القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية الهزيمة البارت السابع والثامن والتاسع الأخير بقلم هنا عادل في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله وحصريه




رواية الهزيمة البارت السابع والثامن والتاسع الأخير بقلم هنا عادل في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله وحصريه 


رواية الهزيمة البارت السابع والثامن والتاسع الأخير بقلم هنا عادل في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله وحصريه 




رواية الهزيمة البارت السابع والثامن والتاسع الأخير بقلم هنا عادل في موسوعة القصص والروايات جميع الفصول كامله وحصريه 




 الهزيمة


الفصل السابع


انا واسلام من الصدمة مقدرناش نبلع ريقنا ولقيت اسلام اتكلم وهو بيقطع فى الكلام:

- ن..ن..مي..سُ..نعم! مين؟ سمعني تاني معلش هو انا سمعت غلط؟

سامي بخوف:

- قوم يا اسلام خلينا نمشي حالا، احنا وقعنا فى فخ ولا ايه؟

جاسم بهدوء:

- متقلقوش، احنا لو عايزين نأذيكم من وقت ما وصلت انت وصاحبك يا اسلام كان ده حصل من بدري، ولا حد منكم كان عرف اى حاجة من اللى سمعتوها دلوقتي، لكن انتم وصلتم للمرحلة دي علشان نقدر نساعد بعض فى التخلص من احمد واللى بيعاونهم.

أسلام بانفعال:

- نساعد ايه؟ ونساعد مين؟ احنا مالنا بكل ده؟ ايه الكلام الفارغ ده اللى  ميدخلش عقل حد؟

فى اللحظة دي وقبل ما يكمل اسلام باقى اعتراضه خرجت من الاوضة الست والدة جاسم، والغريب انها خارجة ومعاها القطة الجميلة اللى ظهرتلنا فجأة، لكن اللى كان اكبر من خروجهم من الاوض كان رد فعل جاسم اللى قام وقف وفرد ايديه قدامه كأنها علامة من علامات التبجيل  والتقدير عندهم، واسلام هنا انفعاله زاد:

- لالا، انا مش هستنى فى الجنان ده، انت هتصلي للقطة ياعم انت ولا ايه؟ اعوذ بالله.

جاسم بنظرة غضب خلتنا انا واسلام نرتجف من جوانا قدر يخلي اسلام يسكت خالص، وفضل بنفس الوضع لمدة دقيقتين تلاتة لحد ما والدته اتكلمت وقالت:

- اسمعوا، المكان ده أحنا حاربنا كتير علشان نقدر ندخله، لكن لأن الحرب كانت جايالنا من عمّار البيت نفسه ومعاهم الارواح الشريرة اللى سكنته وكملت بزميلكم أحمد كانوا اقوى مننا، لأن الشر بيدعمه الشيطان، وعلشان كده كان لازم تبقى الحرب فيها تكافؤ، خاصة لما يكون فيها بشر، وبرغم خلودنا وأنكم بتعيشوا فى العالم لفترات وبتنتهى رحلتكم، الا ان الحرب مع البشر لما بيدعمهم الشيطان بتكون مش سهلة ابدا، وجت الفرصة بوصولكم لأن انتم هتكونوا الايد اللى تساعدنا فى الحصول على البيت ده والتخلص من اللعنة اللى حصلت فى المنطقة كلها.

سامي بانفعال:

- احنا مين؟ لالا احنا مالناش دعوة بكل ده، احنا اصلا بنخاف من خيالنا، بقى انتم شوية عفاريت فى بعض ومعرفتوش تسيطروا على اللى بيحصل، عايزاني انا واخويا بالخيبة اللى احنا فيها دى نساعدكم! انتي مش شايفة حصل فيه برغن انه لا يعرف ولا سمع حاجة عن المكان؟

جاسم:

- انتم عدو قوي ليهم، وخاصة اسلام...والا كان نصر قدر عليه.

اسلام:

- هو فعلا فيه حد اسمه نصر فى المكان ده؟

الست:

- نصر ده كان من سُكان البيت قبل ما الارواح تستحوذ عليه، رغم ان اصحاب البيت سابوه ومشوا الا ان فيهم واحد بس كانت روحه شريرة وعلشان كده عرفوا يسيطروا عليه، لكن مع تنفيذ طلب من طلباتهم وفى محاولة منه لحرق بيت من البيوت هو كمان ولع مع البيت اللى كان فاضي فى الوقت ده، وروحه فضلت متعلقة مع الارواح اللى قررت تحاربكم، وده بسبب طلب زميلكم اللى انتم بالنسباله اقوى منه لأنكم عايشين فى المكان اللى ممكن تخرجوا منه بمكاسب اكتر من اللى هو كسبها لأنه فقد عقله من غير ما يوصل لتحقيق امنياته، الغل والحقد زاد جواه من ناحيتكم فى نفس الوقت اللى هما فشلوا فى تطفيشكم من البيت وكان صعب عليهم انهم يتصدروا ليكم بسبب تحصينكم، لكن لما بني جنسكم قرر يحاربكم دى بالنسبالهم كانت دعم قوي، هما جزء منهم حرضوه من غير ما يحس، وهو التحريض بتاعهم جاب معاه نتيجة سريعة واتملى من ناحيتكم غل بطريقة غير مباشرة، وهو الأرواح قرروا ينتقموا منكم، وكان نصر هو اللى فى الصدارة للأنتقام ده لانه صاحب البيت فى الاصل.

خلاص احنا مبقاش عندنا ادنى استعداد نوصل لأى حاجة تانية، الخيال اللى بنسمعه ده يستحيل يكون حقيقي، أنا واسلام أخدنا القرار نمشي وده مفيش فيه راجعة، لكن الست اتكلمت وكأنها عرفت اللى جوانا:

- على فكرة، انتم لو قدرتوا تخرجوا من هنا من غير ما نساعد بعض على هزيمة الشر اللى فى المكان ده، هتخسروا حاجة...وحاجة كبيرة، اللى ساعدهم خسر عقله ومنهم اللى خسر روحه. ما بالكم انتم باللى مقدروش يسيطروا عليهم هل هيسيبوهم يمشوا من هنا من غير خساير؟ مستحيل، لازم هتخسروا حاجة مقابل خروجكم من هنا بأرادتكم، لانهم مكتفوش بتخويفكم زى اللى حصل مع غيركم، لاء دول ابتدوا يحاربوكم بشكل مباشر، وده مش هيخلصكم منهم بسهولة، علشان كده يا تتهزموا لواحدكم، يا هنساعد بعض علشان نقدر نخلص منهم، انتم اخلصوا من شر زميلكم مش اكتر...لكن الباقى احنا هنقدر نسيطر عليه، وده لمصلحتكم وعلشان تقدروا تمشوا من هنا بسلام.

أسلام بضيق:

- يعني احنا اتحكم علينا نتورط الورطة دي؟

الست:

- دي مش ورطة يا اسلام، دى مساعدة...انت بتساعد بني ادم غيرك ممكن ييجي وقت ويعيش فى البيت ده ووقتها ربنا وحده العالم بأيه اللى ممكن يتعرضله ويشوفه، انت جت معاك سليمة بسبب أنك محصّن نفسك، يمكن لو سامي كان اتعرض لنفس الموقف مكانك ورغم هالتك اللى بتحميه معاك، كان وقتها معرفش يطلع سليم من الوقعة اللى انت وقعتها، وممكن غيركم يتعرض لأسواء بكتير جدا من اللى حصل معاك ده، يبقى ازاى تقدر تقدم مساعدة لأنسان زيك وتخاف تساعد؟ هو انت فاكر ان ربنا بيكون بعيد عن كل ده؟

سامي:

- ربنا لو عايز ينهي كل ده كان نهاه.

جاسم بأنفعال:

- اوعى تتخطى حدودك.

سامي:

- أكيد مش قصدي حاجة وحشة، بس اقصد ان ربنا ممكن يكون له حكمة فى ان كل ده يستمر، لأنه لو له ارادة فى انه ينتهي كان نهاه من غير تدخل انسان او حتى جان.

الست بهدوء:

- عندك حق، لكن ربنا جعلنا جنود على ارضه، وله حكمة فى وجودكم ووجودنا، ورغم انه فى لمح البصر قادر ينهي كل ده، لكن هو له ارادة فى ان جنوده هما اللى يتحركوا وده بحكمته وارادته برضو.

الحقيقة هى كلامها عندها حق فيه، ماهو مفيش حاجة بتحصل فى الدنيا من غير ما تكون بحكمة ربنا وارادته، نجاة اسلام دى ارادة ربنا، ان احنا نتحط فى الاختبار ده ارادة ربنا، اني برغم تقصيري يحاوطني بفضله وحمايته دى كمان ارادته هو وحده محدش فى الدنيا له دخل فيها، لكن الموقف كبير علينا، احنا اجبن من كده بكتير، احنا اصعب موقف اتحطينا فيه فى حياتنا مثلا يوم ما اهالينا ماتوا او اتخلوا عننا، لكن غير كده مواجهناش مواقف كبيرة نقدر نتصرف فيها بحزم وثقة فى نفسنا، انا خايف ورغم ان اسلام بيحاول ميظهرش ده بشكل كبير الا ان خوفه كان باين على صوته المرتجف وهو بيقول:

- احنا اضعف من اننا نواجه شر بالحجم ده، انتم بتقولوا ان احمد ده ولع منطقة كاملة، ولع مستشفى بكل اللى فيها، قدر يخلص من ارواح ناس مالهمش ذنب فى اى حاجة ولا عمرهم يعرفوه كمان ولا اذوه ببصلة، اذاني لمجرد كلمتين انا قولتهم له وقت انفعال وكأنه ماصدق جاتله الفرصة، بني ادم جواه حقد وشر وغل اللى زينا مش هيعرف يواجهه ولا هنعرف نتوقع ايه اللى ممكن نلاقيه منه، ده مؤذي ومجنون يعني محدش هيعرف يواجهه.

جاسم:

- هنقدر عليهم، صدقوني انتم رسايل من ربنا للمكان ده، هو ده الوقت اللى لازم لعنة المنطقة دى تنتهى فيه، وعلشان كده انتم موجودين وعلشان كده ربنا حافظ عليكم وبعتنا ليكم علشان ناخد بأيديكم ونتعاون سوا.

سامي بتساؤل:

- صح، يعني البنت اللى وصلتنا امبارح دي انتم اللى باعتينها.

الست:

- البنت دي أميرة من أميرات عالم الجن المسلم، لكن قدرتها على مساعدتنا ضعيفة لان الجن المسلم رافض ان يدخل فى حروب مع الشيطان وعالم الجن بتاعه، فهى بتساعدنا لواحدها، وهى اللى طلبت مننا اننا نظهر ليكم وقت ما تدوروا.

انا واسلام بصينا لبعض وقولتله وانا خلاص مش هتفاجئ من حاجة تانية:

- عرفت بقى جمالها غريب وبيكتمك ليه يا عم اسلام؟ اهى طلعت اميرة من الجن، أنا كان مالي ومال الليلة السودة دى كلها؟

جاسم بأبتسامة:

- مالك هو ان انت هتكون سبب فى خلاص مكان من روح شر مستحوذة عليها وعلى اى شخص بيقرب منه، دى مش ليلة سودة، دى هبة اتوهبت لك والمفروض تكون سعيد بيها.

سامي بأحراج:

- ياجاسم احنا مالناش فى كل اللى انتم قولتوه ده.

جاسم:

- انت خايف ليه؟ احنا قدامك اهو لو مش احنا اللى كنا قولنالك حقيقتنا ولا كنت هتعرف حاجة، لو مقولناش ليك دلوقتي حقيقة ماريا اللى قابلتوها بدل المرة اتنين كمان مكنتش هتعرف، يعني مفيش اي حاجة تستدعي خوفك، أحنا مش شياطين، احنا مجرد حراس للمكان اللى انت وغيرك بتعيش فيه، بنعيش فى سلام مع سكان البيت من البشر، واللى من البداية ابتدوا فى نشر الشر مش احنا ولا بني جنسنا، بالعكس اللى قرروا ياخدو طريق الشر هما ارواح بشرية خبيثة، يعني المفروض انتم اللى تدوروا على الحلول من غير ما تستنوا من حد انه يساعدكم.

اسلام بذهول:

- يعني ماريا دى مش انسانة؟

فى اللحظة دى وبعد السؤال اللى اتسأل من اسلام ده فى وسط كل الاستفسارات اللى تخص الكارثة اللى احنا فيها كلنا بصيناله بأستغراب، لكن قطع استغرابنا حاجة اكبر من سؤاله بكتير وهو الرد اللى جالنا من القطة وهى بتقول:

- مش انسانة وقررت تساعدكم يا بني الانسان، فى الوقت اللى انتم خايفين تساعدوا ابناء جنسكم.


يتبع



الهزيمة 


الحلقة الثامنة


انا عارف ان الوضع بالنسبة لكتير اوى من الناس مستحيل يكون مقنع، علشان كده من البداية قولتلكم لو حد مشافش بعنيه اكيد مش هيصدق، ولو مش انا اللى عيشت الاحداث بنفسي كمان مستحيل كنت اصدق حتى لو اسلام نفسه هو اللى بيحكيلي، انا عارف ان الموضوع غريب، ويمكن الناس الملتزمة وقريبة من ربنا بتكون فعلا مُحصّنة من انها تشوف الكائنات دي، لكن كمان فيه ناس قريبة اوى من ربنا وعلشان كده بيظهرلهم هما بس حاجات مستحيل او صعب جدا تظهر لغيرهم، ممكن ناس معينة ربنا بيصطفيها بحاجة زي دي، أنا طبعا مش هتكلم فى حاجات تخص الدين الاسلامي لكن ربنا فعلا قال ان الجن بيشوفوا البني ادمين من حيث لا نراهم، ولو حصل وظهر لبشر بالفعل فدي بتكون حاجة ربنا خصّ بيها الشخص ده، وطبعا البشر مش انبياء علشان نشبههم بالانبياء فى التعامل مع الجن، لكن قصدي اقول ان ربنا لواحده هو القادر على امر زي ده، سواء ظهروا لأنسان او لاء، خلينا فى فى انتم عندكم حق متصدقوش، لكن الغيبيات لو شغلنا بالنا بيها مش هنقدر نرتاح لأنها كلها حاجات اكبر بكتير جدا من ان عقلنا يستوعبها، ولو كان ربنا اراد اننا نعرف كل حاجة عن الغيبيات مكانش بقى فيه جزء بيكذّب وجزء مصدق اللى بيتقال، خلينا نكمل كلامنا ونعتبر ان الحكاية دي مجرد حدوتة مش حاجة حصلت لحد بالفعل، اصل طبيعي جدا مين يصدق ان بني ادم تقف تتكلم معاه قطة؟؟؟


اسلام بذهول:

- ايه ده؟ هو ايه اللى حصل ده؟

سامي بخوف:

- هو انت ولا والدتك اللى اتكلمتوا دلوقتي؟ مش القطة طبعا! 

جاسم بهدوء:

- دي مش مجرد قطة، انت المفروض تعمل طقوس لترحيب ملكي... دي اميرة عالم الجن ماريا.

سكتنا تماما، بصيت انا واسلام لبعض وللقطة وسكتنا حرفيا، بقينا بنتفرج عليهم بقى وهما عمالين يقنعونا ان اللي بيحصل ده له اسباب، لكن فكرة ان ماريا الجنية تبقى قطة وتقف تتكلم معانا، دى كانت اقصى حاجة بقى فى مراحل استغرابنا.


ماريا:

- أنتم هتفضلوا بالوضع ده كتير؟ على فكرة احنا قررنا نساعدكم رغم ان الشر وكل اللى حصل ده بسبب بني جنسكم، الموت والضحايا اللى مالهاش ذنب كانت بسبب ارواح شريرة من جنسكم.

اسلام بتوتر:

- انا مش قادر اقتنع اني واقف اتكلم مع قطة.

ماريا:

- طيب هدخل بيتك وافرض نفسي عليكم وانا شبهكم بالظبط، بشرية، كنتم هتقتنعوا ازاي بوجودى قبل ما تسمعوا اللى سمعتوه من جاسم ووالهة؟ كان لازم ابقى معاكم لحد ما تعرفوا الحقيقة ووقتها نقدر نتكلم كلنا بوضوح، اما التجسّد فده طبيعي ليا ولجاسم ولوالهة كمان، مش هينفع نكون سبب رعب ليكم.

سامي:

- هو احنا كده يعني مش مرعوبين، واقفين وسط اميرة من الجن، وعمّار البيت من الجن، اللى المفروض انهم فى عالم غيبي عننا اصلا يشوفونا من بعيد واحنا منعرفش عنهم حاجة، والمفروض نبقى طبيعيين؟ّ! المفروض نكون مش خايفين؟

والهة:

- لاء متخافوش، احنا لو عايزينكم تخافوا كنا ظهرنا بشكل يخوفكم فعلا، لكن أحنا معاكم من وقت طويل وحاولنا نعمل كل حاجة تطمنكم، لكن دلوقتي فات وقت كُتر الكلام، وجه  وقت التنفيذ، عايزين أحمد يكون موجود معاكم هنا، الأنتقام منه لازم يتم فى نفس المكان اللى عقد فيه معاهدة الشر مع الأرواح الخبيثة...والتعويذة لازم انتم اللى تقرأوها عليه.

أسلام:

- طيب وبعد ما هنعمل كده، ايه اللى المفروض يحصل.

جاسم:

- احنا كمان بمجرد التخلص من البشري صاحب العهد هنقدر نتخلص من الارواح الشريرة اللى فى المكان، تعاون العمّار مع أميرة الجن هيقدر يسيطر على نهايتهم، لكن المهم نخلص من البشري.

ماريا:

- معاكم ليلة واحدة ويكون موجود هنا، لان اكتر من ليلة هيكون هو اللى عنده القدرة على اذاكم اكتر من اللى حصل، عايزين نلحق نحميكم قبل ما شره يزيد، وعايزين اللعنة اللى اصابت المنطقة دي كلها تنتهي وترجع الحياة فيها من تاني.

أسلام:

- يعني لما ده يحصل كل الشر ده هينتهي؟ هترجع الناس تعيش هنا تاني؟ هترجع المستشفى تتفتح تاني؟

ماريا:

- أكيد طبعا، كل ده مهجور بسبب طاقة الشر الموجودة فى الأماكن دي، لكن بمجرد التخلص منهم هيسمح للخير يرجع من تاني يغلب الشر.

سامي:

- بس يا ...

أسلام مقاطع:

- انا موافق.

سامي بصدمة:

- موافق ايه يا عم؟ دول بيقولوا عامل معاهدة مع شياطين وابالسة، هنتعامل معاه ازاي ده وهنجيبه هنا ازاي؟

أسلام:

- انت هتقدر تجيبه، أنا عندي ثقة فى كده.

جاسم:

- احنا بلغناكم بالخطوة المكتوبة عليكم، وقت تنفيذها هتلاقونا موجودين معاكم.

قبل ما نرد عليه انا او اسلام لقيناهم اختفوا تماما، حتى ماريا...القطة، اختفوا فى لقطة شبه بتاعت الافلام كده...ولا اتحركوا ولا مشوا من قدامنا لاء، دول فجأة كده اختفوا من المكان اللى واقفين فيه، لكن خلاص بقى هنخاف من ايه، عدينا مراحل الرعب مش هتيجي على دي يعني، لكن انا واسلام كُنا مصدومين من الحلم اللى بنحلمه ده ومش قادرين نصدق انه بيحصل معانا فعلا، قعدنا على الكنبة جنب بعض وبنبص لبعض بذهول وكأن اللى فات ده كان مشهد هنمثله مثلا وعلشان كده لقيت اسلام بيقول:

- سامي انت سمعت كل اللى اتقال زيي صح؟

سامي:

- للأسف سمعته يا اسلام، وكنت بتمنى لو انت اللى بتحكيلي علشان اقولك لاء انت بتكدب او بتتخيل.

اسلام:

- يعني احنا وقعنا فى مكان محاوطه الجن والشياطين من كل مكان، ساكنين فى منطقة اشباح مفيهاش انسان واحد عايش فيها.

سامي:

- رغم ان الموضوع مرعب، لكن فى نفس الوقت ا حنا بقالنا كتير هنا ولا حد اذانا ولا حد اتعرضلنا، ولولا اللى حصل مع الزفت ده فى المصنع مكانوش ظهرولنا.

أسلام:

- هو انت متخيل هما كان ممكن يعملوا فينا ايه؟ 

سامي:

- انت متخيل ان بسبب قربك من ربنا بعتلنا كائنات خفية تساعدنا وتطلب مساعدتنا، تخيل انت قربك لربنا كان سبب فى ان الشر ده يبعد عني انا كمان.

أسلام:

- ربنا كبير ويمكن ربطنا ببعض انا وانت علشان لو اتحطيت لواحدي فى اللى بيحصل ده مكنتش هبقى قده فعلا، دلوقتي لازم نتحرك فعلا وندور على خطة نجيب يها احمد هنا بكرة، حتى لو هنمشي ونسيب اسكندرية كلها ونرجع القاهرة...لازم نمشي واحنا عاملين حاجة كويسة، لازم نخلص الناس اللى ممكن تيجي فى المكان ده بعدنا من لعنة الشر.

سامي:

- طيب قولي انت فكرت فى ايه وانا هبقى معاك فيه.

أسلام:

- هتبلغ الناس بكرة أننا عازمينهم على الغدا بمناسبة اني قومت بالسلامة، وأحمد مش هيتأخر فى انه ييجي البيت اللى بدأ فيه كل الشر اللى وصله.

سامي:

- ايوة بس مين اللى هييجي وهما عندهم شغل، وبعدين حتى لو جزء جالنا احنا هنتصرف ازاي مع احمد.

أسلام:

- بص انت كده كده أحمد بييجي بدري عن ورديته، هتعزم الشباب بتوع وردية الصبح بعد ما يخلصوا شغلهم، وتستأذن من يوسف أنه يطلب من احمد يروح مع الشباب علشان يزوروني وهو يغطيه لحد ما يرجع.

سامي:

- طيب ماهو يوسف هيسألني اشمعنى؟

اسلام:

- قوله هفهمك بعدين، بس المهم ترتب معاه أنه يبقى موجود فى الوقت اللى انت بتعرض على الشباب كده، وطبعا احمد بيكون راشق وسط اي تجمع، ولما يوسف يسمعك بتعرض عليهم الفكرة يقول لأحمد لو عايز تروح معاهم روح انت مكاني وانا هغطيك...وبكرة ابقى اروح انا لواحدي اطمن على اسلام، ويقنعه ييجي علشان يعمل الواجب ودي الاصول.

سامي:

- تفتكر احمد مش هيفهم؟ طيب تفتكر عفاريته مش هيكونوا عارفين ويبلغوه.

اسلام:

- مش جاسم قالك اننا مُحصنين، وهما معرفوش يعملوا معانا حاجة بسبب كده؟

سامي:

- هعمل كده، ربنا يستر بقى.


فاتت الليلة دي طويلة اوي علينا، جوانا حاجات كتير مش فاهمينها، فخر شوية بأننا مميزين واننا دخلنا فى حاجة مش اي انسان فى الدنيا ممكن يتعرضلها بسهولة، الفخر اننا هنشارك فى التخلص من شر بقاله سنين بيزيد فى مكان زي ده وناس كتير اتأذيت بسببه، خايفين من نتيجة دخولنا فى عالم مش بتاعنا ولا عارفين نهايته ايه، خايفين من اننا نفشل وان الشر اللى ينجح فى النهاية...اصل الدنيا مش افلام ولازم النهاية تكون للخير دايما وبس، وارد ان الشر ينتصر على الخير ويمكن احنا نفشل لكن ييجي غيرنا بعدين ينجح فى الحرب دي، كنا متلغبطين لدرجة اننا فضلنا صاحيين نتكلم شوية ونسرح شوية وكل واحد افكاره بتسافر فيه لعوالم بعيدة عن ارض الواقع بملايين الأميال، مستنيين تيجي اللحظة اللى نوصل فيها للنهاية، او اللحظة اللى نصحى فيها من الحلم ده، او حتى اللحظة اللى هيخلص فيها الفيلم الخيالي المرعب ده، لكن مجاتش اللحظة دي وطلع النهار واحنا قاعدين، قام اسلام اتوضا وصلى الفجر حاضر، دخلت فتحت الأنجيل وقرأت فيه شوية، دعيت وانا مش عارف ربنا هيقبل دعوتي ولا لاء، لكن كل اللى كنت متأكد منه انه اكيد هيبقى سامعنى وانا بتكلم معاه، أسلام أكتر من كل مرة قضا وقت فى الصلاة، فاتت أكتر من ساعة وكل واحد فينا بيقضي عبادته بطريقته اللى دينه سمحله بيها، وفى الاخر ابتديت استعد علشان اخرج لشغلي.


أسلام:

- خلي بالك من كل حركة يا سامي، حاول تكون هادي وطبيعي على قد ما تقدر.

سامي:

- ربنا معانا، أدعيلي اليوم ده يعدي على خير، مش هكدب عليك يا اسلام انا خايف بجد، اول مرة فى حياتي اخاف كده.

أسلام:

- انت قولت ربنا معانا، واللى ربنا معاه ميخافش من حاجة.

فى اللحظة دي ظهرت ماريا فى نص البيت وقالت:

- متقلقش، هيحصل اللى احنا عايزينه، وانا هبلغ أسلام بالتعويذة اللى هتتقال بمجرد ما يكون احمد موجود معاكم لواحده، ومتقلقوش احنا هنكون جنبكم.

فعلا خرجت من البيت وانا بردد كل الحاجات اللى حفظتها من خلال قرأتي للكتب السماوية الخاصة بالدين بتاعي، كنت خايف اوي ومش عارف ايه اللى جاي، وفى نفس الوقت خايف اني سايب اسلام لواحده مش عارف ايه اللى ممكن يحصل معاه، كل حاجة بقيت تيجي فى بالي وقولت لنفسي:

- مش يمكن الابالسة دول يكونوا عارفين ان اسلام وماريا مع بعض فيظهروا وينتقموا منهم واسلام وماريا ميقدروش يواجهوا؟

كنت خايف اوي على صاحبي واخويا وعيلتي كلها اللى اتجمعت فى اسلام، لكن حاولت اقاوم خوفي واحاول اظهر بطبيعتي لأى حد يقابلني علشان اوصل للى احنا عايزينه، وفعلا روحت الشغل واستلمت ورديتي وأبتديت اشوف شغلي زي كل يوم، لكن من جوايا كل حاجة بتحاربني.


يتبع


يا جماعة الناس اللى شايفة ان الكلام ده عبارة عن فيلم رعب او حاجة مش حقيقية، انا اكيد مقولتش ان ده حصل بالفعل، ده مجرد خيال وحاجة ممكن تخلينا نفصل شوية من الواقع، واكيد أحنا فى مكان وهما فى بُعد تاني خالص، لكن مش هننكر انهم بيشوفونا وده بدليل كلام ربنا قاله

{ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ}، يعني الجن شايفنا بالفعل، لكن ظهوره للأنسان دى حاجة بتاعت ربنا لواحده، وهو اللى اراد انهم يظهروا للأنبياء ويتعاملوا معاهم كمان، ومعنى ده ان مفيش حاجة بعيدة عن ارادة ربنا، وفى الاخر ده مجرد خيااااااااااااااااااااااااال 


وشكرا قد الدنيا لتشجيعكم وارائكم الجميلة، بكرة الفصل الأخيررررررررررررررررررررررررر.



الهزيمة


الفصل التاسع(الأخيرررررررررررررررررررررررر)


مر الوقت فى الشغل بشكل بطيء جدا، لكن ده ميمنعش ان اللى قصّر عليا الوقت ان كل شوية حد من زمايلنا ييجي يسأل عن اسلام وعن صحته، وده كان بيحمسني أني اعزمهم بقلب جامد، انا شايف الناس مهتمة يعني مش مطنشينه، ولما لقيت أكتر من واحد جايين يسألوني فى وقت البريك، فى نفس الوقت اللى كان أحمد موجود فيه لقيت نفسي بتكلم واقولهم بصوت واثق:

- طيب يا شباب ما تيجوا بعد الشغل بصوا عليه، حتى نفسيته تتحسّن شوية بدل ما هو حاسس اننا مالناش حد يسأل عننا كده.

واحد من الشباب:

- بصراحة انا كنت عايز اقولك بس اتحرجت، انا عارف ان انتم مش بتخلوا حد يروح بيتكم.

سامي:

- ايه يا جدع الكلام ده؟ والله ابدا احنا بس مش بنحب نفرض على الناس حاجة ممكن تبقى تقيله عليهم، لكن احنا بنحب الناس وكنا نتمنى نلاقى ناس رايحة جاية على بيتنا كده، بدل ما انا وهو مالناش بعد ربنا حد.

شاب تاني:

- ماتقولش كده يا سامي، احنا اخواتكم وكلنا هنا واحد، بس زي ما ماجد قالك كنا فاكرين ان انتم اللى مش حابين ده.

سامي بضحك مصطنع:

- طيب واهو اديني قولتلكم اننا بنحب الناس اللى تقرفنا زيارات، وبعدين احنا معندناش حد قاعد معانا علشان تبقوا بتسببوا احراج لحد، يعني براحتكم اللى عايز يخلص شغله ويطلع على البيت عندنا يأنس ويشرّف.

الشباب اللى كانوا موجودين اتجمعوا على انهم هييجوا معايا بعد الشغل، وكمان قالوا هيقولوا لباقي الشباب، فى الوقت ده دخل يوسف وشافنا متجمعين وبنتكلم، وكان احمد بياكل فى صمت من غير ما يشارك بالكلام، لاحظ يوسف من الكلام اللى داير اني فتحت الموضوع وعلشان كده لقيته قال:

- انتم بتتفقوا على ايه وانا مش موجود.

واحد من الشباب:

- بنتفق نروح نبص على اسلام بعد الشغل.

يوسف بيتصنع الضيق:

- اوبااا، يعني مش لاقيين غير النهاردة وتروحوا؟

سامي:

- ماله النهاردة ياعم يوسف؟ ده احنا هنروح بعد الشغل.

يوسف:

- أنا شغال على الورق بتاع المأمورية اللى كنت فيها من يومين، ولسه مخلصتش، خلاص احمد يروح مكاني بالنيابة عني، يبقى اى حد من القسم بتاعنا راح عمل الواجب، وانا ابقى اروح وقت تاني بقى.

أحمد بهدوء:

- انا شغال طول اليوم النهاردة مش وردية.

يوسف:

- مش مهم انا هغطيك، هظبطلك انا شغلك لحد ما تروح وترجع، عيب ان يبقى كله رايح وانا وانت محدش فينا يروح يزوره.

أحمد بنفس الهدوء:

- عادي مفيش مشكلة، اروح معاهم انا مكانك.

ابتسمت وحسيت ان اول خطوة تمت بنجاح، خلص البريك وكل واحد راح لمكانه، واتصلت على اسلام بلغته باللي حصل، وقاللي انه هيستعد لأستقبالهم، كنت خايف اه لكن مبسوط وحسيت ان لو ربنا مالهوش ارادة فى ان اللى احنا فيه ده يكمل كان حصل اى حاجة منعت ان احمد يوافق ييجي معانا، لكن موافقته خلتني احس ان دي اشارة من ربنا على اننا فى الطريق الصح، وكنت مستني اليوم يخلص بفارغ الصبر، وأخيرا خلص اليوم واتجمعوا الشباب ومنهم رجالة سنها كبير عننا كمان وطلعت عربية من المصنع علشان توصلهم وسواق العربية كان جاي هو كمان يزور أسلام، كنت فرحان اول مرة حد ييجي يزورنا برغم ان الوقت مش مناسب لده، بس اول مرة حد ييجي يزورنا، واول مرة نحس أن احنا عندنا ناس، ووصلنا البيت اللى مجرد ما الناس وقفت على بابه كلهم تقريبا علقوا وقالوا بصوت مسموع:

- الله، اايه الريحة الحلوة اوى دي؟ ايه يابني انتم زارعين ورد ولا ايه؟

سامي بأبتسامة:

- ايوة طبعا جايبين ورد علشان انتم جايين عندنا.

فتحت ألباب ودخلت كان أسلام نايم على الكنبة فى الصالة قصاد التليفزيون، اول ما شافنا اتعدل فى قعدته وحاول يقوم يقف لكن رجليه كانت وجعاه، لكن الفرحة كمان اللى كانت فى عنيه انا شوفتها، اكيد هو كمان فرحان علشان الناس دي جت تطمن عليه، وفى نفس الوقت اكيد فرحان ان أحمد وصل معانا، قعدنا كلنا قاعدة حلوة اوى فات ييجي ساعتين واحنا قاعدين مع بعض، واثناء القاعدة اتصل يوسف على احمد.


احمد:

- ايوة يا يوسف احنا لسه هناك.

يوسف.....


أحمد:

- لاء بخير، وبلغته سلامك.

يوسف.....

أحمد:

- انا بس مستني عم عبده يقوم علشان ارجع معاه، انت عارف ممكن ملاقيش مواصلات ترجعني دلوقتي.

يوسف.....

أحمد بسعادة:

- يعني اروح انا؟ مرجعش على المصنع؟ متأكد.

يوسف.....

أحمد:

- ماشي يا سيدى كتر خيرك، شكرا على الموقف المحترم ده، هههه على غير العادة.

قفل أحمد مع يوسف وكان صوته مسموع لينا كلنا وزمايلنا ابتدوا يهزروا معاه، وشايفين ان اسلام سبب فى انه يعتبر أجازة النهاردة، لأنه مكانش موجود من اول اليوم وفي نفس الوقت مكملش الشيفت بتاعه زي الباقي وهيرجع على البيت، خلصت الزيارة على خير والناس كلها ابتديت تمشي، واحمد كان ماشي معاهم هو كمان لكن اسلام وقفه لما قاله:

- معلش يا استاذ أحمد، لو ممكن تستنى معانا شوية، احنا فيه بينا موقف عايزين نصلحه.

أحمد:

- طيب ومتكلمتش ليه من اول القاعدة؟ مش معقول هعطل الناس دي كلها علشان يستنوني.

اسلام:

- ويستنوا ليه؟ انا هتكلم معاك انت مش معاهم، احنا حصل بينا سوء تفاهم وعايزين نصلحه علشان احنا مش بنحب يبقى حد زعلان مننا ولا احنا زعلانين من حد.

أحمد رجع دخل البيت تاني، وانا طلعت وصّلت الشباب وسيبت اسلام معاه جوة، واتأكدت ان كلهم ركبوا العربية واتحرك بيهم عم عبده السواق ورجعت انا دخلت البيت، كان أسلام واقف واحمد قاعد على الكنبة اللى قصاده وبيتكلم بغرور:

- اتفضل اتكلم انا سامعك.

أول ما اسلام شافني قفلت الباب اتكلم بهدوء وثقة وقال:

- انت المراد، متقلقش هنخلص بسرعة.

قام أحمد وقف وانا كنت وقفت وراه، وبكل ثقة اتكلم بصوت عالي وقال:

- أوعوا تفكروا انكم تقدروا تعملوا حاجة، انتم هنا فى مكاني، ولو طلبت بكلمة هتبقوا متساويين بالأرض.

أسلام وبدأ يتكلم بثقة اكبر وهو بيقول:

- معاك مين، روح، اتنين، عشرة...معاك شياطين وعفاريت؟ مين كل دول؟ احنا معانا هنا وجوة قلوبنا ربنا، وهو اقوى من اللى انت بتتحامى فيهم، اللى خلوك تفكر ان تقدر على اذية غيرك من غير ما يكون فيه تمن تدفعه.

أحمد وبدأ يتنرفذ:

- صدقوني هتكونوا انتم ضيوف الوليمة النهاردة مش انا، لا انتم اول ولا اخر اللى انا اذيتهم، علشان كده هتحصلوا غيركم من سُكات، وبعدين كده كده الدنيا مش عايزاكم فيها،انتم ولا ليكم حد يسأل عليكم ولا حد يعرفكم.

اخر كلمتين قالهم وجعونا اوي، حسسونا اننا ايتام، لكن كان لازم نفضل ثابتين، وعرفت بعد كده ان صوت ماريا صداه كان فى رأس اسلام بعد الكلمتين دول علشان تحفزه انه يثبت على هدوئه وميخليش احمد يسيطر عليه ويضعف قوته، فعلا اسلام اتكلم وبيحاول يبين انه مش فارق معاه اللى اتقال:

- أوعى تفكر ان الهزيمة هتكون من نصيبنا احنا يا احمد، أنت الهزيمة اتكتبت عليك وعلى اللى انت تابع ليهم من زمن الزمن.

احمد بأستهزاء:

- أوعى تفتكر ان علشان اول ضربة مجاتش زى ما كنت عايز يبقى انا اتهزمت، بالعكس انا مبسوط من اللى حصل علشان يبقى اللعب على المكشوف، ومتعودتش على الهزيمة.

وقبل ما اسلام يرد فجأة ظهرت قطة سودة مخيفة جدا جنب رجلين احمد، اول ما شوفناها اتخطفنا ورجعنا بضهرنا لورا كام خطوة، قربت من اسلام ومسكت ايديه بطمنه واطمن نفسي، كانت ايديه تلج وهو الوحيد اللى سامع اصوات ماريا ووالهة وجاسم فى دماغه، مكنتش عارف ايه اللى بيتقال لكن شايف شفايفه وسامع همسه وهو بيردد كلمات مفهمتهاش، وفي اللحظة دي بدأ القط الأسود يصدر صوت غريب مخيف، وهنا نطق احمد وهو بيبتسم وبيقول:

- الوقت بيمر، خلينا نسلمكم علشان نشوف ايه اللى هيحصل بعدكم.

بعد الجملة دي لقيت القط بيقرب مننا بخطوات بطيئة، بقى اسلام يرجع بضهره لورا وانا معاه، لكن القط كان قاصد يقرب من اسلام بس علشان يخوفه ويمنعه من ترديد الكلمات اللى بيقولها، لكن أسلام اتكعبل فى طرف السجادة ووقع على ضهره، الغريب ان القط مثبتش مكانه بالعكس كمل خطواته بهدوء وواقف احمد يتفرج ويضحك، خطوات القط كانت ثابتة وبطيئة لكن اسلام من التوتر كان مش عارف يتمالك اعصابه علشان يقوم وعلشان كده كمل القط خطواته لحد ما طلع على جسم اسلام...لحد ما وقف على صدر اسلام بالظبط وبص بعنيه لعين اسلام بكل ثقة مكنتش مركّز مع نظرة القط لكن كنت شايف وش اسلام اللى بان عليه الرعب وعنيه اللى رغرغت بالدموع من الخوف، الموقف فعلا كبير، لكن بعد لحظات ومجرد ما لمعت عيون اسلام بالدموع لقينا القط ده اختفى تماما، وجالنا صوت احمد من ورانا وهو بيقول:

- عرفت انت وهو الهزيمة دي هتكون من نصيب مين؟


أسلام حاول يقوم من على الارض وساعدته ومديت ايدي له وانا عيني على احمد اللى متوقع منه اي حركة غدر، لكن مجرد ما وقف اسلام فجأة سمعنا صدى صوت فى البيت بيقول بصوت غليظ:

- فى النهاية انتم ميتين، لكن متحاولوش تحاربوا الموت بأى طريقة، الحرب مع طالح وأتباعه بتخلص دايما بهزيمة الخصم، ومش هتطلعوا منها بسلام.

أتكرر صدى الصوت لدرجة اننا سمعنا الجملة اكتر من مرة، لكن المشكلة ان هدفنا هو احمد، انا اي حاجة تانيه فهي مهمة ماريا واللى معاها، بس الرعب كان متمكن مننا بشكل كبير، واحمد شايف فينا ده  وفرحان بيه، وردد بعد ما صدى الصوت اختفى:

- انتم بتواجهوا اتباع عزازيل، أتأكدوا أن دي نهايتكم.

لقيت اسلام شد نفسه وأنا حسيت اني مش قادر اخد نفسي، انا مع اسلام فى الموقف لكن باقي اللى المفروض يحصل هو بس اللى يعرفه، لأن الاتفاق كان بينه هو وماريا، علشان كده مش عارف ايه اللى هيحصل بالظبط ولا هيكمل اسلام او لاء، بس لقيت اسلام وقف وبص لأحمد بشكل مباشر فى عنيه وبدأ يقول كلام غريب:

- أنا مرسال ملك الموت، جئت اليوم لكي أقوم بأرسالك ألى علم الجحيم قبل ان تنتقل روحك الى الدرب الأخير...لن تمتلك تلك الفرصة التي امتلكها سابقوك، ولن تستطع روحك ان تظل بين عالمين، ولكنها ستنتهي للأبد من عالمنا ولا رجعة مرة اخرى اليك ايها الفاسد، فدمائك ارخص بكثير من أن تكون مقابلا لمن زُهقت ارواحهم جراء أفعالك المشينة.

كنت باصص لأسلام اللى بيتكلم وعيني منزلتش من عليه، ايه اللى بيقوله ده؟ وايه الثقة والنظرة دي، بعد ما خلص كلامه بصيت ناحية أحمد اللى العرق بدأ يظهر  على وشه وهو بيقول:

- انا تابع لخُدّام عزازيل، مفيش حد على وش الارض يقدر على هزيمته  وهزيمة اتباعه، أنت اللى هتموت، ودلوقتي.

وقبل ما احمد يتحرك من مكانه ناحية أسلام لقيت اسلام مد ايديه بيوجهها ناحية أحمد وهو بيقول بصوت عالي جدا:

- استعدوا فالقادم مذهل، ولن ينجاو منه الا كل ذي عقل فطن متدبر.

رجع أحمد بضهره لورا بعد الجملة دي، والعرق بدأ يزيد وهو عمال يبص حواليه زي اللى مستني مساعدة من حد، لكن هما كانوا محتاجين يشوفوا ايه اللى هيحصل لأن اللى هيفيدهم الشخص الأقوى، مش عارفين ان اسلام مش مجرد بني ادم بينتقم من بني ادم، أحنا معانا ربنا ومعانا من العالم بتاعهم اللى هيقدروا ينسفوهم، وعلشان كده كان بس اللى فارق معانا مصدر قوتهم للسيطرة على البشر وهو البشري الضعيف الرخيص اللى سمح لأرواح خبيثة تسحبه معاها لعالم الشر، وكمّل اسلام كلام وهو بيقول:

- هلَ تعتقد أنِکْ تستطِع آلَعبث معيَ، أيها الأحمق تبا لك، فأنا اللعنة التي ستصيب حياتك، املك من التمرد ما يكفيني لأسقاطك غريقا وسط دمائك وأصرخ وسط المارين فى ذهول، من فعل هذا بك ايها الأحمق؟

فى الوقت ده لقيت احمد وشه لونه بيتغير للأسود وعنيه بتجحظ وكأنها هتخرج من مكانها، ومسك رقبته وبيحاول يتنفس، لكن حاسس بحد مانعه من النفس، وبدأ يفقد التوازن بالتدريج، ووشه لونه بيسود أكتر ونفسه يتكتم أكتر لحد ما قطع النفس تماما، وفى اللحظة دي ردد اسلام:

- أسهد ان لا اله الا الله.

وقبل مااتكلم ولا اعلق على كل اللى حصل واللى شوفته كأنه فيلم رعب قدامي لقيت جاسم ووالهة وماريا فى صورتها الملكية اللى اول مرة اشوفها بيها، كانت لابسة فستان أسود ملكي حرفيا وكأنها معزومة على حفلة فى قصر ملك من ملوك مصر زمان، وتاج مليان احجار ضخمة كلها باللون الأزرق والاسود، كانت غاية فى الروعة لدرجة انها بجمالها تمنع اي كلام انه يخرج فى وجودها، قصاد انبهاري بشكلها واكيد انبهار اسلام كالعادة هما كانوا تقريبا مش شايفينا ومتجاهلين وجودنا وبدأ جاسم يقول بصوت جهوري:

- هيا أقرأوا هزيمة أتباعكم، وسننتظركم لكي تكتمل الهزيمة فتتبعوهم انتم.

بعد الجملة دي بداء يظهر فى الجو دخان اسود شكله مخيف، وبدأ يزيد أكتر واكتر وهما واقفين ثابتين فى مكانهم، لحد ما بدأ الدخان ده يتجسد لأشباح اشخاص، ايوة الدخان ده اتجسد على هيئة بشر، وورا الأشباح دي ظهر كائن ضخم جدا من الدخان لكن مميز بأنه لابس عباية سودة وعنيه حمرا، ومجرد ما ظهرابتديت تخرج من رأسه قرون طويلة، وهنا اترددت ضحكة مسمعتش زيها فى حياتي كلها وكانت من ماريا اللى قالت:

- دخان يا طالح، ليس اكثر من ذلك، فأنت لا تستطيع ان تكون شيئا اخر، ولا تستطيع مجابهتنا سوى بتلك الطريقة، تأكد بأن اليوم هو نهايتك.

طالح بصوت مرعب:

- أنا الموت يا ماريا، أنا الموت الذى لن تستطيعي انتي واتباعك محاربته، ابتعدوا عن طريقي وطريق اتباعي، والا ستكون نهايتكم هي تلك اللحظة.

أبتديت ماريا تقرب منهم بثبات وابتدوا الاشباح دول يحاوطوها لكن جاسم ووالهة اتحركوا وراها، وفجأة لقينا حرب بتدور قدام عنينا، مش عارف جاسم وماريا جابوا السيوف دي امتى وازاي، لكن فجأة لقيتهم ماسكين سيوف من الدخان الاسود، سيوف حدها من الذهب لكن هي عبارة عن دخان، مكناش مستوعبين اللى بيحصل ولا مستوعبين هما ازاي ماسكين الدخان فى ايديهم بالطريقة دي، كانت الاشباح بتحارب ماريا وجاسم بأسلحة مشابهة، لكن والهة وطالح كل واحد منهم كان واقف قصاد التاني وبيردد طلاسم معينة وتعاويذ، لكن من الواضح ان التعاويذ اللى قالتها والهة كانت اقوى، لأن مع صمودها فى تكرار الطلاسم وهى بترسم بأيديها على الدخان اللى بيتطاير فى الجو ثلاث مثلثات ودائرة كان طالح بيتراجع لورا، أستمرت والهة فى رسم نفس المثلثات وهي بتكرر كلامها الغير مفهوم، وبداء هو يضعف فى تلاوة تعاويذه بالتدريج، لحد ما سكت تماما...أختفى، وفى الوقت ده كانت ماريا وجاسم تقريبا سيطروا على اتباع طالح تماما، ومجرد ما ردد واحد منهم:

- قبضة عزازيل ستأتي بكم الينا فى العالم الأخر، وهناك لن تستيطعون هزيمتنا.

بعد الجملة دي الدخان كله بدأ يختفي، واحنا واقفين تقريبا عند باب الشقة متسمرين ثابتين فى مكانا فاتحين عنينا على اخرها، مش مصدقين ان اللى شوفناه ده حقيقي لكن أللى فوقنا من ذهولنا ده صوت ماريا الجميل وهي بتقول:

- هزيمتهم كانت اسهل بكتير من أذاهم.

والهة:

- كنت بتمنى يتعذبوا فى هزيمتهم زى ما كانوا سبب فى عذاب ارواح بريئة.

جاسم:

- صدقيني، وصولهم للعالم الأخر هيلاقوا فيه عذاب يستحقوه، مش هيرتاحوا بالتخلص منهم فى عالم البشر، لكن هيتنقلوا لعالم الجيحم علشان يذوقوا من اللى عملوه فى الارواح اللى تخلصوا منها بأبشع الطريق.

ماريا:

- اسلام، مالك انت وصاحبك ساكتين؟ انتم مش فخورين باللى كنتم سبب فيه؟

أسلام كعادته ساكت تماما وبيتفرج عليها، لقيت نفسي ببلع ريقي بصعوبة وبقول:

- فخورين، طبعا فخورين، لكن الحقيقة احنا مستنيين نصحى ونلاقى ان اللى حصل ده كله كان حلم مش اكتر.

جاسم بهدوء:

- كنتم قد الحضور الملكي، احنا بالنسبالكم هنكون فعلا حلم، مش هتشوفونا تاني، لكن خليكم متأكدين اننا دايما هنكون مستعدين لمساعدتكم، لان انتم قدمتم مساعدة لناس كتير من غير ما يكون لكم هدف من مساعدتكم دي، انتم كنتم رسالة من رب العالمين للمكان الملعون ده، وانتم قدرتوا تعمّروا فى الارض باللي عملتوه النهاردة، ودي حاجة ربنا خلق البشر علشانها، خليكم دايما مع بعض.

والهة:

- خليكم دايما مع ربنا، مسلم او مسيحي او اي انسان على وجه الارض، مدام اخد قراره بأنه يكون مع ربنا هيفضل دايما بينه وبين الأذى والشر حجاب، وتقدروا تعيشوا هنا بسلام، من غير خوف، وهتلاقوا غيركم كتير بيظهروا الأيام الجاية...خلاص اللعنة انتهت.

محدش منهم عطانا فرصة نرد لانهم اختفوا تماما، وكأنهم مكانوش موجودين قبل كده، فضلنا فى صدمة وذهول من اللى حصل وشوفناه وعيشناه، واللى اسلام عمله، وذهول من أن جثة احمد اختفيت من البيت علشان لما ارجع الشغل اعرف انهم لقوه على الطريق العمومي جثة متخشبة وجسمه ازرق، وقالوا انه أكيد شاف حاجة من الحاجات اللى بتظهر بليل فى المكان ده لانه باين عليه ميت وهو خايف من حاجة، حاولت ابين اني زعلان، لكن يوسف كان شايف أن احمد كان يستاهل النهاية دي علشان كده جه وقاللي:

- أنتم قدرتوا تخلصونا من شر كان فارض نفسه علينا.

سامي:

- قصدك ايه يا يوسف؟ اوعى تكون فاكر اننا سبب فى اللى حصل.

يوسف:

- والحمد لله انكم سبب، انا اكيد مش بقول انتم اللى قتلتوه، لكن خروجه من عندكم فى الوقت المتأخر وفى المنطقة دي ده سبب كافي يخلي حياته تنتهي بالشكل ده، اصل المنطقة دي لعنتها كبيرة، واللى حصل فيها مش شوية، فهو اكيد يستحق.

سامي بهدوء:

- ربنا هو اللى يحاسبه بقى، مش هنحكُم على حد.

يوسف ابتسم وبأبتسامته حسيت انه عارف كل حاجة، لكن انا عملت نفسي عبيط، خلص اليوم بتاع الشغل عادي والغريب ان مفيش حد فكّر يقول انه يروح يحضر العزا بتاع احمد، رجعت البيت كان اسلام قاعد لسه فى حالة ذهول، قعدنا نتكلم كتير فى اللى حصل، وازاي احنا عملنا حاجة وعيشنا موقف عمرنا ماكان ممكن يخطر فى بالنا اننا نعيشه، وفجأة لقيت اسلام بيقولي:

- مش ناوي تدخل الاسلام بقى ياعم؟

سامي بأبتسامة:

- ياعم أحنا من امتى بنتكلم فى الحاجات دي؟ وبعدين فرقت فى ايه؟ ماهو انا ساعدتك برضو.

أسلام بيضحك:

- ياسيدي بهزر معاك، بس سيبك من كل اللى حصل ده انا أخدت قرار انى اعمل عيلة بقى، احنا مش هنفضل لواحدنا كده ومالناش حد كتير، علشان كده هدور على بنت الحلال، ايه رأيك؟

سامي:

- بتهزر، انت عايز تتجوز؟

اسلام:

- أه، ومتقلقش مش هنسى موضوع العربية.

سامي بيضحك:

- بس المهم نفضل مع بعض حتى لما تتجوز.

اسلام:

- هنعيش فى بيتين جنب بعض، وابدأ بقى دورلك على عروسة انت كمان خلينا نعمل عزوة.

أتفقنا انا واسلام على الفكرة مع انى كنت خايف لان اخر مرة اتفقنا على فكرة العربية مشوفناش نور من بعدها، لكن أتحمست بصراحة أكتر لما لقيت فيه ناس فعلا أبتديت تظهر فى المنطقة وتسكن فى البيوت اللى كانت  مقفولة، لكن الغريب بقى أن رغم قرار اسلام بأننا نمشى من المنطقة دي الا اننا لقينا فى بيت من بيوت الجيران البنت اللى قلبه اختارها، وكانت هي النسخة التانية لماريا، وكأن ربنا بعتهاله لما شاف أنبهاره بيها وأعتبرها اسلام ان دى مكافأة وأقتنع بكده اكتر لما وافقت اسرة من العرب على ان اسلام يناسبهم وياخد بنتهم وهما مش بيتجوزوا من برة عائلتهم، فعلا فى منتهى السرعة اتجوز أسلام ملكة جمال البنات، وهى كان اسمها ملكة، سكن معاهم فى دور منفصل فى البيت بتاعهم لأن هناك معظم البيوت عائلات، وفضلت انا جنبه اهو بس فى الشقة اياها بقى، لكن الحمد لله كل حاجة ماشية طبيعية ومفيش اى حاجة وحشة بتحصل، والمنطقة اتعمّرت من تاني لكن انا لسه ملقيتش العروسة بقى، جيبنا العربية ومرتباتنا زادت، ومستني حد ابن حلال يجيبلي عروسة، ولا انا مستاهلش اني اتكافئ زي اسلام؟

بعيد عن كل التهريج او الكلام اللى فات، عمري فى حياتي ما تخيلت اني يوم ما ادخل فى حرب تكون الهزيمة للخصم اللى قصادي لأني اضعف من كده، بس حتى لو كان بطل الحكاية هو اسلام فأنا مكتفي باني كنت موجود فى التجربة دي، واستمتعت بهزيمة شر دفين فى ارواح كانت تستاهل ان حياتها تخلص بالطريقة البشعة دي، اول مرة أكون فخور بهزيمة بالشكل ده، اصل دى هزيمة للشيطان.


تمت




تعليقات

التنقل السريع