القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية عشرون رسالة قبل الوقوع فى الخطيئة الفصل السابع وعشرون 27بقلم نعمة حسن


رواية عشرون رسالة قبل الوقوع فى الخطيئة الفصل السابع وعشرون 27بقلم نعمة حسن 





رواية عشرون رسالة قبل الوقوع فى الخطيئة الفصل السابع وعشرون 27بقلم نعمة حسن 




_الفصـل السابع والعشرون_


_ريــاض!


نظر إليها رياض مبتسمًا لتلك الحاله التي أصابتها، لقد كانت تنظر إليه بحدقتين واسعتين وكإنما تري شيئًا خارقًا، بالإضافة إلي نُطقها إسمه مجردًا من ذلك اللقب اللعين الذي يقترن به دومًا.


شدّ ظهره ووقف بزهو وسألها: أستاذ مهدي موجود؟


كان مهدي قد نهض وإتجه للباب فور أن أخبرتهُ إبنته ففتح الباب أكثر وقال بترحيب: إتفضل يا بشمهندس.


_أنا متأسف إني جيت من غير ميعاد سابق..


تحدث بحرج ليقاطعه مهدي قائلاً: لا أبدًا مفيش حاجه، إتفضـل.


وتحدث إلي آصال قائلًا: إعملـي لنا قهوه يا آصال.


أدركت مقصد والدها بأن تتركهما بمفردهما فذهبت إلي حجرة المطبخ حتي يتسني لها الإنصات إلي حديثهما.


_إتفضـل.


أشار مهدي إلي رياض بالجلوس فـ مد يده و حلّ زر سترته الأوسط ثم جلس وهو لا يزال مستمسكًا بإبتسامته الودوده.


جلس مهدي في مقابلهُ وبتدر بالحديث إليه بلطف قائلًا: إيه أخبار الشغل؟ كل حاجه تمام؟


تنهد الآخر وأردف: والله السوق حاليًا مش زي الأول، بسبب الأزمـ.ـه الأخيره طبعًا كل حاجه إتدربكت وبقينا بالكاد عارفين نغطي نفقات الشركات بحيث منقعش.


أومأ مهدي متفهمًا وقال وهو يحاوره: معاك حق، السنتين اللي فاتوا دول دمـ.ـروا كل حاجه مش بس الإقتصاد.. أنا عندي ٥٤ سنه أهو، عمري ما مريت بنفس اللي مرينا بيه ده، صحيح كانت الأوبئه منتشره زمان وإحنا صغيرين بس الحال مكانش بيقف كده..


_فعلًا، أنا عن نفسي عاصرت مشـ.ـاكل في بداياتي كتير وكان الإقتصاد وقتها شبه منتهي لكن السوق نفسه كان عنده إستجابه للمستثمرين.. حاليًا لأ.


=ده حقيقي، ربنا يصلح الحال للجميع.


_يارب إن شاء الله..


تنحنح بهدوء ليستعد لخوض معـ.ـركتهُ الخاصه ثم شبك كلتا يديه ببعضهما ونظر إلي مهدي بجدّيه وقال: طيب منعًا للإطاله وعشان وقت حضرتك أنا هدخل في الموضوع مباشرةً..


كان مهدي بالفعل ينتظر حديثه ذلك! كان يعلم بأنه قد حضر اليوم لطلب يد آصال، وإلا لماذا أتي! .. أومأ بموافقه وقال: إتفضل.


_أنا جاي أتقدم رسمي وأطلب من حضرتك إيد آنسه آصـال.


قابل مهدي طلبهُ بإبتسامه لطيفه لم يتخلي عنها منذ حضوره وقال: والله يابني أنا بحترم جدًا الراجل الدوغري.. فـ هل طلبك ده وفي التوقيت ده بالذات اللي هي سابت الشركه فيه ليه تفسير، أو حاجه لازم أكون أنا علي عِلم بيها!


أدرك رياض مغزي مهدي من السؤال، هو أيضًا أراد أن يعترف بحبه لها، يريد أن يخبره بأن إبنته صارت تجري مجري الدماء في عروقه ؛ ولكن الأمر يحتاج إلي شجاعه فحسب.


=شوف يا أستاذ مهدي، أنا من أول ما قابلت آصال في اليوم اللي نقلتها للمستشفي فيه وأنا حسيت حاجه جوايا إتعلقت بيها، مش هنكر إني كنت رافض بشده الطريقه اللي إتصرفت بيها وقولت وقتها إن ده ضعف لكن بعد ما إتعرفت عليها أكتر وبدأت أفهم التفاصيل اللي ورا قرارها ده حسيت إني قدام إنسانه مش ممكن تتعوض أبدًا ومن هنا كان الإنجذاب.. بمرور الوقت وخاصة بعد ما حضرتك أصريت إنها توقف شغل معانا في الشركه وغابت هي الفتره البسيطة دي أنا أدركت إنه مكانش إنجذاب بس، أنا فعليًا بحب آصال.. بحبها وشاريها وكلي أمل إن حضرتك مترفضش طلبي.


تنهد مهدي بحيره وهو ينظر إليه بإبتسامه، لديه الكثير من الأسئله، الكثير من التحفظات.. ولكنه وضع إبنته في الإعتبار الأول..


يعلم أن إبنته تعشقه كما يعشقها تمامًا ؛ فتلك ليست أول مره يري العشق خالصًا في عيناه! حتي وإن أنكر هو ذلك أو لم يعترف به لنفسه أو للآخرين.


_والله يا بشمهندس أنا هكون صريح معاك زي ما إنت صريح معايا، موضوع إنك بتحبها أنا مش غافل عنه.. أنا بفهم الإنسان من نظرة عينيه وبعرف هو عاوز يقول إيه..


وأردف ضاحكًا بمرح: وعينيك إنت بالذات ياما قالت كلام.


ضحك الآخر ببشاشه وقال: حضرتك بتفكرني بوالدي الله يرحمه، كان دايمًا يقوللي نفس الكلام.. أنا الحقيقه فاشـ.ـل في إني أظهر عكس اللي بحس بيه .. والموضوع ده مش لطيف نهائي بصراحه.


هز مهدي رأسه تباعًا وقال: شوف يابني، أنا وللأمانه بحترمك جدا، ومعنديش أي تعليق علي شخصيتك اللي كل الدلائل والمواقف بتثبت إن لا غبار عليها.. كل ده كويس لكن في حاله واحده.. إنك تكون مجرد معرفه أو يادوب مدير الشركه اللي بنتي بتشتغل فيها.


إضطرب رياض من القادم، يعرف إلي أين سيصل حديثه وبالفعل إستطرد مهدي وقال: لكن لما تبقا متقدم لبنتي وعايز تتجوزها.. بنتي الوحيده! .. يعني أنا بمجرد ما ربنا سبحانه وتعالي إسترد أمانته مش هيبقالها مخلوق في الدنيا غيرك إنت!! وقتها يبقاا أقوللك إن كل اللي فات ده مش كفايه.. إيه يعني شخصيتك مفيش منها! أنا معرفش عنك أي حاجه، كل اللي أعرفه إنك عندك بنت.. يعني كان عندك حياه وأسره قبل كده.. يعني حياتك مش ورقه بيضا هتملوها إنت وبنتي سوا.. لأ ده انت كان عندك حياتك الفعليه، يعني في تفاصيل انا لازم اعرفها..


أومأ رياض بتأكيد وقال: طبعًا، حضرتك معاك كل الحق، أنا هقول لحضرتك كل حاجه عايز تعرفها.. أنا إتجوزت وأنا ٢٢ سنه وربنا رزقني بزهره وأنا عندي ٢٤ سنه ومامتها اتوفت وهي عندها سنتين، يعني من حوالي ٨ سنين.


زمّ الآخر شفتيه بأسف وقال: و ليه محاولتش تتجوز بعدها، بنتك كانت صغيره جداا ومحتاجه لرعايه.


_وقتها أنا سافرت كندا.. كان أخويا وقتها أُصيب بتسمم في الدم أدي لتلف في الدماغ نتجت عنه إنه دخل في غيبوبه وكان لازم هنسافر نعالجه في كندا.. وقتها سافرنا أنا ومعايا زهره ووالدتي ومراد أخويا.. 


كان مهدي يستمع إليه بتأثر وراح يتمتم: لا حول ولاقوة الا بالله..


_عشت هناك سنتين ولما لقيت إن مفيش تقدم في حالة مراد إضطريت أرجع مصر ووالدتي فضلت معاه، وقتها كانت الشركه يادوب بتقف علي رجليها مكانش ينفع أهملها وإلا كنت هبدأ من نقطة الصفر تاني.


تسائل مهدي بإهتمام والحزن جليًّا علي محيّاه: وأخوك وصل لفين دلوقتي؟


تمتم الآخر بأسي: مازال في الغيبوبه، أنا كنت في كندا ولسه جاي إمبارح، والدكتور اللي بيتابع حالته قال إنه بيحرك أطراف إيديه يعني فيه أمـل يتحسن بإذن الله.


_بإذن الله، مفيش حاجه بعيده عن ربنا.


=ونعم بالله.. بس، دي حياتي بإختصار، لو في حاجه تانيه حضرتك حابب تعرفها أؤمرني ..


أطلق مهدي تنهيده وقال: الأمـر لله وحده يابني.. لا أنا كده خلاص عرفت اللي عايز أعرفه.. 


في تلك الأثناء خرجت آصال من حجرة المطبخ وقد أحضرت فنجالين من القهوه ثم وضعتهما علي الطاوله المقابله لكليهما فقال والدها: اقعدي يا آصال.


نظرت إليه بصدمه، لم تتوقع أنه سيشاركها الحديث أمامه! ظلت واقفه تحاول إستيعاب طلبه وقالت: نعم يا بابا!


_اقعدي عشان نتكلم.


ران بصرها نحو رياض سريعًا لتجده يشجعها بعيناه فجلست إلي جوار والدها..


أعطي مهدي فنجال القهوه إلي رياض فشكره ثم تناول الفنجال الآخر ونظر إلي آصال التي تراقبهما بصمت وتوتر ثم قال: باشمهندس رياض طلب إيدك مني.. إيه رأيك!


لمعت الفرحه في عينيها وحاولت جاهده أن تُظهر عدم تأثرها وتبقي علي ثباتها ولكن هيهات..


فالأول يعرف ما تفكر به قبل أن تعرف هي والآخر يشعر بفرحتها لأنه يشعر بها مثلها تمامًا.


توردت وجنتيها خجلًا لم تصطنعه وقالت بهدوء: اللي حضرتك تشوفه يا بابا.


إبتسم والدها وقال: والله اللي أنا شايفه إنكوا بتحبوا بعض! عشان كده أنا إختصرت المسافات وسألتك ورياض موجود، لأني واثق من إجابتك.. وبما إني أنا كمان موافق يبقا ملوش لزوم نماطل وندخل في رسميات ملهاش لزمه.


ونظر إلي رياض وسأله بإبتسامه: ولا إيه يا بشمهندس؟!


_اللي تشوفه حضرتك.


أومأ عدة مرات وهو يستعد لقول شئٍ ما ثم قال:طيب، بما إن الحمد لله الموافقه والقبول موجود من كل الأطراف يبقا نقرأ الفاتحه دلوقتي ربط كلام بيننا كده.. ونحدد ميعاد مناسب للخطوبه.. الميعاد اللي يناسبك بحيث ميكونش في عندك سفر أو شغل مهم.. والميعاد اللي يناسبنا في نفس الوقت عشان نكون جاهزين ونبلغ حبايبنا والجيران بردو.. وكل حاجه تبقا تمام إن شاء الله.


إلتمعت عيناه بهجه وسرورًا وتفاؤلًا وقال: ممكن نخلي الخطوبه كمان أسبوعين، بحيث يكون في وقت إني أشوف حد موثوق فيه يراعي مراد أخويا عشان والدتي تقدر تنزل مصر وعندي مؤتمر في قبرص هحضره آخر الأسبوع وبعدها بقا أستعد..


أومأ مهدي موافقًا ثم نظر إلي آصال وقال: بعد اسبوعين يناسبك يا آصال؟


_مناسب يا بابا.


= توكلنا علي الله.. نقرا الفاتحه.


رفع كلًا منهم يداه ليقرأ الفاتحه بينما إختلس النظر إليها وهو يشعر بأنه مغيبًا الآن!


من المؤكد أنه سيفيق من تلك اللحظات السعيده بعد قليل، لن تمنحه الحياه أوقاتًا سعيده أبدًا مهما تمني!


=آميـــن.


فرغ مهدي من قراءة سورة الفاتحه وقال وهو يمد يده إليه ليصافحه: مبروك يابني.. ربنا يتمم بخير إن شاء الله.


صافحه رياض بحراره وقال مبتسمًا: الله يبارك في حضرتك يا عمي.


نظر مهدي إلي إبنته التي ترقرقت دموع الفرح في عيناها وإحتضنها قائلًا: مبروك يا آصال، مبروك يا حبيبة أبوكي، ربنا يتمم لك بخير ويفرحك يا حبيبتي.


لم تقوَ علي الثبات أكثر من ذلك لتسيل دمعاتها التي وأدها علي خديها ليقول هامسًا لها: فرحانه؟


أومأت أن نعم وهي تتحاشي النظر إليه فربت علي ظهرها بحنان بالغ ثم قال: إن شاء الله من هنا ورايح فرح وبس.


نهض رياض واقفًا وأغلق زرار سترته من جديد ثم قال: طيب إسمحلي أنا يا عمي، وهكون علي إتصال مع حضرتك عشان لو في أي حاجه تبلغوني بيها.


_طيب خليك نتعشا سواا.. 


=معلش خليها وقت تاني، الأيام جايه كتير إن شاء الله.


صافحه مهدي مجددًا ورافقه إلي الباب حتي إنصرف مغادرًا.


………


_هاا يا عثمان، وصلت لإيه؟


تسائل إسماعيل بترقب وهو علي أمل أن يجد ما يستطيع به إدانة رياض فأجابه عثمان قائلاً: التراخيص مظبوطه يا إسماعيل بيه، رياض المسلماني معروف عنه إنه ملوش في الشمال طول عمره!


تخلل محياه الضيق وإشتعلت زرقاوتيه غضبًا وقال: طب وبعدين ؟! 


رفع الآخر كتفيه لأعلي كدلاله علي جهله ونفاذ حيلته ثم قال متحمسًا: حضرتك لو عايز تلبسه أي حاجه إحنا نقدر في ثانيه نعملها.. إنت بس تدينا الأوامر 


_لأ. قالها بقوة وأردف: أنا مليش في الشغل المضروب، وبعدين رياض حويط ومش سهل يقع في فخ.. انا عايز التهمه تجيلي مقشره لحد عندي بدون تعب ولا مجهود.. وقتها هاخد زهره منه وللأبد. 


تحدث عثمان إليه مجددًا وقال: الحقيقه أنا مش فاهم حضرتك عايز توصل لإيه بالظبط.. مع إن إنت عندك كذا طريقه تاخد بيها منه زهره غصب عنه.. 


قاطعه إسماعيل وأردف: أهو ده الغباء بعينه بقا، مش عيب عليك يا عثمان تبقا شغال معايا السنين دي كلها ومتعرفنيش.. أنا مش عايز أخد زهره غصب عنه.. أنا لو خدت زهره غصب عنه هتكرهني.. أنا عايز أخدها برضاه، أشوف نظرة القهر و الذل في عينيه وهو بيتنازل لي عن حضانة بنته، عشان كده لازم أصبر عليه ومسيره يقع.


زمّ الآخر شفتيه للأمام بتعب من ذلك المنطق ثم أردف: الحقيقه يا إسماعيل باشا إنت بير ملكش قرار، لحد الآن معرفتش أفهمك.


نظر إليه إسماعيل بزهو ومال للأمام قليلًا ثم وضع يده اليمنى فوق اليسري وأردف بتروّي ووقار: لو عشت كتاب مفتوح يا عثمان كنت إنتهيت من قبل ما أبدأ.. كونك شخص غامض ومحدش عارف يفك شفرتك ده اللي بيخلي تهابك وتخاف منك.


أومأ عثمان بتأكيد وقال: باشـــا.. عليا الطلاق باشا.


_طيب يلا روح شوف شغلك ولو حصل جديد بلغني بيه فورا.


مضي عثمان وإنصرف بينما نهض إسماعيل وسارإلي آخر مكتبه، وقف أمام نافذة المكتب يتفحص المدينة من الأعلي كما يهوي دائمًا..


لقد إختلف كل شئ، تلك المباني والمنشآت والطرقات، لم تعد هي كالسابق، العالم بأسره قد إختلف!


يشعر بالوحده، وهذا أكثر ما يؤلمه..


لقد إنتزعت منه الحياه كل الأقارب والرفاق وبقي هو ها هنا ينتظر أن يلحق بهم.


زفــر بضيق يحاول إبعاد كل تلك الأفكار عن رأسه ثم خرج من غرفة مكتبه ومنها إلي حديقة الڤيلا حيثما يفضل دائمًا أن يبقي.


………


كان رياض قد توقف بسيارته للتو أمام المنزل، ترجّل منها ثم دلف إلي الداخل علي الفور قبل أن يستوقفه ضحكات معتز التي تصاحبها ضحكات زهره العاليه..


_ طب أقوللك نكته كمان.. مره واحد خُلقه ضاق عطاه لأخوه الصغير.. 


= تن ترارارا تن تن!! 


هكذا سخر رياض من مزحته العابثه والتي لا تدعو للضحك أبدًا من وجهة نظره ، نظر إليه معتز وقال ساخرًا: رياض باشا راجع مزاجه رايق و بيألش أهو!


كانت زهره قد أسرعت ناحية أبيها وإحتضنته وهي تقول بين ضحكاتها: بابا تعالي اقعد معانا معزوزي بيقول نكات تضحك..


_نكات؟! أهي دي لوحدها كلمه تضحك.. علّق معتز علي كلماتها بمرح كالعاده ليجلس رياض إلي جواره وقال: إيه الأخبار؟


نظرإليه معتز متعجبًا وقال: إنت اللي إيه الأخبار؟ إختفيت فجأه وظهرت فجأه.. كنت فين؟!


نظر رياض إليه بإبتسامه يصاحبها تضيبق عيناه بمكر ليقول الآخر: أهي البصه دي بقا أنا مش بتفـائل بيها! كنت فين؟!


لكزهُ رياض بمشاكسه وقال: خمن إنت كده وقول كنت فين؟


ضيّق معتز عينيه بتفكير جاد وأطال وتعمق ثم إتسعت عيناه وكأنه قد إهتدي للجواب الصحيح وقال: مش معقول، روحت هناك بنفسك!


أومأ رياض أن نعم ليقول معتز: وقابلك إزاي!


تحدث معتز براحه وسرور: أحسن مقابله.


_بتهزر أكيد! ده إنت تلاقيك إتعلقت!


قطب رياض جبينه متعجبًا وأومأ بنفي وقال: لأ خالص، إحنا إتكلمنا وشربنا القهوة و قرينا الفاتحه .


_علي روح مين ! إوعي تكونوا إتفقتوا عليا…


إمتنع رياض عن الحديث ونظر إليه بشك وتسائل: إنت بتتكلم عن مين؟


_إنت اللي بتتكلم عن مين؟!


=عن آصال..


لوّح بيده دون إهتمام وقال: يا عم وأنا اللي فاكرك بتتكلم عن بوز الإخس إسماعيل عوده..


وقطع حديثه ناظرًا إليه بدهشه وقال: بتقول إيه! قريتوا الفاتحه؟!!


أومأ رياض بسعاده ثم أشار إليه بالصمت ، نظر إلي زهره التي قد إنشغلت بهاتفها وناداها فقال: زهره، تعالي عايز أتكلم معاكي..


دنت منه زهره وجلست إلي جواره فأحاطها بذراعه وقربها منه ثم قال: زهره أنا كنت عايز أتكلم معاكي في موضوع مهم وعايزك تفهميني، وأكيد هتفهميني .


أومأت وقالت: إتفضل يا بابا..


_فاكره لما سألتيني إذا كنت ممكن أتجوز تاني ولا لأ؟!


نظرت إليه مجولًا وكإنما فهمت المغزي من سؤاله، أومأت بتأييد وقالت: أيوة، وقتها قُلتلي إنك مش بتفكر حاليا في الموضوع لكن لو ظهر في حياتك إنسانه كويسه ومناسبه وقتها ممكن تتجوز.


نظر إلي معتز سريعًا وعاد ببصره إليها وقال بحماس: مظبوط تماما..


_هتتجوز؟! .. تسائلت والدمع يترقرق بعيناها فإبتلع ريفه بتوتر وقال: عندك مانع لو إتجوزت!


_ طيب وأنا؟! .. برز صوتها حزينًا كسيرًا فإحتضن كلتا يديها بين كفيه وقال: إنتي بنتي، يعني لحمي ودمي وروحي، إستحاله حد أو حاجه تبعدني عنك..


_بس هي هتبعدك عني! 


إحتضنها بقوه مردفًا: مفيش قوه علي وجه الارض تقدر تبعدني عنك..


أبعدها عنه قليلًا ونظر إليها وقال: زهره إفهميني، إنتي الأساس في حياتي.. أنا بتعب وبشتغل وبسافر من هنا لهنا وبحاول أكون ناجح عشانك إنتي، بس في وسط كل ده أنا محتاجها جمبي، محتاج أستقر ويكون ليا حد أرتاح معاه! أكيد مش هتفهمي كلامي دلوقتي لأنك مش كبيره كفايه عشان تفهمي كلامي .. لكن اللي عايز أفهمهولك إنك في حته لوحدك عمر هيا ما هتوصلها ولا أي حد غيرها مهما كان هو عندي إيه.


أومأت متصنعه التفهم والرضا ليقول: هاا، أعمل إيه؟! لو مش موافقه أنا هلغـ..


_موافقه يا بابا، دي حياتك وإنت لازم تعيشها مع الحد اللي بتحبه.. إمتا هتتجوزها؟!


=موضوع الجواز لسه مش عارف إمتا، قريب هنعمل خطوبه لما جدتك تنزل مصر..


هُنا كان لزامًا علي معتز أن يعقب بعد طيلة صمته وإنصاته لحديثهما فنظر إلي رياض متبسمًا وقال بغير تصديق: بتتكلم بجد؟! أمك جايه!!


رمقه رياض بإمتعاض و تنحي بوجهه جانبًا ولم يعلق..


_بجد يا بابا!! ناناه فريده جايه!!


أومأ وهو يمسح علي شعرها وقال: أيوة يا حبيبتي جايه علي آخر الأسبوع إن شاء الله وهتقضي معانا أسبوع أو أكتر وبعدها لازم ترجع عشان عمو مراد.


تناست الصغيره ما أحزنها وتبدل حزنها سريعًا إلي فرحه وحماس لمجئ جدتها التي إشتاقتها كثيرًا وقالت: ينفع يا بابي أرجع مع ناناه وهي راجعه!!


إبتسم رابتًا علي كتفها وقال: ربنا يسهل وقتها إن شاء الله.. ممكن أسافر أنا وإنتي مع ناناه ونقضي يومين هناك ونبقا نرجع.


صفقت بكلتا يديها بحماس طفولي و قبلتهُ بإمتنان وقالت: thanks Dad.. 


ثم لاذت إلي غرفتها سريعًا بينما بقي هو ينظر في أثرها ثم تنهد براحه وهو يشعر وكأن جبلًا قد أُزيل من فوق صدره.


عاد ببصره إلي معتز ليتفاجأ به يحدق به مبتسمًا بإتساع فقال: في إيه مالك بتبحلق فيا ليه كدا!


علي الفور إنقض فوقه معتز وهو يحتضنه بقوه حتي كاد الآخر أن يختنق وراح معتز يتمتم: أنا فرحان بيك.


كان الآخر يستغيث من الأعماق: معتز إنت خانقني كده ليه..


إلتصق به أكثر وهو يقبل خده بلوه ويتمتم: أنا فرحان بيك .


أزال رياض آثار قبلته من علي صدغه بإشمئزاز وهو يصيح فيه بعصبيه: إسترجل بقاااا يالا. 


_أنا فرحان.. فرحان يا رياض.. أردف وهو لا يزال مطوقًا عنقه بحميميه منفره ليصفعه الآخر بقوه علي مؤخرة رأسه وهو يبعده عنه قسرًا وقال: ما خلااااص بقاااا إفــرح بعـــيد عن اللـي جابـــوني!!


إبتعد عنه معتز وهو لا يزال متمسكًا بإبتسامته بينما كان رياض ينظر إليه بحنق زائد ويتمتم بضيق: ياا ساتـــر، مش معقول كده!


همّ معتز بالإقتراب منه مجددًا ليستوقفه رياض مشهرًا سبابته بوجهه بتحذير وقال: أقسم بالله لو قربت تاني هكسرلك وشك، خليك عندك.


_يا رياض أنا فرحان بيك بجد.. 


=يا أخي إفرح بأدب، إفرح من غير ما تكلبش في رقبتي ولا كإنك خطيبتي!


ثم نهض واقفًا وقال بنفاذ صبر: ولا أقوللك، متفرحش خاالص، روح بيتك يلا وأنا طالع أنام.


إستلقي معتز علي الأريكه من خلفه وقال: لا أروح إيه..


إرتفع حاجب رياض متسائلاً بنزق: إيه ده إنت هتنام هنا؟!


_لا، أنا نمت خلاص!


……


كان يُحيطها بكلتا يديه، شاخصًا ببصره نحوه لا يحيد عنها أبدًا، بوجهه طلاقه وفي عينيه سرور وراح يبتسم لها إبتسامةٍ مشرقه وهو يقول: كمان مره يا آصال، قوليها كمان مره!


رمقتهُ بنظرةٍ ساحره حركت بها بقايا قلبهُ الساكن وقالت بعشقٍ بالغ: بحبك يا رياض.


ضمها إليه بقوه وأطبق يديه حولها بتملك شديد فطوّقت عنقه بيداها فإذ به يرفعها عن الأرض ضاحكًا بفرحه لتتعالي ضحكاته وهو يدور بها في الغرفه فتعالت ضحكاتها بدورها وأحكمت وثاق يديها حول عنقه وهو لا يزال يحملها لتنتفض فجأه عندما إرتفع رنين هاتفها فراحت تنظر حولها لثوانِ حتي ادركت أنها كانت تحلم مجددًا..


أخرجت هاتفها من أسفل وسادتها كما إعتادت أن تضعه دائما وطالعت إسم المتصل ويرعان ما توسعت إبتسامتها عندما لمحت إسمه..


نظرت إلي ساعة هاتفها سريعًا فوجدتها تشير إلي التاسعه صباحًا فأجابت الإتصال بإبتسامه مشرقه.


_ألو… صباح الخير.


= صباح الخير يا حبيبي!


إنعقد لسانها وذاب قلبها وبقت تحدق بالفراغ من حولها ليقول هو ببساطه وكأن شيئًا لم يكن: صحيتك من النوم أنا عارف، بس الحقيقه اليوم كله مقرف النهارده ومليان مواعيد وإجتماعات.. عشان كده حبيت أخد منك شوية positive energy عشان أقدر بيهم أزق اليوم.


بالكاد إستطاعت أن تتفوه قائله: إن شاء الله كل حاجه هتعدي، ربنا معاك.


أومأ بتأكيد وكإنما تراه وقال: بإذن الله، هتكملي نوم ولا عندك حاجات هتعمليها!


_لا علي الأغلب هنام تاني.. بابا من ساعه نزل شغله وأنا مش لاقيه حاجه أعملها.


=خلي بالك من نفسك كويس وإقفلي الباب من جوه..


قاطعته قائله بضحك: إنت هتخوفني ليه دلوقتي!


=لا ابدا مش بخوفك لكن الحرص واجب، وبعدين طول مانا عايش وفيا نَفس لا يمكن حد يعرف يمس منك شعره..


ثم إستطرد بمشاكسه: متقلقيش، بطلك الهُمام موجود وكل مهمته يحميكي.


أفتر ثغرها عن إلتسامةٍ عريضه ثم قالت بعفويه: ربنا يخليك ليا.


_بتقولي إيه؟! تحدث إليها بصدمه فأدركت فداحة ما تفوهت به لتلجم الصدمه لسانها من جديد فقال هو بإلحاح: ماهو مش معقول بعد ما نطقتي ترجعي تسكتي تاني.. إتفضلي قولي دلوقتي حالا كنتي بتقولي إيه.


_هقفل دلوقتي وأكلمك بعدين، بابا بيكلمني!


أنهت المكالمه علي الفور ولم تمهله حتي فرصه للرد ليقول وهو ينظر إلي الهاتف مبتسمًا: علي ما تقولي بحبك هكون طلعت علي المعاش! الصبر من عندك ياارب.

يتبع

تكملة الرواية من هنااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا




تعليقات

التنقل السريع