رواية خطاياها بيننا الفصل الثامن 8بقلم هدير نور جديده وحصريه
رواية خطاياها بيننا الفصل الثامن 8بقلم هدير نور جديده وحصريه
#الفصل_الثامن❤
#خطاياها_بيننا❤☘️
تراجع جابر فى مقعده للخلف باسترخاء واضعاً ساقاً فوق الاخرى و هو يلتقط نفساً عميقاً من سيجارته قائلاً بهدوء
=ها يا خليل... برضو منشف راسك و مش عايز تقول فين البت اللى اشتغلت غزل وفهمتها ان اسمها بسمة...؟؟
تململ خليل الذى كان ملقياً ارضاً اسفل قدم جابر و وجهه كان منتفخاً بسبب الكدمات و الدماء التى كانت تملئه.
فقد كان محتجزاً هنا منذ اليوم الذى واجه به جابر و غزل بشقة المنصورة حيث بعد مغادرته للشقة بعدة ساعات عثر عليه رجاله و احتجزوه باحدى الاماكن التى تقع بوسط الأراضى التى يملكها جابر العزايزى....
تعرض لجميع انواع الضرب و التعـ.ذيب حتى يخبره بالحقيقة و رغم ما عاناه من ألام و تعـ.ذيب الا انه ظل على كلماته التى احفظته اياها جيداً لبيبة العزايزى...
فقد انكر وجود تلك الفتاة التى تسمى بسمة و أصر ان غزل هى من اتفقت معه على اغتصاب شقيقته....
لم يفكر خليل و لو ثانية واحدة بالاعتراف بالحقيقة.. فاعترافه هذا قد يهدد حياة عائلته..
فلبيبة العزايزى قد اخبرته منذ البداية انه اذا فتح فمه و اخبر اى شخص بحقيقة الأمر.. فسوف تقتل والدته و شقيقيه الصغيرين و هذا ما لا لن يستطيع تحمله فقتله على يدى رجال جابر العزايزى اهون عليه من خسارته لعائلته على يدى تلك المرأة الملعونة فقد كان يعلم انها لن تتردد ثانية واحدة فى تنفيذ تهديدها هذا...
لذا ظل على حالته من الانكار
رفع رأسه هامساً باجابته التى لم يغيرها بالايام الماضية
=قولتلك يا باشا... انا معرفش انت بتتكلم عن ايه... انا كل اللى اعرفه حكيته ليك من الأول...الست غزل اللى اتفقت معايا.. انا سمعتك الكلام كله... و حتى اتصلت بها قدامك
ضغط جابر على فكيه بقوة و هو يدرك انه لن يصل معه الى شئ فقد جعل رجاله يضربونه حتى كاد ان يفقد حياته عدة مرات لكنه لم يغير كلماته ابداً فعلى ما يبدو انه يقول حقاً الحقيقة لذا يجب عليه تحريره...
اطلق جابر لعنة و هو يشعر بالغضب من نفسه فقلبه الغبى العاشق لها هو الذى تشبث بدفاعها عن نفسها بوجود تلك الفتاة الوهمية التى اخترعتها حتى تبرر خطتها الشنيعة فى حق شقيقته...
لكنه اكتشف انه ليس سوى احمق لتصديق كلماتها مرة اخرى..
خرج من افكاره عندما سمع العمروسى يجيب على هاتفه قائلاً بحدة
=فى ايه يا بت يا حلا بتعيطى ليه ... يا بت اهدى مش فاهم منك حاجة.. اتكلمى براحة...
ليكمل هاتفاً بصدمة
=ايه غزل... امتى ده....!!
انتفض جابر واقفاً و قلبه يضرب بجنون فى صدره و قد انتابه الذعر و الخوف فور سماعه اسمها اقترب من العمروسى هاتفاً بحدة
=مالها غزل.... فيها ايه..؟
اجابه العمروسى بلهجة سريعة منفعلة
=البوليس جه و قبض عليها.. الحاج فراج قدم بلاغ فيها انها حاولت تقتله...
هجم عليه جابر قابضاً على عنق عبائته يعتصرها بقوة هاتفاً به بشراسة
=يعنى ايه قدم بلاغ فيها... و انت كنت فين انا مش قايلك تخليه تحت عينك... ميغبش لحظة واحدة
اجابه العمروسى متلعثماً و قد شحب وجهه فى خوف
=ما انا كنت مخلى الرجالة تراقبه و كان قاعد فى المستشفى متحركش... انا متأكد
حرره جابر دافعاً اياه بقوة للخلف مما جعله يكاد ان يسقطاً ارضاً هاتفاً به بشراسة و موجه من الغضب العاصف تسرى بعروقه
=اتنيل هات الرجالة و حصلنى.....
ثم التف مغادراً سريعاً بخطوات عاصفة و تعبير من الغصب من الغضب مرتسم على وجهه يجعل من يراه يفر هارباً
༺༺༺༻༻༻
فى وقت لاحق...
كانت غزل جالسة فى زنزانة الحبس الاحتياطى بمركز الشرطة التابع لقريتها وجهها شاحب كشحوب الأموات تنظر امامها باعين فارغة ممتلئة بالدموع بينما عقلها لا يكف عن التفكير كيف ستخرج من مأزقها هذا...
لكنها كانت تعلم جيداً انه لا يوجد مخرج منه فجابر هذة المرة خطط لكل شئ جيداً و بالطبع ستشهد جميع العائلة ضدها...
فقد تخطى انتقامه منها هذة المرة كل الحدود فهى الان ستقضى نصف حياتها او اكثر بسبب انتقامه الأعمى منها و الذى يبدو انه لن ينتهى ابداً...
خرج نشيج منها و هى تفكر بألم
ألهذا الحد يكرهها لا تصدق كم الغضب و الحقد الذى يشعر بهم نحوها حتى يفعل بها هذا..
فقد اتى لزيارتها عدة مرات لكنها رفضت بكل مرة مقابلته.. فماذا يرغب منها... يرغب بالتأكيد ان يرى اثر فعلته الحقيرة عليها...
لم تشعر بالوحدة كما كانت تشعر بهذة اللحظة فقد كانت ترغب بان تستيقظ والدتها من غيبوبتها تلك وتحتضنها بين ذراعيها وتطمئنها بان كل شئ سيصبح بخير دفنت وجهها بين ساقيها هامسة بألم =انتى فين يا ماما...فوقى بقى و انجدينى من اللى انا فيه...
انسابت دموعها على خديها مصدرة شهقة باكية منخفضة
مما جعل المرأة التى بجانبها تهتف بصوت غليظ
=جرى ايه يا بت انتى... انتى من ساعة ما جيتى مقضيهلنا نواح و عياط صدعتى اللى جابونا...
لم تجيبها غزل التى بدأ كامل جسدها فى الاهتزاز و هى تدخل فى نوبة هستيرية من البكاء احاد مما جعل المرأة غضبها يختفى فور رؤيتها لحالتها و قد امتلئت عينيها بالشفقة امسكت بغزل جاذبة اياها بين ذراعيها و هى تهمهم بتعاطف و شفقة
=ياضنايا.. يا بنتى طيب اهدى.. اهدى... هو فى ايه بس... انتى بنت مين فى البلد... انا مسافرة بقالى سنين و بقيت معرفش حد هنا ...
اجابتها المرأة الاخرى التى تجلس بجانبها
=دى بنت ازهار العزايزى... يا نبوية.......
هتفت نبوية بدهشة و سعادة وهى تبعد غزل من بين ذراعيها
=و نبى ايه... انتى بنت ازهار... دى امك دى حبيبتى... و صاحبتى الروح بالروح من واحنا كنا فى قد كدة... اصل امى الله يرحمها كانت شغالة فى بيت العزايزى...
لتكمل سريعاً تسأل غزل بلهفة و حماس
=الا امك عاملة ايه و اخبارها ايه انا معرفش حاجة عنها بقالى سنين من يوم ما اتنيلت اتجوزت المنيل و سافرت معاه السعودية...و ادينى اهو مبقاليش شهر راجعة و اترميت فى الحبس... بس باذن الله هخرج النهاردة... عايزة اشوفها دى وحشانى اوى
اجابتها غزل بصوت اجش ملئ بالحسرة و هى تكفف دموعها
=ماما... ماما.. فى غيبوبة بقالها اكتر من سنتين..
ضربت نبوية صدرها هاتفة بصدمة
=يا ستار يارب...ليه كدة ايه اللى حصلها..؟!
نظرت غزل بتردد الى المرأة التى بجانب نبوية التى لاحظت ذلك على الفور ترددها هذا مما جعلها تنكز المرأة فى ذراعها هاتفة باستنكار
=ياختى انتى قعدالنا كدة لية... ما تقومى تتنيلى تترزعى فى اى حتة تانية....
زجرتها المرأة هاتفة بغضب
=فى ايه يا نبوية.. انتى هتطلعى قرفك عليا....
قاطعتها نبوبة بصوت غليظ غاضب
=اها... هطلع قرفى عليكى... و اتكلى على الله بقى.... متخلنيش اتجنن على اهلك....
زفرت المرأة بحنق زاجرة اياهم بغضب قبل ان تنتفض واقفة وهى تضرب بيديها على ساقيها ثم ذهبت لأقصى الغرفة جالسة بجانب امرأة اخرى..
ربتت نبوية على ساق غزل قائلة بحنان
=قوليلى... امك فيها ايه...
بدأت غزل تخبرها بحالة و الدتها المرضية و عندما سألتها عن سبب وجودها هنا اخبرتها بحرص فهى لم تكن تعرفها جيداً حتى تخبرها عن اسرار حياتها...
فبدأت نبوية هى الاخرى تخبرها عن سبب وجودها هنا و هو اتهام طليقها بسرقة امواله التى اتى بها من السعودية لكن كشف الله كذبه..و سوف تخرج خلال ساعات معدودة من هنا...ثم بدأت تخبرها عن ذكرياتها مع والدتها...
لكن قاطع حديثهم رجل الشرطة الى الزنزاتة قائلاً بصوت مرتفع
=غزل مجاهد القناوى....
وقفت غزل ببطئ و هى تضم يدها الى صدرها محاولة عدم تحريكه فقد كان جرحها يؤلمها بشدة اثر ارتطامها بجانب سيارة الشرطة عندما دفعها الرجل الذى حتى تصعد للسيارة و كان الألم كل مدى يزداد بقوة
اجابته بصوت مرتجف
=ايوة... انا.....
اجابها الرجل بصوته الغليظ
=زيارة... جوزك
تراجعت غزل الى الخلف و قد اشتد وجهها بالغضب
=مش عايزة الزيارة... مش عايزة اقابله....
هتف بها الرجل بحدة
=دى المرة الرابعة اللى يجى و ترفضى تقابليه بعدين ده جابر العزايزى... اخلصى يا بنتى انا مش ناقص مشاكل...
قاطعته بغضب و صوت متضطرب
=مش عايزة اشوفه انا حرة....
وقف يتطلع اليها عدة لحظات بتردد قبل ان يغمغم بحدة
=براحتك...
ليكمل وهو يهمهم بصوت منخفض محدثاً نفسه وهو يتذكر بخوف غضب جابر العزايزى بكل مرة يخبره برفضها مقابلته
=ربنا يسترها....
جلست غزل مرة اخرى بوجه مكفهر تتطلع امامها باعين محتقنة و كامل جسدها يهتز بانفعال فقد كانت تعلم انه قد أتى حتى يشمت بها و يخبرها بان كل ما حدث من مخططه.. و حتى يحتفل بنجاح خطته و يرى سقوطها و هزيمتها بعينيه..
لم تمر سوى خمس دقائق الا و فتح الباب مرة اخرى و دلف ذات الرجل قائلاً بحدة موجهاً حديثه لها
=حضرة الظابط عايزك... تعالى معايا...
وقفت على قدميها المهتزة تتبعه و هى لا تعلم ما الذى يجب عليها قوله مرة اخرى فقد انكرت الأمر تماماً...
لكن و هى فى منتصف طريقها الى مكتب ضابط الشرطة اتتها فكرة ستنتقم بها من جابر العزايزى فستعترف بان جابر هو من حاول قتل فراج نعم ستفعل ذلك ستقلب خطته و تجعله يقع هو بها ....
فى ذلك الوقت...
كان جابر جالساً بوجه مكفهر ينتظر بمكتب صديق طفولته ضابط الشرطة احمد علام فقد طلب منه ان يأمر امين الشرطة بان يأتى بغزل و يخبرها بانه هو من يريد رؤيتها...
فقد رفضت مقابلته بكل مرة حاول مقابلتها بها مما جعله يشعر باليأس والغضب..
فيبدو انها غاضبة منه هل تظن انه السبب فى ورطتها تلك تنهد مطلقاً لعنة حادة فقط لو تعلم انه لم تغمض له عين منذ الأمس محاولاً العثور على ذلك الحقير الذى يدعى فراج فقد امضى طوال الساعات الماضية يبحث عنه محاولاً ايجاد حل حتى يخرجها من هنا ..
حتى توصل الى انه اذا لم ينجح فى العثور على فراج فسوف يذهب بنفسه الى الشرطة و يعترف بانه من اطلق النيران عليه فهو لا يمكنه تركها هنا فهو يستطيع تحمل السجن لكن هى لا هى ارق و اضعف من تحمل تلك الحياة القاسية...
مرر يده بشعره وهو يفكر لو فقط انها تعلم انه سوف يهدم العالم و ما به حتى لا تقضى ليلة اخرى بهذا المكان..لكنه الأن لا يرغب سوى بالاطمئنان عليها فقلبه يؤلمه كلما تذكر حالتها الضعيفة التى كانت عليها و اصابة كتفها
خرج من افكاره تلك عندما ضرب صديقه على كتفه قائلاً
=الأمين راح يجيبها و هيفهمها ان انا اللى طالبها....
ليكمل و هو يلاحظ حالة صديقه المزرية
=هتتحل يا جابر متقلقش.. كل البلد عارفة خالك فراج و وساخته...
ضغط جابر على فكيه بقوة قائلاً بصوت قاسى لاذع
=قسماً بالله لأعلمه الأدب.... و هندمه العمر كله...
ضغط احمد على كتف صديقه قائلاً بحزم
=بالقانون.... كله بالقانون يا جابر......
ابتسم جابر قائلاً بسخرية وهو يواجه صديقه
=طبعاً بالقانون يا حضرة الظابط... احنا شغلنا كله بالقانون...
ابتسم احمد قائلاً فقد كان يعلم صديقه جيداً
=يا خوفى منك يا ابن العزايزى....
ليكمل سريعاً وهو يتجه نحو باب مكتبه يستعد للذهاب
=هروح الف لفة كده فى القسم اشوف ايه الاحوال..و اهو بالمرة اسيبك مع المدام شوية......
ليكمل بخبث مشيراً لرفض غزل مقابلته
=اصل شكلها زعلانة منك على الاخر... و مش طايقة تشوف وشك....
انهى جملته و اسرع خارجاً تتبعه صوت ضحكته عندما سمع جابر يصدر لعنة غاضبة...
༺༺༺༻༻༻
التقطت غزل نفساً مضطرباً و هى تشاهد أمين الشرطة يطرق على باب احدى الغرف قبل ان يفتحه و يدفعها امامه لكن فور دخولها الى الغرفة تصلبت قدميها فى مكانها بخوف عندما رأت ضابط الشرطة جالساً على مقعد مكتبه يوليها ظهره....
تنفست بعمق محاولة استجماع شجاعتها حتى تنفذ خطتها للأنتقام اتخذت عدة خطوات نحو مكتبه قائلة بصوت حاولت جعله ثابت
=انا عايزة اعترف بحاجة يا باشا... مش انا اللى ضربت فراج العزايزى....
لتكمل سريعاً و هى توجه نظراتها نحو الارض بينما كان الضابط لايزال يوليها ظهره فهى لا تعلم اذا ما كان ما تفعله الشئ الصحيح ام لا
=جابر العزايزى هو... هو... هو...... الـلى.....
تصلب جسد جابر الذى كان جالساً على مقعد صديقه يوليها ظهره و قد اصابته كلماتها تلك بلكمة قاسية تصيب قلبه
شاعراً بالخيانة فقد كانت تعترف ضده..
هو يكاد ان يجن هنا من كثرة النفكير و يفعل كل ما بوسعه حتى يخرجها من هذا السجن بينما هى تعترف ضده حتى تلقيه به..
انتظر منها ان تكمل اعترافها لكنها ظلت صامتة لم تكمل جملتها.
فى ذلك الاثناء كانت غزل تضغط على شفتيها بقوة وهى لا تستطع ان تكمل خطتها للأنتقام من جابر فهى لا تستطيع فعل به ذلك.. فرغم علمها انه من تسبب فى كل ما تعانى منه لكن قلبها الاحمق لا يستطيع أيذاءه...
انفجرت باكية هامسة بصوت مرتجف عاجز و هى تنفى كلماتها سريعاً....
=لا.. لا.. جابر معملش حاجة... فراج فراج هو اللى ضربنى بالنار.. انا.... انا....
شعر جابر بالسعادة تغمر قلبه عند سامعه نفيها هذا فهى لم تخونه... لم تعترف ضده انتفض واقفاً من مقعده مستديراً نحوها ليشاهد الفزع والصدمة ترتسم على وجهها فقد تفاجأت من وجوده..
تراجعت للخلف وعينيها تتسع بالذهول عندما رأته يتقدم نحوها محاولاً الامساك بها لكنها تراجعت مبتعدة عنه هاتفة بصوت ممزق
=انت بتعمل ايه هنا....
لتكمل بحدة و عصبية و دموعها تغرق وجنتيها
=جاى تشمت فيا.. مش كدة.. جاى تتأكد من نجاح لعبتك الوسخة
تغيرت نبرتها الحادة الى همس منكسر وهى تدخل فى نوبة من البكاء الحاد شاعرة بألم يكاد يزهق روحها
=ايه عايز تتأكد كسرتنى المرة دى و لا لسة محتاج لعبة وسخة تانية تلعبها عليا.......
قاطعها جابر هاتفاً بحدة و هو يمده يده نحوها
=اهدى و بطلى جنان ..
صرخت به و هى تضرب يده بعيداً رافضة لمسته
=عايز منى ايه تانى... عايز منى ايه....
حاول احتضانها لكنها قاومته بضراوة و شراسة رافضة لمسه اياها لكنه امسك بها رغم مقاومتها تلك يحيط بذراعيه جسدها المرتجف يضمها الى صدره بقوة بينما يده تمر بحنان فوق رأسها و ظهرها هامساً باذنها بصوت منخفض
=شـش... اهدى... اهدى ياحبيبتى
دفنت غزل وجهها بصدره تطلق نشيج باكى متألم منهارة بين ذراعيه بينما ظل هو يحتضنها حتى هدئ بكائها اخيراً و تحول الى شهقات متقطعة حملها بين ذراعيه و وضعها برفق فوق الاريكة جالساً بجانبها احاط وجهها بيديه يمسح دموعها العالقة بوجنتيها برفق قائلاً
=قسماً بالله مش لعبة منى يا غزل... و لا انا ورا اى حاجة من اللى حصلت.... استحالة اعمل فيكى...
قاطعته بقسوة و عينيها المحتقنة بالدموع تنطلق منها شرارات غضبها
=لا تعمل كدة...عارف ليه لانك عملت فيا اللى اوسخ من كدة......
اخفض جابر عينيه فاركاً مؤخرة عنقه و هو لا يعلم بما يجيبها فقد كان يعلم ان معها كل الحق فهو فعل بها الأسوأ من ذلك بالفعل لا يمكنه مجادلتها
قبضت غزل على عنق قميصه بيدها السالمة متجاهلة الألم الصراخ بكتفها مزمجرة بهسيس حاد مليئ بالتهديد و الوعيد الكاذب الذى كانت تعلم جيداً انها غير قادرة على تنفيذه
=لو مخرجتنيش من هنا... يا جابر يا عزايزى و رحمة ابويا لأقول فى النيابة انك انت اللى ضربته مش انا...
اطلق زفرة حادة متجاهلاً غضبها هذا دافناً يده اسفل حجابها متلمساً جانب عنقها و هو يقول بهدوء و هو لا يزال يشعر فى داخله بالرضا من معرفته انها لم تستطع الاعتراف ضده و ايذاءه
=كدابة... عمرك ما هتعملى كدة مهونش عليكى.....
قاطعته بحدة و هى تدفع يده بعيداً
=لا هعملها..و هحبسك....
لتكمل بانفعال ضاربة اياه فى كتفه بقسوة
=سامعنى... هحبسك....يا ابن العزايزى و هجيبلك عيش و حلاوة كمان.....
ابتسم جابر ثم انحنى طابعاً قبلة على خدها بلطف قائلاً و هو يفرك باصبعه وجنتها الاخرى متنعماً بملمس خدها الحريرى
=كدابة برضو لو كنت ناوية تعمليها كنت عملتيها..من شوية بس انتى مقدرتيش...
ليكمل عندما رأى اليأس الذى تشكل بعينيها محيطاً وجهها بكفيها يسند جبهته فوق جبهتها يتنفس انفاسها بعمق
=اطمنى يا حبيبتى قسماً بالله لأطلعك من هنا... و الليلة كمان....
اردف بتصميم وحدة عندما رأى عدم التصديق يلتمع بعينيها
=هخرجك منها يا غزل... لو يأست خلاص و ملقتش لها حل هاجى و هعترف ان انا اللى ضربته بالنار مش انتى....
نظرت اليه باعين مرتبكة لا تعلم اذا كانت تستطيع تصديقه ام لا.. فهى ترغب بالخروج من هنا لكنها ايضاً لا ترغب بان يدخل السجن شعرت بالتعب و الانهاك يجتاحانها فهى لم تعد تعلم ماذا تفعل او من تصدق...
دفنت وجهها بعنق جابر الذى تصلب جسده بصدمة من فعلتها الغير متوقعة تلك لكنه زفر بارتياح مشدداً من احتضانه لها طابعاً قبلة فوق رأسها..
ظلوا على حالتهم تلك عدة دقائق قبل ان يمرر يده بلطف فوق كتفها المصاب قائلاً بهدوء
=جرحك عامل ايه....؟!
اجابته كاذبة مفضلة عدم اخباره بالألم العاصف الذى تشعرى به..
=الحمد لله....
استمر يتحسس ذراعها برفق قائلاً
=انا كنت بعتلك علاجك مع الاكل... كلتى و خدتيه....؟؟
اومأت مرة اخرى كاذبة فهى لم تأكل شئ حيث قامت النساء بالزنزانة بسرقة طعامها حتى دوائها لم تستطع العثور عليه بعد ان هجموا على الحقيبة
ظل جابر محتضناً اياها بين ذراعيه يقبل رأسها من حين الى اخر و عقله منشغلاً باين يمكن ان يوجد فراج فقد اختفى تماماً حتى هاتفه اغلقه...
انتفضت غزل مبتعدة عنه عندما انفتح باب المكتب فجأة و دلف احمد الى الغرفة قائلاً و هو يتجه نحوهم
=جابر... غزل لازم ترجع الحبس مينفعش تفضل هنا اكتر من كدة...
قاطعه جابر و قد احتد وجهه
=مينفعش تشوف اى اوضة تقعد فيها لحد ما احل الموضوع... هى كلها كام ساعة... انا مش عايزها تقعد فى الحبس مع الاشكال اللى تحت دى....
قاطعه احمد قائلاً بأسف
=مش هينفع يا جابر المأمور مرخم علينا و شادد حيله الايام دى اوى...
اومأ جابر برأسه بصمت لكن تصلب فكيه و انتفاض العرق الذى بجانب عنقه كشف مدى انفعاله و غضبه..
لذا اسرعت غزل قائلة محاول ان تطمئنه
=متقلقش... صاحبة ماما طلعت معايا تحت... و هى واخدة بالها منى..
عقد حاجبيه قائلاً باستفهام و قد انتابه القلق
= مين دى اللى صاحبة امك...؟!
اجابته غزل مبتسمة و هى تشعر بالسعادة من تعرفها على نبوية
=اسمها نبوية... كانت صاحبة ماما وهما صغيرين بس اتجوزت وسافرت مع جوزها السعودية.. و رجعت من كام شهر البلد...
التف جابر نحو صديقه احمد يهز رأسه يسأله بصمت عن هوية تلك المرأة اجابه احمد بهدوء
=ايوة نبوية السيد من عيلة الملاح كانت مسافرة مع جوزها من يجى اكتر من 30سنة مع جوزها ولما طلقها نزلت مصر و هو حصلها على هنا و كل شوية يعملها محضر مرة سرقة...مرة تعدى بالضرب....
تذكر جابر فى طفولته كانت توجد امرأة تعمل لدى جده من عائلة الملاح بالفعل و قد علم من والدته ان ابنة تلك المرأة كانت الصديقة المقرية لابنة عمها ازهار..
ربت جابر على ظهرها قائلاً
=برضو خدى بالك منها... احنا منعرفهاش.....
ليكمل بصوت منخفض وهو يولى احمد ظهره ممسكاً بيدها
=ظش عايزك تخافى هخرجك من هنا يا غزل....لو فيها حياتى هخرجك....
اختنقت غزل بالغصة التى تشكلت بحلقها قبل ان تومأ برأسها بصمت وهى تحاول استجماع شجاعتها وتركه لكن ما ان دلف رجل الشرطة الى الغرفة حتى يصطحبها الى المحبس تشبثت يدها بقوة بيد جابر رافضة تركه مما جعله يشعر بالألم و العجز من عدم قدرته على مساعدتها فقد كان يرغب بدفع الامين بعيداً عندما امسك بيدها الاخرى واضعاً بها الاصفاد الحديدية لكنه ضغط برفق على يدها المتشبثة به محاولاً ان يطمئنها قائلاً بصوت متحشرج مختنق بالمشاعر التى تعصف بقلبه
=كلها كام ساعة..و هقابلك تانى متخفيش....
اومأت غزل برأسها تاركة على مضض يده ذاهبة مع رجل الشرطة الى المحبس مرة اخرى
غافلة عن عينين جابر التى اصبحت بلون الدماء بسبب دموعه المحتقنة بها...
༺༺༺༻༻༻
بعد مرور ساعة...
اقتحم جابر منزل فراج فور ان فُتح الباب هاتفاً بقسوة بالمرأة التى تقف بالباب
=فين جوزك يا خالة اسعاد...؟!
تراجعت المرأة الى الخلف هامسة بخوف
=فراج... ما انت عارف انه فى المستشفى.......
قاطعها جابر بغضب و هو يكاد ان يفقد اعصابه
=مش فى الزفت... انتى اكيد عارفة مكانه..
ليكمل بقسوة و عينيه تنطلق منها شرارت الغضب التى بثت الرعب بداخلها
=اخلصى... و قولى هو فين....
هزت اسعاد رأسها مجيبة اياه بصوت مرتجف مرتعب
=والله يا بنى ما اعرف... ما انت عارف انه رمينا من يوم ما اتلم على الحرمة الغازية اللى ماشى وراها فى كل حتة و مبيجيش هنا الا على مزاجه....
اومأ جابر برأسه بصمت وهو يضغط على فكه بقوة بينما يحاول السيطرة على اعصابه قبل ان يأمرها بصوت حاد
=اتصلى بيه من تليفونك.... اكيد فى رقم معاكى محدش يعرفه
وقف اسعاد تنظر اليه بتردد خائفة من ردة فعل فراج لكنها انتفضت فى مكانها فازعة عندما هتف بها جابر امراً اياها بالاتصال به
هزت رأسها مبتلعة بصعوبة غصة الخوف التى تسد حلقها قبل ان تطلب من ابنتها ان تجلب الهاتف لها..
اتت طفلتها بالهاتف واعطته لها لتقم اسعاد بالاتصال بفراج الذى لم يجيب بأول مرة..
امرها جابر ان تتصل به مرة اخرى نفذت امره فى الحال اجاب فراج هذة المرة ليصدح فى الارجاء صوت فراج الحاد المتذمر
=عايزة اية يا بوز الاخص بتتصلى ليه و تقلقى مزاجى....
همت اسعاد باجابته لكن نزع جابر الهاتف منها قائلاً بصوت عاصف
=بقى انت بتبلغ عن مراتى و بتهرب زى النسوان.....يا روح امك
ليكمل بصوت صارم ملئ بالغضب
=طيب و رحمة اختك يا فراج يا عزايزى ان مطلعتش على القسم حالاً و طلعت مراتى من الليلة الوسخة دى لهندمك العمر كله.... انا فى واقف فى قلب بيتك و معايا مراتك و عيالك....
قاطعه فراج ببرود ولامبالاة
=هتعمل ايه يعنى هتقتلهم مثلا... تبقى و الله عملت فيا خير...و ريحتنى منهم
شهقت اسعاد بصدمة وألم فور سماعها كلماته تلك بينما اندفع طفليها البالغين من العمر 12 عاماً الى بين ذراعيها يحتضونها بقوة بينما جسدهم يرتجف بخوف مما جعل عين جابر تظلم بغضب عاصف حول انتباهه الى الهاتف الذى بيده مؤة اخرى مزمجراً بصوت مخيف مظلم
=لا مش هقتلهم..بس هولعلك فى البيت كله بما فيهم الأوضة اللى انت حافرها تحت الارض...
هتف فراج بصوت مرتعش محاولاً الانكار وهو يشعر بالصدمة من معرفة جابر بتلك الغرفة التى تعد سرية ولا يعلم عنها احد حتى زوجته
=اوضة.. اوضة ايه انا معرفش انت بتتكلم عن ايه....
قاطعه جابر بهدوء متعمداً اثارة اعصابه
=الاوضة اللى بابها تحت كرسى مكتبك اللى حاطط فيها كل فلوسك..والدهب اللى العصابة بتاعتك بتسرقه من محلات الدهب و تيجى تفضى فى عيبك
شوفت انا اعرف عنك كل حاجة ازاى....
تابع حديثه و قد اصبحت لهجته اكثر قسوة ويده تشتد حول الهاتف
= لو مراتى مبتتش الليلة فى بيتها قسماً بالله يا فراج لهخلى بيتك رماد... و فلوسك والدهب مش هتشوفهم تانى..و ابقى شوف بقى هتصرف على الرقاصة بتاعتك بعد كده منين
صاح فراج بفزع
=لا لا.... هروح المركز و هغير كل كلامى... و غزل هتكون فى بيتها النهاردة يا جابر... بس و رحمة امك متقربش من الأوضة.....
زفر جابر داخلياً براحة قبل ان يجيبه بهدوء و هو يحاول الا يظهر له الانفعال و الخوف الذى يعصف به
=اتفقنا... بس الفلوس اللى فى الاوضة تلزمنى..
صاح فراج بصوت متلعثم و هو يشعر بانه يكاد ان يصاب بنوبة قلبية
=لييه.. ليه بس يا جابر... ما انا هعمل اللي انت عايزه
اجابه جابر بهدوء و هو يشير برأسه نحو العمروسى الذى اعطى على الفور اوامره لرجاله الذين اقتحموا غرفة مكتب فراج
=لا الفلوس دى انا هعتبرها انها تمن الكام ساعة اللى مراتى قضتهم فى الحبس ... و اهو تأديب ليك برضو علشان بعد كدة تعرف و تحط فى بالك ان مرات جابر العزايزى خط احمر و اللى يهوب ناحيتها انا بفرمه..بفعصه تحت رجلى...
ليكمل بقسوة و دون رحمه
=ساعة واحدة و يوصلى خبر من رجالتى انك فى المركز.... ساعة و خمس دقايق يا فراج لو مكنتش هناك هحولك الدنيا رماد..
هتف فراج بصوت شبه باكى محاولاً اقناعه بالعدول عن قراره
=طيب اسمعنى يا جابر انا.......
لكن اغلق جابر الهاتف سريعاً واضعاً اياه بيد اسعاد التى كانت ترتجف باكية...
خرج رجاله من الغرفة حاملين حقيبة كبيرة ممتلئة بمبلغ ضخم من المال سلموه اياه..
اخذ منهم الحقيبة و قام بتسليمها الى اسعاد التى نظرت اليه باعين متسعة بالدهشة متسائلة ليجيبها جابر بينما يربت على رأس الطفل الذى لا يزال بحضنها يبكى مرتجفاً
=الفلوس دى تاخديها و تعيشى حياتك بعيد عن فراج و قرفه انا عارف انه مبيصرفش عليكوا و مبهدلكوا معاه...خد عيالك و سيبى البلد و جيبى شقة محترمة لهم و الباقى تحطيه فى البنك تعيشوا منه...
قاطعته اسعاد باكية و هى تهز رأسها فى خوف
=مش هيسبنا فى حالنا يا جابر... ده شرانى....
اخرج جابر بطاقة من جيبه ثم وضعه بيدها قائلاً بحزم
=ده رقمى... لو فكر بس يقرب منكوا اتصلى بيا و متخفيش انا هتصرف معاه.....
ليكمل و هو يتفحص بأسف الطفلين و ملابسهم الباليه فرغم الغنى الفاحش لفراج الا انه لا ينفق على طفليه و زوجته... مفضلاً انفاق امواله على تلك المرأة ذات السمعة المشبوهة..
=رجالتى هتفضل معاكى لحد ما تخلص لم حاجتك... و هايخدوكى على بيتى فى المنصورة لحد ما تظبطى حالك......
انحنت اسعاد على يده تحاول تقبيلها باكية
=اللهى يسترك... زى ما سترتنى انا و عيالى...جميلك ده هيفضل دين فى رقبتى العمر كله
سحب جابر يده بعيداً قائلاً سريعاً
=استغفر الله يا خاله اسعاد.. متقوليش كده
ثم التف الى رجاله معطياً لهم عدة اوامر قبل ان يسرع منصرفاً يتبعه العمروسى قائلاً بصوت منخفض
=هتسيبه يفلت بعملته بالساهل كده؟؟
اجابه جابر وهو يكمل طريقه للخارج
=اسيبه... ده انا هفرمه.. بس موضوع غزل يخلص والقضية تتقفل.. و افوقله...
اومأ العمروسة برضا بينما يتبعه للخارج...
༺༺༺༻༻༻
بعد مرور ساعتين...
كان جابر يجوب ردهة مركز الشرطة ذهاباً و اياباً ينتظر بفارغ الصبر انتهاء اجراءات الافراج عن غزل بعد ان غير فراج من اقواله و نفى التهمة عنها..
فتح الباب مما جعله ينطلق بلهفة نحوه عندما رأى غزل تخرج منه و ابتسامة واسعة تملئ وجهها هاتفة بفرح
= براءة..
لم يشعر جابر بنفسه الا وهو يندفع نحوها يضمها بين ذراعيه يحتضنها بقوة وهو يشعر بالسرور و الراحة يجتاحاه...
لكنه ابتعد عنها عندما سمع صوت الشهقات تنطلق من الناس المحيطين بهم..
ابعد جابر غزل من بين ذراعيه ينظر حوله ليجد جميع الواقفين الذين كانوا من اهل القرية يتطلعون اليهم باعين متسعة بالصدمة و الانكار بسبب احتضانه لها فلم يكن احد بالقرية يعلم عن امر زواجهم..
رفع جابر يد غزل التى كانت تحمل دبلته التى قدمها لها بيوم كتب كتابهم قائلاً بصوت مرتفع
=فى ايه مالكوا مراتى...مكتوب كتابنا...
ليكمل و ابتسامة واسعة تملئ شفتيه
=و فرحنا الأسبوع الجاى الكل معزوم.....
تعالت من حولهم التهنئة و قد بدأ الناس من حولهم يندفعون نحوهم لتهنئتهم بينما كانت غزل واقفة تتلقى التهنئة راسمة على شفتيها ابتسامة جامدة فقد ازداد ألام جرحها عندما احتضنتها امرأة ضخمة ضغطت بقسوة على جرحها... كانت ترغب فى البكاء بدلاً من الابتسام لكنها تحاملت و لم تظهر ألامها..
فور وصولهم الى المنزل اصطحبها جابر الى غرفتها بعد ان أمر العاملين بالمنزل بتحضير الطعام لها متجاهلاً نظرات لبيبة التى كانت تلاحقهم و ممتلئة بالغل بسبب خروج غزل من هذا المأزق...
جلست غزل بتعب على فراشها بينما اتجه جابر نحو خزانتها فتحها واخرج منها منامتها ثم جذب غزل برفق من ذراعها قائلاً و هو يقوم برفق تفكيك الجبيرة القماشية التى تضم ذراعها الى صدرها
= ادخلى يلا خدى دش و غيرى هدومك يكون الأكل جهز... و انا كمان هروح اخد دش فى اوضتى و اغير هدومى و هاجيلك على طول..
اومأت بصمت و هو تحول كتم الصرخة المتألمة التى كادت ان تفلت منها عندما فك الجبيرة عن ذراعها ثم دلفت الى الحمام حتى تأخذ حماماً ساخناً لعله يذهب ارهاق و تعب الليلة التى امضتها بالحبس متمنية ان يخفف الماء الساخن من ألام جرحها...
بعد وقت قصير..
كانت غزل جالسة على الفراش مرتدية منامتها و شعرها المبلل يتساقط على ظهرها تبكى بصوت ممزق بينما تضع يدها فوق كتفها حيث جرحها يؤلمها بشدة فقد زاد الماء الساخن من التهاب جرحها بدلاً من تخفيفه...
تجمد جسد جابر بقلق فور ان دلف للغرفة و شاهد حالتها تلك اندفع نحوها قائلاً بلهفة وقلق
=بتعيطى ليه... مالك فى ايه؟!
همست بينما تشير نحو كتفها
=الجرح واجعنى مش قادرة.......
قاطعها بانفعال و قلق
=وجعك ازاى يعنى... مش خدتى علاجك فى ميعاده..؟!
هزت رأسها قائلة بهمس مرتجف
=لا مخدتهوش.....اصل اللى فى الحبس سرقوا الكيس اللى كان فيه الاكل و الدوا و معرفتش اخده منهم.. و خالة نبوية مقدرتش عليهم....
اشتعل الغضب فى عروقه فور سماعه ذلك ضيق عينيه محدقاً بها قائلاً من بين اسنانه المطبقة بقوة
=انا مش سألتك وقولتى خدتيه....
هتفت باكية وهى لم تعد تستطع تحمل الألم بعد الأن
=خلاص بقى يا جابر... بقولك تعبانة... بموت مش قادرة.....
زفرو بحدة و عينيه تسلطت عليها بقلق مخرجاً هاتفه سريعاً متصلاً الى طبيب مشفى القرية ليخبره انه ليس بالقرية و انه قد سافر الى القاهرة... اغلق معه و اتصل بطبيبها الذى اشرف على علاجها منذ البداية لكنه كان يقطن بالمنصورة و لن يستطع القدوم الى هنا بهذا الوقت المتأخر...
اخبره جابر عن حالتها ليبدأ باخباره بما يجب عليه فعله لها لحين قدومه لفحصها بالصباح اخبره عن ألامها الحادة و بكائها اخبره الطبيب على مسكن قوى سيخفف من ألامها لكنه يحتاج الى ورقة موصوفة من الطبيب حتى يستطيع صرفها من الصيدلية ليفهم جابر على الفور ان هذا المسكن من الادوية المحظورة...
اخبر الطبيب انه لن يعطيها مثل تلك الأدوية لكن امسكت غزل بيده قائلة برجاء بينما الألم مرتسم على وجهها مما جعل قبضة حادة تعتصر قلبه
=جابر انا.. مش قادرة... انا بموت.....
زفر بغضب هاتفاً بصرامة
=لا مش هديكى ادوية من النوع..ده ليه مستغنى عنك... ولا عايزك تقلبى مدمنة...
تحدث الطبيب الذى كان لا يزال معه على الهاتف
=يا راجح بيه اطمن دى مش مخدرات بعدين دى جرعة مخففة وتحت اشرافى وهى الحكاية كلها قرص واحد لحد ما اجيلها بكرة الصبح......
ليكمل سريعاً
=عايزك بس تصورلى الجرح و تبعتهولى على الواتس عايز اطمن ان الالتهاب مش حاد ولا خطر.....
وافقه جابر ثم اغلق معه قائلاً باقتضاب بينما يلتف الى غزل
=اقلعى هدومك....
تراجعت للخلف وهى تتمسك بعنق منامتها قائلة برفض رغم الألم الذى يعصف بكتفها
=لا مش هقلع.....قدامك...
امسكها جابر من ذراعها و جذبها نحوه قائلاً ببطئ من بين اسنانه
=اقلعى يا غزل انا على اخرى....
هزت رأسها برفض و دموعها تناسب على خدها تغرق وجهها من شدة الألم الذى تشعر به مما جعله يزفر بحدة و قد لان تعبير وجهه احاط جانب رأيها بيده دافناً اصابعه بنعومة شعرها قائلاً برفق
=طيب اقلعى و مش هبص....هركز على الجرح بس...
.
همست غزل بتردد
=بجد؟!
اومأ جابر بالموافقة و هو يقاوم الابتسامة التى تكاد ترتجف على شفتيه من ساذجتها شاهد باعين ثابتة و هى تبدأ بنزع الجزء العلوى من منامتها حاول ان يرسم على وجهه الجدية و عدم اللامبالاة لكن ضربات قلبه اخذت تقفز بجنون و قد اظلمت عينيه بالرغبة فور ان اصبحت تقف امامه بثوبها الداخلى ذات الحملات الرفيعة الذى كان باللون الاسود و اظهر بياض وجمال بشرتها..
لكنها اسرعت بوضع منامتها فوق كتفها الاخر الغير مصاب حتى تغطى باقى جسدها تاركة فقط الجزء العلوى من صدرها حيث الجرح مكشوف امام عينيه...
التقط جابر نفساً مرتجفاً محاولاً تهدئة رغبته بها التى تكاد ان تجعله ينقض عليها..
نجح بالنهاية بنفض ما يشعر به بعيداً مركزاً اهتمامه على جرحها نزع اللاصقة الطبية عنه ليجده احمر كالدماء..
اخرج هاتفه والتقط صورة مقربة له و قد كان حريصاً على الا يظهر اى جزء اخر من جسدها...
ارسل الصورة الى الطبيب الذى اجابه على الفور بانه التهاب حاد بسبب عدم تنظيفه و تطهيره منذ خروجها من المشفى وانه يجب عليه تطهيره فى الحال واعطائها المسكن الذى سيخفف الامها
ثم بدأ الطبيب يخبره بكيفية تطهيره للجرح و كيف يعتنى به لحين قدومه بالصباح..
اغلق معه جابر و اتصل على الفور بالعمروسى و اخبره اسم المسكن الذى يريده فقد كان يعلم انه يستطيع جلبه دون اى وصفة طبية...
جلس جابر على الاريكة بينما غزل تجلس امامه بوجه متوتر يظهر عليه الألم بدأ يستعمل الادوات الطبية لتطهير جرحها كما اخبره الطبيب لكنه توقف عندما اصدرت غزل شهقة متألمة فور ملامسته لجرحهغ مغلقة عينيها بقوة و قد ازداد بكائها فقد كان يعلم انها تتألم حقاً مما جعل قبضة حادة تعتصر قلبه فرؤيتها تتألم بهذا الشكل يكاد يدمره..
لم يستطع مقاومة الانحناء نحوها و طبع قبلة فوق عينيها قبل ان يخفض شفتيه الى اذنها قائلاً بحنان محاولاً تشتتيها و التخفيف من ألامها فقد كان يعلم انها تحب الثرثرة
=عارفة... ان اسعاد سابت فراج..
هتفت غزل بصوت اجش من اثر بكائها متناسية ألامها للحظات
=بجد..؟! طيب و الله كويس ده كان مبهدلها هى كانت بتحكيلى عارف كانت بيعمل فيها ايه
ثم بدأت بطبيعتها الثرثارة تخبره عما كان يفعله بها كان جابر يستمع لها و هو يحاول منع نفسه من الضحك فقد كان يعلم انها تحب القيل و القال خاصة معه فقد اعتادت بالماضى ان تجلس معه كل ليلة تخبره بكل ما علمته من اخبار اهل القرية و كان هو يحب ذلك للغاية ليس شغفاً بمعرفة اخبار اى احد لكنه كان يستمتع بطريقتها فى سرد كل ما تعرفه
عندما انتهى من وضع اللفافة الطبية حول جرحها ساعدها فى ارتداء ملابسها رغم خجلها...
=حاسة انك احسن...؟!
هزت رأسها نافية قائلة
=لسه فى وجع... بس هحاول اتحمله...
اومأ جابر قائلاً بجدية
=حاولى تتحمليه يا غزل انا مش عايز اديكى المسكن ده...
ثم نهض وحمل صنية الطعام التى اتت بها احدى العاملات بوقت سابق واضعاً اياها امامها قائلاً
=و يلا علشان تاكلى و تاخدى المضاد الحيوى... و باقى علاجك
بدأ باطعامها لكنها اخبرته انها تستطيع تناول الطعام بمفردها فقد نزعت الجبيرة لكنه اصر على اطعامها بنفسه حتى لا تحرك كتفها..
لكن وبمنتصف تناولها للطعام اصدرت صرخة ألم مرتفعة عندما ضربتها فجأة موجة من الألم الحاد وضعت يدها فوق جرحها و هى تنفجر فى البكاء بينما كامل جسدها يرتجف ألماً...
انتفض جابر واقفاً شاعراً بالعجز عندد رؤيته لحالتها تلك اسرع باخراج هاتفه متصلاً بالطبيب هاتفاً به بغضب
=تيجى البلد حالاً و تكشف عليها...
اجابه صوت الطبيب الذى كان يظهر عليه النوم
=يا جابر بيه الوقت متأخر فيها ساعتين لما اجيلك.....و ديها المستوصف اللى فى البلد لحد ما اجيلك بكرة بس هما مش هيعملولها حاجة... هيدوها مسكن.... و المسكن اللى هيدوهلها مش هيعملها حاجة
هتف به جابر الذى كلما سمع انينها المتألم يزداد جنونه
=يعنى ايه اسيبها تتوجع كدة.... لحد ما سيادتك تشرف بكرة....
اطلق الطبيب تنهيدة طويلة قائلاً بهدوء
=انت مدتلهاش حباية المسكن مش كدة....
نظر جابر الى علبة الدواء التى اتى بها العمروسى بوقت سابق و ارسلها مع العاملة التى اتت بالطعام..
=لا مدتهلهاش....
غمغم الطبيب بهدوء
=طيب ادهالها... هتريحها...
ليكمل بتردد
=بس تاخدها و متطلعش فى اى مكان الافضل تنام...على طول
قاطعه جابر بتوجس
=اشمعنا....
همهم الطبيب سريعاً
=لا عادى بس علشان ساعات بيبقى اثرها قوي على بعض الناس...بس الاكيد انها هتتأثر بها شوية... بس مش لدرجة تقلق....
غمغم جابر بصوت حاد بينما يده تتحس بحنان شعر غزل التى كانت تدفن وجهها بصدره تبكى بشهقات ممزقة
=عارف لو حصلها حاجة... قسماً بالله ما هرحمك..
همس الطبيب بخوف
=ان شاء الله مش هيحصل حاجة..
اغلق معه جابر و ظل ينظر بتردد الى الدواء بينما يحاول تهدئة تلك الباكية تنهد بالنهاية باستسلام فلا يمكنه تركها تتعذب اكثر من ذلك كما ان الطبيب هو الذى وصفه لها..
اخرج حبة و وضعها بفم غزل ثم ناولها كوب من الماء ارتشفت نصف محتوياته...
ثم جذبها بين ذراعيه مرة اخرى يحتضنها محاولاً تهدئتها ظلوا على وضعهم هذا عدة دقائق حتى غمغم محاولاً مرة اخرى تشتيتها حتى يبدأ مفعول الحبة بالسريان
=احكيلى عملتى ايه فى الحجز..؟
بدأت غزل تخبره هامسة بصوت مرتجف يظهر به الألم عن كل ما حدث و سرقة النساء لطعامها و محاولة نبوية لاسترجاع حقيبتها منهم كان جابر يستمع لها بينما يدة تمر بحنان بشعرها لكن تجمدت يده عندما سمعها تكمل بعفوية
=نبوية شدت منهم الكيس فمسكوها وكانوا عايزين ت
يضربوها بس انا مسكتش و روحت اشيل نبويه من ايديهم بس واحدة منهم قد الحيطة اول ما قربت منهم زقتنى لقتنى طرت لاخر الاوضة....
لتكمل بصوت منخفض كما لو كانت تخبره سراً مصدرة ضحكة منخفضة كانت غريبة على اذنيه
=بس انا مسكتش و نطيت فوقها و عضيتها ف قفاها علشان تسيب نبوية.... بعدها نبوية بقى مسكتها و ادتها حتة علقة...
ابتعدت عنه تنظر اليه بجدية قائلة و بعينيها توجد نظرة غريبة و هى ترفع اصبعها بوجهه بتهديد
=على فكرة بقى انا هجيب نبوية تضرب كمان خالتك العقربة اللى تحت.....
لتكمل و هى تحاول غرز اصبعها بعين جابر لكنه اسرع بالقبض على اصبعها و ابعاده قبل ان تخترق عينه
=و لو انت ضايقتنى هجيبها تضربك انت كمان
اومأ بهدوء عالماً انها الأن تحت تأثير الحبة فقد اخبره الطبيب انها قد تتأثر بها قليلاً
=ماشى....يا غزل هاتيها تضربنى و تضرب خالتى العقربة.....
هزت رأسها بالموافقة ثم ظلت صامتة تنظر اليه باعين مشوشة قبل ان تحول عينيها الى خلف كتفيه ثم فجأة انتفضت واقفة هاتفة بعصبية و هى تنظر خلفه كما لو كانت تتحدث الى شخص ما يقف خلفه
=لا بصى... انا مش هسكتلك زى المرة اللى فاتت و الله لأضربك.......
غمغم جابر بارتباك و هى ينظر خلفه
=هى مين دى يا غزل..؟!
لتكمل بانفعال تتحدث الى تلك المرأة الغير موجودة
=و الله ما هسكتلك... عايزة تسرقى اكلى تانى.... هضربك.....
ثم فجأة و دون مقدمات انفجرت باكية تشير الى خلف جابر
=شايف اهها... جاية تضربنى تانى...و انت واقف مبتعملش حاجة... اضربها
امسك جابر بذراعيها برفق قائلاً بنبرة مهدئة و هو لا يعلم ما يجب عليه فعله معها لكنه قرر مجاراتها
=اهدى بس يا حبيبتى مين اللى عايزة تضربك....و انا هضربها؟!
اجابته غزل بانفعال كما لو كان احمق لديه صعوبة بالفهم
=الست التريلا... ما هى واقفة وراك اهها.....
دفعته غزل بعيداً قائلة و هى تتجه نحو منتصف الغرفة
=لا اوعى كدة انا هنزل اجيب السكينة و افتحلها كرشها...علشان تحرم تسرق أكلى
ركض جابر خلفها وامسكها برفق
=اهدى بس يا غزل....
ليكمل هاتفاً بغضب وهو يحاول منعها من الخروج و هو يلعن الطبيب
=الله يخربيتك... هو ده اللى تأثيره خفيف.... ده انا هفرمك
هتفت به وهى تقاومه محاولة فتح باب الغرفة و الخروج
=اوعى بقولك اوعى.... هفتح كرشها يعنى هفتح كرشها......
شدد قبضته عليه هاتفاً بيأس و هو لا يعلم ماذا يفعل معها
=اهدى... اهدى بقى الله يخربيتك انتى كمان تفتحى كرش مين هى ناقصة ده انا جايبك لسه من القسم...
انهى جملته رافعاً اياها على كتفه ثم اغلق باب الغرفة بالمفتاح واضعاً اياه بجيب بنطاله قبل ان يتجه بها نحو الفراش يضعها فوقه محاولاً الاتصال بالطبيب و معرفة ما يجب عليه فعله اخبره انه تأثير الحبة كان قوى عليها و انه لا يوجد حل سوى ان ينتظر زوال مفعوله لعنه جابر وتوعد بقتله قبل ان يغلق الهاتف بوجهه...
بعد مرور ساعة....
كان جابر جالسا! بمنتصف الغرفة على احدى المقاعد و جسده متصلب بالتوتر يراقب بتوجس تلك الجالسة فوق الفراش تضع قدميها اسفلها تنظر اليه بثبات فقد كانت جالسة على وضعها هذا منذ مدة طويلة لا تفعل شئ سوى النظر اليه...
لكن اتسعت عينيه بالصدمة عندما فجأة اخذت تلاعب حاجبيها له وتغمز له باحدى عينيها
ثم اشارت بيدها اليه بان يأتى اليها قائلة
=تعالى....
لتكمل و هى تغمز بعينها له عندما ظل بمكانه تشير اليه بالقدوم اليها
= خد اقولك...
استسلم جابر و نهض متجهاً نحوها و التوتر و الارتباك يتمكنان منه فهو لا يعلم ما تنوى فعله فقد جعلته يكاد يفر هارباً من الغرفة من افعالها المجنونة خلاا الساعة الماضية..
وقف امامها مباشرة مما جعلها تشير اليه بان ينحنى نحوها..
امتثل و فعل ما تريده لكن كامل جسده تشدد عندما عقدت ذراعيها حول عنقه تجذبه نحوها قائلة و هى تنظر داخل عينيه
=تعرف انى بحبك اوى....
اومأ برأسه بصمت و هو يبتلع بصعوبة الغصة التى تشكلت بحلقه بينما قلبه كان يعصف فى صدره لتكمل و هى تشدد من ذراعيها حول عنقه بشكل سبب له الألم
=قولى يلا انت كمان انك بتحبنى...
لتصرخ بهستيرية عندما ظل صامتاً وهى تجذب عنقه بشكل مؤلم
=يلا قول....
حاول جابر فكك ذراعيها عن عنقه هاتفاً بألم
=بحبك... بحبك خلاص بقى اوعى....
افلتته غزل مطلقة ضحكة مرتفعة رنانة قبل ان تفاجأه و تسرع بغرز اصابعها فى بطنه تزغزغه بشكل مؤلم مما جعله يتراجع مبتعداً عنها و هو يهتف بها
=ما تهدى بقى.. الله يخربيت شكلك...
ركضت غزل خلفه محاولة الامساك به لكنه حاول الهرب منها لأقصى الغرفة و هو يهتف بعصبية وقد بدأ يفقد السيطرة على اعصابه
=و حياة امه لما اشوفه بكرة لأخليه يبلع شريط حبوب بحاله.... انا تعبت
التقط نقساً عميقاً و هو يحاول تهدئة اعصابه ثم وقف بمنتصف الغرفة قائلاً بهدوء و هو يشير نحو غزل التى كانت تتقدم نحوه و ابتسامة غريبة مرتسمة على شفتيها
=اهدى بقى... ها اهدى بقى كل انسان و له طاقة و انتى اكيد بعد الفرهدة و الجرى ده كله اكيد و باذن الله.. باذن الله يعنى طاقتك هتكون خلصت...
لكنه ابتلع باقى جملته و قد اتسعت عينيه بصدمة عندما رأها تنزع منامتها عن جسدها لتصبح بقميصها الداخلى الذى كان يظهر اكثر ما يخفى من جسدها بينما تتقدم نحوه و هى تتلوى فى مشيتها همس جابر بصوت مختنق
=انتى بتعملى ايه...؟!
حاول التراجع عندما اقتربت منه قائلة و هى تغمز له بعينها بينما تتلمس صدره
=هو انت مالك احلويت كدة لية...؟!
هتف بها وهو يحاول نزع يدها بعيداً عن صدره بينما يستمر فى التراجع للخلف
=غزل... احترمى نفسك بقى....
لكنه سقط على الاريكة التى كانت خلفه و هو فى حالة من الصدمة و فمه فاغراً عندما رأها تنزع باقى ملابسها و هى تتجه نحوه و التصميم مرتسم على وجهها..
༺نــــــــهاية الفـــصل༺༺༻༻
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق