رواية حورية بين يدي شيطان الفصل الثالث والرابع 3-4بقلم رحمة سيد (جميع الفصول كامله)
رواية حورية بين يدي شيطان الفصل الثالث والرابع 3-4بقلم رحمة سيد (جميع الفصول كامله)
حورية بين يدي شيطـان
الفصل الثالث :-
دقات قلبهـا في تلك اللحظات خرجت عن طور الثبـات.. فكانت في حالة هرج ومرج تحاول الخفقـان...!
كانت عينـاها تهتز بسرعة رهيبة وهي تحدق به وكأنها تتوسله روحانيًا.... ولكنه بدا كـ شيطـان يلقي بتوسلاتها في منتصف بئر عقله الذي يكرهها بجنون!!...
حُشرت بينه وبين الحائط من خلفهـا..برودة الحائط لم تؤثر بجسدها الذي كان باردًا... شاحبًا... فرت الدماء هاربة منه ليتبقى الجسـد بلا روح !
إنكمشت ملامحه والغضب يرسمها كأحدى طرق الجحيم وهو يسألها مستنكرًا :
-كيف تجرؤين ؟!!! كيف تجرؤين ؟
ولسانها الذي رماهـا بين احضان نيران غضبه.. اختفى بلحظة فر ادراج الرياح لتتبقى هي كاليتيمة في حرب بلا درع حماية...
ليضرب الحائط من خلفها صارخًا بصوت زاد من رعبها :
-اجيبي.. اين لسانك الذي كان يسب امي؟؟؟
لم تستطع سوى ان تهمس بصوت ظهرت بحته بصعوبة شديدة :
-ارجوك اسمعني يا عاصي، هي التي أتت لي تريد إجباري على شيء لا أريده.. وهي التي جذبتني بعنف من خصلات شعري، هل تتوقع من أي بشرية بغض البصر عن كون مَن هي.. أن تصمت وتترك لها شعرها ؟!!! رد فعلي فطري يا عاصي وليس من سوء شخصيتي....
بالرغم من أن كلامهـا استولى على حيز من الاقناع في عقله، إلا انه ردد مستنكرًا :
-وهل يعني ذلك أن تضربيها كما فعلتي؟!! ألا يمكنك انتظار مجيئي ؟؟؟؟
حينها لم تتردد وهي تنظر لشراسة نظرته الرمادية.. متابعة بصوت متبلد :
-وهل كنت ستحاسبها عما فعلت؟؟ ستأخذ لي حقي وترد لي كرامتي !!
أغمض عاصي عيناه بعنف.. لا يجب أن تؤثر على عقله بأي طريقـة.. لا يجب أن يُفسح لها طريق اقناعه ومنه السبيل لعقله الحجري ؟!...
فتح عينـاه مرة اخرى لتعاودها نظرة الصلابة بعد اللين... ليقبض على ذراعها بعنف آلمها ثم بدأ يهزها بقوة مزمجرًا كالليث :
-مهما فعلت أمي لا تجرؤي حتى على رفع عيناكِ فيها، ألا يكفي ان تسببتم انتم في اعمق جرحان في حياتها ؟!!! انتِ مجرد فصلية ذليلة في هذا البيت فلا تنسي هذا
حاولت السيطـرة على رعشة غصة قلبها الذي بدا وكأنه عاد ينزف من اسواط كلماتهم مرة اخرى... لتهز رأسها نافية بسخرية :
-لم انسى.. وهل اعطيتوني انتم فرصة للنسيان اساسًا ؟!!!
جذبها من يدهـا بعنف نحو الفراش وهو يردف بقسوة مُخيفة :
-سأعاقبك بطريقتي....
انتشرت حالة من الدوران المُهلك بين ثنايا عقلها وهي تفكر... كيف ستنفذ من ذلك العقاب ؟!!!
فلم تجد سوى تمثيلها الطفولي الذي تستخدمه في الازمات كالأطفال... لتتجمد مكانها لحظة قبل ان تدعي الاغمـاء....!
ألقت بنفسها ارضًا دون مقدمات ليهبط هو لمستواها يسألها بهلع :
-حور.. حور ما الذي حدث ؟!!
ولكن دقيقة كانت المهلة لانتهاء تلك المسرحية التي احاكهـا عقلهـا الطفولي... لمح اهدابهـا "رموشها" وهي تهتز بسرعة وجفنـاها متوتران تحاول إغلاقهمـا وكأنها فقدت الوعي...
ليبتسم رغمًا عنه لاول مرة في وجودها على فعلها الطفولي الذي يدل على خوفهـا من عقابه....
أطالت عيناه النظر لتقاسيم وجهها الطفولية... بدايةً من بشرتها البيضـاء.. ورموشها السوداء الكثيفة التي تغطي عيناها الحالكة الكحيلة دومًا.. حتى شفتاها المكتنزة الوردية ليقترب منها ببطء شديد مسلطًا انظاره على شفتاهـا... وقد وجد الطريقة التي سيجعلها تهب منتصبة من خلالها..!!!
بينما هي قلبها يدق كأقوى مضخة وهي تنتظر رد الفعل.. وعندما شعرت بشفتاه تلمس شفتاها برقة شديدة كادت تُذيبهـا... لم تستطع السيطرة على تلك الشهقة التي ابتلعها هو في جوفه....!!
بدأت تحرك جسدها كمحاولة منها ليتركها ولكنه لف يداه حول خصرها يضمها لها حتى ألصقها به..لا يدري لمَ هي خصيصًا يشعر بذلك الشعور الغريب تجاهها.. يشعر انه يريد امتلاكهـا... هو "عاصي" .. عاصي الذي كان اسمًا على مُسمى.. فكانت لا توجد مَن تثير عواطفه بتلك السهولة... بل لا توجد اساساً.....!
واخيرًا ابتعد على مضض عندما شعرت بأنفاسها بدأت تقـل... بدأ يشعر انها تؤثر به بطريقة ما... وهذا ما لا يريده اطلاقًا.... يجب ان يعود لخشونته وحدته !!
وبالفعل نفذ ما امره به عقله لينهض فجأة ينفضها عنه وكأن وباءها اصابه للحظات....
حاولت هي الاخرى استعادت انفاسها اللاهثة من هجومه المفاجئ.. المُحبب لقلبها !!!
وعندما نهضت وجدته يصيح فيها بحدة :
-غادري
كانت تود الاعتراض.. تود قول انها تريد استخدام المرحاض وستغادر على الفور.. ولكن لم تستطع اذ صرخ فيها مره اخرى بانفعال واضح لا تعرف سببه :
-هياااا الى الخارج
بدأت شفتاها ترتعش بخوف وهي تشعر بقدماها تشبثت في الارض..وعند تلك الحركة تحديدًا خانته انظاره لتحدق بشفتاها مرة اخرى.. وكأنها تطالبه بأعادة التهام شفتاها... وجوعه يزداد مطالبًا بها.. كادت تغادر ولكنه اوقفها عندما جذبها من ذراعها هامسًا :
-انتظري..
نظرت لأنفاسه التي بدأت تعلو بسرعة وبخشونة... وفجأة انفجرت في بكـاء حاد طفولي... لتتسع عيناه دهشةً وهو يسألها مستنكرًا :
-لماذا تبكي؟؟
أشارت بيدها كالأطفال تمامًا وهي تخبره :
-لانك لا تريد أن تستقر على رأي.. مرة غادري ومرة اخرى انتظري.. هل اغادر ام انتظر ؟!!!
عندهـا لم يستطع تمالك نفسه.. بل وفي لحظة شدها له وشفتاه تقابل شفتاها بشراسة مغموسة باللهفة !....
يريد الابتعاد ولكنه لا يستطع...بدأ يشعر أن شوقه لها لم ولن ينتهي كما لم يفعل مع اي امرأة سابقًا ابدًا....!
رفعها عن الارض بخفـة حتى لم تعد قدماها تلامس الارض فتعلقت برقبته بتلقائية... انفاسها مسلوبة وهي تستسلم لمشاعرها الجارفـة...هي لا تشعر سوى انها بين يداه الان...!!
بينما هو داخله شيء يخبره انه عندما يعود لرشده سيندم اشد الندم على استسلامه لشوقه لقربهـا....
لم يكن عنيفًا معها بالطبـع.. كان رقيقًا.. هادئًا... ولكنه ايضًا لم يكن عاشق يهمس لها بكلمات عشقه وشوقه الدفين........!
...................................
بعد مرور وقت.....
صدرت طرقات هادئة على الباب.. ليبتعد عاصي منتفضًا عن حور التي انكمشت بقلق.. مرت دقيقتان والطرق مستمر... بينما هو يحاول تنظيم انفاسه وصوته الاجش... ليرد بصوت رجولي ولكنه مبحوح :
-نعم ؟!!!
سمعها تقول بجدية من خلف الباب :
-خذ هذه الاقراص المانعة للحمل يا عاصي واعطيها لتلك الفصلية !!
حينهـا حرك عيناه ببطء يحدق في حور التي كانت ساكنة بقلق اسفله ووجهها استوطنه الاحمرار الخجول... ثم اردف بهدوء تام :
-لن تأخذ تلك الاقراص يا امي.. يمكنك المغادرة وسألحق بكِ
وبالفعل سمع اثر خطواتها التي توضح انها غاضبة.. بينما حور متسعة العينين تحاول استيعاب ما سمعته.. معقول....هل يريد عاصي طفل منها هي ؟!!!!
وكأنه ادرك بما تفكر فنهض بسرعة وكأنه يحاول استعادة نفسه....
ولكن قبل ان يغادر نظر لها من طرف عيناه فتشدق بــ :
-اياكِ ان تعتقدي انني منعتها لحبي في الانجاب منكِ، ولكني فعلت ذلك حتى يصبح الالم اقوى عندما احرمك منه يا حور.. مهما اذيتك الان لن تشعري بالألم بقدر ما ستشعرين به عندما تُحرمين من طفلك وتجدينه يكرهك !!!
ثم توجه للمرحاض تاركًا اياها تعاني صدمة قساوة كلماته.......!!
******
بعد أيــام......
لم تتواصل "ريم" مع "ظافر" اطلاقًا منذ اخر مرة تركته فيها وركضت باكيـة قبل ان يلحق بها...
تشعـر بالنيـران تلتهم كبرياءها وانوثتها بقسوة تكاد تمزقهـا... حتى الان لا تتخيل ان ظافر فعلها وصفعها !!!!!
بل وكان في احضان اخرى....؟!
تأففت وهي تنهض بهدوء متوجهة للمرحاض علها تستطع اطفاء ذلك اللهب الذي يكمن في احشاءها يحثها على الانتقام منه...
خلعت -الروب- الخفيف الذي ترتديه ودلفت للمرحاض.. في ذلك الوقت كان ظافر اسفل منزلها.. ينظر يمينًا ويسارًا حتى لا يراه اي شخص وهو يتسلل لبلكون غرفتهـا بالطريقة التي لا يعرفها سواه.....
دفع باب البلكون بقوة ليدلف للغرفة بالفعل ثم اغلقه مرة اخرى.... وزع انظاره في انحاء الغرفة ليسمع صوت المياه من المرحاض..
فجلس على الفراش ينظر للورد الذي يحمله وبمنتصفه الشيكولاه التي تهواها ريم..
مرت دقائق حتى وجد ريم تخرج بهدوء تلف المنشفة على جسدهـا وتجفف خصلات شعرها برقة.. وفجأة انتفضت صارخة بصوت مكتوم وهي تهمس بفزع :
-ظافر !!!!! ماذا تفعل في غرفتي ؟؟!!
ولكن ظافر كان في عالم اخر... عالم سلبت صورتها وهي هكذا عقله.. بدت له كـ قطعة السكر الذائبة التي تدعوه لتذوقها...
نهض ببطء وعيناه عصفت بها عاطفة لم يستطع اخفاؤها.. بينما هي ابتلعت ريقها بتوتر وقلبها يكاد يخرج من مكانه...اغمضت عيناها تُذكر نفسها بما فعله... لتفتحها مرة اخرى بنظرة امطرها عقلها بالصلابة والحدة وهي تدفعه بعيدًا عنها مرددة :
-ابتعد عني.. انا لستُ احدى عاهراتك او تلك العاهرة التي كانت بمنزلك
عندها هز رأسه نافيًا ببساطة :
-لم ألمسها اقسم لك.. لم أقرب اي امرأة منذ اكثر من شهران !! لم استطع
بدت كلماته كـاللغز ... وهي فاشلة كل الفشل في حل الالغاز !!....
كانت شاردة تحاول الوصول لمغزى كلماته... في اللحظات الذي اقترب هو اكثر منها وقد وصلها صوت انفاسه العالية التي تنم عن اقترابه لفقدان سيطرته.. خاصةً وهو يتحسس بأبهامه النبض السريع عند رقبتها ولكن يداها اسرعت تمسك يداه وهي تحذره بصوت مرتعش :
-ظافر !! نحن لسنا متزوجان..
حينها اغمض عيناه وهو يسيطر على جنونه بها... فاقترب منها يحتضنها بحنان.. يشم رائحة شعرها التي يعشقها وهي يتأوه هامسًا :
-ااااه يا طفلتي.. لو تعلمين بالشوق الذي يحرق ظافر...
ثانية واحدة مرت قبل ان تدفعه وهي تجز على أسنانها بعنف مستطردة :
-ما الذي كانت تفعله في منزلك وانت عاري الصدر ؟!!! على الاقل اهتم بمظهري كأنثى
امسك وجهها بين يداه.. يركز بعيناه على عيناها التي يتوه بينها... ليقول بهدوء :
-انا كنت بمفردي اجلس عاري الصدر..واذ فجأةً اجدها عندي.. فلم اركض لأغطي نفسي بالطبع يا ريم !!!!
صمتت برهه قبل ان تحك جبينها بأرهاق متمتمة :
-حسنا.. هذا ليس من شأني اساسًا... أنت مجرد اخ كبير لي ليس اكثر
حينها كاد يفقد اعصابه التالفة من قربها.. ليهزها بعنف صارخًا بصوت شبه عالي :
-كم مرة اخبرتكِ انني لستُ اخاكِ... انتِ زوجتي.. زوجتي يا ريم !!
شهقت بخوف وهي تضع يدها على شفتاه مردفة :
-ستفضحنا ارجوك.. غادر بسرعة
وفجأة سمعت طرقات هادئة على الباب فاتسعت عيناها وهي تهمس له بلهفة :
-ارجووووك يا ظافر ارجوك !
زفر بعمق وهو يومئ موافقًا لها ثم استدار بالفعل يدلف للبلكون... ثم ارتدت ريم الروب بسرعة وهي تفتح الباب متنهدة تحاول تنظيم شتات انفاسها... لتتسع عيناها بصدمة حقيقية وهي ترى اخر واحدة توقعت رؤيتها الان.......
ولم تلاحظ ظافر الذي تخفى في البلكون يود رؤية القادم ولم يغادر كما اخبرته ريم... لتتحدث هي موجهة حديثها لريم بخبث :
-جئت لأهنئك يا صديقتي العزيزة ريم... لم اتوقع انكِ ستنجحين بتلك السرعة والسهولة في الايقاع بـ ظافر !! حقًا يجب ان ارفع لكِ القبعة انتِ تفوقتي عليّ ونفذتي في اسرع وقت !!!!
وكانت الصدمة الاخرى لظافر الذي تجمد مكانه وكأن الوقت توقف عند تلك النقطة السوداء... فهو يرى طليقته وام طفله.... بل ويعلم ولاول مره انها صديقة ريم !!!!!!!!!!!!!
حينها لم يتردد وهو يخرج من الغرفة بانفعال كالثور الهائج لتشهق ريم بخوف حقيقي وهي تراه يتوجه نحوها... و............
*******
كانت "أسيل" ممسكة بذلك الهاتف الصغير بيدها تحدق بتلك الرسالة التي اُرسلت لها بذهـول... فقد كان مكتوب بها
" الرجل الذي تعشقينه يقضي وقت ممتع مع احدى عاهراته.. وفي نفس الفندق الذي تُقيمين به في الغرفة رقم 102 الطابق الثاني......... فاعل خير "
هي كانت تعلم.. تعلم انه منذ بداية زواجهم يخونهـا.. يسهر مع العاهرات.... ولكن شعور اللطمة ونيرانها في الواقع... يختلف جدًا عن مجرد العلم بها !!!
ركضت من دون تردد نحو تلك الغرفة.. طرقت الباب عدة مرات بعنف... وبالفعل فتح لها طليقها "ثامر" وهو عاري الصـدر فرمت نظرها خلفه لترى فتاة شقراء عارية في فراشه......!
بُهت هو الاخر من الذهول وهو يهمس :
-أسيل !!!!
وهي لاول مره في حياتها ترفع يدها لتصفعه بكل الغل الذي يقلب حياتها رأسًا على عقب....
هي تعاني... تتألم... ينقبض صدرها عندما تتذكر انها تزوجت آخر بسبب تسرعه وانانيته....بينما هو يقضي اوقات ممتعة حتى بعد كل الذي صار !!!!!!!!!
ركضت عائدة نحو غرفتها وهي تبكي بصوت عالي.. تشعر بقلبها يئن وجعًا... وجعًا من كثرته سيطر على فة حواسها فلم تعد تشعر سوى به.... ولا يقودها سواه !!
بمجرد ان دلفت للغرفة ورأت علي الذي كان يبدو انه يبحث عنها.....
حتى اقتربت منه ببطء.. وبملامح جامدة وقلب أثلجه الالم قالت :
-انا مستعدة لأتمام زواجي بك يا علي... انا اريد ان اصبح زوجتك قولاً وفعلاً........ !
وبالنسبة لعاشق متيم دفن عشقه عندما رفضته معشوقته في الماضي لتتزوج بأخر.... كان جزء داخله يرقص شوقًا وفرحًا... لهفةً في صكها بعلاماته التملكية....!!!!
ولكن شخصية علي الجديدة التي تود الانتقام.. خاصةً وهو يلاحظ الحالة التي يراها عليها لاول مره... جعلته يدفعها بعنف وهي تبدأ بخلع ثيابها بجمود.... حتى سقطت على الفراش متأوهة ليزمجر هو فيها بجنون :
-مَن الذي اخبركِ انني شهواني يا أسيل.. انا اساسًا اشعر بالاشمئزاز منكِ.... واخبرتكِ مرارًا وتكرارًا انكِ لا تثيريني ولو بشعرة !!!!
ثم استدار ليغادر ولكن قبل ان يغادر لوى شفتاه متهكمًا بقسوة اوجعتها لاول مره :
-وبالمناسبة.. انا ذاهب لأحدى الفتيات في الغرفة المجاورة.... احدى الفتيات التي تمتلك انوثة حقيقية فتجعلني انسى الهم هذا.... وعذرا إن وصلتك اصواتنا ولكن اعتقد انكِ اعتدتي عليها اثناء فترة زواجك من ذلك الحقير.......!
ثم استدار ليغادر صافعًا الباب خلفه دون كلمة اخرى... بل واخذ هاتفها واغلق الباب بالمفتاح دون ان يهتم بتلك المسكينة التي تتمزق من كل جانب........!!
*******
بينما عاصي يتجاهل حور تمامًا منذ ما حدث بينهمـا... وهي لم تكن تحتاج لمفسر يخبرها انه تغير بسبب ضعفه امامها.... ضعفه وهو الذي لم يضعف ويخضع لرغبته امام اي امرأة حتى لو كانت فاتنة !!!....
عادت لعملها كخادمة وكانت تعد المشروبات لضيوفهم المهمين جدًا بالرغم من انها لا تعرف مَن هم... ولكن "حماتها" كانت مهتمة جدًا بما يخص عزيمتهم الليلة....
حركت رقبتها بألم وهي تحمل الصينية لتتوجه بها لهم... تنفست بعمق اكثر من مره... تحاول كتمان صوت صراخ كرامتها التي يزداد شرخها اكثر فأكثر كلما تلقت إهانات من والدة عاصي... كلما امرتها بالتنظيف او تحضير الطعام او او او.....
تقدمت من الضيوف دون ان ترفع عيناها عن الصينية.. ليتناول كل شخص المشروب منها وكلاً منهم يعتقد انها مجرد "خادمة".... !
حتى وصلت لعاصي.... بالرغم من عدم رؤيتها له.. ولكن رائحته الرجولية المميزة اخترقت انفهـا.... فكادت تصدر آآه متوجعة رغمًا عنها منها... كم تخيلت لو انها تجلس جوار عاصي والجميع يعلم انها زوجته... يداها بيداه تحاور ضيوفه كسيدة منزل راقية.....!!
ولكنها اصبحت مجرد صفر على اليسار... مجرد خادمة !!!!!
انتهت ثم عادت للمطبخ تسير ببطء علها تسمعهم فتعلم مَن هم ولمَ تلك الزيارة...... ولكن سمعت ما لا يرضيها عندما بدأت والدة عاصي تتحدث موجهة حديثها لاكبرهم :
-يا سيد هاشم.. انا وبصراحة يُشرفني ان اطلب يد ابنتك الانسه ريهام لابني عاصي....
ثم نظرت لظافر بسرعة وهي تبتسم متساءلة :
-أليس كذلك يا عاصي ؟؟ لن نجد لك زوجة افضل منها.... ..
حينها كانت الطلقة المُميتة بالنسبة لحور عندما اومأ عاصي مؤكدًا بهدوء تام :
-نعم... انا اتمنى ريهام زوجة لي وام لاولادي !!!!!!!!!
فلم تستطع الصمود اذ ترنحت ببطء لتسقط مغشية عليها اسيرة تلك الصدمة .....
******
يتبـع....
حورية بين يدي شيطان
الفصل الرابــع :-
" وفي قانون الحيـاه...قد تتمنى مائة شيء.. ولكن تنال الشيء الذي لا تتمنـاه...! "
ركضوا جميعهم نحو حور التي كانت وكأنهم سلبوهـا السبب الذي يُبقيها على بقاع تلك الحيـاه...!
عدا عاصي الذي كان جامدًا مكانه... ملامحه متصلبة بقسـوة حُفرت بين ثنايـاه...!! وداخله يخبره أنها مجرد خدعة سخيفة منها مرة اخرى.....
بدأوا يحاولون استعادتها لوعيهـا... وعندما بدأت تستعيد وعيها نطقت هامسة بما يُمليه عليها قلبها :
-عـ.... عاصي !
والذهـول كان التعبير الاول والاخير الذي ارتسم على وجوههم جميعًا.. إلا حماتها التي انكمشت قسمات وجهها بغضب متأجج كالنيران....!
بينما عاصي...شيء لا يعلم مصدره اهتز داخله بعنف عندما همست بأسمه بتلك الطريقة وكأنها تتوسل قربـه... ولكن سرعان ما استعاد قنـاعه البارد الذي يكمم مشاعـره خاصةً عندما حدجته ريهام بنظرة ذات مغزى وهي تردف بهدوء يخفي خلفه الكثير :
-تعال يا عاصي لترى ما بهـا خادمتك..!
وضغطت على حروف "خادمتك" وكأنها تُذكره بها... ليقترب هو ببطء حتى اصبح امامهم... حينها خرج صوته اجش وهو يخبرهم :
-تفضلوا لجلستكم وأنا سأساعدها لتصل لغرفتها وأعود
عندها تدخلت والدة ريهام قائلة :
-لمَ أنت ؟؟ ألا يوجد خدم في هذا البيت الكبير يا عاصي ؟؟؟!
كـز على أسنانه بغيظ لا يدري ما الذي دفنه بين جوارحه.. ثم قال دون تفكير :
-لانها زوجتي.. زوجتي يا سيدة زهراء
لم يهتم بصدمتهم.. ولا الشهقـات التي صدرت عن ريهام ووالدته التي لم تتوقع أن يخبرهم بتلك السهولة...
فتابعت بسرعة تحاول تصحيح ذاك الاضطراب الذي قام به عاصي :
-يقصد الفصلية التي اخذها من بيت الجبوري.. حور !!
حينها همس والد ريهام مستنكرًا :
-هذه هي ابنة ابراهيم الجبوري ؟؟؟
اومأت والدته مؤكدة دون رد.. بينما عاصي حمل حور برفق بين ذراعيه... فلم تكن استعادت وعيها كاملاً... فـ بدت وكأنها مُخـدرة...!!
اقترابها منه بتلك الطريقـة رمَى سلامًا على قلبه الساكن فجعله ينتفض متأثرًا بذلك القـرب....
ليتنهد بصوت عالي... ثم ضغط على خصرها بيداه وكأنه يود ان يُرسل لها اضطرابه.... فلم تفعل هي سوى ان تأوهت بصوت منخفض وهي تضم نفسها بأحضانه اكثـر متشبثة بياقة قميصه....
واخيرًا وصل بها لغرفتهـا فوضعها برفق على الفراش وكاد يبتعد ولكنها لم تبعد يداها عن عنقـه.. أغمض عيناه ورائحتها تغمر روحه بعمق... عمق جعله يخشى ما بعده....!!
ليهمس بصوت رجولي خشن :
-حور.. هل أنتِ بخير ؟!
هزت رأسها نافية كطفلة بريئة متألمة بقدر براءتها :
-لا.. لستُ بخير يا عاصي، احتاجك... احتاجك اكثر من اي شيء !
لا تعلم اين سلطة العقـل على لسانهـا... ولكن عندما يزيد الوجـع عن حده مستوطنًا روحك.. يصبح العقـل مجرد رماد يُعيق الطريق قليلاً فقط.....!
وهو الاخر كان مأخوذًا بسحـر تلك اللحظـات... ليقترب منها اكثر ثم رفع إصبعه يتحسس وجنتها بنعومة هامسًا :
-انا هنا... جوارك
خففت قبضتها عن عنقه ليتمدد جوارها بتلقائية.. ودون تفكير كانت تضع رأسها عند صـدره... أنفاسها الساخنة تصفع صدره الاسمر الذي ظهر من الازرار الاولية التي يتركها مفتوحة دائمًا.... ثم استطردت بصوت مبحوح :
-انا اتألم.. اتألم يا عاصي بمفردي.. بدأت اشعـر انني في عالم آخـر... عالم لا استطيع حتى أن اصدر فيه آآه متوجعـة.. ان اصرخ حتى يخف ذلك الألم قليلاً.. لم اعد احتمـل.. اقسم بالله لم اعد احتمل يا عاصي سينفجر قلبي من ثقل الألم عليه !!!
قالت اخر حروفها بشهقـات متقطعة وهي تدفن وجهها في صـدره... بينما هو كالجمـاد ظاهريًا... بينما داخله وغزات مختلفة قاسية تؤلمه وتؤلم قلبه الذي اعتقـده الصلب الذي لا يلين....!!
لاول مره هي بين احضانـه.. ولكنها رمت على كاهله حملاً ثقيلاً... حِمل التخفيف عنها وهو يريد مَن يخفف عنه..!!!!
كان يعتقد انه اذا سبب لها ألمًا عميقًا.. كاسرًا... سينزاح ذلك الجبل من الألم والهم عن صدره... ولكن بدا العكس تمامًا..
رفـع وجهها الاحمر له... لتقول هي بحروف متقطعة :
-لا تتزوجهـا... لا تتزوجها ارجوك يا عاصي، والله إن رأيت ما بقلبي لك لأدركت أنك تزوجت واحدة بجميع نساء الارض.. ليست متميزة بحسبها او نسبهـا.. وانمـا بعشقهـا لك.....
كان مصـدوم... شريد بين بحور اعترافاتها العديدة التي تسقط على اذنـاه كرعد الشتاء الذي لا ينتهي !!...
تعشقـه....؟!!!!
تعشق مَن يكرهها من دون رجال الارض !!.. تعشق مَن يود تخليص حق شقيقـاه بعذابها وذُلهـا.....!
وعندما تذكـر شقيقـاه عادت عيناه الرمادية لقسوتهـا الدفينـة ليبعدها عن احضـانه بعنف.. مرددًا بصوت لا يُظهر تعبيره :
-لا... اخطأتي.. هي متميزة بكرهي لها يا حور، كرهي الذي لم أكنه لشخص في حياتي الا هي وعائلتها القذرة !!!!
صفعها رده بقسـوة.. رده أسقطهـا لسابـع ارض بعدما بدأت تحلق في سابع سماء بين احضانه....!!
لتبتعد عنه ببطء لتعود وتتكور على نفسها كالجنين.. بينما هو يؤنب نفسه وبشدة على تساهله معهـا... فأكمـل بحـدة علها تخف من شعوره بالخذلان من نفسه التي ضعفت لوهلة :
-لا استطيـع ان اظل هكذا في تعداد الموتى وانا متزوج من اكثر واحدة اكرهها في هذه الحيـاه.. لا استطيع ان اتذكر مقتل شقيقـاي كلما نظرت لوجههـا... لا استطيع ان انجب منها وأزرع الكره في قلوب اطفالي تجاه جدهم وخالهم وجدتهم !!
ثم استدار يأخذ نفسًا عميقًا وهو يتابـع بجمود :
-سنُقيم حفل الخطبة قريبًا ومن بعده الزواج.. ارجو الا تُثيرين المشاكل والا تعرفين جيدًا ما هو رد فعلي !!!
ثم سار ليغادر الغرفة... تاركًا اياها دموعها تهبط ببطء صامت دون ان تصدر صوت منخفض تعبر به عن ألمها العميق حتى.....!
******
بلحظة كان ظافر يـقبض على ذراع ريم التي انتفضت بقلق تزامنًا مع شهقة "أطيـاف" طليقـته التي لم تصدق عيناها عندما رأته....!
وهو الاخر لم يقل صدمة عنهم.. بل كانت صدمته عميقـة الاثـر، فظل يسألها مستنكرًا بسرعة :
-ما الذي تهذي به هذه ؟؟!! وماذا تفعل في منزلكم؟!!!
حاولت ريم اخراج الحروف من فاهها عنوة.. ولكنها فشلت وبجدارة عندما رأت ذلك الغضب الذي يستوطن جذور نظراته... غضب مجنون شيطاني احتل عينـاه البنيـة حتى لم تعد ترى سـواه الان...
ليهزها بعنف صارخًا بجنون لا يبالي بأي شيء :
-اجيبيني؟!!! هل هي صديقتك يا ريم؟؟؟ اجيبي هل كلامهـا صحيح.. هل كانت على اتفاق معكِ ؟؟
عضت ريم على شفتاها بخوف هامسة :
-نعم ولكن......
حينهـا إنفجـر كل ما كان يحاول التحكم به.. ليجذبها من شعرها بعنف صارخًا وهو يدفعها نحو الحائط حتى اصطدمت به بعنف متألمة :
-نعم !!!! اتفقتما على ماذا يا حقيره..!! هل هذا جزائي ؟؟ مجرد طفلة قذرة تضحك على ظافر الزبيدي ؟؟؟!!!
حاولت "أطياف" التدخل عندما وجدت ظافر تحكمت به شياطينه تحكمًا كاملاً :
-ظافر انتظر....
لم يتردد وهو يقترب مزمجرًا كأسد يود تعذيب فريسته قبل الانقضاض عليها :
-اخرسي.. لا اود سماع صوتك، هيا الى الخارج !!
شهقت أطياف بخوف متراجعة...
وعندما كاد يترك ريم ليتجه لها.. ركضت بسرعة الى الخارج... حينهـا أغلق ظافر الباب بإحكام وهو يعود لريم مره اخرى.....
ظلت تتراجع ريم ببطء وهي تهز رأسها نافية :
-ظافر اسمعني.. انت اخطأت الفهم
ضربها بيـداه السمراء العريضة عند كتفـاها بعنف وهو يتابـع صراخه الهيستيري :
-اسمع ماذا ؟؟!!!! تتفقين عليّ مع هذه العاهرة ؟ كيف لم استطع معرفة معدنك الحقيقي ؟؟؟ كيف اعتقدتك مجرد طفلة بريئة طيلة هذه السنوات بينما أنتِ مثلها تمامًا بل وأكثر عهرًا وقذارة... على الاقل هي لم تنل ولو واحد بالمائة مما نلتيه أنتِ !
بدأت دموعهـا تهبط لا اراديًا... بحياتها لم ترى ظافر بهذه الحالة ابدًا... بدا وكأنه شخص آخـر.. شخص آخر غير الذي كان يتأوه هامسًا بأسمها... شوقًا لها منذ قليل !!!!...
انتبهت له عندما عقد حاجبـاه بسخرية وهو يسألها :
-ولكن ما لم افهمه حتى الان.. ما هو المقابل لخدماتك لهذه الحقيره ؟!!! لا يُعقل ان يكون المال وأنتِ تعيشين بمنزل ابراهيم الجبوري....
لم تستطع ريم الاجابة من وسط شهقاتها التي ملأت المكـان... لتظر نظرة ماكـرة شيطانيـة حلقت من خلف الألغام التي تشتعل داخله وهو يهتف مقتربًا منها :
-أنتِ نفذتي ما اردتيه واصبحتي زوجتي ومقربة مني جدًا... نجحتي بما اردتيه واستفدتي رغم انني لا ادري ما هي الفائدة.... حان دوري الان لأستفيد من تلك الزيجة الفاشلة !!
اتسعت عيناها برعب وهي تهمس تلقائيًا :
-ماذا تقصد ؟؟؟!!!!
بدأ يقترب منها اكثر ثم خلع التيشرت الخاص به بحركة سريعة اجفلت منها ريم التي انكمشت على نفسها بقلق فاق الطبيعي بمراحل.... ليرد بنبرة كفحيح الافعى :
-اقصد انني يجب ان استفاد من هذا الزواج قليلاً.. اجعلك زوجتي مثلاً ؟!!!!!
انتفض قلبها بذعـر واضح وهو يكشف لها نيته الشيطانية الجنونية... خاصةً عندما جذبها له بحركة مباغتة ليُقبلها بعنف بينما هي تصرخ محاولة الفرار من بين قبضتـاه... و........
******
دلف "علي" الى الغرفة بهدوء... يتنهد بصوت مسموع وهو يبحث بناظريه عن أسيل التي لم تكن متواجدة في الغرفة...
إنتفض قلبه هلعًا وهو يتفحص الغرفة بسرعة.. فعم الهدوء جوانب قلبه الملتاع عندما سمع صوت المياه من المرحاض.. كاد يستدير ليخلع ملابسه ولكن وجدها تخرج ببطء وهي ترتدي قميص للنوم يكشف اكثر مما يخفي....!!
سقط لبه صريـع ذلك المظهـر... مظهرها الذي يُذيب الحجر... ما بالك بقلب عاشق متلهف لقطرة عشق من معشوقته !!!....
اقترب منها ببطء لا ارادي... لم يعد للعقل مكان في تلك اللحظات التي رفعت راية الاستسلام للهب شوقها....
اصبح على بُعد خطوة منها يتفحصها بنظراته من اعلاها الى اسفلهـا... يلتهمها بعيـناه بشوق جائـع.. رفع عيناه لوجههـا... يُدقق في تفاصيله التي يعشقهـا... لم يتحمل اكثر ومشاعره تتكاتف عليه.. وبلحظة كانت شفتاه تمتزج بشفتاها...
ولذهوله.. بادلته هي القبلة ببطء... فعاد له جزء من عقله الذي كاد يفقده بعد رؤيتها بهذا المظهر.... ليبتعد على الفور متمتمًا بصوت أجش :
-اعتذر... لا يمكن ان يحدث
وكاد يبتعد تمامًا ولكن همستها الضعيفة بأسمه كانت القشة التي قسمت ظهر البعير :
-علي....
ثم تابعت بصوت مبحوح ترجوه فعليًا!!... :
-ارجوك لا تبتعد... انا اريدك يا علي..
بدت له ليست طبيعية بالمرة وهي تتلمس ذقنه الطويل نوعًا ما وتتابـع بنفس الهمس الذي يلاعب اوتاره الحساسة :
-اريد ان اصبح زوجتك قولاً وفعلاً... اريد أن اشعر انني انثى مرغوبة فعليًا.... هل هذا كثير عليّ يا علي ؟؟
سب علي بصوت مكتوم... الغبية لا تعلم ما يشتعل بصـدره....!!!
لتقترب اكثر حتى اصبحت ملتصقة به وهمست :
-اريد ان اتمتع بشعور انني انثى كامـلة.. انثى يكتفي زوجهـا بها... انثى تستطيـع التأثير بشخص... اريد ان انسى مَن انت ومَن انا.....
ثم احتضنته ببطء تلف ذراعاها على ظهره متابعة وانفاسها تداعب اذنه :
-اريد ان اكون معك فقط....
بالرغم من يقينه أنها عندما تستعيد رشدهـا وتعود اسيل تلك... ستلومه وتلوم نفسها على ما حدث.... الا انه لم يستطع سوى الخضوع لرغبتها في النشوى كأنثى....في تغذية شعور الانثى داخلهـا....
رفعها من خصرهـا بخفة بين ذراعيه.. وهو يردف بصوت خشن مثخن بالعاطفة :
-وانا اريدك بكافة جوارحي يا ابنة الشهاوي !.....
ولم يُسمع اي حديث بعدهـا... كانت نظرات... همسـات عاشقة تطرب اذن اسيل ظنًا منها انها مدحًا لانوثتها... ولكنها لم تكن مدحًا لها ولانوثتها بقدر ما هي همسات عاشقـة.... همسات كانت اسيل فاقدة البصر والبصيرة تجاهها.......!
******
بعد أيام قليلة.....
خرج عاصي من مكتبه بعدما أنهى بعض اعماله... وكاد يتجه لشركته الخاصة ولكنه توقف للحظة ينظر لغرفة حور المغلقة.... حور التي لا يراها سوى صدف.. يتجاهلها وهي اخيرًا قررت تجاهله... او قررت مداوة جراحها بمعنى اصح !!!!
سار بهدوء حتى قابل والدته.. فقاطعها قبل ان تتحدث :
-هل رأيتي حور يا أمي ؟؟؟
أشاحت به بيداها قائلة بحنق واضح :
-ومَن حور تلك حتى تسألني انا عنها ؟!!!
اغمض عيناه مستغفرًا وهو يبرر لها بهدوء :
-اسألك إن كنتي رأيتيها فقط يا امي.. فهل رأيتيها ام لا ؟؟!!
هزت رأسها نافية وهي تتخطاه :
-لا.... الحمدلله لم ارها حتى لا تعكر مزاجي ولكني اظن انني لمحتها تسير باتجاه الحديقة
اومأ عاصي موافقًا وهو يتجه للحديقة بهدوء.. ويبرر لعقله الذي يُعنفه انه يبحث عنها حتى لا تغيب عن عينـاه فيحدث ما لا يحمد عقبـاه فقط.....
وبالفعل اصبح في الحديقة ولكنه لم يرى حور وحدها... بل رأى شخص اخر وحور تحتضنه بلهفة جعلت الدماء تغلي بعروقه....
ورغبة اجرامية تنتشر بين دماءه تحثه على قتلهما... اصبحت خطواته سريعة وهو يتجه لهم مناديًا بصوت رجولي اجش أرعب حور التي ارتعشت بعنف وهي تدرك ان الدمار قادم لا محالة :
-حـــــور........!
*****
يتبـع...
تعليقات
إرسال تعليق