الجزء الثالث والرابع
قسوة اطاحت بي
حدقت بها والدة وئام بذهول كبير بينما اقتربت سيدة من والدة حمزة تقول بإستغراب: كتب كتابه على بنت خالته إزاي هو مش خاطب أبلة وئام؟
زمت شفتيها بقرف وهى تقول: أبلة ايه يا اختى! لا الحمد لله كانت جوازة هم واتفضت خلاص إنما بنت أختى أدب وأخلاق وتربية مقولكيش وهتبقي تحت طوعي كدة بنت بتفهم فى الذوق والأصول مش زى ناس.
قالت كلمتها الأخيرة وهى تعطي والدة وئام نظرة استهزاء.
جمعت والدة وئام حاجياتها بسرعة وهى تغادر بعجلة متجاهلة تلميحات والدة حمزة اللئيمة وجميع من يوفقها فى طريقها ليسألها عن حقيقة فض خطبة حمزة و وئام.
عادت إلى البيت وهى تغلق الباب ورائها بقوة استغربتها وئام ف خرجت من غرفتها تنظر لملامح والدتها الشاحبة بتعجب: فى حاجة يا ماما؟ مالك؟
قالت والدتها بتوتر: مفيش حاجة يا حبيبتى أنا هروح أحضر الغدا يلا.
كانت على وشك الكلام حين رن جرس الباب ف فتحته والدتها، كان الطارق هو سيدة تعرفهم من نفس الشارع الذى يقطنون فيه.
قالت السيدة بفضول :ازيك يا أم وئام بقولك أنا جيت أسألك و اتأكد من اللى سمعته.
والدة وئام بإرتباك: حاجة إيه؟
السيدة : اللى سمعتها فى السوق من أم حمزة.
اقتربت وئام منهم بتساؤل ف نظرت لها والدتها بخوف
وهى تنقل بصرها بينها وبين السيدة.
قالت بسرعة: مفيش حاجة يا أم أحمد بعد إذنك بقا.
استغربت أم أحمد وقالت بإصرار : لا فيه علشان كدة جاية أسألك هو صحيح الخطوبة اتفضت بين حمزة و وئام و هيكتب كتابه على بنت خالته بكرة؟
شحب وجه وئام بشدة و نظرت ببصر زائغ إلى والدتها تستفهم منها و تناشدها بصمت أن تنفي ما قالته السيدة للتو.
نظرت أم أحمد لهما وكأنها شعرت بالغلطة التى ارتكبتها وقالت بإحراج: شكلكم متعرفوش معلش يا وئام يا حبيبتى ربنا يعوضك خير أن شاء الله بكرة يجيلك اللى أحسن منه .
نظرت لها والدة وئام بغضب و قالت بصرامة: تسلمي يا أم أحمد بعد إذنك.
ذهبت أم أحمد بسرعة ف أغلقت والدة وئام الباب ورائها والتفتت لوئام تنظر لها بقلق.
حدقت بها وئام بعيون و ملامح جامدة لا يظهر عليها أي تعبير ف وضعت والدتها يدها على كتفها: وئام اتكلمي عيطي اعملي أي حاجة يا بنتى بس متفضليش ساكتة كدة .
حدقت بها وئام بصمت كأنها تمثال لا حياة فيه ف هزتها والدتها : يا بنتى متقلقنيش عليكِ كدة بالله عليكِ ردى أعملي أي رد فعل .
انهمرت دموع وئام بصمت ثم بدأت ترتعش، نظرت لوالدتها وهمست: ااه.
عقدت والدتها حاجبيها: بتقولي ايه يا بنتى؟
صرخت وئام فجأة: ااااه.
فُزعت والدتها من صرختها هذه ومن بكاء وئام القوى ف احتضنتها بقوة : يا حبيبتى يا بنتى ربنا يهون عليكِ و يعوضك خير .
قالت وئام ببكاء: اااه ق..قلبى بيوجعني أوى أوى مش قادرة والله مش قادرة يا ماما.
بكت والدتها معها : ربنا يجبر قلبك يا بنتى ويرجع حق كسرة قلبك وخاطرك منهم .
ظلت تبكى فى أحضان والدتها إلى أن نامت من شدة التعب.
بقلم ديانا ماريا.
عادت والدة حمزة للمنزل لتجده يجلس فى الصالة ف أسرعت نحوه بلهفة : أنت رجعت أمتي يا حبيبى؟
قال بتعب: لسة جاي حالا يا أمى
جلست بجانبه: طب يا حبيبى أدخل أرتاح أنت شكلك تعبان كدة ليه ؟مكنتش بتأكل ولا إيه؟ أكيد مكنتش بتأكل بقالك خمس أيام مسافر للشغل ومش بتهتم بنفسك طبعا.
تنهد: لا يا ماما أنا بخير متشغليش بالك بيا أنا هقوم أنام شوية.
والدته بحنان : طيب يا حبيبى نام وأنا هعملك أكل علشان تأكل أما تصحي ثم أضافت بحذر: و بعديها عايزة أكلمك فى موضوع مهم.
عقد حاجبيها بتساؤل: موضوع إيه؟ قوليلي دلوقتى أحسن.
نظرت له بتفكير وقالت بجدية: عايزاك تخطب بنت خالتك .
حدق بها بدهشة: ايه؟ أخطب مريم!
قالت والدته بتعجب: ايوا هو أنا قولت حاجة غريبة ولا إيه!
أغمض عينيه بغضب وقال بإستنكار: ماما أنا مش مصدق اللى أنتِ بتقوليه، إزاي عايزاني أخطب بسرعة بعد وئام! وبعدين مين ...مريم! مريم بنت خالتى اللى بعتبرها زى أختى وأنتِ عارفة أنه أنا مش بحبها.
قالت والدته بسخط: هو أنت لسة بتفكر فى وئام بعد إلى عملته! وئام مين يا بنى أنسي بقا وعيش حياتك بعدين مريم مش أختك ولا حاجة مش هتلاقي أحسن منها تتجوزها وتصونك.
نهض وهو يقول بجدية : ماما أنا هقولك لآخر مرة أنا مش هتجوز مريم ولا غيرها أنا لسة بحب وئام ومش قادر أنساها و لسة معداش وقت من ساعة ما فسخنا الخطوبة إزاي عايزاني أنسي بالسرعة دى أتمني تفهميني ومش هتكلم فى الموضوع ده تانى .
دلف إلى غرفته وتركها تغلى من شدة الغضب والغيظ : بقا كدة يا حمزة يعنى البت دى سحرالك علشان تحبها كدة!
بس أنا بردو هعمل اللى فى دماغى وهخليك تتجوز مريم بنت خالتك و تنسى وئام خالص وتمحيها من حياتك خالص!
بقلم ديانا ماريا
نام حمزة من شدة تعبه ولم يستيقظ إلا متأخرا فى اليوم التالى ف خرج ولم يجد والدته ف بدل ملابسه بسرعة وخرج من المنزل، نظر فى ساعته فوجده موعد خروج وئام من عملها، توجه إلى مكان عملها بسرعة
و وقف ينتظرها هناك،لم يمر وقت طويلا حتى رآها.
تحرك ناحيتها بلهفة ليتحدث معها ولكن اتسعت عينيه بذهول و تجمد مكانه مما رآه أمامه!
#يتبع.
#قسوة_أطاحت_بى.
#بقلم_ديانا_ماريا.
شكرا لكلامكم و تعليقاتكم الحلوة ❤️.
الجزء الرابع .
وقف حمزة جامدا ينظر بذهول إلى وئام تخرج من الشركة برفقة رجل غريب و تقف معه أمام سيارة، احترق قلبه من الغيرة خصوصا حين رآها تبتسم له ف أسرع نحوهما .
حدقت به وئام بذهول عندما رأته: حمزة!
أقترب منهما وهو ينظر للرجل الواقف بجانب وئام بحدة وقال ل وئام : وئام لو سمحتِ عايز أتكلم معاكِ شوية.
قالت له بإقتضاب: وأنا مش عايزة أتكلم معاك ياريت تمشي من هنا .
جز على أسنانه بعصبية: وئام بالله عليكِ اسمعي الكلام عايز أتكلم معاكِ ضرورى.
قالت بنبرة قاتمة: بقولك مش عايزة اسمعك ولا أتكلم معاك يا حمزة .
كان على وشك الكلام حين قال الشخص الذى يقف بجانبها: أظن كلامها واضح هى مش عايزة تتكلم معاك.
نظر له حمزة بعصبية : وأنت مالك أنت ومين علشان تتدخل بينا؟
قال الشخص بهدوء: مش لازم أكون حد ليه صفة علشان أتدخل وأنا شايفك بتضايقها وهى عايزاك تمشي.
رد حمزة بإزدراء: وأنا مش بضايقها دى خطيبتى وأنا عايز أتكلم معاها.
قالت وئام بإنفعال: وأنا بقولك مش عايزة أتكلم معاك يا حمزة أنا مبقتش خطيبتك خلاص أمشي.
قال الشاب بحزم: أعتقد كلامها واضح ولازم تمشى.
أمسك حمزة بياقة قميصه وهو يصرخ به: مش قولتلك متتدخلش بينا أنت مبتفهمش.
فزُعت وئام وبدأت تبكى من الإحراج ف قال حمزة بقلق: وئام أنتِ بتعيطي ليه؟
قالت بحرقة: أنت جاي دلوقتى علشان تعملي مشاكل و تفضحني هنا يا حمزة ! أنا مش عايزة أشوفك ولا اسمعك راجع تانى ليه؟ أمشي حرام عليك اللى بتعمله فيا ده !
ثم استدارت بعيدا عنه وهى تبكى ف نظر لها بألم و ترك الشاب وبقى يحدق بها قليلا حتى غادر ملئ بخيبة الأمل.
قال لها الشاب: أنتِ بخير؟
لم ترد عليه وهى تبكى بقوة فى تلك اللحظة خرجت فتاة من الشركة تسير بسرعة نحوهما وتتكلم بعفوية: اتأخرت عليكم أنا آسفة والله بس....
صمتت عندما رأت وئام تبكى ف قالت بدهشة: وئام بتعيطي ليه؟
نظرت إلى الشاب: محمود مالها وئام؟
قال محمود بهدوء: فيه شاب جه وحاول يتكلم معاها بس هى مكنتش عايزة وحاول يتخانق معايا وهى بدأت تعيط بعدين مشي.
قالت صديقتها بحيرة: شاب .... شاب مين؟
اقتربت من وئام: مين ده يا وئام؟ وبتعيطي بسببه ليه؟
قالت وئام بصوت منخفض: حمزة.
قالت صديقتها بفهم: ااه طب هو جه هنا يعمل إيه؟ وكان هيتخانق مع خطيبي ليه؟
قال محمود (خطيبها): علشان لما حاولت أقوله هى مش عايزة تكلمك اتعصب.
قالت صديقتها بغيظ : والله ايه التفاهة دى! يعني جاي يضايقها بعد ما دمر حياتها وعايز يتخانق معاك كمان!
أمسكت ب وئام تقول بحزم: أوعى تعيطي اللى زيه ميستاهلش البكاء عليه احفظي دموعك للي يستاهل وعيشي حياتك وانسيه يا وئام.
مسحت وئام دموعها وهى تتنهد : هحاول يا رحمة.
قالت رحمة بعطف: ايوا كدة يا حبيبتى أنتِ قوية وتقدري تتجاوزي المحنة دى يلا علشان نوصلك.
ذهبت معهم ليوصلوها إلى البيت ورغم كل الهدوء الذى تظاهرت به، لم يفارق حمزة تفكيرها طوال الطريق .
بقلم ديانا ماريا.
كان حمزة يسير إلى بيته بتخاذل وحزن يكاد يعصف بعقله ، لم يتوقع أن تكون مقابلته لوئام بهذا الشكل الكارثى! لم تستمع له بل وبكت، ومن كان هذا الشاب الذى معها؟
شعر أن الغيرة من مجرد التفكير لها تقف مع رجل آخر تخنقه.
كان يسير شاردا حين وقف أمامه رجل جاره يقول ببشاشة: مبارك يا أستاذ حمزة ربنا يتمم لك على خير أنا فرحت لك أوى.
نظر له حمزة بحيرة وعدم استيعاب ف عن أي شىء يتحدث ؟
وقبل أن يسأله كان الرجل قد غادر ف أكمل طريقه إلى البيت يفكر بحيرة ولكن تكرر نفس الموقف رجال أو نساء يباركون له من بعيد ويبتسمون له بحرارة وهو لا يفقه أي شئ.
عاد إلى بيته ليجد هناك أناس كُثر ف نظر لهم بإحراج، هللت النساء حين رأته و اقتربت منه خالته تقول بسعادة: أنت مش عارفة أنا فرحانة أد ايه يا حمزة، مش كنت تقولي يا واد أنك عاوز تتجوز مريم، ايه كنت خايف ؟
ده كان يوم المُنى عندى اللى كنت مستنية أشوفه من زمان و الحمد لله اتحقق أمك حكت لى على كل حاجة.
رمش عدة مرات غير مصدقا ثم نظر لوالدته بصدمة التى اشاحت ببصرها بعيدا ثم قال لخالته بإرتباك: هى..هى ماما حكت لك إيه يا خالتو؟
قالت خالته بإستغراب: أنك عايز تتجوز مريم وكنت بتحبها من زمان كمان بس كنت خايف لتترفض ف تحصل مشاكل بين العائلتين علشان كدة خطبت وئام بس لما معرفتش تتأقلم مع وئام فسخت معاها .
أكملت بمزاح: ايه يا ولد أنت مكسوف من خالتك ولا ايه؟
كتم غضبه الذى كان على وشك الانفجا"ر بصعوبة وتمالك نفسه وابتسم لها إبتسامة مصطنعة كانت أقرب للتكشيرة ف ماذا هو بفاعل الآن؟!
انتظر حتى غادر الجميع ثم وقف أمام والدته بغضب شديد: ايه اللى أنتِ عملتيه ده يا أمى؟ بتدبسيني؟ و بتكدبي على خالتى؟
وأنا أقول الكل عمال يوقفني يبارك لي ليه!
قالت والدته بلامبالاة: ولا بدبسك ولا حاجة أنا شوفت اللى فيه مصلحتك وقولت أعمله طالما أنت مش شايف مصلحتك ولا عايز تعيش حياتك.
رمقها بنظرات نارية و صاح بعصبية: وأنه أعيش حياتى يبقي أنك تحطيني قدام الأمر الواقع وتجبريني على مريم وأنا مش بحبها ولسة منستش وئام! أنتِ ليه بتعملي فيا كدة ليه مفيش أي إحترام ليا ولا لرغباتي أنا قولت مش عايز ومش هتجوز .
نظرت له بدهشة مصطنعة وقالت: بتزعق فى أمك يا حمزة؟ بعد كل اللى عملته علشانك وربيتك بعد ما أبوك مات وتعبت وشقيت عليك بتزعق فيا علشان واحدة غريبة، دى اخرتها؟ طب هقول إيه لخالتك إلى هتموت من الفرحة من ساعة ما عرفت ؟ هقول ايه للي ناس اللى عزمتهم على كتب كتابك.
توسعت عينيه بصدمة: كتب كتاب؟ كمان!
جلست وهى تتظاهر بالبكاء: يا حسرة قلبى عليك يا ابنى بعد كل ده بترد ليا الجميل يا خيبة أملي!
نظر لها بتردد وقد خف غضبه قليلا و أقترب منها : يا ماما افهميني أنا نفسى أعرف ليه تعملي كدة من نفسك ليه وأنتِ عارفة أنه أنا لسة بحب واحدة تانية ولسة منستهاش ليه؟ ليه تعزمي الناس ماهى دى كدة غلطتك.
لم ترد عليه ف تنهد بقلة حيلة: أنا مش عايز ازعلك مني أنتِ أمي على عيني و رأسي بكل حاجة عملتيها ليا بس المفروض كنتِ تقدري مشاعري وتديني وقتى فى الحزن.
بكت أمامه ف احتضنها وقال بإستسلام: متزعليش مني أنا هحاول علشانك.
بقلم ديانا ماريا.
قالت بفرحة : بجد يا حمزة؟
رد بحزن وهو يفكر أن وئام لم تعد راغبة فى أن تراه حتى : بجد .
احتضنته وهى تمسح دموعها المزيفة وتبتسم بخبث على نجاح خطتها.
مرت الأيام بسرعة ف قد كان موعد عقد القران بعد أسبوع وقابل مريم مرات قليلة وتعامل معها بهدوء شديد ولكنها لم تلاحظ شئ غير عادى فى تصرفاته.
فى يوم كتب الكتاب....
كان يقف أمام المرآة وهو يرتدى ملابسه ينظر إلى نفسه ويفعل كل شىء بعدم اهتمام، يفكر أنه فى هذا اليوم كان من المفترض أن يقترن ب وئام ويجهز نفسه لها هى فقط ولكن هو الآن يستعد للاقتران بغيرها.
دلفت إليه والدته وهى تنظر له بسعادة : تبارك الله قمر يا حبيبى ربنا يحفظك هتتحسد.
نظر لها بلامبالاة وهو يكمل ما يفعله ثم نظر لنفسه فى المرآة فجأة بدأ ينتفس بسرعة.
قال وهو يضع يده على حلقه: حاسس أنه أنا مخنوق مش قادر .
اقتربت والدته بخوف: مالك يا حبيبى ؟
هز رأسه بالنفي وقال : مش قادر مش قادر أعمل كدة مش اتظاهر أنه أنا قادر أكمل، مش قادر اتجوز حد تانى غير وئام أنا بحب وئام.
قالت والدته بغيظ: أنت بتقول ايه ده النهاردة كتب كتابك!
نظر لها بتمرد: وأنا مش هقدر أعمل كدة أنا بحب وئام ومش عايز اتجوز غيرها الغي الموضوع ده كله أنا مش هتجوز غير وئام أنا رايح لها.
ثم خرج سريعا وهو يركض و خرج من المنزل أما والدته وقفت مسمرة من الصدمة مكانها ثم بدأت تضرب صدرها و تولول بصوت عالى: يالهوي يالهوي الواد اتجنن !
ساب الفرح وراح للي ما تتسمي، أقول إيه لأختي ولا الناس يالهوي ياااني هنتفضح!
#يتبع.
#قسوة_أطاحت_بى.
#بقلمي.
#ديانا_ماريا.
تعليقات
إرسال تعليق