الفصل الرابع عشر
للعشق أسياد
مر اسبوعان لم يستطع احد من الاخوه الاربعه عمل اى شىء للذهاب الى العمل او العوده للدراسه او للتمرين وايضا ظهرت تنائج التحاليل الذى لم يكن اى منها مطابق
لدرجه سفر ايمن الى بلدتهم و ذهب مباشره لشركته وطلب من جميع موظفينه اجراء التحاليل لانقاذ زوجته لم يجبر احد ولكنه توسل الجميع ان يساعدوه وفى الحقيقه لم يتأخر احد والجميع قرر اجراء التحاليل
و فى هذا الوقت لم تستطع مهيره ان تخبره بما يحدث لبناته فهو بين اهتمامه بعمله واهتمامه بملك وخوفه عليها فعليها هى و سفيان بالاهتمام بالامر
••••••••••••••••••••••
كانت تجلس على طاوله الطعام و بجانبيها ابنتيها الذان يقومان بواجباتهم المدرسيه وكانت هى سارحه تفكر فى حال ابنها وايضا زوجها الذى تشعر انه يخبىء شىء
ربتت على كتفى بناتها و وقفت على قدميها متوجهه الى غرفه ابنها المهتم بدراسته تلك الايام اكثر من ذى قبل ابتسمت بسعاده و هو تراه يذاكر بتركيز شديد واغلقت الباب بهدوء ثم دلفت الى غرفه المكتب لتجد صهيب يجلس خلف مكتبه يضع سماعات هاتفه فى اذنه يستمع لشىء ما بتركيز حيث انه مغمض عينيه ويطرق على سطح المكتب بطرف اصبعه اقتربت بهدوء وجلست على الكرسى الجانبى وظلت صامته تنظر اليه بتمعن وتفكير
وبعد عده دقائق فتح عينيه وخلع السماعات وهو يأخذ نفس عميق ثم قال
• ساكته ليه ؟
• لتتحرك و هى تقترب منه وقالت
• • هو فى مشاكل فى الشغل ولا ايه ؟
ليهز راسه بنعم ثم قال
• حصل غش فى المونه والعمارة لو كملت على كده هتقع
• لتقطب جبينها وهى تقول
• • ازاى كده ... و مين المسؤل
ليأخذ نفس عميق وهو يقول
• لسه مش عارف بس شريف متابع الموضوع وانا حاسس بالعجز و انا مش عارف هو مين ولا عارف اعمل ايه
• لتقترب منه اكثر وهى تقول
• • صهيب بلاش الاحساس ده الحاجات دى ممكن تحصل ولو بخساره هد العماره وابنيها من جديد
ليظل صامت لبعض الوقت ثم قال
• انا بس عايز اعرف مين الى عمل كده مين الى مستعمينى وفكر ان الموضوع هيعدى من غير ما حد يعرف ولا يتحاسب
• ابتسمت وقالت
• • انت زكى بما فيه الكفايه كمان عندك الخبره الى تقدر عن طريقها تعرفه
امسك يديها بقوه وقال
• زهره انا محتاجك جامبى هتقدرى تكونى معايا
• لتجثو بجانب الكرسى وقالت
• • انا ديما جمبك ومعاك
ليقبل يديها بحب وهو يقول
• بس انا كده ممكن اخسر كتير اوووى يا زهره وده ممكن يأثر على البيت و الولاد
• لتقبل هى يديه وقالت
• • انا مش عايزاك تفكر فى كده انا معاك فى كل حاجه و مع بعض هنعدى كل حاجه
ليبتسم وهو يربت على يديها وقال
• ربنا يخليكى ليا يا زهره حياتى ... بجد انا مش عارف من غيرك كنت هعمل ايه
• وكانت هى تفكر بقلق فشىء كهذا قد يؤثر على سمعه الشركه التى حاربوا طوال سنوات لتكون بتلك المكانه
• ••••••••••••••••••••••••••••••••
كانت تقف امام باب غرفته تشعر بالقلق عليه هى لم تتحدث معه فى الامر منذ حدوثه وتركت الامر لحذيفه لكن من الواضح انه حان الوقت للتحدث هى .... طرقت الباب و سمعت صوته الذى يسمح لها بالدخول وقف سريعا حين وجدها جودى من تقف عند الباب ظل ينظر اليها بصمت لتقترب منه وهى تقول
• انت مخاصمني يا أواب ؟!
• ليقطب أواب حاجبيه وهو يقول
• • انا ... ليه بتقولى كده يا ماما ؟!
لتقترب منه وهى تقول
• لآنك مش بتتكلم معايا ... خلاص ما بقتش صاحبتك الى بتحكلها كل حاجه دلوقتى خلاص واخد منى جمب
• ليقترب منها وهو يقول
• • ابدا يا ماما كل الحكايه
صمت ينظر اليها بعجز لتقترب الاخرى خطوتان وامسكت يده وقالت
• أواب انت ابنى وحبيبى انت اغلى عندى من اى حاجه فى الدنيا انا معاك ديما وجمبك بس كمان
• صمتت لترى التوتر والقلق يرتسم فوق ملامحه فقالت برفق
• • انا هنسى ان فجر بنت اخويا .... وهسألك سؤال
ليهز راسه بنعم لتقول هى بابتسامه
• انت عندك شك فى حب فجر ليك
• ليهز راسه بلا لتكمل
• • طيب هو انت عمرك شفت ابوك علشان خاطرى اتخانق وضرب حد رغم غيرته الى انت عارفها طيب خالك سفيان عمل كده طيب بلاش عمو صهيب وطنط زهره اعتقد دول مثال قوى ان مش لازم الراجل يكون طرزان يعنى
ليهز راسه بحيره لتقول هى بمهادنه
• الحب مش حرب محتاجين فيها نبقا مقاتلين بسلاح الحب محتاج مقاتل قلبه قوى وعقله موزون الحياه مش ساحه حرب هنفضل نضرب بعض علشان خاطر الى بنحبهم الحب الحقيقى انها تحس جمبك بالامان والاحتواء والامان هنا مش انك بتكون بتعرف تضرب الامان هنا آنها تحس انها محور حياتك عمرك عايشه علشانها قلبك ملكها صاينها ... انت مش عاجز يا أواب و لا ضعيف اكسر حاجز خوفك الى انت مستخبى وراه وخرج أواب القوى
• ربتت على كتفه و وقفت على قدميها وهى تقول
• - انا موجوده ديما وقت ما تفكر وتحتاج تتكلم ... لكن حاول متتاخرش علشان البنت ما تحسش ان مفيش منك امل وتزهق ... مش علشان الخطوبه أتأجلت بسب وفاه طنط خديجه ان المفروض احنى نطنش الموضوع
ثم اكملت بابتسامه
• رغم انى اشك ان بنت سفيان الى بتحبك من وهى لسه فى اللفه تزهق منك او تسيبك تطنش الموضوع
• خرجت من الغرفه تاركه ابتسامه صغيره ترتسم على ملامحه وهو يتذكر كلمات فجر له و تصرفاتها طوال الاسبوعان المنصرمان من اتصالات دائمه وزيارات مستمره ورسائل تدل على حبها له وعشقها وايضا احتياجها الدائم له
• ••••••••••••••••••••••••
كان يجلس امام زوجته ينظر اليها بتمعن فهى عصبيه بشده فوق العاده هى ليست فرح الذى عرفها دائمه الضحك والابتسامه واى مشكله تواجهها بتفائل
قال بنفاذ صبر
• فرح الكلام مش بالطريقه دى ابنك بيحبها بجد ساعه ما كان بيتكلم معايا كان بيتكلم و جوه عنيه لمعه الحب الحقيقى ... وخوف انها متبقاش ليه ابنك كان مستعد يبوس رجلى و رجلك علشان نوافق بلاش تكسري قلبه
• لتقول هى بحزن شديد
• • يعنى انت معندكش مانع يتجوزوا وهى اكبر منه بسنتين
ليخفض راسه وهو يقول بمهادنه
• هو انتِ مش شايفه ابنك عامل ازاى والبنت عامله ازاى
• لتقطب جبينها بعدم فهم
• ليقول هو موضحا
• • اقصد يعنى ان ابنك عامل زى الثور وهى عامله زى البيتى فور هو ضخم وطول بعرض وهى عصفوره
صمت لثوانى ثم قال
• و بعدين ايه يعنى فرق سنين هى الحكايه بالسن ولا بالعقل ده غير كده كمان عايزه تفهميني انك عندك استعداد توجعى قلب ابنك و تعيشيه الم الفراق علشان موضوع هو مش فارق معاه اصلا
• ظلت صامته تنظر اليه ليصدم من تلك الدمعات التى لم يراها فى عمره كله معها غير مرات قليله لا تكمل اصابع اليد الواحده وقالت هى بصوت ضعيف
• • اكيد مش عايزه ابنى يتألم ... و خديجه بنت زى الفل مؤدبه واخلاق وجميله انا مش شريره يا زين و مش عايزه ازعل ولادى بس انا خايفه عليهم مش من حقى
ليقف على قدميه واقترب منها وجلس بجانبها وهو يقول بأبتسامه
• من حقك طبعا ومين مش بيخاف على ولاده بس سبيهم يعيشوا التجربه اكيد مش هتكون اصعب من جواز رجل الثلج من المهرج الحزين
• لتضحك من بين دموعها وهى تتذكر ذلك اللقب الذى اطلقه عليها بعد زواجهم بفتره قصيره
• هزت راسها بنعم وقالت
• • ماشى يا زين ربنا يوفقهم
ليبتسم ابتسامه صغيره وقبل جانب راسها وهو يقول
• خليكى جمبهم واحميهم و افرحى معاهم و فرحيهم
• هزت راسها بنعم و هى تفكر ها هى عليها الان ايضا ان تبتسم بسعاده ومن داخلها قلبها يبكى
• ••••••••••••••••••••••••••
كان يجلس على الكرسى الخاص به مغمض العينين باسترخاء وذلك الكرسى لا يترك مكان بجسده دون مساچ عقله سارح فى كل تلك الحقائق الذى عرفها ويفكر فى ما خلف تلك الحقائق ويتذكر ما حدث
فمنذ اسبوعان حين انفجرت نور امامه بجزء من الحقيقه المؤلمه هو لم يتخيل ان الامر بذلك التعقيد
وشعر بالتضارب احيانا فى
فحين تركها حتى ترتاح قليلا وخرج من الغرفه تذكر وقت سألها عن تلك الكدمات التى فى عنقها وذراعها واخبرته انها لا تعلم فهى تستيقظ من نومها تجد تلك العلامات
ومع كل ما قصته عليه هى من تشوه جسدها
لكن الجروح الموجوده على ساقيها لا تشبه تلك الكدمات على عنقها فهى كدمات ناتجه عن تعرض تلك المناطق لضرب قوى وليست جروح
جلس مكانه يشعر بالغضب والحزن الحقد والغل الصدمه مما عاشته تلك الفتاه فكم هى قويه حتى لا يصيبها الجنون .... حين يتخيل فقط فكره انه يجبر على مشاهده والدته مع اى رجل فى مشهد حميمى حتى لو كان زوجها لأمر يثير الغثيان فكيف تحملته هى طوال تلك السنوات
عاد ليقف على قدميه وظل يسير فى صاله الشقه الصغيره و هو يفكر كيف قبلت والدتها بكل ذلك بصمت واستسلام
مر الوقت ليجد ان الظلام قد حل فدلف الى غرفتها ليجدها مستيقظه جالسه فى منتصف السرير تحتضن ساقيها المضمومه الى صدرها بذراعيها تنظر الى الحائط المقابل لها وحين شعرت به قالت
• اكيد انا سقطت من نظرك .... فى الحقيقه انا مش عارفه انا ليه حكتلك كل ده ... انا من زمان فقد الثقه فى كل الناس ومفيش حد يستاهل الثقه دى ... بس ... بس انا عارفه انا حكتلك ليه
• ليقترب خطوتان وجلس على الكرسى الذى كان يجلس عليه قبلا وهو يستمع اليها وقال
• • ليه ؟!
نظرت اليه ليصدم بذلك الخواء فى عينيها فعينيها مظلمه كشخص فقد شغفه فى الحياه شخص اصبح الظلام لا يفرق شىء لديه عن شمس النهار كشخص ماتت روحه وعند ذلك التشبيه شعر بألم حاد داخل صدره وذداد ذلك الالم حين قالت
• علشان تعبت .. خلاص مش قادره اتحمل ... مش قادره اتحمل كرهى لامى مش قادره اتحمل كرهى وقرفى منه مش قادره اتحمل كرهى لنفسى مش قادره مش قادره
• قالت كلماتها الاخيره بصوت عالى وبكاء مرير ظل ينظر اليها بشفقه مصحوبه بحزن شديد وقال
• • نور .... انا مقدر كل الى انتِ بتقوليه وصدقينى انا هساعدك بس عندى سؤال
نظرت اليه بصمت ليقول
• انتِ عملتى العمليه فعلا و لا زى ما فهمت مجرد كذبه ؟!
• اخفضت راسها بعد ان ابتسمت ابتسامه مستهزئه
• • انا بنت طبيعيه معنديش خلل هرموني و معنديش اطراب هويه اذاى الدكتور هيعملى عمليه زى دى حرام ....... ده كان اقتراح منه وانا نفذته رغم انى كنت عرفت هو كان بيعمل ايه مع ضياء لكن انى احمى نفسى منه هو بس اسهل ما الاقيه كل يوم جايبلى راجل شكل علشان يستفيد منى
وقف على قدميه وهو يقترب منها وجلس على طرف السرير وقال
• ازاى والدتك وافقت على كل ده ؟
• لتتحول نظراتها الى مخيفه كارهه وقالت بغضب
• • علشان هى جبانه مبسوطه بالى هى فيه عاجبها القرف والنجاسه والذل الى هى عايشه فيه ومعيشانى انا كمان فيه
كان يفكر كيف ذلك بعد ان كانت تعيش حياه ناعمه سعيده مع زوج محب وابناء كالزهور ..... تتقبل كل ذلك من الشخص الذى قتل ولدها بعد اعتدائه عليه وقتل زوجها دمر حياه ابنتها فكيف هذا كيف
عاد بنظره اليها وقال
• نور انت محتاجه دكتور
• نظرت اليه بتوسل وقالت
• • هيقدر يساعدنى ؟!
ليقول لها بتأكيد
• اكيد هيقدر خصوصا انك عايزه المساعده دى وموافقه عليها ... بس اول حاجه لازم تتعمل انك تبعدى عنهم خالص
• ظهرت الحيره والخوف فقال هو سريعا
• • انا عارف انك مش بتثقى فيا رغم انك تحكيلى كل حاجه كده ده معناه انك من جواكى حاسه بالثقه نحيتى لكن انا عاذرك شوفى الشقه هنا لصديق ليا مسافر وانا بخلى بالى منها بساعد انها تتأجر فأحنى هنأجرها منه وتقعدى فيها ونشوف دكتور نفسى كويس وتروحي ليه ... ماشى
ظلت تنظر اليه واحساس غريب يتغلل اليها ..... امان احساس بالامان لم تشعر به منذ سنوات تشعر به الان يا له من شعور رائع حقا و كم كانت تفتقده قالت بهدوء
ما جعل قلبه يتألم حقا
• ياااااااااه انا بقالى كتير اوووى محستش بالامان ده صعب اوووى انك تعيش مع الناس المفروض انهم اهلك وتكون مفتقد معاهم الامان
• ابتسم ابتسامه صغيره يحاول ان لا يظهر ذلك الالم و الشفقه الذى يشعر بها ثم قال
• • خدى اجازه لمده اسبوعين علشان لو حد جه يسأل عليكى هنقول انك منقطعه عن العمل ومنعرفش عنك حاجه ولما أتأكد ان كل حاجه تمام تنزلى من جديد الشغل
هزت راسها بنعم ليكمل هو قائلا
• ومن بكره هشوف الدكتور
• عاد من افكاره وهو يفكر بقلق فغدا اول جلساتها مع الطبيب وهو حقا يشعر بالخوف عليها
• •••••••••••••••••••••••••••
كان يجلس على سريره ينظر الى صديقه الذى يعد حقيبته وهو يفكر كم مر عليه من الوقت لم يرى اخيه او اخذ اجازه وذهب الى البلده
كان يفكر ماذا عليه ان يفعل خاصه بعد مكالمه اخيه له بالامس
- وحشتنى جوى يا خوى هو احنى مش اهلك وناسك روحت و جولت عدولي
- ليقول صفى بشوق كبير لاخيه
- - وانت كمان يا خوى وحشتنى جوى جوى
ليقول عتمان بلوم
- ولما انا وحشتك ما بتجيش ليه يا واد ده انا خلاص بجيت أب
- ليغمض صفى عينيه بآلم للحظه واحده ثم قال بسعاده
- - الف مبروك يا خوى الف مبروك وربنا رزجك بأيه ؟
- بت زى الجمر شبه امها
- قالها اخيه بسعاده كبيره ليقول صفى بالم حاول اخفائه بمهاره
- - ربنا يبارك فيها يا خوى و عقبال ما تخويها
قال الاخيره بقلب يقطر دما وروح تزهق للمره الذى لا يعرف عددها
اراد ان ينهى تلك المحادثه اراد ان يوقف ذلك الالم ولكن اخيه وبدون ان يعرف اودعه قتيلا حين قال
- خد سلم على فتون وباركلها بنفسك
- اغمض عينيه بألم ودون اراده منه سقطت تلك الدمعه الخائنه من عينه حين سمع صوتها الناعم تقول
- - كيف حالك يا صفى
اجابها بصوت هادىء قدر إستطاعته
- بخير يا مرات اخوي ... مبروك ربنا يبارك فى المولوده
- لتصمت هى لثوانى ثم قال
- - فتون ... عتمان صمم انه يسميها فتون
شعر بصوتها انها تريد ان تألمه او ارادت ان تسمع اسمها منه و هذا يؤلم ايضا فهو يتذكر جيدا كلماتها له يوم اتمام خطبتها على اخيه حين اتصلت به وطلبت منه ان يقابلها مساء فى نفس المكان المعتادين القاء فيه وحين وقف امامها قالت له بغضب
( جاى تخطبني لخوك يا صفى بعتنى وبعت حب السنين والله لحرج جلبك زى ما حرجت جلبى )
وغادرت سريعا ليبكى هو ولاول مره جرح لن يندمل ابدا
عاد من افكاره فقال بصوت هادىء
- ربنا يبارك فيها و يخليكم ليها
- واغلق الهاتف سريعا فهو لم يعد يحتمل قلبه يؤلمه و يشعر ان روحه تغادر جسده
- و ها هو ينتظر انتهاء آسر من وضع ملابسه بالحقيبة حتى يغادروا يذهب ليرى ثمره ذبحه لقلبه بيده .... آسر الذى ينظر اليه بشك وعدم فهم فأمس اخبره انه سوف يذهب تلك الاجازه الى بلدتهم ورغم انه يسعد بذلك بدلا من جلوسه هنا بمفرده فى كل اجازه الا ان نظرته وصوته اخبره ان صديقه ليس بخير حاول معه بكل الطرق ان يفم ما به ولكن تلك الراس الصعيديه لم تلين و تريحه
- •••••••••••••••••••••••••••••••
كانت لمى تجلس ارضا كعادتها تكتب فروضها المدرسيه وهى تقول باعتراض
- لازم اذاكر .. اصل ياسمين و ورد شاطرين فى المدرسه وانا مينفعش كمان مكونش شاطره انا مالى انا ومال ورد وياسمين كل حاجه ورد و ياسمين
- لتقول جورى التى كانت تمر من خلفها صدفه وسمعت كلماتها وقالت
- - مش ورد وياسمين دول صحابك الى انت بتحبيهم و معاكى فى الفصل و ديما تقولى انهم بيجاوبوا كل الاسئله طيب اكيد انتِ كمان عايزه تبقى شاطره كده زيهم
نظرت اليها لمى بضيق ثم قالت
- الذكاء ده من عند ربنا انا مالى ... و بعدين انا مش غاويه مذاكره انا عايزه اتجوز واقعد فى البيت
- لترفع جورى حاجبيها باندهاش وهى تقول
- - ايه يا بنتى الى انت بتقوليه ده مش لما اتجوز انا الاول
ثم اقتربت منها وجلست امامها على ركبتيها وقالت
- لمى انتِ يا حبيبتى لسه مكملتيش عشر سنين جواز ايه الى بتفكرى فيه
- لتعتدل لمى جالسه وهى تقول
- - ايوه يا بنتى ... بصى البنت ملهاش الا بيت جوزها علام ايه ومذاكره ايه بقا متقرفوناش
كادت الصدمه ان توقف قلب جورى ولكن قبل ان تجيبها كان صوت والدتها يقول بعصبيه
- لمى ايه الى انت بتقوليه ده ... عيب كده يا بنت
- لتقف لمى تنظر الى والدتها بوجه طفولى باكى وقالت
- - هو انا قولت حاجه دلوقتى ... انتو كده على طول ظالمنى و ديما جاين عليا ما انا قاعده بذاكر اهو ليه تتريقوا عليا وتحسسونى انى غبيه و لا عشان انا الصغيره ومليش ظهر
كانت جودى تشعر بالصدمه ماذا تقول ابنتها و كانت جورى ايضا تكاد يتوقف قلبها من كلمات اختها الغريبه ولكنها رأت والدها يقف عند الباب ففهمت ما تقوم به الصغيره خاصه مع اقتراب والدها السريع و نظره اللوم فى عيونه لها و لوالدتها جثى امام الصغيره يمسح دموع التماسيح وهو يقول
- حبيبه بابا بتعيط ايه ؟
- لتبكى بصوت عالى وهى تأكد كلماتها السابقه وحين ضمها الى صدره ابتسمت بانتصار وخاصه بعد ان قال
- - خلاص يا جودى متعقديش البنت لمى شاطره ومفيش منها اتنين كمان انا هبقا اساعدها فى كتابه الواجب
ثم حمل الصغيره و توجه الى غرفته لتنظر كل من جودى و جورى لبعضهم بصدمه وكانت هى على كتف والدها تقول
- عرفت الى حصل ؟
- لينظر اليها باهتمام وقال
- - ايه الى حصل يا ذئرده
لتقول هى بسعاده
- ماما اقعدت مع أواب كتيرررررررررر و جورى كانت بتكلم آدم كمان كتيرررررررر وكانت مبسوطه اوى
- ليجلسها على السرير وهو يقول
- - طيب ده كويس فين المشكله
لتلوى فمها كالاطفال وقالت
- لم حريمك شويه يا حذيفه مش كده
- ثم نزلت عن السرير وهى تقول
- - انا مش عارفه ايه الرجاله دى يا اخواتى
و كان عليه الدور تلك المره للاندهاش والشعور بالصدمه
•••••••••••••••••••••••••••••
كانت ورد تجلس فوق سريرها تمسك احد الكتب تقراء فيها بصوت مسموت حين تجلس بجانبها ياسمين تستمع بتركيز شديد
صمتت ورد لعده دقائق تلتقط انفاسها ثم قالت
- ما تقرى انتِ يا ياسمين ... انا مش عارفه ايه فكرتك فى ان انا الى اقراء الروايات
- لتعتدل ياسمين فى جلستها وقالت
- - صوتك حلو اوى و بتقرى بطريقه مميزه كمان نبره صوتك بتتغير مع كل شخصيه وطريقه قرأتك للسرد بتختلف خالص عن الحوار علشان كده بكون مبسوطه اوى وانا بسمع الروايات بصوتك
ابتسمت ورد ابتسامه صغيره وهى تقول
- ثبتينى ثبتينى ماشى يلا خلينا نكمل
- وعادت من جديد تقراء وياسمين تستمع بتركيز وكانت زهره تقف عند الباب تستمع لذلك الحديث الذى ادخل السرور الى قلبها فعلاقه ابنتيها ببعضهما جيده وهذا حقا مفرح
- ••••••••••••••••••••••••••
كان عائد الى البيت فاليوم اخبره راجح انه سيقوم ايضا باجراء التحليل حتى يساعد فى انقاذ زوجه خاله وكان يشعر بسعاده كبيره فطوال الاسبوعان كانت علاقته بجورى هادئه وسعيده
اوقف التاكسى امام باب القصر وترجل منه فى نفس اللحظه التى فتح فيه الباب لتخرج سياره والده الذى ترجل منها حين رأى والده يقف هناك ضمه بقوه وهو يقول
- حمد الله على السلامه يا آدم
- ليبتسم آدم بسعاده وهو يقول
- - الله يسلمك يا كبير
نظر سفيان الى ولده بسعاده وفى نفس اللحظه خرجت سياره فجر من القصر لتجد ذلك المشهد امامها فترجلت هى الاخرى تضم اخيها بقوه وقالت بسعاده
- وحشتنى اوووى يا آدوم
- وفى ثوانى وقبل ان يجيبها ملىء المكان صوت طلقات ناريه جعلت مهيره تخرج الى الشرفه لترى ذلك المشهد المؤلم و فى لمح البصر سقط ذلك الجسد ارضا والدماء تملىء المكان مرافق لصرخات عاليه متألمه
يتبع
تكملة الروايه من هنا هنا
تعليقات
إرسال تعليق