رواية الهجينة عروس الالفا الجزء الثاني البارت الخامس والأربعون 45بقلم مآآهي آآحمد
رواية الهجينة عروس الالفا الجزء الثاني البارت الخامس والأربعون 45بقلم مآآهي آآحمد
شعور العجز مقيت ، فهو الأن عاجز أمام رغباته ،
رغبات “عمار ” التي تزداد سوءٍ يوماً تلو الأخر يتردد الى ذهنه اخر كلماته وهو يؤمره بقتـ ـلها ، ما عادا يعنيه نفسه بشىء فهو مستعد بالتضحيه بنفسه طالما “عمـــار” رغب بذلك ولكن “شمس” ما ذنبها.. هل حقاً تستحق المـ ـوت!!
وجد نفسه ينخرط بذكرى داخل عقله وتلك الرجفه التي اصابتها عندما حاوط كفه كفها الصغير يحتضن عينه عينيه بصدق
فاق من تلك الذكرى التى حدثت بينهما منذ ساعات قليله فوقف يتحداه مجدداً للمره الثانيه يطالع عينيه بتحدي:
_مش هقـ ـتلها ياعـــمار
___________(بقلمي ماهي احمد)___________
هُناك حزن يرغمك على الكلام وهناك حزن يرغمك على البكاء ولكن أشد أنواع الحزن هو ما يرغمك على الصمت ، عدم البوح بما داخلك، ألم داخل صدرك، وحمل يثقل كاهلك هو الأن يجلس بداخل غرفه مظلمه ، تناسبه وتناسب حالته تماماً ، يتقلب على فراشه يساراً ويميناً يجاهد لأخذ حقه من النوم محاولات عده قام بها “يزن” لأرغام نفسه على النوم حتى تهدأ تلك العاصفه بداخل رأسه الأن ولكن محاولاته بائت بالفشل فما علمه منذ قليل لم يكن بالهين ، محاولة تهدئه نفسه والتصرف بحكمه لم تجدي نفعاً ، حاول التنفس وكأن أحدهم سرق أنفاسه فخرج من غرفته يبحث عن ياسين ظناً منه بأن ربما لديهِ الحل قام بمهاتفته ولكن دون أجابه لم يمنعه ذلك من البحث عنه ظل يسير هنا وهناك لا يعلم الى أين ستأخذه قدماه كل مايريده هو التقاط بعض من أنفاسه الهاربه وايجاده لا يعلم كيف قادته قدماه أمام مقبرته ، مقبرة نصفه الأخر ورفيق دربه ، وجد “ياسين” يقف هناك أمام المقبره يتحدث الى الفراغ أمامه قائلاً بضجر بنبره تحمل من الغضـ ـب ما يكفي:
_قولتلك مش هقـ ـتلها
قال جملته بصوتٍ مزعج.. نبره خشنه.. لم يستطع يزن تمييز ما قاله فأنكمش حاحبه بريبه مما يحدث وعاد خطوه للخلف فانزلقت أحدى قدميه بصخره استدار “ياسين” بجسده يطالعه وهو يعود للخلف ووجهُ مقابل لهُ يوجه له حديثه:
_أنتَ كنت بتكلم مين ياياسين ..
رأى “ياسين” الذعر على ملامح وجهُ، حاول أن يطمئنهُ محارباً خوفه الذي وصل ذروته استدار ينظر أمامه من جديد فلم يجد “عمار” تنفس بعمق وهو يستنكر ما قاله يزن للتو:
_تقصد ايه؟
رفع ذراعه للأعلى وهو يشير بأصبعه على اللوح الرخامي:
_أنتَ كُنت لسه حالاً بتبص للوح الرخامي اللي مكتوب عليه اسم عمار وكأنك بتكلمه ، وقولت جمله ماقدرتش اميزها.. قولت مش هقولها.. او.. مش عارف ماقدرتش اسمعها كويس
تطلع لـ “يزن” وغزت ابتسامه ظهرت على فمه محاولاً بها أخفاء حقيقه ما سرده يزن للتو:
_من ساعه ما جيت هنا وانا بحب اجي اتكلم مع عمار في اي حاجه بحس انه موجود معايا ..
حاول “ياسين” تغيير مجرى الحديث بسؤاله التالي:
_لكن أنتَ بقى أيه اللي جايبك هنا في وقت زي ده
وجه لهُ سؤاله وكأنه ينتظر فقط أن يسأله أحد ليفيض بما بداخله:
_أنا كمان بعمل كده لما بكون مخنوق مابلاقيش غيره اتكلم معاه ، بلاقي رجلي بتجيبني هنا لوحدها وكأنها عارفه طريقها انا المفروض كنت بدور عليك جيت هنا ازاي مش عارف
حاوطه “ياسين” بنظراته قبل أن يحادثه:
_أنا كنت حاسس أن في حاجه من وقت ما خرجنا من المستشفى ، كنت حاسس بيك
فقال “يزن” دون تردد وهو يبتلع ريقه بنبره يملؤها التوتر:
_عارف ، عشان كده لاجئتلك، وعارف ان عندك الحل
انكمش حاجب “ياسين” يطالعه باستغراب فجلس “يزن” بجانب اللوح الرخامي يتكأ بظهره عليه يرفع نظره يطالعه بنظره راجيه:
_هتساعدني ياياسين
أكد “ياسين” على كلمته دون تردد:
_أكيد لو اقدر اساعدك مش هتأخر يايزن
قال سؤاله وهو يجلس بجواره:
_الأشعه طلع فيها أيه يايزن؟
كان هذا سؤال “ياسين” فجاوبه “يزن” بشفه مرتعشه لا يقدر على نطقها:
_كانسر
ظهر على وجه “ياسين” الذهول فتابع “يزن” حديثه:
_في المرحله التانيه ، ساره ماينفعش يجرالها حاجه ياياسين انا فتحت عيني على الدنيا دي لاقيتها هي وعمار قدامي ، ماعرفتليش لا أب ولا أم هي وعمار كانوا كل اهلي وبعد عمار هي اللي سندتني عشان اقدر اقوم على رجليا من جديد واكمل
حرك كتفيه يسأل بعينين اوشك الحزن على قتلهما:
_أنتَ مش هتسمح أنها تمـ ـوت صح ياياسين
علم “ياسين” مقصده فأطبق الصمت.. استقام “يزن” واقفاً أمامه يسأل بجسد يرتجف كل أنش بهِ وعينان دخلا في ملحمه عظيمه من الدموع:
_أنتَ مابتردش عليا ليه؟
أجابه “ياسين” وهو يقف أمامه لمعت عينيه بلمعه حزينه وهو يجاوبه:
_علشان لو أنتَ مفكر أن بعد اللعنه في أيدي شىء أعمله تبقى غلطان بعد اللعنه ماتجددت كل واحد عنده موهبه راحت منه ولو تقصد أنى أحولها فده ممكن.. بس هتمـ ـوت اللعنه معموله عشان كده يا “يزن” عشان مانتكاثرش واللي نحوله هيبقى ضعيف شهر والتاني وهيمـ ـوت اي حد اتحول بعد اللعنه بيمو ت وأنتَ عارف كده كويس
نزلت دموع “يزن” فحاول “ياسين” الاقتراب منه ناطقاً:
_أنا لو في أيدي شىء مش هستناك حتى تطلب أنا نفسي مابقيتش زي الأول بقيت ضعيف اللعنه كل يوم بيعدي بتنهش في قوتنا أه مش بيبان على شكلنا بس احنا بنضعف وهييجي علينا يوم هنكبر
ونمـ ـوت مهما مرت من سنين
فنطق “يزن” مستفسراً بعدم فهم:
_يعني ايه.. يعني أنتَ هتسيبها تمـ ـوت زي ما سيبت عمار يمـ ـوت
أطلق كلماته كالسهم ، فبعض الكلمات كالقبور لا يشعر صاحبها كم انها ممـ ـيته ولكنها تترك اثر بقلب المستمع طالعه “يزن” بجديه أكثر وهو يسترسل حديثه:
_أيوه ، مستغرب ليه ؟ وكأنك مش عارف أنك السبب في مـ ـوته لو مكنتش سيبته يواجه العربي لوحده كان زمانه عايش وسطنا ، لو كنت حطيت أيدك في أيده من الأول ومكنتش بتتخانق معاه على شمس كنتوا هتبقوا ايد واحده
ظهر ” عمار” من جديد يقف خلف “يزن” يبتسم ابتسامه داعمه لما يقوله “يزن” فنطق بقهر وهو يقف أمامه:
_أنا اتقهرت منك وقلبي أتشرخ لما شوفتك سيبته ومشيت وهو لسه سايح في د مه ، مشيت وبعدت عنه.. طول عمرك بعيد في حياته وحتى في مو ته ماهانش عليك تفضل جنبه وتد فنه مادورتش على حل أنه يفضل عايش سيبته واختفيت وهو قلبه بره جسمه
طالع ياسين ذاك الفراغ خلف “يزن” فأشار “عمار” برأسه لهُ يميناً ويساراً ينفي ما قاله “يزن” للتو:
_لاء ماتصدقهوش أنا عايش ماموتش ياياسين..
لاحظ “يزن” شرود “ياسين” وكأنه يطالع أحداً خلفه استدار بجسده ليرى من خلفه فلم يجد سوى الفراغ وراءه فنظر لياسين مجدداً
_أنتَ حتى مش مهتم باللي بقولهولك انا حاسس اني لوحدي وبكلم نفسي ، أنا أيه اللي خلاني افكر للحظه انك ممكن تقف جنبي وتساعدني أنتَ عمرك ما كنت ولا هتبقى زي عمـــار
استدار بجسده يستعد للمغادره يمسح وجنتيه بكف يده من دموعه المنهمره فأوقفته كلمات “ياسين” التاليه:
_ ساره مش هتمـ وت ، مش هتبقى لوحدك ، عشان انا مش هسيبك في يوم يايزن هنجرب دكتور واتنين وتلاته هنسافر تتعالج بره لو مافيش امل هنا ماتفقدش أملك في الله أنا عارف ان الكلام اللي بقولهولك ده أنا أخر واحد تسمعه مني ، بس لو أنتَ ضعفت ساره هتضعف بيك ومش هتكمل بس وجودي جنبك هيقويك، انا مابيأسش انا ممكن ماكونش زي عمار ، بس هعمل كل جهدي عشان أرجع اشوف البسمه على وشك من جديد أنتَ وساره ولو مافيش أمل من شفائها هحاول مع أمي عشانها حتى لو المحاوله هتيجب على حسابي.. بس مش عايزك تيأس أنتَ لسه في الأول والمشوار قدامنا طويل
كلماته مشابهه لكلمات “عمار” بالماضي فكلما كان يقع بمشكله يلتجأ اليهِ كالعاده ويوعده عمار بأنه سيظل بجواره حتى يخرج من ذلك المأزق ، صدق كلماته فكانت كل كلمه يقولها كان يقولها بنبره صادقه وبنظرات تبعث الطمانينه بقلب المتلقي كسا أعين “يزن” بريق نادم على ما قاله ارتمى بأحضان ياسين يبكي يريد ان يفيض بكل همه داخل ضلوعه ورحب ياسين بذلك
__________(بقلمي مآآهي آآحمد)____________
ما اجمل الوصول لغرفتك الخاصه بعد يوم متعب فتحت “شمس” غرفتها لتجد كلاً من “حسان وغدير” ينتظرونها بالداخل يجلسون بالشرفه يضعون أمامهم أطباق بها حبات اللب وبعض من المكسرات أشارت غدير بكف يدها على المقعد المجاور لها وهي تمضغ اللب بأسنانها
غدير: تعالي مستنيينك
انتزعت “شمس” سترتها والقتها على الفراش بملل وهي تقول:
_لا لا.. مش وقته النهارده خالص انا تعبانه اوي وهمو ت وانام نبقى نقعد مع بعض وقت تاني
وضع حسان الحامل الذي وضع عليه اكواب العصير وهو يقول بتحذير:
_خللي بالك انا عندي امتحانات الأيام اللي جايه ولو مقعدناش مع بعض دلوقتي ، مش هنقعد تاني اقلها اسبوعين
وافقت “شمس” بعد الضغط عليها من الأثنين وأتخذت مقعدها في الشرفه بجانب غدير سائله:
_ومن أمتى ياحسان بتهتم بامتحاناتك اوي كده ، لاء وكمان عارف معاد الامتحان ده في تطور كبير
ضحكت “غدير” ورمقت “حسان” بتشفي:
_اصل ياسين حذره لو مانجحش في الملحقين هيشرب من د مه وأنتِ عارفه ياسين يعملها بجد
انكمشت ملامح “شمس” تتصنع الصدمه وهي تقول “لحسان” بعتاب:
_يعني هو لازم حد يهددك عشان تذاكر ماينفعش تذاكر لوحدك أبداً وتنجح لنفسك مش عشان حد
سمعوا طرق الباب فكانت الطارقه هي ساره فتحت باب الغرفه لتجدهم يجلسون بالشرفه وتبعتها “مارال ” لم تجد مقاعد شاغره فوضعت الوساده على الأرضيه وجلسوا هما الأثنان عليها فبدأت ساره الحديث:
_سمعنا صوتكم من البلكونه عرفنا انكم صاحيين مانمتوش
التقطت “شمس” بعض من حبات اللب والمكسرات تضعها بكف ساره وهي تقول:
_دخلت لاقيتهم مجهزين القاعده زي زمان
خيي ماعملتوا انا اصلاً مكانش جايلي نوم النهايده حاولت انام معيفتش
كان هذا رد مارال وتابعه قول ساره:
_انا بقى ببص من الشباك لاقيت يزن نزل من اوضته وماجاش لحد دلوقتي وبتصل بي مابيردش قلقانه عليه اوي
اخبرها “حسان” ببساطه شديده دعمتها ابتسامه:
_ماتقلقيش انا شوفت ياسين وهو ماشي ويزن بعدها مشي وراه اكيد هما مع بعض دلوقتي وطالما مع ياسين فامتقلقيش عليه
فردت “غدير” مسرعه:
_بما اننا جيبنا سيره ياسين بصوا لاقيت ايه على الفيس وانا بقلب من يومين
فردت مارال والفضول يسبقها:
_لاقيتي ايه ياذبله؟
أكونت ياسين بصوا كاتب ايه على البيو بتاعه
أخرجت هاتفها وانحنى الجميع يصوبون نظراتهم تجاه شاشه هاتفها فأكملت هي حديثها قائله:
“ياترى والجاموسه بتولد الطور بيحزأ ليه”
ضحك الجميع بعدم فهم على جملته مستفسرين ما معنى هذه الجمله الغريبه باستثنائها هي فهي الوحيده التي تعلم معناها جيداً فهي ليست مجرد جمله عاديه بالنسبه لهُ تنهدت”شمس”وهي تتذكر سنين مضت من عمرها ولكنها تركت أثر كبير فيها:
“كانت قد بلغت عامها الخامس عشر اليوم هو يوم ميلادها ، ومثل كل عام لا يسمح بمرور يومها المميز كيوم عادي نزل الى القبو بعدما وضع قرص المنوم بداخل شراب خليله المربيه بعدما تأكد بأنها قد استغرقت بالنوم فمد لها كف يده وهو يحاول أن لا يصدر أي صوت حتى لا يسمعه “الضبع” فاخبرها هامساً:
_انا عارف انك ماطلعتيش من هنا وماتعرفيش في ايه بره ولا شوفتي السما قبل كده ولا شميتي هوا نضيف انا هخرجك بره اعتبري خروجك ده هديه عيد ميلادك زي كل سنه بس اوعي تعملي صوت الضبع لو حس اني خرجتك هيقـ ـلنا احنا الاتنين سوا هو اه عجوز بس جبار
قالها ببسمه حانيه فأشارت برأسها بالموافقه فهي تتوق للخروج منذ سنين
عادت الى الواقع عندما نطقت غدير بصوت مرتفع:
_طلع عيني لحد ما قبل طلب الصداقه وأصلاً كان قافل الأكونت بتاعه بس لما قبله وقلبت في الصور لاقيت صوروا كلها لوحده
كانت تقلب الشاشه على جميع صوروا فأوقفها حسان على صوره وهو يمسك بذئب ابيض بين يديه يحني ركبتيه وينظر له بابتسامه ساحره فقالت ساره بعدم تصديق:
_الذئب ده شبه شيزار أوي
وجهت حديثها الى مارال:
فكراه يامارال
_اكيد فكياه ده شبه بتاع داغي
فنفت غدير ماقالاه للتو:
_هو شبه بس مش هو شيزار مميز عن الذئب ده
فسأل حسان سؤاله:
_بس مش غريبه كل الصور الجامده دي ومش معاه ولا صوره لي هو ومشيره
فطالعته غدير قائله:
_لاء استني لي صوره هو والعقربه مشيره دي بس هي عملاله منشن فيها عشان كده ظاهره عنده
بحثت غدير عن الصوره حتى وجدتها:
_اهيه
اتى صوت “مارال” تخبرها بعدم فهم:
_هو ماله بعيد عنها في الصويه كده ليه؟ معقول دوول اتنين المفيوض بيحبوا بعض وهيتجوزوا
مسحت ساره على خصلاتها مردفه بضحك:
_اقطع دراعي لو ما كان هيتجوزها تخليص حق مش لايقين على بعض خالص
كانت “شمس” تستمع لما يقولون دون ان تتدخل في حديثهما فسألها “حسان” قائلاً:
_وأنتِ ايه رأيك ياشمس هو فعلاً واخدها تخليص حق
فأجابت بعيون زائغه تأكد ما ستقوله:
_ ياسين اللي اعرفه مابيعملش حاجه غصب عنه
امسكت ساره بالهاتف بلهفه تشاهد صور اخرى لهُ:
_اوبا، الصوره دي جامده اوي وهو حاطط البيزونت عليه تحفه
فوافقها حسان قائلاً:
_والعربيه اللي ساند عليها رهيبه
فأكملت غدير حديثهما:
_ما دي عربيته شوفته قبل كده صدفه وهو سايقها ومشيره جنبه
ارتفع حاجبي “مارال” بتفكير وهي تسأل:
_بس انا بيضوا همو ت واعيف هي الجاموسه لما بتولد الطوي بيحزأ ليه؟ ماتعيفيش انتي ياشمس
انخرطت للمره الثانيه بنفس الذكرى كل شىء يتجسد أمامها الأن، تستطيع الأن أن ترى نفسها وهي تقف بجواره بمنتصف القريه بعدما حرص هو على الخروج ليلاً لعدم استطاعتها الرؤيه عندما تكون الشمس بمنتصف السماء فوجدت “شمس” أمامها جاموسه وبجانبها طور تقدمت نحوهم تاركه ياسين خلفها تنظر لهما بانبهار فهذه هي المره الأولى التى ترى بها شيئ كهذا طالعت” ياسين “وكانت نظراتها مليئه بالتساؤل فأجابها دون أن تنطق :
_اللي بقرنين ده اسمه طور اما اللي جنبه دي اسمها جاموسه
كانت تسير على أطرافها الأربعه فلاحظت معاناه الجاموسه فنظر” ياسين ” الى الجاموسه بترقب:
_دي باين عليها بتولد بس عارفه المشكله في ايه انا عارف انها بتولد بس مش فاهم الطور ده بيحزأ جنبها ليه؟
ارتسمت الأبتسامه على ملامحها عند تذكر هذه الذكرى البسيطه ففاقت من شرودها على صوت زهره وهي تجذبها من مرفقها بعنف داخل غرفتها
_كل ده يابت المهدي مع ياسين بتعملوا أيه؟
قالت جملتها بضجر فردت” ساره ” مدافعه عنها:
_مع ياسين ايه ياطنط زهره شمس كانت معايا ماسبتنيش لحظه من وقت ما مشينا من هنا حتى لما دخلت أعمل اشعه ياسين استناني بره هو ويزن وشمس دخلت معايا
ضربت “ساره” مرفق “شمس” وأشارت لها برأسها حتى تدعم كلامها فجذبت” شمس “مرفقها من كف” زهره ” تنفي ما قالته “ساره” للتو:
_أنا مش عايزه أكذب عليكي ياأمي ، انا ممكن اقول ايوه انا ماسيبتهاش وأنتِ هتصدقي وهتطلعي من هنا مرضيه وراضيه وابقى كذبت عليكي وانا مش عايزه اكذب عليكي، انا فضلت مع ياسين بره شويه وساره بتعمل الأشعه ويزن هو اللي دخل معاها مش انا
بدى الأحراج ملياً على وجه” ساره ” فقالت ببسمه مصطنعه تداري بها كذبتها:
_أنا كنت بحاول اهدي النفوس يازهورتي
صكت “زهره” على أسنانها تطالع ابنتها بحذر فأكملت “شمس” حديثها:
_ياماما ، ياماما انا مابقيتش العيله الصغيره بتاعت زمان خلاص
فردت “زهره” مسرعه:
_وأنتِ مهما كبرتي مش هتكبري على أمك ياشمس
قالت بعيون راجيه وهي تمسد على شعر ابنتها برفق:
_أنتِ ليه مش قادره تفهمي ، أنا مش عايزاكي تشوفي اللي أنا شوفته ، عايزاكي تعيشي عيشه احسن مني ألف مره
فابتسمت “ساره” وارتفع صوتها قائله:
_أيوه بقى يا “زهور” حني على البت ووريها حنانك
دخلت غدير من الشرفه يتبعها حسان قائلاً:
_انا كنت فاكر هيبقى في د م النهارده
فابتسمت “زهره” وهي تضمه الى صدرها بحنان:
_ربنا يبعد عننا الد م يابني
اخذت تطالع كلاً من شمس وحسان تضمهم الى صدرها أكثر:
_أنتوا عيالي اللي طلعت بيكم من الدنيا وماليش غيركم وعمري ما هحب ولا هخاف على حد زيكم في يوم
فطالعت غدير بعيون لامعه متحدثه بنبره هادئه
حتى غدير ربتها معاكم ووسطيكم لما كانت بتيجي هنا كل اجازه.. ربي العالم انا بخاف عليكم قد ايه وياخوفي من اللي جاي ياولادي
____________(بقلمي ماهي احمد)___________
الملهى الليلي هو مكانه المفضل جلس بهِ يتجرع كأس تلو الأخر وقبل أن يتجرع ما بيده يطلب من النادل ان يصب له المزيد.. الضجيج يعم المكان مما جعل “فريد” يقول بنبره عاليه للواقف أمام الحانه:
_صبلي كاس تاني
منعه صديقه وهو يشير بأصبعه للنادل بالرفض:
_كفايه كده يافريد أنتَ بتشرب بهبل
وضع الكأس على البار بقوه يضغط عليه بكف يده بعنف:
_ الواد اللي اسمه حسان ده كان خلاص هيقولس على كل حاجه بس لولا ما مقصوفه الرقبه اللي اسمها غدير دي جت وندهت عليه مش عارف ظهرت من انهي داهيه دي كمان
فنظر له سائلاً:
_الموضوع ده للدرجه دي شاغلك يافريد باشا
طبعاً شاغلني انا مش قادر اطلعها من دماغي مافيش واحده رفضتني قبل كده وفي نفس الوقت مافيش حد راضي يصدقني ياخالد ، كل لما اقول اني شوفت ناس ميته اتحولت لذئاب و اللي اسمه ياسين ده عنيه بتتحول للون الاحمر محدش بيصدقني بيفتكروني مجنون ، مش عارف اثبت ازاي اني بتكلم بجد وان اللي شوفته ده مش تخاريف ، بذمتك أنتَ نفسك لما حاكيتلك صدقتني
هز رأسه قائلاً برضا:
_طبعاً صدقتك
لم يكد أن يصدق ما قاله فابتسم بسخريه وهو يتجرع كأس أخر:
_أنتَ بتقول كده بس عشان خايف لا احطك في دماغي
وضح لهُ خالد ما عنده ناطقاً:
_وحياتك عندي أبداً ، أنا فعلاً مصدق كل كلمه قولتها ، انا مؤمن جداً بالخوارق وبعدين أنا سمعت عن قريه الصاوي دي زمان واللي بيحصل فيها احنا بس محتاجين نثبت كلامك مش أكتر
ابتلع ريقه يطالعه بعدما نجح بجذب اهتمامه:
_وهنثبت كلامي ازاي ياخالد
كان هذا سؤاله فصمت لثواني قائلاً:
_أنتَ مش بتقول أنك لما نرفزت اللي اسمه ياسين ده عينيه اتحولت للون الاحمر
أيوه حصل
استدار له هاتفاً:
_طيب وتفتكر ايه اللي يخليه يتنرفز اكتر ويطلع اسوء ما فيه
هز “فريد” رأسه وهو يقول:
_شمس ، لما بتيجي سيرتها بسوء او لو حصلها حاجه مثلاً
ضرب “خالد” كف يده بكفه الأخر:
_شمس دي اللي أنتَ بتحكيلي عنها
ايوه هي
_يبقى اتحلت ياباشا
طالعه باستغراب فقطع خالد نظراته قائلاً:
_اقصد يعني لو شمس دي في مره وهي معاه وحد يخطفها او يأذيها على خفيف او يحصل معاها اي شىء وقتها مش هيقدر يتحكم في نفسه ولو كلامك صح هيغير لون عنيه زي ما عمل معاك وهنا بقى نبقى عاملينله كمين ومصورينه ونبلغ سياده الوالد ان في كائن خطر على البشريه وسطنا واكيد الحكومه هتتصرف بس اهم شىء نكون عاملينله كمين والفيديو يتصور صح احنا بس محتاجين نخططلها وشويه مصاريف كده لزوم الرجاله اللي هنجيبها تقوم بالليله
ابتسم “فريد” ابتسامه رضا مما قاله صديقه وهو يتجرع كأساً أخر يشير برأسه موافقاً
_لو اللي في بالي حصل وقدرنا فعلاً نصوره حلاوتك هتبقى كبيره أوي
___________(بقلمي ماهي احمد)____________
حل الصمت واتخذت النظرات محلها لتصبح هي المسيطره الوحيده كان يجلس أمام البحيره هو وعمار بعدما اعاد “يزن” الى المنزل فقطع عمار الصمت بينهما بقوله:
_شكراً
رد عليه “ياسين” وقد ابتسم بمكر:
_على أيه؟
رد “عمار” على السؤال بأجابه غيرها مردفاً بابتسامه:
_أخلص ، أنتَ عارف
تحدث “ياسين” ناهياً الحديث:
_اه عارف تقصد عشان يزن يعني
كرر “عمار” مردد خلفه بسخريه:
_اه عشان يزن يعني.. يزن مش مجرد صاحب بالنسبالي ياياسين ، وزي ماقالك هو مكانش لي غيري في الدنيا وعايزك يبقى مالوش غيرك من بعدي
شرد “ياسين” لثواني فعلم “عمار” سبب شروده:
_انا عارف أنتَ بتفكر في ايه دلوقتي
ضحك على قوله وهو يمد كفه يفتح مشروبه المحبب إليهِ:
_ انا عارف أنك عارف عشان كده مش هسألك السؤال اللي دايماً بسألهولك ومابتردش عليه
فقال الأثنان بنفس واحد ما يردده ياسين دائماً:
_وانا مش هسألك ياعمار أنتَ ليه مش عايز تقولهم أنك عايش عشان عارف أنك مش هتجاوب غير بكلام مالوش لازمه
ضحك الأثنان سوياً عندما انتهوا من جملتهم فمد ياسين كف يده لعمار بمشروبه فرفض عمار على الفور:
_مابحبهوش ما أنتَ عارف
فأصر ياسين هذه المره:
_طيب جربه على الأقل
القى ياسين بمشروب الشيري كولا الى يد عمار فوقع على الأرض فطالعه ياسين بضجر:
_طيب على الأقل أمسكه وادهوني كده وقع كله في الأرض
رفع عمار كتفيه للأعلى بابتسامه بسيطه:
_عشان قولتلك من الأول مابحبهوش مش ذنبي يسطا
فأردف ياسين:
_يسطا!! مكانيكي اللي خلفوك انا
علت جلستهم ضحكاتهم وهم يشاهدون شروق الشمس فتمنى ياسين قائلاً:
_نفسي تبقى راضي عني كده على طول ياعمار
علق ” عمار ” على حديثه هاتفاً:
_طول ما أنتَ واقف جنب يزن أنا هبقى راضي عنك على طول وبخصوص شمس انا عارف اني زودتها حبتين بس انت عارف انا كنت بقسى عليك ليه؟
طلع شمس ما بينا ياعمار ، بلاش تحطها في دماغك
كان هذا رجاء ياسين فتابع عمار بقوله:
_انا خايف أنتَ اللي تحطها في دماغك ، أنتَ مش فاهم ياياسين اليوم اللي شمس هتقرب منك فيه هختفي من حياتك فيه يا أنا يا هي مالهاش اختيار تالت
_وليه؟
سأله بعدم فهم فجاوب بضجر:
_يــــوه هنعيده تاني
رفض “ياسين” هذا وقال باعتذار:
_لاء مش هنعيده تاني أنا اسف بس ماتضايقش انا ماحبش اشوفك مضايق بس على الأقل مش كل خطوه تحاسبني عليها معاها طالما هفضل جنب يزن خطوه بخطوه اكيد هي مش هتسيب ساره فاهمني ياعمار
أشار عمار رأسه بالموافقه مع نبره تحذيريه:
_بس خللي بالك منها وانا مش هدخل الا لو حسيت اني لازم ادخل
وافق الأثنان على ما اتفقوا عليه للتو يطالعون البحيره أمامهما فساد الصمت لثواني ثم أردف عمار قائلاً:
_أنا بحبك ياياسين
طالعه ياسين بمرح:
_ قول بابا يابن البوبي
فكرر عمار من خلفه وضحكاته تظهر بنبره صوته:
_يابن البوبي
____________( بقلمي ماهي احمد)___________
حلت الظهيره وحلت معها أشعه الشمس الحارقه محاوله النوم تجعل النوم يهرب من بين جفونك فتحت باب غرفتها سائله أول من رأته عيناها:
دكتور علي ماشوفتش ياسين
ابتسم “الطبيب” وهو يجيب على سؤالها:
_لاء ماشوفتهوش من امبارح بس ماتقلقيش زمانه جاي
حاولت الاعتراض قائله بعدما وجدت “شمس” تمر من أمامها فارتفعت نبرة صوتها:
_مقلقش ازاي بس ، دي اول مره ياسين يسيبني الفتره دي كلها لوحدي اصل أنتَ ماتعرفش طول المده اللي ياسين كان غايب عنكم فيها مكانش بيسيبني فيها ازاي عشان كده تلاقيني مش متعوده على بعاده مش أكتر
كانت تسرد بما لديها وهي متعمده ارتفاع نبرة صوتها فاستغرب الطبيب ينظر خلفه فوجد شمس تمر بجانبه تتجه الى الخارج قائله:
_دكتور علي كنت عايزه اسألك عن شىء لو ينفع
استأذن الطبيب من مشيره بقول:
_بعد اذنك
سار بجوارها بالخارج فلم تستطع منع نفسها فبدأت بالاستفسار عن بعض الاسئله البسيطه
_انا عارفه انك مش دكتور نفسي بس كنت عايزه اسألك كام سؤال ممكن تكون عارف اجابتهم:
فأجاب بكل سرور:
_أكيد أسألي ياشمس
انا بحثت طول الليل عن المرض النفسي وازاي الواحد يقدر يعيش وحد تاني ميت عايش جواه بس مالقيتش اجابه تفيدني
فسألها هو مستفسراً:
_مش فاهم وضحي اكتر
يعني ينفع اني اكون عايشه بشخصيتين
_فهمتك ياشمس ، اكيد ماينفعش وعشان كده بنسمي الشخص اللي بيعيش بشخصيتين مريض نفسي وبنخصص المرض ده بأسم انفصام في الشخصيه الانسان بيعيش بشخصيتين مختلفين تماماً عن بعض وممكن شخصيه فيهم تأثر على التانيه وخصوصا لو كانت شخصيه منهم شريره ، الشخصيه الشريره بتبقى هي الأقوى والمريض وقتها مابيبقاش حاسس ولا فاكر الشخصيه التانيه عملت ايه؟
انخرطت بذاكرتها وياسين محاولا التبرير لها:
_أنا عارف انك مش هتصدقيني بس انا مش عارف أنا عملت كده ازاي
فعادت للواقع تستكمل ما بدات به:
_طيب لو كان عارف وحاسس بالشخصيه التانيه
فأجاب سؤالها بسؤال اخر:
_أنتِ متأكده أنه عارف أن في شخصيه تانيه معاه
حاولت التذكر اخر ما قاله لها ياسين:
“اوعدك اني هحاوعد عنك عشان ما أذكيش ”
فأجابت بيقين:
_أيوه متأكده عارف ان الشخصيه التانيه كمان مؤذيه
بصي انا ماليش اوي في المرض النفسي بس قرأت عنه شويه لو الشخص ده عارف ان في شخصيه تانيه معاه وبيكلمها مثلاً ده مايبقاش انفصام ده يبقى مرض اسمه “جنون الأرتياب” وده اخطر من الانفصام بكتير لأن المريض بيشوف وبيتكلم مع الشخصيه الخياليه دي في دماغه وهو مقتنع انه عايش وبيتعايش وبيسمع كلامه في كل حرف بيقولوه ولو الشخصيه اللي ظهرتله وعقله كونها بأنها شخصيه شريره ممكن تسيطر على عقله وتخليه يعمل اشياء هو مقتنع بيها وممكن الشخصيه دي تبقي شخصيه طيبه تعينه على حياته برضوا على حسب الشخصيه بصي انا مش فاهم اوي بس أنتِ بتسألي ليه؟
_ابداً دي مجرد اسئله
هكذا قالت “شمس” وهي تقول بتوتر:
_اصل كان في واحده صحبتي بتحس بحاجات غريبه زي اللي قولتهالك كده مع خطيبها
فاخرج هاتفه من جيبه يستخرج رقم هاتف طبيب نفسي على معرفه وطيده بهِ:
_بصي خللي صاحبتك تاخد الرقم ده وتتصل بدكتور سمير دكتور شاطر جداً برشحه وبقوه هو هبجاوبها على كل اسألتها خليها تروحله موجود في اسيوط وسط البلد
ابتسمت بامتنان تشكره على مساعدته لها تاركه اياه وخلفه من يستمع لحديثهما سوياً كانت مشيره هي من تستمع لهم فاشتعلت النيران بداخلها تضغط على اسنانها بقوه فأمسكت بهاتفها تحادث شخص ما بالهاتف:
_أيوه ياسامح مش قولتلك البت دي مش هتسيبه الا لما تعالجه
صمتت تسمع ما يقال لها عبر الهاتف قائله:
_أنت مجنون اكيد ماقولتش لكمال اخويا حاجه كل اللي قولتهوله اني خايفه على اللي اسمها شمس دي من ياسين عشان كده عايزاه يرجع معايا ما انت عارف كمال اخويا
ظلت تقضم أظافرها تم زفرت:
_ياسين لو اتعالج هيبعد عني وعمره ما هيرجع معايا وده اللي لا يمكن اسمح بي أبداً
_____________(بقلمي ماهي احمد)__________
برضوا مش هتقولي هانروح على فين يايزن؟
_كان هذا سؤال ساره بعدما جذبها يزن من مرفقها بلطف يحثها على الصعود داخل السياره ينتظرهما ياسين بالخارج
_مافيش هانروح فين يعني تعالي ننزل اسيوط نخرج شويه وكمان في دكتور حجزتلك عنده كويس اوي عشان هنعرض عليه الأشعه
ردت عليه “ساره” بانفعال:
_يزن أنتَ بقيت موسوس أوي على فكره انا بقيت كويسه اوي دي مجرد دوخه مش أكتر
فرد ياسين مردفاً وهو يقف أمام سيارته:
_طب وأيه وجه اعتراض سيادتك اركبي انا كده كده رايح أسيوط اجيب شويه حاجات من هناك
فاشترطت عليهم شرط صغير قبل أن تصعد الى السياره:
فطالعها الأثنان يسبقهما الفضول فقبضت بكف يدها على مرفق شمس تجذبها اليها قائله:
_طالما هانروح اسيوط “شمس” تيجي معانا
فردت “شمس” سائله:
_انتوا رايحين أسيوط؟
كانت الاجابه بنعم فوجدتها فرصه للذهاب الى الدكتور النفسي فصعدت الى السياره قائله:
_مستنيين ايه يلا انا جاهزه
انطلقت السياره تشق طريقها ولكن هناك من يراقبهم عن كثب مبتسماً حينما تجمع الأثنان سوياً على الطريق فلم يجد فريد فرصه كهذه حتى يثبت ما كان يكذبه عقله منذ سنين فهل سينجح لما يخطط له ُ
يتبع…
اكتب ف بحث جوجل موسوعة_القصص_والروايات
الرواية كامله من هنا👈( رواية الهجينة 2)
اضغط على اسم الروايه ☝️☝️☝️
الرواية كامله الجزء الأول كامل 👈 (رواية الهجينه)
اضغط على اسم الرواية ☝️☝️☝️
تعليقات
إرسال تعليق