جاريتي
الفصل الخامس عشر.
كان يقف أسفل البنايه ينتظرها بكامل هيئته التى تخطف الأنفاس.
كانت تنزل الدرج بحظر تخشى أن تسقط من التوتر والقلق .. تحاول أن تنفذ تعليمات أخيها أن تترك نفسها اليوم دون خوف دون تذكر لعرجها دون أن تتذكر ذلك الرجل فائق الرجوله الذى ينتظرها بالأسفل ... أخذت نفس عميق قبل أن تخرج من باب البنايه لينتبه إليها سفيان فيعتدل فى وقفته وتظهر على وجهه إبتسامة سعاده .... حين وقعت عينه عليها ضرب قلبه بقوه يالها من ملكه فى رقيها وجمالها .... كانت تقترب منه بخجل وذلك الفستان بلون العسل ينساب حول جسدها ليزيدها جمالاً ورقه .... حتى وقفت أمامه ليمسك يدها ويقبلها بحب وهو يقول
- خطفتى قلبى .... رغم أنه ملك إيدك ..... أنتِ جميله اوووى يا مهيره ...
ثم أضاف بمرح
- ويارب النهارده يعدى على خير ونروح بيتنا بسلام ومانبتش فى القسم
لتضحك بصوت عالى ليكمل هو بعد أن فتح لها الباب
- اركبى اركبى بدل ما أعمل دلوقتى فعل فاضح فى الطريق العام .
كانت نائمه بجواره بعد أن استنفذت كل حيلها فى محاوله لمعرفة إلى أين يأخذها لكن بائت كلها بالفشل
توقف بالسياره فى المكان المخصص لها و ترجل منها .... وغاب لثوانى ثم عاد إليها .. وضع شريط اسود على عينيها استيقظت وهو يحاول ربط الشريط لتقول بصوت ناعس
- أيه ده يا جواد .... بتغمى عينيا ليه .
ليقول بصوت عابس .
- علشان أنتِ دلوقت مخطوفه
لتقول بشقاوه مماثله
- وياترى مين من العصابات الأجراميه إللى خطفنى .
ليجبيها متقمصاً شخصية سعيد صالح وهو يحملها بين ذراعيه
- عصابة اللهو الخفى .. يعنى قولى على نفسك يا رحمن يا رحيم .
وصل بها إلى المكان المنشود وانزلها لتقف على قدميها و وقف أمامها وهو يقول
-ّقبل ما أفك الشريط ... عايز أسمع منك كلمه واحده
لتهز رأسها قائله
- كلمة أيه .. أنا مش فاهمه حاجه .
ليمسك يدها ويقبلها قائلاً
- ممكن يجى يوم وتسامحينى .
لتقطب جبينها وهى تقول
- أسامحك .... أنا مش زعلانه منك
ليصمت لثوانى وهو يقول
- أنا بتكلم عن الموضوع القديم .
لتصمت هى الأخرى لعدة ثوانى شعر فيها أن عمر طويل مر حتى قالت
- أنا محتاجه أخد حقى .... محتاجه حقى يرجع ... محتاجه أرد الإيهانه يا جواد
ليمسك يدها وهو يقول
- استعدى لأول مفاجأه
كانت تقف بجانب أواب يأكلان الآيس كريم بنهم شديد كان حذيفه يتابعهم وكأنه فى رحله مع طفلين كانت جودى ملطخه انفها ووجنتيها ... وكأن ابنه نسخه مصغره منها .. وهو أيضاً وجهه ملطخ بالايس كريم ... ولكن تظهر على ملامحهم السعاده .
وقال
- أنا حاسس أنى معايا طفلين مش طفل واحد
لتجيبه جودى وهى تلتهم قطعه كبيره من الآيس كريم
- الآيس كريم ملوش سن الكبير والصغير بيحبه .. وبعدين أنا بقالى كتير مكلتوش
ليضحك بصوت عالى وهو يقول
- طيب اتفضلى خديه على الحمام واغسليله وشه واغسلى وشك أنتِ كمان
لتضحك وهى تقول لأواب
- يلا يا حبيبى .. لحسن بابا هيفضل يتريق علينا
كان أواب يريد أن يلعب كل الألعاب ... لا يخاف من المرتفعات او السرعه ... لا يخاف اى من اللعب المخيفه ... كان يستمتع بكل الألعاب ويصرخ بسعادة فى حين كان حذيفه يشعر بالخوف .. وقلبه يسقط أرضا من الخوف وكانت جودى تتابعهم بسعاده ... وكانت دائماً تسخر من حذيفه بسب خوفه
انتهوا من جميع الألعاب تقريباً ... وجلسا فى مكان لتناول الطعام كان حذيفه سعيد حقاً مد يده ليمسك بيد جودى المستريحه على الطاوله وقال
- أنا عمرى ماعشت يوم زى ده ... حسيت أنى رجعت طفل صغير
لتضحك هى الأخرى وتقول
- وأنا كمان اللعب مع الأطفال يخلينا نرجع أطفال كمان لا هموم ولا مشاكل .. هو سعاده وفرح و لعب وبس .
نظر إلى أواب المنشغل فى طعامه وقال وهو يغمز لها
- هندخل بيت الرعب
لتنظر له بمشاغبه وهى تقول بصوت عالى
- بيت الرعب ... أنا بحبه جداً .
لينظر لها أواب بسعاده وقال
- بيت الرعب هااااا
لينظر لها حذيفه بشر لتضحك هى بصوت عالى
جلس أواب فى المنتصف بينهم فى العربه المخصصه لبيت الرعب
وكان حذيفه يشعر بالغيظ من تصرفاتها معه
ولكن حين بدأت السياره بالدخول إلى بيت الرعب شعر لتشبثها بيديه
ليجلس أواب على قدميه ... ويحاوطها بذراعه فخبأت وجهها فى كتفه ليبتسم هو بسعاده وقبل أعلى رأسها .
كانت تسير معه صامته تماماً وتركته يقودها إلى المكان الذى يريد ... فهى لا ترى شىء وهو يريد مفاجئتها
وقف لتقف هى الأخرى وقالت
- ها ينفع أشيل الشريط ده بقا .
ليضع يده علي عينيها وهو يقول
- أنتِ طلبتى تنتقمى مش كده ... عايزه تخدى حقك .... أنا مش عارف أيه إللى حصلك .. وأيه إللى أنتِ عانيتى منه هناك ... لكن الفرصه جتلك يا ميما .
ليرفع يده عن عينيها و أبتعد عنها خطوتان .لترفع يدها وتزيل ذلك الشريط عن عينيها
اغمضت عينيها لثوانى من الضوء القوى الموجود بتلك الغرفه التى تقف فيها حاولت فتح عينيها أكثر من مره حتى وضحت الرؤيه لتشهق بصوت عالى وهى ترى أمامها شخص مكبل بأغلال معلق فى السقف وهو يتدلى بالمقلوب كان ظهره لها فلم تتبين من هو ولكن صوت جواد جاء من خلف ذلك الجسد المتدلى وهو يقول
- إللى قدامك ده إللى كان عايز يدبح زمان ... إللى قدامك ده هو الماضى الأسود إللى مش عارفين نتخلص منه إللى قدامك ده الماضى فى أبشع صوره .. وجه وقت الإنتقام
كانت جالسه بجانبه فى السياره صامته تريد أن تكسر ذلك الصمت فقالت أول شىء ورد إلى ذهنها
- هنروح على فين
لينظر لها نظره خاطفه وهو يقول
- عرفت مكان تحفه ... وأكله جنان هنتعشا هناك ... وبعد كده محضرلك مفاجئه
لتهز رأسها بنعم وعادت لصمتها من جديد
وبعد عدج دقائق صدحت نغمه هاتف سفيان لينظر إلى الأسم الذى ظهر على الشاشه ليقطب جبينه وأجاب سريعاً
- أهلاً يا ماهر خير .
استمع إلى محدثه لثوانى ثم قال
- طيب تمام أنا جاى
أغلق الهاتف ثم نظر إليها وقال بأسف
- أنا لازم آمر على الشركه فى حاجه مهمه ... تحبى تيجى معايا .
لتخفض بصرها وهى تقول
- مفيش داعى ... وقفلى تاكسى يروحنى ... وأنت روح شوف شغلك .
لينظر لها لثوانى ثم عاد بنظره إلى الطريق وقال
- أنا مش هلغى الخروجه أنا بس محتاج أروح المكتب لأن فى عميل هناك .. هشوفه ونخرج على طول .
صمت لثانيه واحده ثم قال
- وبعدين منفسكيش تشوفى شركتى
لتهز رأسها بنعم ليبتسم بسعاده وأدار السياره ليتوجه للشركه .
وصل أمام الشركه ليقول لها
- يلا يا قمر
لتترجل من السياره بقلق وخوف ليمسك يدها بحنان وقبلها بتشجيع
وصعدا سوياً إلى غرفة مكتبه .. فتح الباب وأشار لها بالدخول ودخل خلفها ليراها تنظر إلى الأمام باندهاش وصمت .
لينظر لما تننظر إليه ليجد سيده بملابس أقل ما يقال عنها فاضحه جالسه على الكرسى المقابل لمكتبه .
رسم الجديه على ملامحه وأمسك بيد زوجته وتقدم الخطوات الفاصله بينهم وبينها ووقف أمامها وقال
- أهلاً وسهلاً أنا سفيان الحديدى .
ثم أشار لزوجته بحب وقال بأبتسامه عريضه
- ودى مهيره مراتى. ...
ثم أكمل مباشراً وهو يجلس مهيره على الكرسى المواجه لتلك السيدة الغريبه
- ماهر قالى أن حضرتك عايزانى ضرورى خير
لتتكلم تلك السيدة بعنجهيه
- أنا روان الشامى .. سيدة أعمال .. وعايزه جارد وعرفت أن شركتكم ليها سمعه كويسه
كانت نظراتها مثبته على سفيان وحركات عينيها ويدها تتسم بالأغواء ولكن بالنسبه لشخص كسفيان وجدها إنسانه رخيصه أبتسم لمهيره ابتسامته الخاصه ثم عاد بتركيزه إلى تلك الجالسه أمامه وقال
- تمام يا مدام روان .. قوليلى حضرتك عايزه كام جارد ... وأيه هى المهمه بالتحديد
لتقول له
- عايزه عشره .. بس مش فاهمه يعنى أيه المهمه دى
ليقول بنفاذ صبر
- يعنى أيه وجه الخطر إللى حضرتك بتواجهيه علشان أقدر أختار الجارد المناسب
كانت تتابعه جيداً ..وهو لم ينظر إلى تلك الجالسه أمامه نظرة إهتمام ولا نظرة رجل لأمرأه بل كان يتحدث معها وكأنه لا يراها
أنتبه على صوت روان وهى تقول
- عايزاهم ديكور يخوفوا أى حد يقرب منى .. عايزه كده الناس إللى تشوفنى تترعب وتعملى ألف حساب
ليظل سفيان ينظر إليها وهو يحاول تهدئة نفسه ولكنه لم يستطيع .. أن تلك الجالسه أمامه أخرته هو وحبيبته عن نزهتهم وعشائهم سوياً .... وليس هذا فقط بل تريد جاردات للتباهى والفشخره .
ضرب على سطح المكتب بقوه لينتفضا الجالستان أمامه ولكنه أراد إنهاء الأمر وبعدها يهتم بمهيره فقال بصوت جهورى
- حضرتك جايه سوق للعبيد .. علشان تاخدى عشر جاردات للفشخره ده على أساس أيه ... الجارد ده مهمته الحمايه والحفاظ على حياة العميل ... لكن مش للفشخره ولا أنهم يبقو حرس تشريفه .
شعرت روان بالإهانة لتقف على قدميها بتعالى وقالت
-أنت إزاى تتكلم معايا كده أنت مش عارف أنا مين .. وبعدين من الواضح أنك عمرك ما اتعاملت مع الطبقه الراقيه ... صحيح وهتعرفهم منين
ثم نظرت لمهيره باستعلاء وقالت
- طلاما متجوز واحده عارجه زى دى
ليضرب سطح المكتب من جديد وهو يتحرك ليقف أمامها قائلاً
- كلمه تانيه هنسى أنك واحده ست ... إللى أنتِ بتتكلمى عنها دى ملكه من ملوك المجتمع .... بس هى أنسانه حقيقيه ومتواضعه ... ومحترمه
قال الأخيره وهو يشير إلى جسدها العارى نسبياً .
ثم تحرك خطوه واحده وأمسك بيد مهيره لتقف بجانبه وقبل يدها بحب وإحترام ثم نظر إلى الأخرى بازدراء وقال
- طلبك مش عندنا ... وياريت متشرفيناش بتشريفك مره تانيه
وقبل يد مهيره مره أخرى لتنظر له بحب صادق وهو يقول
- يلا بينا يا حبيبتى أتأخرنا بما فيه الكفاية .
وغادرا مباشراً دون إلقاء نظره أخرى على تلك الواقفه تشتعل غضباً
وصل أمام الشركه لا يعلم لماذا طلب منه صديقه أن يحضر إلى هنا .... كان أنتظره أمام البيت او خرج هو باكراً... ترجل من السياره بطوله الفارع وجسده المتناسق... وتلك العيون الساحره التى تلفت الأنظار وقف أمام المصعد ينتظر حضوره حين استمع لنقر خطوات متعثره وكأنها طفله
لم يلتفت ولكنه شعر بأحد يقف بجانبه ومن الواضح أنه أقصر منه بكثير .
لم يلتفت ولم ينظر لها حين فتح باب المصعد دلف إلى الداخل ودخل أيضاً تلك القصيره الذى لم يرى وجهها حتى الأن بسب دسها لوجهها بداخل كومه من الأوراق ... ولكنه يشعر أنه قابلها من قبل تلك الرائحه لقد اشتمها من قبل .
وقفوا لثوانى داخل المصعد ولكن فجاء انقطع الطيار الكهربائى .
لترفع تلك القصيره رأسها من كومة الأوراق وهى تقول
- هو أيه إللى حصل
ليجيبها ذلك الواقف خلفها بلامبالاه
- الكهربه قطعت
لتلتفت إليه بعنف وهى تقول
- يعنى احنا متعلقين دلوقتى .
لتصمت وهى تنتبه لمن يقف أمامها .... أنه هو ... ذلك الطويل ... زين ..
ولكنها تذكرت ما هى فيه الأن ... ليبدء جسدها بالأرتعاش ... والتلعثم فى كلماتها
ليشعر أن لديها مشكله فسائلها بصوت مهتم
- أنتِ كويسه
لتهز رأسها بلا بعصبيه وهى تقول
- أنا بخاف من الأماكن المغلقه
ثم جلست أرضا و ضمت ركبتيها إلى صدرها وحاوطتها بذراعيها ... وبدأت فى بكاء صامت دون صوت
رغم خوفها المرضى إلا أنها كانت لا تريد أن تظهر أمامه بذلك الموقف المغزى
جثى على ركبتيه وقال
-متخافيش أكيد لاحظو إنقطاع الكهربه وهيتصرفوا بسرعه
كانت تنظر إلى عينيه التى خطفتها من أول نظره وهزت رأسها بنعم
ظل جالس أمامها وهو يضع يده على ركبتها .. لم تتحرك ولم يتحرك
وبعد عدة لحظات عاد الطيار الكهربائى لتنتبه إلى جلستها ويده التى على ركبتيها لتقف سريعاً ليفاجئ هو بحركتها ليستند على يديه لا يقع بسبب وقوفه على ركبه واحده
لتقول هى بعصبية
- أنت إزاى تحط إيدك عليا كده .. ولا هو أى استغلال وخلاص ... صحيح كلكم مصطفى أبو حجر
أنهت كلماتها وانفتح باب المصعد لتخرج سريعاً تاركه ذلك الثلجى يغلى غضباً .
كانت تقف أمامه خائفه بالمعنى الحرفى فبعد ما حدث وقت مكالمته مع أخته وهو يتعامل معها بأسلوب جاف جداً
كان يملى عليها ما يريده دون النظر لها
قررت أن تعتذر .. هى أخطأت ولابد من تصليح هذا الخطأ .
قالت بصوت هامس بالكاد سمعه
- باشمهندس أيمن .
ليرفع عينه عن الأوراق التى أمامه ونظر لها بصمت قالت مباشراً
- أنا آسفه يا ياشمهندس .. أنا غلطت فى حق حضرتك ... أنا مستعده للعقوبه إللى حضرتك تحددها لأنى أكيد استحقها
شعر بالشفقه عليها هو قام بتلك الخدعه كمشاغبه معها بسبب تلك البهويه التى وهبتها له لم يقصد أبداً حتى وهو يمثل دور المتجاهل لم يكن سوى لزيادة المشاغبه
ترك القلم الذى فى يده ووقف على قدميه ليتحرك من خلف مكتبه ووقف أمامها وقال
- مفيش عقوبه يا ملك .. هو زى ما قولتى كان فى غلطه وسؤ تفاهم .... بس
لتظل تظر له حين ظل على صمته وقالت
- بس أيه ؟
ليبتسم وهو يقول
- بس أنا مش زى ما أنتِ مفكره .. أنا أمى وأبويا ربونى كويس وعارف كويس جداً أيه الحرام والحلال ... وعايز كمان أقولك أن أنا عمرى ما كان ليا علاقات نسائيه من أى نوع .
كانت تنظر له بانشداه ولم تتكلم ليقطع هو ذلك الصمت وقال
- أنسى الموضوع ده زى ما أنا هنساه .... واتفضلى على مكتبك نفذى إللى قولتلك عليه .
عاد إلى مكتبه وجلس عليه وعاد بتركيزه إلى الأوراق التى أمامه ليبتسم هو إبتسامه بسيطه وغادرت الغرفه وأغلقت الباب لينظر هو إلى الباب وعلى وجهه إبتسامه دافئه ثم أخذ نفس عميق وقال
- هتتعبينى معاكى أنا عارف ... بس براحتك أنتِ تستاهلى
يتبع
تعليقات
إرسال تعليق