رواية لحن الحياة الفصل الخامس وعشرون والسادس وعشرون والسابع وعشرون والثامن وعشرون بقلم سهام صادق
رواية لحن الحياة الفصل الخامس وعشرون والسادس وعشرون والسابع وعشرون والثامن وعشرون بقلم سهام صادق
لحن الحياة سهام صادق
هدوء ومكر (25)
************
دقائق أتبعتها ساعه كاملة وهي تجلس هكذا وأعين الحارسان تخترقها بتعجب... وأقترب منها الحارس بهدوء
- يافندم اتفضلي جوه هتتعبي من قاعدك هنا .. وديه أوامر واحنا لازم ننفذها
فطالعته مهرة بضيق وهي تمسح وجهها المتعرق
- افتح البوابه
ليحدق بها الحارس بيأس ..فأشعة الشمس اليوم حارقة وهي مازالت على رأيها
كان الحارس الآخر يتابعهم بعينيه وهو جالس بغرفة المراقبة ...ليتجه اليه صديقه متمتما بملل
- برضوه مصممه علي قعدتها ديه
لينظر لها الحارس الذي يدعي محروس
- أتصل بالبيه قوله ..لانها لو فضلت قاعده كده هتاخد ضربة شمس ..مش عايزين نروح في داهية
فحرك الأخر رأسه وأخرج هاتفه ليهاتف سيده
.........................................................
تنهد جاسم بسأم وهو يوقع علي بعض الأوراق لتحمل مني الأوراق من أمامه بتعجب ..فهل هذه هيئة شخص متزوج من بضعة أيام
وأنصرفت على الفور ليردف ياسر لداخل مكتبه
ناظرا له بتسأل
- في حاجه حصلت
فرفع جاسم عيناه نحوه ..مشيرا له بأن يجلس
وكاد ان يتحدث ويخبره بأشياء تخص العمل ..فقطعه رنين هاتفه
- ايوه ياجمال ..
وتجمدت عيناه وهو يستمع لما يخبره به الحارس
- ادي الهانم التليفون
فتحرك الحارس نحو مهرة التي أخذت تتملل من جلستها بأرهاق فطاقتها تحت اشعة الشمس قد خارت
ووجدت الحارس ينظر لها وهو يمد هاتفه نحوها ..ألتقطت الهاتف سريعا كي تخبره بأن يأمر رجاله بفتح بوابة المنزل لها ولكن تجمدت في جلستها وهي تسمع صوت جاسم الحازم
- انتي مجنونه في عقلك ..كلمة واحده يامهرة ترجعي على الفيلا ولما ارجع لينا كلام تاني
وأغلق الهاتف بوجهها فمعها فهم لا محايلة لا جدال
وطالعت الهاتف بصدمه ونهضت من جلسها وهي تعطي الهاتف للحارس متمتمه بضيق
- انا اصلا تعبت من القاعده هنا
وسارت بهدوء من أمام الحارس الذي وقف يطالعها بأعين متسعه.. فهي قد انصرفت بهدوء دون جدال
.................................................................
أتسعت أبتسامة ورد وهي تهبط من سيارة كنان تتأمل المنزل الذي أمامها ومايحيطه من إطلالة ساحرة
- هذا منزل العائله ورد...لقد قضيت طفولتي هنا
فألتفت نحوه ورد لتجد عيناه قد غامت بالحزن
- هازان كانت تعشق هذا البيت بشده
وحدق بالفراغ الذي أمامه بصمت ... لتقترب منه ورد تضم كفه بين راحتي كفيها وعندما شعر بضغط يدها على يده ..طالعه بأبتسامة حانيه ثم ضمها إليه بعشق يقبل قمة رأسها
- لن تمحي تلك العطلة من ذاكرتك ورد
ليخرج في تلك اللحظه رجلا بعمر الخمسين مرحبا بهم
- أهلا سيد كنان لقد أشتقنا اليك
ونظر إلى ورد مرحبا بها
- أهلا ياخانو
لتبتسم له ورد بلطف ..ويقودها للداخل بعد ان أملي علي حارس مزرعته ما يريده
لتقف ورد في منتصف المنزل .. لتطالع ماحولها بأنبهار ..فجمال المنزل بالحديقة الشاسعه التي تحاوطه كما تصميمه بسيط ورائع
- المنزل جميل حقا كنان ..اريد ان أسير بالحديقة
ليتأمل كنان سعادتها بحب ..وأقترب منها يحرك أطراف أنامله علي وجهها
- سأريكي كل شئ لاحقا حبيبتي ..ولكن الأن أريد ان أخبركي سرا
لتتسأل ورد وهي تنظر لعينيه الراغبة
- ما هذا السر
وشهقت بفزع وهي تجده يحملها بين ذراعيه متجها نحو الدرج الخشبي
- ستعرفيه حبيبي لا تقلقي
..................................................................
ضحكت مهرة وهي تقضم حبة الطماطم وتستمع لطرائف فوزية مع زوجها
- وبعدين يافوزيه عمل ايه جوزك
فأتسعت أبتسامة فوزيه وهي تقلب الطعام ثم زفرت أنفاسها بهيام
- باس راسي في وسط اهل الحارة كلهم ..وعزمني علي أكله كباب وكفته انما ايه
لتنظر اليها مهرة بتعجب متسائله
- يعني بعد ما ضربك وفرج عليكي الناس .. سامحتيه بالسهوله ديه عشان اكله يافوزيه
فهتفت فوزيه وهي مازالت علي وقفتها
- ماهو صالحني قدام أهل الحارة ياست مهرة
لتضحك هدي علي بساطه فوزيه ..فهي لم تكتشف حكاياتها الا مع مهرة التي تندمج معها في الحديث
- شوفتي يامدام هدي بعد ماضربها صالحها بأكله
لتصحح فوزية الأمر مجددا
- وباس راسي كمان ياست مهرة خدي بالك .. ده منعم جوزي مفيهوش منه اتنين
فحركت مهرة حاجبيها بيأس من حال تلك العاشقة بزوجها
- الحمدلله مافيش منه أتنين
ونهضت بعدها تنظر لهدي
- عايزه مني حاجه أسعدك فيها يامدام هدي
لتبتسم هدي بحنو
- ده احنا اللي نسألك يابنتي .. احنا هنا خدامين عندك
لتضيق ملامح مهرة وهي تطالعها
- لاء مش خدامين عند حد .. انتوا هنا موظفين زي اي موظف في اي مكان
ونظرت إلي فوزية التي هتفت بسعاده
- بجد ياست مهرة احنا موظفين
فضحكت مهرة على تلقائيتها ..لتكمل فوزية بأسي
- اصل عيال الحارة بيقولوا للواد حمو ابني ياابن الخدامه
الكلمة اوجعتها بل وذكرتها بذكريات قديمه عندما كانت تأتي ورد تخبر والدتها ان أصدقائها في الحي يتهامسون عليها بأن والدتها تبيع لهم اطباق الكشري
فقد أتي وقت عليهم لا يستطيعون تكفية حاجتهم من المال القليل الذي يبعثه لهم والدهم
ومحل البقالة لا يدخل لهم الا حاجات طعامهم
فكانت والدتهم تسعي دوما في ابتياع اي شئ هي ماهرة به من أجل الا تنقصهم شئ عن أقرانهم
ولطبيعة ورد الهادئة كانت لا تتحمل اي إهانة عن والدتهم فتأتي لها باكيه
وبالجانب الأخر كانت هدي تشعر بالألم متذكرة ابنها الذي اعطته شقتها ليتزوج بها ثم طردها بعد ان كلت زوجته من وجودها مخبرة اياها أنها عالة عليهم بعد ان تركت خدمتها كموظفة خدمة في أحد الفنادق
بعدما طلب منها ابنها تركها لعملها فهو اصبح يعمل وسيتكفل بكل شئ يخصها فهو يريد ان يريحها من مشاق الحياة ولكن الحقيقة كانت كي لا تفضحه أمام عروسه وأهلها
لتتمتم مهرة قبل ان تغادر المطبخ مخاطبة فوزية
- قولي لابنك أنك بتشتغلي وبتكسبي فلوسك بالحلال... مافيش فرق بين وزير ولا بياع الجرجير كلنا زي بعض عند ربنا مش هيفرقنا غير أعمالنا
لتبتسم فورزية وهي تنظر لهدي الشاردة
- طيبه اوي الست مهرة
......................................................................
صعد جاسم الدرج بعد ان سأل السيدة هدي عليها
وأخذ يدلك عنقه بأرهاق متمتما
- استعد ياجاسم للرديو اللي هيشتغل دلوقتي
واتجه صوب غرفتها ..وطرق الباب طرقة خافته ثم فتحه
ليجد الظلام حاوط الغرفة .. فالوقت الأن السابعه مساء
ونظر للفراش فوجدها غافية ..فأقترب منها مناديا عليها
- مهرة... مهرة
فأدارت مهرة جسدها للناحية الأخري متمتمه
- امممم ...سبيني انام ياورد وافتحي انتي المحل
فجلس جاسم جانبها بأرهاق متمتما بأستياء
- يادي ام المحل اللي واخد كل تفكيرك
ووضع بيده علي كتفها
- ورد اتجوزت ومع جوزها في تركيا .. ودلوقتي انتي مش في السيدة زينب انتي في المهندسين
لتنتبه ان هذا الصوت ليس صوت شقيقتها ...وتذكرت أين هي ..فألتفت اليه وفتحت عيناها ببطئ تطالعه بأعين غاضبه
- انت دخلت عليا الأوضه وانا نايمه ازاي
فتنهد بحنق ..وزفر أنفاسه بقوة
- والله انا ليا الحق في صلاحيات كتير... بس انا اللي صابر عليكي
فأعتدلت في نومتها وفركت عيناها كي تفيق له ولحديثه
- اللي هي ايه ديه مثلا
فمسح علي وجهه بأرهاق... ورفع بسبابته يضعها على عقلها
- ده في مخ ولا زتونه
لتتجمد نظراتها على أصبعه.. ثم اشاحت بوجهها بعيدا عنه متذكرة ما فعله معها بالصباح ، ونهض من فوق الفراش ليقف يطالعها
- الواحد يرجع من الشغل يلاقي مراته مستنيه وعلي وشها ابتسامة لطيفه .. مش نايمه لاء وكمان بتقوله دخلت عليا الأوضه ازاي
وكاد ان يتجه لغرفة الملابس لتبديل ملابسه التي مازالت بهذه الغرفة ولن يفكر في نقلها فذلك الأمر لن يطيل كثيرا
- انت بتداري علي اللي عملته الصبح فعشان كده بتتريق عليا صح ..بس انا فاهمه كل حاجه
ولم يجد جاسم أمامه الا الوساده فجذبها من علي الفراش ثم دفنها بوجهها متمتما بحنق
- نامي يامهرة نامي عشان انا النهارده معنديش دماغ للعب معاكي ولا مع عقلك اللي زي عقل النمله
وتركها محتقن الوجه .. لتدفع عنها الوساده محدقه بخطاه بصدمه
- هو اتجنن ولا ايه
..................................................................
تجلس بجانب والدتها تخبرها عن رغبتها في الذهاب للفتاة التي ساعدتها في الحصول على وظيفها ..لتربت والدتها علي يدها بحب
- روحي يابنتي ..البنت ديه انا حبيتها قوي من كلامك عنها
لتحتضن ريم والدتها بحب ثم قبلتها علي وجنتها وهي تهتف
- طب هاخدلها ايه هديه ... انا خايفة اخدلها هدية متعجبهاش ومتطلعش اد المقام
لتجيب والدتها بتلقائية امرأة لم تري شئ من الدنيا الا القليل
- اديها فلوس يابنتي واه تنفعها
لم تتمالك ريم ضحكاتها من بساطه والدتها
- يا ماما ديه مرات صاحب الشركه اللي انا شغاله فيها ...اديها فلوس برضوه
فطالعتها والدتها بنظرات مفكرة متنهده بيأس
- خلاص نشتريلها مفرش من عند خالتك ام حسن
فأبتسمت ريم وهي ترفع يدي والدتها لها تقبلهما غير مصدقة طبية وبساطة والدتها في عالم أصبحت المظاهر تغلبه
...................................................................
أستيفظت ورد علي لمسات دافئة .. فأرتبكت بخجل متذكرة مع حدث بينهم منذ ساعات ..اليوم أمتلكها كنان وأصبحت ملكه قولا وفعلا ...اليوم ضاعت كل مخاوفها فكيف ستخاف من رجلا الي الآن يعاملها كالملكه
- لا تغمضي عيناكي ورد ...أعلم أنك استيقظتي
فتوردت وجنتيها وضمت الغطاء لجسدها متشبثه به ومازالت مغمضمه العينين
- لست مستيقظه
فضحك كنان بمتعه وهو يداعب وجهها بأنامله
- ومن اين يأتي هذا الصوت .. هل تتحدثين وانتي نائمه ورد
فأبتسمت بمشاغبة
- أجل اتحدث وانا نائمه
ليميل عليها بمكر ... دافنا وجهه بعنقها
- ماذا تقولون بمصر عند استيقاظ العروس وماذا تفعلون
لتفتح ورد عيناها بحنين متذكرة وطنها وعاداته وتحدثت بتلقائية
- بيقولولها صباحية مباركه ياعروسه ..مع زغروطه حلوه كده
فأبتعد عنها كنان يكتم ضحكاته بصعوبه .. ورد تتكلم بلغة موطنها المحببه للنفس
- زغروطه ياورد
فأرتبكت من نظراته وهمست بخجل
- احم .. ابتعد كنان أريد ان أنهض
ولم يجد نفسه الا وهو غارق معها في عالمها البسيط
.................................................................
انهت طعامها سريعا ثم طالعته وهو يمضغ طعامه ببطئ
- انتي هنتناقش في موضوع شغلي
ليتجنب جاسم النظر إليها ..ثم أرتشف الماء وكأنه يبلع حديثها ويرطب حلقه مما لا يعجبه
- أكيد مش هنتناقش وانا باكل يامهرة
فنظرت الي طبقها بملل
- ما انا خلصت أكلي اه وشبعت
ليضغط جاسم على شوكته وهو يائس منها ثم طالعها بتهكم
- معلش استحملي .. ممكن تقومي تعملي اي حاجه
ثم تابع بهدوء
- اقول علي حاجه اعملينا فنجانين قهوة واستنيني في الجنينه
لتبتسم له بحماس ونهضت دون جدال .. فقد بدء يفهم طباعها ويتعامل معها وألتمعت عيناه بخبث
- الصبر يامهرة... الطريق لسا قدامي طويل معاكي
ونهض من فوق مقعده بعد ان مسح فمه بالمنديل
وسار نحو غرفة مكتبه يريح رأسه قليلا ويفكر
.................................................................
حملت فنجاني القهوة داعية الله في سرها ان تكون صنعتها جيدا فهي لا تحتسي القهوة الا نادرا ولا تتذكر انها صنعتها من قبل الا مرة او مرتين بعد ارشادات من والدتها
والآن كانت هدي هي من ترشدها
وخرجت للحديقه ثم جلست تنتظر قدومه فبالتأكيد صعد لغرفته وسيأتي .. دقيقة والتها دقيقة أخري إلى ان بردت القهوة .. لتنهض من جلستها بحنق تبحث عنه لتنتبه ان حجرة مكتبه مضاءة
فأندفعت للداخل بضيق
- استنيتك في الجنينه زي ماقولت وعملت كمان القهوة واهي بردت
ليترك جاسم الأوراق التي كان يطالعها ببراءة
- معلش يامهرة افتكرت حاجه مهمه في الشغل .. هخلصها وافضالك
لتحرك رأسها وهي تطالع الأوراق التي يطالعها
- هستني قد ايه
فتمتم دون ان ينظر إليها
- ساعه كده
فزفرت أنفاسها بقوة وغادرت وهي تتمتم
- مش مشكله استني ساعه ما انا كده كده مستنيه من الصبح
...................................................................
هتفت سهير بغضب وهي تنظر الي أكرم
- بتحطيني قدام الأمر ياأكرم وبتحدد ميعاد مع الناس عشان نروح نخطب بنتهم
وتابعت وهي تلقي بجسدها علي الأريكه
- طب شوف مين اللي هيروح معاك
لتتجمد ملامح أكرم بغضب
- ليه مش عجباكي فهميني ..انا بحب ضحي وهتجوزها سامعه ياماما
لتضحك سهير ساخرة
- ابقي شوف مين اللي هيجوزك ياروح ماما
وألتقطت هاتفها علي الطاولة التي أمامها ونظرت له وهو يرحل من أمامها بغضب
- لازم اتصل بعزيز يشوف ابنه ده
لتجد كرم يردف اليها وهو لا يستطيع إسناد جسده ويحك رأسه
- صباح الخير
لتمتعض سهير من حال أبنها الآخر
- الليل بقي هو الصبح بتاعك ..
وتركت الهاتف ف عزيز لم يجيب عليها ..وأخذت تضرب على فخذيها
- ياميلت بختك ياسهير في عيالك
ليجلس كرم جانبها بملل ..ويداه تتحرك على انفه وكأنه يستنشق شيئا
.................................................................
ظلت ثابتة طيلة الوقت حتي لا تنهار باكية أمامهم
الكل يبحث لمراد عن عروس واختاروها هي لقربها الشديد منه وتنفيذه لكل ما ترغب به كي تجمع بين من تحب مع فتاة أخري ... كانت تتأمل الفتاة وتقارن نفسها بها ..هي جميله مثلها مثقفة ..لما لا ينظرون اليها لتسمع صوت الفتاة وهي تسألها
- انسه رقيه ..استاذ مراد هيجي أمتي
لترفع رقية عيناها نحو الفتاة وقبل ان ترد عليها وجدت مراد يردف لداخل المقهى وينظر بأتجاة رقية فوجد فتاة أخري تجلس جانبها وظن أنها صديقتها
واقترب منهم مطالعا رقية
- ايه يامزعجه ايه الأمر الضروري اللي طلبتيني عشانه
ثم نظر للفتاة الآخر محركا رأسه بترحيب لها
فأرتبكت رقية فماذا ستخبره الأن .. فهم اتفقوا معها علي ان تخبره انها صديقتها
- اقعد الأول وهحكيلك
فجلس بشك ..فرقية تعد له كتاب مفتوح وبعد ممطالة في الحديث فهم ما يحدث
ونظر إلى رقية التي تبدلت ملامحها وهي تري كيف الفتاة تتجاذب معه الحديث .. ولا يعلم لما أراد مضايقتها او بالأصح حاجه أخرى بنفسه أرادت ان تعرف كيف تحبه
- ممكن يارقية تسبيني شويه مع الانسه نسرين
لتبتسم نسرين بخجل فتجمدت ملامح رقية ليضحك هو
- ايه يارورو روحي علي التربيزه اللي قدامي ديه عشان تبقي تحت عنيا واطلبي كل اللي انتي عايزه
وغمز لها ليشحب وجه رقية من طريقة اصرافه لها
وداخلها يهتف
" مراد أعجب بيها وهيتجوزها اكيد "
كان يشفق عليها ولكنه تابع تمثليته بمكر
- يلا يارورو متبقيش عزول ياحببتي
دموعها وقفت متحجرة في مقلتيها ..لتنهض سريعا من أمامهم وجلست علي طاوله أخري واعطتهم ظهرها حتى لايروا دموعها
وبعد ان هدأت قليلا وقاومت دموعها ..واختلست النظرات نحو الفتاة لتجد عيناها تلمع بأنبهار نحو مراد
......................................................................
انقضت الساعه وعاقبتها أخري وأخرى وكلما ذهبت اليه ليتناقشوا في موضوع عملها أخبرها أنه منشغل
ارتشفت الشاي الذي أعدته لها هدي بنعاس وهي تتمتم لنفسها
- لا فوقي يامهرة انتي هتنامي
واخدت تفتح جفونها الي ان سمعت صوته يهتف بأسمها ..فأتجهت نحوه تسأله
- هنتكلم فين
فدلك عنقه وتثاوب بنعاس
- معلش يامهرة انا مش قادر افتح عيني ومرهق اوي خلينا نتكلم بكره علي الفطار
فتثاوبت هي الأخري وتنهدت بيأس
- استني للصبح مافيش مشكله
واقتربت منه تضع بسبابتها على صدره
- وعد
فأبتسم جاسم بهدوء وداخله يضحك
- اكيد
وصعدوا لاعلي ليتجه كل منهما لغرفته
..................................................................
استيقظت وهي تنظر للساعة جانبها متذكرة الهلاوس الكثيرة التي اقتحمت ليلتها
- مش معقول يضحك عليا
وتنهدت وهي تمسح علي وجهها
- لاء انا هروحله اوضته أصحيه واتناقش معاه أضمن دلوقتي
وهتفت بملل وهي تنهض من فوق الفراش وتخاطب نفسها
- الساعه لسا سته .. استني شويه كمان ولا أروح
ووقفت للحظات تفكر ..الي ان عزمت أمرها وأتجهت صوب غرفته
لتطرق علي باب حجرته طرقتان خافتتان ثم أدلفت
لتتسع عيناها
يتبع بأذن الله
**********
#لحن_الحياة ❤
#سيمو
دفئ بين ذراعيه(26)
***************
الفراش كان فارغ وشبه مرتب .. شعرت بالدماء تتصاعد لرأسها من شدة غضبها فبالتأكيد هو فعلا ذلك متعمدا.. وضغطت علي مقبض الباب متوعدة له
ساعة قضتها جالسة علي الدرج بعدما تفقدت الجراح الخاص بسياراته فقد أكتشفت انه محب لأقتناء السيارات الحديثة
وسمعت صوته وهو يتجه نحو الدرج ويتحدث بهاتفه ..ليغلق مع من يحادثه ووقعت عيناه عليها وهي جالسة هكذا تضع بكلتا يديها أسفل ذقنها وتحدق به
ليصعد الدرجات نحوها مبتسما بهدوء
- قاعده ليه هنا
وداعب أنفها بأصبعه ضاحكا
- مالك متخشبه كده
لم يجد منها رد رغم ان نظراتها توحي بنيران تشتعل داخلها ..فأعتدل في وقفته وأكمل صعود الدرج
- شكلك اتخرستي ..وانا مش فاضي
وعند سماع تلك الجمله اندفعت واقفه ووقفت أمامه
- لاء مش هتضحك عليا زي امبارح
وأخذت تقلده
- استني اخلص اكل ..استني أراجع الأوراق اللي قدامي ..لاء مرهق نأجلها لبكره
لتتسع أبتسامته ويمد كفيه نحو وجهها يضمه
- وماله لما تستني جوزك
وقرص وجنتيها بخفه ..وهي تقف أمامه تنظر ليديه التي تداعب بشرتها بأنفاس مضطربه .. وضحك وهو يري يدها تدفع يديه بعيدا عنها
- اه بتصرفاتك ديه هتخسري معايا
وأزاحها من أمامه متجها إلي غرفته مزيلا سترته الرياضيه عن جسده ليظهر جسده المتعرق من أثر الركض
ليجدها خلفه
- احنا لازم نتكلم
ليتابع طريقه نحو المرحاض...فأتبعته لينظر لها جاسم وهي تردف للداخل
- معنديش مشكله علي فكره
لتنظر لمكان وقوفها ثم شهقت بفزع لتندفع للخارج
وتصدح صوت ضحكاته عاليا
- ياريت تحضريلي هدومي زي اي زوجه شاطره عارفه دورها
ليتهكم وجهها وتهتف بتذمر
- لاء
فأبتسم وهو يحرك الماء علي جسده بيديه
- نفذي يامهرة اللي طلبته منك .. عشان نتفاهم مع بعض بالعقل علي موضوع شغلك وتقنعيني بوجهة نظرك الجباره يا روحي
لا تعلم لما انصاعت لطلبه واختارت له ملابسه بعناية بل وكانت سعيده بهذا الأمر
...............................................................
نظر كنان لورد التي تتحرك أمامه كالفراشة تحضر له الفطور ..وأقترب منها مطوقا خصرها بذراعيه بتملك
- صباح الخير زوجتي الجميله
لتلتف له ورد بعد ان تحكمت برعشة جسدها من ارتباكها لافعاله التي لم تعتاد عليها ..فمنزلهم الأخر تشعر بالتقيد
- صباح الخير زوجي العزيز
فيضحك كنان بقوه وهو يقضم شريحة الخيار التي وضعتها بفمه ..حتي ظهرت كلتا غمازتيه ..فتذمرت
- كنت أتمني ان يكون لدي غمازات مثلك
فتوقف كنان عن الضحك وأبتسم وهو يري تذمرها
- لا تضحك ولا تبتسم أمام أحد كنان
فأتسعت أبتسامته وهو يطاوق خصرها بتملك ..فدفعته علي صدره برفق
- قولت لا تبتسم
لينفجر كنان ضاحكا
- ما الأمر ورد ..تريدني الا أضحك والا أبتسم الاثنان معا
فحركت رأسها بمشاغبه
- أجل
ولم تشعر بعدها الا وهو يحملها بمكر
- سنري هذا الأمر في غرفتنا ورد
لتهتف بأعتراض وهي تنظر نحو الفطار الشهي الذي اعدته
- الطعام كنان أنه جميل
وضاعت جملتها الاخيره بعد ان اسكتها بطريقته الخاصه
..............................................................
كانت تتابع كل رشفة يرتشفها من فنجان قهوته بملل
وتنهدت بحنق من أفعاله معها متمتمه
- انا هادية خالص اه
فأبتسم وهو يطالعها وقد اردك أنها علي حافة الانفجار بوجهه ..وترك الفنجان جانبا وحدق بها بصمت .. لتزفر أنفاسها بقوه
- هنزل الشغل
فتمتم بهدوء
- مش موافق يامهرة
لتضرب الطاوله بقبضة يديها ..ووجدته ينهض متمتما بضيق
- اسلوبك ده لو متغيرش هتعامل معاكي ديما بالأمر .. وزي ماشوفتي أمبارح اوامري بتتنفذ
لتنظر له بغضب
- انت اتجوزتني عشان تحبسني .. انا عايزه أطلق
وتأوهت بآلم وهو يضغط علي ذراعها
- ولما اطلقك هتروحي لحبيب القلب يمكن يتجوزك وتبقي الزوجه التانيه
اوجعته عباراته فكيف يظن بها هكذا فحسين قد محته من حياتها بعد ان اخبرها أنه كان لا ينظر لها الا كشقيقه فهو راجل غارق في حب زوجته.. فحبها لحسين كان وهم ودفعت ثمنه في تلك اللعبة
التي دخلتها بأرجلها وكل هذا من أجل كبريائه الذي في لحظه حثها ان تخبر الجميع أنها أنثي مرغوب بها وليس اي شخص رجلا تعلم بأن اغلب النساء ومن اعرق العائلات ترغب به ..فجاسم جماله كان يتمركز في رجاحة عقله الذي يفقده معها
وعندما رأي الآلم ظاهر علي وجهها ..ترك ذراعها زافرا أنفاسه بضيق
- انتي ليه عايزاني اتعامل معاكي بالتسلط والأوامر
فدمعت عيناها وهي تدلك ذراعها
- انت اللي عايز تحرمني من حياتي القديمه...عشان خايف ليعيروك بيا ..
وتابعت بوجع
- وهتفضل تعيرني بحبي لحسين مع إنك متعرفش انا حبيته ليه ونسيت كرهي للرجاله معاه
عيناه كانت جامده عليها وهو يصارع أنفاسه من تلك المشاحنه التي تنفذ طاقته
- انا حبيت حسين عشان كان حنين هو الوحيد اللي معيرنيش بشكلي ولا بلبسي ... ولا اني بنت الست اللي جوزها رميها هي وبناتها ..الست اللي كل ستات الحي بتخاف علي جوزها لتخطفه منه
كلماتها اوجعته مثلما اوجعها .. لتجده يقترب منها يضمها بحنان ..انصدمت في البداية من فعلته ولكن شعور غريب اقتحمها وهي بين ذراعيه فيبدو ان هذا هو شعور الأمان الذي أخبرتها به ورد
- انا مش موافق علي شغلك في محل البقاله
وعندما شعر بتملصها منه .. ابتسم
- اسمعي كلامي للأخر
فأستكانت علي صدره تشم رائحة عطره بخمول واغمضت عيناها وهي مستمتعه بضمه إليها
- إي شغل شريف فهو بالنسبالي قمة الفخر ..بس ده لو انتي محتاجه يامهرة
فتمتمت بنبرة خافتة
- بتحاول تقنعني
فضحك وهو مستمع بتلك اللحظه متعجبا من سكونها الذي يعلم أنه هينتهي بلداعة لسانها
- اكيد بحاول اقنعك بالعقل يامهرة ..انا معنديش مشكله انك تحققي طموحك في المحاماه ..تعملي دراسات بالعكس هشجعك
فوجدها ترفع عيناها نحو غير مصدقه
- بجد
فتمتم بمرح
- لاء بهزر يامهرة
وتابع بحنان وهو يمسد علي ظهرها
- نجاحك من نجاحي .. انا ديكتاتور اه زي اي راجل شرقي في حاجات معينه بس في حاجات تانيه لاء
لتتسأل وهي غائبة معه في تلك اللحظه ... الي الآن تظن انها تحلم فهل هذا حقا جاسم الشرقاوي الرجل الذي عاشرته من خلال عملها معه
- زي ايه ؟
فطالعها مستفهما وعيناه مركزه علي عينيها التي تلمع بوميض عجيب
- تقصدي ايه !
فعادت تستكين بوداعة بين ذراعيه مما اثار دهشته
- ايه اللي حاجات اللي هتقف معايا فيها ومش هتكون ديكتاتور
فأبتسم وهو يضع بذقنه علي قمة رأسها
- زي أحلامك يامهرة ...طموحك .. رأيك مدام صح مش مجرد عند وتمرد
فأتسعت ابتسامته أكثر وقد شعرت انها تريد ات تغفو
فسمعها وهي تتثاوب
- مهرة انتي هتنامي
وكأن سحر تلك اللحظه أنتهي ..لتبتعد عنه بفزع تنظر إليه والي قربهم
- أنت ازاي حضنتني
فأنفجر ضاحكا
- ده علي اساس ان حضني مكنش عجبك
لترتبك من حديثه ونظراته .. تلوم نفسها علي ضعفها وأشاحت عيناها بعيدا عنه عائدة إلي نفس السؤال
- هشتغل في المكتب بتاعي ..وهسيب محل البقالة لشيكا
فرفع حاجبيه بتعجب
- مين شيكا ده
لتجيبه بهدوء
- شيكا جارنا في المنطقه ..هبقي أعرفك عليه
شعر باليأس منها .. وتنهد بضيق متذكرا حسين
- مدام عايزه تشتغلي تعالي امسكي الشئون القانونية عندي
لتهتف بصياح
- شغل تاني معاك لاء ..انت راجل ديكتاتور في شغلك
وكأن اليوم هو يوم الضحك ..فأشار علي نفسه
- انا ديكتاتور يامهرة
فحركت كتفيها بلامبالاة
- ايوه ..انا محبش شغل الرئيس والمرؤوس ده .. بحب ابقي مستقله بعملي الحر
فتهكم وهو يتذكر مكتبها الذي يعد حجرة ضيقها صغيره ويعلم أن موكلينها في القضايا ما هم الا اهل منطقتها البسطاء
- مكتبك اللي شبه جحر الفار ده عمل حر
وحرك رأسه بيأس ..لتتجمد عيناها بضيق من سخريته
- بتتريق عليا .. علي العموم نفذ وعدك ومتقفش قدام أحلامي وطموحاتي
وبدء رنين هاتفه يعلو .. لينظر في ساعته غير مصدقا ان حديثهم طال لتلك الدرجه فتنهد بتعب وهو يكتم صوت رنين الهاتف
- اه شوفي لأول مره بسببك هتأخر علي إجتماع
ومسح وجهه بأرهاق من مجادلتها والسير مع طريقة تفكيرها وطالعها بهدوء
- مدام رافضه الشغل معايا .. ادربي مع أستاذ فؤاد في المكتب بتاعه وبعدها هفتحلك مكتب كبير في اي مكان تشاوري عليه
اغراه اقتراحها حتي ان عيناها قد لمعت بسعاده ولكن تذكرت هدفها السامي من مهنتها هي لا تريد المال ولا الشهرة هي تريد ان تساعد الناس ومن كانت تحي وسطهم .. تقف بجانب المظلوم الضائع حقه وسط عالم ملئ بالحيتان ... وإذا ذهبت لعالم جاسم لن تحقق كل ماحلمت به
- انا موافقه ادرب مع أستاذ فؤاد بس هفتح مكتبي اللي تريقة عليه وسميته حجر الفار
وضغطت علي عباراتها الاخيره وهي تحدق به بتمرد
ليزفر جاسم أنفاسه متنهدا بقوه
- وانا موافق يامهرة .. وواثق فيكي
لم تفهم معني عباراته الأخيره .. رغم ان مغزاها كان واضح وهو حبها لحسين الذي مازال مقيما مع والديه ولم يسافر بعد
وأتسعت عيناه ثم ضحك وهو يسمعها تهتف بحماس
- والله انت راجل عسل .. وهبدء اغير وجهت نظري عنك
ليرحل جاسم من أمامها قبل ان ينفذ مخزون صبره منها
- الصبر يارب
لتحدق في خطاه متمته
- انا قولت حاجه غلط
وألتفت نحو المائدة التي تحتوي علي فطار صحي ولذيذ كانت تظنه انه في المسلسلات فقط.. وتذوقت المربي هاتفة
- المربي بتاعتهم طعمها غريب ..اكيد مستورده
..............................................................
كانت ريم تحمل الكثير من الملفات وتسير بها نحو أحد الأقسام
لا تعلم لما مديرتها غليظة معها في التعامل منذ ان انضمت للقسم الخاص بالمحاسبه والمعاملات المالية بالشركة ... زملائها يتعجبون من هيئتها البسيطه ومن دخولها للعمل في شركة ضخمة دون ان تكون مؤهله فهي من وجهة نظرهم لا تستحق هذا العمل ...وكأن الأرزاق توزع علي مؤهلاتك او هيئتك
وسقط منها ملف لتنحي لتجلبه ولحظها العثر سقطوا باقية الملفات ..لتلتقطهم سريعا ونظرات بعض الموظفين تخترقها ..واكمل حظها اليوم
ان يمر كل من جاسم وياسر من جانبها فهذا الدور
ليقف جاسم ينظر لها بجمود فترتبك من نظراته وانصرف...ليطالعها ياسر ببرود
- بتمشي في الشركه اما تخبطي في حد او توقعي حاجه
وتقدم نحو جاسم الذي سأله عن هويتها واي قسم كي ينذر مديرها لتنتبه فيما بعد
- مش عارف بصراحه .. بس تقريبا الملفات كانت محاسبات مالية ممكن تكون موظفه جديده في الحسابات
فوقف جاسم أمام المصعد وهو يحرك رأسه بتفهم
...................................................................
اتجهت إليه في وقت استراحة العمل ..لتجده جالس بأسترخاء يضحك علي حديث مشيرة التي ما ان انفتح باب الغرفة ابتسمت بمكر
- المدام باين عليها بتحبك اوي يابشمهندس
ليبتسم كريم لزوجته التي وقفت تحدق بهم بجمود ...وارخت ملامحها سريعا حتي لا تفسر مشيرة انها تخشاها ..فمن نصايح مهرة لها التي لا تعلم من اين تأتي بالنصائح تلك ..ان لا تجعل زوجها يشك بنوايا مشيرة الحقيقية اتجاهه .. حتي لا تفتح عيناه علي أبواب طريق هي في غني عنها
ورسمت ابتسامه هادئة علي شفتيها عكس مابداخلها
- أكيد يامدام مشيرة مقدرش استغني عنه
فلمعت عين كريم بسعاده وتقدم منها .. لتنهض مشيرة من مقعدها بأستياء
- نتكلم في مشروعنا مره تانيه يابشمهندس
وحملت حقيبتها لتسير بخطوات هادئة من أمامهم
وفور ان انصرفت... تحركت مرام نحو المقعد وجلست عليه ثم نهضت تتحرك مثلها بغنق
لينفجر كريم ضاحكا وهو يراها كيف تقلدها
وجذبها نحو بحب
- قولي انك بتغيري
فهمست وهي تحرك يديها علي وجهه
- مبحبش مشيرة ديه ياكريم
فضمها إليه بعشق
- ولا انا بستلطفها بس ده شغل يامرام والشغل مفيهوش بحب او اكره
فأبتسمت بسعاده فتصريحه قد اراحها
....................................................................
وقفت تفرك يديها بتوتر وهي تستمع لتوبيخ مديرتها لها
- الاهمال ده ميتكررش تاني ..مش علي آخر الزمن واحده زيك بسببها اخد لفت انتباه من جاسم الشرقاوي
فطأطأت ريم رأسها بخزي
- مش هتتكرر تاني اوعدك
لتنظر لها مديرتها والتي تدعي جيهان بضيق
- اتفضلي علي شغلك
ثم هتفت قبل ان تنصرف
- ياريت تهتمي شويه بكورسات اللغه والمحاسبه زي زمايلك علطوول بيطوروا نفسهم ولا عايزه تفضلي زي ما انتي كده ولا حاجه ..الانجليزي بتاعك سئ للاسف
فحركت رأسها بصمت وغادرت وهي لا تعلم من اين ستدفع مصاريف تلك الدورات المكلفه ... فراتبها يكفي معيشتها ودراسة أخيها وعلاج والديها
الهم أصبح مثقل علي اكتافها منذ وفاة شقيقها...
وتنهدت بآلم وهي تتذكر ذهابها اليوم لمهرة ...
.................................................................
أغلقت الهاتف بسعاده بعد ان اخبرتها رقية بأنها ستأتي إليها لتتحدث معها ... لتنظر إلي فوزية اللي كانت تقص عليها مغامراتها مع جارتها ..فمغامرات فوزية لم تتوقف مع زوجها فحسب
- وضربتيها بالشبشب يافوزيه
فتمتت فوزية بضيق
- وكان خسارة فيها و الله ياست مهرة
وتابعت وهي تضغط علي أسنانها بغل
- يعني يرضيكي تضحك عليا في فلوس الجمعية .. اه كل ما أفتكر الفلوس اللي راحت قلبي يوجعني... لاء انا هروح اضربها علقة كمان
فضحكت مهرة ...ثم نظرت إلى هاتفها الذي دق برقم غير مسجل لديها وتمتمت بسعاده وهي تسمع صوت ريم وهي تخبرها بهويتها ثم استأذنت منها لتأتي لزيارتها كي تبارك لها علي زواجها ..ونظرت هدي نحوها بتسأل
- في حد جاي تاني من أصدقائك
فحركت مهرة رأسها ... وهي تنظر لفوزيه
- نوقف النهارده مغامراتك اللي هتوحشني لما ارجع الشغل
فضحكت فوزيه كما ضحكت هدي ..لتتجه مهرة نحو الخارج متذكرة ان عليها أخبار جاسم بالأمر ففي النهايه هذا منزله
وهاتفته وهو ينهي اجتماعه ..ليجيب عليها بهدوء
- خير يامهرة
وتنهد بهدوء وهو يستمع لها
- في ضيوف جايلي .. اقابلهم هنا ولا بره ..لو هنضايقك بلاش
قاتل بحنق من تصرفاتها
- السؤال ده ميتسألش تاني ..ده بيتك انتي كمان وضيفي اللي تحبيه فيه
انتبه ابتسامتها
- شكرا... انا موافقه ادرب مع أستاذ فؤاد وبرضوه هفتح المكتب بتاعي
ليزفر جاسم أنفاسه وهو يطالع ياسر الذي مازال يجلس معه في غرفة الاجتماعات بمفردهما
- لما ارجع نبقي نتكلم .. سلام
وأغلق الهاتف ..لتنظر لهاتفها
- سلام
...........................................................
نظرت ورد للمياه بفرحه وكلما لامست قدماها الماء ابتعدت ..ليضحك كنان علي أفعالها حاملا أيها بين ذراعيه
- سنعوم ورد
لتنظر ورد حولها فالمكان كان خالي من الناس
- لا كنان أرجوك ..
ولكن كنان كان يستمتع بتشبثها به القوي
- لا تخافي ورد ... لو كان جواد هنا لضحك عليكي
فأبتسمت ورد بحنين إلى جواد الذي اعجبته الاقامه مع أبناء عمه
وبدأت رحلة تعليمه لها التي كان يملئها الضحك والمرح
.....................................................
تنهدت رقية بأسى وهي تقص لمهرة عن لقاء مراد بالعروس المختارة من خالتها وزوجها .. وكيف كانت هي الوسيط بينهم .. اوجعها ماعاشته رقية لتضمها لها بحنان
- بكره هيحس بحبك ...بس هو للاسف لسا شايفك البنت الصغيره اللي كبرت قدام عينه
ونظرت نحو ريم التي تجلس بخجل
- وانتي ياريم عامله ايه في شغلك
فرفعت ريم عيناها نحوها ..وهي تشرد في معاناتها مع مديرتها
- الحمدلله
فأبتسمت مهرة وهي تحذرها
- اي حد يضايقك قوليلي
فداعبتها رقية وهي تمسح دموعها
- دلوقتي بقت قوة عظمي
لتضحك مهرة ووكظة رقية في ذراعها
- لاء مش هستخدم سلطتي ..انا هستخدم معاهم القانون
لتتسع عين رقية
- هترفعي على شركات جوزك قضية
فأبتسمت بزهو
- اه لو ظالم هعمل كده
لتأتي هدي إليها تخبرها
- الغدا جاهز
ورغم اعتراض ريم وخوفها من التأخير علي والديها الا ان مهرة قد ارغمتها بل وحادثت والدتها ..اما رقية اتجهت لتناول الطعام وهي تمسح على معدتها بجوع
كانت جالسة ممتعه يملئها الضحك وكل منهم نست ما يشغل بالها
وانصرفت ريم مع رقية التي اصرت على توصيلها بسيارتها
انتهي اليوم بسلام وصعدت نحو غرفتها وهي تتذكر إنها الي الآن لم تنعم بحمام الجاكوزي الذي كل يوم تنوي عليه ولكن لعدم تعودها على هذه الأشياء كانت تنسي الأمر وتكتفي بأستحمامها الذي اعتادت عليه
وواعدت كل شئ وهي تهتف بحماس
- انا فعلا محتاجاك النهارده ... اما نجرب الجاكوزي اللي قرفنا بيه في المسلسلات
ومدت ساقيها ثم كان كامل جسدها أسفل المياه المعطرة بأرقي أنواع الزيوت العطرية وأبتسمت بسعاده وهي تري المياه كيف تتدفق
- لاء انا كده ممكن انام فيه
ومر الوقت وهي تشعر بالأسترخاء ومستمتعه بوجودها حتي أنها بدأت تدندن مع نفسها
...........................................
اردف جاسم بأرهاق للغرفة متعجبا من عدم وجودها فهدي اخبرته أنها صعدت منذ مدة لأعلي
وأسترقي السمع...لترتسم علي شفتيه ابتسامة خبيثة وهو يستمع لغنائها
- ياطالعة من باب الحمام وكل خد عليه خوخه
يامهرة
وحرك مقبض الباب وعيناه تلمع بوميض من المكر
يتبع بأذن الله
************
#لحن_الحياة ❤
#سيمو
لحن الحياة سهام صادق
الشركة (27)
***********
أنتهت من دندنتها وهي تسترخي أكثر في المياه الدافئة ..ومالت برأسها للخلف وأغمضت عيناها
فحمام كهذا جعلها في قمة الهدوء والراحة ..حتى عضلات جسدها المتشنجه استرخت كما استرخت هي
انفتح الباب فجأه لتلتف برأسها وعيناها متسعة
تحدق بالواقف أمامها .. وتذكرت وضعها
فهبطت بجسدها بالكامل أسفل المياه حتي أصبحت المياة تغمرها
- أخرج بسرعه من هنا
كان صوتها يخرج مخنوقا من أسفل المياه فأشفق عليها وانتشل نفسه من لحظه هيامه بها .. أراد ان يلاعبها ويتسلي قليلا وكانت النتيجة عبث بمشاعره
وأغلق الباب وأخذ يتنفس بصعوبه وهو يدلك عنقه
- هايل ياجاسم نجحت أنك تبان ضعيف قدام نفسك وقدمها
وانصرف من الغرفة فلم يعد قادر علي مواجهتها
...........................................................
كانت تقف خلف الباب تتشبث بالمنشفة التي تحيط جسدها والمياه مازالت تقطر منها ... وعندما سمعت باب الغرفه يغلق بقوة علمت أنه غادر
فتنهدت براحه وخرجت وهي تضم المنشفه بقوة بأيديها حول جسدها ..تكاد تبكي من فرط خجلها ومما حدث
وجلست علي الفراش تزفر أنفاسها متمتمه
- أكيد مكنش قصدها
وضربت علي رأسها بضيق
- انا غبية عشان مقفلتش باب الحمام كويس
ووقفت تدور حول نفسها وهي تتذكر تفاصيل تلك اللحظه تقنع نفسها أنه بالتأكيد لم يري جسدها
.................................................................
جلس في غرفة مكتبه سارحا ..يغلق الكتاب الذي بيده ثم يفتحه .. وتنهد وهو ينظر في الساعة التي بجانبه فالوقت قد اقترب من منتصف الليل وهو مازال جالس هكذا يصارع عقله بأن ينسي تلك اللحظه التي جعلته يدرك أنه راغب بها بشدة
ونهض من فوق مقعده نافضا عقله من تلك الأفكار
فمن متي كانت الرغبه تتحكم فيه ...
وخرج من الغرفة ليجدها تهبط الدرج بخفة وأرتبكت عندما رأته مازال بالأسفل
فتنحنح وقد قرر ان يتحدث في ذلك الأمر
- انتي لسا منمتيش
فحركت مهرة رأسها بصمت... وأكملت هبوط الدرج
لتقع عيناه علي بنطالها الجينزي الذي تشمر أطرافه لاعلي قليلا ونعل منزلي طفولي مضحك لا يعلم من اين اتت به .. وسلطت عيناها علي قدميها لتفهم سبب ضحكته ..فتمتمت بحنق طفولي
- بتضحك على ايه
فأقترب منها وهو مازال يطالع أقدامها
- مش عارف ليه حاسس اني شوفت الشبشب ابو صباع ده قبل كده
فعقدت حاجبيها بضيق وهي تري تهكمها علي حذائها الذي جلبت منه ألوان عده
- انا لسا أول مره ألبسه .. معجبتنيش اللي انت جيبهوملي ..ذوقهم وحش
فتعالت صوت ضحكاته وهو يرفع حاجبيه
- ذوقهم وحش ..سبحان الله دول ماركة عارفة يعني ايه
فوقفت قبالته
- ميهمنيش .. انا بحب أجيب الشباشب بتاعتي من ماركة سوق التلات
فتمتم ضاحكا
- سوق التلات
لتتخطاه نحو الشرفة الزجاجية التي تطل علي حمام السباحه ..وتدق الأرض بنعلها
- شايف بيترقع ازاي
لم يعد قادر علي كتم صوت ضحكاته وتمتم وهو يجدها تفتح الشرفة وتتجه نحو حمام السباحة
- اظاهر الجوازة ديه ليها فوايد كتيره
وسار خلفها وهو يعد فوائدها
- حرقة الدم ..الضحك... وفقد الأعصاب
ووجدها تجلس على حافة حوض السباحة وتخلع نعلها لتضعه جانبا .. وتدلي بساقيها للمياه مستمتعه ببرودة الجو في ذلك الوقت
ووقف جاسم خلفها يائس من فهمها ..
وقرر ان يخرج عن طور الوقار ويفعل مثلها
وجلس جانبها ..فتعجبت من أمره
- عجيبة جاسم بيه الشرقاوي قاعد القعده ديه
فأبتسم لها جاسم وهو يحدق بها بمتعه
- ما مرات جاسم بيه الشرقاوي قاعده برضوه كده .. فميقعدش ليه ويشارك زوجته استمتعها
فأبتسمت ف رده قد ارضي شئ داخلها لا تعرف ما هو
- أنت غريب اوي
فضحك جاسم بتسلية وهو يشيح عيناه عنها
- غريب ليه يامهرة ..انا إنسان طبيعي جدا
وتابع بهدوء وهو يلتف نحوها مجددا
- جاسم اللي أشتغلتي معاه ..غير جاسم الزوج ..لان الإتنين مافيش وجه مقارنه بينهم
فتنهدت وهي حائرة من حديثه
- مش كل الناس بتقدر تفصل في شخصيتها فشغلها ومع الناس وشخصيتها مع أهل بيتها
لتشعر بملمس كفه علي وجهها وتأملها بدفئ قد رأته في عينيه
- والدي الله يرحمه كان بيعرف يفصل بين شغله وحبه وحنانه ليا ولوالدتي ..
واغمض عيناه وهو يتذكر والدته بآلم ..فكيف تنسى ذكري رجلا كأبيه وتتزوج ولكن حدث ماحدث وانتهى فالحياه أصبحت تعلمه ان لكل شخص أسبابه
- كان ضابط في الجيش ومع ذلك كان بيعرف يحتوي عيلته ازاي
وتذكر أحد المرات التي ذهب معه لمقر عمله حينما ورغم صغر سنه حين عاش تلك الذكريات الا أنه مازال يتذكر كل شئ
- مرة صممت اروح معاه شغله ... كنت طفل صغير بس لأول مره كنت أخاف منه وهو بينفذ القرارات بحزم وهو واقف قدام عساكره والكل بيبصله بأحترام رغم أنهم كانوا بيحبوه بس بيخافه منه
وتابع ومازالت كفه تجول علي وجهها بنعومة ورفق
- تعرفي وانا صغير كان نفسي ابقي ظابط
فأبتسمت بتوتر وهي تبتلع ريقها من اثر سحره عليها حينما يتحدث بشخصيته الأخرى الحنونه
- انت كان نفسك تكون ايه بالظبط ..
وتابعت وهي تضحك بخفه بعد ان اشاحت وجهها بعيدا عنه
- ظابط ولا دكتور صيدلي ولا رجل أعمال
فأبتسم بهدوء وهي يراها تتهرب عنه بعينيها
- كان نفسي ابقي إنسان ناجح وبقيت
فضربت كفوفها ببعضهم
- اه غرور جاسم الشرقاوي رجع
فضحك بصوت رخيم
- بعض من الغرور لا بأس منه
واحاطها بذراعه .. فأنكمشت على نفسها وحاولت ان تبتعد ولكن كالعادة جذبها بحديثه
- جدتي كان حلمه ابقي دكتور صيدلي زي جارنا اللي كاتت بتحبه .. وبصراحه انا كمان كانت عجباني شخصيته... بس لما سافرت كندا لقيت نفسي ناجح في مجال تاني خالص التسويق والبيزنس
فتسألت وهي ترفع عيناها نحوه
- جدتك اللي ربتك
فأبتسم وهو يتذكر جدته الحنونه
- بعد ما ماما اتجوزت وسافرت مع جوزها
فعادت تتسأل
- وكريم
فزفر انفاسه وهو يطرد ذكرى تركها له
- سافر معاه لأنه كان لسا صغير .. اما انا كبير وراجل
تمتم جملته الأخيره بتهكم ممزوج بالألم قد شعرت به ..حتى انه ارخي ذراعه عنها وابتعد عنه قليلا
أدركت حينها ان للكل ذكري مؤلمه حين يتذكرها يتذكر آلامها
وشعر بيدها تربت علي يده برفق وأبتسمت وهي تخاطبه
- والولد اللي جدته العجوزه ربيته بقي رجل أعمال كبير وعنده شركات واسمه بقي ليه وضع في البلد كلها ..
لا يعلم لما كلماتها كانت كالبسلم علي جروح ماضيه
ووجد نفسه دون شعور يميل عليها يلثم جبينها بقبلة حنونه أرتجف جسدها لها
وابتعد عنها ينظر لعيناها فوجدها تغلقهما بقوه ..وعاد يقرر فعلته ولكن بأتجاه شفتيها
لتنقطع سحر تلك اللحظه قبل ان يقترب من مبتغاه ووجد نفسه يهوي في حوض السباحه ومهرة تركض للداخل
فضحك بضخب وهو يتكئ بساعديه علي حافة حوض السباحه
- يامجنونة كل ده عشان ابوسك
وتنهد بحب وهو يضع بكفه علي قلبه الذي يخفق بقوة
- كنت محتاجك من زمان يامهرة
................................................................
يقود سيارته وهو يرفع كفها من حين للأخر يقبله ..ويطالعها مبتسما
- سأخذك لكل مكان ذهبت له وأعجبني ..أريدك ان تشاركيني كل شئ ورد
فتوردت وجنتي ورد بخجل
- وانا أيضا
فتعجب من إجابتها فتسأل وهو يغمز لها
- هل سافرتي لخارج البلاد ورد من قبل وانا لا أعرف
فصدح صوت ضحكاتها متذكرة أحلامها التي كانت تقصها على مهرة ..فكانت مهرة تضحك عليها وتهتف بأستياء
" عايزه تلفي العالم وانتي حتي مروحتيش بلطيم ..اتغطي ونامي ياورد "
ليلتف نحوها كنان متسائلا
- ما الأمر ورد
فوضعت بيدها علي فمها كي تكتم صوت ضحكاتها
- انا لما أتجول داخل مصر كنان حتي اسافر حول العالم ..كنت اقصد حينا نسافر لمصر سأخذك لكل مكان تجولت فيه
فأبتسم بحنو ومد له ذراعه حتى تقترب منه .. فأقتربت ليضمها له وهو يركز بعينيه علي الطريق متمتما
- سأرفقك لكل مكان تريده ورد ... أريد ان تأخذني لعالمك الهادئ حبيبتي
فأبتسمت وهي داخل احضانه ..واتنفست بعمق رائحته
- بحبك كنان
فأتسعت ابتسامته
- وانا أيضا حبيبتي
وتذكر أنها إلى الأن لم تخبره سبب ضحكاتها
- لما كنتي تضحكين بقوة
فضحكت بخفه وهي مازالت على وضعها يحيطها بذراعه
- تذكرت مهرة عندما كنت أقص عليها احلامي في السفر حول العالم
فضحك هو أيضا وهو يتذكر طبيعة مهرة
- وماذا كانت تخبرك
فرفعت عيناها نحوه لتجد يركز في القياده ويحادثها
- تخبرني كيف سأسافر حول العالم وانا لم اذهب إلى بلطيم
فتسأل كنان بغرابه
- بلطيم .. هل لديكم مكان اسمه هكذا
فأبتعدت عنه وهي مازالت تضحك
- نعم .. وسنذهب إليها ونأخذ مهرة وجاسم
وكانوا قد أخيرا وصلوا إلى مسكنهم ... لتنفتح البوابة الإلكترونية فيضحك كنان
- نذهب لاي مكان تريديه حبيبتي
.............................................................
كانت فريدة تقف أمام الشرفة تنظر الي ابنها وهو يهبط من السيارة ثم يذهب اتجاه ورد ويضمها له صاعدين بعض الدرجات نحو المنزل لتضغط علي شفتيها بقوة وهي تتحدث بالهاتف
- اخرجي من احزانك سيلا وعودي من رحلتك
كنان يجب ان يعود لكي.. انا لا أطيق تلك الفتاه
...............................................................
زفرت رقية أنفاسها بحنق وهي تجد نفسها جالسة مع عروس أخرى اختارتها خالتها لمراد
وفور ان وصل مراد النادي بعد ان مارس رياضة الاسكواش المفضله لديه ..جلس علي الطاوله يأخذ أنفاسه ويرتشف من زجاجة الماء
- انسه كارما مش كده
فأبتسمت كارما بأنبهار فهي لم تتوقع ان يكون العريس بمثل تلك اللياقة والوسامة
- ممكن تقولي ياكوكو
فأبتسم مراد وهو يلتف نحو رقية الجالسة معهم
- جميله اوي كوكو ديه
فنهضت رقية تسحب حقيبتها بغل
- مهمتي كده انتهت ..هروح اتمشي شوية لحد ماتخلص اللقاء اللطيف ده
لتشير لها كارما بسعاده من انصرافها
- باي رقية
فنظر مراد إلى كارما التي تحرك اهدابها له بطريقة عجيبه
- انت جميل اوى يابيبي
فأتسعت حدقتي عين مراد
- بيبي
..............................................................
ظل يبحث عنها بعينيه ليجدها تقف بجوار سيارته تمسك أحدي المثلجات في يدها تلتهمها بشراسه
ليقترب منها مراد ضاحكا
- ايه الغل ده
فأبتلعت رقية ما تأكل ونفضت يدها سريعا
- عجبتك العروسه
ليحرك مراد رأسه بخبث
- لاء معجبتنيش ..ويلا عشان نروح
فتهللت اسارير رقية وأتسعت ابتسامتها بعد ان كانت تقف عابسة وتسألت وهي تجلس بجانبه في السيارة بفضول
- ومعجبتكش ليه
فتمتم مراد بحنق وهو يقود سيارته ويخرج من بوابة النادي
- عشان كلمة بيبي
فطالعته رقية بدهشة من حنقه من كلمة معتاده علي سماعها بل وتقولها لرفيقاتها
- بيبي !
................................................................
ابتسم جاسم وهو يراها تتناول فطورها بحماس تخبره عن سعادتها بذلك التدريب
- هدرب فترة وهتابع مكتبي برضوه في الحي بتاعنا
فحرك جاسم رأسه بيأس ..فقد كان يود ان تتخلى عن أمر ذهابها لمكتبها بالحي ..فقد فرح أنها وافقت علي اقتراحه من بدء العمل من بداية الأسبوع وظن أنه يستطيع التأثير عليها
وها هو بداية الأسبوع قد أتي وهي كما هي متشبثه بعنادها
- وجودك هنا يبقي قبل ميعاد وصولي مفهوم
فحركت شفتيها بأستياء
- ايه التحكمات ديه
فتجمدت ملامح جاسم وهو يتناول فنجان قهوته
- مهرة
فتمتمت بضيق
- انا كان مالي ومالك ومال الجواز واللعب معاك ..انا كنت قاعده مع نفسي متستته وببني كياني المرموق
لتصدح ضحكات جاسم عاليا
-كيان مرموق ايه ده في محل البقالة ولا جحر الفار بتاعك
فنهضت بضيق
- قولتلك متتريقش على طموحاتي ومشاريعي
وأولته ظهرها بحنق ..ليقف خلفها
- يلا عشان اوصلك ياام مشاريع عريق
وتقدم أمامها وهو يبتسم .. فسعادته أصبحت حين يرى حنقها ويسمع تذمرها
..............................................................
رحب بها فؤاد بحفاوة
- اتفضلي اقعدي ياأستاذه مهرة
فجلست مهرة قبالته
- انا عايزاك تعاملني كأي شخص عادي محدش متوسط ليه
فأبتسم فؤاد بسعاده
- تعرفي ان كلامك ده فرحني ...انتي كده اثبتيلي نظرتي فيكي
فأبتسمت وهي تتذكر تلك القضية التي اوكلها له جاسم
- انتي تلميذتي دلوقتي يامهرة ..وان شاء الله شغلك هنا هيضفلك خبرة كبيره في حياتك المهنية
فحركت مهرة رأسها بسعاده فهي تعلم ان عملها هنا سيجعلها تتعمق في القضايا الكبري وتفهم خبايا القانون أكثر وأكثر ..فخبرتها للأسف ضئيلة تتمحور في القضايا الصغيرة
وأستدعي فؤاد أحدهم يخبره بنضمامها لهم
لتبدء اول يوم كتعارف وفهم بعض الأمور
وأنصرفت في وقت الظهيرة وقررت ان تذهب لشركة جاسم فقد كانت قريبة من مقر عملها
..................................................................
أصرت ورد ان تطهو اليوم لكنان وتعد له طعام مصري وقد تركت لها عظيمة مدبرة المنزل المطبخ هي والخادمة الأخري لتفعل ماتريد فهي سيدة المنزل..
لتقف فريدة علي أعتاب باب المطبخ الواسع
- هذا هو مقامك وليس بجانب ابني
وانصرفت فريدة لتظل ورد ثابتة في مكانها ودموعها تنهمر على وجهها ..ف فريدة تكرهها بشده
- لماذا تكرهني هكذا
.......................................................
جلست مشيرة بجانب احداهن ضاحكة
- شاطره عايزاكي تقربي منها لحد ماتثق فيكي .. ديما تفهميها انها لازم تنجح وتبقي سيدة أعمال وان الراجل لما بيلاقي مراته شخصيتها منعدمه بيهنها
لتنظر لها الفتاه مبتسمة وتدعي بسمة مغتربة وتعمل بكندا في الشركة التي يترأسها كريم بدل من شقيقه
- متقلقيش يامشيرة هانم هي بدأت تسمعلي ..انتي متعرفيش انا عملت ايه عشان تقرب مني ..اصلها مبتثقش في حد
فأزداد ضحكات مشيرة
- كل ماتنفذي المطلوب ..فلوسك هتزيد
لتلمع عين بسمة متذكرة كيف كونت صداقة مع مرام
..................................................................
رفعت مني عيناها عن الأوراق التي أمامها وهي لا تصدق ان مهرة تقف أمامها ..ووقفت بتراحب تداعبها
- اقولك يامهرة ياهانم دلوقتي ولا يامدام
فأحتضنتها مهرة ضاحكة
- ابنك عامل ايه دلوقتي
فتمتت مني وهي تبتعد عنها
- الحمدلله بقي احسن كتير بس لسا كسر رجله ودراعه مخفش
وتابعت بأعتذار
- كان نفسي اجي اباركك كأخت في بيتك بس اوعدك اول ما ادم يقوم بالسلامه هاجي ازورك انا ومحمد والاولاد يوم اجازه كده واقرفك
فأزدادت ضحكات مهرة فهي ومني قد أصبحت هكذا صداقتهم
- تنوري
ومالت نحوها وبصوت هامس
- ونبقي نطرد جاسم
فأبتسمت مني واجابتها بنفس الهمس
- مش موجود للأسف راح يباشر مصنع الاسمده ..اه لو كان موجود هنا
فتبدلت ملامحها عندما علمت بعدم وجوده ..فقد كانت أتية اليه كالطفلة الصغيره تخبره عن أول يوم لها في مكتب فؤاد
وانتبهت على صوت مني
- تحبي تشربي ايه يامهرة
وأشارت بتحذير
- اوعي تقولي شاي
فحركت مهرة رأسها ضاحكه
- شاي
لتضحك مني هي الأخري وجلست أمامها تثرثر معها قليلا
.............................................................
جلست ريم كعادتها وحيدة علي أحدي الطاولات في كافترية الشركة وقت استراحة العمل تأكل السندوتشات البسيطة التي تعدها لها والدتها .. تريد ان تختلط معهم ولكن هي لا تعرف كيف تفعل هذا فحياتها كانت دائما منغلقة .. وتذكرت المشروب الساخن الذي طلبته وأخبرها العامل ان تعود بعد دقائق و تأخذه .. وقدمه لها العامل لتأخذه منه ومن سوء حظها اصطدمت في إحداهن
- انتي عاميه ياحيوانه
لتسرع ريم نحو حقيبتها وتأتي بعلبة المناديل كي تزيل عنها ما سكبت
- انا همسحه اه ليكي
تابعها البعض بصمت فالكل يعلم بهوية المدعوة نادين ..نادين التي تتباهي دوما أمامهم بخالها الوزير ولم تحصل على الوظيفة الا بمساندته
لم يرد البعض التدخل فهم يعرفون لذاعة لسانها
وارتطمت ريم بالأرض بعد ان دفعتها تلك المدعوه نادين
- ابعدي ايدك عني ..ايه الأشكال الغريبه اللي بقوا يعينوها في الشركه ديه
ابكتها تلك الإهانة لهذا السبب كان يخبرها أخيها رحمه الله أنه لا يريده ان تعمل فهو من سيعمل
وسيتكفل بكل احتياجاتها إلى ان يزوجها لشخص يستحقها
كانت مهرة تقف أول الغرفة الواسعه تنظر الي ريم الواقعة على الأرض والأخرى تتأفف بحنق وهي تنظر لملابسها الثمينة
قدماها أخذتها لمكتب ريم بعد ان رحلت من مكتب جاسم وقضت بعض الوقت مع مني وكأن القدر يساقها لتري بعينيها ماتتعرض له ريم
واندفعت بخطواتها نحو نادين التي انحنت تمسح المشروب الذي سقط أيضا علي بنطالها الضيق
لتدفعها مهرة وهي تنظر لريم ثم اقتربت من أحد الطاولات وأخذت مشروب قد ترك صاحبه نصفه فالكل انصرف إلى عمله الا عدد قليل جدا أصبح كالمشاهد فقط ..
- انتي ازاي تعملي كده .. اعتذري
فأبتسمت مهرة وهي تجدها تحاول النهوض... وسكبت عليها الباقي من المشروب بتشفي
- واه نكمل علي البلوزه اللطيفه بتاعتك عشان منحرمهاش من حاجه
لتشهق نادين بفزع فملابسها قد فسدت بالكامل
- ياحيوانه
لتمد مهرة يدها نحو ريم بغضب من ضعفها
- وانتي ايه عجباكي القاعده ديه
وشهقت ريم بفزع وهي تجد يد نادين تدفع مهرة للخلف .. فأرتطم جسد مهرة بالطاولة
- انتي تعرفي انا خالي يبقي مين يامتخلفة انتي... انا هخليه يحبسك
وأشارت نحو ريم
- انتي والبنت ديه
فطالعتها مهرة بأحتقار
- مهرة خلاص عشان خاطري
لتكتم مهرة سبابها وهي تنظر لريم الخائفة
- روحي شغلك مالكيش دعوه انتي ... وحسابي معاكي بعدين عشان تسمحي للأمعة ديه تتكلم معاكي
لتندفع نحوها نادين
- انا أمعة ياحشرة انتي
ولم تجد مهرة غير حذائها لتخلعه وتقذفها به ..ضحك من كان يقف فمهرة قد احرزت هدفها بالحذاء وقد ارتطم بوجه نادين فشمتوا بها بسبب عنجهيتها غير أنهم يعلموا بهوية مهرة الجديدة ولكن نادين لا تعلم من تكون فقد تم تعينها بالشركة بعد زواج جاسم
وجاء ياسر راكضا بعد ان كان ينتظر في بهو الشركة بعض الضيوف المهمين الي ان يأتي جاسم من أحد مصانعه ..فأحد الموظفين أخبره عما يحدث
ونظر بصدمة إلى وجه نادين وشعرها
- مدام مهرة ارجوكي
فحدقت به مهرة بغيظ
- لو سامحت يااستاذ ياسر متدخلش ...
واندفعت نادين نحو ياسر تختبئ خلفه
- مستر ياسر ديه متوحشة انا عايزه البوليس ..انا هقول لخالو الوزير وعمو السفير وجوز خالتو اللواء
فأرتبكت ريم أكثر ..لتبتسم مهرة بهدوء
- وماله أستاذ ياسر يجبهوملك
لتنظر لها نادين بغيظ هاتفة ثم لياسر الذي وقف يزفر أنفاسه بحنق
- ولازم الموضوع ده يتصاعد لجاسم بيه يامستر ياسر
يتبع بأذن الله
************
#لحن_الحياة ❤
#سيمو
تمرد (28)
********
شعور عجيب دعمها وهي تسمع أسمه ..أيعقل أنها اصبحت تتحامي به بعد ان ظلت طيلة حياتها تدافع عن نفسها في مجتمع لا يحترم الا اصاحب المال والسلطه .. وأنتبهت الي ياسر الذي يخبرها بأن تنهي تلك المشاحنة فما فعلوه ليس بتصرف متحضر والأفضل ألا يعلم به جاسم
كانت ستوافق اذا كان انتهي حديث ياسر الي هذا الحد ولكن عندما رأت نادين تصب غضبها علي ريم وأنها هي السبب في كل هذا
نادين خشت منها لأنها لم تري ضعفها ... فوجدت ان كرامتها سترد إذا أخذتها من ريم التي تقف بينهم مرتبكه خائفة
- البنت ديه تطرد ، انا مستعده انسي الموضوع يامستر ياسر
وتأففت بحنق وهي تنظر لملابسها ..وتمتمت ببعض الكلمات البذئية بلغة المتحضرين كما تظن
ليحدق ياسر بريم بجمود
- غلطاتك كترت
وكاد ان يقترب منها يوبخها فوجد مهرة تقف في المنتصف
- ريم لو اتهانت هنا فأنا اللي بتهان
فتمتم ياسر بضيق
- مدام مهرة هنا مكان شغل ومافيش مجاملات... الأستاذه اللي قدامك هتتجازي لتعرضها علي انسة نادين
لتهتف نادين من خلفه
- لاء مستر ياسر تطرد عشان كل اللي حصل بسبب الغبية ديه
لتنظر مهرة خلفها حيث ريم الذي وقفت تبكي لخسارتها وظيفتها ..وعادت تحدق بهم بجمود
- لو ريم اتطردت يبقي الاستاذه المسنودة بعيلتها العريقة تطرد هي كمان
ومع شهقات ريم التي تأكدت من طردها ...صدحت ضحكات نادين الساخرة
- مدام مهرة ارجوكي متصعبيش الموضوع .. انتي ليكي وضعك ومكانتك دلوقتي
قالها وهو ينظر لنادين
- انسه نادين لو كانت تعرف بهويتك مكنش كل ده حصل
لتتسأل نادين بتوجس
- هي تقرب لحد مهم صديق خالو او عمو
فأبتسم ياسر بتهكم
- اه تقرب لجاسم بيه
فنظرت نادين لها ضاحكه
- اكيد لما هيعرف اللي عملته معايا ..هيقطع علاقته بيها
لتزفر مهرة أنفاسها بضيق
- ساكتها عشان طريقة كلامها بتستفزني
ليتنهد ياسر بحنق وهو ينظر لساعة يده
- انا عندي اجتماع مهم دلوقتي ...
وحدق بريم قليلا متمتما بضيق
- وأنتي اعتذري من أنسه نادين
لتنظر لها نادين بكبر مشيرا لها
- انا ممكن اسامحك لو اعتذرتي مني عشان خاطر مستر ياسر
ليتعالا صوت مهرة
- المفروض انتي اللي تعتذري..انا كنت موجوده وشوفتك وانتي بتعامليها بمنتهي قلة الذوق
ونظرت حولها لتجد اي شخص غيرهم ..فوجدت ان كل الموظفين انصرفوا إلي عملهم بعد ان انتهت استراحتهم
ولم يعد ياسر قادر علي تحمل هذا الجدال
- مدام الحكاية مش راضيه تنتهي هنا .. يبقي الموضوع الأفضل يتصاعد لجاسم بيه
فأتسعت أبتسامة نادين ..لتنظر لها مهرة بجمود ..اما ريم وقفت تنظر لهم وهي تعلم أن طردها سيكون اليوم فمن هي بينهم
ووجدت مهرة تربت علي ذراعها ..بعد ان تقدم ياسر ونادين لخارج قاعة الإستراحة
- متقلقيش انا معاكي .. بس لينا حساب تاني علي سكوتك عن حقك
لتحرك ريم رأسها بصمت وهي تجفف دموعها بآلم
..............................................................
أتسعت عين مني وهي تنظر لنادين وهيئتها المشعثه وياسر يقف يزفر أنفاسه بحنق
لتردف مهرة خلفهم بهدوء تتبعها ريم ..فتقدمت منها مني متسائله
- حصل ايه يامهرة
فهتف ياسر بجمود
- جاسم بيه ساعه ويوصل
ونظر إلي مني قبل ان يغادر ..مشيرا لها بعينيه بأن تهدء الوضع قليلا مع مهرة
ومالت مني نحوها هامسة
- عملتي مصيبة ايه .. جاسم بيه مبيحبش المشاكل في شغله
فنظرت مهرة لها ثم اشاحت عيناها بعيدا وخشت ان ينصر نادين عليها
ليمر الوقت ونادين تجلس بتكبر بعد ان هندمت من هيئتها وملابسها ..وكلما وقعت عيناها علي ريم شعرت بالشفقة نحوها.. ياسر عامل نادين بمنتهي الإحترام لمكانة عائلتها
وشردت فيما سبق فهي كانت تهان هكذا ولكنها كانت تتمرد وتأخذ حقها كي لا تجعل أحد يستقوي عليها
لم تنسي ذكري ذهابها لأحد مكاتب المحامين الكبار ب البلد وتم تفضيل عليها إحداهن لأن مظهرها لقي استحسان ورضي صاحب العمل
ولمعت عيناها وهي تحدق بمني التي كانت تنظر لها بأن تهدء وتمر الساعه علي خير حتي يأتي جاسم
....................................................................
وقف كنان بجمود يطالع سيلا التي أردفت لمكتبه ببتسامه تعجب من أمرها .. فتقدم كنان منها مرحبا
- أهلا سيلا
فصافحته سيلا وكادت ان تقبله على وجنتيه كالمعتاد...الا انه أشار لها بهدوء ان تتوقف..فضاقت عيناها وداخلها يصرخ من نيران الغيره ولكن فضلت الصمت فهي ستلعب دور المرأه التي تقبلت هزيمتها
- كيف حالك كنان .. مبارك لك الزواج
فحرك كنان رأسه متسائلا
- لما أتيت اليوم سيلا .. ما الأمر
واتجه نحو مقعده يجلس عليه منتظرا سماع سبب وجودها فهي اختفت من حياته منذ ان انفصل عنها
فجلست قبالته بأبتسامة هادئه مصطنعه
- جئت لأبارك لك كنان ففي النهايه نحن أصدقاء قبل ان نرتبط
فتنهد متعجبا من هدوئها
- لم أعد حزينه منك كنان ولكن لم أتقبل أمر انفصالك عني في البداية والان وبعد ان تركت تركيا كلها وعدت مجددا ..فقد تفهمت ولا اريد شئ سوا صداقتنا القديمه
فأبتسم كنان بعد ان استشعر صدق حديثها وشعر بالراحه من امرها وتمتم بود وقد اتسعت ابتسامته
- انتي امرأه رائعة سيلا وصدقا ستلتقي يوما بمن يحبك وتحبيه اتمني لكي ذلك
فطالعته سيلا وهي تصغط علي ايديها بقوه فدور المرأة اللطيفه لا تتحمله ولكن الخطه لابد ان تسير كما اتفقوا هي وفريدة
ونهضت وهي تمد يدها لتصافحه
- سعيده بأنك سعيد كنان بحياتك
وانصرفت بتمهل وهي تبتسم بمكر ..ليتعجب كنان وهو يطالع خطواتها ثم زفر أنفاسه
- أتمني ان تكوني حقا صادقة سيلا في تجاوزك لأمر زواجي
................................................................
وقف ياسر يصافح الضيوف بعدما انتهي الاجتماع ..وفور ان غادروا الغرفة المخصصه لتلك الاجتماعات ..وجدوا جاسم يتقدم منهم مع أحد المهندسين ..وصافحهم معتذرا عن عدم وجوده لمقابلتهم
جاسم كان يتمتع بشخصية دبلوماسية قوية تجعل من أمامه يحترمه ويتقبل قرارته وهو مقتنع برجاحة عقله هذه الحنكه كانت بوالده ونمت لديه حينما قضي سنوات في كندا
وانصرف الضيوف موافقين علي بنود الصفقة الجديدة والعمل سويا... ليميل ياسر نحو جاسم
- مدام مهرة هنا وللأسف حصلت مشكله مع نادين التهامي اللي متوصي عليها من بهجت باشا
فتذكر جاسم امر نادين فأمر تعينها قد صدر منه هو شخصيا بعد ان طلب منه بهجت باشا هذا الطلب بعشم كما ان نادين دراستها في أعرق جامعات لندن كانت مكسب لشركته
فتهجم وجه جاسم وهو يهتف داخله
- ياتري عملتي مصيبة ايه يامهرة
وبدء ياسر يسرد له كل ماحدث أمام عينيه وشاهده فضعط جاسم علي يده بقوه فزوجته الحمقاء قد نسيت وضعها الحالي ومكانته
وأردف لمكتبه تحت نظرات مني .. لينظر لها بأن تجعلها في عملها
واقترب جاسم من نادين فهو يتذكرها جيدا فقد ألتقي بها في احدي الحفلات وتعرف عليها من قبل خالها
- ازيك يانادين
فصافحته نادين بسعاده
- انا مش كويسه خالص ياجاسم بيه حقيقي انا النهارده اتهنت جامد
وأشارت نحو ملابسها وتمتمت بحنق
- خالو لو عرف اللي حصل هيزعل خالص
فأبتسم جاسم بلطف
- كده هتزعليني منك ...مدام انا موجود معالي الباشا اكيد موجود
فأتسعت أبتسامة نادين
- انت جينتل مان خالص
فضحك جاسم علي عباراتها وألتف اخيرا نحو مهرة التي وقفت تعقد ساعديها بضيق
- انتي لطيفة خالص يانادين... وبجد بعتذر منك علي اللي حصل .. واوعدك ان حقك هتاخديه
فأبتسم ياسر وقد علم ان الامر قد حل ونادين بهيامها بجاسم ووقفته هذه أمامها ستجعلها تنصاع للامر
وبالفعل رحلت نادين بدموعها ورقتها وهي ترمق مهرة بنظرة تحدي غير مصدقا داخلها ان هذه هي زوجته فهي كانت تظن رفيف التي تابعت اخبار خطبتهم في كندا وكانت كالصدمه بالنسبه لصديقاتها وبعد ذلك انشغلت بأمور عدة فلم تتابع خبر انفصاله عن رفيف وزواجه
ليحدق جاسم بعدها بريم
- انتي سبب المشكلة كلها
فكادت ان تهتف ريم الا ان جاسم قاطعها
- ارجعي شغلك وياريت نعرف ان ده مكان شغل مش خناق
فأنصرفت ريم علي الفور .. لينظر جاسم لمهرة التي حملت حقيبة يدها وكانت ستغادر
- رايحه فين يامدام ..تعالي ورايا
واندفع لمكتبه .. ليطالعها ياسر بأسف ثم انصرف
فتحركت خلفه واعين مني تحدق بها
واغلقت مهرة باب مكتبه بقوة خلفها لعله يعطيها بعض الاهتمام فهو وقف امام الشرفة يطالع الطريق
يضع كلتا يديه في جيب سرواله
وألتف نحوها بملامح جامده
- جيتي الشركه ليه النهارده من غير علمي
فنظرت إليه بكبر فهل هذا هو سؤاله
- جيت اشوف مدام مني وريم
فتسأل وهو يحدق بها
- كبرتي الموضوع ودافعتي عن البنت اللي مش عارف امتي بقيت صاحبتك ولولا اني محبش اظلم كنت طردتها بسبب اللي عملتيه
ألجمها أسلوبه الفظ .. اهذا من تحامت خلف ظهره وشعرت بنشوة الانتصار حينما أرادت نادين ان يعلم هو بالأمر
فقد عامل نادين بمنتهي اللطف حتي أنها تعجبت من لطفه هذا اما هو الأن يحادثها ببرود
- خلصت كلامك .. علي العموم انا كنت واثقة أنك مش هتطرد ريم لانك مبتحبش الظلم .. وبخصوص نادين هانم بنت الناس المهمه ده الطبيعي اللي بيحصل في البلد مستغربتش معاملتك اللطيفه ليها ياجاسم بيه
وألتفت بجسدها كي ترحل... فوجدته يجذب ذراعها بعنف
- انا اذنتلك تمشي من قدامي
لتدفع يده عنها بعنف
- انا مش موظفه عندك عشان تأذن ليا امشي ولا لاء
فهتف وهو حانق منها
- اه مش موظفه عندي بس مراتي يامهرة .. واسلوبك الهمجي ده لازم يتغير انا طول عمري حياتي مفيهاش فضايح
اوجعتها كلماته وأشارت نحو نفسها
- يعني انا بفضحك
فتمتم وهو يعلم أنه ضغط عليها بالحديث ولكن ما شرحه ياسر عما فعلته جعله لا يتحمل
زوجته تضرب أخري بالحذاء والموظفين يشاهدون الأمر
- اعقلي يامهرة
فأبتسمت ساخرة وهي تخطو نحو الباب
- حاضر انا هعقل كويس اووي
وانصرفت بعدها دون ان تلتف لندائه ..ليجلس علي مكتبه بأرهاق متمتما
- انا اللي جبت وجع الراس لنفسي
.................................................................
ضحك كنان وهو يحتوي ورد بذراعه ويحادث جواد عبر الهاتف بخاصية الفيديو
كان جواد يسرد لهم تفاصيل يومه مع أبناء عمه وخاصة سيدرا الصغيره
ليحرك اصبعه الصغيرة أمام شاشة الهاتف بطريقة مضحكه كي يجعلهم يقتربوا من شاشة الهاتف وبصوت هامس
- اريد نونو صغير ألعب معه خالو ..اتي لي ب نونو مثل سيدرا وانا سأعود
فخجلت ورد بعد ان غمز لها كنان بمكر
- حاضر حبيبي .. سأكثف جهودي في ذلك الأمر
لتدفع ورد ذراعه عنها بخجل وكادت ان تنهض من جانبه الا أنه امسك مرفقها محادثا جواد
- انتبه لنفسك جواد
فحرك الصغير رأسه وأغلق بعدها المحادثه ..لينظر كنان لورد التي تتملص من قبضة يده
- الي اين انتي ذاهبه زوجتي
فتمتمت ورد بخجل
- كنان اترك يدي
ليدفعها كنان جانبه ثم مال عليها ليقبلها .. ليسمعوا نحنحت فريدة...فأبتعد كنان عن ورد التي توردت وجنتيها
- اريدك كنان في أمر هام
ليضم كنان وجه ورد هامسا
- اصعدي لغرفتنا حبيبتي ...سأتبعك بعد ان أري فريدة خانو
لتصعد بتوتر ..فتنظر لها فريدة بضيق وجلست بأستقراطية
- لابد ان نقيم حفل لتعرف زوجتك علي مجتمعنا كنان
...........................................................
نظر أكرم بخجل لوالد حبيبته فقد أتي اليوم لخطبتها بمفرده بعد ان رفضت والدته الأمر وكالعاده انصاع والده لرغبتها .. وانتظر موافقته لينهض الرجل منهيا تلك الجلسة
- طلبك مرفوض يابني ..لو اهلك مش عايشين كنت قولت ماشي بس مدام مجوش معاك يبقوا رافضين الجوازه
فتبدلت ملامح أكرم ونظر له
- بس انا بحب ضحي
فطالعه والد من أحبها بأسف
- مش أكتر من حبي لبنتي ..لما هتبقي اب هتفهم
وأشار اليه بأن الحديث قد انتهي...لينصرف أكرم وهو مطأطأ الرأس
...............................................................
كانت منشغلة بقراءة بعض الملفات التي أصطحبتها للمنزل وهو يحمل صغيريه يداعبهم بحنو وذهب لغرفة الصغيران ثم وضعهم برفق علي فراشهم
ليعود لها وقد عاد الوضع لما كان عليه بجانب دلالها اذا سمعت تذمره
- ياريت يامرام نخلي الشغل في الشركة .. مش حتي يوم الاجازه تشتغلي
فرفعت عيناها نحو بتأفف
- في ايه يا كريم انت ليه عدو لنجاحي كده
ونهضت بحنق وسارت نحو غرفتهما وحديث رفيقتها الجديدة يقتحم عقلها
فالرجال لا يحبون نجاح زواجتهن
ووجدته يقف خلفها يحاوطها بحب
- مرام انا نفسي نعيش أسرة سعيده...مش عايز ولادي يتحرموا من حنانا
فألتفت نحوه وعانقته بحب
- انا عايزه انجح ياكريم وابقي سيدة أعمال زي مشيرة العزمي
............................................................
هبط من سيارته وهو يطالع محل البقالة المظلم ونظر نحو الشرفة ليجد النور مضاء فتأكد من وجودها هنا
وخطي بخطوات هادئه لداخل البناية ثم صعد الدرج وهو حانق من تمردها
فعندما عاد علم أنها لم تأتي للمنزل منذ خرجت معه
وطرق الباب عدت طرقات لفتح له بعد دقائق ناظرة له بضيق ثم تركته فتمتم جاسم بحنق وهو يغلق الباب خلفه
- المفروض ارجع من شغلي الاقي المدام مستنياني وتعتذر عن اللي عملته... مش غضبانه وسيبه البيت
لتلتف نحوه مهرة بضيق ولكن قررت الصمت ..وتقدم نحوها
- مبحبش الدلع كتير يامهرة ..يلا عشان تعبان ومرهق
كان مخزون هدوئه قد أنتهي
- روح لوحدك انا هقعد هنا في بيتي
ليقترب منها جاسم بهدوء
- غلطانه وبتعاندي
فتقدمت منه هي الأخري بغضب
- انا مش غلطانه
وتابعت بحنق وهي تتذكر حديث نادين معه
- ياجاسم بيه ياجنتل مان
فأتسعت أبتسامة جاسم .. ولمعت عيناه بمكر
- تضربي البنت بجذمتك في وشها يامهرة
فأشاحت وجهها بعيدا عنه
- مبحبش الظلم .. وانتوا ناس ظالمه بتفتروا علي اللي ملهوش ضهر
وكاد ان يتحدث .. فأشارت له وقد ألتقت عيناهم
- عملتوا نادين وكأنها ملكه
فمال جاسم نحوها
- ديه علاقات يامهرة .. شوفتيني طردت ولا أهنت البنت التانيه
فلمعت عيناها بقسوه
- كانت ممكن تعملها ولو انت مكنتش عملتها كان إي حد مسئول في الشركه عاملها ما هي البلد ديه ماشيه مع اللي ليه ضهر ومسنود بس
أما الغلبان حقه ضايع
فحاوط وجهها بين كفيه وابتسم
- اهدي خلاص ياحاضرت الافوكاتو
فنفضت يداه عنها
- جاسم سيبني عشان مش طيقاك
لتتسع عين جاسم بصدمه
- نعم ياختي
وجذب ذراعها بقوه
- اعدلي حجابك ..وقدامي على البيت
وصرخ بوجهها
- صبري ليه حدود يامهرة
فوقفت تحدق به بقوة زادت حنقه
- انت ايه انسي بقي دور الراجل اللي عايشالي فيه ..انا مش متجوز واحد صاحبي
ليجدها تدفع يده عنها وأتجهت نحو غرفتها القديمه
- طلقني ودور علي واحده غيري تبقي ست مش راجل
وعلى سماع جملتها هذه أندفغ خلفها ..ولكن صوت من أسفل البناية أتي
- يامهرة تعالي يلا مستنينك انا والبنات فوق السطوح عشان نسهر
ليركز جاسم بالصوت وتعلقت عيناه علي مهرة التي وقفت تطالعه بأرتباك
- ده صوت حسين مش كده
وأظلمت عيناه وهو يقترب منها .. فخطت للخلف إلى أن تعثرت قدماها وسقطت علي الفراش
.........................................................
نظرت مشيرة إلى المخدر الذي بيدها متسائله
- يعني ده هيخليه ليا وبس
فأبتسم الرجل الذي أعطي المخدر لها
- كل ليلة هيكون عندك وتحت طوعك كمان
لتلمع عين مشيرة برغبة فصبرها قد نفذ ..ولا بأس ان تجعله مدمنا لهذا النوع وتعالجه فيما بعد
ونهض الرجل بعد ان أخذ المال .. لتعدل من جلستها
- هتكون ليا ياكريم بأي تمن!
يتبع بأذن الله
***********
#لحن_الحياة ❤
#سيمو
تكملة الرواية من هناااااااا
تعليقات
إرسال تعليق