القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية بيننا شئ خرافي الحلقه الثلاثون 30 بقلم ياسمينا أحمد حصريه وجديده على مدونة موسوعة القصص والروايات

 

رواية بيننا شئ خرافي الحلقه الثلاثون 30 بقلم ياسمينا أحمد حصريه وجديده على مدونة موسوعة القصص والروايات 




رواية بيننا شئ خرافي الحلقه الثلاثون 30 بقلم ياسمينا أحمد حصريه وجديده على مدونة موسوعة القصص والروايات 




الثلاثون

“وليست الاخيره ” صاحبة الخرافه ”

فى فيلا الالفى

رحل “ابراهيم وخديجه ” الى عنوان “الياس ” وبقيت “مرام تجلس بمقابل “ريان ”

بعدما ركن “عدى الى تمار” بالاعلى سألته بشك :

_ انت متأكد إن “الياس ” متجوز

نظر اليها بفتور وأجاب دون إكتراث :

_ اه متأكد زى ما متأكد إنك قاعده قدامى دلوقت

أشاحت بوجها وزفرت بإحباط وراحت تهدر من جديد وكأنها غير مصدقه :

_ مستحيل مكه شافت إنه مش متجوز

هنا اعتدل فى جلسته ومال قليلا للامام وهو يسأل بإستخفاف وهو يحذر :

_ نعم وشافت فين بقى ان شاء الله ؟ فتحت المندل ولا قرت الكف

حركت رأسها بنفى وأجابته :

_ لاء استغفر الله العظيم الحاجات دى حرام

أستطردت لتوضح له :

_ مكه أحلامها بتحقق وزى ما تقول كدا ربنا مديها نور بصيره وقبل كل الاحداث

دى هى أصلا حلمت بإلياس وطالما هى حلمت إنه مش متجوز يبقى أكيد فى حاجه غلط

عادت تكرر سؤالها بشك من جديد :

_ إنت متأكد إنه متجوز ؟

برغم إندهاشه ومحاولة إستيعاب ما قالته لتو هز رأسه بإيماء قصير وبدأ يعيد بذاكرته

بداية تعرفه على “مكه” وكيف بدلت حال “إلياس” العاكف المضرب عن الزواج

شرد ولم يلاحظ حتى وداع “مرام ” رأسه كان مع صديقه الذى إتبع الخرافه

حتى تحولت إلى حقيقه …

_________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _______

فى منزل الياس

اجتمع على طاولة واحده يرأسها “إلياس” عن يمينه “إلهام” وعن يساره ” مكه ”

الصمت كان يرافقهم طوال الجلسه كلا منهم يصطنع إلتهامه للطعام لكن الحقيقه أنه

لا أحد فيهم يأكل ومع بروده المجلس هتف إلياس وهو يغتصب الابتسامه على ثغره :

_ لا بس الاكل يجنن مهما دوقت أكل ولفيت ما بحبش غير الاكل اللى بتحطى عليه لمساتك

امسك بيد “إلهام ” وجذبها الى فمه ليطبع قبله عميقه أشعلت نيران “مكه” التى تابعتهم بصمت

ما كانت “الهام ” ترضى بهذه المجامله المزيفه لكن بالنظر تجاه “مكه” ورؤيه تفاعلات الغضب

على وجها هذا رائع لتعرف من الآن أنها سيده المنزل ولا سلطه تعلوا سلطتها حتى وإن كان “الياس”

الذى إختبأت بأحضانه من قليل، ترك يدها واكمل فى تناول طعامه بهدوء متجاهلا النظر بإتجاهها

يعرف أنها فى حالة سيئه ومع إستمرار الضغط سيخبرها بكل شئ فهو لن يتحمل إيذائها لتعرف

أنها والدته هى السيده الاولى فى حياته ولا تقهر لأنها زوجته حتما سيخبرها لكن فى الوقت المناسب

وعلى فجأه نهضت “مكه” من كرسيها وغادرت نحو الغرفه الوحيده التى تعرفها لتخبئ مع

هذا الالم الذى يعتصرها ولتتركهم يتغازلون بحريه لن تكون عزولا يكفى الليله التى قضتها

معه أمس والليله ليكون لها هذا هو العدل

بعد دقائق لحق بها “إلياس ” أغلق الباب جيدا من خلفه واقترب منها متسائلا :

_ مالك يا مكه انتى زعلتى ؟

تابعت دخوله المفاجئ وحركته ثم حركت كتفيها وكذبت :

_لاء ابدا

نعم كذبت بلسانها لكن عينها قالت الحقيقه اقترب منها وحاوط وجنتها بكفيه وهو يهدر مشاكسا :

_ بتكذبى على الجهاز الامنى يا مكه إنتى هبله يا بنتى دا جهاز كشف الكذب احنا اللى اختراعنا

ازاحت كفيه عن وجنتها وإستدارت من وجهه لكنه لم يغير معاملته هى هنا فى غرفتهم قلبه وعشقه

الحقيقى ولن يخجل من دلالها احتضن خصرها واسند طرف ذقنه على كتفها ليكرر نفس ماحدث

صباحا مغمغما لعشق :

_ مكه يا مدينتى يا أرضى وموطنى

رغم نبرته المفعمه بالاحاسيس وصدق كلماته الواضح لم يحرك ضيقتها سنتى واحدا ردت وهى

توشك على الاختناق من ثقله على انفاسها :

_ ما فيش حد بقلبين يا بتحبها يا بتحبنى فى حد فينا بيتلعب بيه

لم ينزعج من حديثها فهى لا تعرف الحقيقه رفع رأسه عن كتفها وأدارها اليه بخفه

ورفع كفيه ليحاوط وجهها القمرى بينهما بتملك تأملها قليلا ثم قال :

_ أنا لو عندى ميت قلب هحبك بيهم كلهم حب خرافى

حديثه تكاد تصدقه لكن حينا تقفز صورتها امامها تعصف بكل هذه الحقيقه ويبقى الشك

والقلق سألت متأثره :

_ انت بتلعب بيا صح أنت عايز ايه تانى منى ؟

ضمها الى صدره وهدرمازحا وهو يتحرك بها :

_ انتى بتهزرى انا خدت منك حاجه اصلا

وعندما شعرت انه أوشك على تكرار التجربه انسخلت من اسفل يده وصاحت وقد تناثرت دموع

الحسره على وجنتها :

_ ما تروح بات معاها

تشنجت قسماته وقد ظهر على وجهه غضب عارم وصاح بها بتعنيف :

_ اسكتى

ابتعدت عنه وردت عليه وكأنها تحتمى بالمسافه من بطشه المحتوم :

_ وانا قولت ايه غلط طالما بتحبها كل الحب دا وصعبان عليك انك اتجوزت عليها

تقدر تعتبرنى مش موجوده وتروح تبات عندها وانا متنازله عن حقى لها

صر على اسنانه وإذدا حده وهو يزعق أمرا :

_ مكه اخرسي ما تتكلميش فى الموضوع دا تانى

وافهمى بقى مش كل شويه هفهمك

رمقته بإستخفاف وقد نال منها الغضب كما نال منه :

_ انا مش غبيه انت ليه بتدينى أوامر عايزنى برا الاوضه دى ماليش أى لازمه اتفرج

واسكت

هم ليخبرها بالحقيقه ولينتهى الشجار هتف بتعب :

_ مكه اسمعينى انا …..

اشتطاط غضبا وصاحت بصوت جهور :

_انت لازم تفهم انك غصبتنى على الجواز منك وهددتنى بأهلى ولو كنت سيبتلى

حريه الاختيار عمرى ما كنت هختارك ولا هقبل الوضع دا ابدا قبلك كان “كامل”

لكن رفضته لنفس الاسباب انا وفقت عليك غصب عنى

لم يصدق هذا هى من أقنعته انه لا يستطيع الاستغناء عنها هى صاحبة الخرافه هى من ركضت

خلفه وجعلته يركض ورائها أوجعته حقا بحديثها عن” كامل” والتشبيه السخيف ليسألها سؤلا ويكشف

حقيقة كذبها لها هو لم يرغمها بل هى من أرغمته :

_ لو انا غصبتك على الجواز كنت غصبتك كمان على اللى حصل بينا انتى عايزه تصدقى نفسك

انك اتغصبتى لكن يا حلوه إنتى من اول لمسه أثبتى انك اتخلقتى ليا وبس

اذدرئت ريقها وزاغ بصرها نعم تحبه لكن لن تقبل بشريك الوضع فوق طاقتها اجابته بتعند :

_ انا مش عايزه يا إلياس مش عايزك تقرب ليا تانى

طرقات الباب كانت السيف القطع لهذه الدهشه التى ملائت وجهه لم يكن يصدق أن كل هذا

حقيقى لولا طرق الباب اولاها ظهره وتحرك صوب الباب ليدير المقبض فى غضب فتصادم

مع “الهام ” التى رمقته بشك وعلامات وجهها توحى أنها إستمعت شجارهم الدائر

بوضوح اشاح بوجهه عنها كى يستعيد هدؤئه امامها فهتفت دون إطاله :

_ فى ناس برا بيقولوا انهم اهل مكه

عندما سمعت “مكه” هذا تحفزت حواسها كانت تود الركض الى احضانهم وتحتمى بهم

لو كان “إلياس “رجل عادى لقبلت بهذا منه لو كان أجبرها كما قالت لم تكن نار الغيره تأكلها

ولم ينال كل هذا الحزن

على عكس “إلياس” الذى استقبل الخبر بغضب اندفع ليبثه فى مكانه الصحيح

________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _______

فى شقه شريف

حدث ما كان ينتظره “شريف ” بلهفه وسعادته الآن لا تقاس ولا توصف

حبيبة الصغيره العنيده التى عذبته حتى وصل معها الى هذه النقطه حتى فى غمار تجاوبها

كانت قلقه وهو ايضا كان قلقل من إيذائها لذا كان شديد الحرص فى التعامل معها والانتقال

من مرحله وأخرى

لكنها كانت عكسه إذدات قلقا ورعبا أنتفضت من مكانها كالملسوعه وتسألت وكأن العالم بأسره

إنهار فوق رأسها :

_ هو أنا ممكن أجيب ولاد …….أنا مش عايزه مش عايزه كدا

نهض من نومته وراح يضمها الى صدره ليهدء فزعها الذى أتى على فجأه لا يعرف كيف تدور

عقارب رأسها لتقف على مؤشر كهذا بهذه السرعه ، لكنها كررت بغباء :

_ شريف شوف حل ممكن اكون بقيت حامل ؟

ضحكه صغيره اعتلت شفاه ومال الى رأسها ليطبع قلبه عميقه وتابع قائلا :

_ ما تخافيش هخلفهم أنا

ابتعدت عنه بأنزعاج لم تعجب بمزحه نعم لا تفهم الكثير عن هذه الامور نعم استسلمت بكامل إرادتها

لكن هى فاقت بعدما انتهى كل شئ وبدأ عقلها الصغير فى العمل

بدأت فى لململت ملابسها لتلتقط هذا الفستان وترتديه على عجاله تحت نظراته المستنكره قالت منزعجه :

_ لازم يكون فى حل

تردد فى التحرك نحوها واستمر بمتابعتها وعينه متسعه عادت طفله ذات ضفائر تعشق العند

غشيمة التصرفات ساخطه على العالم لكنها حقا افسدت مزاجه وافقده لذه فرحته بنيلها اخيرا

مط فمه لأعلى وهتف مسايرا جنونها :

_ تحبى نروح لدكتور

كانت تغدوا وتروح فى الغرفه وهى تحاوط خصرها بيدها اليمنى ويدها التى تسند عليها تعبث

بأسفل ذقنها وهى تغدو الغرفه ذهبا وايابا بتوتر ثم قالت وهى توشك على البكاء :

_ انا مش عايزه ولاد انا مش عايزه اجيب ولاد

انتفض من مكانه غاضبا وبخطوات سريعه كان قبالها يصيح محتدا :

_ انتى بتقررى على كيفك

ارتجفت من صيحته وكذلك ما قاله نظرت اليه وقلبها يخفق بشده عادت معه للخلاف والاختلاف

بعدما استقرات أنها تعشقه حتى النخاع

ختم كلماته بوكزه خفيفه فى صدرها وظل يحدق لها وهو يرمى جملته الاخيره باصرار وتملك عجيب

وشريف إن قال سينفذ :

_ انا عايز ولاد منك

هتفت تستعطفه :

_ انا عايزه اكمل دراستى مش عايزه حاجه تعطلنى صدقنى انا لو ما كملتش تعليمى

و…و,,,,و,,,

كلماتها انقطعت فجأه بداخلها الكثير لا تعرف شرحه

ضيق عينه وتأهب لسمع المزيد لكن كلماتها إنقطعت ولاحظ هو ذلك فإسترسل مكانها غاضبا :

_ ملعون ابوكى …

حرك رأسه مؤكدا عندما اتسعت عيناها وإستطرد :

_ آه والله ملعون ابوكى يا منار مش هو السبب برضوا مش دا اللى نفسك لحد دلوقتى تكملى

تعليمك عشان خاطر تبهريه عشان تثبتيلوا إنك قد المسؤليه أنك كنتى تستاهلى إنه يفضل

معاكى

كان دورها فى الاختباء لمعت عينها بالبكاء لكنها استدارت عنه ضغط على نقطه أليمه

لم يطأها قدم من قبل ابد أجفل لانه قسي عليها لكنه يريد أن يبدأ حياه جديده حياه خاليه

من األآلم حياه يكون بها هو الرجل الاول الذى ابدا لن تندم عليه لمس كتفيها بلطف

ليعود لحنانه المعهود وهو يهتف :

_ أنا شريف اللى عمروا ما خذلك أنا ابوكى وجوزك وحبيبك وأهلك كلهم أنا بكل الناس

اللى تعرفيهم واللى عايزه تعرفيهم إوعى تفكرى فى الماضى الماضى راح وانتهى

واللى هتعشيه معايا هو الحقيقه هو الحياه

كلماته تنزل على قلبها كالجليد على نار مشتعله كل ما تحتاجه أمـــــــــان يمنحه شريف بسخاء

___________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _________

فى فيلا رأفت الالفى

بدأت التجهيزات للسفر رغم أنف رأفت سبقه ريان بصولات وجولات شلت تفكيره

ووقف مكتوف الايدى عاجز عن إيجاد سبب لمنعهم من هذه الرحله أو حتى مرافقتهم

سحب حقيبته ومر من جواره وهو ينظر فى عينه تقدمت “تمار” لتعانقه لكنه لم يشعر بأئ

شئ نظرات “ريان ” لا تريحه وكأنه خطف كبده وتمار خاصتا فهى قطعه من قلبه

_ خلى بالك على نفسك

هكذا قالت تمار لتودعه بادلها العناق وهمس فى أذنها وهو يحدق بأعين “ريان” بنظرات غامضه

فضيق ريان عينه غير مرتاح لما يفعل يبدوا كمصاص دماء يمتص فرحتها بالكامل

استدارت “تمار ” وظهر هذا جليا على وجهها الذى بدى شاحب كالاموات وخطت

بخطى ثقيله تجاهه وما إن اقتربت منه حتى سأل بشك :

_ قـالك إيـه ؟

رفعت كتفيها وكأنها لم تكن تريد أن يسألها :

_ خلى بالك على نفسك

لم يصدقها رمى نظره نحو “رأفت” الذى اخيرا لاحت إبتسامه شيطانيه على ثغره

مشى نحو سيارته ليرحل الآن وفيما بعد سيطهر رأسها من جميع سمومه

نزل “عدى ” هو الاخر يدا بيد مع “مرام” وقد جاء فى وقت لا يسمح لرأفت بالمزيد

من كبح غضبه وها هو يهتف بسخريه :

_ اهلا بالحيله

لم يخفى تضجره وهو يرد عليه قائلا :

_ لاء مش هينفع كدا مش كل ما هو يضايقك تطلعه عليا انا

نهض “رأفت “من كرسيه واتجه نحوه متاملا ان حديثه يؤتى نتائج :

_خلاص خلينى أبطل اشوفه

سأله “عدى ” وهو يرفع احد حاجبيه مستنكرا :

_ دا اللى هو إزاى ؟ مش انت اللى أصريت إنه يجي يعيش معانا

ضيق “رأفت” عينه بشر وهدر مشجعا إياه :

_ تبقى راجل بصحيح لو خلصتنى منه

لم يبدى “عدى ” إنزعاجه فهو يعرف والده جيدا رفع رأسه ليهتف دون تأثر :

_ بقولك إيه انا ماشي

تركه دون إنتظار اجابه يعرف أنه لن يجيبه ولن يرضى عنه حتى ينفذ مبتغاه ويسير على نهجه

تبعته “مرام ” لتقول بأدب :

_ مع السلامه يا عمى

فوق انزعاجه من “عدى ” إذداد اكثر بكلمات “مرام” المقتضبه رد عليها بسخط :

_ الله يسلمك يا اختى

سحبها “عدى ” من يدها تركا اياه وحده لن يتغير إلا بعد ما يتركه الجميع لقد تزوجت “تمار” ابنته

وأتت له أخرى ابنه أخرى لكنه لم يلاحظ هو يرى الوحده التى تنتظره وهذا كل ما يخشاه

__________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا __________

“فى شقه إلياس”

خرج إليهم “ألياس” غضبه يسبقه و”ابراهيم” ايضا لم يكن هادئا فأصبحت الساحه كطريق

مستقيم سيصدم به قطاران اتيان بالسرعه القصوى

قال “الياس ” بجفاء :

_أهلا يا شيخ ابراهيم كان الموضوع مستاهل إنك تروح لريان وتصر عشان تيجى هنا بنفسك

_ وإنت تتجوز بنتى امبارح وتاخدها من بيتها من غير ما تعرفنا دا اسمه ايه؟ مش خطف !

تماما ككره قذفها وارتدت فى وجهه

وقفت “خديجه ” من خلفه تمسك بيده فى محاوله بائسه لتهدئته ومن وراء “الياس” مكه والهام ”

على جانبيه تنظر “مكه” بحزن نحو والدتها متمنيه أن ينتهى هذا الخلاف ان يسمح الزمان

برمى نفسها فى أحضانهم والبكاء على صدرهم حتى يهدأ قلبها الذى تحاربه الدنيا دون شرف

بالفعل بدأت بالتقدم نحوهم إلا أن إلياس قبض على راسغها لمنعها من مواصله التقدم

هتف “إلياس ” بضيق وهو يقبض على راسغ “مكه” كالقابض على جوهرة نفيسه :

_ خطف ايه ما تصحى لكلامك اومال مين اللى ماضى على عقد الجواز امبارح

شئ ما قبض على قلب “ابراهيم ” عندما شاهد قبضته على راسغ ابنته شعر بالعجز مجددا

يرى عيناها المستغيثه وشعر بخطأؤه لقد رمى ابنته الى حفره نار بينه وبينها خطوه ولا يستطيع

احتضانها كل هذا دفعه ليتوقف عن مجادلته ويقول :

– اتقى الله فى بنتى

رد على حديثه هاتفا بتأكيد :

_ ما تقلقش انا متقى الله فيها ع الآخر انت إطمن بس ما تبقاش تيجى هنا تانى عشان شغلى ما يتأثرش

تحولت لهجته لتحذير وهو يستطرد:

_دا لو عايزنى افضل متقى الله فى بنتك يعنى

لم تعجب “مكه” بما قال واندفعت قائله :

_ ايه اللى بتقوله دا ؟ إحنا ما اتفقناش على كدا

التف لها وصاح بضيق قد سبق منها من دقائق :

_ هو احنا كنا بنلعب …مش انا اتجوزتك غصب عنك

كادت تبكى لكنها تشجعت وحاولت فك يده عن يدها أبى هو تركها فتشاجرت معه :

_ سيب ايدى انت ما تقدرش تمنعنى عن اهلى

كان همجيا كحيوان مفترس مجروح ،عادته وهو لم ينسي عدائها بعد ،اقترب منها وهو يصيح :

_ اقدر ..اقدر على اكتر من كدا وما تستفزنيش اكتر

لم تهدأ محاولاتها فى تخليص يدها من يده لكن محاوله الفكك عنه كانت صعبه فصرخت بوجهه بعنف :

_ ما تـــهــددنـــيـــش

تدخل “ابراهيم ” قائلا بحزم :

_ مــكــه

استدارت لندائه فهتف بانزعاج :

_ ما تعليش صوتك على جوزك وسبيه لما يهدى وكلميه اعتقد إنى ماربتكيش على كدا

التف الى “الياس ” ليكمل رغما عنه وهو يريد ان ينسحب ولكن ليس قبل أن يحمله المسؤليه

رؤيتهم يتشاجرون بسببه لم تعجبه بالاصل الوالدين وجدوا ليكونوا داعمين لأبنائهم وليس سببا

فى تحطيمهم :

_ كفايا يا ابنى إحنا مش هنزعجكم تانى المهم إنى اطمن على بنتى اكيد واحد زيك حافظ

كتاب الله وتعاليم رسول الله مش هيأذيها مش هنيجى تانى انت عارف العنوان ابقى ابعتها

تصرفه العاقل أدهش “الياس ” ربما امسك طرف خيط رفيع ليدفعه لفهم شخصيه “ابراهيم ”

ورؤيته من الجانب الصحيح العناد لايفيد بشئ كان على طرف فيهم التنازل ومع شعور” ابراهيم”

بالضغط وانه الطرف الاضعف كان التنازل خياره الوحيد فى النهايه هو زوجها وعليها طاعته

اكثر منه فليتنازل هو كى تسعد ابنته وكى يرضى زوج ابنته

هم بالخروج فنادته “مكه ” وقد انسابت الدموع على وجنتها كالانهار :

_ بابا

ترك “الياس ” يدها بهدوء سامحا لها بوداعه عندما شعرت بالتحرر من يده ركضت

باتجاه لترتمى باحضانه وتمسح دموعها فى صدره استقبلها “ابراهيم” بترحاب لم يكن ابدا

ليصدها فقد بدأ يفهمها ويشعر معاناتها مع زوج صعب وأب يتهمها بإستمرار هتفت من بين

نشيجها :

_سامحنى كان نفسي ما احطكش فى كل دا انا الغلطانه انا اسفه

ربت على ظهرها بهدوء وإبتسم وهو يقول بمراره :

_ على ايه يا عبيطه انتى بنتى مهما كان ما تشليش همى روحى ربنا يهدى سرك

ارتضت بدعائه الذى أثلج قلبها الملتاع فابتعدت عن صدره لتنظر الى عينه كى تطمئن

_ بجد مسامحنى يا بابا بعد كل اللى عملته معاك

اكد بايماء قصير وتبعه ب :

_ طبعا يمكن اكون زعلت منك بس قلبى عمره ما غضب عليكى

شقت الابتسامه وجها المكسو بالدموع وحاوطته من جديد فى هذه اللحظه ربتت “خديجه ”

على ظهرها كانت هى الاخرى فى امس الحاجه لاحتضانها ابتعدت “مكه” مره اخرى

عن احضان ابيها وحضنتها هى الاخرى هذا المشهد كانت تتابعه “الهام ” وعينها

تزرف الدموع “مكه” تذكرها بنفس حالتها القديمه طفله صغيره مخطوفه مجبره على التعايش

مع زوج رغما عنها تركت عائلتها كما تركت مكه أهلها الآن بل بشكل أقسى وعاشت معاناه

مع رجلا لم تحبه يوما لذلك تشعر جيدا بمكه وتتعاطف معها

تابع ” الياس” المشهد بدهشه احضانها ودموعها بين يديهم تجعله يلقى اللوم على نفسه هو الذى أقسم

أن لا يبكيها .

___________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ______

انتقل “ريان وتمار ”

الى السياره متاخذين طريق المطار واستقل “عدى ومرام ” سياره اخرى لكن نفس الطريق

فقد قرروا اتخذا وجهتهم نحو إحدى المدن الساحليه قبل نهاية الصيف لتهدء أنفسهم من شجارات

أبيهم ويخطفوا من الزمن وقتا مفرحا بعد كل هذا الشقاء

فى سياره “ريان ”

قاد بسرعه جنونيه فارا من ضغط “رأفت ” وكأنه يركض نحو جنته لكن شئ ما من نزع فرحته

وهو صمت “تمار ” الغير معهود ونظره رأفت الشيطانيه التى كأنت آخر ما رأه منه وكأنه يخبره

أنه مهما ابتعد عنه سيظل يحاربه ألقى نظره خاطفه نحو “تمار” الجالسه الى جواره ولاحظ شرودها

ووجها الذى بدى عليه علامات الضيق سأل على فجأه وهو يضم حاجبيه :

_ قالك إيه ؟

خرجت من شرودها بفزع وكأنها كانت فى كابوس وهى مستيقظه إستمعت إلى سؤاله

لكنها لم تجد له إجابه مناسبه فعادت للكذب لتقول بنفى :

_ ولا حاجه

تململ فى كرسى القياده وفك ضمت حاجبيه ليتحول الى عبوس قاتم وهو يهدر بضيق جلى :

_ تمار ما تكذبيش عليا

الجمله التى قالها والدها رنت فى أذنها من جديد :

_ خلى بالك على نفسك حاولى تأمنى نفسك وما تجبيش منه ولاد أظنى أنتى ما نفسكيش

يموتوا زى بنته ومراته

رفعت حاجبيها بثقل بما ستخبره لقد تأثرت بكلمات والدها ونجح فى إخافتها وزعزع الثقه بينهم

وتوالت الصيحات فى رأسها حتى أصابها الصداع فامسكت مقدمة رأسها ومالت الى احد جانبيها

وهى تهتف باقتضاب :

_ انا تعبانه هغمض عينى لحد ما نوصل للمطار

اسطنعت النوم واسندت رأسها بيدها أسفل ذقنها لكنها إسترقت النظر قبل أن تغمض عينها

برغبتها لترى وجهه المحتقن بدماء الغضب ويده المشتده على المقود بضيق وعصبيه

عضت طرف إصباعها واجفلت لتوهمه أنها نامت وغابت عن عينه لعله ينسي أن يسألها مجددا

ماذا قال والدها لها ؟

__________________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا _________

فى سياره عدى ”

الحماس كان يشعله وهو يحاورها بسعاده قائلا :

_ عارفه انا نفسي اخدك مطعم هناك عمرك ما هتنسي الاكل بيعملوا بطريقه حكايه

وكمان نركب مركب ونقضى يومين هناك تخيلى بقى الجمال وانتى فى وسط البحر

مافيش حد غيرى انا وانتى

كانت تسمعه وابتسامتها الناعمه تزين وجهها ما كانت تعرف للسعاده معنا قبل أن تعرفه

تريد أن تهبه قلبها ليرى ماذا فعل به وما قدمه له لكن ابتسامتها لم تكفيه وراح يتسأل

وهو يوزع نظراته بينها وبين الطريق :

_ ساكته ليه ؟ انتى مش مبسوطه ؟

اجابت فى سرعه حتى لا ينزعج :

_ لا ابدا إزاى مش مبسوطه دا انا ما عرفتش لسعاده معنى غير وانت معايا

احنت رأسها وانكمشت على نفسها سرعان ما يفتضح أمرها وتخجل بشده لكونها تصرح

دون إراده

ابتسم هو الاخر وهو يحاول التركيز مع القياده وعدم ترك تفاصيلها دون ملاحظه دقيقه

فقلبه يخفق بشده وهو يراها خجله بمشاعرها العذراء الحقيقه الغير متكلفه

قال وهو فرح :

_ الله عليكى انا كل ما بشوفك بقول أمى كانت راضى عنى معقول لسه فى حد بالنقاء دا

رفعت وجها بصعوبه وهى تقاوم خجلها لكن اشتاقت حقيقا لبحر عيناه العميق الذى لايقاوم

وما إن إطمئنت لرويتهم حتى هتفت :

_ انت اللى مافيش منك ومهما اقول عنك قليل وربنا راضى عنى عشان اقابلك

اجفل واختطف نظره سريعه لها ليعانق بعينيه حمرة وجنتها التى يعرف جيدا أنها ستنبثق

وهى تقول هذه الكلمات قائلا بإستمتاع :

_ إطلبى منى اللى انتى عايزه إنتى فرحتى وحياتى كلها

عادت لخجلها كلما قاومت وقالت له كلمات ضئيله لا توصف قدر مشاعرها حق الوصف

يفاجئها هو بما هو أكثر حتى أن الكلام لايمكن أن يكون منصف فى الرد عليه

ضغطت على يدها بيدها الاخرى وهى تهتف بحرج :

_مش عايزه منك غير إنك تستحملنى لحد ما ….

_ ما تفتحيش سيره الموضوع دا إنتى هتخفى وانا وانتى هنسى الموضوع دا نهائئ

لانه تعابنى زيك بالظبط انا حاجز عند دكتوره كويسه وهنتابع معاها واول ما هنوصل

قاطعها مشددا على كل كلمه لايريد منها هذا الشعور لايريد أن تحمل نفسها عبئا اكثر من طاقتها

إن كانت لا تستطيع منحه أى شئ فهو أيضا لا يستطيع تقبل أى شئ سوى وجودها جواره يعانى

كما تعانى فالعقده أصبحت بينهم مشتركه.

عند ما لاحظت تغير مزاجه قررت هى أن تغير مسار الموضوع لتقول بتردد :

_ طيب ممكن أطلب منك طلب

اجاب وهو يحرك رأسه بالموافقه :

_ ايوا طبعا

هتفت دون تعجل :

_ عايزه اكلم أختى ..

أخرجته بطلبها المهذب من الضيق الذى اعتراه من ذكراهم الاليمه بإبتسامه نبث فمه وهو يجيب:

_ تصدقى أنا هصاحب إلياس دا عشان خاطرك استنى بقى عشان اكلم “ريان ”

اخد نمرته

ضغط على شاشه هاتفه المستند امامه فى لوحه السياره وشرع بالاتصال الى “ريان ” عبر مكبر الصوت

لم يبعد “ريان ” عنه بالاساس هو امامه ببضع امتار قال بنبره لم يغب عنها المزاح :

_ نعم يا عدى هو ابوك هيسبنى وانت هتستلمنى ولا ايه ؟

ابتسم “عدى ” لمزاحه يعرف كم ضايقه والده حتى انه بات يشك إن انبثق الهواء الذى يطير حوله

أنه هو من دفعه اليه ليزعجه هتف “عدى ” مبتسما :

_ ولا تسليم ولا حاجه انا عايز رقم “الياس ” وعايز اتعرف عليه كمان لو يسمح

لحظه صمت بعد حديثه انتابت “ريان” من بعدها هتف :

_ ومالوا إتعرف عليه بس ياريت معرفتك بيه تكون محدده

تسأل “عدى ” وهو يقضب حاجبيه :

– يعنى ايه محدده

هدر “ريان “بجديه :

_ يعنى مالكش دعوه بخصوصياته وما تحاولش تدخل بينه وبين مراته لا انت ولا انتى يا مرام

انتفضت “مرام ” من توجهه الحديث إليها وكأنه يراهم فأشار لها “عدى ” برأسه أن تهدأ فهو يعلم أن “ريان”

يكتشف بسهوله محادثات المكبر الخاص بالصوت

_ لو موافق على كدا اديك رقمه بس لما اكلمه الاول طبعا

نظر ثوان الى “مرام ” التى مستعد لأجلها فعل المستحيل وأجاب :

_ موافق

اغلق “ريان ” الخط بينه وبين “عدى ” دون اجابه وتمتم وهو يعبث بهاتفه ليشرع بالاتصال ب”الياس ”

_ والله بدرى عليك ياعدى قطع القلب دا

استمع الى جرس لم يطول من بعده استمع الى صوت “الياس ” الجامد وهو يقول :

_ ايوا ياريان

صوته كان يوحى بضيقه ولاحظ “ريان” هذا فتسأل :

_ يا إبنى فى ايه كل ما اكلمك الاقيك مضايق دا مش صوت عريس امبارح كان طاير من الفرحه

دا صوت واحد مراته بتضربه

استمع الى زفيره المحتد والذى تبعه بغضب شديد وهو يقول من بين اسنانه :

_ إخلص يا ريان عايزه إيه ؟

تجاهل “ريان ” غضبه وهتف متاثرا :

_ مش انا اللى عايز “عدى ” …حابب يتعرف عليك

ظهر فى لهجه “الياس” الضيق وهو يقول :

_ اكيد عايز يتعرف عليا عشان مكه ويبقى “رأفت الالفى” يدخل فى حياتك و”عدى الالفى” فى حياتى انا

رفع “ريان ” حاجبيه فذكرى “رافت” تضايقه رد عليه :

_ بما انك جبت سيرته فا انا هعزمك عنده لما نرجع من شهر العسل

لم يكن لالياس طاقه لمجادلته وتسأل باقتضاب :

_ إشمعنا

رد عليه “ريان ” وهو يخطف النظر لتمار كى يتاكد من استمرار غفوتها ليتحدث بحريه :

_ انا مش عارف اخد رحتى هناك وعايزه يطردنا بأسرع وقت

بدى الملل على صوت صديقه وهو يجيب عليه :

_ نبقى نشوف الموضوع دا بعدين

تسأل “ريان ” غير مبال بإقتضاب ردوده :

_ اومال ما طلعتش شهر عسل ليه ؟

نفخ “الياس ” بضجر من حديثه وهتف لائما:

_ بعد الهديه اللى بعدتهالى نفسي إتستدت عن اى حاجه فى الدنيا

لطم “ريان” جبهته ما إن تذكر انه ارسل اليه “ابراهيم” دون إرادته لم يكن يتوقع أن مقابله

ستزعجه الى هذا الحد فهدر اسفا :

_ انا اسف بس الست صعبت عليا مهما كان يا إلياس دى بنتهم وانا عارف انك قدها وقدود

قاطعه “الياس ” متعصبا :

_ خلاص يا ريان ما تقلبش دماغى انت كمان شوف عدى دا كمان عايز ايه وقسما بالله لو طلع

زى ابوه لافرغ فى راسهم المسدس واخلص

ضحكات “ريان ” حاول كتمها وهو يجيب :

_ رأفت ماشي عدى حاجه تانيه اقفل وهخليه يكلمك

____________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا __________

“إلياس ”

وضعت “مكه” بينها وبينه سور عال لم يستطع تجاوزه شعورها انه أرغمها على هذه الزيجه أوجعه

رغم انه لايشك بحبه لها لكنه لا يريد أن يصبح انانى مجدد لو انه يستطيع التفريط بها لفعلها دون تردد

لأعادتها الى اسرتها اصبح الضغط كبير عليه من والدته التى تريده إليها وحدها كما أرادها إليه وحده

و”مكه” التى أبلغته انه أجبرها وزادت من تأيب ضميره بأنه أنانى لايأبه سوى برغباته

حدق اليها وهى تنظر الى الفراغ متعمده عدم النظر اليه كانت تستمع إلى محادثته لكنها لم تبدى أى تفاعل

وكأنها لاتريد أى شئ عن طريقه وتتوقع منه الاسوء بعد هذا الشجار الذى حدث امام والدها سكتت تماما

وعمدت إلى عدم النظر إليه عبث بهاتفه دون أن يفتحه باحثا عن حديثا ليجذب إنتباه لها لكن لم يجد

فظل هكذا يزفر وينظر بإتجاهها يريد أن تغير اقوالها أن تخبره بمغامراته الخرافيه التى إعتاد سماعها

منها يريد أن ينجرف مع جنونها لكنها خيبت أمله بالصمت

ما قطع الصمت إلا رنين هاتفه فقدمه إليها وهو يقول :

_ اختك عايزه تكلمك هتكلميها ولا الخرس إللى عندك مطول

اخيرا رأى تفاعل على صفحة وجهها كانت تجاهد أن لا تنفجر بوجه بعصبيه لاحظ كيف صرت على اسنانها

كى تمنع نفسها من الاجابه عليه وكيف تحولت وجنتها للاحمر القانى بقي الدخان الذى يتصاعد من أذنيها لكنه

ليس له أثر كان يتمنى ان تطلق العنان لغضبها لكنها بقيت صامته لاترد فأى شئ منها مقبول إلا الصمت

فتح الخط ليستمع ل” عدى” يهتف :

_ إلياس باشا الف الف مبروك يا ابو نسب

جاهد “الياس” لتظهر نبرته ودوده وهو يرد :

_ الله يبارك فيك انا كان نفسي اجى بنفسك اباركلك فى الفرح بس زى ما انت عارف كنت بتجوز

مط “عدى ” شفتاه بابتسامه حقيقيه من دعاباته وهتف هو الاخر :

_ واحنا هنروح من بعض فين اكيد هنتقابل ونبارك لبعض

ضم “الياس” يده الى جانبه واسند يده التى تمسك بالهاتف وهو يؤكد :

_ اكيد

دخل “عدى ” فى الامر دون تمهيد لشعوره بتلهف “مرام ” لهذه المكالمه :

_ ممكن بس مرام تكلم مكه عشان تباركلها هى كمان

نظر “الياس “بتمعن الى “مكه” وهو يشير برأسه لها ويهمس مبعد الهاتف عن رأسه :

_ ها هتنطقى ولا اقوله انك نايمه

هنا كان لزما عليها الاجابه بسرعه وبتعلق شديد قالت وهى تحرك رأسها :

_ هنطق هنطق

رد “الياس” على عدى الذى استطال صمته :

_ ايوا ممكن طبعا

مال بجذعه وقدم إليها الهاتف إختطفته من يده سريعا لتنادى بسعاده :

_ مرام ازيك

هنا توقف “عدى ” بسيارته ليهدر بصوت وصل الى مسامع مكه :

_ انا هنزل اشترى حاجه

وعلى اعقاب جملته التف “إلياس” وخرج تماما من الغرفه صافقا الباب خلفه

بقى الجو هادى للاختين للحديث الذى بدأته “مكه” بتلهف :

_ طمنينى يا مرام عملتى ايه ؟

اجابتها “مرام ” ونبرته السعاده تخالط صوتها :

_ مبسوطه أوى يا مكه طلع حنين جدا وبيحبنى جدا انا عمرى ما كنت أتخيل إنه يكون بالشكل دا

استقبلت “مكه” سعادتها وحديثها بفرح وابتسامه :

_ مش قولتلك اللى تخافى منه ما يجيش أحسن منه

لكن سعادتها لم تطول ومرام تسأل هى الاخرى :

_ وإنتى …إلياس عمل معاكى إيه ؟

اختفت ابتسامه “مكه ” فورا وتبدلت قسماتها المنشرحه الى حزن عميق لكنها لم تريد أن تنزع سعاده

اختها التى تعلم كم عانت لأجلها قالت دون كذب :

_ هو كمان بيحبنى قد ما حبيته حنين وطيب عصبى شويه لكن بيهدى بسرعه

لم تكتفى بهذا القدر وسألتها “مرام ” بشك ” :

_ طلع متجوز بجد ، وحقيقيى انك عايشه مع مراته

تحطمت الحروف على شفاها وتصدع قلبها النابض وأظلمت الغرفه تماما كإنقطاع الضي

تحيرت بما تجيبها والكذب لن يجدى نفعا فلينقذها احد طال صمتها فنادت اختها بتوجس :

_ مكه فى ايه ؟ الياس طلع متجوز بجد

اذرئت ريقها لتجيب حتى تنهى هذه المحادثه التى غامت فجأه بالحزن :

_ اه ،عادى ، مش فارقه هو اكيد بيحبنى انا اكتر

زفرت انفاسه مع اخر جمله لترد “مرام ” وكأنها تواسيها رغم حزنها عليها :

_ اه طبعا اكيد بيحبك انتى وإلا ما كانش إتجوزك دى خطوه جريئه

اجفلت وهى تعلق على كلمتها الاخيره :

_ والجرأه على مقاس “إلياس” بالظبط

___________جميع الحقوق محفوظه لدى صفحة بقلم سنيوريتا ______

“منار ”

لم تعرف للخروج ما بداخلها سبيلا اكتفت بنداء متحير خرج بصوت مختنق :

_ شــريف .. إفهمنى

صاح بها وهو يقف بوجهها مانعا إياها من التفوه بتراهلاتها الخائبه التى تفلت شيطاينه

من عقالها :

_ إفهمى انتى أنا مش هجيب عيال من حد تانى أنا أختارتك إنتى ومش عايز حد تانى

تمسكه بها بهذا الشكل الجاد يهدأ قلقها من غدر صنف الرجال لقد ذاقت الخيبه من قبل

وتجرعت مرارتها وهو يطمئنها شيئا فشئ نعم كانت تريد تحقيق ذاتها حتى تثبت لوالدها

أنها تستحق هذا أن يتمسك بها أن يستمر معها وفى نفس الوقت تخشي الجميع تخشي أن يكون

الكل والدها وتضاعف الخيبه خاصتا من “شريف” ستكون كبيره

أطرقت برأسها وهى تستأذنه بلطف :

_ ممكن بس نأجل موضوع الخلفه دا شويه

كان يفهم مشاعرها وتخبطلتها لكنه لم ييأس سيثبت لها أنه لن يتخلى عنها ولو ملئ الارض ذهبا

أومئ بالاجاب وبأطراف اصابعه لامس طرف ذقنها ليرفعها اليه :

_ ماشي بس توعدينى إنك تثقى فيا وتسبيلى نفسك

نبث فمها بإبتسامه رغم بساتطها لكنها كانت من أعماق قلبها الذى ينبض بحب هذا الرجل

دونا عن سائر الرجال

سأل مستنكرا بمزاح :

_ معقول مش جعانه

هنا انفلت ضحكتها بشهقه خفيفه فأردف مازحا :

_ اكيد إنتى مش فى حالتك الطبيعيه …..

نظر فى عينها بتحفز وهو يسأل :

_قوليلى مين واخد عقلك ؟

_ إنت … واخد عقلى وكمان قلبى

هكذا وجدت إجابتها عليه بمنتهى الصدق ومن غيره سيأخذ هذه المكانه وهو يمتلك قلبها

وعقلها وكل حواسها “شريف ” الاستثناء الوحيد فى حياتها الاستثناء الذى يستحق الحب

والعقل والقلب ……………………………………….يتبع ,,,


رواية بيننا شئ خرافي

تكملة الرواية من هنااااااا 

 

تعليقات

التنقل السريع