#هويتُ_رجل_الصعيد
الفصل السادس عشر (16)
___بعنـــــوان "عـــرض زواج"___
دفع “نوح” باب الغرفة بغضب سافر تملكه ليُصدم عندما وجد “حورية” على الأرض فاقدة للوعى وقطعت شرايين يدها اليسرى، جاءت “عهد” خلفه وصُدمت عندما رأتها هكذا فهى جاءت خلفه خوفًا مما سيفعله لكن هذه المرأة لم تنتظر فعله، تشبثت “عهد” بذراعه بخوف وهكذا جاءت “سلمى” و”فاتن” بخوف من غضبه لتفزع “فاتن” مما فعلته ابنته وركضت إليها ليتركها “نوح” لأمها تعالجها أو تتركها تموت لا يهتم بما يحدث، أخذ “نوح” يد زوجته وصعد بها للغرفة وتركها ثم ذهب إلى المرحاض وأحضر صندوق عبلة الإسعافات الأولية وجلس أمام “عهد” غاضبًا يعالج جروحها بصمت شديد وهى تتطلع به وتنظر إلى ملامحه والغضب والعجز في وجهه، تعلم انه يشعر بالعجز من رد حقها إليها او الدفاع عنها وحمايتها في منزله لترفع يدها إلى وجنته بلطف فرفع نظره إليها ليُدهش عندما قبلت “عهد” عينيه بلطف ثم قالت:-
-متلومش نفسك يا نوح
لم يُعقب “نوح” لتترجل من المقعد وتجلس على قدميه ليوقف يده عن الحركة بالقطن والمعقم فقال:-
-حجك عليا يا حبيبة قلبى ورحم الغاليين...
قطعته “عهد” قبل أن يُقسم بشيء بقبلة دافئة على شفتيه لتتسارع نبضات قلبه ويشعر بقشعريرة تسير في جسده وهى تحيط وجهه بيديها الأثنين فتشبث “نوح” بها وهو يضع جبين على جبينها ويحدق بعينيها لتُمتم قائلة:-
-متعتذرش يا نوح على حاجة معملتهاش
طوقها بذراعيه بحنان وضعف لتستكين بين ذراعيه وتنتفس عبيره وتشعر بيديه تمسح على مؤخرة رأسها...
_____________________
جلست “فاتن” جوار طفلتها في المستشفى بعد أن أنقاذها الطبيب، نظرت “فاتن” حولها بخوف شديد ثم أقتربت من “حورية” وقالت بهمس:-
-جنتى يا بت عشان تعملى أكدة
أجابتها “حورية” ببرود قاتل تقول:-
-لا كنت أستن لما نوح يجطع خبرى، أكدة نفدت بجلدى من غضبه
أتاها صوت “أسماء” وهى تقول:-
-لا وأكدة بجى نفدتى منه، فكرى تحطى رجلك في الدار ونوح هيجطعهالك يا حبيبتى، الحمد لله ياما بسبب غباء بنتك أنطردنا من البيت الكبير العمر كله
تنهدت “فاتن” بضيق” شديد من “حورية” وبسبب هجومها على زوجته عمدًا أبرحتها ضربًا لن يغفر لها هذا الشيء، وإلا سيشعر “نوح” بالنقص والضعف أمام نفسه فقالت “فاتن” بهدوء:-
-خلينا نحدد اخوكى ونشوف هنعمل أيه في الواجعة المطينة دى
جلست “أسماء” جوارهما مُرتدية عباءتها السوداء وقالت بحزن:-
-منك لله يا حورية أنا كنت ناجصة عمايلك المطينة دى، بسببك هتفرجى بينا من جديد دا أنا ما صدجت أن أخوكى مماتش على يد نوح
نظرت “فاتن” إليها ببرود من هذه الفتاة الهائمة بالحب ولا تكترث لشيء سواه وقالت:-
-ما تهدى يا بنت بطنى دا وجت حب وسهوكة، ما تفوجى أكدة وتشوفى ابوكى جرا له أيه وأخوكى اللى مستغبي في الجبل مع مطاريد الجبل واللى هيجرى لينا بعد أختك حورية واللى عملته
غادرت “أسماء” من المستشفى غاضبة منهما والأمور تزداد تعقد وصُعبة بينها وبين “نوح” وما زالت لا تدرك بأنه عاشق لغيرها ولم يراها أمامه لكن تريد الحبيب حتى إذا كان السبيل الوحيد إليها هو القتال مع زوجته...
____________________
كان “خالد” جالسًا في الجبل وهى مُقيدة بالحبال أمامه على الأرض وتبكى بخوف من وجودها في الجبل وهؤلاء الرجال المسلحين مُحيطين بها، أزدردت “ليلى” لعابها بخوف شديد وتخشي النظر به فنتظر إلى الأرض بهلع لينفث “خالد” دخان الأرجيلة من فمه ثم قال:-
-تفتكرى صاحبتك هتهتم لأمرك ولا لا
رفعت “ليلى” نظرها إليه بصدمة ألجمتها من جملته وقد فهمت سبب إختطافه إليها فقالت بخوف شديد على “عهد”:-
-أنت ناوى علي ايه
تبسم “خالد” بمكر شديد وهو يخرج الهاتف من جيبه قائلًا:-
-هتعرفى دلوجت
رن على هاتف “عهد” وانتظر أن تجيبُ...
_____________________
أستيقظت “عهد” من نومها على صوت رنين الهاتف وكانت نائمة بين ذراعيه وتحيط خصره بيديها وهو يطوقها بذراعه والأخر أسفل رأسها، داعبت خصلات شعره بأناملها بلطف وسعادة تغمر قلبها ولا تهتم إلى الهاتف الذي يدق فى الصباح الباكر، أستيقظ “نوح” من نومه لتخجل “عهد” من نظراته وأختبأت أسفل الغطاء قبل أن يفتح عينيه بخجل شديد فتبسم “نوح” عليها ثم رفع الغطاء عن رأسها وهى تتشبث بالغطاء بأناملها ثم وضع “نوح” قبلة على جبينها فقال:-
-صباحية مباركة يا عروسة
ضمت “عهد” شفتيها بخجل منه وهى تُجيبه قائلة:-
-تليفونى بيرن
كادت أن تسلل من بين ذراعيها ليحاصرها بأحكام وهو يقول:-
-همليه يرن
دفعته “عهد” بعيدًا وهى تضع الروب عليها وتغادر الفراش كى تلتقط الهاتف الموجود على الطاولة وفتحت الخط بينما “نوح” يقف خلفها مُرتدي تي شيرت وبنطلون قطنى ويحيط خصرها بيده فتبسمت “عهد” عليه وهى تقول:-
-ألو
-أتوحشتك !!
أتاها صوته عبر الهاتف لتُصدم بهلع وكأنها رأت جثة تخرج من القبر أمام أعينها فقالت بتلعثم سافر وهى تبعد “نوح” عنها:-
-خالد
قهقه ضاحكًا عليها بسعادة وهذه الضحكات تكاد تقتلها رعبًا بعد أن تذكرت ما فعله بها وخطفه إليها بينما نظر “نوح” إليها بدهشة من محادثتها إلى رجل غريب تعرفه أمامه ولن يخطر على باله بأن المتوفى حي، تحدث “خالد” بسخرية قائلًا:-
-بعت لك هدية أتفرجى عليها زين
أنزلت الهاتف عن أذنها لترى الرسالة التي وصلتها وهى عبارة عن فيديو مُصور لـ “ليلى” وهى مُقيدة وخلفها رجلين مسلحين لتفزع بهلع وتشهق مما أدهش “نوح” ليقترب أكثر ويرى الفيديو وقبل أن يسأل وضعت “عهد” الهاتف على أذنها ثم قالت بهلع وخوف على صديقتها:-
-أنت عاوز أيه؟
أتاها صراخ “ليلى” عبر الهاتف تقول:-
-متجيش يا عهد ..متسمعيش كلامه
ليصرخ “خالد” بها بانفعال شديد قائلًا:-
-أخرسي بدل ما أخرسك أنا للأبد..أسمعى يا عهد
أخذ “نوح” الهاتف من يدها بغضب ليسمع صوته ويُدرك جيدًا هوية المُتصل وسمع بقية جملته يقول:-
-لو عايزة صاحبتك ممتأذيش تنفيذي اللى هجولك عليه يا عهد
تبسم “نوح” بغضب سافر ثم قال بنبرة مُرعبة ولهجة قوية:-
-طب يا أسمعنى انت زين يا مرحوم، ومن غير ما أسمع طلبك ما دام أنت عيل أوى أكدة ودخلت الحريم في حساباتك متنساش الله يخليك أن الست الوالدة وأخواتك البنات في دارى والمثل بيجول العين بالعين والسن بالسن فهمتنى!!
أشتاط “خالد” غضبًا فور سماعه صوت “نوح” وقال:-
-هي لحجت تجرى عليك
-مرتى.. وأنا ضهرها وراجلها وحادنا في الصعيد اللى انت منه مفيش مرة بتتحدد وياه راجل ولا راجل بتحدد مع مرة غيره إلا لو كان كيفك اكدة مرة لا مؤاخذة
كز “خالد” على أسنانه بضيق شديد ثم قال بتهديد:-
-دلوجت تشوف المرة دا هيطلع مرة ولا....
قطعه “نوح” بتهديد واضح وصريح بنبرة مُخيفة:-
-أسمعنى زين يا ولد عمى لو ليلى مكنتش عندى لحد العشاء متسألنيش على الست الوالدة وأخواتك البنات وأولهم حورية
أغلق “نوح” الهاتف فور أنهاءه لجملته بينما نبرته أرعبت “خالد” وجعلت القشعريرة تسير في جسده من الخوف من “نوح” وغضبه..
نظر “نوح” على زوجته التي جهشت في البكاء بحزن وخوف ليضع الهاتف على الطاولة ثم أقترب منها يطوقها بذراعيه ثم قال:-
-متجلجيش يا عهد وغلاوتك عندى لأرجعها
رفعت “عهد” يدها على صدره تتشبث بملابسه ثم قالت:-
-هو في غل وكره كدة، عملت له أيه عشان يفكر في أذيتى وليلى عملت أيه؟ ليه الكره وسواد القلب دا إيه الذنب اللى عملته
مسح “نوح” على رأسها بلطف يطمئنها ثم قال بحنان:-
-أهدى يا عهد والله لأرجعها
أبتعد “عهد” عنه ثم قالت بذعر شديد وسط بكاءها:-
-روح دور عليها يا نوح خد رجالتك وكلم عطيه وأقلب البلد على ليلى، لو جرالها حاجة عمرى ما هسامح نفسي أبدًا
أومأ لها بنعم ثم وضع قبلة على جبينها وقال:-
-حاضر يا حبيبة قلبى والله هدور عليها أهدى بس
سمع صوت ضجيج في الأسفل...
_____________________
تحدث “خلف” بضيق شديد ورجاله يقفون على البوابة كحاجز يمنع احد من الدخول:-
-نوح بيه جال مهتدخلوش الدار أبدًا
صرخت “فاتن” به قائلة:-
-والله وجدرت تجف في وشي يا خلف وتمنعى من دخول دارى أنا هدخل يعنى هدخل أتاه صوت “نوح” من الخلف يقول بجدية:-
-هملهم يدخلوا يا خلف
تبسمت “فاتن” بخبث وكأنها أنتصرت فيما تريده ثم دلفت مع “أسماء” و”حورية” ليقترب “نوح” من “خلف” ووضع يده على كتفه ثم همس إليه بشيء غامض فتبسم “خلف” وهو يسير للداخل مُترصدهم فتبسم “نوح” بسمة مكر وخبث بعد أن أوقعهم في فخه ثم أتاه صوت “عطيه” يقول:-
-خير يا نوح جايبنى على الصبح ليه؟
أخذه “نوح” للحديقة بهدوء ثم قال:-
-تعال يا عطيه ما هو ما العائلة دى اكدة مهنرتاحش يا صاحبى
جلسوا في الحديقة ليخبره “نوح” بما حدث ليفزع “عطيه” مما يسمعه وما حدث إلى هذه الفتاة التي تقدم إليها ورفضته ليقف من مكانه بغضب سافر ويضرب الأرض بقدمه بضيق ثم قال:-
-هجتل ورب الكعبة لأجتله يا نوح ومتلومنيش يا صاحبى على اللى هعمله في ولد عمك
وقف “نوح” من مكانه بدهشة من رد فعل “عطيه” على خبر إختطاف “ليلى” ووغضبه غضب عاشق لا محال فقال بهدوء:-
-أهدى يا عطيه أنا لو أعرف أنك هتعمل أكدة مكنتش كلمتك واصل
لم يستطيع “عطيه” تمالك غضبه أكثر ومحبوبته في خطر وليس بالخطر فقط بل الأكثر رعبًا هو “خالد” ذلك الرجل الفاسق والفاسد فأغلق قبضته على نبوته بأحكام مُحاولًا السيطرة على قلقه وفزعه الممزوجين بالغضب، أعطاه “نوح” الهاتف لينظر إلى الفيديو فعقد حاجبيه بغضب ويده تكاد تعتصر الهاتف بين راحة يده وأنتبه لشيء مألوف إليه ثم هرع من المنزل ولم ينتظر “نوح”، دخل “نوح” إلى غرفة المكتب ليجلب مفتاح سيارته وخرج خلفه لكنه لم يجد اثر لسيارة “عطيه” فحاول الأتصال به مرارًا وتكرارًا لكن لا جدوى من ذلك فهو لا يجيب...
____________________
كانت “عليا” تتصل مرارًا وتكرارًا بـ “عمر” لكنه لم يُجيب عليها وكأن حاله أنقلب رأسًا على عقب عندما أخبرته عن أختها وكيف تركتها في الصعيد لتحسم أمرها بالذهاب إليه وتركت “يونس” مع جارتها وذهبت إليه في النادى الذي يتدرب به الملاكمة وأنتظرته امام قاعة التدريب وعندما خرج هرعت إليه فنظر إليها ببرود شديد ثم سار إلى مكانسيارته لتسير خلفه ثم مسكت يده تستوقفه عن السير وتديره إليه لتقول:-
-أنت بتعمل كدة ليه؟ لما انت مش عاوز تكمل بتقرب منى ليه وتعلقنى بيك ليه ولا أنت من البداية كنت بتتسلى بيا بقى
نفض ذراعه بقوة من قبضتها وقال بجدية صارمة:-
-حاشاه لله لو بتسلى بيكى ولو كانت دى نيتى تترد ليا في أختى أو بنتى لكن ممكن تقولى أنى مبقتش مأمن ليكى، أنتِ ضحيتى بأختك مش هضحى بيا في يوم، لومتى جوزها عشان عايز ينقذ مرته من الموت وقطعتى صلتك بأختك عشان سندتيها في المرض هتسندينى أنا ولا لما أتعب هترمينى عشان المسئولية، لما يجرالى حاجة هتقولى طلقنى أصل مستقبلى لسه قدامى وأنا لسه صغيرة زى ما فكرتى في مستقبلك كدة قصاد حياة أختك .. أنا مبتسلاش يا عليا أنا بس راجعت حساباتى في شريكة حياتى اللى هكمل معها عمرى
كانت تسمتع إليه بصمت ودهشة من تفكيره ونظرته إليها ثم قالت بسخرية بعد أن ضحكت من سخرية الموقف:-
-يعنى برضو حياتى بتدمر بسبب عهد حتى بعد ما بعدت عنها
نظر “عمر” إليها وقال:-
-أنا فعلًا بحبك يا عليا وعاوزك بس مش حاسس بالأمان معاكى حتى لو كُنت أنا الراجل، الراجل كمان بحتاج للأمان والسند بيحتاج لما يتعب يلاقى اللى تضحى بنفسها عشانه مع انه مش هيقبل بدا بس على الأقل تحاول عشانه
تنهدت “عليا” بضعف وهى تشعر بأن قلبها ينكسر أمامها وتعانى من الفراق مرة أخرى ثم قالت بضعف:-
-مكنتش تخلينى أحبك يا عمر، أنا عايشة لوحدى وراضية ومطمعتش في أكتر من وحدتى لكن ليه توجعنى وتكسرنى ما أنا عانيت الوجع والفراق مرة مع نادر، أتقهرت مرة في بُعد وأتذليت ووقعت لكن وقفت وعنادت الدنيا ليه تخلينى أقع تانى حرام عليك وعمرى ما هسامحك
كادت أن تغادر باكيًا ليمسك “عمر” يدها بلطف وضعف من رؤية دموعها وبكائها هكذا فرفعت نظرها إليه ثم قال:-
-أرجعى لأختك يا عليا، رجعى المياه لمجاريها وأوعدك عمرى ما أسيبك لحظة واحدة ودا عشانك قبل ما يكن عشانى، أنتِ نضيفة من جوا حتى لو خانك شيطانك مرة لكن متمكليش في الغلط دا، صححيه وأغلبى شيطانك وأنا معاكي وفى ضهرك حتى لو عايزانى معاكى نروح الصعيد وأترجاها أنا تسامحك مش همانع...
نظرت إليه بدهشة مما يقول وألتزمت الصمت التام....
____________________
أوقف “عطيه” السيارة بقرب الجبل وترك نبوته بالداخل ثم أخرج مسدس من صندوق السيارة وترجل من السيارة ليرى أحد الرجال يأتي إليه ثم قال:-
-أتاخرت ليه؟
سأله “عطيه” بقلق على محبوبته:-
-هي فين؟
أجابه الرجل بضيق شديد وخوف من “عطيه” وغضبه فهو ليس بقليل بل من كبار أعيان الصعيد:-
-والله يا عطيه بيه ما كُنت أعرف أنها تبعك ولا الرجالة، خالد طلب مننا معروف و...
قطعه “عطيه” بغضب سافر قائلًا:-
-هو فين؟
تحدث الرجل وهو يسير معه في وعورة الجبل وطرقه الذي لا يعرفها سوى مطاريد الجبل:-
-خرج ومعرفش فين؟ خد اللى ليك وهملنا الله لا يسيج
تنهد “عطيه” بأختناق فهو أراد رؤية “خالد” وقتله على ما فعله وترك جثته في الجبل للذئاب دون أن يُدفنه لكن ربما ما زال في عمره بقية، دخل إلى وكرهما ليراها على وشك فقد الوعى من المخدر الذي أعطاه لها “خالد” فأسرع إليها لكنها كانت تقاوم هذا المخدر بخوف من أن تفقد وعيها في هذا المكان وهؤلاء الرجال معظمهم مجرمين وتجار سلاح، مسكها من اكتافها ثم قال:-
-أنتِ زينة؟
أومأت إليه بنعم ليقف بها ويقف قيودها ثم خلع عباءة كتفه المفتوحة ووضعها على أكتافها، أخذها للخارج وهى تتكأ عليه وعندما خرج من الجبل رأى “خالد” يأتي من الأسفل فتركها جانبًا وأنقض عليه يضربه بقوة لكمات في وجهه وعندما أخرج المسدس هرع “خالد” إليه ويدفعه في صدره بقوة ليسقط المسدس من فوق الجبل ليدفعه “عطيه” بقدميه في صدره ليسقط “خالد” بعيدًا ويفقد الوعى فأخذها “عطيه” وهى تهتز بقوة بضعف منه ثم قال
-جادرة تمشي؟!
أومأت له بنعم بضعف وقدميها ترتجف خوفًا مما حدث ورأته وأتكأت على يده بخجل شديد لكن جسدها الهزيل أوشك على السقوط فلم تجد سبيل للبقاء واقفة على قدميها، تقدمت خطوة أخرى لتسقط منه فاقدة للوعى وتسقط عباءته عنها فتشبث بها بخوف تملكه لرؤيتها ضعيفة هكذا ومريضة، حملها على ذراعيه بخجل من لمسها وهى أجنبية عنه لكن لا محال إذا أراد إنقاذ حبيبته وفتاته من هذا الجبل المهجور والوصول للمستشفى فعليه فعل ذلك، نزل الجبل بها حتى وصل إلى سيارته، وضعها "عطيه" فى المقعد المجاور وأنطلق مُسرعًا إلى المستشفى وبعد الفحص دخل الغرفة ليراها نائمة فى الفراش المحلول الملحى مُعلق فى الكانولا الطبية بيدها، جلس جوارها وتتطلع بملامحها رغم أنها رفضت الزواج منه إلا أنه ما زال يكن المشاعر الصادقة لها بقلبه، دلف الممرض إلى الغرفة ليضع حقنة فى المحلول وأنتبه "عطيه" لخصلة شعرها التى تسللت من حجابها خارجًا بعد أن ما مرت به ليشعر بنيران الغيرة تنشب شرارتها فى قلبه، قرب "عطيه" يده من وجنتها وبسبابته أدخل الخصلة السوداء إلى الحجاب بغيرة من أن يرى رجل غريب شعرها، غادر الممرض وأبعد "عطيه" يده عن "ليلى" وظل بأنتظارها تفتح عيونها وعندما فتحت عينيها بتعب شديد رأته جالسًا على المقعد جوارها ويتكأ بيديه على نبوته مُنتظر يقظتها، أتاه صوتها المبحوح تقول:-
-شكراً
رفع عينيه بها بخجل وهو ما زال لا يحق له النظر بها لكن غلبه العشق والقلق عليها عندما سمع صوتها الواهن، تطلع بها بلطف ثم قال:-
-لو كان جرالك حاجة على أرضي مكنتش سامحتنى أبدًا
تبسمت "ليلى" بلطف رغم تعبها وهى ترى القلق بعينيه ووجهه ما زال شاحبًا خوفًا عليها فقالت بلهجة واهنة:-
-ولو برا أرضك عادى؟!
همس إليها بخفوت شديد قائلًا:-
-طول ما أنتِ تحت عيني هحميكى حتى لو على موتي لذا خليكى تحت عيني دايمًا ومتغبيش عنهم
وضعت "ليلى" يدها فى جيب ملابسها وفتحت السحاب ثم اخرجت يدها ومدتها له، نظر "عطيه" لها بأستغراب ثم فتح يدها وكان بداخلها خاتم زفاف فرفع عينيه إليها بتعجب لا يفهم شيء مما تفعله فقالت بخجل شديد:-
-عشان أكون تحت عينيك خلينى نتجوز
أتسعت عينيه على مصراعيها بدهشة أصابته فتابعت الحديث بقلق من أن يرفضها كما فعلت:-
-أنت قولت على موتك مش قادر تتجوزنى، يعنى الموت أهون من جوازك منى.....
أخذ خاتم الزفاف ووضعه في بنصره ثم رفع كفه إلى وجهه وقال:-
-هتجوزك وأربطك في السرير عشان تبطلى تخلعى قلبى عليكى وأنزل أدور في الشوارع كيف المجنون
تبسمت بعفوية عليه ثم أخرجت الخاتم الأخرى وقالت:-
-موافقة
نظر إلى يدها الممدودة ثم أخذ الخاتم من يدها ولف يدها برفق من الكانولا ووضع الخاتم في بنصرها الأيمن وقال:-
-معندكيش خيار على فكرة بعد اللى حصل برضاكى او غصب عنك هتجوزك
فتح باب الغرفة ودلفت “عهد” بفزع على صديقتها ووقف “نوح” بالخارج وكيف له أن يدخل غرفة لامرأة أخرى ليخرج “عطيه” إليه، عانقتها “عهد” ببكاء شديد وقالت:-
-أنا أسفة والله
تبسمت “ليلى” بعفوية وهى تضحك بهستيرية على ما حدث وكيف تقدمت لطلب الزواج منه بدلاً من أن يفعل هو وقالت:-
-أسفة ايه بس أنا عاوزة أشكرك يا بنتى
أبتعدت “عهد” عنها باستغراب شديد ونظرت لها لترفع “ليلى” يدها إلى “عهد” كى ترى الخاتم وقصت لها ما حدث فضربتها “عهد” بقوة على كتفها وهى تقول:-
-أنتِ قاعدة هنا تحبى وتتبسطى وأنا كنت هموت من الرعب عليكى
ضحكت “ليلى” بسعادة ثم قالت بهيام:-
-تفتكرى هعجب مامته وأخته
ضربتها “عهد” مرة أخرى لتضحك “ليلى” على غضب صديقتها وتذمر “عهد”، جاءت الممرضة ونزعت الكانولا لكى تغادر “ليلى” معهم فغادروا بسيارة “نوح” وعطيه” ما زال لا يُصدق بأنها أصبحت خطيبته الآن وقلبه يتسارع بسرعة جنونية، دخل “نوح” في الأمام وترك “عهد” في الخلف تساند صديقتها ليُصدم الجميع عندما رأوا “عليا” تجلس مع “أسماء” ترتشف العصير وركض “يونس” إلى “عهد” بسعادة وتشبث بقدميها ببراءة لكى تحمله فنظرت “عهد” إلى أختها بغضب كامن ولم ترفع “يونس” على ذراعيها بل نظرت الحزن والغضب تلألأت في عينيها لتقف “عليا” بهدوء تنظر إلى “عهد” ثمقالت:-
-.......
....يتبــــع
#هويتُ_رجل_الصعيد
#نور_زيزو
#نورا_عبدالعزيز
تعليقات
إرسال تعليق