القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية حورية بين يدي شيطان الفصل الثاني والثالث عشر 12-13بقلم رحمة سيد (جميع الفصول كامله)

 

رواية حورية بين يدي شيطان الفصل الثاني والثالث عشر 12-13بقلم رحمة سيد (جميع الفصول كامله)






رواية حورية بين يدي شيطان الفصل الثاني والثالث عشر 12-13بقلم رحمة سيد (جميع الفصول كامله)



حورية بين يدي شيطان 


الفصل الثاني عشر :- والفصل الثالث عشر 


صباح يوم...... 


كانت حور تقف في الحديقة امام بعض الزهور والأشجار لترويهـا بابتسامة ناعمة ووجه ابيض متورد مبتسم للحيـاة التي أظهرت له جانبًا من التقبل !!... 

وفجأة وجدت من يحيطها من الخلف ليمسك بـ رشاش الميـاه وهو شبه محتضنها من الخلف.... ثم ردد بصوت هادئ ولكن لاح به بعض المرح :

-لا تُمسك هكذا.. بل هكذا !! 

عضت حور على شفتها السفلية بحـرج... قُربه منها بهذه الطريقة يُسبب حالة من الهذيـان لثنايا العقـل التي تحاول التدرج تحت حالة التصنم الاجبـاري.....

فحاولت اخراج صوتها الذي خرج متوترًا مبحوحًا :

-حـ... حسنًا أنا سأفعلها اتركها عاصي 

هز رأسه نافيًا وهو مازال يحيطها من الخلف.. فتابـع بعبث دغدغ حواسها :

-لا.. الوضع جيد جدًا هنا 

همست بحروف مشتتة كحالتها المثيرة للشفقة :

-عاصي !!! 

تأوه عاصي بصوت مكتوم... يا الهي.. مجرد همسة منها تفعل به الافاعيـل... تجعله يود دفنها بين احضانه فلا يسمع صوتها الناعم هذا ولا يراها سواه.....!! 

عاد لرشده وهو يحاول سحبها منه :

-اعطيني اياها انا سأسقيهم 

هزت رأسها هي الاخرى بعناد :

-لا لا.. أنا مَن بدأت بها وانا مَن ستُنهيها اتركها 

-قلتُ لكِ اتركيها وتخلي عن هذا العِند قليلاً... 

ظل يحاول جذبها من بين يداها وهي تحاول الحفاظ عليهـا.... والمياه تتناثر عليهم نوعًا ما... ولكن عندما ازداد الشد والجذب بينهم ارتمى رشاش المياه لأعلى فغرقهم تمامًا بالمياه مما جعل حور تشهق من المفاجأة وملمس المياه على جسدها..... 

وعاصي تجمد مكانه للحظة مبهوتًا يحدق بها وبه بأعين متسعة ثم وفي اللحظة التالية التي كانت خيط رفيع ينساب من بين جوانح عشقه المتخفي كان ينفجر ضاحكًا على مظهرهمـا لتشاركه حور الضحك بأريحية... كلاً منهما يتعامل بتلقائية في تلك اللحظات.... دون ان يفكر هو انها شقيقة القتلة... ودون ان تفكر هي انه مَن أهانهـا بكثرة في الفترة الماضية !!!! 

بدأا يتوقفا عن الضحك تدريجيًا... فكادت حور أن تسير بهدوء ولكن قدماها اهتزت وسط الارض المبللة لتترنح في وقفتها ثم كادت تسقط صارخة بألم :

-ااااه... عاصي !!! 

نطقها لأسمه كان بمنتهى التلقائية ورد فعله المتهافت للحاق بها كان تلقائي ايضًا..... 

امسك بها ليحيط خصرها بحركة عفوية قبل أن تسقط... ليظل الاثنـان على حالتهم الساكنة.... والأعين تتلاقى في طريق مظلم أضاءه وميض العشق !!... 

تحركت إصابع عاصي دون ارادة منه لتتحسس وجنة حور التي اغمضت عيناها بتلقائية تستمتع بملمس يداه على وجنتها..... لتسمع همسه الذي أطرب اذنها بعدها :

-أنتِ جميلة،،، جميلة جدًا حور ! 

حينهـا بدأت تفتح عيناها ببطء... لتطل عيناها البندقيـة الطفولية.... فأعادته رشده وهي تذكره لمَن تنتمي.. هب منتصبًا في وقفته ليبعدها عنه فتنحنحت هي الاخرى بحرج ثم هتفت :

-شكرًا لك 

اومأ برأسه دون رد فكادت حور أن تسير ولكنه قاطعًا صارخًا بصوت مستنكر :

-انتظري.. هل ستدخلين هكذا ؟؟؟

قالها وهو يشير لملابسها التي اصبحت ملتصقة بها بسبب المياه.... فعقدت هي حاجباها بعدم فهم يليه همسها ببلاهه :

-نعم.. لماذا ؟!! 

كز على أسنانه بغيظ واضح تفجر في اورته لمجرد تخيله ان رجل اخر يمكن ان يراها بهذا المنظر الذي جعله يكاد يحترق شوقًا لها.....!!

فاقترب منها بخطوة سريعة مما جعلها ترتد للخلف بقلق... ودون تردد كان يحملها بين ذراعاه كريشة خفيفة فشهقت هي معترضة برقة :

-ماذا تفعل عاصي اتركني !!!! 

نفى بصوت حازم خشن :

-ليست زوجتي مَن تسير بملابس ملتصقة هكذا ويراها مَن يراها من الخدم 

ورغمًا عنها ارتسمت ابتسامة تلقائية على ثغرها... ودقات قلبها تهتز بعنف مجنون.... يغار... عاصي يغار...!!!! 

امنية ثانية من امنياتها تحققت... وكم أنت كريم يا الله !! 

همستها لنفسها وهي تلف يداها حول رقبته.. وبصوت عذب رقيق تهمس دون ان تعير صدمته المرتعشة وتصلبه اهتمام :

-انا اعشقك عاصي.......


                                    *****


حاولت أسيل أن تفتح عيناها ولكن شيء صلب كان يربط عيناها فيجعلها عير قادرة على تحريك جفناها حتى... منذ شعرت بمن يكبلها حينها ولم تشعر بأي شيء بعدها وفقدت الوعي !!..... 

كادت تبكي وهي تهمس بصوت مبحوح :

-مَن أنت وأين انا ؟؟! 

سمعت صوت رجولي خشن وأجش يأمرها :

-اصمتي.. سيأتي الان

وبالفعل صمتت.. تشعر بالرعب يتسلل لجميـع خلاياهت مسببًا لها حالة من الاضطراب والهرج والمرح الاجباري....!!!! 

وبعد دقيقتان تقريبًا سمعت صوت باب يُفتح ثم يُغلق.. ابتلعت ريقها بتوتر وداخلها تدعو الله أن لا يكون ما جال بخاطرها صحيحًا.... 

وفجأة شعرت بملمس اصابع خشنة باتت تكره لمستها وهي تتحسس وجهها ثم صوته القذر يهتف بسماجة :

-نعم... انه انا.. زوجك العزيز يا أسولتي ! 

حينها زمجرت فيه بحدة كقطة شرسة :

-أنا لستُ زوجتك أيها اللعين أنا طليقتك !! 

تأوهت بألم عندما جذبها من شعرها يضغط عليه بعنف وهو يصرخ بها في المقابل :

-بلا... أنتِ ستظلين زوجتي شأتي ام أبيتي 

كادت دموعها تخونها لتهبط على وجنتها ولكنها تماسكت بصعوبة ورغم ذلك خرج صوتها صلبًا جامدًا وهي تسأله :

-ماذا تريد ثامر ولماذا اختطفتني ؟!! 

رد عليها بكل جرأة وفجاجة :

-أريدكِ أنتِ أسيل... اما لماذا اختطفتك فلا يجب أن تسألين هذا السؤال لانه يُثير جنوني زوجتي العزيزة.. اختطفتك لانكِ ترفضين الحديث معي او حتى رؤيتي وذلك المعتوه يظن انه له كامل الحق فيكِ ليمنعني رؤيتك تمامًا 

تلوت شفتاها بألم وهي تخبره :

-لمَ لا تريد أن تفهم يا ثامر ؟؟؟!!!! أنا تحملتك اكثر ما يمكن ان يتحمل بشر،،، وانتهت تلك القدرة على التحمل.. نحن انتهينا ثامر ارجوك افهم ذلك 

زمجر فيها بجنون شياطين مُخيف تلبسه بلحظة :

-لا لم ننتهي... لم ولن ننتهي أسيل، أنتِ لي ولن اسمح لكِ أن تكوني غير ذلك 

لم تترد وهي تصرخ به هي الاخرى :

-ستتركني وشأني شأت ام ابيت...!!! 

وجدته يحيط وجهها بين يداه برفق.. ثم تابـع بمكـر رن بوضوح مصطدمًا بطبلة اذنها :

-ما رأيك أن نُعيد المحاولة ربما أنجح وتُغيرين رأيك..؟! 

إتسعت حدقتاها ورددت مستنكرة،، مصدومة :

-نُعيد ماذا ؟؟؟؟ 

كانت شفتاه تنتقل على وجهها ببطء بدا لها مثير للاشمئزاز واستطرد بخبث :

-محاولة لمسك حبيبتي... المحاولة التي فشلت مسبقًا ربما استطع الان واكون شُفيت ؟!!!!! 

هزت رأسها نافية بسرعة هيستيرية :

-بالطبع لا هل جُننت يا ثامر انا متزوجة الان ؟!! 

بدا لها مجنون فعليًا وهو يردف بصوت غريب ولكنه شيطاني كفحيح افعى :

-لا يهمني،، سأنفذ ما اردته ربما انجح وتكونين الاولى أسيل...........!! 


                                  ******


كانت ريم بغرفتها تضم ركبتاها لصدرهـا وتحدق بالأرضية بشرود تام... لازالت تتذكر ما حدث بوضوح.. حديث ظافر الذي كان واهي بالنسبة للاتهامات التي وُجهت إليه بعدهـا.... 

كلامه مازال يتردد بأذنيها للتو 

" كان لي علاقة ولكن بغير عمد يا ريم.. أنا مَن تسببت أن يصعد والدك في السيارة التي مات بها لانها كانت سيارتي انا.. وأنا مَن خلقت العداوة بيني وبين الرجل الذي قتله " !!! 

ولكن كلما حاولت تصدقيه يعود كلام والدتها التي انفجرت فيها تصرخ 

" لا تصدقيه انه كاذب يحاول التبرير امامك.. ولكنه لم يخبرني بذلك ابدًا قبل ان تعلمي أنتِ،،، انا اخاف عليكِ حبيبتي هو سيدمرك كما دمر والدك انا متأكده " !!!! 

ولكن "ريم" ليست متأكده من أي شيء... تصدق والدتها التي يجب ان يكون كلامها شيء مُسلم به.... ام تصدق التصرفات المغموسة بالحنان والحب التي اغدقها ظافر بها منذ أن وعت لتلك الدنيـا....؟!!! 

تحتاج "حور" تحتاجها وبشدة في تلك المواقف... ولكن تحذير زوج والدتها وهو يأمرهم بعدم الذهاب لها حتى لا يثيرون المشاكل بين العائلتان منعها....!! 


مسحت على رأسها اكثر من مرة وهي تتنهد بصوت مسموع... ثم نظرت لهاتفها وهو يرن للمرة التي لا تذكر عددهـا.... تأففت وهي تمسك به مرددة :

-ماذا يوجد يا ظافر حتى تتصل بي اكثر من 15 مرة ؟!! 

سمعت صوته الهادئ وهو يخبرها :

-انتظرك اسفل البناية معك عشر دقائق لتصبحي امامي والا سأصعد انا وأحضرك رغمًا عنكِ 

قال كلماته ثم اغلق الخط بكل بساطة وسلامة نفس... كزت ريم على أسنانها بحدة ثم نهضت لترتدي ملابسها وداخلها يتوعد له...... 

وبالفعل انتهت وهبطت له بسرعة لتجده ينتظرها في سيارته.... صعدت السيارة وهي تزمجر فيه بعصبية :

-ماذا يوجد هل قامت القيامة يا سيد ظافر ؟!!! 

هز رأسه نافيًا ببرود :

-لا ولكنني أعددتُ لكِ شيء اردت أن ترينه الان 

كادت تنطق بشيء اخر ولكنه اشار لها بيداه محذرًا وعيناه تقدح شرارة :

-يكفي الان ستعلمين ما إن نصل ... 

وبالفعل تذمرت بصمت وهي تمط شفتاها لتبتلع باقي حروفهـا وتصمت..... 

وصلا المكان المجهول ليترجل ظافر اولاً ثم توجه ليجلب ريم بهدوء ويسيرا معًا للداخـل.... كان المكان واسع جدًا وخالي لا يوجد به سواهم !!! 

وفجأة وجدت ريم نفسها تقف امام مساحة واسعة جدًا من الخضـار.... زهور واشجار تحيطها من كل جانب.. وفي الارض بالونات بعدد كبير جدًا يملأ الارض... كانت لوحة مرسومة بتخطيط فنان اودع فنه كله للعشق... لعشق تلك الصغيرة خصيصًا......!! 

تلقائيًا امتلأت عينـا ريم بالدمـوع وهي تسير وسط البالونات... يحدث ما تمنت يومًا.... أن يعد لها حبيبها مفاجأة ويحضر لها البالونات... ولكنها لم تتوقع ان يتحقق الحلم ليجعل قلبها يخفق بتلك الطريقة !!!.... 

انخفضت ببطء تمسك بـ احدى البالونات لتجد مكتوب عليها 

" أنـا.... " 

تركتها وهي تسير قليلاً لتمسك بالونة اخرى وجدت مكتوب عليها 

" أسف... " 

تركتها ثم امسكت اخرى لتجد 

" يا ريم " 

اتسعت ابتسامتها وهي تتحرك لتمسك اخرى فوجدت 

" أنـا...." 

فركضت تمسك الاخيرة بلهفة ووجدت 

" أعشقك صغيرتي " !! 

استدارت لتحدق بظافر الذي كان يراقبها واضعًا يداه في جيب بنطاله... ودون تردد كانت تركض تجاهه وبكل الجرأة التي خُلقت داخلها من قلب ينبض بعنف ولاول مره.... وعينـان تضخ سعادة ووميض اُنير لاول مره كانت تقبله بشغف برئ طفولي...!! 

في البداية تصنم هو بصدمة ولكن سرعان ما كان يلتهم شفتاها بلهفة وشغف وجنون اكبر... وكأن عاصفة ضربت بكلاهمـا.... 

لم يترك شفتاها الا عندما شعر بحاجتها للهواء.. وما إن ابتعد حتى همست هي بصوت لاهث :

-وانا اعشقك ظافر... اعشقك بجنوووون !!!!! 


.......................................


وفي الطرف الاخر كانت عينان تراقبهم بغل واضح وترقب أسد يود الانقضاض على فريسته ليقضي عليها تمامًا.... 

رمى سيجاره ارضًا وهو يردد بصوت اجش يحمل حقدًا دفينًا :

-عش سعيد قليلاً يا ظافر.... فالجحيم ينتظرك بعد قليل "..... 


                                     *****

 

في يوم اخر..... 


الأيام تمر وعاصي لا يستطع الوصول لأسيل او علي اطلاقًا... واكتملت الكارثة عندما لم يستطع الوصول لثامر ايضًا.....!! 

بدأ يشعر أن تيارت القدر تعارضه وبعنف... تعارضه بقوة بدأت تُشعره بالاختناق الحقيقي يقبض على صدره فتجعله يتلوى من مرارة العجز والألم...!!!! 

كان جالسًا على الاريكة في المنزل يقلب في هاتفه بجنون عشوائي... ولسوء الحظ وجد تلك الرسالة فبدأ يقرأها مرة واثنان وثلاثة وكأنه غير مصدق 

" لا استطيع الحديث ولكن لا تجيب على مكالماتي ولا تأتي ابدًا يا علي.... حور " ! 

احمرت عيناه بطريقة مُخيفة وهو يضغط على الهاتف بين يداه بعنف حتى برزت عروقه بشدة.... في نفس اللحظات التي كانت حور تسير فيها باتجاهه بحسن نية وبابتسامة هادئة ارتسمت على ثغرها بمجرد ان رأته و................ 


                                    ******


يتبـع.... 


حورية بين يدي شيطان 


الفصل الثالث عشر :-


بمجرد أن اصبحت حور امامه نهض ليسحبهـا من يدها بحزم متجهًا بها نحو غرفتهم وحور تتبعه بصمت يحوي بين ثناياه قلق واضح.... 

دلف الى الغرفة ثم اغلق الباب فسألته حور حينها بتوجس :

-ماذا حدث عاصي ؟ 

رفع الهاتف امام عيناها بهدوء تام يسألها بصوت لا ينتمي للأتهام بأي صلة :

-هل أنتِ مَن أرسلتي تلك الرسالة يا حور ؟؟؟ 

اتسعت حدقتاها بفزع حقيقي... بدت لها وكأنها صفعة اخرى قاسية ستسقط عليها من حظها الحالك فنطقت بلهفة دفينة :

-لا.. ابدًا اقسم لك لم آآ..... 

ولكنه قاطعها عندما وضع إصبعه على شفتاها لتصمت... كانت عينـاه مستكينـة.. هادئة تنبض بحنان يملك زمامهـا.... ولكن يكمن خلفهـا شيء من القسوة.. شيء كالنيـران التي تختبيء خلف مقلبات الثلج !!! 

ثم نطق بصوت خشن هادئ :

-أنا اصدقك حور، ثم أنني سألتك سؤال وحيد وواضح 

دق قلبهـا بعنف مائة دقة بالثانيـة... وعقلها لا يستوعب تلك الثقة التي أعادتها لطفولتها عندما كان يفاجئها والدها بشيء ما....!! 

ابتسمت تلقائيًا وهي تقول مستنكرة :

-ولكن هل وثقت بي فجأة هكذا ؟؟؟ 

هز رأسه نافيًا وراح يخبرها بصدق :

-لا.. ولكن أي ابله يصدق أنكِ ترسلين رسالة كـهذه ومن هاتفي وتتركينها دون ان تمسحيها واسمك مكتوب بها ؟!!! حركة غبية مثل الذي فعلها 

شهقت حور بعنف وهي تضع يدها على فاهها :

-هل تقصد أن احدهم حاول توريطي ؟؟!!! ولكن لمَ ؟ 

جذبها له برفق حتى جلسـا على الفراش معًا... ثم بدأ يربت على يدها وهو يردد بنبرة واثقة صلبة :

-أنا لم اتأكد بعد،،، ولكن أعدك ستأكد قريبًا جدًا.... 

وبشكل صادم مفاجئ سألها وهو ينظر لعينـاها التي ترجعه لقرون لم يعهدها من العشق مغموسًا بالحنان الفطري :

-هل تثقين بي حور ؟؟ 

اومأت دون تردد بابتسامة طفولية :

-اكثر من اي شخص.. 

ابتسم تلقائيًا على ابتسامتهـا التي جعلت ضخات قلبه تزداد سرعـة وجنونًا لتثبت له أنه خاسر في مارثون العشق بلا منازع حتى !!.... 

مد يده يتحسس جانب وجهها برقة ثم همس برقة :

-استمري في تلك الثقة ولا تفعلين أي شيء دون علمي، اي شيء حتى لو كان صغير يا حور... ارجوكِ 

كلمته الاخيرة جعلتها تومئ دون ان تفكـر حتى... لانه وببساطة مس جوهـر قلبهـا الخاضـع لجبروت حبه فلا تملك سوى الايماء والموافقة...... 

وهو الاخر كان مأخوذ بسحر تلك اللحظة.. فاقترب منها ببطء... يود تذوق شفتاها مرة اخرى واخرى واخرى.... يود استكشاف طعم شفتاها في كل وقت فيشعر بمذاق كالعسـل بين شفتاه..... 

ولكن بمجرد ان لمس شفتاها وجدها تدفعه بعنف لتركض نحو المرحاض وتفرغ ما في جوفها.. عقد ما بين حاجبـاه بقوة ونفورها الواضح يطعنه في رجولته بعنف.....!! 

ولكن على الرغم من ذلك نهض بسرعة يلحق بها.... خرجت هي الاخرى في نفس اللحظة بوجه شاحب.. مذعور كقط صغير وما إن رأته سارعت تهمس بتوتر رهيب :

-انا آآ... اعتذر.. حقًا لم يكن بأرادتي أنا آآ.... 

ولكن قاطعها عندما زفر بقوة مغمغمًا :

-ليس هناك داعي للتبرير حور.. اقدر أنكِ شعرتي بالاشمئزاز مني !!! 

هزت رأسها نافية بسرعة وهي تخبره :

-لا لا اقسم بالله انني لم اشعر بالاشمئزاز منك ولكني لم اشعر بنفسي سوى وانا اتقيء اعتذر ارجوك لا تسيء فهمي عاصي 

اقترب منها خطوة ليعيد تصفيف خصلاتها بيداه وهو يردف بحنان احتضن كافة حروفه :

-عندما اعود سأذهب معك للطبيبة التي تتابعين معها لنعلم سبب ذلك... والان...... 

ابتسم ثم رفـع حاجباه بمكر وهو يهمس لها :

-اثبتي لي كلامك اذن ؟!!! 

سألته ببلاهه :

-وكيف اثبت لك ؟؟ 

-اقتربي وقبليني

هزت رأسها نافية بسرعة :

-لا لا مستحيل 

ولكنه شدد على حروفه وهو يكرر بمكر رجولي :

-حور... تعلمين جيدًا أنكِ ستفعلينها بالنهاية، هيا لأني سأغادر مساءًا لأكمل البحث عن أسيل واحتاج للراحة كثيرًا...... 

اقترب منها خطوتان ونظراته تحمل عبثًا مغموسًا بجرأة واضحـة... جرأة ولهفة حارة تنبـع من اعماق عاطفته التي ترتبط بها ارتباطًا متأصلاً فتطلبها وبشدة...... 

عضت على شفتاها بخجل فطري وبالفعل ضغطت على نفسها واقتربت منه بتردد... لترفع نفسها وتقف على قدمه حتى تصبح في طوله ثم قبلته برقـة بدائية هادئة على شفتاه.. ولكنه بلمح البصر كان يقترب منها وهو يقبلها بجنونه المعتاد... يأخذها في قبلة اذابت روحها قبل شفتاها... دغدغت جوراحها وجعلتها كالعادة مسلوبة الارادة في ملكوت العشق..........!! 

وبالطبع لم تنتهي الليلة بقبلة بريئة بل بمشاعر لا تنتمي للبراءة بصلة.... 


                                      ****


دلفت حور من الحديقة للمنزل لتجد المنزل هادئ تمامًا بلا صوت.. فنظرت للخادمة التي فتحت لها الباب لتسألها بنعومة :

-هل لا يوجد سواي في المنزل ؟؟ 

فأجابتها الاخرى بجدية عملية :

-لا سيدتي... السيد عاصي مع الأنسة ريهام بغرفة مكتبه في الاعلى 

كزت حور على أسنانها تلقائيًا... وبدأت مخالب الغيرة تنهش ثباتها المزيف الذي تجتهد في رسمه.... لتصعد بخطى شبه راكضة نحو مكتب عاصي..... 

ومن دون ان تطرق الباب حتى كانت تفتحه لتدخل وهي توزع انظارها بحثًا عنهم.. فصُدمت عندما وجدت ريهام تحتضن عاصي وابتعدت عنه ما إن دخلت حور..... اقتربت ريهام من حور تصيح فيها بعصبية مفرطة وكأنها وجدت الحُجة لتخرج الغل الدفين داخلها :

-كيف تدخلين هكذا فجأة دون ان تطرقين الباب حتى ؟؟؟ هل اعتقدتي أنكِ اصبحتي سيدة هذا المنزل فعليًا ؟؟!!! ولكنني أعتذر يجب ان اذكرك انكِ مجرد فصلية ذليلة في هذا المنزل....!! 

ومع اخر حرف لها كانت حور تصفعها بعنف صفعة دوى صوتها في الارجاء الساكنة.... بجرأة لم تدري هي نفسها من أين أتتها ولكن ربما الغيرة الحارقة تفعل اكثر من هذا بكثير......!! 

وقبل ان تتحرك ريهام بأي رد فعل كان عاصي يقترب باتجاه حور... اغمضت حور عيناها بقهر تحاول الثبات وداخلها يخبرها أنه سيرد لها الصفعة بالتأكيد ولكن خاب ظنها عندما وجدته يضع يداه حول كتفاها يضمها له ويلومها برقة شديدة :

-لمَ فعلتي هذا حبيبتي ؟؟ رد فعلك كان قاسي قليلاً...!! 

ذٌهلت ريهام حرفيًا.... لم تتوقع رد فعله البارد الذي كان خلفية واضحة وقاسية لرفضه لها !!!! 

بينما كانت حور في عالم آخـر وكلمة "حبيبتي" تتردد بأذنها بلا توقف....  

انتبهت لصراخ ريهام المجنون وهي تردف متسعة الحدقتان :

-هل هذا ما ستفعله فقط يا عاصي ؟؟ ألن تأخذ لي حقي ؟!!! 

رفع عاصي كتفاه بقلة حيلة مصطنعة :

-ماذا افعل ريهام ؟؟ أنتِ التي أهانتها في منتصف منزلها بكل بساطة

ظلت ريهام تهز رأسها نافية بعدم تصديق ثم حملت حقيبتها وهي تغادر مرددة بنبرة عاصفة :

-ولكني لن اصمت على تلك الاهانة يا عاصي فلتعلم ذلك لن اصمت....... 

حينها شددت حور من احتضانها لعاصي بقوة شديدة وهي تشعر بكيانها كله يرقص من الفرحة....! 


                                   *****


ترك "ثامر" أسيل كما هي لفتـرة كبيرة بحجة أنه سيتركها تتهيء نفسيًا وجسديًا لما سيحدث... ولكن على العكس كل دقيقة تمر تشعر أسيل أنها تسحب روحهـا المتأججة نارًا بجسدهـا....!! 

تبكي بانهيار وتلعن نفسها ألف مرة لأنها هربت من علي، فالان تأكدت أن " نار علي أهون من جنة ثامر الف مرة " !!!.... 

دلف ثامر بخطى بطيئة باردة وهو يقول بهدوء تام :

-كيف حالك أسولتي ؟؟؟ 

لم ترد عليه بل انزلت رأسها ارضًا وهي تتمنى أن تنشق الارض وتبتلعها افضل من الحديث معه... لتجده فجأة اقترب منها ليرفع رأسها بحركة مباغتة وهو يستطرد بتنمر :

-أنا اعد لكِ مفاجأة يجب أن تنتبهي لي جيدًا الان ! 

توقفت عن البكاء وهي تسأله بخوف : 

-ماذا ستفعل اكثر ؟؟؟؟ 

تلاعب بحاجباه بسماجة وهو يخبرها بنبرة بطيئة متمهلة :

-سأتصل بزوجك الحبيب وأخبره مكاننا ليشهد على الحدث العظيم الذي سيحدث 

إتسعت حدقتاها بفزع حقيقي ولكن رغم ذلك شيء من الاطمئنان انتشر مسيطرًا على كل خلية بهـا... لتهمس تلقائيًا :

-علي..... 

جذبها من خصلاتها بعنف يصرخ بها بانفعال :

-لا تتجرأين وتذكري أسمه امامي، سأدمره كليًا اعدك 

ثم نهض بالفعل يمسك بهاتفه ليتصل على الفندق الذي كان يقيم به علي وأسيل ثم طلب منها أن يتحدث مع علي وبالفعل اجابه علي بصوت حاد :

-خيرًا ؟؟؟ 

رد ثامر ببرود قاتل :

-هو خيرًا بالفعل يا علي، أسيل معي... في مكانها الطبيعي وبين احضاني.. ولكني أنتظرك هناك ما يجب أن تراه بعيناك 

حينها سمع زمجرة علي التي كانت كزمجرة ليث حبيس :

-أين أنت أيها ال**** أخبرني بمكانك إن كنت تملك ولو قدر طفيف من الرجولة 

-نحن ننتظرك بـ "......" لا تتأخر لانني لن انتظرك كثيرًا... 

ثم اغلق الخط وهو ينظر لأسيل التي عادت تبكي مرة اخرى بابتسامة مستفزة....... 


مر بعض الوقت ولكنه قصير وبالفعل كان علي قد وصل وهو ينادي باسم أسيل.... لترد أسيل بلهفة صارخة من وسط شهقاتها :

-انا هنا علي... تعالى ارجووووك 

وخلال لحظات معدودة كان علي امامهم ولكن بمجرد ان دلف كان رجلان يمسكان به بإحكـام بينما هو يحاول التملص من بين يداهم وهو يهدر بصراخ عالي يصم الاذن :

-أمرهم يتركوني إن كنت رجل وواجهني رجل لرجل ولكنك لا تعرف معنى الرجولة من الاساس 

بالرغم من الاحتراق الذي نشب داخل "ثامر" ولكنه قال بصوت اشبه لفحيح الافعى :

-اعتذر سيد علي ولكني سأكون مشغول بشيء اخر،،،، وهذا الشيء تحديدًا سيُثبت لك أنني رجل فعليًا !!! 


ثم اقترب من أسيل التي كانت تهز رأسها نافية بسرعة مذعورة تردد بهيسترية :

-لا لا اياك أن تقترب... لا تلمسني ابتعد اتركني 

ولكن لا حياة لمن تنادي.. ثبتها على الارض جيدًا ثم بدأ يمزق ملابسها بعنف بينما هي تصرخ بأسم علي الذي كادت أن تنفجر اوردته العصبية وهو يحاول تحرير نفسه من بين يداهم و............ 


                                   ******


بعد فتـرة....... 


أرسل "ظافر" أحد الموظفين لمنزل ريم ليجلب ملف هام خاص بعمله قد نساه مع ريم عندما أوصلها لمنزلها.... كان ذلك الرجل يكاد يصعد ولكن فجأة وجد من يكتم فاهه ويخدره فسقط ارضًا بعد أن فقد وعيه تمامًا.... ليقترب رجل اخر ويحمله بكل سلاسة بينما الثاني يصعد لمنزل ريم بدلاً من الموظف الاساسي....!!! 

بدأ يطرق باب منزل ريم بهدوء تام لتفتح له بابتسامة هادئة وهي تقول :

-أنت الموظف الذي ارسله ظافر بالتأكيد  كذلك ؟؟ 

اومأ الرجل مؤكدًا بخبث :

-نعم أنا هو... 

-انتظر هنا دقيقة سأذهب لأجلب ذلك الملف 

قالتها ريم وهي تستدير لتجلب الملف بالفعـل وهي تتذكر توصيات ظافر العشر عن المحافظة على ذلك الملف وعن اهميته الكبيرة له ولشركته.... 

عادت ثم مدت يدها له بالملف وهي تحذره بجدية يشوبها مرح :

-تفضل ولكن كن حذر لأن ذلك الملف مهم جدًا

اومأ الرجل مؤكدًا ولمعت عيناه بنصر لم تلحظه ريم البريئة وهو يهتف :

-لا تقلقي يا سيدتي في عيناي !!!........ 

وبالفعل اخذ ذلك الملف وغادر فتنهدت ريم بارتياح ظنًا منها أنها سلمت الملف بنجاح ولكنها لم تعلم أنها تودي بمستقبل للتهلكة !......


                                   *****


وبعد رحيل عاصي كانت حور تجلس في المنزل بملل امام التلفاز... عيناها على التلفاز بالفعل ولكن عقلها وقلبها مشغولان بـ شقيقها علي الذي على حسب ظنها لا يجيب على اتصالاتها المتكررة بالرغم من انه اخبرها بوضوح ان تتصل به إن واجهت أي مشكلة !!..... 

استفاقت من شرودها على صوت الخادمة وهي تخبرها بنبرة هادئة :

-سيدتي هناك مَن يريدك ؟؟ 

عقدت حور ما بين حاجباها وهي تسألها :

-مَن ؟؟ 

رفعت الخادمة كتفاها بجهل فأومأت حور موافقة وبالفعل نهضت تسير نحو الباب فوجدت "حسين" الذي تراه لأول مرة.... 

حدقت به بتركيز وهي تسأله بتهذيب :

-تفضل يا سيد... انا هي حور ماذا تريد ؟؟ 

اقترب قليلاً واخفض صوته وكأنه يخبرها بسر خطير وهو يتابـع :

-أرسلني شقيقك علي يا سيدة حور ويخبرك أن تأتي معي لترينه ! 

للحظة داهمها الشك بعنف وهي تستطرد مستنكرة :

-ولكن لمَ لم يحدثني على الهاتف اولاً ؟؟؟!!! 

بدا وكأنه متلهف وهو يتشدق بسرعة :

-انا لا اعلم شيء ولكن ارجوكِ سيدتي اسرعي ليس لدينا وقت

وبالفعل بكل سلامة نية خرجت مع حور بعد أن اخبرت الخادمة أنها ستعود سريعًا ولن تبتعد..... ولكن يبدو أنها ستبتعد.... ستبتعد كثيرًا................!! 


                                   *****


يتبـع...

تكملة الرواية من هنااااااا

تعليقات

التنقل السريع