#حكاية_أنوار 5
تحبي مين يحكي الأول
..
خلاص هحكي أنا، جوزي اسماعيل اللّٰه يرحمه مات وساب لي حتة لحمة حمرا، حسام ابني كان عنده ٩ شهور اتلطمت من هنا لهنا في خدمة البيوت، اتمرمطت وشربت المُر عشان اربيه وأكبره لحد ما كبر ودخل المدرسة وبقى سندي وضهري مكنش ليَّ غيره ولا له غيري بعد ربنا حبيبي، كبر ومكنتش بلاقي مكان اسيبه فيه، المرة الوحيدة اللي فكرت اخده معايا شغلي في تنضيف البيوت، صاحب البيت اتهمه في سرقة باكو فلوس عشر تلاف جنية، وأنا ابني متربي ومستحيل يمد إيده على لعبة مش بتاعته هيمد إيده على فلوس لو أمه اتباعت محدش يدفعهم فيها، بهدلونا وأقسام وتهديد، واللي زينا ملهمش سند في الدنيا غير ربنا، رميت الحمل على بابه وقولت له استعنت بيك مليش غيرك زيح عني يارب بعد مرمطة ولف على كعوب رجليَّ شهرين، اتنازلوا عن المحضر، طلع اخو الست مراته هو اللي سارق الفلوس، استعوضت ربنا في حقي وحق ابني ومشيت قولت لهم فوضت أمري للّٰه هو يخلص لي حقي وحق ضنايا منكم، حلفت ما أخدم تاني أبدًا في البيوت، وولاد الحلال أهل اللّٰه ساعدوني وفتحت الكُشك ده، شوية بسكويت على حاجات حلوة مرة في مرة بقيت اعمل شاي والناس تقعد على الكورنيش تيجي وتطلب واعملهم، والحمدللّٰه ربنا كرمني أحسن كرم ومحرمنيش من حاجة وغيرنا المطرح بمطرح أحسن والعيل لبس هدمة نضيفة وأنا ربنا رحمني من خدمة اللي معندهمش رحمة وبقيت سيدة نفسي وقراري، وكبر حبيب أمه لحد ما بقى عنده ١٠ سنين، جاي يا ضنايا وما تنعزش على اللي خلقك بيعدي الطريق هو وأصحابه ورجع يجيب الكورة جه قضاه وضربه بالعربية وهرب، لحقني جدع وأخدنا على المستشفى بعربيته، روحه طلعت في الطريق للي خالقها وهو في حضني وربنا استرد أمانته، الحمدللّٰه هلاقي اللي يدخلني الجنة أنا وجوزي ويفتح لنا بابها بإيده، غطاه الجدع بِشاله، أنا مش زعلانة عشان ربنا أخده مني هو أصلًا كان أمانة عندي والحمدللّٰه مات شهيد، أنا بس قلبي بيوجعني وبخاف ربنا يسألني ويقول لي محفظتيش على الأمانة كويس ليه؟ ربنا يغفر لي، بقاله أربع سنين لحد دلوقت فارقني وراح عند العزيز صاحب الملكوت والمُلك ده كله، ومن وقتها الجدع صاحب الشال مسبنيش
خلصت كلام وأنا وشي غرقان دموع، مكنتش متخيلة ازاي فيه ناس راضية وصابرة على حمل الجبال ده، لاقيتني بشدها في حضني وببكي معاها، قلبي متحملش كمية الوجع دي طب هي تعمل إيه؟ ربنا يربط على قلبها
أنا مش خايفة عليه، هو في أمان واللّٰه في أمان، الخوف علينا احنا، ربنا يرحمنا، امسحي دموعك يا ضنايا هو أنا قعدتك معايا عشان أخليكِ تنقهري وتبكي، زيحي عن قلبك ربك بيزيح، المهم اكمل لك الجدع صاحب الشال كان هنا أول امبارح وسألني برضو عنك
أنا مسألتش عليه
عنيك سألت يا ضنايا
..
قال لي تعرفيها منين؟ قولت له دي كانت قاعدة بتبكي يا حبة عيني مقهورة وقاعدة زي الحمامة اللي جناحها اتكسر، صياد غدر بيها وسابها تنوّح على حالها، بص في الأرض واتكسف، وقال لي أنا ظلمتها وجرحتها قدام ناس كتير وهي مكنتش تستاهل كل ده، قولت له اجبر بخاطرها وصلح ظلمك قال لي ما أنا عملت كده بس ضميري مش بيخليني قادر انسى الأذى اللي سببتهُ لها، قولت له لأ دي قلبها أنضف من اللبن الحليب ميتخيرش عنك أنا بفهم في الناس من أول نظرة، مش هتردك خايب بس متتأخرش عليها، هو مكنش كده، دا كان زي نسمة الهوا الرايقة بس منها للّٰه اللي اتمرغت في خيره وكسرت قلبه وسابته وحده، بس أنا قولت له ربنا هيعوضك باللي تطيب خاطرك وتطيب خاطرها، كان بيحب التراب اللي بتمشي عليه حددوا الفرح، اختلفوا في غيرته عليها سابته عشان تكسره لما حُبها اتمكن منه، قبل الفرح بشهر، وبعدها بأربع شهور اتخطبت واتجوزت غيره، هو يا ضنايا راجل حمش ودمه حامي ميرضاش بالوضع المايل وهي ربنا يسترنا مكنتش تشبه له بس كانت حلوة شكلًا، لكن قلبها لأ، شوفتها مرة قلبي كان مقبوض منها، عرفت من وضعها إنها مش هتعمر مع ابن أصول زي ده، اتكسر يا حبة عيني اتكسر وفضل يدارى وجعه بقسوة القلب وغلظة اللسان، ومعرفش يلين لأي واحدة تانية بعدها، بس شوفت في عيونه لمعة لما جاني اخر مرة كان هو ده الجدع الطيب اللي شوفته أول مرة .
يتبع
تكملة الروايه من هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق