رواية لحن الحياة الفصل التاسع عشر والعشرين والحادي وعشرون والثانى وعشرون بقلم سهام صادق
رواية لحن الحياة الفصل التاسع عشر والعشرين والحادي وعشرون والثانى وعشرون بقلم سهام صادق
لحن الحياة سهام صادق
آلم وعرض زواج (19)
************
لم يكن الشخص الا ياسر وقف يخبره عن أجتماع اليوم الذي سيكون خارج الشركه ..وأنصرف ياسر متعجبا من صمت جاسم ووقوفه هكذا
ثم أغلق الباب خلفه ..ليتنهد جاسم ببطئ وهو يبتسم علي تلك الحاله العجيبه التي أحدثتها مجرد هدية بسيطه من الحلوي
تأمل ياسر مهرة المنكبة علي الحاسوب ..تداري وجهها في الشاشة فتمتم وهو يكمل طريقه
- هو في ايه النهاردة
وبعدما أنصرف ياسر ..تنفست مهرة بتوتر ونظرت للغرفة المغلقه وعادت مجددا لعملها
ولكن بعد دقائق وجدت جاسم يفتح باب مكتبه ويهتف بأسمها
- مهرة تعالي
فأتبعته بأرتباك وهي تتسأل أيعقل ان هديتها لم تعجبه .. ووقفت خلفه تتسأل بخيبة
- هي الهديه معجبتكش
فألتف لها وهو يحمل العلبة مبتسما يناولها واحده
- بالعكس يامهرة
فنظرت إلي العلبة وهو يمددها لها ..يحرك رأسه بأن تشاركه في مذاقها
وأبتسمت وهي تلتقط واحده بخجل ..ليأتيها سؤاله
- دوقتي طعمها قبل كده
فحركت رأسها وهي تمضغها بتلذذ
- الميزانية متسمحش بالنوع ده من الترفيه
فضحك جاسم... لتنظر اليه ضاحكة
- في أنواع تاني بتكفي بالغرض وفي متناول الجميع
فأزدادت ضحكاته... لتكتشف مهرة لأول مرة أنه جميل بصدق إذا ضحك وخرج عن جموده
فأرتبكت من نظراته ..فتمتمت وهي تغادر مسرعة من أمامه
- عن أذنك
ليحدق بها جاسم وهي تغادر بأعين شاردة
...........................................................
نظر كريم بصمت نحو مرام الجالسة تطالع بعض الأوراق بتدقيق .. العمل قد انتقل أيضا للمنزل وأصبح بعدها عنه لحجة أخري من قبل خذلانه لها ثم انشغالها بالطفلين وبعدها رغبتها في بناء كيان لها منفصل
وتنهد بيأس من تلك الحياه التي يعيشها فقد بدء شيطانه يجره لحياته السابقه الشرب والسهر
ولكن نظرة واحده في أوجه صغيريه تجعله يتراجع عن كل شئ .. فهو يريد لأطفاله حياة سوية يجمعها اب وام متفاهمين
ونهض من مقعده ليقترب من مرام يحتضنها بحب
- ايه رأيك نخرج نسهر
فرفعت عيناها نحوه بتملل من محاصرته وبدأت تتثاوب
- انا تعبانه ومرهقة هخلص الورق اللي معايا ..وهدخل انام
لينظر لها بصمت ثم أبتعد متجها إلي الشرفة لعله يجد في الهواء تخفيف لأفكاره ومايجثم علي روحه
...........................................................
لمعت عين ورد وهي تجد علبة جميله متوسطة الحجم وفوقها باقة أزهار .. هدية في بداية الصباح يا له من يوم جميل
وألتفت خلفها لتجد كنان وجواد ولا تعلم من أين ظهروا فعندما دلفت للجناح لم تري أحد
- هدية مني ومن جواد ورد
فحدقت بهم ورد بفرحة لم تخفيها عيناها.. ليحرك الصغير رأسه وكأنه يخبرها بأجابته
فنظر لها كنان يتأمل نظراتها نحوهم ونحو الهدية
وتيقن ان لولا اخباره لها ان الهدية منه ومن جواد
ماكانت قبلت الهديه إذا علمت أنها منه وحده
...........................................................
عادت ورد من عملها تحمل هديتها بفرحة طفله صغيره ورغم فرحتها خشية من ردة فعل مهرة خاصة عندما تري السلسال
ودلفت لداخل الشقه لتجد مهرة تخرج من المطبخ تحمل بيدها المعلقة الخشبية ويبدو أنها جاءت مبكرا من عملها .. وحدقت مهرة بالهدية متسائله
- اوعي تقوليلي انك قررتي تهادي نفسك وتبسطي نفسك
فضحكت ورد وهي تحرك رأسها بنفي ..لتتسأل مهرة مجددا
- يبقي ديه هدية عيد ميلادي مش كده
لتزداد ضحكات ورد محركة رأسها بلا
- مهرة عيد ميلادك لسا فاضل عليه شهور
فأقتربت منها مهرة ونظراتها مصوبة نحو أعينها
- مفضلش غير احتمال تاني يابنت زينب
فعلمت ورد فهم شقيقتها لأمر الهدية بشئ اخر ..فأسرعت بأخبارها
- جواد والسيد كنان هما اللي جابولي الهديه... انا رفضت في الأول بس
فضحكت مهرة ساخرة
- بس ايه عجبتك الهدية
والتقطت منها العلبة تنظر الي مابداخلها ..فبلعت ورد ريقها من تسليط مهرة نظراتها علي العلبة الحمراء
- ايه ديه
فأشاحت ورد عيناها وهي تتمتم
- سلسلة
فلوت مهرة شفتيها لتفتح العلبه .. فأتسعت عيناها من شكل السلسال الذي يبدو عليه انه غالي الثمن فهو من الذهب الأبيض
- ودية بمناسبة ايه ..اوعى تقوليلي عشان جواد قطع سلسلتك
فحركت ورد رأسها بأرتباك ... لتنظر اليها مهرة بهدوء وعيناها التي انطفئت لمعتها بعد ان كانت سعيده بالهدية
- بصي ياورد الشيكولاته والورد انا معنديش اعتراض فيهم ..هنعتبرهم هديه بسيطه ونقدر نردها لجواد قبل مايسافر بتذكار بسيط مننا
وتابعت وهي تقترب منها بحنان وترفع الهدية الأخري ذو العلبه الحمراء
- اما ديه تفتكري هنقدر نردها
فحركت ورد رأسها بخجل متمتمه
- عندك حق
وأسرعت ترتمي في حضن شقيقتها وهتفت بحالمية
- السلسلة حلوه اوي يامهرة
فضربتها مهرة بخفة علي ظهرها
- اه حلوه ..نبقي ندخل جمعية مع الحجه كوثر وابقي أجبلك زيها
وانفجر الأثنان ضاحكين ..لتشتم مهرة رائحة الطعام المحروق
- الأكل
وركضت نحو المطبخ ثم عادت بحلة الطعام ..لتتعالا ضحكات ورد مجددا
.........................................................
دخلت لمكتبه بعد ان أمرها بأن تتبعه ..وأنتظرت ما سيخبرها به
- انتي و ورد معزومين يوم الاجازة علي الغدا عندي يامهرة
وقبل ان تبدي اي اعتراض وجدته يتابع حديثه
- السيد عادل والسيدة صفاء معزومين .. وانا بلغتهم بحضوركم معاهم ..بس قولت اعزمك برضوه بنفسي
وفتحت فمها لتخبره بأعتذراها ولكن أشار لها
- مافيش اعتراض يامهرة
فحركت رأسها بصمت وغادرت مكتبه وهي مغلوبة علي أمرها من تلك العزيمة
...............................................................
وضعت ورد العلبة علي الطاولة امام كنان الذي جلس ينظر لبعض الأوراق منتظرا قدومها ليترك لها جواد ويباشر أعماله
- مش هقدر اقبل الهدية ديه سيد كنان
فنظر كنان لهديته ثم نظر لها
- لماذا ورد؟
فتنحنحت حرجا وهي تطرق رأسها أرضا
- اعذرني سيد كنان .. انا قبلت الورد والشوكولاته
لم يجد كنان شئ يقوله لها فأخذ هديته وجمع أوراقه وانصرف بصمت
..............................................................
عزيمة رائعة ضمت عائلة مرام ومهرة اللي أتت بمضت بعد اصرار السيدة صفاء عليها اما ورد سعدت بذلك الشئ كثيرا
كان جاسم يتعامل مع اهل مرام ببساطة وود جعلت مهرة تنظر لذلك متعجبة من الأمر
ولكن في النهاية أدركت أنهم أصبحوا أهل
لو تعكر صفوا الجلسة الا قدوم رفيف التي أنضمت معهم علي طاولة الغداء
لتصافحهم رفيف ببرود ..فتنظر ورد لمهرة مقاربة منها تهمس بتسأل
- مش ديه البنت اللي شوفنا صورتها قبل كده في الصور اللي بعتتها لينا مرام
فأرتشفت مهرة من كأس عصيرها وهي تطالع رفيف كيف تضحك وتقرب جسدها من جاسم في تجلس جانبه مباشرة
- اه هي
فحدقت ورد بهم
- شكلهم مرتبطين
لتنظر مهرة للطعام ثم لها وصمتت
فأخذت ورد تتأمل رفيف وقد خاب حلمها بأن يقع جاسم في حب شقيقتها ويتزوجها ولكن يبدو أنها تعيش بعالم الأحلام
..........................................................
دلفت الي مكتبة بوجه جامد تتذكر ماأخبرها به السيد فؤاد عن القضية التي قرر جاسم ان يتولاها هو ولكن فؤاد اليوم اخبرها ان القضية لا تجدي نفع لان العامل يعمل بعقد يتجدد سنويا وهذه السنه إم يتجدد عقده .. فبالتالي حقه قد ضاع
ووجدها جاسم تقف أمامه بتلك الهيئة التي لا تبشر بالخير
- خير يامهرة
فأنفجرت به تخبره عما قاله فؤاد ...ليزفر جاسم أنفاسه وهو يسترخي بجسده علي مقعده
- اكيد الأستاذ فؤاد مش هيقول كده من عنده يامهرة .. وانتي اكتر واحده عارفه خبرته ونجاحه في اي قضية بيمسكها
فتمتمت بضيق فهي تعلم أنهم علي حق ولكن رغبتها في مساعدة المرأه التي قصدتها بأمل لا تريد خذلانها
- بس ده ظلم
فأبتسم جاسم وهو ينهض من مقعده ..واستدار نحو الشرفه ليطالع الطريق
- هو ده عالم الفلوس يامهرة المصلحة أهم ..ومافيش عواطف
وعندما سمع صوت تنفسها السريع ألتف لها بجمود
وعاد يجلس علي مكتبه يطالع حاسوبه بتركيز
- هاتيلي بيانات الأسرة ديه وانا هتكفل بيهم
قراره ألجمها ..وظهرت السعاده علي محياها
ولم تعرف كيف تشكره ..ولكن جاسم الشرقاوي كل يوم معها يأخذ طريق أخر لقلبها ربما أعحاب او إحترام او ربما شئ مجهول
................................................................
مرت الايام وقد اقترب كل شئ .. اقترب مجئ حسين وأقتربت رأس السنه وحفل افتتاح المنتجع ورحيل كنان وجواد ..ام رفيف مازالت تسعي إلي مبتغاها ومشيرة كالعلقة حول كريم
.....................................................
تأنقت مشيرة كعادتها في عشاء العمل الذي ضمه وضم البعض .. وأقتربت من هدفها الأساسي وهي تمشي بدلالها ثم جلست بجوار كريم ووضعت بيدها علي فخذه
- ليه بتهرب مني
فنفض يدها عنه برفق ثم نهض معتذرا منهم وهو يطالع هاتفه من اجل إجراء مكالمة
......................................................
جالس شاردا في قراره الأخير... أيسلك سلوك الكثير ويبحث عن الزوجه التي يتوقعها الجميع ام يتمهل في قراره ويترك لقلبه حق الأختيار
وأخرج العلبة المخملية التي تحتوي على الخاتم المميز وأخذ يطالعه بهدوء
..........................................................
الحج إسماعيل يخبر الصبي خاصته عن سعادته ان حسين ولده سيأتي أخيرا... كلما نطق إسم حسين ازدادت ضربات قلبها
.........................................................
وضعت ورد بحزن هديتها لجواد فالأيام تمر وموعد رحيله أقترب فالمنتحع أصبح علي أكمل وجه
كان جواد يتشبث بعنقها يخبرها أنه سيحادثها كل يوم وسيأتي لمصر دوما لرؤيتها
ونظر إلي كنان الذي وقف يحدق بهم بهدوء يعقد ساعديه امام صدره
- أليس كذلك خالو
فتمتم كنان بهدوء
- نعم جواد
رده الهادئ أوجعها وعلمت أن النهاية قد سطرت
وأن ماحلم به قلبها ماهو الا خيالا
أرادت ان تبكي ولكن تحملت علي نفسها ونظرت نحوه بشحوب واعين باهته ..فتراقص قلب كنان لأن خطته الاخيره اقتربت ويوم الحفل سيعترف لورد بحبه ولن يرحل الا بها زوجه
فعلاقته بسيلا انتهت حتي لو لم تصدق سيلا الي الآن أن طرقهم قد أنقطعت
........................................................
ألتقط أسم رجلا وهو يخرج من غرفة مكتبه
مهرة تخبر مني بسعاده عن قدوم رجلا اسمه حسين نبرة صوتها اليوم كانت مختلفة بها شوق عجيب
كصوت المحبين
ليأتي سؤال مني قبل ان ينتبوا لخروج جاسم من غرفة مكتبه
- هو ده حسين جارك حب الطفوله يامهرة ؟
فأرتبكت مهرة وهي تنتبه لجاسم الذي طالعهم بصمت وانصرف دون ان يخبرهم بشئ كالمعتاد
........................................................
جلس مراد في مكتبه بالمصنع يفكر بمهرة وهو ينظر لرقم هاتفها يريد أن يحادثها يطلب لقائها ولكن شخصية كمهرة لن تقبل بهذا الشئ
ووجد رقم رقية يدق ..فأبتسم وهو يحادثها
- أهلا بالمشاغبة
فصدحت ضحكت رقية عبر الهاتف تسأله
- هتخرجني فين في حفلة راس السنه
فداعب مراد لحيته مفكرا
- المكان اللي تختاريه يارقيه
...........................................................
الكل يستعد لسنه الجديده مهرة تعلم ان قدوم حسين سيكون في هذا اليوم ..و ورد تريد أن تري كيف يحتفل الناس كما تشاهد في التلفاز .. اما جاسم صراع قوي أصبح فيه منذ ان علم ان مهرة لديها حبيب من الطفوله... وكأن هذا الخبر هو الفيصل لقراره
......................................................
أتسعت عين ورد بصدمه وهي تنظر الي عائلة كنان العريقة ومعاذ يخبرها ان تلك السيده الأنيقة التي يقف معها جواد هي جدته والدة السيد كنان
وان الأخرى ذو الأعين الخضراء والجسد الطويل الممشوق " سيلا " خطيبته
....................................................
ازاح المقعد قليلا لتجلس عليه ..فأبتسمت رفيف بسعادة وهي تطالعه .. تشعر ان اليوم به شئ مختلف .. وسألها جاسم بهدوء
- تحبي تطلبي ايه
فأخبرته رفيف عما ترغب ثم وضعت يدها أسفل ذقنها وطالعت من يرقصون بحالمية
انهوا طعاهم ووضع النادل المشروبات التي طلبوها ومع دقات عقارب السنه الجديده كان جاسم يخرج من جيب سترته علبة مخملية وفتحها امام رفيف دون مقدمات لتلمع عين رفيف بسعاده
- مواقفه بالطبع جاسم
ونهضت من فوق مقعدها تطبع قبلة رقيقة علي شفتيه
....................................................
وقفت مهرة تنظر من الشرفة تنتظر مجيئه بعد سنون الغربه.. وتمللت في وقفتها من كثرة الانتظار وتخيل كيف أصبح حسين
وتنهدت بحالمية وقد رتبت شعرها .. اليوم ورد تعجبت من اهتمامها بنفسها وبشرتها ولكن لم تسألها عن السبب فقد كانت منشغلة بحفل افتتاح المنتجع وقد رافقها أكرم
وصدح صوت سيارة وخرج السيد إسماعيل من ورشته ووالدة وشقيقات حسين خرجوا من الشرفة
ثم هبطوا لأسفل مشتاقين لشقيقهم
فرقص قلبها وهي تجده يخرج من السيارة ولم تلمح الا نصف وجه.. وارتبكت من وقفتها فقررت ان تهبط لأسفل متعلله بأي شئ
- هنزل اتحجج اني واقفه استني ورد عشان قلقت عليها
وهبطت درجات الدرج سريعا وفتحت باب المنزل بكل حنين الجار قد عاد وحب الطفوله ها هو
لتقف كالصنم وهي تسمع والدة حسين
- ديه مراتك ياحبيبي
وكان رد حسين ان أحتضنها وهو يخبرهم بهوية زوجته العربية التي تعيش مغتربة بهولندا
.........................................
خرجت من المنتجع راكضه بعدما استطاعت قدماها ان تتحرك وتترك المكان وتهرب .. فأتبعها كنان بلهفة فلم يكن يعلم بقدوم والدته ولا سيلا وقد تفاجئ بحضورهم منذ ساعات قليلة
- ورد انتظري
فأكملت ورد ركضها...ليجذبها من مرفقها
فطالعته بأعين دامعه فلم تستطع اخفاء دموعها
- اترك يدي سيد كنان
فحرك كنان رأسه بنفي ناظرا لعينيها بعمق
- لن أتركها ورد بعد ان وجدتك
لتقف سيلا خلفهم بأعين قاتمه
- هذه من فضلتها علي كنان
وتابعت بحقد
- هذه من خنتني معها
لتنهمر دموع ورد وأرتخت يد كنان عنها ..واقترب من سيلا محدقا بها بجمود
- اخبرتك سيلا من قبل ..فلا داعي تمثلي دور الضحية الأن
وعاد يلتف نحو ورد التي سارت مبتعده عنهم وصدح صوته عاليا
- ورد
ولم تلتف اليه فأسرع بخطواته نحوها واعين سيلا تتابعهم ووقف أمامها يتنفس ببطئ
- تزوجيني ورد
يتبع بأذن الله
**********
#لحن_الحياة ❤
#سيمو
زواج ورد (20)
************
الماضي مر أمامها ..حسين يعطي لها الحلوي يضرب اطفال الحي من أجلها ..يسألها عن أحوال دراستها ..يطبطب علي كتفها وهي تبكي بعد صراخ والدها بوالدتها ككل مره يأتي إليهم وتطالبه بحاجتهم إليه
يواسيها في أحزانها.. يفرح ويبتسم معاها وقت سعادتها ونجاحها
ذكري وراء ذكري تمر ..ودموع وقفت في مقلتيها متحجرة وهي تطالع والدة حسين تحتضن زوجته مرحبه بها
وارتعشت شفتاها .. وحركت قدماها بضعف حتي لا تكون متطفله أكثر من ذلك فمع فرحتهم تلك لم تكن مرئية
ووقفت ساكنه وقد تجمدت حركتها وهي تسمع صوته غير مصدقا
- مهرة مش معقول
وتقدم منها يسألها عن حالها
- ازيك يامهرة .. متغيرتيش
فرسمت أبتسامة باهته على ملامحها وهي تري أعين زوجة حسين عليها
- حمدلله على سلامتك
فأبتسم حسين وهو يلتف نحو زوجته
- الله يسلمك
ثم نده على زوجته التي تراقب الموقف وأخوات حسين يخبروها أنها جارتهم وتربوا معا
- تعالي يامريم اعرفك علي مهرة صديقة طفولتي
فأقتربت مريم تصافحها بود وبأبتسامه لطيفة
- مرحبا مهرة
فمدت مهرة يدها تصافحها بملامح باهتة وصمدت وصمدت الي ان انتهي ذلك الجمع وانصرف حسين وزوجته الي بيت والديه
..........................................................
نظرت ورد إلى أكرم الجالس جانبها يقود السيارة بصمت ..فلم يسألها عن شئ بعد ان جاء إليها راكضا بعدما وجدها تبكي وكنان يقف ينتظر اجابتها
لم تعطي لكنان إجابة فهي مازالت في صدمتها من كل ماحدث
وفركت يدها بتوتر متسائله بأرتباك
- هو انتوا اتكلمتوا في ايه
فطالعها أكرم بهدوء متذكرا الحديث الذي دار بينه وبين كنان في طلب زواجه منها وانه يريد رقم هاتفه ليتواصلوا معا .. فأخبره أكرم ان طلبه ليس هينا وانه من بلد أخرى وهذا سيصعب الأمر ولكن في النهايه احترمه أكرم لأنه حين أراد شقيقته أرادها زوجه دون ان يتلاعب بها
- ورد متتكلميش مع مهرة في حاجه النهارده ..قبل ما اتكلم معاها انا ..اتفقنا
فحركت ورد رأسها بتفهم وطالعت الطريق وهي هائمة فيما سيحدث
...........................................................
اوصل جاسم رفيف للفندق الذي تقيم فيه ..فأقتربت منه تعانقه وتقبل خديه
- مبسوطه كتير جاسم
فأبتسم جاسم لسعادتها بعرض الزواج الذي اتفقوا بأن بيكون الزواج بعد عام والخطبة ستتم في كندا وسط عائلتها كحسب الأصول
وخرجت من سيارته تودعه .. لينظر جاسم لها وهو لا يعلم لما عقله يصنع السعاده وقلبه لا يخفق بها
ونفض تلك الأفكار فبعد يومين سيسافر لكندا من أجل طلب يد رفيف رسميا من عائلتها وامضاء بعض الوقت في كندا لمطالعة أعماله هناك ويطمئن على شقيقه وكيف تمضي حياته
.......................................................
انكمشت على فراشها تضم ساقيها ببعضهم .. تنظر للقطع الصغيره الخاصه بالرسالة التي عاشت بها سنوات غربة حسين منتظره ان يأتي
وسمعت غلق باب الشقة فعلمت ان ورد قد أتت.. فنظرت للساعه جانبها ف الساعه الثانية صباحا
ولولا انها تعلم بأن أكرم معها وأنها حفله افتتاح للمنتجع الذي بعد أيام سينتهي عملها فيه ماكانت وافقت على هذا التأخير ولكن تأخير ورد جاء بصالحها ولم يري أحد لحظه ضعفها
نظرت ورد نحو غرفة مهرة لتجدها مظلمة ..فعلمت ان مهرة قد غفت ..فتنفست براحه فهي الآن ليست مستعده لتحكي تفاصيل ماحدث ولا عرض زواج كنان فمهرة بالتأكيد سترفض
............................................................
أعدت ورد طعام الأفطار بأرتباك وهي تنظر لمهرة التي تجلس امام الطاوله تقلب في كوب الشاي خاصتها .. تعجبت من صمتها وعدم سؤالها عن الحفل ولا حتي عملها ذهبت إليه ولم تسألها لما لم تذهب هي أيضا لعملها الذي سينتهي عقده بعد أيام ولكن ما حدث وتر الأمور
وقررت أخيرا ان تسألها
- مالك يامهرة
فأوقفت مهرة الملعقة عن التقليب وتمتمت
- مافيش حاجه... انا هنزل المحل
فأزداد تعجب ورد
- طب وشغلك مش هتروحي
فأكملت مهرة طريقها نحو الباب ووقفت ترتدي حذائها
- أخدت اجازه يومين
لتقف ورد في مكانها وهي تنظر للباب الذي اغلقته وانتبهت لرنين هاتفها ..لتتعجب من الرقم الذي يرن عليها للمرة الثانية
- صباح الخير ورد
فأتسعت عين ورد وهي تنظر للهاتف وتسمع صوته
- سيد كنان
فأبتسم كنان وهو يسمع صوتها العذب
- كنان فقط ورد
................................................................
رفعت مني عيناها نحو رفيف التي وقفت أمامها تعبث بخاتمها الألماس ..فتعلقت اعين مني علي الخاتم
- الن تقولي لي مني مبارك علي خطبتي بجاسم
فتعجبت مني ووجدت عين رفيف تبحث عن مهرة وكأنها تريد ان تخبرها هي أيضا عن خطبتها
- مبرووك سيدة رفيف
وجاء جاسم علي صوت مني لتقف مني تهنئه بحبور
ونظر جاسم لمكتب مهرة الفارغ ولم يسأل بشئ
ليدلف لمكتبه ومعه رفيف تخبره عن التهنئة التي وصلت إليها عبر حسابها الشخصي فور ان أعلنت خطبتهم
............................................................
وقفت مهرة تنظر إلى أكرم و ورد بعد ان حكي لها أكرم عرض كنان ورغبته في مقابلتها هي ووالدهم لعرض الزواج واتمامه في أسرع وقت حتي يعود إلى وطنه من أجل أعماله المعلقة
- انت بتقول ايه .. جواز ايه وكمان تسافر بلد تانيه وتعيش مع ناس غريبه عننا في كل حاجه
وحدقت بورد الصامته
- قوله طلبه مرفوض ..ولا هو فاكرنا ماهنصدق
فأبتلعت ورد ريقها وأطرقت رأسها أرضا في حزن لتنظر مهرة نحوها وقد تيقنت ان شقيقتها عاشقة لهذا الرجل لذلك تصمت
ليقف أكرم وحرك رأسه بتفهم
- معاكي حق يامهرة ... بس ده ميمنعش انك تقابليه وتتكلمي معاه
فعادت مهرة تنظر نحو شقيقتها وجلست علي المقعد وهي تزفر أنفاسها
- موافقه تقابله .. بس مش موافقه علي القرار ده
وبعد ان كان الأمل عاد لورد ..انقطع الأمل مجددا
..............................................................
أخذ جاسم يجمع بعض الأوراق المهمه من علي مكتبه وبدء يخبر مني عن مهامها مع ياسر الي ان يعود بعد شهر من كندا
كانت مني تقف تحرك رأسها بتفهم
وقرر أخيرا يسألها عن مهرة فيومان الأجازه قد انقضوا
- مهرة بكره هتكون علي مكتبها مش كده اظن اليومين خلصوا
وتابع بجمود وهو يتخيل ان سبب اجازتها ماهي الا ان تكون بجانب جارها المدعو حسين
- ياريت مهرة تلتزم شويه ومافيش اجازات تانيه
لرتبك مني من رده فعله
- مفهوم .. اي أوامر تانيه
ليشير لها بالأنصراف ويجلس علي المقعد القريب منه
زافرا أنفاسه بضيق
.....................................................
تمعنت مهرة في النظر إلى كنان الذي جلس أمامها بطريقة استقراطية تدل علي مكانته
فأبتسم لها كنان بتفهم
- أعلم انكي قلقه مني علي ورد مهرة
فتعجبت مهرة من اتقانه للعربيه ..
- صدقيني مهرة انا أريد ورد زوجه لأني أحببتها حقا
فتنهدت مهرة بقوة وهتفت بأندفاع
- حبيتها في الكام شهر دول
فحرك كنان رأسه وهو يسترخي في جلسته
- بضعة أشهر غيرت داخلي أشياء كثيره مهرة ...
وتابع بصدق
- كنت ضد دوما ان يتزوج الرجل من أمرأه ليست من موطنه...ولكن لا اعلم ماذا حدث وكأن الحب يخبرنا لا يوجد مكان ولا زمان له ولا حتي معتقد
أعجبها صدقه في الحديث ..ولكن خوفها علي شقيقتها كان أكبر
- ما يمكن حبك لورد مجرد انبهار وهيروح مع الوقت
فضحك كنان وهو ينحني للأمام قليلا
- أنبهار مع رجلا في عمري ...انا في الثالثه والثلاثون مهرة
فحركت رأسها بأستياء
- النضوج مش بالسن
فأبتسم كنان وهو يحك ذقنه
- معكي حق .. أخبريني مهرة بمخاوفك مني
فضيقت مهرة عيناها للحظه ... وأنفجرت به تخبره
- مايمكن تتجوز ورد نزوة وبعدين ترميها ..
عاداتكم وتقليدكم مش زينا ..صحيح انت مسلم بس عادات الأوطان بتختلف
وتابعت وهو تطالع صمته
- اهلك رأيهم ايه اكيد هيرفضوا زي ما انا رافضه
للحظات صمت كنان ونظر بعمق إليها وهو يقدر شعور الخوف لديها
- احترم مخاوفك مهرة .. ولكن لن اتخلي عن ورد لمجرد أوهام وعواقب يفترضها القلب ..عرضي مازال قائم مهرة
رغم شعورها بالراحه اتجاه كنان الا ان شعور الخوف كان أكبر
..................................................................
تفاجأت مني من ملامح مهرة وصمتها الذي أصبح دائم ومايجعلها تجد سبب لصمتها هذا.. لأنها علمت بأمر شقيقتها وهذا الأمر الذي جعلها تغيب عن العمل لأربعة أيام
ولكن لا أحد يعلم السبب الأساسي الذي حطم قلبها .. لو لم تكن تنتظر وتحلم بقدومه
لو لم تعيش على الذكريات التي جمعتهم قبل ان يرحل
لو لم تكن تنظر لكلمة "أحبك" كل يوم وهي تعلم ان أحدهم يحبها وراضي بها هكذا بهيئتها وعقدتها وظروفها ولكن كل هذا كان كالسراب
- النهارده خطوبة جاسم بيه في كندا
وتابعت مني وهي تدقق الأوراق التي أمامها
- الخبر محتل مجلات المشاهير ..غير صفحات التواصل الاجتماعي
فرفعت مهرة عيناها عن الحاسوب وماكانت تسجله به ...فهي علمت بسفر جاسم ومدته عندما عادت للعمل كانت أتية ترغب ان تسأله عن كنان ومعلومات تخصه فبالتأكيد جاسم بعلاقاته ومكانته سيفيدها
ولكنه سافر من أجل ان يتم خطبته برفيف رسميا
تقبلت الخبر بملامح هادئه وحركت رأسها
فنهضت مني بقلق عليها
- مهرة مالك فيكي ايه
وتقدمت منها تضم رأسها إليها
- الحكاية مش حكاية ورد يامهرة أحكيلي اعتبريني اختك
فنظرت لها ورسمت علي شفتيها أبتسامة باهته
- انا بخير متقلقيش
فتنهدت مني ولم ترغب بأن تضغط عليها أكثر من ذلك
.......................................................
عادت من عملها لتجد حسين يجلس مع والده الحج إسماعيل امام الورشة ثم وقعت عيناها علي زوجته مريم تتجه نحوهم في فستانها الجميل وعندما لمحها حسين نهض من جانب والده ليحتوي كفها بكفه
- ايه الجمال ده ياحببتي
الجمله أخترقت أذنيها...فخطت بخطوات سريعه نحو بنايتها ثم صعدت لشقتهم متجه الي غرفتها تنفرد بنفسها قليلا قبل ان تنهار وتري ورد أنهيارها
ولكن قررت ان تتغالب على أحزانها وتتجه لغرفة ورد ..فمنذ عودة كنان لتركيا من أجل مشاكل هناك وهي تعتكف في غرفتها او شارده
وتنهدت بيأس فهي لا تريد إحزان ورد والوقوف أمام سعادتها ولكن تخاف عليها بشده حتى أنها اليوم طلبت من مراد لو استطاع بعلاقاته وعلاقات والده ان يعرف لها حياة كنان وهل تستطيع تصديق حبه لشقيقتها
واقتربت من غرفة ورد لتسمع صوتها وهي تحادث أحدهم ويبدو أنه كنان
وسمعت طرقات علي باب الشقه ..لتتجه نحو الباب لترى من الطارق
وألتوت شفتيها بضيق وهي تجد سهير زوجة أبيها
- ازيك يامهرة
فطالعتها مهرة بهدوء
- خير
لتبتسم سهير وهي تتقدم للداخل ببطئ
- اومال فين ورد
لتخرج ورد في تلك اللحظه لتطالعهم سهير بنظرات طويله
- سمعت أنه جالك عريس غني لاء وكمان تركي
ومصمصت بشفتيها
- لاء وقعتي واقفه يابنت زينب
لتحدق ورد بمهرة تنتظر منها ان تتكلم
- اه شوفتي عشان تعرفي شطارة بنات زينب
ألقت جملتها الأخيره بتهكم ..جعلت سهير تضحك
- عقبال ماتطلعي شطره انتي كمان وتلاقي واحد شيل الشيلة كلها ولا يقولنا جهاز ولا جيب وهات
ياخدك كده من ايدك
لتلمع عين مهرة بجمود
- قولتي الكلمتين اللي جايه عشانهم
لتمضغ سهير العلكة ببرود
- ابوكم موافق على العريس ...
ونظرت لورد واقتربت منها
- متسمعيش كلامها وتمشي وراها زي الخيبة وتضيعي جوازه لقطه من ايدك
وعادت تحدق بمهرة التي تقف أمامها ببرود ..ثم انصرفت كما أتت
لتركض ورد نحو مهرة
- مهرة انا عمري ما هعمل حاجه انتي رفضاها حتي لو علي كنت بحب الحاجه ديه اوي
ورمت نفسها في أحضانها .. لتجد مهرة تبكي في صمت
- وانا عمري ماهقف قدام سعادتك ياورد
....................................................................
استيقظت مهرة تمسح على وجهها تتذكر ابتسامة والدتها بالحلم وهي تعطيها فستان زفاف أبيض
................................................................
تأكدت من حب كنان لشقيقتها فور ان علم بموافقتها ترك كل شئ وجاء من بلاده
ركض الصغير جواد نحو ورد يحتضنها بشوق فلم يرى ورد منذ ليلة الحفل فقد رحل مع جدته
- أشتقت اليكي ورد
وهمس بخفوت وهو يدور بعينيها نحو مهرة وكنان وأكرم
- صحيح ستكوني عروس لخالو
فأرتبكت ورد وتوردت وجنتيها ليضحك كنان وأكرم ...وأبتسمت مهرة بحنان وهي تري السعاده عادت لشقيقتها
..........................................................
أرتبكت مهرة في تحضير عرس ورد والكل يتعجب كيف ستتزوج ورد بهذه السرعه ومن من رجل وسيم غني من بلد أخرى
اغدق عليها بكل الهدايا القيمة واخبرها أنها يريدها هكذا ولكن مهرة أصرت ان تجلب لشقيقتها ملابسها ومتعلقاتها الشخصيه حتي لو كان هو قد جلب لها كل شئ
كانت رقية تشاركهم تلك الفرحه ومراد أيضا الذي اقترب من مهرة أكثر منذ ان جمع لها كل المعلومات عن كنان وحياته ..فعلمت أنه كان خاطب لاخري ولكن كنان وضح لها كل شئ وأنه انفصل عنها قبل ان يعرض الزواج على ورد
احترمت مهرة كنان مع الأيام ..فكل ماتخبره به يتقبله بصدر رحب...ارادة فرح هنا لشقيقتها وافق
يتقبل تقلبات مزاجها بهدوء بل ويخبرها انه يشعر بها ويقدر سبب قلقها
وشعرت بأندفاع شئ داخل ذراعيها فضحكت وهي تضم جواد إليها
- خضتني
الصغير رغم أنه لا يتكلم الا القليل من العربيه الا أنه أصبح يفهمها
- هيا لنفتح محل البقالة ونجلس به ونأكل الحلوي
لتنظر مهرة للوقت فتجد ان الساعه تخطت العاشره
- مبتعرفش مهرة غير عشان ديه
وربتت على معدته فضحك جواد بشقاوة .. وجذبها من يدها
- هيا مهرة
لتتسأل مهرة وهي تتحرك معه
- فين ورد
فأشار لها جواد ان تهبط لمستواه ليهمس بخفوت
- تحادث خالو بالهاتف
وأصبحت هذه هي حياتهم تلك الفترة وكان أجمل شئ فعله كنان أنه ترك لهم جواد واصبح هو بين المنتجع وبينهم وبين ذهابه لتركيا
وها شهر ونصف يمر ولم يعد جاسم بعد من كندا
.....................................................................
دلفت مرام لغرفة جاسم في الشركه التى ضمن مجموعة شركاته وكانت هي بداية صعوده
- انت طلبتني ياجاسم
فأشار لها بأن تجلس ..لينهض من فوق مقعده وأقترب منها ليجلس على المقعد الذي أمامها
- انتي وكريم حياتكم وتصرفاتكم مش عجباني يامرام
فتمتمت مرام بأرتباك
- انت شوفت كل مشاكلنا دلوقتي عشان الشغل
فنظر إليها جاسم وهو يتنهد بيأس منهم ومن افعالهم ..فأقامته معهم تلك الفتره جعلته يكتشف أشياء كثيره
- الحكاية مش حكاية شغل بس يامرام ..لان كريم فكره مش راجعي انه يقضي على طموحك
وكادت ان تبرر له الا ان جاسم نهض من أمامها
- حياتك هتدميرها يامرام بنفسك وافتكري كلمتي ديه
لتقف مرام أمامه تفرك يديها بتوتر
- كريم هو السبب
لينظر إليها جاسم ساخرا
- برضوه الماضي واقف بينك .... انتي السبب هو السبب كل حاجه بقيت في الماضي
وتابع بجمود وهو يطالعها
- كريم بيحبك ... فبلاش تخسري حبه بتمردك وتعيشي نفسك جوه الماضي وأنه هيتخلي عنك في
يوم
فأرتبكت بشده ورغم حديث جاسم الجامد لها الا أنها تقدره وتعده كشقيق فهي إلي الان لا تجد منه اي شئ مسئ لا هي ولا عائلتها
وهمست بخفوت
- انا قلقانه من مشيرة وقربها من كريم
ليعود جاسم إلى مقعده خلف مكتبه بهدوء
- مدام خايفة علي جوزك وحياتك ..حفظي عليهم
وأنصرفت من أمامها بتوتر ثم وقفت وهي تمسك مقبض الباب قبل ان تخرج من الغرفه
- هترجع مصر امتي
فتمتم وهو يطالع الأوراق
- آخر الاسبوع
واغلقت الباب خلفها لينظر جاسم الي هاتفه ..وتنهد بيأس من رفيف ..فقد ذهبت لباريس رغم اعتراضه والإجابة أنها تريد ان تستمتع بكل شئ قبل الزواج
الذي حدد موعده بعد أشهر وليس عام
ونظر إلى دبلته وأخذ يحركها في أصبعه
ولا يعرف لما شرد بمهرة فطيلة الايام الماضيه ابعد تفكيره عنها ولم يسأل ياسر او مني عن أحوالها او كيف تبدو في عملها حتى ظن أنه قد نسيها
ولكن الحنين عاد عندما اقترب موعد عودته
..........................................................
ورد عروس أمامها وقد أصبحت زوجة كنان ..دموعها انسابت دون شعور لتترك ورد ذراع كنان بعد ان سلمها له أكرم
واقتربت من مهرة تحتضنها بقوة
- كفايه عياط يامهرة لاحسن اعيط
فأبتعدت عنها مهرة قليلا لتحتوي وجهها بين كفيها
- لاء خلاص مش هعيط وانتي متعيطيش
فأبتسمت مهرة لتجد كنان يقترب منهم .. يضم ورد له بحب
- اوعدك مهرة سأحافظ عليها
فحركت مهرة رأسها له بصمت ..ليبدء العرس
عرس ضم معارف كنان وأصدقاء وجيران ورد
ونظرت مهرة نحو والدة كنان التي تطالع كل شئ بهدوء اقلقها
لتجد جواد يمسك يدها ويقفز بسعاده
- ستأتي معنا مهرة أليس كذلك
لتضحك مهرة وهي تمسح بقايا دموعها
وسمعت صوت رقية خلفها ومعها والدها السيد مسعود ومراد وأيضا مني وزوجها وأطفالها والسيد عماد والد مراد
فأبتسمت مرحبة بهم
- أكيد اتفقتوا تيجوا سوا
وعبست قليلا وهي تضرب رقيه علي ذراعها برفق
- كان لازم تروحي وتسبيني انا و ورد عشان تجهزي في البيت
ورغم ان مهرة تعلم السبب الأساسي لرحيل رقية لتحهز نفسها بعد ان قضت أغلب اليوم معهم ..فهي تريد ان تأتي مع مراد الذي كانت نظراته تتابع حركة مهرة بفستانها الأزرق الطويل وخصلات شعرها المنسابه على وجهها برقه
وضحكوا جميعهم ليقترب عماد من مهرة بأبوه
- ايه الجمال ده ..ده انا افتكرتك انتي العروسه
فأبتسمت مهرة بخجل من لطافته
وجذب يدها قائلا
- تعالي عرفيني على ورد وجوزها.
فتحركت معه مهرة وهي تكتم ضحكتها ..فالسيد عماد هو من يجعلها تبتسم وتضحك بحق
الكل يرقص وسعيد ومستمتع بالقاعه الفخمه
وسهير تقف مع عزيز الذي وقف كالغريب وكأنه ليس بعرس ابنته
كانت سهير تنظر علي أولادها
فكرم منشغل في معاكسة الفتيات ..وأكرم يقف بجانب احداهن وقد عرفها عليها ليهمس بعدها ان هذه هي الفتاه التي يريد خطبتها
ولوت شفتيها بضيق
- خيبه علي خلفتك ياسهير
....................................................
وقف مراد بجانب مهرة بعد ان استطاع الانفراد بها ..فقد حسم قراره وسيخبرها اليوم بحبه لها
- مهرة
فألتفت نحوه بعد ان كانت منشغلة برقص ورد مع رقية واصدقائها
- في حاجه يااستاذ مراد
فتنهد مراد بيأس
- بلاش أستاذ ديه يامهرة
فأبتسمت له بلطف
- بلاش أستاذ ..نعم يامراد
وطال صمت مراد ..لتنظر مهرة اليه ثم إلى رقية التي تطالعهم من حين لاخر
- بص قدامك هتلاقي اللي بدور عليه
وغمزت له وأبتعدت عنه .. ليجد مراد رقية تقترب منه
............................................
اتسعت عيناها وهي تجد جاسم يدلف للحفل بكامل اناقته وذهب مباشرة نحو كنان و ورد
علمت من كنان عندما اخبرته أنها تعمل في شركة الشرقاوي .. انه يعرف جاسم معرفة سطحية ليس أكثر وها جاسم عاد وتلقي دعوة كنان
فنظرت مهرة لمني
- وصل النهارده الصبح
فحركت مهرة رأسها بتفهم ... فأخذ جاسم يبحث بعينيه عنها ليجدها تقف بجانب مني ثم أتجهت نحو رجل وامرأه ترحب بهم
قلبه الذي كان كالبحر الهادئ ..اخذ يدق بعنف
وهو يراها بفستانها وابتسامتها
وتقدم منها دون شعور فسبب قبوله للدعوه هي رغم أنها لم تأتي منها
واقترب منها
- مهرة
لتلتف إليه بعد ان رحبت بحسين وزوجته
وأشارت لجاسم تعرفه عليهم
- السيد جاسم صاحب الشركه اللي بشتغل فيها
ونظرت لحسين
- حسين جاري ومريم زوجته !
يتبع بأذن الله
***********
#لحن_الحياة ❤
#سيمو
لحن الحياة سهام صادق
فراق ورد وطريق جديد (21)
********************
تحجرت عيناه وهو يسمع ماتخبره به .. حسين جارها متزوج متي وكيف حدث هذا ؟
اسئلة كثيرة دارت بعقله وشعر بضيق يحتل صدره وهو يراها تتحاشا النظر لكلا من حسين وزوجته
وصافح حسين بعد ان مد له الأخر يده مبتسما
- اتشرفت بمعرفتك سيد جاسم
فأبتسم جاسم بلطف ينظر إلي مهرة التي تقف بينهم مرتبكه
- شرف ليا أستاذ حسين
وألتقت عيناه بعين مهرة
- مهرة ممكن دقيقه
وسار أمامها فأتبعته بصمت إلي ان خرجوا خارج قاعة الزفاف
فأبتلعت ريقها معتذرة
- أسفه اني معزمتكش بس كنت فاكره أنك لسا مسافر
فتنهد جاسم ومسح علي وجهه ثم ألتف نحوها
- مبروك لورد يامهرة .. كنان شخصية محترمه ورجل أعمال ناجح
فحركت رأسها له بتفهم ..لتجده يخرج علبتان من جيب سترته
- معرفتش اقدم الهدية لورد...ياريت تديها هديتي بالنيابه عني وعن مرام
وأعطاها أحد العلب المخملية كانت علبة صغيرة زرقاء تحتوى علي خاتم رائع التصميم
- ديه هديتي
ثم أعطاها العلبة الأخرى وكانت حمراء تحتوي على قرطان قريبين من تصميم الخاتم
- وديه هدية مرام
لم تقدر مهرة علي الرد وهي تفتح كل علبة تتأمل مابداخلها ورفعت عيناها نحوه
- بس ده كتير
فطالعها جاسم قبل ان ينصرف فلم يعد قادر علي الوقوف أمامها فصدمة زواج حسين وصوتها وهي تخبره بهويته وتعرفه عليه وعلي زوجته مازالت تقتحم فؤاده
- بالعكس ديه هدية بسيطه لورد ... وأتمني أنها تعجبها
وخطي بخطوه ليغادر ... ثم وقف بوجه خالي من المشاعر وهو يسمعها
- مبروك علي خطوبتك انت والسيده رفيف
فتمتم بخفوت وهو يرخي من رابطة عنقه
- شكرا يامهرة
لتقف متعجبه من رحيله السريع ..وظنت انه بالتأكيد مرهق من رحلة عودته ..وأتجهت نحو القاعه مجددا
لتشبع عينيها بورد قبل رحيلها لتركيا
.........................................................
تنهدت رقية بحالمية وهي تنظر لورد وسعادتها... وألتفت نحو مراد الصامت الذي يقف شاردا
- مراد
فأنتبه مراد لها وعقله مازال يدور حول جملة مهرة
- في حاجه يارقية
فأبتسمت وهي تشير له نحو ورد وكنان
- ورد وكنان لايقين على بعض اوي...امتي الاقي الشخص اللي يحبني وأحبه
ضغطت علي جملتها الأخيره لترى ردة فعله ..ليحدق بها مراد بغضب
- انتي لسا صغيرة علي الكلام ده يارقية
فطالعته بغضب ..ف إلي متي سيراها صغيره لقد كبرت وبعد شهران ستتخرج من الجامعه
- انا كبرت علي فكره ..بس انت اللي ديما شايفني الطفله الصغيره
وأبتعدت عنه تقاوم ذرف دموعها ..لينظر مراد في خطاها متعجبا من غضبها وغضبه عليها عندما أخبرته برغبتها في ملاقات الشخص الذي ستحبه ويحبها
وألتقت عيناه بمهرة وعقله مازال يدور في عبارتها
..............................................................
أنتهي الحفل الرائع وانتهت فرحتها بشقيقتها ..رؤيتها لسعاده ورد هي من تجعلها تضحي ببعدها عنها
أكثر شئ طمئنها بهذا الزواج حلمها بوالدتها وهي تبتسم لها وتعطيها فستان الزفاف وكأنها تخبرها بسعادتها بالأمر
وقفت ورد تحتضن مهرة بقوة في المطار قبل ان يصعدوا للطائرة الخاصه التي هي ملك لشركات كنان .. وداعا صعبا ولكن حين تري في الوداع سعادة الآخر تتنازل عن آلمك في فراق أحبتك
كان كنان ينظر لهم بصمت ..والدته وجواد سبقوه الي الطائرة وهو وقف بجانب أكرم الذي دمعت عيناه
فبعد تقربه من شقيقتيه افترق عن احداهن
انهارت حصون مهرة وهي تضم ورد تستنشق رائحتها
- مش عايزه اسيبك وتمشي بعيد عني
فدمعت عين ورد وهي تتشبث بها أكثر
- ولا انا يامهرة ... انا خلاص مش عايزه اسافر
وابتعدت عنها تمسك يدها ثم نظرت لكنان
- يلا نروح بيتنا .. وكنان يسافر لوحده
فطاوعتها مهرة بالأمر .. ونظرت لكنان
- سافر أنت ولما تعوز تشوفها تعالا
لم يتمالك كنان ولا أكرم ضحكاتهم من منظر مهرة وهي تجر ورد ..ولكن ورد وقفت تنظر لكنان وكأنها عادت لوعيها وأنها زوجة ذلك الرجل الوسيم الذي يقف خلفها ينتظرها
فأسرع كنان يشد ورد له
- ستأخذي زوجتي مهرة ...اعذريني اريدها
وضم ورد لصدره... لتجذب مهرة ورد لها وتنظر إليه بضيق
- من كام ساعه بس بقيت مراتك ..اما انا اختها من سنين ..انا غيرت رأي عايزها تعالا عيش في مصر
فضحك كنان فهو يتفهم مشاعر مهرة بشده ..يوما كان له شقيقه لا يريدها ان تبتعد عنه وتتزوج
- مارأيك ان تأتي معنا انتي ..عرضي مازال قائم
فأستاءت مهرة من هدوئه
- لاء انا عايزه اختي
ونظرت لورد بتحذير
- قوليله ياورد عايزه مين فينا
فنظرت لهم ومازالت تذرف دموعها
- انتوا الأتنين
فحدقت بها مهرة بغيظ
- بتحطيني في مقارنة مع واحد لسا عارفينه
فنظر كنان لأكرم يستنجد به ..فموعد اقلاع الطائرة قد حان
- أكرم ستظل كالمتفرج
فأقترب أكرم منهم وقبل ورد على جبينها بحنان
- روحي مع جوزك ياورد.
فحركت ورد رأسها برفض
- مقدرش اسيب مهرة
ووجد ذراع مهرة يمتد وهو واقف بينهم تحاول أن تجذب ورد
- ابعد ياأكرم خليني اخدها واروح
فنظر أكرم لكنان الذي لا يعلم كيف يتصرف
- خدها لانك لو فضلت مستني مهرة تسيبها او ورد تتحرك مش هتسافر
وتآلم أكرم من ضربات مهرة علي ظهره وذراعه .. فمسح كنان علي وجه ورد بحنان
- حببتي..أوعدك سنأتي مصر عن قريب
وتابع بدفئ جعلها تنسي كل شئ حولها
- مهرة إذا أرادت في اي وقت تأتي لنا سأبعث لها تذكرة الطائرة فورا
فلمعت عين ورد بحب فكلمات كنان وكفيه اللذان يتجولوا علي صفحات وجهها أسقط حصونها وسكن آلامها من فراق شقيقتها
وسارت معه بهدوء وكل خطوه كانت تلتف نحو مهرة التي كانت تتشاجر مع أكرم وتخرج فيه ضيقها وأكرم يقف أمامها
كل من كان يمر بجانبهم يتعجب مما يحدث ولكن الجميع مشغول بحياته ..مجرد نظره وينصرف نحو وجهته
وأختفي كنان بورد بعد ان صافح أحد الرجال وصعد الي طائرته الخاصه
لتسقط مهرة أرضا باكية وهي تطالع ماحولها ..فقد فاقت من صراخها علي أكرم
- ورد
لم يتمالك أكرم نفسه وجثي علي ركبتيه يحتضنها
- سعادة ورد مع كنان يامهرة ..شايفه بيحبها ازاي وهي كمان بتحبه
وربت على ظهرها بحنان
- مش انتي عايزه سعادتها
فحركت مهرة رأسها داخل احضانه وهي تهمس بحب
- لو هي ديه سعادتها فأنا هستحمل بعدها
وساعدها أكرم في النهوض وضمها إليه ليسيروا معا خارج المطار في ظلام الليل
...............................................................
وضع أكرم الفطور أمامها ..فلم يتركها بعد تلك الليله
وربت علي ظهرها
- الشيف أكرم شايفه الفطار الملوكي ده
فرفعت مهرة عيناها الباهته من كثرة بكائها
- أتصل بورد ياأكرم
فضم أكرم رأسها إليه ومسح علي ظهرها وهو يتمتم
- بلاش نزعجهم النهارده يامهرة ...
وتابع بتعقل
- لو ورد سمعت صوتك كده مش هتستحمل
فحركت رأسها بتفهم .. ليرفع وجهها نحوه
- فين مهرة القوية العاقله
فدمعت عيناها وهي تنظر له
- انا مش قوية ياأكرم مين قالكم اني قوية ..
كلماتها اوجعته .. مهرة شقيقته أظهرت ضعفها أمامه ..مهرة مثلهم ضعيفه بل وأضعف منه هو و ورد
.........................................................
ارتدي جاسم بذلته الأنيقه ووقف أمام المرآه ينظر لهيئته بفتور ...لم ينم ليلة أمس ..طيلة الليل أخذ يتقلب علي فراشه يتذكرها وهي تعرفه علي الجار الذي عاد بزوجته وهي لا تتحمل ان تنظر لهم
رفع يده اليمني لينظر في بنصره الذي يحتوي علي دبلة رفيف
- لاول مره تحس انك مش فاهم نفسك ياجاسم
ألقي جملته الاخيره بعد ان أرتدي ساعته ونثر عطره
................................................................
أستيقظت من نومها علي لمسات ناعمه علي شعرها وقبلات صغيره تجول علي صفحات وجهها
لتنظر بأعين مازالت غافية ...كنان منحني عليها بل وملتصق بها ..وأتسعت عيناها فزعا ودفعته عنها بخجل
- اين انا ؟
فأبتسم كنان بحب
- في بيتنا حبيبتي
فحدقت بأرجاء الغرفه الواسعه ذات الجدران البيضاء والأثاث العصري الراقي
- بيتنا !
فضحك كنان وهو يضمها اليه بحنان
- في اسطنبول ورد
فأرتخت أهدابها وتسألت وهي تحك رأسها
- لم اشعر بشئ بعد ان اقلعت الطائرة كنان
فأبتسم كنان وهو يطبع بقبلة علي رأسها
- لقد غفيتي ورد طيلة الرحله
ومسح علي وجهها بحب
- ولم أريد ايقاظك حتي لا تبكي مجددا حبيبتي
وجاءت ذكري الأمس فهبطت دموعها
- مهرة أين مهرة كنان ..ارجوك ان لا أريد ان أعيش هنا
وأزاحت الغطاء من عليها لتنهض من فوق الفراش.. وأتسعت عيناها بصدمه وهي تجد نفسها ترتدي منامة قصيره ...فنظرت لما ترتديه
- اين الفستان ؟
ولم يعد يتحمل كتم ضحكاته أكثر من ذلك فأنفجر ضاحكا ونهض من فوق الفراش ليقترب منها
- زوجك هو من أبدل لكي ملابسك ورد
لتحدق به ثم تعود تنظر لما ترتديه
- من .. انت .. كيف ؟
نطقت كلماتها المتقطعه بأرتباك .. وانفجرت باكية
...............................................................
هبطت معه لأسفل بعدما هدأت من نوبة بكائها .. سألته عن جواد وكانت الإجابة انه ذهب مع جدته ليقضي معها اليوم وسيأتي لهم غدا
ادهشها تصميم المنزل بكل مافيه..بيت عصري ذو حديقة خلابه .. كان يضم خصرها اليه وهو يفرجها على كل ركن بالمنزل
وجاءت الخادمه اليهم ترحب بسيدتها الجديده
فلا أحد كان متوقع ان يعود سيد المنزل بعروس من بلد أخرى
وتفاجئ كنان من ابتعاد ورد وتقدمها نحو الخادمه تصافحها وتخبرها أسمها دون تكلف
وأتت بعدها مدبرة المنزل السيده عظيمه ترحب بها أيضا وفعلت معها ورد كما فعلت مع الخادمه الأخرى التي تقربها بالعمر
- حبيبتي تريدي ان نأكل هنا ام بالخارج
فألتفت اليه ورد واقتربت منه بسعاده
- أريد ان اري كل شبر بأسطنبول
فحاوطها كنان بحب وأنصرفت الخادمتان متعجبين من سعاده سيدهم بعروسه البسيطه الهادئه
- لكي كل ماتريده
وغمز لها وهو يمسك بيدها وتابع
- حتي لا تتذمري مني حينما انشغل عنك في العمل
.......................................................
تعجب جاسم من عدم مجئ مهرة للعمل .. كان يوم ممل بالنسبه له فهو يريد رؤيتها ولكن في النهايه انشغل بأعماله المتراكمه مع ياسر
......................................................
مسحت مهرة دموعها بعدما حادثتها ورد وبعثت لها صور تجمعها بكنان وهم يتجولون بشوارع اسطنبول
سعاده شقيقتها كانت أغلي من اي شئ من وحدتها وحزنها وتمتمت بدعاء
- يارب تعيشي طول حياتك سعيده ياورد
.......................................................
أسبوع مر علي زواج ورد
أندمجت مهرة مع حياتها الجديده بروح منطفئه وملامح باهته
طرقات خافته على مكتبها افاقتها من شرودها لتجد مني أمامها
- بقالي ساعه بنده عليكي
فتمتمت مهرة بخفوت وهي تنظر لملامح مني ويبدو عليها الضيق
- ادخلي لجاسم بيه عايزك
وتابعت وهي تذهب لمكتبها
- مش عارفه ماله النهارده مش طايق حد
فنهضت مهرة بأستياء وأتجهت اليه لتجده يتحدث بالهاتف وألتف نحوها يخبرها
- امسكي ورقه وقلم واكتبي التقرير اللي هقولهولك
فجلبت ورقه وقلم وجلست تنتظر ما سيمليه لها
ولكن شردت كالعاده في الأيام الاخيره
كان جاسم يمليها دون ان ينظر لها وعندما وقعت عيناه علي اصبعها الممسكه بالقلم ولا تتحرك حدق بها بضيق
- مهرة
فرفعت عيناها نحوه ثم نظرت للورقه البيضاء
- أفندم
لتتجمد ملامح جاسم فهو منذ الصباح يحل مشاكل في أحد مصانعه مع ياسر بالهاتف ..وتأتيه هي بشرودها الذي أصبح يلازمها
- أفندم ايه ياأستاذه ..السرحان اللي بقيتي فيه ده بره الشركه مش هنا
ضايقها صياحه بها ..فنهضت من فوق المقعد الجالسة عليه وتركت الورقه والقلم دون ان ترد بكلمه
ليحدق جاسم بها وهي تخطو لخارج الغرفه... وأمسك ذراعها بعنف ليجذبها نحوه
- رايحه فين .. انا قولت تخرجي
وأتسعت عيناه وهو يجدها تبكي ..مهرة تبكي أمامه لم يتحمل قلبه رؤيتها هكذا
- مهرة انتي بتعيطي
ومد أنامله يمسح دموعها برقه ..فأستكانت للحظات ولكن سريعا أدركت الوضع وأبتعدت عنه
فزفر أنفاسه بقوه وهو يطالعها
- بطلي عياط طيب ..ولو علي التقرير خلاص اي حد يكتبه
فمسحت دموعها سريعا وهي تنظر اليه
- انا عايزه اسيب الشركه
لينظر لها جاسم بجمود ..وجلس خلف مكتبه
- عقد عملك فاضل فيه 3 شهور
.......................................................
أشاحت سهير وجهها بعدما أستمعت لحديث أكرم وهو يخبرها بأن تأتي مهرة للعيش معهم فقد أصبحت وحيده
وأنتظر ردها..فهو يعلم ان القرار هو قرارها وليس قرار والده
- اجيب مين تعيش معانا مهرة
وضحكت بتهكم
- لو كانت ورد كنت ممكن أفكر .. اما مهرة لاء
وتابعت بضيق
- مش كانت وافقت علي الحج صبحي ... كان زمانها دلوقتي متجوزه زي أختها
ونهضت من فوق الأريكة التي كانت تجلس عليها
- خليها قاعده بقي لوحدها
وأمسكت خصله من شعرها
- وتبقي تشوف مين يرضي يتجوزها
وأتجهت نحو المطبخ تدندن بلحن شعبي
ليتنهد أكرم بيأس من ظلم والدته ... والذي سيأتي يوم وتكفر عنه
................................................................
اقترب منها كنان راغبا بشده في أخذها لاحضانه وإتمام زواجهم ولكن ورد ابتعدت عنه كمثيل الايام السابقه
- سأذهب لغرفة جواد
وتركته بالفعل دون كلمه..منذ مجئ والدته لتقيم معهم لفترة وهي تبتعد عنه .. يعلم ان الأمر به شئ
ولكن لا يريد الضغط عليها حاليا مدركا انه لا بد ان يصبر قليلا
........................................................
كالعاده لا يتلقي اهتمام منها بل زاد البعد والهجر الذي اصبحت مشيرة تغدقه عليه وكلما بعد اقتربت منه
قبلته مشيرة علي خده بعد ان أهدته هدية عيد ميلاده ...عيد ميلاده الذي لم تتذكره زوجته
- مكنش في داعي للهديه يامشيرة
فنظرت له مشيرة برغبة وهي تداعب عنقه
- المهم الهديه تكون عجبتك ياكريم
فأبتسم وهو ينظر لهديتها الأنيقة
- أكيد عجبتني
ونظر إلى يد مشيرة التي انتقلت من عنقه لصدره ..فتجمدت عيناه علي يدها ... وأنتفض من محاصرتها
- لازم أمشي
ورحل دون ان يلتف لها ..لتتظر مشيرة له وهي تبتسم فطريق وصولها له قد أقترب
............................................................
أنهت ترتيب محل البقالة ..فشيكا يفتحه بالصباح وهي عندما تعود تستلمه منه كالعاده
لم تكن تهتم كثيرا بفتحه ليلا ولكن عندما رحلت ورد اصبحت تفضل الجلوس به الي ان ينتبها النعاس وتغلقه وتصعد للنوم
وقفت تحكم غلق المحل بأرهاق .. وألتفت تنظر إلى سيارة جاسم الواقفه أسفل البناية
فجاسم جاء اليوم ليطمئن علي صحة والد مرام السيد عادل بعد ان علم بمرضه
يومها أصبح عمل بالصباح بالشركه وبعد ان تعود تحمل طعامها وتجلس في المحل تأكل
واتجهت إلى مدخل البناية ولكن صوت حسين اوقفها
- مهرة
وأقترب منها لتتسأل
- خير ياحسين
فأبستم ليطمئنها ..ونظر لها طويلا قبل ان يخبرها بغبطه
- في عريس صديقي عايز عروسه
وتابع وهو يصيغ باقي كلماته
- بصراحه مش هلاقي احسن منك ليه
كلماته كانت كالطعنة .. حسين يأتي بعريس لها
بل ويرشحها له .. أرادت ان تصرخ بوجه ولكن ماذا ستقول هل ستصرخ بالرجل الوحيد الذي رسمت معه أحلامها وانتظرت قدومه
ورطبت شفتيها بلسانها ونظرت إليه وهي تستجمع قواها
وطعنه أخرى جاءت منه قبل ان تخبره بعدم رغبتها في الزواج
- مهرة خديها نصيحه من اخ انتي دلوقتي لازم تتجوزي انتي بقيتي عايشه لوحدك بعد ما ورد اتجوزت وسافرت
لم تكن ضعيفه يوما لتقف كالمستمعه ..ولكن حسين هو من يطعن فؤادها ..من كان يسندها ويشعر بها هو من يخبرها دون شعور بكلماته تلك
تعجب حسين من صمتها
- مهرة انتي معايا .. اوعي تكوني زعلتي مني
فلمعت عيناها وتنفست ببطئ وكادت ان تنطق اخيرا ..لتسمع صوت جاسم خلفها بعد ان خرج من بنايتهم
- مهرة
فألتفت نحوه لتجده يحدق بهم بجمود ... وتقدم حسين يصافحه فقد ألتقوا مسبقا في زفاف ورد
ولم تشعر بنفسها الا وهي تمسك يد جاسم وتخبر حسين
- انا وجاسم هنتخطب قريب
ونظرت لجاسم الذي تجمدت نظراته على يدها المرتعشه التي أمسكت يده
وكأن القدر يلعب لعبته معه اليوم
ينهي ارتباطه برفيف وتأتيه مهرة كالتفاحة المقشرة دون جهد
وتجمدت ملامحه وهو يطالعه الشخص الواقف أمامه .... وقد فهم السبب
وأبتسم داخله وهو يحادث نفسه
" عجبتني اوي اللعبه يامهرة "
فتهللت اسارير حسين وقد اوجعتها سعادته بذلك
- مبروك يامهرة ..مبروك سيد جاسم
ليرسم جاسم ابتسامة جامده علي شفتيه وهو ينظر لها كيف بهتت ملامحها عندما رأت سعادة حسين علي وجهه
وأتسعت حدقتي عيناها وهي تسمع ماتفوه به
- خطوبة ايه بقي ياحببتي ..احنا هنتجوز علطول
يتبع بأذن الله
***********
#لحن_الحياة ❤
#سيمو
بداية اللعبه (22)
************
أخترقت الجلمه اذنيها ..ظنت أنه يسخر او يكمل تمثليتها ولكن نظراته كانت لا توحي الا أنه جاد بالأمر
وعندما وقف عقلها عند تلك النقطه ..ازدادت ضربات قلبها وشعرت بيده تضغط علي يدها بعد ان تسأل حسين
- كده تسبيني يامهرة اقولك علي العريس
وتابع بمحبه
- عشان كده زعلتي مني وانا بتكلم عن العريس
ونظر إلي جاسم معتذرا
- بعتذر منك ياسيد جاسم ..بس مهرة مقلتش لحد الخبر ده
فنظر جاسم نحو مهرة التي رفعت عيناها نحوه ..وكادت ان تنهي تلك المهزله الا ان وجدت حسين بعلو صوته يهتف بأحدهم
- حماده نادي الحج من جوه الورشة يجي يسلم علي السيد جاسم خطيب الاستاذه
وفي غمضت عين خرج البعض من الشرفة يتابع وآخرين وقفوا يهنئون .. وانتشر الأمر وهي لا تفعل شئ الا ان تتقبل التهنئة بصمت وصدمه
وحدقت بهدوئه العجيب فكيف لرجل خاطب بأخرى يتقبل هذا بل ويقبل التهاني وكأن بينهم شئ
وقضمت على شفتيها بقوه وهتفت داخلها
- اللعبه اتقلبت عليكي يامهرة
.................................................................
نزلت من سيارة أكرم تنظر إليه ثم إلى فيلة جاسم
فبعد ما حدث انصرف من أمامها وكأن شئ لم يحدث
وتركها تتخبط في أفكارها .. وقررت ان تهاتف أكرم يأتي إليها ليصطحبها إلى بيته فالوقت أقترب من منتصف الليل حتي أكرم تعجب من الأمر ولكن إلى الآن لم يعرف بأي شئ ففور ان جاء إليها صعدت معه سيارته لينطلق بها إلي وجهتهم وكلما سألها عن سبب ذهابها في ذلك الوقت
كانت تقضم أظافرها بعنف تخبره
" بعدين يا أكرم هقولك "
وها هي تتحرك صوب الباب ..لتقرع الجرس وبعد دقائق كانت الخادمه تقف متعجبه من قدومها في تلك الساعه
- مهرة
فنظرت مهرة لهدي بأتبارك ..فما ستظن بها
- خير ياحببتي في ايه
فتسألت وداخلها يتأكل من الغضب
- جاسم بيه هنا ..عايزه في امر ضروري
فرحبت بها هدى التي كانت تستعد لذهبها لغرفتها والنوم
- ثواني هدخل أبلغه بوجودك
وأتجهت هدي نحو غرفة مكتبه...فوقفت تنتظر قدومه وسمعت صوت هدي
- ادخليله غرفة المكتب..مستنيكي
................................................................
يقف أمام شرفته يطالع الظلام الذي أمامه شاردا في الصور التي أتته بالصباح
رفيف بحضن رجل يتبادلون القبلات في بهو أحد الفنادق في دبي التي ذهبت إليها من أجل رحلة عمل كما أخبرته ولكن رحله العمل قد ظهرت حقيقتها
فأحد احبابه ألتقط الصور وبعثها له
ازال دبلتها اليوم من أصبعه بقلب مرتاح ..فاليوم اكتشف ان حياته لن ولم تكن مع رفيف
اليوم رغب أن يسير وراء قلبه ويترك مشاعره مع مصيبة الرأس التي أقتحمت عالمه ولكن هي استخدمته كوسيلة في رد كبريائها امام من أحبت
وتمتم ساخرا بصوت هامس
- بتلعبي بيا يامهرة ..بس للأسف لعبتي مع الشخص الغلط
وسمع خطوات أقدامها بعد ان دخلت غرفة مكتبه وصوت أنفاسها يعلو ..وألتف نحوها بجمود
- ايه الموضوع المهم اللي عايزاني فيه
فنظرت إليه وهي تقبض على يديها بقوة
- ازاي تقول أننا هنتجوز... ازاي تستغل الموقف
فعلت صوت ضحكاته وأبتسم بتهكم
- استغل الموقف ..ولا استغل اللعبه اللي لعبتيها علي حبيب القلب
فتنهدت بيأس ففي النهاية هي الحمقاء
- انا مكنتش أقصد .. كانت ذلة لسان عشان
ولم تستطع ان تعري نفسها أمامه
فماذا ستقول له ..اتخبره أنها أرادت ان ترد كبريائها من كلمات حسين به ..ولكن كيف اقحمت رجلا كجاسم في الأمر
ووجدته يقترب منها ببطئ وعيناه تتفحصها
- عشان ايه قولي يامهرة ولا مكسوفه تقولي ان حبيب القلب اللي استنتيه رجع متجوز
لم تجد رد تخبره به وهي تصارع ضربات قلبها وأنفاسها
- ردي
فعضت على شفتيها حتي ادمتها ورفعت عيناها نحوه
- أنت راجل هتتجوز قريب من سيدة مجتمع ...وانا غلطت لما حطيتك في الموقف ده
وتابعت برجاء
- انهي عقد عملي في شركتك وانا هتصرف وأقول محصلش نصيب ..وكل واحد يرجع لحياته
فتمتم بتهكم وهو يدور حولها
- كل واحد يرجع لحياته .. طب واللعبه اللي لعبتيها علي جارك
كانت قواها قد استنفذت جميعها فصرخت بضيق
- لعبه وخلصت خلاص..انا استقيل والحكاية تنتهي بسيطه ...ايه المشكله
فضحك وهو يدور حولها وقد لمعت عيناه بمكر
- المشكله ان اللعبه عجبتني وعايز أكملها
وتابع ساخرا
- وانتي عارفاني لما بتعجبني حاجه
فصدح صوتها وهي تبتعد عنه
- ديه كذبه وانت عارف سببها
فأبتسم وهو يتفحص وجهها المحتقن
- كذبه كذبتيها واتحملي نتايجها ..عشان بعد كده تختاري الناس اللي تعرفى تلعبي معاهم وتستخدميهم ياحضرة الافوكاتو
علمت من نطقه لهذا اللقب ان جاسم الشرقاوي بغروره وعنجهيته قد عاد ثانية ويبدو ان هذا نتائج خطبته برفيف
وعندما جاء بذهنها اسم رفيف أبتسمت وقررت ان تسير معه في نفس الطريق
- مأظنش رفيف هانم هتعجبها الحكايه لما الخبر يتنشر في الشركه
فضحك وهو يطالعها
- انا ورفيف انفصالنا
ألجمها الخبر ..لتتسع عيناها وتجاوزت صدمتها سريعا لتطالعه بجمود
- هستقيل من شركتك وهتقبل استقالتي ...واللعبه اللي عجبتك هنهيها
وخطت للخارج
وقد فاض بها كل شئ ..فلم تعد تتحمل وليحدث مايحدث وسمعت صوته الساخر
- بلاش تهدديني يامهرة .. جوازنا آخر الشهر
ولم تشعر بنفسها الا وهي تجلس في سيارة أكرم
- روحني علي البيت يا أكرم
ورغم رغبة أكرم في معرفة مايحدث الا أنه فضل الصمت حاليا
.........................................................
يداه كانت تتحرك علي خصلات شعرها وهي نائمه بجانب جواد ..كانت تشعر بأنفاسه القريبه منها .. وشعرت بجسدها يرفع لتجد نفسها بين ذراعيه يحملها نحو غرفتهما
- أعرف انكي مازلتي مستيقظه ورد
ففتحت عيناها تطالعه بوجع تريد ان تسأله هل سيتركها كما ترك سيلا وتخلي عنها بعد اخذ منها ما أراد
فقد علمت من والدته ان حيات كنان كانت لا تخلوا من المتعه والنساء ..رجل لديه أموال كثيرة يسافر الكثير من البلدان حتي أنها أخبرتها عن النساء اللاتي مروا بحياته وحلموا بالزواج منه ولكن فور أن يمل منهم يتركها وهي ستنضم لهم قريبا ..
شردت في الجملة الأخيره التي ألقتها عليها والدته بعد ان أخبرتها انه تزوجها هي
- تزوجك لانه يعلم بأنه لن يحصل عليكي غير هكذا
مازالت صدي جملتها في عقلها وصوت ضحكاتها في أذنيها
- ما الأمر بكي ورد ...أخبريني ورد بما يقلقك
وجدته يضعها علي الفراش برفق وهو يتسأل ولكن مازال ستقول له واشاحت وجهها بعيدا عنه
- انا مازلت اتأقلم علي الحياة هنا وافتقد مهرة كثيرا
وشهقت ببكاء لتجده يسرع في ضمها إليه
- اعلم حبيبتي ولكن لابد ان تشاركيني معك لا تصمتي وتبتعدي عنها
ومال نحو عنقها يلثمه بقبلات صغيره متفرقه ..ليجدها تبتعد عنه
- أريد ان أنام
فأبتعد عنها وهو يحدق بها مذهولا مما فعلت
...................................................................
دعته علي العشاء في أحد المطاعم المعتدون الذهاب إليها ..قررت ان تتجمل اليوم وتظهر كالانثي لعله يتأكد ان رقية قد كبرت ولم تعد الفتاه الصغيره التي غمرها الكثير بالحب والدلال لفقدانها لوالدتها
اليوم هو عيد ميلاده ..عيد ميلاده الذي لا يحب الاحتفال به ولكن مع اصرارها والحاحها يغضع كالعاده
كانت تنتظره في المطعم وقد فضلت ان تأتي بمفردها دون صحبطه ..عيناها لم تتحرك عن باب المطعم وملت من مطالعة كل من يردف فقررت ان تنظر للناحية الاخرى وقد أعجبها مشهد لزوجين بجانبهم طفلهم الصغير... ولمعت عيناها وهي تتمني حياة هكذا مع من تحبه ولا ينظر إليها الا شقيقة وابنة الخالة اليتيمه
وعادت تطالع الباب لتجده يردف للمطعم ووقعت عيناه عليها وهو لا يصدق ان تلك الفاتنه هي رقية
لا يعلم ما تغير بها ولكن اليوم بها شئ مختلف
ربما تكون عيناها التي لأول مره تكحلها بالكحل الأسود ..ام ماذا مراد
كان هذا يدور بخلده وخطي ببطئ نحوها وقد ارتبكت من نظراته واشاحت وجهها بعيدا عنه بخجل
وهتف داخله وهي تقدم منها
" اه يامهرة منك ..خلتيني أفكر برقية الطفله ..رقية اللي ربيتها على ايدى وكبرت قصاد عيني"
ورسم ابتسامه هادئه علي شفتيه عندما وجدها تنهض من فوق مقعدها
- اتأخرت عليكي
فحركت رأسها وهي تبتسم ولأول مرة يشعر كالمغيب أمام ابتسامتها ..واسئلة كثيره تدور بعقله
" لماذا اليوم ينظر للرقية وكأنه يكتشفها ..ايعقل بسبب تفكيره الايام الماضيه بحديث مهرة الذي جاهد ليتخطاه حتي انه بسببه ابتعد عن رقية واللقاء بها في الفترة الماضيه "
وجلسوا لتنظر إليها بحب
- كل سنه وأنت طيب
فتنحنح مراد وهو يداعب شعره
- وانتي طيبه يارقيه ..قوليلي اخبارك ايه وأخبار عمي مسعود ايه
فنظرت له بعتاب
- بابا زعلان منك عشان بطلت تيجي عندنا وتسأل
فتنهد لتعاتبه
- ليه بطلت تسأل عني يامراد
فنظر إليها بأسف
- الشغل بقي واخد كل وقتي يارقية
وتابع وهو يبتسم ويلطافها
- ليكي عليا بعد امتحاناتك نسافر دبي عند مياده
فأتسعت أبتسامة رقيه كالأطفال ..مياده ابنة خالتها وشقيقة مراد
وابتسم وهو يطالعها وجاء النادل يأخذ طلباتهم وقامت هي بطلب ما تعرف أنه يحبه ثم غمزت للنادل الذي فهم غمزتها...
ليتسأل ضاحكا
- ماشاء الله بقيتي حافظه كل حاجه بحبها
فرفعت كتفيها بغرور مصطنع
- طبعا طبعا
فضحك وهو يعقد حاجبيه
- وبتغمزي للجرسون وانا قاعد كمان
فأتسعت ابتسامتها فقد لاحظ الأمر وهتفت بأرتباك
- ديه غمزه بريئه متاخدش بالك
فتمتم وهو يطالع ارتباكها
- نعديها مدام غمزه بريئه
فضحكت بخفوت ورفعت هديتها من أسفل الطاوله .. لتقدمها له بعشق
- ديه هديتي .. أتمني تعجبك
وتابعت وهي تعطيه الهديه
- كنت عايزه اقدمهالك بعد العشا ..بس عايزاكي تشوفها وتفتحها ومش قادره اصبر
فتفهم الأمر وهو يضحك ..وفتح الهدية ليجد صورته التي كانت ترسمها له وقد انقطع في الذهاب إليها...ويبدو أنها أكملت اللوحه من خيالها
وياله من خيال الهذا الدرجة تراه جميلا
وأنتظرت رده فعله وظنت ان هديتها لم تعجبه فعبست بوجهها... ليطالعها مراد وقلبه يخفق بقوه
- لدرجاي انا جميل كده يارقيه
فحركت رأسها وعيناها تلمع بالحب .. وكانت هذه البداية
.............................................................
يومان مروا ونفذت مااخبرته به .. قدمت أستقالتها لمني دون ان تدخل له مكتبه
- بتتحديني يامهرة
ولمعت عيناه وهو يفكر ...ليجد ياسر يقتحم مكتبه بعد ان طرق الباب
- رفيف اتصلت بيا عايزه تكلمك ..بتقولي مبتردش علي اتصالاتها
وتسأل
- هو في ايه ..مش فاهم
فحدق جاسم بالأوراق التي أمامه بجمود
- انا ورفيف انفصالنا
وعندما رغب ياسر ان يعلم السبب
- دلوقتي انا عايزك في موضوع
وأتسعت أعين ياسر وهو يستمع لكل مايخبره به
- عايز تنزل صوره ليكم وميعاد جوازكم بمين
فتنهد جاسم بضيق
- بمهرة يا ياسر وركز معايا
وتابع بجمود
- في فرح كنان كمال الدين كان في مصور اخد ليها معايا صورة و احنا في الحفل ..
وأشار له بجديه
- تجبلي الصورة ديه وتشوفي لو في صور تانيه جمعتني بيها في الحفل
وتذكر كيف كان قريب منها يومها وابتسم
ليقف ياسر متعجبا من الأمر ومما يسمع فمازال لا يصدق ما أخبره به
..............................................................
زفر كنان أنفاسه بضيق بعد ان أعطي لسكرتيرته الأوراق التي وضع امضته عليها
لينظر له بشير صديقه
- ما الأمر كنان ..اهذا وجه أحد متزوج حديثا
وضحك وهو يتأمل صديقه
- وانا الذي كنت افكر ان اتزوج مصرية مثلك ..لقد غيرت وجهة نظري
فنهض كنان من فوق مقعده يحك ذقنه بحنق
- لا تمزح بشير
ليقف بشير خلفه يربت علي كتفه
- سافر كنان مع زوجتك واقضوا يومان بمفردكم...الم تخبرني ان السيدة فريدة تقيم معكم
فضاقت عين كنان وهو يتذكر والدته التي تعشق السفر من بلد لاخري وتحب ان تعيش بمفردها
ونظر لصديقه بعمق وهو يتذكر أمر الأعمال المتراكمه عليه حاليا
- انتهي فقط مما انا فيه وسأبتعد بها قليلا
....................................................................
ترمقها فريدة بنظرات بارده لا تعرف لما تكرهها هكذا رغم انها حاولت التقرب منها
واشاحت وجهها بعيدا عن نظراتها لتندمج مع جواد في بيت الألعاب خاصته
.....................................................................
وضعت سهير المجلة التي دوما تحب ان تقرأها وأبتسمت بتهكم لأكرم الجالس أمامها يراجع بعض حسابات المتجر خاصتهم
- شوف الخبر ده
وضحكت بتهكم
- وأحنا اللي فكرينها مالهاش في الحاجات ديه طلعت خبيثه ولافت علي الراجل وهو خاطب ومش خاطب اي حد ديه بنت ناس تقول للقمر قوم وانا أقعد مكانك
لم يفهم أكرم ماتتفوه به والدته
- انتي بتتكلمي علي مين يا ماما
فألتقطت سهير المجله تفتحها أمامه
- اختك ياحبيب امك
فتناول أكرم المجله منها وأتسعت عيناه وهو يري صورة مهرة بجانب جاسم في حفل زفاف ورد وخبر موعد زواجهم وبالطبع بعض الكلمات أسفل الصورة عن تعجبهم لفسخ جاسم الشرقاوي خطبته من خطيبته السابقه والتي وضعوا صورتها هي أيضا
- مهرة مش معقول الخبر ده اكيد في حاجه
لتلوي سهير شفتيها بأستياء
- انا زيك مصدقتش لما شوفت الخبر علي النت ..قولت لازم اتأكد قال مهرة ترتبط بواحد زي ده
وامتعضت وهي تنظر لأكرم الذي ظل محدقا بالمجله
- واه الخبر في أغلب مجلات المشاهير
وتمتمت بضيق
- بنات زينب بقوا من المشاهير ..يافرحتك بولادك ياسهير
ونظرت لاكرم وهي تتذكر الفتاه التي يرغب بخطبتها
- اصرف نظر عن البنت اللي عايز تخطبها ..انا لازم اجوزك بنت حد مهم ..مش مجرد موظف علي قد حاله
لم يكن أكرم يستمع لها .. فقد كان عقله منشغل بشقيقته التي لم تخبره بشئ وتذكر آخر لقاء بينهم عندما اصطحبها اليه واصبح بعدها يطمئن عليها بالهاتف لأنشغاله في جلب بضاعه لمتاجرهم
وألتقط مفاتيح سيارته وركض خارج المتجر وصوت سهير يعلو بأسمه
- ياأكرم
وجلست علي المقعد الذي كان يجلس عليه وأبتسمت بسخريه
- اكيد حصل بينهم حاجه
ووضعت يدها علي ذقنها
- عشان كده رفضت الحج صبحي
وتذكرت زوجها لتلتقط هاتفها وعيناها تلمع بخبث
- لازم عزيز يعرف بفضايح بنته
.................................................................
رتبت مهرة البضاعة علي الأرفف ثم جلست علي المقعد بداخل المحل تبتسم براحه
- الأيام عدت اهي ومقدرش يعمل حاجه ..كان فكرني بتهدد ..
وأتسعت عيناها وهي تتذكر أكثر نساء حيهم ثرثرة
- النهارده هروح اقعد مع الست جملات رويتر الحارة وأقولها أن محصلش نصيب .. وهي ايه ماهتصدق تزيع الخبر
وزمت شفتيها بضيق
- منك لله ياحسين فضحتني
وأرتشفت من كأس الشاي بحنق
- مش عارفه هفضل اعمل شاي طعمه وحش لحد امتي
وتابعت بحزن
- فينك ياورد
وانتفضت فزعا وهي تجد أكرم يردف لداخل المحل يقذف لها المجله
- مالك ياأكرم
ليزفر أنفاسه بقوة وهو يمسح علي وجهه
- افتحي المجله وهتعرفي
فوضعت كأس الشاي الذي كانت ترتشف منه جانبا ثم ألتقطت المجله لتفتح أول صفحاتها لتتجمد عيناها عما تقرأه
ورفعت عيناها نحو أكرم ثم عادت تحدق بالخبر
...........................................................
تباطأت مشيرة في خطواتها وهي تدخل لبهو الشركة التابعة لمجموعة الشرقاوي بكندا
واردفت لغرفة السكرتيرة الخاصه بكريم فلم تجدها
فقررت ان تدخل اليه دون ان تنتظر ..وفتحت الباب لتجد كريم منحني نحو مرام يدلك لها رأسها من أثر الصداع ومرام تغمض عيناها
لتتجمد عينيها علي ذلك المشهد
- هاتي الاسبرين والميه يامايا
كان يظنها سكرتيرته فألتف بعينيه نحو الباب ليجد مشيرة واقفه تنظر إليهم
- مشيرة
ففتحت مرام عيناها علي الفور ..ونظرت نحو مشيرة الصامته وهتفت بآلم اصطنعته
- راسي وجعاني أوي ياحبيبي
..............................................................
أبتسم جاسم بزهو عما قرئه رغم أنه عنف من كتب تلك الأسطر فهو لم يكن يريد الا صورتهم ثلاثتهم وفسخ خطبته برفيف وموعد زواجه بمهرة
لينظر له ياسر بغرابه
- اول مره أشوفك بتصرح بحاجه خاصه بحياتك ..طول عمرك بتبعد حياتك الشخصيه عن الصحافه
ليحدق جاسم بالفراغ الذي أمامه فهي من جعلته يفعل هذا ..فكلما تذكر كيف كانت نظرتها لحسين تشتعل النيران بداخله
...................................................
شرحت لاكرم كل شئ ورغم غضبه بما فعلته بنفسها الا أنه أخبرها أنه معها دوما
ورن هاتف أكرم ليتعجب من اتصال والده ولكنه ادرك ان والدته بالتأكيد اخبرته بالخبر فقرر ان ينصرف بهدوء
- مهرة انا ورايا دفع فواتير وحاجات هخلصها وارجعلك علي بليل نفكر مع بعض ماشي ياحببتي
ورغم مابها الا أنها ابتسمت له
- ماشي ياأكرم هستناك بليل
وانصرف أكرم بعد ان مسح علي وجهها بحنان
لتقف تطالعه وهو يغادر بسيارته ... وعادت تجلس على المقعد وعيناها تطلق شررا ..تود أن تلكمه
وقبضت علي يديها بقوه ..لتجد حسين يردف إليها
- هو الخبر ده صحيح يامهرة ...جوازكم فعلا اخر الشهر
فأبتلعت ريقها وتنفست ببطئ قبل ان ترفع عيناها نحوه وكادت ان تخبره بأن الخبر غير صحيح
ولكن سؤال ظل يلح على عقلها تريد ان تعرف اجابته...حسين سعيد جدا بأمر خطبتها المزيفه وموعد زواجها وكأن كلمة أحبك التي أخبرها به في جوابه وسط كلمات الوداع لا شئ وحدقت به للحظات تسأله
- انت حبيت مريم ياحسين
فأجابها على الفور
- اكيد حبيتها اومال اتجوزتها ليه
واجاب علي السؤال الذي كان على طرف شفتيها
- تعرفي يامهرة أنا حبيت مريم لأني حسيتها شبهك
وابتسم وهو ينظر لها
- مريم كان ليها موافق في هولندا معايا عجيبه ديما كنت الاقيها واقعه في مشكله
وضحك وهي يشرد في أحدي لقاءته بمريم
- يوم ماحبيتها قولتلها انتي بتفكريني بأنسانه غاليه عليا
وتابع وهو ينظر لها مبتسما
- كانت فكراني بتكلم عن حببتي ..بس فهمتها ان انتي زي هناء وهنيه اخواتي
وابتسم بحب لزوجته
- حبنا بدء يكبر يوم بعد يوم..لحد ماعرضت عليها الجواز
غصة مؤلمه تحجرت في حلقها ... حبه لها كان كالشقيقه
................................................................
أردفت لغرفة مكتبه تحت نظرات منى التي كانت عيناها تسألها أهذا الخبر صحيح ام لا
فمنذ وصولها للشركه والكل ينظر إليها بتعجب
جاسم الشرقاوي ترك خطيبته الحسناء ليرتبط بهذه
تعلم تماما ان هذا مايدور بخلدهم
وتجمدت عيناها وهي تنظر اليه كيف يجلس ببرود يحتسي قهوته ومسترخي علي مقعده .. واغمضت عيناها كي تهدء قليلا
- اكيد كنت عارف بموضوع الصوره قبل ماتتنشر في المجلات
فأبتسم جاسم وهو ينظر لها ...كان يعلم تماما أنها لن تقبل ان تدخل اللعبه دون قيد وها هو احكم القيد عليها وجعل الجميع يعلم بخبر زواجه منها ومع صوره تم ألتقطها لهم في عرس ورد أصبح كل شئ مهئ له
- حد من معارفي حب يهاديني اقوله لاء
فضاقت عيناها بجمود وهي تنظر لبروده .. منذ تلك الليله التي أخبرته فيها انها استخدمته لرد كبريائها امام حسين وهو يتعامل معها هكذا واشاح بوجهه بعيدا عنها
- وزي ما انتي رديتي كرامتك قدام جارك
وتابع ساخرا
- حب الطفوله ...انا كمان برد كرامتي لخيانه رفيف
وألتقت عيناهم في صمت الي ان
- لعبتها صح ياجاسم ياشرقاوي
فضحك جاسم ببرود قاتل
- انا راجل أعمال ومينفعش خصمي يرمي ليا خيوط اللعبه ومستغلهاش
فألتمعت عيناها بجمود
- نفس جاسم الشرقاوي اللي قبلته اول مره...غرور أصحاب السلطه والفلوس
فظهرت ابتسامته وهو ينتظر ان تكمل سبها
- هتستفاد ايه لما تتجوزني
فأرتسمت ابتسامه ساخره علي شفتيه ودني منها
- قولتلك برد كرامتي زيك بالظبط
فخطت للخلف وهي تحدق به
- وانا موافقه نلعب اللعبه ديه سوا
يتبع بأذن الله
**********
#لحن_الحياة ❤
#سيمو
تعليقات
إرسال تعليق