رواية نجمة في سمائي الفصل الثالث 3بقلم دعاء احمد
رواية نجمة في سمائي الفصل الثالث 3بقلم دعاء احمد
#نجمة_في_سمائي.. #الثالث
كادت شمس ان تغادر غرفة المكتب سريعا الا انها اصطدمت بصدر عريض، رفعت عينيها بسرعة
لتنظر لعينين عميقتين سوداوتين و لم تستطيع أن تنزل عينيها بل ظلت تحدق في ذلك الشاب الضخم الذي يقف أمامها و عيناه التي سببت خوفا لا تعرف سببه ………
عاد حمزة خطوة للوراء و مازال يضع يديه في جيب بنطاله الاسود متحدثا بجدية :
=انتي مين؟ و ايه اللي دخلك هنا؟
ردت شمس بنبرة خافتة :
=انا المرافقة الجديدة لصفاء هانم،
أنا .. أنا كنت بدور على مدام سلمي لأنها قالت ان لازم انزل الساعة اربعه اتعرف على شغلي.
نظر لها نظرة شاملة و قد تملكه شعور بالاستغراب من موافقة جدته عليها بهذه السرعة
حتى دون أن تجرى مع حديث و مناقشات طويلة كعادتها مع كل فتاة تتقدم للوظيفة.
لكن المظهر الخارجي لشمس يعيطها طابع هادي و أنيق
جلس أمامها خلف مكتبه على كرسيه الجلدي الوثير قائلا:
= أسمك ايه؟ معاكي اي اثبات شخصية
حاولت شمس تجاهل النظر اليه و هي تتحدث بتوتر في حين شعر حمزة بالتسلية و هو يتابع ارتباكها الخجول
=اسمي شمس بكرى، اه معايا البطاقة... ثواني
أخرجت البطاقة الشخصية و وضعتها أمامه لياخذها و هو يدقق النظر لها قائلا بابتسامة
=تمام يا آنسة شمس، اعرفك بنفسي أنا حمزة دويدار و صافي هانم تبقى جدتي
شوفي
أهم حاجة لازم تكوني عارفة مواعيد الدوا كويس و مواعيد الفطار
صافي بتحب الهدوء جدا و القراءة،
انا هديكي رقم الدكتور المتابع لحالتها و لازم تتواصلي معه علشان تعرفي اكتر عنها.
اومات له شمس بالموافقة قائلة بهدوء :
=تمام
نهض حمزة و على وجهه ابتسامة جذابة قائلا:
= و بالنسبة لمدام سلمي هتلاقيها في الأنترية مع جدتي الباب التاني على الشمال
حاولت رسم ابتسامة لابقه على شفتيها الا انها فشلت من شدة توترها.
فانطلقت مسرعة و هي تشعر بضربات قلبها تدق بعنف شديد.
عندما وصلت الى الباب طرقته وقفت أمامه للحظات و هي تضع يديها موضع قلبها تستمع لصوت خفقاتها العاليه
أخذت نفسا عميقا و فتحته لتجد نفسها في غرفة جميلة بها العديد من الأرائك والكراسي
و هناك الكثير من الوسائد المطرزة بخيوط ملونة بألوان زاهية للغاية و رأت السيدة سلمي
تجلس و بجوارها صفاء قطع الصمت الذي عقب دخول شمس صوت السيدة سلمي:
ما ان دلفت شمس الي الصالون حتى ابتسمت صفاء ابتسامة حنونة رقيقة.
صفاء بهدوء حاني:
=تعالي يا شمس.
جلست أمامها لتسالها صفاء بلباقة:
=شوفي يا شمس، البيت هنا فيه مدام سلمي هي مديرة المنزل و في بنت تانية سارة قابلتيها الصبح، و السفرجي و أنا و حمزة
اول حاجة مش عايزاه اختلط بينك و بين حمزة كتير لان هو مش بيحب التعامل مع أي بنت بتشتغل في الفيلا.
انتي قابلتي حمزة؟
ردت شمس بجدية قائلة
=ايوة يا هانم من دقيقة تقريبا
=كويس، هو انتي قولتيلي عندك كم سنة؟
شعرت شمس بالخوف من ان ترفض صفاء توظيفها لصغر سنها:
:انا قربت اكمل واحد و عشرين سنة يا فندم
صفاء وهي تبتسم و كأنها قد فهمت ما يدور في عقلها
=بسم الله ماشاء الله بس باين عليك انك ذاكية و هادية
شمس بابتسامة صغيرة
:يسعدني أكون مع حضرتك من النهارده
صفاء و هي تشعر بالحزن على نفسها
:بس يا ريت متزهقيش من القعدة مع ست كبيرة مشلولة
شمس بسرعة
:لا ده انا والله حبيت حضرتك من وقت
صفاء
:طيب يلا خلينا نخرج في الجنينة شوية
اقتربت شمس و هي تساعدها في تحريك كرسيها المتحرك ثم خرجت من الصالون و بعدها خرجت الجنينة.
تنفست شمس الصعداء قائلة بود.
شمس :
الجنينة بتاعت حضرتك جميلة جدا، اول ما دخلت شميت ريحة الياسمين.
ابتسمت صفاء و هي تنظر للمكان حولها
=حمزة هو اللي كان بيراعي الجنينة دي دايما و خصوصا الياسمين لان بيحب ريحته جدا.
مشت شمس خلفها و هي صامته لا تعلم ماذا ينبغي أن تقول
في حين كان حمزة يتابع شمس من النافذة ليطمئن على صفاء معها ….
ردد حمزة بداخله قائلا بارتياح
؛ يا رب تحبيها و متطرديهاش زي اللي قبليها
-----------------
احست صفاء بالراحه مع شمس لانه لا تتكلم كثيرا مثل من سبقوها
كان الجو هادئا جدا بينهم و الحديث قليلا الا عندما سمعت كلا منهما صوتا أنثويا مرتفعا يقول:
طنط انتي لقيتي شغالة جديدة؟
أدرات شمس رأسها لتجد فتاة شابة جميلة
كانت تنظر الى شمس باحتقار شديد فخفضت شمس نظرها و صمتت , بينما أجابت صفاء بحده :
صفاء:ايه اللي بتقولي ده يا هند؟ ايه شغاله ده ؟
هند بسخرية استطاعت اخفائها بجدارة
:سوري يا طنط مش قصدي
صفاء:اعرفك بشمس المرافقة بتاعتي و على فكرة ده في كلية صيدلة
نظرت هند لشمس بغيظ و غيرة بعدما لاحظت اهتمام صفاء بها : اهلا
شمس بصوت حزين
:اهلا بيكي
صفاء :دي هند يا شمس خطيبة حمزة
نظرت شمس لهند بارتياب و هي تشعر بالنفور من الأمر، رغم أنها لا تعرفهما
لكن من حديثها معه شعرت بأنه شخص خلوق،
اما بالنسبة لهند فبمجرد النظر لها لمرة واحدة تعرف انها مزيفة و مغرورة.
الا انها لم تهتم بالأمر كثير فما يشغل عقلها هو عملها و دراستها.
خرج حمزة من الداخل مبتسم و هو يرى انسجام جدته مع شمس قائلا بارتياح:
=ليا مكان معاكم و لا ايه يا صافي؟
ابتسمت صفاء بحب قائلة:
=طبعا يا حبيبي، تعالي.
نظرت هند نحوه بسعادة و هي تقترب منه بتغنج قائلة بطيبة زائفة:
=كويس انك هنا يا حمزة، صحيح انا اخترت فستان الخطوبة و ماما صفاء كمان وفقت عليه جدا
صفاء بحب :
=فعلا يا حمزة الفستان جميل و متقلقش كل اللي انت طلبته هنجهزه
جلس جوارها و هو يتابع بعيناه السوداوتين شمس التي تجلس جوار جدته و يبدو عليها الارتباك من وجوده
لأنها لم تعتاد على تواجد شخص غريب عنها معها.
=طب كويس انكم اخترتوه و انتي يا صافي انا عايزك تكوني أجمل واحدة في الحفلة.
-متقلقش يا حبيبي كل حاجة هتكون مميزة.
القى نظرة خاطفة على شمس دون أن تلاحظ بسبب انشغالها بالتفكير بوالدتها و اختها هدي
بعد مرور بعض الوقت في المساء بعد أن ساعدت صافي في اخذ دوائها و ظلت بجوارها الي ان نامت في غرفتها.
كادت ان تصعد الي غرفتها الا أنها مرت صدفة بجوار مكتب حمزة
كان باب الغرفة مفتوح نسبياً فكان يجلس على كرسيه خلف المكتب ، يعمل على جهازه الحاسوب
صعدت شمس إلى غرفتها و اتجهت نحو حقيبته مخرجة منها بعض الكُتب لتجلس على المكتب الموجود في احد الزوايا لتبدا في مذاكرة محاضرتها مرت اكثر من ثلاث ساعات و هي تذاكر حتى انها لم تنتبه لتأخر الوقت.
اغلقت الكتاب و وضعته جانباً ثم
دخلت الى فراشها الوثير و شعرت أنها لم تشعر بمثل هذه الراحة من قبل فسريرها في بيت الطالبات كان قديما و يصدر أصواتا عالية كلما تحركت
, ابتسمت شمس و سرعان ما استسلمت للنوم …
استيقظت شمس في السابعة صباحا و ارتدت ملابسها و نزلت الى القاعة حتى تذهب الى كليتها فأستوقفها صوتا يقول:
صباح الخير
نظرت شمس وهي مفزوعة لتجد حمزة متجها نحو الباب
:صباح الخير
حمزة :على فين كده الصبح بدري
شمس و هي تنظر للأرض:عندي محاضرة الساعة 9
حمزة :بس كده بدري قوي
:اصلي بحب اوصل بدري
حمزة :طيب اتفضلي أوصلك
شمس :لا متشكرة مفيش داعي تعطل حضرتك
حمزة بلهجة آمرة
:يلا يا شمس انتي اصلا في طريقي
شمس وهي لا تريد احراج نفسها بالركوب معه
:بجد مش عايزة اتعبك
حمزة :يلا بقى كده هنتأخر
تبعته شمس و هي تشعر بالخجل الشديد فهي لم تركب سيارة برفقة أي شخص من قبل فكيف ستكون برفقة شخص لا تعرفه وحدهم،
ركبت و أحست بجسدها يغوص في مقعد السيارة الوثير فقررت الاستمتاع بتلك السيارة و تخيلت نفسها تمتلك مثلها في يوم من الايام………………..
بعد مرور وقت...
أخرجها صوت حمزة من احلامها قائلا
:هتخلصي الساعه كام يا شمس؟
شمس :الساعة 4
حمزة:خلاص هبعتلك السواق يستناكي
شمس:مفيش داعي انا هعرف ارجع لوحدي
حمزة :بصي عشان مش بحب الكلام الكتير انت دلوقتي بتشتغلي عندي يعني لازم اطمن انك ترجعي في مواعيدك مضبوطة و ميبقاش عندك مبررات للتأخير فالسواق هيرجعك كل يوم
نظرت شمس بضيق نحوه و هي تشعر بأنه يعاملها كأنها خادمة لديه فجابته بنبرة حادة ممزوجة بكبرياء يشبة كبرياء والدتها
=استاذ حمزة لو سمحت تتكلم معايا بأسلوب افضل من كدا، اولا انا مش خدامة عند حضرتك علشان تكلمني بالاسلوب دا ثانيا انا مش محتاجة لمساعدة حضرتك و في وقت شغلي هكون موجودة
لأن أنا لما قررت اشتغل مرافقة لمدام صفاء كنت فاهمة ان دي مسئولية و انا بحترم مسئولياتي جدا، و على العموم متشكرة جدا التوصيلة دي و في معاد شغلي هكون موجودة
نظر لها حمزة بابتسامة من ناحية واحدة و إعجابه كبريائها رغم بساطة حالها الذي جعلها تلجأ للعمل و هي تدرس.
نظرت شمس لزجاج السيارة و هي تلاحظ نظرات البعض عليها
توقفت السيارة أمام الباب الرئيسي توترت شمس قليلا و هي تخرج من سيارته
و قد رآها بعض زملائها وهي تخرج من السيارة
دخلت الى الحرم الجامعي فاستقبلها بعضهم ساخرين:
ايه العربيات الجامدة ده يا شموس، بس مين المز دا
=بس عامله فيها دحيحة، صاحبك ده يا شمس ما تعرفيني عليه
نظرت اليهم شمس بكبرياء و اتجهت الى المبنى الذي به محاضرتها الاولى لكنها شعرت بدموع ساخنة تحرق وجنتيها الرقيقتين لكنها اخذت نفس عميق و هي تفكر بعملية ….
الدموع و الحزن ما هو إلا عائق يضعه الإنسان أمام نفسه حين يشعر بالضعف لكن الأفضل في رحلة الحياة مسحت تلك العبرات الرقيقة و الاستمرار بكل جهده نحو هدفه
انهت شمس محاضراتها و خرجت من الباب الرئيسي للجامعة لتجد السائق الخاص بحمزة منتظرا اياها
كادت ان تبتعد و تذهب وحدها لكن سرعان ما خرج السائق من السيارة قائلا:
=آنسة شمس استنى انتي نستيني ولا ايه انا مصطفى سواق حمزة بيه هو بعتني ليك و بعتلك الرسالة دي.
عقدت شمس ما بين حاجبيها بارتياب و هي تأخذ الورقة منه و تفتحها
=اولا دا مش معناها أنك خدامة عندي بس بلاش عند و بعدين نتناقش في الموضوع دا
صعدت الى السيارة وهي تشعر بالحزن الشديد فقد ظن زملائها بها السوء و كذلك لم تقابل صديقتها صافية.
بعد مرور نصف ساعة
وصلت شمس الي فيلا دويدار ترجلت من السيارة و دلفت الى داخل الفيلا
صعدت الى غرفتها و قررت الاستحمام حتى تحاول تهدئة نفسها
و بعد ان انتهت نزلت لتجد السيدة صفاء في انتظارها :
صفاء بابتسامة
:ازيك يا شمس؟ , ها عملتي ايه النهارده في الكلية؟
شمس بلباقة و ود :الحمد لله يا صفاء هانم
صفاء :حمزة قالي ان السواق هيوصلك بعد كده
شمس:آه فعلا، بس انا
صفاء :صوتك ماله
نظرت شمس اليها و هي تشعر بالدموع تملأ عينيها
:لا ابدا مفيش حاجه بس انا مش عايزه دا يحصل تاني انا ممكن اروح
في نفس التوقيت دلف حمزة الي داخل الصالون بشموخه و ثقته بعد أن سمع حديثها.
جلس جوار صفاء و هو يقبل يدها بحب قائلا :
=حبيبي عامل ايه دلوقتي؟
ابتسمت صفاء قائلة بحب:
=بخير يا حبيبي طول ما انت بخير
أبتسم حمزة ثم دار بسوداويته اللامعتان نحو تلك الواقفة أمامهما ليتمتم بجدية مخيفة:
=ها يا شمس كملي سامعك....
ابتاعت ما بحلقها و هي تتمتم بقوة سريعاً
=كنت بقول ان مش عايزة دا يحصل تاني و مش عايزة السواق يوصلني تاني.
سألتها السيدة صفاء بود قائلة :
=ليه يا شمس هو مصطفى ضايقك في حاجة؟
=لا بس انا....
قاطعها فجأة و هو ينهض من مكانه جاذباً اياها من ذراعها خلفه قائلا:
=معليش يا صافي هعقلها و ارجعلك...
خرج من الصالون وهي خلفه بعيون متسعه من الصدمة و قبضته تجذبها خلفه مسلوبة الارادة الا انها صرخت به بتحذير قائلة:
=حمزة بيه مينفعش كدا سيب ايدي لو سمحت.... سيب ايدي.
قالتها بانفعال و غضب و هي تحاول سحب يدها الا انه دخل الي مكتبه و هي خلفه، ترك يدها ثم أغلق الباب
انتفضت شمس بفزع و أفكارها تنحرف بعيدا لتصيح فجأة بحدة:
=انت بتقفل الباب ليه...
لم تكمل جملتها في حين جذبها نحوه و يديه تضغط على فمها و الأخرى تمسك بذراعها بين يده،
زمجر حمزة بحدة من بين أسنانه قائلا:
=بس بقا.... انتي ايه مبتعرفيش تتكلمي الا بصوت عالي.
شعرت بالاضطراب من هذا القرب و من عيناه الحادة تتراقبها بقسوة مخيفة
تركها بعد أن أدرك فعلته، ابتعد خطوة للوراء ثم ترجل نحو مكتبه يجلس خلفه واضعاً ساق على الأخرى بكبرياء قائلا:
= ها يا شمس مش عايزة مصطفى يوصلك ليه؟ ضايقك في حاجة؟
أخذت نفس عميق و ردت بتهور قائلة:
=لا مضايقنيش بس حضرتك اللي بتضايقني، أنت.....
صمتت و هي لا تعرف ماذا تقول ليبتسم حمزة قائلا بمراوغة ذكورية و هو يضع عقد التوظيف على المكتب
=اتفضلي امضي هنا، دا عقد بأنك موظفة عندي فيه التفاصيل اللي اتكلمنا فيها قبل كدا و المرتب.
ظلت تقف أمامه و هي تنظر له لكنها فكرت بوالدتها و شقيقتها.
اتجهت نحوه و هي تمسك القلم لتمضي عليها بتوقيعها بعد أن قرأت البنود الأساسية.
اخذ حمزة الورقة منها قائلا بنبرة آمرة:
=دلوقتي اتفضلي يا شمس معاد الغدا لصفاء هانم و الدوا، و اظن دا شغلك مش لازم حد يفكرك بيه زي ما قلتي الصبح.
احمر وجهها و هي تحاول كظم غيظها الا انها قررت الخروج بصمت
ما ان خرجت من المكتب حتى ضحك حمزة بخفة و تسلية
في غرفة صفاء في الطابق الاول
كانت تجلس على الفراش و هي تشاهد صور أبنتها الراحلة كم كانت جميلة!
اطرقت شمس على باب الغرفة ثم ولجت الى الداخل بعد أن سمحت صفاء لها بالدخول و هي تمسح عبراتها.
وضعت شمس صنيه الطعام على الطاولة الصغيرة ثم حملتها نحو الفراش قائلة بابتسامة ساحرة :
=الغداء يا هانم.
اقتربت منها مساعدة اياها في تناول الطعام لكنها لحظات حزنها لتردف بقلق و خوف:
=حضرتك كويسة يا هانم؟
صفاء:بخير الحمد لله
ردت شمس بعدم اقتناع قائلة بحب
:على فكره انا بشوف بقلبي , وقلبي بيقول انك زعلانة، أنا اسفة لو بتدخل بس انا مبحبش ابدا ان حضرتك تكوني زعلانة
صفاء
:صدقيني مفيش , بس افتكرت مرام الله يرحمها.
شمس باسف :
الله يرحمها انا آسفه لو ضايقت حضرتك.
صغاء :
متعتذريش يا شمس، يمكن مرام دلوقتي في مكان احسن، عارفة كانت نفسها تعيش حياة طويلة علشان إبنها لكن ربنا اختارلها الأحسن
شمس بفضول:
=طب هو فين والده يعني انا من مسمعتش اي حاجة عنه
صفاء :
=سالم بعد وفاة مرام بسنتين اتجوز واحدة تانية و هو عايش معها في بيته لكن حمزة فضل معايا.
شمس: ان شاء الله خير، معاد الدواء.
اومات لها صفاء في حين ابعدت شمس الطاوله عن الفراش و اعطتها دوائها
شمس:عرفت ان حضرتك بتحبي الروايات الانجليزيه تحبي اقرالك رواية
ابتسمت صفاء قائلة بارتياح قائلة
:تمام يا شمس هاتي رواية مكبث عشان بحبها اوي
جلست شمس على الكرسي المقابل لها و بدأت تقرأ لها تلك القصة الرومانسية و الحزينة في ذات الوقت
_________________________
في مكان آخر في القاهرة
حيث قصر سالم دويدار "والد حمزة"
كانت عديلة هانم" زوجة سالم" تجلس على كرسيها في الجنينة و هي تنظر للصور أمامها و تدقق النظر لصورة شمس تلك المرافقة لصفاء النوري
في نفس التوقيت خرجت لي لي أبنتها من داخل القصر قائلة بصراخ حاد
=ماما بقى انتي هتسمحي المهزلة دي تحصل، انتي موافقة ان حمزة يتجوز هند الحسيني دا مستحيل يحصل على جثتي ام حمزة يتجوز غيري.
رفعت عديلة راسها تنظر لابنتها الغاضبة قائلة ببرود:
=لما تتكلمي توطي صوتك فاهمة؟
و بعدين مالك محموقة اوي كدا ليه ما يتجوز اللي هو عايزاها.
انفجر بركان الغضب و الغيرة بداخل لي لي قائلة بنفاذ صبر:
=محموقة ليه، حضرتك بتسألني محموقة ليه؟ علشان عمي سالم وعدني ان انا اللي هتجوز حمزة.
ردت عديلة بسخرية قائلة:
=بلاش الأوهام دي يا ملك،
انتي فعلا متخيلة ان سالم يقدر يأثر على حمزة و يخليه يتجوزك؟
حمزة من يوم ما والدته توفت و ابوه اتجوزني و سابه علشاني انا و انتي و عشان يربيكي رغم انك مش بنته
من اليوم دا و حمزة مبقاش يهتم بوجود سالم لان صفاء هي اللي ربيته إنما سالم سابه و تخل عنه....
ردت لي لى بانفعال قائلة:
=يعني انتي موافقة على بيحصل دا ياماما و كنتي عارفة ان اونكل سالم بيقولي كدا و السلام......
عديلة بخبث:
=اهدي يا حبيبتي علشان تعرفي تفكري.
شوفي يا ملك زمان سالم بعد وفاة مرام انا قدرت اخليه يحبني و الدليل على كدا انه ساب حمزة عند صفاء و اتجوزني رغم اني كنت متجوزة قبله و كمان معايا بنت.
لكن المهم دلوقتي انك انتي تكوني ذاكية و تقدري تخلي حمزة يقع في حبك
لأن لو حصل اي حاجة لسالم وقتها انا و انتي هنطلع من المولد بلا حمص و خصوصاً ان حمزة هو الوريث الوحيد لسالم.
لي لي : طب المفروض اعمل ايه يا ماما
صمتت عديلة للحظات ثم تابعت بخبث و هي تنظر لصورة شمس قائلة :
=هقولك يا حبيبتي.....
=====================
كانت صفاء تجلس ممدة الساقين فوق فراشها
و كأنها في عالم آخر مع صوت شمس العذب و جمال القصة و رومانسيتها.
انهت شمس القصة و عندما نظرت للسيدة صفاء و جدت الدموع تملأ عينيها الجميلتين:
شمس:حضرتك بتعيطي؟
صفاء:اصل القصة ده بتأثر فيا اوي
شمس:حضرتك رومانسية اوي
صفاء وهي تبتسم من بين دموعها
:و هو في ست مش رومانسية!!!!
شمس:اصلي بصراحة مش بؤمن بالحب
ضحكت صفاء قائلة
:عشان لسة محبتيش
شمس
:انا اهم حاجه عندي دراستي و اني اتعين معيدة إن شاء الله و بعدها يبقى عندي شقة كبيرة ليا انا و اختي و أمي بعيد عن البحيرة
صفاء:انتي لسه صغيره بكره تقابلي حب عمرك
شمس:انا !!!!!! مظنش
صفاء:افتكري كلامي ده الانسان بيقابل الحب الحقيقي مره واحده في حياته ليتمسك بيه ليروح منه للأبد
شمس:برده مش بؤمن بالحب
ابتسمت صفاء و لم تجب عليها فقد كانت صفاء نفسها لا تؤمن بالحب حتى قابلت حبيبها و زوجها الراحل و قد جذبها اليه منذ النظرة الأولى و وقعت في غرامه و عاشا معا خمس وعشرون عاما كأنهما دقائق معدودة
و تذكرت صفاء كيف كان زوجها يجلس أمامها بالساعات يتحدث اليها ويرسمها في لوحات مختلفة فقد رسمها يوم زفافهما و قام برسمها وبطنها منتفخ من الحمل و رسمها وهي تحتضن مرام بين ذراعيها و استمر يرسمها حتى داهمه المرض و توقفت ريشته عنة رسمها بوفاته , نزلت دمعة حزينة من عينها على حبيبها الراحل فقد بكته كثيرا.
=============================في البحيرة في منزل ضخم مكون من ثلاث ادوار واسع جدا
جلس الحج عيسى بشموخ و ثقة و هو يرتدي جلباب اسود يستند على عصايته الخشبية و هو يتحدث مع المحامي الخاص به قائلا:
=يعني ايه يا استاذ جاد، ازاي نورث الحريم
و احنا من امتي بنورث الحريم في العيلة انت عايز الناس ياكلوا وشي
بقا انا على اخر الزمن اسلم ارضى لحُرمه لا و كمان حته عيله
المحامي بجدية:
=حضرتك بتقول ايه يا حج دا ورثها من ابوها و شرع ربنا انها تاخده و بعدين هتاكل عليها حقها، الحج سليمان الكبير الله يرحمه
حرم الاستاذ بكرى الله يرحمه من ورثه زمان علشان راح اتجوز ست مريم و خلف منها شمس و هدى و دا ورثهم من ابوهم.
عيسى بحدة:
مش هيحصل يا فندي و انا مش هفرط في قيراط واحد من ارضى لحرمة زي دي انت فاهم و اتفضل بقا من هنا دلوقتي داهية لما تاخد انت و اخبارك الزفت.
تكملة الروايه اضغط هناااااااا
تكملةالرواية
ردحذف