رواية عشق الروح الفصل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم نور عزام
رواية عشق الروح الفصل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم نور عزام
تتسلل اشاعة الشمس الدافئة عبر الستائر الحريرية الي غرفة نوم تنم عن ذوق صاحبتها الرقيق , فتاة جميلة تتوسط فراشها , ترمش بعينها عدة مرات قبل ان تفتحهما بتثاقل ليطل منهما لون العسل الصافي , تنهض بكسل من الفراش و تقف امام المرآة تمشط شعرها الكستنائي الطويل ثم تتجه نحو الستائر الحريرية فتزيحها و تفتح الشرفة , فيلفح الهواء بشرة وجهها البيضاء المحمرة التي تحمل بعض النمش الخفيف الذي زادها جمالا
كم تبدو رقيقة و هادئة و هي تقف شاردة في الشرفة و الهواء يجعل خصلات شعرها الحريري يتطاير
ملامحها تحمل طابع جمال مميز , مزيج بين الانوثة و البراءة
تشبة الي حد كبير جدتها السورية , فجدها مصري و جدتها سورية الاصل كل بناتها تشبهها الي حد كبير و منهم سمية والده آسيا
تفق من شرودها , تخرج من الشرفة و تغلقها خلفها و تترك الستائر مفتوحة
تفتح باب غرفتها و تتوجة نحو المطبخ حيث توجد والدتها الحبيبة
تعد طعام الغذاء كعادتها
ما ان رأتها حتي ابتسمت قائله
سمية : كل ده نوم يا ست آسيا ؟؟!
آسيا : (بعد ان طبعت قبلة خاطفة علي وجنة والدتها)
- معلش يا ماما اصلي نمت امبارح مـتأخر اوي , كان في رواية بقراها و مقدرتش انام قبل ما اخلصها
سمية : يااااادي الروايات اللي هتجننك دي
آسيا : يا ماما اعمل ايه بس ؟!! ما هي الحاجة الوحيدة للي بتسليني و انا قاعدة 24 ساعة في البيت كده
سمية : و قاعدة ليه ؟؟ ما تخرجي مع اصحابك , كلمي شروق و اخرجوا
آسيا : هنخرج كل يووم يعني ؟!! هنروح فين حتي زهقت من كل الاماكن اللي بتتراح , النادي , مول , سينما
سمية : اصبري شوية و هنسافر المصيف مع خالتك نغير جو
آسيا : و انتي كده بتبسطيني يعني ؟!! و معتز بقي يفضل لازق لي طول السفرية بقي
سمية : انا مش عارفة انتي بتعاملي ابن خالتك كده ليه ؟! ده بيحبك من صغركم
آسيا : و انا مش بحبه !!! حاولت افهمه كده مية مرة و اخر مرة قولتها له في وشة اني بعتبره زي اخويا و برضة مفيش فايدة !! و بعدين انا مش عاوزه اسافر اصلا , انا عاوزة حاجة تانية
سمية : تااني يا آسيا ؟!! مش هنخلص من موضوع الشغل ده بقي ؟!!
آسيا : تاني و تالت و عاشر , انا نفسي افهم بس بابا ليه معترض ؟!!! ما هو انا متعبتش كل ده لحد ما اتخرجت عشان اقعد في البيت !!
سمية : انتي عارفة ابوكي بيخاف عليكي قد ايه
آسيا : خايف عليه من ايييه بس هو انا هروح اشتغل في افغانستان ؟!! دي الشركة قريبة من البيت حتي
سمية : احوال البلد مبقتش تطمن خالص و الدنيا مبقاش فيها امان و مش هنعيدة تاني يا آسيا و متفاتحيش ابوكي في الموضوع ده انتي عارفة صحته مبقتش مستحمله زعل ولا عصبية
آسيا : انا بقيت بفكر اكلم عمر يقنع بابا بموضوع الشغل ده
سمية : اووووعي , هتدخلي اخوكي في مشاكل و ابوكي مش هيوافق بردو و هتتعبيه
آسيا : اوووووووووووف , ماشي يا ماما
سمية : رايحة فين ؟؟؟؟؟
آسيا : هكلم شروق
سمية بصوت خافت : ربنا يهديكي يا بنتي و يحفظك من كل شر
--------------------------------------------------------------
تدخل الي حجرتها و تغلق الباب علي نفسها , تشعر بالاختناق !! نعم والدها يخاف عليها و هي تقدر ذلك لكن ليس الي هذة الدرجة !! طموحها كان اكبر بكثير من مجرد مكوثها في البيت و قرائة الروايات و تصفح الفيس بوك
تشعر بالملل , تشعر ان ليس لحياتها قيمة , حياتها تسير في رتابة خانقة , لا جديد , لا جديد اطلاقا !!
كانت آسيا رومانسية الي حد كبير و عقلانية الي حد اكبر , لا تفكر مثل باقي الفتيات الساذجات , في العريس الاكثر وسامة و في المركز الاجتماعي المرموق و في المستوي المادي الاعلي
فهي تبحثت عن الحب , الحب فقط
الحب و احساس الامان مع من تحب , احساس انك تملك الدنيا بأسرها الذي طالما قرأت عنه في الروايات و لم تشعرة به قط
احساس ان شخص ما هو نصفك الاخر , يشعر بك , يفهمك , يقدرك , يحترمك و قبل كل ذلك يحبك !!
تلك الماديات لا تعنيها اطلاقا ، و الوسامة مقياسها الوحيد في نظرها هي الحب !
فإن كنت حقا تحب من امامك ستراه اجمل من خلق الخالق !
تؤمن بأن الله يوزع الارزاق في وقتها , لا تتعجل , لا تتذمر و تشكو من فلانة التي خطبت و فلانة التي تزوجت
تعلم ان الله يوما ما سوف يرزقها بما تتمني فقط الصبر تلك هي ثقتها بربها
انطوائية الي حد ما , تفضل العزلة في احيان كتيرة , تعشق الهدوء
و النيل .. النيل هو صديقها المفضل
يشبهها كثيرا في هدوءه , تجد راحتها في المكوث امامه و النظر اليه
طالما احبت النيل و كرهت البحر الاهوج , تخشاه كثيرا
خائن , قاسي , غدار ! في لحظة واحده يثور و يبتلع كل ما حوله
تتذكر جيدا تلك الحادثة المشؤمة كأنها حدثت ليله امس ,
عندما كانت في السادسة من عمرها ذهبت مع اسرتها الي شاطئ البحر في الاسكندرية و رأت تلك الفتاه المسكينة حين كانت تسبح و اتت تلك الدوامة اللعينة و سحبتها داخلها و ابتلعتها و لم تلفظها الا و هي جثه هامده !
رغم صغر سنها الا انها تتذكر تلك الحادثة جيدا و تتذكر كل تفاصيلها , و من يومها و آسيا تكره البحر و تخشاه
لها صديقة واحدة و هي شروق
صديقة الطفولة , مروا بجميع المراحل الدراسية سويا و افترقا عند الجامعة
فشروق تخرجت من كلية الحقوق و آسيا تخرجت من كلية الاداب شعبة لغة انجليزية
طموحها بسيط , ان تعمل كمترجمة في الشركة القريبة من منزلها و ان تجد نصفها الاخر
هل ما تتمناه كبيرا الي هذا الحد ؟!ّ
لها شقيق واحد اسمه عمر , اكبر منها بعشرة اعوام كاملة
متزوج و يعيش في المانيا منذ ما يقرب الثلاث سنوات , لدية من البنات اثنان , توأمان عمرهم لم يتعدي الخمس سنوات
"تارا و تمارا"
طالما تذمرت امه من تلك الاسماء الصعبة التي لا تستطيع حفظها حتي الآن
و كان عمر يرد عليها ضاحكا
" يعني آسيا هو اللي سهل و متداول اوي ؟! , ده أنتم عقدتوا البنت من صغرها لازم تقول اسمها 3 مرات عشان اللي قدامها يستوعب الكلمة !! "
اخيها الحبيب رغم السفر و المسافات الي انه يحادثها بأسمرار , صديقها المقرب , دائما تستشيرة في كل الامور التي تخصها , الا موضوع العمل , تخاف ان يحدث خلاف بينه و بين والدها لأنها تعلم ان عمر سوف يقتنع تماما بفكرة عملها
حاولت كثيرا معه و حاولت اقناع والدتها بأقناعه لكن الامر بدا
( علي هواها !!)
فالست سمية مثل باقي الامهات التي تقلق علي بناتها و تفضل مكوثهم في المنزل الي ان يأتي " ابن الحلال " و يصطحبها معه الي منزله سالمه !
تنهدت بحزن و امسكت بهاتفها و طلبت رقم شروق , ثواني و اتاها الرد
--------------------------------------------------------------
شروق : يا صباح الفل
آسيا : صباح النور يا شوشو , عامله ايه ؟؟؟
شروق : الحمدلله تماام , انتي عامله ايه ؟؟؟
آسيا : عادي , زي كل يوم
شروق : مالك يا ست امينة ؟؟؟
آسيا : لا امينة ولا حاجة , بقول لك ايه .. تعالي لي البيت , عاوزة اتكلم معاكي شوية , مخنوقة و زهقانة
شروق : و عشان مخنوقة و زهقانة عاوزانا نقعد في البيت ؟! ما تيجي نخرج
آسيا : لا مش عاوزة
شروق : ليه يا بنتي بس ؟! ده انا عرفت حته كافية تحفة في المعادي علي النيل , هيعجبك اووي انا متأكدة
يلا يلا بلاش كأبة هعدي عليكي الساعة 5 تكوني لابسة و جاهزة
آسيا : طيب متتأخريش انتي عارفة بابا
شروق : لا متخافيش مش هتأخر و هنرجع بدري
اغلقت الهاتف مع صديقتها و ساعدت امها في اعداد الطعام الي ان اتي والدها من زيارته الي شقيقة المريض و التفوا جميعا حول مائدة الطعام
--------------------------------------------------------------
سمية : محمود عامل ايه دلوقتي يا صلاح ؟؟؟
صلاح : احسن كتير الحمدلله
سمية : الحمدلله
صلاح : مالك يا آسيا .. مش بتاكلي ليه ؟؟؟
آسيا : لا ابدا باكل اهو
صمتت قليلا ثم استدركت
بابا شروق هتعدي عليا الساعة 5 , هنخرج شوية
صلاح : هتروحوا فين ؟؟
آسيا : كافية كده علي النيل في المعادي
صلاح : طيب يا حبيبتي خدوا بالكوا من نفسكوا و متتأخروش
انهت طعامها مع اسرتها الصغيرة و دلفت الي حجرتها و ارتدت ملابسها و اطلقت لشعرها الحريري العنان ووضعت بعض ادوات التجميل البسيطة , فقط كحل و ملمع شفاة
بدت جميلة برقتها , سمعت صوت رنين هاتفها علمت ان شروق بالاسفل
ودعت والدتها و الدها الذي امطرها بالوصايا و التحذيرات كعادتة قبل ان تغادر المنزل
هبطت الدرج و استقلت السيارة بجانب صديقتها
--------------------------------------------------------------
شروق : يا هلا يا هلا , كل ده يا بنتي عشان تنزلي ؟! ما انتي قولتي لي انك جاهزة علي الواتس
آسيا بضيق : كنت بستمع للوصايا ال 50 بتوع بابا قبل ما انزل
شروق : مممممممممم يبقي انا عرفت ايه اللي مضايقك
ظلوا صامتين الي ان وصلوا الكافية
كان رائعا بالفعل , يطل علي النيل مباشرة
النيل عشق آسيا و تتمني في يوم من الايام ان تسكن في شقة تطل علي النيل مباشرة
بعد ان جلسوا علي احدي الطاولات و طلبوا المشروبات من النادل
شروق : موضوع الشغل بردو ؟؟
آسيا : مش الشغل بس
شروق : امال ايه ؟؟
آسيا : حاسه ان حياتي ملهاش معني ملهاش هدف , الدنيا بتتحرك من حوليا و انا واقفة مكاني , مفيش في حياتي اي جديد
بابا بيعاملني اني طفلة , انا مقدرة خوفه و قلقه عليا بس بجد زهقت من الطريقة دي
نفسي اشتغل عشان احس اني بعمل حاجة في حياتي , بشتغل و بخرج , بشوف ناس جديدة , بتعامل مع ناس مختلفة
لكن انا مبشوفش غيرك انتي و بابا و ماما
شروق : و مالنا بقي ؟! مش عاجبينك ؟؟؟
آسيا : لا زهقت منكوا الصراحة
شروق ضاحكة : يخربيت صراحتك
آسيا بمزاح : اضحك عليكي و اغشك يعني
ثم استطردت بحزن
بجد يا شروق نفسي اتعامل مع بشر جديدة زهقت من كل حاااجة في حياتي
ظلت تتحدث مع صديقتها قرابه الساعتان , الي ان شعرت براحة نسبية , فدائما ما ترتاح في حديثها مع شروق
عادت ادراجها الي منزلها
تناولت العشاء مع والدها و والدتها و هاتفها شقيقها من اجل الاطمئنان عليها
--------------------------------------------------------------
في جوف الليل , دائما ما تشعر بالوحدة , فتلجأ الي الفيس بوك من اجل التواصل مع اصدقائها
فتحت اللاب توب و جلست به فوق فراشها
ظلت قرايه النصف ساعة تتحدت عبر " الشات " مع شروق و بعض اصدقائها من الجامعة
الي ان وصلتها رسالة من شخص غير متواجد بقائمة الاصدقاء عندها
مكتوب بها ..
" ممكن اتكلم معاكي شوية ؟ ارجوكي اوعي ترفضي او مترديش عليا , صدقيني مش هضايقك خالص , بس انا محتاج اتكلم معاكي ارجوكي " ....
#يتبع
رواية عشق الروح الحلقة الثانية :
ظلت قرايه النصف ساعة تتحدت عبر " الشات " مع شروق و بعض اصدقائها من الجامعة
الي ان وصلتها رسالة من شخص غير متواجد بقائمة الاصدقاء عندها
مكتوب بها ..
" ممكن اتكلم معاكي شوية ؟ ارجوكي اوعي ترفضي او مترديش عليا , صدقيني مش هضايقك خالص , بس انا محتاج اتكلم معاكي ارجوكي " ....
ظلت تنظر الي الشاشة في دهشة بعض الشيئ
فهي معتاده علي تلك النوعية من الرسائل , معاكسات و مضايقات لكنها تتجاهلها دائما , لكنها لأول مرة تشعر بشئ مختلف تجاة تلك الرسالة المجهولة ! ربما نبرة الرجاء بين حروفها ؟! لا تعلم حقا , حاولت ان تتصفح الحساب الخاص به لكنها لم تجد صورة شخصية لم تجد اي معلومات ايضا لم تجد اسم ! الحساب بأسم مستعار !!
ما هذا الهراء ؟! من اين يعرفني و كيف له ان يطلب ان يتحدث معي و الاهم من كل ذلك , من هذا ؟!!!
نفضت كل تلك الافكار عن رأسها و اغلقت اللاب توب و فتحت درج الكومودينو الملتصق بسريرها و اخرجت منه دفترها الوردي , دفتر اسرارها الذي لا يجرؤ احدهم علي لمسة , تكتب فيه كل يجيش بخاطرها من افكار و خواطر و احيانا تدون فيه ايامها المميزة ، فتحت صفحة جديدة و نظرت اليها قليلا قبل ان تخط فيها تلك الكلمات بخطها المنمق .. " المفتاح.. هو الاداة التي يُفتح بها الابواب المغلقة , لكن ليس الابواب فقط !
انا فتاة تضع عشرات القيود و الاقفال علي قلبها , اخاف كثيراً من الجرح , اخاف ان يخذلني احدهم , لا اريد المجاذفة , لدي يقين ان احق شخص بقلبي هو الوحيد الذي يملك مفتاحه ! نعم مفتاح قلبي المغلق
هو الوحيد الذي سوف يستطيع تحطيم حصوني , و بث الطمأنينة الي روحي و رسم الابتسامة علي شفتاي , هو من سيشعرني بالاكتمال..الاكتمال في عينه هو فقط
هو من يملك مفتاح سعادتي و راحتي
هو من يتحكم في عدد دقات قلبي كي ينبض له عشقاً
لذا لن اسلم قلبي لأحدهم قبل ان يأتي "مالك مفتاحه " و حين يأتي اعده بتحطيم كل تلك القيود "
نظرت مبتسمة الي كلماتها و تمنت من صميم قلبها ان تجد ذلك الشخص " مالك مفتاح قلبها " و ان تحيا معه حياه سعيدة هادئة , اغلقت الدفتر و وضعته مكانه و استلقت علي فراشها ثم غظت في نوم عميق
--------------------------------------------------------------
منزل متواضع لكنة انيق في احد الاحياء المتوسطة في القاهرة , تجلس شروق برفقة شقيقتها شيرين يشاهدان التلفاز في صمت في انتظار والدهم , فلم يعد لهم سواه بعد وفاة والدتهم منذ خمس سنوات
قطعت شروق هذا الصمت فجأة
شروق : هو بابا اتأخر كده ليه ؟ هو راح فين اصلا ؟؟
شيرين : مش عارفة , قال مشوار و جاي علي طول , استني حكلمه
ما ان امسكت بهاتفها حتي سمعوا صوت المفتاح في الباب و قدوم والدهم من الخارج
محسن : السلام عليكم
شروق : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
شيرين : اتأخرت كده ليه يا بابا ؟؟ قلقتنا عليك
محسن : كنت مع واحد صاحبي و الوقت سرقنا , نسيت اكلمكوا اطمنكوا
شيرين : صاحبك مين ده ؟!
محسن : رفعت الشناوي , فكرينه ؟؟
شروق : ياااااه عمو رفعت معقول !! هو مش كان مسافر امريكا ؟ ده مسافر بقاله زمن
رفعت : 17 سنة و اهو رجع
شيرين : مين عمو رفعت ده ؟؟
شروق : مش فاكراه كان بيجي لنا البيت زمان و كانت ماما اللي يرحمها صاحبه مراتة اوي و كان عنده ولد واحد باين , صح يا بابا ؟؟
محسن : ايوة أيمن , بس شيرين كانت صغيرة مش هتفتكر , المهم انا عندي ليكي مفاجأة هتفرحك اووي
شروق : بجد ! خير ؟؟؟؟
شيرين : و انا ماليش مفاجأة حلوة يا بابا ؟؟؟؟
محسن (ضاحكا) : خدي انتي بس الثانوية العامة بمجموع كبير و انا اعملك احلي مفاجأة
شيرين : يووووة بقي كل حاجة الثانوية العامة !! انا داخلة انام احسن
شروق (ضاحكة ) : فاااشلة
بعد انصراف شيرين
شروق : خير يا بابا , مفاجأة ايه دي ؟؟؟
محسن : انا هدخل اغير هدومي علي ما تعملي لنا كوبايتين شاي كده حلوين و احكيلك
شروق : حاضر من عنيا
بعد ان اعدت الشاي جلست برفقة والدها في الصالون
شروق : ها بقي قول يا بابا مفاجأة ايييه ؟؟؟
محسن : مش كنتي عاوزة تشتغلي ؟؟؟
شروق : ايوة
محسن : انا جبت لك شغل مناسب جدااا
شروق ( بفرحة) : بجد ؟؟ فيييين ؟؟؟
محسن : في شركة عمك رفعت و أيمن , فتحوا شركة كبيرة هنا في مصر و أيمن اللي بيديرها بس هو مش قاعد هنا علي طول , هيبقي بين مصر و امريكا
شروق : دي شركة ايه يا بابا ؟؟
محسن : شركة دعاية و إعلان , هتشتغلي في الشئون القانونية
شروق : هو حضرتك اللي طلبت منه الشغل ليا ؟؟
محسن : لا , انا كنت بتكلم انا و رفعت عادي و بحكي له عنك و عن اختك و قولت له انك خريجة حقوق و مجبتش سيرة انك عاوزة تشتغلي اصلا هو اللي علي عرض انك تشتغلي في الشئون القانونية في الشركة لما عرف انك خريجة حقوق و قالي هيستناكي بكرة الساعة 7 و نص في الشركة , خدي الكارت اهو فيه العنوان و مد يده لها بكارت الشركة
شروق : تمام هروح ان شاء الله في المعاد
محسن (بدهشة) : مش حاسك فرحانة يعني ؟؟؟؟! انا قولت هتطيري من الفرحة لما اقولك
شروق : لا فرحانة جدا والله , بس متضايقة عشان آسيا
محسن : مالها آسيا ؟؟؟
شروق : هي كمان عاوزة تشتغل و اكتر مني بكتير كمان انا اه قولت عاوزة بس الموضوع مش في دماغي اوي يعني بس هي محتاجة للشغل جدا و باباها مش موافق خالص
محسن : تحبي اكلمه ؟
شروق : لا بلاش , آسيا خايفة تدخل عمر اخوها في الموضوع اصلا عشان متحصلش مشكلة بينهم , انا محتارة بس مش عارفة اقولها و لا لا علي موضوع الشغل ده
محسن : طبعا قولي لها هي دي حاجة تستخبي ! هتفضلي مخبية عليها يعني ؟؟؟!
شروق : لا طبعا صعب , انا بس خايفة تزعل , ربنا يستر
--------------------------------------------------------------
-الو
شروق : ايوة يا سوسو عاملة ايه ؟؟
آسيا : بكرة سوسو دي
شروق (ضاحكة) :و انا بحبها , بقولك ايه ؟؟؟
آسيا : مممممممممم
شروق : عاوزاكي في موضوع كده , هجيلك البيت , اوكي ؟؟
آسيا : تنوري يا اختاه
شروق : ماشي هقوم البس اهو
آسيا : مستنياكي
--------------------------------------------------------------
في غرفة آسيا ..
آسيا : يعني كل المقدمات الطويلة العريضة دي عشان تقولي لي انك لاقيتي شغل في شركة صاحب باباكي ؟؟؟! طيب ده خبر كويس مبروك يا حبيبتي
شروق : ما انا بصراحة كنت خايفة تزعلي
آسيا : ازعل من ايه يا هبلة انتي انا اتمنالك كل خير , و دي فرصة كويسة اوي ليكي ربنا يوفقك يا حبيبتي يا رب
شروق : و انتي والله عشان قلبك الطيب ده ربنا هيجبر بخاطرك و يخلي عمو صلاح يواقف انك تشتغلي و هشغلك معايا في نفس الشركة كمان
آسيا (ضاحكة) : مش لما تشتغلي انتي الاول , و بعدين خلاص بقيتي من اصحاب الشركة هتشغلي اللي علي كيفك
شروق : يا بنتي عمو رفعت ده كان صاحب بابا جدا زمان و كانوا دايما بيجوا لنا البيت , بابا بيقول لي ان الشركة اللي فتحوها هنا دي كبيرة اوي و اكتر حاجة مفرحاني ان هو اللي عرض علي بابا الشغل مش بابا هو اللي طلب , هبقي رايحة بكرامتي
آسيا : ماشي يا ست ام كرامة , استني عاوزة اوريكي حاجة
شروق : حاجة ايه ؟؟؟
احضرت آسيا اللاب توب الخاص بها و وضعته امام شروق و جعلتها تقرأ تلك الرسالة المجهولة
شروق : ايه ده ؟! مين ده ؟؟؟!
آسيا : معرفش ! مش لاقيه اي حاجة تدل علي شخصيته خالص
شروق : يا ستي فكك تلاقية واحد فاضي و بيعاكس
آسيا : تفتكري ؟؟؟
شروق : اكيد , سيبك منه
آسيا : طيب
شروق : همشي انا بقي عشان اتأخرت كده اوي
آسيا : ليه يا بنتي ما تستني تتعشي معانا ؟؟
شروق : ما انتي عارفة اني لازم اتعشي مع بابا و شيرين
آسيا : اوكي , كلميني لما تروحي و انا هكلمك بكرة اعرف عملتي ايه في موضوع الشغل ده
شروق : ادعي لي
آسيا : ربنا معاكي يا رب
--------------------------------------------------------------
حل المساء ..جلست تقرأ رواية رومانسية و اندمجت معها الي حد كبير الي ان سمعت صوت هاتفها يعلن عن وصول رسالة من الفيس بوك , فتحتها و كانت من نفس ذلك الشخص المجهول !
" مردتيش عليا ليه ؟؟انتي فكراني واحد بيعاكس صح ؟؟؟ صدقيني والله انا مش كده اتكلمي معايا طيب و انتي هتعرفي ده بنفسك , انا مش قاصد اضايقك او اتطفل عليكي كل اللي طالبه منك بس تسمعيني , قولي اي حاجة و انا اللي هتكلم اوعدك مش هسألك اي حاجة عنك خالص لو ده هيضايقك "
اغلقت الهاتف و تنهدت بصوت مسموع
"و بعدين بقي !! مين ده ؟! و عاوز ايه ؟! و ليه الإصرار الغريب ده اني ارد عليه ؟!! اووووووووف"
--------------------------------------------------------------
في تمام السابعة و النصف كانت شروق تقف امام شركة "OutLook للدعاية و الإعلان"
صرح معماري عظيم , لم تتخيل يوما انها من الممكن ان تعمل في شركة بمثل هذة الضخامة و الفخامة , قابلها رفعت الشناوي بحفاوة شديدة و استلمت عملها علي الفور , و تم تخصيص مكتب انيق لها ما ان جلست علي كرسيه حتي اخرجت هاتفها و هاتفت آسيا
آسيا : اقول مبروك ؟؟؟
شروق (بسعادة ) : قوووووولي خلاص استلمت شغلي من غير اي interview حتي , الشركة تحفة فنية يا بنتي و ليا مكتب لوحدي كمان بجد مش مصدقة
آسيا : الف مبرووك يا حبيبتي , الحاج طلع واصل اوي
شروق (ضاحكة) : مش قولت لك صحاب من زمان , انا بس متخيلتش ان الشركة هتكون بالفخامة دي , عقبالك انتي كمان يااا رب لما ابارك لك علي شغلك
آسيا : ان شاء الله
--------------------------------------------------------------
مرت ثلاثة ايام , لم يكف فيها ذلك المجهول عن إرسال رسائله غريبة الاطوار الي آسيا !
كادت ان تجن من ذلك الإصرار الرهيب , إن كان يمزح لكان مل منها و من عدم ردها عليه و بحث عن فتاة اخري
ماذا يريييييييد ؟!!!!
لم تستطع تحمل فضولها اكثر من ذلك و اخيرا قررت الرد عليه ربما بعد الرساله العشرين
ارسلت له رساله من كلمتين فقط " انت مين ؟!! "
اتاها الرد بعد ثوان
" انا آدم "
#يتبع
رواية عشق الروح الحلقة الثالثة :
مرت ثلاثة ايام , لم يكف فيها ذلك المجهول عن إرسال رسائله غريبة الاطوار الي آسيا !
كادت ان تجن من ذلك الإصرار الرهيب , إن كان يمزح لكان مل منها و من عدم ردها عليه و بحث عن فتاة اخري
ماذا يريييييييد ؟!!!!
لم تستطع تحمل فضولها اكثر من ذلك و اخيرا قررت الرد عليه ربما بعد الرساله العشرين
ارسلت له رساله من كلمتين فقط " انت مين ؟!! "
اتاها الرد بعد ثوان
" انا آدم "
نظرت الي الاسم بعدم استيعاب , في حياتها لم تعرف اي شخص بهذا الاسم !
قررت استكمال الحوار معه لإخماد فضولها
آسيا : آدم مين ؟؟!
آدم : انتي متعرفنيش بس انا حابب اتكلم معاكي و احكي لك عني ارجوكي انا محتاج اوي.. انك تسمعيني
ظلت صامته تحاول إستيعاب حروف كلماته , لا يعرفها و يرجوها ان تستمع اليه , ما هذا الهراء ؟!! لماذا تستمع ما شأنها هي كي يحكي لها عنه و لماذا هي تحديدا و ماذا يريد ان يحكي ؟!!
افاقها من شرودها و سيل الاسئلة التي وردت بخاطرها علي رساله جديدة
آدم : انا عارف انك بتسئلي نفسك مية سؤال دلوقتي , انا هجاوبك علي كل اللي انتي عاوزاه
آسيا : انت عاوز ايه ؟؟؟
آدم : ما انا قولت لك ! محتاج اتكلم و انك تسمعيني
آسيا : بس انا معرفكش , اسمعك ليه و انا معرفكش ؟! و انت تحكي ليه عنك لواحده متعرفهاش ؟!
آدم : هتعرفيني من كلامي و هتسمعيني عشان انا محتاج اوي لحد يسمعني و تحديدا يكون حد ميعرفنيش
آسيا : يعني كل الرسايل دي و الإلحاح ده انك تكلم واحده متعرفهاش عشان محتاج انك تحكي لأي حد متعرفهوش و خلاص , طب اشمعني انا يعني ؟؟؟ ليه الإلحاح ده كله ما انت ممكن تبعت مسج لأي بنت تانية و تتكلم معاها
آدم : عشان انا عاوز اتكلم معاكي انتي , حاسس اني هرتاح معاكي انتي
آسيا : ليه ؟!!
آدم : إحساس !
آسيا : طيب الإحساس ده جالك منين يعني وصلت للاكاونت بتاعي ازاي اصلااا ؟؟؟
آسيا : إحساس مش عارف ايه مصدرة و الاكاونت بتاعك كنت قاعد سرحان عمال ادوس علي حاجات مش واخد بالي انا بعمل ايه بالضبط لحد ما لاقيت الاكاونت بتاعك فتح قدامي
آسيا : يا سلام !! المفروض اني اصدق بقي ؟؟؟!
آدم : ايوة المفروض انك تصدقي انا مليش مصلحة في اني اكدب عليكي و مش هسألك عن اي حاجة تخصك لو مش عاوزة ده , انا كل اللي انا طالبه منك انك تسمعيني بس , صدقيني يا آسيا انا مش هضرك في اي حاجة
توقف كل منهما عن إرسال الرسائل لفترة , كل منهما قد انتهي من كلامه و هي انتهت من اسئلتها , يتبقي الرد ! ردها هي , هل ستسمعه ام لا ؟؟؟!
--------------------------------------------------------------
في منزل شروق علي مائدة العشاء
محسن : مبسوطة في شغلك يا شروق ؟؟؟
شروق : اه يا بابا اووي الحمدلله
محسن : طيب الحمدلله
شيرين : عاوزة اجي معاكي يوم يا شروق بليز
شروق : تيجي فين ؟! هو انا رايحه الجنينة
شيرين : عاوزة اشوف الشركة اللي بتحكي عنها دي خديني معاكي يوم مش هيحصل حاجة انا مش طفلة يعني
شروق : ان شاء الله
محسن : شوفتي أيمن في الشركة ؟؟
شروق : لا ولا مرة شوفته لحد دلوقتي , مسافر امريكا , بس بكرة في اجتماع عشان هناقش قضية كبيرة بخصوص الشركة و عمو رفعت قال انه هيكون موجود
محسن : طيب كويس , انا عاوزه يساعد رفعت في الشركة اللي هنا شوية المفروض ان هو اللي يديرها بس انا شايفه رامي الحمل كله علي ابوه و رفعت كبر مبقاش حمل الشغل ده
شروق : ما هو قال انه راجع المرة ده و هيقعد فترة طويلة عن كل مرة , اللي انا فهمته انه كان بينزل كل كام شهر يتابع الشغل يومين تلاتة و يرجع تاني , بس المرة دي عمو رفعت قال انه هيطول
محسن : طيب الحمدلله
--------------------------------------------------------------
بعد طول صمت ... اجابت عليه بكلمة واحده مقتضبة
"احكي"
ظلت تتابع شاشة اللاب توب بإهتمام و يظر امامها انه يكتب رسالة
آدم : انا اسمي آدم , عايش مع امي و ابويا و اختي مريم هما حياتي كلها , ليا اصحاب و معارف كتير جدا بس للأسف كلهم فلصو مفيش في حياتي ناس حقيقية غير بابا و ماما و مريم بس
آسيا : فلصو ازاي يعني ؟!
آدم : يعني مش بيحبوني من قلبهم , مش بيحبوني اصلا ! بيحبوا حاجات عندي
آسيا : حاجات ايه دي ؟!
آدم : فلوس و شكل
آسيا : مش فاهمة !
آدم : بصي يا آسيا انا عندي كل حاجة يتمناها اي حد و مع ذلك اتعس انسان في الدنيا , اتولدت لاقيت اهلي ناس اغنية و عندهم فلوس كتير , حياتنا مرفهه جدا , كل اللي انا بطلبه من صغري بلاقيه عندي , عمر الفلوس ما كانت مشكلة عندنا ابدا , بالعكس بتحل لنا مشاكل كتير , كل اللي بيتعامل معايا بيتعامل معايا علي اني بنك متنقل و حلال العقد و المشاكل بعلاقاتي و اتصالاتي
آسيا : و ايه موضوع الشكل ده ؟؟
آدم : شكلي حلو ! بيقولوا اني شكلي حلو ! , وسيم !!
آسيا : و دي حاجة وحشة ؟!
آدم : للأسف اه , بالنسبة لي اوحش حاجة في الدنيا , كل البنات اللي عرفتهم في حياتي بيبصوا لآدم عشان شكله و بس , الواد المز ابو عيون ملونة ....
آسيا : اااه ده انت دنجوان بقي
آدم : لا والله ابدا ! انا اقل واحد في اصحابي عرفت بنات , و مليش في الصحوبية و الجو ده ببقي داخل جد بس بكتشف بعدين ان الانسانه دي متستاهلش انها تشيل اسمي , متستاهلش اني افكر فيها لحظة اصلا
آسيا : ليه ؟؟؟
آدم : عشان مبتحبش آدم ! بتحب وسامة آدم , بتحب فلوس آدم , عارفة ايه اصعب حاجة في الدنيا ؟
آسيا : ايه ؟؟؟؟
آدم : ان الحاجة الوحيدة اللي الناس تحبها فيكي هي الحاجة الوحيدة اللي ميكنش ليكي فيها اي دخل !!! انا لا اخترت شكلي و لا اخترت مستوي اهلي المادي , الحاجات اللي عندي الف واحد غيري بيتمناها و متخيل انها لو كانت عنده هيبقي سعيد و مش ناقصه حاجة , بس للأسف الحاجات دي مخلياني اتعس حد في الدنيا , عارفة نفسي في ايه ؟؟
آسيا : في اية ؟؟؟
آدم : نفسي حد يشوف آدم من جوه
قال جملته الاخيرة و صمت , صمتت هي الاخري تحاول إستيعاب تلك التركيبة الغريبة من البشر !
قطع آدم هذا الصمت
آدم : رغاي و صدعتك ؟؟
آسيا : لا ابدا بس بفكر في كلامك آدم : توعديني وعد ؟؟؟
آسيا : وعد ايه ؟!
آدم : اننا نتكلم تاني , وعد ؟
آسيا (بدون وعي) : وعد
--------------------------------------------------------------
لم تنم آسيا ليلتها من شده تفكيرها في ذلك الشخص الغريب الاطوار الذي اقتحم عالمها فجأة دون سابق إنذار
اشرقت شمس الصباح لتعلن عن بداية يوم جديد
آسيا : ماما يا ماماا
سمية : ايوة يا حبيبتي , صباح الخير
آسيا : صباح الفل , بابا فين ؟
سمية : نزل راح لعمك , عاوزاه في حاجة ؟؟
آسيا : لا ابدا بسأل بس عشان ملاقتهوش في اوضتة , انا هروح اعمل نسكافية
سمية : يا بنتي مش تاكلي لقمة الاول ؟؟؟
آسيا : لا مش قادرة مصدعة اوي
ذهبت الي المطبخ لتعد كوب النسكافية , ما ان انتهت حتي سمعت رنين هاتفها
-الو
عمر : ايوة يا آسيا ازيك ؟؟؟
آسيا : الحمدلله يا حبيبي , انت عامل ايه ؟؟؟ و ريهام و تارا و تمارا عاملين ايه ؟؟؟
عمر : كلنا بخير الحمدلله
آسيا : وحشتني اووي يا عمر , مش هتنزلوا قريب بقي ؟؟
عمر : ان شاء الله بحاول والله بس مطحون الايام دي في الشغل , ادعي لي
آسيا : ربنا معاك يا حبيبي
عمر : المهم انتي اخبارك ايه ؟
آسيا : عادي يعني , مفيش جديد
اتت سمية من الداخل
سمية : اخوكي ده ؟؟
آسيا : ايوة يا ماما
سمية : طب هاتيه
آسيا : خد يا عمر ماما معاك اهي
--------------------------------------------------------------
في شركة " OutLook للدعاية و الاعلان "
تجلس شروق في ذلك الاجتماع الذي يضم جميع المستشارين القانونيين في الشركة لمناقشة قضية هامة و الذي يرأس الاجتماع هو أيمن رفعت الشناوي , ذلك الشاب الثلاثيني , ممشوق القوام , عريض المنكبين , يتمتع بجسد رياضي , جذاب الي درجة حارقة
ذو هيبه و شخصية قوية تفوق حتي شخصية والده رفعت الشناوي , لاحظت شروق نظرات أيمن المصوبه اليها طيلة الاجتماع مما اشعرها بالارتباك و التوتر و تلعثمت في الكلام اكثر من مرة
و ما ان انتهي الاجتماع حتي تنفست الصعداء و ذهبت مسرعة الي مكتبها و هاتقت آسيا
-ايوة يا آسيا
آسيا : في ايه يا بت مالك ؟!
شروق : منزلش عينه من عليا !
آسيا (بدهشة ) : هو مين ده ؟!!
شروق : أيمن !
آسيا : ابن صاحب الشركة ؟
شروق : ايوة كان في الاجتماع من شوية
آسيا : منزلش عينه من عليكي ازاي يعني ؟!
شروق : زي الناس ! طول الاجتماع بيبص لي بطريقة غريبة خلاني اتوترت و ارتبكت و مبقتش عارفة اجمع كلمتين علي بعض ,
ثم نظرت في ساعتها
بقولك ايه خلاص معاد الشغل خلص اصلا , انا هعدي عليكي قبل ما اروح
آسيا : يا ريييت , انا كمان عاوزه احكي لك حاجة حصلت
شروق : خير ؟؟
آسيا : لما تيجي بقي
شروق : خلاص اوكي , جيه لك دلوقتي اهو ,, سلام
ما ان اغلقت الهاتف و لملمت اشيائها و همت بالرحيل حتي استوقفتها السكرتيرة الخاصة بأيمن الشناوي
-شروف شروق
شروق : ايوة يا سالي , في حاجة ؟
سالي : ايوة , مستر أيمن عاوزك دلوقتي في مكتبه
#يتبع
رواية عشق الروح الحلقة الرابعة :
ما ان اغلقت الهاتف و لملمت اشيائها و همت بالرحيل حتي استوقفتها السكرتيرة الخاصة بأيمن الشناوي
-شروف شروق
شروق : ايوة يا سالي , في حاجة ؟
سالي : ايوة , مستر أيمن عاوزك دلوقتي في مكتبه
شروق : مستر أيمن ! متعرفيش ليه ؟؟؟
سالي : لا معرفش
شروق : طيب خلاص هروح له دلوقتي
ذهبت الي حيث مقر مكتبه , طرقت الباب الي ان سمعت صوته يدعوها للدخول , دلفت الي المكتب و اغلقت الباب خلفها كما آمرها و تقدمت نحوه في خطوات متردده
شروق : خير يا فندم ؟؟
أيمن (مبتسما) : ازيك يا شروق ؟؟ مش معقول مش فكراني ! إحنا كنا بنلعب مع بعض كتير زمان , فاكره ؟!
ظلت صامته لا تدري بماذا تجيب !
نعم هي تتذكره جيدا لكنهم كانوا اطفال , هو الآن رئيسها في العمل
شعر بها أيمن و اراد ان يرفع عنها الحرج
أيمن : كنا بنلعب في السطوح عندكوا انا و انتي و شيرين , بس شيرين كانت صغيرة اوي معتقتش تبقي فاكراني , ثم نظر الي عينها مباشرة و تابع بجديه
-انتي اصلا فاكراني ولا لا ؟!
شروق (بتلعثم ) : اه ..طبعا فاكره
أيمن (مبتسما) : انا بقي حسيت اني اعرفك من اول ما شفتك عشان كده كنت ببص لك كتير في الاجتماع , سألت بابا عنك و قالي انك شروق بنت عمو محسن , نظر لها نظره متفحصة من رأسها الي امخص قدميها , ثم قال بإعجاب واضح
-بس كبرتي اوي يا شروق و احلويتي كمان
شعرت كأن دلو من الماء البارد سكب فوق رأسها !!
قالت بصوت مبحوح من شدة إحراجها
-ميرسي
ابتسم ابتسامته الجذابة و قال بعد برهة
-مبسوطة في الشغل معانا في الشركة ؟؟؟
شروق (بتلعثم ) : اه.. مبسوطة
أيمن : تمام , لو احتاجتي اي حاجة تيجي لي مكتبي فورا ,, متتردديش
شروق : حاضر , ان شاء الله
أيمن : معاكي عربية ولا اوصلك ؟؟
شروق : لا لاا معايا عربيتي , ميرسي
--------------------------------------------------------------
قادت سيارتها شارده الذهن الي ان وصلت الي منزل آسيا , صفت السيارة و ترجلت منها و صعدت البناية
سمية : اهلا يا شروق , ازيك يا حبيبتي ؟؟؟؟
شروق : الحمدلله يا طنط , ازاي حضرتك ؟؟؟
سمية : بخير الحمدلله , صاحبتك مستنياكي جوة في اوضتها , ادخلي لها
طرقت الباب و دلفت الحجرة و اغلقته خلفها
آسيا : يا اهلا يا اهلا , اتأخرتي ليه يا هانم ؟؟ مش قولتي معاد الشغل خلص و جاية علي طول ؟
شروق : كنت عنده
آسيا (بعدم فهم) : عند مين ؟!
شروق : أيمن
آسيا : ليه ؟! مش الاجتماع خلص ؟؟
شروق : ايوة بس هو بعت لي السكرتيرة تنده لي بعد ما قفلت معاكي الفون
آسيا : و قالك ايه بقي ؟؟؟
بعد ان قصت شروق لآسيا كل ما دار يينها و بين أيمن
آسيا : الواد ده امريكا مأثرة عليه اوي !
شروق : جرئ جدا ! و معرفش ليه كل ما ببقي بكلمه او بسمعه بيتكلم او ابقي معاة في مكان واحد , برتبك و بتلغبط كده و ببقي مش عارفة اجمع الكلام , وجوده بيوترني !
آسيا : ليه يا بنتي كل ده ؟! هو هياكلك ؟! دي اول مرة تشوفيه حتي و هو كبير كده
شروق : معرفش يا آسيا بجد بيوترني , و بعدين غريب كده يبقي بيضحك و فجأة يقلب جد و في لحظة يرجع يضحك تاني , ده غير نظراته كده مش مريحه و جرئ زيادة , مش عارفة بقي , ده بعيدا عن وسامته المفرطة و شياكته المبالغ فيها , مكنش بالحلاوة دي و احنا صغيرين يعني ؟!!!
آسيا (ضاحكة) : اتلمي يا بت
شروق : يووة مش بحكي لك !! آسيا : كل ده من يوم واحد شوفتيه فيه , يا بنتي سيبك منه , هو واضح ان امريكا مأثره عليه بس و مخلياه يتعامل بجرأة زياده كده و اصلا هو بيسافر كتير و هتحتكي بيه مرات قليلة
شروق : بس المرة دي هيطول
آسيا : يا ستي و انتي مالك و ماله , مفيش احتكاك مباشر بينك و بينه انتي مش سكرتيرته ! و لما تبقي معاه او يطلبك ولا حاجة ابقي حرسي في التعامل معاه بس احسن ده شكله فري اوي
شروق : سيبك منه طيب و احكي لي بقي مالك ؟؟ كنتي بتقولي لي عاوزة تحكي لي حاجة حصلت
آسيا : فاكرة الاكاونت المجهول اللي كان عمال يبعت لي في مسجات ده و يترجاني ارد عليه
شروق : اه !
آسيا : رديت عليه
شروق : و طلع مين بقي ؟؟؟!
استني هوريكي
قامت من مكانها و احضرت اللاب توب الخاص بها و فتحته امام شروق و جعلتها تقرأ جميع الرسائل التي تبادلوها
شروق بعد ان قرأت جميع الرسائل
-و انتي مصدقه الهبل ده ؟!! ده واحد فاضي و بيشتغلك ! قالك مشكلتي فلوسي و وسامتي , اصلا ده تلاقيه اسمه برعي و شبه سيد عبد الحفيظ و معوش حق الميكروباص
آسيا (بدهشة) : مين سيد عبد الحفيظ ده ؟!
شروق : انا عارفه ! اكيد في حد اسمه كده
آسيا (ضاحكة ) : والله مجنونة
شروق : يا بنتي اسمعي كلامي و متصدقيش العبط ده
آسيا (بتنهيده) : مش عارفه يا شروق , في حاجة من جوايا بتقولي صدقيه , كلامه حساه و لمسني اوي
شروق (بتهكم) : انزلك بعصير كنتالوب و واحد بيعزف علي العود ؟؟؟
آسيا : يخربيت فصلااانك !! انسانه فصييلة بجد
شروق : انتي اللي انسانه هبلة
آسيا : عمري ما كنت هبلة يا شروق
شروق : ما ده اللي مستغرباه ! علي طول انتي عاقلة و بتفكري قبل ما تتصرفي و بتحكمي عقلك قبل ما تصدقي اي حاجة , مش عارفة جرالك ايه ؟!
آسيا : معرفش والله بس حاسه انه صادق و مش بيكدب
شروق : هو يقول حاسس و انتي تقولي حاسة , طب و اخرتها ايه العلاقة اللي ماشية بالإحساس دي
آسيا : حيلك حيييلك , ايه علاقة دي ؟! عشان كلمته مره خلاص سمتيها علاقة ؟!
شروق : مش وعدتيه انك هتكلميه تاني يا حنينة ؟؟؟
آسيا : يوووووة انا غلطانة اني بقولك علي حاجة يا شروق , امشي من هنا
شروق (مصطنعه الصدمة ) : دي اخرتها يا آسيا , بتطرديني من اوضتك ؟!
آسيا : ايوة يلا مع السلامة
شروق (بغيظ) : تصدقي انك كلبة , ثم قذفتها بالوسادة التي الي جوارها
آسيا : انتي جايه تضربيني و اوضتي ؟!!
شروق : اه , انا حرة
ثم استطردت بجديه
بجد يا آسيا انا خايفة عليكي , الواد ده كلامه لا منطقي و لا مريح , انتي مقتنعه بذمتك بالطريقة اللي قال جاب بيها الاكاونت بتاعك دي ؟؟؟ قال قاعد سرحان بيدوس اي حاجة ظهر له اكونتك فجأة !!! ياااا سلااام علي العبط يعني
آسيا (بحيرة) : هيكون بيكدب عليا ليه طيب
شروق : اكيد عشان توافقي تكلميه و يعيش عليكي بالفيلم ده
آسيا : و بعد ما اكلمه ؟؟؟
هيكون عاوز ايه تاني يعني
شروق : معرفش بقي يا آسيا , اكيد في غرض في دماغه , هو شاف صورتك ؟
آسيا : لا طبعا ! شافها فين يعني ؟؟؟ ما انتي عارفه اني بطلت احط صور علي الفيس
شروق : ممممممممم بردو مش مرتاحه و يا ريت متكلميهوش تاني
آسيا (بعدم اقتناع) : ربنا يسهل
--------------------------------------------------------------
كاد التفكير ان يفتك برأسها الجميل , شروق محقة , نعم هناك بعض الاجزاء غير منطقيه في كلامه , لكن لديها احساس قوي انه لا يكذب ! لديها رغبه عارمة في تصديقه
افاقت من شرودها علي صوت رساله جديده منه , ترددت كثيرا في فتحها ,ترددت هل ترد عليه ام لا , ترددت هل تضعه في قائمة الحظر حتي لا تصلها المزيد من الرسائل منه ؟؟؟؟
ظلت في تلك الحيرة الي ان غفت دون ان تشعر
--------------------------------------------------------------
اشرقت شمس الصباح , استيقظت آسيا من نومها المضطرب و تناولت فطورها مع والدها ووالدتها
آسيا : بابا
صلاح : ايوة يا حبيبتي
آسيا : انا نازلة شوية
صلاح : بدري كده ؟؟ رايحه فيين ؟؟
آسيا : مكاني المفضل
صلاح (ضاحكا) : ماشي يا حبيبتي , خدي بالك من نفسك
آسيا : حاضر , ثم نظرت الي والدتها
آسيا : شوية و مش هتأخر اوكي ؟؟
سمية : ماشي يا حبيبتي اعملي حسابك تيجي علي الغدا , عشان خالتك جايه تتعذي معانا النهاردة
آسيا : و معاها معتز طبعا ؟
سمية : ايوة
آسيا : ممممممم طب انا هتغدي عند شروق
صلاح (محذرا) : آسيااا
آسيا (بضيق) : خلاص حاضر حاضر هاجي علي الغدا , قايمه البس بقي
--------------------------------------------------------------
استقلت تاكسي الي مكانها المفضل , شارع النيل
ترجلت من التاكسي و جلست علي مقعدها الخاص , نعم هذا المقعد تعتبره آسيا ملك لها , دائما تجده فارغا كأنه ينتظر قدومها لتجلس عليه , تعتقد ان لا احد يجلس علي ذلك المقعد غيرها , و في ذلك المكان تحديدا تجلس آسيا و تتطلع الي النيل بالساعات دون ملل , تفكر في امر ما يشغلها و احيانا تحضر معها دفترها الوردي و تدون فيه بعض من كلماتها ..
تفكر في غريب الاطوار الذي اقتحم حياتها , هل تصدقة ام لا ؟ هل ترد علي رسائلة ام لا ؟؟ تفكر في معتز ابن خالتها الذي لا يمل من ملاحقتها و إثبات حبه لها , تفكر في حياتها الساكنة
لم تشعر بالوقت و ان الساعة تجاوزت الثالثة عصرا , هاتفتها والدتها و طلبت منها العودة لأن خالتها و معتز قد وصلوا الي المنزل و في انتظارها علي الغذاء , قامت من مكانها في تثاقل و عادت ادراجها الي المنزل لترسم علي وجهها تلك الابتسامة الباردة التي تقابل بها معتز دائما
--------------------------------------------------------------
في شركة " OutLook للدعاية و الإعلان "
انتهت مواعيد العمل الرسمية , كانت شروق تلملم اشيائها استعدادا للذهاب , لكنها وجدت من طرق علي الباب طرقة صغيرة ثم فتحه مباشرة , اطل من خلف الباب برأسه و قال بأبتسامته الجذابة
-ممكن تتفضلي معايا ؟؟
شروق (بعدم فهم ) : اتفضل فين ؟!
أيمن : عازمك علي الغدا
شروق (بدهشة ) : ايه ؟!!
أيمن : ايه ايه , بقول عازمك علي الغدا
شروق (بتلغثم ) : ايوة بس ازاي !
أيمن : ازاي يعني ايه ؟!
شروق (بنفس التلعثم ) : اصل .. اصله انا لازم اتغدي مع بابا و شيرين
أيمن : عارف , بس انا كلمت باباكي و هو واقف
شروق : بجد ؟!!
أيمن : اه والله , لو مش مصدقاني كلميه اتأكدي منه , انا لسة قافل معاه قبل ما اجيلك
شروق : انت جبت رقمه منين اصلا ؟!
أيمن (ضاحكا) : هيكون منين يعني , من بابا , يلا بقي متضيعيش وقت , انا مستنيكي برة عند عربيتي , متتأخريش
و انصرق دون كلمة إضافية
نظرت الي حيث انصرف لا تدري ماذا عليها ان تفعل , لديه ثقة بالنفس قاتله , و يري كل الامور ببساطة شديدة !
ما كان في وسعها ان تفعل شئ سوي اللحاق بذلك المتعجرف الرائع , لتري الي اين سوف يقودها ؟!
--------------------------------------------------------------
بعد انصراف خالة آسيا و ابنها المزعج الذي لم يكف عن الحديث معها في كل امور الحياة , تشعر به يحاول التقرب اليها لكن هيهات , لم تري ابدا معتز كزوج لها في يوم من الايام , معتز ابن خالتها , ابن خالتها فقط لا غير , ليته يفهم ذلك و يقتنع به
دلفت الي حجرتها و فتحت اللاب توب وجدت ثلاثة رسائل كلها من
" آدم "
فتحت رسالة تلو الاخري , في كل رسالة يسألها اين هي و يذكرها بوعدها له في ان تتحدث اليه ثانية و في اخر رسالة يرجوها ان تجيبه و انه حقا في حاجة الي الحديث معها
تنهدت تنهيدة كبيرة و ضربت بأناملها الرقيقة فوق الكيبورد و اجابت عليه ..
" نعم يا آدم "
يتبع
التفاعل وحش جدا ومش عاجبنى
الحلقة الخامسة
دلفت الي حجرتها و فتحت اللاب توب وجدت ثلاثة رسائل كلها من
" آدم "
فتحت رسالة تلو الاخري , في كل رسالة يسألها اين هي و يذكرها بوعدها له في ان تتحدث اليه ثانية و في اخر رسالة يرجوها ان تجيبه و انه حقا في حاجة الي الحديث معها
تنهدت تنهيدة كبيرة و ضربت بأناملها الرقيقة فوق الكيبورد و اجابت عليه ..
" نعم يا آدم "
اتاها الرد بعد ثوان معدوده
آدم : انتي فين يا آسيا ؟!
آسيا : كنت مشغوله شوية , في حاجة ؟!
آدم : انا خفت تكوني مش هتردي عليا تاني
آسيا : بس انا وعدتك
آدم : بس مردتيش امبارح
آسيا : قولت لك كنت مشغوله , في ايه بقي ؟؟
آدم : مخنوق اوي و محتاج اتكلم معاكي
آسيا : اتكلم
صمت قليلا و تابعت هي شاشة اللاب توب باهتمام
طال صمته , فحثته علي الكلام
آسيا : اتكلم يا آدم
آدم : حاسس اني وحيد اوي رغم ان حوليا ناس كتير جدا , لما ببقي مضايق او عاوز احكي حاجة او حتي مبسوط و عاوز احتفل مش بلاقي حد جنبي غير اهلي , طبعا هما كل حياتي ربنا يخليهم لي بس طبيعي ان اهلك يحبوك , بس اللي مش طبيعي ان مفيش اي حد يحبك غيرهم !
آسيا : انت ليه متأكد ان محدش بيحبك ؟؟ مش جايز بيتهيألك ؟؟
آدم : لا دي الحقيقة فعلا , انا محدش بيحبني عشان انا آدم بيحبوني عشان شكلي حلو البنت تخرج معايا و تتمنظر بيا قدام صحابها , صحابي ياخدوا مني فلوس وقت ما يحبوا , يقعوا في مشكلة احلها باتصالاتي , انا معنديش مشكلة في اني اعمل كل ده مش مضايق ولا بشتكي , انا لو في ايدي اي حاجة اعملها لأي حد اعرفه او معرفوش حتي مش بتأخر , بس نفسي الاقي مقابل لده , مقابل معنوي
عارفة يا آسيا
آسيا : ايه ؟
آدم : حاسس ان حياتي ملهاش معني ملهاش هدف , الدنيا بتتحرك من حوليا و انا واقف مكاني , اليوم بيتعاد بنفس تفاصيله كل يوم , مفيش اي جديد
آسيا (و قد شعرت بالصدمة) : ايه ده ؟! ده نفس كلامي !!!
آدم : ازاي ؟؟؟
آسيا : انا كمان حاسة ان حياتي ملهاش معني ولا هدف و كل يوم زي اللي قبله مفيش اي جديد ! بس انا بنت , انت راجل !
آدم : فرقت ايه ؟؟؟
آسيا : فرقت انك تقدر تشتغل , تخرج , تسافر , تعمل اي حاجة انت عاوزها في اي وقت , مش محكوم بقيود , مش مخنوق
آدم : بشتغل بس الشغل ده بردو روتين , عارفه اني في الشغل و الخروج و السفر بردو بحس بالوحده , المكان الوحيد اللي مش بحس فيه بالوحده هو بيتنا , وسط اهلي , انا و مريم صحاب اوي هي بتحكي لي كل حاجة عنها كل حاجة انا عارفها
آسيا : ممكن اسألك سؤال ؟
آدم : اكيد
آسيا : انت ليه مش شاكك فيا بعد ما حكيت لي كل حاجة عنك كده ان انا كمان هستغلك زي ما الناس بتعمل معاك ؟؟ خصوصا انك متعرفنيش اصلا
صمت و قد طال صمته ثم اجاب اخيرا
آدم : عشان مفيش سبب يخليكي تعملي كده , و انتي حاطه بينا حدود و حواجز كتيرة جدا
آسيا : يعني لو الحواجز دي اتشالت ممكن استغلك ؟؟؟
آدم : لا
آسيا : ايه اللي يخليك واثق كده ؟!
آدم : عشان انتي بقيتي تعرفيني من خلالي , شايفه آدم من جوه , حساه زي ما هو نفسه حد يحسه , عارفة ايه وجعه , عارفه حاجات عمري ما حكيتها لحد قبل كده , انا واثق و متأكد انك عمرك ما هتستغلي اي حاجة عرفتيها عني ضدي
عارفة ليه كمان ؟؟؟
آسيا : ليه ؟؟!
آدم : عشان انتي عرفتي اني بعرف افرق بين الناس و بين الصادق و اللي بيمثل و بين اللي بيحبي بجد و اللي بيحبني مصلحة , انا عمري ما كنت عبيط يا آسيا , انا بمثل اني مش واخد بالي عشان اكفي نفسي شر وجع انا مش قده !!
صمت و صمتت , شعرت بحاجة ماسة للإختلاء بنفسها لبعض الوقت , دائما ما يأثر فيها كلامه بشكل غريب !
آسيا : طيب انا لازم اقفل دلوقتي
آدم : هنتكلم تاني ؟؟
آسيا : ان شاء الله
آدم : آسيا ..
آسيا : نعم
آدم : متغيبيش عليا
آسيا : حاضر
--------------------------------------------------------------
في احد المطاعم الفاخرة , تجلس شروق امام أيمن علي احدي الطاولات الجانبية الهادئة , تتناول طعامها في هدوء و أيمن يراقبها بصمت , الي ان قطع أيمن ذلك الصمت
أيمن : كلميني عن نفسك يا شروق
شروق : ازاي يعني ؟؟
أيمن : يعني عاوز اعرف عنك كل حاجة , بعيدا عن الشغل , حياتك ماشيه ازاي , بتعملي ايه في يومك
شروق : بعد وفاة ماما مبقاش ليا حد في الدنيا غير بابا و شيرين , علاقتنا بقت قوية اوي ببعض , و ليا صاحبة واحده هي اقرب حد ليا و دايما يا هي عندي يا انا عندها يا خارجين مع بعض , بس
أيمن : و الحب ؟
شروق (بصدمة) : نعم ؟!
أيمن : مالك اتخضيتي كده ليه ؟ انا قصدي محبتيش قبل كده ؟؟
شروق (بإرتباك) : لا
أيمن : معقولة ؟! ولا مرة ؟؟ ولا حتي و انتي في الجامعة ؟؟
شروق : لا
أيمن : ممممممممممم , طيب ليه ؟
شروق (بدهشة) : ليه ايه ؟!
أيمن : لية محبتيش ولا مرة لحد دلوقتي ؟؟
شروق (بتلعثم) : عادي يعني.. لسة ملاقتش الشخص المناسب.. نصيب
أيمن : طب بطلتي تاكلي ليه ؟؟ الاكل هيبرد , يلا كملي اكلك
ظلوا تنجاذبون اطراف الحديث و لم يخلوا حديثهم من كلمات أيمن المعسولة و لا من نظراته المتفحصة الي ان انتهوا من الطعام و اوصلها الي منزلها
--------------------------------------------------------------
-الو
آسيا (بعصبية) : انتي فيييين يا ست هانم ؟!! بكلمك من الصبح مش بتدري
شروق : معلش يا شروق كنت مع أيمن و لسه موصلني البيت دلوقتي
آسيا : نعم ياختي ؟!! أيمن ايه دي مواعيد الشغل خلصت من بدري
شروق : ايوة ما هو عزمني علي الغدا بعد الشغل
آسيا (بدهشة) : غدا !!! ده اللي بقولك حرسي في التعامل معاه ؟!! رايحه تتغدي معاه ؟!!
شروق : يووووووووة يا آسيا بقي انا مليش دعوة , انا كنت بلم حاجتي و خلاص ماشية هو اللي جالي مكتبي و قالي عازمني علي الغدا برة و كلم بابا قاله , و الغريب ان بابا وافق
آسيا : يا ماشاء الله , و عملتوا ايه بقي حضرتك
شروق : بطلي تريقة , عادي وداني مطعم اتغدينا و وصلني البيت , بس كده
آسيا (بخبث) : احكي بالتفاصيل يا شروق
شروق : اوووف يا ساتر عليكي , يا بنتي مفيش والله هو قعد يسألني عن نفسي و حياتي و حبيت قبل كده ولا لا و ليه محبتش و قعد يفتكر لي شوية من مواقف زمان و يقولي مش متصور انك كبرتي بالشكل ده حاسس اني لسة شايفك شروق البنوتة الصغيرة ام فستان قصير
آسيا (ضاحكة) : ده لمااااااح اوي و ذاكرته حديديه , لسة فاكر الفستان القصير
شروق : انا عارفة بقي ده فظيع بعنيه اللي مش بتنزل من عليا دي
آسيا : الواد ده مش سهل , نصحتي ليكي حرسي منه بجد
شروق : و انتي عملتي ايه مع ابن خالتك ؟؟
آسيا : عادي زي كل مرة , فضل يرغي معايا و يلمح و انا عامله نفسي من بنها
شروق : يا بنتي حرام عليكي اللي عاملاه في الواد ده
آسيا : اعمل ايه طيب يا شروق مش شايفاه غير اخويا معتز بالنسبة لي زيه زي عمر بالضبط مش قادرة اشوفه اي حاجة تانية
شروق : طيب خلاص , عنك ما حبتيه
آسيا : احسن بردو
شروق (ضاحكة) : طب بقولك ايه
آسيا : ايه ؟؟
شروق : مفيش اخبار عن المتخفي الجريح بتاعك ده
آسيا : مين ده ؟!
شروق : آدم
آسيا (بثبات) : لا
شروق (بشك) : يعني مكلمتيهوش تاني
آسيا (بثقة) : لا يا شروق خلاص مرة و عدت و عملت له بلوك اصلا عشان ميوصلنيش منه حاجة تاني
شروق (بإرتياح) : طيب الحمدلله , انا مكنتش مرتاحه للموضوع ده من الاول كده طمنتيني
اغلقت مع صديقتها و هي لا تعلم ما تلك الجرأة التي اجتاحتها لتكذب بهذة البراعة !!!
آسيا لم تعرف كيف يكون الكذب يوما , تكذب ! و علي من , شروق صديقة عمرها و بئر اسرارها
تعلم انها ستؤنبها و تعلم انها محقه , شروق تفكر بالعقل و المنطق لكن آسيا الآن قررت إلغاء عقلها ! قررت التحرر من قيدها , قررت التعامل مع شعورها و إحساسها فقط , لأول مرة آسيا ستتحرر من تصديق عقلها لتصدق قلبها الذي يشعرها بصدق ذلك الشخص و حاجته اليها !!
--------------------------------------------------------------
مرت ثلاثة اشهر ..
علاقة آدم و آسيا تزداد يوما عن يوم , يحادثها بإستمرار , دون قصد منها قصت عليه كل شئ عن نفسها , فتحت قلبها له كما لم تفتحه لأحد من قبله , صارت تعرف عنه كل شئ و هو يعرف عنها كل شئ , يستشيرها في كل امر يخصه و هي كذلك
اصبح لا احد منهم يقوي علي الاستغناء عن الاخر
تبادلا ارقام الهواتف , يحادثها علي ال "WhatsApp" طيلة اليوم , يستمع الي صوتها في الهاتف كلما سنحت لهما الفرصة
سمعت رنين هاتفها , نظرت الي الهاتف و ابتسمت الي شاشته التي اظهرت اسمه
آسيا : الو
آدم : قولت اسمع صوتك قبل ما تنامي
آسيا : والله ! و انت ايش عرفك اني هنام دلوقتي بقي ؟؟؟
آدم (ضاحكا) : عيب بقي ده انا حفظتك , كل يوم الساعة 12 تقولي لي مش قادرة هنام , سيندريلا
آسيا (ضاحكة ) : حلوة سيندريلا دي
آدم : عجبتك ؟؟؟ خلاص هقولها لك علي طول
آسيا (ضاحكة) : ماشي , و انا فعلا هنام
آدم (ضاحكا) : ما انا عارف , تصبحي علي خير يا سيندريلا
آسيا : و انت من اهل الخير
اغلقت الهاتف و احتضنت وسادتها و هي مبتسمة , تشعر بالسعادة , وجوده في حياتها يسعدها , لا تستطيع ان تجد وصف لتلك العلاقة الغريبة , فقط ترتاح له , ترتاح للحديث معه , تشعر بالسعادة لوجوده في حياتها , تشعر بالمسؤلية تجاهه كأنه طفلها الصغير
لم تري شكلة الي الآن , لا يفرق معها مستواه المادي , كل ما يشغلها هي تلك السعادة التي تشعر بها من مجرد محادثته
--------------------------------------------------------------
توطدت علاقة أيمن و شروق , اعتادت عليه و علي جرأته , اصبحت لا تخشاه مثل سابق , وجوده اصبح لا يربكها .. سافر امريكا مرتين خلال الثلاثة اشهر لكنه كان لا يطيل البقاء , اسبوع و يعود الي مصر لمتابعه الشركة
عادت الي منزلها بعد العمل
شروق : السلام عليكم
محسن : و عليكم السلاام و رحمة الله و بركاته , عاملة ايه يا حبيبتي ؟؟
شروق : الحمدلله , تماام , هي شيرين فين ؟؟؟
محسن : عندها درس
شروق : اه صح نسيت
محسن : روحي يلا غيري هدومك عشان عاوزك في موضوع كده
شروق : خير ؟؟
محسن : غيري هدومك و تعالي
شروق : حاضر
ابدلت ملابسها و ذهبت لتجلس الي جوار والدها
شروق : ايه الموضوع بقي ؟؟؟
محسن : بصي من غير لف ولا دوران كده , أيمن طلب ايدك مني و انا الصراحة موافق
يتبع
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق