القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية فرح فهيمة الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم آية السيد كامله

 رواية فرح فهيمة الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم آية السيد كامله



رواية فرح فهيمة الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم آية السيد كامله


في بيت كبير بمنتصف القرية بإحدى القرى الريفية وبالتحديد بمحافظة كفر الشيخ ينعقد إتفاق بين مجموعة من الأفراد بعد نقاش طويل يشوبه الحدة أحيانًا والتراخي أحيانًا أخرى….

“خلاص يبقا فهيمه بتنا هتتچوز راچل من حداكم طلما الچواز هو الحل عشان نرچع حبايب”

قالها ماجد عمران كبير عائلة “عمران”، حاول إبنه أن

 يتدخل قائلًا:

-بس يابا….

ليرفع ماجد يده مقاطعًا كلامه بحزم قائلًا: الكلام

 انتهي يا زيد

عقب رجل أخر سليمان “كبير عائلة النجار”:

-يبقا كتب الكتاب في خلال يومين والفرح والدخله

 نبقوا نحددوهم بعدين…

لتعلو الدهشه وجوه جميع الحضور ولكن لم يستطع أي

 منهم الإعتراض فقد قضي الأمر واتفق كبار العائلتين.

انفض المجلس لنجد كل عائله تجتمع منفرده للتشاور 

في الأمر

” عائلة عمران”

***************

-يابا إنت بتقول هتچوز فهيمه ازاي إنت مش عارف 

إنها عايشه في مصر وكمان بتدرس في الچامعه!

زفر الأب “ماجد” بقوه وقال:

-عارف يا زيد بس هي لازم تنفذ أوامري وإلا هكون

 مقاطع أبوها طول عمري

زفر ماجد بحسرة وأردف بتوضيح:

-أخوك إيهاب الله يرحمه غلط زمان وكلنا لازم نتحمل

 نتيجة غلطه

تنهد زيد بحسره وقال:

-لو فهيمه موافقتش على الچواز هنخسر كل شغلنا…

زفر زيد بقوه وأردف:

– مفيش حل إلا إننا نتصالح مع عيلة النچار بأي شكل

زفر ماجد بقوه قائلًا:

-ربنا يستر من الي چاي

___________

على جانب أخر تجتمع “عائلة النجار”

هتف الأخ الأصغر لأخيه الأكبر معاتبًا:

-هتچوز يوسف بت من الريف ازاي يا سليمان وإنت

 عارف إنه اتعين دكتور في الچامعه وعايش في مصر 

وسقف طموحاته عالي!

عقب سليمان بتعجب:-يعني هيعصي أوامر عمه! حتى

 لو هو عصي هچبره..

عقد جبهته بتحدي قائلًا:-أنا عارف هخليه يوافق إزاي….

أردف سليمان وهو ينظر لأخيه الأصغر بأمر:

-كلمه وقوله عمك عايز يشوفك بكره…

عقب الأخ الأصغر بقلة حيله:

-ماشي يا سليمان لما نشوف أخرة دماغك هتودينا فين!

عقب سليمان بثقة:-متقلقش أنا مرتب لكل حاچه

أردف بفخر واعتزاز قائلًا: -أنا إلي ضيقتها عليهم وعرفت أچيبهم راكعين

رمقه الأخ الأصغر باستفهام قائلًا:-رچعت برده تفكر في الإنتقام!

رفع رأسه بشموخ قائلًا:

-أنا منستش الإنتقام أصلًا وطول السنين دي كنت

 بطاردهم في الخفى

ابتسم سليمان بسخرية مردفًا:– وأخيرًا وقعوا تحت

 ايدي وچاين يطلبوا الصلح عشان ينقذوا شغلهم

عقب الأخ الأصغر بعدم فهم:

-طيب وليه وافقت على الصلح؟! ليه مرفضتش

 وسيبتهم يخسروا شغلهم

هز رأسه باعتراض قائلًا: -لأن خسارة الفلوس مش هتوچع

نظر أمامه بجديه قائلًا:– أنا ناوي على حاچه تانيه

هز أخيه الأصغر رأسه باستنكار ورمقه بنظرات حائرة

 قائلًا: -ربنا يستر من إلي چاي

____________________

وفي اليوم التالي أثناء طريق عائلة “فهيمه” أو

“فرح” للبلد وبالتحديد في السياره مالت “فرح” على

 أخيها الأكبر “نوح” وهمست بخبث:

طبعًا إنت في غاية السعاده عشان هتشوف الجو بتاعك!

لكزها نوح في ذراعيها بقوه وقال:

-اسكتي يا فضيحه أنا غلطان أصلًا إني حكيتلك

ابتسمت قائله بثقه:-من غير ما تحكي أنا أصلًا كنت

 عارفه  غمزت بعينيها وهمست مردفة:

-بس البت شكلها واقعه فيك يا معلم

اعتدل في جلسته ونظر لها بترقب وسألها مبتسمًا:

-هي قالتلك حاجه؟!

عقبت فرح قائله بثقه -هي مقالتش بس أنا من خلال

 خبرتي في الحياه متأكده إنها واقعه فيك

رفع شفتيه لأعلى بسخريه وقال:

-خبرتك في الحياه! اكتسبتيها إمته الخبره دي؟

مسكها من ملابسها التي تغطي كتفها مردفًا بحده مصطنعه:

-يا بت دا إنتِ مقضيه حياتك يا نايمه يا بتاكلي!

أزاحت يده عنها ورفعت سباتها أمام عينه قائله بحده مصطنعه:-لو سمحت أنا مقبلش إنك تقلل من مسيرتي

 في الحياه… دا أنا فرح يعني حياتي كلها مرح

ابتسم بسخرية وهو يهز رأسه باستنكار قائلًا:

-مرح! إنتِ تافهه يا بت؟

ضربته على كتفه فضربها واشتد النزاع بينهما فتدخل

 الأب قائلًا:

-ايه بدأنا لعبة القط والفار المفروض كبرتوا على كده

لفت الأم وجهها ونظرت لفرح قائله:

-عيب يا فرح أخوكِ الكبير

ونظرت لنوح قائله:

– عيب يا نوح أختك الصغيره

ابتعدت فرح عنه مسافه وقالت بغضب:

-أنا مش هكلمه أصلًا تاني دكتور الحيوانات ده!

نظر لها باستهزاء قائلًا:

-احمدي ربنا هتلاقي دكتور يعالجك لما تتعبي

نظرت له باشمئزاز قائله:-أنا مش هرد عليك

صرف نظره عنها للإتجاه الأخر وعقب قائلًا:

-أحسن برده

وبعد فتره وصلوا للبيت مع أذان العصر وارتجلوا 

من السياره، تعلقت فرح بذراع أخيها وكأنهما لم

 يتشاجرا قبل قليل، نظرت للبيت الكبير الذي يقع 

بمدخل القرية ويضم ثلاث طوابق غير الطابق الأرضي

 ويطل على بحر أو كما يُسمونه ترعة نقيه ليست بالواسعة ولا المكتنزه، وأمام البيت حديقة تحتوي جوانبها على الورد وتنتشر بها أشجار النخيل والعنب والمانجا والجوافه نظرت فرح لجمال الحديقه وهتفت قائله بحب:-أنا بحب الريف

 جدًا وبحب البلد وأجوائها أوي خصوصًا في الصيف

نظر لها نوح قائلًا:-هي بصراحه تتحب بس الي مبتحبش

 بقا الناموس

تركت فرح ذراعه وربتت على كتفه بيدها كأنها تشد أزره قائله:

-مرطبك في جيبك جهاز الناموس في إيدك أي ناموسه تجيلك علقها أوعى تهشها

ضحك نوح قائلًا:– على رأي جدي دا مش ناموس دا جاموس

تعلقت فرح بذراعه مجددًا قائلة:-يلا نبدأ المعركه

رمقهما الأب متعجبًا ثم نظر للأم قائلًا:

-دول إلي كانوا بيتخانقوا من شويه!

عقبت الأم مبتسمه:

-متركزش معاهم دول كل ساعه في حال

نتعرف بالأبطال

**********

“فرح أو فهيمه والديها وأخوها ينادونها فرح أما جدها وعائلة والدها ينادونها فهيمه فإسمها فهيمه بالهوية الشخصيه لكننا سنناديها فرح، أكملت العشرين عامًا منذ أيام، متوسطة القامه بجسد نحيف، صاحبة ملامح رقيقه وأعين واسعه سوداء وأنف صغير وشفاه ممتلئة قليلًا، ودائمًا ترتدي نظارتها الطبيه العريضة تدرس بكلية الآداب بقسم علم النفس وتتمنى أن تكون دكتورة نفسية لتفك عقد الناس الخفيه التي لا يكادون يرونها”

“نوح أخيها الأكبر والوحيد يكبرها بأربعة أعوام بالرابع والعشرين من عمره تخرج من كلية الطب البيطري ويعمل مؤقتًا مندوبًا للمبيعات بإحدى الشركات لحين فتح

 مشروعه الخاص

وبعد أن دخلوا وتبادلوا السلام والترحاب استغل الجد تجمعهم ونظر لإبنه هشام”والد فرح” قائلًا بتردد:

-هشام يبني فهيمه چالها عريس

فغرت فرح فاها بصدمه وردت بعفويه:

-لأ يا جدي أنا مش ناويه أتجوز أصلًا

شرح الجد الغرض من الزواج والحوار الذي دار بينهم 

وبين عائلة النجار فرد هشام”والد فرح” بحده:

-لأ يابا أنا مش هروح أرمي بنتي في النار عشان

 شغلك يمشي

حاول الجد “ماجد” التبرير قائلًا:– إنت عارف غلاوة 

فهيمه عندي وأنا لا يمكن أرميها في النار!

زفر ماجد بقوه وأردف بتوضيح:-هيكون كتب كتاب 

يعني هيبقا على ورق وأنا هأچل الفرح خالص دلوقتي على ما شغلي يتظبط ونطلقها منه وكأن مفيش حاچه حصلت…

هز هشام رأسه بعنف معترضًا وهتف بحزم:-لأ يابا أنا مش موافق

تجعدت ملامح ماجد ورد بحزم وبنبرة حادة:

-والله يا هشام لو ما وافقت لأكون مقاطعك عمري كله وأحلف عليك ما تحضر چنازتي

ابتسمت فرح ببلاهه ووقفت بحماس قائله بسذاجتها

 المعتاده وهي ترفع ذراعيها كمن يحمل الأثقال:

-وأنا موافقه يا جدي أخوض المعركه دي

نظر الجميع لفرح بدهشه وسحبها نوح من ذراعها بعنف لتجلس فعقبت متأوهه:

-براحه يا نوح دراعي

رد عليها نوح بنبرة حادة:

-لما الكبار يتكلموا تسكتي خالص

أشار الجد نحوها قائلًا:-وأهي صاحبة الشأن موافقه

أكدت فرح قائله:-أيوه موافقه يا جدي طلما حضرتك

 بتقول هيكون على ورق وهتحل مشكلتك يبقا على

 بركة الله

قالت جملتها الأخيره مبتسمه بنفس البلاهه فهي

 لا تدرك عواقب ما قالته قبل قليل هي فقط تريد

 إضافة بعض الأكشن والمغامره لحياتها الروتينيه

 فيالها من حمقاء! وبلهاء! وساذجه!

وبعد مناقشة الموضوع لساعة كامله وافقوا جميعًا 

وبدؤا يجهزون لكتب الكتاب الذي سينعقد في الغد، 

وستتعقد معه حياتها!

اقترب منها نوح وهمس لها قائلًا:

– أتمنى تكوني مدركه عملتي في نفسك إيه؟!

أجابت بثقة:-طبعًا مدركه ملكش دعوه إنت

هز رأسه بقلة حيله قائلًا:-والله شكلك ما فاهمه أي حاجه

رمقته بسخريه ولم تعقب على كلامه وخرجت من 

البيت لتتمشى بالحديقه فخرج ورائها جدها وناداها 

قائلًا:-متخرجيش لوحدك يا فهيمه كل مره بتوهي

 وسط الأراضي وتحيرينا

ضحكت قائله بثقه:

-متقلقش يا جدي أنا خلاص اتعودت

عقب الجد باستفهام:-اتعودتِ على المكان!

ابتسمت فرح قائله:-لأ إتعودت إني أتوه وتدوروا عليا وكدا

عقب الجد بحزم وهو يضغط على كل كلمه بجملته:

-متخرچيش لوحدك يا فهيمه

عقبت قائله بعدم اقتناع:-حاضر يا جدو

دخل جدها للبيت ونظرت هي يمينًا ويسارًا ثم تسللت

 دون أن يراها أحد لتخرج وتتمشى بين الأراضي كمان 

تهوى فهي تحب المغامره وتلقي بنفسها دائمًا في المهالك بدون أدنى تفكير….


رواية فرح فهيمة 

الفصل  الثاني

بقلم آية السيد

____________________

على جانب أخر في بيت “عائلة النجار”، في مكتب سليمان، يقف يوسف حائرًا بعد أن عرض عليه عمه سليمان فكرة الزواج واعترض عليها، لكن عمه حاول إقناعه بالرضا فرد عليه يوسف بهدوء:

-يا عمي لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وأنا لا يمكن أتجوز بالطريقه دي

رد سليمان بنبرة هادئه:

هي فين المعصيه دي! هو أنا بقولك مشي معاها في

 الحرام! أنا بقولك اتچوزها على سنة الله ورسوله

حين سمع يوسف جملة عمه زفر بقوه وحاول الحفاظ

 على هدوئه قائلًا بنبرة لينه:– يا عمي ربنا بيقول” ولا تمسكوهن ضرارًا لتعتدوا ومن يفعل ذالك فقد ظلم نفسه”

تنهد يوسف بنفاذ صبر وأردف:

-وأنا لا يمكن أظلم نفسي وأظلم بنت بريئه ملهاش

 ذنب في أي حاجه!

اتجه سليمان نحوه ونظر لعيني يوسف برجاء كأنه 

يتوسل إليه ومسك ذراعيه ليحاوطه قائلًا:

-يا يوسف لازم تبرد ناري وتتجوز بت من حداهم

 عشان نكسر عنيهم زي ما كسروا قلوبنا زمان!

زفر يوسف بحنق لكنه حاول تمالك حاله، تظاهر بالهدوء ليستطيع إقناع عمه وعقب بتوضيح وببعض الحده:

-يا عمي والبنت ذنبها إيه لما عمها طلق عمتي وعمتي

 ماتت وأصلًا عمها كمان مات

قطب يوسف حاجبيه مردفًا باستفهام:

– ليه ننبش في الماضي وهو أصلًا اتردم عليه!؟

نظر سليمان للفراغ نظرات غاضبه حين تذكر ما حدث

 قبل أعوام وعقب قائلًا:-عمتك ماتت بحسرتها لما 

طلقها ابن ماچد وراح اتچوز عليها

هز يوسف رأسه باستنكار ولم يعقب سند ظهره للحائط وحدق بالأرض واضعًا ظهر أصابعه على فمه يفكر في حل لتلك الورطه فمن الواضح أنه لا فائدة من محاولاته لإقناع عمه، نظر له سليمان وأردف بنبرة هادئة:-اتجوز بنتهم سنه سنتين تلاته إلي يريحك وبعدين طلقها واتجوز إلي تختارها

أردف سليمان برجاء:-برد ناري يا يوسف وخدلنا طارنا 

منهم  ذم يوسف شفتيه بحزن وعقب بحزم:

-لا يا عمي أنا آسف لا يمكن أوافق على الجوازه دي

ضرب سليمان يده على المكتب بغضب ورمقه بنظرات 

حارقة قائلًا بنبرة أحد من السيف:

-تبقا إنت إلي حكمت على نفسك وعلى أمك وأختك

أقبل سليمان نحو المكتب بخطوات واسعه وأخرج الأوراق من درج مكتبه ليضعها أمامه ثم أشار عليها قائلًا:

-وكدا هضطر أستخدم معاك القوه يابن أخويا

نظر يوسف للأوراق على سطح المكتب وسأل متعجبًا:

-إيه الورق ده؟!

عقب سليمان قائلًا:-دي الأوراق إلي مضيت عليها أول 

ما چيت شيك ب ٥مليون يا تسددهم يا تتحبس يا دكتور يوسف…..

تنهد يوسف بحسرة قائلًا: -ليه كدا يا عمي!؟

جلس سليمان على كرسي مكتبه قائلًا بثقه:

-فكر يا يوسف وخد قرار، وياريت تفكر في أمك وأختك 

قبل منك

تذكر أخته الصغيره وقرانها الذي سيُعقد بعد شهر، فهو معيل أسرته الوحيد، لم يترك له عمه أي خيار سوى الموافقه!

حين طال صمته أردف عمه قائلًا :-إنت المفروض تشكرني عشان چايبلك بت تتسلى معاها وبالحلال يابن أخويا

رد يوسف بحسرة:-وإنت بتسمي دا حلال يا عمي….

 اتجوز واحده عشان أنتقم منها ومن أهلها…. دا حلال في شرع مين؟!

عقب سليمان بتحدي قائلًا:-معندكش خيار إلا إنك توافق

رمقه يوسف بنظرات عتاب وهم أن يغادر الغرفه وقبل أن يفتح الباب أوقفه صوت سليمان الذي وقف عن مقعده قائلًا بنظرات محذره:

-ياريت متتأخرش في الرد عليا لأن كتب الكتاب هيكون بكره!

زفر يوسف بحنق وخرج من الغرفه بل من البيت بأكمله…

“يوسف شاب بالسادس والعشرين من عمره طويل القامه متوسط الوزن يمتلك ملامح رجوليه جذابه، يعمل معيدًا بالجامعه ويدرس لتحضير دراسات عليا “ماجستير ودكتوراه” وسنعرف تفاصيل أكثر عنه فيما بعد…”

_________________________________

“الله على الجو الجميل والخضره الأجمل”

قالتها فرح وهي تنظر حولها مبتسمة وتتنفس بارتياح إنه الريف وجماله، كانت تسير في طريق خالٍ من المساكن وعلى جانبيها أراضي زراعيه على يمينها أعواد الذره الخضراء الطويله وعلى يسارها زرع الرز الأخضر، كانت في مكان خالي من الناس يعمه الهدوء الذي يختلط مع أصوات العصافير في وقت الغروب وها قد غادر الجميع لبيوتهم مع حيواناتهم التي يستنفعون من حليبها أو لحومها، زفرت بارتياح قائلة:

-هي دي العيشه ولا بلاش يا سلام لو بابا يشوفلنا بيت هنا في البلد بعيد عن زحمة القاهره!

مصمصت بشفايها مردفةً:-يا سلام …. يا سلام

لمس وجهها الهواء العليل فأردفت قائله: يا محلاها عيشة الفلاح نظرت حولها فوجت أرضًا بها باذنجان ناضج فاقبلت نحوها وأخذت واحده وهي تلتفت حولها كمن يسرق شيئًا وبدأت تتذوقها بمتعة، اغلقت عينيها وهي تمضغها وتتمتع بطعمها اللذيذ، ليقاطعها صوت نباح كلب وهي تخاف من أي حيوان خلقه الله ماعدا الخيل والقطط، جحظت عينيها بصدمه صارخةً ثم ألقت الباذنجان من يدها بهلع وركضت

 من أمامه أخذ يركض وهي تركض أمامه حتى وجدت

 أمامها ترعة مياه نقية فقفزت بها….

-لو كلب ابن كلب بقا بجد انزلي هنا نتواجه

قالت جملتها بثقه فهي تحتمي بداخل بالمياه رد عليها

 الكلب بالنباح فصاحت بنبرة حادة:-امشي بقا امشي!

ملأت كفها بالماء وقذفته به بغضب وهي تقول:-امشييييي

لم تتخيل أنه قد يجلس على حافة الترعه لينتظرها لكنه فعل، سبحت يمينًا لتبتعد عنه وتخرج فقام الكلب وتبعها كأنه ينتظر ظهورها من المياه فتوقفت عن السباحه وقالت بصوت يوشك على البكاء:-إنت مبتمشيش ليه يخربيتك!

بدأت تؤنب نفسها بصوت مسموع:

-يارتني سمعت كلام جدي ومخرجتش لوحدي

______________________________

خرج يوسف من بيت عمه غاضبًا لم يسمح لأحد بمخاطبه وأخذ يتمشى وسط الأراضي الزراعيه يحاول تهدئة حدة غضبه إرتفع أذن المغرب فلفت نظره تلك الفتاه التي تتحدث مع الكلب كأنه يفهمها فتوارى خلف الشجرة ليستطيع رؤيتها وسماعها لكنها لا تراه…

___________________

أما هي فما زالت عالقة بالمياه وذالك الكلب يقف على حافة الترعه، لوت شفتيها لأسفل وقالت بجديه وكأنه يفهمها:

-المغرب أذن امشي بقا زمان أمك بتدور عليك

أردفت بملامح مجعده بحزن:-زي ما أمي أكيد بتدور عليا

أشاحت له بيدها وهي تقول:-امشي…. امشي

رد عليها بالنباح فاستجمعت قوتها وسألته باستفهام:

-معندكش أولاد! طيب عندك أخوات… أصحاب أو أي 

حاجه  لوت فمها لأسفل بحزن وأردفت:

-صدقني زمانهم قلقانين عليك امشي بقا!

صاح الكلب بالنباح كأنه ينادي أصحابه وما هي إلا دقائق وكان أمامها خمسة كلاب أخرين غيره تقوس فمها لأسفل وهتفت بخوف:-إيه ده إنت ناديت عيلتك؟!

بدأ الكلاب جميعًا بالنباح فصاحت بغضب وبصوت مرتفع:

-إنت كبرت الموضوع ليييه!!! ما كنا هنحله بينا… منك لله منك لله وعلى جانب أخر كان يوسف يستمتع بحديثها حتى أنه تناسى حديث عمه وبدأ يراقب رد فعلها حتى ودعت الشمس السماء وأشك الجو أن يعتم فنظرت للسماء ثم إليهم وقالت ببكاء:-إنتوا ناوين تتعشوا بيا ولا إيه!

رأت مجموعة أخرى من الكلاب قد أقبلت إليهم فصرخت:

-لا لا لا إنت ناديت الكلاب إلي في البلد كلها ولا إيه؟!

صاحت ببكاء:-يا ماما…. يا بابا…. يا جدو حد يلحقني يا ناااس


أوشكت الشمس أن تودع السماء وفقدت الأمل أن يسمعها أحد فسبحت بإتجاه اليمين لتحاول الإبتعاد عنهم وتخرج، لكن تتبعها الكلب مجددًا فصرخت:  حد يلحقني”

قرر أن يساعدها فقد أوشك الليل على إسدال عتمته أقبل نحوها وهو يقول:-إنتِ بتعملي إيه عندك؟!

تهللت أساريرها حين رأته وهتفت برجاء:-الحقني وساعدني

أردفت بتوضيح يعتريها القلق:

– أنا بقالي كتير في المايه والكلاب دي مستنياني أخرج

تبسم ضاحكًا وهو ينحنى للأرض ليأخذ مجموعة من الحجارة ويقذفهم بها حتى انصرفوا جميعًا حاول كبح ضحكاته ونظر لها قائلًا:-طيب اخرجي خلاص مشيوا

نظرت له هو الأخر بريب أيعقل أن يكون عفريت من الجن كما قرأت في رواية سابقة، أم أنه تلك النداهه التي تقتل الناس، فقررت ألا تخرج، وحين طال صمتها أردف قائلًا:

-مخرجتيش ليه؟!

سألته بخوف:-إنت مين؟!

ابتسم على حالتها يحاول كبح ضحكاته قائلًا:

-طيب اخرجي الأول وبعدين نبقا نتعرف

مسحت دموعها وعقبت بإصرار:

-قول الأول بسم الله الرحمن الرحيم

لم يتمالك حاله لأكثر من ذالك وضحك فقد فهم أنه تظنه جني، تمالك نفسه عن الضحك وعقب:-اخرجي بس الأول

عقبت بهلع:-لأ والله ما خارجه إلا لما تقول بسم الله 

الرحمن الرحيم

ردد بنفاذ صبر قائلًا:-بسم الله الرحمن الرحيم

تنهدت بارتياح وخرجت من المياه رمقها بنظرة سطحية

 قائلًا بمكر:-طبعًا كدا اتأكدتي إني مش شيطان لكن

 أنا يا ستي عفريت مسلم

صرخت واتجهت نحو المياه مجددًا وكانت ستقفز بدون تفكير، لكن أوقفها صوته:-استني بهزر والله أنا انسان

 وإسمي يوسف  التفتت إليه بشيء من الزعر فهتف بنبرة ساخرة وهو يحرك هاتفه:

-هو فيه عفريت هيشيل موبايل!

ازدردت ريقها بخوف ورمقته بهلع قائله بتلعثم:

-ي… يعني إنت إنسان عادي زينا!

اومأ رأسه مؤيدًا فوضعت يدها على قلبها تهدئه من هلعه، تنفست بعمق وزفرت بارتياح ثم تحولت ملامحها للغضب وهتفت ببعض الحده:

-بالله عليك دا كان وقت هزار يا كابتن إنت!!

قطب حاجبيه وعقب متعجبًا:-كابتن!

رمقته بنظره سريعه وقالت بعفويه:

-أيوه كابتن بشكلك إلي شبه أبطال الروايات ده!

ضحك يوسف على عفويتها وحك مقدمة رأسه بارتباك

 ثم قال: على العموم متأسف جدًا… ممكن أعرف إيه

 إلي جابك هنا في الوقت ده؟

أجابت بعفويه:– بتتدخل في الي ملكش فيه بس

 هحكيلك عشان ارتحتلك

عقد يديه حول صده قائلًا:-احكيلي

نظرت حوالها بارتباك فمعالم الطريق قد اختفت ولا تعرف طريق العودة للبيت، هتفت قائلة: -هو أنا جدي قالي متخرجيش لوحدك وبعدين غفلته وخرجت

عقد جبهته قائلًا بتعجب:-غفلتيه!

عقبت فرح بتوضيح:-أيوه يعني هربت منه… المهم كنت معلمه البيت بشجره قدامه ونخله قبله بشويه

نظر حوله للطريق المليء بالأشجار والنخيل وعقب:

-معلمه البيت بشجره ونخله واضح انك ذكيه أوي!

تجاهلت جملته وعقبت بتوضيح أكثر:

-المهم يا كابتن كنت بسرق بتنجان من أرض كدا

أغلقت عينيها باستمتاع حينما تذكرت طعم الباذنجان

 مردفة:  -وفعلًا طعمه كان لذيد أوي وكنت مستمتعه

 لحد ما جه كلب جري ورايا وأنا جربت

نظرت حولها بتوجس تحاول تذكر طريق العوده للبيت وهتفت قائله:-تقريبًا جريت شمال!

نظرت يمينها مردفةً بقلق:-أو يمين مش فاكره!

تجعدت ملامحها ولوت شفتيها لأسفل كمن يوشك على البكاء:-أنا شكلي كدا توهت تاني!

كان يراقب طريقة كلامها العفوية التي رسمت الإبتسامه بقلبه قبل شفتيه، فهي تشبه الطفله الصغيره، مظهرها يدل على أنها بالكاد على مشارف بلوغ ١٤ عام، فك عقدة يديه ووضع يده أسفل ذقنه قائلًا بتعجب:

-توهتي تاني يعني دي مش أول مره!

عقبت بملامح مجعده بخوف:

-لأ دي سادس مره وجدي هيعلقني المره دي

ابتسم ولم يعقب عليها فنظرت حولها مردفة:

-المشكله هرجع إزاي؟!

عقب يوسف قائلًا: -قوليلي بس إنتِ من عيلة مين

 وأنا هوصلك بنفسي لحد البيت….


يتبع…..



رواية فرح فهيمة

 الفصل  الثالث

بقلم ٱية السيد

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

“قوليلي بس إنتِ من عيلة مين وأنا هوصلك بنفسي 

لحد البيت”

كانت ستجيبه لولا أن قاطعها صوت تلك الفتاة التي

 تقبل من بعيد وتصيح باسمها:-فرح…. يا فرح

أشارت لها فرح متهلله وهي تقول:

-أنا هنا يا مريم

تنهدت مريم بارتياح ونظرت ليوسف قائله بثقه:

-شكرًا يا كابتن أنا هعرف أرجع لوحدي

ابتسم يوسف وهو ينظر لتلك الفتاه “مريم” التي تتجه نحوهم قائلًا بسخرية لطيفه:

-واضح طبعًا إنك هتعرفي ترجعي لوحدك!

وقبل أن تقترب مريم إستأذن منها قائلًا:

-طلما هترجعي لوحدك أستأذنك أنا بقا

ابتسمت وهي تشير له بيدها ليفعل قائله:

-طبعًا اتفضل

لف ظهره لينصرف عائدًا للبيت وهو يردد اسمها 

بابتسامه:  -فرح….

زفر بقوة حين تذكر حديث عمه وامتلأ قلبه بالحيرة

 فلابد أن يأخذ قراره الآن….

وعند فرح وقفت مريم جوارها ولكزتها في ذراعها بحده 

وهي تصيح: -إنتِ بتعملي إيه هنا؟!

ضمتها فرح بقوة وهي تقول:-مريوم وحشتيني أوي

دفعتها مريم قائله:-هدومك مبلوله يا حيوانه بهدلتي هدومي

وضعت يدها على فمها وهي تضحك وعقبت باعتذار:

-متأسفه

أردفت فرح باستفهام:-جيتِ امته وعرفتِ إزاي إن أنا هنا وجدي عرف إن أنا خرجت ولا إيه؟! و…

قاطعتها مريم بهدوء:

-أديني فرصه أجاوبك…

أردفت مريم مجيبة: أنا وصلت من نص ساعه وخرجت أشتري حاجه فشوفتك من بعيد بس دي كل الحكايه

تنهدت فرح بارتياح:

-الحمد لله بجد أنا كنت تايهه أصلًا

نظرت مريم ليوسف الذي أوشك أن يبتعد عن مد بصرهما وسألتها:-مين الي كنتِ واقفه معاه ده؟

نظرت فرح عليه وأجابت بمرحها المعتاد:

-اسكتي دا أنا حصلي موقف تعالي هحكيلك واحنا ماشين

بدأت تسرد عليها ما حدث ويضحكان، وقبل الوصول إلي البيت رأت فرح حفل زفاف لأحدهم فوقفت قائلة:

-الله ده فيه فرح!

رمقتها مريم بحنق وقالت بنبرة حادة:

-بقولك إيه يا بت إنت اهمدي كدا وبطلي هبل

عقدت فرح ملامحها ومسكت يد مريم قائلة برجاء:

– المره دي بس يا مريم وهنفذ كل الي تطلبيه بعدين

رمقتها مريم بغيظ ولم تعقب فأردفت فرح برجاء:

-عشان خاطري يا مريم أنا من زمان نفسي أحضر

 فرح في البلد

نظرت مريم لملابسها وعقبت بنبرة حائرة:

-هتروحي ازاي بهدومك المبلوله دي!

تهللت ملامح فرح بالسرور حين وافقت مريم قائلة:

-أنا عرفت مكانه هروح أغير هدومي وأجي على 

ما تكون العروسه جت

أردفت فرح وهي تنظر لعيني مريم بسعاده:

-هتيجي معايا صح؟!

أجابت مريم بحزم:

-لأ طبعًا بس خدي موبايلك عشان لو توهتي تتصلي بيا

رفعت مريم سبابتها مردفة:-وتجيبلي معاكِ شيبسي فاهمه

عقبت فرح بابتسامه:-هجيبلنا شيبسي وبيبسي ونقعد

 نرغي للصبح

“مريم ابنة عمة فرح تعيش في بلد مجاوره بالقرب من قرية جدها فتاة متوسطة القامه والوزن رقيقة الملامح، هادئة عكس فرح بكل شيء تحب العزله عن الناس وتهوى القراءة، تسبق فرح بعامين درست بكلية العلوم وتُكمل دبلومة التحاليل لتفتح معملها الخاص”

وصلتا للبيت ودخلتا بحذر من الباب الخلفي لأن الجميع مجتمع بالحديقة، سبقتها مريم لتتفقد الطريق كي لا يرى أحد تلك الحاله التي تعتري فرح، نظرت لأرجاء البيت الذي كان شاغرًا، أشارت لها مريم أن تدخل على عجل، فتسللت فرح على أطراف قدميها وركضت للدرج لتصعد شقتهم بالطابق الاول علوي، نظرت مريم لأرجاء البيت مرة أخرى لتتأكد من عدم وجود أحد وكانت ستتبعها لولا ظهور نوح الذي ابتسم عند رؤيتها وأقبل نحوها، خفق قلبها بتوتر فهي تتهرب منه منذ وصولها، حاولت أن تركض لأعلى قبل أن يناديها وبالفعل صعدت درجتين فناداها قائلًا: مريم!!!

كان لإسمها من بين شفتيه مذاق مختلف كأنه ترانيم تدخل قلبها فيتراقص على ألحانها، وقفت مكانها مرتبكه وازدردت ريقها بقلق، فهي تتهرب منه وهو يتعمد الإقتراب منها، إلتفتت إليه ووقف أمامها قائلًا بعتاب:

– ينفع كدا بقالك ساعه هنا ومتسلميش عليا!

حكت مقدمة رأسها بتفكير وعقبت بتبرير:

-معلش أصل أنا كنت… كنت

لم تكمل جملتها فقد هربت منها الكلمات، أغلقت عينيها تفكر في أي كلمة تقولها ثم فتحتها في سرعة قائلة بابتسامة بلهاء:

-إزيك يا نوح

ارتسمت الإبتسامة على شفتيه قائلًا:

-بخير طول ما إنت بخير

عم الصمت لوهله كان يحدق بها لا يستطيع غض بصره عنها فلم يكتشف إعجابه بها إلا منذ عام واحد، لكنه لم يعترف لها حتى الآن، كانت تنظر بكل اتجاه خطفت نظرة سريعة له وحين رأت نظراته المسلطة عليها توترت وهتفت قائلة بتلعثم:

-أنا….. أنا هطلع فوق عايز حاجه

أومأ رأسه لأسفل قائلًا بابتسامه:

-محتاجين نتكلم

توترت وفكرت في أي خدعه لتهرب منه فهتفت:

-ماشي بس مش دلوقتي عشان…. عشان هصلي المغرب

اومأ رأسه متفهمًا وقال:

-ماشي يا مريوم هستناكِ

لم ينتظر ردها وولى ظهره ليغادر فصعدت الدرج مهرولة، لكن أوقفها صوته الذي صدع متمتمًا بأغنية هو يغادر المكان:

“أنا عندي لعنيكِ كلام محدش غيري في الدنيا يقوله في يوم من الأيام ليكِ أو لناس تانيه”

نزلت درجتين حين شعرت أنه دخل لإحدى الغرف تريد سماعه بوضوح وابتسمت على غزله اللطيف ووقفت تسمع المزيد: “ولو كل الكلام اتقال عينكي في غربتي موال”

لم يكن صوته عذبًا يستحق وقوفها لتستمع إليه، لكنها شردت مع كلمات الأغنيه، كان يعلم أنها تصطنت على لحنه فأخرج رأسه من الباب وغمز لها بعينه قبل أن يغادر تاركًا المكان، تجهم وجهها واتسعت حدقتيها بصدمه من جراءته ثم ركضت لأعلى وهي تضع يدها على قلبها لتهدئه.

_________________________________

على جانب أخر سرعان ما ارتدت فرح فستانها الأزرق الفاتح الأنيق يعلوه حجابها كاكاوي اللون، وقفت أمام المرآة تهندم حجابها فدخلت مريم ونظرت لها بتعجب قائلة:

-إيه السرعه دي حالًا لبستِ!!

ابتسمت فرح وهي تضع لمسة روج خفيفه على شفتيها 

قائلة:– عشان ألحق الحفله من أولها

انحنت تأخذ هاتفها قائلة:

-أنا هاخد موبايلي أهوه راقبيلي الجو بقا عشان أخرج

زفرت مريم بغيظ وقالت:

-طبعًا ما أنا الخدامه إلي اشتريها بفلوسك

ضحكت فرح قائلة:

-معلش يا مريوم نجاملك في الأفراح

خرجت فرح تسير بحذر كي لا يراها أحد وتساعدها مريم التي تراقب لها أرجاء البيت، وبعد أن اطمئنت أن فرح خرجت بدون أن يشعر أحد، وضعت مريم هاتفها بالشحن وخرجت للحديقه تخبرهم أن فرح نامت ولن تتناول عشائها، صدقها الجميع لكن لم يصدقها نوح فهو يعرف أخته حق المعرفه، دخلت مريم للمكتب لتأخذ كتابًا من مكتبة جدها تتسلى بقراءته لحين عودة فرح، على جانب أخر تبعها نوح ولفت نظره هاتفها على الشاحن الكهربائي، أخذه وهو يتواري كي لا تراه حاول فتح الباسورد بتاريخ ميلادها ففتحزمعه، وطلب رقم فرح……

__________________________

نظر يوسف من نافذة غرفته فوجد عمه وزوجته يجلسان بالردهه، فقد أخذ قراره بخصوص موضوع الزواج، هندم ثيابه وخرج إليهم وبعد أن ألقى السلام هتف قائلًا بنبرة هادئة:

-أنا موافق على طلبك يا عمي بس عندي شرط

تدخلت زوجة سليمان “حنان” قائله بفظاظه:

-شرط! إنت هتتشرط على عمك ولا إيه؟!

رد يوسف بنبرة حاده دون أن يلتفت إليها:

-لو سمحتِ متتدخليش دا كلام رجاله

ضحكت بمياعة قائله: رجاله! والله وكبرت يابن صفاء

رمقها بغضب تمنى لو استطاع لكمها بوجهها فهي السبب بتعاسة والدته وتدهور حياتها فلم يترك البلد مع والدته وأخته من فراغ وإنما غادر البلد وترك كل شيء خلف ظهره ليبتعد عن شر تلك السيده، فقد سلط الله عليها نفسها فلجئت للسحر والأعمال وسلكت طريق الأذى فهي تستمتع بأذية غيرها وتستعين بالجن لأذية من حولها حتى زوجها لم يسلم من شرها!، ردت عليه حنان بنبرة حادة:

-فعلًا إنت تربية مره “امرأه” عشان كدا طالع قليل الربايه

ضغط على أسنانه بغضب واكفهر وجهه، كان على وشك الإنفجار لكن قاطعه عمه “سليمان” موجهًا حديثه إليها بشيء من الحده:-قومي يا حنان من هنا

قامت من مكانها دون أن تُعقب وهي تنظر ليوسف ساخرة وتتمشى بغنج كأنها تتعمد إثارة غضبه، حاول تمالك حاله فهو لن يخوض معركة بلا هدف مع تلك السيدة المشينه “فهي امرأة لم تبلغ الأربعين بالثامن والثلاثين من عمرها لكنها تهتم بمظهرها فمن يراها لا يعطيها أكثر من ٢٥ عامًا”، رمقها يوسف بغضب وجلس ليكمل حديثه مع عمه، هتف عمه

 قائلًا بهدوء:-شرط إيه يا يوسف؟!

زفر بقوة وعقب قائلًا:-هكتب الكتاب لكن الفرح هنأجله

 سنه كدا ولا حاجه وخلال السنه دي مش عايز أشوفها

 ولا أقابلها

عقب سليمان قائلًا في سرعة:

-موافق بس هتكلمها في التلفون

اومأ يوسف رأسه موافقًا وعقبت بتلعثم:

-و… وكمان الورق إلي مضيتني عليه يتقطع بعد كتب الكتاب

عقب سليمان بنبرة هائة:

-موافق ورق الخمسه مليون هقطعه لكن ورق تنازلك عن أملاكك مش هيتقطع إلا بعد ما تنفذلي إلي طلبته كامل

جحظت عيني يوسف وعقب بصدمه:

-بس أنا ممضتش على ورق تنازل!

عقب سليمان بنبرة هادئة:

-زي ما مضيت على الخمسه مليون مضيت على ورق

 التنازل يا يوسف

زفر يوسف بحنق وهب واقفًا ثم قال:

-ماشي يا عمي بس خليك فاكر إنك ظلمتني وأنا مش مسامح

رمى جملته وغادر البيت بالكامل وهو في قمة غضبه، كان يشعر بالإختناق من الهواء الملوث الذي يملأ أرجاء البيت، ويريد أن يتنفس هواء نقي يخلو من الخبث والحقد والمؤامرة…

____________________________


صدع هاتفها بالرنين برقم مريم لكنها تتجاهلها فهي

 مستمتعة بأجواء الزفاف، لكن مع إلحاح الرنين ابتعدت

 فرح قليلًا عن أصوات الموسيقى الصاخبه وأجابتها بنزق:

-عايزه إيه يا مريم أنا لسه داخله الفرح

رد أخوها بتعجب وبنبرة حادة:

– فرح إيه يا بت! إنتِ فين؟

تلعثمت قائلة:-لأ يا نوح فرح إيه…. دا أنا.. دا أنا نايمه

 فوق حتى اسأل مريم

عقب بنبرة حادة:

– دقيقه واحده يا فرح وإن ملقتكيش قدامي هيكون 

ليا تصرف تاني

نفخت بحنق قائلة:-ماشي يا نوح راجعه

أغلق معها ثم أخذ هاتف مريم وذهب إليها كانت بغرفة المكتب تجلس على المقعد وتسند ظهرها إليه تعيش في عالم أخر مع الكتاب الذي تقرأه، لم تشعر به حين وقف أمامها يتأملها بدون أن يبالي بعقوبة تارك غض البصر، كانت تبتسم حين قرأت جملة أعجبتها فقاطعها صوته قائلًا ببعض الحده:

– يا أستاذه مريم!

هبت واقفه بصدمه حين سمعت صوته وعقبت:

-نعم!

رفع إحدى حاجبيه لأعلى وسألها بلوم:

-ينفع تداري على فرح وتقوليلي أنها نايمه وهي بتصيع بره

تلعثمت وقالت بتبرير:

-والله… والله هي الي اتحايلت عليا وأنا…

قاطعها قائلًا بعتاب:

-أنا كنت فاكرك أعقل من كده يا مريم بس خذلتيني

تجعدت ملامحها بحزن حين قال جملته وحاولت التبرير مجددًا:أنا آسفه والله هي الي اتحايلت عليا

زفر بقوه وقال:

-أنا مضطر أقول لجدي وهو يتصرف معاكم

رمقته برجاء وهتفت بتوسل وهي تضع يدها على فمها 

بتوتر:-لا لا… بالله عليك يا نوح بلاش جدي وأنا مش 

هعمل كدا تاني والله

رقمها بمكر قائلًا:-موافق بس بشرط

اومأت رأسها تطلب منه أن يلفظ ما يريد:

-تعمليلي كوباية قهوه

سألت بتعجب:

-قهوه دلوقتي!

أومأ رأسه بالإيجاب قائلًا:

-أيوه قهوه وتكون مظبوطه وليها وش حلو كدا

عقبت بتوضيح:-بس أنا مبعرفش أعمل قهوه

سار خطوتين وهو يقول:-خلاص يبقا أروح أحكي لجدي

هزت سبابتها يمينًا ويسارًا قائلة بارتباك:

-لأ لا خلاص هتصرف وأعملك

أخذ الكتاب من يدها وجلس على المقعد ثم وضع

 رجلًا فوق الأخرى قائلًا:

-وريني بقا الكتاب دا أقرأ فيه على ما تيجي

رمقته بغيظ وخرجت من الغرفه تتمتم بكلام غير مفهوم وتوبخه دون أن يلاحظها، ناداها فالتفت إليه فأردف قائلًا:

-تعمليلي ساندوتش معاها عشان معرفتش أتعشى

عقبت بنفاذ صبر: حاضر

كانت ستخرج لكن ناداها مجددًا ونظرت لها بنزق فعقب:

-اقفلي الباب وراكِ …

_______________________

خرجت من الفرح لتعود للمنزل وقفت تزفر بحنق فكانت تتمنى أن تقضي بعض الوقت في الحفل، رأها يوسف وأقبل نحوها كانت متجهة الوجه منقبضة الملامح سألها مستفهمًا:

-إيه توهتِي تاني ولا إيه؟!

انتفضت عند سماع صوته فقد ظنته أخيها أو أبيها وضعت يدها على قلبها قائله:-حرام عليك خضتني يا كابتن

عقب مبتسمًا:– برده كابتن!

ضحكت ولم تعقب فسألها باستفهام:

-الفرح دا تبعكم؟

ترددت في الإجابه وتلعثمت قائله:

-أ..أيوه

سألها بتدقيق:-وإنتِ بقا قريبة العريس ولا العروسه؟!

أجابت بتلعثم:

-العريس… لا العروسه قصدي العريس والعروسه

أكملت كذبها مردفةً بتوضيح:-أنا قريبة العريس بس

 العروسه تبقى بنت خالة أخت صاحبة بنت عمة أمي

قالت جملتها بسرعه فلم يحاول فهمها وقبل أن يسأل 

سؤال أخر استأذنته قائلة:-بعد إذنك

لم تنتظر رده، سارت خطوتين أما هو فشغله عنها رنين

 هاتفه برقم أخته، رأت كلبًا يتجول أمامها فعادت إليه 

مرة أخرى قائله:-ممكن تعديني من الكلب ده لو سمحت

ابتسم قائلًا:-حاضر تعالي

سار أمامها وتبعته صدع هاتفه بالرنين مجددًا فرد قائلًا:

-أيوه يا يُسر…. قولتلك راجع بكره مش فاهم قلقانين ليه؟… يا حببتي طمنيها وقوليلها إني كنت بشوف شقه في المدينه عشان نقعد فيها لما نستقر هنا…. لا مستحيل أقعد في البلد مش هستحمل

نظر لفرح التي تسير جواره كأنه تذكرها للتو وأنهى الحوار مع أخته قائلًا:

-خلاص يحببتي هكلمك بعدين… محمد رسول الله

أغلق هاتفه ونظر لفرح قائلًا:

– فين بيتك؟!

عقبت قائلة:

-البيت لسه قدام شويه… ارجع حضرتك وأنا هكمل لوحدي خلاص الكلب مشي

عقب يوسف قائلًا:-طيب همشي معاكِ شويه كمان

اومأت رأسها موافقه فهي تريد أن تسأله سؤالًا جمعت كلماتها وهتفت:-هو أنا ممكن أسأل حضرتك سؤال

رقمها بنظرة سريعة وقال:-أنا تقريبًا عارف هتسألي عن إيه!

ابتسمت معقبة باستفهام:

-طيب هسأل عن إيه؟!

عقب يوسف بثقه:-أكيد عن أي حاجه بخصوص المكالمه دي

ابتسمت قائله:-بصراحه أيوه كنت هسألك ليه مش حابب تعيش هنا دا أنا بتمنى أقعد هنا.

ابتسمت بحب وهب تنظر حولها قائلة:

-هنا هدوء وجو جميل والناس كلها بتحب بعضها

قاطعها قائلًا باستهزاء:-قصدك الناس كلها بتتدخل في

 حياة بعضها مش بتحب بعضها

رمقها يوسف بنظرة عابرة وأردف قائلًا:

-إنتِ لسه صغيره متعرفيش حاجه!

ردت موضحةً:-أنا مش صغيره أنا عندي ٢٠ سنه

وقف مكانه ونظر لها بتعجب قائلًا:

-بتهزري صح! أنا والله فاكرك ١٤ أو ١٥ سنه بالكتير!

ابتسمت قائلة:-لأ أنا شكلي صغير بس أنا في ثالثه جامعه

نظر لها قائلًا بتعجب:

-ما شاء الله ويا ترى إنتِ في كلية إيه بقا؟

-في ….

قاطعها صوت نباح كلب جوارها في الواقع لم يكن ينبح عليها لكنها ارتعبت ووقع الهاتف من يدها وحين انصرف الكلب انحنت لتأخذ هاتفها وانحنى معها فلمست يده يدها بالخطأ نظر لعينيها وغاص في بحورها، حدق بها للحظات كانت لحظات لكن الزمن قد توقف عليهما فمرت كل لحظة كساعة، تلك النظرات الخاطفه مع تلامس أيديها سحبتهم لعالم أخر شعرا الإثنان بنشوته، سرعان ما سحبت يدها وهبت واقفه فوقف بعدها وأعطاها الهاتف إستأذنته قائله بارتباك:

-خلاص شكرًا ليك أنا هكمل لوحدي البيت قريب

مسح على رأسه بإحراج قائلًا:

-مع السلامه خلي بالك من نفسك

خرجت الجمله من فمه كالسهم الذي طعن قلبها الضعيف فزرع به شيئا غريب وإحساس لأول مرة يسلك طريقه لقلبها وعقلها، عقبت دون أن تنظر إليه قائله:

-شكرًا الله يسلمك

هرولت من أمامه تريد أن تهرب من نظراته، وضعت يدها على قلبها تشعر بخفقاته الغريبه، فما هذه النفحة التي أصابته!، لابد أن هذه هي لعنة اللمسة الممنوعه، تلك اللمسة التي يزينها الشيطان فلا تكون مجرد لمسة عاديه؛ إنما تكون اللمس بمقدار مائة ألف لمسة تزلزل المشاعر وتحرك الغرائز، يزينها الشيطان لتطلبها النفس وتهواها، فهل سألت نفسك ولو لمرة واحدة لمَ أي شيء محرم يكون له مذاق أخر وطعم مختلف عن الحلال؟ فالإجابه أن الشيطان يزين المحرم حتى تهواه النفس.

ظل يوسف يتتبعها بعينه حتى اختفت عن مد بصره، أثرت نظرته لعينيها بأعماق قلبه كيف لا وكل المصائب والمصاعب تبدأ بنظرة، تلك النظره لا تكون نظرة عابرة تمس القلب بهدوء وتمضي؛ إنما هي كالسهم الذي يخترق القلب بدون استئذان ليحرك مشاعر العاطفه….

كْم نظرةٍ فعلتْ في قلب صاحبها

فِعْلَ السهامِ بلا قوسٍ ولا وترِ

“أبو الطيب المتنبي”


رواية فرح فهيمة

 الفصل الرابع

بقلم آية السيد

______________________


بدأ يوم جديد ارتفعت أصوات الديكه معلنة عن حلول الصباح، كانت فرح تتقلب على سريرها طوال الليل بقلق فتحت عينيها بنعاس وأخذت هاتفها لتفقد الوقت فكانت الخامسة والنصف صباحًا أغلقت عينيها وكانت ستكمل نومها لكن ذكرها قلبها بليلة الأمس وتلك اللمسه التي كلما تذكرتها انتاب جسدها قشعريرة لطيفه وتحركت مشاعرها لترسم الإبتسامة تلقائيًا على وجهها، فتحت عينيها وقامت لتهرب من تلك الأفكار وتصلي الفجر قبل إشراق الشمس.

وبعد فتره صلت فرضها وجلست تقرأ وردها اليومي من القرآن الكريم حتى وصل إلي مسمعها صوت الشيخ المنشاوي الذي يخطف القلوب قامت تنظر من نافذة الغرفه فكان جدها يقف بالحديقه ويسقي الورود وهو يردد آيات القرآن مع صوت شيخه المفضل، ابتسمت وتنهدت بحب دعت الله أن يُمد بعمره بل تمنت أن يعيش أبدًا، ركضت للخارج وسرعان ما وقفت خلف جدها هاتفةً بمرح:

-اي إلي مصحيك بدري كدا يا عسل

نظر لها بحب وعقب قائلًا:

-متعود أصحى الفجر ومنامش إلا الظهر

ضحكت قائلة:

-أنا بقا متعوده أنام الفجر ومصحاش إلا الظهر

عقب بحسرة:

-إنتوا جيل ما يعلم بحاله إلا ربنا… دا إحنا زمان كانت

 العشا تأذن نصليها ومتلاقيش نفر ماشي في الشارع

عقبت وهي تشير بيدها للخلف:

-زمان بقا يا جدي إحنا جيلنا غير جيلكم

عقب الجد بجديه:

-زمان يا فهيمه نادرًا لما كنا نسمع عن شباب بيموت إنما دلوقتي نادر لما نسمع عن حد كبير في السن بيموت!

وقف عن سقى الورود ونظر للفراغ بشرود مردفًا بحنين للماضي:-زمان كان فيه بركه وكان فيه حياه دلوقتي

 لا فيه بركه ولا حياه

تنهدت فرح بأسى قائله:-زمان يا جدي مكنش فيه الضغوطات النفسيه إلي بيمر بيها الشباب دلوقتي 

زمان كانت الحياه أسهل

ابتسمت بسخريه مردفه:-رغم تطور التكنولوجيا إلا إننا مع كل تطور جديد بيتخلق معاه ضغط نفسي جديد

زفرت بألم قائلة:-إحنا تعبانين أوي يا جدي، تعبانين من

 كل حاجه… الحياه تعبتنا أوي..

ابتسم الجد وجلس أمامها على المقعد قائلًا:

-عارفه يا فهيمه أنا أحيانًا بحس إنك عاقله قوي

 وأحيانًا بحس إنك لاسعه ومحتاچه تتعالچي

قهقهت بالضحك ثم ارتسمت الجديه على ملامحها 

وقالت:-أنا نفسي ساعات بحس كدا يا جدو

عقب الجد بحب وحنان قائلًا:

-بس تعرفي أنا بحبك في كل حالات يا بت إنتِ

ابتسمت واتجهت نحوه تضمه وهي تقول:

-وأنا بموت فيك يا أحلى جدو في الكون كله

__________________________________

يجلس يوسف على سجادة الصلاه بعد أن أنهى صلاة الصبح فلم يلحق بصلاة الفجر، واليوم الذي يغفل عن صلاة الفجر يتأكد أنه قد أذنب بشيء ما حتى مُنع من أجرها، قام وطوى السجادة وبدأ يومه بالإستغفار ذكره قلبه بفرح وما حدث ليلة الأمس، فتنهد بحسرة لأنه أطلق بصره ونظر إليها بحريه نظر في المرآه مخاطبًا لنفسه:-خلاص يا يوسف غلطه مش هتتكرر تاني ولا هتشوفها تاني اهدى

تنفس بعمق وزفر الهواء من فمه قائلًا بندم:

– ربي إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا فاغفرلي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت

________________________

وقبل غروب الشمس كان البيت ممتلئًا بالرجال فهو

 توقيت كتب الكتاب، كانت فرح تجلس على سريرها

 ترتدي بيجامتها وبجوارها طبق مليء بالخيار والجزر

 تاكل منه بطريقة تشبه الآرانب حين تقرض الجزر، كان

 جهاز الابتوب أمامها وتشاهد توم وجيري وهي تضحك

 من قلبها كطفلة صغيرة، دخل أخوها مع والدها ومعهما 

بعض الأوراق فردد أخوها قائلًا:-امضي يختي

كانت تلوك ما بفمها من طعام وهي تقول:-اي ده؟

عقب والدها:-كتب كتابك يلا اتفضلي أمضي وابصمي

مضت الأوراق وحين طلبوا منها أن تبصم نظرت لمكان صورته فوجدته فارغ فقالت:

-اومال فين صورة العريس؟

رد والدها:

-لسه هيحطها

نظرت لصورتها وحدقت بها بصدمه قائلة:-وايه الصوره 

الي حطينها لي دي مناخيري طويله وعريضه دي الصوره

 كلها مناخير

دققت النظر وأردفت:– وعيني محوله وإيه الحبوب

 الي في وشي لأ وكمان سمرا….

أردفت بتلعثم:-دا… دا أكيد فوتوشوب صح!

ضحك نوح قائلًا باعتزاز:

-الصراحه أنا إلي مظبطلك الصوره دي

عقدت حاجبيها قائلة:-قصدك مخيبها متقولش مظبطها…. ويا ترى بقا العريس شاف الصوره دي

عقب أخوها قائلًا:

-شافها ومضى عادي

ضحك والدها قائلًا:

-بس يعيني كان باين عليه منبهر بجمالك

انفجرا والدها وأخوها بالضحك كانت ترمقهما بغيظ حتى عقب اخوها قائلًا:

-ابصمي يا فرح خلصي

انحنت لتبصم فغنى أخوها وهو يضحك قائلًا:

-حسره عليها حسره عليها حسره عليها

نظر له والده قائلًا بجديه:

-بس بقا نوح…

زفرت فرح بحنق وبدأت تبصم مرة وراء الأخرى حتى انتهت، وبعد أن خرجا من غرفتها جلست تُكمل مشاهدتها للكارتون لكن ليست بنفس الحماس وحين تذكرت تلك الصوره أغلقت الابتوب بغضب، وأخذت تأكل الجزر لتصب غيظها وهي تمضغه، تعالت أصوات الزغاريد فعلمت أن الأمر قد تم بالفعل وأصبحت متزوجه من شخص مجهول حكت رأسها بشرود وهتفت قائله:-أنا حاسه إني دخلت جوه روايه!!! ولا دا حلم ولا إيه!

فردت جسدها على السرير ومازالت تمضع طعامها حتى

 طرق أخوها باب الغرفه ودخل قائلًا:

-خدي يختي سجلي رقم زوجك العزيز

أخذت الورقه من بين يديه وقالت:

-وأنا مالي برقمه اسجله ليه أصلًا

رفع كتفيه كناية عن جهله وعقب:-جدك إلي أمر بكده

خرج وتركها تفكر فيما يحدث حولها من أحداث غريبة ومريبه!

_____________________________

وبعد انتهاء كتب الكتاب وخروجهم من البيت غادر 

يوسف البلد بأكملها ارتجل من سيارة الأجره وتذكر اسمها وصورتها زفر بحنق وهو ينطق اسمها:  -فهيمه!

خبط بيديه على رجليه بقلة حيلة قائلًا:

-منك لله يا عمي على التدبيسه السوده دي

سجل رقمها على هاتفه فهيم وزفر بحنق قبل أن يتجه نحو سيارة الأجرة الأخرى ليركبها ويعود للقاهرة…

_____________________


وفي نفس اليوم عادت فرح إلى القاهره مر عليها أسبوع وعادت حياتها لروتينها السابق تنام وتستيقظ لجامعتها ثم تعود لبيتها لكنها لم تنسى يوسف ولا ملامحه الجذابه التي فتنتها يذكرها به عقلها بين حين وأخر فتلمس يدها التي تلامست مع يديه وتبتسم، شعرت بما تفعله فتجهم وجهها وخاطبت حالها بحده:

-مالك يا فرح… لأ بجد مالك إيه إلي بيحصل ده…

أردفت وهي تحاوط رأسها بكلتا يديها:

-لأ أنا لازم أوقف تفكيري ده عند حده مينفعش خالص إلي بفكر فيه ده….

زفرت بقوه مردفة بنبرة هادئة: خلاص هو مشي ومش هشوفه تاني بفكر فيه لييييه!!!

نفخت بحنق وبدأت بارتداء ملابسها لتذهب لجامعتها،وعندما وصلت كليتها رأت الفتيات تهرول للمحاضره فتعجبت لأنه من المعتاد ألا يحضر الكثير من الطلاب ودائمًا ما يكون المدرج فارغ، دخلت المدرج وتفاجئت بامتلائه وخصوصًا بالفتيات لوت شفتيها لأسفل بتعجب وظلت تبحث عن مكان تجلس به فهي تهوى الجلوس بأول مقعد لكن المقاعد كلها ممتلئة ظلت تبحث عن مكان شاغر لتجلس به فأشارت لها زميلتها التي حجزت لها مكان بمنتصف المدرج، جلست فرح بجوارها وسألتها ساخرة وبدهشه:

-هو فيه حفله ولا إيه؟! المدرج مليان أوي!

ابتسمت الفتاه وعقبت:

-فيه دكتور جديد هيدرسلنا النهارده

عقبت فرح باستفهام:

-وجاين يحتفلوا بيه يعني ولا ايه!؟

أسبلت الفتاه عينيها ووضعت يدها أسفل ذقنها قائله

 بهُيام  -أصله دكتور قمر أوي

نظرت لفرح قائلة بتحدي:

– أراهنك لو محبيتهوش من أول محاضره

عقبت فرح بنزق:

-لأ أنا مبحبش الحلاوه إلي بيتلم حوليها الذباب

عقبت الفتاه:-اصبري بس هتشوفيه دلوقتي

سندت فرح رأسها على البينش قائلة:

-أنا هنام شويه ولما يجي القمر ابقي صحيني

وبعد خمس دقائق دخل المدرج كان يرتدي بدلته الأنيقه جهز الداتا شو وضع يده على فمه متنحنحًا ثم تحدث قائلًا:

-خلاص بقا الصوت يا شباب… الصوووت

رفعت فرح رأسها لتنظر إليه وجحظت عيناها بصدمه، وضعت حقيبتها أمامها وأخفضت رأسها كي لا يراها وهي تقول:-يا نهار ألوان…. دا ليه وجع القلب إلي على الصبح ده!!

عقدت حاجبيها وأردفت متمتمه:

-أنا قولت إني دخلت روايه محدش صدقني!


يتبع…..


رواية فرح فهيمة 

الفصل الخامس

بقلم  ٱيه  السيد

🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

لكزت فرح ذراعها وهي تتمتم:

-أنا متأكده إن أنا بحلم لا يمكن أبدًا يكون دا واقع

لكزت ذراعها مجددًا وهي تهمس:-عايزه أصحى بقا!!

تقوس فمها لأسفل حين أيقنت أن هذا هو واقعها وقالت:

-طلما مقومتش يبقا دا واقع فعلًا

ظلت فرح تتوارى عن نظره وتُخفص رأسها لأسفل كى

 لا يراها، كان المدرج ساكنًا لا يظهر به غير صوت يوسف الذي يشرح بتمعن وتفصيل، فإذا وقعت به ابره سيصدع صوتها عاليًا، أضاء هاتفها برقم مريم فهتفت بنزق:

-مش وقتك خالص يا مريم!

ولكن مع إلحاحها نزلت فرح أسفل المقعد لترد عليها، لاحظ يوسف حركه غريبه وضحكات للفتيات بجوار فرح فأكمل شرحه متوجهًا نحوها كان يتحدث عبر مكبرات الصوت فلم تلاحظ فرح أي تغيير بصوته حينما اتجه نحوها ليستكشف ما يحدث لكزتها زميلتها بقدمها لتخرج، لكن لم تبالي فرح ولم تفهم مقصدها قالت جملتها الأخيره لمريم بهمس:

– خلاص يا مريوم استنيتي بره وأنا ربع ساعه وهخلص وأرن عليكِ

أغلقت هاتفها وهي تخرج من أسفل المقعد وهو يقف جوارها ليمسكها بالجرم المشهود، كان يرفع إحدى حاجبيه لأعلى ويرمقها بنظرات حاده وملامح منقبضه، وحين رأها وظهرت له ملامحها انبسطت ملامحه في دهشة، حاول التصرف بطريقة طبيعيه كي لا يلاحظ الطلبه فهتف قائلًا بأمر:

-قومي اقفي

ازدردت ريقها بتوتر وقامت لتقف بارتباك، نكست رأسها لأسفل وهي ترمقه بنظرات جانبيه فبدت كطفلة صغيره تنتظر عقاب أبيها لاقترافها خطأ ما أخفى ابتسامته ومد 

يده محركًا أصابعه ناحية جسده وهو يقول بجمود:

-هاتي الموبايل ده!

أعطته الهاتف بدون أن تنبس بكلمه فأخذه ورجع لمكانه 

وقال بنبرة جامدة:-اقعدي

ثم أكمل محاضرته وكأن شيئًا لم يكن، وبعد انتهاء المحاضره أخذ هاتفها معه وخرج ولم يبالي لها، فهرولت لتتبعه وهي تحاول الخروج من بين ازدحام الطلبه وتكدسهم على الباب وهي تهتف:-موبايلي!!!!

______________________

كان نوح يعلم بميعاد قدوم مريم اليوم لحضور محاضرتها ومن حسن حظه أن اليوم هو يوم أجازته الأسبوعيه أوصى فرح أن تطلبه بعد الانتهاء من محاضراتها ليأخذهما للبيت كان ينظر بهاتفه كل دقيقة يتفقد إءا وصلته مكالمة منها، طلب رقمها فهو يعلم أن محاضرتها قد انتهت فيل دقائق وانتظر الرد….

على جانب أخر نظر يوسف لهاتف فرح الذي أضاء بين يديه برقم مُسجل “رفيق العمر”، أصابته لعنة الفضول يتمنى

 لو يعرف من هو هذا الرفيق!…

وما هي إلا دقائق وطرقت فرح باب مكتبه بقبضة يدها المرتعشه، كان يوسف ينتظر قدومها على أحر من الجمر، جلس على مكتبه وفتح جهاز الابتوب أمامه ليتظاهر بانشغاله عنها، ثم أذن لها بالدخول قائلًا بنبرة مرتفعة وبجديه:“ادخل”

دخلت فرح منكسة الرأس تسير بخطوات بطيئه، وتفرك يدها بارتباك، رمقها بجمود وبنظرة سريعة ثم نظر لجهاز الابتوب محدقًا به بتمعن زائف، وقفت أمامه ولم تنبس بكلمه عدلت من حقيبتها بتوتر ووقفت تفرك يدها، حين طال صمته ولاحظت إنشغاله ازدردت ريقها بتوتر وتنحنحت لينتبه لوجودها سمعها ولم يرفع رأسه، فهتفت قائلة بتلعثم:

-أ… ممكن حضرتك تديني الموبايل

نظر لها يوسف بملامح جامدة وزم شفتيه قائلًا بجديه:

-ينفع إلي عملتيه ده!!

نظرت له بخجل واعتذرت منه قائله:

-أنا آسفه والله يا دكتور مش هكررها تاني

عقد أصابع يديه معًا ونظر لها قائلًا بعتاب:

-أصل لما حضرتك تردي على الموبايل في المحاضره

 تبقي مش عامله احترام للي واقف قدامك

عدلت نظارتها بارتباك وعقبت باعتذار:

-أسفه والله مش هعمل كدا تاني

تركها تقف أمامه وحدق بجهاز الابتوب، رمقته بحيرة

 فلمَ يعاملها بكل هذا الجمود لا تعلم هل عرفها أم لا! تنهدت بحيره وهتفت قائله بتوتر:

-ممكن الموبايل يا دكتور؟!

زفر بقوه وأخذ هاتفها من فوق أمامه ليضعه على طرف مكتبه ثم قال بجدية:

-اتفضلي.. وياريت الموضوع ده ميتكررش

ابتسمت وهي تمد يدها لتأخذ هاتفها قائله:

-شكرًا لحضرتك

هرولت لتخرج من مكتبه وتختفي من أمامه، أما هو فنظر لأثرها بحيره ثم ابتسم قائلًا:-جايه ورايا ليه يا فرح!

تنهد بقلق وأغلق جهاز الابتوب وهو يحدق للفراغ بشرود…

وبعد أن خرجت فرح من مكتبه وأغلقت بابه بإحكام وقفت تفكر بحيره وتتسائل ألم يتعرف عليها هل لأنها ترتدي نظارتها الطبيه؟! لوت شفتيها لأسفل بحيره ثم نظرت لأعلى قائله برجاء:

-يارب ميكونش عرفني….

______________________________

تقف مريم أمام الكلية وقد نفذ صبرها فهي تنتظر فرح منذ ساعة فقد خرج زمائلها من المحاضره ولم تظهر حتى الآن، نفخت بحنق وطلبتها مجددًا وهذه المرة أجابتها فرح:

-جايه أهوه يا مريم إنتِ فين؟!

عقبت مريم بنبرة مرتفعه وبحده:

-أنا اتهبلت رن عليكِ يا فرح إنتِ إلي فين!

عقبت فرح بنزق:-اسكتي عشان بسببك الموبايل اتسحب مني وبقالي ساعه بتحايل على الدكتور يديهولي

زفرت مريم بقوة وقالت:-أنا واقفه قدام كليتك…

 والله لو أعرف البيت كنت روحت لوحدي

عقبت فرح بسخريه لطيفه:

-ومكلمتيش نوح ليه كان هيجي ياخدك

تلعثمت مريم:

-نوح! لأ هو أكيد في شغله

عقبت فرح:-النهارده أجازته اقفلي بقا عشان هكلمه 

يجي ياخدنا

عقبت مريم في سرعه:-لا لا بلاش

عقبت فرح بتوضيح:-هو كان قايلي لما تخلصي كلميني

عقبت بقلة حيله:-طيب يلا بسرعه بقا أنا قدام الكليه

أغلقت مريم معها ونفخت بحنق، فكلما تهربت منه أجبرتها الظروف على رؤيته، بدأت تقرض أظافرها لتهدئ من توترها، إلى أن ظهرت فرح فرفعت يدها لتشير لها قائله:-فرح

أقبلت فرح نحوها وسارا معًا حتى خرجا من الحرم الجامعي ووقفا ينتظرانه ليأتي، وبعد فتره أشار لهما فسحبت مريم من يدها لتتجه إليه.

على جانب أخر رأها يوسف وهي تركب بجوار نوح حاول أن يرى من جلست جواره لكن لم تتبين له ملامح نوح فصرف يوسف نظره عنهم حين انتبه لما يفعل متمتمًا:

-وأنا مالي بفكر فيها ليه؟!!

وفي السياره قررت فرح أن تفجر تلك القنبله فهتفت

 بتشدق:  -بصوا بقا انتوا الاتنين

انتبه لها نوح ومريم فاردفت فرح:

-أنا مش فاهمه إنتوا مستنين ايه إنت بتحبها وهي 

بتحبك ومع ذالك محدش فيكم بياخد خطوه 

وأنا بكره الغباء بصراحه

فغرت مريم فاها وقالت بدهشه:

-ايه إلي بتقوليه ده يا فرح!

عقبت فرح بتأكيد أكثر:-ايوه إنتِ قيلالي انك بتحبيه

 وهو كمان قايلي إنه بيحبك معرفش ساكتين ليه!

كان نوح يستمع لحديث تلك الساذجه ولم يعقب، يتابع رد فعل مريم عبر مرآة السيارة كانت مريم تجلس في الخلف وتضع يدها على فمها بصدمه، اوقف نوح السياره فجأه ونظر لفرح قائلًا بجديه:

-انزلي كدا يا فرح بصي على عجلة العربيه إلي ورا شكلها نامت ولا إيه!… العربيه مش راضيه تتحرك

بدأ يحرك المفتاح بالسياره كأنه يحاول تدويرها ولا يستطيع، ارتجلت فرح من السياره على الفور ونظرت لعجلة السياره وهي تقول:

-مفيش حاجه يا نوح!

عقب نوح وهو يضحك بسخريه:

-كنت واثق انك هتشربي المقلب شوفيلك بقا مواصله للبيت

تركها تناديه وتحاول فتح باب السياره الذي أوصده من الداخل وانطلق بالسياره ضربت السيارة بكفها قبل انطلاقها، ووقفت تنظر لأثره وهي تسبه وتدبدب بقدميها في الأرض بغضب قائله:

-ماشي يا نوح!!

___________________

على جانب أخر كانت مريم تصيح قائله:

-نزلني يا نوح لو سمحت

رفعت صوتها وهي تردد بنبرة حادة:

-نزلني!

لم يتوقف وأكمل طريقه وكأنها لا تحدثه فأردفت بغضب:

-بقولك نزلني إنت مبتسمعش!!!

عقب قائلًا بنبرة هادئة استفزتها:

-لأ مش هنزلك

خبطت على الباب بغيظ قائله:

-نزلني يا نوح وإلا هفتح الباب وأنزل

أكمل قيادة قائلًا بنفس هدوءه السابق:

-مش هنزلك إلا لما نوصل البيت!

نفخت بحنق وصمتت فهي تعلم جيدًا مدى عناده فلن يتركها مها فعلت، كان يتابع ردود فعلها ومعالم الغضب التي ارتسمت على وجهها، هتف قائلًا بنبرة هادئة:

-مريم

انتبهت له لكن لم ترد عليه كانت ترمقه بنظرات حاده فلو كانت سهامًا لقتلته:

ابتسم وأردف: تقبلي تتجوزيني؟!

تبدلت ملامحها من الحده إلى الصدمه وسرعان ما ارتسمت معالم الجديه على ملامحها قائله:

– أنا الحمد لله ليا أهل تقدر تطلبني منهم ويردوا عليك بالموافقه أو بالرفض

عقب نوح قائلًا:

-ما أنا أكيد هطلبك من أهلك يا مريم أنا بس بشوف رأيك قبل ما أتقدم رسمي

زفرت بقوه قائله بنفس الجديه:

-كان واجب عليك تاخد إذن أهلي قبل ما تسألني عن رأيي

ابتسم برضا وعقب:

-كل مره بتثبتيلي إني عرفت أختار يا مريوم

صمتت قليلًا وعقبت بجديه:

-لو سمحت يا نوح وصلني الموقف عشان هرجع البلد

سألها بترقب:

-ومحاضرات بكره؟

أجابت مريم:

-مش لازم أحضرها وصلني الموقف بعد إذنك

-بس يا…

قاطعته قائله:

-عشان خاطري وصلني الموقف من غير اعتراض

اوما رأسه بالموافقه فلا يريد مجادلتها الآن، غيّر اتجاه سيارته لموقف سيارات الأجره لتعود لبلدها، ومضى الطريق بدون أن ينبس أي منهما بكلمة أخرى…..


تكملة الرواية من هنااااااا


تعليقات

التنقل السريع