الحلقه الثانيه والعشرون من الجزء الثالث
المشوة
احمد بص لسهر وركز عنيه على عنيها وسألها : سهر ايه رأيك نتكفل بيه !
سهر بصتله كتير مش مستوعبة هو قال ايه وهيا فعلا سمعت صح ولا اتهيألها !
أحمد قرب منها ومسك ايديها : ايه رأيك ! الولد لسه مولود ومالوش اي حد في الكون ده غير ربنا .. ناخده انا وانتي ونربيه ويكون ابن لينا ، سهر انطقي
سهر دموعها لمعت في عنيها ومعرفتش ترد بس هزت دماغها موافقة وحضنت جوزها جامد وهو ضمها قوي لصدره والكل ابتسم ..
احمد بعد عن حضن سهر وبص لأخوه : ادهم انا عايزو .. هناخده معانا البيت اول ما يخرج من الحضانة بإذن الله .. خلاص !
ادهم ابتسم لأخوه : تمام !
احمد بص لابوه وقرب منه : تسمحلي اخد الخطوة دي !
حسين حزن على ابنه اللي اتحرم من الخلفة بس ابتسم وحاول يداري وجعه وضمه : مبروك عليك ابنك !
احمد فرح جدا بترحيب ابوه وبص لادهم بفرحة : خلاص كده ! روح بلغ المستشفى اننا هناخده
ادهم ابتسم : في اجراءات كتيرة لازم تتعمل الأول ..
احمد : اجراءات زي ايه !
ادهم فكر : طبعا نبلغ الاول انه يعتبر مجهول النسب ونبلغهم انك هتتكفل بيه وهتختار اسم ثلاثي له وحاجات تانية كده كتير قبل ما نقدر نخرج بيه
سهر : نختار اسم ثلاثي ازاي ! هو مش هيبقى باسم احمد !
ادهم : لو اتكتب باسم احمد يبقى كده اتبناه والتبني حرام يا سهر لانه بيكون اختلاط انساب .. اللي بيتم انه بنختار اسم ثلاثي له غير معروف وبيشيل لقب العيلة بتاعتنا .. هياخد لقب عيلتنا عيلة الشريف لكن اسمه الثلاثي لأ لازم يكون بعيد عننا تماما
أحمد بنفاذ صبر : ادهم ينفع انت تخلص كل الاجراءات دي ؟
ادهم بحب : ولا يهمك سيبها عليا .. المهم اختاروا اسم ثلاثي وبلغوني بيه وانا هتصرف في الباقي ..
دكتور الاطفال دخل الحضانة واخد جولته واطمن على كل الاطفال الموجودين في الحضانات وخرج قابله أحمد وشاورله على ابنه او اللي اعتبره ابنه
الدكتور : حضرتك والده !
أحمد معرفش يرد ويقول اه ولا لأ فأدهم اتدخل : تقدر تعتبره كده
الدكتور : اعتبره ازاي ! هو ده مش ابن البنت اللي لسه متوفية في الولادة ! اعتقد انه مجهول الأب حتى البنت محدش يعرفها ومعهاش اي اثبات للشخصية فالولد كده يعتبر مجهول النسب
أدهم : واحنا عيلتنا هتتكفل بيه والصبح ان شاء الله هخلص كل الاجراءات المطلوبة وعلشان كده بقولك تقدر تعتبره والده ..
الدكتور ابتسم وبص لأحمد : ده شيء يسعدني جدا .. للأسف الأطفال اللي زيه كده بيروحوا لملاجيء ونادرا ما حد بياخدهم وبتبقى حالتهم صعبة .. على العموم ابنك حالته كويسة وفي تحسن مستمر بس خليه معانا يعني حتى ٢٤ ساعة نطمن بس على كل الوظايف شغالة بطريقة طبيعية ولا لأ وكمان نشوف هيقبل التغذية الخارجية ولا هنعمل معاه ايه !
سهر بقلق : لكن هو كويس صح !
الدكتور : اه كويس ما تقلقوش عليه .. المهم اختارتو اسم ولا لسه !
احمد بص لسهر وهز دماغه : لا للاسف لسه !
الدكتور بص لأدهم : حاولوا تختاروا اسم بدال ما ظابط الحالة المدنية بكرة يختار هو الاسم وساعتها تغيره بيكون صعب جدا ..
سهر : هنختار ان شاء الله الليلادي
الدكتور : تمام .. تقدروا تروحوا وترتاحوا والصبح تيجوا لو تحبوا
سهر : بس احنا عايزين نفضل جنبه مش عايزين نسيبه لوحده !
الدكتور ابتسم : اولا هو مش لوحده في كذا ممرضة اهي مش بيفارقوهم أبدا وثانيا هو مش هيخرج من الحضانة فقعدتكم هنا تعب على الفاضي .. شكلكم مرهق وتعبان روحوا ارتاحوا .. والصبح تعالوا
قبل ما حد يعترض ادهم اتكلم : الدكتور عنده حق .. خلينا نروح والصبح نيجي ان شاء الله .. كلنا محتاجين نرتاح شوية ..
نزلوا كلهم ووقفوا جنب عربية حسين وبصوا لبعض لانهم مش عارفين هيروحوا ازاي ! عربية واحدة مش هتكفيهم
ادهم : أحمد اركب معاهم وروحوا انتو يالا
أحمد باستغراب : وانت ؟
ادهم حط ايده علي كتف مراته وشدها عليه : هنروح بيتنا !
حنان بسرعة : انت مش هتروح معانا ؟
ادهم ابتسم : لأ
حسين : ليه ده بيتك برضه ؟
ادهم : عارف انه بيتي .. بس سيبني براحتي
حسين بص لليلى : قولي حاجة لجوزك ! طيب على الأقل علشان عيالكم اللي في البيت !
ليلى : عيالنا في أمان في بيت جدهم
حسين لحنان : قولي حاجة لابنك !
حنان : ادهم ! تعال معانا !
ادهم مسك ايد أمه وباسها : انتي عارفة اني مش هاجي فخليني براحتي الصبح هشوفكم
أحمد : طيب استني هتروح ازاي ! عربيتك واتخرشمت !
أدهم ابتسم : هاخد تاكسي ، هاخد اوبر ، عادي يعني ما تشغلش بالك
أحمد : طيب أوصلك الأول !
أدهم : العربية مش هتشيلنا فانجز بقى في أم الليلة دي وروح
أحمد بغلاسة : لا تشيل .. بابا قدام جنبي وانتو ورانا
ادهم : ده ازاي ان شاء الله ؟
أحمد بخبث : ما تحسبش مراتك
ادهم فهم قصد أحمد وضربه في صدره بهزار : روح ياد .. يالا بينا يا بنتي من هنا .. شدها من ايدها وشاورلهم بإيده بدون ما يلتفت ناحيتهم وحط ايده على كتف مراته وخارجين لبره المستشفى ياخدوا تاكسي
احمد بغلاسة وبصوت عالي : ما تتأخرش الصبح والا هجيلك اخدك من السرير فاهم !
ادهم رد عليه بحركة بإيده كأنه مطنش وكمل طريقه وأحمد ابتسم وبص للي معاه لقاهم مركزين قوي فاتحرج : اركبوا مستنين ايه !
هرب منهم وركب العربية اول واحد وبعد كده ركبوا كلهم وطول الطريق يختاروا اسماء للولد ويقترحوا
ادهم وقف تاكسي وركب هو ومراته وبمجرد ما استقروا ليلى ساندة راسها على دراع جوزها اللي وراى رقبتها واتعدلت وبصتله : أخوك كان يقصد ايه بإنك ما تعملش حسابي ؟
ادهم ساند على الكنبة في التاكسي ومريح وبدون ما يتعدل لف بس دماغه لها وبيحاول يفتكر : ما يعملش حسابك في ايه !
ليلى بتفكره : لما قولت العربية مش هتكفينا فقالك ما تعملش حساب مراتك ( ادهم ابتسم ) كان قصده ايه بقى ؟
ادهم بيلعب في شعرها وهو مكانه وابتسم : مفهمتيهوش ؟
ليلى : اكيد لأ والا مكنتش هسألك !
ادهم وضح : قصده اننا نركب ورى انا وماما وسحر
ليلى : طيب وانا فين بقى ان شاء الله ؟
ادهم بابتسامة : معايا
ليلى بعدم فهم : ايوه معاك ازاي يعني !
ادهم استغرب عدم فهمها : على رجليا يا بنتي في ايه ! معقول كل ده مش فاهمة .. على رجليا وبكده مش هتاخدي مكان وده معنى ما اعملش حسابك
ليلى كشرت : اخوك ده ساعات بيكون غتيت جدا
ادهم : ساعات بس !! المهم سيبك منه .. ما ضعفتيش يعني قدام حماكي وجرجرتينا معاهم على الڤيلا !
ليلى : انت كنت عايزني أضعف ؟
ادهم : أكيد لأ بس ده ما يمنعش اني مستغرب تصرفك ..
ليلى : بعد كل اللي مرينا بيه قررت اني اختار راحة جوزي قبل اي حاجة تانية وقبل أي اعتبارات تانية !
ادهم ابتسم : حمدالله على السلامة انتي كنتي فين من زمان .. أخيرا !
ليلى : ماهو لو انت كنت من الأول كده وما اخدتش موقف مني !
ادهم : انا اخدت موقف منك الاول ! ده انتي شحورتيني وراكي ..
ليلى : المهم مش هنتكلم عن ده دلوقتي
ادهم : ايه المهم طيب !
ليلى حطت ايدها على كتفه المتصاب : بيوجعك !
ادهم نزل راسه باس ايدها على كتفه : بيوجع بس مش للدرجة كبيرة ما تقلقيش
ليلى : انت واخد غرز كتيرة قوي فيه !
ادهم : عادي .. ما تشغليش بالك.
ليلى : ما اشغلش بالي ازاي بس ..
قاطعهم صوت السواق : وصلنا الشارع يا باشا .. فين بقى !
ادهم وصفله لحد ما وقف قدام عماراتهم ونزلوا وبيقلب في جيوبه اكتشف انه مش معاه محفظة أصلا وبص لمراته : شنطتك معاكي !
ليلى : لا مش معايا غير موبيلي في جيبي
ادهم : روح امك
ليلى : في ايه !
ادهم بص للسواق : اديني لحظة
السواق : خير يا باشا !
ادهم ببساطة : محفظتي في عربيتي وعربيتي عملت حادثة وانت واخدنا من المستشفى
السواق كشر بس تقبل الموضوع : خلاص يا باشا حصل خير
ادهم : لا استنى لحظة .. هطلع اجيبلك اجرتك وانزلك .. دقيقة مش هتأخر
اخد ليلى اللي بتضحك وطلعوا شقتهم
ليلى : معاك مفاتيح الشقة اصلا ولا هنبات على السلم !
ادهم مد ايده وشد نسخة مفتاح حاططها فوق الباب وفتح الشقة : اتفضلي
ابتسمت : نسيت موضوع النسخة ده
وقبل ما يدخل رجع المفتاح مكانه ودخل جاب فلوس ونزل للسواق اللي كان بيدور عربيته بس ادهم لحقه : ايه كنت هتمشي ولا ايه !
السواق : عادي يعني الناس لبعضها
ادهم ابتسم : تسلم يا غالي اتفضل اجرتك وزيادة كمان
السواق فرح جدا وشكر ادهم كتير وبعدها طلع لمراته اللي لقاها في اوضتها راقدة على السرير وبتحرك ايديها على السرير فرحانة : ما تتخيلش السرير ده وحشني قد ايه ! ياه بقالي قد ايه بعيد عنه ..
ادهم بتريقة : وعلشان كده ما فكرتيش ولا مرة تيجي هنا ورايا !
ليلى اتعدلت وقامت و راحت ناحيته : كنت غبية اوكي .. انا معترفة بغبائي هتفضل تأنبني وترغي طول الليل ولا هتقلع القميص اللي مش لايق عليك ده !
ادهم ابتسم وبيقرب عليها : ارغي اممممم .. لا يا ستي مش هرغي نهائي .. بقى القميص مش لايق عليا ! ده حتى مكوي حتة كوية
ليلى بترجع لوري مع خطواته لها وبيفك زراير القميص : لا مش حلو ومخليك منشي
ادهم : مخليني ايه !
ليلى ابتسمت : منشي
ادهم : ايه الكلمة دي ؟
ليلى : شكلك فعلا ناوي على الرغي
ادهم رمى القميص على اخر دراعه وقبل ما تبعد كان شدها من ايدها : انا هعرفك الرغي بيكون ازاي !
قبل ما يلمس شفايفها حطت ايدها على شفايفه منعته : انت ازاي تقول لمامتك في المستشفى ليلى عايزة تتدلع !
ادهم ضحك : كدبت انا ؟ ألفت من عندي ! مش ده واقع !
ليلى خبطته في صدره وهو اتأوه بهزار
ليلى : ده واقع خاص بينا انا وانت وبس فاهم !
ادهم بهزار : مين بقى اللي بيرغي دلوقتي ! هاه !
ليلى بصتله بحب : طيب دلعني وريني هتدلعني ازاي !
بعد فترة طويلة كانوا راقدين على السرير و باصين للسقف وبعد صمت طويل ليلى قطعته : كان يوم صعب قوي وطوووويل ايه التعب ده !
ادهم بتعب : عندك حق كان يوم متعب
فضلوا ساكتين وباصيين للسقف الاتنين
ليلى : كنت فين الصبح ! وازاي اخدوا احمد وامتى ؟
ادهم : معرفتش انام ونزلت اتمشي كعادتي ولقيت الفجر أذن روحت صليت وقابلت ابوكي وقعدنا اتكلمنا شوية وكان رايح الفرن يجيب عيش وفطار فرحت معاه ورجعت عليكم
ليلى : مش مصدقة ان الكابوس ده انتهى على خير
ادهم : الحمد لله فعلا .. كان ممكن اخسر احمد يا ليلى ! اخويا اللي مصدقت لقيته .. انتي مش متخيلة احمد بالنسبالي ايه !
ليلى اتعدلت وخطت ايدها على وشه بحب وتفهم : اخوك .. اخوك اللي اتحرمت منه عمرك كله .. ربنا يخليكم لبعض وبعدين خطفه طلع مصلحة
ادهم : ايه المصلحة غير اني ادغدغت وجسمي كله حاليا بيأن من الوجع ده غير ان مفعول البنج بدأ يروح .. علشان كده ما بحبش اخد بنج يخدرك ويجيلك الألم اضعاف مضاعفة
ليلى : يا سلام ومن غير بنج بقى !
ادهم : بتكوني في قمة ألمك وبعدها بيبدأ الألم يهدى ويختفي شوية شوية
ليلى : ودلوقتي ؟
ادهم : بيزيد طبعا
ليلى : طيب ايه رأيك تاخد شاور دافي علشان جسمك المتكسر ده وبعدين تشيل كل اثار الدم دي كلها اللي عليك
ادهم بتعب : عايز وبفكر في الخطوة دي بس رجليا مش مطوعاني أقوم
ليلى وقفت ومسكت ايده وبتشده : هساعدك يالا
ادهم وقف معاها وهيا بالفعل ساعدته يشيل كل اثار الدم اللي تنظيفها بيكون صعب جدا وكل شوية تكتشف جرح صغير .. اخيرا وصل لسريره مرة تانية
وليلى جابت مية وبتديله : اتفضل
ادهم بتعب : ايه ده !
ليلى : ده زي البني ادمين الطبيعين مسكن يا حبيبي
ادهم كشر وهيا اصرت : علشان خاطري انا
ادهم اخده وهيا رقدت جنبه بحب وسانده على كتفه السليم
ادهم افتكر : مقولتيش ايه المصلحة اللي اخويا طلع بيها من خطفه ؟
ليلى ابتسمت : كتير صراحة اولا اخوك بقى عنده بيبي متخيل انت احمد أب وسهر أم ! كمان شوفت فرحته كانت قد ايه لما شاف خوف باباك ومامتك عليه ! كان زي العيل الصغير
ادهم : انتي ما تتخيليش يا ليلى حجم الوجع اللي بتحسيه لو اتحرمتي من حب أقرب الناس ليكي
ليلى قربت من وشه : جربته معاك لما حسيت انك هتضيع مني وحسيت اني محرومة من حبك ! كنت بموت يا ادهم ! بموت بالبطيء
ادهم بحب : بعد الشر عليكي .. كنت بس قولي ولو كلمة ! كلمة واحدة
ليلى : حاولت بس مكنتش بتسمعني
ادهم لف وشه ناحيتها وبقى وشهم قصاد بعض وبيتكلموا بهمس
ليلى : ليه بعدنا عن بعض كل ده !
ادهم : يمكن علشان نعرف احنا ايه من غير بعض
ليلى : وطلعنا ايه ؟
ادهم : ولا حاجة
ليلى ابتسمت : ومع بعض بنكون ايه ؟
ادهم : كل حاجة واي حاجة عايزينها بنكونها ..
ليلى قربت وشها قوي منه : ادهم انا بحبك قوي قوي قوي وفوق ما تتخيل واكتر من ما تتخيل .. حبي وصل لدرجة العشق والجنون
ادهم باسها بخفة : اخيرا وصلتي يا ليلى للعشق والجنون ! حمدالله على سلامتك
ليلى : على فكرة انا بحبك من زمان جدا وقبل حتى ما انت تحبني
ادهم : مش يمكن اكون انا بحبك من قبل حتى ما اعرفك ؟ بس لما شوفتك صحيتي انتي الحب ده ..
ليلى : يا سلام .. لا مش فلسفة هيا انا بحبك الاول قر واعترف
ادهم ابتسم : حاضر هقر واعترف
ليلى : هتعترف بإيه ؟
ادهم : اني انا كمان بحبك وبعشقك وعشقي وصل لحد الجنون ..
.......................
أحمد في الڤيلا أخد شاور وطلع جنب مراته اللي ضمته بحب وشوق ولهفة
أحمد : ده هو يوم يدوب اللي غبت فيه
سهر بخوف : كنت هموت فيه من الخوف والقلق .. من أول ما فتحت عيني وما شوفتكش جنبي وانا قلبي وجعني ومهما يحاولوا يطمنوني الا ان قلبي ما اطمنش للحظة !
أحمد حط ايده على خدها بحب وهيا باست كفه : للدرجة دي بتحبيني يا سهر !
سهر : انت لسه بتسألني يا أحمد !
أحمد : يا ترى انا عملت ايه في دنيتي علشان ربنا يهاديني بأجمل نعمة في الكون ده كله ! حبك اكبر نعمة في حياتي ربنا أنعمها عليا
سهر ابتسمت : وانت كمان أجمل هدية من ربنا
أحمد بزعل : بس انا مقدرتش اخليكي أم يا سهر !
سهر منعته يكمل : النهاردة انا بقيت أم يا حبيبي .. ابننا هنربيه في حضننا وهتكمل سعادتنا بيه ..
أحمد : انتي بجد موافقة على الموضوع ده من قلبك ؟
سهر : حبيبي انا بقالي قد ايه بطلب منك الطلب ده ! طبعا موافقة وبعدين دخل قلبي من اول ما شوفتك وانت شايله في حضنك وبتأذنله ! حسيته مننا ولينا
أحمد اتنهد : هنسميه إيه بقى ! لازم نختار اسم وثلاثي كمان !
ودي كانت بداية ليلتهم الطويلة جدا في اختيار اسم للبيبى ..
اما حنان وحسين في أوضتهم حسين مهموم وقاعد على السرير عكازه بين إيديه ساند عليه وحنان لاحظت سرحانه فقربت منه : مالك يا حسين ! انت تعبان !
حسين بحزن : لا مش تعبان .. ابننا كان هيروح مننا النهاردة
حنان : والحمد لله ربنا حفظه هو وأخوه
بس ده مش سبب همك .. فيك ايه قولي !
حسين : كان نفسي احمد يخلف زي أخوه وربنا يرزقه بحتة عيل يملى حياته
حنان : ماهو ربنا رزقه اهو .. ومعاه ولد ربنا يحفظه بكرة نجيبه البيت ويملى حياتهم
حسين بزهق : بس ده مش ابنه ! احنا هنضحك على بعض ! ده مش ابنه
حنان بصتله باستغراب : انت بتقول ايه يا حسين ! انت وافقته ياخد الخطوة دي !
حسين : ايوه وافقته لانه محتاجها وهو كده كده هياخدها سواء وافقت او رفضت هياخدها
حنان بحذر : وناوي على ايه !
حسين بصلها باستغراب : يعني هعمل ايه يعني ! عيالك كبروا وللاسف خرجوا عن طوعي خلاص .. شوفتي ادهم ما رضيش يجي هنا وبكرة احمد كمان يقولك اشمعنى وعايز انا كمان استقل بحياتي وهتشوفي
حنان : لا احمد ما يعملهاش
حسين هز دماغه وسكت وشوية وبصلها : نامي نامي تصبحي على خير ..
الصبح ليلى بتصحي ادهم وهو مش قادر يصحى وهيا مصرة : في ايه بس ! ما تسيبيني شوية !
ليلى بحب باسته في دماغه : ياريت بإيدي اسيبك حبيبي
ادهم بصلها واتعدل : في حاجة حصلت !
ليلى بسرعة : لا لا يا قلبي مفيش .. بس أخوك عمال يتصل كل شوية ويقولي اصحيك وعايزنا نروحلهم
ادهم رقد تاني بتعب : يا شيخة اتخضيت افتكرت حاجة حصلت لحد
ليلى : سوري حبيبي بس اخوك رخم وانت عارف ومش مبطل زن لما زهقني
ادهم : اوك هقوم ونروحله ..
قام واستعدوا للنزول الاتنين وادهم بيحرك دراعه بتعب فليلى مسكته : الدكتور قالك ريّحو مش مرّنه ! اسمع الكلام بقى !
ادهم كشر : حاضر هسمع الكلام اي اوامر تانية !
ليلى ابتسمت : لا يا سيدي يالا لأخوك
وصلوا الڤيلا وزياد وآية استقبلوهم بعاصفة غضب ازاي يسيبوهم لوحدهم وفين لحد ما هديوا وقعدوا وسط العيلة
أحمد : ناموسيتك كحلي يا اخويا اخيرا صحيت !
ادهم : اه ماهو انت ولا اتدغدغت ولا اتضربت ولا ضربت
احمد ابتسم وبص لمراته : لا البركة في الواد اخويا اما طلع حتة نمرة ايه ! ابن لذين ولا اجدع فيلم اكشن اتفرجت عليه ده انا كنت جوه الفيلم مع البطل
ادهم بتريقة : يالا محدش قدك هيص بقى
زياد اتدخل : انت مخدتنيش معاك ليه يا بابا انقذ معاك عمو أحمد !
ادهم ابتسم : ايوه واخد أختك وأمك وتبقى لمة بقى ونهيص بقى ونزيط صح !
آية : كانت هتبقى خروجة حلوة يا بابي
ادهم ابتسم : فعلا عندك حق كانت هتبقى حفلة بقى
زياد : بابي هو احنا هنجيب نونو عمو أحمد امتى !
احمد : قوله والنبي .. امعتي يالي قولت
خلي كل حاجة عليا ما تقلقش ؟
أدهم ابتسم : اخترت اسم ثلاثي !
سهر : يعني بص احنا محتارين ومحتاجين مساعدتكم
ادهم بتريقة : احنا بنعيش في موال الاسم ده من اول يوم نعرف بيه انها حامل لحد ما تولد انت عايز تختصر ده في ليلة ! قلبي معك
احمد : انا ما نمتش من امبارح بسبب ام الموضوع ده
ادهم ابتسم : ما نمتش علشان تختاروا اسم ! هههههههههه
أحمد كشر : بتضحك ليه !
ادهم : اصل ده ما يمنعش النوم أبدا ! لسه الموانع جاية كتيييييير
سهر : موانع ايه تقصد ؟
ادهم : مش هيكون عندكم بيبي ! غير وشيل وحط ولف ونوم وصحى وغير بامبرز ومغص وانتفاخ وحاجات غريبة مش تقولي اسم ! عدم النوم جاي لا تقلق ! المهم في الاخر رسيتو عليه ايه؟
احمد طلع ورقة كاتب فيها : بص احنا تقريبا استقرينا علي شوية اسماء
ليلى : قول يالا حمستني
احمد : بص انا هقولك الاسماء ومعانيها ونختار منها اوك
ادهم : اوك قول وركزي يا بت يا ليلى
احمد : ممكن عياش معناه صيغة مبالغة للبقاء على قيد الحياة
إياس .. العوض والعطية
كنان .. ستر ووقاية
براء .. برئ
عادل .. عدم الظلم
فادي .. الفداء والمنقذ
مصعب .. الذي يتحمل الشدائد
يامن .. اليمن والبركة
ادهم : دول نختار منهم !
سهر : كنان ، جاد ، براء ، فادي ، مصعب ، يامن ، عياش
ادهم وليلى سكتوا شويه
ليلى : جاد !
ادهم بتريقة : جاد الحق علي جاد الحق لا طبعا مش ظريف
اخدوا اكتر من نص ساعة مختلفين لحد ما ادهم زعق : بس كلكم .. انا عندي اقتراح حلو احنا عايزين اسم غريب ومحدش مسميه ومن الاسماء دول صح كده !
أحمد : ايوه يا سيدي
أدهم : خلاص يبقى تعالوا نسميه كنان مصعب عادل وفي الاخر نحط لقب عيلتنا الشريف
أحمد ردد الاسم ( كنان مصعب عادل الشريف )
بص لمراته اللي ابتسمت وهزت دماغها موافقة
أحمد ابتسم : يبقى كنان يالا بقى نروح لعنده ؟
ادهم كشر : يعني انتي جايبني على ملى وشي من بيتي ودلوقتي تقولي يالا
أحمد : انت عايز ايه يعني !
ادهم : جعاان .. عايز أفطر .. انا ما اكلتش حاجة من امبارح الصبح
أحمد بتريقة : وايه اللي منعك تتعشى ! للدرجة دي مشغول !
أدهم كشر عنيه : اه عندك مانع .. بعدين انا التعب اللي كان فيا امبارح مكنش في حد فإنت تخرس خالص مش مسموحلك اي تلميحات ولا اي هزار
احمد ضحك : الله مش انت اللي قولت عايزين نتدلع شوية ونجيلكم واحنا في المستشفى ! ولا صح مش انت دي مراتك
ليلى قامت : انا هقوم اشوف الفطار
سهر قامت معاها وسابوهم لوحدهم
احمد بابتسامة : صح هالة سألت عليك امبارح راحلتك صح !
ادهم افتكر : ما تفكرنيش بأم الحيزبونة دي
أحمد ضحك : اشمعنى ! مالها ! ده انا بدأت احبها !
ادهم بغيظ : بنت الرفضي تقولنا تعيشوا فترة خطوبة ( كان بيقلدها بالظبط واحمد ميت من الضحك ) وكل ما نقرب تقولش مرقبانا الاقيها ناطة في التليفون واكلمها تقولي هد الاسوار يا ادهم اللي بينك وبين مراتك وامبارح الحيزبونة تقولي مراتك ولا خطيبتك ! قولتلها خطيبتي تقوم تقولي ايه تخيل ؟
احمد وهو ميت من الضحك على تقليد اخوه لهالة : قالتلك ايه !
ادهم بتريقة : ياااااه اخيرا بطلتوا غباء
هنا أحمد انفجر في الضحك ومن بعيد مراقبهم سهر وليلى هما الاتنين مسخسين من الضحك على اسلوب ادهم وضحك أحمد بالشكل ده وحسين وحنان نزلوا على صوت ضحكهم العالي ده وراحوا ناحيتهم
حسين : خير مال اخوك متغاظ ليه وانت مسخسخ على روحك كده
احمد بضحك : اصل الدكتورة اشتغلتهم
ادهم بغيظ: اضحك اضحك
حنان : ربنا يسعدكم يالا قوموا نفطر مع بعض قبل ما تشوفوا وراكم ايه !
فطروا واحمد وادهم وسهر وليلى راحوا المستشفى والعيال تحت ضغط فضلوا مع حنان وحسين نزل الشركة ..
البنات راحوا لكنان وادهم واحمد بيحاولوا يخلصوا اجراءات الكفالة للبيبي ..
كنان فضل يومين في الحضانة وبعدها اخدوه على البيت معاهم ..
دخل احمد على اوضتهم وسهر شايلة كنان على ايدها عينيها بقولو قد ايه فرحانة وحاسة ان الدنيا نورت وبقى ليها طعم جديد .. حطت كنان من ايدها على سريرها واحمد متابعها وفرحان لفرحتها وقلها : حطيه على سريره .. عايز اشوف بيبي في سريره عندنا ..
سهر بابتسامة صافية وعينيها بتلمع بدموع الفرحة : عايزة افرح بيه على سريري كتير تخيلت ابننا نايم وسطنا وأنا وانت محاوطينه وبندلع فيه وماسكين بايدين ايديه الاتنين.
احمد قرب وقعد جنب كنان من الناحية التانية ومسك ايده الناعمة الرقيقة ونزل باسها ..
وبعدها بص لسهر : يا رب يفرح قلبنا فيه ويعوضنا ..
سهر اتنهدت : ياه يا احمد معقول كل التعب والالم خلصو والحياة هتضحك لينا ؟؟
احمد كشر : هي حياتك معايا كانت تعب ؟
سهر بتفسير : حياتنا سوا يا احمد سوا .. فاكر اول ما تجوزنا تخانقنا قد ايه مع اننا كنا بنحب بعض وتجوزنا بعد قصة حب طويلة .. بس الظروف كانت متعبة وانت مكنتش هادي وكنت بتاخد كل الامور بعصبية وبتحسبها بالورقة والقلم دا غير ... وسكتت ماكملتش واحمد مسك ايدها بمعنى كملي وهي كملت : خلاص بلاش السيرة دي...
احمد كمل : كنت بشرب دايما وكنتي تتخانقي معايا على الشرب واوعدك اسيبه وارجع بوعدي ..
سهر حست قد ايه هو ندمان وزعلان من نفسه على الفترة دي محبتش تضغط عليه : الحمد لله ايام وراحت يا حبيبي مش عايزة افتكرها .. المهم احنا مع بعض ..
احمد : بس انا منستهاش ولسى فاكرها .. ودايما بقول لولا ظهور ادهم بحياتنا كنت لسى زي ما انا بطباعي الوحشة كلها وكنتي لسى بعيدة عني ومش عايزاني .
سهر بنفي : انا مش عايزاك ؟ طب والله انت كنت روحي بس كنت بزعل عليك مش منك .. وكنت شايفة قد ايه جواك طيبة مخبيها ومداريها عن الكل ... بعدت قلت يمكن حالك يتعدل لما تحس انك ممكن تخسرني .. لكن عارف ؟؟
احمد باستفهام : عارف ايه ؟
سهر وهي بتشد على ايده اللي ماسكة ايدها : حتى لو مارجعتليش واعتزرت كنت انا هرجع من نفسي لان شوقي ليك كان عمل عمايله فيا.. كنت واحشني جدا ... ويوم ماجيت على باب بيتي تقولي ارجعلك وانا قلتلك اديني فرصة اشوفك اتغيرت فعلا ولا لأ .. قفلت الباب وقعدت اتنطط من الفرحة ان انت فاكرني ومش بايعني .. وكنت محتاحة قوة جبارة عشان امشيك من عندي واقفل بابي بوشك ... كشرت وهي بتتكلم .. بس كان لازم عشان حياتنا تمشي صح وانت تبقى افضل .
احمد بابتسامة : والحمد لله الحياة بقت افضل واجمل انتي رجعتيلي وبقى ليا اخ اشد ظهري بيه وبابا وماما حسيت بحبهم لاول مرة بحياتي ودلوقتي ربنا رزقنا ب كنان .. مش عايز من الدنيا دي اكتر من كدا ... متشكر يا سهر لوجودك بحياتي انتي النور اللي فيها .
سهر وهي بتشيل كنان بهدوء وتحطه على سريره وبتبص للركن اللي فيه العاب كتير وحاجات اطفال كتير جدا شراها احمد وبتضحك : انتي اشتريت محل اللعب بحاله صح ؟
احمد بضحك : لا والله سيبتلهم شوية حاجات في المحل عشان ما يقفولش بس .
سهر وهي بتضحك بصوت عالي وحاولت توطيه عشان كنان ما يصحاش : لا كتر خيرك قلبك طيب .. بس كنان مش بيفهم باللعب دي دلوقتي .
احمد : معلش بكرة يكبر ويلعب بيهم .
سهر بسعادة : يارب يا حبيبي بوجودك .
احمد مسك ايدها وشدها عليه بعد ما كنان استقر بسريره : تعالي هنا انتي وحشاني جدا .
سهر بدلع : وحشتك قد ايه .
احمد وهو بقرب بشفايفه من شفايفها : هاقولك حالا قد ايه . ولسى يدوب شفافيهم اتقبلت وسمعو صوت طفل رضيع بيبكي وسهر بعدت بسرعة تشوفه وتهدهدله واحمد شتم ادهم بسره : كله من قرك .
وقرب يساعد سهر يسكت كنان والفرحة مالية جو الاوضة اللي شافت كآبة وحزن كتير
ادهم وليلى استقروا في شقتهم مع عيالهم ..
ادهم في شقته وموبيله رن وبص كانت هالة فرد عليها : خير يا دكتورة
هالة : عايزة اشوفك بكرة عندي الساعة ١٠ الصبح
ادهم : برضه خير !
هالة : معلش خلينا نقفل الملف بتاعك وننهي حالتك بقى ..
ادهم : اقفليه مش لازم اكون موجود يعني !
هالة : معلش تعال محتاجة برضه اتكلم معاك في كام نقطة مهمة
أدهم : هحاول بس ما اوعدكيش ..
قفل وبص لليلى جنبه : في حاجة ؟
ادهم : عايزاني اروح لعندها بكرة الصبح
ليلى : اشمعنى !
ادهم : الله اعلم
ليلى : هتروح ؟
ادهم : ايوه يا خبر بفلوس بكرة يبقى ببلاش .. خلينا نقفل قصتها بقى ..
الصبح راح عندها وهو متوتر خبط ودخل وهيا رحبت : اتفضل سيادة المقدم كنا منتظرينك
ادهم يدوب هينطق ويقول مين دول اللي منتظرين بس لاحظ ابوه بعكازه قاعد قصاد هالة واتلفت له وسلم عليه : صباح الخير يا ابني ادخل واقف ليه !
للمتابعه اترك تعليق
الحلقة الثالثه والعشرون من الجزء الثالث
المشوة
ادهم يدوب هينطق ويقول مين دول اللي منتظرين بس لاحظ ابوه بعكازه قاعد قصاد هالة واتلفت له وسلم عليه : صباح الخير يا ابني ادخل واقف ليه !
ادهم رد بتحفز : صباح النور يا بابا خير ! ما توقعتش اني هشوف حضرتك هنا !
هالة : ده شيء لابد منه يا سيادة المقدم علشان نقدر نقفل الصفحة دي
ادهم بنبرة تهديد : بلاش يا دكتورة انا سامحته خلاص مفيش داعي للكلام الزيادة ، هو ابويا مهما حصل منه زمان وانتهى الموضوع على كده
هالة باصرار : عارفة انك سامحته لانه والدك وان بر الوالدين بيحتم عليك دا ، وانت شهم وقلبك كبير ودا انا بحترمه فيك لكن معلش خلينا نفتح الصفحة دي عشان ننهيها ونقطعها بقى ، عايزين نفتح صفحة بيضا تماما ونسطر بيها الجديد من غير رواسب او لكن اللي ممكن تنطلنا كل فترة ... اللكن دي اسوء حاجة ممكن تلازمك .
ادهم متوتر ولا عارف ينفي ولا يوافق : مهي المسامحة صفحة جديدة بردو بلاش نقلب بالقديم بقى .. ونسطر اللي جاي باللي جاي .
هالة بنفي : لازم يا ادهم .. لازم تقول مسامحه لانك لقيتله العذر فعلا مش عشان اي اعتبارات تانية ، سامحه عشان لقيت سبب يدعوك تسامحه مش عشان هو والدك وان دا فرض عليك ايان كان سبب الفرض دا .
ادهم بانفعال : مهو مفيش اسباب ... هو كدا وخلاص مسامحه عشان انا عايز وخلصنا هي سيرة هنتساير بيها . خلاص الموضوع ده خلص لحد كده ! علاقتي واتحسنت بكل عيلتي .. مهمتك خلصت لهنا يا دكتورة
هالة لسى هترد حسين وقفها واتكلم هو : عارف يا ابني عارف وعاذرك .. انا لو مكانك عمري ما اسامحني ولا حتى عشان البر اللي وصى بيه ربنا ... ف بلاش يا دكتورة سيبيه هو عنده حق .
ادهم بتوتر وكأنه كان عايز يسمع فعلا لكن بيكابر : اهو قالهالك مفيش اسباب .. فخلصنا خلاص .. اتفضل يا بابا اوصلك .
هالة : ما خلصناش يا ادهم ونرفزتك اكبر دليل على كده ! رفضك انك تتكلم في الماضي معناه انه لسى بيأثر فيك
حسين : اقعد يا ادهم خلينا نتكلم
ادهم باصرار : هتتفضل تمشي معايا ولا امشي انا
هالة : يا
قاطعها ادهم : انا بكلمه هو .. هتتفضل اوصلك !
حسين : يا ابني اقعد نتكلم بعدين انا معايا السواق تحت اقعد بقى نتكلم
ادهم : طالما معاك السواق يبقى بعد اذنكم ! انا بره الموضوع ده والماضي بالنسبالي انتهى ومعدتش عايز اتكلم فيه ( بص لهالة ) انتهى خلاص خلصنا
قبل ما حد فيهم يرد سابهم ومشي ورزع الباب وراه بعنف ..
حسين بص لهالة : وبعدين ! انا ممكن اتكلم مع حضرتك
هالة : انا عايزاه هو يسمعك ! لازم هو يتكلم ويفتح قلبه من ناحيتك والا هتفضل ديما في حزازية في التعامل بينكم ! خلينا نديله حبة وقت ونتقابل تاني ده اذا سمحت ؟
حسين بتعب : اكيد اكيد .. شوفي الوقت المناسب وبلغيني وانا موافق عليه
حسين قام روح وراح لبيته وهو سرحان ومهموم .. هو كمان محتاج يتكلم ويشيل كل الهموم والتراكمات دي .. ليه بس يا ادهم مقعدتش وقولت كل اللي جواك وحاولت تسمعني ..
ادهم روح بيته وعنيه بتطلع شرار وبيتنرفز من الهوا اللي حواليه ..
قعد في الصالة والعيال بتلعب حواليه واتخانقوا على لعبة عربية
زياد : بابا شوف اية
اية : بابا انا اخدت العربية الاول
زياد : بس دي عربيتي انا
أدهم انفجر فيهم : وبعدين معاكم انتو الاتنين في ايه ! هات العربية دي ..
زياد مد ايده بخوف وعطى لأبوه العربية فأدهم اخدها وحدفها في الحيطة اللي قصاده بعنف نزلت متكسرة كذا حتة
ادهم بزعيق : اتبسطتوا انتو الاتنين كده ! خلاص ! غوروا بقى من وشي انتو الاتنين ! اتفضلوا على اوضكم
ليلى خرجت على صوته وتابعت الموقف بصمت تام ولاحظت ان العيال واقفين قصاد ابوهم بذهول وصمت
ليلى : زياد خد اختك وادخل اوضتك يالا واسمعوا كلام بابا !!
ادهم وقف شوية وبعدها كان خارج لبره البيت
ليلى بسرعة : لحظة يا ادهم .. زياد اسمع الكلام حبيبي يالا
زياد سحب اخته ودخلوا اوضتهم وقفلوا الباب فليلى راحت لأدهم مسكته من دراعه ويدوب هتتكلم
ادهم بزهق : ممكن ما تتكلميش ! مش عايز كلام وياريت لو تسيبيني امشي من هنا دلوقتي بدال ما تحصل حاجة اكبر من كسر لعبة !
ليلى وقفت قصاد وشه وحطت ايديها حوالين رقبته : فداك اللعبة وألف لعبة كمان .. عاملة غدا يستاهل بوقك انت وبس ... مش جعان !
ادهم مسك ايديها يفكهم بس هيا شددت مسكتها وهو اخد نفس طويل ومش عايز يتنرفز عليها : لا مش جعان
ليلى : طيب بلاش جعان ! تعال معايا
بتشده من ايده وهو وقفها : بعدين معاكي ! سيبيني دلوقتي بدال ما اتنرفز عليكي
ليلى بتشد في ايده : ما تيجي معايا وانت ساكت ! وابقى اتنرفز يا سيدي براحتك مش هحاسبك ما تقلقش
شدته لاوضتهم وقفلت الباب وراها
ادهم وايديه في وسطه : اديني جيت ! نعم ! عايزة ايه !
ليلى زقته وقعته على السرير وهيا بدلع قصاده وبتتحرك زي هند رستم : هاغريك . وبدأت تحرك التيشرت اللي هي لبساه كأنها هتقلعها ويدوب هتكمل هو ابتسم غصبا عنه : هتعملي ايه ! والله انتي رايقة
ليلى بهزار : مش عايز بلاش مع اني كنت هدلعك
ادهم اتعدل على السرير وشبك ايديه وقاعد بتوتر مخنوق وهيا قعدت جنبه : فيك ايه بس ! مالك !
ادهم وقف بغيظ واتكلم بعصبية : في اللي اسمها هالة ! زودتها قوي قوي .. زادت عن حدها
ليلى بهدوء : ليه بس عملت ايه !
ادهم بعصبية : قولتلها الف مرة ابويا لأ .. بلاش .. أبويا خط احمر وهيا مصرة .. مصرة تواجهنا ببعض
ليلى بحذر : وانت ليه كاره المواجهه دي قوي كده !
ادهم بصلها : علشان النتيجة عمرها ما هتكون كويسة يا ليلى ! النتيجة هتدمر حد فينا .. احنا كده كويسين !
حياتنا استقرت ووضع الكل استقر
ليلى : بس يا ادهم لولا اتواجهت انت واحمد عمركم ما كنتو هتوصلوا للنتيجة دي ! مش يمكن
قاطعها : يمكن ايه ! انا واحمد مجرد كنا بعيد عن بعض ! ايوه حملني ذنب حاجات بس كنا عيال فمواجهتنا كانت صح ! لكن انا وبابا ؟ متوقعة ايه اللي يحصل بينا ! هقوله حصل خير ! اللي فات مات ! متوقعين ايه يحصل من مواجهتنا ! ده حتى القرآن يا ليلى بيقول (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ )) في حاجات الصح اننا نسيبها مدفونة
ليلى : بس يا ادهم
ادهم قاطعها : ما بسش يا ليلى .. ارجوكي اقفلي الموضوع ده ولو هالة كلمتك واكيد هتكلمك قوليلها المواجهة دي مش هتحصل وبلاش منها خلينا كده افضل .. ودلوقتي فين الغدا اللي قولتي عليه
ليلى ابتسمت : حاضر بس ينفع تشوف العيال اللي اتنرفزت عليهم دول !
ادهم اخد نفس طويل بتعب : الواحد حاسس انه مجهد ومش قادر .. حاضر هشوفهم ..
ادهم دخل لعياله كانوا قاعدين في صمت وزعلانين وهو قعد قصادهم
ادهم سكت شوية مش عارف يقول ايه وبعدها اتكلم : ساكتين ليه ! اتكلموا
آية : لا يا بابا انا زعلانة منك
ادهم بص لزياد : وانت !
زياد : اكيد حضرتك كنت متضايق
ادهم : فعلا متضايق .. المفروض لما اكون راجع من بره سواء من شغلي او من اي مكان تهدوا وتدوا للواحد فرصة يقعد ويستريح قبل ما تهجموا عليه بخناقاتكم ! بعدين هو انتو عندكم عربية واحدة فبتتخانقوا عليها !
زياد بزعل : دي عربيتي المفضلة وعلشان كده آية كل شوية تاخدها علشان تضايقني
آية : مش علشان اضايقك بس علشان هيا جميلة
ادهم وقفهم : انتو مش هتتخانقوا تاني آية .. ساعات الانسان بيكون عنده حاجة مميزة ما بيحبش يشاركها فالمفروض نحترم رغبته دي
آية : بس مامي قالت ان كل حاجة هنا لينا احنا الاتنين
ادهم : ماشي يا آية بس ده برضه ما يمنعش ان كل انسان له خصوصياته ولازم نحترمها .. انتي عندك حاجة خاصة ما ينفعش انا اجي اخدها منك واقولك عايزها .. لازم كل واحد فينا يحترم اللي اخوه عايزو .. لازم نحترم بعض يا حبايبي .. انا جاي من بره متنرفز وانتو لاحظتم ده لازم ساعتها تدوني مساحة اهدى فيها .. شايفين ماما تعبانة او متضايقة لازم تساعدوها او على الاقل ما تنرفزوهاش زيادة .. لازم اقدر ديما ظروف اللي حواليا ولازم اراعي حالة اللي قدامي .. فهمتوا ولا لسه !
زياد وآية : فهمنا
ادهم : بالنسبة للعربية اللي اتكسرت فأنا اسف يا زياد ده غلط مني وده مش من حقي اكسرلك لعبتك واوعدك اني هعوضك بأفضل منها اتفقنا !
زياد ابتسم لابوه : اتفقنا يا بابي
آية بغيظ : وانا عايزة عربية انا كمان ! ليه العربيات لزياد بس
ادهم ابتسم : مين قال ان العربيات لزياد بس ! حاضر يا ستي هجيبلك عربية انتي كمان بس كده
آية : لونها أحمر
أدهم : حاضر .. دلوقتي يالا نتغدى
أخدهم وقعدوا اتغدوا كلهم واتفاجيء بليلى عملاله صينية المكرونة بالبشاميل والبطاطس اللي كان طلبهم منها
ادهم ابتسم ومد ايده مسك ايدها وباسها : تسلم ايدك
ليلى ابتسمت بحب : بالهنا يا حبيبي
اتغدوا في جو هادي ودخل ادهم ينام شوية صحي على موبيله بيرن كان احمد أخوه فرد عليه : خير !
أحمد بتريقة : هو حد يرد بخير دي !
أدهم : بقولك ايه انت مصحيني من النوم فانجز عايز ايه !
أحمد : ماشي المهم انا عايز انام
ادهم باستغراب : نعم ! ما تنام انت حد ماسكك !
احمد : مش عارف يا ادهم مش عارف ! من ساعة ما كنان جه البيت مش بنام انا عايز انام
ادهم ضحك جامد : انت عايز ايه مني مش فاهم !
أحمد : دلوقتي سهر بتخليه ينام وسطينا على السرير وانا مش بعرف انام خايف ايدي تيجي عليه او انا اتقلب عليه يجراله حاجة وهو اصلا قد الفستوكة وهيا مصرة ينام ما بينا وبعدين طيب !
ادهم ببساطة : هات سرير بيبي تخليه جنبها وينام فيه
أحمد بنرفزة : ياه تصدق جبت التايهة ما انا متنيل جايبه
ادهم بتريقة : ولما انت متنيل جايبه ما بتتنيلش تنوم ابنك فيه ليه !
أحمد : مش راضية عيزاه في حضنها
أدهم : خليه في حضنها الناحية الثانية مش شرط في النص بينكم ؟
أحمد بنرفزة : بتقول اقتراحات غريبة ماهو اكيد يا ادهم انا فكرت في كلامك ده عايز حلول تانية غير التقليدية والبديهية دي
ادهم : طلقها وابعتها بيت ابوها اعتقد ده حل مش تقليدي ومش بديهي
احمد بنرفزة : تصدق انا غلطان اني بكلمك اصلا !
ادهم : بص يا احمد انت اخدت قرار خليك قده .. محدش قالك ابدا ان تربية بيبي دي حاجة سهلة او ممتعة مثلا .. دي تقريبا اصعب مهمة في الكون ده كله هو انك تربي عيل لانك بتكتشف ان هو اللي بيربيك من اول وجديد وبتكتشف عالم تاني انت ما تعرفش عنه حاجة فكل اللي اقدر اقولهولك حاليا اكتشف عالمك بنفسك واوصل مع مراتك لطريقة تناسبكم انتو الثلاثة
احمد : عارف الكلام ده بس انا قولت اخد خبرتك انت في الموضوع ده !
ادهم : كل واحد خبرته بتنتج من الموقف اللي هو فيه وبعدين مش شرط اللي يناسبني يناسبك .. وعلى رأي المثل كل واحد ينام على الجنب اللي يريحه ، في بيحب ينام وابنه جنبه في ما بيعرفش ينام اصلا جنب عيل صغير .. في بيشارك مراته في مسؤلية البيبي وفي بيقولك لأ دي وظيفتها .. كل واحد بيوصل مع مراته لطريقة تريحهم هما الاتنين فما ينفعش تقولي تجربتي لان انا غيرك زي ما سهر غير ليلى .. اتكلم مع مراتك في اللي مضايقك واوصلوا لحل مع بعض مش معايا انا لان دي حياتك انت مش انا وبعدين موضوع النوم ده معاك على الاقل سنتين ولا ثلاثة كده علشان تعرف تنام براحتك الليل كله ..
احمد بتريقة وبغيظ : سنتين ثلاثة ؟ روح يا شيخ طمنتيني ده انا كنت فاكرهم شهر ولا اتنين !
ادهم : اي خدمة خليني انام انا بقى وما تصحنيش تاني
احمد : ان شاء الله مش هيجيلك نوم يا رخم سلام
قفل وادهم ضحك عليه وقام لانه طير النوم من عينه خرج لعياله واخدهم وخرج يعوضهم عن العربية اللي كسرها في نرفزته ..
سهر في الڤيلا جاتلها عيلتها مامتها وابوها واختها بيشوفوا البيبي الجديد
اختها سها : ده نونو قوي ما تخيلتش انه صغير قوي كده يا سهر !
سهر ابتسمت : مش بقولك يدوب مولود ومامته اتوفت على طول
سها : يا حرام .. طيب ابوه فين !
سهر : معندوش دي كانت بنت من بنات الشوارع
أمها : يعني اخرتها تجيبي عيل شوارعي تربيه يا عيني عليكي وعلى بختك المايل
ابوها : لا حول ولا قوة الا بالله .. مالك يا ولية بدال ما تباركي لبنتك على نعمة ربنا عطاهالها !
امها : نعمة ! ماهي كان ممكن تخلف هيا عيل تشيله في بطنها
سهر بنرفزة : بعدين معاكي يا ماما احنا مش هنبطل بقى الموال ده !
امها : يعني لازمته ايه ؟
ابوها : ولو كان العيب فيها هيا كنتي قولتي ايه ! ده نصيب ودي ارزاق وربنا اهو عوضهم
امها : بعيل من الشارع !
الاب : يا سبحان الله عليكي ده يدوب اتولد من ايام شارع ايه وبتاع ايه ! وبعدين البني ادم على حسب تربيته مش جاي منين !
سهر : ماما احمد جوزي وحبيبي و ده ابني خلاص وأتمنى حضرتك تقبليهم دي حياتي ودي اختياراتي
امها دورت وشها بعيد : انتي حرة
سها غيرت الموضوع : بترضعيه ازاي يا حبيبتي ! ارتاح على اللبن الصناعي ؟
سهر بزعل : مش قوي بحس انه ساعات بيعمله مغص وبينفخه وغيرته وبرضه
سها اقترحت : طيب ايه رأيك ارضعه انا مع ياسين ابني !
سهر سكتت ومعرفتش ترد وابوها اتكلم : طيب والله فكرة وكويسة كمان وبكده تبقي زي امه في الرضاعة وسهر تبقى من محارمه بدال ما يكبر وتتعامل معاه كغريب
سها : هو يعتبر غريب يا بابا ده ابنها !
الاب : لا يا بنتي بمجرد ما يبلغ يصبح غريب عنها مش من محارمها
سها : ازاي بقى وهيا اللي مربياه ؟ دي تعتبر امه او هيا اصلا امه ؟
الاب : وزليخة امرأت العزيز مش كان يوسف راحلها صغير وهيا اللي ربته ولما كبر افتنت بيه وحبته وبقى هوس الحب عندها .. الاسلام يا بنتي ما سابش حاجة ما وضحهاش .. انتي ترضعيه هتبقي امه في الرضاعة وبالتالي عيالك اخواته وهيا هتبقى زي خالته فيبقى من محارمها ..
الام : وايه اللي جابرها على كل ده بس !
الاب : فليقل خيرا او ليصمت .. عندك كلمة حلوة قوليها معندكيش اسكتي
الام : سكت اهو
سهر شالت ابنها وراحت لامها وحطته على رجليها : بصيله يا ماما وقوليلي انه ما اخدش قلبك وعقلك من نظرة
امها فضلت تقلانة شوية وبعدها بصت للولد في حجرها وشافته قد ايه بريء وصغير جدا : لا حول ولا قوة الا بالله ده صغير قوي
سهر ابتسمت : ايوه صغير ومحتاجلي يا ماما .. محتاج لام وانا هكون الأم دي
الام اخدت نفس طويل : اللي تشوفيه يا بنتي اللي تشوفيه ..
سها : خلاص انا هرضعه بس ازاي بقى ! ماهو انا مش هقدر اجي عندك كل شوية !
سهر : احمد يجيبهولك وانا كمان بعدين هيكون حاجة جانبية مش اساسية يعني
سها : بت يا سهر ! الشقة اللي قصادي فضيت والراجل عارضها للبيت وانتي كانت عاجبكي المنطقة والعمارة ايه رأيك تاخديها !
سهر ابتسمت : والله يا ريت .. بس احمد يوافق بس هقوله وربنا يقدم اللي فيه الخير يارب
بالليل سهر قعدت مع احمد وحكتله كل اللي حصل
احمد : انتي عايزة تاخدي الشقة دي ونسيب هنا ! انتي لسه برضه مصرة ؟
سهر : عايزة يكون لنا حياة خاصة يا احمد .. بعدين ما ادهم اهو رجع بيته ايه اللي حصل ! اتأقلموا على الوضع ده .. بعدين علشان خاطر كينو
احمد : كينو ؟ مين كينو ده ؟
سهر : كنان ابنك .. نكون قريبين من سها وترضعه !
أحمد : هفكر في الموضوع بس بشرط
سهر بسرعة : موافقة عليه
احمد : اسمعيه الاول مش يمكن ما يعجبكيش !
سهر : قول طيب
احمد بسرعة : كنان ينام في سريره
سهر كشرت بعنيها وبصتله وهو كمل : ده اللي عندي مبعرفش انام يا سهر وهو بينا كده ! انا لو اتقلبت عليه هتقومي تلاقيه ميت انتي عايزة كده !
سهر : بعد الشر عليه
احمد : ماهو انا مش هقدر امنع نفسي كتير يا سهر من النوم .. انا تقريبا ما بنمش نهائي من خوفي عليه يا سهر ! مش هينفع كده !
سهر استسلمت : خلاص هنومه في سريره ..
احمد ابتسم : وانا هروح بكرة اشوف الشقة دي واشوف ايه نظامها
سهر بفرحة حضنته : حبيبي انت وبس
احمد ابتسم : فرحتك دي عندي بالدنيا
هالة اتصلت بليلى تحاول معاها
ليلى : رافض تماما يا دكتورة .. وبيقول مش هيجي خير من ورى المواجهة دي ابدا
هالة : ده شر لابد منه يا ليلى ! رفضه المستمر ده بالشكل ده مأكدلي ان قراري صح بإنهم يتواجهو ! لازم يسمع لابوه ويسمع منه .. لازم المواجهة دي تحصل والا ديما هيفضل في حزازية بينهم ..
ليلى : طيب بإيدي ايه اعمله ! اخر مرة اتكلم معايا قالي ما اتكلمش معاه تاني وقالي اقنعك انه مش هيوافق مهما يحصل انا مش في ايدي حاجة اعملها ولو في ايدي مش هتأخر
هالة : خلاص انا هتصرف يا ليلى وهبلغك هوصل لايه ..
حاولت هالة معاه كذا مرة وبطل يرد عليها تماما ..
ادهم في بيته بالليل وجرس الباب ضرب
ليلى : يا ترى مين ؟
ادهم بصلها : قومي انتي من هنا وانا هشوف مين !
ليلى دخلت اوضتها وهو فتح كان احمد اخوه : انت ! تعال يا عم ادخل
احمد دخل وقعد : امال العيال فين ! ومراتك فين !
ادهم : العيال نايمين !
احمد ابتسم : يعني جيت في وقت غير مناسب انا ولا ايه ! ولا اوعى تكون هيا كمان نايمة وسيباك تعد النجوم !
هنا خرجت ليلى ورحبت بيه وهو سلم عليها : اهي مش نايمة اهي يعني انا عزول دلوقتي !
ليلى وقفت : تشرب ايه يا احمد ؟
احمد : لا اشرب ايه بقى ! انا اقوم امشي لاضرب من جوزك
ادهم مسكه من ايده قعده وبص لليلى : يا عم اترزع بقى وبطّل غتاتة ( بص لمراته )اعمليلنا اي عصير يا قمر
دخلت وسابتهم وادهم بص لاخوه : بطل رخامة عليها صدقني هتكرهك مع الوقت
احمد ابتسم : ماهي في دمي الرخامة يا ادهم وبعدين دي اجمل حاجة الرخامة دي
ادهم : المهم خير ! جاي ترخم عليها بس ولا جاي تسلم ؟
أحمد اخد نفس طويل : جاي اسلم
ادهم : بالتنهيدة دي كلها أشك
احمد بصله وبدون مقدمات : اخدت شقة وعايز انقل فيها !
ادهم : طيب كويس وبعدين فين المشكلة ؟
احمد بقلق : خايف من رد فعل أبوك !
أدهم : أحمد راحتك انت ومراتك ! بعدين ابويا معاه مراته وعندهم خدم في البيت واحنا مش هنسيبهم ..
احمد : يعني ايه !
ادهم : يعني اعمل اللي يناسبك ويناسب ظروفك انت ومراتك .. مراتك لها حقوق عليك ووقفت جنبك كتير اعملها اللي هيا عيزاه بقى ودور على راحتها شوية
أحمد : انت شايف كده !
ادهم : بعيد عن اللي انا شايفو اعمل المناسب ليك
احمد : وابوك ؟
ادهم : وابوك ايه اللي يزعله انه يكون عندك بيت مستقل مع مراتك وابنك ؟ مش يمكن انت بتفترض من عندك ! يمكن يكون هو نفسه يخلص منك ومش عارف ! هاه
احمد ابتسم : بجد ! انا من زمان عايز اخد الخطوة دي
ادهم : وايه اللي مانعك !
احمد ابتسم : طيب عايزك معايا وانا ببلغه
ادهم ابتسم : انا ! ليه !
أحمد : علشان انت تتكلم لو هو اعترض
ادهم : انا اللي اتكلم ! انت مش واخد بالك ان هالة ريقها نشف وهيا بتحاول تقنعني اتواجه معاه وانا رافض .. تيجي انت تقولي تتكلم !
أحمد : انت رافض تتواجه على الماضي انا بتكلم عن دلوقتي ! علشان خاطري يا ادهم
ليلى دخلت بالعصير : علشان خاطرك ايه !
ادهم : عايزني معاه في مشوار
ليلى : طيب ما تروح ايه المانع ؟
احمد : ايوه اسمع منها اهي قالتلك روح
ادهم : وهو انا مستنيها هيا تقولي روح
ليلى : الاول تروح فين؟ فهموني !
ادهم : امال انتي بتقولي روح معاه ليه لما انتي مش فاهمة ! عايزني اروح معاه كباريه في رقاصة عجباه وعايزني اشوفها
ليلى شهقت واحمد بصله وتنح وادهم ضحك عليهم هما الاتنين
ليلى بصت لاحمد : طب والله لاقول لسهر
احمد بص لادهم وبصلها : انا ! طيب والله بيكدب .. واد انت هتلبسني مصيبة ولا ايه ! كباريه ايه ورقاصة مين !
ادهم بضحك : شوفت بقى ان الرخامة مفيش اسهل منها !
احمد : رخامة دي مش رخامة دي تلبيسة معتبرة
ادهم : كلهم واحد ..
احمد : مش هرخم تاني خلاص حرمت يا بيه ، المهم هتجيلي بكرة خلاص !
ادهم : حاضر هجيلك .. امتى ؟
احمد : الصبح تعال افطر معانا
ادهم : بلاش ام الفطار ده !! انا مبحبش اصحى بدري وانا مش مضطر
احمد : ماهو انت مضطر علشان تجيلي
ادهم : لا انت مش اضطرار .. الظهر او العصر اختار او بالليل ؟
احمد : خلاص عدي وانت مروح من شغلك وهيكون بينا تليفون اتفقنا !
ادهم : اوك تمام
بعد ما مشي ليلى اصرت تعرف عايز ايه منه وهو بعد ما دوخها حكالها ..
تاني يوم راح لاخوه زي ما اتفقوا وقعدوا اتغدوا مع بعض وبعدها قعدوا يشربوا قهوتهم
احمد فتح الكلام : كنان مش مرتاح على اي نوع لبن يا ادهم
ادهم : وبعدين ! هتعمل ايه !
احمد : سها بترضعه
حسين : سها دي اخت سهر صح ! هيا معاها بيبهات !
احمد : اه معاها وهيا عرضت بس المشكلة في التوصيل رايح جاي تعب على الكل
حسين : فعلا وبعدين !
احمد بتوتر : انا ... ( بص لادهم اللي شاورله يكمل ) انا اخدت شقة قصادها
حسين كشر : شقة ؟ قصادها ؟ وبعدين ؟ هتودي مراتك هناك يعني ولا هتعمل ايه ؟
ادهم : يودي مراته ازاي يعني ! لا طبعا هيروح هو ومراته و ابنه !
حسين : اه قول كده بقى .. انت عايز تسيب البيت ! ما تجيب من الاخر
احمد بتوتر : مش حكاية اسيب البيت بس علشان كنان ورضاعته
حنان اتدخلت : طيب مفيش حل تاني !
احمد : لا مفيش انا استنفدت كل الحلول
حسين : يطلع مين كنان ده هاه ؟ اوعى تكون صدقت انك علشان هتربيه هيبقى ابنك ! ده عيل من الشارع ومسيره يرجع لأصله
أحمد : ايه اللي بتقوله ده ! كنان ابني
حسين زعق : هو بالعافية ! طالما ما خلفتوش ما يبقاش ابنك
ادهم قاعد ماسك يد الكرسي بالعافية بيحاول يسيطر على اعصابه
حسين : تجيبلي عيل من الشارع وتقولي ابني ولا هتكدب الكدبه وتصدقها ! مفيش حاجة اسمها تبني ولا كفالة عايز تساعد ارميله قرشين وروح يا سيدي اعملك ملجأ كامل وحط فيه بدال العيل ١٠٠ وربيهم بس كده !
احمد قاعد باصص للأرض مصدوم من كلام ابوه وموجوع في نفس الوقت وحسين مش واخد باله انه بيضغط جامد على ابنه وكمل بقسوة : انت ما بتخلفش خلاص ده قدرك مش هنتحايل احنا بقى عليه
احمد سكت بوجع وادهم اللي قام وقف : وهو علشان ما بيخلفش ما ينفعش يكون اب ! هو مين قالك ان الابوة بالخلفة بس هاه ! الاب هو اللي بيربي ويتعب ويكبر اما الاب اللي بالاسم ده ما يعتبرش اب .. بعدين مالهم بتوع الشوارع هاه ! كانوا لقوا بيت يلمهم وقالوا لأ ! بعدين ما انت نفسك رميت ابنك في الشارع ولا نسيت ! رميته لواحد ما تعرفوش يربيه يبقى ازاي دلوقتي بتقول مفيش حاجة اسمها كفالة او تبني ! ( على صوته ) كنان ابن احمد وكل ما سيادتك تتقبل الواقع ده بسرعة كل ما يكون افضل للكل ! وبما انه بقى اب فالصح انه يشوف مصلحة ابنه فين ويعملها ! ولو مصلحة ابنه انه يسيب هنا ويكون له بيت خاص المفروض حضرتك تقوله اللي يناسبك يا ابني اعمله .. ده اللي مستنينه من حضرتك
حسين بص لادهم كتير وهو مش عارف يرد .. كل ما بيحاول يقرب منهم بيبعد وكل ما بيحاول يبني بيهد .. سكت وبص للارض وبص لأحمد وكرر كلام ادهم : المناسب ليك اعمله .. انا مش هشحت منكم قعدتكم معايا .. براحتكم
أحمد : يا بابا مش قصدي اسيبك او
حنان قاطعته : عارفين يا احمد من غير ما توضح حبيبي .. من حقك يكون لك بيت مستقل بيك وبمراتك وابنك .. ده حقك يا ابني
احمد : بس هو زعلان
حسين رفع راسه وبصله : لا مش زعلان اعمل اللي يناسبك .. بعد اذنكم انا هطلع ارتاح شوية
سابهم وطلع وكلهم بصوا لبعض
احمد : مكنش لازم تتنرفز عليه كده ! انا قولت تتكلم معاه بالعقل !
ادهم بعصبية : انا قولتلك بلاش انا انت اصريت
احمد بصله كتير : الظاهر يا ادهم ان كلام هالة صح وانت محتاج تتواجه معاه
ادهم بنرفزه : وانت شوفت عينة من المواجهة دي .. لسه برضه شايف ان دي خطوة صح؟
احمد : والله ما عارف بقى ..
حنان : بقولكم ايه ! اعملوا اللي انتو شايفينه صح ! انا وابوكم غلطنا فيكم كتير وفقدنا حقنا اننا نفرض عليكم وضع مش عايزينه او نطلب طلب مش من حقنا فاعملوا اللي يناسبكم وما تفكروش فينا
احمد : ازاي بس يا ماما ؟
حنان : زي ما بقولكم كده ! كل واحد يعمل المناسب له ولبيته
احمد سمع كلام مامته واخد الخطوة دي وادهم وليلى ساعدوه كتير في فرش شقته الجديدة لحد ما خلصوها واستقرت الامور فيها ..
البيت فضي على حنان وحسين وبقى ممل وكئيب وحسين راح لهالة
حسين : انا عايز عيالي يرجعوا لحضني .. عارف اني ضيعتهم مني وفقدت حقي اطالبهم بحاجة بس محتاج مساعدتك .. ساعديني اصلح الماضي
هالة : ادهم رافض المواجهة
حسين : لانه عارف انه هينفجر وهيقول كتير وده حقه .. هو بيقول مسامح بس هو ابعد ما يكون عن المسامحة .. انا عايزو يقول اللي جواه .. عايزو ياخد حقه مني .. ساعديني يا دكتورة
هالة : طيب هساعدك بس ازاي هتتواجهوا !
حسين فكر شوية : انا هجمعلك عيالي وانتي تكوني موجودة بينا هو لازم هنا في المكتب ؟
هالة : لا مش لازم
حسين : خلاص يبقى بكرة تتغدي معانا ايه رأيك !
هالة اخدت نفس طويل : موافقة
حسين روح من عندها واتصل بعياله الاتنين عزمهم على الغدا والاتنين وافقوا علشان يثبتوله انهم مش هيبعدوا عنه باستقلالهم في بيوتهم ..
احمد وصل الاول واتفاجيء بهالة وعرف ان ده كمين لاخوه ومسك الموبيل يحذره بس سهر مسكت ايده
احمد : هحذره
سهر : سيبه يجي .. انتو بتأجلوا المحتوم .. انت شوفت اي نقاش بينهم بيحتد ازاي ! هيفضلوا كده لامتى ؟ لازم يسمعوا بعض ! اخوك محتاج للخطوة دي وبعدين لو مكنتش صح مكنتش الدكتورة هتسمح بيها ! احمد انت شايف هالة عملت ايه لحد دلوقتي فمعنى كده انها صح ! خليها تكمل
احمد : هيزعل مني !
سهر : قوله لسى يدوب داخل واتفاجئت زيك وملحقتش ابلغك ..
ادهم وصل ودخل بمراته وعياله واتفاجيء بهالة وبص لأبوه
حسين ابتسم : كان لازم نعزم اللي جمعت عيلتنا من تاني .. ادخل يا ادهم
ادهم وقف متردد بينقل نظراته بين هالة وبين ابوه ومتردد يدخل ولا يمشي من سكات ؟
للمتابعه اترك تعليق
الحلقه الرابعه والعشرون من الجزء الثالث ( قبل الاخيره )
المشوة
ادهم وصل ودخل بمراته وعياله واتفاجيء بهالة وبص لأبوه
حسين ابتسم : كان لازم نعزم اللي جمعت عيلتنا من تاني .. ادخل يا ادهم
ادهم وقف متردد بينقل نظراته بين هالة وبين ابوه ومتردد يدخل ولا يمشي من سكات ؟
هالة وقفت : ازيك يا سيادة المقدم ! لو وجودي هيمنع الابن يتغدي مع عيلته هنسحب بهدوء الموضوع مش مستاهل التفكير ده كله !
هالة مسكت شنطتها تستعد انها تمشي بس ادهم اتكلم : لا مش للدرجة دي ! والدي عزمك تتغدي معانا فأهلا وسهلا بحضرتك
هالة ابتسمت والكل اخد نفسه اللي كان موقفه انتظارا لرد فعل أدهم ..
كلهم سلموا علي بعض وليلى دخلت لسهر : اديني الكتكوت الصغير ده !
شالته وباسته بحب : خراشي عليه يا ناس .. ادهم شوف قد ايه صغنن ! تحس انك عايز تاكله اكل كده
ادهم ابتسم لمراته ولحبها المستمر للبيبيهات ولاحظ نظرة أبوه وعدم تقبله للي بيحصل ده وبص لهالة اللي مراقبة نظراته ..
زياد واقف جنب مامته متابع كنان بحب وبص لابوه وبيسأل : هو كنان يبقالي ايه بقى دلوقتي !
حسين بيرد : ما يبقاش
قاطعه ادهم وكمل : ما يبقاش غير اخوك الصغير .. ( بص لابوه وشدد علي كلمة اخوك ) ابن عمك يا حبيبي يبقى تعتبره اخوك الصغير
زياد باسه بحب : هو امتي يكبر ويلعب معايا !
سهر : لسه شوية يا زياد .. ده يدوب بيبي !
حنان اعلنت ان الغدا جاهز واتغدى الكل في جو متوتر وهالة مستشعره التوتر اللي في الجو ده ومصرة تقضي عليه .. ده مش غدا بين افراد عيلة بتحب بعض ابدا ..
بعد الغدا سهر اخدت كنان تنومه والعيال طلعوا معاها وكمان ليلى علشان تديهم فرصة يتكلموا براحتهم
ك عيلة بدون تدخل من حد بس وهيا قايمة ادهم مسك ايدها ضغط عليها وكأنه بيقولها تفضل معاه .. ابتسمت بحب وهمست في ودنه : لازم تاخد الخطوة دي لوحدك وسط عيلتك .. انت واحمد محتاجين ده لنفسكم قبل اي حد تاني .. انا فوق بالعيال
طلعت وقعدوا الاربعة حنان وحسين وأولادهم الاتنين وهالة في النص
حسين : بقالنا فترة ما اتجمعناش بالشكل ده احنا الأربعة
أدهم بصله : طول ما حضرتك مُصر علي افكارك الغريبة دي هيكون صعب تجمعنا !
حسين كشر : افكاري ايه الغريبة !
أحمد بصله : ابني علي سبيل المثال !
حسين : برضه هيقول ابنه !
هالة تدخلت : امال هو ايه ! مش تكفل بيه واخده بيته !
حسين : ايوه معنديش مانع بس ده ما يخليهوش ابنه !
هالة : امال يخليه ايه !
حسين فكر للحظات : حالة خيرية ! حد بيساعده لكن مش ابنه ! الابن هو اللي تخلفه
هالة : ولو ربنا ما اردش انك تخلف !
حسين : يبقى ترضى بقضاؤه وان ده نصيبك وبس
ادهم اتدخل : وليه ما يكونش أب ويتكفل بعيل واتنين وتلاته ! ليه يحرم نفسه من الاحساس ده طالما بإيده يعيشه ! وبعدين ماهو ساعات الانسان بيكون اب فعلا ويتخلى عن دوره ده ! زي حضرتك كده ! مش حضرتك تخليت عن دورك ده ! واحد عذبته ورميته بعد ما شوهته والثاني اهملته وحسسته انه هوا في البيت مالوش قيمة ومالوش لازمة ولحد دلوقتي مش قادر تحسسه انك ابوه حتي ابنه مش قادر تتقبله
حسين زعق : مش ابنه
ادهم زعق كمان : ابنه غصب عن انف الكل .. وانت مش من حقك ابدا تقول ابنه او مش ابنه ! مش من حقك ! انت ابنك اللي من صلبك اتبريت منه وقولت مش ابنك فما تجيش تعيد الزمن من تاني لاني مش هسمحلك .. مش هسمحلك تكرر المأساة من تاني وتعيّش انسان تاني تحت طوعك وتحت امرك وتقنعه انه مجرد حالة خيرية او حد بتعطف عليه .. عمال تطلب مننا نسامحك بس مش واخد بالك انك عمال تعادينا اكتر واكتر وتخسرنا اكتر واكتر .. ( اخد نفس طويل وبص لابوه ) كنان ابن احمد وكل ما تتقبل الحقيقة دي بسرعة يكون افضل
هالة اتدخلت : مش عايزين نتعصب علي بعض .. سيادة المقدم براحة مش كده ..
حسين بمحاولة للهروب من كلام ابنه : علي فكرة انت بتخلط الأمور ببعض دي مش قضيتنا دلوقتي
ادهم حاول يهدى : كلها قضية واحدة .. حضرتك لازم تتقبل ان كنان بقى من العيلة دي ومش هنسمح لحد يأذيه ولو حتي بكلمة
حسين : أنا معنديش مانع من وجوده في العيلة لكن
قاطعه ادهم : ما لكنش .. القرار ده قرار أحمد وبس محدش تاني له حق يتدخل في قرارته وكلنا المفروض نحترمها
حسين كشر : انتو حرين .. كبرتوا وبقيتو رجالة وانتو حرين في قرارتكم
احمد وهو باصص للأرض : بما انك رافض كنان كابن ليا هل ده معناه انك مش هتعتبره حفيدك !
حسين بصله كتير : احفادي هما زياد وآية
أحمد غمض عنيه بوجع ووقف بعدها : انا هطلع اخد مراتي وابني ونروح بيتنا
هالة اتدخلت : اقعد يا احمد
احمد : ليه اقعد ! علي فكرة ده الطبيعي منه .. عمري ما حسيت اني جزء من البيت ده او العيلة دي او ليا مكان ، فالاحساس ده مش جديد عليا
حسين بتهكم : انت اللي بتقول كده ! وان مكنتش انت اللي ديما علي الحجر كنت قولت ايه ! ولو كنت انت مكان اخوك كنت عملت ايه ! ولو اتشوهت زيه كنت عملت ايه ! هاه ؟
احمد بصله : وهو أنا ما اتشوهتش زيه ! انا عشت في نفس الوجع اللي ادهم عاش فيه ! تقدر تقولي انت امتي كنت اب ليا ! ولا هيا امتي كانت ام !
حنان بصتله باستغراب : احمد انا
احمد : انتي ايه ! انتي قولتيها صراحة بدل المرة ألف .. انك بتكرهيني
حنان بتحاول تخفف من وجعه : ده كان من ورى قلبي .. كنت مجبرة كنت .. كنت
احمد : كنتي ايه ! كنتي بتحبي ابنك اللي اتحرمتي منه .. وكرهتيني انا .. عشت في البيت ده اه لكن عشت خفى .. محدش فيكم بيحس بيا .. ( بص لابوه ) حضرتك كل همك انك تعذب مراتك عن طريق ادهم ( بص لامه ) وانتي كان كل همك تحمي ابنك الصغير واتهمتيني انا وكرهتيني وكانت المحصلة انك فشلتي تحمينا احنا الاتنين ! سيبتينى لجدتي تشكل فيا زي ماهيا عايزة , تقدري تقوليلي كنتي سيباني ليها ليه ! ليه مخلتينيش في حضنك ! ليه ما اعتبرتينيش ابنك زيه ! ليه خليتيني احس ان اخويا خصم ولازم أحاربه والا هياخد مكاني هنا !
حنان عيطت : لانها كانت واخداك مني .. من اول ما اتولدت وهيا اخدتك وابوك سمحلها تاخدك ومكنش ليا اي حقوق عليك ! مقدرتش اقوم بدوري كأم .. معرفتش اصلا ! ولما كبرت ورجعت كان ولاءك ليها هيا مش انا ولقيتك بتحاربني انا كمان .. استخدمتك كسلاح ضدي ونجحت في ده ! معرفتش اعمل ايه !
احمد : يعني فشلتي تحميني منها وفشلتي تحمي ابنك التاني منه ..
احمد بص لاخوه : انا عايز امشي من هنا .. معدتش عايز اتكلم في الماضي .. انا مكتفي بيك انت يا ادهم .. كسبتك انت كأخ وخلاص مش هاممني حاجة تانية .. اتعودت علي الخذلان منهم مرة بعد مرة فمعدش يفرق معايا .. انا همشي
ادهم وقف هو كمان : همشي معاك ..( بص لهالة ) قولتلك كفاية نبش في الماضي مش هيجيب غير وجع وبس
هالة نقلت نظراتها بينهم كلهم : ادهم انت بتقول تقبلت الماضي بس انت طول الوقت متحفز لوالدك ومستعد للخناق معاه وده مش هينتهي بالعكس هيفضل يزيد وهيدمرك شوية شوية .. وانت يا احمد بتقول اتعودت علي الخذلان منهم ومبقاش يفرق معاك الي انك بتتوجع لسه .. ده انت لسه حالا بتسأله ان كان هيقبل ابنك ولا لأ واتوجعت من اجابته
ادهم : انتي عايزة توصلي لايه بالظبط ؟
هالة : انتو الاتنين محتاجين تسمعوا
احمد : نسمع ايه ! سمعنا كفاية
هالة بصت لحسين : اهم طرف في الحكاية ما سمعناش اللي عنده .. والدتكم كانت مغلوبة علي امرها ومعرفتش تحميكم لكن حضرتك يا استاذ حسين ! ليه عملت كده في عيالك الاتنين ! ليه اهملت ابنك البكري وحرمت مراتك منه وليه اتهمتها في ابنك التاني !
ادهم بغضب : انا مش عايز اسمع !
هالة باصرار : بس انا عايزة اسمع .. عايزة اعرف حقيقي ايه السبب اللي يسيب اب يعمل دا بأبنه .. يا سيدي اعتبره حالة عايزة ادرسها ويهمني فعلا اعرف اسبابك يا استاذ حسين ... ايه اللي يخلي اب يعمل دا بأبنه ويقسى عليه كدا .. ومحاولة منها عشان تستفز الاتنين كملت : ايه السبب اللي يعمل منك وحش يسلخ ويجلد بطفل صغير لا حول له ولا قوة ايه ...
ادهم برق بعينيه اللي قلبت زي الجمر و زعق فيها جامد وبعلو صوته : مين هو دا الوحش ما تحاسبي على كلامك يا دكتورة انتي مابتفهميش .. انتي انسانة مخبولة ومش بتحترمي حد بلا قرف .. احمد يالا نمشي من هنا ونسيبنا من المجنونة دي .. انتي بتدمري العيلة دي كلها باصرارك في النبش في الماضي
هالة باصرار : ساعات بيكون الدمار لابد منه علشان تقدر تبني من جديد . ما ينفعش يا سيادة المقدم تبني فوق خراب .. معندكش اساس يا سيادة المقدم تحط عليه .. لازم تهد علشان تبني
ادهم باصرار مخيف : اطلعي بره
هالة قلقت من منظر ادهم المرعب وتحوله صدمها هي اه كانت متوقعة انفعاله لكن مش بالشكل المخيف دا ، كانت عارفة ان حمايته لوالده وغيرته عليه حتى لو اذاه زمان هتستفزه وينفعل لكن بالشكل ده ابدا مكنتش متوقعة ..
ادهم بمحاولة منه انه يتمالك اعصابه كرر : خدماتك مبقتش مطلوبة .. اطلعي بره البيت ده
حسين وقف ومسك ايد ادهم : بس يا ادهم .. سكت كفاية وجه وقت الكلام .. انا محتاج اتكلم وانتو كلكم تسمعوني .. يمكن تقدروا تعذروني او علي الاقل تفهموني .. اقعد يا ابني انا عايز اتكلم .. يمكن انت مش عايز تسمع بس انا لازم اتكلم والدكتورة مقلتش حاجة تستدعي غضبك دا كله، كل اللي قالته صح .. انا وحش مش كنت انا لغاية دلوقتي وحش ... لان اللي عملته مش عمل بني ادميين بيحسو وعندهم ذرة قلب .
ادهم بجمود : بابا بتقول ايه ؟؟ بلاش نتكلم انا مش عايز اسمع ولا افتّح بالقديم . كفاية بقى
حسين رمى كلامه فجأة وزعق لدرجة كلهم اتفاجؤا حتي هالة نفسها : بس انا عايز اتكلم .. عايزكم تسمعوني .. انتو لازم تسمعوني .. ( كررها تاني بضعف ) لازم تسمعوني فاهم ! اقعد ( بص لأحمد ) وانت كمان اقعد
ادهم واحمد قعدوا بصمت وانتظروا أبوهم يتكلم ويقول ايه سر عنفه ده ونظرته للناس من فوق ..
حسين قعد وبدأ يحكي بوجع ملموس : عمري ابدا ما حبيت حد قد ما حبيت حنان ولا حتى آية اختكم الله يرحمها ولا أنت أو أحمد ولا جدتك الله يرحمها ويسامحها بقى ... لكن حبيت حنان لدرجة الهوس .. انا لغاية النهاردة بصحى من النوم بنص الليل اتأكد انها جنبي وفعلا مراتي ومعايا على نفس السرير ولا لأ .. واول ما أصحى الصبح لازم ابصلها واملي عينيا منها .. تصور حتى بعد السنين دي كلها لسه بخاف يكون دا حلم او خيال !!
حنان بصت لجوزها وكأنها بتسمعه لأول مرة ..
هالة انتبهت جدا وادهم بيبص لحسين ومستغرب : مين دا اللي بيحب مين ؟ انت بتحبها ؟ وعلشان كده عذبتها بالشكل ده !
حسين بهدوء وتلقائية : ايوه حبيتها ( بص لمراته ) حبيتك لاقصى درجة ممكن راجل يحب بيها واحدة .
هالة بعملية جداً : حبك لحنان دخله ايه باللي بينك وبين ادهم ؟ ممكن توضح ؟
ادهم بتريقة : اه يا ريت توضح عشان الهانم عندها حالة لازم تدرسها !
هالة بصت لادهم ومتكلمتش.
حسين أخد نفس كبير وحبسه شوية جواه وبعدها طلعه وبدأ يتكلم : انا هاحكيلكم من الأول خالص .. من أول ما اتولدت لان كل حاجة بدأت من هناك .
ادهم ركز فعلا بعد ما كان واخد دور التريقة وحس ان اللي هيتقال مهم مش عارف ازاي لكن مهم وخلاص .
هالة بعد ما مسكت القلم تسجل بيه ملاحظاتها طلعت ريكورد واستأذنت حسين تسجل وادهم كان هيعترض لكن هو وافق بكل بساطة وسكّت ادهم بنظرة من عينيه ... وبدأ يتكلم وكلهم منصتين تماما : انا اتولدت وببوقي معلقة دهب زي ما بيقولو ، تقريبا كنت التطبيق العملي للمثل دا على الارض من كتر ما كنت مُرفه وطلباتي اوامر وامنياتي مجابة ... كنت وحيد اهلي بعائلة ارستقراطية غنية جدا ونفوذها كبير .. مكنتش عارف ليه اهلي مخلفوش غيري الا ان والدتي كانت دايما تقول انها ضحت كتير عشاني وعشان اكون موجود بالدنيا ولحد ما خلفتك يا ادهم مكنتش اعرف التضحية دي نوعها ايه او ازاي .. بابا كان مشغول دايما مش مشغوليات الشغل ابدا كنت بحس انه بيتهرب مني وعمره ماعاملني اني ابنه الوحيد دايما كان بعيد حتى وهو بالبيت ، والوحيدة اللي كانت بحياتي والدتي وكنت انا الوحيد بحياتها يعني بابا مكنش طرف بحياتنا .. لا هو زوج ولا هو اب و حتى مات وهو بعيد ومسافر بس دفناه هنا ... كبرت وطلباتي كبرت وبردو لسه مجابة ، حتى اغلاطي محدش بيشوفها او بيحاسبني عليها ودخلت الجامعة عشان ابقى مهندس ويكمل برواز الصورة الاستقراطية وابقى الابن اللي مالوش زي .. وبالجامعة تعرفت على شاب وبقينا اصحاب واعز اصحاب زي ما بيقولوا شابين ميولنا واحدة والعمر واحد والكلية واحدة وكنا كمان بنفكر زي بعض لليوم اللي بقينا فيه سنة رابعة وبداية السنة حنان دخلت الجامعة سنة اولى بنت صغيرة وجميلة وبريئة لفتت انتباهي من اول مرة شوفتها فيها واكتشفت بعدها انها تبقى بنت عم رؤوف صاحبي كنت عايز اقرب منها الا انها كانت بترفض لانه مش من اخلاقها تتعرف على اولاد ،، بعدها لاحظت ان رؤوف بيحاول ديما يبعدني عنها بأي شكل وبأي طريقة وده خلاني اتمسك بيها اكتر واكتر واطاردها في كل مكان ، خوفت وقتها لما حسيت انها ممكن تميل لروؤف عني بحكم انه ابن عمها فمحاولاتي بقت اكتر وبقى عندي اصرار أفوز على روؤف مهو انا لازم اخد كل حاجة انا عاوزها .. وفعلا بدأت تلتفتلي انا وتتقبل الكلام معايا وفي عز ما انا بحاول اخليها تحبني لقيتني غرقان أنا في حبها وبحبها وبقيت لازم اوصلها وأصريت انها تبقى مراتي ومن كتر حبي ليها حست هيا بصدقي وبدأت تحبني والحب كبر بينا ساعتها رؤوف اتجنن انها اخترتني انا عنه وحاول كتير يوقع بينا الا ان حبي ليها وبراءتها كانو بيصدوه دايما لحد ما يئس وخد اخر خطوة وهي انه يبلغ ماما وهو عارف ومتأكد انها هتحاول تمنع الارتباط دا .. وهنا كل الدنيا عاندتني و ماما اللي عمرها ما رفضت ليا طلب بقيت تقولي لأ , لا هي من وسطنا ولا من مستوانا وكل الكلام الاهبل دا واهلها رفضو عشان رؤوف ابن عمها عايزها وساعتها كان ديما في مبدأ ابن العم اولى من الغريب , بس وقفنا انا و هي قدام الكل وهي خسرت اهلها اللي قاطعوها وانا خسرت تعاطف ماما لكن بالاخر انا ابنها الوحيد وبالتالي رضخت لرغبتنا واتجوزنا وماما كل فكرها ان حنان مجرد عروسة لعبة هالعب بيها شوية وارميها وكانت صدمتها لما شافت الحب الكبير بينا وخصوصي انا ... انا كنت بحبها بكل شغف وهوس ودا كان واضح ودا جنن ماما وبدأت تحاول تتحكم بحياتنا وكان اول انجاز ليها ان حنان تسيب الجامعة واقنعتني عشان ابعدها عن روؤف اللي ممكن يحاول يستدرجها ويلعب بعقلها وحنان عشان بتحبني ومعدش ليها غيري وافقت ودي كانت اول التنازلات ..
حسين سكت وكأنه تعبان وبيأخد وقت للراحة وصعب على ادهم جدا تعبه دا وقاله : يا بابا كفاية .
حسين بحدة : انت اللي كفاية وكفاية طيبة وخوف عليا انا مستهلش طيبتك دي ولا حبك ابدا ... بطل كل شوية تفكرني قد ايه كنت ندل ومعدوم الضمير وانت كتلة طيبة وحنية ماشية على الارض ... اتعلم تعامل الناس بمعاملتهم ليك وانسى حنيتك دي .
هالة بسرعة قبل ما ادهم يرد خوفا من رده ايا كان : لا يا ادهم انت الصح والطيبة والمسامحة عمرها ما كانت غلط ولا ضعف ولا اننا نعامل الناس بمعاملتها هو اللي هيريحنا بالعكس حافظ على قلبك صافي ونقي وحط اعذار للناس .. وانت يا استاذ حسين اللي بتقول الكلام دا؟ اشحال لو مكنتش اكتر حد محتاج طيبة قلبه دي ...
حسين وهو مغمض وباصص للارض : عشان طيبته دي بتفكرني بكمية الوحشية اللي كنتي بتتكلمي عنها من شوية..
ادهم لسه قاعد مكانه وتايه واحمد كمان مذبهل من اللي بيسمعه من ابوه وهالة حاسة بيهم و وقررت تكمل الجلسة مهي لازم تكمل عشان كل واحد يعرف يمشي خطواته بعد كدا وبصت لحسين : ارتاح شوية وبعدها كمل كلامك لان واضح ان اللي جاي صعب عليك (وبصت لادهم ولاحمد وكملت ) وعليهم كمان .
حسين شرب من كوباية المية جنبه وحطها : حنان سابت الجامعة وقعدت بالبيت اللي ماما حولته لجحيم بالنسبة لحنان لكن اول ما ارجع من الشغل تعيشني بالجنة اللي حنان عايشاها معاها وانا اصدق مهي حنان مبتشتكيش ومبتكدبهاش بس حنان بتبهت وتدبل وانا مش عارف ليه طب مهي عايشة بالجنة امال مش مفتحة وموردة ليه ؟ لحد ما ماما حطت الإجابة بعقلي من غير ما حس وقالتلي ان حنان مفتقدة روؤف وان بعدها عنه مخليها دبلانة كدا وانا بدأت اتغير معاها واقسى عليها وهي لا عارفة تلاحق على جهنم الصبح من ماما ولا جحيم الليل مني ! لكن حبها بقلبي مقلش ولا ذرة بقسى عليها وبتعذب انا ... لحد في يوم بلغتني انها حامل ( بص لأحمد ) كانت حامل فيك وانا الدنيا مبقتش سيعاني من الفرحة ونسيت كل القسوة وكل اللي اتزرع بدماغي وخدت اجازة اقعد معاها ورجعت اهتم واطبطب واحب فيها من تاني .. وحنان رجعت وردة مفتحة تاني وماما رجعت تفكر تعمل ايه تفرق بينا لكن مفيش انا في البيت وشايف ، لا في خروج ولا تليفونات ولا اي حاجة تقدر تشككني بيها زي الاول ، حتى بعد ما رجعت شغلي اكتفت انها تذل حنان بكلامها وتكرهها بعيشتها معايا ، بس حنان حبها كان اكبر واستحملت لحد ما ولدت احمد وانا اطمنت ان حنان خلاص لا يمكن تسيبني لو مش علشاني فعلشان ابننا ... ايوة كنت طول الوقت مرعوب من فكرة ان حنان تسيبني عشان روؤف او زهق من معاملة والدتي اللي مكنتش اعرف واحد على مية من حقيقتها او اي سبب تاني لكن طول الوقت عايش على الاحساس دا ان حنان هتزهق مني يوم وتسبني وتمشي وانا مقدرش اكمل حياتي من غيرها لان هي كانت حياتي ولا زالت .. بس بمجي احمد للدنيا اطمنت وطمنت قلبي وروحي ان سبب وجودهم بالحياة مش هتسبني وتمشي ... هنا ماما استحوذت على احمد طول النهار ومنعته عن حنان الا وقت الرضاعة بس وبعدها تاخده منها تاني وانا ارجع الاقى الدنيا ماشية بس حنان دبلت تاني وبقت هزيلة وانا الدنيا اسودت بوشي تاني ... ومرت الايام وانا كل يوم فكرة تتزرع بدماغي من والدتي مش طايقاك ، بتحن لغيرك ، سيبها ترجع لاهلها دا حتى ابنها مش بيحبها لانهاا مش حنينة عليه واما ابص لاحمد الاقي الولد مش متقبل امه فعلا وبيحب ماما بس ولا مرة جري على حنان واستخبى بحضنها زي باقي الاطفال دايما بيجري على ماما ولما كان يزهق مني بردو كان يروح لماما وعمره ما قرب من حنان وانا صدقت لان الطفل لو مامته حنينة عليه هيسيب الدنيا ويروحلها .. وكبر احمد على دا بعيد عن حنان بالنهار بيسكت مع جدته و بالليل بيزهق من امه من كتر ما بتحضنه وتبوسه وانا اقول اكيد بتمثل قدامي وعمري ما جه ببالي انها مشتقاله وملهوفة عليه لاني عمري ما تخيلت ان ماما تعمل دا ! هي صلبة صحيح ومتحكمة لكن مش شيطان ابدا ...
المهم الحياة كانت ماشية كدا وحنان كل دا ومبتشكيش ، لحد في يوم طلعت عن سكوتها وقالت عايزة تعيش لوحدها بعيد عن بيت ماما وانا رفضت ف ثارت واتجننت وبدأت تكسر وتقول كلام كتير كله اتهام لماما انها مش بني ادمة واني مهمل واناني ومش بشوفها وهي ميتة بالحيا وانا مش قادر اسيطر عليها كنت بتفرج عليها مصدوم من اللي بسمعه وبس وفضلت هيا على الحال دا لحد ما انهارت ووقعت من طولها واول ما فاقت صدمتني انها لو ما خرجتش من البيت دا هتعمل بنفسها حاجة لانه معدش عندها حاجة باقية عليها بس انا كنت باقي عليها ومقدرش اعيش من غيرها فوافقت وماما اعترضت وقالت هتغضب عليا بس انا كان اي حاجة عندي اهون من اني اخسر حنان وفعلا سيبنا بيت ماما وجينا بيتنا ده اللي اشتريته واللي عايشين فيه دلوقتي واستقرت الحياة وحنان بدأت تهدى وتعيش من تاني وانا روحي رجعتلي وورجعت اتنفس من تاني وعيشتني بالجنة واحلى سنة بحياتي كلها عيشتها ببيتنا ده ومع حنان واحمد وبس وماما كانت بتكلمني بالتليفون لكن ما بتجيش بس انا بروحلها بيتها ومشافتش حنان طول السنة دي لحد السفرية المشؤومة اللي رجعت منها والدنيا كلها خربت ساعتها حنان بلغتني بحملها بيك...
وبص لادهم وعينيه بتلمع وكأنه حالا عرف خبر حمل مراته وفرح بيه ... وكمل كلامه : فرحت وفرحتها معايا والحب عشش من تاني والفرحة محاوطانا من كل ناحية لكن أمي مقدرتش تتحمل عيل تاني من حنان وحياتي تستقر معاها فكان لازم تحاول من تاني تبعدنا عن بعض وبقى كل الكلام ان الابن مش ابني وحاولت تقنعني بكل طريقة وانا رافض اسمعها وهيا مصرة وفضلت تزن عليا وبعدها انت اتولدت بعد سبع شهور حمل مش تسعة .. و الدكتور اللي أمي اتفقت معاه قالي انك مولود في معادك ابن تسع شهور ومن كلام ماما لكلام الدكتور بدأت اشك واقول مش يمكن !
ورجعت أمي تفكرني بروؤف واصرار حنان على سيبان بيت ماما وتهديدها بالانتحار والدنيا اللي اتبدلت اول ما بقت حرة وبقت انسانة منطلقة طب ما انا زي ما انا بقت منطلقة والحياة ردت ليها ليه ؟؟
الشك دخل قلبي وبدأت اشك في كل حرف حنان بتقوله بس في نفس الوقت عقلي رافض اني اصدق انها ممكن تخوني بالشكل ده .. روحت لرؤوف واتخانقت معاه وقولتله يبعد عن مراتي وهو ما انكرش انه مثلا بيكلمها او لسه علي علاقة بيها لكن ضحك عليا وقالي اني استاهل افضل اعيش في قلق لان حنان كان المفروض تكون بتاعته هو مش بتاعتي انا وطلب مني اطلقها لو مش مرتاح معاها وهو يتجوزها وساعتها جنني وكنت عايز اقتله .. رجعت لامي زي المجنون وعمال اشتم في رؤوف وامي فضلت تهدي فيا وتقولي العيب مش في رؤوف العيب في اللي مدياله وش
ومخلياه بكل بجاحة يطلب مني اطلقهاله وفضلت تقولي تاني ان ادهم مش ابني وساعتها انفجرت فيها وقولتلها ليه مصرة ديما ان حنان خاينة ! ليه بتتهمها ديما بالخيانة وليه عايزة تقنعني ان انت مش ابني ساعتها امي فجرت قنبلتها اللي هزتني وقالتلي ان هيا نفسها عملت ده اتصدمت ومفهمتش تقصد ايه وطلبت منها توضح وهيا وضحت ( اخد نفس طويل لانه مش قادر يتكلم ويكمل بس لازم يكمل )
قالت ان ابويا مكنش بيخلف وكانوا اخواته هياكلوها لو هو مات بدون وريث و ساعتها امي كان لازم تتصرف وفعلا اتصرفت
ادهم بحذر : اتصرفت ازاي ؟
حسين بوجع : ابويا ما بيخلفش وامي حملت فيا يبقى اتصرفت ازاي يا ادهم !
ساعتها كنت بتخانق انا وهيا واقولها حنان لا يمكن تخوني زعقت وقالت ان الزمن هيعيد نفسه من تاني وزي ما هيا خانت جوزها وجابت عيل مش منه يربيه مرات ابنها بتعمل زيها ،، ربنا بيخلص غلطها في ابنها وزي ماهيا خانت ابويا مراتي بتخوني .. صدمتني وهزتني وساعتها عرفت ليه ديما ابويا مكنش موجود .. ليه اختفى من حياتي .. كل شيء بقى واضح قدامي .. واخر الخراب بقى كان كلام احمد لان لو الدنيا كلها اتأمرت عليا وعلى حب عمري طفل زي احمد مش هيتأمر على مامته وصدقته لما قالي انه شاف مامته خارجة من أوضة اونكل رؤوف .. صدقته ويا ريتني ما صدقته .. حب حنان ليا ضاع واتبخر بس عُمر حبها ما قل بقلبي ابدا ... بس انا بحبها ومش هاستغنى عنها طب والحل اعمل ايه ؟ انتقم لكرامتي ازاي ! ازاي اوجعها زي ما وجعتني ؟
سكت وسكت ولا هالة ولا ادهم ولا اي حد فيهم عنده الجرأة ينطق حرف واحد بس كل واحد تخيل الحل واستنتجه وللاسف الحل كان انه يطلع كل ضيقته وخنقته واحساسه بالخيانة والظلم والعار على طفل اتولد مالوش اي دخل بأي حاجة ..
حسين بتعب ودموع محسش بيها وهي بتنزل ولا قادر يوقفها ولا عايز اصلا يوقفها كمل : قررت ان حنان لازم تدفع تمن جرحها وخيانتها ليا وزي ما اتجرئت تحمل من حبيبها وتخلف منه كمان هعذب ابنها ده وهوجعه بكل طريقة ممكنة .. هعمل كل اللي عايز اعمله فيها هيا في ابنها وكنت انت اللي قدامي اطلع عليك غلبي كله واولهم حبها اللي ذلني ومش قادر اتخلص منه .. حبها اللي حط راسي بالارض و لا عارف اوقفه او حتى اقلله واول حاجة عملتها منعتها ترضعك ولا نقطة لبن منها انت شربتها وزي ما منعت عني الكرامة منعت حنيتها عليك .. زي ما منعت عني ارفع راسي قدام امي منعتها تحضنك وتهدهدك ، كنت بالاول بمنعها هي وعايز اقسى عليها هي واذلها هي وانت اتاخدت بالرجلين .. مكنتش بقدر اجوعها فجوعتك مكنتش بقدر امد ايدي عليها فمدتها عليك مكنتش بقدر اجلدها فجلدتك ... وانت كدا كدا مكنتش ابني لكن ابنها وهي هتتوجع بيك وفعلا دا حصل ووجعتها بيك ودلوقتي قلبي اللي موجوع .. عملت فيك كل ده لاني كنت واثق تماما انك مش ابني .. انت ابن حنان ورؤوف .. ولازم انتقم منهم فيك انت .. كل ما بعذبك انت بتخيل نفسي بعذبهم هما مش انت .. نسيت انك مجرد طفل وشوفت رؤوف وبس اللي اتجرأ ودخل بيتي ولطخ شرفي .. كنت بنتقم لشرفي ومكنتش عارف اني بنتقم من ابني .. وكرهتك حتي انت يا احمد كرهتك لانك كنت الدليل علي خيانتها .. معرفتش اكون اب لحد فيكم .. حتي لما طردت ادهم من البيت مقدرتش اكون اب ليك يا احمد انا قدامكم اهو بعترف اني فشلت اكون اب ليكم انتو الاتنين ..
وبدأ يبكي بانهيار ووجع وصوت عالي وشهقاته بتزيد كل شوية .. وادهم مكانه مش قادر يتنفس وبيتوجع اكتر من كل مرة اتوجع بيها .. حتى هالة مصدومة بقى يا ربي الحب يعمل كل دا ! ياما سمعت عن قصص حب موتت اصحابها وياما شافت بعينها لكن ان من كتر الحب اعذب الحبيب بأبنه جوع وضرب واهانة وجلد دي لسه ما شافتهاش قبل كدا وايقنت تماما ان حسين مريض وحبه لحنان زي ما سماه هوس ودا مرض بس حالته حاليا لا تسمح بأي كلام هو منهار تماما دا ممكن يضيع منهم بأي لحظة .
فبصت لادهم وقالتله : كفاية كده النهاردة .. طلعوا والدكم يرتاح شوية وخليكم جنبه ياريت . .
ادهم وقف ومعاه احمد ومن غير ولا كلمة ابدا كل واحد فيهم مسك دراع ابوه وساعدوه يوقف لقيوه مش قادر يسند نفسه اصلا فسندوه وساعدوه يطلع اوضته تحت نظرات الدكتورة اللي كل مرة بتتفاجيء بمدى الظلم اللي وقع على الاتنين دول وقد ايه عانوا وشافوا في حياتهم والنهاردة اكتشفت ان ادهم اتظلم من وهو ابن دقيقة واحدة مش اكتر ...
حنان بتمسح دموعها واتكلمت بشرود وهالة انتبهتلها : اديكي سمعتي الحكاية كلها ! يا تري مين غلطان في كل ده ! حسين اللي كان ضحية امه وجبروتها ! ولا أنا وضعفي في وقوفي في وش جوزي ! ولا مين بالظبط !
هالة بوجع : للاسف كلكم ضحايا حما كرهت مرات ابنها وحبت الفلوس والمركز اكتر وهيا بكرهها ده دمرت عيلة كاملة .. خدي عيالك في حضنك هما الاتنين محتاجينلك كتير .. لينا قاعدة تانية بعد اذنك
ادهم واحمد طلعوا ابوهم وحطوه في سريره وجم يتحركوا مسك ايديهم الاتنين وعيط : خليكم جنبي .. علشان خاطري ما تسيبونيش .. مش عايز اموت لوحدي مع اني استاهل ده بس ما تسيبونيش اموت لوحدي .. خليكم معايا انتو الاتنين ! عارف انكم مش هتقدروا تسامحوني بس حاولوا .. حاولوا تسامحوني .. حاولوا
فضل يعيط والاتنين قعدوا جنبه حاضنينه جامد وهو بيعيط في حضنهم ومش عايز يسيبهم الاتنين لحد ما تعب ورقدوه وبعد فترة راح في النوم وهما انسحبوا من جنبه ..
ادهم بخنقة : انا هاخد عيالي ومراتي واروح بيتي
أحمد بتردد : انت شايف اننا نسيبه في الحالة دي !
أدهم بصله ومش عارف ياخد قرار : انا مش قادر افضل هنا
احمد : بس لو صحي ومالقاناش احنا الاتنين ممكن يتعب .. خلينا يا ادهم جنبه الليلة ..
ادهم سكت وما ردش علي احمد ويدوب هيتحرك لقى حنان واقفة وراهم وبحزن : ابوكم غلط في حقكم كتير ولو مش عايزين تفضلوا هنا امشوا ! هو ما يستاهلش حنيتكم وعطفكم عليه
ادهم : معدش له لازمة نقول مين يستاهل ومين ما يستاهلش .. انا خارج شوية وراجع بعد اذنكم
ادهم انسحب وسابهم واحمد دخل عند مراته وابنه
ليلى : امال ادهم فين يا احمد !
احمد : خرج
ليلى : حصل ايه ! صوتكم كان عالي قوي وادهم اتنرفز جامد
احمد : ادهم علي طول بيقول انه مسامح بس اعتقد انه ابعد ما يكون عن السماح يا ليلى ..
ليلى انسحبت بعيالها ونزلت قعدت مع حماتها اللي مسهمة وزعلانة
حنان فجأة : تفتكري ان ادهم ممكن في يوم ينسى ويسامح يا ليلى !
ليلى بعطف : ادهم قلبه ابيض جدا ومش بيقدر يزعل من
للمتابعه اترك تعليق
الجزء الثاني من الحلقه الرابعه والعشرون
المشوة
ليلى بعطف : ادهم قلبه ابيض جدا ومش بيقدر يزعل من حد أبدا .. بعدين انتي ما تتخيليش هو بيحبكم قد ايه ! هو ممكن يكون متضايق دلوقتي لكن تأكدي انه مسامح
حنان بأمل : بجد يا ليلى ! بجد مسامح ! ما تقوليش كلام لمجرد تطمنيني !
ليلى : ادهم مسامح وهيقولها بنفسه اديله بس مساحة يستوعب فيها كل اللي اتقال وكل اللي حصل ده ..
ليلى اتصلت بجوزها : انت فين يا حبيبي !
ادهم : كان ورايا شغلانة كده بخلصها
ليلى : شغلانة ايه !
ادهم : حاجة في الشغل يا ليلى .. هخلص واكلمك او هجيلك
ليلى : طيب ادهم ! اروح بالعيال ولا استناك هنا !
ادهم : لا خليكي .. هنقضي الليلة عندك .. سلام دلوقتي
قفل معاها ونزل من عربيته وطلع علي عيادة هالة ودخل عندها
هالة ابتسمت اول ما شافته : كنت متوقعة مجيك يا سيادة المقدم اتفضل
ادهم دخل وبغضب : المفروض بعد ما سمعت اعذاره اني اسامح ! اه ماشي عنده عذر اعمل ايه انا بالعذر ده ! قولتلك بلاش تفتحي في الماضي
هالة قامت من مكتبها ووقفت قصاد ادهم : محدش طلب منك تسامح ابدا
ادهم زعق : امال انتي عايزة مني ايه ! بتعملي كل ده ليه ! عايزة توصلي لايه بالظبط ؟ لاني مبقتش فاهمك اصلا !
هالة : عايزاك لما تقعد مع نفسك وتفكر يكون عندك اجابة .. عايزة اشيل علامة الاستفهام اللي ديما مرسومة قدامك .. عايزة لما تقعد مع والدك او والدتك تلتمس اعذار ما تكونش ديما متحفز زي اللي حصل النهاردة .. كنت هتفضل ديما مكبوت يا ادهم وفي اقل موقف وفي اي موقف هتنفجر فيهم .. عايزاك تقول كل اللي جواك وتخرجه ..
ادهم قصادها : عايزة اللي جوايا !
هالة : ايوه قول اللي جواك
ادهم فجأة اتكلم واستغرب هو من نفسه : انا مش مسامح .. مش مسامح حد فيهم .. حتي بعد ما سمعته اه ممكن اقول يا حرام كان مكبوت او كان ضحية لعبة لكن ده لو انا بره الموضوع ممكن أحمد يقدر يسامح لكن انا لأ .. كل اللي حصل ده ما يديلوش الحق ابدا انه يعيشني عمر كامل مشوه مذلول من كل اللي حواليا محروم من ابسط حقوقي .. انا كنت بتعامل كمسخ .. الناس كانوا مستكترين عليا حتي النفس اللي بتنفسه .. استكتروا عليا اكون بني ادم .. حتي لما كنت بقدم حياتي علشانهم برضه محسوش بيا .. استكتروا عليا ان واحدة تحبني .. استكتروا عليا اعيش معاها مبسوط .. استكتروا عليا يكون عندي بيت او عيلة .. فدلوقتي لا مش مسامح ومش عارف اسامح .. ومش قادر اصلا اسامح .. ده اللي كنتي عايزة تسمعيه مني ! اديني قولته المفروض دلوقتي اعيش ازاي وسطهم وانا عارف من جوايا اني مش مسامحهم ؟ كنت بضحك علي نفسي واقول مسامح ومتعايش مع ده لكن دلوقتي اعمل ايه ! المفروض اعمل ايه ! اعيش ازاي وسطهم ؟ ارجع ادخل البيت ده تاني ازاي وانا كلي يقين اني مش قادر انسي ولا اغفر..
ده اللي كنتي عايزة توصليله ! اديكي وصلتيله قوليلي دلوقتي اعمل ايه !
للمتابعه اترك تعليق
تعليقات
إرسال تعليق