رواية رجوع الى الهوية الفصل 19-20
رجوع الى الهوية
الفصل 19-20
وقفت مكانها وهي تطالع الباب الذي خرج منه بصدمه قبل ان تضع كفيها علي وجنتيها بهلع وارتباك لتذهب مسرعه الي الحمام بغية تغيير هذا الفستان الكارثي !
" واخيرا اتيتما؟! "
قالها خافيير ممتعضا من تأخر سام ومليكه ثم دقق النظر الي وجهيهما فوجد ان كلاهما يبدو عليه الارتباك وبعض الصدمه! ..وايضا لا يتحدثان او ينظران الي بعضهما فقال متوجسا
: هل حدث شيء بينكم!
تحدثا في الآن ذاته ليقولا بإندفاع زاده ريبة
: لم يحدث شيء!
نظرا الي بعضهما بإرتباك ليبعد كلا منهما عيناه بسرعه!
تحدثا مع خافيير لمده وشكه ينقلب ابي يقين روايدا رويدا ثم صعد كلا منهما ليتحضرا لحفل اعلان خطوبتهما!
مساءً اكتظ المكان بالحضور وكان سام في غرفته يرتدي ثيابه ويتجهز للنزول مع مليكه ..زوجته شرعا! امرأته وحده .
ابتلع لعابه بتوتر وهو يتذكر هيأتها بالفستان الذي صممه !
شعرها حين انساب كالشلال علي كتفيها وكل شيء بها ! يا الله ما اجملها !
سام لم يكن رجلا يميل للعلاقات المتعدده لكن مجال عمله كمصمم بالطبع مكنه من رؤية إناث فاتنات ،
اشد فتنة من مليكه بمراحل لكنه لم يقف أمام احداهن مرتبكا مهزوزا ابدا كما حدث امام مليكه !
تنهد بإرتباك وهو ينظرالي نفسه في المرآة قبل ان يبتسم راضيا عن شكله ليخرج من الغرفه ليقف امام غرفتها بإرتباك وهو يستمع الي صوت ريزا الضاحكه من الداخل وهي تمدح مظهر مليكه !
تحمحم بالمزيد من التوتر فهو لم يتحدث اليها منذ.. منذ رؤيتها بهيأتها المهلكة تلك !
اعترف داخل نفسه انه اكثر من راض بإحتشامها وانه هو وحده من يحق له ان يراها بهذا الشكل !
سار مبتعدا عن غرفتها مبتسما براحه ..اخيرا صارت له ..ليس كليا لكن لا بأس! هناك تقدم لا بأس به!
كان يقف الي جانب بعض الرجال يتحدثون معا ووقف اباه معه كذلك ليقول جيرارد بخفوت
: لقد حان الوقت استعد!
دق قلبه بسعاده ليلتفت الي السلم ما ان تغيرت الموسيقي الي اخري اكثر هدوءً وقد خفت الاضائه الي حد ما ليري جده يقف اعلي السلم ممسكا يد مليكه مبتسما وهو يهبط بها السلم وسط تصفيق الحاضرين
وقف هو امام السلم يطالعها بشغف لم تنتبه له فهي كانت مشغوله بإرتباكها وسط كل هذه الاعين وبين فستانها الضخم قليلا كي لا تقع فتصبح اضحوكة في يوم كهذا ليزداد بؤسها اكثر واكثر!
اخيرا وصل الجد امام سام وهو يمسك يده ليضع يد مليكه بها !
ارتجف قلبه وابتسم ثم ضحك بخفوت مسرورا ! هذه اول مرة يمسك يدها وهي غير قادرة الان علي زجره او دفعه بعيدا عنها .
اصبح هو الوحيد الذي من حقه لمسها!
نظرت له بتعجب لكنها لم تعلق ثم اجفلت حين شعرت بيده تضغط علي يدها بلطف وهو يرفعها قليلا مقبلا اياها ثم استدار ومازالت يده ممسكة بيدها ليسير بها بين الحضور مستمعين الي عبارات التهاني والمدح من الجميع .
في هذه الليله كان سام مختلفا للغاية معها مما جعلها تتعجب وهناك شعور بالخطر يدق داخل رأسها من معاملته تلك ولكنها عادت لتفكر ..ربما افعاله تلك فقط للحفاظ علي المظاهر العامه امام الجميع! ..البسها خاتما ماسي راقٍ ضخم عكس خاتم فادي الرقيق الذي رفضت خلعه وهي تنظر له بتحذير فهمه وتقبله بحزن فائق حاول التغلب عليه!
بعد مده جلس كلاهما في الشرفه بعيدا عن ضوضاء الحفل وهما يطالعان السماء وكلا منهما شاردا في مكان اخر !
مليكه كان فكرها مع فادي وهي تمسك خاتمه وهو في اصبعها بقوه وكأنها تطلب العون او الصفح منه!
كل هذا تحت انظار سام الشارد بها وهو يراقبها بطرف عينه وهي ممسكه بخاتم فادي!
تنهد بثقل ! حقا!! هذا الخاتم الذي يكاد يكون في سُمك الشعره اكبر اهمية بالنسبة لها من خاتمه الذي اختاره بعناية فائقه لأجلها! حسنا لذاك الفادي مكانة كبيرة في قلبها لكن ماذا عنه؟!
قاطع شرودهما صوت مليكه وهي تسأل بهدوء
: ما اخبار قضية الميراث سام! لم تخبرني ؟
قال لها بإبتسامة فاتره
: كل شيء يسير حسب الخطه لا تقلقي! وبعد شهرين من الان سنباشر في بناء باقي الابنيه الباقيه .
اومأت له مبتسمة براحه لتقول بإمتنان
: شكرا لك سام! انت لا تعلم مدي اهمية هذا الامر لي! ..اااه لو كان فادي معنا الان يشهد ما سيحدث!
غمض عينيه بغضب وغيظ وهو يبعد وجهه عنها دون رد حتي لا تلمح غضبه الجم .
انتهي الاحتفال اخيرا وغادر الجميع الي غرفهم وها هو سام يسير علي مهل بجانب مليكه في الرواق نحو غرفهم كذلك .
وقفت مليكه امام غرفتها لتنظر الي سام مبتسمه لتقول
: تصبح علي خير سام ..الحفل كان رائعا وهذا الفستان جميل جدا ايضا!
وقف امامها مبتسما بسخرية من هذا الحال ليقول
: وبالنسبه لخاتم خطبتنا اليس له اي اهمية لتتحدثي عنه!
نظرت له بتعجب وهي تحاول ان تفهم معني كلماته تلك لكنه قالت بإحراج
: بالتأكيد هذا اروعهم سام ..زوقه راقِ للغايه ! انا فقط متعبه ولم استطع التركيز علي كلماتي! ما بك تبدو وكأن هناك ما يضايقك!
تنهد بحزن لاحظته ولم تفهمه لكنها اجفلت وصعقت تماما حين اقترب منها يحتضنها مقبلا رأسها ليقول
: تصبحين علي خير لا تشغلي بالك سأكون بخير!
ودخل غرفته دون ان يترك لها فرصة
للرد فهو لمح غضبها ورفضها لما فعل لكنه لم يشأ ان يترك لها فرصة الاعتراض!
صباحا جلس الجميع علي الافكار وكانت مليكه تتميز من الغيظ بسبب فعلة سام امس! يتوجب عليه ان يعرف ان هذا ليس من حقه !
" صباح الخير"
قالها سام بنشاط وابتسامة مشرقه جميله زادت من حنق مليكه لكن ما جعلها تكاد تفجر له رأسه هو حين ذهب بإتجاهها مقبلا رأسها ثم جلس في مكانه مقابلا لها
كادت ان تمطره بسباب لازع لا نهاية له لكن جدها تحدث اولا بإبتسامة فرحه بعد رؤيته لهذا المشهد قائلا
: صباح النور ياعزيزي ! تبدو نشيطا اليوم !
تنهد سام ليقول وهو يرتشف قهوته بتلذذ
: انا بخير حال ياجدي! وحقا لا ادري من اين لي بكل هذا النشاط !
نظرت له مليكه بنزق لتقول ببعض الحده
: هل صليت الفجر والضحي!!
اجفل من حدتها تلك ليقول بإرتباك
: اا اجل لل لقد صليتهما ! ..اقسم ..ما بك تطالعينني هكذا!
كانت تنظر له والشرر ينطلق من عينيها ليقول الجد لها بتعجب
: ماذا بك مليكه! تبدين غاضبه !
تحمحت مليكه لتقول
: لا شيء ياجدي..انا فقط اخشي عليه من ان ينسي !
اومأ لها الجد وهو يطالعها بريبه! تري ما الذي جري بينهما!
" كيف تجرؤ علي هذا الفعل !!"
قالتها مليكه بحده بعدما سحبها سام خلفه الي مكتبه في دار الازياء خاصته وقد اغلق الباب لكي لا يصل صوتهما لأحد ليقول ببعض الغضب
: اي فعل! هل اصابك الجنون! انتِ شرعا زوجتي! لم اعلن اسلامي لذاك السبب! ما الذي حدث ان قبلت جبهتك او امسكت يدك او احتضنتك!!!
قالت بصراخ وغضب عارم
: ليس من حقك!! انت مسلم علي الاوراق فقط لا غير! انت لا تصلي وانا اعلم هذا ..لم تترك شرب الخمر والنبيذ ولا تحاول الانكار! حينما احتضنتني امس كانت رائحتك كالخمر! ..لا حق لك بي طالما انت كاذب بهذا الشكل ! شرطي كان واضحا سام ! كن مسلما سأكون زوجتك ! غير ذلك لا حق لك حتي في لمس يدي!
تحدث سام بيأس صارخ
: انا احاااول ! احاول بشتي الطرق تقبل هذا الدين ..اصلي ..صدقا اصلي لكن قد يفوتني اغلب الفروض انا معترف لكنني احاول! وايضا انا لم اشرب اي كحول بالامس او نبيذ او ايا من هذه الاشياء اقسم لك! لكن اتركِ لي فرصة للاقتراب منك! انا بين يديك وقد اوضحت هذا سابقا ..علميني ولكن كوني صبورة عليّ!
تنهدت بحنق وهي تجلس بتعب لتصمت قليلا قبل ان تقول بحزم
: حسنا انا موافقه! سأصبر لكن لا حق لك بي الا ان تصبح مسلما قولا وفعلا ! غير ذلك ..لن يتم هذا الزواج!
في الايام التي تلت حاول سام بجهد شديد الالتزام بدين الاسلام لكن للاسف كان يقوم بكل شيء دون الشعور به ولكن احتفظ بتلك المعلومه لنفسه وهو يحاول جاهدا الوصول الي قلب مليكه ..حتي انه اصبح يلمح لها عن حبه لها وهو علي يقين انها تفهمه ولكنها تتجاهل ذلك!
كان شاردا في مكتبه في تصميم جديد بين يديه وهو مشغول به تماما فلم ينتبه للطرقات علي الباب ففتح الطارق الباب وما كانت سوي مارلين
قالت بصوت رقيق وهي تقف خلفه واضعة يديها علي كتفيه
: لقد طرقت الباب كثيرا لكنك لم تسمع ..فيمَ انت شارد ؟!
تنهد سام وقد نسي امر نهي دسن الاسلام عن ملامسته إمرأه غريبة عنه ليقول
: كنت انهي التصميم الاخير في المجموعة الجديده ..كيف حالك..لقد عرفت انك تغيبت عن العرض الماضي .
نظرت له بلوم لتقول
:لو انك مهتم لعرفت انني اصبت في حادث .
تفاجأ ليقول بصدمه
: رباه! متي! هل انتِ بخير الان!
قالت مبتسمه وهي تجلس امامه علي المكتب .
: بضع خدوش في الوجه والتواء في يدي لكن الان انا بخير ..اووه لقد كدت ان انسي! ..هناك حفل في منزلي بعد الغد اريدك ان تحضره ..جميع الرفاق سيكونون هناك ما رأيك؟
اخفض سام وجهه مفكرا ليوميء لها بهدوء قائلا
: سأري ان كنت متفرغا ثم احادثك!
ابتسمت له مجددا لتنهض من مكانها وما كادت تخرج من الباب حتي وجدا مليكه تقف علي الباب تنظر لهما بجمود يعرفه سام جيدا !
رجوع إلى الهوية
٢٠
طالعتها مارلين ببعض التوتر من جمود نظراتها لتعود وتنظر الي سام فوجدته يطالع مليكه بذات الجمود!
استأذت ورحلت بينما بقي سام ومليكه يطالعان بعضهما بصمت ! كان سام يخفي خلف جموده رعب حي من ما قد تقوله مليكه الان! تحدث بهدوء مبتسما بصعوبه ليقول
: لمَ تقفين هكذا تعالي!
تقدمت لتقف امام المكتب تطالعه ببرود هاديء لتقول وهي تنحني لتستند الي المكتب
: كم الف مره تناقشنا حول الفرق بين الرجل والمرأةفي الاسلام! كم مره علي تذكيرك بكونك الان مسلما وكم مره علي ان الفت انتباهك الي اقترابك الغير مقبول والحرام شرعا من نساء اخريات!
اغمض عيناه بضيق ليقول
: لقد نسيت .اسف سأعتاد مع الوقت!
رفعت مليكه حاجبها بتهكم لتقول
: نسيت! نسيت حدود الله حقا!
انتفض ناهضا بغضب ليقول بصوت حاد وهو يهم بالمغادره
: كم الف مرة علي ان اقول انني لست مثلك! مازلت حديثا في هذا الدين لذا من الطبيعي ان انسي ! لقد سئمت هذا الاسلوب .
خرج والغضب يتطاير من عينيه ! مهما فعل هي لن تراه ! هي تحاول ان تجعله نسخة من فادي ليس إلا دون وضع اي اعتبار له او لظروفه المختلفه!
قاد سيارته بعيدا وهو يحاول تصفية ذهنه فهو مقدم علي عرض ازياء جديد وهو لم يكمل تصميماته بعد
ذهب الي المطعم الذي عمل به سابقا ..كان بحاجة للبقاء هناك بين من يعرفونه لينسي كل الضغوطات حتي ولو مؤقتا!
بالفعل حاز علي ترحيب حار من الجميع وجلس معهم علي طاولة مشتركه كبيره وهم يتناولون الطعام والشراب لكن سام رفض وهو يخبر النادل ان يحضر له مشروبا غازيا بدلا من الكحول !
اصبح الشباب المتواجدين يلتقطون الصور مع سام بفخر وسعاده لوجوده معهم وفي لحظات انتشرت الصور عبر مواقع التواصل الإجتماعي!
مساءً حين عاد كان قد هدأ قليلا وقد احضر باقة ورد الي مليكه لمصالحتها ..ايا كان ما حدث هو لا يمكنه الغضب منها او اغضابها ابدا !
ابتسم بتوتر وهو يطرق باب شرفتها قائلا
: مليكه ! هل انتِ مستيقظه؟!
اتاه ردها بعد برهه وهي تفتح الباب وقد ارتدت العباءة والحجاب مما اثار امتعاضه لكن لابأس! ما يعنيه الان هي نظرة التجهم التي زادت حدتها منذ الصباح!
ابتسم لها بإعتذار وهو يمد يده بالزهور لها قائلا
: اعذريني علي صياحي في وجهك صباحا كنت مضغوطا بسبب العمل !
تجاهلت يده لتقول بتجهم زاد من ظلمة عينيها
: اين كنت سام!
ابتلع لعابه بتوتر ليقول بضحك وهو يتعداها ليدخل غرفتها بإتجاه الفاز الموجود علي الطاوله ليقول وهو يضع الزهور بترتيب داخل الفاز
: ااه تقبلِ الزهور اولا ثم قولي شكرا ثم اسألي وسأجيبك!
التفت لها ومازال مبتسما ليقول
: كنت اشعر ببعض الغضب والحزن والتوتر لذا ذهبت الي مطعم هانزو الذي عملت به قبلا للتخلص من الضغط .
كتفت ساعديها لتقول
: وهل يتضمن التخلص من الضغط الجلوس بين النساء وتناول الخمر!
اتسعت عيناه ليقول بصدمه
: كنا مجموعة كبيره من رواد المطعم ! انا لم أجلس بجانب النساء ..من كانو بجانبي كانا شابين ! ولم اتناول الكحول ..لقد طلبت كوب مشروب غازي اقسم!
ضحكت بإستخفاف لترفع الهاتف في وجهه ليري الصور التي التقطها الشباب وكاد ان يصيح مدافعا عن نفسه لكنها قاطعته قائله
: الكوب الذي امامك يحوي خمرا ليس مشروبا غازي ! ثم من تلك التي وقفت خلف ظهرك وتضع يدها علي كتفك! انت كاذب ياسام! انت لم تنفذ حرفا من تعاليم دين الاسلام! كنت اراي في عينيك رفضك التام للدين لكن اخبرت نفسي لما لا اترك له بعض الوقت عله يستجيب لكن لا فائده ..لن تتغير ابدا .
تحدث بصوت بدا باهتا ليقول
: اقسم لك لم اشعر بها! وانا لم اشرب الكحول ..اجل كنت اشربه منذ مده ولكن لي اكثر من شهر لم اضعه بفمي..انا احاول ان اقوم بكل ما يتوجب علي فعله يامليكه صدقا ! فقط طلبت منك وقتا كافيا!
صرخت به
: كم وقتا تريد بعد ها!! هل تعرف منذ متي تقول تلك الجمله! ما تقوم به يسمي خيانه! حين اجدك تجلس بأريحة مع مارلين بتلك الطريقه فهي خيانه حين تشرب الخمر ثم تقسم انك لم تشربه خيانه..الكوب كان امامك ! انت لست مسلما ..انت لن تكون مثل فادي ابدا
اتقدت عيناه بالنيران ما ان استمع الي اخر جمله فجذبها من كتفها ليصيح بغضب جم اجفلها
: فاادي! كل شيء فادي فادي فاادي ! اتتهمينني انا بالخيانه! اجل هي مرة واحده شربت بها الخمر وكذبت ولم افعل بعدها! مارلين وحقا قد كان سهوا مني لكن خيانتك انت ما مبررها!! ان تكوني علي ذمة رجل بينما تهيمين عشقا بأخر وبكل تبجح تفتخرين بهذا الامر امامي ! حبي لفادي ..فادي فعل ..فادي اصلحني ! الم افعل انا كل شيء استطيع فعله لأجلك ! لقد تركت ديني لأجلك! ذهبت لعائلتي لأجلك ابتعد عن كل ما يغضبك ..لم اتقبل الدين بقلبي بعد لكنه بعقلي واحاول جاهدا لأجلك ! انا لم اولد مسلما لأكون مثلك ومثله!
كل الوقت لا كلمة في فمك سوي فادي كان افضل ! فادي كان محاطا بالمسلمين! ولد مسلما واباه كان شيخا! لو لم يكن هذه طبيعة حياته لوجدته مثل باقي الشباب في عمره ..اتعلمين لقد سئمت ..سئمتك وسئمت حالي علي تمسكي بك بينما انت تتصيدين الفرص لتركي ..ابقي معه في خيالاتك اذا ..اه صحيح كوب الخمر كان امامي اجل لانني تبادلت المقاعد مع احد الرجال لنلتقط الصور !
دفعها بعنف علي السرير ليغادر الغرفه مغلقا الباب بعنف !
بقت مكانها كما القاها تطالع السقف بأعين متسعة رعبا وصدمه مما قاله ! اكل هذا بداخله ! اهي حقا خائنه! هل ظلمته !
ما ان فاقت من صدمتها حتي نهضت مسرعه لتذهب الي غرفته لكنها استمعت الي صوت سيارة تعبر البوابه بسرعه لتنظر من النافذه بفزع لتري سيارة سام تختفي من امامها رويدا رويدا!
امسكت هاتفها بسرعه تحاول الاتصال به لكنها وجدت صوت هاتفه في غرفتها ! يبدو انه سقط منه دون ان ينتبه!
تنهدت بألم وجلست علي الكرسي في الشرفه بتعب وبقيت مكانها تنظر الي البوابه كمن تناجيها ان تفتح من جديد ليعود سالما !
ظلت مكانها تنتظره حتي اصابها الارهاق ونامت مكانها حتي الصباح ! نهضت بألم جراء نومها هكذا
اتجهت الي غرفته تطرق بابها بإرتباك لكنها لم تحصل علي رد اغمضت عينيها بتوتر لتقرر فتح الباب وتبحث عنه ولكنها وجدت الغرفه كما هي بالامس !
" حسنا قادمه"
قالتها حسناء وهي تعدل من وضع حجابها لتفتح الباب وما ان فعلت حتي توسعت عيناها بفزع ثم قامت بجذبه الي الداخل فكان في حالة يرثي لها لتقول بفزع
: ماذا حدث معك ولمَ انت هنا وحدك!
اجابها سام بنبرة متألمه
: لم اعرف احدا لألجأ له سواكِ خالتي!
اخذت تربت علي ظهره بحنو وهي تقول بقلق
: ما بك بني! هل الجميع بخير!
اومأ لها دون كلام لتسأله مجددا ما به ليخبرها ما حدث بإيجاز واعقب قائلا
: لم اعرف لمن اذهب ..ليس هناك احدا في اسبانيا قادر علي فهم ما رويته لك الان!
ربتت علي كتفه بتعاطف لتقول
: مليكه كانت وحيده! كانت تعاني دائما وانا لم اقدر علي مساعدتها ..لم استطع الوقوف بوجه احمد! لم يكن بجانبنا انا وهي سوي فادي! لذا اعذرها بني! اتعلم فادي كان يعطيني جزءمن مرتبه لأعطيه لمليكه دون ان تعلم ان المال منه ! لم تعرف سوي بعد موته لذا من الصعب عليها تقبل شخصا اخر مكانه! هي مخطئه وان كانت هنا لصفعت رأسها في الجدار فأنت مختلف وهي علي ذمتك انت الان ! لكن صدقني معها عذرها يابني!
تنهد ليقول بشرود
: لقد حاولت ومازلت احاول التقرب لها لكنها لا تتحرك من مكانها! ..انها فقط تبتعد وتختلق الاعذار لإبتعادها ! اقسم لك ياخالتي انني اقرأ عن دين الاسلام واخذت الامر علي محمل الجد واحاول تطبيقه في حياتي لكن لم اعتد عليه بعد !
قالتله حسناء بحماس
: اتعلم ! لقد وجدتها..انت لا تشعر به بقلبك لانه كان امرا واقعا عليك ! اما ان تصبح مسلما او تخسر مليكه ! لكن ...ماذا لو وضعت مليكه جانبا الان وكأنها غير موجوده وحاولت ان تتعرف علي دين الاسلام بلا ضغوطات محيطه!
عقد حاجبيه بتفكير ليرفع وجهه الي حسناء التي اتسعت ابتسامتها بتشجيع جعله يبتسم بخفوت ليومىء لها قائلا
: اذا من اين ابدأ؟!
" شهر كامل ولا احد يعرف اين هو ! هل انشقت الارض وابتلعته ياحمقي!"
قالها خافيير بغضب وهو يحدث مع الحراس الذين امرهم بالبحث عن سام ولم يجدوه ولم يعرف احدا اين ذهب!
بينما جلست مليكه علي كرسي بعيد شارده في اللاشيء وهي تمسك هاتفه بقوه وكأنها تناجيه ان يظهر !
يتبع
تعليقات
إرسال تعليق