القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية فرح فهيمة الفصل 11-12-13-14-15 بقلم آية السيد كامله

 رواية فرح فهيمة الفصل 11-12-13-14-15 بقلم آية السيد كامله




رواية فرح فهيمة الفصل 11-12-13-14-15 بقلم آية السيد كامله


رواية فرح فهيم

بقلم ٱية السيد

الفصل  الحادي  عشر

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

“تهربي ليه؟! إلبسي عشان تقابليه…

ضربت فرح صدرها بصدمه وقالت:

-أقابل مين يا شهناز؟!

رمقتها الأم بغيظ قائله:

-دقيقه واحده وتكوني لابسه وقدامي في المطبخ

 عشان تدخلي بالعصير

خرجت الأم وتركتها تكاد تلطم وجهها من هول

 المفاجأه وهي تردد:

-يا حيوااااان قال ادخلك بالعصير ياخي طفحته

خطر لها فكرة فابتسمت بفخر، وارتدت إسدال الصلاه ثم خرجت متسلسلة كاللص، حمدت ربها أن والدتها قد انشغلت بالمطبخ وباب غرفة الضيوف مغلق، فمرت وهي تسير على أطراف أصابعها، فتحت باب الشقه بهدوء شديد ثم أغلقته بخفوت وركضت لأسفل لتبحث عن أي مكان تأوى إليه وتتخفى لحين مغادرة هذا المجهول، لفت نظرها ذالك السلم الخشبي الذي يؤدي إلى سطح غرفة الحيوانات “الزريبه” المسقف بأعواد قش الرز وبعض قطع الخشب، صعدت مسرعة وجلست على القش منتظرة انصراف ذالك الأحمق كما نعتته..

_____________________

على جانب أخر مر ما يقرب من نصف ساعة تعرف فيها نوح على يوسف وارتاح له ولحديثه، دعاه نوح لحضور حفل كتب كتابه فوافق يوسف وقبل الدعوه، استأذنه نوح ليرى ما خطب فرح فقد تأخرت فهو يعرفها جيدًا فحتمًا تفكر بمصيبةما، وعند خروجه من الغرفه كانت والدته تدخل من باب الشقه متذمرة من أفعال ابنتها المتهورة الخرقاء كانت تتأفف بشده سألها نوح بخفوت:

-فين فرح؟!

ردت والدته بتهكم:

-أختك الحلوه هربت… دورت عليها في كل البيت مش

 عارفه أوصلها

اندفع نوح مرددًا:  -يا بنت الجزمه…

انتبه لما قال ورفع يده قائلًا:– لا مؤاخذه يا ماما

عقبت والدته بحسره:

-إنت خليت فيها ماما دا إنتوا خلفه تجيب الشلل

نظرت تجاه الغرفه التي يجلس بها يوسف وأشارت

 إلى بابها قائله:

-شوف بقا هتعمل ايه مع الراجل الي قاعد جوه ده

زم نوح شفتيه بحنق وقال:-ماشي يا فرح والله لأوريكِ

نظر لوالدته قائلًا برجاء:

-ادخلي يا ماما سلمي عليه ولطفي الجو كدا بأنها تعبانه

 ولا حاجه على ما أجيلك…

زفرت الأم بحنق واتجهت صوب الغرفه تحمل بيدها 

أكواب العصير وهي تتمتم:

-منك لله يا فرح!!

اتجه نوح نحو غرفتها وأخذ ألبوم صورها من بداية

 عمر يوم إلى اخر صورة إلتقطتها بعيد الأضحى الماضي وهي بعمر الشباب…

على جانب أخر دخلت شهناز بالعصير وبعد التحيه عرفته بنفسها وعرفها بنفسه وأعجبت باحترامه وأدبه وعندما رجع نوح استأذنته وغادرت الغرفه لتُكمل بحثًا عن ابنتها المعتوهه، جلس نوح جواره وهو يقول مبررًا:

-أنا مش عارف أقولك إيه بس فرح تعبانه شويه ومش هتعرف تقابلك

قطب يوسف حاجبيه باستفهام قائلًا:-مين فرح؟!

عقب نوح قائلًا: -فرح فهيمه… أختي إلي هي زوجتك المصون اسمها في البطاقه فهيمه بس احنا بنناديها فرح

اعتلى وجهه الصدمه وهو يدعو بكل جوارحه أن يكون

 ما ظنه صحيح قاطعه نوح قائلًا بابتسامه:

-دا ألبوم صورها عشان صورة كتب الكتاب دي أنا الي مفبركها… كنت بحاول أطفشك بصراحه

فتح نوح الألبوم وأعطاه ليوسف الذي كان متلهفًا ليرى صورتها، بدأ يوسف يقلب بين صورها حتى وصل لتلك الصوره التي ظهرت بها فرح بريعان شبابها حدق بها للحظات ثم هتف قائلًا بصدمه:  -دي فهيمه؟!

ابتسم نوح بفخر وهو يقول بمدح:– أيوه البسكوته

 المقرمشه دي فهيمه قصدي فرح لأنها بتكره اسم فهيمه

سأل يوسف بترقب:

-هي فهيمه تعرفني يعني عارفه شكلي ولا لسه؟!

لوى نوح شفتيه لأسفل وقال:

-لأ معتقدش أنها تعرفك ولا شافتك قبل كدا

تنفس يوسف بارتياح فالآن ستبدأ المعركه على حقها،

 أغلق الألبوم وهب واقفًا وهو يقول:

-طيب أستأذن أنا بقا أنا دعيت والدتك وهأكد على 

عمي تاني عشان حفل كتب كتاب أختي وإن شاء الله

 نتقابل تاني… أنا سعيد جدًا إني اتعرفت عليك

عقب نوح بنبرة جاده:-أنا مكنش ليا أصحاب هنا ومن 

النهارده إنت أقرب صديق يا أبونسب

ربت يوسف على ظهره مبتسمًا وقال:

-حبيبي يا دكتره

خرج من شقتهم كان قلبه يتراقص فرحًا من تلك المفاجأه، أيعقل أن تلك الفهيمه اشتغلته كل تلك الفتره؟! فلكل من إسمه نصيب ومن الواضح أنها استخدمت نصيبها في خداعه، خرج من البيت مع عمه، لاحظت فرح خروجهم فوقفت لتحاول رؤيته ركزت لترى وجهه وتعرف من يكون هذا المجهول كان موليها ظهره فهتفت بحنق:

-لف بقا ياض عايزه أشوف جمال عيونك

وقبل أن يلتفت لتراه خانتها قدماها فسقطت لداخل الغرفه صارخة ولم تدرك حالها إلا وهي تركب فوق ظهر الحمار الذي رفع صوته بالنهيق من أثر المفاجأه، كانت تقبض على هاتفها بإحدى يديها لم تصدر أي رد فعل سوى أنها اتصلت برقم أخيها على الفور وهتفت بصوت يوشك على البكاء:

-ألوووو الحقني يا نوح

انفجر بها بنبرة حاده:

-إنتِ فين يا متخلفه؟ كدا تحرجينا قدام الراجل هربانه فين يا بت؟!

بدأ الحمار بالنهيق مجددًا وهو يتحرك بها يمينًا ويسارًا وهي تركب فوق ظهره، تصاعد صوت الجاموسه عاليًا وشاركتها بقرة أخرى وحين سمع نوح تلك الأصوات هتف قائلًا بحده:

-إنتِ فيييين؟!

نظرت للحمار قائلة بصوت مرتعش:

-أنا راكبه الحمار في الزريبه

كرمش وجهه قائلًا بتعجب:

-وإيه إلي ركبك الحمار!؟ وإيه إلي وداكِ الزريبه يا غبيه؟

لم تبالي بتوبيخه وسلطت كشاف هاتفها بوجه الجاموسه وبكت قائله:

-الحقني يا نوح الجاموسه بتبصلي بنظرة مرعبه

______________________

“مش كنتوا عاوزين تشوفوا العروسه… عزمتهالكم على كتب كتاب يُسر وهتيجي مع والدتها ”

قال يوسف جملته وهو يسند ظهره للمقعد ويبدل نظره بين والدته وأخته، هتفت أخته مستفهمه:

-بجد!! وهتيجي يا يوسف؟

اجاب يوسف:

-أنا قولت لوالدتها وأكدت عليهم مش عارف بقا هتيجي ولا إيه؟

هتفت صفاء قائلة:

-لا الواجب أكلمها أنا كمان وأعزمها اديني رقمها

نظر صوب هاتفه وهو يقول:

-معايا رقم نوح أخو العروسه هكلمه وأخليكِ تكلميها بس الصبح عشان أنا هموت وأنام

قام عن مقعده قائلًا:

-تصبحوا على خير

وبعد أن غادر نظرت صفاء لإبنتها قائله:

-لما نشوف شكلها ايه العروسه دي؟!

دخل يوسف غرفته وحمل هاتفه يحدق برقمها للحظات مبتسمًا لأنها يسجلها باسم “فهيم” وهو يقول:

-بتشتغليني يا فرح!!

تنهد بارتياح قائلًا:

-كدا بقا نلعب صح!

______________________________

جلست بالحديقه مع جدها وأسرتها وعمها زيد وزوجته وابنه تحكي لهم تفاصيل ما حدث حتى انتهت بجملتها:

-ولما وقعت لقيت نفسي راكبه على الحمار

انفجروا بالضحك حتى أن منهم من أدمعت عيناه من شدة الضحك، عقب نوح من خلف ضحكاته:

-الحمار كان نايم في أمان الله فجأه لقى حاجه راشقه على ظهره من حيث لا يدري

عقب زيد ضاحكًا:

-إنتِ مشكله يا بت يا فرح

لوت فرح شفتيها لأسفل تدعي البكاء:

-إنتوا بتضحكوا!!! بتتريقوا على مأساتي دا أنا اتفزعت

مسح الجد عينيه من أثر للضحك وقال بجديه:

-المهم اعملي حسابك بقا يا حلوه إنك هتروحي بعد بكره كتب كتاب صبيتك

عقدت حاجبيها مستفهمه:

-صبيتي! إيه صبيتي دي؟

وضح الجد قائلًا:

-أخت جوزك

هزت رأسها بقوه كناية عن اعتراضها وهي تقول:

-لا يا جدي مش هينفع إحنا متفقناش على كدا وبعدين أنا عندي محاضرات

عقب نوح قائلًا بنظرة متهكمه:

-بعد بكره الجمعه مفيش محاضرات أساسًا!

رددت ببلاهه: أساسًا!

حكت رأسها تبحث عن مبرر أخر بداخل جعبتها ثم لفظت:

-أيوه يبقا عندي مزاكره

عقب والدها بحزم:

-مفيش هروب المره دي يا فرح هتروحي يعني هتروحي

هبت فرح واقفه وهي تلوي شفتيها لأسفل ودبدبدت بقدميها كالأطفال قبل أن تغادر المكان بأكمله بدون كلمة أخرى..

نظر نوح لجده قائلًا بجديه:

-علفكره يوسف طلع محترم جدًا

عقب والده “هشام”:

-أنا بصراحه أعجبت بيه واد رزين كدا وهادي ودكتور جامعي ربنا يبارك فيه

عقبت شهناز:

-بصراحه أنا ارتحتله لما اتكلمت معاه… كان بيتكلم بكل احترام وأدب واضح إنه راجل ومتربي

عقب الجد:

-أفهم من كدا انكم ناوين تمشوا الچوازه بشكل طبيعي

حدق هشام في نقطه بعيده شاردًا ثم هتف قائلًا:

-وليه لأ!!


رواية فرح فهيمة

بقلم ٱية السيد

الفصل  الثاني عشر

____________________


جلست في غرفتها تقضم أظافرها بتوتر فهي لا تريد تلك الزيجه من الأساس وتتمنى لو تنتهي بأقرب وقت، فقد وعدها جدها أن يطلقها منه لكن ما يحدث الآن حولها 

لا يبشر بخير، حملت هاتفها تريد أن توبخه على محاولته

 أن يقابلها، ضغطت على رقمه بعنف وانتظرت إجابته..

أما عنه فعندما ظهر اسمها “فهيم” على شاشة هاتفه

 اتسعت ابتسامته وسرعان ما أجابها قائلًا بسخرية:

-ألف سلامه عليكِي يا حيوانة قلبي أنا كنت عايز

 أشوفك بس…

قاطعه صوتها الغاضب:

-إيه إلي إنت عملته ده يا حيوان؟!

عقب يوسف قائلًا بتعجب:

-ايه عملت ايه يا قلب الحيوان؟!

هتفت بنبرة حاده:

-لعلمك بقا أنا كنت قاعده چوه ومردتش أقابلك

قال بشيء من التهكم:

-ليه بس يا حياتي دا أنا كنت هموت وأشوفك

لا تعرف لمَا تشعر بتغير نبرة صوته وتشعر أن هناك 

خطب ما!! أخرجها صوته قائلًا:

-هشوفك بعد بكره يا روح قلبي لما تيجي كتب

 كتاب أختي  

عقبت بنزق:-مين قالك أصلًا إني هاچي

هتف بنبرة ناعمه: -جدك يا قلبي ووالدتك يا حبي

 وباباكي يا حياتي كلهم أكدولي

ازدردت ريقها بتوتر تجزم أن هناك خطب ما وتغيير

 قد طرأ على هذا! هتف يوسف باقتضاب:

-متنسيش تجيبي عصاية جدك عشان تعملي هنا نمره

 ولا هو حلال لسندس وحرام علينا

سألته بتهكم:-قصدك إيه؟!

ابتسم قائلًا:-قصدي ترقصي طبعًا

وبخته قائلة:-ارقص يا إمعه يا ديوث دا ناقص تقولي

 هقف وراكِي ألم النقطه

هتف قائلًا بسخرية لطيفه:-وليه لأ تعرفي لو عجبني

 رقصك هنفتح مسرح في البلد وانتي ترقصي وأنا

 ألم النقطه دا احنا نكسب دهب

ضحك وأكمل:-وياسلام بقا لو جبتي سندس تشجعك

تصاعد صوتها بغضب قائلة: -يا حيوان!!

رد بكل برود:-نعم يا حياتي

أغلقت الهاتف بوجهه فحتى الكلام معه يخرجها 

عن شعورها، نفخت بضيق وفتحت هاتفها تعبث

 به حتى غلبها النوم….

______________________________

وفي اليوم التالي

كانت تركب سيارة الأجره وتنظر لأخيها العائد إلى بيته بعد أن أوصلها بنفسه لأنها تخاف أن يعترض طريقها كلبًا كالمرة السابقه، لفت نظرها نوح الذي وقف مع يوسف ويضحك معه كأنه يعرفه جيدًا تتمنى لو تعلم عن ماذا يتحدثان؟! وبعد قرابة الدقيقه ركب يوسف في المقعد الذي يليها ولم يخاطبها وكأنه لا يعرفها، فتظاهرت هي الأخرى أنها لا تعرفه، كانت تجلس بالمقعد الذي يلي السائق ويجاورها من جهة اليسار فتاه وومن جهة اليمين شاب، وخلف الشاب مباشرة يجلس يوسف وأثناء الطريق لاحظت امتداد يد الشاب لتتحسس جسدها فالتصقت بالفتاه التي جوارها حتى أن الفتاه

 سألتها:“فيه إيه؟!”

هزت فرح رأسها تنفي وجود أي خطب، ظلت تفرك 

بالمقعد وتتأفف كلما مد الشاب يده نحوها هتفت

 بحنق:– استغفر الله العظيم

عندما قالت جملتها ابتعد عنها الشباب وبعد لحظات 

اقترب مرة أخر فهتفت بنزق:-لا حول ولا قوة إلا بالله

شعر يوسف أن هناك خطب ما فركز بصره نحوها حتى

 رأي ما جعله يستشيط غضبًا فهتف على الفور:

-على جنب ياسطا لو سمحت

اوقف السائق السياره فربت يوسف على كتف الشاب 

قائلًا:-انزل وعديني ياريس لو سمحت

ارتجل الشاب من السياره فجلس يوسف جوار فرح 

وأغلق باب السياره قائلًا:-اطلع ياسطا

فتح الشاب الباب مرة أخرى قائلًا:

-جرى ايه يا أستاذ إيه قلة الذوق دي؟!

ضغط يوسف على أسنانه ونظر لعينيه بغضب وهو

 يزمجر قائلًا بنبرة حاده:

-اركب مواصله تانيه عشان وربي لو نزلتلك ما هسيبك

أغلق الشاب الباب فهو يعلم ما عقوبة ما فعل، نظر

 يوسف للسائق قائلًا بجديه:-اطلع ياسطى

كان ترمقه بحرج فقد علم بما حدث، وبعد أن وصلا ارتجل يوسف من السياره وتبعته فرح، كان سيركبان سيارة أخرى ليصلا للجامعه لكن بعد السير بضعة أمتار هرولت فرح من أمامه وكأنها لا تعرفه لكن أوقفها صوته حين ناداها 

قائلًا:-فرح

وقفت واستدارت إليه كان يحدق بها بقوه على عكس

 كل مره كيف لا وقد تأكد أنها زوجته ويحل له أن يفعل، توترت من نظراته فعدلت من نظارتها وهي تقول:

-فيه حاجه؟!

نظر لها بسخريه وقال متهكمًا:

-يعني إنتِ لسانك أطول منك مش عارفه تزعقي 

للمتخلف الي بيتحرش بيكِي وتاخدي حقك منه

حاول تقليد صوتها وهو يرفع كتفه مستهزءًا:

-إنما إيه استغفر الله العظيم…. لا حول ولا قوة إلا بالله

رمقها بغيظ مردفًا:-ايه جايه تتوبي دلوقتي!

تلعثمت قائله:… أنا كنت محرجه ومعرفتش أتصرف

مسح على رأسه وزفر بقوة ثم نظر لساعته قائلًا

 بجديه:-يلا هنتأخر على المحاضره

ركبا سيارة الأجره التالية معًا وجلس جوارها كانت تجلس بجوار النافذة محدقة بالطريق،وفجأه حدثت رجة بالسياره وكأنت على وشك أن تنقلب بجميع الركاب وتعالت صرخات الركاب، فتشبثت فرح بملابس يوسف وبكل تلقائيه حاوطها بكلتا يديه وكأنه يخشى فقدانها كانت لحظات لكنها كافية لتبث الرعب بداخل القلوب، توقفت السياره بسلام بعد أن تحكم بها السائق الذي ارتجل على الفور يبحث عن سبب 

ما حدث، انتبهت فرح لوضعها بين ذراعيه ولو استمرت 

الرجة للحظة أخرى كانت ستجلس فوق فخذيه من شدة رعبها، رفع يده عنها قائلًا:-إنتِي كويسه؟!

هزت رأسها لأسفل مؤكدة أنها بخير، لكنها بقمة حرجها منه فقد كانت بين ذراعيه قبل لحظات… مر اليوم بسلام

 وانتهت محاضراتها وعادت لبيتها دون أي جديد بيومها….

________________________________

وفي المساء

كان سليمان يجلس مع زوجته “حنان”

-أنا عملت زي ما طلبتِي جيبتهملك لحد هنا وريني 

شطارتك بقا مع البت دي

نظرت للفراغ بخبث وحقد وغل واضح في صوتها:

-وحياتك عندي لانتقملك منهم بس اصبر

زفر سليمان بقوه قبل أن يقوم من مكانه قائلًا:

-هصبر بس الاقي نتيجه

قال جملته وغادر المكان، وجلست حنان تحدق أمامها وتبتسم بخبث متمتمه:-جدع يا سليمان كدا سهلت عليا الموضوع وهعرف أطول يوسف وأخد إلي أنا عاوزه منه..

________________________________

وفي اليوم التالي وقبل صلاة الجمعه اتجهت شهناز

 مع ابنتها لبيت يوسف، كانت فرح تجلس بهدوء غريب

 على غير عادتها تفرك يدها، وتدبدب بقدميها بتوتر

، لا تسمع أي شيء من حديث والدتها مع صفاء كانت

 شاردة تخاف أن يدخل هذا المجهول فجأة ويراها، قاطع شرودها تربيت والدتها على ظهرها وهي تقول:

“لا دا أنا بنتي شاطره في كل حاجه”

رفعت شهناز “والدة فرح” أصابع يدها لتعد ما ستقوله:

-غسيل طبيخ كنيس كوي كل حاجه

أكملت قائله:-دا فرح عليها نفس في الطبيخ بقا حكايه

غمزت فرح يد والدتها لتصمت فلمَا تبالغ لتلك الدرجه!

 فهي لا تعرف للمطبخ طريق! ولا تعرف عن الطعام

 سوى أنه للأكل!!

ابتسمت صفاء “والدة يوسف” وهي تتأمل ملامح فرح

 التي أعجبتها إلى حد كبير وهدوئها الذي أحبته وقالت:

-حيث كدا بقا أنا محتاجاها معايا النهارده أستأذنك تسيبيهالي يا أم نوح

ردت شهناز بلوم:-إنتِ بتستأذني دي بنتك طبعًا

انتبهت فرح لما قالته والدتها واتسعت مقلتيها في دهشه لتصدمها والدتها حين وقفت ونظرت لفرح قائلة:

-خليكِ يا فرح مع طنط

تجهم وجه فرح وهبت واقفة تتشبث بيد والدتها كطفلة صغيرها تتركها والدتها بالروضه في أول يوم لها، مسكت ملابس والدتها كانها ستهرب وتتركها، فلم تضحي بها 

والدتها هكذا! تلعثمت فرح قائلة:

-أنا هاجي معاكي يا ماما

عقبت صفاء قائله:-يعني متعرفيش تقعدي معايا 

النهارده عشان خاطر أختك ياسو دي نفسها تشوفك

 زمانها جايه من الكوافير

ربتت شهناز على يد فرح قائلة:

-اقعدي يا فرح مع طنط متزعليهاش

أومأت فرح رأسها بقلة حيله، أزاحت والدتها يدها

 عنها فجلست فرح دون أن تعقب، كانت ترمق والدتها التي تغادر بحسره كأنها تقول “لا تتركيني وحدي ماااااه”….

وبعد دقيقه رجعت صفاء لفرح التي تضع يدها على خدها بخوف تدعو أن يمر اليوم على خير، نظرت لها صفاء 

قائله:-يلا بينا على المطبخ

ابتسمت فرح بتهكم وتبعتها دون أن تنبس ببنت شفه،

 نظرت لها صفاء قائله:

-بصي هسيبك بس تعملي الشاي ده

أشارت لوعاء الشاي ثم وعاء السكر وقالت:

-ده الشاي وده السكر بس اعمليه كشري

خرجت من المطبخ وتركت فرح التي فغرت فاها ببلاهه

 قائله:-هي عايزه شاي ولا عايزه كشري ولا عايزه

 شاي بالكشري ولا إيه؟!

ضربت فرح جبينها ولوت شفتيها لأسفل قائله:

-وأنا لا بعرف أعمل شاي ولا بعرف أعمل كشري


رواية فرح فهيمة

 الفصل الثالث عشر

بقلم آية السيد

__________________


كان يوسف بالمسجد يقرأ سورة الكهف منتظرًا إقامة

 الشعائر فرن هاتفه برقم والدته فإجابها على الفور

 قائلًا:-خير يا حببتي عايزه حاجه؟

ردت والدته:

-لأ يا حبيبي بس صلي وتعالى بقا عشان مراتك هنا

ابتسم من تلك الكلمه وهو يرددها بخفوت قائلًا:

-مراتي … طيب كويس انك قولتيلي… عشان أخد بالي

__________________

وقفت فرح كالخرقاء تبحث عن المعكرونه حتى تطبخ الكشري بعد أن بحثت عن طريقته على الإنترنت، وبعد 

أن يأست أن تجد مكوناته تأففت بحنق وهي تضع يدها 

حول خصرها قائله:-أنا أول مره أعرف إنهم بيعملوا 

كشري في كتب الكتاب!

أردفت بغضب شديد:-أنا مش فاهمه والله ازاي الست دي تسيبني كدا واقفه لوحدي مع غير ما تطلعلي الحاجات

زفرت بحنق وأكملت بحث عن المعكرونه والشعريه والمكونات الأخرى حتى وجدتهما، ثم وقفت على أطراف أصابعها حتى تصل للوعاء لتسلق المعكرونه وبالفعل ملئته بالماء ووضعته على شعلة البوتوجاز، دخلت صفاء للمطبخ ونظرت لذالك الوعاء الضخم الذي تغلي به الماء وقالت:

-إيه يا بنتي المايه دي كلها، دا إحنا عايزين ٣كوبايات بس

فغرت فرح فاها قائله ببلاهه:-٣كوبايات كشري!!!

ضحكت صفاء قائله: -٣كوبايات شاي يا فرح ركزي إنتِ مفطرتيش ولا إيه

حكت فرح رأسها كالخرقاء وقالت:-لأ أنا فطرت بس…

صمتت لبىهه ثم أردفت:-ممكن حضرتك تعملي الشاي 

أصل زي ما المثل بيقول الغريب أعمى ولو كان قصير

ضحكت صفاء قائله: يا بت مش قصير

سالتها فرح ببلاهه: طويل!

ضحكت صفاء قائله: بصير يا فرح… الغريب أعمى

 ولو  كان بصير

ضحكت فرح بنفس البلاهه قائله:

-ما أنا عارفه طبعًا بس كنت بهزر معاكِ

-دمك عسل يا فروحه… يلا بقا عشان نجهز الأكل.. 

صحيح إنتِ بتعملي المكرونه بالبشاميل ازاي؟

عدلت فرح نظارتها قائلة بتلعثم:

-معقوله… معقوله يعني هقول الوصفه وحضرتك

 موجودهحكت فرح رأسها بارتباك وعدلت من نظارتها 

مردفة:-هو حضرتك بتعمليها ازاي؟!

شرحت لها صفاء الطريقه كانت تستمع إليها بدون

 تركيز حتى انتهت من شرح الوصفة كاملة، فعقبت

 فرح وهي ترفع سبابتها مؤكدة:-بالظبط أنا بعملها كدا بالظبط

سألتها صفاء مجددًا:-طيب الچلاش بتعمليه ازاى؟!

رسمت فرح ابتسامه سخيفة على شفتيها قائلة:

-هي الوصفه بتقول إيه؟!

شرحت لها صفاء الطريقه، فمدت فرح يدها وهي تنظر

 نحو صفاء بابتسامه مؤيده وهي تقول:

-بالظبط كدا يا طنط الله عليكِي

دخلت يُسر للمنزل متلهفة لرؤية عروسة أخيها التي 

مدحتها والدتها كثيرًا بالهاتف، اتجهت للمطبخ وهي تنادي والدتها فردت والدتها: -تعالي يا يُسر

التفتت فرح تنظر إليها وفغرت فاها بدهشه هي

 تقول: مش معقول يُسر !

ضمتها يُسر بقوه وهي تقول:-فروحه

ظلت يسر تخرجها من أحضانها وتضمها مجددًا وهي 

تقول:  -يا روح قلبي وحشتيني أوي

قطبت صفاء حاجبيها قائله:-انتوا تعرفوا بعض ولا إبه؟!

وبعد الكثير من السلامات والأحضان وقفت يُسر تشرح لوالدتها قائله:-دي فرح يا ماما إلي كنت بنزل معاها 

أشتري حاجات لجهازي فاكره الي اتعرفت عليها صدفه

عقبت فرح ببتسامه:-إحنا اتعرفنا صدفه مره كنت ببعت رساله لرقم صاحبتي بدلت رقم ومن يومها اتعرفت على

 يُسرهتفت يُسر قلئلة بصدمه:-متقوليش إن عريس 

الغفلة إلي حكتيلي عنه يبقا أخويا!؟

هزت فرح رأسها بخجل قائله:-للأسف

انفجرت يُسر بالضحك قائله:

-يعني الحيوان يبقا أخويا… لأ يا فرح دا أنا هنفخك

ظلت الفتاتان يتحدثان كثيرًا ويحكيان مواقفهم سويًا فالعلاقه بينهما سطحيه إلى حد ما ولم تتعمق فرح لتحكي لها عن مكوثها بالبلد وبعض الأحداث الأخرى….

____________________


وقبل أذان العصر كانت الشقة مليئة بالضيوف وكانت

 فرح تساعدهم بتوزيع اكواب العصير على الحضور، 

حتى قاطعها صوته:“المرة دي بقا قريبة العروسه

 ولا العريس”

ارتبكت فرح عند سماعها نبرة صوته التي تُزلزل قلبها، 

فلمَ يظهر أمامها بكل مكان وكأنه متعمدًا؟! هل يظن أن 

قلبها قوي لدرجة أن يتحمل رؤيته كل يوم ولا يهيم به عشقًا!! فيكفيها ابتسامته التي تخطفها وتسرقها لعالم

 أخر تتمنى المكوث به أبدًا، صرفت بصرها عنه وهي

 تغلق عينيها لبرهه ثم تفتحها بحركة سريعة قائلة

 بتلعثم: -إنت هنا!!! إنت هنا ليه؟!

أخذ كوب من العصير الذي تحمله على صنية بين

 يديها وارتشف منه رشفة ثم قال:-انا هنا عشان 

المفروض أكون هناغمز لها بعينه، فانتاب جسدها قشعريرة خفيفه أغلقت عينيها على أثرها، ثم فتحتها وهي تستدير منصرفة من أمامه لتدخل للمطبخ وهي تتمتم قائلة:

-جريئ أوي

خرجت مرة أخرى بعد أن ملئت الصينية بالأكواب الممتلئة بالعصير لتوزيعها على باقي الضيوف وتأخذ باقي الأكواب الفارغة، وقبل أن تدخل من الباب التفتت برأسها تنظر إليه فوجدته ينظر إليها مبتسمًا فابتسمت له هي الأخرى كانت تسير ولا تنظر أمامها ظانةً أن تلك هي فتحة الباب، ومازالت الابتسامه تعلو محياها حتى تجهم وجهها فجأة عندما ارتطمت بالحائط بقوة فوقعت الاكواب من يدها قبل أن تنزلق قدمها وتفترش الأرض صارخةً، ركض نحوها ليساعدها بجمع الأكواب التي كانت من البلاستك فلم تنكسر، خلعت نظارتها لتتأكد من سلامتها قبل أن تقوم فهتف يوسف قائلًا بخفوت وهو ينظر بعينيها:-يا بت ركزي شويه هتفضحينا

سارت وهي بقمة إحراجها ودلفت للمطبخ متمتمه:

-أنا إيه الي بيحصلي ده…. أدعي عليكِ ازاي يا شهناز 

وإنتِ أمي

بدأت تقطع المطبخ ذهابًا وإيابًا بتوتر فاصطدمت يدها بذالك الوعاء الذي كان يحتوى على الطبيخ ووقع على ملابسها هرولت صفاء على أثر الصوت اتسعت عينيها في دهشه وهي تنظر إليها ثم للوعاء وتحاول الحفاظ على هدوءها قائله:

-حصل خير …. حصل خير

ابتسمت فرح ابتسامة صفراء قائلة:-أنا آسفه يا طنط

ربتت صفاء على ظهرها قائله:

-تعالي معايا أشوفلك حاجه تلبسيها عند يُسر

سحبتها صفاء من يدها قائله:-هدخلك أوضة فاضيه 

تقعدي فيها على ما الدوشه دي تخلص

حتمًا تريد صفاء التخلص من تلك المصيبه المتحركه، 

تنهدت صفات مردفةً: وتريحيلك شويه… ادخلي الحمام غيري وأنا هجيبلك الهدوم…

سحبتها من يدها لغرفة يوسف، دخلت فرح حمام الغرفه ونزعت ثيابها المتسخه لترتدي فستان أخر، وبعد أن انتهت من تبديل ثيابها جلست على طرف السرير تتأمل الغرفه، وتفكر في مصير تلك الزيجه ومصير قلبها الذي بدأ يتعلق بيوسف هي تعلم أنها ترتكب خطًأ فادحًا، ويجب أن تردع قلبها عنه، لكن كيف وهو يظهر لها في كل مكان!!!

ظلت تفكر كثيرًا حتى قاطعها أصوات الزغاريد بالخارج لكنها لم ولن تخرج ستبارك ليُسر في وقت لاحق، فلا تريد رؤية أحدًا بعدما هوت أرضًا أمام كل ذالك الحشد من الرجال!! وبعد الوعاء الذي سقط فوق ثيابها لن تخرج كي لا تفعل مشاكل أخرى يكفيها حرجًا، مر نصف ساعه وبدأت الأصوات أن تهدأ فيبدو أن الأمر قد تم بسلام وحان وقت عودتها للبيت، حملت هاتفها لتتصل بأخيها لكن هاتفه مشغول، وبمجرد أن أنزلت الهاتف عن أذنها فتح هو باب الغرفه ففتحت عيناها بذهول من دخوله المفاجئ..

كان يتحدث عبر هاتفه وهو يفتح باب غرفته فانتفضت فرح وهبت واقفة رفع يوسف يده مشيرًا لها أن تهدأ، كانت صامته تنظر له بكثير من الدهشه تحاول فهم ما يفعله هذا الشخص بهذا المكان في تلك اللحظه أيعقل أنه ينوي الهجوم عليها وأخذها عنوه!!، دخل يوسف للغرفة ثم أوصد بابها من الداخل وما زال يتحدث عبر هاتفه لكن ينظر لها بابتسامه:

“لا متقلقش أنا هوصلها بنفسي يا نوح لأني عارف إنها بتخاف من الكلاب”

أغلق الهاتف ووضعه على مكتبه فهتفت قائله بريب:

-انت دخلت لهنا إزاي؟

تلعثمت قائلة:و…وقفلت الباب ليه؟!

حدق بها بجراءة ورفع كتفه لأعلى قائلًا:

-باب أوضتي وأنا حر أقفله أو أفتحه أنا حر!


يتبع…..


رواية فرح فهيمة 

بقلم ٱية السيد

الفصل الرابع عشر

________________


“باب أوضتي وأنا حر أقفله أو أفتحه أنا حر!”

ازدردت ريقها بتوتر وهتفت:

-أوضتك! هو إنت قريب ال…

قاطعها معقبًا:-الحيوان

سألها ببرود:-صحيح هي سندس عامله إيه؟!

إذًا قد علم بأمر سندس أيضًا فمن الواضح أن الحيوان

 يحكي له كل شيء، هكذا حدثت حالها، أما هو فجلس

 فوق الأريكه ووضع رجلًا فوق الأخرى قائلًا:-بتضحكي 

على جوزك وتقوليله إنك مخلصه دبلون زراعه يا قادره

لم تدرك حتى تلك اللحظه أنه يتحدث عن نفسه اعتقدت أنه أخوه أو ما شابه كانت ستبكي فيا لحظتها المشؤم أتهيم بأخو زوجها، أفكار كثيره رسمها علقها وسيناريوهات أكثر، فلو علم زوجها أن قلبها متيم بأخيه سيقتلها ويواري جثتها بأي مكان، كانت على وشك البكاء وتجهم وجهها تشعر بقبضة في صدرها، جلست على طرف السرير فقد أثقل الحزن كاحلها فلم تعد قادرة على الصمود لأكثر من ذالك، وعندما لاحظ شرودها وعبوس ملامحها اتجه نحوها وقطب حاجبيه 

قائلًا:-إنت كويسه؟!

تنهدت بأسى وأغلقت عينيها بحسرة ثم فتحتها ناظرة 

صوب الباب وهي تقول:-لو سمحت يا دكتور افتح

 الباب مينفعش كدا

كانت تجلس على طرف السرير وانحنى أمامها مباشرة 

وهو يحدق بها بقوة متفحصًا تجهمها، فانتفضت وهي

 تبتعد عنه قائله بغضب:-أنا كنت فاكره حضرتك محترم

 بس الظاهر إن الوش المؤدب الي إنت راسمه وراه

 إنسان عديم التربيه

عقب قائلًا ببعض الحده:-احترمي نفسك يا بت إنتِ

عقبت بنفس الجديه:-والله أنا محترمه الدور والباقي

 عليك يالي عامل نفسك محترم وإنت مشوفتش بربع

 جنيه تربيه

ضربها على جبينها بخفه قائلًا:-لسانك أطول منك

صاحت بنبرة جامدة وهي ترفع سباتها بوجهه:-لو سمحت متلمسنيش وافتح الباب ده إلا والله هقول لطنط صفاء

نظر لها بمكر وقال:-طيب مهي طنط صفاء عارفه

ظل يتجه نحوها وهي ترجع بظهرها للخلف حتى اصطدمت بالحائط فهتفت:-متقربش وإلا هصوت

وبمجرد انتهاء جملتها صدع صوت الأغاني عاليًا فأعلقت عينيها متمتمة: اي الحظ ده!

ابتسم بمكر قائلًا:-صوتي بقا محدش هيسمعك

ازدردت ريقها بتوتر وقالت:-لو سمحت يا دكتور افتح

 الباب حضرتك باين عليك محترم وما شاء الله طول

 بعرض أكيد مش هتبص لوحده زيي

قالت جملتها وهي تشير على نفسها باشمئزاز فضحك

 يوسف قائلًا:-رحم الله امرؤ علم قدر نفسه

رفعت سبابتها قائلة:-لا لو سمحت أنا عارفه قدر نفسي كويس أوي ومسمحلكش تغلط

أردفت برجاء وهي تتوسله بعينيها:

-بالله عليك افتح الباب وأنا مش هقول لحد متخافش

فتح باب غرفته قائلًا بجديه:– اخرجي يا فرح

تنفست بارتياح وهي تخرج من غرفته بتوجس تنظر خلفها كأن عقلها لا يستوعب أنه تركها، وعندما رأتها صفاء أخذت يدها لمكان تجمع بنات العائله يتراقصون ويصفقون بفرحه، وقفت فرح كالمغيبه تنظر لهم بعينيها لكن عقلها يرسم صورته أمامها فأصبحت وكأنها لا تراهم، تشعر أنها صدمت به وعلى ما يبدو لها أنه لا يعرف للإحترام طريقًا، وبعد أن ضمت يُسر وقدمت لها التهاني ابتعدت عنهم قليلًا أما يُسر فكان زوجها “سامر” يرقص معها وإذ فجأة يضمها ويدور بها بكل حب، ابتسمت فرح وتمنت تجربة ذالك الشعور، أخرجها من شرودها صوت صفير يوسف المرتفع وهو ينظر صوب أخته، حدجته فرح بتجهم لتجده بكل جراءة يغمز لها فتنفخ بحنق وتدعو أن يمر الوقت سريعًا لتعود لبيتها…

______________________________

“أنا مضايقه من البت دي يا حنان… هاين عليا أروح

 أجيبها من شعرها خطفت مني حبيبي”

كانت حنان تجلس بجوار أختها الصغرى “حبيبه” ربتت

 على ظهرها لتطمئنها وهي تبتسم بخبث قائله:

-متقلقيش يا بت هجوزهولك كدا أو كدا هيطلقها

نظرت لهما حبيبة ولنظرات يوسف تجاه فرح وهتفت

 بحنق:-هيطلقها! مش شايفه بيبصلها ازاي؟ ولا كأنه

 اتجوزها بالغصب!

وجهت حبيبه نظرها لفرح بغيظ وهتفت بحنق:

-خطافة الرجاله دي… ربنا ياخدها

“حبيبة بالثامن عشر من عمرها ذات جسد ممتلئ وطول فارع قمحية البشره وملامحها عادية ليست بالفاتنة”

لكزت حنان يد أختها وهمست بجوار أذنها:

-قومي ارقصي كدا عشان تلفتي نظره ليكِي

قامت وهي تتشدق بالعلكة في فمها وترمق فرح بنظرات حارقه، في البدايه بدأت بالتصفيق ثم مسكت يد يُسر لترقص معها وسرعان ما تركت يدها لتلفت نظر جميع الحضور إليها وهي تتمايل بطريقه شرقيه وتغني مع الأغنيه، لكنها عندما بدأت بالرقص غادر يوسف وتبعها سامر تاركين المكان برمته غاضين بصرهما عنها، رمقته فرح متعجبة فأحيانًا تشعر أنه مؤدب يحترم حدود دينه وأحيانًا ترى منه جانب أخر، لوت شفتيها لأسفل بكثير من الذهول حتى جذبتها حبيبة فجأةً لمنتصف الغرفه لترقص فرفعت فرح سبابتها معترضه وهي تبتسم بارتباك، لكن حبيبة مسكت يد فرح تحاول جذبها للرقص ومازالت فرح تهز رأسها باعتراض تام، لتتدخل حنان قائلة بنبرة مرتفعه تشوبها السخريه:

-مترقصي يا حلوه وورينا جمالك

ضحكت حنان بسخريه أمام الجميع:

– ولا مفيش جمال أصلًا… هيكل عظمي مش باينله معالم

ضحك الإثنان بسماجه، واقتربت حبيبة تسحب النظاره عن وجه فرح وهي تقول:-وبتشوفي بقا يختي من غير النظاره دي ولا عمشه

تم اغلاق الأغاني وتصاعدت أصوات الهمهمات،كانت فرح على وشك البكاء، وضعت يُسر يدها على فمها بهلع فها هي حنان قد بدأت مجددًا، أخذت يُسر النظاره من يد حبيبه وأعطتها لفرح فلابد أن تُنهي الاحتفال الآن حتى لا تتفاقم الأمور، نظرت يُسر حولها تبحث عن والدتها أو أخيها فلم تجدهما وقع نظرها على سامر الذي كان يتابع المشهد أمام باب الغرفه، وسرعان ما وجه حديثه للجميع قائلًا:

-شكرًا يا جماعه الحفله خلصت

خرجت يسر من الغرفه ومسك سامر يدها ودخلوا لغرفة أخرى وتبعتهما فرح التي تبحث عن أي مكان لتتخفي عن الأعين وتبكي..

“سامر ابن عمة يُسر توفت والدته حين كان بعمر الزهور في الثامن من عمره فعطفت عليه صفاء وربته بين أولادها حتى مات زوجها وانتقلت للقاهره، تخرج من كلية طب الأسنان ويفتح عيادة صغيرة بالبلده لمساعدة أهل بلدته وبجوار عمله بمستشفى حكومي، شاب طويل القامه يشبه يوسف بملامحه الجذابه لكنه ذات ذقن كثيفة وشارب بنفس كثافة ذقنه”

________________________________

“دي الحكايه من أولها لأخرها مخبتش عليكِي حرف واحد”

قالها يوسف لوالدته التي تجلس بجواره في غرفته وقد حكي لها كل شيء عن فرح وأنها لا تعرف أن زوجها هو فقط دكتورها الجامعي..

-يعني قصدك تقول إن هي كمان مجبره على الجوازه صح؟

عقب يوسف:-واضح جدًا من تصرفاتها إنها بتطفشني!

سألت صفاء بابتسامه:

-بس يا ترى لو عرفت أن إنت جوزها هيكون رد فعلها ايه؟!

تنهد بحيره وقال:

-مش عارف أنا هقولها وهي الي هتقرر هنكمل ولا لأ

سألته صفاء بتوجس:

-وعمك هتعمل معاه إيه؟!

ابتسم قائلًا:-عمي متقلقيش هعرف أتصرف معاه

مصمصت صفاء شفتيها وابتسمت قائلة:

-دي حكايه ولا في الأفلام

أردفت بجديه وبابتسامه عذبه:-بس والله أنا حبيت فرح وحساها شبهنا ولايقه عليك يا واد

تنهد يوسف قائلًا:-وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم…. ويمكن ربنا جعلي الخير فيها

نظرت صفاء لعينه وسألته:

-إنت حبيتها يا يوسف؟!

ابتسم يوسف ومسح رأسه بارتباك فأردفت والدته:

-هي بصراحه بسكوته كدا وتتحب إذا كنت أنا شخصيًا حبيتها من أول نظره

ابتسم يوسف قائلًا:-أنا مش عارف والله يا ماما بس الصراحه أنا منجذب ناحيتها

قاطعهما دخول يسر المفاجئ لتنظر إليهما بوجه مكفهر

 قائلة:– حنان وحبيبه أحرجوا فرح قدام أصحابي 

والناس الي بره…

جحظت عيني صفاء قائله بصوت ينوي على شر:

-وهي فين حنان!!

قصت عليهما يُسر ما حدث بإيجاز فاستشاطت صفاء غضبًا فقد نوت قبل مجيئها للبلد أنها سترد لحنان كل ما فعلته بها سابقًا ولن تسكت على أي إهانة لها أو لأبنائها، هرولت صفاء من الغرفه بخطوات أقرب إلى الركض لتلحق بها، أما يوسف فنظر ليسر قائلًا:-فين فرح؟!

رفعت يسر كتفها لأعلى كناية عن جهلها، فهتف قائلًا:

-طيب روحي اقعدي مع سامر متسيبهوش لوحده على 

ما أجي

اومأت رأسها لأسفل وخرجت من الغرفه وزفر يوسف

 بحنق ثم خرج خلفها…..

____________________________

وقفت فرح في الشرفه وأطلقت لدموعها العنان، هي لا تبكي فقط لتلك الإهانه لكنها تبكي على كل شيء فما حدث معها هذا اليوم ليس بالقليل، مازالت تظن أن يوسف هو أخو زوجها وهذا هو السبب الأول لبكائها، مسحت دموعها بباطن كفها وتنهدت بألم وسمحت للمزيد من الدموع بالخروج من مقلتيها مع شهقات متتاليه، فهي من فتحت قلبها وسمحت

 له بالتعلق بيوسف حتى أنها أصبحت تعيش لتراه…

-فرح!

قاطع شهقاتها صوته فمسحت دموعها في سرعة، ونظرت أمامها بجمود قائله:-هي طنط صفاء فين عشان همشي

نظر بعينيها قائلًا:-إنتِ بتعيطي! دي واحده سفيهه وغيرانه منك يا عبيطه

أكملت بكاء فمسك يدها لتهدأ لكنها سحبتها منه بغضب وقالت بنبرة حاده:-أنا مسمحلكش تتمادي في تصرفاتك

 دي احترم إني مرات أخوك

ضحك وكان سيرد عليها لكن قاطعه صوت صفاء المرتفع فهرولوا للخارج….

____________________

كانت حنان تبتسم بانتصار بعد أن انتهت الحفله وخرج الجميع من بيت صفاء قامت مع حبيبة لتغادر وهي تبتسم بخبث فنادتها صفاء وقالت بنبرة حادة:

-هو إنتِ مش هتبطلي قرف بقا يا حنان

رمقتها حنان بتهكم ولم ترد عليها وكانت ستغادر متجاهلة لكلامها ومستهزءة بها فرفعت صفاء صوتها قائله بغضب:

-والله لو مسكتِ سلوك الكهربا إنتِ وأختك العقربه مهتطولي ظفر ابني

رفعت صفاء سباتها بتحذير قائلة:

ومن النهارده إلي هيغلط في عيالي هأكله باسناني وفرح من يوم ما اتجوزت يوسف بقت من عيالي

ابتسمت حنان بسخرية ولم ترد فصاحت صفاء:

-اطلعي بره يا حنان ومتدهليش شقتي تاني لا إنتِ ولا أختك

هزت حنان رأسها لأسفل فلا تريد الشجار الآن وهتفت قائله بتوعد وبنظرة حاقدة:

– ماشي يا صفاء ماشي

وخرجت وهي تضحك بمياعه وتبعتها أختها التي ترمق فرح بكثير من الغل والكره، فأغلقت صفاء الباب خلفهما بعنف، كانت فرح تنظر إليه بصدمه بعد ما قالته صفاء “فرح اتجوزت يوسف” أيعني أنه زوجها، هو زوجها وليس أخيه كان يترقب ردة فعلها ويتابعها وهي تحدق به، سألته فرح:

-هو إنت….

هز رأسه لأسفل وهو يبتسم هامسًا بجوار أذنها:

-الحيوان


رواية فرح فهيمة 

بقلم ٱية السيد

الفصل الخامس عشر

________________

كانت فرح تنظر إليه بصدمه بعد ما قالته صفاء “فرح اتجوزت يوسف” أيعني أنه زوجها، هو زوجها وليس أخيه كان يترقب ردة فعلها ويتابعها وهي تحدق به، سألته

 فرح:-هو إنت….

هز رأسه لأسفل وهو يبتسم هامسًا بجوار أذنها:-الحيوان

صكت صدرها بيدها في ذهول ونظرت أرضًا بخجل وقلبها يدق بعنف، جلست على أقرب مقعد أمامها، فربت يوسف على ظهرها وهمس مجددًا:

-لا اجمدي كدا يا حيوانة قلبي

ازدردت ريقها بتوتر فقال مجددًا:

-مين قالك أصلًا إن أنا ليا أخوات غير يُسر!

قاطعها صوت صفاء التي قالت:

-متزعليش يا فروحه دي ست دماغها تعبان

عقبت فرح بسرعه:

-مش زعلانه بس أنا عايزه أمشي

نظر لها يوسف قائلًا:

-طيب استني ثواني عشان أوصلك

لم ينتظر ردها وخرج مسرعًا وبعد خمس دقائق كانت تقف جواره تنظر له، لوالدته لا تدري كيف ستتهرب منهما!

“وإنت هتعرف تسوق المكنه دي يابني”

قالتها صفاء وهي تنظر لإبنها الذي يركب الدراجة النارية استعدادًا لقيادتها، نظر لها يوسف مبتسمًا وقال بثقه:

-متقلقيش يا ماما دا أنا سواق قديم

نظر يوسف لفرح التي تنظر له بشيء من الذعر وقال

 بجديه:-اركبي يلا يا فرح

تلعثمت قائله بارتباك أركب فين لأ.. أنا بخاف من البتاع ده

نظر لها بثقه ليطمئنها قائلًا:-اركبي متخافيش همشي براحه

وقفت مكانها كأن قدميها كالصخر ولا تستطيع الحركه، فربتت صفاء على ظهرها لتشجعها قائله:

-اركبي يحببتي متخافيش بدل ما تمشوا…

بدلت فرح نظرها بينهما ثم ركبت خلفه بقلة حيله كانت تزدرد ريقها بكثير من الرعب فأخر مرة ركبت خلف أخيها لف ذيل فستانها على جنزير الدراجه الناريه فانقلبت بهما وظل ذراعها ملفوف بالجبيره لأكثر من شهر، ودعتهما صفاء وانطلق يوسف قاصدًا بيتها، سار يوسف مهدئًا سرعته، أما هي فحاولت جعل مسافه فاصلة بينهما ومسكت في الدراجه نفسها كأنها تحتمي من السقوط وعندما لاحظ ابتعادها عنه تحدث قائلًا بتهكم:– هو فيه حد قالك إني جربان ولاحاجه؟!

لم تعقب مدعية أنها لم تسمعه، فهتف بنبرة مرتفعه قائلًا بأمر:

-امسكي فيا يا فرح لو سمحتِ

تلعثمت فرح قائله:-لأ… لأ أنا كدا كويسه

وما أن أنهت جملتها حتى ظهر جوارها كلبًا فنظرت له بهلع، رفعت قدميها تظن أنه سيتهجم عليها فتشبثت بملابس يوسف قائله بهلع:-ينهاري كلب… كلب إلحق بيبصلي إزاي يالهوووي هيعضني

حين شعر الكلب بخوفها نبح عليهما وكاد أن يركض خلفهما فتشبثت فرح بيوسف أكثر صارخة، أوقف يوسف الدراجة وزجر الكلب ليبتعد عنهما وتبتعد بعده فرح عن يوسف، وحين ابتعدت عنه مجددًا زاد من سرعة الدراجه يريد 

محو ذالك الحاجز الوهمي الذي رسمته فرح بينهما فهتفت بفزع:-براحه لو سمحت أنا هقع

قال بمكر:– إمسكي فيا كويس وإنتِ مش هتقعي

لم تجد بُدًا فتمسكت بملابسه زاد من سرعة الدراجة أكثر لتحاوط ظهره بذراعيها وتسند رأسها عليه رعبًا، كان مستمتعًا بذالك الشعور الذي تسلل لقلبه فحاول تهدئة سرعة الدراجه الناريه ليطيل الطريق ويستمتع برونق تلك المشاعر الرائعة، وبابتسامة عذبة ضغط على فرامل الدراجه مرة ثم الأخرى، لكن تجهم وجهه فجأة وهتف قائلًا بروع: فرح بتعرفي تصوتي؟!

اتسعت عينيها بدهشه وعقبت بخوف:-فيه إيه؟!

-الفرامل فلتت باين

كان يقول جملته بنبرة هادئة مع ابتسامه سمجه وكأنه

 لا يدرك خطورة الوضع، صرخت قائله برعب:

-هنعمل إيه… بالله عليك مش عايزه أموت دلوقتي…

ردد بملامح مجعده:-ولا أنا والله!!

ظهر أمامه ترعة واسعة فرمق فرح بطرف عينيه قائلًا:

-نطي يا فرح… نطي

كانت تلك هي أخر جملة يقولها قبل أن تقفز فرح ويقفز هو الأخر بالترعه مع الدراجة الناريه، وبعد فتره كان يسحب الدراجه الناريه لخارج الترعه وتخرج بعده فرح التي تزم شفتيها بحنق، نظر لها متفحصًا وبدهشة مصطنعة قال:

-اي إلي عمل فيكِي كدا يا بت يا فرح!

عقبت بحنق وهي تشير إليه ثم إليها:

-الي عمل فيا كدا عِند رجل وغباء امرأه

ضحك بسماجه قائلًا:-إحنا كلنا عارفين انك غبيه عادي

 بس أنا عمري ما كنت عنيد

نفخت بضيق وصرخت:-إنت طلعتلي منين؟

اقترب منها قائلًا بهُيام:-إنتِ إلي طلعتيلي منين؟!

تاوهت فجأة وهي تفرك عينيها فاقترب منها ليسالها 

بلهفة:-ايه الي حصل مالك؟

ردت بهدوء:-فيه حاجه دخلت في عيني

اقترب منها أكثر قائلًا:-طيب فتحي كدا جامد أشوفهالك

حاول اخراج ما بعينيها لكن من يراهما من بعيد يظن بهما الظنون، كان يتحدث معها أثناء اخراج ما بعينيها وهو 

يقول: -بس إيه احساسك بعد النطه!

-والله حرام أنا كنت مرعوبه

مر رجل كبير السن بجوارهها وبمجرد أن سمع كلامها 

رمقهما بذهول قائلًا بجدية وهو يغض بصره عنهما:

“ياخي وإذا بليتم فاستتروا”

– إنت بتقول ايه يا جدع إنت… دي مراتي

عقب الرجل وما زال يمشي:-مش مبرر كدا في وسط الأراضي عيب والله فين الحياء

رد يوسف بسرعه:-هو حضرتك فهمت ايه إحنا عملنا

 حادثه بالموتوسكل نزلنا في الترعه

وهرول الرجل من أمامه وهو يقول:

-لا حول ولا قوة إلا بالله جيل ما يعلم بيه إلا ربنا

هتف يوسف قائلًا بنبرة مرتفعه ليصل صوته للرجل:

-حضرتك مش مصدق ليه هو مش باين علينا إننا

 عملنا حادثه

لم يرد الرجل عليه فتركه يوسف فلا يريد المجادله يكفي

 ما هما به الآن، لتهتف فرح قائلة:

-إيه ده هو يقصد ايه؟!

هز رأسه قائلًا:-متركزيش فتحي عينك واقفلي كدا

فتحت عينها وأغلقتها ثم ارتدت نظارتها قائلة:

-خلاص خرجت شكرًا

هتف قائلًا:-يلا أوصلك

رفعت يدها في وجهه قائلة بحنق:

-لأ والله ما إنت موصلني البيت بعد شارع من هنا 

وياريت منتقابلش تاني خالص لأن كل ما نتقابل بيبقا 

فيه كارثه بعدها

قالت جملتها وهرولت من أمامه بفستانها المبتل بالمياه وهيئتها المزريه، ضحك وهو يقول:

-استني بس…. يا فرح… طيب يا فهيمه

صاحت وهي تتجه نحو منزلها:

-مسمعكش بتقول الإسم ده تاني!

لوحت بيدها بنزق وهي توليه ظهرها وغادرت، وقف هو يراقبها حتى اختفت عن مد بصره ووصلت بيتها…

_________________________________

“ينهاري يا طنط وسيبتي البت الغلبانه لوحدها”

قالتها مريم التي تجلس في بيت فرح بعد أن أتت مع نوح بعد أن اشترت فستان كتب الكتاب الذي أهداه لها نوح، وكانت تنتظر فرح لتتحدث معها، ردت شهناز بضحكة ماكرة:

-اسكتي خليها تتربى شويه عشان تبقى تهرب تاني

ضحكت مريم قائلة:-أنا مش همشي إلا لما تيجي عايزه أتفرج

ضحكت شهناز قائلة:-أيوه عشان تتفرجي على المعركه

 الي هتحصل كمان شويه

قاطعهما صوت طرقات الباب ونبرة فرح المرتفعه:

-افتحي يا شهناز… افتحي يا مرات أبويا

ضحكت مريم وقالت:-أهي المصيبه بتاعتكم جت

-قومي افتحيلها يا مريم ولو سألت عليا قوليلها نايمه

قالتها شهناز قبل أن تهرول لغرفتها وصاحت مريم 

ضاحكه:-استني بس يا طنط متخافيش

فتحت لها مريم واتسعت حدقتي مريم بدهشه عندما 

رأت هيئة فرح بملابسها المبتله وشعرها الذي خرجت خصلات منه من حجابها فسألتها بذهول:

-فيه كلب جري وراكِي تاني ولا إيه؟!

أجابت على سؤالها بسؤال أخر:

-فين أمي شهناز؟ يا شهنااااز

كانت تنادي على والدتها وهي تدور بأرجاء الشقه

 اعترضت مريم طريقها قائلة:

-طنط نايمه… إنتِ إيه الي عمل فيكِ كدا؟!

هرولت فرح نحو المطبخ وهي تقول:اصحي يا شهناز 

قومي يا مرات أبويا وشوفي الي حصل لبنتك بقا أنا نفسي في الطبيخ حكايه

بدأت فرح بإخراج اواني الطهي جميعًا من مكانها لتكركبهم بالمطبخ وهي تقول:-ماشي يا شهناز ادي الحلل اقعدي

 بقا رصيهم طول النهار بكره

بدأت بتجميع الاطباق من مكانهم والقائهم بحوض

 الغسيل بفوضاويه وهي تقول:

-وأدي الأطباق كلها في الحوض

-اهدي بس يا فرح والمواعين ذنبها ايه؟!

-اسكتي إنتِ خالص يا مريم سيبيني عشان أنا شايطه وفيه دخان بيطلع من وداني… روحي روحي يا بنت عمتي

ضحكت مريم على هيئتها فصاحت فرح بصخب:

-اطلعي بررررره يا مريم

دخلت فرح لغرفة والدتها ورمقتها بنزق قائله:

-ارتحتي يا شهناز

كانت شهناز تجلس على طرف سريرها تضحك على ابنتها المتهوره فكلما يحدث معها شيء تدخل للمطبخ ولا ترتاح قبل أن تفرغ مكوناته بفوضاويه هتفت شهناز بنبرة هادئه:

-وايه يعني برفع راسك قدام أهل جوزك يا بت

نظرت فرح لمريم قائله:

-وراحت مشوحه بايديها كدا يا بت يا مريم وقايله لااا دا أنا بنتي بتكنس ولا أجدعها مكنسه وبتغسل ولا أجدعها غساله وبتكوي ولا أجدعها مكوى

لوت شفتيها لأسفل مدعيه البكاء وقالت:

-أنا اتمرمطت أوي يا مريم

كانت مريم تكبح ضحكتها لكن في لحظة انفجرت بالضحك وهي تقول:

-لا مش قادره بجد

ضربت فرح صدرها قائله:

-بتضحكي على أحزاني يا مريم

نظرت فرح لشهناز التي انفجرت بالضحك هي الأخرى وقالت:

-لا أنا هروح أحكي لجدي هو الوحيد الي هيجيبلي حقي منكم يا عديمين الرحمه

خرجت بملابسها المتسخه لجدها الذي يتكئ على الأريكه يشاهد برنامج غير شاشة التلفاز وقفت أمامه قائلة:

-يرضيك يا جدي الي ماما عملته ده

جحظت عينيه حين رأى هيئتها وصاح بقلق:

-عملت ايه دا إنتِ متبهدله خالص يبنتي!

تظاهرت فرح بالبكاء:

-رمتني ومشيت يا جدو… فيه أم تعمل كدا؟!

صاح الجد بنبرة مرتفعه:

-يا شهنااااز

هرولت والدتها قائله:

-والله يا عمي ما عملت حاجه دا بت نصابه اسالها كدا حصل ايه!

نظر لفرح قائلًا:

-إيه إلي حصل يا فهيمه؟!

تظاهرت فرح بالبكاء قائله:

-متقوليش فهيمه يا جدي كفايه الي أنا فيه!

أردفت بنزق:

-عملت حادثه مع الراجل الي إنتوا جوزتهولي بالعافيه ونزلنا بالموتوسكل في قلب الترعه

سردت عليهم ما حدث بالتفصيل فانفجر الجميع بالضحك وعقب الجد:

-معلش يا فهيمه مش أول مره تنطي في الترعه يحببتي ولا أخر مره…. قومي غيري هدومك

نظرت له فرح بطرف عينيها فحتى هو يضحك عليها فقامت وهي ترمقعم بحسرة قائله:

-أنا محدش حاسس بيا في البيت ده خالص!


تكملة الرواية من هناااااااا


تعليقات

التنقل السريع