رواية حورية بين يدي شيطان الفصل التاسع و العاشر 9-10بقلم رحمة سيد (جميع الفصول كامله)
رواية حورية بين يدي شيطان الفصل التاسع و العاشر 9-10بقلم رحمة سيد (جميع الفصول كامله)
حورية بين يدي شيطان
الفصل التاسـع :-
" ارادت صنـع قناع للقوة... فأدمت ملامح الروح والقلب بنفسهـا.. " !!
واثنـاء الطريق فجأة توقف السائق بالسيارة فحدقت به حور تسأله بقلق واضح :
-ما الذي حدث ؟؟
كان يفحص السيارة وهو يجيبها بصوت هادئ :
-لا ادري ولكن يبدو أن السيارة تعطلت سيدتي
حينها صرخت بجزع :
-ماذا تعني بـ تعطلت !!
-لا ادري ما الذي حدث لها لم تتعطل مسبقًا..!
أجابها بصوت متوتر وكأنه ينفي عنه التهمة التي ستُلصق به حتمًا...
بدأت حور تنظر حولها لتجد أنهم بمكـان مظلم.. شبه خالي من السكـان... مُوحش ومُخيف لقلب صريع للظلمة في كافة تواريخـه..!!!
فعادت تنظر للسائق وهي تسأله بصوت مبحوح :
-وأين نحن من الأساس ؟؟ لا اعتقد أن هذا طريق العودة للمنزل !!
هز السائق رأسه بيأس مغمغمًا :
-ومن الواضح أيضًا أننا فقدنا الطريق الصحيح سيدتي !!!!
كادت تبكي وهي تزمجر فيه بانفعال :
-لعنك الله أنت وسيدتك في يوم واحد
وبدأ شيء يُردد داخلهـا... هذا غضب الله عليكِ لأنكِ اردتي قتل روح بريئة...!!
ولكن ماذا عساها تفعل ؟!! تنجب لتدمر كيانها هي وطفلهـا ايضًا ؟!.... المعادلة خاسرة من البداية ولكن ربمـا خسارة واحدة اهون من اثنـان يُنهيـا أي محاولة لنقطة جديدة....!
ولكنها ايضًا تراجعت عن امر الاجهاض قبل ان تصل للطبيبة وأمرت السائق بالعودة للمنزل..!!!
وعندما مر الوقت ولم يستطع السائق إصلاح السيارة.. هبطت حور بتردد علها تجد أي شيء يساعدهم او شخص....!!
سارت بشرود وهي تبحث بعينـاها عن أي شيء يدل على وجود الحيـاه في تلك المنطقة.. ولكن خاب أملها وبشدة عندما وجدت نفسها سارت مسافة ملحوظة عن المكان الذي كانت فيه... حتى أنها لا تدري كيف العودة !!!!
بدأت تنظر يمينًا ويسارًا بقلق وهي تنادي على السائق.. ولكن لم تجد أي شخص....
وفجأة وجدت شخص ما يقترب منها، لوهله ظنته نجدة إلهية اُرسلت لها.. ولكنها على العكس صفعة قاسية من القـدر.... حيث كان الشخص يبدو أنه ثمل !
ما إن اقترب منها حتى قالت بلهفة :
-هل يمكنك مساعدتي يا سيد أنا أريد أي طريقة للعودة لأنني ضللت طريقي
ظل يقترب منها ببطء وهي تعود للخلف... حتى قال بنبرة واهنة :
-أجل ولكن فلتساعديني أنتِ اولاً.. أنا اريدكِ... اريدكِ وبشدة
إتسعت حدقتـاها بفـزع حقيقي وهي ترتد للخلف بعنف ولكن قبل ان تستطع الهرب كان هو يقبض على ذراعها بقوة ليجذبهـا له... بدأت هي تدفعه وهي تصرخ ولكنه احكم قبصته حولها ليطرحها ارضًا وهو فوقها يحاول خلع حجابهـا... ثم بدأ يمزق باقي ثيابهـا..... تعالت صرخاتها المستنجدة ولكن لم تسمع سوى صداهـا المتحشرج.... السكون يعم المكان لا يقطعه سوى لهاث ذلك الحقيـر وصراخهـا المتناغم مع أنين الروح.. تشعر أنها ستختنق فعليًا... بدأت دموعها تهبط دون توقف وهي ترجوه بضعف :
-ارجوك أنا حامل لا أريد خسارة طفلي ارجووووك
ولكن الشهوة عمت عينـاه فلم يكن يعير اهتمام لما تقوله بل ظل يردد بصوت أجش لاهث وقذر :
-لم اعد استطيع الاحتمـال.....
ظلت تحاول وتحاول دفعه عنها.. تبكي وتنوح وتستنجد وتتوسل ايضًا.... ولكن المقابل كان الصمت وإكمـال عملية قتل روحها تلك !!!!!!
في تلك اللحظات لم يأتي بعقلها سوى عاصي... آآهٍ من عاصي وعشقه.... لو لم تتمرد عليه لما كان حدث هذا... لو لم تحاول أن تقتل طفلها لما حدث هذا... ألف لو و لو خلقها الشيطان بعقلهـا.....
ولكن النتيجة واحدة !!
*****
قبل ذلك بفتـرة..... بمجرد ان ابتعدت حور عن مرمى عينـا السائق الذي لم ينتبه لمغادرتهـا.. اخرج هاتفه وهو يتمتم بصوت يكاد يسمع :
-اقسم سيقتلني سيدي عندما اعود سيقتلني حتمًا
اتصل بعاصي وداخله يرتجف بخوف من القادم.. خاصةً عندما اتاه صوته الهادر بعنف :
-أين أنتم يا *****
اجابه السائق بتوتر مسرع :
-لا أعلم أين نحن سيدي.. ضللت الطريق عندما كنا نعود والسيدة حور آآ.......
سأله عاصي بلهفة لم يخفيهـا :
-أين حور ؟؟؟!!!! ما بها أنطق ايها اللعين
رد حينها دفعة واحدة :
-السيدة حور كانت تتفحص المكان وسارت دون ان اشعر وابتعدت عني حتى انني لا اعلم اين ذهبت في ذلك المكـان المظلم وحاولت البحث عنها ولكني لم اجدها ولا ادري ماذا افعل
سمع صراخ عاصي الهيستيري وهو يأمره :
-سأقتلك... اقسم بالله سأقتلك أيها ال****.. أفتح هاتفك اللعين هذا وارسل لي موقعك حالاً.. إن تأخرت ثانية واحدة ستكون حياتك الثمن
اومأ بسرعة وكأنه يراه وبالفعل بدأ يعبث بهاتفه إلى أن ارسل لعاصي موقعه بالفعل وحينها أغلق عاصي الخط بسرعة وهو يركض ليركب سيارته....
أدار السيارة بانفعال وهو يردد بصوت ثقيل مُتعب :
-لن اسامحكِ يا حور إن حدث لكِ او لطفلي شيء.. لن اسامحكِ.....
*****
الصدمـة جعلت أسيل جامدة... شاحبة... صامتة تستجدي الصراخ ان يخترق مسام صمتها المؤلم للروح والقلب....!!
انتفض علي مُبتعدًا عن تلك الفتاة ليتجه نحو أسيل وما إن هم بالنطق مدافعًا عن نفسه بالطبع،، إنتفضت أسيل تبعده عنها قبل ان يلمسها وكأنه وباء لتزمجر فيه بعصبية مفرطة :
-ابتعد لا تحاول لمسي حتى.. أيها ال.... قذر !! هل هذا عملك الذي تأتي له يوميًا ؟!!
هز رأسه نافيًا بسرعة وهو يخبرها باختصار :
-أسيل أنتِ اسأتي الفهم اهدئي قليلاً لنتحدث
حينها تدخلت تلك الفتـاة بابتسامة باردة تتمتم :
-اعتذر حقًا يبدو أنني سببت مشكلة..
تعالت ضحكـات أسيل الساخـرة يتبعها قولهـا الحـاد كعينـاها التي تنذر بحالة الحرب :
-أنتِ منذ دخلتي لحياتي وأنتِ تسببين بها المشاكل يا سارة هانم !!
ازداد الوضع توتـر خاصةً عندما استدارت أسيل بكل كبرياء تتشدق بـ :
-اكملا القذارة التي كنتما غارقـان بهـا، أنا سأرحل
وكادت تغادر بالفعل ولكن يد علي التي قبضت على يدها منعتهـا... لينظر لـ سارة متمتمًا بنبرة جادة :
-غادري الان يا سارة رجاءًا
اومأت سارة بسرعة لتغادر بالفعل.. حينها سار علي نحوها ليُغلق الورشة ويعود لأسيل مرة اخرى... اسيل التي كانت وكأن احدهم وضعها على جمـر ملتهب..!!!
لم يكن ذاك الجمر مكنونه الغيـرة... ولكنه كان الشعور بالغدر للمرة الثانيـة..... ذلك الشعور الذي يُولد داخلهـا ذبذبات من نوع اخر تؤكد لها أن المشكلة فيها هي.. أنها ليست أنثى كاملة كما اخبرها ثامـر....!!!!
انتبهت لعلي الذي اقترب منها لتعقد ذراعاها وهي تردد بجمود مشمئز :
-هل يمكنك الاسراع في الحديث لاني فعليًا لا أطيق ذلك المكان
امسك علي وجهها بين يداه رغم اعتراضهـا الحاد... ليقترب منها ببطء وهو يهمس بصوت أجش :
-اقسم انني لم اخونك أسيل، لقد .... آآ لقد كانت ...
ولكن أسيل قاطعته عندما دفعت يداه عنها بعنف وهي تصيح فيه بهيسترية :
-كانت ماذا ؟!!! كانت مُغرية أكثر مني أليس كذلك ؟؟
جذبها له مرة اخرى حتى اصبحت ملتصقة به.. تستشعر نبضاته الهادرة وسخونة جسده التي كانت دليلاً واضحًا على همسه الرجولي الخشن وهو يتحسس جانب وجهها بطريقة مُذيبة للجليد :
-لا توجد امرأة على وجه الارض تثيرني وتشعل جسدي كما تفعلين أنتِ...
حاولت التملص من بين ذراعـاه بضعف متابعة بصوت قارب على البكاء :
-اتركني علي... انا لا اريد غزلاً كما فعلت تلك الليلة.. انا اريد حقيقة واضحة !
وبالفعل تركهـا ليمسح على شعره ببطء وهو يزفر بصوت حاد... إلى أن خرج صوته جادًا مغموسًا بشراسة فطرية :
-لقد جاءت لتخبرني أنها صديقتك أنتِ وذلك اللعين، ثم بدأت تتحدث بتهديد مُبطن... أن ثامر كان يغار بجنون ولا يتركك تذهبين لمكان بمفردك وعن رد فعله إن علم وعن معرفتهـا الاصيلة بكِ وبه وبأهلك... لا ادري ولكنها كانت مريبة لذلك فكرت أن اطاوعها قليلاً لأرى نهاية ما تريده ولكني تفاجأت بتلك القبلة
ثم بدأ يقترب منها ببطء لتعود هي للخلف تلقائيًا.. اقترب اكثر حتى حاصرها عند الحائط.. وضع يداه حولهـا حتى لا تستطع الفرار.. ثم اقترب اكثر... نظراته تلاقي نظراتها المتوتـرة... وأنفاسه تضرب وجهها الشاحب فتُعيد له رونقه....!!
اصبح على بُعد سنتيمتر واحد منها... يكاد يلامس وجهها وهو يسألها بهدوء :
-هل تصدقينني أسيل ؟؟
ثم اقترب اكثر وهو يحيط خصرها ببطء.. ذقنه النامي يحتك بنعومة وجنتها وهمسه المثخن بعاطفته اللاهبة كالنغمـان تلحن تلك الأجواء :
-لا توجد سوى حقيقة واحدة.. أنني أعشقك.. ولستُ كأي رجل في عشقك يا معشوقتي
لأول مرة يعترف علي صراحةً بعشقه امامهـا... لطالما كان عشقه متواريًا خلف أفعاله التي تنم عن عشقًا نهم يتراقص خلف حدقتـاه.... ولكن تلك المرة كان صريح.. صريح جدًا.... نابـع من أعماق ذلك القلب الذي لم ينبض سوى لهـا...
تنفسـه السريـع أصبح واضحًا لها جدًا واقترابه المُهلك الذي تتلاشاه كان على وشك الحدوث عندما امسك وجههـا بين يداه وكانت شفتاه الجائعة على بُعد خطوة واحدة من شفتاها....
ولكنها دفعته فجأة وهي تهز رأسها نافية وتردد بصلابة :
-لم اصدقكك.. وبالمناسبة عاصي قادم في الغد وسأغادر معه.. الافضل لك أن لا تأتي خلفي
ثم ركضت دون أن تنتظر اكثر... ليضرب علي الحائط جواره اكثر من مرة بعنف مزمجرًا بجنون :
-لن اترككِ يا أسيل الا عندما اكون في قبري.. أنتِ لي وستظلي لي.....!
*****
كانت محاولات حور مستمـرة في الدفاع المُستميت عن نفسهـا... بالرغم من الضعف البدني الذي بدأ يغزو كيانهـا المرتجف من الخوف.....!!
وانتهت اخر محاولة بإمساكهـا لحجر كان جوارهـا وبصعوبة لتضرب رأس ذلك اللعين الذي كان يهجم عليهـا... فابتعد هو منتفضًا يمسك برأسه صارخًا من الألم وهو يسبهـا.....
حينها ركضت هي بسرعة وهي تبكي كالطفلة الشريدة... لم تعد تدري أين تركض ولا كيف... كل الذي كانت تدركه أنها كانت تهرب من ذلك الذئب.....
وفجأة وجدت نفسها تصطدم بصدر عريض فصرخت تلقائيًا :
-لا اتركني...
ولكن يده الحانية التي أسرعت تضمهـا له بقوة وهو يهمس بأسمها متأوهًا :
-حــور....
وما إن اخترقت نبرته الحانية أذنهـا حتى إنفجرت في بكاء عنيف اشتد وهي تحتضنه بلهفة هيسترية وتردد من وسط شهقاتها :
-تأخرت.. تأخرت كثيرًا يا عاصي كدتُ أموت.. اقسم انني كنت أموت لو نجح ذلك اللعين... كنت اعلم انك ستأتي.. ستأتي وتنتشلني من الظلمة لن تتركني اغرق بغبائي !!!
رفعهـا له بحنيـة تناقض الوحوش التي هاجت بداخله متناغمة مع النيـران التي كانت تحرق أوردته ليقتل ذلك الحقير وقد وصله بطريقة ما مقصدهـا.... دفن وجهه عند رقبتهـا يستنشق عطرهـا الانثوي عله يهدئ من لوع روحه قليلاً... ثم استطرد برقة :
-هششش اهدئي.. انا هنا... معك .. لن يجرؤ احد على اذيتك !!
ابتعدت عنه ببطء وهي تنظر له... حينها فقط أنتبه لملابسهـا الممزقة والتي تظهر بعض الاجزاء من جسدهـا... جن جنونه وهو يفكـر.... ماذا فعل بها ؟!! هل اقترب منها... رأى جسدهـا الذي حُرم على غيره..؟!!!!
أظلمت عينـاه بقسوة مخيفة وهو يضم قبضتـاه معًا ويسألها بصوت هادر عنيف :
-هل لمسك ؟؟؟
هزت رأسها بلهفة تخبره :
-لا لا اقسم لك لم اتركه يفعلها.. ضربته على رأسه بحجر وركضت
أبعدها عاصي فجأة عندما سمع صوت ذلك الحقير يقترب منهم.. لتصبح خلف ظهره فشعرت هي بالأمـان فعليًا.... ولكن وسط تلك الضوضاء كانت حيرة فطرية تؤرق روحهـا... لمَ لم يسأل عن طفله الذي يقطن في احشائها ؟!!! اكتفى بالسؤال عنها فقط.....!!
اشتبك عاصي مع ذلك اللعين ما إن رآه لينقض عليه كالوحش الهائج يضربه بكل قوته كلما تذكر أنه لامسها.. رأى جسدهـا وحاول الاقتراب منها.....!!!
ظل يضربه ويضربه بعنف وهو يسبه إلى أن فقد الرجل وعيه تمامًا... حينها تركه عاصي وهو يلهث ليسحب حور من ذراعها دون كلمة اخرى متوجهًا بها نحو سيارته والسائق يسير خلفهم ببطء ينظر يمينًا ويسارًا..........
*****
كان ثامر في منزله عندما اتـاه اتصالاً هاتفيًا من سارة ليجيب بسرعة متمتمًا بصوت لم تخلو اللهفة منه :
-ماذا حدث سارة ؟؟!
شعر بابتسامتها وهي تجيبه :
-حدث كما طلبت تمامًا... اقتربت منه والرجل إلتقط الفيديو بنجاح... بل وحدث شيء اخر سيُسعدك كثيرا
سألها بسرعة :
-ما هو ؟؟ احكي لي كل شيء وبسرعة سارة
ردت بهدوء :
-أتت أسيل فجأة لتراني وأنا أقبله فصٌدمت وجن جنونها بعد ذلك
إتسعت ابتسامة ثامر الشيطانية وقد شعر أن الحظ يحالفه وبشـدة....!!
عاد لسارة يردد مرة اخرى :
-ارسلي لي الفيديو الان يا سارة وسأتصل بكِ لاحقًا
-حسنًا...
اغلق الخط وبالفعل خلال دقائق معدودة كان الفيديو يصله... فتحه وهو يشاهده بانتشاء متخيلاً رد فعل عاصي عندما يـراه.... فهمس بصوت اشبه لفحيح الافعى :
-لنرى رد فعلك سيد عاصي عندما ترى وتعلم أن شقيقتك متزوجة من ذلك الرجل الذي يخونهـا !!!!!
*****
ظلت تتراجـع للخلف بقلق من مظهـره الذي دب الخوف في باطن روحهـا.. تناست القوة التي كانت تدعيهـا.. تناست الانثى الشامخة التي كانت تحاول رسمها بريشة ضعفها الدموي....!!
وعادت لفطرتها الضعيفة وهي تسأله بقلق :
-اهدأ وسأشرح لك كل شيء
إنفجر البركان الثائر داخله وهو يصرخ فيها بجنون :
-تشرحين لي ماذا !! أنكِ اوشكتي على قتل أبني مرتان ؟؟ مرة بكامل ارادتك ومرة اخرى بتهورك وغبائك ؟؟؟
وفجأة جذبها من خصلاتها بعنف يقرب وجهها منه حتى استطاع سماع أنفاسها اللاهثة... ليقول بصوت مبحوح مجروح رغمًا عنه :
-تخبريني أنكِ تعشقيني وتذهبين لتقتلي طفلي بكل دم بارد !!
لم تستطـع النطق.. فقدت معالمهـا الشراسة التي كانت محفورة بها مؤخرًا...!
خاصةً عندما نهض وبدأ يخلع حزام بنطاله وهو يهمس بصوت ناعم كجلد الثعبان :
-ولكن لمَ تبذرين الاموال عند الاطبـاء.. هناك طرق اخرى يمكنها أن تُخلصك من ذلك الطفل الذي تكرهيه !!
اتسعت حدقتـاها بجزع عندما بدأ يقترب منها فخرجت حروفها مرتجفة مرتعبة وهي تسأله :
-ماذا ستفعل !!!!!
لف الحزام حول يداه واتخذ وضع الاستعداد للانقضاض عليها وهو يجيب بصوت قاسٍ جامد :
-سأساعدك لتتخلصين منه.. ولكن بطريقتي أنا !!
ولم يعد للحديث بقيـة...........!
******
يتبـع...
رأيكم مهم جدا ؟؟حورية بين يدي شيطـان
الفصل العاشــر ( الجزء الأول ) :-
أصبحت تشعر أن الهواء إنسحب من حولهـا حتى بات الاختناق رفيقهـا.. كادت تصرخ وهي في انتظار الجلدة الحتمية ولكن على العكس سقطت الضربة على الأريكة جوارها فصرخت حور بفزع.....
فتحت عيناها ببطء لتجد عاصي كما هو.. عينـاه حمراء حادة وعروقـه بارزة بجنون وكأنه سيقتلها... ولكنه ألقى الحزام من يده ارضًا ليقترب منها فتراجعت هي تلقائيًا ليمسكها هو من ذراعهـا يهزها بعنف صارخًا بصوت قوي مُخيف :
-أنا لستُ سادي لأضرب امرأة كالبهيمة بالحزام وأتلذذ بعقابهـا...
اومأت حور موافقة بسرعة ثم همست بنبرة طفولية مرتعدة :
-أعلم.. اقسم بالله أعلم ذلك
كادت تظهر ابتسامة خبيثـة مترافقـة بشظايا عبث وهو يهمس لها بصوت خشـن أثار شيء داخلها رغمًا عنها :
-ولكني بالتأكيد سأعاقبك حور..
ثم سحبهـا معه بقوة ليجلس على الأريكة الصغيرة ثم مددهـا على بطنهـا على قدمـه... فتخبطت هي بقلق وهي تسأله مستنكرة :
-ماذا تفعل !! أي عقاب هذا ؟؟
أمسك بالحزام يلفه على يداه ببطء... وبحركة مباغتة أصبح يضربهـا به على أردافهـا ولكن برفق نوعًا ما.. بدأت حور تتلوى على قدمـاه بألم وهي تهمس بأسمه ولكنه لم يُعيرهـا اهتمام وبدأ يعد الضربـات من الواحد حتى العشـرون....
وما إن لفظ بالعشرون وتوقف، رفـع جسدها له لتصبح جالسة على قدمـاه ليجد عينـاها ممتلئة بالدمـوع اللؤلؤيـة... وشفتاها الصغيرة ترتعش بضعف كالأطفال بينما هي تهمس بصوت مبحوح :
-أتركني.. ابتعد أريد ان أنهض
-اصمتي
قالهـا وزفـر بصوت مسمـوع... وداخله شيء لا يستوعب حتى الان ما كاد يحدث !!!!
قلقه وخوفه أصبحـا كالأشواك ينغـزان صلابته وقسوته التي أحكم لجامها حول ترانيم مشاعـره كافة....!!
رفـع أنظـاره لحـور لتتعلق عينـاه بحركتها التي تثير جنونه وهي تعض على شفتاها الصغيـرة لتمنع بكاءهـا بصعوبة.... ومن دون تردد كان يمسك رأسهـا بيداه واليد الاخرى تجذبهـا له ليلتهم شفتاها بنهم دون أن يعطيهـا فرصة الاعتراض... يشعـر بعاطفة عنيفـة تتفجر داخله بأبسط حركـة منها... وتنفجـر براكين صبره لينقض عليها فيتذوق طعم شفتاها الذي يستكشفه في كل مرة يأكل فيها شفتاه.... واخيرًا ابتعد يلتقط أنفاسه اللاهثة فنطقت هي ومازالت مقتربة منه تشاركه لهاث أنفاسه :
-ماذا فعلت !!!!
رد بصوت خشن مثخن بالرغبة والشوق الحارقان :
-أعاقبك.... ولكن هذه المرة لأتلذذ بذاك العقاب
أحمرت حور على الفور من غزله الخفي بين ظلمة كلماتـه... فغطت شفتاها تلقائيًا بيدها وهي تهمس :
-أريد النهوض أرجوك
ثم حاولت أن تنهض بالفعـل ولكنه أحكم قبضته حول خصرهـا ليجذبها له فتجلس على قدمـاه مرة اخرى.. كان تنفسه سريع وعالي وهو يردد بصوت آمر :
-قبليني
حدقت به بذهـول مُحرج :
-بالطبع لا.. ماذا تقول
ضغط على خصرها بيـداه بقوة وهو يعيد بصلابة تخفي خلفها ثوران مشاعره :
-قبليني... الان !!
ابتلعت ريقها بتوتر ثم اقتربت منه ببطء لتقبله برقـة وما إن كادت تبتعد حتى جذبها هو له يلصقها به ثم إنقلب الوضع ليضعها على الأريكة ويصبح هو فوقهـا.. فاستطرد بصوت حاد متحشرج :
-تبًا لكل شيء....
وفي اللحظة التالية كان يُقبلها بجنون... بقوة... عل شوقه المضني لها يخف ولكنه كلما تذوقهـا يشتعل اكثر وبجنون اكبر... اصبحت هي تأن بألم لتشعل رغبته بها اكثر.....
مد يده ليخلع فستانها عنهـا فلم يجد ازراره.. لذا ومن دون تردد كان يمزقهـا بعنف بحركة مباغتة لتشهق هي بحسـرة فابتلع هو شهقتها داخل فمه وهو يعاود تقبيلها بشغف يزداد ويزداد.............
بعد فتـرة طويلة.....
كان يتنفس بصوت مسموع وهو ممدد على الفراش وهي جواره تنام على صدره العاري بأنفاس لاهثة مثله من عنف المشاعر في اللحظات السابقـة... كان يداعب خصلاتهـا الناعمة وهو يقول دون مقدمات بنبرة حادة غيورة :
-لو كان لمسك أقسم انني كنتُ قتلته وقتلتك بعده لأنكِ مَن أتاحت له الفرصة
رفعت رأسها له تستند على صدره وهي تهمس بينما تنظر لعيناه بعاطفة خاصة له وحده :
-لو لمسني رجل غيرك لكنت قتلت نفسي بنفسي سيد عاصي !
تأوه بعنف وهو يجذبهـا له يحيطها بعاطفته القوية اللاهبة مرة اخرى و يُقبلهـا بجوع لا يقـل بينما يهمس بأرهاق زاد على مشاعره وروحه فعليًا :
-آآه يا حورية تصر على جنون السيد عاصي !!!.....
فسحبهـا معه لدوامة مجنونة عاطفية لا يعرف كلاهمـا اولها او آخرتها الحتمية.....!
******
كان "ظافر" في مكتبـه كالعادة صباحًا... يمسك القلم بين اصابعه الخشنة يتلاعب به وهو يتذكـر ذلك اليوم الذي كاد أن يفقد به عقله فعليًا.....
تذكر قبلته المحمومة لها في المستشفى وهو يعاقبها بطريقته على خداعهـا.... تلك الماكرة الصغيرة لا تعلم أنه يتهافت لأي فرصة لينقض على شفتاها المكتنزة التي تؤرق ليله......!!
لا ينكر أنها عادت لخصامها الصامت بمجرد ان خرجوا من المستشفى فأصبحت لا تتحدث معه وتتجاهله تمامًا... ولكن يكفيه أنها بخير فقط وهو سيتكفل بالباقي......!!
استفاق من شروده على رنين هاتفه العالي فأمسكه بملل لتتجمد عينـاه المُهيمة بعشق صغيرته لقسوة جادة وهو يرى رقم "اطياف" على شاشة هاتفه...
رد ببرود كعادته عندما يتحدث معها :
-نعم ؟؟
وبصوت متوتر قالت :
-ظافر ارجوك هل يمكنك المجيء لشقتي ؟؟
صرخ مستنكرًا :
-ماذا ؟!!!!
تلعثمت وهي تكمل بتوتر :
-لا تُسيء فهمي.. اقسم ان عمار مُتعب جدًا لا ادري ما أصابه يكاد ينفجر جسده من السخونية وانا بمفردي ارجوك تعالى بسرعة
اتسعت حدقتاه بخوف وهو يهمس :
-عمار !!!! ومنذ متى وعمار يعيش معك بمنزلك ؟
-انا جلبته امس من عند والدتي.. ارجوك انا خائفة وبشدة
نهض بسرعة وهو يلتقط سترته مرددًا :
-حسنًا انا قادم انتظريني
ثم ركض بخطوات ملتهفة نحو منزل "أطيـاف" جاهلاً يُحاك له دون درايته !!.....
وصل بالفعل امام منزلها فترجل من سيارته بسرعة يصعد السلم بخطى واسعة.. حتى وصل فبدأ يطرق الباب بسرعة.... فتحت له أطياف ليتصنم محدقًا بملابسها.... !
عفوًا هذه لا تعد ملابس اصلاً.. تقريبًا تغطي اجزاء بسيطة جدًا من جسدها فقط... تنحنح بحرج وهو يعود لخشونته قائلاً بتساؤل :
-أين عمار ؟؟
أجابت بهدوء وهي تشير له نحو الداخل :
-في غرفته.. تفضل يا ظافر
وبالفعل دلف بتردد فأشارت له على الأريكة وهي تهمس مبتسمة برقة غير معهودة :
-أجلس سأجلب لك شيء لتشربه واذهب لأجعل عمار يرتدي ملابسه.. لا تقلق والدتي اخبرتني أن اعطيه دواء ما وذهب في نوم عميق...
كاد يعترض ولكنها ذهبت للمطبخ بالفعـل.. امسكت بالكوب وسكبت به بعض العصير ثم اخرجت من جيبها حبوب صغيرة لتضع بعضها في الكوب ثم بدأت تحركه ببطء....
وما إن انتهت اتسعت ابتسامتها الخبيثة وهي تهمس لنفسها بمكر :
-لنرى ماذا ستفعل يا سيد ظافـر.. فلينقذك عشقك لتلك الصغيرة الان....
خرجت بالكوب له وهي ترسم التوتر على ملامحهـا ثم قدمته له هامسة :
-تفضل
اخذه منها وهو يومئ برأسه على مضض :
-اسرعي احضري عمار وهيا الان
سارت بالفعل نحو غرفة عمار فبدأ ظافر يشرب العصير بهدوء عله يهدئ توتره وقلقه......
مر وقت قصير وبدأ ظافر يشعر بدوار حاد يداهمه.. خرجت أطياف في تلك اللحظات ولم تبدل ملابسها... فسألها بصوت واهن وهو يمسك برأسه :
-ماذا يحدث؟؟
إتسعت ابتسامتها الشيطانية وهي تقترب منه مستطردة :
-كل خير... يحدث كل خير يا طليقي العزيز !!!!!
****
قبل ذلك بفتـرة.....
كان علي يركض خلف أسيل وكأنهم في دائرة لا تنهي من الدوران المُهلك... وصل الفندق خلف أسيل يركض وهو يناديها بحدة :
-أسيل انتظري
ولكنها لم تنتظر اطلاقًا.. كانت شبه تركض وهي تدلف للغرفة فدلف هو الاخر واغلق الباب خلفه وهو يزفر بعمق وحدة مسموعة...
فأشارت له أسيل محذرة بصلابة :
-اخرج يا علي والان... لا أطيق رؤيتك حتى !!
هز رأسه نافيًا وهو يقترب منها مرددًا بأصرار :
-لا.. لن ابتعد ماذا ستفعلي ؟؟؟
ظلت تتراجع للخلف بتوتر ثم نطقت بحدة عدائية تنبع من جوفي عينيها الزرقاء :
-سأصرخ وسأخبر عاصي بكل شيء... كل شيء حتى اضمن انه سيقتلك كما قتلت شقيقي !!!
وفي اللحظة التالية كان يحيط بخصرهـا بيداه بينما هي تحاول التملص من بين قبضتـه بعنف.. ولكنه وبحركة مباغتة كان يضرب رأسها بعنف برأسه فتأوهت بألم لتفقد وعيها ببطء بين ذراعيه.....
تحسس وجنتها بشرود وهو يهمس بصوت غريب :
-اعتذر يا زرقاء ولكنني لن اتركك لتهدمي كل ما فعلته ببساطة ...!!
ثم حملها بين ذراعيه بليونـة ورشاقة..........
******
كان عاصي في مكتبه الصغير بمنزله ينهي بعض الاعمال الخاصة بعمله... عندما سمع صوت هاتفه يعلن عن وصول رسالة على "الواتساب" فتأفف بضيق وهو يمسك هاتفه ليجد فيديو مُرسل له.....!!
فتحه بهدوء ليُصدم من رؤية علي الجبوري وهو يُقبل فتاة ما في ورشة للحدادة....!!
ثم وفي اللحظة التالية وصلته رسالة مكتوبة
" شقيقتك أسيل تطلقت من زوجها وتزوجت من علي الجبوري وهي تعيش معه بفندق وليس بمفردها، وليس هذا فقط بل انه يخونها مرارًا وتكرارًا لينتقم منك لأجل شقيقته " !!!!!!!
بدأ عاصي يشعـر بغليان في اوردته... جنون... وقسوة كادت أن تُذاب تجاه "حور" عادت تُبنى من جديد وشيطانه يهمس له
" بالتأكيد هي مَن شجعت شقيقها على ذلك " !
نهض بسرعة يركض نحو غرفتهم ليفتح الباب دون مقدمات وهو يصرخ باسمها :
-حووور... أين أنتِ
خرجت من المرحاض تحدق بهيئته المشعثة بقلق وهي تسأله :
-ما بك عاصي !! ماذا حدث
جذبهـا من رأسها بعنف يقربها من هاتفه وهو يزمجر بجنون أفقده ثباته تمامًا :
-أنتِ على علم بكل ما يُحيكه شقيقك اللعين أليس كذلك ؟؟؟ بالتأكيد اخبرك عندما جاء لرؤيتك يا ***** !!!!!!!
حاولت حور التملص من قبضته التي تؤلمها وبدأت الدموع تتجمع بعينـاها.. وشيء داخلها يُنذرها بعودة الشيطـان.......
ولكن هيهـــات....!!
*****
يتبـع...
حورية بين يدي شيطان
الفصل العاشـر ( الجزء الثاني ) :-
سُرقت الحروف من بين شفتاها ولم تعد تدري بأيًا منها تبدأ وصلة الدفاع عن نفسها...!
كادت تصرخ والفزع يجعل قلبها متحجرًا بأنين مكتوم.. ثم همست بحروف متقطعة :
-لا.. لم آآ....
ولكنه بدا كالذي تحركه الشياطين متخليًا عن كل ما يملك من ثبـات او تعقـل لتشتعل بوصلة الجنون بعقله فتقوده لحاقة مجهولة...!!
قبض على ذراعاها بعنف وهو يسألها مستنكرًا :
-لا ؟!!!! أوتكذبين ؟؟ انا متأكد انه اخبرك.. بالتأكيد هو جاء ليراكِ خصيصًا لذلك السبب
بدأت تهز رأسها نافية بهيستريـا وهي تخبره :
-لا لم اكن اعلم اقسم بالله.. صحيح انه كان يود اخباري بشيء ولكنه لم يفعل
ترك ذراعها بتلقائية مباغتة وهو يمسح على خصلاتها مخللاً فيهـا اصابعـه بانفعال واضح... لتدور هي للحظة تكاد تسقط ارضًا من قوة اعصار الدوار الذي لفح بكيانها الركيك....!!
ليركض هو لها يحيط خصرها تلقائيًا قبل ان تسقط.. فاستندت هي على صدره تتنفس بشكل ملحوظ وكأنها تحاول تنظيم ما بعثره التوتر..!
فسألها هو دون تفكير :
-هل أنتِ بخير ؟؟
كان يسألها وهو يتجه بها نحو الفراش لتجلس جواره... بينما هي تشعر بالخدر في كل اطرافهـا... تشعر به وبعجزه وبالنيران التي تهز كيانه ولكنها لا تملك ما يرمم ذلك الاقتناص في كيانه وروحه.....
كان رأسها ارضًا وخصلاتها حول وجهها بضعف.. ليبعد هو خصلاتها برقة وهو يلامس وجنتهـا بحنان فطري وصوته يخرج هادئًا متغللًا ايـاه نغمات مضطربة وهو يهمس :
-حور... هل أنتِ بخير ؟؟
هزت رأسها بضعف ثم بدأت ترفعهـا ببطء لترفع إصبعها بتلقائية تتحسس ذقنه النامية وهي تردد بصوت مبحوح :
-اقسمتُ لك أنني لم اكن اعلم ولو علمت لكنت منعته بالتأكيد.. هل تصدقني عاصي ؟؟؟
كاد يرتعش من تأثيرها المُهلك عليه... تأثيرها الذي يجعله في اشد حالات ضعفه..... وشوقه امامها !!!
أبعد يداها عنه بقليل من الحدة وهو ينهض زافرًا انفاسه بعمق... لا يدري فعليًا هل يصدقها ام لا ؟!!!
ولكنه يدري أن جزء كبير داخله يخضع لسيطرتها الساحرة في سحب شظايا الشك داخله.....!
كانت تقف خلفه في اللحظة التالية... تتنفس ببطء وكأن روحها ستُزهق.... وتسأل السؤال الذي تعلم أن اجابته لن تُرضيهـا بل ستهدم شيءً وتزرع شوكًا قاسيًا داخلها :
-لو أراد علي أن تطلقني ليترك شقيقتك أسيل.. هل ستطلقني عاصي ؟؟؟
اهتز فكه بعنف عندما صفعه سؤالهـا بقسوة... الاجابة يحفظها عقله ولكن داخله شيء يرفض صكها ونطقها بصوت عالي وكأنه حينها سيقتل شيء كاد ينمو !!!...
داخله نيـران ملتهبة تحرقه بقسوة ولا يدري لها علاج... نار تحرق كرامته لأنه نقض وعده بالقسوة الدائمة معها ونار اخرى يجهـل مصدرهـا ولكنها اشتعلت حول قلبه الذي بدأ ينبض بخوف من ذلك اليوم......!!
استدار لها اخيرًا بعد صراع تغلب فيه العقل كالعادة ليرد بصوت قاسي قاطع :
-هذا شيء مؤكد.. أنتِ لا تعني لي شيء أمام حبي لشقيقتي يا حور،،، لا اود تذكيرك أنني تنازلت وتزوجتك من اجل اشقائي من الاساس !!!
ثم استدار مرة اخرى يكمل مزمجرًا بعنف :
-ولكني لن استسلم لذلك اللعين بتلك السهولة
حينهـا كانت حور تبتسم بسخريـة.... يا الهي... تشعر بنزيف روحها وكرامتهـا... كرامتها التي رممتها نوعًا ما قبل فترة ولكنها عادت تُدميها بطريقة أسوء واقسى !!!
إلى متى ستضعف امامه ؟!!!... إلى متى ستبرر له وتتحجج فقط لكي لا تقسو كما يفعل هو...!!
وفجأة انفجرت تلطم نفسها بعنف وهي تصرخ بصوت شبه هيستيري :
-اللعنة عليّ وعلى ذلك العشق... إلى متى سأظل هكذا إلى متى... في كل مرة اعتقد انني اكتفيت وأقسو... اعود لألين كالبلهاء وانا ابرر لك فتعود الصفعة لي بطريقة اقسى واعنف...!!!
ثم بدت كمن أدركت شيء مهم كان مغلف بالظلام وفجأة اُنير بفجاجة..... فعادت تزمجر كالمجنونة وهي تمزق اطراف ملابسها وتضرب جسدها بقوة وكأنها مشمئزة منه :
-أتعني أن كل ما حدث كان مجرد رغبة صحيح ؟؟؟ رجل امامه زوجته فلم يستطع تمالك نفسه!! هل اصبحت حالتي ميؤس منها لتلك الدرجة حتى بدأت اتهيئ أنه كان شيء أكثر من الرغبة بكثير.... !!؟
كان يضم قبضتـاه معًا يضغط عليها بعنف...يشعر بالعجز يتملكه فلا يستطع الانسجام مع انجراف مشاعره او حتى التمسك بقناع القسوة والصلابة.....
اقترب منها واخيرًا ليرفعها عن الارض ثم امسك يداها بيد بقوة محاولاً السيطرة على انفعالها وباليد الاخرى كان يغطي ما تبقى من جسدهـا وهو يقول بنبرة تصارع الحنان حتى لا يسيطر عليه فيغير مجرى حواره :
-اهدئي... لم يكن بيننا سوى الانجذاب الجسدي حور ! ولن يكن.. لن تجدي مقابل لذلك العشق الذي يضخ داخلك فيُستحسن أن تقنعي نفسك بذلك
ثم تركهـا ببساطة ليغادر الغرفـة وكأنه يهرب من تواجده امامها اكثر من ذلك.....
بينما هي كالعادة أنهارت في وصلة بكاء عنيفة تعبر عن الألم الذي تشعر به..........!
****
بدأ ظافر يفتح عينـاه رويدًا رويدًا.... ضربه ضوء قوي جعله يغلق عينـاه مرة اخرى بانزعاج واضح...!!!!
عاد ليفتحها مرة اخرى ببطء لتقع عينـاه على آخر شخص كان يتوقع رؤيته في تلك الدنيـا...
بينما الاخر وضع قدم فوق الاخرى وهو يبتسم ابتسامة بادرة قائلاً :
-اهلاً بك سيد ظافر... اشتقنا لك يا رجل !
كز ظافر على أسنانه بعنف... بدأت الرؤية المشوشة تتضح امامه شيءً فشيء ولكن حتى الان هناك نقطة مفقودة.....!!
حاول تهدأة نفسه وهو يرد مستنكرًا :
-اشتقت لي ؟؟!!! اعتذر ولكني لم اشتاق اطلاقًا بل لم اكن اتمنى رؤيتك لباقي حياتي سيد عزيز
حينها نهض المدعو بـ عزيز ليقترب منه بخطى بطيئة اشبه بخطى الذئب ثم تشدق بخبث دفين :
-وانا لم اكن اتمنى ذلك ولكن للضرورة احكام سيد ظافر.. بالتأكيد لم اكن اتمنى رؤية قاتل والدي !!
قال اخر كلماته بسخريـة ولكنها محترقة... ليرد ظافر نافيًا دون تردد :
-لقد اخبرتك أني ليس لي علاقة بموت والدك، هذه اقدار !!!
انفجر الاخر صارخًا فيه بجنون :
-ولكنك مَن تسببت في خسارته كل ما يملك!!! وإلا لما كانت أتته الازمة القلبية وتوفي !!
لم يهتز لظافر جفن وهو يخبره :
-كان مجرد رد فعل على قتله لزوج عمتي وإلصاق التهمة فيّ بكل بساطة وتفجج !!!
أنقض عليه عزيز يمسكه من ياقة قميصه وهو يصرخ فيه بعصبية مفرطة :
-سأقتلك.. سأريك الجحيم في الدنيا يا ظافر... ولكني لن اقتلك بتلك السهولة.... سأعذبك واجعل روحك تتلوى من الالم قبل ان اقتلك !! سأُصيبك في مَن تُحب حتى تزهق روحك من الالم......
ولم يأتي في عقل وقلب ظافر في تلك اللحظات سوى صغيرته التي يرتجف قلبه متخيلاً أي مكروه قد يحدث لها فيقتله وهو على قيد الحياه فعليًا.....!!
حينها اتسعت ابتسامة ذلك الشيطان وهو يومئ مؤكدًا :
-نعم نعم.... هي مَن تُفكـر بها الان.. تلك الصغيرة التي تزوجتهـا.. وفي المقام الثاني طفلك الحبيب عمار !
كاد ظافر أن يظهر القلق الذي استوطن ملامحه بتجبر ولكنه حافظ على ثباته وحروفه الباردة وهو ينطق بهدوء تام :
-الاثنان لن تستطع الاقتراب منهم.. لأنني لن اقف مُكتف الأيدي يا سيد !!!
كاد عزيز ينفجر في الضحك وهو يقول :
-ولكن يجب أن تعلم أين هو طفلك في البداية يا ظافر،، اما بالنسبة لزوجتك.... ريم ! أعتقد أن علاقتك بها متوترة بقدر كافي فلا تكن واثقًا أنك تستطع السيطرة عليهـا....
ثم ابتعد وهو يحك ذقنه مفكرًا ببرود مُهلك :
-أتخيل مظهرك عندما تراه ذات يوم هنا... بين أحضاني وفي فراشي... مؤكد ستُصاب بأزمة قلبية كوالدي تمامًا أليس كذلك ؟؟؟!
حينها نطق ظافر هادرًا بعنف وقد برزت عروقه بانفعال مُخيف :
-ريم ليست تلك العاهرة أطياف يا عزيز... ريم ماسة لن اسمح بأي قذر مثلك ان يُدنسهـا !
اقترب بوجهه من ظافـر حتى تقابلت الأعين في طريق طويل ملغم بالحقد والبغض... ليهمس بنبرة ناعمة كجلد الافعى :
-لا يهمني إن كان بأرادتها او لا... المهم أن ذلك اليوم سيأتي أعدك !!!!!
ثم ابتعد وهو يشير لرجاله بجدية :
-فكوه واتركوه... انا لم أتي بك لهنا لأي سبب اخر سوى أنني أردت اخبارك انني قادر على كل شيء.. قادر على جلبك هنا دون ارادتك وجعلك تحت سطوتي... لأثبت لك أنك الاضعف في تلك الحرب يا ظافر !
بينما ظافر كانت اعصابه مشدودة بقسـوة... وقلبه مُحترق بفتيل كلماته الملعونة.... وغيرته الحمقاء الدموية سيطرت عليه تمامًا حتى كاد أن يقتله بمجرد ان تحرر.....!!
ولكنه غادر بالفعل وهو يحاول إقناع نفسه بالانتظار..... واول ما فعله هو التوجه لريـم.....!
..................................
طرق الباب عدة مرات بسرعة ولهفة لم يستطع اخفاءهـا... ففُتح له الباب بالفعل بعد دقيقـتان.. وجد الخادمة امامه وصوت ضجة يأتي من الداخل فنظر للخادمة متساءلاً بهدوء ؛
-هل يوجد ضيوف ؟؟
اومأت مؤكدة بهدوء :
-نعم.. ضيوف لريم هانم !
عقد ما بين حاجباه وهو يفكـر بعدم فهم... أي ضيوف هؤلاء ؟!!!....
دلف بهدوء للداخل ليقف متجمدًا مكانه يحاولوالاستيعاب عندما سمع صوت سيدة ما تقول :
-أتينا اليوم لنطلب الانسة ريم للزواج من ابني حسن
حينها أدرك ظافر أن تلك الليلة لن تنتهي إلا بجريمة فعليــة........!!
*****
بعد يومــان........
طيلة اليومان وعاصي لم يغمض له جفن... يبحث عن علي وأسيل في كل مكان في البصـرة ثم عاد ليبحث في بغداد ايضًا.... بدأ يفقد اعصابه تمامًا وهو يتخيل ما قد يفعله علي بـ شقيقته الوحيدة !!!.......
وصل منزله اخيرًا فركضت والدته نحوه بلهفة تسأله بقلق واضح :
-هل وجدتهم يا بني ؟؟
هز رأسه نافيًا وهو يتخطاها مغمغمًا بجمود :
-لا لم اجدهم... ولكنني سأجدهم أعدك
ثم وبخطى سريعة كان يتجه لغرفة حور.... فتح الباب دون مقدمات بعنف لتشهق حور بفزع متمتمة :
-عاصي !!! أفزعتني..!
جذبها من ذراعها بعنف له وهو يُخرج هاتفه مرددًا بصوت أجش :
-سأفزعك فعليًا إن لم تفعلي ما أقوله لكِ
سألته بقلق :
-ماذا تريد ؟؟؟!!!
أعطاها هاتفه ثم قال بحدة جامدة :
-مؤكد علي أعطاكِ رقمًا له لتتصلين به إن اضطررتي له.. أتصلي به الان واخبريه أنكِ يجب أن ترينه وبأسرع وقت... وحينها سأتصرف انا معه رجل امام رجل دون ان يتخفى مني كالفئران !!!!
ومن دون تردد كانت حور تدفع يده بعيدًا عنها وهي تستطرد بإباء :
-لا... لن افعل.. لن اسلمك شقيقي على طبق من ذهب !!
وبكل الانفعال... بكل ذرة شعور بالعجز... بكل الشعور بالقهر الذين تملكوه تلك الفترة كان يقبض على خصلاتها بيداه بعنف وهو يصيح فيها بصوت مُقلق :
-ستفعلي... اقسم بالله الذي لا اقسم به كذب.. إن لم تفعلي يا حور اؤكد لكِ أنني سأفعل بكِ ما يجعلك تتوسلينه المجيء لينقذك من بين يداي فعليًا !!!!!
هزت رأسها نافية رغم القلق المتدافع داخلها :
-لن افعل مهما فعلت بي... لن اعطيك رقبة اخي !
ودون أن يشعر بنفسه كان يصعفها بعنف وهو يصيح بجنون :
-ستفعلين... لن أترك شقيقتي لتصبح ضحية جديدة لجرم علي الجبوري !!!!
ثم دفعها على الفراش بعنف حتى تأوهت بألم تحتجز تلك الدموع داخلها.... بينما هو لا يرى امامه سوى صورة شقيقـاه وهما غارقـان بدماؤهم.... والشيطان لا يرسم له سوى صورة اسيل وقد بدأت تغرق بدماءها مثلهم تمامًا وعلى يد نفس القاتـل............!!
****
يتبـع...
رأيكم مهم ♥
تعليقات
إرسال تعليق