رواية لم يفت الأوان بعد كامله بقلم نرمين قدرى
رواية لم يفت الأوان بعد كامله بقلم نرمين قدرى
الفصل الاول
القطار المتهادي على سكته الحديديه كان يسير بتواتر رتيب يتناغم مع افكار اسيل التي اخذت تشعر بالتعب والارهاق من اجراء الرحله الطويله هذه
و التي تنفست الصعداء حين وصل القطار اخيرا الى مدينه الصعيد الجواني وبالأخص مدينة قنا
تناولت اسيل حقيبتها الصغيره من الرف المخصص للحقائب لم تكن واثقه تماما لماذا اتت او حتى ما هو شعورها اتجاه عمتها التي ربتها منذ كانت اسيل في السنه الاولى من عمرها وبعد مصرع والدتها بحادث سير مروع
باااااك
الاتصال التي قامت به اسيل منذو اسبوع الى سرايه مهران حيث تعمل عمتها كمدبره منزل كان مختصرا ومباشرا ولحسن الحظ من رد على اتصالها كان شخصا غريبا تماما عرفها عن نفسه باسم محمد رئيس الخدم اعلنت اسيل عن هويتها كان محمد اكثر من متحمس لاعطائها المعلومات التي تريدها عمتها كما عرفت كانت في المستشفى في قسم العنايه المركزه انها بجلطة قلبية قال محمد بلهجته الصعيديه المميزه التي اثارت الحنين العميق داخل اسيل واكمل هي :
-هي كانت طول الوقت بتنادي على اسمك المسكينه كانت هتموت وكان نفسها تشوفك بس انا شايف من الافضل ان يشرح ليكي الباشمهندس نور حاله عمتك بالظبط هو اللي كان بيرعاها طول فتره تعبها واقامتها في المستشفى
قطعته اسيل معترضه :
لا لا لا لا لا لا لا لا لا لا مش عايزه اتكلم مع حد لو سمحت
بلاش لو سمحت تزعج البشمهندس نور
فكره تحدثها مع نور عبر الهاتف كادت ان تصيبها بالغثيان قالت مسرعه لمن يحدثها تفاصيل وصولها قبل ان تتيح له الفرصه للاصرار على المحادثه مع نور
انهت اسيل حديثها بسرعه واغلقت الهاتف وهي ترتعش باكملها زيارتها لعمتها التي بمثابه ام ثانيه لها هو شيء تعتبره مجرد واجب عليها
لكن ليس من ضروري التحدث مع الرجل الذي كان سببا مباشر لتركها الصعيد والمنزل عائلتها قبل ثمانيه سنوات اثار الانقباض داخل امعائها وجعلها تشعر بالم ارادت تاجيل الرحله الى وقت اخر ولكنها ادركت مدى تعب عمتها واحتياجها لها
وقفت اسيل على محطه القطار تودع ابنها الوحيد وتقول له بحنان مبالغ:
هتصل بيك اول ما هوصل واحنا مع بعض على طول السكه بالتليفون وهفتح معاك نت النت ما خلاش حاجه بعيده يا حبيبي
يكشر ياسين عن انيابه ويقول بغضب :
-ماما انتي عمرك ما بعدتي عني وانا مش هعرف ازاي اعيش من غيرك انتي هتسافري وتسيبيني
تضحك اسيل ضحكه مصطنعه وتقول بحب:
-انا هسيبك لوحدك برده يا يويو ما انا هسيبك مع طنط هند وانت عارف ان هي بتحبك قد ايه انت كنت بتقعد عندها اكثر ما كنت بتقعد عندي مش انا برده هسيب راجل ولا هسيب عيل
يمسح ياسين عينيه بظهر يده الصغيرة من الدموع ويقول:
لا هتسيبي راجل يا ماما حاضر وانا هقعد عند طنط هند
تحتضن اسيل ياسين بقوة فهذه اول مره منذ ثمانية أعوام تفارقه فكان ياسين يملا حياتها باكملها تقبله للمره الاخيره قبل انطلقها بالرحله الى الصعيد ظل ياسين وصديقتها هند يلوحان لها من المحطه حتى غابت قطار تماما عن عيونهما ولكن صوره ياسين ظلت مرسومه بعقلها بعد ان ابتعدت عن المحطه بمسافات فكان ياسين ابن الثماني اعوام كل حياتها
فكان ياسين بجسده الطويل ووجهه المستدير وعيونه الرماديه الفاتحه وشعره الاسود الناعم الذي يشبه تماما وجهه وملامح نور الذي تتذكره منذ سنوات مما ارسل قششعريره الم داخلها لما حدث فيما مضى بينهما افاقت اسيل على صوت المنادي يعلن مغادرات القطار
القت نظره سريعه على نفسها امام المراه تطلعك الى وجهها البرونز المستدير كان ساحر التقاطيع بعيونها العسليه الواسعه ذات الرموش البنيه الكثيفه وانفها الرقيق وشفتها الممتلئه والغمازات على وجديها كانت تزيد من جاذبيتها شعرها البني الناعم الكثيف اللي كان ينتدل حتى منتصف ظهرها نزلت من القطار بخفه كباقي المسافرين المتحمسين للوصول الى واجهتهم وكان الرجال يركزون نظراتهم عليها وحين تقابلهم بالجمود والبرود الذي اعتادت عليهم منذ سنوات كان يتبعون تقدمهم رغم رققتها ورشقتها وانوثتها الطاغيه التي تنبع منها الا ان قوه شخصيتها كانت واضحه وظاهره عليها
فقد اصبحت امراه ناضجه بمعنى الكلمه ممتلئه بالجمال والحيويه فقد تركت اسيل القديمه منذ ثمان سنوات على نفس هذه المحطه
وكتبت بيدها شهاده وفاتها مشاعرها القديمه اعتقدت انها جفت وماتت منذ سنوات والان اصبحت اسيل جديده
لم ترى اسيل الرجل الذي كان ينتظرها امام محطه القطار
رفعت اسيل وجهها لاعلى بجمود ووصلت الى بوابه الخروج وامتدت يدها لتشير الى سائق التاكسي بالتوقف فاسرع بالاقتراب منها مقاطعا عليها الطريق قائلا ببرود :
- حمد لله على السلامه يا اسيل
تجمدت اسيل لسماعها لصوته ينطق بتلك الطريقه العميقه ذلك الصوت المحفور رغما عنها باعماقها شيئا ما تحرك بداخلها وحرك رماد مشاعر خبت نارها منذ سنوات ورفعت عيونها لتلتقي بعيونه للحظه لم يكن بامكانها التحريك او النطق
بدا باردا ومتباعدا لكن محروسا برقه وهو يقف هنا امامها ويحدق بها بعيون رماديه الواسعه وكل ما استطاعت ان تفكر به هو قولها بسرها:
+ أيده هو في كده نسخة بلظبط من ياسين، ابنه شبه لدرجة كبيرة قوي
تحولت ملامحها سريعه الى غصه احتقار في حلقها ثمانيه سنوات مضت
وهو لم تؤثر فيه السنوات
جسده كان لا يزال رياضيا صلبا شعره الاسود الناعم لا زال بنفس الشكل واللون كان لا يزال يرفع راسه بنفس الطريقه المتعاليه لا زال يملك تلك الخاصيه الرجوليه المسيطره والتي تزيد من اثارته جاذبيته وحتى الان رغم كل ما مرت به من ظلم وقسوة فقد شعرت بموجه العاطفه يشدها اليه ووجهه كان لا يزال على حاله بكل خطواته القويه الجذابه
قالت اسيل بصلابه وبرود تام وكان ملامحها تجمدت:
+ الله يسلمك يا نور بصراحه ما توقعتش اشوفك على المحطه اخر حد اتوقع انه ممكن يستقبلني
التوى فمه بابتسامه سخريه وقال باستهزاء:
-هو عندنا اغلى منك علشان نستقبله على محطه القطر احنا المفروض كنا فرشنا لك الارض ورد انك تكرمتي وجيتي سالتي
-بطل بقى نغمه السخريه دي السنين عدت وانت زي ما انت ما فيش فايده فيك
زادت حده عيون الرماديه واشتعل الغضب بداخلها ولحسن حظها مر احد معارفه والقى عليه السلام لحظات كانت كافيه لاعاده السيطره على اعصابه قال لها ببرود و يمد يده
-هاتي عنك الشنطة
وقبل ان تتمكن من الاحتجاج تناول نور حقيبتها من جانبها وقال:
-عربيتي ركنها في الموقف العام وهي مش بعيده من هنا يلا ورايا
سار امامها دون ان يلتفت الى الوراء راقبته اسيل وهو يبتعد بعيون ثابته لا ترمش ثم قالت في نفسها:
ما تغيرش لحظه واحده طول السنين دي لسه زي ما هو المتكبر المتعالي مغرور بيتدخل في كل حاجه ولازم زمام الأمور تبقى في ايده
كان قد وصل الى موقف السيارات حين غادرت هي بوابه المحطه وكان شق طريق عبر صفوف السيارات بثقه وانها ستتبعه كطفله مشرده مما اثار غيظها وتلك النظره الاخيره التي رماها بها قبل ان يستدير ويتجه الى موقف السيارات اخبرتها ان العداء الهائل الذي تشعر به نحوه لا يقل حجما عن العاداء الذي يشعر هو نحوها به انطلقت خلفه مسرعا وحين وصلت اليه وجدته انه قد وضع حقيبتها في المقعد الخلفي وفتح لها الباب الامامي بجانب السائق اقتربت من السياره بحركه تحدي وهي تخبره بصمت انه لا يحق لهم معاملتها بهذه الطريقه كانها قطعه اساس غير مرغوب بها لكنها ضروريه هي لم تطلب منه لقائها على المحطه هي لم تطلب منه اي شيء ابدا
الفصل الثاني
توقفت قرب الباب واخذت تستنشق الهواء البارد وتستمتع بنسمات البلد التي فقدت رائحتها ورائحه الارض فهي عاشقه لهذه الرائحه
قطع صوته الخشن حبل افكارها وقال ببرود مصطنع
- هو حضرتك هتفضلي عندك كده كتير ولا ايه مش يلا
-اسفه معلش سرحت شويه
رمته بنظره بارده متجاهله متعمده
فهذه كانت زيارتها الاولى لقريتها منذ ثماني سنوات لقد رحلت بعيدا عن هذا المكان بسببه وظلت بعيده بسببه اذا اعتقد انه سيفسد عليها لمحه السعاده الاولى وحنينها للمكان فهو سيكون مخطئا تماما دخلت اسيل السياره واغلقت الباب خلفها بشده واصدر صوت عاليا مما زاد من غضبه عليها
قالت اسيل ببرود
- هي عمتي عامله ايه دلوقتي وهي في انه مستشفى
= ياه لسه فاكره تسالي انا قلت ان انت مش هتسألي عليها ابدا
- هو انت عطيتني فرصه أسأل ولا ما اسألش انت اخذتني من المحطه لحد هنا وانت عمال تشخط وتنطر كأني ما فيش في الكون غيرك كأنك الحاكم بأمره واحنا كلنا اتباع لسيادتك
قولي ايه اللي حصل لعمتي بالظبط انا عايزه اعرف
تنهد نور وقال بحزن:
-عمتك تعبانه قوي بقالها شهر في العنايه المركزه وكلنا مهتمين انتي عارفة غلاوتها عندي قد ايه
ضحكت سخريه:
- انت هتقول لي طبعا لازم عيله مهران يكونوا في المرتبه الاولى بالنسبه لعمتي حتى قبل بنت اخوها اليتيمه اللي كانت بتربيها انتم كنتم عندها لكم الاولويه عني
رمقاها اسر بنظره قاسيه وقال:
= هي كانت مربياكي زي بنتها بس انت عملت ايه قابلت كل ده بايه انك سبتيها ومشيتي سبتيها وحيده هي كانت ام تانيه ليكي لمده كام سنه وانت عملت ايه بكل جحود ثمان سنين سايباها لوحديها تعرفي عنها ايه تعرفي عن حياتها ايه
قطعه كلامه اسيل بعصبيه:
-وانتم تعرفوا عني ايه وعن حياتي تعرفوا انتم انا عانيت قد ايه في كل السنين دي انا عشت لوحدي طفله لسه ما كملتش 20 سنه بطولها في بلد غريب ما اعرفش فيها حد تعرفوا انتوا عني ايه تعرفوا ايه عن القسوه اللي انتم عيشتوني فيها
-بذمتك يا اسيل انت مصدقه نفسك ومصدقه كلامك انت اللي غاويه تعيشي دور الضحيه وبس انتي عارفه لو ابوكي كان عايش كان عمل فيكي ايه
-بقول لك ايه يا نور اعيش دور الضحيه معيش دور الضحيه دي حاجه تخصني ما تخصكش انا كل اللي انا جايه له دلوقتي هي عمتي وبس غير كده مش فارق معايا حاجة اصلا والحمد لله أن ابوبا ميت يعني محدش ليه حكم عليا خلاص اقعد امشي اطفش اللي حكم مات من زمان
قال يتهكم:
= انتي شايفة كده صح أن ابوكي بس اللي كان ليه الحكم عليكي مش عاوزة تبطلي ذاكرة السمكة اللي عندك دي واحد غيري كان دفنك مكانك اول مشافك
ضحكت بسخرية مفتعله:
-والله جد وده بإمارة ايه بقااا ،
الله يخليك يا نور متفتحش في اللي فات ركز في طريق واحكيلي عمتي ايه حصلها بلظبط
=تمام كل شيء في وقته حلو ومش وقته ماشي يا اسيل الصبر حلو
عمتك جات لها جلطه في القلب مشكلة ام الجلطة جو وهي على السلالم وقعت وللاسف الواقعه دي عملت لها كسور مضاعفه في جسمها كله خالتها ما تقدرش تتحرك شبه مشلوله. ومن ساعتها وهي مش على لسانها غير اسمك وطبعا احنا ما نعرفش حاجه عن سياده البرنسيسه اللي اختفت فجاه بين يوم وليله
قومنا الصبح لقيناها اتبخرت مش موجوده
نظرت له بكره وقالت:
-علشان كده حضرتك عملت الاعلان علي النت كانك بدور علي كلب تاه منك
واكملت بسخريه وهي تحاول تقليد طريقه الاعلان:
-رساله مستعجله للانسه اسيل السيد مجاهد التي تقيم في قريه قنا وتركتها منذ ثمان سنوات نرجو الاتصال بهذا الرقم ضروري عمتك في خطر
= طيب والله الحمد لله ان انت حنيتي علينا وشفتي الاعلان وجيتي اهو عملنا حاجه مفيده يا ستي
-بقول لك ايه يا نور بطل نغمه السخريه اللي انت عمال تتكلم بيها ديت انا ليا قوة احتمال تمام كل اللي بينا عمتي هطمن عليها وهرجع زي ما جيت وانت اصلا تنسي انك شفتني
ابتسم بسخرية معتاده و فضل الصمت
أكملت اسيل وكأنها تتعمد تجاهل ابتسامته الساخرة :
هي عمتي تعرف أن انا جايه
قال بستهزاء:
=لاء طبعا خفت اديها امل انك جاية و متجيش
زفرت أنفسها بملل وفقدان صبر:
- كفايا بقا طريقتك المستفزه دي سوق بسرعة علي المستشفي علشان عاوزه اروح اكدد حجز الفندق
التفت اليها نور وقال بصيغة الأمر:
-موضوع حجز فندق ده تنسية انتي هتنزلي في السريا عندي
شهقت بصوت مسموع وكأن الفكرة ارعبتها وكأن تيار كهربائي لمسها :
-لا طبعا ده من سابع المستحيلات انت اكيد بتهزر ده اخر مكان افكر ارجع له
=ياااه ليه كل ده ولا علشان بيفكرك بيا وخايفه لتضعفي
- ده سقف احلامك عالي قوي
ثم ابتسمت دونا ان تتمكن ان تحكم نفسها من ذلك
نظر لها نور بخبث :
-طيب لما انتي جامده قوي كده ايه اللي مخوفك انك تنزلي عندي في سرايا
أجابت عليه بحقد واضح في صوتها:
-انا مكرهتش مكان قد ما كرهت السريا عندكم كرهت شغل عمتي فيها
ولدتك الحمد لله مقصرتش طول نهار كان لازم تحسسني أن انا بنت الداده اللي بتخدم عندهم كانت دائما محسساني أن انا مينفعش اكون واحده من عيله مهران عيله الحسب والنسب مع اني متربية عندكم وانا عمر ٣ سنين بس مع كل موقف كان لازم تفكرني باصالي
غير بنت خالتك دي لوحدها عالم تاني ما كنتش عارفه تداري غيرتها مني كانت بتقل ادبها عليه بحجة أنها بتغير عليك وانا كنت شارية خاطرك وساكته وجاي بعد ما سبتلهم كل حاجة جاي تقولي ارجعي تاني لنفس المكان اللي كنت بتهان فيه
اغمض عينيه بره ثم قال وهو يقود سيارته:
-علي فكرة أنا مش باخد رايك انا بس ببلغك القرار النهائي اللي مفروض هيحصل ولا انك ناسية يا هانم انك مراتي
ضحكت اسيل بصوت مرتفعة مما جعل من حولهم يلتفتون لصوتها :
- ايه معلش قول تاني كده انا ايه
كشر نور وارتسم الجديدة لقد كان صوت ضحكتها كفيل أن يوقظ كل المشاعر التي ظن أنها دفنت من أعوام مضت قال متهكما محاولا أن يخفي مشاعره
- هي المدام نست أننا كاتبين ورقتين عرفي من ٨ سنين وانك لسة في حكم مراتي
الفصل الثالث
قطعت اسيل كلامة بحده وقالت بعنف مبالغ فيه :
- لا استنا عندك وركز في ذاكرة السمكة اللي عندك دي وبدأت دموعها بالانهيار فقد حاولت جاهده ان تسيطر علي دموعها ولكن عينها أعلنت الاحتجاج عليها وقالت بغضب
- انت ناسي انك قطعت الورقة بتاعتك قدامي
قال وهو يدعس علي عجل القيادة يزيد من سرعة السيارة:
-انتي عارفة انا عملت كده ليه انتي جرحتي كرامتي
وده كان أقل رد اعتبار علي جرحك ليا
نظرت له بكره:
انت واعي بتقول ايه هو مين اللي جرح مين
ثم أكملت وهي تمسح دموعها:
- كله خير ولا يهمك جت في قلبي بسيطة مجرد وجع متشغلش بالك كله هيعدي
وانا احترمت قرارك مدام بعدي عنك هيحفظ كرامتك
ما كنتش اعرف أن قربي منك بيجرح كرامتك علشان كده فضلت ابعد
حقك عليا اعتبرني مت و لو خطرت في بالك يوم قول الله يرحمها كانت بتحبني وانا وعد مني اطمن علي عمتي ومش هتشوف وشي تاني
لم يعير كلامها اي اهتمام وقال دون النظر ليها
وصلنا اتفضلي انزلي
نزلت دون أن تتفوه باي كلمة ثم التفت له وقالت:
- لو معندكش مانع انا عاوزه ادخل لوحدي لو سمحت
دخلت المستشفى وتوجهت الي طاولة الاستعلامات تسال عن قسم العنايه المركزه اشارت لها الموظفه عن مكان غرف العناية
اقتربت اسيل من الباب الغرفة وفجأة اخذت نبضات قلبها تتسارع و الممرضة ترافقها للغرفة تجمدت اسيل مكانها وهي تشاهد عمتها خلف واجهة الزجاج الضخمة
جسدها الصغير النحيل المتصل بمجموعة من الأجهزة الوجه الذي كثرت فيه تجاعيد الزمن و العيون مغمضة و الفم متصلب وكان الحياه تسحب من الجسد
وفجاءة شعرت اسيل وكان المكان يلف ويدور من حولها وكادت أن تفقد اتزانها لولا أحست بذراعين قوين يحملانها ورأت عيون رمادية تحدق بها بقلل ثم لم تعد تشعر بشيء بعدها
عادت للوعي بعدها وجدت نفسها علي سرير ابيض و نور يجلس بجانبها ويديه تمسكان بيدها
كانت هذه صدمة لها فارتعش جسدها باكملة فور لمسة لها وكأنها عادت مراهقة من جديد
نظر لها نور وكأنه قرا ما بداخلها ظهر شبح ابتسامة علي وجه :
+ايه السبب اللي خلاكي تفقدي وعيك كده
سحبت اسيل يدها منه واعتدلت في جلستها وقالت :.
-ماكنتش متخيلة حالة عمتي وصلت لكده
اعتدل وضع ساق فوق الأخري وقال :
+امال جناب الهانم كانت متوقعة ايه هنعمل اعلان ونفضح نفسنا علشان شوية برد مثلا و لا علشان صباع رجليها الكبير عطس
- يوووووه كفايا طرقتك المستفزة دي بقا
دخلت عليهم الممرضة تخبرهم أن موعد الزيارة القادمة للعناية امامة ساعة
نظر نور لها وقال اتفضلي تعالي ننزل الكافتيريا تحت +تشربي حاجة وزمانك جعانه انتي جاية من سفر طويل
خفضت عينها وهدات من لهجتها وقالت:
-لا مش عاوزة اكل عاوزة اشرب قهوة
قام واقفا وقال :
+تمام حستناكي برا لحد ما توضبي حالك
هزت راسها بدون أن تتفوه خرج أسر وظلت اسيل مكانها تحدق اللي لا شيء وكان الماضي يعود بكل قوة فاتح ذراعيه لها
تذكرت ياسين ابتسمت في نفسها فكان الشي الحلو الوحيد في حياتها
قامت واقفة عدلت من ثيابها والقت نظرة سريعة علي نفسها وفتحت الباب وخرجت وجدته في انتظارها يعطيها ظهرة خفق قلبها ثانية
اقتربت منه وقالت وهي تحاول أن تخفي مشاعرها
-تمام أنا جاهزة يلا بينا
لف رقبته لها وهزها ثم استدار ومشي أمامها مش وراه كالتابعة له جلسوا علي أحدي المقاعد في كافتيريه المستشفى
وجه لها الكلام وقال بجديه
+تحبي تشربي اية
قالت كلمة واحده:
-قهوة
نظر لها باستغراب وقال متعجبا :
+قهوة مرة واحده لا احنا كده كبرنا قوي
ضحكت بسخرية وقالت:
- قول عجزت متكسفش انا فعلا كل حاجة فيا عجزت
نظر لها نظرة تفحصية وكأنه عينيه تقول انها كاذبة فكانت امراه مكتملة الانوثه طاغية الجمال
قام يحضر القهوة وظلت نظرات اسيل عليه وكأنها تتمعن من تفاصيل جسده أكثر فهوة اول من دق قلبها له فهو زوجها وحبيبها و ابو ابنها وهذا اكبر رباط بينهم
رجع أسر وهو حاملا أكواب القهوة و بعض السند تشات
سحبت كوب القهوة ولم تكترث اي اهتمام نحو الطعام
نظر لها وقال بصيغة الأمر:
+مافيش شرب قهوة غير لما تأكلي
رفعت حاجبيها مستعجبه :
-بس انا مقلتش ليك أن جعانه أو عاوزة اكل
+ من غير ما تقولي ويكون في معلموك علشان بس نتجنب المشاكل من هنا ورايح اي حاجة اقول عليها تتعمل من غير نقاش علشان معنديش روح لكده
نظرت له وكأنه كائن فضائي يهبط عليها من السما وقالت ساخرة:
-اكيد امال طبعا
شعر بالسخرية في كلامها وقال:
+اسيل انتي مش حاسة أن عمتك وصلت لهنا بسببك هي هنا علشان انتي سبتيها ومشيتي وهي ماكنش عندها حد في دنيا دي كلها غيرك وغيرنا دي لو طلعت برا السرايا تتوه فا متتوقعيش مني أن ا تعاطف معاكي انا لما صدقت القدر وقعك تاني تحت ايدي تاني
نهض من مكانه وعيونه تزداد حده وهو يحدق بيها متابعا كلامة
الوقت الوحيد اللي شعرت فيه عمتك أنها فعلا حيه خلال تمان سنين اللي فاتوا لما كانت بتهلك نفسها في شغل
قامت واقفة وكأن شيء ما لدغها بقوة وقالت بحده:
- لا لا عندك بقا هي كده طول عمرها شغلها وانتم و السريا. ، الهانم ولدتك ، عادتكم ، تقاليدكم ، مواعيد فطاركم ،قهوتكم عندها في المرتبه الاولى واي حاجة تانية بعدين ودي حقيقة الكل عارفها انا كانت اخر حاجة بتفكر فيها المهم رضاكم الاول وبعدين انا
حتي قبل ما اسبها وامشي كانت عماله توبخ فيها وتتهمني أن انا اللي بشغلك عن بنت خالتك انا اللي واقفة في طريق سعادتكم لسة كلامها محفور جوايا وهي بتقولي بكل عنف من غير حتي متحس بيا
بااااااااك
تقف اسيل تعيث بضفائرها أمام المرآة و هي شاردة ماذا تفعل في مصبيتها هل هي أخطأت حين سلمت قلبها لأحد دون مستواها لقد تطلعت لاعلي ولكن القلب ليس عليه أحكام لم يختر مين يحب
فتح الباب عليها ودخلت عمتها والغضب يعتري وجهها جذبتها بحده من ثيابها وقالت بعنف:
+بقولك ايه يا عاد بنت اخوي كلمتين تعلقيهم حلق في و دانك مليح لو ناويه تجبلنا العار هملينا وارحلي من اهنه الكل اهنه ملهوش غير بت الدادة اللي عمالة تشغل البية الصغير وعاوزة تسرقه من بنت خالته بقولك ايه العالم دي يعطفوا علينا اه يعجبوا بينا يمكن يحبونا ميضرش لكن يتجوزا منينا ده اللي مستحيل يحصل ولو حصل بيكون في السر علشان العار ياخدو متعتهم وفي اقرب زباله بنترمي مش بيكون لينا عازه ساعتها فاعدلي حالك كده واظبطي وبطلي شغل مياعة البنته ده لان العين عمرها ما هتعلي علي الحاجب مهما عملتي كل الي هيعمله اسر هياخد مزاجة منك ويرميكي ويجري علي بنت خالته يتجوزها غير كده متتوقعيش أنه يحصل
نزل الكلام كالسهم علي قلبها
راجعت اسيل من ذكرياتها والدموع تملاء وجهها نظرت له وقالت بكره:
-انت متصلتش بيا قبل كده ليه قبل ما حالتها الصحية تسؤ كده ولا لازم برضوا حضرتك تنول الشرف انك تبقي الاول معاها وبس
لم ينظر اليها بل مشى نحو النافذه واخذ ينظر الى الخارج وقال بعد فترة صمت
+بصراحه ماخطرتش على بالي خالص فكره الاعلان واول ما جت الفكرة في دماغي نفذتها انا معايا عذري انتي بقا ايه عذرك خلال الثمان سنين دول ما فكرتيش حتى بكلمه تسال بيها عن عمتك عايشه ولا ميته خلاص استغنيتي عنها خالص عمتا كله خير ادعلها بس تقوم منها
الفصل الرابع
نظرت له وهي تعلم انه يقول كلاما صحيحا اعترفت بصدق لنفسها هي لم تكن تهتم أن تعرف سواء ان ابقت عمتها على قيد الحياه ام لا ،
ولكن كل الذي كان يخلد في عقلها ان تبتعد لابعد مكان لا يعلم عنه أحد شيء لكي تختباء عن العيون لتخفي من كان في احشائها
أخفت اسيل عيونها برموشها الكثيفة حتي لا يري دموعها ولكن ذهنها فجاءة انتقل اللي إبنها فاهي تشعر بالغربه من غيره ، فهذة اول مرة تبتعد عنه كل ذلك الوقت ، لكنها ابتسمت حين تذكرت طريقة في الحديث و ضحكته
قطع هذا الصمت دخول الممرضة تعلن عن فتح وقت الزيارة هزت اسيل رأسها لها وقامت معها في اتجاه الغرفة
ولكن أوقفها نور بأنه جذبها من يدها وقال لها بصوت منخفض:
- خدي بالك ان الجلطه اصابه نص وشها بشلل ممكن تقول كلام غير مفهوم وتعبير وشها متغيره حاولي اعملي نفسك مش واخده بالك
هزت راسها له دون ان تنظر له والدموع تتجمع في عينيها وتحاول جهاده اخاؤها
دخلت الغرفة ولكنها وقفت مكانها من هول ما رأت
كانت عمتها ما زالت نائمه وشعرها البني الذي كانت تتذكره جيدا قد تحول الى هاله بيضاء تحيطه بالوجه النحيل الصغير والدوائر الزرقاء كانت تحيطه بالعيون الرماديه التي كانت فيما مضى تنبض بالحيويه والاشعاع فكانت عمتها جسد بلا روح اقتربت اسيل من السرير والدموع التي تشكلت داخل عيونها تمنعها من الرؤيه بوضوح قد سقطت على وجهها دون التحكم بها قالت بصوت هامس مبحوح و هي تمسك يد عمتها:
- عمتي عمتي انا جيت انا سو بنتك اللي مش كتني انتي الوحيده اللي بتقوليلي يا سو كنت بحب قوي اسمع الاسم ده منك
تحركت الرموش وانشقت عن العيون الرماديه الغائره التي اجتمعت بعدم تصديق حينما سمعت صوت المنادي عليها وقالت بصوت هامس يكاد يكون مخنوق
= سو بنتي انتي هنا بجد ولا انا بحلم
ممتده اليد الاخرى تتحسس بارتعاش وجه اسيل وهي غير مصدقة أن ابنت أخيها هي التي تقف أمامها فعلا
ابتسمت لها اسيل والدموع تغرق وجهها بالكامل :
- انا جيت يا عمتي و مش ناوية اسيبك تاني
خفي كده علشان في حاجات كتير عاوزة احكيلك عليها
اندفعت الدموع من عين العمه وتحركت العيون نحو نور وهمست قائله:
- شكرا ليك يا ابني ان انت لقيتها انا كنت خائفة اموت قبل ما اشوفها
مش عارفه اقول لك ايه ربنا يفرح قلبك زي ما فرحت قلبي
وامتدت يدها مجدد الي وجه اسيل وقالت فرحة
- شفت يا نور اسيل زي ما هي لسه جميله عيونها وشعرها وكل حاجه فيها ما تغيرتش بالعكس بقيت اجمل من الاول حاجه واحده بس اللي اتغيرت فيها ابتسامتها اسيل بنتي اللي انا ربيتها كانت الضحكه ما بتفارقش وشها دلوقتي وشها وعيونها كلهم حزن خير يا اسيل احكي لي يا بنتي ايه اللي اللي حصل لك وطفي اللمعة اللي فعيونك ، الحزن غطى عيونك ولمعه الفرح اللي كانت في عيونك راحت فين يا اسيل
سو بنتي حبيبتي سابتيني وراحت فين
تنهدت اسيل وحاولت أن تبتسم :
كلنا بنكبر يا عمتي و كل حاجة بتكبر معانا المهم بقا سيبك مني دلوقتي وصحصحي كده علشان ليكي عندي حته مفاجأة هتخليكي تقومي تجري من الفرح
نظر لها نور نظرات ريبة خشي أن تكون اسيل قد تزوجت غيره ولكن هذا لا يجوز فاهي مازلت زوجته وان كان علي ورق ودون أن يعلم أحد هي مازلت زوجته ولم يرمي عليها يمين الطلاق يعلم أنه مزق ورقته أمامها ويعلم أنه جرح كبريائها بشده ولكن لم يلقي عليها يمين الطلاق ويعلم أن ورقتها مازلت لديها
نظرت عمت اسيل لها بتمعن وقالت بوهن شديد :
- سو اوعي تسبيني تاني وتمشي
هزت اسيل رأسها نافيا وقالت وهي تبتسم لعمتها:
- مقدرش اسيبك تاني يا عمتو
التفت العمة اللي نور وقالت بهمس:
نور خالي بالك من سو علشان خاطري خد بالك منها لحد مخرج من هنا
اجاب نور ويده تحاوط كتف اسيل وكأنه يعلن ملكيته لها:
- متقلقيش سو في عنيا لحد ما تخرجي من هنا هي هتنزل عندي في السرايا متقلقيش عليها
شيء قاسي اعتصر قلب اسيل ونهضت من مكانها بعصبية وهي تبتعد يده عن كتفها وقد عادت المرارة القديمة تتحرك داخلها وقالت بعنف غير مبرر:
-انا متهيقلي أن كبرت كفايا أن اقدر اخد بالي من نفسي كويس مش محتاجة وصي عليا علشان ياخد باله مني
رمقها نور بنظرات تحذيرية وقال وهو ينظر العمة بحب:
متقلقيش سو معايا ومش هسبها اهتمي انتي بس بنفسك علشان تخرجي من هنا بسرعة
تنهدت العمة وقالت:
- انا مطمنه طول ما هي معاك بس هتها بكرة الصبح عندي من بدري عاوزة اشبع منها
اطمأنت اسيل علي عمتها و ودعتها علي امل إلقاء غدا في الصباح الباكر
خرجت اسيل بصحبة نور وقالت له و هي تتصنع العبث داخل. حقيبتها وكأنها تبحث عن شيئ مفقود :
- لو سمحت يانور اطلع بيا علي فندق علشان أكد الحجز وكمان عاوزة ارتاح لأن السفر تعبني والجو حر
وقف نور مكانه و قد تبدلت ملامح وجهه ونظر لها نظرات مليئة بالغضب ولم يتفوه بأي كلمة ثم أكمل طريقه اللي السيارة في صمت تام
استفز اسيل تجاهله لكلامها وصلا اللي مكان السيارة ركبت اسيل بجواره وكررت كلامها مرة أخري مما زاد من احتقان وجه ونظر لها نظرة كفيله أن تجعل الكلام يقف في حلقها
قاد السياره دون أن يجيب عليها في اتجاه السرايا
كسر نور حالة الصمت وقال :
شكرا اسيل انك جيتي و شوفتي عمتك
نظرت له وضحكت بسخرية :
- هو انت مش واخد بالك أنها عمتي انا والمفروض أن انا اللي اشكرك علي اهتمامك بيها
=تمام كويس انك عارفة ده
جزت اسيل علي أسنانها حتي تسيطر على غضبها كان تود أن تخبرة أنها كانت ترعي ابنه طول مده الثماني سنوات الماضية و لكنها أمسكت نفسها في اخر لحظة
وصلوا اللي باب السرايا وكان هذا اخر مكان تود اسيل أن تراه
نزل من السيارة وحاول أن يمسك يدها فانتفضت بشده وابتعدت عنه وقالت بغضب مبالغ فيه:
اياك تحاول تلمسني مرة تانية يا نور
تراجع هو خطوة الي الوراء من عمق الكره والنفور الذي رآه داخل عيونها
فيما هي كانت تفكر في ياسين وحرمانه من حضن وحنان أباه
ثم كررت اسيل وهي ترتعش
اوعا تلمسني فاهم اوعا تسمح لنفسك انك تلمسني أو تحط ايدك عليا مرة تانية
صعدت اسيل سلالم السرايا في صمت تام و بداخلها بركان يعزم علي الانفجار حاولت جاهدة أن تهدأ اعصابها بقدر المستطاع
وقفت علي أحدي الدرج ثم استدارت له وقالت :
انت مرضتش أن انا انزل في فندق وصممت أن اجي هنا برغم انك عارف ان مش عاوزه ده علشان يكون في علمك انا هقعد هنا في بيتنا و اوضتي القديمة اللي كنت قاعده فيها انا وعمتي
ضحك وقال بثقة:
- شكلك بردو مش هتقدري تعملي ده كمان يا سو
لان البيت الصغير اللي ملحق بالسريا تقريبا مهجور من سنتين وبقي مخزن للحاجات القديمة تقريبا كده مبقاش ينفع يتسكن اصلا
قالت وهي تتراجع لتنزل الدرج :
- تمام انا هرجع أكد حجز الفندق تاني
ولكن نظرة منه كانت كافية لايقافها مكانها وقفت اسيل مكانها ودن حركة منها أشار لها بعينيه أن تستكمل صعودها التفت دون ادني صوت فاهي تعلم هذة النظرة جيدا وتعلم أن نور عندما ينظر هذة النظرة يكون وصل إلى آخر مالديه من صبر
دخلت السريا وراءه وكأنه تحتمي بيه ولكنه وقفت عندما لمحت طفله صغيرة تجري عليه بحب وهو يفتح ذراعه لها ويحتويها داخل حضنه
أدمعت عينيها وتذكرت ياسين وكيف حرم من هذا الحضن من المؤكد أن هذه الفتاه ابنته
حملها نور داخل حضنه ومشي بيها وهو يقول لها :
= عصفورتي الصغيرة شربت اللبن ولا تعبت ماما كالعادة
ضحكت الطفله بعفوية وقالت:
- تؤتؤ يا نوري اكيد طبعا تعبتها انا مش بشرب اللبن غير من ايدك انت بس وانا صحيح مخصماك خالص
= يا خبر ابيض عصفورتي مخصماني لاء كده كتير عليا مخصماني ليه بقا
- علشان نزلت صبح بدري من غير ما تقولي
شعرت اسيل بلغيرة و أن ابنها محروم من كل هذا الحنان فقالت بكرة دون ان تنظر له
من فضلك شوف انا هقعد في أي اوضة علشان عاوز ارتاح
أشار لها نور علي مكان غرفتها التي كانت بالطابق الاعلي وقبل أن تتوجه لها رن هاتفها ابتسمت حين رأت هاويت المتصل أجابت بعفوية وحب:
- حبيبي وحشت قلبي قوي عامل ايه من غيري يا قلبي
التفت نور اللي كلامها و دبت الغيرة في كل عروقه من هذا الذي تدعيه حبيبي هل قلبها تعلق باحد غيرة هل عشقت من جديد
غضب بشده منها وقال:
- اظن ده مش وقت تليفونات اتفضلي قدامى علشان تعرفي حدودك في البيت هتكون فين علشان متتعدهاش
أكملت كلامها وقالت علي الهاتف:
ماشي يا قلبي انا عندي بس شغل اخلص واكلمك علطول يا روحي وأغلقت الخط
نظرت له بغضب وشعرت بالاهانه وقالت:
- علي فكرة أنا علشان عارفة حدودي كويس طلبت انزل في فندق بس انت اللي صممت اجي هنا وانا بحلك من كلمتك و هرجع الفندق تاني علشان متجاوزش حدودي اللي انا عرفها كويس
بنت المربية الوضيعة بتكرر شكرها و امتننها ليك واللي عملته معاها ومع عمتها وتسمحلي دلوقتي امشي علشان متعداش حدودي
=
الفصل الخامس
نظر لها بتمعن وقال:
= متهيقلي كلامك ده اهانه ليا انا ولا مرة حاسستك بالفرق ده وانتي اكتر حد عارف ده كويس فبلاش بقا تمثيل دور الضحية اكتر من كده
-
-انت يمكن لكن غيرك لاء ودلوقتي انت نفسك بتصرف زيهم
= اسيل بالله عليكي اقصري الشر و خشي الاوضة ارتاحي علشان انا خلاص معادتش عندي ذرة صبر
جرت الطفله الصغيرة علي اسيل وقالت:
- انتي بقا سو صح
ابتسمت لها اسيل وقالت وهي تنخفض لمستوي الطفله:
- اه لنا أنا بقا سو انتي تعرفيني
= اه طبعا داده رقيه ملهاش سيرة غيرك حتي نوري بيتكلم عنك كتير وكلام في سرك نوري شايل صورتك في محفظته وكل يوم يطلعها و يبص فيها
ابتسمت اسيل علي عفوية الطفله وكانت تود أن يكون ياسين مكانها
فاقت علي صوت حاد يقول بغضب:
- ماهي تعالي هنا من أمتي واحنا بنتكلم مع ناس غرب حسابك معايا بعدين
وقفت اسيل تظفر أنفاسها فاهي تعلم صاحبة الصوت عن ظهر قلب فاهو صوت كاميليا ابنه خالته
رفعت اسيل عينها لتجدها كما هي ولكن تركت السنوات عليها اثر فابيض جزء كبير من شعرها رغم صغر سنها فالسواد الذي بداخلها يعم علي ملامح وجهها بالكامل
ترجمة اسيل أن نور قد تزوج من كامليا وانجب منها طفلته
أغمضت عينيها بحزن و توجهت لغرفتها دون أن تتكلم
وقبل أن تدخل قال لها نور:
- حاولي نامي علشان هنتقابل كلنا على عشا تحت هيكون جاهز هتنزلي تأكلي علي سفره معانا
هزت اسيل رأسها فاهي لم يكن عندها الطاقة لاي جدال
دخلت غرفتها و ارتمت علي السرير وماهي إلا بضعة ثواني وذهبت في النوم وكأنها لم تنم من تماني أعوام استغرقت اسيل في نوم عميق لا تعلم من اين اتي كل هذا النوم ولكنها نامت بعمق فاقت علي صوت طرقات علي باب تدخل فتاه من العاملات في السريا تخبرها عن معاد العشاء اقترب
قامت اسيل و استخدمت الحمام المرفق بالغرفة فاهي حافظة كل الغرف عن ظهر قلب وهذه غرفة الضيوف
بعد ثمان سنوات قضتهم بعيدا عن قريتها بعيدا عن كل شيء بهذا المكان لكن يبدو ان شيئا لم يتغير بهذا المكان شيئا لما يتغير سوى هي نفسها
ارتعشت وهي تتذكر الالم والغيره التي كانت تشعر بهما وهي تراقبه من نافذه غرفه نومها وهو يغادر السرايا بكامل زينته وملابسه من اغلي الماركات لقضاء زياره رسميه او حفله وكان يصطحب معه كاميليا الجميله التي كانت اكثر قبولا ومناسبه للحضور برفقته وهي تعتصر قلبها من الحزن وتعلم انها غير مقبوله لتظهر برفقته في هذه الاماكن فهي زوجته امامه فقط ،
ولكن امام الناس كاميليا هي التي كانت تتشرف بها سليله العائله الثريه ابنه خالته التي كان يتوقع الجميع زواجه منها في يوم من الايام وهل جاء ذلك اليوم فعلا وتحققت خلال سنوات الثمانيه الماضيه تساءلت اسيل ؟
هي لم تساله هذا السؤال ؟
مبعده شبح فتاه اخرى عن خيالها ولكن كل من حولها يقول انه تزوج من كاميليا هذه الطفله الصغيره التي ترتمي في احضانه بحب حتى كاميليا كما هي توجد في نفس المنزل من المؤكد انه اتمم زواج بها وانجب منها هذه الطفله من المؤكد ان كاميليا اصبحت سيده هذا المنزل ،
ولكن لفت نظرها ان نور لم يرتدي خاتم زواج لكن هذا لايعني أنه لم يتزوج فامعظم الرجال لم يستهواهم فكرة ارتداء خاتم الزواج
قطع حبل افكارها طرقات أخري تستعجلها
ارتدت اسيل طقم بسيط ولكنه اظهر جمال نضجها واكتمال أنوثتها
رن هاتفها قبل مغادرة الغرفة ابتسمت فاهي تعرف هاويت المتصل أجابت بحب:
- ياسو حبيبي قلبي انا عامل ايه وحشتني قوي جدا خالص
فتح نور عليها الغرفة ليعلم سبب تأخرها وكانت المكالمة اخدها بشده ولم تنتبه لدخوله
واكملت كلامها بحب
- حبيبي خد بالك من نفسك كويس علشان خاطري انت عارف انا بحبك قد ايه
- لا يا قلبي لسة مش عارفه هرجع امتي
وخد بقا بوسة كبيرة
ثم قالت؛
-ياسين علشان خاطري كل كويس
انتبهت لوجود نور في الغرفة ارتبكت
وقالت وهي تحاول انهاء المكالمة:
انت كل حياتي وانت عارف كده كويس و وعد مش هبعد عنك تاني
وأغلقت الخط اخدت نفسا عميقا لتمنع نفسها من البكاء والتفت اللي نور
الذي كان ينظر نظر لها من أعلي لاسفل و لاحظ اكتمال أنوثتها الصارخة فاهي تركت الاماكن وهي طفله وعادت وهي مكتملة الانوثه فكانت عينية امتلاء بالاعجاب بيها
والغيرة تسيطر عليه وتعمي عينية
قال بحده:
= اظن مش هنقعد كلنا علي السفرة نستنا جناب البرنسيسة لما تخلص حب في التليفون
أجابت بتحدي:
- وانا مقلتش لحد يستنا من أمتي عائلة مهران بتسنتا الخدم علشان تاكل
تجاهل كلامها وقال بحده وهو يمسك ذراعها ويؤلمها
مين اللي كنتي بتكلمية في تليفون يا سو أنتي مش واخده بالك انك مراتي وعزة جلاله الله ادفنك مكانك
نهرت أيده بشده وقد احمرت يدها وقالت بغضب:
- تدفن مين ما تفوق ايه اللي يثبت أن انا مراتك انا حره اعمل اللي انا عوزاه في أي وقت ومحدش ليه حكم عليا
ضحك بسخرية وقال :
= ده بس بيتهيقلك دور المرأة الحديدية اللي انتي عايشة في ده انسي اه كمان وسمعت بتقولي انك راجعة قريب
شكلك بتحلمي صح
قالت بتحدي مقصود:
- بس انا فعلا راجعة قريب لا بحلم ولا غيره انا عندي حياتي هناك وشغلي ومسؤوليات
= وعمتك
- مالها عمتي انا مش هسبها تاني انا بس هستنا لما حالتها تسمح بالحركة وهاخدها معايا
= سقف طموحاتك بقا عالي قوي يا اسيل وشخصيتك اتغيرت عن زمان
اخذت نفسا عميقا قبل ان تقول بكل برود:
انا اتغيرت فعلا ومين فينا ما تغيرش ، كلنا اتغيرنا بس انا اتغيرت الاقوي
ما بقتش اسيل البنت الصغيره ام ضفاير اللي كانت بتحبك
بقت اقوى من زمان صحيح وقعت وانكسرت بس رجعت وقفت تاني وبقيت اقوى من الاول عرفت ان الضربه اللي ما موتتنيش طلعت مني جبروت، علمت جوايا صحيح وثابت اثر جرح جامد ساب علامة جامده لكن الجرح طاب ثمان سنين وانا قاعده بشفي في الجرح ده لحد ما خلاص ما عادش ليه اثر
واخر مره يا نور اخر مره تسالني بتكلمي مين ولا مين معاكي على التليفون انت ما لكش حكم عليا انا حره نفسي
وزي ما قطعت الورقه اللي بيننا زمان انت قطعت معاها كل حاجه تربطنا قطعت مع حياتنا وحبنا واي حاجه كانت بينا كل حاجه بينا نزلت في كل قصقوصه ورق وقعت على الارض وانا وطيت لمتها انا ما كنتش بلم الورق انا كنت بلم نفسي مع الورق اللي كان بيتقطع قدامي انت كنت بتقطعني انا مش بتقطع الورقه اللي بينا
ما لكش الحق بعد لما قطعت كل حاجه بينا انك تيجي تسالني بتكلمي مين ولا كنت فين ولا تعرفي مين انت استغنيت عن الحق ده بنفسك فما ترجعش تاني تدور عليه
وبقولها لك يا نور عمتي تخف وراجعه تاني مش قاعده لك عشان انا اصلا ما عادش ليا اي حاجه هنا وسكت سمعت كلامك ورجعت معاك على السرايا مش خوف منك لا ده عشان اثبت لنفسي ان انا بقيت قويه ما فيش حاجه هتكسرني تاني ويلا علشان عيله مهران بحالها مستنيه بنت الداده عشان تاكل
جز نور على اسنانه يحاول كتم غضبه وقال لها وهو يمسك ذراعيها بشده:
= اسيل ما تختبريش صبري اكتر من كده انت عارفه غضبي كويس انا ليا حد مش قادر امسك غضبي عنك اكثر من كده قولي لي كنت بتتكلمي مع مين انت سامعه ما انا هعرف كنت بتتكلمي مع مين ولا انت خلاص سافرتي وبقيتي مدوراها مع كل واحد شويه
تعبت يده بشده وقالت بغضب:
- انت اتجننت ولا شكلك كده حسك عينك اقسم بالله هتشوف وش عمرك في حياتك ما شفته فوق لنفسك يا نور واعرف بتتكلم ازاي وبتتكلم مع مين انا اسيل اللي ما عرفتش تلمس ضوفر مني الا بعد ما كتبت عليا صحيح عرفي كنت صغيره ومش فاهمه بس انت ما قدرتش تلمسني الا بعد ما بقيت مراتك في حين ان غيري كان بيتلزق فيك من غير حتى جواز ولا يحزنون
قطع كلامهم صوت طرقات اخرى على الباب وكانت احدى الخادمات تخبرهم بان الجميع ينتظرهم على سفره الطعام
نظرت له اسيل نظره تحذيريه اخرى وتركته وخرجت خرج خلفها وهو يشتاط غيظا منها ذهبا معا الى غرفه الطعام لتجد الجميع جالس تجلس كاميليا في كامل اناقتها كالعاده وبجوارها ابنتها الصغيره وتجلس على راس السفره والدته بنفس شموخها ولكن على كرسي عجل متحرك جلس نور على الطرف الاخر من السفره امام ولدته نظرت حولها وقالت؛
مساء الخير
اجابه الوالده عليها وقالت:
مساء الخير يا سو حمد لله على سلامتك ايه يا بنتي غيابك طال كل ده فينك مش حرام عليك تسيبي عمتك كل ده من غير ما تسالي عليها
أجابت اسيل بتحفظ :
- مساء الخير يا هانم معلش الظروف الحكمت اني ابعد واديني رجعت وهاخدها معايا
رده صوت امامها وقال بسخريه:
= هتاخديها وتمشي من هنا انا كنت فاكره لما صدقتي هتلزقي يلا خلينا نشوف الماية تكدب الغطاس
رفعت اسيل عينها بحده اللي صاحبه الصوت ولم تجيب عليها وكان احد لم يتحدث امامها
اشار لها نور ان تجلس على السفره جلست في صمت تام وتناولت طعمها دون ان ترفع نظرها من على الطبق امامها
قطع حبل الصمت صوت الفتاه الصغيره وهي تكون بحب
انت بقى سو لكل البيت بيتكلم عنك انا حبيتك من غير ما اشوفك من كلام دادا رقيه عليكي
جذبتها كاميليا من يدها وقالت لها بعنف:
- هو انتي مش بتحرمي انا مش لسه مزعقه لك وقلت لك ما بتتكلميش مع حد غريب
نظره نور لكامليا نظره ارعبتها وقال بحده:
= خير يا كاميليا في ايه اسيل مش حد غريب اسيل صاحبه بيت هي ومتربيه في البيت ده اسيل ما تعتبرش حد غريب عننا
أجابت كامليا ببرود مصتنع:
- في ايه يا نور هو انا قلت حاجه واظن ديت بنتي وانا اربيها بالطريقه اللي انا شايفاها صح انا شايفه ان هي ما تنفعش تكلم حد غريب واسيل مهما كانت متربيه في البيت ده بس هي غريبه عن ماهي
الفصل السادس
نظر لها نور نظرات تحذيرية ولكن كامليا رمت بنظراته عرض الحائط واكملت استفززها باسيل التي كانت بدورها تحاول أن تسيطر علي غضبها اتجاه كامليا
قالت كامليا بعجرفتها :
- صحيح هو انتي كنتي مختفية فين طول المده دي كلها وياتري بقي اتجوزتي و لا لسه زي ما انتي
اجاب نور متسرعا دون تفكير فقد كانت غيرته تتحكم فيه
- انتي اتجننتي تتجوز ازاي هو ينفع تتجوز اصلا
حديثه لفت انتباه الجميع مما جعل الكل ينظر له بريبة انتبهت أمه لحديثه وقالت وهي تحاول قراه معالم وجه التي لا تفسر :
ومينفعش تتجوز ليه يانور اسيل بنت حلوة وصغيرة لسة ومن حقها تتجوز ولا عاوزها تترهبن زيك و تعتكف عن الجواز
رنت الكلمة في اذون اسيل ولكنها لم تفهم معناها ازاي معتكف عن الجواز وكامليا ايه وضعها هنا وايه الثقة الكبيرة اللي بتكلم بيها و مين الطفله دي و تقرب لنور ايه وسبب تعلقها الشديد بنور كل هذه صراعات تدور داخل عقل اسيل فقد أرهقت من كثرة الالغاز والتفكير قطع حبل افكارها وصمتها صوت ولدته تنادي عليها انتبهت اسيل وقالت بأدب:
- خير يا هانم معلش سرحت شوية
ضحكت ولده نور وقالت:
- اللي واخد عقلك اكيد جوزك صح
رفعت اسيل رأسها وقالت وهي تبعث نظرات تحدي لنور وكأنه تتعمد أن لا تريحة من اتجها وأجابت بطريقة لا يعلم إذا كانت مرتبطة ام لا قالت بحرفية وهي تبتسم بداخلها:
- لا خالص مش الفكرة في كده انا سرحت بس في الشخص اللى فاكر انه ضامنك ,دايما يزعلك,ويجرح فيك ويقلل من أي فعل بتعمله , ومش عاجبة نص اللى بتعمله, وفاكر انك هتفضل تحبه على رصيده الحلو بتاع زمان,ميعرفش إن كل لحظة بتمر عليك وانت حزين فيها بسببه بتاكل فى قلبك وف رصيده, لحد ما فجأة رصيده الحلو ينتهى " وينتهى معاه "
قالت الأم ضاحكة:
ياستر ومين بقا اللي مزعلك للحد ده
اجاب نور وقال:
= بس انتي برضوا مجوبتيش علي كلام ماما انتي متجوزة ولا لاء
رفعت اسيل حاجبها الأيسر و ابتسمت بسخرية وقالت:
- بس ولدتك مسالتنيش سؤال ده ومتهيقلي دي حاجة شخصية احب احتفظ بيها لنفسي مش من حق أي حد يسالني السؤال ده ثم قامت واقفة وقالت:
شكرا علي عشا استاذنكم انام علشان اروح لعمتي من بدري تصبحوا علي خير
وتركتهم ينتظرون لبعض
ثم ذهبت ترقد مسرعة الى غرفتها للتخفيف من عمق الغضب والحقد الذي كان يشتعل داخلها الا انه لحق بها وهي تصعد السلالم وسارع بالقبض على معصمها ومنعها من متابعه السير وقال لها بعمق:
- اظن كلامنا لسة ما خلصش علشان تهربي زي الفاره لمخبائك قوقفي كده وردي عليا عدل من غير لف ودوران مين اللي كنتي بتكلمية في التليفون
نهرت يده بشده وقالت له وهي تكمل صعود السلم
- فسر زي ما انت عاوز مش فارق معايا تفسيراتك انا مش عروسة ماريونت حضرتك بتحركها بخيوط تلعب بيها وقت ما تحب وترميمها وقت ما تحب لا فوق كده وصحصح لنفسك اسيل القديمة خلاص ماتت واللي واقفة قدامة نسخة جديدة خالص
نظر لها وقال بعدم تصديق وصعد خلفها وهو يقول :
-انتي ازي تحولتي كده فجاءة لشخص من غير مشاعر
ضحكت اسيل والتفت له وقالت بسخرية :
-البركة فين يا نور الحمد لله انت مقصرتش علمتني درس عمري كله فعلا بقيت شبه دمية منظر بس لكن من غير مشاعر وبعيده المنال ليك ولاي حد يفكر يستغلني تاني
كرر نور سؤاله لها:
= اسمة ايه حبيك ده يا اسيل انطفي
- مصمم تعرف يانور عندك الجرأة والقدرة تسمع مين بيكون حبيبي
=يعني بتعترفي أن في حد في حياتك وياتري وصلتم لحد فين مع بعض ولا برضوا ضحك عليكي بحته بورقة عرفي علشان لما يحب يرميكي تكون سهله وسريعه منا مجرب قبله بقا
وياتري الحبيب المجهول ده يعرف انك كنتي متجوزة قبله ولا وناوية تضحكي عليه
نزلت الكلمات عليها كخنجر يخترق قلبها آلاما
نظرت له بحسرة وقالت:
-صح كلامك صحيح هو فعلا شبهك في كل حاجة وموضوع أن اضحك عليه ولا مضحكش حاجة ما تخصكش يا نور دي حياتي وانا اعيشها بلطريقه اللي انا شيفها صح
وتركته دخلت غرفتها تحتمي بنفسها فقد شعرت بالغربه معه وازداد اشتياقها لابنها تود أن تحضتنة الان لتستمد منه قوتها
أغلقت باب غرفتها و ارتمت علي السرير شعور الغضب يتملكها
وقررت في نفسها الا تخبر نور عن ياسين شئ أنه لا يستحق أن يكون اب لهذا الطفل الرائع و عزمت علي هذا القرار
مر الليل ثقيل عليها و في الصباح حاولت جاهدا أن تداري ببعض المساحيق اثار عدم النوم علي وجهها ثم اتصلت بأبنها لتستمد منه قوتها فهو مركز قوة وامان لها
ضحكت فور سماع صوته يقول لها
+اهلا ماما وحشتيني كتير قوي
ضحكت اسيل وقالت بحب:
- وانت كمان وحشتني قوي جدا خالص
هترجعي امتي بقا علشان المدرسة عاملة مسابقة وعاوزه ولياء الأمور تحضر وانا هزعل قوي لو ما جتيش كفايا أن بابا مسافر وعمري ما شفته
اعتصر قلب اسيل علي ابنها وقالت بمرح
-طبعا يا قلب ماما هحضر أن شاء الله هو انا ينفع اسيب ياسو حبيبي لوحده بحبك كتيررررر
تعمدت اسيل مغادره الغرفه بعد مغادره نور للمنزل فهي لم تكن راغبه برؤيته فهي قررت العوده الى الاسكندريه ولكن دون ان يعلم قررت ان تاخذ عمتها من المشفى بعربه اسعاف مخصصه لنقلها وعزمت على الامر ذهبت اسيل الى المشفى بمفردها وعندما دخلت كانت عمتها متعبه متوتره ومزعوجه من امر ما حاولت اسيل تهدئتها والتطيب من خاطرها لكن محاولتها لم تنجح ولاحظت ان الممرضات يتابعون حالة عمتها كل نصف ساعه و ابتسامتهم المطمئنه لا تخبر بشيء انتظرت اسيل الى أن هداء الجو من دخول الممرضات الى الغرفه فجلست بجوار عمتها تقول لها :
- عمتي انا مضطره امشي النهارده عندي شغل كتير متعطل
وفجاه وبدون اي مقدمات وبدون أن تكمل اسيل باقي حديثها
صاحت العمه بقوه وهي تتمسك بأسيل بشده وتقول :
+ انتي مصممه تسيبيني هنا انتي مصممه تسيبيني اموت لوحدي ، ا دفن لوحدي خلي في قلبك رحمه يا بنتي راعي ان انا اللي مربياك ي ما تسيبني يا اصيل ما تسيبنيش للغرب هما اللي يدفنوني انا مهما كان عمتك
اجابت اسيل وهي تحاول ان تمنع الدموع ان تسقط من عينيها:
-الف بعد الشر عليك يا عمتو انا برده ما اقدرش اسيبك انا لسه مكلمه عربيه اسعاف هتيجي تاخدك من هنا تنقلك المكان اللي انا هكون موجوده فيه انا ما اقدرش اسيبك يا عمتي في اي مكان انتي فيه انا هكون فيه
قطع العمة كلام اسيل وقالت بصيغة الأمر :
+ لا يا اسيل وانا مقدرش اسيب بيتي والمكان اللي عشت فيه ٦٠ سنة من عمري انا مقدرش انا عاوز اموت علي فرشتي وادفن في ارضي انا مش هتخرك من هنا
احتدت نبرة اسيل وقالت:
-
الفصل السابع
وانا كمان مقدرش اسيب شغلي وحالي واجي اعيش هنا انا شغلي كله هناك وعندي التزمات وعندي اللي يخليني مينقغش ارجع هنا تاني
دخل نور عليها وقال فجاءة :
- ايه هو الي ميخلكيش تبقي هنا ممكن تفهمينا انا وعمتك اهو محتاجين تفسير لكلامك ايه المهم اللي يخليكي تسيبي بلدك وعمتك وما تقدريش ترجعي هنا بسبب
نظرت له اسيل بجده وقالت :
+ اظن دي أمور شخصية حضرتك ملكش تدخل فيها
رفع نور حاجبة وقال :
- انتي واعية لطريقتك في الكلام معايا وعارفة بتقولي ايه
خدي بالك يا اسيل انتي من ساعة ما جيتي عماله تختبري صبري وقوة تحملي بس اظن انتي اكتر حد حافظ نور وعارفة انك بلاش تختبري صبري لحد كده علشان عرفاني لما هطلع في غضبي محدش بيعرف يسيطر عليا فبلاش الله يكرمك استفزاز فيا اكتر من كده انا دايس علي الصبر علي قدر المستطاع بلاش تخرجي الوحش اللي جوايا انتي اللي ههتعبي فاهمة
ضحكت اسيل وقامت واقفة وقالت بسخرية:
+ نور انت مصدق نفسك لا بجد أن مقتنع بكلامك صبر ايه اللي انا بختبره و وحش ايه اللي بحضره الكلام ده كان زمان ايام ما كنت بخاف ايام ما كنت اسيل البيت الصغيرة الهبله ، اللي واقفة قدامك حد تاني خالص اسيل التانبة ماتت في اليوم اللي قطعت في ورقه ورمتها علي أرض لكن اسيل دلوقتي واحده قلبها قوي معدتش بتخاف من حد انا حطيت مشاعري القديمة في أول سلة المهملات وانا خارجة من البلد مع الرسالة اللي بعتهالي مع ولدتك رمتهم ورميت كل حاجة معاهم
انتبه نور للكلام وقال مدقق في معني جملتها :
- رسالة ايه الي بعتهالك مع امي انا عمري ما بعتلك رسائل
احمر وجه العمة وظهرت علي وجهها علامات التوتر و الخوف لاحظت اسيل ذلك و انتبه نور ان العمه تخفي عليهم شيء ما
ولكن دخول الدكتور قطع عليهم أفكارهم وكأنه طوق نجاه للعمة
تفحصها الطبيب المعالج بدقه سألته اسيل إذا كان بالإمكان نقلها بعربه الإسعاف لمكان آخر ولكنه هز رأسه نافيا لخطورة الحركة. أجبرت اسيل أن ترضخ للأمر الواقع وتجلس بجوار عمتها فترة من الزمن
خرجت اسيل من عند عمتها وهي تنعي هم ياسين كيف ستخبرة أنها لم تستطيع العوده الان ولكن قطع حبل افكارها يد سحبتها من يدها اللي الوراء وصوت يقول لها بحدة
- استني عندك انتي رايحة فين في كلام لسة مخلصش وحاجات كتير لازم تتوضح
جذبت اسيل يدها منه وقالت :
+ نور بالله عليك سبني في اللي انا فيه خلاص اللي راح راح مع زمنه بلاش نبش في الماضي انا لا عاد فيا حيل ولا جهد
- منا لازم افهم رساله ايه اللي وصلتك مني عن طريق أمي انا عمري ما بعتلك رسائل
نظرت له بحده وقالت بصوت عالي :
+بطل كدب بقا انت ايه مش بتتعب من كتر الكدب اللي انت فيه وانا مطلوب اصدقك بعد ما شوفت الكلام البشع اللي كنت كتبه انت طلعتني واحده رخيصة بس بقا شبعت كدب
- اكيد امي الي عملت كده علشان تفرق بنا لكن أنا عمري ما بعت ليكي اي كلام
+ والله جد وامك اش عرفها اللي كان بينا يا نور تعرف منين انك اتجوزتي
لحد انهاردة عمري ما هنسي كلام الرساله اللي بعتهالي كان من سطرين لكن علموا جوايا كل يوم بسمعهم لنفسي علشان لو قلبي حن اخلعه من مكانه تحب اسمعملك يمكن اكون ناسية حرف منهم بس ما ظنش أن اكون ناسية وقالت بقرف
جواز رسمي ايه اللي انتي عايزاه انا عمري ما هتجوز واحده سلمتني نفسها من غير مجهود ، انا نور ابن الحسب والنسب . لكن انتي مليكش تمن اخرك ليله وتعدي ، انا يوم ما افكر اتجوز هتجوز هايدي بنت خالتي دي اللي تشرفني قدام الناس مش اتجوز بنت الداده وكمان سلمتني نفسها بحتة ورقة تتقطع في أي لحظة فوقي لنفسك اسيل و اعرفي انتي بتتعملي مع مين حمل ايه اللي عاوزاني اعترف بيه شكلك اتجننتي انا يكون عندي ابن من الخدامة روحي شوفي مين عمل عملته معاكي و جاية تشيليني شلتك
قطع نور كلامه و جذبها اتجاه بعنف وقال وقد ارتسم علي وجه كل علامات الغضب :
- ايه ايه سمعني تاني كده حمل ايه اسيل انتي كنتي حامل لما هربتي من هنا يعني عاوزة تفهميني انك كنتي حامل مني
+ بطل تمثيل بقا وانك تعمل نفسك مش فاهم منا لما لقيتك بتبعد عني بعد آخر مرة كنا مع بعض ولما اتعصبت وقطعت الورقة بتاعتك كتبلك رسالة وسبتها علي مكتبك ان انا حامل ومش عارفه اعمل ايه في مصيبة اللي انا فيها كنت عيلة ومعيش موبايل علشان ابعتلك عليه رساله فكتبتها و سبتهالك
كان ردك بأنك سبتلي رساله مع امك وسافرت انت و هايدي شرم الشيخ سوا وانا طظ فيا انا ايه ولا انا امين انا علي رايك كنت ليله وتعدي
تذكر نور إصرار ولدته أيامها علي سفره مع هايدي لشرم و بعد إلحاح شديد وافق وكان مستغرب من طريقك الحاحها عليا
- اهدي كده وخليني اعرف اتحكم في اعصابي كويس وردي عليا عدل ووطي صوتك ده علشان بيعصبني وانتي عارفة كده كويس ركزي كده انتي لما اتهببتي هربتي من هنا كنتي حامل في ابني
+ ابنك انت اصلا ماتستهلش لقب ده علشان كده حرمتك منه ونزلت اللي في بطني علشان أنت ما تستحقش تكون اب اصلا
- انتي موتي ابني بايدك انتي واعية للكلام ده قتلت*ي ابني جوا بطنك يا اسيل قسما بالله لهتشوفي ايام تكرهي نفسك فيها تتمني الموت كل لحظة ومتلقهوش تموتي ابني جواكي
+ وفر تهديداتك دي لنفسك يا نور أنا لا عدت بخاف ولا ببكي علي حاجة قبل ما تحاسبني حاسب نفسك الاول انت اللى رمتني انا واللي في بطني في شارع مكنتش عاوز تتعترف بيه فالوم حالك قبل ما تتهمني لن قتلت ابنك
زفر نور انفاسة بضيق وقال:
- افهمي يا بني ادمه انا ما بعتش رسائل مع اي حد ولا شفت رسالتك ولا اعرف ان انتي كنت حامل اصلا
+ تعرف ما تعرفش المشاكل دي تحلها بينك وبين مامتك انا خلاص بره حياتك اصلا
اوعي تكوني فاكره يا اسيل ان هيخيل عليا كلامك العبيط ده وحق ابني اللي انت موتيه في بطنك انا هعرف اجيب ازاي بس الاول اتحري من حكايه الرسائل اللي مواصلتنيش بس الله في سمايا لو طلعتي بتكذبي وانك موتي ابني قصدي ما هخليك تتهني لحظه ولا تعرفي تعيشي وهتشوفي نور اول مره تشوفيه
+ شبعت تهديد يا نور وما حدش قال لك ان انا خلاص كبرت وبلغت سن الرشد اعلى ما في خيلك يا نور اركبوا انا ما عدتش بخاف وانا اصلا سايبه لك الدنيا دي كلها وراجعه تاني
ضحكت بسخرية وقال:
- راجعه فين معلش كده فهميني راجعه فين انت فكرك تقدري تخطي بره بوابه البلد من غير اذن مني ده انت بتحلمي يا ماما خلاص يا اسيل انت هنا محبوسه وانا جوزك و استخدم سلطاتي وبقول لك انتي حره من هنا ورائه
تمام الغضب معاها أقصاه وقالت بضيق:
+مش بكيفك يا نور والله العظيم ما بكيفك ورحمه ابويا وامي ما بكيفك تحب اوريك هعرف اخرج ولا لا
لو علي حق اثبت ان انا مراتك انا عايزاك كده تثبت ان انا مراتك
ضحك بسخرية وقال بهدوء مستفز :
- انت اللي فايتك كثير يا اسيل انا اصلا موثق عقدنا عند ماذون انا خدت الورق بتاعتي من قبل ما اقطعها ورحت وثقت العقد عند المأذون وكنت عامله لك مفاجاه بس انت اللي عصبتيني واستفزتيني ساعتها خليتيني قطعت لك الورقه وما قلتلكيش ان احنا متجوزين رسمي واي حاجه حصلت لما سبتيني هتتحاسبي عليها ولو اتجوزتي قسما بالله لسجنك لان دلوقتي مراتي على ايد ماذون كانت الورقه واقفه بس على امضتك كل البيانات جاهزه رقم بطاقتك وكل حاجه جاهزه هتوقفه على الامضه بتاعتك انا كنت جايه اقولها لك انك تمضي
وقفت ونظرت له نظرات تحمل الكثير من العتاب وقالت
بس انا لسة ممضتش يبقي العقد باطل وبردو مش هقدر تثبت أن انا مراتك
وتركته ورحلت دون أن تتلفت له
الفصل الثامن
لحقها نور مسرعا و جذبها من يدها داخل السيارة و ذهبا مسرعا الي السريا لكي يواجه والدته
دخلا سويا يبحثان عنها وجدها تجلس في شرفة السريا تحتسي قهوتها علي مهل شعرت بدخولهم وضعت فنجان قهوتها جانبا ونظرت اللي اسيل نظرات تفحصية ثم التفت اللي نور وقالت بعنف:
- خير يا نور احنا مش هنفضها سيرة بقا خلاص عملت اللي عليك وزياده وصلت اسيل بداده بدرية خلصت بقا وشوف مصالحك ولا هتسيب كل اللي وراك وتشتغل سواق توصل اسيل للمستشفي
ثم التفت إلي اسيل وقالت بصيغة الأمر:
- وانتي خدي عمتك معاكي ما طرح ما انتي قاعده هي خلاص كبرت ومابقتش حمل خدمة حد و خلاص جبنا واحده جديدة واحنا معندناش استعداد نستحملها اكتر من كده نور عمل اللي عليه وزياده لحد موصلكم ببعض
ضحكت اسيل وقالت بسخرية:
+ عندك حق يا مدام المفروض كنتم عملتم فيها زي ما بيتعمل في خيل الحكومة لما تعجز بس كتر الف خيركم انا فعلا كلمت عربية إسعاف وهينقلوها بس دكتور خذر من حركتها انا هصبر بس لحد ما تتحسن واخدها
اتعدلت الام في جلستها وقالت بأسلوب امر:
وانتي هتعملي ايه لحد ما بدرية تتحسن ما هو برضوا مش من المفروض تقعدي كل ده هنا ميصحش
تنهدت اسيل وقالت
- من غير ما تقولي انا اصلا حاجزة في فندق بس الأستاذ نور كتر خيره هو اللي اصر اجي علي هنا و انا طالعة اخد شطنتي و ماشية وتشكروا علي كل حال
زفر نور انفاسة وقال بجدية :
= ها خلصتم الاستعراض بتاع الهانم والخدامة خلاص حلو. قوي الفيلم الابيض والاسود ده نيجي بقا المهم اتفضلي اقعدي يا اسيل
نظرت الأم له باستغراب وقالت:
- في اية يانور نبرة صوتك مش عجباني واسيل تقعد ليه اصلا
قطع كلامها وقال بحده:
= ماما بعد اذنك انا سبتك قولتي اللي انتي عاوزه كله لوسمحتي محدش يقاطعني من فضلك
ثم التفت لآسيل وقال بحده :
= وانتي اتفضلي اقعدي بقا خلوني اتكلم
نظر مرة أخري لأمة وقال
= بعد اذنك ممكن اعرف ايه قصة جواب اللي انتي عطيته لاسيل من ثماني سنوات قبل ما تمشي من هنا
احمر وجه الام وظهر القلق علي معالم وجهها و تحركت بكرسيها بعيد وقالت:
- خير يا نور في ايه انت هتحقق معايا ولا اية وانا هفتكرلك حاجة حصلت من.ثمان سنوات انا معرفش انت بتكلم عن ايه وجواب ايه وهو لسة في حد بيعبت لحد جوابات انت قديم قوي في حاجة اسمها انترنت
فاض الكيل بنور فهو أعلم الناس بأمه عندما تريد أن تتوه موضوع
احتد عليها وقال :
= ماما من فضلك استني خليني اتكلم
قامت اسيل تصفق بايدبها وقالت:
+ حلو عرض مسرحي ده خلصتم انا ماشية
كشر نور و هجم عليها يود الانقضاض عليها مما جعل أمه تنضفت من شكلة فقد كان في قمة عصبيته ووصل الغضب اقساه لاول مرة تري ابنها مثل البركان المنفج*ر
اقترب علي اسيل وهو يجز علي اسنانه غيظا وقال:
= اسسسيل اقعدي مكانك دورك لسة جاي انا مخلصتش وقلتك قبل كده انتي حتي النفس اللي بتتنفسيه هيكون باذن مني خيالك مشفهوش برا السريا
كفايا انك خبتي عني خير حملك وموتي ابني في بطنك ده لوحده حسابه عسير اهدي كده ولمي الدور علشان انا علي أخري منك تمام
عوجت اسيل فاه وقالت باستهزاء وكأنها ترمي كلامة عرض الحائط ولكن كان بداخلها يترج خوفا:
+بطلت اخاف من زمان يا نور طرقتك دي مأثرتش فيا ولا هزتني و لا يمكن اكون في سجن وانا مش عارفه علشان مخرجش برا باب السرايا
قطع كلامه يغضب :
= اه في سجن يا اسيل في سجن وانا السجان بتاعك
+ أعلي ما في خيلك اركبه يا نور أنا ماشىه يعني ماشية
احتد نور عليها وجذبها بحده للجلوس على الكرسي مما جعل يدها تؤلمها بعنف وقال
- بالله عليكي لمي الدور علشان متزعليش مني اكتر من كده و خلوني اخلص بقاااا من اليوم ده
قولي يا امي ايه حدوته الرسالة دي انا جيت الآخر
قالت الأم بحده :
- يعني كنت عاوزني اشوف حتة خدامة بتضحك عليك واقف اتفرج
= ده علي اساس أن انا عيل اهبل وبيضجك عليا
اعتدلت في جلستها وقالت:
- لاء وكمان عاوزة تلبسك عيل و تلبسك غلطتها واقف اتفرج عليك لا والله ميحصل و اهي غارت والبيت كله نضف منها وارتحنا كلنا
نظر ليها نور وقال والدموع تنهمر من عينيه كاسد دبيح
=حرام عليكي يا امي حرام عليكي قتلني ابني بايدك
واش عرفك أنه مش ابني وحرمتني من الإنسانة الوحيده الي قلبي حبها حرام عليكي ضيعني من عمرنا تمن سنين يا عالم هي عاشتهم ازاي وايه اللي مر عليها
ثم اكمل و هو ينظر لاسيل التي كانت تبكي بشهقات مرتفعة :
= اسيل كانت مراتي كنا متجوزين يا امي كنا متجوزين واللي في بطنها كان ابني وراح حرمتيني من اجمل شعور كان نفسي احس بيه موتي حفيدك في بطن أمه و دفنتي ابنك بالحيا انا كنت عايش وسطيكم ميت و يا عالم هي كمان حصلها ايه ليه كل ده وعلشان ايه علشان هي بنت الدادة وانا ابن عيله مهران
احتدت الام وقالت بعنف تحاول الدفاع عن نفسها؛
- لاء عندك يا نور أنا محرمتكش أنا أنقذت من الفضيحة من بنت الخدامة يعني ابنك هيكون أمه خدامة بس انت اللي عملت فيها راهب ومرضتش تتجوز كأن اللي خلقها مخلقش غيرها
جلس نور مكانه يحاول أن يسيطر على دموع وقال:
وانتي مافكرتيش تسالي نفسك انا متجوزتش ليه لحد دلوقتي يا امي
رفعت الام حاجبها وقالت:
عايش علي ذكري السنيورة طبعا
مسح نور دموعه بظهر يده وقال:
منكرش اني عشقتها فوق العشق عشق وما حبتش حد غيرها بس يا امي انا مريض ومحتاج زرع نخاع ولازم اخد عينه حد قريب مني و الدكتور محظرني من الخلفه والجواز يعني هعيش عمري كله لو عشت اصلا راهب من غير حد يمد اسمي ارتاحي يا امي لا هخلف من بنت خدامة ولا من غيرها
شهقت اسيل ووضعت يدها علي فمها ونزلت دموعها دون ارده منها وقالت بصوت مرتعش فاهي أيضا تعشقه بشده فهو حبها الاول والاخير قالت :
+ امال مين البنوته الصغيرة اللي مع كامليا مش بنتك برضوا
قال نور ييأس وهي يقوم من مكانه :
= لا دي بنت كاميليا. كاميليا اتجوزت سنة واطلقت
ثم وقع مكانه دون منطق
جرت اسيل عليها فهو حب عمرها وأبو ابنها جرت بلهفة عاشق محب بلهفة حنين وشوف
قالت اسيل باكية نور نور اوعا تسبني انا عمري ما حبيت حد غيرك ولا حبيت حد قد ما حببتك اصحي احنا لسة في حاجات كتير معشنهاش سوا قوم علشان خاطري بقا. نور نور قوم يا نور
ثم التفت حولها
اسعاف حد يكلم الإسعاف بسرعة نور بيروح مني حبيبي بيروح اخلصوااااا
كل هذا وأمه في حاله من الذهول و هي تجلس علي كرسيها المتحرك وكأنه فقدت النطق والحركة
جرت كاميليا علي صوات اسيل مسرعة فاهي كانت خلف الباب تستمع لكل الحديث
وقامت بالاتصال بالاسعاف
ركبت اسيل سيارة الإسعاف مع نور وهي تبكي بحرقة وتمسك يده و جري كل ما في المنزل علي المشفي ساعدت كامليا خالتها وذهابا بالسيارة وراء سيارة الإسعاف
كانت امة تعض أصابعها ندم و القلق علي ابنها يكادو يقتلها ظلت كامليا تنظر لها خلسة وهي تقود السيارة
وعلي الجانب الآخر تجلس اسيل بجوار نور ودموعها تتساقط على وجه وهي متمسكة بيده بشده وتقول بحب :
اوعا ينور تسبني تاني انا بجد تعبت قوي من غيرك لازم تقاوم وتقوم علشان عندي ليك هدية مش هتصدق نفسك علشان خاطري يا نور اجمد كده وقاوم انا بحبك قوي
الفصل التاسع
دخل نور المستشفي مسرعا علي غرفة العناية فكانت حاله خطيرة
وقفت اسيل أمام الطبيب المتابع لحالته تستمع لما يقول
انا قلتله حالتك بتتأخر ومحتاج حد يتبرع بالنخاع بس لحد دلوقتي مش لقيت حد متطابق
قالت اسيل للدكتور :
+ اعمل كل الإجراءات وبليل هيكون عندك المتبرع
وقف الجميع ينظرون لها باستغراب
فاهمت الام ما تنوي اسيل فعله وقالت :
-انتي لسة محتفظة بيه صح مامتش في بطنك
هزت اسيل رأسها
جرت اسيل تمسك هاتفها وتتحدث مع هند صديقتها وقالت جملة واحدة:
+ تعالي انتي وياسين علي أول قطر بسرعة ملحقتيش القطر اجري عربية مخصوص يا هند بسرعة ياسين لازم يكون باسرع وقت ممكن
- خير يا اسيل قلقتيني
+ مش وقته اعملي اللي قلتلك عليه بسرعة
وقف الجميع أمام باب العناية المركزة وهم في حاله قلق كبيره وبعد عدة ساعات دخلت سيده بصحبة طفل صغير يشبه نور لدرجة ملفته للنظر
لمح الطفل أمه من بعيد ابتسم
جري عليها يحتضنها حملته اسيل الي حضنها وكأنها لم تراه منذو اعوم
نزلته اسيل و اخدته من يده اللي جدته التي اول ما رأيته جلست تبكي وتحضنه بشده فهو كان يشبه نور لدرجة كبيرة جدا
خرج الطبيب يستعجل جرت اسيل عليه وهي تحمل ياسين وتقول؛
+ ابنه يادكتور اظن ده اكتر مناسب أنه يتبرع له صح ابتسم الطبيب وكأنه وجد طوق النجاة أخذ ياسين منها وبدا بأخذ العينة التي طلعت فعلا متطابقة له بدأ تحضر ياسين للعملية
اقترب منه امه اطمأنه وتقول له :
+ ياسو حبيبي مش انت كان نفسك تشوف بابا اهو بابا دلوقتي هو اللي محتاج لك قوي بابا كان مسافر علشان كان تعبان ودلوقتي هو رجع ومحتاج منك مساعده هياخده بس منك حبه دم علشان يديهم لبابا علشان بابا يرجع يعيش وسطينا تاني
ابتسم ياسين لها وهز راسه وقال:
+ انا نفسي قوي اشوف بابا يا ماما بجد بابا هنا يعني انا كده هشوفه اقعد معاه واتكلم معاه هينفع يلعب معايا هينفع يجي معايا المدرسة علشان صحابي يشفوا
نزلت دموع اسيل بشده و دموع جدته التي كانت تسمعه دون أن يشعر بيها احد والندم علي ما فعلته يمتلكها
دخلت أحدي الممرضات تاخد ياسين معاها
ظلت اسيل في الخارج تنظر نور وياسين و القلق قتلها اقتربت منها كاميليا تقول لها بشفقه عليها لاول مره:
- اهدي يا اسيل هيخرجوا أن شاء الله الاتنين بخير بس تعرفي برغم كل اللي انتي في انا بحسدك قوي
تعرفي انا كان نفسي اعرف انتي فيكي ايه زياده عني علشان نور يحبك الحب ده بالعكس أنا يمكن اكون احسن منك في حاجات كتير بس نور ما كنش شايف غيرك برغم كل المحاولات والاغراءت اللي كنت بعملها هو عيونه شايفة حد واحد بس حتي لما هربتي وسبتي كل حاجة قلت خلاص هرتاح ونور هيكون ليا انا لوحدي بس برضوا معرفتش امتلك نور علشان عيونه وقلبه كان ملكك وبعد وقت طويل فاهمت أن امتلاك الروح اقوي من امتلاك الجسد و روحك كانت متملكة من نور جدا لدرجة أنه كان بيتفسك
زي ما انتي كمان دلوقتي بتتنفسي نور عرفت ليه نور مش شايف غيرك علشان الرابط بنكم روح مش جسد
تعرفي اسيل قبل ما تجوز بيوم سألته سؤال قلت يمكن اشوف بريق امل منه وافركش الجوازة سألته وقلتله :
حببتــــــها ازاي يا نور كل الحب ده وهي بعيــــــد.ه عندك
تعرفي قالي ايه لو سمعتي اللي قاله :
=أنا شايفها بقلبي .مش بعيوني. لمســــها بروحي .مش بكفي
اتنفتسها احساسي..لا بــــرؤيتي لها
رجعت سألته تاني بإصرار منا كنت هتججن انتي هربانه منه وهو لسة بيعشقك قلتله :
- وانت شايف أن هي تستحق منك كل هذا الحــــب
عارفو قالي اي
+ اه يا كامليا اسيل بتكون عشــــــقي الأبــــــدي
وأنا أسمـــتها نبــــــض قلــــــبي
وبعدين سرح بعيد و اغمض عينه وقالي ؛
عارفة يا كاميليا عاوزه تؤلمي حد وتوجعيه سبيلوا ذكري حلوة في حياته و كوني واثقه تماما أنه كل ما يفتكر الذكري السعيدة دي هتؤلمه قوي اكتر من الذكري السيئة بكتير لأن ندمه عليكي هيحطمه ويخليه يشعر كل شوية أنه ضيعك من أيده
ساعتها عرفت أن بلعب في قضية خسرانه وانك كسبتي باكتساح وان مهما اعمل مافيش فايده اتجوزت وبعدت عنه سنه بس مقدرتش اكمل ولما رجعت لقيته علي نفس الحال كل يوم صورتك معاه بيكلمها بالساعات حبك تملك منه كله
شهقت اسيل من كلام كاميليا جعلت كل من كان يالمشفي يلتفت لهم وفجاءة فتح الباب وخرج الطبيب يبتسم لهم مما جعل قلب اسيل يخفق بشده جرت مسرعه. نحو الطبيب الذي طمأنها عليهم مر اسبوع علي هذا الحدث
دخل ياسين بصحبه اسيل علي نور غرفته رفع نور عينه اتجاه ياسين وحاول الوقوف ولم يقدر جرت اسيل عليه بلهفة وعشقها تفضحة عيونها
استنشق نور ارئحتها داخله وقال لها بعشق :
= سامحيني يا عشق قلبي علي كل اللي عدا
نظرت له اسيل وقالت له:
+وانت كمان سامحني يا نوري علي كل حاجة عملتها
=مسامحك يا نبض قلبي بس اللي مأثر فيا انا ما كنتش مع ياسين في كل اول حاجة في حياته اول ماشية أو سنه اول كلمة
حضنتة اسيل وقالت :
وانا مصورة كل ده فيديو علشان تشوفه قوم انت بسلامة بس الاول
اقترب ياسين من نور وقال له:
بابا انا كان نفسي اشوفك قوي من زمان ماما كانت بتقولي انك مسافر وعندك شغل كتير كنت بزعل قوي ونفسي كنت تروح معايا المدرسة
هزت الكلمة كيان نور و نزلت دموعه
قالت اسيل :
خلاص بقا يا ساسو بابا تعبان و هو كان غصب عنه علشان ظروف شغله واهو خلاص رجع
ثم رفعت اسيل ياسين ليقبل نور
جلست اسيل بجوار نور أسبوعان اللي أن تشافي تماما
خرج نور من المشفى بصحبة اسيل وياسين وعلي وجهك ابتسامة فرح دخلا الفيلا ولاحظوا حركة غريبة
نظرت اسيل لنور وقالت:
+خير هو في ايه في حاجة مش طبيعة
رفع نور عينة وقال بدون اهتمام :
=عادي كبري دماغك تلاقي كاميليا عاملة حفله من حفلتها اللي مش بتخلص تعالي طلعيني الاوضه عاوز ارتاح
جاء صوت من خلفهم بقول بمرح :
-ترتاح فين تعالي بس انا عاملة حفله جنان
التفت نور لمصدر الصوت وقال:
= مش وقت جنانك خالص يا كامليا انا تعبانه وبجد محتاج ارتاح
قالت وهي تجذبه من يده :
- تؤ تؤ مش وقت راحة خالص تعالوا بقا
ذهبا معا ليتفجاؤا بالماذون يجلس وتجلس بدرية عمت اسيل التي جرت عليها تحتضنها
وتم كتب كتابهم وكل منهم يبعث للآخر نظرات اشتياق وحب
وبعد يومين اعد نور حفل زفاف كبير لاسيل و احضر لها فستان زفاف روعة وكانت اجمل عروس احتضن نور زوجته وابنه وبدأو حياه جديدة يتوجها الحب وايقنوا أنه لم يفوت الأوان بعد وان الحب لا عمر له مدام القلب ينبض
دخلت لا عمر للحب
تمت
تعليقات
إرسال تعليق