رواية جراح الماضي الفصل الخامس وعشرون الجزء الثاني والسادس وعشرون والسابع وعشرون بقلم الكاتبه هاله سيد (حصريه وجديده على مدونة موسوعة القصص والروايات)
رواية جراح الماضي الفصل الخامس وعشرون الجزء الثاني والسادس وعشرون والسابع وعشرون بقلم الكاتبه هاله سيد (حصريه وجديده على مدونة موسوعة القصص والروايات)
الفصل الخامس والعشرين (الجزء التانى)
********************
كانت الترتيبات تقام على قدم وساق للحفل ...وبعدما أشترو شبكة العروس قامو بإختيار فستان الخطوبه... وعلى مدار هذه الايام لم تكف مريم عن محاولاتها بالاتصال بآلاء حتى رضخت الاخرى وسامحتها فهى تحبها وتستطيع الغضب منها.. كما سامحت والدتها وأخيها قامت بتهنئتهم كما قام خالد بطلبهامن أخيها وسميه وكانت ردود الافعال مختلفه منهم الفرحه وهى سميه والمندهش وهو مصطفى والحزينه والفرحه بذات الوقت هى مريم فهى فرحه لاجل صديقتها وحزينه لاجل أخيها... وذات يوم أتصل بها مصطفى ليتسائل عن هذا الطلب المفاجاء ...
- آلاء ممكن أعرف إيه الى بيقوله دا
-قال إيه ؟
-إن خالد عاوز يخطبك قوليلى الحقيقه يا آلاء علشان انا حاسس ان فى حاجه فى الموضوع دا وانتى مخبياها عليا ....
-أرتبكت آلاء لكنها فى النهايه قررت أخباره الحقيقه... فثارت ثائرته عندما علم وغضب منها كثيرا... فحاولت تهدئته وشرح الامر له.. وبعد فتره من اللوم والعتاب بدأ يستمع لما تقول...
-هتف مصطفى بعتاب : يعنى كل دا يحصل يا آلاء وتخبى عليا
-ردت بحزن : انا أسفه يامصطفى بس انا مكنتش عاوزه أشغل بالك وأضايقك وكمان انت كنت مسافر
-انا أزعل منك كده يا آلاء انتى اختى وتشغلينى براحتك فاهمه.. المهم انتى موافقه على طلبه ولا لاء
صمت طال من جهتها لكنها بالنهايه اجابته :
-بص انا صليت أستخاره اكتر من مره وحسيت براحه وكمان فى كذا موقف حصل أكدلى أنه انسان محترم..
رد مصطفى بهدوء : يعنى موافقه.. مبروك يا حبيبتى مع انى كنت أفضل توافقى على حازم.. بس دا نصيب....
وهو يتحدث معها دلف إليه عبدالرحمن وسميه وعندما علمو بأنه يتحدث معها أخذو الهاتف منه ليتحدثو معها أيضا...
-سميه بفرح : انا الفرحه مش سيعانى يا لولو مبروك يا حبيبتى انا مش مصدقه ان ربنا أستجاب لدعائى وهشوفك عروسه قبل ما أموت ....ردت آلاء من على الجهه الاخرى بعتاب: بعد الشر عليكى ياماما ربنا يباركلنا فيكى... فجأه صدح صوت عبدالرحمن قائلا لهم :معلش يا جماعه ممكن تسيبونى اكلم آلاء على أنفراد.. أستغربو طلبه لكنهم خرجو من الغرفه فألتقط هو الهاتف وقال :
-أزيك يا لولو عامله إيه ؟
ردت بهدوء : الحمدلله تمام.. بس مال صوتك متغير كده ليه!
-عبدالرحمن متهربا وقال بجديه: ولا متغير ولا حاجه المهم أخبار خالد معاكى إيه حصل حاجه منه ضايقتك
-قالت نافيا : لا
طيب الحمدلله المهم هو قالى أنه كلمك وانتى وافقتى صح
-ردت بخجل : صح
-طيب فكرتى كويس لاخر مره بسألك
-قالت بإستغراب : أه... الى انا شوفته منه لحد الان كويس بس انت صاحبه وعارفه اكتر منى
-رد عبدالرحمن بثقه : عارفه... وخالد رجل محترم وشهم وصاحب صاحبه بس الرأى رأيك فى الاخر... المهم عاوز أقولك خالد قالى انه حابب تكون خطوبتكم مع خطوبتى انا ومريم إيه رأيك وهنجهز كل حاجه على ما توصلو ويكون عرف أهله وكده يعنى
-آلاء بخجل : الى تشوفه يا عبدالرحمن
-عبدالرحمن بابتسامه : يعنى موافقه... طيب انا هروح أكلمه وأقوله... وقبل ان يغلق معها قام بمنادتها : آلاء
-نعم
-هو انتي ممكن تزعلى منى فى يوم من الايام
قالت بقلق : لا ..ليه بتقول كده
-عادى بس كنت عاوز أقولك مهما تشوفى وتسمعى من الناس متحكميش على الشخص غير لما تسمعى منه هو شخصيا... أحيانا الدنيا بتيجى على الانسان وبتخليه يعمل حاجات هو مش عاوزها
-هتفت بقلق أكبر : عبدالرحمن متقلقنيش مالك في إيه ؟
-ولا حاجه ياحبيبتى ..سلام. ولم يعطى لها فرصه لتتسائل عما يحدث معه... لحظات وجاء ببالها جملة خالد فكم تشبهها كثيرا ياااااالله ماذا يقصدون بهذا
*******************
غاضب ثائر بداخله براكين منذ ان علم بخبر خطبتها وانها ستكون لغيره وهويكاد يجن ماذا يوجد بالاخر أفضل منه اننى أحبها أكثر منه لو تعلم... ألم تقل بأنها لن تفكر بالزواج أبدا ؟ إذا لما غيرت رأيها.. أفكار كثيرا وتساؤلات أكثر تموج فى رأسه حتى كاد يجت ولم يخرجه من شروده سوى صوت صديقه.
-إيه يابنىمالك سرحان فى إيه ؟
-رد حازم بتنهيد وحزن :مفيش مش سرحان ولا حاجه
-رد صديقه : عليا انا بردو يا حازم أنساهل بقا ياصاحبى ..وبلاش تتعب قلبك يا طبيب القلوب
-رد حازم ساخرا من نفسه : على رأى المثل (باب النجار مخلع) زى مابيقولو طبيب القلوب محتاج حد يداوى قلبه...
-و الحد دا قدامك طول الوقت بس انت مش واخد بالك.
-لم يفهم مقصده ورفع بصره نحوه وقال : تقصد إيه ؟
شاور له بعينيه على مايقصد فتتبع حازم أشارته فوجده يشير على طبيبه تعمل معهم بالمشفى منذ فتره وتجلس بالجوار فى كافيتريا المشفى ألتقت اعينهم فى تلك اللحظه دون قصد فتوترت وأدارت وجهها للجهه الاخرى.....
-مالها مش دى دكتوره معانا هنا...
-إيوه بس من ساعه ماجت هنا وأنا ملاحظ انها مبتنزلش عينيها من عليك.. وانت مش واخد بالك. والشهاده لله هيا إنسانه محترمه جدا ومحدش بيسمعلها صوت من ساعة ماجت هنا....
-حازم بلامبالاه : انت مكبر الموضوع علي الفاضى وبتفسرو على مزاجك
-قال صديقه بهدوء :لا مش مكبر حاجه... حازم أدى لنفسك فرصه وأنسى آلاء خلاص لانها هتكون لغيرك.... عن أذنك بقا هروح أكمل شغل وفكر فى الى قولتلك عليه...
بعدما رحل نظر حازم مره أخرى علي الطبيبه فوجدها مرتبكه ومتوتره عندما نظر لها فأبتسم على خجلها وتوترها وذهب هو الاخر ليكمل عمله....
---------------
-أزاى يعنى يا آلاء مش هينفع تنزلو مصر غير بعد ثلاث أيام طيب والخطوبه والترتيبات الى عملناها وحجزنا القاعه ؟
-ردت آلاء بهدوء : حصل شويه مشاكل هنا فى الشغل وخالد.مضطر يستناه. بص يا عبدالرحمن خلى كل حاجه فى ميعادها وأعمل خطوبتك انت .يا حبيبى.
-أزاى يعنى أعمل خطوبتى من غير أختى وأعز صاحب ليا أزاى أفرح وانتم مش موجودين يا آلاء..
-عادى يا عبدالرحمن وبعدين يا حبيبى الناس أتعزمت وكل حاجه جهزت مينفعش تأجل خلاص وكمان هخلى ملك تصور ليا كل حاجه وتبعتهالى كأنى فى الفرح....
-كان خالد بجوارها فطلب منها الهاتف وقال:
عندها حق ياعبدالرحمن ماينفعش تأجل حاجه والله لو الشغل كان زمانا بنفرح معاكم...
-بس....
-من غير بس وكمان انا عندى فكره هتخلينا احنا كمان نفرح معاكم....
-قطب جبينه وقال : إيه هيا ؟
-قال خالد بحذر : بص علشان محدش يعرف بالى حصل هنا وبما اننا مش عارفين ننزل مصر حاليا ممكن تقول لاهلك اننا نكتب الكتاب هنا فى امريكا وهنبعتلهم صور وكده وهجيب ليها خاتم الزواج من هنا ولما ننزل مصر هجبلها الشبكه الى هيا عاوزاها... وبكدا نكون بنفرح معاكم ...
-اممممم مش عارف أقولك إيه ...بس رأى آلاء إيه ؟
آلا تعرف بما ترد فقد فاجائها خالد بما قال فردت الاء بتردد : مش عارفه... بس أقولك شوف رأي ماما الاول
-طيب هكلمكم بليل وأقولكم الرد النهائى... سلام
**************
*فى باريس عاصمه الموضه
كانت تغلى من الغضب وتلقى بكل ما تطاله يدها على الارضيه من فرط أنفعالها لكن حان الوقت وستكون المواجهه أمر لابد منه ...فقد كانت طيلة هذه السنوات محط للسخريه وعرضه للقيل والقال ياااالله كم اكن الكره والحقد له جالت بأفكارها بعيدا وبعدها أبتسمت بمكر ودهاء النساء..
-كلها كام يوم ونتواجه يابن البحيرى..
********
بالاسكندريه...
كانت زينات جالسه فى غرفة المعيشه تتابع إحدى برامج الطبخ لكن بشرود تام.. تسرح فى حياتها وزوجها وأولادها احدهم مسافر ولا تعرف عنه شئ والاخر غاضب وثائر ويعترض على ذلك الزواج والاب لا يبالى هو فقط يفعل مايراه صحيح والابنه كالبركان الثائر والاب يعتقد بأن ذلك مايسمى (بدلع البنات) ولا يبالى.. هو يرى بأن ابن عمها هو الانسب لها وهى لانها تعرف أباها جيدا فلم تحاول ان تعترض او تتحدث معه.. وبالنهايه زوجها لا يقتنع برأى اي شخص سوى رأيه هو فقط.. وهى على مايبدو المتفرج الوحيد على هذه المشاهد الهزليه تحاول وتحاول تغير الوضع لكنه لايتغير... افاقت من شرودها على رنين الهاتف وكان المتصل ولدها الاكبر من الخارج فأبتسما بحنان وردت بعتاب وحنان أمومى بنفس الوقت :
-بقا كده يا خالد اهون عليك كل الفتره دى متكلمنيش
هتف بأعتذار : أنا أسف يا ست الكل حقك عليا بس كان عندى شوية مشاكل فى الشغل وكنت تعبان ..يعنى الدنيا كانت ملغبطه معايا خالص...
-ردبهلع وقلق : تعبان مالك يا حبيبى فيك إيه ؟
-رد بحنان : متقلقيش يا حبييتى شويه أرهاق مش اكتر (قالها كاذبا)
خلى بالك من نفسك يا بنى وما تتعبش نفسك فى الشغل علشان خاطرى..
-حاضر ياست الكل
-قالت زينات متسائله : هتيجى إمتى؟
-خلال 3أيام كده هو زياد مقلكيش ولا إيه ؟
-لا مقالش حاجه.. المهم أنك هترجع يابنى (قالتها براحه)
شعر بشئ تخفيه فقال متسائلا:
-ماما صوتك متغير ليه فى حاجه حصلت.. حتى زياد حاسس أنه مخبى حاجه عنى ومش عاوز يقول ؟!
ردت بإرتباك : لا لا مفيش حاجه يا حبيبى.. المهم انت مش ناوى تريح قلبى بقا..
-فهم ماتعنيه و على الرغم من معرفته بأنها تتهرب من الاجابه وقلبه يخبره بأن هناك شئ ما يحدث من خلف ظهره ولا بد ان يعرفه ..اما هى فأستغلت صمته وكما شعر هو بوجود شئ مخفى شعرت هيا ايضا بوجود شئ يخفيه ولدها عنها :
-انا الى حاسه ان فى حاجه انت مخبيها عنى صح
-رد بصراحه : هو فعلا فى حاجه وهتفرحك بس هقولك عليها أول ما انزل مصر.
-رغم ان عندى فضول اعرف بس زى ما انت عاوز يا حبيبى
-خالد بأمتتان : ربنا يبارك لنا فيكى يا ست الكل... سلام حاليا علشان ورايا شغل... بعدما انهى الاتصال معها تنهدت بقلق فهى تعلم ولدها جيدا فهو لن يصمت هذه المره ولهذا عمدو ألا يخبرو بالامر إلا عندما يعود : يارب أهدلنا الحال... بعدها قامت لتذهب مع إبنتها لعمل بروفه على فستان الخطوبه ...
------------------
بعد عناء شديد أستطاع عبدالرحمن أقناع والدته بعقد قران خالد وآلاء بالخارج وأنه كان من المفترض ان تقام خطبتهم فى نفس اليوم معهم لكن شاء القدر ‘ومنعهم من الحضور ففكرا ان يجعلا اليوم سعيدا على الجميع ويقوم خالد وآلاء بعقد قرانهم بالخارج وهكذا يكون اليوم فرح علي الجميع
لكن أشترطت سميه شئ ما
-ماشى موافقه بس اول لما يرجعو مصر نعمل حفله خطوبه واهله يكونو موجودين
-طلباتك أوامر يا ست الكل..... ثم تنهد براحه لان الامر سار على مايرام فهو لا يعلم ماذا كان سيقول لها ان عرفت بعقد قران شقيقته دون علمها وماذا سيكون فى نظرها... وهكذا لن يعلم أحد بما حدث سابقا..
-بعدما ذهبت والدته أتصل علي خالد ليخبره بالامر فسعد الاخر بتلك الموافقه ووعد شقيقها بالمحافظه عليها.و..
-ان شاء الله هحط آلاء فى عنيا.. انت مش عارف انا بحبها أد إيه يا عبدالرحمن
-ما تحترم نفسك يلا انت بتكلم اخوها على فكره (قال مازحا) ثم اكمل :
المهم متنساس تكلمنا بكره علشان نقولهم انكم كتبتو الكتاب ماشى وابعت كام صوره كده علشان يصدقو...
-اوك ....ثم قال متذكرا : اها افتكرت احنا لما كتبنا الكتاب في السفاره روبرت صورنا فيديو إيه رإيك أبعتو مع الصور...
راقت الفكره للاخروقال :تمام... سلام بقا علشان انام لان لازم أكون فايق الصبح
-ماشى يا عريس.. وألف مبروك مقدما...
-الله يبارك فيك.. ومبارك عليك انت كمان
*************
بعدما انتهى من التحدث مع شقيقها ذهب ليناديها فوجدها شارده ولم تشعر به بتاتا فتنحنح بهدوء حتى لا يفزعها فأنتبهت له وقالت بشرود لا زال يلازمها :
-إيوه يا خالد فى حاجه
-اه كنت عاوز أقولك ان والدتك وافقت إيه رإيك بقا نروح نجيب فستان حلو كده ونشترى الدبل...
-ليه إيه لازمته الفستان خليها لما نرجع مصر
-لا لازم نجيب دلوقت ولما ننزل مصر كمان نشترى واحد تانى عادى وكمان انا عملت كل دا علشان نكون فرحانين معاهم ..ليه مش عاوزانا نفرح (قالها بعتاب)
فرفعت بصرها نحوه وقالت بتساؤل :ليه بتقول كده ؟
-مش عارف حاسس انك متردده كده ومش فرحانه
صمتت ولم تدرى ماذا تقول وعندما طال صمتها قال:
-خلاص يا آلاء لو مش عاوزه بلاش... عن أذنك.. وهم يذهب فأوقفه صوتها الرقيق : لو لسه العرض متاح فأنا هروح ألبس وأجى..
أبتسم لمزاحها وقال : لسه متاح.. هروح انا كمان ألبس وهخرجك كمان لاننا من ساعة ما جينا أمريكا مخرجناش إلا للشغل بس..
-أبتسمت له وقالت : أوكى.. عن أذنك
**********
مساءاليوم التالى (الخطوبه)
تألقت مريم بفستان رقيق غايه فى الجمال باللون النبيتى ليظهر قدها الرشيق ورغم أحتشامه فأنه يظهر أنوثتها.. كان الفستان مرصع بورود من الجوبير و فى المنتصف حزام رقيق باللون الذهبى وحجاب من نفس اللون وكانت تضع ميك أب رقيق و تضع أحمر شفاه من نفس لو الفستان فكانت لوحه فنيه رائعة الجمال خطفت قلب عبدالرحمن الذى آتى ليصحبها لعقد قرانهم وعندما رأها هكذا قال بإنبهار :
-بسم الله ماشاء الله قمر ....خجلت مريم من غزله بها ولم تنطق بشئ لكن شقيقتها قامت بدل منها بتلك المهمه وقالت بخبث وضحك :
-بس يا بابا عروستنا بتتكسف انت مش شايف خدودها حمرا إزاى
-بسم الله بيطلعو إمتى دول (قالها عبدالرحمن بمزاح)
-فوضعت يدها بخصرها وقالت بغيظ : ليه شايف عفريت.. وعلى العموم بيطلعو المغرب ياخفيف
-بس يابت خلينى اخد عروستى وأمشى ...توجه لها وتأبط ذراعها وذهب ناحية السياره وهمس لها بصوت عاشق : قمر يا قلبى انا مش مصدق نفسى خلاص هتكونى مراتى ومعايا طول العمر...
-وأخيرا خرج صوتها بخجل : وأنا كمان مش مصدقه
ركبا السياره وأنطلقا للقاعه حتى يتم عقد القران
---------------------
وفى القاعه كان ممدوح وسميه و أحلام ومحمد والدا مريم يقفون يستقبلو المدعون بسعاده لحظات ووصل العروسين وسط أستقبال المدعون لحظات وآتىالمأذون وبدا مراسم عقدالقران وكانت مريم غايك فى السعاده لكنها ناقصه بسبب غياب صديقتها المقربه لكنها من قلبها لها أيضا فهى للان لا تصدق انهم يعقدون قرانهم فى يوم واحد وأفاقت من شرودها على صوت المأذون وهو يقول جملته الشهيره : بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكم فى خير ..وبعدها أنطلقت الزغاريد من المدعون ...بعدما تم عقد القران ذهب عبدالرحمن لها وقبل جبينها ثم قام بإلباسها الشبكه... وبعدها بدأ المدعون فى التهانى والدعاء لهم وبعدها قام الجميع بأخذ الصور التذكاريه معهم لكن فجأه اتى من يعكر عليهم فرحتهم...
-مبروك يا مريم..... نظرت له بإرتباك وقالت : أحم.. الله يبارك فيك يا شاكر ...ثم أشارت لعبدالرحمن تعرفه : دا شاكر أبن عمي يا عبدالرحمن
-سلم عليه عبدالرحمن بضيق فهو يعلم بأنه كان يريد الزواج منها وقال بإبتسامه صفراء :
-الله يبارك فيك عقبالك
فرد شاكر بوقاحة :كان المفروض أكون مكانك على فكرة
-توترت مريم ولم تعرف ماذا تفعل.. اما عبدالرحمن جز على أسنانه بغضب وقال من بين أسنانه :
-لولا الناس الموجودين كنت عرفتك مقامك وعرفتك معنا كلامك دا... ثم جذب مريم ناحيته بتملك وقال : شرفتنا...
-شعر الاخر بالاحراج وذهب دون كلمه واحده
-قال عبدالرحمن بعصبيه: إنسان مستفز..
- حاولت مريم تهدئته : متزعلش منه يا عبدالرحمن هو دايما كده
- هتف عبدالرحمن بغيره : اخر مره تتكلمى معاه فاهمه
-مريم بإبتسامه : حاضر.. متزعلش بقا
-بادلها لابتسامه وقال : خلاص مش زعلان
---------------------
اما خالد ففاجاء آلاء بتزين حديقة المنزل وقام بدعوة بعض أصدقائه العرب والاجانب ومن ضمنهم الطبيب شادى والمحامى روبرت أيضا فكانت حفل صغيره بعض الشئ لكنه فعل ذلك ليدخل السرور على قلبها الحزين وفجأه ظهرت حوريته،، ملاكه العنيد ،، بفستانها باللون الاحمر النارى الذى يبرز بياض بشرتها وحجاب باللون الفضى وكانت تضع كحل يبزر جمال عينيها فشعر خالد بالغيره عليها من أعين الحاضرين وقال هامسا وهو يلتقط يدها :
-لو كنت اعرف ان الفستان هيكون حلو أوى كده عليكى مكنتش أصريت تشتريه
أبتسمت له بحياء وخجل وأكتست وجنتيها بالاحمر القانى مما زادها جمالا وجاذبيه... اجلسها خالد على المقعد المخصص لهم وجلس جوارها.. وبعدها آتى أصدقائه للمباركه وقال شادى بمرح وهو يعطيهم هديه زواجهم
-ألف مبروك يا بوص.. مبروك يا آلاء
-آلاء بحياء : الله يبارك فيك يا دكتور
-خالدبمرح: عقبالك يا شادى. بس مكلف نفسك ليه بس
-دى حاجه بسيطه... وبعدين يسمع منك ربنا ..يارب أتجوز يارب.. ثم نظر ل آلاء وقال : معندكيش اخت
خالد بضحك: هيموت ويتجوز هههههههه
فقالت آلاء بإعتذار : لا للاسف
-يا خساره يلا معلش بس لو لقيتى اي صاحبه ليكى فاضيه أدينى رنه بس (قالها شادى بمزاح)
فضحكت على قوله بشده فنظر لها خالد بحده فأخفضت رأسها أرضا من شدة خجلها وبعدما ذهب شادى هتف خالد بغيره : ينفع تضحكى كده والناس موجوده
-ردت بخجل : أحم.. انا أسفه ماأقصدش
-أحتضنهاخالد بذراعه وقال : خدى بالك بعد كده علشان انا بغير... ثم قام بإلباسها خاتم ماسى جميل غاية فى الرقه.. بعدها سمعا زغروطه مصريه أصيله من إحدى السيدات المدعون للحفل ...ثم ألتقطو بعض الصور مع الجميع و بعض الصور لهم فقط ثم بدأ الجميع بالرقص على إنغام الموسيقى الهادئه
**************
وهكذا انتهى اليوم على أبطالنا فى سعاده لكن يا ترى ما تخبئ لهم الايام فلنرى
الفصل السادس والعشرين
***********
شاردة فى حياتها التى لم تذق فيها إلا الالم والذل والمهانه تفكر فى ذلك الشخص الذى قلب حياتها رأس على عقب ليس للافضل بل للاسوء فمنذ دخوله حياتها وهيا باتت تكرهها( كره العمى)كما يقولون لكن بفضل الله تعالى أستطاعت ان تتخلص من كل ذلك الالم بل و الهروب منهم جميعا لكن ليس كل مايتمناه المرء يدركه فمنذ فتره علمت بأنه قد علم طريقها وتخشى من مقابلته من جديد افاقت من شرودها على صوت ساخر توقف له قلبها رعبا....
-إيه يادكتوره سرحانه فى إيه مش معقول تكونى بتفكرى فيا... ولا يكون حب جديد... كان صوته عاليا سمعه كل من بكافيتريا المشفى.... نظرت حولها بحرج والرعب مرتسم على محياها بوضوح وقالت بصدمه وذهول : انت
-إيوه انا... إيه كنتى فاكرانى مش هعرف مكانك ولا إيه (قالها متهكما)
-ردت عليه بشجاعه نوعا ما: إيه الى جابك هنا وعاوز منى إيه تانى احنا مش خلصنا من الموال دا
رد بصوت غاضب :لامخلصناش يا نور وهترجعى معايا حالا
-هتفت به صارخا : لا مش هرجع معاك دا انا مصدقت اخلص منك ياأخى حرام عليك سبنى فى حالى بقا
-رد عليها بعناد: لا مش هسيبك يانور... ثم جذبها من يدها متجها لخارج المشفى وسط نظرات جميع الموجودين الذاهله والمتسائله فى الوقت ذاته من هذا الرجل الذى يتحدث مع تلك الطبيبه كل ذلك يدور فى رؤسهم لكن لم يتحرك اي منهم لانقاذها فذلك الرجل مظهره كالرياضين الاقوياء مع نظراته المخيفه فخشو جميعا على حياتهم...
لفت الهرج والمرج وذلك الصوت العالى انتباهه فأقتحم ذلك التجمع ليرى ماذا يحدث.. حينها سمع صوتها يتوسل اي شخص ينقذها من بين براثن ذلك الرجل فخرج صوته الرجولى يتسائل : فى إيه ؟ إيه الى بيحصل هنا بالظبط
-رد عليه الاخر بفظاظه : وانت مالك انت كمان... واحد ومراته ملكش فيه... ثم اكمل سيره وهو يجرها خلفه لكنها هتفت قائله : كذاب انا مش مراتك سبنى بقا.... توقف عند باب الخروج من المشفى وألتف لها بجسده ورفع كف يده ليهوى به على وجهها لكن هناك يد قويه منعته من فعل ذلك وأمسكته برسغه وطالعه بغضب و..
-حازم بغضب : مش عيب تمد إيدك على واحده يا كابتن
-رد الاخر عليه بأستفزاز : قولتلك واحد ومراته ملكش فيه بقا
-ماقالتلك مش مراتك هيا حكايه ولا إيه
هنا خرج صوتها مرتجف بخوف : والله يا دكتور حازم مش مراته.... انا طليقته
رد عليه حازم ببرود بعدما سمع ردها : سمعت قالت إيه ياريت تتفضل بقا من هنا
ترك الرجل يدها وأستغلت هى ذلك ووقفت خلف حازم تحتمى به لكن بينهما مسافه...
-هو دا واحد جديد ناويه تلعبى عليه هو كمان ماانتى محدش لمك ....
ردت ببكاء وصوتها يحمل كسره وحزن : حسبى الله ونعم الوكيل فيك يا عماد ...
اما هو حينما رأى دموعها وسمع تلميحات الاخر وجد يده تلقائيا تتوجه نحو وجه المدعو عماد ويسدد له لكمه أرجعته للوراء وهتف بغضب : اخرس يا حيوان وامشى من هنا بدل ما أطلبلك البوليس...
-هتف عماد بوعيد وهو يضع يده مكان اللكمه التى سددها له حازم ونبرة صوته تحمل الشر : ماشى يا نور حسابك تقل أوى ومش هسيبك انتى وحبيب القلب دا.. ثم أشار على حازم ورحل وهو يسبهم ويلعنهم ..فألتف حازم لها وهاله مظهرها الباكى فهى كانت اقرب ما يكون للانهيار فقال حازم بصوت حان :
-اهدى يا دكتوره خلاص مشى...
-ردت عليه ببكاء : انا انا أسفه حضرتك على الى قالو ليك حسبى الله ونعم الوكيل فيه
-هتف بهدوء : ولا يهمك... ثم لاحظ نظرات الجميع لهم فقال :
لو تسمحى أعزمك على كوبايه لمون علشان تهدى ...وعندما لاحظ بوادر رفضها اكمل : ومفيش مجال للرفض
---------------
- لا تصدق للان بأنها بعد ساعات ستكون على ارض مصر الغاليه بل لا تصدق انها سترى والدتها بعد مده طويله... وان قال لها احدهم بأن تلك السفره سوف تغير من حياتها تغيرا جزريا لم تكن لتصدق.. لكن هاهى الان وبعدما كانت ترفض الارتباط.. هاهى ترتبط وبدأت تعطى الفرصه لحالها من جديد... وهاهو يجلس بحوارها وبين الحين والاخر ينظر لها بنظرات حب وعشق تخجل هى منها فأبتسم علي خجلها وأكثر ما يصيبها بالتوتر هو أمساكه بيدها بقوه وكأنه يخشى ان تهرب منه ورغم احساسها بالتوتر إلاانها تستشعر الامان بين يديه... هى تعلم بأنه يفعل ذلك حتى يجعلها لاتخاف من الطائره كالمره السابقه بهذا يبثها الامان ويقوللا تخافى طالما انا معك وبجوارك... مرت الدقائق العصيبه بالنسبه لها وهي صعود الطائره... بعدها اخذت تقرء إحدى الروايات بيد واليد الاخرى مازالت حبيسه بين يدى خالد ..حتى غطت فى نوم عميق...اما هو فكانت افكاره تتخبط فى بعضها البعض : ياااالله كيف سأبتعد عنها حينما تحط الطائره على أرض الوطن وتذهب لبيتها كيف كيف بالله سأتركها وانا تعودت على وجودها معى... لا يعلم ماذا يفعل كل مايعلمه بأنه يدعو الله إلا يبعدها عنه ابدا... فنظر نحوها فوجدها نائمه كالملائكه فوضع يده يده حولها وضمها إليه بهدوء حتى لا تستيقظ ثم اخذ يكمل تفكيره لا يعلم لما يشعر بأن شئ سيئ سوف يحدث لهم... فجاء جال بخاطره ذلك الامر الذى يؤرقه لا يدرى ماذا سيقول لها حينما تعلم وبما سيبرر لها هل ستصفح و تعفو.... مبرره الوحيد بأنه يحبها لذلك اخفى عنها الامر لكن فجأه هتف عقله ساخرا منه: وهل هذا مبرر كافى يا احمق لتغفر وتسامح
-هنا رد عليه القلب : اجل كافي فمن يحب يغفر ويسامح ...وهنا طفح الكيل وقرر النوم هو الاخر حتى يريح عقله ولو قليلا من التفكير وشدد من احتضانها اكثر وغط هو الاخر فى نوم عميق ....
وبعد مضى عدة ساعات أستيقظ على صوت مضيفة الطيران وهى تخبره بأنهم على وشك الهبوط وبدوره أيقظ زوجته وماهي إلا دقائق وحطت الطائره بسلام....
اخذ خالد عدة دقائق لينهى اجراءات الوصول وعندما خرج من المطار وجد سائقه بالانتظار والذى بدوره هرول نحو سيده ليأخذ الحقائب ويضعها فى السياره من الخلف...
وهنا قرر خالد فتح هاتفه الذى اغلقه منذ فتره وبعدما صعدو للسياره قالت آلاء بهدوء : خالد انت ليه مخلتنيش اقول لماما اننا هنوصل مصر آلنهارده وخلتنى اقفل الموبيل
-رد عليها بحب :علشان تكون مفاجأه يا حياتى... وكمان انا معرفتش حد من اهلى انا هوصل اى ساعه بالظبط قالها بشرود فهو يشعر بوجود خطب ما ثم اكمل انا مش عارف أزاى هقدر اقعد فى مكان انتى مش فيه.. انا بس أروحك وهحدد معاد الفرح مع اخواتك..
خجلت هى من حديثه ولم ترد وهنا صدح صوت السائق يقول :على البيت يا خالد باشا
رد خالد بصوت رجولى : لا يل عبده قبل ما توصلنى البيت ودينى عل..... وقطع حديثه رنين هاتفه فنظر للهاتف وجد رقم ليس مسجل عنده ...فرد قائلا : آلو.. مين معايا
جاءه الرد من الجهه الاخرى ساخرا : تؤ تؤ معقول مش عارفنى.. كده انا أزعل
عرفه على الفور وبادله السخريه : تزعل ولا تتفلق.. اخلص عاوز ايه يا عاصم باشا.. وقال كلمته الاخيره بتهكم ازعج الاخر.. فقال عاصم بمكر : كنت عاوز اعزمك على عقد قرانى
هتف خالد بتهكم : عقد قرانك! ومين الى امها داعت عليها علشان تتجوزك
تظاهرعاصم بالتفكير والاندهاش : اممم مش معقول محدش قالك لحد دلوقتى.. اكيد كانو عاوزين يعملوهالك مفاجأه وانا بوظتها....
خفق قلب خالد بقوه من فرط خوفه وقلقه فمن المؤكد بأن ما سيقوله عاصم ليس جيدا على الاطلاق وإلا ما كان اتصل به وهو يعلم ذلك فرد عليه بصرامه :
-اخلص يا عاصم وإلا هقفل فى وشك
-يا راجل مش عيب تقفل التلفون فى وش جوز اختك المستقبلى بردو... ثم صمت ليرى وقع كلماته عليه.. فتساءل خالد بحذر ويخشى الايجابه : اختى مين ؟
*إيه يا خالد انت فقدت الذاكره ولا إيه.. اختك إيمان طبعا (قالها خالد بأستفزاز)
هنا خرج صوت خالد الجهورى يصم أذان كل من حوله ومن على الجهه الاخرى من الهاتف :
-و رحمة امى يا عاصم لهوريك النجوم فى عز الضهر... والله ما هسيبك تتجوزها وهعرفك مين خالد البحيرى
-ما خلاص يا خالود انا لسه كاتب كتابى والحفله بليل وياريت تلحقها بقا ثم قال بفحيح الافاعى :اصل انا إيه عرفت انك هتوصل بالصدفه فى الوقت دا فأتصلت بالمأذون وكتبنا قبل ما إيمى حبيبتى تروح البيوتى سنتر.. اصل انا عارفك وعارف انك كنت هتحاول تمنع الجوازه علشان كده سبقتك... المهم بقا هنستناك سلام يا اخو مراتى ههههههههههههههه....
مظهره كالتنين الذى ينفث نار من فمه ..وجهه غاضب بشده لم تراها عليه من قبل ترى ما سر تلك المكالمه التي اتت من هذا العاصم الذى بمكالمته تحول مزاجه للنقيض تماما وأفاقت من شرودها على صوته الصارم الاامر :
-روحنا البيت ياعبده بسرعه...
-تمتم السائق بخنوع : تحت امرك يا باشا
هنا خرج صوتها المتسائل والقلق على مظهره : خالد فى إيه مالك؟
و إيه الى هيودينا بيتكم... انا عاوزه اروح بيتى لو سمحت
لم يرد عليها او بالاحرى لم يكن يستمع لها فهو كان شارد فيما حدث منذ قليل ...هكذا الامر إذا هذا ما كانو يخبئونه عنى فكان كلما يحدثهم يشعر بشئ ما يخفونه عنه... حسنا يا عاصم انت من بدأت فلتتحمل.. خرج من شروده على صوتها...
- خالد خالد
-رد بجمود : خير
-احنا هنروح فين ؟
-هتف بنفس الجمود : بيتى
-هنروح بيتك ليه ؟ لو سمحت روحنى يا اما نزلنى وانا هركب تاكسى وأروح
-صرخ بهافى غضب وعصبيه : آااااااالاء
ياريت ماتتكلميش نهائى لحد ما نوصل
انتفضت آثر صراخه بها فهو لاول مره يفعل ذلك لكنها لم تصمت وهمت لتتكلم ثانيا : خالد مت......
لكن نظرة عينيه المرعبه اصابتها بالبكم فجأه فلا تدرى ماذا حدث له ليتحول هكذا فجأه شعرت بدموعها تنهمر على وجنتيها فمسحتهم سريعا حتى لا يراهم وحولت بصرها للجهه الاخرى وأتخذت من الصمت حليفا لها حتى ترى ماذا يحدث ولما سيأخذها معه لمنزل اهله يااااااالله اللعنه على هذا العاصم... جال ببالها ان تتصل بأخيها ليأتى ويأخذها لكنها اجلت هذا الامر حتى ترى ماذا حدث او سيحدث.. وايضا ستعاقبه على صراخه بها هكذا و خاصا امام السائق...
اما هو فكان شارد الذهن مجدد يفكر فيما حدث ويفكر بما سيفعله..
-ياااالله من المؤكد ان أبى هو من اجبر شقيقتى على هذا الزواج من ذلك البغيض لا أعلم لما يفعل هكذا معنا ألسنا أبنائه ومن المؤكد أيضا عندما عارضته قال لها بأن اعلم بمصلحتها وهذا ابن عمها وأفضل من يأتمنها عليه... نعم هو اكثر شخص يعلم تفكير أبيه وعاصم الاخر من المؤكد بأنه طلب الزواج من شقيقته حتى ينتقم منه عن طريقها او يحسسه بعجزه بأنه لم يستطع منع ذلك الزواج ...ياالله رأسى سينفجر.. ألتف نحو تلك القابعه جواره فوجدها موجها بصرها للخارج ويبدو عليها الحزن فزفر بغضب من نفسه لانه احزنها دون ذنب منها لكنه لم يستطع التحكم فى أعصابه بسبب غضبه من ذلك الحقير هم ليعتذر لها عن فعلته لكن توقف فى اللحظه الأخيره وقرر الاعتذار ومرضاتها لاحقا حتى يكونا بمفردهم... ثم يفكر مجدد هل يوجد ولوواحد بالمائه ان يكون عاصم كاذب... من الممكن الاتصال بوالدته او اخيه او حتى ابيه لكنه فضل عدم فعل ذلك ‘قرر رؤيه كل شى بذاته... ثم اغمض عينيه ليريحهم قليلا حتى يصل للمنزل....
*************
يا عبدالرحمن هى آلاء المفروض جايه النهارده صح ؟
-رد عبدالرحمن على والدته بهدوء : اه يا ماما هيجو على بليل كده.. انا مستنى خالد يتصل بيا لما يوصلو المطار علشان اروح اجيب آلاء
-قالت سميه بحنان امومى :
ربنا يرجعهم بالسلامه ان شاء الله
-ان شاء الله يا حبيبتى ربنا هيرجعهم بالسلامه ...
***********
داخل إحدى مراكز التجميل..
تجلس إيمان تحت يد خبيره التجميل حتى تتجهز للحفل وكان على وجهها علامات الضيق فهى لا تصدق للان انها قد وافقت على عقد قرانها من هذا السمج اللزج... يااالله هل اصبحت زوجته...ورغم ذلك الضيق الذى يحتلها إلا ان جزء احمق بداخلها يشعر بفرحه داخليه! نعم هى تحمل النقيضين ناحية عاصم تكره لانه يكره اخيها دون ان تعلم سبب لذلك.. ولا تعلم ماذا تسمى هذا الشعور الاخر.. لكن عاصم رجل اعمال ناجح وابن عمها وشاب وسيم والفتيات تتهافتن عليه وذلك اكثر ما يغضبها لانه يستمتع بتلك الصحبه ومعروف عنه ذلك ..هى وافقت على ذلك الامر حتى تعلم لما تزوجها وسوف تذيقه الويلات... حسنا يا عاصم فلنرى من يضحك اخيرا فاقت من شرودها على صوت ابنة عمها الاخر التى قدمت لتوها ولاحظت شرودها...
انتي يابت مالك مبوزه كده ليه ؟ فى عروسه تكون عامله زى البومه كده
ردت إيمان بغيظ : بومه! تصدقى انك حيوانه يابت ..إيه الى جابك
-ردت الاخرى بتبرم : يعنى انا غلطانه انى سبت ابنى مع ابوه وجيت أشوف ست الحسن والجمال محتاجه حاجه ولا لاء..صحيح خير تعمل شر تلقى...
وكزتها إيمان فى ذراعها بمزاح :
-يا بت انا بهزر معاكى دا انتى اكتر من اختى.. ربنا يباركلك فى ابنك وتفرحى بيه يارب
هتفت قريبتها بمزاح : ناس متجيش إلا بالعين الحمراه صحيح.. المهم مقولتليش مالك عامله كده ليه.. شكلك زعلان ؟
-ردت بإرتباك : ها.. لا ابدا مفيش حاجه
-يا بت هتكدبى عليا انا بردو.... لحظات من الصمت ثم اخذت إيمان تسرد لها كل ماحدث وتشعر به
-------------------------------
ساعه دامت من الصمت القاتل بينهم كادت ان تختنق.. حتى فاقت من شرودها على توقف السياره فأنتبهت لما حولها فوجدت بأنهم توقفو امام إحدى الفلل الكبرى وممر طويل مزدان بالورود والاشجار الجميله انتفضت فجأه على صوته الذى يدعوها للهبوط من السياره فرفعت بصرها نحوه ولم تتكلم حتى اصتدمت بعيونه التى كانت تحمل نظرات الاسف فهمتها على الفور وهبطت من السياره واخذت تسير جواره اما هو فكان داخله صراع ماذا سيقول لهم عن شخصيتها من الاكيد ان والدته ستغضب عندما تعلم بانه قد تزوج من وراءها لكن لما اهتم بأرائهم فهم لم يهتمو برأي اذا لن اهتم بأحد.. لكن فجأه تذكر شئ وابتلع ريقه خوفا مما هو قادم فى حياته وشئ يخشى معرفة آلاء به ويخشى رد فعلها... نحى هذا الامر جانبا حتى يرى ماذا يحدث بالداخل.. لفت نظرها هؤلاء العمال الذين يقومون بتزين الحديقه وخذت تفكر ترى ماالذى يحدث وقالت لحالها :
-اما أشوف اخرتها حاسه ان فى مصيبه هتحصل... قالتها وهى تشعر بقلق وخوف من المجهول.. شئ بداخلها اخبرها بأن الامور لا تسير على مايرام ...استرها يارب....
***************
كانت تعطى اوامرها للعاملين وبمجرد ماألتفتت حتى تسمرت قدميها اخذت تطالع ملامحه الغاضبه والحزن الذى ينبعث منهما ...جمعت شتات وقالت : خالد حبيبى حمدلله على السلامه
رد ببرود : الله يسلمك
شعرت ببروده معها وقالت بحزن : انا عارفه انك زعلان ومش موافق بس انت عارف ابوك لما بيصمم على حاجه محدش بيقدر يعارضه
- رد ساخرا : عارف! دا انا اكتر واحد عارف
-بس يا حبيبى كمان عاصم مش وحش و ابن عمها وهيصونها
-رد بنفس السخريه : أكيد طبعا.. عاصم دا حبيبى
-لفت نظرها تلك الصامته جوار ابنها فقالت بهدوء : مين دى يا خالد
نظر خالد لزوجته وقال بغموض : هتعرفو بليل اصلها مفاجأه
ابتلعت الام ريقها بقلق فهى تخشى على ابنها وتخشى من زوجها بل هى تخشى الصدام القريب
-بس...
-هتف لينهى الامر : امى حد من الشغالين بينادى عليكى... ثم اشار لها على مكانه.... هىتعلم بأنه فعل ذلك حتى يصرف ذهنها عن الامر فرضخت هى مجبره على ذلك وقالت توجه حديثها لتلك الضيفه بحنان :معلش يا بنتى مش عارفه اقوم بالواجب معاكى بس اعتبرى نفسك فى بيتك ولو احتاجتى حاجه متتردديش وعقبالك...
رأت آلاء فى تلك السيده الحنان والطيبه فبادلتها الحديث قائله بتوتر : ولا يهمك يا طنط... انصرفت تلك السيده وهى تفكر من هذه الفتاه التى بصحبة ابنها.. هى يبدو عليها الاحترام والهدوء لكن لما لم يقل لپ ماذا تفعل هنا ومن هى فقالت بقلب وجل : أسترها يا رب والليله تعدى على خير
---------------------
بمجرد ذهاب والدته حتى هتفت به حانقه : ممكن اعرف فى إيه ؟ وليه مقولتلش لمامتك انا مين وكمان شكلها معندهاش علم بخطوبتنا... وأيه الى حصلك من ساعة المكالمه الى جاتلك دى؟! وليه جبتنى هنا معاك...
-فى إيه ؟ فأنهارده خطوبة اختى ...وليه مقولتلش لماما وليه متعرفش بخطوبتنا.. فانا عاملها مفاجأه وهعلن عن دا بليل.. والمكالمه مش هتهمك فى شئ... وليه جبتك هنا فعلشان اعرفك على اهلى.. انا كنت مأجل الموضوع لبكره بس حصل ظرف كده ولازم التعارف يتم النهارده (كان يحدثها ببرود لم تعهده منه)
-ومكنش ينفع اروح بيتنا اغير هدومى وأسلم على اهلى واجى الخطوبه بليل ونتعرف عادى (قالتها بضيق)
-رد بحسم وغموض : لاء
-هتفت آلاء بغضب: انا هكلم عبدالرحمن وأقوله....
لم يدعها تكمل... * آلاء يلا نطلع فوق علشان تستريحى وبعد الحفله هروحك وكده كده البيت بيتك وانا جوزك فمفيش داعى تكلمى حد.. يلا (هتف بها بصرامه)
-يارب... اما أشوف اخرتها بس انا عاوزه ارو...
وكالعاده لم تكمل كلامها بسبب صراخه عليها : ااااااااااااااالاء
ارتعبت حقا منه ودمعت عيونها فزفر بضيق وقال وهو يصعد امامها : يلا
------------------
حل المساء وبدأ المدعون فى الحضور وكانت الحديقه مزينه على افضل مايكون والاضاءه تعطى مظهر رائع للحديقه خاصا ليلا والهواء المنعش فى هذا الوقت من الليل يعطى انتعاش.. للان لم يعرف الاب بوصول خالد ولا زياد إيضا يعرف وهو ماأستغرباه حقا فهم يعلمون بأن من المفترض ان يصل منذ فتره وكان زياد يحمل هم مواجهه خالد...
دقائق ووصل العروسين وسط الترحيب والزغاريد من المدعون...اما إيمان فكانت تشعر بتوتر كبير وتشعر ببروده تجتاحها شعر عاصم بها وببرودة يدها فهتف بقلق :
-إيمان مالك فى إيه ؟
ردت بتوتر : خايفه حاسه انه هيغمى عليا
قال بحنان لم تعهده منه : سلامتك ياقلبى متخافيش طول ما انا معاكى.. وبعدين انا مش مصدق ان القمر دا بقا بتاعى ..
احمرت خجلا اثر غزله الصريح وقالت بضيق لا تعلم لما تحدثت به : ميرسى
رد بأستغراب : ميرسى! مالك انا قولت حاجه ضايقتك ؟
-المشكله انك ماقولتش ..وانا عاوزه اعرف انت عاوز منى إيه ؟
-رد بأبتسامه مازالت على وجهه حتى لا يلاحظ المدعون مايحدث :
-كل دا ولسه مش عارفه
هزت رأسها بنفى فقال بمكر :لما الناس تمشى هقولك على انفراد... وألتقط يدها فجأه ولثمها بتمهل مثير للاعصاب فقالت بتوتر : انت انت بتعمل إيه الناس بتبص علينا
-رد ضاحكا : يا بت انتى مراتى دلوقت ليه محسسانى انى شاقطك
-ردت بأشمئزاز: يابت،، وشاقطك!... ثم خفق قلبها لدى قوله لها : انتى مراتى
-مش عاجبك يا حياتى
-طالعته بإستعلاء وقالت : لا تعليق
فقهقه هو بضحكه رجوليه على طريقتها الطفوليه اماهى فقد سرحت فى ملامحه الوسيمه الرجوليه وكأنها تراه لاول مره فى حياتها وقالت لنفسها :
يااااالله كم هو وسيم بحق
لاحظ هو شرودها به فقال بمرح وهو يغمزها بطرف عينيه : الجميل معجب ولا حاجه....
----------------
اما في الاعلي كان خالد يستعد للنزول وتذكر عندما اخبر والدته الا تخبر احد عن وصوله ..تأكد من اناقته فهو يرتدي حله كحلية اللون وقميص ابيض اللون وكرافت بنفس لون البدله مع تصفيفة شعر رائعه.. وساعة يده ذات ماركه شهيره وعطره الفواح الرائع.. بعدما انتهى من ارتداء حذائه خرج من غرفته وتوجه لغرفه اخرى طرق الباب عدة طرقات وانتظر حتي اتاه الرد...
-مين
-رد هو بهدوء : انا خالد يا آلاء.. ..وضعت حجابها على رأسها ثم دعته للدخول. وعندما طالعته تسمرت مكانها فكان بالفعل وسيم اخذت تتأمل ملامحه وأناقته الطاغيه وشعرت بالغيره فيكف تدعه ينزل هكذا امام الفتيات حتما سيغشى عليهم من فرط وسامته ورجولته الطاغيه..وأفاقت من شرودها على صوته المتسائل : لسه مخلصتيش كل دا
-ردت بتوتر وأرتباك : خالد أرجوك بلاش انزل انا معرفش حد هنا..
-هتف بحسم : آلاء حبيبتى احنا اتكلمنا في الموضوع دا خلاص
لا تعلم لما تستمع لحديثه وكأنها منومه مغناطيسا فردت بطاعه : حاضر ..عشر دقايق هلبس وأنزل..
-طيب انا هنزل ولما تخلصى رنى عليا وأنا هطلع أخدك.. ثم اكمل بغيره : بلاش ميك أب كثير ...او بلاش خالص يكون احسن..
-ردت بأبتسامه حينما أستشعرت غيرته : انا أصلا مش بحط ميك أب ولو حطيت بيكون حاجه بسيطا مش بتكون باينه..
-بادلها الابتسامه وقال : يلا أسيبك تجهزى وأنزل انا... ذهب من أمامها فأغلقت هى الباب خلفه وشرعت فى أرتداء الفستان الذى ارتدته فى أمريكا اثناء الحفله التى اقامها لها خالد هناك ...
-------
هبط لاسفل تشيعه أعين الفتيات الوالهه به...ورائحة عطره تزكم أنوفهم اماهو لم يهتم لنظراتهم تلك واكمل سيره بثقه الم يقولو واثق الخطى يمشى ملكا... توقف امام شقيقه وأبيه وصافحهم ببرود وبعد لحظات ذهب والده ليستقبل بعض الضيوف فأستغل زياد ذلك الامر وقال مبررا..
-خالد انا أسف علشان خبيت عليك بس كنت خايف من عصبيتك ورد فعلك..
رد خالد بهدوء مصطنع لكنه يحمل السخريه : أسف على إيه ؟ ...انك خلتنى اكون زي الاطرش في الزفه.. واعرف من الحيوان عاصم ويقولى اصل هما عاملينها ليك مفاجأه... وانت تقولي خايف من عصيبتك ...
جحظت أعين اخيه من الصدمه والذهول لاحظ خالد حالته فقال مستغربا :مالك يابنى مبحلق كده ليه!
-هتف زياد فى نفسه : يادى المصيبه.. كملت..
-رد بتوتر: احم..اصل الصراحه فىحاجه مش لطيفع هتحصل دلوقتى وخايف من رد فعلك..
قطب الاخر جبينه بعدم فهم وقال:
أخلص قول يا زفت
-أشار زياد على شئ يقف بعيدا عنهم بعض الشئ لكن لمحه زياد بوضوح فألتف خالد فى أتجاه أشارة أخيه ليراها واقفه تتحدث مع أحدهم وتضحك بمياعه وثيابها الفاضحه التى تكشف اكثر مما تستر.. أكتسبت عيونه جحيم الكون وكأنها براكين وحمم تغلى ولو وقف أحد أمامه لمات فى الحال من رعب نظراته شعر زياد بأخيه وبداخله أحساس ان شقيقه سوف يقدم علي عمل متهور فقال بتعقل :
-بص أنا عارف انك مش طايقها بس اهدى كده وبلاش تهور.. الناس حوالينا خلى الليله تعدى على خير.. ثم أردف بحيره : انا مش عارف هي عرفت أزاى!
رد خالد بغضب وغموض : متخافش الليله هتكون مميزا خالص وهتثبت فى الذاكرة... وكمان انا عارف مين الى قالها تيجى..
لكن خفق قلبه بسرعه وقلق عندما تذكر القابعه فى الاعلى لم يكن يريد ان تكن المواجهه بهذه السرعة لكن قد حدث ما حدث وليحاول ان يعالج الامر فى اسرع وقت....
---------------
فىالاعلى كانت قد انتهت من أرتداء ثيابها وكانت في قمة أناقتها ورقتها لك تضع اي من مستحضرات التجميل سوى ملمع شفاه وكحل أبرز جمال عينيها كما زين اصبعها خاتم خطوبتها.. بعدما انتهت لم تعرف ماذا تفعل اتهاتفه كما قال لها ام تهبط هى وحدها.. فى النهايه قررت الاتصال به وأنتظرت الرد فلم يأتها اي رد من الجهه الاخرى فزفرت بضيق وقررت النزول وبداخلها شئ ينبئها ان مكروه سيحدث
**************
لان لم تره ياالله كم اتمنى رؤية وجهه الان عندما يرانى لكن أين هو.. كانت كلما تسير قليلا يوقفها أحدهم للتحدث معها.. وكان الجميع متفاجأ من وجودها هنا بعد كل ماحدث.. لكن البعض دعى لها بصلاح الحال والبعض الاخر كان يحقد عليها والبعض الاخر تتملكه الشماته.. كانت فى طريقها للمباركه للعروسين.فرأتها امامها..
-فقالت ببرود: أزيك يا طنط زينات مبروك لإيمى ولو انى زعلانه منك لانك معزمتنيش
ردت زينات بضيق : وانتى عاوزه عزومه برضو يا شرين
اكملت شرين ببرود : ما انا قولت كده برضو اصل انا صاحبة بيت ولا عند حضرتك رأى تانى ؟
زفرت زينات بضيق : عن أذنك.. أروح أشوف الضيوف.. ذهبت ولم تترك لها أى فرصه للرد
-ست بومه.. اما أروح أسلم على العرسان (قالتها بتهكم) ثم أتجهت ناحية المكان المخصص للعروسين
-----------------
كان خالد لا يزال واقفا مع اخيه حتى اتى لهم مجموعه من الاصدقاء واخذو يصافحون خالد ويهنئونه على خطبة شقيقته ورجغوه من السفر
-حمدلله علي السلامه يا خالد وألف مبروك على خطوبة اختك
بينما قال الاخر بمرح : ونسيت اهم حاجه.. وألف مبروك أنكم أتصالحتو بجد فرحنا ليكم..
فهم خالد مايقصده وقال وهو يجز على أسنانه : الله يبارك فيكم يا جماعه عن أذنكم.... ثم ذهب ناحية العروسين...
*****
بينما تتوجه المدعوه شرين للعروسين حتى أوقفتهل احدى صديقتها قائله : شرى حبيبتى أزيك حمدلله على السلامه
ردت شرين بسماجه: الحمدلله تمام... الله يسلمك
-هتفت صديقتها بمكر : الحفله كلها مش بتتكلم إلا عليكم انتم الاثنين ومش مصدقين انكم رجعتو لبعض اخيرا بعد السنين دي كلها مبروك
-هتفت شرين بسعاده مصطنعه : الله يبارك فيكى يا قلبى ...عن أذنك...بعدما تركت صديقتها حتى تقدمت من عاصم وإيمان وقالت بإبتسامه صفراء : مبروك ياإيمان.. مبروك يا عاصم
ردت إيمان ببرود: الله يسلمك يا شري ليكى وحشه والله
فهمت شرين مقصدها وأغتاظت فصافحة عاصم مسرعا وهمت لتذهب لكنها أصتدمت بنظرات ناريه تكاد تحرقها من على الارض لكنها حافظت علي ثباتها وقالت بتهكم : مش معقول خالد عاش مين شافك يا راجل وحشتنى..
-رد عليها بكره :انتى بقا مكنتيش وحشانى... اصل الواحد لما بتوحشه لازم يكون بيحبها الاول
-أستفزاها حديثه فردت بهجوم : انت ليك عين تتكلم بعد الي عملتو وهروبك السنين دي كلها..
رد بقسوه : هروب! الى بتسميه هروب دا كان حمايه ليكم كلكم من غضبى لانى لو حررته صدقينى مش هتقدرو تستحملو الى هعملو فيكى وفيهم هتتمنو الموت ومش هتلاقو
أرتجفت اثر صوته الغاضب ولم تتحدث بكلمه اما هو فكان لا يطيق النظر لوجهها حتى وبينما هما يقفان امام بعضهم لاحظ عاصم حرب العيون الدائره بينهم فقرر الطرق على الحديد وهو ساخن كما يقولون فأقترب منهم وقال بصوت عالى حتى يسمعه الجميع لكنه يحمل بين طياته المكر : يا جماعه انا عاوزكم زي مافرحتو ليا وباركتولى على خطوبتى.. تباركو وتفرحو لخالد باشا ابن عمى والمدام بتاعتو بمناسبة رجعوهم لبعض
***********
هبطت لاسفل تبحث عنه فلم تجده وكانت نظرات الجميع تتجه نحوها فمنهم من يتساءل عن هوية هذه الجميله ذات الطله الفاتنه والعيون الساحره ومنهم من يفكر ان يتحدث معها ويفكر فى إيجاد وسيله لفعل ذلك الامر ...وكما يقولون كانت نظرات الرجال تلتهمها آلتهاما ونظرات النساء تمتاز بالغيظ والغيره من جمالها الساحر... شعرت هى بالغضب والضيق والاحراج بسبب نظراتهم تلك التى اشعرتها انها عاريه امامهم رغم احتشام فستانها.. بحثت بعيونها مره آخرى عنه حتى وجدته يقف مع أنثى ترتدى ثياب فاضحه فشعرت بالغيره منها وهمت بالتوجه نحوهم وياليتها مافعلت.. فقد سمعت ذلك الرجل وأعتقدت بأنه يقصدها لكن عندما وجدت الجميع يتجه نحو ذات الثياب الفاضحه حتى اجتاحتها الصدمه وأصابها الشلل ولم تستطع التحرك...
ترى هل ماسمعته صحيح يالله تكاد رأسى تنفجر من كثرة التفكير... هل كذب على وخدعنى لا لا يبدو انها تخيلات وهذيان وفجأه وهى واقفه ودموعها تنهمر وجدت من يقف امامها ويهتف بدهشه ..
- انسه آلاء انتى بتعملى إيه هنا ؟! ثم لفت نظره دموعها الجاريه على وجنتيها بغزاره : انسه آلاء فى إيه ؟ عبدالرحمن او مصطفى حد فيهم حصله حاجه.. زادت دموعها فنفذ صبره وقال بعدما لاحظ نظرات المدعون مصوبه نحوهم...
-بصى تعالى نبعد عن الناس.. نشوف مكان هادى نعرف نتكلم فيه ..طالعته بتساؤل فقال بهدوء :
-متخافيش مش هنخرج من هنا بس هنقعد فى مكان يكون مفهوش دوشه... سارت خلفه كالانسان الالى حتى وصلا لمكان هادئ بعض الشئ وكان بالحديقه الخلفيه للفيلا فدعاها للجلوس علي إحدى المقاعد الموضوعه بالجوار وقال بهدوء وأعصاب تكاد تفلت منه من كثرة القلق : فى إيه بقا قلقتينى ولا أتصل بحد من اخواتك واعرف فى إيه
انتفضت بفزع قائله : لا اخواتى لا... ثم عادة لشرودها ثانيه وهتفت بصوت باكى صارخ : هو ليه عمل فيا كده ؟ انا عملتله إيه دا جزاتى انى امنتله بعد كل دا ..بس بس انا أستاهل... ليه ليه عمل كده
-رد زياد بقلق من حالها ولا يفهم من تقصد : هو مين دا ؟
---------------------
اما عنه هو فأبتعد عنهم ولم يعيرهم اهتمام مما دعى لاستغراب الجميع وشعورها هى بالاحراج ....
صعد لاعلى بعدما رأى كم المكالمات التى وردت منها دلف للغرفه فلم يجدها خفق قلبه بخوف من ان تكون فى الاسفل وسمعت ماحدث وعند هذه الخاطره توقف عقله وأسرع لاسفل يبحث عنها... وأخذ يبحث عنها ولم يجدها فكاد يجن ...اين ذهبت محبوبته ومعشوقته ياللله ارجو ان تكون لم تسمع شئ حتى يخبرها بنفسه... فجأه وهو يتلفت حوله وجد من يشده من بنطاله فوجه بصره لاسفل فوجده طفل على مايبدو فى الخامسه من عمره فقال خالد بتساؤل :إيوه ياحبيبى عاوز حاجه!
هتف الطفل ببراءه : حضرتك بتدور على حد صح
-خالد بأستغراب : اه.... ولم يكمل كلامه بسبب حماس الطفل
-البنت المزه ام عنين خضره ولبسه فستان احمر
-طالعه خالد بتعجب وأستنكار : مزه! إيوه يا سيدى هيا دى الي بدور عليها.. بس انت جبت كلمه مزه دي منين ؟
-هتف الطفل ببراءه :أصل كل الناس الى في الحفله اول لما شافوها قعدو يبصو عليها ويقولو مزه حلوه
-جز خالد على أسنانه بغضب وقال : انت متأكد انك طفل... المهم قولى متعرفش راحت فين ؟
هز الطفل رأسه بإيجاب وقال : اه عارف راحت فين.. راحت مع واحد كبير الحته الى وراه دى.. ثم أشار على الحديقه الخلفية.. هم خالد ليرحل لكن أوقفه الطفل ثانيا وقال : عمو عمو
-خالد بنفاذ صبر : إيوه يا حبيبى
همس له الطفل قائلا : ممكن تجوزنى البنت الحلوه دى ...اصل عنيها حلوه اوى .
جز خالد على أسنانه بغيظ وقال : روح لما يا حبيبى... ثم ذهب من أمامه وهو يقول : لاء وبيقولو الاطفال أبرياء قال ..يجو يشوفو الكائن دا... ثم تذكر شئ : بس مين الراجل دا الى قالى عليه وأزاى آلاء تروح معاه او فى حته من غير ماتقولى ؟! ماشى يا آلاء
------------------
صرخت آلاء به قائله : أخوك ..ليه يخدعنى ويقولى بحبك وفى الاخر يطلع متجوز
صدم زياد مما سمع وقال بذهول :خالد بحبك! طب عرفتى ازاى انه متجوز
ردت بتهكم وسخريه : لسه الناس الى فى الحفله كانو بيهنو هو والمدام انهم رجعو لبعض.. ثم أضافت بحزن : ليه يخلينى أحبه وأتجوزه وأكتشف في الاخر انه متجوز ..كان واخدنى أستبن ولا مسكن
يااااالله هاهى الصدمه الثانيه.. أتجوز! متى تزوج خالد من آلاء.. حقا سأجن ولما لم يخبرها الحقيقه.. خرج من صدمته قائلا بتبرير :
آلاء الحقيقه غير كده خالص ولازم تسمعى من خالد الأول
-هتفت ببكاء وصوت مبحوح : انا مش عاوزه اعرف حاجه انا عاوزاه يطلقنى
-مين دا الى يطلقك ؟! جاءت تلك الكلمات من خالد الواقف خلفهم
طالعته بكره وقالت : انت يا خاين يا حقير
-خائن! حقير ؟ تلك الكلمات ترددت فى عقله وعلم انها عرفت الحقيقه حتما... ليس كل ما يتمناه المرء يدركه هكذا حدث حاله لانه أراد ان يخبرها الامر بنفسه ويوضح الحقائق الغائبه لكنه قال بمراوغه :
-فى إيه ومالك بتعيطى ليه.. وبعدين انا مش قولت متنزليش إلا لما أطلع انا وأجيبك
-وكمان ليك عين تستعبط.. ونزلت ليه فعلشان مكتوبلى أكتشف كذبك وأعرف انك متجوز... كانت تتحدث بهستيريا وبكاء فأقترب هو منها وقال :
-آلاء اهدى انا والله كنت هقولك بس كنت خايف من رد فعلك وكمان أنا مش بحبها صدقينى وهطلقها..
-صرخت ببكاء : بتحبها مبتحبها ميهمنيش ..طلقنى
هنا خرج صوت زياد اخير بعدما اكتفى من المشاهده :
-خالد فى إيه انا مش فاهم حاجه.. انت اتجوزت آلاء امتى؟ وليه احنا متعرفش... وليه كمان آلاء متعرفش انك متجوز
-هتف خالد بصرامه فى اخيه
-زياد انا مش ناقصك ممكن تسكت وهبقى احكيلك كل حاجه بعدين.. ثم وجه حديثه للاخرى المنهاره من البكاء :
-وانتى طلاق مش هطلق... خلاص
رغم وجعها وألمها قالت بقوه وتهديد: هتصل على اخواتى وأخليهم يطلقونى غصب عنك
قال ببرود رغم مايعانيه من آلالم بسبب جرحها وبكائها..
-مش خالد البحيرى الى يتهدد ماشى... وأمسحى دموعك دى
لم تستجب لما قال حتى اضطرته ان يصرخ عليها لدرجه انها فزعت وأرتعبت منه : آااااااااالاء امسحى دموعك... أستجابت لما قال بسبب رعبها منه ومسحت دموعها كالاطفال أبتسم لطريقتها وقال:
-تعالي معايا علشان أوريكى حاجه مهمه.. وأثبتلك كلامى.. لم تستجب له ولم تتحرك قيد أنمله فأقترب هو منها وقال بجديه وهو يتأبط ذراعها حتى يجبرها على السير : لما أقول حاجه تتسمع..
-هتف زياد بجديه وضيق عندما رأى اخاه يتعامل معها بعنف بعض الشئ...
-خالد براحه عليها.. وبعدين انت واخدها ورايح فين؟
-رد بغموض: هتعرف حالا
----------------
وحينما ظهرو أمام الجميع بعد خروجهم من الحديقه الخلفيه وأصبحو فى قلب الحفل.. كان الجميع دون أستثناء يطالعهم بفضول ومن تلك التى تسير بجوار خالد البحيرى.. لم يعيرهم اهتماما حتى وصل للمسؤل عن موسيقى الحفل (الدى جى) وطلب منه الميكروفون وقال بجديه وهو يوجه حديثه للمدعون:
-طبعا يا جماعه انا بشكركم على تلبية دعوه الحفل وكمان حابب أقولكم حاجه بالمناسبه السعيده دى.. عاوزكم تباركولى بمناسبة جوازى..
-هتف احد الاصدقاء بمرح :يا عم ما احنا لسه مباركينلك على رجوعك انت والمدام هيا حكايه
رد خالد بقرف وهو ينظر لشرين يقصدها بكلامه : لا مش دى ...ثم أشار على آلاء وقال : انا أقصد دى.. حرم خالد البحيرى.. اما الى بتقولو عليها دى فأنا ميشرفنيش انها تكون مراتى فعلشان كده حابب أقولها :
*انتىطالق ..قالها ببطء مستفز
شعرت شرين بكم هائل من الاحراج والغضب يجتاحها فأقتربت منه وقالت وهى تشير على آلاء
-بقا انا شرين هنداوى تسبنى علشان دى
رد عليها خالد بغضب :دى احسن منك مليون مره يا...... ولا بلاش الشتيمه غورى من وشى..
قالت وهى تذهب: ماشى يا خالد انت الى اخترت،، وبعدما ذهبت كان الجميع فى حاله من الصدمه والذهول ولم ينطق أحد بكلمه واحده وبدء المدعون يغادرون واحد تلو الاخر حتى انتهى الحفل
فآتى إليه والده غاضبا: إيه الفضايح الى عملتها دى يامحترم وأزاى تطلق شرين وبعدين مين دى الى أتجوزتها من غير مانعرف.. جايبها من انهى شارع
لم يتحمل ان يهينها اباه اكثر بهذا الشكل فقال ثائرا :
- مراتىأشرف مليون مره من الحقيره شرين ومسمحش ﻻى حد انه يهينها بأى شكل مهما كان. وبعدين فضايح إيه الى عملته.. دا الصح الى كان المفروض يحصل من زمان... وبعدين ازاى تكتبو كتاب اختى من غير ما أعرف ها
-فهم والده مايعنيه وقال: بتردهالى يعنى صح..
-لم يرد خالد وبقى صامتا فهتف محمود بزوجته :
-عاجبك ياست هانم الى ابنك عمله دا ياست هانم...اه ما أكيد حضرتك كنتى عارفه وساكته وسبتيه يفضحنى قدام الناس..
حاولت زينات التبرير لكن خالد سبقها بالحديث :
-امى متعرفش حاجه عن الموضوع دا أصل انا عملتها مفاجأه (قال اخر كلماته بسخريه)
لم يتحمل محمود الحديث اكثر من ذلك فذهب من امامهم وبعدما ذهب.. اندفعت شقيقته إلى أحضانه باكيه..
-خالد حبيبى متزعلش منى صدقنى كان غصب عنى أرجوك... ربت على كتفها بحنيه وهدوء ثم قال:
عارف وعلشان كده مش زعلان.. بس ياريت انتى متكونيش زعلانه لانى بوظت ليكي الحفله
-ردت عليه إيمان بسعاده : فداك مليون حفله.. انت متتصورش انا مبسوطه قد إيه علشان طلقة الحربايه دي.. وعلى و رغم انها مسافره بقالهافتره بس بردو بكرهها الحمدلله خلصنا منها.. دا انت خساره فيها... ثم توجهت ببصرها نحو تلك الواقفه بجوار أخيها صامته واجمه فى عالم غير العالم وقالت لها :
-اممممممم انا حاسه انى شوفتك قبل كده.. لم ترد عليها فقال زياد يذكر شقيقته:
فاكره لما اخدتك القاهره معايا وقابلنا واحد صاحبىوأخته.. هزت إيمان رأسها بإيجاب.. فأكمل هو: دىبقا آلاء اخته...
-اه علشان كده حاسه انى أعرفها....
*****
بينما فى الجانب الاخر كان عاصم غاضب للغايه بينما كان يريد ان يفاجأه هو بوجود شرين فاجأه خالد بأنه تزوج لكن الحق يقال بأنه احسن لااختيار... وعند هذه الفكره قرر العبث معه قليلا فأقترب منه وهمس بصوت خافض لا يسمعه إلا خالد :
-كنت عاورز أفاجأك تقوم مفاجأنى انت .. بصراحه ضربت معلم ..بس المرادى وقعت واقف والصراحه هيا تستاهل المجازفه... ثم أشار على آلاء.. هم خالد ان يسبه ويلقنه درسا لن ينساه لكن أوقفه عن صوت صراخ شقيقته بأسمه..
كانت تتحدث إيمان معها حتى تخرجها من حالتها تلك لكنها لم تكن تصغى لاي شئ ولأى احد لقد أكتفت لهذا الحد وهنا سمح عقلها للجسد بأن يأخذ أستراحه ويغيب فى عالم اللاوعى عسى ان يجد الجسد الراحه التى ينشدها وفجأه ودون سابق أنذار سقطت مغشيا عليها فصرخت إيمان بشقيقها كى يلحقها : خالد ألحق آلاء أغمى عليها .........
---------------------------------------
دا فصلين في بعض.... تعويض عن التأخير
ويهمني رأيكم.... و بلاش تم .......امممممم وكده يعنى
الفصل السابع والعشرين
********
-انسى الكلمه دى نهائى انا طلاق مش هطلق.... خرجت تلك الكلمات من فم خالد بصرامه شديده لعبدالرحمن الذى أتى بعدما علم منه ماحدث.... بعدما حاول مرار الاتصال بهم ليتساءل لمالم يأتو للان فأضطر خالد لاخباره ماحدث
-هتف عبدالرحمن بغضب : يعنى ايه مش هتطلقها ؟ خالد متخلناش نخسر بعض..
-وانتى مستغرب ليه انه مش عاوز يطلقها.. وبعدين انت صاحبه يعنى اكيد كنت عارف انه متجوز ورضيت بكده لاختك فامتتحمقش اوى كده.... هتف مصطفى بتلك الكلمات بغضب شديد... فشعر عبدالرحمن بالخزى من كلمات مصطفى فهو محق لكنه رد قائلا : انا وافقت علشان لقيت منها قبول هم ان يرد مصطفى عليه لكن هتف خالد قائلا:
-عبدالرحمن انت اكتر واحد عارفنى وعارف الموضوع حصل ازاى وليه وكمان عارف انى مش بحب الى أسمها شيرين دى...
-هتف عبدالرحمن بتصديق : عارف ومصدقك بس هيا مش عارفه .واحنا غلطنا لما خبينا عليها ومقولناش الحقيقه
- هتف مصطفى بسخريه :طيب ماتعرفنا احنا كمان يمكن نعذرك زيه كده
-ايوه ياخالد انا كمان نفسى اعرف ايه الى حصل وخلاك تتجوز شيرين وكمان تسيبها وتسافر بعدها علطول.. أتجوزتها ليه طالما مش بتحبها.. كان ذلك زياد الواقف معهم ايضا فجميعهم يقفون خارج الغرفه التى مازالت ترقدبها آلاءحتى الان ولم تستيقظ اثر المهدئ الذى اعطاه لها الطبيب... وزاد الرجاء من إيمان شقيقته وكان بجوارها عاصم الذى كانت ملامح وجهه غيرمباليه بما يحدث وكان ذلك الظاهر فقط اما من الداخل فأنه يحترق شوقا ليعرف...... رفع خالد بصره تجاه والدته الجالسه على الاريكه وتتطلع له بحنان وكأنها.تشجعه ان يقص عليهم.ماحدث ويرتاح من تلك الهموم التى تثقل صدره فزفر بقوه يخرج كل ما يعتمل بصدره و يشرد بما حدث معه من سنوات
------------------------------------
عاد من عمله مرهق يشعر وكأن عظامه مكسره من فرط تعبه وأرهاقه فقرر اخذ حمام دافئ يزيل عنه تعب اليوم عندما دلف للفيلا وجد النور مطفئ فعلم ان امه وأبيه قد ذهبا لزيارة احد اقاربهم كما اخبرته امه فى الصباح وللان لم يعودا كما كان زياد و إيمان فى إحدى الرحلات مع بعض الاصدقاء وسيعودا فى الغد ..ترك حقيبته وهاتفه على إحدى الطاولات و..صعد لاعلى ثم توجه لغرفته وقرر اخذ حمام دافئ كى يشعر بالانتعاش.. فتوجه للمرحاض.. وتحت المياه الدافئه شعر ببعض الاسترخاء و ان تعبه بدأ يزول لحظات وأنتهى فخرج من المرحاض وهو يرتدى برنس وكان يضع على رأسه منشفه يجفف بها شعره ازال المنشفه من على رأسه وفجأه تذكر خاتمه الذى نزعه اثناء الاستحمام فذهب للداخل ثانية حتى يجلب وبمجرد خروجه رأها امامه فى غرفته لايعلم متى دلفت ولما دلفت من الاساس... فهتف بآستغراب وأستنكار:
- انتى أزاى تدخلى أوضه واحد عازب ومن غير ما تخبطى كمان... واساسا إيه الى جابك هنا ماما وإيمان مش موجودين!
-ردت عليه بجرأة و هى تقترب منه برقه مصطنعه: اه ما انا عارفه ان طنط وإيمان مش موجودين علشان كده جيت...جيت علشانك يا حبيبى قالتها وهى تتلمس لحيته الناميه بعض الشئ وتناظر بواله وحب مصطنعين
أبتعد عنها خالد وهتف بحده : اطلعى بره أحسنلك وإياكى تيجى هنا مره تانيه
-ليه بس يا خالد انا بحبك وعاوزاك فيها إيه يعنى
فهم ماتقصده فقال بغضب : انتى مجنونه انتى ازاى تفكرى ان انا ممكن اعمل حاجه زى دى
-عادى يا حبيبى خليك متفتح متبقاش زى الناس الجهله... قالتها وهى تقف امامه وكانت المسافه بينهم معدومه تماما ووقفت على إطراف اصابعها مستغله صدمته مما تقول وهمت ان تقبله فتفاجأت بصفعه قويه على وجهه أسقطتها على الفراش ونزف فمها بعض الدماء أثر الصفعه تلك.. بصق خالد عليها وقال...
-عمرى ماكنت اتوقع انك بالسفاله دى انسانه رخيصه
هتفت هى بإنفعال وهى تتحسس أثر الصفعه : سافله ورخيصه علشان بحبك دا انا بعمل كل دا علشان تحس بياو بعدين فيها إيه يعنى
-صرخ خالد بغضب وعصبيه بسبب وقاحتها تلك : فيها انها حرام... وانا عمرى ماأغضب ربنا علشان واحده زيك.. وكمان انا مش بحبك وعمرى ما فكرت فيكى وعمرى ماأفكر أتجوز واحده رخيصه زيك كده وأتبع قوله بنظرة أستحقار لها
شعرت بإهانه من كلماته ونظراته وقررت الانتقام منه وفاقت من شرودها على صوت خالد
-بره أطلعى بره بيتى يا زباله.. ثم اخذها من يدها وأخرج من الغرفه فهتفت فيه بغضب ووعيد
-و حيات أمى يا خالد انا هعلمك أزاى ترفض حبى وإزاى تهنى بالشكل دا... اخذ خالد يستهزء بحديثها واثناء ذلك سمعت تلك الخبيثه انفتاح باب الفيلا ودخول أحدهم للداخل فإبتسمت بخبث ورفعت بصرها نحوه لتتأكد بإنه لم يسمع بالتأكيد فقررت الانتقام والان ..فأخذت تمزق ثيابها وتقوم بالعبث بشعرها وتمسح احمر الشفاه بعنف ..أندهش خالد من تلك الافعال ..اما هى فأستغلت صدمته مما تفعل وأخذت تصرخ بشده وقبل ان يستوعب الامر انطلقت إلى الاسفل تستنجد بإحدهم فاق خالد من صدمته تلك وأنطلق وراءها للاسفل وعندما وصل للاسفل وجدها فى أحضان والدته التى ترمقه بعتاب ولوم وأبيه يطالعه بعيون مليئه بالغضب والوعيد... فعلم لعبة تلك الحقيره وما قصدته بتهديدها وهم ليتكلم لكن عالجه والده بصفعه قويه دوى صوتها فى انحاء المنزل من شدتها...وقال بحسره :
-عمرى ماكنت اتصور انك تكون حقيره بالشكل دا
فصرخ خالد بأنفعال و
-معقول تصدقها دى واحده كذابه والله العظيم كذابه
- هتف محمود بعصبيه وغضب : ومنظرها دا كذب ومنظرك انت كمان دا كذب ثم اشاره على مايرتدى
-فرد هو مبررا : انا لابس كدا علشان كنت لسه خارج من الحمام واول ماخرجت لقيتها قدامى فى أوضتى و حاولت أمشيها مرضيتش تمشى فأخدتها من أيدها وطلعتها بره الاوضه وفجأه لقيتها قطعت هدومها ونزلت على تحت..
-والله و الروج الى على وشك دا كذب ووصلك أزاى ثم أشار على وجنتيه فوضع خالد يده على وجنته وبالفعل وجد أثار احمر شفاه لايعلم كيف وصل لوجهه... بالتأكيد فعلت هذا اثناء اقترابها منه فقال بغضب وهو يناظره بكره وشر :
-معرفش وصل ازاى بس الى اعرفه انى ماقربتلهاش ابدا ..هنا صرخت هى وقالت ببكاء مزيف : كذاب والله ياعمى هو أتصل بيا وقالى تعالى ماما عاوزاكى فى حاجه ضرورى ولما وصلت فتحلى هو وقالى ان طنط فوق فى أوضة فأنا طلعت بحسن نيه وأول لما دخلت قفل الباب علينا فضلت أصرخ علشان حد يلحقنى قالى ان مفيش حد هنا صوتى براحتك وبعدها قرب منى ومسك أيديا الاثنان ... فضلت اقاوم وأقاوم لحد ..... وهنا زادت فى البكاء حتى تجعلهم يصدقون الامر واكملت ذلك وهى تلطم على وجهها وتصرخ :
اهئ اهئ اهئ هقول لبابى إيه لما يشوفنى كده دا اكيد هيقتلنى.... اندهش خالد مما تقول تلك الحقيره وكيف قامت بتأليف تلك القصه فى دقائق يالها من كاذبه فضاق ذراعا مما تقول وأقترب منها وكانت عيونه تحولت لكتله من الدم بل اكتسبت عيونه براكين من اللهب شدها من ذراعها بقوه وقام بصفعها بقوه فجعلها تسقط أرضا وصرخ فيها قائلا :
-والله! بقا انا قولتلك تعالى ماما عاوزاكى ولما جيتى قولتلك انها فى أوضتى صح.. طيب لما هى فى أوضتى طلعتى ليه ليه مطلبتيش منى انى اقولها تنزل ها.. انسانه زباله وحقيره انا مش عارف ازاى قدرتى تألفى الحكايه دى فى ثوانى كده دا انتى أبليس يتعلم منك يا شيخة...
هتف به والده وقال : انت ازاى تضربها ...وبعدين مش هى الى زباله وحقيره انت الى انسان زباله وحقير وعديم رجوله ..ايه نسيت ان عندك اخت ما خفتش عليها ليحصلها زى ما انت عملت مع البنت كده...
-خالد بأنفعال وصوت عالى : انا مش عارف انتى مصدقها ازاى دى حربايه بتتلون بمية لون.. وبعدين ازاى تصدق ان انا ممكن اعمل كده
-مصدق لان كل حاجه بتدل انك عملت كده.. وبعدين احنا دخلنا بالصدفه ولقينا البنت بتحاول تهرب منك وانت بتجرى وراها تفسر دا بأيه...
رد خالد بأستهزاء : تفسره بأن هى الى دخلت أوضتى وحاولت تغرينى بس انا ماقبلتش انى اعمل حاجه حرام زى دى ..لانى عندى اخت واخاف عليها واخاف ليتردلى الى هعمله فيها ... لان انا عارف ان (داين تدان) علشان كده عمرى مااعمل كده.. بس الواضح انك عاوز تصدق ....ثم وجه بصره لوالدته الصامته لكن دموعها تنهمر على وجنتيها بشده
-ماما حضرتك مصدقه انى اعمل كده... لم ترد عليه والدته وانما ردت دموعها بدلا منها فسرها هو اتهام له فقال بمراره : حتى انتى يا امى تصدقى انى اعمل كده يا خساره بجد....
شعرت شيرين بأنهم من الممكن ان يتعاطفو معه فقامت مسرعه للمطبخ وعادت بعد ثوان تحمل سكينا كبيرا وتقول ببكاء : انا مش ممكن اعيش بعد الى حصلى دا ازاى اواجه الناس بعد الى حصلى وهقولى لبابى إيه بنتك حد اغتصبها..واكسر عينه واعيشه مزلول طول عمره... لا لايمكن استحمل يحصل لبابا كده انا هموت نفسى احسنلى... قالت ذلك ثم قامت بوضع السكين على عنقها ...
فزع محمود وزينات مما تفعل اما خالد لم يهتز به شعره واحده وظل واقفا مكانه يراقبها بجمود..
-قال محمود بهدوء وهو يحاول ان يقترب منها حتى ينزع منها السكين :
-يابنتى متعمليش فى نفسك كده حرام عليكى تموتى نفسك...وماتقلقيش محدش هيعرف حاجه من الى حصلت وأبوكى هيفضل رافع رأسه... وانا الى مرضهوش على بنتى مرضهوش علي بنات الناس علشان كده خالد هيتجوزك.. عندما سمعت تلك الجمله شعرت بداخلها بسعاده شديده بأن خطتها تسير بنجاح اما خالد فقال بغضب :
-استحاله اتجوزه واحده ...... اتبع قوله بعض الالفاظ النابيه ثم قال ببرود : وعلشان اثبتلكم انها كذابه انا هاخدها ونروح عند الدكتور يكشف عليها وساعتها هتعرفو انى ملمستهاش وانها واحده كذابه ...
خفق قلبها بقلق وخشيت ان يقتنعو بما قال فقال بصراخ وبكاء :
- عمى انتى وعدتنى ان محدش يعرف بالى حصل واكيد لما نروح للدكتور الخبر هينتشر وبابا هيعرف وهنتفضح أهئ اهئ اهئ اهئ
-رق محمود لبكائها وقال يعاتب ابنه : انت مجنون يا خالد انت عاوز تفضح البنت وتفضحنا.. انت عارف ان الصحافه ماهتصدق تمسك خبر علينا وتفضحنا...وبعدين فى بنت هاتدعى على نفسها بحاجه زى دى اتقى الله...
-خالد بزهول من ابيه : انت كل الى هامك الصحافه والناس! مش هامك ابنك ومش عاوز تصدقه لكن تصدق واحده زى دى عادى صح ؟
هتف محمود بأمر : هيا كل واحده. هتتجوزها يعنى هتتجوزها والموضوع دا هيتم فى خلال اسبوع بالكثير فاهم....
- شعرخالد بالاسف على حاله لان ابيه لا يثق به وما يشعره بالحزن انهم يصدقون تلك الحيه و يعتقدون بانه من الممكن ان يفعل ذلك... يا خساره بجد
-رد ببرود : مش هتجوزها وخليها تموت نفسها على الاقل نرتاح من خلقتها المقرفه
هتف محمود بشئ جعل الجميع يشعر بالصدمه والذهول :
-لو متجوزتهاش هموت نفسى قدامك و هتتحمل ذنب موتى وقهرت امك واخواتك ...لان انا مقدرش اعيش مزلول وعينى مكسوره فى اخر عمرى والناس تشاور عليا وتقول ابو المغتصب اهو.... نزلت الكلمات على أذن خالد بقساوه شديده ولم يتحمل الامر فأرتمى بجسده على الاريكه خلفه وقال من بين ذهوله : للدرجى دى انا حقير فى نظرك
تجاهل محمود حديثه وقال : قرارك إيه ؟
-نظر لوالدته المذهوله هى الاخرى فوجد فى عيونها نظره رجاء فاغمض عيناه لانه وجد بان لا مفر من الامر لانه ان لم يفعل سوف يخسر والده وهو اكثر من يعلم والده ويعلم بأنه من الممكن ان يفعلها فقال بألم :
- موافق
-شعرت شيرين بالانتصار... وشعر والده بالارتياح ...اما والدته فشعرت بالحزن لانها لاتستطيع ان تصدق ذلك على ابنها.... بين مراره الاولى.. والاحساس بالخذلان فى الثانيه... وفىالثالثه شعر بالحزن.. وكان هو بين هؤلاء تائهه لا يعرف ماذا يفعل او اي طريق يسلك... لكن بالنهاية قرر وانتهى الامر. فلقد سبق السيف العزل...
بعد مرور أسبوع كانت التجهيزات فيه تقام على قدم وساق من اجل عرس ابن احد اكبر رجال الاعمال بمصر دهش الجميع من ذلك الزواج بتلك السرعه حتى والد شيرين لكنهم عللو ذلك الامر بان الاثنين كانو يعشقون بعضهم البعض منذ سنوات وكانو يخفون الامر عنهم.. لذا لا يوجد ضرر او اندهاش ان تزوجو بتلك السرعه ...وكان خالد يتحلى بالبرود الشديد الشديد جدا ويتعامل مع الامر وكأنه ليس من سيتزوج فهو لم يتدخل فى اي شئ يتعلق بذلك العرس ..فبروده ذلك ما هو إلا قشره يخفى بها تلك النيران التى تشتعل فى صدره ..جاء يوم الفرح وكان خالد يتعامل بآليه تامه... لكن عندما وصلو للقاعة العرس كانت معاملته مختلفه تماما لها فمن يراهم يجزم بأنهم عاشقان لكن داخل الصدور لايعلمه إلا الله.. وتلك المعامله أدهشة شيرين بشده لكنها بذات الوقت أسعدتها ...انتهى الحفل وذهب العروسان للمنزل.. فأباه قد جهز لهم جناح( مكون من غرفتين وحمام ومطبخ صغير لاعداد المشروبات ) وحينما انغلق باب الجناح عليهم رمقها خالد بغضب فأبتلعت هى ريقها وقالت وهى تراه يقترب منها : خالد فى إيه مالك بتقرب كده ليه..
-رد بأستخفاف : فيها إيه لما ااقرب يعنى واحنا مش متجوزين قربنا من بعض تيجى واحنا متجوزين تعترضى
-ردت بأرتباك : ومين قال انك قربت لى اصلا
-خالد بصوت عالى غاضب وهو يصفعها على وجهها : أومال احنا اتجوزنا ليه ؟ وليه قولتى كده.. اخذ يصفعها صفعات متتاليه فقالت برجاء : خا.. ...لد ارجوك سبنى هموت
-ردى الاول ليه عملتى كده
-قالت بصوت متقطع وكادت روحها ان تزهق : علشان انا بحبك وكان لازم تكون ليا بأى طريقه... وعلشان انت اهنتنى وذلتنى ...عندما رأى وجهها تحول للون الازرق تركها على الفور فسقطت هى على الارض تحاول ان تتنفس من جديد ...*فقال هو بقرف منها وهو يبصق عليها :
-انسانه زباله ورخيصه.. ثم تركها وذهب للشرفه يفكر كيف ينتقم منها وبعد ساعات من التفكير هداه عقله لشئ واحد ألا وهو السفر لخارج البلاد وتركها هكذا معلقه لكنه اجل ذلك الامر لمده أسبوع...
وبعد شهر وليس أسبوع سافر خالد دون ان يشعر به احد. فقد.كان هناك بعض الامور حدثت معه فاخرته عن الموعد الذى حدده رحل وترك لهم كل شئ وقرر البدء من جديد فى بلاد غريبه.. رحل وترك لهم الاشاعات والاقاويل ...فكما يقولون الانتقام طبق من المفضل ان يقدم باردا وهكذا فعل هو معها جعلها تشعر بالانتصار وفجأه جعلها تدرك بأنه ماهو الا سراب...............
- قال خالد وهو ينظر للجميع ويترقب ردود افعالهم :
- ها يا جماعه حد عنده استفسارات تانيه
كان الجميع يشعر بالذهول ولم يستطع احد النطق لكن عاصم قال مستهزاء :
-وانت بقا عاوزنا نصدق الهبل دا
-رمقه خالد بغضب وقال : انت بالذات تخرس حسابك لسه جاى وبعد انا مطلبتش منك تصدق او متصدقش
-هتفت إيمان ومازالت الدهشه على وجهها : معقول حصل كل دا وانا معرفش وكنت عايشه فى البيت زى الهبله..
-شعر خالد بلقلق وخشى ان تكون شقيقته تصدق مثلهم : أيمان انتى مصدقه ان انا ممكن اعمل كده..
هزت رأسها بنفى قاطع وقالت بثقه : لا طبعا أستحاله أصدق حاجه زى دى اصلا لانى عارفه ان عمرك ما تعمل كده... وكمان عارفه ان شيرين حقيره وتقدر تعمل كده عادى.. أبتسم لها بحب اخويه لكنها اكملت قائله بإستغراب وتساؤل :
-بس انت ليه سافرت بعد شهر مش اسبوع زى ماقررت..
- اصل الشهر دا كان مليان بالمفاجأت وواضح ان الناس كانت بتحبنى اوى الصراحه (قالها اخر كلامه بسخريه)
قطبت جبينها بعدم فهم وقالت : يعنى إيه
-خالد بغضب وحزن مما حدث : فاكره عمر أخو عاصم... هزت رأسها بإيجاب وهم ليكمل كلامه فقاطعه عاصم صارخا :
-اسم اخويا ميجيش على لسانك يا حقير... تقتل القتيل وتمشى فى جنازته بصحيح...
لم يفهم خالد مقصده بتلك الجمله لكنه لن يبالى الان وهتف بصرامه : ياريت الكل يسمع للاخر وبعدين قررو.. صمت عاصم حتى يرى يقول ذلك الحقير من وجهة نظره...
-انا و عمر كنا اكتر من الاخوات لكن جت عليه فتره وبقا بيتصرف بغرابه شديده وبعدين عرفت انه بيشرب مخدرات (حشيش) حاولت امنعه وكان يوعدنى انه هيبطل وبالفعل بطل.. و للاسف بعدها بفتره ودا كان بعد جوازى بأسبوعين سمعنا خبر موته بجرعه زايده من المخدرات( أكتشفت انه بطل شرب الحشيش وبقا يشم بودره يعنى من سئ لاسوء.. ودى كانت صدمة عمرى... وبعدها بكام يوم علطول البوليس جه فتش الفيلا و اتهمنى بأنى بتاجر فى المخدرات ...هنا خرجت شهقه من فم إيمان تنم عن صدمه فهى كانت تعرف ان عمر قد مات بجرعه زائده من المخدرات لكنها لم تكن تعلم بأن أخاها قد اتهم ببيع تلك السموم..
-امتى حصل دا وأزاى انا معرفش ..رد خالد على سؤالها وهو يوجه بصره على احدهم ويناظره بغل وقال :
-هقولكم..
عاد مره اخرى يغوص بذاكرته فى ماضيه الموجع..
كان ذاهب ليوصل عائلته إلى فيلا عمه حتى يكون الجميع بجانب عاصم فى ذلك الوقت العصيب.. لم يكن يتوقع ان عمر من الممكن ان يفعل ذلك الامر ..أنه يشعر بالالم الشديد لفقدانه فهو كان اكثر من ابن عمه فهو كان صديقه رغم فرق العمر بينهم الذى لم يكن كبير لكن كانت هناك قواسم مشتركه بينهم فعمر كان قريب من خالد اكثر عاصم وذلك ما كان يغضب عاصم فهو كان يشعر بالغير من خالد...لا يعلم خالد مالذى جعل عمر يشرب مثل تلك السموم فهو يعترف بأنه فى الفتره الاخير كان بعيدا نوعا ما عنه وللحظ ايضا بان عمر لم يكن يحكى له شئ أيضا كما فى السابق وكلما سأله عن سر تغيره يتوتر ويعلل ذلك بأن ارهاق من العمل او انه يتخيل ذلك... حينها قرر خالد الصمت حتى يأتى هو ويخبره بنفسه.. لكن ليس كل مايتمناه المرء يدركه.. فهو قد أستيقظ على خبر موته المؤلم والذى اثر به كثير كما اخذ يؤنب حاله لأنه لم يكن ذلك الصديق الجيد فهو كان ينبغى عليه ان يحقق فى الامر وان لايترك صديقه لحاله حتى لو طلب هو ذلك.. لكن لن بما يفيد الندم الان... قام بتوصيل العائله للفيلا وهم ان يترجل هو الاخر من السياره لكن اتاه أتصال هاتفى جعله يتراجع عن فعل ذلك وبعدما هبطو من السياره أنطلق هو لوجهته ..
-انت بتقول إيه ؟
-بقولك جالنا بلاغ ان انت بتاجر فى المخدرات والى بلغ بيقول ان المخدرات دى موجوده فى البيت عندك حاليا
-أردف خالد بحيره وغضب : و دا مين ابن ال....... الى عمل كده
هتف به رفيقه عن طريق الهاتف : المتصل ماقالش أسمه .. خالدانت عشرة عمر وأنا لو مكنتش واثق فيك مكنتش قولتلك وحذرتك.. ياريت تلحق تفتش البيت كويس قبل ما البوليس يجى لان اكتر من كده مش هقدر أفيدك..
هتف خالد بإمتنان : ان مش عارف اشكرك أزاى جميلك دا هيفضل دين فى رقبتى ..بس مين ممكن يعمل كدا
-انت راجل أعمال مشهور وأكيد ليك اعداء
-خالد بحيره : اكيد ليا بس مين يقدر يدخل البيت ويحط حاجه زي دى فيه؟ ... عندما انهى خالد جملته كان قد وصل للفيلا فقال لصديقه عبر الهاتف : انا وصلت البيت اهو
-صديقه بهدوء : خالد اول ما تلاقيها رن عليا وانا هقولك تعمل إيه..
-حاضر.. سلام..
دخل خالد الفيلا وكان حائرا من اى مكان يبدا لكن فجأه تذكر ان البلاغ عنه هو فمن المؤكد انها فى مكتبه او غرفته كما تذكر امر أخر سيدله بسهوله عن هوية من دس له تلك الاشياء.. فصعد لغرفته بسرعه وبعدما دخل توجه ناحيه إحدى الزوايه بالغرفه ووقف امام إحدى شاشات العرض وأمسك جهاز التحكم وقام بفتح الشاشه واخذ يراجع ماحدث من أمس حتى اليوم... كان كل ما يحدث طبيعى جدا حتى شعر هو باليأس وان من الممكن ان يكون ذلك البلاغ ما هو إلابلاغ كاذب ليس إلا ..لكن فجأه جحظت عيناه وكادت تخرج من محجرهما.. وهو يرى احدهم يلج لداخل غرفته ويخرج من بين ثيابه كيس أسود اللون وقام بفتحه ليخرج منه مسحوق أبيض اللون ويبتسم بتشفى وقام بدسه بين ثيابه وخرج على الفور...وعلى مايبدو بأن ذلك الامر حدث منذ قليل مما يعنى وهو فى طريقه لبيت عاصم وما زاد غضبه وحزنه هو هوية ذلك الشخص الذى دسه له تلك السموم ترى لما فعل ذلك معه ياااااالله يكاد عقلى ينفجر من كثرة التفكير فاق من شروده على صوت الهاتف وكان المتصل صديقه
-أيوه يا خالد لقيت حاجه ؟
-رد خالد بغضب وحزن : اه لقيتها فى هدومى
-طيب الحمدلله انك لقيتها... بس بقا انا عندى فكره هقولك عليها
-تمام انا سامعك
اخذ صديقه يخبره عن ما سيفعله وبعدها اغلق الهاتف لكنه اخفى عن صديقه هوية من فعل ذلك
وبعد مرور بعض الوقت وجد خالد الشرطه امامه وأخذو يبحثون فى الفيلا وقلبوها رأسها على عقب حتى سأله احدهم عن غرفته فدلهم خالد عليها.. وبعد البحث لفتره وجد الضابط احدى الاكياس التى تحتوى على مسحوق أبيض فطالع خالد بقرف وقال : مخدرات
-ردخالد بثقه : المخدرات دى مش بتاعتى ومعرفش أزاى وصلت هنا
-هتف الضابط بسخريه : ماهو انت لما تيجى معانا على القسم هنعرف كلنا وصلت ازاى ..هاتو ثم امر أحدى امناء الشرطه الذين بصحبته ان يأتو بخالد..
فى إحدى اقسام البوليس اخذو يحققون مع خالد وذلك بعدما طلب منهم ان يتصل بمحاميه الذى حضر على الفور.. وبدء المحقق فى توجيه تهمة تجاره المخدرات والتى نفاها خالد بشده وهنا امر المحقق بحبسه لحين وصول تقرير الطب الشرعى
-المحقق بأسف : انا أسف ياخالد باشا مش هقدر أعملك حاجه ولازم نستنى تقرير الطبيب الشرعى علشان نتأكد أذا كانت دى مخدرات ولا لأ
-رد خالد بغضب حاول جاهدا لاخفائه : ولا يهمك لان انا واثق من نفسى.. بس ياريت الصحافه ماتخدش خبر بالموضوع لان حضرتك عارف انا مين وخبر زى دا ممكن يأثر على العيله و على شغلى أزاى..
-المحقق بتفهم : عارف طبعا.. ومتقلقش انا عملت كده فعلا... وفجأه وهم جالسون طرق احدهم الباب فسمح المحقق له بالدخول وماكان ذلك الشخص إلا محمود والده الذى دلف أولا وبعده زياد..
-انا محمود البحيرى والد خالد ممكن اعرف فيه أيه
-المحقق بهدوء : غنى عن التعريف يا فندم .ياريت حضرتك تتفضل تقعد..
جلس محمود وزياد وقص عليهم المحقق ما حدث فطلب محمود منه ان يتركهم مع خالد قليلا فوافق هو بمنحهم عشر دقائق ليس إلا وحينما خرج
-إيه الى بيقوله الظابط دا يا خالد
-خالد بضيق : كذب يا بابا واضح ان الموضوع دا فى حد مدبره ليا
-والله كذب.. والمخدرات الى لقوها فى دولابك كذب بردو.. انا مش عارف هلاقيها منين ولا منين... واحد يموت بمخدرات والتانى بيتاجر فيها..
-ردخالد بغضب : لوسمحت يابابا انا مش بتاجر فى الزفت دا.. وبعدين احنا مستنين تقرير الطب الشرعى والى هيثبت كلامى ان شاء الله.. وبعدين انت أزاى تشك فيا ولا دا كمان موضوع شيرين للدرجه دى مش واثق فى تربيتك ..ولا انت مش عارف السوق ولى بيحصل فيه وبالتأكيد واحد من اعدائنا ليه يد فى كده وهعرفه ان شاء الله
- رد محمود بحسم : لما الموضوع دا يخلص لينا قاعده مع بعض ان شاء الله...
-زياد بتهدائه: اهدو يا جماعه ان شاء الله التقرير يثبت ان دى مش مخدرات
هتف محمود بتأمين : ان شاء الله متكونش كده يارب.... ذهب محمود و زياد بعدما طلب منهم خالد بعدم اخبار اى احد عن ذلك وخاصه والدته وشقيقته... وأمر المحقق بأخذ خالد إلى احدى المكاتب ليبيت فيها حتى وصول تقرير الطب الشرعى
-فهتف خالد بإمتنان : شكرا
-المحقق : العفو يا باشا وبعدين مش معقول أسيبك تقعد وسط المسجلين خطر والحراميه والناس دى مهما كان وانا منأكد انك هتخرج منها ان شاء الله
-ان شاء الله... ثم تركه الضابط ورحل بعد ان أغلق الباب بالمفتاح عليه
وجلس هو يفكر وأكثر ما يؤلمه هو شعوره بعدم ثقة والده به ...
و بعد مرور يومان وصل تقرير الطب الشرعى
-هتف الظابط بهدوء شديد : التقرير الى قدامى بيقول المخدرات الى اتمسكت عندك طلعت مش مخدرات وأنها دقيق.. واضح انه كان فى حد حابب يهزر معاك هزار تقيل شويه
-جز خالد على اسنانه بغضب وعصبيه وقال : واضح جدا
بعدها امرالضابط بإخلاء سبيله نظرا لعدم وجود ما يدينه..
وحينما خرج خارج القسم وجد أباه وزياد وعاصم منتظرينه فتوجه نحوهم وهتف زياد بسعاده قائلا وهو يحتضن شقيفه :
- الف مبروك ياخالد كنت متأكد انك لا يمكن تعمل كده.. بادله خالد الاحتضان وقال :
-الله يبارك فيك يازيزو ...انا كمان كنت متأكد من برأتى. واضح ان فى حد كان عاوز يهزر معايا هزار تقيل بس معرفش .. هنا هتف عاصم بشرود : واضح كده فعلا ..بس قولى عرفت مين الى عمل كده
-ردعليه خالد بغموض : مسيره اعرفه مهما طال الزمن
هنا هتف محمود : مبروك يابنى.. انا كنت متأكد انك لايمكن تعمل كده... وبعدين احنا لازم ندور على الى عمل كده.. ولازم نكثف الحراسه على البيت علشان نمنع الى حصل دا انه يحصل تانى.. يلا بقا نمشى علشان والدتك قلقانه عليك جدا..
-هتف خالد بعتاب : بردو قولتلها يا بابا
-رد محمود موضحا : انا مقولتلهاش حاجه دى هيا سمعتنا واحنا بنتكلم انا وزياد فى المكتب
-طيب يلا بينا علشان نطمنها وكمان محتاج انام شويه..ثم تساءل قائلا : بابا هيا شيرين كمان عرفت ؟
-رد محمود بنفى : لأ لا هيا ولا إيمان.. محبتش اقلقهم وقولتلها انك مسافر كام يوم فى شغل فهيا أستأذنتنى تروح تقعد يومين عند باباها فوافقت علشان متحسش بحاجه وتقلق
- هتف خالد فى نفسه بسخريه : لا وهيا بتقلق أوى الصراحه... ربنا يربحنى منها.. ثم ذهبو جميعا الى المنزل وأخذت زينات تقبل ولدها فرحه بعودته سالما واخذت تحمد الله على ذلك ودموع فرحتها تسبقها..
-قال خالد بحنان وهو يمسح دموع والدته : خلاص يا ست الكل بلاش دموع ما انا هو قدامك سليم ومفيش حاجه
-ردت زينات بحب : الحمدلله يا بنى انك بخير انا كنت هتجنن لما عرفت
-هتف خالد مسرعا : بعد الشر عليكى يا حبيبتى
-ردت زينات بهدوء : روح يا حبيبى أرتاح شويه لحد ما الغداه يجهز
-قال خالد نافيا : لأ مش عاوز اكل انا عاوز انام وياريت محدش يصحينى لحد ما أقوم انا لوحدى
-بس يابنى ماينفعش كده انت مش شايف نفسك خسيت أزاى
-معلش يا ماما انا تعبان ولما أقوم هاكل
-حاضر يا حبيبى زى ما تحب ...ثم تركهه خالد وصعد لغرفته وبمجرد ما لامس الفراش حتى ذهب فى سبات عميق حتى ساعه متأخره من الليل فقد كانت الساعه قاربت الواحده صباحا.. فنزل خالد لاسفل ووجد الجميع نيام فقرر عمل فنجان من القهوه حتى يزيل ذاك الصداع الذى يفتك برأسه وبعدما أعده صعد مره أخرى لغرفته.. وأخذ يفكر لما يفعل ذلك الشخص ذلك به وكيف اتته الجرأه لفعل ذلك.. هل من الممكن ان يكون قد فعل له شئ دون ان يدرى اخذ.يعصر رأسه من التفكير لكن لا يوجد سبب لفعل ذلك .. تعب من كثرة التفكير فى الامر وفجأه جائت فى رأسه فكره إلا وهيا ترك البيت والسفر للخارج فهو قد فاض به الكيل من كل ماحوله وكل من يعرفهم وان ترك لنفسه العنان لأحرقهم أحياء دون شفقه او رحمه.. وفى الصباح اليوم التالى قام خالد بحجز تذكرة سفره للولايات المتحده الامريكيه فهو قد قرر بدء حياة جديده هناك وبالفعل وفى المساء بعدما نام الجميع ذهب خالد دون وداع حتى والدته لانه لو قام بفعل ذلك لجعلته يغير رأيه على الفور فهو يضعف امام دموع والدته الحبيبه.. كما انه رأى ان سفره ذلك عقاب لشيرين على فعلتها معه وتركها هكذا (زى البيت الوقف) كما يقولون وعقاب لابيه لانه لم يثق به
---------------فاق من ذكرياته على تساؤل مصطفى
-طيب طالما انت حاطط كاميرات فى الاوضه بتاعتك يبقى أكيد الكاميرات دى صورت الى حصل معاك انت وشيرين صح ؟
-هتف خالد بتأكيد : صح
-رد مصطفى بحيره : طيب ليه مورتهوش لوالدك علشان تثبت صحة كلامك
- رد خالدبحسم : لانه ماكانش واثق فيا.. انا لو حسيت ولو بنسبه 50فى.الميه ان واثق فيا كنت واريته الفيديو لكن هو كأنه ماصدق دا وكمان دا كان عقاب لشيرين
-طب انت مكنتش خايف لشيرين تعاقبك هيا كمان وتخونك لانك سبتها
-هتف خالد بصرامه وثقه : ما كنتش تقدر ل تعمل كده.. كمان انا كنت حاطط عينى عليها ورجالتى كانو بيراقبوها فى كل مكان تروحو ولو كانت بس فكرت تعمل كده كنت دبحتها
-هتفت إيمان بتساؤل : طيب انت بكده عاقبت بابا وشيرين فاضل الشخص الى حطلك المخدرات عملت معاه إيه و ليه مبلغتش عنه البوليس ووريتهم الفيديو
-خالد وهو ينظر لاحدهم : رغم انه واطى وزباله إلا انى معملتش زيه
-هتف مصطفى بتساؤل : طيب هو ليه يتعب نفسه ويحط دقيق ليه محطتش مخدرات حقيقه إلا اذا كان عاوز يعملك شوشره وبس
-مين قالك انه دقيق.. دا كان فعلا حاطط مخدرات و الظابط صاحبي هو الى قالى ابدل المخدرات بدقيق علشان اخلى الى عمل كده يفكر انه نجح ويفرح ولو فتره قليله بده وكمان علشان نقدر نكشفه ..وهو كان فاكر انى معرفوش علشان كده اقتراح عليا اعمل كده وانا عجبتنى الفكره انى امنح الخاسر شعور الانتصار وبعدين أسحبو منه تانى
- قولنا بقا هو مين؟ وهل هو شخص نعرفه (قالتها إيمان بتساؤل)
-أبتسم خالد بثقه وقال وهو ينظر له ويراه يتصبب عرقا والقلق قد بلغ منه مبلغه : تعرفو جدا جدا وكمان هو واقف معانا ....دهش الجميع مما يقال وهنا خرج صوت احدهم متوتر : عن أذنكم يا جماعه انا مضطر أمشى وهم ليذهب لكن أوقفه صوت خالد الهازء :
-ليه مش عارز تعرف مين الى عمل كده.. وقبل ان يرد عليه هتفت إيمان بشك بعدما شعرت بأنها علمت هواية الفاعل :قول يا خالد مين الى عمل كده
-نظر لها بحزن لكنه قال بغضب ظهر فى صوته بوضوح: عاصم
بكلمه واحده اسكت الجميع وأدخلهم فى حاله من الصدمه والذهول
-عاصم! تلك الكلمه هتف بها محمود والده الذى كان يتابعهم من البدايه دون أن يروه وأستمع من البداية لكل ماقيل وصدم بالفعل لكن صدمته أشتدت عندما علم هوية من كان يريد أدخال ولده السجن وهنا يأتى السؤال لماذا فعل عاصم ذلك الامر لما يكرهه لتلك الدرجه... شعر هو كم ظلم ولده وبالفعل لم يثق به كما قال خالد له وندم بشده...
-هتف خالد بسخريه : اه.. مالكم مصدومين ليه.. ثم وجه حديثه لأباه : مش هو دا الابن المفضل عندك والى بتثق فيه وأنا الوحش الكذاب.. ياريت تسأله بقا هو عمل كده ليه... لم يتحمل عاصم الوقوف اكتر من ذلك فالجميع ينظرون له بصدمه لكن هناك نظرتان قامو بدبحو النظره الاولى لمحمود فهو لاول مره يرى فى عيناه خذلان وعتاب وكسره وهو الذى رباه كأبنه تماما ولم يفضل بينه وبين أبنائه بل العكس فهو فى اغلب الاوقات كان يفضله عليهم ...والنظره الثانيه كانت لإيمان لم يستطتع تفسرها تماما فهىكانت تحمل العديد من الاشياء لكنه أستطاع تفسير احدهم وكان من بينهم البغض والكره الذى ظهر فجأه على وجهها ..لا لا لن يستطتيع تحمل تلك النظره منها خاصا وهى حبيبته نعم هو يعترف بذلك فأنه يعشقها منذ الصغر ولم يصرح بذلك لاى شخص حتى شعر ان الوقت قد حان ليعترف لها لكن ها قد آتى خالد وهدم كل شئ... لكن لا لن يتحمل اللوم وحده فخالد كان له اليد الاولى فى ذلك..
صرخ بهم فىانفعال وغضب : مالكم كلكم بتبصولى كده ليه... ايوه انا الى حطتلو المخدرات وكنت عاوزه يتسجن..
-هتف محمود بعصبيه : ليه تعمل كده ! إيه السبب ؟
-رد عاصم بغضب وها هو يفتح قلبه للمره الاولى : ﻻنه كان السبب فى موت عمر أخويا وبسببه اخويا أتقهر ومات بحسرته
-هتف خالد مذهولا : انا! طب أزاى
-صرخ عاصم به ساخرا : إيوه أستعبط أستعبط ...عمر كان بيحب شيرين بقاله فتره كبيره لكن هيا ماكنتش شايف غيرك..هو صرح لها بحبه لكن هيا صدمته وقالتله انها بتحبك وعمرها ما هتفكر فيه ولا تبصله وقالتله انه شخص تافه ومايتقارنش بيك وفضلت تقوله كلام كتير لدرجة انه شعر انه شخص تافه زي ماهيا قالتله وهو علشان بيحبك اكتر منى انا شخصيا سكت ومقالكش وكتم فى نفسه ..لكنه دمر نفسه بشربه للمخدرات فى البدايه الحشيش.. لكن لما أن انت هتتجوز شيرين مقدرش يستحمل خاصا لما شيرين بعتتله صور رومانسيه جدا ليك انت وهيا ومعاها دعوة الفرح و زى مابيقوله دى كانت القشه الى قسمة ضهر البعير ففضل يشرب فى المخدرات لحد ما فى يوم اخد جرعه زايده ومات .. وأنا مقدرتش أستحمل موت أخويا خاصة بالطريقه دى وقررت أنتقم منك بنفس الشئ الى مات هو بيه وحطتلك المخدرات... أنهى كلامه ودموعه تسيل على وجهه بغراره وهو يسترجع مظهر أخيه و روحه قد فاضت إلى بارئها ومات على معصيه كتلك ..يشعر بالالم والمراره فى حلقه وكأنه قد مات الان فهو كان يعتبره مثل أبنه وليس اخاه
شلت الصدمه ألسنتهم جميعا لكن خالد هتف بشرود والحزن واضح على محياه : طيب لما انت عارف كده ليه مقولتليش ليه... وبعدين انا أساسا اكتر واحد بكره شيرين هو كان عارف دا.... لكنه هتف فجأه وهو يحدث نفسه بصوت مسموع : معقول كان مفكرنى بضحك عليه وبقوله كده بس علشان أكره فيها وأتجوزها انا ....
-رد عاصم بنبره باكيه وقد تلاشت قوته مع تذكره لاخيه الحبيب: انا مكنتش أعرف اى حاجه الى لما مات لقيته كاتب جواب بكل الكلام الى انا قولته دا وقد إيه كان بيعشق شيرين
هنا هتف خالد بأتهام لابيه : انت السبب فى موته... يعنى لو كنت صدقتنى ساعتها كان زمان عمر دلوقتى عايش بينا ومتجوز الى بيحبها.. الى هيا نفسها مقدرتش حبه ....والله العظيم ما هسيبها تتهنى بحياتها والست سنين الى سبتها متعلقه فيهم مش كفايه..
- لأ دا حق أخويا انا وانا الى هاخده ...(هتف عاصم بها فى غضب)
رد عليه خالد ساخرا : عاوز تنتقم منها طب أزاى وانت الى جايبها الفرح النهارده ..كفايه عليك مره واحده و هيا انك انتقمت من الشخص الغلط المره الى فاتت
-صرخ عاصم به: انا جبتها هنا علشان عارف انها بتكرهك لانك سبتها بعد جوازكم بشهر ومحدش كان عارف مكانك وكمان لما سبتها كده عرفت انك مش بتحبها لكنك برضو فضلت فى نظرى قاتل أخويا فقولت أستفيد انى اوقعكم فى بعض وكمان لو طلبت منها أى شئ علشان تنتقم منك كانت هتنفذو علطول وانا عارف انك مش بتطقينى وكنت عاوز تفكرش جوازى من إيمان فقولت ألهيك بيها لحد ماالحفله تخلص ....
- هتف خالد بغضب :برافو هايل يافنان تفكير شياطين بجد
-رد عاصم بنفاذ صبر : خالد بلاش سخريه لوسمحت ..انا كل الى عملته دا وانا معرفش الحقيقه ...كان انتقامى عامينى ...
هنا خرج صوتها مبحوح وضعيف : ويا ترى انا كمان كنت جزء من أنتقامك دا
نظر لها وجد الضعف والحزن مرسوم على وجهها بوضوح فهتف بصدق لاول مره : لا انا عمرى ما فكرت أخدك بذنب أي حد تانى وكمان انا مقدرش انتقم منك انتى بالذات علشان بحبك
نظرت له عند تصريحه ذلك وعندما وجد أستجابه أكمل قائلا : أيوه والله العظيم بحبك من زمان أوى كمان وفضلت مستنى الوقت المناسب علشان أطلبك من عمى..
كانت تتصارع مع قلبها وعقلها لاتعرف أتسامحه لانه كان ضحيه أعتقادته وأفكاره ام تكرهه لانه كاد ان يتسبب بسجن شقيقها لولا أنجاه الله من ذلك الفخ .. كانت حائره بالفعل وهمت لتنطلقت لغرفتها مسرعه حتى تحتمى بها لكن قبل ذلك قالت كلمه وقف لها قلب عاصم..
- طلقنى.. وقبل ان يستوعب عاصم أسرعت هيا إلى غرفتها.. فتهاوى هو على الاريكه ووضع رأسه بين يده والحزن والغضب والضيق والالم كانو جميعا يتسارعون داخل.. لا يعلم ماذا يفعل حتى يجعلها تتراجع عن قرارها ذلك.. شعر محمود بأنه السبب بكل ماحدث ..فجلس بجواره وربت على كتفه وكأن عاصم كان ينتظر تلك الفعله فأنطلق لحضنه وشرع فى البكاء الذى حبسه لسنوات هاهو الان يسمح له بالخروج دون خجل.. أستقبله حضن محمود بحنان رغم انه يشعر بالغضب منه وهتف بعتاب وندم :
-اناأسف يا بنى انا السبب لو كنت صدقت خالد مكنش حصل كل دا.. وانت كمان لازم تعتذر لخالد على الى عملته معاه دا كان ها يوديه فى داهيه لولا ستر ربنا. وان شاء الله هحاول أصلح كل شئ..
رد عاصم بصوت مبحوح من آثر البكاء : بس إيمان عاوزه تسيبنى يا عمى
- متقلقش إن شاء الله هتسامحك ...أمن عاصم على دعائه قائلا : اللهم امين
شعر خالد بالغيره من عاصم فى ذلك الوقت فبدلا من ان يحتضنه والده ويخبره كم كان مخطئ بحقه هاهو يحتضن عاصم ويشد من أذره بدلا منه... شعرت زينات بما يدور فى خلد ولدها فقامت ناحيته وأحتضنته على الفور وهتفت بصوت أمومى حانى وهى تربت على ظهره بحنان : عمرى ما صدقت انك تعمل حاجه زى أبدا و دايما قلبى كان بيقولى خليكى واثقه فى تربيتك ليه لانه عمره ما خذلك ابدا.. و عاوزاك تفهم حاجه مش معنى انى كنت ساكته يبقى كنت مصدقه الى أتقال عليك.. سامحنى يبنى انا بعترف ان سكوتى دا كان غلط....
-أبتعد خالد عنها قليلا ثم قبل يدها بحب وقال :
-رغم انى كنت زعلان من سكوتك بس كنت واثق انك مصدقانى....ثم هتف بمرح نوع ما : وبعدين حد يزعل من القمر دا برضو
كان محمود يشعر بالخجل من ولده ولايعرف كيف يواجهه بعد كل ماحدث لكنه قال بشئ من المزاح :
-انت بتعاكس مراتى وانا قاعد يا ولد
-ابتسم خالد أبتسامه باهته وهم ان يرد لكن أوقفه صوت سقوط شئ ما بداخل الغرفه التى ترقد بها حبيبته فأسرع على الفور ووراءه مصطفى وعبدالرحمن ويتبعهم زينات ومحمود وعاصم
----------------------------
يجلس على فراشه يسترجع ذكريات صباح ذاك اليوم عندما جلس مع تلك الطبيبه التى حركت شئ ما داخله لا يعرف ماهيته اخذ يتذكر تلقائيتها فى الحديث وكأنها كانت تنتظر ان يسألها احد حتى تتخلص من ذلك الامر الذى يجثو على صدرها بقوه ... بعدما طلب لها عصير الليمون تنحنح قائلا-
-لو مش هضايقك بسؤالى.. ممكن أعرف هو عاوز إيه منك بعد ما أطلقتو ؟
-هتفت بتلقائيه : عاوزنى أرجعلو وأعيش خدامه تحت رجليه زى ماكنت قبل كده ويقعد يضرب ويهين فيا زى ما هو عاوز ومحدش يحاسبه وفى الاخر يقعد يعتذر منى بعد كل مره يعمل كده
-هتف بضيق : طب وفين اهلك أزاى يسمحولو يعمل فيكى كده !
ردت ساخره : اهلى... ههههه اهلى دول هما السبب فى المعاناه الى عيشتها.. انا والدتى متوفيه وبابا أتجوز بعد ماما اتوفت علطول والى عرفته بعدها انهم كانو بيحبو بعض من زمان بس فى ظروف منعتهم يتجوز.. المهم مرات أبويا دى مبتخلفش.. وبدل ما تعتبرنى انا وأخويا ولادها اعتبرتنا أعدائها وكانت بتسلط بابا علينا وكان دايما يضربنا و جه يوم كنا رايحين المدرسه انا كنت فى ثالثه ثانوى واخويا فى اولى ثانوى المهم طلبنا مصروف من بابا فهو صدمنا بأنه كفايه تعليم لحد كده وانه مش هيقدر يتحمل مصاريفنا احنا الاثنين اكتر من كده.. انا كان حلمى اكون دكتوره وأخويا كان نفسه يدخل هندسه ...حاولنا مع باباه كثير وهو كان رافض جدا لحد ما اخويا اقنعه انه يسبنى انا اكمل تعليمى وهو الى هيسيب المدرسه وهيشتغل ويساعدو وافق وقالنا انه هيسبنى أكمل ورغم انى كنت رافضه انى احقق حلمى على حساب حلمه هو لكن هو اصر انى انا اكمل وقالى ان دا هيخليه سعيد فوافقت...وقبل الامتحانات بشهر جه بابا قالى انى لازم أسيب الدراسه علشان أساعد مراته فى شغل البيت لانها تعبانه فرفضت لانها ولا تعبانه ولاحاجه ودى ماهى الاحجه علشان تخلينى أسيب المدرسه ولما رفضت رجع تانى قالى انى لازم أسيب المدرسه فضلت اعيط وأترجاه وأبوس أيده وأيد مراته وكنت شايفه الشماته والكره فى عيونها ليا كانت بستمتع بعذابى وفى النهايه وافقت انى أساعدها فى شغل البيت بالاضافه لانى اشتغل كمان علشان اجيب مصاريف دروسى ودا كانت شرطها هيا وبابا وافق على كده.. اى حاجه هيا تقولها لازم يبنفذهلها علطول.. مكانش ليا إلا اخويا كنا بنشكى لبعض اخر الليل همومنا وآلامنا ..جت فترةالامتحانات ...وكنت بحاول على قد ماأقدر أنى اتجنبها علشان متعمليش مشاكل والامتحانات تعدى على خير وهيا ماشاء الله كانت بتتفنن أزاى تضيعلى وقتى فى حاجات تافه علشان تخلينى مذاكرش.لكن بفضل الله ورغم الساعات القليله الى كنت بذاكرها قدرت اجيب مجموع كلية طب واحقق حلمى انا وأخويا... ومن فرحتى بعد ماشوفت النتيجه قولت اول واحد لازم أفرحه هو اخويا رجعت البيت لكن أتصدمت صدمة عمرى ويوم فرحتى أتحول من فرح لحزن شديد ومؤلم بشده ...
هتف حازم بحنان وهدوء حينما رأى دموعها المنهمره على وجهها وأرتجافتها الشديده : طيب أهدى خلاص بلاش تكملى لو هتتعبى...
-ردت بشرود وبكاء: لأ انا هكون كويسه لما أحكى انا نفسى اخرج الى جوايا من زمان...
أخويا الوحيد الى مليش غير فى الدنيا دى مات وسبنى لوحدى من غير سند ولا ضهر ومن قهرتى وحزنى عليه قعدت فتره مبتكلمش...وبعدين قررت انى لازم احقق حلمه لازم اخليه يفتخر بيا حتى لو ميت أكيد هيحس بيا ماهو انا مليش غيره يفرح لفرحى ويحزن لحزنى فكنت كل تقدير كويس اجيبه أروح أزوره فى المدافن وأقوله وأتكلم معاه بالساعات وبعدين أروح.ولما كنت اعمل كده كنت بحس بفرحه كبيره ...المهم تعدى الايام ويبدأ زى اي بنت يجيلى عرسان ورغم انى كنت رافضه الموضوع دا من جوايا إلا انى كنت شيفاه طوق نجاه ليا من بابا ومراته لكن بابا كان بيرفضهم بحجة انه مش معاه يجهزنى زى اى بنت وقالى بالحرف (انا مستنى الى يجى ياخدك من غير ما أدفع ولا مليم حتى لو جوزتك وانتى عندك أربعين سنه ميهمنيش المهم عندى مخسرش فلوسى) وعدت الايام وخلصت دراستى الحمدلله وبعدها بفتره سمعت بابا ومراته بيتكلمو وبيضحكو وعرفت من كلامهم ان مامه ماتت من حسرتهاوقهرتها بسبب مراته دى أتصدمت معرفتش اعمل إيه دول ناس شياطين بس للاسف معنديش مكان تانى أروحله بعدها بكام يوم جه العريس الغنى الى هياخدنى من غير اى جهاز زى الى بابا كان مستنيه قررت انى أوافق وأرحم نفسى من الجحيم دا بس مع الاسف خرجت من جحيم لجحيم أكبر ...وأكتشفت بعد الجواز بفتره أنه بيسكر وبيعرف بنات وبلاوى تانيه كتير ولما كنت بواجهه كان يفضل يضرب فيا ومايسبنيش الا لما يغمى عليا وبعدين يعتذر منى ويوعدنى انه مش هيعمل كده تانى..لكن كل مره كان بيخلف وعده. ومره من المرات الى ضربنى فيهم أكتشفت انى حامل والجنين نزل بسبب الضرب ولما روحت المستشفى كانت الدكتوره الى بتكشف عليا كانت معايا فى الكليه لما شوفتها كأنى شوفت حبل النجاه الى هينقظنى من الموت حكيت ليها كل حاجه وقررت تساعدنى ورفعت قضية طلاق وبالتقارير الى معايا قدرت انى اطلق منه وقبل ماأعمل كل دا كنت أستلمت الشغل هنا وقدرت ااجر شقه أقعد فيها ومحدش كان عارف مكانى ومر كام شهر كنت مرتاحه فيهم من المشاكل والقرف بس أديه قدر يوصل لمكانى وانا مش عارفه هعمل إيه...
-تنهد بقوه ثم قال وهو يشعر بالشفقه عليها : ياااااااه كل دا شايلاه جواكى انتى بجد جبل ...ولو حاول يأذيكى بأي شكل من الاشكال قوليلى وانا هعلمه الادب
-ردت بتوتر : شكرا ليك يادكتور كفايه انى تعبت دماغك بحكايتى... انا مش عارفه ازاى اتكلمت معاك أزاى بس كل الى اعرفه انى أرتحت لحضرتك... بس ممكن طلب يادكتور
-رد حازم بهدوء : أتفضلى طبعا..
-ممكن كل الى قولتهولك محدش يعرفه أعتبرنى محكيتش حاجه خالص ولا كأنك سمعتنى ..
-هز رأسه بإيجاب وقال بهدوء : من غير ماتقولى يادكتوره سرك فى بير.. بس أوعدينى لو الحيوان دا أتعرضلك تانى تقوليلى ..اعتبرينى اخوكى
-هزت رأسها بإيجاب وقالت : أوعدك.. واكيد طبعا ليا الشرف ان حضرتك تكون أخويا ...بس طالما انت عرفت كل حاجه..يبقى لازم تعرف مرات بابا دى تبقى مين.... نظر لها بعينيه يحسها على الكلام فهتفت بمراره و بما جعله يعجز عن الكلام : مرات بابا تكون خالتى اخت أمى ..ثم تركته وذهبت دون ان تنتظر رد
اما هو فهتف بذهول : معقول خالتها وتعمل فيها كل دا ! خالتها الى كان المفروض تكون.فى مقام أمها طيب وانت مستغرب ليه أذا كان أبوها نفسه عمل كده جت على خالتها.... أستغفر الله العظيم يارب
-عاد من شروده وقد قرر فعل أمر ما ويتمنىمن الله ان يكون هو القرار الصحيح.. وحينما وصل لذلك ذهب لوالدته حتى يخبرها ماتوصل له ...
*********************
أسرعو جميعا للغرفه ليرو مايحدث وكان اول من دخل الغرفه خالد فوجدها تجلس على الفراش وتضم ساقيها لصدرها و دموعها تسيل والصمت حليفها ظل ينظر لها بحزن وقال : آلاء انا أسف بس لما تعرفى الى حصل وخلانى اخبى عليكى هتسامحينى ان شاء الله.. وانتى وعدتينى تسمعينى صح
-ردت بجمود : سمعت كل حاجه قولتها
سعد هو انها علمت الحقيقه وانها لن تتركه لكن شعر فجأه باليأس حينما رأى جمودها هذا وقال بترقب :
- وسامحتينى ؟
-ردت ببرود قاتل : انا لما وعدتك أسمعك ماوعدتكش ان أسامح صح
-ردخالد بغضب من برودها ذلك وقال: بس اكيد عرفتى انى مظلوم صح
-قالت آلاء بحزن : و انت وعدتنى متخونش ثقتى فيك وكنت عارف اكتر حاجه بتوجعنى وعملتها... لو كنت صارحتنى من الاول كان الوضع اختلف
-يعنى إيه ؟ وقبل ان ترد عليه وجدو من يطرقون الباب عليهم فأخبرها خالد بأن تضع الحجاب على رأسها لانه من ا?
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق