رواية نيران عشقك السرمدي الفصل الأول والثاني والثالث بقلم خلود بكرى
رواية نيران عشقك السرمدي الفصل الأول والثاني والثالث بقلم خلود بكرى
المقدمة
تقُودنا الحياةُ أحيانًا الى حيثُ أقدارنا، التى كُتبت فى صفحاتِنا التي لن يغيرها شيء، لأنها حتمًا ستقع وتلك إرادة الله فى خلقه، فالحُب مثل الهواء الذي لا نستطيع أن نعيش دون تنفسه، فإن وجدناه نحبسه بداخل صدورنا خوفًا من أن يُأخذ منا، ولكن منا من يُكتب له النصيب أن يكتمل حبُه، ومنا ما يحيا طيلة عمره يئن وجعا لفقده، الحياةُ رحلة وحتمًا ستنقضي إن جاءتك الفرصة تمسك بها جيدًا، وإن شعرت
بخفقات الحب لبىِ ندائُها، ولكن كن حذرًا فى اختيارك، واترك الأمر لربك ليخرج حبك للنور، ويسطر قصتة السرمدية.
لـــ" خلود بكري
#الفصل الأول....
أبحرت السفينة ترسو في ميناء على ساحل البحر الأحمر يترجل من فوقها شاب فى أواخر عقده العشرون يهبط بخفة ومرونة لينادى صديقه :
هيا يا أنس أسرع علينا عدم تضيع الوقت..
"فالوقت كالسيف إن لم تقطعه، قطعك "
ليرد الآخر باستجابة:
انني قادم يا رجل تمهل قليلًا؟
التفت يتفحص المكان بعناية حتى صدح صوته مجددًا:
من اي مكان سنذهب!؟ هل عندك علم؟
اقترب الأخر بترقب يبحثُ عن طريق للمكان الذي سيذهبون إليه حتى تكلم بتذكر:
أجل "الشيخ صفوان " أخبرنى من قبل انه سيرسل شخصًا يدلُنا على الطريق...
وكيف عليهم معرفة أننا وصلنا..؟
نطق بها عابد ليردف أنس بهدوء:
لا تقلق يا صديقى انه يعلم إننا سنصل اليوم ولم يستكمل كلامه حتى رأى شبه خيال يقترب منهم....
اقتربت فى خطواتها محكمة وشاح رأسها بإتقان يتدلى فوق فستنها المخملى الفضفاض ليشرد بها وهى قادمة من بعيد حتى أخذه تفكيره بكونها حورية هذا البحر!
ظلت تقترب ببطء حتى وصلت لموقعهم لتتكلم بحياءٍ شديد ولم يظهر منها شيء فقد خبئت ملامحها بذلك الوشاح :-
ابى الشيخ "صفوان" فى انتظاركم ويعتذر جدًا عن عدم مجيئه لاستقبالكم لأنه يشعر ببعض المرض...
تطلع بها للحظة ثم تحدث بهدوء:
يكفي وجودك سائل الله له الشفاء.
زاد حياؤها أثر كلماته فتحدثت بهمسٍ:
سأرشدكم إلى الطريق هيا فالتذهبوا معى.
ناد عابد أنس قائلًا:
هيا يا أنس لقد جاء المرسال..
أسرعوا خلفها لتمضي عدت أمتار حتى وصلو الى مخيم عملاق فرحبت بهم فى هدوء:
تفضلوا ابى بجلس فى انتظاركم...
اطرق "عابد" على كفه عدة مرات مستأذنين الدخول حتى سمع صوت يناديه...
تفضل يا بنى الديارُ أمان...
تقدم بسكون ومعه أنس حتى اقتربوا من ذلك العجوز ليرحب بهم بحب يلمع بمصداقية عيناه قائلًا:
نورتوا البلدةَ يا رجال أهلًا ومرحبًا بكم فى قبيلتنا…
ابتسم "عابد" ليقول بصدق:
أنا سعيد لأننى سأعمل معكم اتمنى من الله تيسير الأحوال...
تكلم العجوز بهدوء وجديه:
اسمك يا ولدى يلمع فى هذه التجارة من منا لا يعرف
" عابد الرشيد "...
ابتسم له مربتًا على كفيه بحب:-
اننى عبد من عباد الله يا رجل يا طيب وكلنا مثل بعض لا فرق بيننا الا بالتقوى....
تحدث صفوان بإعجاب:
بارك الله فيك يا ولدى وفي من رباك لقد زدتُ شرف بالتعامل معك...
أخذهم الحديث فى أمور العمل حتى ضاع بعض الوقت ليهتف صفوان مناديًا بأعلى صوته على إحدى بناته حتى جاءت مسرعة .
"ذات الوشاح المخملي"
اقتربت من والدها بحياءٍ شديد حتى كادت تتعثر من شدة خجلها لتهتف بخفوت:
ءأمرنى يا أبى....! ♡
تحدث بجدية مصاحبه لبعض المرح :
هل جهزتي الطعام حتمًا جاع الزلمان..؟
أجابته بهدوء:
أجل يا أبى الطعامُ جاهز الأن .
صفوان:
هيا احضريه..
ذهبت مسرعة تلبى أمر أبيها واستأذن عابد للخروج بعض الوقت...
التفت يبحث عن شيء حتى جنٰ من هول المنظر....
خلعت وشاحها ليتدلى شعرها فى نعومة عيناها الكاحلتين، تتغنج فى دلال كحبات اللّؤلؤ ملامحها المرسومة بإتقان كأنها لوحة فنية أبدع رسامُها بها لكن هنا إبداع الخالق!
دقات قلبهُ سارعة وتيرة الزمان حاول التحكم بتلك المشاعر التى اجتاحته وأن يغض بصره لكن عيناه وطبول قلبه رفضت لتلتقى نظراتهم فى هيام لتهيمُ بهِ ويهيم بها فى عشقًا سرمدي سيخططهُ لحنُ الزمان.......
بْقلُميَ: خـلُۆدِ بْگريَ...«آلَوٌردٍةّ»
**********
فى مكان آخر جلست تلك الفتاه على رصيف الطريق تبكى بشدة حتى اقتربت منها فتاه فى مثل عمرها تمد لها يد المساعدة.
اقتربت لها
وجلست بجوارها قائلة بهدوء:
ما الذي يبكيكِ؟ هل فقدتِ شيء!
زاد بكاء الفتاة بشدة ولم تجيب لتقول الأخرى:
تكلمي معي لعل الله أرسلنى لكي لأكون سبب فى محنتِكِ!
تطلعت لها فى هدوء وازالت دمع عيناها:
لماذا ينظر بعض البشر للمرأة المطلقة هكذا؟ لماذا يضعون اللوم عليها فى كل شيء؟ ولماذا تُهان وتُسلب حريتها، ويلقون عليها أبشع التهم لمجرد انها تطالب بحقها؟ هل هذه هي أمة محمد (صل الله عليه وسلم)
أجبتها بهدوء:-
ولماذا تعطى للبشر أكبر من حجمهم اتركيهم لله ما دمتِ لم تخطئي.
هكذا هم بعض البشر وهى تلك طبيعتهم السيئة امضى فى حياتك تاركة لهم اثم الظنون ولكى الأجر لن تتوقف الحياة هنا اجعلي، يقينكِ بالله يتغلب على قدرك يا اختي سيعوضك الله فى دنياكِ وأخرتكِ..
هدأت "عنان " قليلًا وازالت دمعة عينيها ورفعت رأسها لتجد فتاه يغطى جسدها بالكامل لم يظهر منها شيء سوى تلك العينان اللامعتان ببريق الأمل والرضا والإيمان حتى تحدثت بخفوت قائلة:
وكيف لي أن أحزن بعد حديثك هذا لقد ادخلتي السرور على قلبى يا أختي...
لمعت عيونها ببريق الابتسامة الصافية وضمتها فى احضانها قائلة بصدقٍ وحنان:
من كل قلبى سأدعو لكِ بالسعادة والعوض الجميل دائمًا وبحمد الله انني كسبت أختً مثلك سنكون من اليوم اخوات واصدقاء للأبد.
ان احتجتي لشيء ستجديني دائمًا معكِ مُلئت الابتسامة وجهها يشع منه نور الأمل فقالت صادقة:-
خير الصديقة والأخت
لكن لم اعرف اسمُكِ بعد ؟!
اجابته بضحكة خافتة:
أسمي " مريم "وانتي ما اسمك؟
ابتسمت بحب:
وانا عنان
احتضنوا بعضهم فى مودة وحب وظلو يتبادلون اطراف الحديث لتبدأ قصة صداقتهم البريئة بطهر قلوبهم المعطاءة
♡♡♡♡♡♡♡
زاد حياؤها عندما رأته يتطلع لها هكذا والأغرب تلك النبضات التى هاجمت صدرها فجأة لتجذب الوشاح بتوتر وتغطى رأسها لتجده قد اختفى تمامًا من أمامها لتتحدث بصوتٍ خافت:
لماذا كان ينظر لى هكذا؟ ولماذا ارتجف قلبى لقربه هل وقعت أسيرة له لا أدرى منذُ ان رأيته في الصباح وحالي ليس هو ماذا فعل بى؟!
جذبت الصحون بدقة لترص أصناف من الطعام الشهى الذى أعدتهُ بناءًا على رغبة أبيها تكريمًا لضيوفه حتى اتمت عملها وذهبت اليهم كانت خطواتها فيها شيئًا من التوتر والخجل، تخشى التطلع إليه فلقد زاد خجلها بعد ان رآها هكذا لتضع الطعام أمامهم وتذهب مسرعة قبل أن تلتقي النظرات فحتمًا ستفقد صوابها ...
تناولوا الطعام تحت حديثهم عن العمل وتم الاتفاق على انهم سيمكثون ثلاثة أيام لحين الأنتهاء من تحميل البضائع على السفن وإتمام أمور الصفقة....
ما الذى ينتظر عابد ومن تلك الحورية التى خطفت قلبه؟
هل ستتغلب عنان على ماضيها لتعيش الحاضر ام ستبقى أسيرة له؟
#يتبع....
بّـقَلَمِـيّ:خلود بكري «آلَوٌردٍةّ»
الفصل الثاني
#نيران عشقك السرمدي
أسدلت ستائر الليل تحت لمعان النجوم، وضوء القمر اللامع على مياه البحر بإبداع الخالق... جلس على رمال الشاطئ ينظر لتلاعب أمواج المياه ليشرد بها أغمض عيناه فى هدوء يتنفس ببطء حتى لاحظ أنس حالته الغريبة بالنسبة له ليتحدث بقلق:
ما الأمر هناك شيء يقلقك لماذا وجهك شاحب هكذا؟!
صمت قليلًا ليجيب بعد عدة دقائق:
لقد وقعتُ فى الحُب
نظر له أنس ببلاهة:
ماذا تقول؟ ومتى ومن هي الفتاة؟!
فرگ كفيه فى توتر وحيرة؟
لقد وقعت أسير العشق من النظرة الأولى يا صديقى ولا أدرى ماذا أفعل أشعر أن روحي قد سُلبت منى؟!
علت الدهشةُ معالم وجهه ليردد بتعجب؟
هل انت في وعيك يا عابد من هى تلك الفتاة التي أوقعتك هكذا يا رجل أشعر انك اصبحت شخصًا أخر!؟
احتار أن يخبره بها فشرد فى صمت مريب ليتحدث فجأةً ؟
سوف أطلبها من أبيها غدًا بإذن الله .
قهقه أنس بشدة ليطرق على جسده عدة مرات ظناً من انه يحلم أو بهِ مرض فأردف بتعجب :-
هل جننت يا عابد أو بكٰ أذى ما هذا الذى تتحدث به ستقودني للجنون حتمًا!
تطلع إليه ببرود قاتل:
ما الجنون فى هذا لقد دق قلبى رغمًا عنى وهذا ما كنت أنتظره...
شعر بجدية حديثه ليقول بعد مهلة قضاها فى التفكير العميق ليستوعب الأمر حقًا:
ومن هي حليفة الحظ؟
أشاح بوجهه الى البحر يتنفس ببطء قائلا:-
صاحبة الوشاح المخملي.
جن أنس وأخذ يتمتم ببعض الكلمات الغير مفهومة وهو يصيح بغضبٍ شديد:-
انت تقودني إلى الجنون تحدث معى بجديه لم أعد أفهمگ…!
هبٰ واقفًا ليُشير إليه وهو ذاهب الى الخيمة ليردد بعد صمت:
ابنة الشيخ صفوان..
اجفل رمشية عدة مرات حتى شلت الصدمةُ أواصره:-
ستتزوج فتاه لم تعرفها إلا منذُ يومين هل هذا يُعقل؟
نظر له فى جدية قائلًا:-
وما هى مشكلتك أنا من سأتزوج!
ولا أريدُ بها سوى الحلال كما أمرني ربي.
جذبه فى غفلةٍ الى احضانه ثم استرسل حديثه بفرح:
الف مبارك يا حبيب القلب اتمنى لك من قلبى التوفيق والسعادة ...
بادله تلك البسمة الصافية وهو يقول بمحبة:-
ونعمه الرفيق ادامك الله لي بكل الأوقات رفيقًا صالحًا.
♡♡♡♡♡♡
صوت صياح عالى ارعب قلبها شعرت بدوار يهاجم رأسها فاقتربت بهدوء من الباب لتجد زوج أمها يصيح بها فى غضب:-
احضرى لى الشاى لماذا تجلسين فى هذه الغرفه ألم تعلمي أننى سأعود للبيت فى هذا الوقت ؟
هزت راسها فى تعبٍ واضح:-
اننى اشعر ببعض المرض وكنت أريح ُ جسدي قليلًا...
نظر لها نظرة يملؤها الحقد والطمع:-
هل كنتي تبنين قواعد البيت ام تخترعِ شيئًا خارق لكى ترتاحى؟!
صمتت قليلًا ولم تجيب ليقترب منها فى محاولة للمس جسدها لتطرق على وجههُ بغضبٍ جامح وتبعده عنها فى نفور وكره وهي تصرخ بهِ في غضب:-
هل جننت كيف لك أن تفعل هذا؟ لا تظنني ضعيفةٌ، وتُستهين بى إن حاولت تِكرارُها ستكون نهايتك على يدى أعدك بهذا وتركته يشتاط غضبًا ورحلت من أمامه،
سكنت ملامحه بصدمة ثم أردف فى وعيد:-
سأجعلكِ تدفعين الثمن عمرًا كاملًا...
♡♡♡♡♡
أتى الصباح ليعلن عن بداية قصة عشق ستخلد فى كتب التاريخ لتجمع حبيبين جمعهم عشقًا سرمديًا، من الوهلة الأولى لتتربع على عرش قلبه، صاحبة الوشاح لتعلن له أن عوض الله يمحى مُر ما قد مرَ بهِ لتكون له وطنًا كان يظنُ وحدتهُ فيه....
جلس يتبادل أطراف الحديث مع الشيخ صفوان حتى حمم قائًلا فى خجل وتوتر:-
أريدُ التحدث معك فى أمرٍ هام..
أجابه بهدوء وحكمة:-
تفضل يا بني...
صمت قليلًا يستجمع شتات عقله فقال بعد صمتٍ:-
أريد القرب منك هل تسمح لى أن اطلب ابنتك للزواج...؟
تعجب الشيخ وعلت ملامحه الدهشة والفرحةُ فى أنن واحد،
فأجاب مبتسمًا:-
وهل لي أن أرفض شاب مثلك يزيدني شرفًا ان اعطيك إحدى ابنتى...
ربت على كفيه فى حب:
الشرف لي أيها الرجل الطيب.
صفوان بتساؤل:
ومن تُريد من بناتى للزواج ؟
رسمت الحيرة معالم وجهه فهو لا يعلم اسمها حتى لكن أوضح قائلًا:
تلك التي كانت تضع الطعامُ البارحة.
ابتسم الشيخ فى ود قائلًا:
"رحيق" انها ابنتى الكبرى ودرعى اليمن هنيئًا لك أعدك ألا تندم على اختيارك يا بني سوف أخبرها بالأمر واعطيك الجواب..
عابد بوقار:-
حسنًا سأنتظر ردك قبل سفري أنت تعلم أنني سأسافر غدًا بإذن الله.
ربت على كفيه بحب وهو يقول:-
أجل يا بني لا تقلق...
♡♡♡♡
تصبغ وجهها بحمرة الخجل وأخذت تفرك اصابعها فى توتر اثناء حديث والدها معها بطلب عابد للزواج منها لتتحدث بصوتٍ خافت خجول:-
مثلما تريد يا أبي الأمر لك ما تراه صالح أفعله...
ضمها إليه بحنان قائلًا:-
انه رجلٌ صالح لن أجد أفضل منه لكِ يا بنيتى رغم انه يعز علي فراقك لكنها سنة الحياة لا بد منها....
تلألأت عيونها بالدموع لتقبل رأس أبيها بحب واحترام :-
لن يفرقنا شيء يا أبى سأكون بجوارك دائمًا.
فرت دمعة من أبيها فرحًا لها فهى كنزه المكنون وغيابها حتمًا سيؤثر عليه لكن حان الوقت لأن ترى دنيتها وتنعمُ بها...
♡••••••••••♡
ذهبت مسرعة الى غرفتها تحاول مرارًا أن تهدئ من دقات قلبها حتى جلست على المقعد بابتسامة بلهاء تتنفس ببطء.
لتقترب منها شقيقتها تهزها بعنف قائلة:-
رحيق "هل جننتي يا فتاة ما بكِ؟
تحدثت بصوتها العذب :-
لقد طلبني للزواج من أبى أيعقل أن تتحقق الأمنية فى ليلة واحدة!
ام انه حلم سأصحو منه على خيبة أمل لا لم اصدق!
صمتت قليلًا فى محاولة لمعرفة عن أي شيء تتحدث ثم استرسلت حديثُها بتساؤل وهي تقول بدهشة:
من هذا وعن أي حلم تتحدثين؟
ابتسمت فى هيام وبداخلها سعادة مُلئت قلبها:
انه عابد جاء منذ أيام للعمل مع والدنا فى التجارة لكن منذ أن رأيته وشعرت بشيء تجاهه يجذبنى اليه ... فدعوت الله ان يكون ما بيننا حلال وها قد أجاب....
ابتسمت ملء فمها بحب لتجذبها داخل احضانها بفرحْ وسرور مهنية لها بصدق:
مبارك يا قلبى انت تستحقين كل الخير.
رحيق بحب وود:
ادامك الله لي چنتي..
::::::♕::::
تسلل الفرح قلبه فور سماع موافقتها من أبيها فجلس يتفق معه على أمور الزواج بأن يقرأ الفاتحة اليوم قبل سفره وعند عودته يتم الزفاف..
رحب الشيخ صفوان فى ود ومحبة لينادى على رحيق لتكون حاضرة...
أقبلت تتهادى في مشيتها، ولأول مرة يراها بدون ذلك الوشاح فقد نفذت أمر أبيها بأن واجب على العروس أن يراها عريسها مرة واحدة قبل الزفاف..
جلست مقابله له تفرك كفيها فى توتر ليتحدث هو:
كيف حالك؟
خفضت رأسها فى حياء:
انني بخير والحمد لربي
وبجدية قال:
هل تريدين معرفة شيئًا عني؟
تحدثت بخفوت وهمس :
أبى أخبرنى كل شيء ومع الأيام كلنا سيتعرف على الاخر اكثر..
أعجب بحديثها ليردد بحب يلمع بمصداقية عيناه:
مبارك علي انتى يا رحيق!
تطلعت به فى خجل لترى ابتسامته الجذابة تزين ثغرة بحبٍ لامع لتتوه النظرات بينهم لتكتب قصتهم السرمدية...
ما الشيء الذي ينتظر أنس عند الرجوع الى بلده؟
ماذا ستفعل عنان مع زوج امها؟
من هي تلك الغامضة التى ستقلب الموازين وتخطف الأدوار لتكون ملكة على عرش قلب ذلك المتعجرف؟
#يتبع
#بقلمى خلود بكري العلام
الفصل الثالث
#نيران عشقك السرمدي
أهيمُ بك عشقا قد تخطى الحدود…
فأصبحتُ أتنفسك حدَ الجنون...
تحاوطُنى روحك فى سماءٍ عالية من العشقِ العتيق...
فالتف حولها فى عشقًا سرمديًا يهفو بجنون ...
بقلمي خلود بكري
سطعت الشمس بضوئها اللامع لتتسلل من نافذة غرفتها داعب الهواء بشرتها فى رقة لتستيقظ مسرعة، فاليوم ستودعه إلى حين اللقاء..
ارتدت فستانها الفضفاض بلون امواج البحر الخاطفة وأحكمت وشحها بإتقان لتلقى نظرة رضا على ملابسها وذهبت الى خيمة أبيها ليكونا فى انتظاره قبل الرحيل...
•••••••••
كان قد استيقظ منذ طلوع الشمس ادى فرضه سائل الله التوفيق والصبر لحين ان تكن له فى الحلال جلس على المقعد شارد الذهن احتلت معالم الحزن وجهه وخفقت ضربات قلبه بألم، أغمض عينيه فى أسي حتى لاحظ أنس حالته ليقترب منه بهدوء وقلق:
عابد لماذا أنت حزين هكذا هل حدث شيء؟!
تلألأ الدمعُ فى عينيه مما جعل أنس يصدم من حالته ليجلس جواره بقلق على حالة رفيق دربه التي تنذر بما يعانيه....
ساد الصمت بينهم عدة دقائق ليقطعه عابد قائلًا بألم مزق قلبه:-
هذه المرة الأولى التي أشعر انني وحيدٌ هكذا الأن علمت معنى أن يفقد الإنسان والديه ويحرم من حنانهم مدى العمر صبرت سنوات لحين ان التقي بشخص أشعر تجاه بالألفة والحب، الذى حرمت منه وحين وجدتها تاهت فرحتى وسط أحزانى كيف لي أن أخبرك الآن اننى فى أشد لحظات ضعفى ويأسى كنت أتمنى أن أذهب إلى أمي أخبرها بكل سرور اننى قد لقيت نصفي الضائع، وسيعُم بيتك بالفرح يا أمى حلمك ان تجدين فلذة كبدك عريس يزفُ عروسته اليكى قد تحقق وأملأ لكى البيت بالأحفاد والفرح لكن أخبرني الآن يا أنس لمن سأحكى لهم عن كل هذا وانا لا يوجد لدى ما يشاركني به؟
شعر بألم ينغز صدره على حال رفيقه فهو يعلم مدى معاناة الدائمة ليربط على كتفيه بحب صادق:
وما دورى أنا!
انا بجوارك لن اتركك أبدًا انا فى ظهرك مثل ظلك يا رفيقى واسترسل حديثه بعتاب:
أنت تعلم إنني أخًا لك قبل أن أكون شريك عمل؟!
ابتسم فى محبة وتبدلت ملامحه فى هدوء:
انا لم اعرف أحدًا سواك، ولا أريد أن أعرف أنت عائلتى التى فقدتُها وأنت الصاحب والأخ يا أنس ادعوا الله دائمًا ان لا يفرقنا شيء .
ابتلع غصة مؤلمة فى حلقة يضمه إلى صدره:
لن يفرقنا شيء سوى الموت يا رفيقي.
•••••••••
فتحت باب غرفتها بغضب لتصيح بعلو صوتها على ابنتها فزعت عنان بخوف واستقامة بوقفتها لتدخل الأم فجأة وتطرق على وجهها بصفعة ألجمت لسانها عن النطق لتسقط على الأرض من شدة الألم لتتحدث بألام:
ماذا فعلت يا أمى لتفعلى بى هكذا ؟
حتى انتى يا أمى تقسي عليا ! مثل باقى البشر إن لم أجد في حضنكِ الأمان ف أين سأجده يا أمى؟!
صرخت مجددًا بها فى عنف:-
لماذا تحدثتى مع زوجى بوقاحة هل جننتي ومتى ستكفى عن تلك الأسطوانة البائخة التى دائمًا تهزينٰ بها لقد نفذ صبري عليكي.
بكت بألم اعتصر قلبها من قسوة والدتها معها لتقول بحسرة وحزن:
إنه يتاوقح معي و ينظر لي نظرات سيئة ألم يكفيكِ إنكٓ زوجتني من رجل لا يعرف من الدين شيء خرب حياتى وتركنى وكل ذلك من أجل المال أي أم تفعل بأولادها هكذا؟!
جذبتها من شعرها بعنف لتصرخ بها:
كيف لكى ان تتهمى زوجى بهذه التهمة يكون فى علمك ستعودين الى زوجك فى الغد تعملين له خادمة وترحميني من مشاكلك التي سئمتُ منها...
أجابتها بوجع لو كان الأمر هكذا فالموت ارحم لى من حياتكم....
خرجت من الغرفة واحكمت غلقها جيدًا فقد قررت أن تحبسها عقابًا لها عن ما تظنه هي أن ابنتها المخطئة.....
جلست تبكى وتزداد شهقاتها بآلم يئن بهِ قلبها المكسور من قسوة؛ من والدتها من رحِمها لتُناجي ربها من وسط شهقاتها:
يارب حنن قلب أمى علي إن كانت الدنيا تقسو فالأم أيضًا تقسو اين اذهب واين أجد الأمان لقلبي ؟!
تذكرت صديقتها التى تهون عليها لتسرع الى الهاتف تدق عليها بلهفة لتجيب حتى سمعت صوت ذكوري يتحدث!
مريم هل هذا هاتف مريم ؟
أجابها بهدوء:
نعم لكنها ليست موجودة الان من أنتى؟
حاولت التحكم فى شهقات بكائها لتجيب بصوت مضطرب حزين؟
حلفتك بالله عندما تأتي أخبرها أن عنان اتصلت عليها وأريدها؟
خفق قلبه أثر سماع بكائها ليقول بحيرة؟
بامر الله ساخبرها لا تقلقى هون عليكِ الله واغلق الهاتف لينبض قلبه بألم لم يفهم ما سببه فجلس ينتظر شقيقته لتخبره من هى تلك الفتاة؟!
•••••••••••
حمل بضائعه على متن السفينة وأتم عمله ليقترب من الشيخ صفوان قائًلا بمحبة:
سأشتاق اليك ايها الرجل الطيب.
ضمه فى ود:
ونحن سنشتاق إليك يا بنى لا تطيل فى عودتك..
ابتسم قائلًا:
سأترك جزءًا منى هنا وأذهب كيف لي أن لا أعود مسرعًا إليه ستجدنى قريبًا أمامك لن تشعر بغيابي لاني حتمًا لن اسطتيع..
جذبت طرف وشحها في توتر أثر كلمته التي زادت من نبضات قلبها لتراهُ يقترب منها بحذر وهو يقول بجدية صادقة:
هل تحتاجين شيء؟
تكلمت بصوت صغير هادئ:
الشكر لك رافقتك السلامة عابد.
شعر بخفقة مجنونة احتلت قلبه أثر سماع أسمه يترنم من بين بسمتها ليقول بمشاكسة:
اليوم أحببت أسمى ي رحيقي،
ليتركها في غمرةٍ من الخجل الذي جعلها تركض مسرعة من أمامه لتُهدء تلك النبضات التى أعلنت الحرب عليها...
ودعهم الشيخ بالدعاء أن يصلوا إلى ديارهم آمنين لتقلع السفينة لتسير فى عرض البحر وتبعد عن أنظارهم.....
يقولونا إن عوض الله إذا أتى ينسيك مر ما قد عنيت ما الشيء الذي سيعوض كسر قلبها لتنعم بحياتها التي فقدتها بالظلم والقهر؟
#ترقبوا
#يتبع
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق