القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية حورية بين يدي شيطان الفصل الثاني والثالث وعشرون 22-23بقلم رحمة سيد (جميع الفصول كامله)

 

رواية حورية بين يدي شيطان الفصل الثاني والثالث وعشرون 22-23بقلم رحمة سيد (جميع الفصول كامله)




رواية حورية بين يدي شيطان الفصل الثاني والثالث وعشرون 22-23بقلم رحمة سيد (جميع الفصول كامله)

حورية بين يدي شيطان 


الفصل الثاني والعشرون :- 


للحظات تجمد عاصي مكانه مذهول من الجملة التي اخترقت اذنيه كالرعد الذي شتت ثناياه بجبروته !!.... 

ألهذه الدرجة أصبحت تكرهه.. تكره تلك الحياة التي تجمعهم سويًا بين احضانها وإن كانت قاسية قليلاً.. ؟!

أطرق رأسه ارضًا بصمت تام... الأجابة لن ترطب تلك الجروح التي اصبحت تنزف بلا توقف.. الاجابة ستصبح السم لها وليس الترياق !!.... 

سمع صوتها الحاد وهي تسأله صارخة باستنكار :

-ألهذه الدرجة حياتي ليست لها قيمة عندك حتى تصمت هكذا ؟؟ 

حينها رفع رأسه.. وعقله مَن كان يجيب لا قلبه المكتوي ألمًا :

-إن كانت هذه الروح ليست لها قيمة عندكِ لتضعينها في اختيارات.. فكيف ستصبح لها قيمة عند الآخرين ؟؟ 

رده كان قاسيًا نعم... ولكن احيانًا يكون العلاج لاذع كالعلقم !!.... 

ثم بدأ يقترب منها ببطء وهو يكمل بصوت اجش غير مصدق :

-تقولين أنني ذنب يكفره الله لكِ في الدنيا ثم تودين الموت كافرة ؟!!! 

ارتعشت شفتاها وهي تهمس بصوت شاحب :

-الموت كافرة !!! 

اومأ مؤكدًا وراح يخبرها بصلابة لا تحمل ذرة من التردد :

-نعم.. لأنني لن أطلقكِ ابدًا.. سبق واخبرتك انكِ ستظلين زوجتي لحين موت احدنا !

لحظة كانت الفاصل فخرجت هي من حالة الأستكانة لحالة الهياج الهيستيري وهي تصرخ فيه بانفعال:

-ولكني لا اريد ذلك لمَ لا تحاول أن تفهمني ؟! 

ظهرت شبح ابتسامة ملتوية على ثغره وهو يقول :

-ولأنني أفهمك أقول ذلك

ثم همس داخله بحروف تمنى لو تخرج للنور 

" أقول ذلك لأنكِ إن شعرتي برفضي ومبالاتي مرة أخرى ستشعرين بشيء اسوء بمراحل من الان !! " 

استدار وكأنه سيرحل ثم هتف بهدوء تام برغم الأمواج التي تتقلب في بحور مشاعره :

-سأغادر.. لأترككِ تقررين ما تودين فعله، تموتين كافرة بعد كل ذلك ام تعيشين معي ! 

وبالفعل خرج ولكنه وقف امام الباب وقلبه ينتفض بارتعاد حقيقي.... ماذا لو فعلتها ؟؟!!!! 

ماذا لو رفضت أخر خيط ينساب من املها وإيمانها ؟!!..... 

لم يستطع الانتظار ففتح الباب بسرعة ليجدها قد نزلت بالفعل ورأسها ارضًا... 

من دون تردد ركض نحوها ليضمها له بكل قوته.. يضمها له لدرجة انها شعرت أن ضلعاها سيُكسرا !.... 

يدفن وجهه عند رقبتها التي يغطيها شعرها الناعم... يلثم رقبتها بعمق وكأنه يود الشعور بها فعليًا.... ليخرج صوته متحشرجًا من شتى المشاعر :

-لا تفعلين بي ذلك مرة اخرى، ارجوكِ !! 

حاولت هي ابعـاده ولكنه كان أقوى... بدأت تشعر بتلك الذبذبات تعاود تشتيت صلابتها المصطنعة... خاصةً وأنفاسه الحارة تصفع رقبتها بعنف عاطفي وكأنها تقص عليها مدى شوق صاحبها لها.....!! 

واخيرًا استطاعت دفعه بعيدًا عنها ليمسك هو وجهها بين يداه.. عيناه تخترق حواجز جمود عيناها وصوته الخشن يخرج باتزان وهدوء تام :

-ستظلين زوجتي.. أنتِ امرأتي.. ملكي.. عشقي.. أنتِ كُتبتي على أسمي وفي قدري للأبد 

ثم احتدت نبرته قليلاً وهو يحذرها :

-ولكن ذلك لن يجعلني أتهاون معكِ إن كررتي ما فعلتيه 

زفرت هي بصوت مسموع ثم دفعته بعيدًا عنها تمامًا.... لا تنكر تلك الفرحة التي تسربت لثغورها من حديثه الذي لطالما انتظرته... ولكن لا مانع ايضًا اذا ردت له قليل مما فعله بها !...... 

..........................


بينما في الاسفل كان علي يركض سابقًا المأذون الذي أحضره لتقف امامه والدة أسيل فجأة مغمغة :

-من الذي سمح لك أن تدخل ذلك المنزل ؟؟! 

كز على أسنانه بعنف وهو يخبرها بصوت حاد :

-شقيقتي المُحتحزة بذلك المنزل هي مَن أعطتني ذلك الحق 

وقبل أن تنطق بالمزيد كان يركض نحو غرفة حور... فتح الباب دون تردد ليجد حور تكاد تخرج فاحضتنها بسرعة ملهوفة وهو يهمس متساءلاً بنبرة استوطنها التوجس :

-هل انتِ بخير؟؟ هل فعل لكِ شيءً ؟!!! 

هزت رأسها نافية ولكن قبل أن تنطق كان هو يحدق بعاصي بنظرة عدائية شرسة ويردد :

-لا تخافي إن فعل.. اقسم ألا اتركه إلا بعد أن اخذ حقكِ منه !!! 

هزت رأسها نافية وهي تضم وجهه بين يداها بحنان :

-لم يفعل اقسم بالله، لا تقلق عليّ يا علي لم اعد حور تلك التي تصمت ! 

عقد علي ما بين حاجباه وهو يسألها :

-وما الذي تغير فجأةً هكذا ؟؟ 

والاجابة كانت من عاصي الذي تدخل ليجيب بصوت اجش ولكنه هادئ :

-الذي تغير أنك لم تعد قاتل حسين يا علي، ما اكتشفته مؤخرًا أنك لست القاتل !!!! 

والصدمة تلك المرة كانت من نصيب علي الذي إتسعت عيناه بذهول واضح.... للحظة شعر أن تلك الدنيا ما هي إلا فجوة... فجوة قاسية تبتلعك دون أن تشعر ولا تتركك إلا بعد انتشال قوي من القدر....!! 

فهمس بحروف مقطعة وكأنه يحاول الاستيعاب :

-لم آآ... لم افهم !!!! 

تنهد عاصي مقتربًا منه ثم استطرد :

-اخبرني احدهم أنه مريض نفسي وهو الذي قتله بعد أن هربت أنت وحور من مقر الحادث.. يعني أنت تركته على قيد الحياة ! 

هنا سمعوا شهقة حادة من "والدة عاصي" وأسيل اللتان استمعتا للجملة الأخيرة.... الصدمة مُفرحة أضافت لونًا زاهيًا لصفحات تلك الحياة... ومُحزنة ايضًا قضت على وردية ما تبقى من تلك الحياة !.... 

ركضت بسرعة تجاه اسيل تجاه عاصي تسأله :

-عاصي.. عاصي هل أنت متأكد ؟؟ 

اومأ مؤكدًا بتنهيدة عميقة :

-اولاً ما الذي يجعل شخص يتهم نفسه بجريمة لم يفعلها، ثانيًا التوتر الذي كان واضحًا على مظهر شقيقه يوضح أنه صادق.. ثالثًا أنا لن اصمت سأجده وسأتحقق من ذلك وسأدخله مستشفى الامراض العقلية إن كان مريض فعلاً....

حينها نطقت والدته بصوت مذبذب ضائع شارد :

-لا اعلم ما اقوله سوى.... سامحوني ! خاصةً أنتِ يا حور رجاءًا.. قدري لي روح الام التي كانت تحترق !! 

وحور لم تبدي أي رد فعل... بل كانت صامتة إلى أن قالت بصوت خالي من التعبير :

-وانا لن اغفر لأن روحي احترقت منذ زمن !! 

ثم غادرت تلك الغرفة لتلحق بها أسيل وعلي... ولكن قبل أن يخرج علي أوقفه عاصي مناديًا :

-انتظر لحظة 

نظر له علي بطرف عينـاه ليتنحنح عاصي قبل أن يقول بحروف أجبرها على الخروج :

-أنا لن أعتذر لك لأنك بالتأكيد كنت ستفعل اكثر ما فعلته انا إن كنت مكاني لأنك رجل مثلي، ولكن إن كنت سأعتذر فـ سأعتذر لحور بل أرجو إن تطلب الأمر 

وقبل أن ينطق علي كان عاصي يشير له بإصبعه محذرًا بشراسة :

-ولا تظن أنك ستستطع تطليقها مني !! لن تخرج من ذلك المنزل 

في تلك اللحظة تذكر علي ذلك المأذون فركض للأسفل بسرعة ليجده قد غادر !..... 

تنهد بخفوت لينظر لعاصي مغمغمًا بصوت رجولي جاد :

-لن أستطع أن احكم لأنني لم اكن متواجدًا مع حور ولن اشعر بشعورها مهما كنت قريب منها، لذلك سأترك لها الحكم.. إن ارادت الطلاق فهو كذلك وإن لم ترد فلن اجبرها..!

وهنا كانت المشكلة تكمن بالنسبة لـ عاصي !...  

ولكن عينـا وعقل علي كانا على نقطة مُحددة.. وهي ان حور لو ارادت الطلاق فعليًا ما كانت ترددت وهي تسأل علي عن المأذون الذي طلبته.. ولكنها تناسته !!.... 

وقبل أن ينصرف علي كانت اسيل تقترب من عاصي مرددة بهدوء ناعم :

-عاصي هل يمكن أن يظل علي معي في غرفة الضيوف 

اعترض علي بحدة :

-اسييييل.. انا لا اتوسل لأي شخص ! سأظل بذلك الفندق حتى نجد لنا منزل مناسب 

هزت رأسها نافية بضيق لينطق عاصي حينها بجدية :

-يمكنكم البقاء مؤقتًا.. لأن أسيل لها نصيب في هذا المنزل مثلي تمامًا 

ثم غادر بكل هدوء لتظل أسيل تتوسل علي البقاء وهي تقنعه أنه سيظل بقرب حور مستغلة نقطة ضعفه.............! 


                              ***** 


بعد فترة........ 


كانت أسيل مع علي في الغرفة التي خُصصت لهم... تنتقل معه من هنا إلى هنا بسعادة.. إلى أن جذبها له فجأة بقوة لدرجة أن سقط على الفراش وهي فوقه...  

إنحسرت الكلمات بين شفتاها واضطربت أنفاسها وهي تعي ذلك القرب الذي أجج عاطفتهما..... 

استندت على صدره بيداها وهي تهمس بصوت متوتر :

-علي.. اتركني ماذا إن دخل احدهم ؟؟ 

هز رأسه نافيًا،،، ثم تابـع بعبث يخبرها :

-لن يحدث لأنني أغلقت الباب 

ثم فجأة نهض لينقلب فينعكس الوضع فتصبح أسيل اسفله وهو فوقهـا... رفع أصابعه يتحسس جانب وجهها برقة تُذيب الحجر.. ! 

وأنفاسها المضطربة كانت كالوقود الذي يُصب على نيران شوقه وعشقه لها.... 

فاقترب اكثر من وجهها وهو يسألها بخشونة :

-هل تعلمين مدى شوقي لكِ ؟؟!!! 

هزت رأسها نافية بدلال... عيناها ترسم شوقها هي الاخرى له... لقربه... لكلماته المعسولة التي تدغدغ انوثتها..... لكل شيء !! 

ثم همست ببحة انثوية :

-لا.. لا اعلم... هل يمكنك أن تخبرني ؟؟؟ 

عض شفته السفلية وهو يغمزها بطرف عيناه بمكر مشتاق :

-على الرحب والسعة سيدتي ! 

وفي اللحظة التالية كان يقتنص قبلة عميقة لشفتاها علها تروي شوقه وجنونه اللذان مذقاه في بُعدها تلك الفترة.... 

وهي كالعادة مستسلمة... مؤيدة لذلك الطوفان الذي يسحبها معه... ولكن قبل أن تتجرأ يداه أكثر كانت تبتعد هي لتردد بسرعة :

-علي.. علي انتظر 

نظر لها متساءلاً بأنفاس سريعة :

-ماذا ؟؟ 

أخبرته بنبرة طفولية متوسلة :

-يجب أن تحضر كل شيء يخصك من ذلك الفندق وانا يجب ان اشتري شيء من الصيدلية ضروري 

حينها أستعاد رشده فسألها مستفسرًا :

-تذكرت... هل علمت والدتك أنكِ لستِ حامل ؟؟ 

هزت رأسها نافية بهدوء :

-لا بالطبع لم أخبرها، ولكن طالما عرفنا جميعنا حقيقة ما حدث لا داعي لهذه الكذبة !!! 

اومأ علي موافقًا ثم نهض يهندم ملابسه وهي كذلك.... إلى أن انتهيا فمر على حور ليسألها إن ارادت شيئًا ولكن بالطبع لم ترد..... 

غادرا المنزل معًا ليركبـا سيارة اجرة.... 

وعلى بُعد مسافة كان شخصان يراقبانهم من بعيد... فأخرج احدهم الهاتف ليتصل بشخص ما فأتاه صوت سارة بهدوء بعد قليل :

-هل تم ؟ 

هز رأسه نافيًا :

-لا.. ليس بعد... خرجا الان من المنزل 

-بمجرد أن تهبط من السيارة نفذ على الفور 

-امرك سيدتي 

ثم اغلق الهاتف وهو يلحق بهم بسرعة... وبالفعل بعد مسافة وصلا فترجل علي من السيارة وهو يخبرها بهدوء :

-انتظريني هنا سأحضرهم وآتي بسرعة 

اومأت موافقة ولكن ما إن نزل علي حتى رأت هاتفه الذي يبدو أنه سقط منه فامسكت به وهي تنزل من السيارة بسرعة تلقائية وهي تنادي على علي :

-علي انتظر لقد آآ........... 

ولكن فجأة كانت السيارة تقترب منها بسرعة رهيبة ليصرخ كلاً من أسيل وعلي برعب ولكن تلك السيارة لم ولن تكن تستوعب تلك الصرخة المذبوحة فاصطدمت بها دون مقدمات...............!!!!!!!!! 


                            *****


خلال لحظات كانت ريم تتصل بـفريق الاطفاء وسط انهيارهـا الهيستيري... كلمات ذلك اللعين كانت كالتعويذة التي تقلب حياتها رأسًا على عقب !!!!!..... 

ركضت كالمجنونة بعدها تستقل أول سيارة اجرة تقابلها وهي تخبره بعنوان شركة "ظافر" 

وبالفعل وصلت بعد فترة... في نفس الوقت الذي وصلت به سيارات الاطفاء...... 

ولكن منظر تلك النيران التي تشتعل بالشركة من كل جانب مؤذي للقلب.... مؤذي بدرجة كبيرة حتى أنها شعرت أن تلك النيران أشتعلت بقلبها هي...!!! 

دقائق عديدة وكانت تلك النيران خمدت بالفعل فركضت ريم تدفع جميع البشر بحثًا عن ظافر او حتى..... جثمانه !!... 

واخيرًا وجدت احد عناصر الأسعاف يحملونه فركضت معهم وهي تبكي بانهيار صارخة بأسم ظافر.... 

وصلا بعد قليل الى المستشفى وريم لم تتوقف لحظة عن الابكـاء....  

دلف معهم الى غرفة الطوارئ حينها أخرجت ريم هاتفها تتصل بوالداه لتسمع صوت والدته الهادئ يقول :

-اهلاً يا ابنتي كيف حالك ؟؟ 

خرج صوتها مبحوحًا وهي تحاول التوقف عن البكاء مرددة :

-بخير ولكن ظافر آآ ظافر لقد تعرض لحريق بشركته وهو في مستشفى "......" الان 

سمعت صرختها بوضوح وهي تتمتم :

-ماذا تقولين ريم !! 

ثم أغلقت الهاتف دون كلمة اخرى لتركض ترتدي ملابسها وهي تتوجه نحو المستشفى بالطبع... 


وبعد فترة اخيرًا خرج الطبيب الذي كان يتنفس بأرهاق ماسحًا وجهه فسألته ريم بخوف :

-ماذا حدث ايها الطبيب ؟؟ 

تنهد وهو يجيبها :

-الحمدلله هو بخير سيدتي لا تقلقي.. لقد قمنا باللازم وسيتحسن بأقرب وقت إن شاء الله ! 

هبطت دموع ريم الحارقة على وجنتاها الناعمتان وهي تهمس له :

-شكرًا... شكرًا كثيرًا 

غادر الطبيب بعد أن اخبرها بابتسامة هادئة :

-يمكنكِ رؤيته بعد أن يتم نقله لغرفة عادية.. 

حينها لمعت عينـاها باحتراق روحها... بنيران ذلك الخوف الذي أحرقها داخليًا.... وبشراسة الانثى.... أخرجت هاتفها وهي تحمد الله أن هاتفها به برنامج تسجيل المكالمات الذي يسجل كل المكالمات تلقائيًا.... 

استمعت لتلك المكالمة القصيرة ثم اتصلت بالشرطة بكل هدوء... لأنها وببساطة على يقين أن ظافر لن يفعلها ويخبر الشرطة ابدًا حتى لا يفتح ابواب الجحيم عليه !!!!! 

ولكنها ايضًا وبنفس البساطة ليس لديها أهم من حياته... سمعت الصوت من الجهة الاخرى على الهاتف فنطقت بجدية متزنة :

-الشرطة... أريد أن اقدم بلاغ هناك مَن قام عمدًا بإحراق شركة "......" وقد راح عددًا ضحية ذلك الحريق ... 


                          ****


بعد فترة....... 


استجاب عاصي لذلك الصوت الذي يأتي من ركن عميق وبعيد داخله يخبره انه ربما لو احضر لها بعض الاشياء التي تُسعد أي انثى ربما يبدأ ذلك الحاجز بينهما بالتصدع...! 

 دلف عاصي للغرفة التي تقطن بها حور.. تنحنح وهو يقترب منها مغمغمًا بصوت هادئ :

-هيا انهضي ارتدي ملابسك 

عقدت ما بين حاجبيها وهي تسأله :

-لماذا ؟؟ 

مسح طرف أنفه بتوتر ثم تشدق بـ :

-سنذهب لنشتري لكِ بعض الاشياء ثم نتناول عشاءنا في احدى المطاعم 

هزت رأسها نافية ببرود :

-لا اريد شكرًا لك..... 

حينها اقترب ليسحبها من ذراعها قائلاً بصوت حاد بعض الشيء :

-لا اسألك عن رأيك يا زوجتي، انا اريد ذلك ولا يوجد سواكِ يأتي معي.. هيا عزيزتي 

تأففت حور اكثر من مرة بملل وبالفعل اطاعته بنفاذ صبر..... 

وصلا بعد فترة احدى المحلات لشراء بعض الملابس... تركته حور دون اهتمام كالعادة وتقدمت تنتقي بعض الاشياء.... ثم توجهت للغرفة الصغيرة الموجودة بالمحل لقياسهم وبالطبع دون أن توجه له كلمة واحدة حتى وكأنه هواء ليس له قيمة عابر !!!!..... 


كانت ترتدي فستان طويل حتى كعبي قدماها ولكنه مفتوح من عند الظهر... كانت حور قد خلعت ذلك التيشرت الذي ترتديه لتراه كما يجب ان يُرتدى.... 

ظلت تنظر للمرآة بتفحص وفجأة وجدت عاصي يدلف فشهقت وهي تزمجر فيه بغيظ :

-هيا اخرج عاصي 

هز رأسه نافيًا بمكر ومن ثم أردف :

-حقي كمواطن أن أرى ما ستشتريه زوجتي !! 

عضت على شفتاها بحرج واضح... اقترابها منه يُهلك حواسهـا ويجبرها على الخضوع وهذا اخر شيء تريده الان.... 

بدأ عاصي يقترب حتى كاد يكون ملتصقًا بها.. فهمس امام وجهها بأنفاس الخشنة التي بدأت تثقل شيءً فشيء من ذلك القرب المُهلك... :

-ولكن لدي اعتراض على ذلك الفستان إن كنتي سترتديه خارج المنزل 

رفعت عيناها التي تموج بعاطفة عصفت بهم لتسأله :

-ماذا ؟؟؟ 

وفجأة إرتعشت حرفيًا عندما شعرت بأصابعه الخشنة تتحسس الجزء الظاهر من ظهرها ببطء جعل قشعريرة باردة تسير على طول عمودها.. خاصة وهو يسير صعودًا ونزولاً بإصبعه هامسًا  مثخن بالعاطفة :

-يُظهر جزءًا منكِ لن يراه سواي !!!! 

وبالرغم من انه يعلم أنها "محجبة" لن ترتديه دون شيء اسفله ولكنه كان كالمتلهف لأي فرصة لقربهـا..... 

ولتتخلص حور من ذلك الجو المعبء بشتى المشاعر ابعدته وهي تقول :

-لدي شرط واحد وحينها أفكر بالعودة والغفران عاصي 

ظهرت اللهفة بصوته وهو يسألها :

-ما هو ؟؟؟ 

وما إن أخبرته كان يقترب منها مرة اخرى ولكن بخطوات تملأها الشراسة التي أشعرتها أنه على وشك الانقضاض عليها و...............  


                            *****


يتبـع...! 


حورية بين يدي شيطان 


الفصل الثالث والعشرون :- 


طارت الحروف من بين شفتاها وهي تفكر في حل لتلك المعضلة التي ألقت نفسها بين حفرتها بكل سذاجة !!... 

خاصةً عندما أصبح امامها مباشرة يضغط على ذراعها بقوة وهو يسألها مستنكرًا :

-ماذا ؟؟ عيدي ما قلتيه مرة اخرى 

بللت طرف شفتاها بتوتر ثم راحت تخبره بحروف متفرقة مزقها التوتر والقلق :

-قلت أنني أحتاج أن ابتعد تمامًا، وأن أجد عمل لنفسي واعتمد على نفسي وأن انسى وجودك في حياتي مؤقتًا.. وإن لم استطع النسيان يحق لي طلب الانفصال النهائي وايجاد شريك حياة مناسب لي !!! 

بالرغم من أنها تعلم استحالة تنفيذ ذلك الشرط الذي كان كاللون الأسود الحالك الذي لا يُضفي سوى ظلامًا على خلفية حياتهم سويًا... إلا أنها لم تجد سواه مهرب تلجأ له للهرب من براثن عاطفته التي كادت تسحبها بين طياتها.....

ولكن على العكس ازداد قربه منها وهو يهمس بصوت أجش غير مصدق :

-وهل تتوقعين مني الموافقة على ذلك الجنون؟؟!! 

هزت رأسها نافية بسرعة ببراءة :

-لا، ولكني احاول أن اشرح لك أنني احاول إيجاد حل اوسط لنا ولكنك ترفض !! 

وكالعادة أستخدم سحر اصابعه التي تُسلط على جوارحها الانثوية الفوضوية فتجبرها على الخضوع.. بدأ يتحسس وجنتها بحنان بإصبعه وصوته الهادئ شابه الرقة والحنان والحزم في آنٍ واحد وهو يخبرها :

-أنا لا استطيع الابتعاد عنكِ ولو ساعة واحدة وأنتِ تخبريني أنكِ ربما تقررين الأنفصال النهائي في نهاية المطاف !!!! 

حينها نفضت هي يده هي عنها بعصبية وهي تزمجر :

-لا تحاول لمسي مرة اخرى !! سيطر على يداك اولاً ثم نتحدث فيما بعد 

لا يدري أيضحك لأعترافها بتأثيره الغائر فيها ام يبكي لأنها ترفض ذلك التأثير.. ؟! 

سمعها وهي تكمل بهدوء ولكنه حاد :

-والان هيا إلى الخارج أريد تبديل ملابسي

أغمض عيناه يحاول تنظيم أفكاره.. يحاول الهدوء ليستطع تخطي حاجز امواج جنونها تلك بمهارة... وبالفعل فتح عيناه ليومئ مؤكدًا بجدية :

-لا تتأخري لأنكِ لو تأخرتي سأدخل وأرى كل شيء ! 

إتسعت عيناها وهي تصرخ فيه بحرج واضح :

-سافل لم ترى ثلاث دقائق تربية !!! 

ضحك حينها بصخب ثم استدار يغمزها بطرف عيناه بينما يتابـع بنبرة تبدو بريئة ولكنها عكست تيار البراءة لتختلط بأعاصير المكر :

-لمَ ؟؟ في النهاية أنا لن أرى شيء لم اراه حبيبتي 

شتمته حور بصوت منخفض وهي تغمض عيناها بنفاذ صبر،،، فاستسلم هو وخرج ضاحكًا... 

نظرت حور لأثره بصمت شارد.... لا تدري إن كانت الخطوة التي هي مُقدمة عليها صحيحة ام لا... ولكنها تراها علاج وإن كان مؤقت لذلك الأنهيار الروحي...... 

أغلقت الباب جيدًا ثم بدلت ملابسها بلهفة لتفتح الباب الصغير عله يكون يُخرج من ذلك المكان بدلاً من الهرب من الباب الرئيسي....!! 

وبالفعل حالفها الحظ فوجدت الباب يطل على الشارع الخارجي.. لذا ومن دون أن تفكر مرتان كانت تخرج راكضة.... 

بدأت تركض بسرعة حتى خرجت للشارع الرئيسي وهي تلهث... أوقفت أول سيارة اجرة قابلتها وهي تنطق بأنفاس منقطعة :

-هيا بسرعة ارجوك توجه لـ "......"


وبالفعل إنطلق السائق حينها بدأت تتذكر عندما أخبرها عاصي وتركها ترتدي ملابسها 


فلاش باك###


أخرجت هاتفها بسرعة تتصل بـ علي الذي أجاب بعد دقيقة هادئًا :

-نعم حوريتي 

ردت بصوت جاد ومتعجل:

-علي سأخرج مع عاصي الان وسأهرب منه بأي شكل، لن يعلم والدي ولا هو بمكاني وأنت ستساعدني لأقيم بالمنزل الذي في "....." الذي أشتريته من صديقك الذي غادر البلاد ليعمل منذ زمن.. هذا المنزل بمكان بعيد ومناسب جدًا.. أتتذكره ؟!!! 

اومأ علي مؤكدًا وترك عمله وهو يسألها بصوت لم يستطع كتم صوت رنين الصدمة والذهول منه :

-نعم ولكن... كيف وآآ.... عاصي !!! 

فتنهدت بصوت مسموع وهي ترجوه :

-علي ارجوك.. أتركك من أي شيء وهيا ارسل لي عنوان ذلك المنزل واخبرني أين اجد مفتاحه 

دقيقة... اثنان... كانت المهلة التي استغرقها علي ليفكـر دون عمق... يفكر فقط بما يكن كالجدار لتستطع شقيقته الاستناد عليه.....!! 

وبالفعل هتف بعدها بجدية يخبرها :

-عندما تصلين للعنوان الذي سأرسله لكِ برسالة ستجدين منزل رجل عجوز امام ذلك المنزل، انا سأتصل به واخبره أنكِ ستأتي وتأخذي المفتاح منه وهو سيساعدك بكل شيء وبعد فترة انا سآتي للاطمئنان عليكِ... 


باك###


تنهدت حور اكثر من مرة بصوت مسموع... ربما احيانًا نُجبر على السير في خطا كالأشواك بالنسبة لنا... ولكنها تظل أفضل من خطا نحو الجحيم !!..... 

............................... 


بينما عند "عاصي" جن جنونه بمجرد أن رأى تلك الغرفة فارغة.... إتسعت عيناه بذهول وجملة واحدة يرفض عقله إستيعابها تتردد امام عيناه... أن حوريته فرت هاربة من بين يداه... لم تعد تريده فعليًا.... هربت وربما لن تعود... لن يراها... لن ينعم بدفء احضانها وإن كان رغم ارادتها... لن يوبخها إن اخطأت.... 

لن يفعل ولن يفعل ولن يفعل.......  

حينها صرخ بجنون وهو يضرب ذلك الحائط بعنف :

-حـــــور.....!! 

الصرخة خرجت من أعماق روحه الجريحة.. يا الهي ما أقساه شعور ! ... 

شعور كالسكين البارد الذي ينغرز بمنتصف قلبه أنه مرفوض تمامًا من أكثر شخص يعشقه في تلك الدنيـا...!!!! 


                           ****** 


الدقائق التي مرت على "علي" كانت أقسى ما يمكن، كانت سيئة لدرجة أنه تمنى لو لم تكن تنتمي لتاريخ حياته !!...

لحظة كانت كـ رسمة سريعة حاكها القدر لتلك الحياة الحالكة إن اصبحت فارغة ممن نعشقهم..... 

صرخ بذبذبات مذبوحة وهو يحتضن أسيل التي فقدت الوعي.. وحدث كل شيء بأقل من لحظات... شخص ما كان أقرب لـ أسيل فجذبها بعنف قبل أن تصطدمها السيارة تمامًا فلم تطل السيارة سوى جزءها الأيسر فقط.... 

بدأ علي يهزها بلهفة وهو يصيح باسمها :

-أسيل... أسيل هيا حبيبتي افتحي عيناكِ 

تقدم احدهم بزجاجة عطر له وردد بشفقة :

-تفضل 

بدأ علي يوزع بضع قطرات منها على وجه أسيل التي استجابت بالفعل وبدأت تفتح عيناها ببطء وهي تحاول تحريك ذراعها متأوهه بألم عنيف يحط بذراعها وكتفها الأيسر.... 

احتضنها علي بقوة مغمضًا عيناه وهو يتنفس بشكل مضطرب وكأنه كان على وشك أن يفقد تلك الحيـاة... للحظة كاد يجن جنونه وهو يتخيل حياته بدونها !!!!.... 

رفع رأسها له يتحسسها بلهفة وهو يسألها بقلق وخوف واضحان :

-هل أنتِ بخير ؟؟ بماذا تشعرين ؟؟ 

هزت رأسها عاقدة حاجبيها بألم ثم أردفت لتخبره :

-أنا بخير ولكن... كتفي وذراعي يؤلماني 

ومن دون تردد او تفكير كان علي يحملها بين ذراعاه بلهفة ويتجه بها نحو سيارة الاجرة التي كانت تنتظرهم ليصرخ في السائق أن ينطلق نحو اقرب "مستشفى"... 

حتى أنه لم يتذكر أن يشكر ذلك الشخص الذي انقذ حياتها....... 


وصلا المستشفى فكان علي كالمجنون في تصرفاته وحديثه مع الممرضات او موظفين الاستقبال بينما اسيل تحاول تهدأته هامسة :

-علي.. اهدأ انا بخير اقسم لك.. إنه مجرد ألم في الذراع ! 

لم يرد عليها حتى دلفـا إلى طبيب العظام.. تقدم منهم بهدوء وهو ينظر لأسيل متساءلاً بنعومة :

-ما الذي حدث بالظبط هل يمكنكِ اخباري ؟؟ 

حينها صرخ فيه علي بنفاذ صبر :

-وهل أنت نجار ام ماذا ؟؟؟ افحصها لتعلم ما الذي حدث لذراعها 

تجاهله ذلك الطبيب ببرود وهو يقترب من أسيل ينوي امساك ذراعها ومنقطة كتفها ولكن صرخة علي التي كانت مغموسة بغيرة عاشق مجنون أوقفته :

-ماذا تفعل ؟!!! ابتعد عنها حالاً 

عقد الطبيب ما بين حاجباه بتوتر ليرمقه علي بنظرة حادة مُحذرة... نظرة حارقة نبعت من تلك النيران التي تحرق روحه بمجرد تخيل أنه يمس اي جزء من جسدها !!.... 

ليقول بصوت أجش :

-احضر أي ممرضة لتساعدك ولكن أنت لن تمسها ابدًا.... 

تأفف الطبيب بملل وكاد يعترض ولكن مظهر علي الذي بدا وكأنه على وشك ارتكاب جريمة جعله يومئ موافقًا على مضض... 

وبالفعل خرج يبحث عن ممرضة 

حينها ظهرت ابتسامة أسيل التي كانت تحاول تماسك نفسها بصعوبة،، غيرته الرجولية تعطيها شعور رائع يمس دواخل دواخلها بعمق مداعبًا بريق العشق الذي تكنه له.... 

نظر لها علي بطرف عيناه ليسألها بحدة :

-هل أعجبك ذلك ؟؟ 

اومأت مؤكدة بابتسامة ماكرة متناسية ألمها :

-جدًا 

حينها استدار علي يُغلق ذلك الباب بكل هدوء ثم جذبها برفق من يدها السليمة وهي تسير معه ببراءة بلهاء.... 

ولكن فجأة إتسعت عيناها عندما اكتسح شفتاها بقبلة عميقة شغوفة ينتشلها بنفاذ صبر من شفتاها !!!... 

قبلة اصبحت عدة قبلات تفقده صبره وتزيد اشتياقه لها... قبلة شهدت على تناغم رائع معزوف بينهما وقلوب طارت محلقة في سماء تلك العاطفة الجياشة...... 

واخيرًا تركها يلتقط أنفاسه وكأنه كان في سباق عنيف استهلك مشاعره كافة.. يحدق باحمرارها الذي يدعوه لأكمال ما بدأه ولكن الوقت والزمان خاطئ!!!!..   

تنفس رائحتها بعمق وهو يخبرها بصوت خشن مثقل بالعاطفة :

-كنت أحتاج لتلك القبلة وبشدة......!!!!! 

بينما هي تستند عليه بصمت مغموس بالخجل الواضح وهي تتيقن في كل دقيقة أنها تخطت مرحلة عشق ذلك الرجل بكثير.......

                                

                           ******


وصل الرجلان للمكان الذي سيتقابلان به "سارة"... بمجرد أن وصلت ترجلت من سيارتها تقترب منهم متساءلة بتوتر بدا واضحًا حتى لأعمى العينان :

-ما الذي حدث ؟؟ هل نفذتما ؟!!! 

هز احدهم رأسه موافقًا بنبرة شبه مترددة :

-نعم ولكن..... 

صرخت فيه بنفاذ صبر :

-ولكن ماذا اخبرني مباشرةً دون تردد 

تأفف بحدة قبل ان يتابـع بحدة شارحًا لها :

-عندما اوشكنا أن نصطدم بها ظهر شخص فجأة وانتشلها قبل أن نصطدم بها تمامًا فاصطدم الجزء الايسر منها فقط بطرف السيارة ! 

إتسعت حدقتـا سارة بغضب أعمى شيطاني وهي تزمجر فيهم بجنون :

-ماذا تعني !!!! لم يتحقق اي شيء ولن استفاد بشيء 

بدأت تتحرك بعصبية وهي تفكـر....

لن تهدأ قبل أن تنتقم لحبيبها الذي ألقوا به في السجن وستحرم منه ربما سنوات...... 

نعم حبيبها.... حبيبها ثامر الذي استطاع إقناعها بمهارة أنه لم يعشق أسيل يومًا... 

 ببساطة رسم بعقلها ما يريد رسمه فقط !!!!

عادت تنظر لهم مرة اخرى وهي تأمرهم مفكرة :

-ستعيدون ما فشلتم به ولكن آآ...... 

قاطعها ذلك الرجل بحدة قائلاً :

-بالطبع لا.. الشرطة ستبحث في ذلك الأمر بالتأكيد لأنه من الواضح أنه ليس صدفة وخاصةً أنه بكل تأكيد يوجد كاميرات مراقبة امام الفندق !!!!! 

سألته زاجرة بغيظ :

-ماذا تعني؟؟

اجابها ببساطة : 

-أعني ستعطينا نصف الاموال التي اتفقنا عليها فقط لاننا لم نكمل المهمة على اكمل وجه ولكنها بالتأكيد تأذت 

هزت رأسها نافية برفض قاطع :

-لا.. بالطبع لا... ليس قبل أن تنفذا ما أريده 

حينها فاحت نبرة شيطانية ماكرة لا تضاهي تفكيرها الصغير ولو بذرة من الاول الذي حذرها بخبث :

-ايتها السيدة الصغيرة لا انصحك بمعارضتنا لأن الثمن سيكون غالي .. جدًا 

عقدت ما بين حاجبيها تسأله متوجسة :

-ماذا تقصد ؟!!!! 

بدأ الاثنان يقتربـا منها والخبث يتراقص بين حدقتاهما والاول ينطق :

-نقصد أن حينها سنقضي بعض الوقت الممتع معكِ ونعتبر أننا دفعنا تلك الاموال لمتعتنا ليس لدينا أي مانع بالأضافة إلى أننا سنبلغ الشرطة بكل شيء لتتعلمي أن لا تعبثي مع من هم اكبر منكِ يا صغيرة... 

إتسعت عيناها بفزع ولكن قبل أن تستطع الركض كان الاول يمسكها جيدًا ويضعها على الارض بعنف بينما الثاني بدأ يمزق ملابسها وصرخاتها تتعالى في الارجاء ولكن بالنسبة لقلوب لا يطل عليها نور الحياة فهي صماء عن ذلك الصراخ المستنجد.......... 


                           *****


بعد مرور أسبوعان........ 


أسبوعان مرا على عاصي وكأنهم دهر... دهر قاسي يمزق داخله رويدًا رويدًا..... بحث عنها بكل مكان... كل مكان يمكن أن تذهب إليه ولكن لم يجدهـا... لم يجدها حتى كاد أن يفقد عقله فعليًا.....!! 

وقد اكتشف أن اقوى عقاب وعلقم لروحه العاشقة هو ابتعادها عنها فشعر أن روحه تُسحب منه ببطء......  

نظر لعلي الذي يدلف مع اسيل ضاحكًا بعد أن اطمئنا بعدم وجود كسر في ذراع أسيل ذلك اليوم... ودون أن يهتم بروحه التي تتلظى في نيران بُعدها عنه.. 

ركض وبكل جنون كان يجذبه من ملابسه بعنف ويلكمه بقسوة صارخًا :

-ستخبرني أين هي ؟؟ 

مسح علي انفه ببرود وهو ينظر لأسيل التي تصنمت تشهق بخوف ليسألها :

-هل نزفت أسولتي ؟؟ 

كادت تتفحصها بلهفة مرتعدة ولكن عاصي جذبه من ملابسه يهزه بجنون صارخًا :

-أين حور أين تخبئها ؟؟ 

اخبره علي ببرود وهو يبعد يده عن ملابسه :

-اخبرتك مرارًا وتكرارًا أنني لا اعلم اين هي..انا اطمئن عليها عن طريق الهاتف نعم ولكني لا ادري اين هي 

بدأ عاصي يمسح على شعره عدة مرات بجنون... يا الله سيفقد أخر ذرة متعقلة داخله إن لم يجدها... إن لم يكسر ضلوعها بين احضانه ويدمي شفتاها من شوقه لها ويضربها كالأطفال عندما يخطئون وسينتقم منها على ما فعلته به حتى لا تعيد تكرارها...!! 


غادر المنزل كعادته يوميًا ليعيد البحث مرة اخرى.... بلا كلل او ملل بينما علي يراقبه باستمتاع...... 

................................... 


بعد اسبوع آخر.......


أغلقت حور الهاتف بعد أن تحدثت مع "علي" الذي ساعدها لتتقدم للعمل بشركة فُتحت مؤخرًا وقد كان صديقه القديم المالك المنزل شريك بها ايضًا لحسن الحظ.... 

حاولت تنظيم أنفاسها الهارده... آآه من ذلك الشوق الذي يحرق احشاءها... ومن تلك الروح التي تتلوى في بُعده رغم كل شيء !!!! 

ولكنها ستنفذ العهد الذي أخذته على نفسها بكل تأكيد.... 

توجهت نحو السكرتارية تسألها بنبرة متوترة مذبذبة :

-أين مكتب المدير من فضلك ؟؟ 

سألتها الاخرى بابتسامة هادئة :

-أنتِ المتقدمة الجديدة أليس كذلك ؟؟ 

اومأت حور مؤكدة فأشارت لها بنعومة نحو المكتب مرددة :

-تفضلي إنه ينتظرك..... 

وبالفعل دلفت حور ببطء... كان يعطيها ظهره ينظر للشرفة ولكن بمجرد أن استدار ونظر لها شهقت بصوت مسموع وهي تتراجع للخلف بذعر :

-عاصي !!!!!!

اتسعت ابتسامته الخبيثة التي سرعان ما اختفت وهو يقترب منها ببطء مستطردًا بصوت ماكر مُخيف ذكرها بتلك الليلة التي تزوجته بها:

-نعم عاصي.... زوجك الذي بقيتي هاربة منه شهر كامل ظنًا منكِ أنه لن يجدك.........    


                             ****


يتبـع....


تكملة الرواية من هناااااااا

تعليقات

التنقل السريع