القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية مازلت طفله من الفصل الأول إلى الفصل السابع بقلم اسما السيد

 


رواية مازلت طفله من الفصل الأول إلى الفصل السابع بقلم اسما السيد 





رواية مازلت طفله من الفصل الأول إلى الفصل السابع بقلم اسما السيد 





انا خدت منها حقي الشرعي انا مأجرمتش يا جدي، ولا هو دا مش حقي  ولا ايه؟!

قال زين كده وهو زي المغيب تماما..

بصله جده وقال...

مبسوط بكسرة قلب بنت عمك وذلها في ليلة دخلتها.. اتفاقي معاك من الاول انك تتجوزها على الورق وبس.. 

انصدم زين وبشده من كلام جده وهم بالحديث الا ان الجد...انهاه بيديه..

- انت دخلت علي بنت عمك وكسرت كلمتي واتفاقي معاك عشان تذلها وتهينها ومفكر انك كدا بتلوي دراعي لا تبقي غلطان يابن عاصم...امك زرعت الحقد والقسوه في قلبك من ناحيه بنت عمك اللي ملهاش ذنب وانت  دبحتها ومرعتش انها لساتها صغيره  ولولا ان كنت خايف تتاخد غدر في تار ملهاش فيه مكنتش قبلت بيك... 

قوم يازين و ارحل مش عايز اشوفك واصل ولما سيلا بنت عمك تخلص دراستها  هطلقها..

هم ان يتحدث الا ان الجد قام بحده قائلا..

ولو مطلقتهاش بالزوق هطلقها بالعافيه..قووم من اهنه غور يالا..من قدامي مش عايز اشوفك واصل...

وقد كان غادر بيت الجد بلا رجعه لثماني سنوات...

بعد 8سنوات...... 

يجلس علي كرسيه يهزه يمينا ويسارا بيديه هاتفه ينظر اليه بحب ولهفه وكأنه اخر امانيه بالحياااه 

يضعها خلفيه لشاشه هاتفه يتأملهاطوال الوقت... 

منذ ان ترك البلده ورحل عنها  وضميره يؤنبه علي ما فعله واقترفته يداه في حق ابنة عمه الصغيره.. 

كانت طفله لم تكمل عامها الثامن عشر.. اخطأ وتجبر.. هو يعلم.. ولكن ما فائده البكاء علي اللبن المسكوب... 

بعد مده من رحيله هذه الليله.. جاءه الخبر الذي قسم ظهره وألم روحه وقلبه... 

هاتفته امه بعد شهرين وأخبرته بحمل ابنة عمه في هذه الليله المشؤمه.. مما اضطر ابنة عمه لمحاوله الانتحار وازهاق روحها التي كسرها بقلب جاحد.. حطمها هو.... 

كان يريد كسرها ولا يعلم انه كسر روحه هو ودمر حياته... 

بعدما انقذوها علم من والدته بتشبث طفله بالحياه ولكن

جاءت رغبتها ان تحافظ عليه مقابل رحيهلها لاكمال دراستها بالخارج ولانها مدلله جدها وافق الجد علي طلبها حتي يحافظ علي حياه حفيدته وابنها..  

  رحلت الي أمريكا و

... يتبع


(2)(3)(4)

بعدما انقذوها علم من والدته بتشبث طفله بالحياه ولكن جاءت رغبتها ان تحافظ عليه مقابل رحيهلها لاكمال دراستها بالخارج ولانها مدلله جدها وافق الجد علي طلبها حتي يحافظ علي حياه حفيدته وابنها..  واشترط الجد ذهاب جدها عابد معها وجدتها...

وقد كاان...

  رحلت الي أمريكا ووضعت ابنه مالك هناك..وحينما حاول التحدث مع جده كي يري ابنه..توسل اليه وبكي بحرقه ولكن كانت النتيجه دائما قول الجد له...(اتفاجنا كان واضح وانت اللي خليت بيه معندكش ولاد من حفيدتي)

انكسر ظهرهه لديه ابن علي قيد الحياه تمناه بحرقه منذ زمن وحينما اعطاه الله له عاقبه به علي خطاياه..

بعدما اتمت سيلا دراستها التي خضعت لنظام التسريع لتفوقها أصرت علي طلب الطلاق وضغطت علي جدها برؤيه حفيده وكان لها ما طلبت......

اجبره جده علي طلاقها وبعدها كانت تنزل سيلا بالاجازات مع ابنها  وجديها....

الي البلد لفتره مع عائلتها وتعود مره أخري..استطاعت أخته ان تبعث له بصوره طفله الذي كان يموت كل ليله وكل وقت من شوقه لرؤيه ملامحه فقط.....

كان يحدث نفسه..هل يشبه..ام يشبه والدته...والدته التي رأها مره واحده في حياته..بعدما انهك روحها وكسرها.....

يتذكر عينيها التي تشبه السماء الزرقاء التي كست باحمرار من كثره الدموع...

نظرتها له...التي كلما يتذكرها تجعله يدرك كم كان حقير معها..

  flash back

منذ ثماني سنوات في تلك الليله المشؤمه...

امره جده بالصعود واخذ احتياجاته والرحيل عن المنزل حالا والا يعود الي البلد مره أخري الا حينما يأذن له هو بذلك...

اشتد الغضب بقلبه

واقسم ان يزيقها العذاب قبل ان يرحل..كم يكرهها وكم يريد تحطيم رأسها وقتلها...

صعد مسرعا الي الاعلي حيث الغرفه وهم ان يفتح الباب

ولكن كان مغلق من الداخل...

انطلقت شيطاينه في لحظه..

وقام بخبط الباب بقدمه مره واحده فانكسر القفل...ومعه سقط قلب من كانت ترتدي روب الحمام

بعدما ازالت قذارته من عليها..

ويديها ترتعش بشده... خوفا منه...

انطلق للداخل بعنف ولكن قدمه تسمرت بالارض حينما وجد حوريه من حوريات الجنه تقف علي باب الحمام..ترتعش بخوف وعيون من شده البكاء احمرارها كسي علي زرقه عينيها ولكن يقسم انه مارأي اجمل منها من قبل...

وشعرها التي تجعد بفعل  المياه وقطرات الماء التي تنزل ببطئ علي عنقها..

كانها قطرات من الندي....

كان ينظر لها متفحصا اياها ببطئ جعلها ترتعش أكثر بخوف ان يكمل وصله تعذيبه لها واغتصابها وقتل روحها..

اندفعت للوراء مستنده الي باب الحمام الذي يندفع معها ببطئ حتي باتت في قلب الحمام مره أخري..وعت انها في الداخل..فأسرعت بغلق الحمام مره أخري عليها وجلست القرفصاء علي الارض ترتعش مسنده رأسها الي باب الحمام الشفاف حيث رأها من كان يقف مصدوما في مكانه لم يتحرك ابدا...

لا يعلم لما ألمه قلبه علي فعلتها..

ولكن ما يعلمه انه لن ينسي نظره عينيها ورؤيته لانكسارها في هذه الليله..

دائما ما يري عينيها تنظر له بصمت في كوابيسه..

لو يرجع الزمن للوراء لم قربها تلك الليله ولو علي رقبته ولكنه موقن ان هذا عقاب الله له ويتقبله بصدر رحب عله يأتي هذا اليوم وتضحك له تلك العيون الباكيه...

back

وها هو بعد ثماني سنوات من الغربه والوحده يجلس مكانه يسبقه شوقه لرؤيه وحيده ولو لثانيه من بعيد..

يفكر هل قالوا له انه مات ام مسافر..ام ان ابنه لايذكره من الأساس..

انتبه لما بين يديه صوره طفله الحبيب يالله كم يريد رؤيته

يخبره انه والده..يحاضنه بين يديه..

انتفض علي قرع الباب...

قال تفضل.. الحوار بالانجليزيه...

...!

دخلت تتهادي في مشيتها تلك الزوجه الانجليزيه البارده التي تزوجها منذ عشر سنوات كم كان مغيب حينما تزوجها...وفضلها علي من كانت من دمه..ولكن عزائه الوحيد ان زواجهم مبني علي المصالح لا اكثر...

تهتم بأعماله مقابل الاموال...لا عاطفه..ولا حب فقط علاقه  عمليه بحته..وفي بعض الاحيان علاقه جسديه بارده..

انتبه لها  تقول...لقد انتهيت من العمل ياعزيزي..

دعنا نذهب لتناول الغداء والذهاب للمنزل...

وافقها بصمت واغلق هاتفه..

وذهب معها بذهن مشتت....

..!....!

في المشفي التي تعمل بها سيلا...

تجلس علي الارض تستند براسها علي الحائط داخل غرفه العمليات بعد عمليه جراحيه  دامت...

لمده سبع ساعات..تفوقت بها كالعاده..تجلس بتعب تنشد بعض الراحه لجسدها المنهك...

فهي طبيبه جراحه تعمل باحدي المشافي بأمريكا...

ذاع سيطها من أشهر الاطباء الشباب لنجاحها ومهارتها في عملها...

جلست بجانبها صديقتها...اليس...

اووه عزيزتي..لقد تفوقتي علي نفسك كالعاده..هنيئا لكي...

نظرت لها سيلا بطرف عينها...

وكأني من قمت بها لوحدي أيها الغبيه...

لولاكم ما كنت سأنجح ابدا...

قالت أليس..

دائما ما تفاجئينا بتواضعك سيلا..

واندفعت تقول....

حسنا عزيزتي أين سيقام حفل طفلنا العزيز هذه السنه...لابد من حفله عيد ميلاد رائعه..

نظرت لها سيلا وقالت..

(3)

نظرت لها سيلا وقالت..بالطبع سنقيمها هذه السنه بمنزل العائله في مصر... 

وبالطبع دعوه الحضور ستصلك وستأتين بالتاأكيد فلقد اصر جدي علي اقامه حفل طهور وعقيقه ومنها عيدميلاد لمالك هذه السنه في البلده...

ستأتين بالطبع..

صفقت يديها قائله بمرح..

بالطبع عزيزتي وهل كنت تعتقدين انني سأتركك في مثل هذا الحدث.. العظيم...

.. قالت لها اذن اتفقنا.. وانطلقوا لتغير ملابسهم والذهاب الي حيث يقيمون...

دقت سيلا الباب وفتحت الخادمه..وسالتها سيلا..

أين مالك والجدان...

قالت... في الداخل...

انطلقت بمرح قائله...

يا اهل الدار...

اين انتم...

هرول اليها ابنها يقول بلهجه بلده التي حرصت علي ان يتحدثوا بها جميعا فهي مهما اغتربت ستعود في يوم ما....

حملته وقالت....

حبيب ماما وحشتني اوووي..

احتضنها مالك قائلا 

.وانتي كمان وحشتتيني جدا..

تعرفي كنت بكلم مين...

نظرت له مدعيه التفكير..

قائله..لا معرفتش..مين...

ضحك الولد ببراءه طفل في السابعه من عمره وقال..

جدو عبدالمنعم..وقالي ان احنا هننزل قريب..

بجد ياماما..

ضحكت وقالت طبعا ياحبيب ماما.. 

قولي بقي انت بتحب تنزل البلد وبتحب جدو عبدالمنعم...

هز رأسا مسرعا يقول...

أوي اوي ياماما

عشان عنده خيول كتير وعمو فارس بيخليني أركبها...

انا عاوز اعيش هناك علطول....

هزت رأسها وقالت..

طب ايه رأيك باجازه طويله في مصر.. عشان تشبع منها...

صفق بيديه وقال بالانجليزيه..

yes yes mum.

وانطلق يخبر جديه بذلك  تحت ضحكات أمه التي انخفضت شيئا فشيئا..

تدعي ان لا تلقاه مدي حياتها وان تنتهي هذه الاجازه أيضا كمثيلاتها علي خير...

فلطالما وعدها الجد..فهي متاكده بأنه سينفذ...

جدها الحبيب الذي كان ونعم العون لها...ونعم السند...

داعيه في سرها..

ربنا يخليك ليا ولابني ياجدي يارب.... 


🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

يستند برأسه علي حائط الشرفه بعد أن جلس ومدد قدميه.. 

سارحا في ما حل به... 

مفكرا... 

ما أصعب ان يأتيك العشق بين لحظه وأخري بينما كنت تكفر به وبشده... 

هذا ما يلخص به حالته 

كان يكرهها حينما دخل بها.. وياللعجب أحبها بعدها بدقائق لم تكمل النصف ساعه.. 

سرعان ما تذكر تلك الاغنيه التي تصف حاله وأخذ يدندن بكلماتها...

أغنيه لطالما سخر منها.. يضحك بينه وبين نفسه علي نفسه... 

كانت....

هي تلك المنبوذه البعيده بالنسبه له.. دونا عن نساء حواء جميعا عشقها من نظره وحيده وياليت قلبه 

يعلم انها لم تكن الا نظره كسره وكره.. 

أخرج نفسا عميقا من أنفه وتبعد زفيرا من فمه 

وانطلق يدندن بلحن كلمات لطالما كانت مؤنس وحدته منذ تلك الليله المشؤمه.. 


أصابك عشق أم رميت بأسهم

فما هذه إلا سجية مغرم

ألا فاسقيني كاسات وغني لي

بذكر سليمة والكمان ونغمي 


أيا داعيا بذكر العامرية أنني

أغار عليها من فم المتكلم

أغار عليها من ثيابها

إذا لبستها فوق جسم منعم

ليل ياليل ليل الليل يااا ليل يا ليل يا ليل.. 


أغار عليها من أبيها وأمها

إذا حدثاها بالكلام المغمغم

وأحسد كاسات تقبلن ثغرها

إذا وضعتها موضع اللثم في الفم

ليل ياااااا ليل يااااااااا ليل يااااااااا ليل..

.....

كان يغنيها بصوته العذب المحموم فزين بسنواته الخامسه والثلاثون يتميز بصوت لطالما امتدحه الاصدقاء صوت عذب ولكنه منذ ذلك اليوم ولا يغني الا لها حينما يصل به الشوق مبلغه..

وياللعجب...

قطع تفكيره صوت هاتفه..التقطه وأجاب عليه كانت أخته الحبيبه تسنيم... 

......

أهلا حبيبتي عامله ايه..

أجابته أخته بمحبه

..أهلا باللي مبيسألش..

تنهد بحزن وقال..انتي عارفه مش حيشني عنكوا الا الشديد القوووي..

تحدثت بمرح كعادتها وقالت..

عموما مش مهم في دايما اللي يعوضنا عنك..نسخه منك يازين حبيب عمتو علطول بيكلمني...

تتحدث بمرح غافله عن من قلبه يتقطع الي أشلاء علي ذكرها لطفله الغائب..فاضتت عينيه بدموع الاحتياج فقط لضمه من بين يديه...

عله يجد بين ثنايا أحضانه المغفره له عند امه...ياليت الماضي يعود يوما...

انتبه من شروده علي كلمات..أخته..

مالك..لسه مكلمني أنا وفارس وعامل زيطه وفرحان جدا..انو هيقضي عيد ميلاده السنه دي معانا..

خلاص هينزلوا أخر الاسبوع..

تصنم في جلسته...وجع بقلبه لا يعرف مصدره وهاهو عيد ميلاد أخر لطفله بعيدا عنه..ينتحب بصمت يحاول كبت شهقته حتي لا تلاحظه أخته ولكنه أفاق علي صوت حاد يؤنبها بالهاتف..

كان صوت أخيه الصغير فارس..

ايه دا اللي بتقوليه دا..هاتي التليفون..

ألو زين..عامل ايه يابني...

نطق زين بصعوبه وقال..أهلا فارس ازيك...

صمت فارس قليلا وقال...

جدك قرر ان عيد ميلاد مالك هيكون السنه دي مع طهور مالك وعقيقته...

وصمت يستجمع كلامه قائلا..

أظن آن الاوان ولا ايه يازين...

تغصب زين علي حنجرته التي توشك علي فضحه امام شقيقه...معلنه غصه بقلبه لا يستطيع التحكم بها..

وقال...

تفتكر....

قال فارس بحده..أيوا الناس هتسأل فين أبوه محدش يعرف انك وسيلا اتطلقتوا..انت لازم تحضر حتي لو بالغصب يأخي كفياك انانيه..ضيعت كل حاجه بأنانيتك وسمعانك لكلام أمك...

والحقيقه لو ركزت شويه كنت هتعرف الحقيقه فين..

نطق زين بوجع..كفايه يافارس..كفايه...جدك مش هيقبل..

تبقي غبي..نطقها فارس بحده..

جدك منتظرك من سنين تهجم عليه زي عادتك وتنزع حقك بيدك زي زمان..عارفك وعاهدك قوي..وهو هيبقي أكثر من مرحب بيك..فكر يازين...

ابنك كبر وفي كل مره بيجي بيسألني عن أبوه مبعرفش أقول ايه...

واغلق الخط بوجهه..تارك خلفه من يتأجج بنار اللهفه لرؤيه وحيده..الذي عاش اعواما يفكر..هل يسال عنه.....

وفي مكان أخر...

تستعد لدخول العمليات وبجانبها صديقتها أليس... 

تلك الاجنبيه من أصول عربيه كم وقفت بجانبها اليس لطالما كانت مأواها الوحيد علي أيامها الصعبه وكوابيسها المستمره..

لم تبخل عليها أبدا بالأخوه التي كانت ترجوها من أبناء اعمامها قديما ولكن رغم ان ابنه عمها.... تسنيم كانت تساندها دوما وتقف بجانبها بوجه امها كلما زارت البلد وكذلك أخيها فارس الذي تعتبره كأخيها التي لم تنجبه امها..ولكن تبقي أليس رفيقه الروح...

من تستطيع بث شكواها لها بقلب مطمئن  ..فهناك أشخاص لم تلدهم امك كانوا غرباء عنك... فجأه.. تجدهم بين ليله وضحاها كل شئ بالنسبه لك..

فاقت من شرودها علي خبطه أليس لها..

ماذا حبيبتي أين ذهبتي...

نظرت لها وتنهدت وقالت...

خائفه..

نظرت لها أليس بصبر وقالت... 

أهو نفس الموضوع ذاته في بدايه كل أجازه...

.حبيبتي لا تفكري كثيرا ما مضي قد مضي انت الان أقوي ليست تلك الطفله الضعيفه الخائفه...

لا تخشي شيئا جميعنا بجوارك...

التفتوا علي صوت صديقم الطبيب الشاب الذي طالما كان اخا لهم وسندا فهو مصري ايضا تعرفو علي بعض في الجامعه ويدعي سليم..

ايتها الثرثارات هيا غرفه العمليات جاهزه اكملوا حديثكم فيما بعد..او لتأجلوه ليومين حين عودتنا جميعا للقاهره..

تفاجئوا من قرار عودته معهم فنظروا لبعضهم بصمت..فقال..

أوحسبتم اني سأترككم.. مستحيل...

ضحكوا جميعا في سعاده واتموا عملهم وحجزوا تذاكرهم للعوده جميعا...

🌹🌹🌹🌹🌹🌹

بعد يومين...

صدحت صوت المضيفه بربط الطائره للاقلاع الي أرض الوطن...

كانت أليس تجلس بجوار سليم وورائهم مالك وسيلا وخلفهم عابد وسميه...

يتمازحون جميعا فيما بينهم تحت سعاده مالك لعودته للبلده ولجده...

اما هناك في مكان أخر..

كان يجمع حاجياته بذهن شارد...كيف سيكون اللقاء..هل سيستقبله جده..

كم هل.. وهل...

جاءت في ذهنه وهو يجمع أشياءه بتخبط هنا وهنا..

ولكن ما يعلمه الان انه سيواجه وكفي سينتزع أبوته لابنه انتزاعا ولو كان أخر نفس في حياته...لن يستسلم أبدا سيواجهه كل شئ

فقط من أجل ان يأتي يوم وترضي عنه عيونها الباكيه...

دخلت عليه زوجته كريس..تنظر لاشياءه التي يضعها هنا وهنا..وقالت...

ماذا حدث عزيزي هل انت ذاهب..

استغفر في سره..وقال..

نعم كما ترين...

سألت...الي اين رحله عمل..لما لم تصطحبني معك...

نطق بصعوبه وقال ليست رحله عمل انا ذاهب الي مصر..

قالت باندهاش اهي رحله عمل ام ماذا...

زفر منها وقال بحده...اهو تحقيق...

لا شأن لكي وأخذ حقيبته وتركها تقف ببرودها المعتاد..تنظر في أثره بشر...🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

بعد يومين...

كانت تنزل الدرج الخاص بالقصر في بلده جدها بعدما اتوا منذ يومين واستقبلهم جدها استقبال حافل مكثت أليس مع والدها ووالدتها بالقاهره..اما سليم ذهب لمنزل عائلته..

وهي أصر عليها الجد أن تاتي للبلد

وأرسل لها فارس ليجلبها مباشره من المطار..

منذ يومين هنا والوضع مستقر والحمدلله الا من مضايقات زوجه عمها والده زين..كم تكرهها تلك المرأه أساس الخراب في حياتها...

ولكنها لم تعد تلك الضعيفه كالماضي...تستطيع أخذ حقها الان من عينيهم جميعا..

اقتربت من المائده التي أعدت للافطار بجميع ما لذ وطاب..

سمعت الجد يرد علي تحيتها لهم..ياصباح الجشطه يابت الغالي..اني الدنيا مسيعانيش انكو اهنه...

ونظر لابنها الذي يجلس علي قدميه.براحه..انتي وحبيب جلبي مالك ده...

اقتربت وقبلت رأسه وكذبك فعلت مع جدتها..

وقالت ربنا يخليك لينا ياجدو..

أتت تسنيم راقده تقول..

اه ياسي جدو مانت مفيش عالحجر الا سيلا ومالك..انا زعلانه منك..

ضحكوا جميعا عليها واقتربت تأخذ مالك من علي قدم جدها وقالت...

حبيب قلب عمتو تعالا معايا...

دفعها وقال لا..انا عاوز عمو فارس...

عبست بوجهها وقالت..كدا ماشي اشبع بيه...

هب فارس من مكانه مسرعا واخذه بين أحضانه وجلس يطعمه بمحبه من يديه...

حينما جلست سيلا كانت زوجه عمها تأكل بصمت وحينما جلست سيلا قامت مسرعه تستغفر وتتاأفف قائله..

نفسي انسدت اني جايمه...

أمرها الجد قائلا لو جمتي ياليلي معيزش أشوفك عالوكل تاني فاهمه ولا لاع..

خافت من صوت عمها وجلست تأكل بغيظ...

وتنظر لها بحقد..تقابله سيلا بلا مبالاه...

ربتت جدتها الطيبه علي ركبتها وقالت لها..

معلهش يابتي متزعليش منيها جلبها بيغلي علي فراق ولدها...

وفراج الضنا صعب اني مجرباه... يابتي...

ربتت سيلا علي يد جدتها وقالت..عادي ياتيته ولا يهمك ياحبيبتي..

.... 

أصر مالك علي سيف ان يركبه الحصان فذهب به حيث الاسطبل...

مالك لعمه...

عمو عمو انا عاوز أركب الفرس الابيض الحزين دا...

اقترب فارس وقال. لا يامالك...الفرس دا بالذات لا..

مالك ببراءه قائلا..

ليه يااعمو....انا زعلان..

بص شوف زعلان ازاي..

فارس في نفسه..دا زعلان لفراق صاحبه...من سنين وهو علي حاله..

فاق علي كلمات مالك...

عشان خاطري ياعمو مش انت صاحبه خليني أركبه..

تنهد فارس وقال...لا ياحبيبي  انا مش صاحبه 

دا حزين علي فراق صاحبه بقاله زمان مفارقه...

ومحدش بيقدر عليه وممكن يأذيك...

عبس بزعل وكاد أن يرحل..الا ان اوقفه  صوت يعرفه فارس تمام المعرفه يقول...  


بس صاحبه دلوقت رجع وممكن أخليك تركبه ايه رأيك يابطل... لسه عاوز تركب...

ولا زين مخلفش رجاله..

اقترب  فارس من مصدر الصوت وقال بدهشه...

زين......

♥♥♥♥♥♥ 

(4)

نطق أخيه بدهشه زين... 

اقترب يدقق النظر به قائلا... 

اه والله هو... 

واستمع لمالك يقول... 

بجد ياعمو انت صاحبه... طيب يالا بسرعه ركبهولي عشان انا زعلان... 

انصدمت معالم أخيه حينما ناداه مالك بعمي... 

كاد أن يتدخل الا ان ملامح زين المتفهمه أراحته وأخذ الطفل من يده وقال له... 

طيب ايه رأيك مش انهاردا علي ماأعرفك عليه الاول... 

لانه بقاله فتره معزول وخايف يتهور ويوقعنا.. تعالا يالا نتعرف عليه الاول... 

رفع زين بصره وجد أخيه فارس ينظر له بحنين رغم أن فارس يزوره باستمرار.. فزين لم ينقطع عن مصر طوال الفتره السابقه.. كان يأتي كثيرا لمزاوله أعماله والتي يساعده بها أخيه فارس... 

ولكنه لم يقترب من البلد منذ رحيلها عنها.. 

اكتفي بشراء مزرعه كبيره علي مقربه منهم كان يزورها بين الحين والاخر ولكنه لم يقوي يوماا... 

علي مواجهه جده... 

اقترب زين من فارس وقال... 

ايه يابني هتفضل متنح كتير... 

تكلم فارس أخيرا.. وقال.. 

مش مصدق نفسي والله اخيرا يابني... 

واقترب يضحك واحتضنوا بعضهم.. 

بعد مده من الوقت كان قد أخذ زين مالك لفرسه مرجان وعرفه عليه. 

وللدهشه تفاعل معهم الفرس بطريقه جميله أطربت قلب مالك... 

وبين كل لحظه وأخري يجذب طفله لحضنه يشبع أنفه برائحته كانها ترياق الحياه... 

انتهوا من الاسطبل.. 

وذهبوا باتجاه الاستراحه وزين أصر أن يحمل مالك علي ذراعيه كانه طفل صغير... 

ينظر فارس لهم بحزن قائلا... بصوت مسموع لأخيه

ربنا يستر من رده فعل سيلا... 

سيلا هتجنن لما تشوفك..يمكن ردت فعل جدك انا متوقعها هتكون ازاي.... بس هيا..

توقف عن السير مرحبا باشخاص يرونه لاول مره منذ ثماني سنوات..

ينظرون للصوره المتكامله التي هم عليها..

أب يحمل طفله وعمه يجاورهم...

ان كانت لديهم شكوك فبالطبع زالت الان....

اقترب منهم شخصا يعرفونه يقول..

اهلا أهلا بابن عاصم...والله زمان ياراجل...

قالها مازن بغل واضح عليه..

مازن ابن أخو والدته وابن خالهم..شخص بغيض كريه 

يكره زين وفارس بشده...

اقترب من زين...

وقال بغيظ..والله البلد نورت بس غريبه سمعت يعني انك مطرود منها بسبب اللي عملته مع بت عمك...

لم يمهله زين فرصه للتحدث..وأنزل ابنه أرضا..وانقض عليه يضربه بشده...

قائلا...

اياك أسمعك ياقذر بتجيب السيره دي علي لسانك ولو كنت نسيت زين أفكرك انا...

عيلتي خط أحمر...

قام فارس باحتجاز أخيه..وقال بصوت مرتفع وبغضب يشبه غضب أخيه لمازن..

غور من هنا يالا بدل واقسم بالله مهيجي عليك ظهر هنا...

قام مسرعا يمسك فمه يقول.. 

ماشي يابن عاصم هنشوف...

واقترب من مالك بخبث فعمته... 

والده زين أخبرته بكل ما حدث في محاوله منها لفضح سيلا غير مدركه لمن سيقلب الدنيا فوق رأسها...

وقال...لمالك...

أبوك  ايده تقيله أوي يامالك..ابقي حنن جلبه علينا...

انصدم فارس فهو.... يعلم مالك شديد الذكاء ولابد أن يسأل...

كاد زين ان يرحل وراءه جاذبا ايااه مره أخري...

الا ان يد مالك جذبت يده تسأله بالانجليزيه بدهشه...

.

هترجم الحوار...


مالك..ماذا يعني هذا الرجل بكلامه...

هل أنت والدي حقا....؟

اندهش فارس فهو يعلم أن مالك لا يتحدث بالانجليزيه الا عند الغضب...

اقترب منه وجلس امامه...يقول بوجع..

وماذا ان كنت والدك..؟

الن تتقبلني!

نظر له الطفل بغضب وقال...

وأين كنت..؟

قال...كنت أنتظر اللحظه لكي أتعرف عليك بها؟

نفض الطفل ذراعه من  يد والده وقال....

أريد الذهاب الي أمي..

وذهب يتقدمهم.. مسرعا

ربت فارس علي كتفه وقال...

متقلقش مالك زكي..وهيتقبلك بسرعه...

قال.له بوجع...وهو يفرك

بين عينيه بتوتر... 

تفتكر... 

اخذه من يديه وقال له لو تقصد سيلا هتقسيه عليك.. 

فدا مستحيل.. انت متعرفش سيلا... راقيه ازاي في تعاملها مع الكل.. حتي أمك اللي طول الوقت بتستفزها... 

مابالك انت... 

زفر بوجع في نفسه وقال.. 

ماهو عشان.. انت مش عارف انا عملت ايه... 

قال له... انشالله هتتحل.. استعد بقي للحرب اللي داخلين عليها... 

دي كل اللي يقبلنا يجري عالحج زمان القصر قايد نار... 

كانت تجلس بيديها كتابا تقرأه بصمت علي الارجوحه.. 

وعلي الجهه الاخري جدها يجلس مع جدتها علي تربيزه بجانبها في مشهد ريفي يتبادلون الكلمات وتجاورهم والده زين وزوجها... عاصم.. 

اما تسنيم فهي تدرس بالاعلي... 

اقترب مالك من والدته مسرعا واندس في أحضانها يتمتم بالانجليزيه..  قائلا.. 

لقد رأيته؟ 

استغربت حديثه وحالته.. 

وقالت... 

من؟ 

رأيت من... حبيبي؟ 

قال بخفوت.... 

والدي.. 

صعقت ووقع الكتاب من بين يديها... 

وقامت في جلستها مسرعه.. وقالت له أين؟ 

أشار بيديه ورفعت رأسها... 

وجدته.... 

يقف أمام باب القصر ينظر لهما بنظره جديده عليها... 

نظره تشبه تلك التي رمقها بها في أخر مره رأته بها... 

كانت تظن انها سترتجف وتخاف.. 

ولكن نار الظلم والقهر مازالت مشتعله بداخلها... 

ردت نظرته المشتاقه بأخري كارهه وحاقده.. 

تخبره بصمت... مازال الوقت لم يحن بعد ولا مكان لك هنا... 

كان يقرأ نظرتها بصمت ووجع... 

يعلم كم  تكرهه ويعلم ان الطريق طويل ولكن... 

اشتعلت بداخله هو الاخر. نار التحدي.. 

وقال في نفسه... 

ياأنا يا مفيش ياسيلا... 

مش هسمحلك... 

حرب نظرات مشتعله بينهم ان كان سيظن انه سيكسرهها مجددا.. اذن فلن تكون سيلا... 

اما هو يقسم لنفسه... لن تكون الا له... نادما علي كل تلك السنوات التي ابتعدها عنهما... 

صاحت والدته حينما رأته مهلله... 

ولدي.. ولدي حبيبي حمدلله علي سلامتك أخيرا ياجلبي.. 

اقترب منها مسرعا يضمها بلهفه وحب... 

انتهي من والدته.. واقترب من والده.. فبادله حضنا يملأه العتاب لفراقه.. قائلا.. وحشتني ياوالدي.. 

ربتت والده علي كتفه قائلا.. 

مرحب بعودتك ياولدي... 

اقترب من جدته وقبل يديها بحب فصاحت الجده تقوب... 

ااخيرا ياجلب ستك.. شوفتك بعد الغيبه دي... 

اقترب من جده  الذي كان ينظر له بغموض وجلس تحت قدميه وقبل يديه.. وقال بخفوت... 

سامحيني ياجدي... ارضي عني... 

ربت علي كتفه بضعف  لسنوات عمره التي تعدت السبعين قائلا... 

طالت غيبتك يازين... وما عهدتك جاسي الجلب اكده...

بكي علي يد جده وأحس جده بدموعه علي يديه وهو محني الرأس... فعز عليه حفيده وسنده الاكبر..هو يعلم ان لولا زين ووجوده ما كانت تلك العائله..

تنهد وقرر  في نفسه أن يكفي فراقا وأن اوان لم الشمل..عله يرتاح بقبره..بعد استناده علي زين. فقال له الجد بخفوت... 

زين ابن عاصم مينحنيش اكده جووم ياولدي.. تعالي بحضن جدك... 

حضنه زين بشده... 

تحت صدمه سيلا مما يحدث... 

قاطعتهم تسنيم مهروله تحتضن أخاها.. قائله.. 

وحشتني أوي يازين... حمدالله عالسلامه.. 

احتضنها مسرعا  وقال.. وانتي وحشتيني كمان ياقرده.. كبرتي أهو... 

نظرت له بعبوس وقالت... اف منكوا علطول مقللين مني كدا... 

ضربها فارس بخفه قائلا... 

بس بابقره... 

التفت لابنها وسحبته من يديه والتفت للذهاب للداخل... 

الا أن صوت الجد منعها قائلا... 

تعالي ياسيلا... 

نظرت لجدها بنظره خيبه وقالت... بعد اذنك ياجدي عندي مكالمه ضروريه... 

وصعدت للاعلي بسرعه... 

اما مالك أشار له الجد ان يأتي فذهب لجده مسرعا يجلس بين أحضانه.. 

كانت تمشي بالغرفه ذهابا وأيابا تحدث نفسها بغيظ... 

تقول... 

بجح جاي بعد دا كله ولا كأنه عمل حاجه.. وطبعا لازم يخدوه بالاحضان مهو زين أفندي كبير العيله وناصرها... 

بس يانا ياانت انا لازم امشي من هنا... 

جاءها اتصال... 

فردت عليه مسرعه... 

كان سليم صديقها... 

أهلا بالناس اللي مش بتسآل... 

اللي لقي أحبابه نسي أصحابه... 

شتت ذهنها عن غضبها فضحكت عليه بخفه... 

قائله.. والله انت فظيع ياسليم... 

يابني انا مش سيباك بقالي يومين بس... 

ولم تلاحظ ذلك الذي اسودت عيناه من الغضب.. 

يحدث نفسه... 

انت بتاعتي انا بس ياسيلا اظاهر اني سيبتلك الحبل عالاخر......... يفكر بشر.. 

الا ان قاطعته ضحكاتها مره أخري.. 

تقول.. بقولك ايه ياسليم هتيجي امتا بقي انا زهقت من غيركوو... 

لم تدرك شيئا مما حدث بعدها... 

فقط دخل عليها بحده وانتزع الهاتف من يديها واغلقه ورماها عالسرير ورائها.. قائلا. بغضب..... 

انتي بتكلمي مين.. ومين سليم دا... 

وينظر لها بعين تطلق شررا... 

ارتعش قلبها بخوف لدقائق لهيئته تلك التي تشبه هيئته في تلك الليله المشئومه.. الا انها فاقت مسرعه.. 

وازاحته بيديها من أمامها قائله..  

انت مين سمحلك أصلا تدخل عليا كدا... انت مجنون... 

اتفضل اطلع بره.. 

ورفعت اصبعها محذره... 

واوعي تنسي نفسك تاني مره... 

انت ولا حاجه بالنسبه الي.. والحمدلله.. اني خلصت من مقرف ذيك... 

وكادت تذهب من امامه الا انه قبض علي ذراعها بحده... 

قائلا... 

المقرف دا استحاله تخلصي منه يابت عمي.. وهتفضلي ليا... 

العمر كله.. 

انتي بتاعتي انا... 

التفت له بشر قائله... 

تبقي بتحلم.. دا بعدك.. 

ابعد ايدك الوسخه دي عني... 

أنا بكرهك.. 

وجع بقلبه ينخر به بشده... هل قالت تكرهه.. لا والله لن يستسلم... 

قربها منه تحت نفورها قائلا بأذنها... انتي ملكي انا بس وأقسم بالله ياسيلا لو لمحتك بتتكلمي مع حد هيبقي يومك طين... 

صرخت به قائله... انت اتجننت.. انت مين عشان تتحكم فيا... 

قال لها بهمس...متأني بكلماته... يقوول

انا جوزك ياسيلا هانم.. وانتي مراتي لسه... 

وطبع قبله بجانب فمها مسرعا وقذفها مسرعا... علي السرير خلفها... 

وتركها تعاني من أثار قنبلته التي فجرها منذ قليل...

يتبع 


(٥)(٦)

واقعه علي السرير تنظر للفراغ بصمت.. تفكر.. 

.. ايه.. اللي بيقوله دا.. 

انا ازاي لسه مرات الحقير دا.. وورق الطلاق فين.. 

انا ازاي ولا مره سألت عليه بعد ممضيت عليه.. 

ازاي.. الف ازاي وازاي حضرت الي ذهنها.. 

ولكن ذكري تلك الليله وما فعله بها مازال.. يشعل قلبها... 

ان كان حقا ما يقوله ولازالت زوجته تقسم ستخلعه وتجعله علكه في افواه الجميع...صبرا زين

فإذا كان هو زين السلمي.. 

فأنا سيلا السلمي.. 

وابتسمت بشر.. ولكنها قامت مسرعه واندفعت نحو الدرج تبحث عن جدها.. لكي تتأكد منه.. 

ينظر لها بتسليه... كان يعلم انها ستقلب الدنيا ما ان تعلم انه لم يطلقها بعد.. حتما ستجن.. 

ينظر لها وهي تنزل مسرعه 

علي الدرج...

تنادي جدها بأعلي صوت... 

قاطعتها والدته تلك العقربه المتحركه بالمنزل تقول.. 

ايه هي زريبه من غير بواب يااك.. 

وطي حسك ده.. 

نظرت لها سيلا بشجاعه لاول مره ترد عليها فهي لطالما كانت تتجاهلها.. 

انتي بالذات اوعي اسمع صوتك وابعدي من وشي أحسنلك... 

ينظر لها بذهول كان سيقترب ليمنع امه من مضايقتها فأمه ليس لها الحق ان تهينها بأي شكل.. 

من الاساس كانت هي أساس ماحدث معهم.. هو يعلم ولكنه كان يؤجل الحساب.. فيما بعد... ولكن ان تهينها بهذا الشكل لا والف لا... 

حينما صرخت بها سيلا.. 

لمحت سميره والده زين ابنها يقف بالقرب منهم يستمع.. 

فاصطنعت الحزن والنواح.. قائله.. وهي تنظر له

الحقني يازين.. 

شوف العقربه دي بتكلمني ازاي يا زين... 

نظرت لها وله بسخريه قائله.. 

اه إلحق يانونوس عين امه... 

فهم ماترمي له  وجز علي أسنانه. فهي لها الحق ونظر لأمه.. 

بنظره أخافتها فهي تعلم أنه منذ تلك الليله ولم تعد تؤثر به مثل الاول... 

قالت... 

شوف يازين طليقتك جليله الربايه دي بتكلمني ازاي.. 

صرخ بحده قائلا.. 

كفايه بقي انا سمعت كل حاجه.. وانتي اللي غلطتي فيها الاول.. 

وقام بسحب سيلا بحده لجانبه وقال.. بصوت جاء علي أثره من بالبيت قائلا... وهو يلتفت لهم..

كله يسمع..

انا مطلقتش سيلا...

ولا هطلقها..سيلا مراتي...ومش هسمح لاي حد...

ونظر لامه بحده ونظره فهمتها سريعا...وقال..

أي حد مهما ان كان انو يهينها او يقلل منها...

مفهوم..

لم تمهله اكثر من ذلك فاض بها الكيل..

اذن لتفعل ما كانت تود فعله منذ زمن...

رفعت يدها..مسرعه وقامت بصفعه بقوه..قائله...

دي عشان كسرتي..

وصفعته مره أخري وقالت..

ودي عشان حرقه قلبي وضياع فرحتي..

وأخري قائله..

ودي عشان حاولت انتحر واموت ابني عشان واحد ميستهلش.. زيك وسخ..

اما دي بقي وصفعته مره أخري عشان فاكر نفسك ذكي وكلامك هيخش عليا..

انسي انا عمري مهكون ليك  الا فأحلامك...

ولو فعلا انت مطلقتنيش انا هخلعك ولا يهمني..انما ان ابقي علي ذمه واحد حقير ذيك..انسي مش هيحصل ابدا..

وانطلقت للاعلي مره أخري تاركه الجميع ينظر في أثرها بعيون مفتوحه  من أثر الموقف... وما فعلته..

هبت امه تصرخ به قائله...

انت ازاي سكت للحقيره دي اني هوريها ازاي تمد يدها علي أسيادها...

صعدت أول سلمه..الا ان يد زين أمسكتها بحده..قائلا..

أيه عاوزه ايه تاني..مش شعللتيها نار زمان عاوزه 

تشعلليها تاني..

انصدمت من كلامه ودب الخوف بقلبها...

هي أساسا كانت تشك بالامر اذن فلتجاريه...

تقصد ايه اني اللي شعللتها ولا جليله الربايه دي..

صرخ بقوه بها قائلا..

اسكتي يأمي كفايه حرام عليك..

صرخ به والده قائلا..

زين متعليش صوتك علي أمك..

لم يبالي بوالده وتكلم بانفعال قائلا..

امي..أمي اللي اتفقت مع أخوها انها توصلي كلام غلط علي سيلا وأبوها وامها..عشان انتقم منها...

امي اللي شارت عليه اني أكسر نفسها وأذلها زي ماأبوها اغتصب أختها وماتت منتحره...

هب والده يخرسه قائلا..ايه اللي بتقوله دا..

انت اتجننت... كلام ايه دا..

صرخ به قائلا..

لا متجننتش عوزين تعرفو الحقيقه..انا هحكيلكو...

اسمعوا بقي ونظر لاامه بوجع..وقال...

flash back..

كان يجلس بمكتبه حينما دخل عليه جده..

يقف يستند علي عكازه ينظر له بصمت يفكر فيما سوف يحدثه به..

تنحنح وقال زين..

انتفض زين وقال..أهلا ياجدي دي الدنيا كلها نورت...

اتفضل..

قال الجد...اقفل الباب وتعالي يازين عاوزك في موضوع مهم...

جلس زين بعدما نفذ طلب جده وقال...

خير ياجدي...اؤمرني..

طبطب عليه وقال..الامر لله ياولدي...

بص يازين انت عارف اني في ثار بين عيلتنا وعيله البهنسي..

والمجلس هينعقد السبوع الجاي واللي هيحكموا فيه بالنسب بين العيلتين..وفي حد ابن حرام الله لا يوفجه عرفهم علي طريق سيلا بت عمك..وكبير عيله البهنسي كلمني وجالي وانا اضطريت اجوله انك كاتب كتابك علي سيلا...

نظر له بصدمه قائلا..وليه انا مش،فارس ياجدي..

تنهد وقال انت كبير العيله ياولدي وكلمتك بيهابها الجميع بالبلد ولما عرفوا انك جوز سيلا خرسوا...

فنظر له بصمت وقال..

طب ايه المطلوب مني ياجدي..

نظر له وقال انا عارف ياولدي انك مجوز وسيلا لساتها صغيره..

فأنا بجول نعلنوا جوازكو وبعدين اول م سيلا تتم دراستها تطلجوا وتكون نار التار بردت والصلح تم...

ايه رأيك يازين..

نظر له زين حينما لمح الخوف في عينه ان يرفض وقال...

اللي تشوفه ياجدي...

فرح الجد فهو كان يعلم ان حفيده من رباه خير سند فهو  لا يثني له أمرا...

خلاص يبجي الفرح السبوع الجاي..بس بشرط...

قال له خير ياجدي..

زواجكو هيكون علي ورق وسيلا هتفضل عايشه في مصر وهنجول انها معاك بره...

فكر قليلا فهو لا يعنيه الامر هو من الاساس لا يعلم شكلها ماذا يكون..وقال خلاص ياجدي اللي تشوفه..

ذهب جده وأخبر الجميع..جميعهم فرحوا الا شخصا واحدا..

دخلت عليه غرفته بحده وقالت...

انت صحيح هتجوز بنت اللي جتلت خيتي وقهرتها..لو عملتها لا انت ابني ولا اعرفك..

استغرب حديثها وقال.لها..

ايه اللي بتقوليه دا..ومين قتل مين يأمي انا مش فاهم...

بكت بكذب قائله اني هحكيلك ياولدي..

عمك الله ينتقم منه مطرح مراح...

اغتصب أختي الله يرحمها..وبعديها غدر بيها وراح حب واتجوز عليها المصراويه...

وبكت أكثر وقالت..اتحيلنا عليه كتير انا وخالتك انو..يستر عرضها دا احنا مهما كان ولاد عم...

لكن كان قاسي القلب وسبها واتجوز الحربايه ومنزلش البلد واصل..

ويوم ورا يوم كان بياجي عرسان لخالتك وابوي كان هيغصبها عالجواز  ..

ولما لقت انها هتنفضح وهيقتلوها...

انتحرت وماتت..وبكت بشده..

تقول بتمثيل..

خدلي حقي وحق خيتي منهم يازين..انتقملي منهم يابني..

دانت بالذات خالتك كانت روحها فيك...

وزادته اشتعالا مما هو فيه..واتفقا ان يكسرها ويذلها بنفس الطريقه..تحت نظرات أمه الخبيثه له...

مر الاسبوع سريعا وفي هذا الاسبوع لم تترك والدته أي سبب الا وقالته لها..

تاره تخبره ان موضوع الثأر وهم وان لا أحد يعلم بوجودها..

وتاره أخري تخبره ان جديها يريدان ثروتهم..كما كانت تريد أمها...

كان زين في أقسي حالات غضبه وظل يتوعدها..بالهلاك..

وقد كان..

فعل ما فعله تلك الليله وحينما انتهي من حمل حقيبته وكاد ينزل الدرج سمع صوت أمه تتحدث في الهاتف في غرفه مهجوره بالقصر...

استغرب دخول أمه كثيرا وقال...

ايه اللي بتعمله هنا..

واقترب ولكنه سمعها تحدث شخصا وتقول...

ايوا يامحمود خلاص تم المراد وزرعت الحجد بقلب زين...

أيوا بنت المصراويه دي خلاص مهتجوملهاش جومه تاني..

محمود أخو والدته وخال زين...

عفارم عليكي بس عملتيها ازاي..

ضحكت بشر وقالت..

ولا شئ ضحكت علي زين وجولتله  وقامت بسرد ما حدث له..

محمود..يخربيت جبروتك ياشيخه...

قالت بغل...جبروت هيا شافت جبروت لسه..

دا انا لسه هوريها العذاب الوان عشان يبقي أبوها يعمل شريف أوي وميرداش يستر علي أختي...

لو كان سترها من الفضيحه بعد ما ضحك عليها ابن عيله البهنسي مكونتش انت جتلتها...

انا لازم اخليها تنتحر وينحرق قلبهم زي مانحرق قلبي علي خيتي.....

لازم..انتقم من كل اللي كانو السبب بموتها...

واكملت حديثها وقالت ما جعل زين يفقد عقله وعلم انه كان أداه رخيصه في انتقام رخيص من والدته..

ولكن ما كان يعلمه في ذلك الوقت انه يريد الابتعاد من هنا وبشده..

حينما يتذكر نظرتها وما فعله بها...قلبه يتقطع الي اشلاء..كانت صغيره...طفله..

نظره عينيها تخبره..

مازلت طفله..ارحمني

back...

(٦)

كانت تصعد مهروله علي السلالم بعدما افضت جزء بسيط من ما في قلبها.. أيحسب انها بذلك انتهي وجعها.. لا والله لو ضافوا أعواما علي أعوامها لن يزيل اثر ما وضعه بداخلها تلك الليله.. 

ربما اراحها الله منه... 

ولم تلتقيه مجددا طوال ثمان سنوات.. ولكن هناك.. في مكان بعيد داخل قلبها.. قهر وذل كبتته بقلبها لسنوات.. 

ولكن غصبا عنها حينما رأته اليوم.. ظهر هذا الوجع وكانه في الامس.. 

رفعت نظرها للاعلي تستمد الراحه بالدعاء الصامت... بقلبها المكلوم.... 

تعرف انها أصبحت قويه.الان...

ولكنها تعترف ان هناك جزء كبيرا منها بقي مع تلك الليله.. ولن يعود... 

طفولتها.. طفولتها الضائعه.. 

انتبهت علي صراخه في أمه.. 

ولكن لم تهتم.. ولكن صوت صراخه علي والدته جعل قدميها تتسمر مكانها... وتحرك فضولها كأنثي لمعرفه ما سيقوله ذلك الحقير... 

وقفت واستدارت لتري ما يحدث بمكان غير مرئي له.. حيث كان مشغول بما يقول غير واعي لمن تشاهده وتسمعه... 

انتهي من حديثه الذي وللعكس لم يبرد نارها.. بل زادتها اشتعالا  .. وأقسمت انها لن تكون علكه لهم ثانيه...

مهما كان وبالفعل صعدت مسرعه للاعلي تحجز تذاكر الطيران لها ولابنها...

يكفي الي هذا الحد.. لا تريد معرفه شئ عنهم مره أخري... 

ستغلق تلك الصفحه من حياتها نهائيا.. 

ولكنها انتفضت علي صوت صراخ جدها عليها.. بشده.. 

لم تتوقع أي شئ غير ان ابنها حدث له أمر سئ.. 

تركت ما كانت تفعله مسرعه للاسفل حيث الصراخ... 

نزلت السلالم مسرعه وجدتهم يتجمعون حول الاريكه حيث نقل عليها من.. 

لم تتوضح لها الرؤيه بعد.. 

صاح الجد بها قائلا.. 

سيلا يابتي الحقي جدتك  شوفي مالها.. 

طمنيني عليها يابتي.. 

افاقت من صدمتها.. قائله.. 

لو سمحتو النفس بس.. 

خليني أشوفها.. 

انزاحوا جميعا.. وتركو لها المجال فبحكم عملها كطبيبه..اطمئنوا لها..انها ستنقذ الجده..

نظرت بجانبها وقالت..

تسنيم لو سمحتي هاتي شنطتي من فوق انتي عارفاها..

صعدت تسنيم مسرعه تنفذ ما طلبته منها...

استدارت لهم مره أخري بعدما اطمئنت عليها وقالت..فارس شيل جدتك دخلها جوه مفيهاش حاجه  ضغطها وطي بس..

يالا لو سمحت..

اقترب فارس وحملها..

بينما هو فقط ينظر لما يحدث بروح خاليه..ثواني وكتبت شيئا في ورقه واستدارت مره أخري لم تجد غيره ينظر لها بتمعن استدارت يمينا ويسارا..

كان الجميع دخل خلف الجده..

صاحت بصوت عالي لصبري الذي يقف بالخارج كحارس..

الا ان هناك من قبض علي يديها وأخذ الورقه منها..

وقال لها بحده..

ايه مش شيفاني قدامك انت ازاي تسمحي لنفسك تنادي بصوت عالي علي راجل غريب..

نفضت يديه بحده قائله..

اياك تفكر تمد ايدك دي عليا..انت فاهم..

واكملت تقول بسخريه..

اتفضل ياسبع الرجال..هات الادويه اللي في الورقه دي..

واستدارت ترحل الا ان يديه التي أعادتها مره أخري...

جعلتها تستشيط غضبا منه..

قائله...

انت غبي مبتفهمش قولتلك متلمسنيش..

قال لها بصوت مغتاظ هامسا..

أقسم بالله ياسيلا مهعديهالك وهتشوفي..

اظاهر انك..

لم تدعه يكمل وقالت..

قالت بصوت مخنوق..ايه كمل..

ولا مكسوف..

نسيت الليله اياها واللي عملته فيا..

اقتربت منه وحطت بصبعها علي صدره تضربه به عده مرات..

قائله..اطمن يازين بيه منستش ولا عمري هنسي..

ازاي أنسي واكملت ولم تعد تسيطر علي دموعها.

تقول..

انا في حياتي مهنسي ايدك وهيا بتضربني بكل قسوه كاني واحده من الشارع..

ولا عمري أنسي وانت بتزيحني كاني حشره معديه...

اطمن اللي زرعته الليله دي..

هتحصده بايدك وهتشوف..

ان كان في الماضي قلبه يؤلمه..فالان بعد كلامها هذا ورؤيته لدموعها تلك..

قلبه يقسم ان أحدا قام بتقطيعه قطعا قطعا...

كانت تحاول ان تفلت يديها منه بقوه..

الا انه أحكم قبضته عليها قائلا...

سامحيني..أنا أسف  ياسيلا..

لو عشت عمري كله اقولك أسف عارف مش هتكفي..

بس سامحيني..ومتحرمنيش من ابني..

انا عارف ان غلطت كتير ومش وقت مبررات..

بس الحاجه الوحيده اللي مقدرش أوعدك بيها..

هي ان أطلقك وأسيبك لغيري..

أنا اسف..مش هقدر...

وتركها ورحل..

تلعنه ألاف المرات..وتلعن تلك الظروف التي جمعتها به...

ربما لو كانو تعارفا في وقت أخر وزمان أخر..

ربما كانت ستقع بحبه من أول نظره..ولكن هي أقدار قدرها الله...

نظرت لاثره بحزن ونفضت أفكارها السخيفه من نظرها...

قائله وهي تضع يديها علي قلبها وتضربه بعنف...

ايه هتحن ولا ايه..دا لسه المشوار طويل...

طويل أوي...

يارب صبرني...

بعد مده كانت استعاده الجده وعيها..

والجميع يقف حولها..بصمت..

وحدها هي أساس المشاكل من تقف بعين تقطر مكرا وغلا وحقدا..تدعي الله ان يمر الموقف بسلام..

ولكن خاب ظنها..

وزوجها انتبه لها..

واندفع ناحيتها بحده..

قائلا بوجهها..انتي لسه اهني..

امسي انكشحي من هنا روحي علي بيت أخوكي

قتال القتله..

معيزشي أشوفك واصل..

ولولا اني ولادنا كبار وخايف من الفضيحه كنت طلجتك من زمان...

يالا ودفعها بيده..

نظرت بحزن مصطنع لعمها..تقول..

سامحني ياعمي..

اني...... 

ولم يدعها الجد تكمل وصلت كذبها..

رفع يده للاعلي في اشاره ان تسكت..

ونظر بحده لها..

قائلا...

يكشي كنتي فاكره اني مخبرش يااك باللي مليتيه برااس حفيدي..

خلتيه لاول مره يعصي أمري ويخلف وعده..

بس اللي مصورتوش انك تكون بالاجرام ده اللي تخليكي..

تجولي علي ابني الله يرحمه اكده وتتهميه زور...

غوري من اهنه اني استحملتك كتير...ومن انهاردا تنسي ان ليكي عم..

هبت بغضب تجاه سيلا..

واتجهت مسرعه ناحيتها ترفع يديها لكي تصفعها..

الا ان هناك من وقف بينهما فحطت يدها عليه..

صفعته بقوه وغل..

كان زين واقفا بصمت وخزي من ما يحدث حوله وتصديق كلام والدته..الا انه لاحظ اندفاع امه ناحيتها تنظر لها بشر كانها تلبسها شيطان..

اندفع يقف بينهم الا ان يد والدته التي كانت تنوي بها صفع سيلا حطت علي خده هو بدلا منها..

فشهق الجميع..

فنطقت والدته سريعا...

ولدي اني كنت جصداها هي..

بعد من اهنه.. ونظرت لسيلا بغل واضح..

امسك يديها ونظر لها بغيظ قائلا..كفايه بقي..

بلاش توطي نفسك من نظرنا أكتر من كدا..كفايه..

وتركهم ورحل للخارج..

أما هي صاحت ويد زوجها تتدفعها للخارج تقول لسيلا..

متفكريش انك فلتي مني يابت المصراويه...اني وراكي والزمن طويل... 

بعدما هدأ الوضع قليلا....نظرت حولها لم تجد ابنها. 

نظرت لجدها....

وسألته...

اومال مالك فين ياجدي...

نظر لها بحب وقال متقلقيش يابتي اني سيبته مع الغفير بره يلهيه عشان ميسمعش المرار ده..


هزت رأسها وقبلت رأس جدتها وخرجت تبحث عنه.....

خرج مسرعا للخارج  فاليوم كان صعبا عليه..

قلبه يتمزق من ما يحدث فان كانت والدته قد كذبت عليه..فهو أين كان عقله..... 

لما لم يبحث وراء الامر..

تنهد ونظر للاعلي يناشد ربه بصمت...

كان اقترب من وراء القصر حيث الحديقه الخلفيه كان قد زرعها جميعا بيديه بجميع أشجار الفاكهه وخصص مجلسا يشبه المجلس العربي..

جلس علي الوسائد واراح رأسه..

لقد مر اليوم بالكثير..وزاده تلك العلكه التي تلتصق به..

فهي كل دقيقه تتصل به..لا طاقه له للرد علي أحد...

رن الهاتف مره أخري.. 

فقام بغلقه وازاحه بعيدا بحده..

جذب انتباه ذلك الذي كان يجلس بالارض تحت شجره الليمون...يلعب تحتها بالتراب..

راي مالك والده جالسا ويديه تغطي وجهه..

وكأنه أحس بوالده..

فقام من مجلسه وتقدم ببطئ منه..

ووضع يديه المتسخه بالتراب علي كتف والده الذي للان لم ينتبه له..

حطت يديه  الصغيره علي كتف والده..

فشعر زين بشئ يوضع علي كتفه  يشبه يد ضعيفه توضع علي كتفه..

فكر بابنه ولكن كذب نفسه. 

لان مالك غاضبا منه... 

لكنه استمع بعدها لهمس كلمات ولكن كذبه.. أيضا..

ولكنها عادت  تلك الهمسات واخترقت أذنيه...

......!

بابا...!

(٧)

رفع عينيه ببطء وجده ينظر له ببراءه أدمعت عينيه دون شعور منه... 

لاول مره يسمع كلمه بابا منه... 

يقسم وقع كلمته أحلي من ألف قصيده.. 

مد الطفل يديه المتسخه بالتراب.. 

ومسح بيديه الصغيره دموع والده وقال له بالانجليزيه.. 

don't cry baba.. 

لا تبكي.. بابا... 

لم يتمالك نفسه.. وقام باحتضانه بشده.. 

يبكي بوجع علي غلطه اقترفها بكل حقاره... 

كانت نتيجتها أحلي نعمه أعطاه اياها الله... 

فإبنه كان نتيجه اكبر غلطه غلطها بحياته... 

هو يحمد الله في السراء والضراء... 

كان جده يذكره دائما بقوله تعالي....  

وعسي أن تكرهو شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا.. 

فرغم كرهه لما فعله تلك الليله واحتقاره لنفسه..  

الا ان الله أهداه في تلك الليله..  

هديه من أجمل هدايا الله له.. 

طفل جميل.. يحتجزه الأن بين أضلعه..  .

لم يكن يحلم حتي في خياله... 

ان يسمعها منه وتكون بتلك الحلوي.. 

يالله... 

تنهد بوجع.. ورفع رأسه للاعلي.. 

يتمتم بالحمدلله... 

♥♥♥♥

خرجت تبحث عن ابنها فهي لم تره منذ ان دخل ذلك الحقير من باب القصر..

تمتمت بغيظ...

ربنا ينتقم منك انت وأمك...

تبحث هنا وهنا...

لا شئ...

دب القلق في قلبها...

واندفعت تبحث عن عم عوض تسأله عنه...

عم عوض.... عم عوض

جاء يركض لها..

نعمين يا ست هانم..اؤمريني...

نظرت له بقلق وعينيها تبحث يمينا ويسارا..

مشوفتش مالك ياعم عوض..

قال مسرعا...

أيوه ياست هانم في الحديقه الخلفيه مع زين بيه..

اني لسه شايفهم..

.هزت رأسها له واندفعت ناحيه الحديقه الخلفيه...

وصلت عندهم..

فوجدت مالك..يصعد علي كتف أبيه..

لكي يصل لشجره الموز...وصوت ضحكاتهم ملاأت المكان...

أصابها وجع مفاجئ بقلبها...

كانت تعلم انها مهما فعلت لن تكن كافيه لسد خانه الحاجه الي اب بحياه طفلها...

اذا كانت هي بعمرها هذا وتشتاق لحنان والدها وبشده...

اذن لن تكن انانيه وتحرم ابنها من حقه ان يحيا سعيدا..سويا نفسيا...

لن تجعله يعاني من مثل ماعانت هي...

لكن لن تجعل تعلق ابنها بوالده ان يؤثر علي قرارها..

أي كان ستصر علي الانفصال...

كشخصين متحضرين علي الاقل...

اذن لتكتفي بهذا القدر من الغضب اليوم...

لقد أهلكت مما سمعت ومما حدث...

سوف يكون للحديث بقيه...غدا...

واستدارت لكي تصعد...

♥♥♥♥♥

كان يقف حاملا طفله علي كتفيه لالتقاظ ثمرات الموز التي يعشقها الصغير.. 

أخبر ابنه انه سيصعد لالتقاطها له...

لكن امام اصرار الصغير..خضع له...

هو لم يكن سعيدا من قبل...

كان يعيش ميتا بلا روح...

هو الان يحيا ويتنفس بهذه التفاصيل الصغيره الذي يشاركها مع ابنه...

رفع عينيه..لكي يري ان كان التقطها ام لا..

ولكنه لمحها تقف بعيدا.. تنظر لهم بشرود... 

وقف يتأمل بصمت... 

كم هي جميله.. بشكل يجعل جميع حواسه غير قادره علي العمل في حضرتها... 

أيعقل ما يشعر به الأن بوادر عشق... 

ام انه تخطي هذه المرحله... 

ووصلت به ان يتأملها خلسه كالمراهقين... 

كان يتوقع ان تأتي وتاخذ منه طفله وتعنفه... 

الا انها ازهلته بسلوكها الحضاري.. حينما استدارت 

ورحلت بصمت... 

يالله كيف كسرها.. كيف استطاع... 

ايعقل لطفله كانت في الثامنه عشر.. 

ان تخطفه من أول نظره... 

هو عشقها من أول نظره.. حينما رأها تستند علي باب الحمام بروب الاستحمام تلك الليله... 

لم تمحي صورتها المهلكه تلك من مخيلته طوال ثمان سنوات... 

كلما تذكرها.. اشتعلت الناربجسده...

أقسم ان يعيدها له محبه  ..فقط تغفر له..

تغفر له..وتسامحه...فقط.. لا يريد شيئا أخر...

أنزل أبنه بعدما اقتطف العديد من ثمرات الموز..

هوبا..انزل بقي يابطل..

ضحك الطفل بمرح..قائلا...

بص يابابا جبت موز كتير ازاي...

أجلسه علي قدميه وقبله من خده..

يالا اقعد يابطل عشان أكلك...

كان يطعمه بيديه..تحت ضحكات الطفل التي ملأت قلبه سعاده لاول مره يلمسها...


فان♥♥

تمتلك طفلا يعني أن تنشق روحك  من جسدك.. وتصير تمشي حولك علي قدمين...♥♥♥

بعد مده حمله بخفه بوزنه الخفيف قائلا ايه دا انت متأكد انك عندك سبع سنين وأخذ يلاعبه والطفل يضحك بشده...

انت خفيف أوي ليه كدا..ها..

كان وصل لمنتصف القصر..

لمحه جده يلاعب طفله...

دعا له بالسعاده بقلبه..

فمهما كان سيظل حفيده الاكبر..وسنده بالحياه...

يدعو الله من قلبه..أن يري حفيده وحفيدته معا كأي زوجين...

قبل أن يموت حينها فقط سيرتاح في قبره..

تنهد بوجع...

فالطريق طويل وصعب ولكن عليه ان يقوم بتنفيذ ما خطط له ان كان يود ان يجمعهم معا...

رفع صوته وناداه...

زين ياولدي...

التفت له زين..

نعم ياجدي...

واقترب منه حاملا ابنه...

رحب الجد بمالك قائلا..

اهلا حبيب جدو..ايه نسيتني بسرعه اكده...

اول ما شوفت أبوك...

كانت رده

.. فعل الولد  الطفوليه...

كفيله لتنفيذ ما خطط له بأسرع وقت...

وبضمير مرتاح..

فمشكله حفيديه يلزم لها..

قلب ميت 

.لكن مهلا..

لينتظر قليلا......

...

فكلام الجد دفع الولد لاحتضان أبيه بشده..يقول له..

انت مش هتسبني تاني يابابا صح...

تسمر زين...وزاد من احتضانه هو الاخر...

يؤكد له..

عمري ماهسيبك ياحبيب بابا..

تاني أبدا...

هز الجد رأسه..مالك ياحبيبي اطلع شوف ماما كانت بتسأل عليك...

عشان عاوز بابا في حاجه أكده..

هز الطفل رأسه يمينا ويسارا..

وتشبث بوالده أكتر..قائلا..

لا عاوز بابا..

اقترب زين من أذن طفله وأخبره بهمس أن يذهب لوالدته حتي ينتهي وينادي عليه..وأكد له انه لن يذهب لاي مكان...

ذهب الولد بعدما اطمئن ان والده لن يذهب...

ودخل زين خلف جده واغلق الباب..

جلس أمامه..وقال...

خير ياجدي...

تنحنح الجد وقال...

طبعا عارف اني هحدتك في ايه...

تنهد وقال...

لو هتكلمني في طلاقي من سيلا وليه عملت كدا...

فأسف انا مش هطلق ياجدي..

نظر له الجد يتمعن في ملامحه...

وقال...

اني مقدرش اغصب علي سيلا تقعد معاك ولا دقيقه...

ولو هي أصرت علي الطلاق..اني مهقفش قصادها...

نظر له بحده ووقف...يتحدث بصوت مرتفع..

اسمع ياجدي طلاق مش هطلق ولو وصلت اني أطلبها في بيت الطاعه..مش هتردد لحظه واحده...

انا مش هسيبها لحد تاني...

مش هسيب ابني يربيه غيري..انسي...

انصدم الجد من ردت فعله وتملكه المرضي..لها. 

وصرخ به قائلا...

انت بتعلي صوتك عليا يازين...هيا حصلت...

هدأ وقال..

انا أسف ياجدي..

بس انا مش هطلق...

نظر له وقال...

اقعد يازين خلينا نتفق...

جلس..فتحدث الجد يسأله...

وتفتكر اني هقبل اني.. سيلا تعيش معاك علي ضره...

انصدم وتذكر تلك العلكه التي تتبعه..قائلا..

انا هطلقها ياجدي..اصلا اللي بينا كله بيزنس..

تقدر تقول جواز مصلحه...

هز الجد رأسه..وقال.. هصدقك..لان عارف كل أخبارك..

نظر له زين بدهشه..

ولكن الجد أكمل..

اومال كنت فاكر اني نستك ولا ايه...

أني خابر كل خطواتك..مغبتش عني لحظه..

حتي لما اشتريت المزرعه اللي جنبينا..

اني اللي سهلتلك طريقها..

انصدم مما يسمعه..ولكن الجد اكمل..ياكش فاكر..اني كنت هسيبك اكده بعيد..

دانت البكري ياولدي...صحيح خرجت من اهنه..بس ولا مره خرجتك من جلبي..

نظر له زين بدموع.. قائلا..

.سامحني ياجدي..

اقترب جده منه وطبطب علي كتفه...

قائلا....

اني هعطيك الفرصه انك تصلح اللي عملته..

لكن لو حاولت بأي شكل انك تهين حفيدتي..اني ساعتها اللي هقفلك..

وأني اللي هجوزها بايدي للي يستاهلها...

نظر له بحده...

ولكن الجد تجاهله وقال..بغموض 

ومتخفش أني هساعدك بس مش دلوك...

لم يهتم لكلماته..ولم يلتفت لمعناها...

تحدث الجد...

دلوك استعد لان بكرا انشالله هيكون طهور مالك وعاوز البلد كلياتها تدعيله..

أني جهزت الدبايح عشان العقيقه... وكمان..

نحتفل باسمه ايه ده..اللي بيجولو عليه..

ضحك زين علي جده..وقال...

اسمه عيد ميلاد ياجدي...

هز رأسه وقال...

أيوه هو اكده... عموما..

اتصل انت علي خالد السعيد واعزمه هو وعيلته...

واني هعزم جده وعيلته...

وكمان هعزم عبدالرحيم المنياوي وأحفاده...

عاوز أجمع الاحباب تاني ياولدي..

بقالنا كتير متجمعناش..

نظر له زين... 

وتذكر خالد صديقه وكيف عاني هو الاخر حتي استقرت حياته بالنهايه...

تمني بداخله ان يمن الله عليه بحياه هادئه كصديقه واولاده المجانين...

هز رأسه وقام وأخبر جده...

تمام ياجدي انشالله هكلمه.....

..مع اني مش مصدق لحد الان 

ان مراته تطلع بنت عمته..بعد المرار دا كله...

قال جده..سبحان الله ياولدي...

ربك له حكمه في اكده...

ان نرجع كلنا ايد واحده بعد مافرقنا التار لسنين...

هز رأسه وصعد يريح جسده ليستعد لغدا حافل...

غير واعيا.....

لمن تخطط له كي تخرب حياته.....

.وكأنها ليست امه....




 تكملة الرواية بعد قليل 



أنت الان في اول موضوع

تعليقات

التنقل السريع