، أنا عايزة ولد..عايز ولد.
- أفندم؟
- اتصرفي أرجوكِ؟
- أنتَ بتقول أية؟ و بعدين المفروض تحمد ربنا أنك جالك بنت غيرك بيتمني ضفرها.
- أنا يا ستي مش عايز بنت، أنتِ تغصبيني؟
- و الله دي حاجة بتاعة ربنا و أنا مليش دخل فيها.
مشيت الدكتورة و هو بص عليها بغيظ و مشي، قابله حماه و هو بيبتسم:
- ألف مبروك يا محمود، ها...هتسميها أية؟
بصله بضيق:
- سموها براحتكم..هى مش ناقصة؟
بصله بإستغراب:
- حصل أية؟
- طلعت بنت.
- و أية يعني يا ابني، كل إلِ يجيله ربنا كويس.
- دي كارثة، دي بت، فاهم يعني أية؟
ابتسم حماه ببسمة:
- البنت يعني الحنية كلها يا ابني، البنت يعني دلوعة باباها، البنت هى المأوى و المسكن فى الوقت إلِ بتبقى ضعيف فيه، أنا صحيح راجل كبير و قريب هخرف زي ما بيقولوا كدة، بس ندى بنتي كانت علطول فرحة حياتي، بالرغم من أني عندي زياد بس هى الأغلى فى قلبي، عندها مكان كدة يشفع ليها دايمًا، روح يا بني لمراتك و بنتك و فكر فى كلامي هتلاقي أن كل حرف بقوله صح...و بعدين لو المرة دي مجيبتوش ولد تقدروا تجيبوا المرة الجاية لو ربنا وفق.
لانت ملامحه شوية و رجع للغضب تاني:
- ولا تاني ولا تالت، بنتك باين من أولها أن خلفتها بنات، خليهالك و أنا هبعتلها ورقة طلاقها فى أسرع وقت.
- يا بني...
قاطعه:
- ولا ابنك ولا حفيدك، هى خلصت، أنا مش عايز بنتك، خليها تشبع بخلفة البنات.
مشي من قدامه، و أبوها راح ليها و هو مش عارف يقولها أية؟
دخل الأوضة و لقاها بتلعب مع بنتها، فاتكلم بضحك:
- أخبارك يا جميل.
ابتسمت بخوفت:
- الحمد لله يا بابا، أومال فين محمود؟
- ها...محمود، اة..هتلاقيه بره..
- مالك يا بابا؟
- مفيش يا حبيبتي...ها..هتسميها أية؟
- لما يجي محمود بقا؟
- بصي يا ندى..؟!
- فى حاجة يا بابا.
- محمود؟
- ماله؟
- عايزك تعرفي أن دة مش هينهي الحياة، الحياة هتستمر بدونه أو بيه.
بصيتله بخوف:
- ماله محمود؟ حصله حاجة؟
- عايز يطلقك.
بصيتله بصدمة:
- أية؟
- كان لازم أقولك ..كدة.
و حكالها كل إلِ حصل.
بصيتله بعتاب:
- عشان تصدقوا أن العيشة معاه كانت عقاب، أسوأ ٩ شهور فى حياتي، كويس أنها جت منه.
بصيت لبنتها و ابتسمت بحب:
- دي ممكن الحاجة الوحيدة إلِ هتصبرني على العيشة.
ابتسم لها و هو بيحط إيده على شعرها:
- متأكد أنك قوية و هتقدري تكملي من غيره، هو حيوان ميستحقش.
عيطت:
- بس لية يعمل كدة، لية يكسرني؟
باباها حضنها:
- عشان حيوا'ن، و أنا متأكد أنك قوية و هتعدي الفترة دي...أنتِ قوية.
غير الموضوع و ابتسم:
- هتسميها أية؟
- هسميها جميلة..عشان تبقى جميلة فعلا و صافية من جوا..و على اسم ماما الله يرحمها.
- الله يرحمها.
- أنسه جميلة أستاذ وائل عاوز الملف فى أسرع وقت؟
بصيتلها ببرود:
- الملف جاهز من زمان، أنتَ إلِ أتأخرتي؟
- بتكلميني لية بالأسلوب دة؟
- أنتَ مالك؟ خليك فى شغلك أحسن؟
خرج من المكتب و لقى سهر زميلته:
- مالها دي؟
- حصل أية؟
- بتكلمني بطريقة غريبة.
- ملكش دعوة بيها، و أبعد عنها و أنا هبقى أكلمها.
- خليها تروح لمكتب بشمهندس وائل عشان قالب الدنيا.
- حاضر..اتفضل يا طارق.
دخلت المكتب فابتسمت جميلة:
- ازيك يا جميلة.
ابتسمت:
- بخير؟
- بشمهندس وائل عايزك.
- أوووف.
- يا جميلة، لازم تتعاملي معاهم عادي، عما مش هيأكلوكي و الله، مش عشان واحد وحش يبقى الكل وحش.
- مش عايزة يا سهر هو بالعافية؟
- لا..مش بالعافية، بس دة شغل، و محدش هيتكلم معاكِ غير فى الحدود دي..؟
دلوقتي بشمهندش وائل عاوزك فى مكتبه، و ياريت تبطلي الإسلوب العدائي، لاحظي أن دي شركته و احنا محتاجين المرتب، عشان علاج جدو...كفاية أن مامتك هى كمان تعبانة و بابا زياد بيشتغل ليل نهار عشان يوفر فلوس لعملية جدو.
غمضت عينها بألم و ديرت وشها .
- جميلة بقا عندها سنة، ماشاء الله قمورة أوي.
- ما شاء الله...لقيتي شغل يا بنتي؟
- الحمد لله يا بابا و هنزل من بكرة أشتغل عشان أوفر لها مصاريف...بس المرتب قليل شوية.
- هتتدبر يا بنتي، و متخافيش ..معاشي و معاش والدتك هيكفي على الفلوس إلِ هتشتغلي بيها.
- أنا حاسة أني بتقل عليك يا بابا.
- ولا بتقلي ولا حاجة، أنتِ بنتي يا ندى...حد مبيحبش بنته.
- ربنا يخليك ليا.
- و يخليكِ يا حبيبتي، و تفرحي بجميلة.
- جميلة..روحتي فين؟
- ها...بتقولي حاجة يا سهر؟
- لا..أنتِ مش معايا خالص، روحي يلا لبشمهندس وائل عاوزك.
قامت من على المكتب و خبطت على الباب، سمعت صوت بيقول " أدخل "
وقفت فعدل نضاراته و أتكلم:
- بشمهندسة جميلة، عايز ملخص عن الملف إلِ خلصتيه؟
- متشوفه و تلخصه أنتَ.
فرد ظهره على الكرسي بإستفزاز:
- لا..لخصيه؟
بصيتله بضيق:
- أووف...فين الملف؟
- اتفضلي.
جت تمشي..بس وقفها و هو بقول بإستغراب:
- راحه فين؟
- المكتب بتاعي؟
- لا خلصيه فى مكتبي؟
- فرقت ..؟
- أيوة..أشوف دة شغلك ولا شغل تاني؟
قعدت تخلص الملف بس سرحت تاني.
- ماما...ماما، أنا طلعت الأولى على الفصل.
حضنتها ندى و هى بتبتسم:
- حبيبتي الشطورة علطول، عايزاكِ دايمًا كدة؟
- هكون دايمًا الأواى متقلقيش، بس مش هو المفروض يكون ليا بابا.
اتوترت ندى و نزلتها:
- أنتِ ٧ سنين يا جميلة، لما تكبري نتكلم؟
- بس أنا كبيرة و فاهمة كل حاجة؟
- لما تكبري أكتر يا روحي.
دخل جدها فى الحوار:
- خشي يا جميلة غيري هدومك عشان مجهز ليكِ مفأجأة.
حضنته:
- بحبك أوي يا جدو.
- و أنا كمان يا حبيبتي.
دخلت أوضتها فأتكلم الجد:
- البنت بدأت تكبر؟
بصيتله بحزن:
- و أنا خايفة من دة؟
- هتقوليلها؟
- هقولها أن باباها سابها و هى طفلة...هتستحمل؟
- مش عارغة يا بنتي و الله؟
فى اللحظة دي إلِ المفروض الواحد ميكونش واعي أنا كُنت واعية و هى بتقول لجده أن بابا سابني...حسيت بكسرة..بالرغم من أني طفلة ٧ سنين بس ..مكنتش فاهمة أوي..كل إلِ فاهماه أن بابا أتنازل عني؟؟
فوقت على صوته و هو بينادي عليا:
- جميلة؟ جميلة؟
حسيت بإيده قدام وشي..فرجعت شوية و اتكلمت بنرفزة:
- فى أية؟
- أنتِ إلِ فى أية؟ خلصتي؟
- اهووة.
- تمام..اتفضلي على مكتبك؟
بصيتله بغيظ و مشيت.
جيه وقت الخروج من الشركة، بصراحة أحسن حاجة البعد عن الإرهاق و أنك تقعد فى بيتك مُعزز، مُكرم أفضل شئ فى الدنيا، بس النهاردة سهر روحت بدري عشان كانت عايزة تخلي بالها من جدو أكتر و تقعد مع ماما شوية و بعد كدة تروح بيتها.
وقغت قدام الشركة و أنا مستنية تاكسي، فى العادة كانت سهر بتروحني، بس حظي أنها مشيت بدري و مفيش تاكسي، أية دة؟ دي هتمطر..؟
هعمل أية دلوقتي؟ ماما هتقلق؟
ظهرت قدامي عربية بشمهندس وائل، فتح الشباك و قالي:
- اركبي...الدنيا هتشتي دلوقتي و مش هتعرفي تروحي..مفيش مواصلات فى الجو دة؟!
بصيت بعيد و تجاهلت كلامه...بس بدأت تشتي فعلا..؟
ابتسم و قال:
- اركبي، مش هخطفك على فكرة؟
ركبت فى العربية فأتكلم:
- عاملة أية؟
رديت ببرود:
- كويسة؟
- يمكن سؤال؟
- لا.
- بتتعاملي ازاي كدة؟
- زي الناس.
- على فكرة أنتِ راكبة عربيتي.
- و أنتَ إلِ عرضت مش أنا.
- مستفزة.
بصيتله بهدوء و سكتت، وصلني لحد البيت و نزلت من غير حتى ما أشكره..أصله رخم أوي، بس حسيت بيه طالع معايا:
- رايح فين؟
- طالع؟
- لية؟
- عايز أشرب شاي مع جدك؟
- معندناش.؟
بهمس:
- بحب واحدة غلسة أقسم بالله.
- هشرب أي حاجة تانية؟
- أووف..أطلع يا عم خلصنا.
- أنتِ ولد صح؟ أكيد مش بنت؟
طلع و هو بيسخر مني ...بس حسيت أني عايزة أعيط، أنا صحيح أبان قوية لدرجة كبيرة، بس بعيط من أتفه حاجة و هو جيه على الجرح...؟!
مسحت دموعي بسرعة و طلعت وراه، لقيت ماما بصيتلي بقلق:
- بتعيطي؟ مالك؟
التفت ليا فقولت:
- مفيش؟ حاجة دخلت فى عيني بعد إذنك.
دخلت أوضتي فماما دخلت ورايا:
- مالك يا حبيبتي؟
- مفيش يا ماما.
- كذابة؟
- لما يمشي الضيف نتكلم.
- عملك حاجة؟
- نتكلم بعدين يا ماما...بعدين؟
برة..
- أنا كُنت طالب إيد أنسه جميلة.
أتكلمت جميلة بصرامة:
- لا.
- الكلام مش معاكِ مع جدك، ولا أية؟
بصلها جدها:
- خليكِ فى أوضتك يا جميلة...و متتكلميش فى كلام الكبار.
- بس...
قاطعها:
- مبسش..أنا قولت كلمة و خلاص.
-أووف.
- كمل يا ابني.
- بص يا جدي أنا بحبها أوي بالرغم من غرابتها و متأكد إن وراها حاجة.
الجد بص لندى، فكمل وائل:
- بس دة بردوة ممنعش أني حبيتها.
- و أية يثبت؟
- بمعنى؟
- يعني مثلا لو فى يوم من الأيام خلفت بنت هتكون زعلان؟
- زعلان أية يا جدي، دا أنا أكون ميت من الفرحة، حد ميحبش البنات ..دا أنا كُنت بقولهم فى البيت أنا مش هخلف غير بنات.
- و أية شدك ل جميلة..؟
- مختلفة..مفيش زيها و دة هيخلينا ميكس حلو مع بعض، أنا بصراحة مجنون و متهور و هى كويسة و عاقلة و طيبة و محترمة، و أنا محتاج واحدة زي كدة.
- طيب يا بني، مبدأيًا أنا موافق عليك، بس بردوة نشوف جميلة..و لو وافقت تجيب أهلك ولا أية؟
- أكيد طبعًا يا جدي.
كُنت قاعدة فى أوضي و باصة للشباك، شيلت الكاب إلِ بلبسه دايمًا و فردت شعري، بصيت تحت لقيته بص نحيتي و ابتسم ..لفيت و دخلت بسرعة و طلعت تاني لقيته بيضحك.
تبًا له...الإنسان دة هيجيب ليا الجلطة قريب و الله...بس أنا بضحك لية؟ و خدودي بقيت حمرا لية؟
ضربت على جبهتي و أنا بحاول أفوق نفسي...فوقتي يا جميلة كلهم زي بعض؟
لقيت ماما داخلة و ابتسمت ليا:
- عارفة كان عاوز أية؟
لفيت عيني بلامبالاة:
- يتجوزني؟
- و رأيك؟
- مش عايزة؟
- بصي يا جميلة..صوابعك إيدك مش زي بعضها و كذلك الناس كلها، والدك كان صورة وحشة و راحت لحالها، دلوقتي وائل شخص هادي و جميل و جذاب و كويس و دة بإعتراف الجميع.
ضحكت بسخرية:
- على أساس سبع البرومبة التاني مكانوش بيقولوا عليه كدة.
- بنت...مسمحش ليكِ تغلطي فى حد حتى لو هو، مهما كان هو باباكِ و المفروض تتكلمي بإحترام عليه.
- هو مكنتش ولا عمره هيكون والدي، أنا بكر'هه..بكر'هه أكتر من أي حاجة فى الدنيا، هو السبب فى العيشة دي.
خرجت من الأوضة و أنا نازلة تحت و ماما كانت بتنادي عليا فى نفس اللي الباب كان بيخبط فيه..فتحت و أنا نازلة لقيت وائل عديته و نزلت..أنا نسيتي الكاب؟
حسيت بيه ورايا:
- استني..استني.
لفيتله بعصبية:
- عاوز أية؟ سيبني فى حالي؟
- هتروحي فين يعني؟
- و أنت مالك....بتتكلم بصفتك أية؟
- احم..زوجك المستقبلي.
- فى الأحلام.
- مالك؟
- مالكش دعوة بحياتي، أبعد عني أنا مش طيقاك.
- بس أنا بحبك.
هو الدنيا بردت ولا أنا إلِ مش حاسة..فى أية؟ أنا نش قادرة أتكلم لية؟
- عارفة يا جميلة، أنتِ جميلة جدًا...أنا بحبك أوي و مش بكدب عليكِ، و أتمنى أنك توافقي، أنا متأكد أنك هتوافقي.
- كلكم زي بعض.
- أنا معرفش أنتِ قصدك أية، بس حابب أقولك أني مش زي حد، أنا حبيتك يا جميلة و مش فارف معايا غيرك..أنتِ بس.
- كلام.
- كله صدق و أنا بحبك أوي، مش هقدر أعيش من غيرك...موافقة.
- و الضمان؟
- أي حاجة أنتِ عايزاها؟
قربت و حضنته:
- متبعدش عني؟
حضني:
- عمري ما أقدر.
" سلامًا على قلوب عشقت فتنازلت عن رداء الكبرياء "
#عادات_و_تقاليد_أخرى.
#فدوى_خالد.
#تمت.
تعليقات
إرسال تعليق