القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية للعشق أسياد الجزء الثانى من الفصل الخامس و الاربعون في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله

للعشق أسياد


الجزء الثانى من الفصل الخامس و الاربعون


وصل ادم امام ورشه بلال اوقف السياره امام الباب مباشره و ظل ينظر اليها و كأنه ينتظر خروج راجح الان له كما اعتاد احيانا ... و لكن مر عده دقائق و لم يخرج ليغمض آدم عينيه بألم ثم اخذ نفس عميق و نظر الى جورى التى كانت تنظر اليه بحزن شديد و تفهم و قال بهدوء قدر استطاعته

- استنينى هنا على ما اتكلم معاه ماشى

هزت راسها بنعم ليترجل من السياره و ظل واقف مكانه لعده ثوان يحاول تمالك اعصابه ثم دلف الى الداخل يبحث بعينه عن رائحه راجح فى ذلك المكان يتمنى ان يجده امامه و لو لدقيقه واحده اغمض عينيه لثوانى يحاول عبور تلك الصدمه تصديقها عل هذا الالم يقل و يختفى فتح عينيه و نظر فى اتجاه مكان جلوس بلال ليصدم من هيئته و جهه شديد الارهاق و عينان شديده الحمره ذقنه ناميه و ملابسه غير مرتبه اخذ نفس عميق وتوجه اليه و هو يدعوا الله بداخله ان يستطيع التعامل مع هذا الموقف الصعب

حين شعر بلال بأقتراب احد منه رفع راسه عما كان نفعل لينظر من القادم و حين وجده آدم وقف سريعا و اقترب منه يضمه بقوه و كأنه يحتضن به اخيه الذى رحل و ترك خلفه جرح كبير لن يطيب يوما ... من الممكن ان تهدء روحه المتألمه ... و ان تشغله الحياه عن الحزن قليلا لكن سيظل جرح فراقه و وفاته ندبه واضحه لن تختفى و كان آدم يضمه هو الاخر يبحث فيه عن صاحبه صاحب الابتسامه المستمره و المرح الذى لا يتوقف و الرجوله التى لا مثيل لها كل منهم كان بداخله نار تشتعل و روح تتألم و لا سبيل امامهم للراحه بعد دقيقه كامله ابتعد بلال ينظر الى آدم بعيون دامعه و ابتسم ابتسامه صغيره حزينه و قال

- غبت عنى ليه يا آدم ... مش كفايه اتحرمت منه

اخفض آدم راسه بخجل و هو يقول

- انا اسف يا بلال بس مكنتش قادر اصدق و لا استوعب كل الى حصل كنت موجوع و مصدوم ... كنت تايه يا بلال تايه

هز بلال رأسه بتفهم و اشار له ان يجلس تقدم آدم خطوتان و جلس على الكرسى الموجود امام المكتب يجلس بلال امامه ليطمئن كل منهم على الاخر و كلمات مواساه لا تساعد بشئ حتى قال آدم

- اخبار ارمله الشهيد ايه ؟

اخفض بلال راسه قليلا ثم قال

- اصلا انا كنت هتصل بيك اول الاسبوع الجاى

ليقطب آدم حاجبيه بحيره و هو يشعر ان هناك خطب ما و قال سريعا

- هى موده حصلها حاجه ؟

ليهز بلال رأسه بلا و هو يقول

- كنت هتصل بيك علشان عايزك تشهد على عقد جوازى انا و موده

وقف آدم ينظر الى بلال بصدمه و غضب شديد ثم امسكه من مقدمه ملابسه و قال بصوت عالى

- اخوك مكملش اسبوع متوفى وانت طمعت فى مراته

- دى وصيه راجح

قالها بلال بهدوء و حزن ليتوقف آدم عن تحريك بلال بقوه و الصدمه ترتسم على وجه و الزهول ليخرج بلال وصيه راجح التى لا تفارقه و اعطاها لآدم الذى امسكها بيد مرتعشه و فتحه يقرأ ما فيها بعيون دامعه و قلب متألم و عند نهايه الوصيه لم تعد قدماه تحملانه يتهاوى على الكرسى و الحزن يرتسم على ملامحه و بقوه خاصه مع كلمات بلال

- انا ضحيت بعمرى كله علشان راجح ... كنت عايش و بشتغل علشانه نسيت نفسى و نسيت اتجوز علشانه مفرحتش بحاجه فى حياتى علشان هو يشوف كل الفرح اللى فى الدنيا .. راجح مكنش اخويا يا آدم راجح كان ابنى اللى مخلفتوش و لا هخلفه

ثم جلس بتهالك على الكرسى المواجه لآدم و اكمل قائلا

- انا جوا قلبى حاجات كتير دفنتها جوايا من زمان علشان خاطره و بعد استشهاده دفنتها معاه فى قبره يا آدم و الميت مبيرجعش

خيم الصمت علهم و كل منهم لا يستطيع وصف احساسه و صدمته و حزنه .. و بعد عده دقائق وقف آدم و هو يمد يديه بالورقه وقال بصوت لا روح فيه

- انا اسف يا بلال مش هقدر احضر ... مش هقدر

و غادر سريعا تاركا خلفه رجل لم تبكى عينيه يوما الا موت والده و اخيه الان يبكى ظلم كبير كتب فى قدره و لا يوجد امل فى رفعه عنه يوما

و كان آدم يغادر الورشه و كأن عفاريت العالم تتطارده غضب كبير بداخله و احساس قوى بالرغبه فى الصراخ بصوت عالى ... رغبه قويه فى تحطيم اى شئ احساس خانق لا يستطيع استيعابه ولا تخيله ... و حين لمحته جورى على تلك الهيئه شعرت بالخوف و حاله من الرهبه و عدم الفهم .. ماذا عليها ان تفعل الان .. ان آدم فى حاله غريبه تخشى اذا تحدثت ان تزيد ما به و تخاف ان لا تتحدث فيكون هو بحاجه الى صوتها و كلماتها لتهدئه و لكنه قطع تفكيرها و هو يصعد الى السياره و قادها بسرعه كبيره جعلتها تشهق بخوف و تتشبث بمقعدها بعد ان اعادت حزام الامان حولها من جديد ... كان يقود السياره بسرعه عاليه و كأن غضبه هو ما يقودها و ليس هو و كانت هى تتابع الطريق تاره و تنظر اليه برعب تاره اخرى حتى وصل الى ذلك الجبل العالى اوقف السياره بقوه لتصدر صوت عالى جدا و جعلت جورى تنتفض فى جلستها و لولا الحزام لصطدمت راسها بمقدمه السياره ... ترجل من السياره فور توقفها و تقدم من حافه الجبل و وقف ينظر الى كل ما هو اسفله واضع يديه على خصره يتنفس بسرعه و بصوت عالى ... هدأت جورى قليلا ثم ترجلت هى الاخرى من السياره لكن قبل ان تتحرك خطوه واحده كان آدم يصرخ بصوت عالى اجفلها

- ليه يارب الوجع ده كله ليه .. ليه حرقه القلب ... ليه ياااارب ليه .. راااااااااااجح ... انا عارف ان ليك حكمه بس لييييه هو ليه

لتقترب منه سريعا تضمه من الخلف بقوه ليقول

- ليه يموت قبل ما يفرح قبل ما يعيش كل احلامه مع موده ... ليه حلمه حد تانى يحققه لييييييييه لييييييه

كانت مع كل كلمه يقولها تضمه اقوى و كأنها تود لو تخبئه داخلها و تغلق عليه ضلوعها تحميه من ذلك الالم الحاد و القوى

- قلبى واجعنى يا راجح انت سامعنى قلبى واجعنى يا صاحبى مش هقدر اقف جمب اخوك فى يوم زى ده مش هقدر اشوف اسم تانى غير اسمك بيتكتب جمب اسمها حتى لو كان اخوك مش هقدر

استوعبت الان ان الامر يخص موده و لكن كيف ستتزوج و الان و لم يمر على وفاه راجح يومان الم تكن تحبه و كما فهمت من آدم كانت لهم قصه حب قويه تنافس قصص الحب و الرومانسيه القديمه ... ظلوا هكذا لعده دقائق حتى هدئ آدم تماما و استوعب كل ما يحدث حوله ليبتعد عنها قليلا و هو ينظر اليها بضعف و لاول مره تراه جورى فى هذه الحاله و ترى تلك النظره فى عينيه لتفتح ذراعيها من جديد ليرتمى بين ذراعيها كطفل صغير يبحث عن الامان فى حضن والدته و هو يهمس

- انا تعبان اوووى يا جورى ... اوووى

قبضه من حديد تمسك بقلبها لتقول من بين دموعها

- انا موجوده يا آدم ارمى حملك عليا و خلينى اشيلوه معاك

ابتعد عنها قليلا و هو يقول بأرهاق

- تقدرى تسوقى ؟

هزت راسها بنعم ليسير بجانبها حتى صعد الى السياره و صعدت هى على كرسى السائق و بدأت فى التحرك ليغمض هو عينيه بأستسلام و كأنه يهرب من الواقع الى النوم لتتنهد جورى بقلق و خوف و لكنها انتهزت الفرصه و ارسلت رساله صغيره الى خالها حتى يكون فى انتظارهم فحاله آدم سيئه بالفعل بقلمى ساره مجدى

***********************************

كانت تقف داخل المطبخ تحضر طعام عتمان بعد ان وضعت الطعام لحماتها و صفى و ضرتها التى تبغضها .. نعم هى ضرتها فهى لا تعتبر نفسها زوجه عتمان هى ترى نفسها زوجه صفى فقط و لن تسمح لها يوما بأن تنعم به

نظرت الى الباب نظره سريعه حتى تتأكد ان لا احد يراها ثم اخرجت تلك الزجاجه الصغيره التى تخبئها بملابسها و وضعتها فى الطعام كله لم تترك شئ لم تضع ما فى الزجاجه فيه و قلبته جيدا ثم خرجت و توجهت الى غرفه عتمان و بدات فى اطعامه رغم اعتراضه و نظراته اليها التى تخبرها انه يعلم جيدا ما تفعله و ما تقوم به ... و لكنه اصبح بلا حول و لا قوه لكنه يريد ان يخبر اخيه بما يشعر سيحاول ان يتكلم

كانت تبتسم له بشماته و هى ترى عجزه امامها صحيح لم ترى من عتمان شئ يؤذيها و لكنه كان عقبه كبيره فى طريقها لحلمها كان السبب فى هدم حياتها بأكملها و كان عليه ان يدفع ثمن ذلك

انتهت من اطعامه و تأكدت من انها اعطته ما تريد حتى يتم مرادها و من الواضح انه اقترب بشده عادت الى المطبخ تغسل الصحون سريعا قبل ان يراها احد بقلمى ساره مجدى

*****************************************

كانت تجلس فى المدرجات تنظر اليه و هو يقوم بتدريبات الاحماء بعد ان رحب به زملائه و مدربه ترحيب شديد و بعد ان قام بتعريفهم بها اجلسها فى مكان مميز حتى يستطيع رؤيتها بسهوله و طوال الوقت

انتبهت الى اصوات خلفها لكنها لم تلتفت و لم تهتم فشئ طبعيى حضور بعض اعضاء النادى للتمرينات ... و لكن ما يقولوه وصلها بوضوح

- الا صحيح من البت اللى كانت داخله متشعقله فى دراع كابتن محمد دى

لتجيبها فتاه اخرى بأستهزاء

- تلاقيها معجبه .. و لا يمكن واحده قريبته و شبطت فيه تيجى معاه النادى

لتقول الاخرى

- انسوها بقا و قولولى ايه رأيكم نروحله بعد التمرين نسلم عليه و نعرض عليه انه يقعد معانا شويه و كمان نطمن عليه بعد الحادثه اللى حصلت

كانت تشعر بالضيق و كأن ما كانت تخشاه قد حد امامها لكن فى وسط كل ذلك لمعت كلمات والدها فى عقلها و ايضا سعاده محمد بها و هو يقدمها لزملائه و مدربه و يخبرهم بفخر

- احب اعرفكم زينه خطيبتى .. فى الحقيقه كاتبين يعنى بس لسه خطيبتى

لتضحك بخجل مع اصوات الجميع المهنئه و السعيده من اجلهم و حين اجلسها فى مكانها الان و قبل يديها بسعاده و قال

- هنا هبقا شايفك طول الوقت

انتبهت من افكارها على احدى الفتايات تقول

- معقول يكون كابتن محمد بيشاور لنا يا بنات

لترفع زينه يديها تشير له ... و ترسل اليه قبله فى الهواء ليردها لها بسعاده و هو يقترب من مكان جلوسها و قال

- حبيبتى هغير بس و اجيلك هوا

لتهز راسها بنعم ... ثم وقفت على قدميها و نظرت الى الفتايات و قالت

- انا اللى كنت متشعبطه فى ايد محمد ... و انا مش معجبه و لا قريبته .. انا مراته عن اذنكم

و غادرت بثقه و ثبات و هى تدعوا لوالده و تاركه خلفها الثلاث فتايات فى حاله صدمه ... وقفت على اول الدرج تنتظره و على وجهها ابتسامه سعاده حين وقف امامها قال

- ها حبيبتى تحب تروح فين ؟

- و لا اى مكان خلينا هنا فى النادى ايه رايك ؟

قالتها بأبتسامه واسعه ليقول هو بأبتسامه

- انا تحت امرك ... تعالى بقا افرجك على النادى كله

هزت راسها بنعم بسعاده كبيره و حاوطت ذراعه و سارت بجانبه بفخر ... و كان هو رغم ساعدته التى لا توصف بتصرفاتها التى تلمس قلبه و روحه الا انه يشعر بالاندهاش لكن لا يهم ما يهمه انها تتقرب منه تحبه و غير ذلك لا يهم


***************************************

اليوم لم تذهب الى الشركه فهى حقا تشعر بألم قوى فى راسها و تعاملت بمهنيه و اتصلت لتأخذ اجازه اعتدلت من نومها لتستند بظهرها الى السرير و اغمضت عينيها بألم فمن الواضح انها على وشك الاصابه بالانفلونزا ظلت مغمضه العين لبعض الوقت حتى تستطيع الوقوف و الخروج من الغرفه حين علا صوت هاتفها لتجيب دون ان تفتح عيونها ليصلها صوته الغاضب و هو يقول

- انتِ فين يا هانم و اجازه ايه اللى واخداها و معرفتينش ليه ؟

كانت لا تستطيع الحديث فعلا فكل جزء فى جسدها يأن الماً و لكنها جاهدت نفسها حتى قالت

- صهيب انا بجد مش قادره اتكلم

حين وصله صوتها وقف على قدميه بخوف وهو يقول

- مالك يا بلسم فيكى ايه ؟ انا جاى حالا

لم تستطع قول شئ وهو لم يسمح لها من الاساس فقد اغلق الهاتف سريعا ظلت هكذا حتى شعرت بالباب يفتح وصوت امها يناديها برفق لم تستطع ان تجيبها بشئ لتقترب منها والدها تضع يديها على وجهها حتى توقظها لتجد ان حرارتها مرتفعه بشده لتشهق بخوف و خرجت سريعا تنادى على والدها فى نفس الوقت الذى علا فيه جرس الباب

اتصل صهيب بالطبيب الذى لم يتأخر فى الحضور و اخبرهم انها مصابه بنزله برد قويه كان صهيب يشعر بخوف كبير عليها حين كان الطبيب يعاينها لم يستطع الجلوس كوالدها الذى كان يراقب كل حركه منه بسعاده رغم قلقه على ابنته الا ان رؤيه خوف صهيب عليها تجعله يشعر من داخله بالاطمئنان على وحيدته انه زوجها الى رجل حقيقى و حين خرج الطبيب دخل اليها سريعا و جثى ارضا على ركبتيه بجانب السرير ينظر اليها بقلق و خوف و يديه تربت على اطراف اصابعها الموصول فيها المحلول ... اقترب الاستاذ عبد الرحمن منه و ربت على كتفه و قال

- قوم يا ابنى اقعد على الكرسى

لم ينظر اليه و لم يتحرك من مكانه و لكنه قال

- انا كويس كده يارب بس هى تكون كويسه

ليربت على كتفه من جديد و قال بأصرار

- ان شاء الله هتكون كويسه بس قوم اقعد على الكرسى انا قربته ليك

ليرفع صهيب عينيه اليه لشير له باصرار فوقف سريعا و زاد من اقتراب الكرسى اكثر للسرير و عاد ينظر اليها بقلق ... ظل والدها ينظر اليه ثم ابتسم ابتسامه صغيره و غادر الغرفه حين شعر صهيب انه اصبح بمفرده معها اقترب يقبل جبينها بحب و خوف واقترب من اذنها وهمس باسمها ثم قال

- - الف سلامه عليكى يا بلسمى و بلسم جروحى ... انا خايف عليكى اوووى بس كمان هفضل جمبك هنا مش هسيبك هفضل ماسك ايدك لحد ما تفتحى عيونك و تضحكيلى

عاد وجلس على الكرسى و رفع يديها برفق و وضعها فوق كفه و حاوط اصابعها بأصابعه بعد ان طبع عليهم قبله حانيه بعد بعض الوقت دلفت الى الغرفه السيده فاتن و بين يدها كوب من العصير و بعض الكيك و هى تقول

- قوم يا ابنى اشرب العصير ده و كل الكيك

نظر اليها بأبتسامه صغيره و قال

- شكرا لحضرتك مش عايز انا بس عايز اطمن عليها ... هو الدكتور قال هى هتصحى امتى

لتشفق عليه بشده و ربتت على كتفه و قالت

- قال ان النوم فى حالتها دى كويس ... يمكن تصحى بكره الصبح

- بكره الصبح ده انا وعدتها افضل جمبها لحد ما تفتح عيونها

قالها بيأس و احباط شديد لتبتسم فاتن ابتسامه صغيره و هى تقول

- طيب فين المشكله تبات معانا هنا ... اتصل بوالدك بلغه و انا هجبلك هدوم من عند عمك عبد الرحمن

نظر اليها بأستفهام سعيد

- بجد .. بجد اقدر ابات هنا ... انا متشكر اووى

و اخرج هاتفه بعد ان خلع الجاكيت و اتصل بوالده وابلغه بما حدث ثم وضعه على الكومود بجانبه و نظر اليها و قال

- انا جمبك يا حبيبتى و مش هسيبك غير لما اطمن عليكى

لتغادر فاتن و هى تبتسم بسعاده و راحه فلا توجد ام على وجه الارض تتمنى لابنتها شئ سوا ما يقوم به صهيب لابنتها من حب و احترام و تقدير بقلمى ساره مجدى

****************************************

فى المساء ذهب بلال الى منزل موده يريد ان يطمئن عليها و ايضا يحدد معها و مع والدها موعد عقد القران فهو لا يثق فيه خاصه مع ما سمعه من حديث جانبى بين اثنان من عمال الورشه انه يبحث لها عن عريس غنى بعد ان اخبرته ابنته انها تبرعت بكل ارثها من راجح فعليه ان ينهى الامر و يوقف ذلك الرجل عند حده

كان يجلس فى صالة منزلهم ينظر الى ذلك المصلحى بغضب خاصه مع استقباله الجاف له و لكنه ينتظر حضور موده حتى ينهى الامر و بالفعل دلفت الى الغرفه و رحبت به و جلست بجانبه حين قال هو ببرود

- انا جاى اطلب ايد موده

وقف مصيلحى ينظر اليه بغضب و قال

- ليه هو انت واخدها انت واخوك حكر ... و لا هى خلاص الدنيا خلصت من الرجاله مبقاش فاضل غيركم ... انا هجوز بنتى لحد يقدرها و يستاهلها

- تقصد يدفع فيها كتير مش كده

قالها بلال بغضب و عروق عنقه نافره ... و صوره اخيه ترتسم امام عينيه ترجوه ان يحافظ عليها خلاف قلبه الذى سكنه حبها منذ كانت صغيره ... و دفن ذلك الحب فى قلبه دون ان يعلم عنه احد ... فبعد ما اغلق قلبه عن الحياه بكل ملازاتها سيكمل الى النهايه و يحافظ لأخيه على حبيبته و ليعينه الله على تلك الحياه المؤلمه التى لا يتحملها احد

اقترب اكثر من مصيلحى الذى تراجع الى الخلف خطوه و قال

- انا هكتب عليها وقتى ... و ورينى هتعترض ازاى خصوصا و هى موافقه

لينظر الاثنان الى موده التى قالت بدموع عينيها

- ايوه موافقه

فهى لم يعد امامها اختيارات ... فوالدها ينوى بيعها كما فعل سابقا صحيح هو باعها الى حب عمرها لكن تلك المره سيبيعها لاى شخص يدفع اكثر و لا مفر لها الان سوا بلال من يشعر بألمها و حزنها و سيقدر كل ذلك و سيشاركها حزنها على حبيبها الذى رحل

انتبهت من افكارها على صوت بلال و هو يتحدث مع شخص ما عبر الهاتف يطلب منه احضار المأذون و نظر اليها و قال

- ادخلى جهزى نفسك هنكتب الكتاب و نروح حالا .. مش هسمح انك تفضلى هنا دقيقه واحده كمان

و بالفعل تم كل شئ رغم عن مصيلحى الذى كان يغلى غضبا و ايضا خائف من بلال فرغم هدوئه الا انه يخافه و يهابه و فى حالته تلك لا احد يستطيع الوقوف امامه .... ورغم انه يشعر الان ان حلمه قد ضاع هبائا .. و انه لن يحصل على شئ جائت كلمات موده له و رغم قسوتها الا انها فتحت له باب الامل و اشعرته ان الفرصه لم تضيع بعد

- انا متنزلتش عن اى حاجه من ميراثى فى راجح يا بابا بس مش هطول منهم اى حاجه .... و كان لازم تفهم انى مش للبيع و مش هقبل ان ده يحصل تانى مهما حصل

و غادرت من امامه تودع والدتها بالدموع و الاحضان و غادرت مع بلال لا تعلم كيف ستكون حياتها **********************************

مر يومان و عاد صفى الى كليته فهو لا يتسطيع البقاء اكثر من ذلك خاصه و ان كل التحاليل لم تظهر اى مرض واضح كان عقله دائما سارح و يبدوا عليه القلق و التوتر دائما كان اسر يشعر بالخوف عليه و لكنه ايضا يتفهم موقفه و حالته

كانوا فى وسط التدريب حين حضر احدى العساكر و طلب من صفى ان يصعد الى القائد لترتسم معالم الرعب على وجهه و ركض سريعا ليذهب اليه و بالفعل كانت الصدمه القويه من نصيبه حين ابلغه القائد انه اجازه بسبب وفاه اخيه لم يشعر بنفسه و هو يتراجع للخلف يهز راسه بلا و دموعه تغرق وجهه الاسمر حتى اصطدم بالحائط و جلس ارضا يبكى و ينتحب بصوت عالى كالاطفال .... ذهب اسر مع صديقه فهو اساسا كان قد اخذ اجازه فلم يرد ترك صديقه فى ذلك الموقف و ذهب معه

كانت البلده على قدم و ساق و الجميع مجتمع امام بيت صفى الذى حين وصل امام الباب القى حقيبته و ركض الى الداخل سريعا الى غرفه اخيه الذى كانوا يخبئون وجهه ليقترب منه ببطئ شديد و جثى ارضا و مد يديه يرفع عنه الغطاء ينظر الى وجهه الذى فارقه الحياه و الى جسده الهزيل الذى ارهقه المرض ثم ضمه و هو يبكى بصوت عالى لعده دقائق يبكى اب و اخ و صديق يبكى داعم قوى فى الحياه و السند الذى كان دائما فى ظهره من حرم نفسه من كل شئ منه اجل ان يصبح ضابط ... شعر بيد على كتفه فرفع راسه ليجدها والدته التى تقف بثبات و قوه عكس تلك الدموع التى تجتمع فى عينيها و تحبسها بداخلها بقوه جباره .... قالت بصوت لا حياه فيه

- جوم يا ولدى ... جوم خلينا نكرم اخوك

ليعلوا صوت بكائه من جديد لتربت على كتفه بقوه قليله و قالت

- جوم يا ولدى جه دورك علشان تكون مكان اخوك انت دلوك راجل البيت

هز راسه بنعم و اقترب يقبل جبين اخيه ثم اخذ نفس عميق و قال

- انى اللى هغسل اخوى نادى الرجاله من بره

و بعد ساعه واحده كانت البلده كلها تسير خلف جثمان عتمان لايصاله لمثواه الاخير و كانت فتون تبكى بصوت عالى و تسير خلف الجثمان و هى تنادى عليه و تتوسله الرجوع و كانت سيده من البلده تساعدها على الوقوف و السير مع والدتها حين تم الامر و بدء الجميع فى تقديم واجب العذاء و الرحيل و ظل اسر يقف بجانب صفى الذى نظر اليه و قال

- سيبنى مع اخوى شوى يا اسر عندى كلام عايز اجوله ليه لوحده

هز اسر راسه بنعم و ربت على كتفه و ابتعد بضع خطوات حتى يسمح له بقول ما يريد بقلمى ساره مجدى

اقترب صفى من شاهد قبر اخيه و وضع يديه عليه و قال

- سامحنى يا اخويا ... انا السبب فى كل ده لو كنت جولتلك انى بحبها مكنتش دخلت حياتك و اذتك بس وعد عليا اخد حقك .. وعد ادفعها ثمن كل اللى حصل .. هنتقم يا عتمان و حياتك عندى لانتقم منها


يتبع 

تكملة الروايه من هنا 

 

تعليقات

التنقل السريع