الفصل الثامن و الاربعون
حين وصل آدم الى مقر عمله كان كله اصرار ان يقوم بما قد قرره ... سوف يطلب ان يكون فى كل مداهمة فى كل تأمين فى كل قضية تقترب من قريب او بعيد بهؤلاء القتلة ... و كأن القدر قد قرر تنفيذ رغبته فكانت البداية حين وصلت اخبار بوجود ارهابين فى احدى شقق بنايه سكنية مليئة بالاهالى العزل و البيت ملئ بالاسلحة و القنابل .... ان الامر خطير و لابد من انقاذ الموقف بشكل سريع و ايضا بحرص على سلامة المدنين ... فتوجهت القوات سريعا الى هناك و حاصروا المكان ... كان آدم يشعر بأنه على وشك تحقيق انتقامه و اخذ ثأر صديقه
كان الموقف شديد الصعوبة و تبادل اطلاق النار بين الشرطة و المجموعة الارهابية كان جميع سكان المنطقه يشعرون بالخوف و الرعب ... ان الامر يشبه ساحة حرب وكانت قوات الشرطة تبحث كل الحلول لانهاء الامر سريعا دون التسبب فى اى اذى للمدنين فقرروا اقتحام المبنى من الخلف فى نفس الوقت الذى تلهى مجموعة اخرى الارهابين بين تبادل اطلاق النيران و بين محاولة التفاوض على الاخلاء .... و بالفعل تم الامر بأقتحام البناية وسط تبادل اطلاق النار و اصابة بعض الجنود و بعض من افراد الجماعة الارهبية كان آدم فى مقدمة الجنود يريد ان ينول شرف اخذ ثأر صديقة بقتل و اصابه اكبر عدد من هؤلاء المغيبين الذين يتبعون اشخاص لا يتبعون دين الله و رسوله الكريم رغم رفع الشعارات الدينيه
و بالفعل تم اقتحام الشقة تحت وابل من الرصاص المتبادل و القبض على العناصر الارهابيه بين مصاب و قتيل .... و لكن للاسف و ككل مره سقط شهيد من الشرطة و االكثير من المصابين بين حالات حرجة و متوسطة و بالفعل نال آدم ما اراده و قتل الكثير منهم و اصاب ايضا الكثير و لكن و يالا الاسف اصيب هو ايضا
كان ممدد على السرير فى غرفة المستشفى بعد ان تم خياطة جرحه لينال بعض الراحة حين اقتحمت جورى الباب و خلفها مهيره و سفيان الذى يرتسم الخوف جليا على ملامحه و ذلك الخوف المرسوم على وجهه جعل قلب آدم يشعر بالحزن من اجل والده
- انت كويس يا آدم ... قولى يا ابنى و طمنى عليك
قالت مهيره ذلك و هى تبكى بخوف و رعب حقيقى كذلك الخوف الذى يرتسم على ملامح جورى التى تنظر اليه بصمت رغم دموعها التى تغرق وجهها ... ليبتسم آدم بأرهاق شديد و قال
- يا جماعه انا كويس دى اصابة بسيطة ... المهم انى اخدت تار راجح ... وارتحت
ليقترب سفيان من سرير ابنه و هو يقول بصوت مهزوز لاول مره يشعر بكل ذلك الخوف وخاصه ان تلك المداهمة كانت تعرض على شاشات التلفاز و كان الامر يحدث امام كل الناس التى كانت تضع يدها على قوبهم من الخوف
- الحمد لله يا ابنى انك بخير ... ربنا يحميكم من كل شر
ليستند آدم برأسه على الوسادة التى خلف رأسه و قال
- بس للاسف لينا زميل استشهد ... مفيش مره نخرج فيها نقابل المجرمين دول الا ولازم يقع مننا حد
ليجلس سفيان بجانبه و قال بهدوء قدر استطاعته
- انتوا كلكوا ابطال و رجاله ... ربنا يحميكم من كل شر و يرحم كل الشهداء البلد دى هتفضل بخير طول ما انتوا موجودين يا ابنى و طول ما انتم مؤمنين برسالتكم
امن ادم خلفه ثم نظر الى جورى الصامته و قال
- ايه يا جورى ساكته ليه
لم تجيبه بشئ فقط ظلت صامته تنظر اليه بعيون باكيه ... ثم تحركت لتقف امام النافذه الكبيرة بعد ان فتحتها تستنشق بعض الهواء البارد علها تهدىء من كل ذلك الخوف بداخلها و احاساها بالرغبة فى البكاء و الصراخ بصوت عالى ... اقتربت مهيره من ولدها وربتت على راسه و قالت
- معلش يا حبيبى هى مصدومة و خايفة الموضوع مش سهل عليها و علينا
- عارف يا ماما و الله و حقكم عليا بس اعمل ايه ده شغلى
ثم صمت قليلا ينظر الى جانب وجهها و قال
- ... طيب ممكن تسيبونا لوحدنا شوية بعد اذنكم
ليربت سفيان على قدم آدم و حاوط كتف مهيره و خرجا من الغرفه ليجاهد آدم حتى يقف على قدميه و توجه اليها ليضمها بقوه و هو يهمس بجانب اذنها
- اعتذراتى كترت انا عارف ... بس هعمل ايه ؟ بجد مش عارف اقولك ايه ؟
نظرت اليه من بين دموعها و قالت
- متعتذرش مش محتاج تعتذر .... بس قولى اتعامل ازاى مع خوفى .... قولى ابقا قويه ازاى و استحمل الرعب عليك فى كل يوم بتخرج فيه من البيت ... قولى يا آدم اعمل ايه ؟
ليشد من ضمها الى صدره وقبل جانب عنقها و هو يقول
- مش محتاج منك تكونى قوية و لا محتاج منك انك متخافيش ... و لا مطلوب منك تخبى خوفك ... انا بس محتاج منك انك تكونى جنبى و معايا ديما و متبعديش عنى و ديما حضنك يكون مفتوح علشانى احنى سوا وده كفايه
التفتت اليه تضمه بقوه و هى تبكى بصوت عالى لياحوطها بيده السليمة و ظل يربت على ظهرها حتى هدأت تماما ليقبل جانب رأسها و هو يقول من جديد
- انا اسف يا جورى ... اسف حقيقى
- الحمد لله انك بخير ... الف سلامه عليك يا ادم
قالتها من وسط شهقاتها ليقبل دموع عيونها التى تسيل فوق وجنتيها و هو يعتذر من جديد و كانت هى تدعوا الله من قلبها ان يحميه لها من كل شر و ان يقويها على ذلك الخوف
فتح الباب واشار لها بالدخول لتنظر اليه بحب كبير و هى ترى كل جزء فيه كما تمنت .. فأواب تفنن فى تنفيذ رغباتها كامله و يسالها دائما لما هى تحبه لما لا ترى غيره .. كيف لا يستوعب قدر حبها له
ابتسمت و هى تتذكر ما حدث فى (( شهر العسل ))و اصابة قدميها .. و كيف كان يتعامل معها بخوف و حرص شديد حتى تحسنت حالتها
التفتت تنظر اليه بابتسامة واسعة و هى تقول
- انت عارف انى بحبك مش كده ؟
ليبتسم بسعادة و هز راسه بنعم .. لتكمل قائلة
- و عارف كمان انك اغلى ما بحياتى ؟
لتتسع ابتسامته و هو يهز راسه من جديد بنعم لتقترب هى خطوتان و قالت بمرح
- تسمحلى بالرقصة دى ؟
ليقطب جبينه بحيره و عدم فهم لتخرج هاتفها من جيب فستانها و ثوان كانت موسيقى هادئه تملئ اركان المكان ليبتسم ابتسامة هادئة و هو يتمايل معها على تلك النغمات عيونهم تحكى قصه حب كبير وايضا قلوبهم التى تنبض بعنف داخل تجويف صدرهم .. اقترب أواب يقبل جانب فمها و هو يقول
- انا فى دماغى دلوقتى كميه افكار .... هتكسر الدنيا
لتتسع ابتسامتها و هى تقول بتحدى
- خلاص خلينا نشوف مين هيكسر الدنيا اكتر
ليضحك بصوت عالى و حين هدأت ضحكاته قال بصدق
- الخساره قدامك يا فجرى اكبر مكسب
لتضمه بقوة و هى تهمس بجانب اذنه
- انا بحبك يا قلب فجرك
حين انتهوا من الرقص جلسا سويا على الاريكه الكبيره التى تتوسط صالة منزلهم ليقول أواب بعد ان قبل يديها
- ها تحب نروح نزور خالى انهاردة و لا نروح لعمتك
رفعت اصبعين امام وجهه و قالت
- الاتنين نتغدى عند عمتى و نتعشى عند خالك ... ايه رايك ؟
ليهز راسه دليل على موافقته لتقف هى سريعا تقول بحماس
- نغير بقا و ننزل على طول علشان هما وحشنى اوووى
كان استقبال حذيفه و جودى لهم ملئ بالسعادة و الراحة فتلك الابتسامة الرائعة التى ترتسم فوق محيا اواب تجعلهم يشعرون بالراحة و الاطمئنان
جلست فجر تقص عليهم بعض مما حدث معهم فى تلك الرحلة الرائعة ... و ظلت تصف شهر عسلها بأنه الاعظم على الاطلاق اقتربت لمى من فجر و قالت
- هو يعنى ايه شهر عسل ؟ شهر بتاكلوا فيه عسل بس يعنى ؟
لتضحك فجر بخجل ليقول حذيفه موضحا بهدوء
- اول شهر فى الجواز يا لمى بيقولوا عليه شهر عسل
نظرت لمى الى والدها و قالت بملل
- ما انا عارفه بس عايزة اعرف بيعملوا ايه يعنى فى شهر العسل و بعدين فجر مبسوطه اوى كده ليه يعن علشان كانت هى و أواب مع بعض لوحديهم مش كده حرام ؟ مش انت اولتيلي ان مينفعش بنت تفضل مع ولد لوحدهم
ليضحك الجميع بصوت عالى بين ضحكات مندهشة و ضحكات من الصدمة و الخجل
لتقول هى بنفاذ صبر
- على فكرة بقا انتوا بتتعاملوا معايا وحش جدا ... و انا مش هكلمكم تانى ابدا
كانت الجلسة مليئة بالضحك و السعادة حتى قالت جودى ما حدث لراجح و شرحت حاله آدم التى شرحتها لها چورى لتقف فجر سريعا و قالت بغضب و حزن شديد
- كل ده يحصل لاخويا و محدش يقولى
و توجهت نحو الباب يلحق بها أواب الذى شعر بالضيق ايضا و الخوف على آدم و اخته و كل ما حدث
حين وصلت فجر الى القصر كان آدم يجلس بجانب والدته التى رغم صغر حجمها بالنسبه له تضمه بحنان و تجلس چورى جواره من الجهه الاخرى و يجلس سفيان امامهم ... دخلت فجر فتح لها سفيان ذراعيه لتلقى بنفسها بين احضانه الدافئه و هى تبكى ليربت سفيان على راسها بهدوء و حنان و هو يقول
- بس يا حبيبة بابا .. بس يا فجر ايامى بس و حشتينى اوووى يا بنتى اوووى
نظرت اليه من بين دموعها و قالت
- و انت كمان وحشتنى اووى يا بابا و حشتونى كلكم
ثم نظرت الى والدتها التى فتحت ذراعها الاخر لتلقى بنفسها بين احضانها و قالت بلوم وهى تنظر الى عيون شقيقها
- كل ده يحصل و محدش يعرفنى ... ليه ؟
ليبتسم آدم بمشاغبه و قال
- انا شهر عسلى انضرب بالنار .. قولنا الامل فيكم
ليضحك سفيان و مهيره بصوت عالى فى نفس اللحظه التى ركضت چورى الى احضان اخيها المرحبة بها تبكى امان كانت تحتاجه ... و راحة وجود الاخ السند
جلس الجميع بعد الكثير من الحديث و اللوم يطمئن كل منهم على الاخر ... وكم كانت جلسة مميزة خاصه مع مرح آدم الغير معتاد على الجميع
ظلت طوال الليل جالسه على تلك الاريكة الموجوده فى احدى ممرات مركز الشرطه يدها فى تلك الاساور الحديدية التى يشاركها لها العسكرى ... تبكى بعض الاحيان ... و تصمت احيان اخرى ... سارحه بعض الوقت و تتحدث مع نفسها احيانا اخرى حتى الصباح .... حضر الضابط الذى امر بتحويلها الى المركز لعرضها على النيابه و التحقيق معها
كادا و الديها ان يدخلوا مركز الشرطة حين شاهدوها تغادر يدها مكبلة بيد العسكري حين وقعت عيونها عليهم صرخت بصوت عالى و سارت تبكى بحدة و هى تقول
- شوفت يا بوى شوفت صفى عمل فيا ايه ؟ عايز يخلص منى زى ما خلص من عتمان عايز ياكل الورث كله لوحده ... انچدنى يا بوى
- ما تخفيش يا بتى انا چاى وراكى و هجوملك محامى كبير
قالها والدها و هى تصعد الى سيارة الشرطة التى ستوصلها الى النيابة ... ليصعد هو الى سيارتة و جواره والدتها التى تبكى بقهر و هى تدعوا على صفى و والدته
حين وصلت الى مبنى النيابة اجلسها العسكرى على الكرسى و طلب من العسكرى الواقف امام باب النائب العام يخبره بالامر واعطاء الملف الذى كان بحوزته
كانت صامته تماما تحاول ترتتيب افكارها وحتى تستطيع الخروج من تلك المشكله هى تعرف جيدا ان الدم الفاسد التى كانت تضعه الى عتمان فى الطعام سيقتله بالطئ و ايضا لا يستطيع احد كشفه فلتهدء و تستمر فى القاء التهمه على صفى و هكذا لا يكون لها او لنسيم
بعد عدة دقائق دلفت الى مكتب وكيل النيابة الذى كان ينظر اليها بتفحص و هدوء شديد .... ظلت واقفه مكانها حتى اشار لها بالجلوس لتجلس بهدوء بعد عن خلع العسكرى عن يديها القيود
اشار وكيل النيابة الى الشخص الجالس بجانبه و قال مباشرة
- ما قولك فيما هو منسوب اليك بقتل زوجك السيد عتمان ؟
نظرت اليه و قالت بهدوء شديد
- محصلش
- و ما قولك فيما وجود فى خذانة ملابسك ؟
- معرفش عنهم حاچه
اجابت بهدوء شديد و ثقه لم تخيل على من يجلس امامها ليقول من جديد
- و ما قولك فى اتهام شقيق زوجك لك بقتل شقيقه متعمدة ؟
نظرت اليه بهدوء شديد و قالت بغل و حقد
- عايز يخلص منى زى ماخلص من اخوه علشان ياخد الورث كله لوحده
ظل وكيل النيابه ينظر اليها بهدوء شديد ثم هز رأسه و اخرج هاتف صفى و اعاد تشغيل احدى الفيديوهات و جعلها تشاهده لتشهق بصوت عالى ليبتسم بسخرية ... ثم اسمعها مقطع صوتى ليظهر صوتها واضح لها و لهو و هى تخبر عتمان انها تريد التخلص منه حتى يمهد لها الطريق للوصول لاخية
ظلت صامته تنظر الى وكيل النيابه بصدمة ليقول بابتسامة سخرية باردة
- امرنا نحن و كيل نيابه (.....) بحبس المتهمة فتون سيد حسان اربع ايام على ذمه التحيق و ايضا امرنا بأرسال الخمس زجاجات الى المعمل الجنائى لتبين ما تحتوية
ثم ضغط ذلك الذر الموجود بجانبه وحين وقف العسكرى امامه قال
- خدها على الحجز يا ابنى
ظلت صامته و كأنها فى عالم اخر ... حتى حين قابلت والديها بالخارج لم تنطق بحرف واحد ... ليطلب المحامى الدخول الى وكيل النيابة حتى يطلع على القضية و بعد بعض الوقت خرج المحامى ينظر الى سيد و قال
- انا اسف مش هقدر اترافع عنها ... لانه ببساطه هناك ادلة قويه تدينها و تنهى القضية ... و انا مش بشتغل فى الخسران
وغادر دون كلمة اخرى .... لينظر سيد الى زوجته بحيرة و صدمة ... و ايضا خوف كبير
كان يقف فى مطبخ منزلهم يعد الافطار فى عادة جديدة عليه من بعد زواجهم يستيقظ مبكرا يعد افطار خفيف و كوبان من العصير و يدلف الى غرفه النوم يفتح النافذه الكبيرة لتستيقظ هى بأبتسامة تخطف انفاسه و قلبه فى كل مره ... ليقترب منها يضع ما بيده فوق اقدامها ينتظر اطعامها له و كأنه طفلها الصغير الذى ينتظر عطف والدته و حنانها و هى لا تتاخر بل تبقوم بذلك بحب كبير تظل نظراتهم تحكى حبه كبير يسكن قلوبهم
غادرت السرير بعد انتهائهم من تناول الافطار متوجه الى المطبخ تنظف الاطباق حتى يأخذ هو حمامه ليذهبوا الى الورشة يدهم بيد بعض بين همسات الجميع السعداء بتغير عمر الى الافضل و عودته للحياة و عن تلك الابتسامة التى لا تفارق وجهه و هدوئه الذى يجعل جميع من بالورشه يعمل بهدوء و راحه نفسيه
فبعد قضائهم بعض ايام فى تلك المدينة الساحرة اتصل به احد شركائه بالورشة و اخبره عن معرض مهم و كبير وعن اهمية المشاركه فيه للورشة ... لتتحمس مريم كثيرا لذلك الامر و تقرر العوده فى نفس اليوم و من وقتها و العمل على قدم وساق فى الورشة فالكل يرغب فى المشاركة
حين اوقف السيارة امام الورشة ظل ينظر اليها بصمت لتقطب جبينها بحيرة وقالت
- مالك بتبصلى كده ليه ؟
ليبتسم ابتسامة صغيرة وهو يقول بصدق
- بحاول اشبع منك .... علشان من اول لما بندخل الورشة مش بعرف لا اشوفك و لا اكلمك
لتبتسم بسعادة كبيره و هى تقترب منه بو طبعت قبله صغيره على وجنته و هى تقول
- دى كده تصبيرة صغيرة على ما نروح بيتنا
لتتسع ابتسامته من و هو يقول بصدق و حب كبير
- ربنا يخليكى ليا يا مريم يا نور حياتى و بدايتى الجديدة
لو يعلم ما تأثير كلماته عليها ... و كيف تحلق فى السموات السبع بسعادة كبيرة و كيف تشعر ان كل الكون جميل و رائع و لا ينقصه شئ خاصة بوجوده ... لعلم لما هى تحبه و تتمنى قربه دائما و ايقن انها اصبحت ملكية خاصة له لن تنتهى الا بموتها
استيقظت موده متأخرة فى لم تستطع النوم براحه من كلمات والدها و نظرات عينيه ... و ما كا يقلقها اكثر هو معرفه بلال بالامر ... فهى لا تعلم بما يفكر الان ... خاصة مع كلماته لها و نظرة عينيه لها
اغمضت عينيها تتذكر حين ضمها الى صدره بقوه حانية ... و كم شعرت بالامان بين ذراعيه و ذلك جعلها تشعر بألم قوى فى قلبها و شعور قوى بالخيانة لراجح .... ظلت كلماته تتردد داخل عقلها تجعلها تتوه بين ذلك الاحساس الذى شعرب به و هى بين ذراعيه و بين معنى كلماته انها وصية راجح و لابد من الحفاظ عليها
اخذت نفس عميق فى محاوله لاخراج كل هذه الافكار المؤلمة لتسمع طرقات على باب غرفتها لتغمض عينيها بخجل و كانه يراها ليطرق الاب من جديد و هو يقول
- موده انت صاحية
لم تجيبه و لكنها غادرت السرير و هندمت خصلاتها و فتحت الباب تنظر له بخجل شديد و قالت
- صباح الخير
ليبتسم ابتسامة صغيرة و هو يقول
- صباح النور .. الفطار جاهز
لتنظر اليه و قالت بأسف
- اسفه انى اتاخرت فى الصحيان و
ليضع اصبعه فوق شفاهها يسكت سيل كلماتها و هو يقول بأبتسامة صغيره و نظره عينيه تحكى الكثير و هو يقول
- مش محتاجه تعتذرى و مش محتاجة تبررى و مش فرض و واجب عليكى انك تعملى ليا اى حاجة الا اذا كنت عايزة تعمليها من جواكى
كانت تنظر اليه بأندهاش و صدمة و قلبها يضرب بقوة داخل صدرها و كان هو ينظر الى عمق عينيها بعشق لا يخطئه احد لكنها لا تستوعبه او تفهمه و كان هو لا يستطيع ايقاف ما يفعله فبعد ان تعرف على احساس ضمه لها .. و وجودها بين ذراعيه لم يعد يستطيع الابتعاد عنها و ان يتعامل معها على انها غريبة عنه فهو الان اصبح يريد قربها ان يكون جزء منها و تكون كله ان تتغلل فيه تسرى فى وريده
- و بعدين انا كمان عاملك مفاجئه بعد الفطار
قال ذلك و هو يمسك يدها و يسير بها فى اتجاه طاوله الطعام كانت تسير بجانبه لا تفهم بماذا تشعر ... و من داخلها احساس قوى يجعلها لا تستطيع الاعتراض او رفض كل ما يحدث
طوال فتره تناول الطعام كانت تنظر اليه بصمت و كان هو يرتسم على وجهه ابتسامة ناعمه لم تراها يوما ترتسم على وجهه من يوم معرفتها براجح .... راجح حين تذكرته وقفت سريعا تتنفس بصوت عالى ليقف هو الاخر ينظر اليها بقلق و قال بخوف
- مالك يا موده فى ايه ؟
تجمعت الدموع فى عيونها و هى تقول
- انت نسيت راجح مش كده خلاص صح ... نسيته و عايز تعيش حياتك
لتظهر الصدمة جليه على وجهه و ظل صامت امام هجومها القوى
يتبع
تكملة الروايه من هنا هنا
تعليقات
إرسال تعليق