رواية ابيض وأسود الفصل الاول والثاني بقلم مني محمود بركات
رواية ابيض وأسود الفصل الاول والثاني بقلم مني محمود بركات
الفصل الاول
التشوه اللي بيحصل لاي انسان وهو صغير مفيش اي علاج ليه بيفضل ملازمة طول عمره ويادوب فئه صغيره جدا اللي بتعرف تتأقلم مع التشوه دا وتعيش بيع وتحاول متعملش مع ولادها اللي اتعمل معاها لكن وجعها بيفضل مدفون جواها العمر كله
ومهما الشخص كبر ونضج وفهم .. مهما حقق نجاح مادي أو معنوي اتجوز وخلف كلها حاجات مبتمحيش اثر اللي بيحصل فينا واحنا صغيرين سواء كان حلو او وحش
يمكن بنفهم أن في عادات وتقاليد في التربيه غلط كانت سبب في عذابنا يمكن بنلتمس العذر احيانا لاهالينا لائذاهم لينا بدون قصد لكن نتعافي كليا .... استحاله ..
___________________________________
((( في حي شبرا )))
تبدا احداث روايتنا في شقه في حي شبرا مليانه رجال شرطه كتير ودكاتره طب شرعي وسط كل ده واقف هو وباصص على لوحه متعلقه على الحيطه لحد ما جه عسكري من وراه وكلمه
_ يا باشا البواب طلع زي ما حضرتك امرت اجيبه لحضرتك هنا
من غير ما يتكلم هزي له راسه العسكري راح وراجع بالبواب اللي كان واقف وباين عليه الخوف والصدمه اتكلم هو بكل صرامه وقال
_ عدلي بقى كده تاني عبد التواب ايه اللي حصل بالظبط وخلي بالك لو قلت حرف واحد مختلف هاخدك معانا واحنا ماشيين
عبد التواب بخوف شديد ..
_ والله يا باشا انا قلت كل اللي حصل
_ قول تاني ايه المشكله
_ انا مفروض كل يوم بعدي علي شقق العمارة وبلم لامؤاخذه يعني شنط الزباله من علي الباب بقالي كام يوم مش بلاقي شنطة قدام شقه مدام ناهد خبطت كتير محدش فتح قلت يمكن سافروا مصيف ولا حاجة لحد ما العمارة كلها بدأت تشم ريحه وحشه اوي جايه من الشقة وقبل ما اي حد يتصرف استاذ محمود المحامي قال لازم نبلغ البوليس ومحدش يعمل اي حاجة ولما البوليس جة زي ما حضرتك شايف لاقو الدم والجتت في كل حتة كدة
_ اتعرفت عليهم ؟ دول كلهم اللي كانو ساكنين هنا ؟
عبد التواب بدموع بتلمع من الموقف واللي شافه
_ اتعرفت عليهم الست ناهد أيوة صاحبه الشقه ومعاها ولادها منة و معاذ لكن استاذ شريف ابنها الكبير مش موجود حاولنا نكلمة كتير مقفول يا بيه وابوهم متوفي من يجي عشر سنين تقريبا
_ بيشتغل اي شريف دا ولا عندة اد ايه ؟
هنا رد أمين الشرطة اللي واقف بدل عبد التواب اللي دموعه نازله بصمت
_ الست الكبيرة كانت شغاله في الشئون الاداريه ف الأراة التعليمية ومنة بنتها ٢٢ سنه مش بتشتغل بتعمل فيديوهات علي النت تيك توك ويوتيوب وكدة ومعاذ ثانويه عامه تالته ثانوي وشريف الابن الكبير ٣٠ سنه صيدلي بيشتغل في صيدليتين واحدة بالنهار و واحدة بالليل
_ عرفتو اي معلومات تانيه ؟ وفين الطب الجنائي؟
أمين الشرطة
_ بندور ع شريف في الأماكن اللي عرفنا أنه ممكن يكون فيها يا باشا
_ اندهلي الدكتور بسرعه
_ امرك يا باشا
بعد دقيقه قرب منه دكتور في أواخر الثلاثينات اتكلم وهو بيمد ايديه عشان يسلم
_ بهاء باشا
بهاء رسم ابتسامة خفيفه
_ دكتور مؤمن ليك وحشه
_ انت اكتر يا باشا
شاور بهاء ع مكان الجثث وهو بيحط السيجارة في بؤه وبيولعها
_ ايه اللي حصل ؟
عدل مؤمن نظارتة واتكلم بكل تركيز
_ بص طبعا الكلام دا كله مبدءي لحد ما نشرح الجثث بس غالبا كدة الضحايا اتخدرو وبعدين اتقتلو في نحر في مكان الرقبه غالبا دا سبب الوفاه وبعدها القاتل بدء يطعن في الجثث باله حادة الست كبيره واخدة عشرين طعنه في أماكن متفرقة والبنت واخدة ١٢ طعنه والولد الصغير ٧ طعنات
بهاء
_ تمام دكتور بس اظن انت عارف دي منطقه شعبيه الحادثه صعبه في ابن مختفي ياريت التقرير يكون قدامي في اسرررررع وقت ارجوك
مؤمن
_ من غير ما تقول يا باشا مش هروح بيتي غير بعد ما اعدي بنفسي عليك واسلمك التقرير
بهاء
_ تمام يا مؤمن تسلم اتفضل انت مش هعطلك عن شغلك
استأذن مؤمن ومشي يكمل شغله وفضل بهاء يلف في الشقه ولما حس أنه مش قادر يركز طلب منهم كلهم يطلعو برة لمدة خمس دقائق ويسبوه لوحدة والكل نفذ أوامره
رجع يلف في الشقه من تاني دخل اوضه من الاوض من اول نظره عرف انها تخص شاب لف فيها ووقف قدام مكتب صغير في اخر الأوضه ومن الكتب اللي عليها عرف انها اوضه شريف الابن الكبير المختفي اهتم بالاوضه اكتر وبدء يفتش فيها وللحظة حس بحد واقف واره بص بسرعه واتخايل بطفل عنده حوالي٧ أو ٨ سنين وبيجري برا ابتسم بهاء وطلع بهدوء من الاوضه ودخل الاوضه اللي حس ان الطفل دخل فيها
من اول ما دخل من الصورة الكبيره اللي علي الحيطة عرف انها اوضه الام ناهد ... بص في كل أركانها واتحرك ناحيه الدولاب فتحة وبص بنظرة سريعه عليه ولاحظ أن في صندوق مختفي تحت الهدوم عرف أن الأوضة دي كدة لسه متفشتش شد الصندوق بهدوء وفتحة
كان موجود فيه دهب مش كتير وقيسمة زواج ل ناهد واسم الزوج صالح فتحي وشهادة ووفاه ل صالح وقسيمة زواج تانيه باسم زوج تاني حسين عبد السلام وشهادة وفاه ب اسم الزوج الثاني استغرب بهاء وفتح باقي الورق لاقي شهادات ميلاد للولاد الثلاثه وقرا الاسامي وبدء يفهم
شريف صالح فتحي
منه الله حسين عبد السلام
معاذ حسين عبد السلام
خد بهاء الورق وخرج ومشي من الشقه ودخل رجال المباحث والطب الجنائي يكملو شغلهم
اول ما نزل وركب عربيته اتخايل ب بنفس الطفل اللي لمحة في الشقه واقف وراء شجرة كبيره قدام العمارة وبيبصله بحزن كبير ودموعه نازله بصمت ركز بهاء نظرة للطفل نظراتهم ل بعض كانت كلها كلام وقبل ما ياخد بهاء اي خطوة تانيه تلفونه رن وخرجة من الحاله اللي كان فيها بص للتلفون ولمح اسم المتصل ورفع عينيه تاني ملاقاش الطفل موجود اتنهد ورد علي التلفون وزي ما توقع سمع صوت زعيق جامد
_ انت فين يا بهاء لحد دلوقتي هو أنا مش كلمتك من تلت ساعات وقلتلك اقفل التلفون الاقيك قدامي ايه خلاص فاكر اني كبرت ومبقاش ليا كلمة عليك خلاص شفت نفسك علي ابوك يا حضرة الظابط الكبير ساكت ليه ما تتكلم يا محترم
_ هو حضرتك مديني اي فرصه للرد حضرتك نازل زعيق وبس
_ وانت بقا عندك رد اصلا
_ اه يا بابا عندي رد اني في شغلي وفي قضيه مهمة جدا اطلب مني امسكها ولاني خفت تكون حضرتك أو ماما فيكو حاجة اتصلت ب بسمة تعدي عليكم وتطمني
الاب بانفعال شديد
_ أنا لو عايز بسمة كنت اتصلت بيها لكن أنا اتصلت بيك انت يبقا انت اللي تسيب كل اللي في ايديك وتكون قدامي مش بسمه سامع ولا لا
_ يا بابا شغ
قاطعه الاب بغضب
_ بلا بابا بلا زفت وشغلك دا في ستين داهيه المهم أنا أنا لما اقول الاقيك هنا الاقيك قدامي سامع ولا لا
بهاء خد نفس طويل وحاول يرد ب نبرة هاديه علي قد ما يقدر عكس الغضب الكبير اللي جواه
_ لما اخلص شغلي هبقي اعدي عليكم ولو في حاجة مهمة اوي حضرتك تقدر تكلم بسمه أو حبيب عين امه وابوة أبيه مهاب لكن أنا مش هسيب شغلي واروح اي مكان تحت اي ظرف وأيا كان مين اللي عايزيني مع السلامة يا بابا مش هقدر اتكلم اكتر من كدة ورايا قضيه
وقبل ما يسمع اي رد قفل السكة وبعدها قفل التلفون كله وفضل بكل غضب يضرب بأيديه الاثنين علي الدريكسون اكتر من مرة وبعدها اتحرك بسرعه كبيره جدا بالعربيه
____________________________
أمين الشرطة ( بكر بركات ) كان في منتصف الأربعينات من عمره خلص شغل في الشقه اللي حصلت فيها الجريمة واول ما نزل من الشقه مسك تلفونه واتصل برقم وانتظر الرد
بكر
_ مساء الفل يا حبيبي عامله اي دلوقتي طمنيني عليكي
_ مساء الخير يا بكر ... الحمد لله انا كويسه يا حبيبي
_ يارب ديما .. بتعملي اي كدة .. عطلتلك عن حاجة ولا اي ؟
_ لا ابدا أنا كنت بتسلي وبجهز اوردارات الاكل بتاعت بكرة عشان اسهل الدنيا علي نفسي شويه
بكر كشر
_ بردو الشغل دا يا بدور انتي مفيش فايدة فيكي
بدور بهدوء
_ يا حبيبي انا مش بعمل مجهود كبير ومش بنزل من البيت ولا بتعامل مع ناس كتير بشكل مباشر ودا مريحني يا بكر والله
بكر بحزن
_ ما دي المشكله يا بدور ميت مرة اقولك الهروب دا مش حل تعالي نشوف دكتورة نفسيه كويسه ونروحلها لها انا هروح معاكي مش هتبقي لوحدك يا قلب اخوكي
ضحكت بوجع
_ دكتورة ايه وانا خلصت التلاتين ودخله علي الاربعين هتعملي اي الدكتورة دي دلوقتي ما خلاص يا بكر اللي حصل حصل ربنا لا يسامحه دنيا ولا آخره أنا كل اللي بتمناه اني ممتمش بقهرتي قبل ما اشفي غليلي منه يا بكر
بكر
_ اهدي طيب عشان خاطري أنا آسف مش هفتح كلام في الموضوع دا تاني بس اهدي حبيبتي و
قطع كلامة لما شاف أنه معاه اتصال تاني ومجرد ما شاف اسم المتصل ( بركات ) ملامح كلها اتغيرت والغضب اتمكن منه و
يتبع ....
أبيض وأسود
مني محمود بركات
الفصل الثاني
الصورة من بعيد كتير بتكون خداعه
لو حصل في الحقيقه وحد معدي جمب شخص انفعل علي والده أو والدته زي ما بهاء انفعل علي باباه هيقول عليه دا ابن جاحد ازاي يكلم ابوة اللي رباه وكبره كدة ازاي يجرؤ يعلي صوته عليه كدة اكيد دا مش بيطمر فيه اكيد ملوش خير في حد طالما ملوش خير في أهله بالشكل دا
مع أن لو جينا وعملنا زوووم علي الصورة وشوفناها من قريب كويس اوي كلامنا كله هيتغير ونظرتنا ل بهاء بعد ما كانت نفور وغضب هتبقي كلها شفقة وحزن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(( صدمة ))
بكر قطع كلامة مع بدور لما شاف اسم بركات علي التلفون ملامحه كلها اتغيرت وفتح المكالمه من غير ما يقول ل بدور اي كلمة
ـ عايز ايه .. أنا مش قلتلك الرقم دا تنساه ومتتصلش بيه تاني
رد عليه بصوته الغليظ واتكلم بكل حدة
ـ لا بقولك اي الشويتين اللي بتعملهم مع المجرمين اللي بتتعامل معاهم ميمشوش معايا متنساش نفسك أنا ابوك يا بكر ولازم تحترمني ل اغضب عليك دنيا واخره
رد عليه بسخريه
ـ لا وانت الشهادة لله ونعم الاب اوي اي يا حج بركات انت مالك مصدق نفسك كدة ليه
ـ بقولك اي أنا مش ناقص وجع دماغ التلاجة عندي فضيت والراجل صاحب البيت عايز الايجار عدي عليا الشهريه وامشي مش عايز من وشك حاجة تانيه انت طول عمرك ابن عاق اصلا مش هتتعدل علي كبر يعني
ـ عندك حق مفيش حد بيتعدل علي كبر زي ما انت كدة مش هتتغير ابدا بردو عموما القبض لسه منزلش لما ينزل هبقي ابعتلك اي عسكري بالفلوس أنا مش هاجي
بركات بصرامة
ـ هتيجي بنفسك يا بكر والا والله العظيم تاني يوم هكون عندك في القسم واعملك شوشره واقول للظباط و لزمايلك انك ابن جاحد مش بيبص علي أبوة سمعني وانت عارفني كويس أنا مش بهدد بنفذ علي طول
ـ استغفر الله العظيم يارب يا سيدي انت عايز مني اي الشهريه وبتوصلك اول كل شهر لحد البيت ليه لازم أنا اجي لا انت طايق تبص في وشي ولا أنا عايز اشوفك بتحكم رايك ليه مش فاهم
ـ لما تيجي هتفهم يلا سلام
السكة اتقفلت وحس بكر أنه جواه طاقه غضب تحرق الدنيا بحالها حاول يسيطر علي نفسه وحس أنه مش هيقدر يكلم بدور تاني دلوقتي بعتلها رساله علي الواتس أنه جاله شغل ضروري وهيشوفها بالليل تستناه علي العشا
فضل واقف بيحاول ينظم نفسه شويه وبعدين رجع كمل شغله تاني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مؤمن كان قدامة حوالي تلت ساعات علي ما الفريق اللي شغال يخلص شغل والجثث تكون في المشرحه عشان يبدء هو شغله ، حب يستغل الوقت دا وطلع علي البيت خصوصا أن شقته جمب المشرحة بينهم حوالي ربع ساعه بس
مؤمن بصوت عالي
ـ علا ... حبيبتي
خرجت علا من المطبخ وهي مكشرة
ـ وطي صوتك يا مؤمن في اي حرام عليك ما صدقت ان نيجار نامت شويه عشان ادخل اعمل الغدا تيجي انت بصوتك دا تصحيها تاني حرام والله
ـ بس بس خلاص براحة خدي نفسك معرفش أنها نايمة ... وبعدين انا قدامي ساعتين كدة ولا حاجة وانزل تاني ومش عارف هرجع أمتي معايا قضيه صعبه شويه ف قلت اجي اقعد معاكم شويه قبل ما انشغل فيها
ـ معاش يا حبيبي بس حقيقي بنتك متعبه اوي طول ما هي صاحية عايزاني افضل قاعدة بيها ومعملش اي حاجة تانيه ... ادخل يلا غير هدومك وخد ذورفكدة يفوقك هكون حضرتلك احلي سفره
ـ ماشي يا حبيبتي ( اتحرك ناحيه اوضته لكنه وقف ولف ليها تاني ) بقولك اي لو هتخافي تباتي لوحدك اخدك انتي ونيجار اوديكي ل ماماتك أنا ممكن اغيب عن البيت يومين ولا حاجة
ارتبكت علا بس حاولت تداري بسرعه ارتبكها قبل ما مؤمن يلاحظ
ـ لا اقصد يعني دول يومين يعني وبعدين حتي لو بخاف بقا معايا طفله دلوقتي لازم اجمد قلبي والتعود علي طبيعه الحياه دي مينفعش افضل اخاف زي الاطفال كدة
ـ بس انتي بتخافي يا علا ليه تضغطي علي نفسك بالشكل دا حتي لو عايزة تقوي نفسك خليها قدام شويه لكن دلوقتي نيجار لسه صغيره جدا وبتتعبك بلاش كمان بالليل تكوني مرهقه وخايفة ومتناميش
حاولت تتهرب من الكلام
ـ بقولك اي هشوف كدة واقولك ادخل بس خد شور بسرعه خلينا نلحق نتغدي في الهدوء دا وعشان تلحق شغلك كمان يلا
هز رأسه وهو حاسس ان في سبب لرفضها بس مرضيش يضغط عليها دخل اوضتهم وبعد شويه خرج كانت هي حضرت الاكل علي السفره وقاعدة مستنياه وسرحانه لدرجة أنها محستش أنه قعد قدامها غير لما لمس ايديها
ـ اي اللي شغلك اوي كدة يا علا
حاولت تبتسم
ـ مفيش يا حبيبي مرهقه شويه بس
هز رأسه من غير كلام وبدؤ ياكلو في صمت قطعته
ـ ا انا يعني كنت بفكر بدل ما اروح ل ماما وانت عارف ان بابا الضغط علي طول تعبه ونيجار بتعيط كتير اروح اقعد اليومين دول عند ماماتك لو يعني مش هضايقاها ولا انت اي رايك ؟
ــ هنا وهنا واحد اكيد المهم تكوني مرتاحة ومعتقدش أن ماما هتضايق انتي عارفه هي بتحبك ازاي وبتزهق ديما من القاعدة لوحدها غير حبيبه ستها بقا اللي لما بتصدق تشوفها
ــ طيب ممكن اطلب منك طلب
ـــ اكيد يا حبيبي
ـــ ممكن بعد الغدا تتصل انت ب ماماتك وتشوف الدنيا اي يمكن تكون كانت ناويه تخرج أو تعبانة أو مودها مش تمام وتتحرج مني لكن منك انت مظنش
ـــ حاضر يا ستي بعد ما ناكل هكلمها ولو الدنيا تمام مش مشكله لو اتاخرت شويه بس خليني اوصلكم بنفسي عشان ابقي مطمن عليكم
ـ ماشي يا حبيبي تسلملي يارب
رجعو تاني يكملو اكلهم في صمت لكن الصمت دا كان خارجي بس جوة كل واحد فيهم دوشه كبيرة اوي وكلام كتير وصراعات وتساؤلات ملهاش اجابه
بعد الاكل كلم مؤمن ماماته اللي رحبت جدا بوجود علا معاها وقالت إنها مستنياهم وهتبء تحضر ل سهره حلوة بينها هي وعلا
مؤمن بدء يلاحظ علي علا وهي بتحضر شنطة صغيره ليها هي وبنتها أنها كانت فرحانه جدا متحمسه وكلها طاقه ايجابيه عماله تغني وتضحك وافتكر المرات القليله اللي كانت رائحة فيها ل ماماتها وافتكر التكشيرة اللي كانت ديما بتحاول تداريها والسرحان الكتير والحزن اللي كان ماليها ولما كان يسألها مالك تقوله اصلك هتوحشني وأنها مش بتحب تبعد عن البيت بعد ما اتعودت عليه
كان عايز يتكلم معاها ويفهم منها اي الفرق وليه بتبقي غير كدة وهي رايحة زيارة لأهلها يوم وراجعه بس ضيق الوقت مأسعفوش واضطر أنه ياجل اي كلام لحد ما يسلم التقرير ل بهاء وبعدها هيركز مع مراته ويفهم مالها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بهاء كان مركز في جمع التحريات وشهادات الجيران رمي كل مشاكله وهمومه ورا ضهره وركز في شغله وبس وبعد مرور حوالي خمس ساعات علي اكتشاف الجريمة كان قدام بهاء ملف في معلومات عن أسرة ناهد
ناهد فوزي عبد العزيز موظفة في إدارة التعليمية الكل بيشهد بأخلاقها وادبها ملهاش مشاكل مع حد سواء في العمل أو مكان إقامتها .... ولادها كمان كانو في حالهم ديما ملهمش اي خلافات مع اي حد شريف الابن الكبير كان تواجده في البيت قليل جدا بسبب شغله المتواصل ... الشقه اللي ساكنين فيها دي تبقي شقه والد شريف مش والد منة ومعاذ وكمان محل تحت البيت صغير ماجرينه مخزن ل تاجر ادوات منزليه بردو باسم والد شريف و في معاش بتصرفه ناهد باسم زوجها التاني والد منه ومعاذ
منه اتخطبت مرة لكن بعد حوالي شهرين والدتها قالت ل بعض الجيران أن محصلش نصيب وأنهم متفقوش مع بعض الخطيب كان زميل منه في الجامعه اكبر منها بسنه واحدة .... معاذ كان غاوي كورة وديما بيعلب مع شله مصاحبهم في الملعب اللي بعد شارعهم بشارعين
كان بهاء بيقرا بتركيز شديد لحد ما شتت تركيزة ظهور الطفل من تاني وهو واقف في ركن من أركان الاوضه و باصصله بغضب شديد ولسه بهاء هيتحرك من مكانه اتفاجا بالطفل ادامة تماما وهمس بكلمة واحدة بس ((( ماما )))
واختفي تاني ... رغم أن الموقف مفروض مرعب لاي حد الا أن بهاء ابتسم وحس أنه مسك طرف الخيط اللي هيحصل القضيه دي وعشان يتأكد من إحساسه ومن اللي فهمه من إشارات الطفل اللي بيظهرله كان لازم يستني لحد ما نتيجة الطب الشرعي توصله الاول
تلفونه رن وللحظة فكر أنه يكنسل بس تراجع وخد نفس طويل وبعدين رد
ــ أيوة يا مهاب
ـــ أنا مش مهاب يا بهاء أنا نيره ازيك عامل اي
جز علي سنانه من الغيظ ورد بضيق واضح
ــــ بخير الحمد لله نعم في اي
ـــ اتكلم كويس يا بهاء لو سمحت مش كل مرة افكرك أنا مرات اخوك الكبير واحترامي من احترامه
ـــ انتي متصله تديني محاضرة في الادب والاحترام ولا اي ! خير يا نيرة قولي في اي أنا ورايا شغل مش فاضي
ـــ ماشي يا بهاء مش هعمل مشكله معاك كفايه المشكله اللي موجودة أصلا لو سمحت عدي علينا انهاردة ضروري بابا من بعد المكالمه اللي ما بينكم وهو تعبان وضغطه علي جدا تعالي راضيه لو سمحت وارجع شغلك تاني هو فعلا كان عايزك في موضوع مهم وانت عارف بابا عصبي شويه بس ف بليز يا بهاء تعالي وبلاش الموضوع يكبر اكتر من كدة
ـــ وهو اي اللي بيكبر المواضيع يا نيره ؟
قاطعته بنبره هاديه زي ما هي
ــ مش موضوعنا دلوقتي بقولك بابا تعب بعد الانفعال اللي حصل لو سمحت تعالي راضيه واسمع كان عايزك ليه وبعدين اعمل اللي يريحك
رد بسخريه
ـــ لا وانتم بتسبوني اعمل اللي يريحني اوي
ـــ اكيد بنسيبك ما انت قاعد في شقه لوحدك منفصل عننا رغم أن كلنا عايشين مع بعض وكل واحد له دور ف القصر هنا الا انت حبيت تستقل وتعيش لوحدك وسبناك بنشوفك كل فين وفين وبنقول اوك شغله وهو ادري بظروفه مفروض نعمل اي تاني يعني مش فاهمه
ـــ متعملوش حاجة اوك يا نيرة أنا جاي مسافه السكة هكون عندكم يلا سلام
قفل معاها من غير ما يستني يسمع رد والحقيقه الحركة دي طبع فيه مع اي حد ومهما حاول يغيره مش بيعرف ولا بيقدر يسيطر علي نفسه وقتها
رجع رأسه لورا بارهاق وتعب وغمض عينيه وهو بيهمس
ــــ يارب أنا تعبت ريح قلبي بقا
فضل علي الوضع دا شويه بيحاول يهدي نفسه قبل ما يتحرك عدي حوالي ربع ساعه وبعدين خد حاجته واتحرك وهو بيدعي من جواه أن الزيارة دي تعدي علي خير
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مؤمن وصل علا بيت والدته وهو في الطريق راجع ل شغله تلفونه رن برقم حماته استغرب بس رد علي طول خاف يكون حماه تعبان أو معاهم مشكله
ـــ السلام عليكم
ـــ وعليكم السلام يا حبيبي ازيك عامل اي ؟
ـــ الحمد لله يا ماما تمام ماشي الحال
ـــ يارب ديما يا حبيبي .. بقولك اي مكلمتش علا انهاردة بتصل بيها بقالي شويه غير متاح علي طول قلقت عليها
ـــ لا متقلقيش يا ست الكل شبكة اتصالات بس عند ماما بعافيه شويه اتصلي ع فودافون هيرن عادي
ـــ هي عند ماماتك ؟
ـــ اه اصل جالي شغل واحتمال ابات برة ف انتي عارفه بقا أنها بتخاف وكدة ف ودتها عند ماما عشان اكون مطمن عليها
ـــ والله ما حد مدلعها غيرك يا مؤمن بتخاف اي وبتاع اي دي بقت ام خلاص ولازم تكبر بقا وتتحمل المسؤوليه هتفضل في الدلع دا لحد أمتي وماماتك تقول اي دلوقتي متجوز عيله خايبه بتخاف تنام لوحدها دا كلام دا يا ولاد
حاول مؤمن يتكلم بهدوء رغم ضيقه
ــــ اهدي بس يا ماما في اي لكل دا هي بتخاف تبات لوحدها مش تقعد لوحدها وبعدين نيجار تعباها جدا وانا اللي وديتها ل ماما وماما متفهمه وفرحت جدا لانها ديما لوحدها ف هما بيونسوها
ــــ اطلع أنا منها يعني ماشي شكرا عموما المهم انكم كويسين سلام يا حبيبي
ـــ استني بس يا ماما انتي زعلتي ليه والله انا بشرحلك اللي حصل ومش فاهم اي زعلك ومع ذلك حقك عليا والله
ـــ لا يا حبيبي مفيش حاجة أنا اطمنت عليكم ودا المهم معلش هقفل معاك عمك محمود بينده عليا بدل ما يتعصب انت عارفه بقا
ـــ ماشي يا حبيبتي سلملي عليه كتير
ـــ يوصل يلا مع السلامه
ـــ مع السلامه
قفل مؤمن وخد نفس بارتياح أن المكالمه خلصت ديما اي حوار مع حماته بيكون متعب بالنسباله بيحس أنه بيتنفس لما يخلص كلام معاها وفكر لحظات لما دا إحساسه وهو كل مدة كبيره جدا لما بيتكلم مع حماته اومال اي بيحصل مع علا !!!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في مكان اول مرة نروحه مقابر بمنطقه البساتين كان قاعد قدام قبر أبوة بعيون زايغه ودموع مبتقفش ضامم رجليه ل صدره وحاضنهم بأيديه وبيتمتم بكلمه واحدة ((( ماما )))
رواية ابيض وأسود الفصل الثالث 3بقلم مني محمود بركات
رواية ابيض وأسود الفصل الثالث 3بقلم مني محمود بركات
مساء الخير لايك يا حلوين متنسهوش في كتير منكم بيكتب الكومنت وينسي اللايك هستني رايكم في البارت
التراكمات قادرة أنها تهد اي شخصيه
او تغير الشخص من النقيض للنقيض
قادرة أنها تورينا نسخة تانيه مننا منعرفش عنها حاجة ولا كنا نتخيل أنها موجودة جوانا
التراكمات بتأثر علينا بطرق مختلفه كل واحد حسب شخصيته بس اصعب نوع من وجهه نظري هو اللي بيشوف من نفسه نسخه بشعه هو مكنش سبب في ظهورها ابدا
ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-
(( عائلتي ))
وصل بهاء قدام القصر اللي عاش فيه طفولته كلها ابتسم بحنين لأيام بيتمني انها ترجع تاني خد نفس طويل وهو بيدعي من جواه أن الزيارة دي تعدي ع خير ويقدر يمسك نفسه ويسيطر علي غضبه
اول ما وصل قدام الباب فتحت بسمه أخته الصغيره وقبل ما ياخد اي رد فعل رمت نفسها في حضنه
ـــ وحشتني اوي يا أبيه
ـــ وانتي كمان وحشتني يا حبيبتي انا معرفش انك موجودة انهاردة
ـــ طب اي مفاجأة حلوة ولا وحشه
قرص خدها بخفه وهو بيضحك
ـــ حلوة طبعا وزي القمر كمان
ـــ طب تعالي يلا بابي مستنيك من بدري اوي وعشان خاطري يا أبيه حاول تكون هادي
مسك ايديها قبل ما يدخلو مكان ما الكل متجمعين
ـــ استني يا بسمة .. متعرفيش موضوع اي اللي بابا عايزيني فيه !!
هزت رأسها بنفي
ــ لا والله يا أبيه أنا كمان كلموني وقالولي تيجي من المطار علي هنا ضروري ومتقبليش اي رحلات عشان عايزينك في موضوع مهم
كشر بهاء بضيق
ــ مين اللي كلمك
ـــ وهو في غيرها بيعمل كل حاجة ف البيت دا نيرة هانم طبعا
ـــ تمام تعالي ندخل نشوف في اي
دخلو كان موجود معتز الدميري سوزي أخته جمب بعض علي كنبه وقصادهم مهاب ونيرة مراته .... سلم بهاء عليهم وبعدين قعد
ـــ يا تري ايه الموضوع المهم اوي دا اللي متجمعين كلنا عشانة وياريت يكون سريع لأن ورايا شغل مينفعش اتاخر عليه
سوزي بسخريه ...
ــ هتتاخر عن الوزارة يعني دول شويه مجرمين وقتالين قتله ما يستنو الدنيا مش هتطير
تجاهل بهاء كلام عمته وبص ل باباه واتكلم بهدوء
ـــ خير يا بابا ؟!
سوزي كانت لسه هتتكلم قاطعتها نيره وهي بتبسم بهدوء
ــ احم أنطي بليز اهدي ( بصت ل بهاء ) الموضوع يا بهاء أن بسمة اتقدم لها عريس كريم ابن انكل محرم وكنا متجمعين عشان نتفق علي التفاصيل ونشوف طلبات بسمة قبل القاعدة العائليه اللي هتم بس كدة
بسمة بصدمة
ــ كريم متقدملي أنا ! ( كشرت لما استوعبت اكتر ) ثواني هو اي اللي تشوفو طلباتي هي مش الجمله كانت نشوف راي بسمة موافقه ولا لا اتغيرت أمتي ؟
معتز
ــ وانتي مش هتوافقي ليه كريم شاب محترم هو اللي ماسك شركات محرم كلها ابن وحيد مؤدب أخلاقه عاليه شكله مقبول سنه مناسب حسب ونسب .. اي عايزة اي اكتر من كدة عشان توافقي أن شاء الله
سوزي بسخريه
ــ يمكن عايزة حد لا حسب ولا نسب
نيرة بلين
ـــ القاعدة دي يا بوسي مش هنعمل فيها اي حاجة غير انك هتتكلمي مع كريم لوحدكم شويه ونشوف رأيهم في طلباتنا وهنطلب منهم وقت ونرد عليهم يعني هتاخدي وقتك في التفكير متقلقيش
مهاب
ـــ احنا بس بنوفر أن نقعد كزا قاعدة فرضا انتي ارتحتي مع كريم بس موافقش بعد كدة علي طلباتنا ؟ ف قلنا تبقي قاعدة واحدة تعارف وطلبات وبعدين انتي تقولي موافقتك براحتك بقا
بسمة بصوت هامس
ــ اقول موافقتي !!
سوزي بصت ل نيرة
ــ بس يا نيرو أنا حاسه ان المؤخر اللي قولتيه قليل شويه علي بسمة
نيرة
ـــ لا خالص متنسيش يا أنطي اني حددت شبكة سوليتير بمبلغ كبير جدا غير الفيلا اللي هنا وزيها في اي مكان بسمة تختارة
معتز
ـــ أنا كمان شايف أن مقترحات نيرة تمام جدا بلاش يقولو أن معتز الدميري طمعان فيهم أنا بس عايز احفظ حق بنتي ودا حقي طبعا
مهاب
ــ نطمع في مين يا بابا احنا مش قليلين في البلد وهو عارف كويس اوي هو مناسب مين
نيرة بابتسامة
ـــ اكيد يا حبيبي بابا بس مش حابب ياخد فكرة غلط عننا
سوزي بلا مبالاة
ـــ اوك اوك زي ما تشوفو
بسمة كانت بتنقل نظراتها بينهم وهي لسه في حاله صدمة مش عارفه تطلع منها فاقت منها علي ايد بهاء اللي طبطب علي كتفها بهدوء قبل ما يتكلم
ـــ لو بسمة رفضت تقعد معاه من اساسه ؟ مش حابه أنها تتجوز دلوقتي ؟ في حد تاني في حياتها أو ماجله الفكرة كلها حاليا ؟ الوضع هيكون اي ؟
نيرة
ـــ احنا مش هنجبرها علي حاجة يا بهاء كل الم
قاطعها بهاء وهو بيحاول يسيطر علي غضبه
ـــ نفسي مرة واحدة اتكلم وحد غيرك اللي يرد عليا
مهاب بحده
ـــ بهاء اتكلم مع مراتي بأسلوب احسن من كدة
معتز
ــ استني انت يا مهاب ... ردا علي كلامك يا حضرة الظابط هي كدة كدة هتقعد مع كريم لأن خلاص احنا ردينا علي الناس وحددنا معاد احنا مش هنجبرها علي حاجة لكن بردو مش مسموح بدلع البنات في موضوع زي دا ثم إن نيرة مرات اخوك الكبير احترامها من احترامة وكلامها ومقترحاتها كلها في مصلحة الكل عمرها ما فكرت في نفسها حياتها كلها لينا احنا وبس غير ناس تانيه سابت. البيت باللي فيه وبقت عايشه لنفسها وبس ف لما تتكلم معاها تتكلم باحترام اكتر من كدة
بسمة بصت ل بهاء وعرفت أنه وصل لقمة غضبه اتكلمت هي بسرعه قبل ما الأمور تتأزم عن كدة
ــ بابي بعد أزن حضرتك أنا مش عايزة اتجوز دلوقتي أنا بحب شغلي جدا ولسه صغيره ف لو سمحت حضرتك تعتذرلهم لاني مش هقعد مع حد كريم كويس وكل حاجة أنا اللي مش جاهزة للخطوة دي دلوقتي
معتز بغضب
ـــ وانا قلت هتقعدي معاهم يعني هتقعدي ايه ملكيش كبير وهتكسري كلامي ولا اي
نيرة
ــ براحة يا بابا بلاش انفعال بليز الدكتور منبه أن كدة غلط قول حاجة يا مهاب
بهاء بسخريه
ـــ وهو مهاب ليه قوله بعد قولك بردو
مهاب بحدة
ـــ في اي يا بهاء ما تاخد بالك من كلامك شويه
سوزي
ــ معلش أصله متعود علي الكلام مع المجرمين والحراميه فا نسي ازاي يتكلم مع أهله
بسمة بتوتر
ـــ يا جماعه ارجوكم اهدو لو سمحتو
بهاء
ـــ أنا قلتلك مليون مرة هاتي حاجتك وتعالي اقعدي معايا مش فاهم انتي مصرة تفضلي هنا ليه
معتز بغضب
ـــ انت كمان بتقويها علينا وعيني عينك انت خلاص اتجننت بجد طب هشوف بقا كلمة مين هتمشي أنا ولا انت
بسمة بدموع بتلمع
ـــ بابي اهدي لو سمحت ... أبيه عشان خاطري اهدي انت كمان انت وعدتني
نيرة بضيق
ـــ والله حضرتك في ايديك كل دا يخلص لو وافقتي تقعدي مع كريم محدش اجبرك علي اي حاجة عشان كل اللي بيحصل دا
بهاء
ـــ مش هتقعد مع حد انتم قلتو اللي عندكم وهي ردت الموضوع خلص خلاص
سوزي بحده
ـــ قلتلك يا معتز لا تتصل بيه ولا تقوله اصلا اي حاجة واعتبره مش موجود نهائي طالع ل ماماته بيحن للبيئه اللي شبهه مش وش قصور وحسب ونسب قلتلي لا دا ابني بردو
بهاء بغضب وصوت عالي
ـــ متجبيش سيرة امي علي لسانك تاني ... اقسم بالله أنا ساكت عليكم واحد واحد إكراما لوصيتها ليا لو اختبرتم صبري اكتر من كدة متلومش الا نفسكم عشان ساعتها مش هسمي علي حد فيكم
بسمة ببكاء
ــ يلا أبيه يلا خلينا نمشي من هنا ارجوك كفايه كدة يلا نمشي
معتز
ــ أنا مش هرد عليك لاني فعلا من انهاردة. هعتبرك مش موجود صفحة واتقفلت في حياتي زي ما قفلت صفحة امك من زمان ( بص ل بسمة ) وانتي لو خرجتي معاه دلوقتي انسي أن ليكي أهل تاني البيت دا مش هتدخليه تاني ابدا سواء وانا عايش أو حتي بعد ما اموت
مهاب
ـــ اهدي يا بابا لو سمحت احنا كان مفروض نسمع كلام عمتو ونيرة من الاول لكن أنا وأنت اللي كنا فاكرينه اتغير وبقا انسان مختلف عموما من غير زعيق ولا عصبيه اتفضل يا بهاء مكان ما جيت وانتي يا بسمة خدي قرارك واحنا هنتقبله بصدر رحب يا تفضلي ونكمل موضوع كريم يا تمشي مع البيه وانسينا خالص
بسمة فضلت تعيط وبهاء كان من كتر الغضب اللي جواه بيتنفس بصوت عالي جدا كأنه بيجري بقاله مدة ومعتز وسوزي بيبصوله بتحدي وغضب أما نيره قاعدة وحطة رجل علي رجل وبتتفرج بكل برود
مهاب
ـــ ياريت نخلص يا بسمة اخترتي اي ؟
بسمة بصوت واطي وهي بصه ل بهاء
ــ استناني شويه يا أبيه هطلع الم حاجاتي واجي معاك
كلهم بصولها بصدمة لانهم كانو متاكدين أنها هتختار معتز كل مرة بيكون في مشكله بين معتز وبهاء بسمة بتاخد صف معتز منعا للمشاكل اول حد فاق من صدمته كان بهاء اللي ابتسم ابتسامة مهزوزة وهز رأسه من غير كلام
اتحركت بسمه بسرعه علي اوضتها من غير ولا كلمة تانيه وحرب النظرات فضلت مستمرة بينهم تحت قاطعها صوت مهاب اللي اتكلم بكل هدوء
ـــ اوعي تفتكر أنها هتكمل معاك انت اكتر واحد عارف بسمة مدلعه ازاي هي بس زعلت من الطريقه اللي عرفناها بيها موضوع كريم مش اكتر عشان متفرحش اوي
بهاء بنبرة قويه
ــ خليكم قد كلامكم اللي لسه قايلنه لو خرجت من هنا معايا ملكوش دعوة بيها خالص وانا وهي هنتصرف مع بعض
سوزي
ـــ اشبعو ببعض بس اوعي تفكر أن صوتك العالي وتهديدك لينا هيعدي بالساهل لاااا ابدا دا أنا بمكالمه تلفون مني اطيرك من شغلك اللي انت فرحان بيه دا
بهاء ابتسم
ــ بجد !! طيب ياريت تعملي كدة وقتها هبقي فاضي بقا ومواريش غيركم ... وهبدء ب شرشر حبيب القلب واطلع الدفاتر القديمة بتاعته و
قاطعته سوزي
ـــ انت اتجننت ولا اي
معتز
ـــ مين دا ؟؟ ومالك اتعصبتي كدة ليه ؟؟
نيرة
ــ اظن كل دا ملوش لازمة .. أنطي بليز لا تتصلي ب أحد ولا تعملي حاجة بهاء في حاله واحنا في حالنا اوك ؟
سوزي بغيظ
ــ اوكي يا نيرة اوكي
بهاء بسخريه
ــ اييييوة اسمعي كلام الأبله نيرة عشان منزعلش كلنا من بعض هتأذوني في شغلي هأذيكم واحد واحد هتسبوني في حالي هسيبكم في حالكم
مهاب
ـــ مش مكسوف من نفسك وانت بتقول ل اهلك هأذيكم ؟
بهاء
ــ صدقني يا مهاب أنا كدة مؤدب جدا معاكم ومراعي انكم للاسف اهلي
سوزي بصوت واطي
ـــ بيئه زي أمه
نزلت بسمه وهي شايله شنطيتين جري عليها بهاء وخدهم منها وقفت تبص عليهم مرة آخيرة والدموع في عينيها
ــ بابي أنا
قاطعتها نيرة
ــ كفايه كدة يا بسمة لو سمحتي انتي اخترتي خلاص بلاش نتعب بابا اكتر من كدة بليز
بصلتها بسمة بضيق ومشيت ومعاها بهاء واول ما خرجو من البيت دمعه نزلت من عيون معتز علي روحه اللي فارقته لاول مرة
أما بسمة ركبت جمب بهاء من غير كلام ... بهاء كان مقدر الصراع اللي جواها ومحبش يضغط عليها نهائي وسكت هو كمان
ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ
علا كانت قاعدة مع ميادة بيشربو القهوة ومشغلين ام كلثوم وهما بيتكلمو سوا ونيجار نايمة علي سرير صغير معاهم في نفس الاوضة قاطع كلامهم صوت تلفون علا برقم والدها استأذنت من ميادة ودخلت ترد في البلكونة
ــ السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ـــ وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته يا حبيبه بابا عامله اي ؟ وجيجي عامله اي ؟
ـــ الحمد لله يا حبيبي كويسين انت عامل اي وماما ؟
ـــ الحمد لله بس زعلان منك عشان كدة متصل اعاتبك
ـــ زعلان مني انا !! ليه يا بابا أنا عملت اي ؟
ــ مزعله ماما ليه ؟
ـــ أنا !! والله ما زعلتها حتي احنا أنهاردة متكلمناش خالص زعلتها أمتي بقا ؟
ـــ اتصلت عليكي كتير كان غير متاح اتصلت علي مؤمن وعرفت منه انك روحتي تباتي عند حماتك عشان هو هيبات في الشغل
ـــ طب ودي فيها اي مش فاهمه ؟
ـــ مجتيش هنا ليه بدل ما تتعبي حماتك معاكي يا بنتي عدمتي بيت ابوكي يعني ؟ وبعدين مش كبرنا بقا علي أننا نخاف نقعد لوحدنا ولا اي ؟
ردت بصوت مخنوق
ـــ يا بابا أنا مش بتعبها هي اصلا طول الوقت لوحدها وبتقولي كتير اجي واقعد معاها وبعدين انا اه كبرت بس كمان مش انا بس ال بخاف مؤمن كمان بيخاف علينا لما يكون هيبات برة أنا مش فاهمه أنا عملت اي غلط بس
سمعت صوت نجاة وعرفت أن والدها مشغل الاسبيكر
ــ ما هي المشكله انك مش فاهمه انتي عملتي اي أنا قلتلك من الاول يا صبري هتكلمها هتحرقلنا دمنا علي الفاضي
ـــ ليه بس يا ماما أنا والله ما فاهمة اي مزعل حضرتك اوي كدة
نجاة
ـــ اللي مزعلني أن اللي هيتكلم هيقول تربيتك حتة بت واحدة وتربيتها زفت وبتدلع مرة تعبانه مش بتعمل اكل قال الحمل تعبها مرة مخليه حماتها تخدمها مرة تخلي واحدة تعملها الشقه ودلوقتي قال خايفه تبات لوحدها ف تطب علي حماتها انتي اي مبتحسيش حرام عليكي هتطفشي الراجل منك ومن عمايلك
صبري
ـــ اهدي بس يا نجاة مش كدة هي متقصدش ومؤمن بيحبها وفاهم كدة
نجاة
ـــ بلا تقصد بلا متقصدش أنا هقوم اشوف ورايا اي الكلام معاها ممنوش فايدة طول عمرها مش بتشوف نفسها غلطانة ولازم تقاوح وخلاص هي حرة اللي بيشيل اربه مخرومة يتحمل هو اللي يحصله بقا
صبري
ــ ينفع كدة يا علا
علا ببكاء
ــ أنا عملت اي ؟ كل اللي هي بتقوله دا مؤمن متفهمه ومش بيزعل بالعكس مقدر تعبي وبيخاف عليا فين المشكله أنا مش فاهمه لما ابقي اجي اكلمكم واقولكم أن مؤمن أو طنط مزعلني ابقو سمعوني كل الكلام دا
ــ يعني ملناش دعوة بحياتك يا بنتي ماشي شكرا اوي انتي كبيره كفايه تنظمي حياتك مع السلامة
وقفل التلفون قبل ما علا ترد فضلت علا واقفه في البلكونة شويه ودموعها نازله بصه للتلفون مش عارفه تعمل اي مش فاهمه هي غلطت في اي مفروض تعتذر عنه ميادة حست ان علا اتاخرت وقفت ع باب البلكونة لاقت التلفون في ايديها ف ندهت عليها
ــ لولو واقفه عندك كدة ليه القهوة هتبرد كدة
لفت علا واول ما شافت ميادة دموعها شدتها ل حضنها وهي بتهديها
ــ اي يا حبيبتي كل الدموع دي في اي بس ... طب ماما وبابا كويسين ؟ حد تعبان ولا حاجة ؟
علا بصوت مخنوق
ــ كويسين يا طنط مفيش حاجة ماما بس زعلانة مني شويه عشان مكلمتهاش طول اليوم وأنا بضايق لما تزعل مني كدة
ـــ طب بس بس اهدي وبطلي عياط يا عبيطة انتي ... شويه كدة تكون هديت واتصلي اعتذريلها وهي هتكلمك عادي ع طول احنا كدة بنطلع نطلع وننزل علي مفيش
ـــ ماشي يا طنط أن شاء الله
ـــ تعالي يلا كملي قهوتك وروقي كدة عشان خاطري
ابتسمت ابتسامه خفيفه
ـــ حاضر يا حبيبتي يلا
دخلت علا معاها بس فكرها مشغول ومش عارفه هتفضل في دوامة الضغط النفسي اللي طوها عمرها فيها دي لحد أمتي ... بصت ل نيجار وهي نايمة ودموعها نزلو اكتر بخوف علي بنتها خايفه تطلع صورة من امها وتعمل في بنتها كل اللي اتعمل فيها
ميادة كانت حاسه ان في سبب غير اللي علا قالته لكنها محبتش تضغط عليها ولا تدخل في شيء بينها وبين أهلها واكتفت بأنها تهون عليها وتهديها وبس
-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-
بكر رجع علي شقته متأخر بعد ما خلص كل اللي بهاء طلبه منه قبل ما يمشي كان مرهق جدا ومخنوق من بعد مكالمه بركات ليه
بدور كانت قاعدة في الصاله قدام التلفزيون وقدامها علب وشنط كتير كانت بتوضب فيهم
ـــ مساء الخير يا حبيبتي
ـــ مساء الخير يا بكر اي يا حبيبي مالك شكلك تعبان كدة ليه
ــ مفيش قضيه جديدة والشغل فيها كتير بس
ـــ طيب ريح كدة وانا هقوم احضرلك العشا حالا
ـــ استني خمسه بس اخد نفسي وبعدين ناكل اوعي تكوني كلتي هزعل منك بجد
ابتسمت بحب
ـــ لا يا حبيبي ماكلتش مستنياك طبعا
بص بكر للعلب اللي قدامها ورجع بصلها وهو رافع حاجبه
ــ مفيش سمعان كلام خالص صح
ــ يا بكر أنا ببقي قاعدة زهقانة بين أربع حيطان ومش بحب انزل من البيت ولا عندي حد اصلا اروحله خليني علي راحتي اهو بسلي نفسي يا سيدي
ـــ وهو انا تاعب قلبي يا بدور غير اني سيبك علي راحتك ... بقالي تلت سنين سايبك علي راحتك ومش بضغط عليكي تلت سنين وانتي بتدبلي قدامي كل يوم ومش فاهم السبب وساكت عشان راحتك تلت سنين هموت وافهم منك سامح اخد تيا واختفي ليه وايه دخل بركات باللي حصل وانتي رافضه الكلام واقول سيبها علي راحتها ... راحتك واجعه قلبي يا بدور وجعاه اوي
خلص كلامه ودخل اوضته وهي دموعها نزلت بوجع علي جرح مش بيهدي ولا يروح ابدا وهمست بكل قهره ووجع جواها
ــ ربنا ياخدك يا بركات ربنا ياخدك حسبي الله ونعم الوكيل فيك
قامت دخلت اوضتها بسرعه ورمت وشها علي المخدة تكتم صوت عياطها وانهيارها عشان بكر مسمعش دا عهد خدته علي نفسها بكر استحاله يعرف اللي حصل استحاله لو فيها موتها
-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ--ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ--ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-ـ-
في المقابر كان شريف قاعد قدام قبر ابوه زي ما هو مبيتحركش حارس المقابر كان كل شويه يعدي يبص عليه من برة ويسمع صوت عياطه يتنهد بحزن عليه ويمشي ويستني شويه ويعدي تاني ويلاقيه لسه بيعيط ف يمشي
لكن لما الليل دخل والوقت اتاخر اضطر أنه يدخل ويتكلم معاه ولما دخل لاقاه ساند دماغه علي الحيطة ونايم
ــ دكتور شريف ... اصحي يا بني .. يا دكتور
شريف كان عرقان جدا وبيتنفض مكانة لمسه عم عثمان التربي لاقي جسمة سخن جدا حاول يفوقة اكتر من مرة مكنش بيستجيب ليه ولكنه حس أنه بيتكلم من حركة شافيفه قرب منه وسمعه بيهمس
ـــ انا قتلتهم ... انا قتلتهم كلهم
يتبع ....
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق