القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية الحلم والسراب الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم إيمان عطية

 رواية الحلم والسراب الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم إيمان عطية 




رواية الحلم والسراب الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم إيمان عطية 


قصة (الحلم والسراب)



هحكيلكم حكايتي... أنا نجوى من المنصورة، مدينة هادية وجميلة مشهورة ببناتها الجميلات، والحمد لله يقال إني جميلة... لكن للأسف الجمال مش كل حاجة ومش كافي عشان البنت تعيش سعيدة... خلصت دراستي بكلية البنات بجامعة عين شمس وقعدت في البيت منتظرة فرصة عمل كويسة، جربت أدي دروس لغة عربية في البيت بس الحكاية دي جابتلي وجع الدماغ... فبطلتها.... 

ليا أخت أكبر مني متجوزة من شاب على خلق وعايشين وحياتهم مستقرة، إتقدملي شباب كتير وكنت برفضهم لأني ملقيتش فيهم صفات فتى أحلامي اللي بتمناه... أو جايز في حد معين في دماغي انا مستنياه وبحلم إنه يتقدملي.... مش هخبي عليكم... أيوة في حد في دماغي... أحمد صديق ماهر جوز أختي.. شاب وسيم ومحترم وعلى خلق... شوفته مع ماهر كذا مرة وعلق في دماغي واتمنيته زوج ليا... معرفش ده صح والا غلط لكن غصب عني اتشديتله واتمنيت كتير يكون زوج ليا مع إني معرفش عنه أي حاجة... وفي يوم جات أختي سامية تزورنا وصدمتني أول صدمة في حياتي، كنت قاعدة في أوضتي ماسكة القلم الرصاص وعمالة أشخبط وانا سرحانة وبرسم فساتين زفاف... نسيت اقولكم إني بحب الرسم وتصميم الأزياء وعندي فكرة عن الخياطة ... وكنت كل يوم أتخيل روحي بفستان الزفاف مع أحمد.. وكل يوم اكون لابسة فستان أجمل من اللي قبله... مليت اكتر من كشكول بالتصميمات اللي بتخيل اني لابساها.. مع إن دراستي كانت تربية قسم لغة عربية لكن الرسم كان هوايتي..... وفي اليوم ده ماما ندهت عليا... 

_ إفتحي الباب يانجوى شوفي مين.. أنا في المطبخ وإيدي مش فاضية. 

_حاضر ياماما... مين.. سامية أختي... أهلا أهلا ياحبيبتي اتفصلي. 

_أهلا بيكي يانجوي أمال فين ماما. 

_ماما ياستي في المطبخ كالعادة بتحضر الغدا. 

_وانتي بقا كنتي بتساعديها والا..... (هيمانة في الاوهام كالعادة في أوضتك؟) 

_إخص عليكي ياسامية وطي صوتك ماما تسمعنا

_ماما؟ إنتي مفكراها مش حاسة بيكي وفاهمة كل حاجة... خصوصا عشان بترفضي اي عريس يجيلك؟

ليه بتحبطيني كدة ياسامية.. إنتي تكرهيلي الخير.. 

_خير؟؟ وايشعرفك بقا إنه خير... يابنتي الخير دايما في اختيارات ربنا لينا.. في نصيبنا اللي ربنا بيبعتهولنا منعرفش ازاي.. لكن هقول أيه... مراية الزفت عامية. 

_زفت؟ إخص عليكي حد يقول ع الحب زفت؟ 

ايوة زفت؟ لما يكون لحد مايستاهلش يبقة زفت وستين زفت كمان. 

_ليه بتقولي كدة ياسامية.. هو حصل حاجة؟ 

_ايوة حصل حاجة، حصل اللي كنت خايفة منه ومتوقعاه ويامة حذرتك وانتي مصدقتينيش. 

_حصل ايه ياسامية ماتتكلمي

_طب استنيني في أوضتك لما ادخل اسلم على ماما واجي احكيلك. 

سبقتها علي اوضتي وانا قلبي هيقف من التوتر والقلق وبدعي ربنا يقف جنبي وينصفني.. وبعد دقايق دخلت عليا سامية وهي بتطبطب عليا وتواسبني

_ بصي يانجوى أنا مش عاوزاكي تزعلي ولا تاخدي على خاطرك.. ده نصيب والحمد لله انها جات لحد كدة

_انطقي ياسامية ايه اللي حصل

_احمد يانجوى.. احمد هيتجوز.

الدنيا اسودت في عنيا واتصدمت صدمة عمري... بس داريت دموعي وكتمت وجعي وتمالكت أعصابي وتظاهرت بعدم الاهتمام ونطقت بحروف مكتومة.. 

_الحمد لله على كل حال... مليش نصيب فيه... بس ازاي ده حصل، و هيتجوز مين، وعرفها إمتى وفين... 

_إهدي يانجوى وانا هحكيلك كل حاجة.. وزي ماقولتي ملكيش نصيب فيه وراجعي نفسك بقا وشوفي مصلحتك وارمي الأوهام ورا ضهرك

_ماشي ماشي بس احكيلي هيتجوز مين؟ 

_هيتجوز ياستي من بنت غنية جدا... أبوها عنده شركات كتير وعقارات وفلوس في البنك ملهاش عدد، هي من القاهرة... كانت زميلته في الجامعة وكان بيحبها من زمان بس كان مستني لما يتخرج ويفاتحها في الموضوع.. والنهاردة كلم ماهر جوزي وقاله عالخبر ده وكان طاير من الفرحة. 

حسيت بالإحباط وخيبة الأمل، وإن حلمي اللي عاش معايا فترة طويلة إتخلى عني وسابني للوحدة والحسرة... رجعت تماسكت من تاني 

_ربنا يسعده ويوفقه.... هو يستاهل كل خير. 

_دلوقتي بتقولي ربنا يسعده.. ياما قولتلك متتعلقيش بالحبال الدايبة. بس مكنتيش بتسمعي كلامي ولا أنا ولا بابا وماما

_ملوش لازمة الكلام ده ياسامية.. اللي حصل حصل.. وأحمد عمره ما وعدني بحاجة ولا حاسس بيا من أصله.. أنا اللي كنت بتمناه من ربنا ومش ندمانة.. الحب إحساس جميل وانا كنت سعيدة بالإحساس ده حتى لو كان بيني وبين نفسي.. واتمنيته زوج في الحلال لكن ربنا ماأرادش.. وانا راضية بحكم ربنا وبنصيبي من الدنيا. 

_ربنا يكملك بعقلك يانجوى ويعوضك خير ويرزقك بابن الحلال اللي يقدرك ويعرف قيمتك. 

_ونعم بالله العلي العظيم. 

خرجت سامية من الأوضة بعد ماطلبت مني اقوم اغسل وشي واقعد معاهم وانسى موضوع أحمد ده خاااالص... وافقتها وانا بتمني من جوايا اني أقدر أنساه بالفعل... مرت الأيام وانا بحاول اتجاوز محنتي وانسى وحاولت أشغل وقتي وتفكيري بكل الحاجات اللي كنت بحبها... بصيت حواليا على الكشاكيل اللي مليانة بتصميمات الفساتين وحلمت أحلام كتير قوي... حلمت اني عندي أتيليه كبير وبنات كتير شغالة معايا بتنفيذ تصميماتي دي، وحلمت أني بعمل عروض أزياء كبيرة وبتحقق مبيعات ومكاسب كتير... وف كل مرة كنت بفوق من حلمي واسأل نفسي... هي دي السعادة؟ هل أنا مبسوطة بالنجاح ده والا فرحتي ناقصة... وارجع تاني لحنيني لحبي الوحيد واتنهد وانسى طموحي وارجع للوحدة من تاني.... جربت من تاني أعمل مجموعات في البيت واديهم دروس في اللغة العربية.. (منا بعشق في حياتي حاجتين.. اللغة العربية والرسم... وبالأخص تصميم فساتين الزفاف... بعشق اللون الأبيض وده كان سبب عشقي لفساتين الزفاف بالذات... اللون الأبيض لون الوضوح والنقاء.. لون صريح ومحدد.. تمام زي شخصية الإنسان الطيب الواضح الصريح.. كنت دايما بتمنى أقابل الشخص صاحب الصفات دي... شخص يكون زي الكتاب المفتوح... أشوف اللي جواه بمجرد ماابص في عنيه... وهو كمان يفهمني من نظرة عين... لكن ياترى كل اللي بنحلم بيه هنلاقيه والا هنتوهم إننا حقفنا حلمنا وفي الآخر نلاقيه سراب... وهم خدعنا بشكله الحلو ومظهره الجذاب . 

المهم... جربت أرجع للدروس الخصوصية وكان بيجيني طلاب كتير الحمد لله... لكن مع الوقت زهقت من اللي كان بيحصل... كان كل يوم والتاني يجيني عريس عن طريق واحدة من أولياء الأمور... كنت رافضة تماما إني أتجوز بالطريقة دي.. ورافضة إني أقعد مع أي عريس تحت بند التجربة هل نكمل مع بعض والا لأ.... كان ده هو الشكل التقليدي للجواز عندنا في المنصورة.. (جواز الصالونات) زينا زي أغلب مدن ومحافظات مصر المحروسة... بس مش عارفة ليه كنت رافضة الشكل والطريقة دي للجواز... مع إنه مينفعش غيرها مع ظروف واحدة قاعدة في البيت مش بتشتغل... لكن بردوا كنت رافضاها.... 

لحد يوم ماجات سامية أختي تزورنا ورجعتلي الأمل من جديد.... ياترى أيه اللي هيحصل... وياتري الأيام الجاية مخبيالي أيه... ياترى اللي مستنيني ده أمل والا خيبة أمل... ياترى هلاقي تحقيق حلمي والا الحلم هيتحول لسراب... عموما قل لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا... وأهلا بأقدارنا وماكتب الله لنا..



٢&٣

الحلم والسراب

بقلمي/إيمان عطية


الفصل الثاني


قمت من النوم ودعيت ربنا من قلبي، ياتعوضني خير ياربي ياإما تشيل حبه من قلبي... وحاولت أمسك القلم واحدد أبدأ ازاي واخلق لنفسي حلم جديد على أرض الواقع... حلم اقدر انفذه واحققه وانجح وأثبت نفسي في حاجة تحسسني بقيمتي ووجودي. 

دق جرس الباب ولقيت سامية أختي جاية تزورنا... إتغدت معانا وبعدها شطبت المطبخ ودخلت أوضتي، لقيت سامية داخلة عليا... سألتني عن أخباري

_هاه يانجوى عاملة ايه يا ياحبيتي... لسة بردوا مفيش شغل مناسب؟ 

_الشغل موجود ياسامية وكتير كمان بس المقابل مش اللي هو... الرواتب يدوب تغطي المواصلات ومصروفي الشخصي. ولو كفى كمان... وعلى أيه اديني بساعد ماما في شغل البيت لحد ما ربنا يفرجها. 

_ ربنا يرزقك بعريس ابن حلال يانوجا ونفرح بيكي عن قريب يارب. 

_ إبن الحلال ايه بس ياسامية.. هو الجواز ده مش عاوز جهاز ومصاريف مايعلم بيها الا ربنا... وبابا زي مانتي عارفة اللي جاي على قد اللي رايح... ده لسة مافاقش من ديون جهازك إلا من شهرين تلاتة... وصحته مابقتش تستحمل زي الأول.. والله كان نفسي أخرج واشتغل واساعده لكن زي ماقولتلك اللي بييجي من الشغل مش هيجيب همه... نفسي اشتغل شغل حر أتعب فيه بجد وعلى قد التعب ألاقي مقابل، ماتكلمي ماهر جوزك يشوفلي أي شغلانة يكون مرتبها معقول.

_ماهر....وحياتك يانوجا ماتفكريني.. ماهر متنكد بقاله كام يوم ومحدش عارف يكلمه. 

_ليه خير... ماله ماهر. 

_مش عارفة والله اقولك أيه... مش عاوزة أفكرك تاني بس محدش عارف النصيب فين. 

_ماتتكلمي ياسامية هو انتي لازم تنقطيني كدة بالمقدمات... اتكلمي على طول في إيه. 

_ أحمد... أحمد صاحبه.. إتقدم للبنت اللي كان بيحبها وباباها رفضه، بيقول إبن شريكه اتقدملها وابوها وافق عليه.

_ إنتي بتقولي أيه... أحمد يترفض، طب وهي موقفها أيه؟ 

_ ماهر بيقول إنها ماقدرتش تقف قدام باباها ووافقت عالجوازة وهتتجوز خلال أيام... وأحمد من ساعتها وحالته وحشة خالص وعاوز يسيب البلد ويسافر وطبعا شغله مع ماهر هيتعطل والدنيا متلخبطة عالآخر. 

_ بالبساطة دي تتخلى عن حبها وتستسلم لجوازة من واحد متعرفوش لمجرد إنه غني زي ابوها. 

_ المصالح بتتصالح ياستي... أكيد باباها ضغط عليها عشان مصالح شغله مع ابو العريس، المهم ان أحمد حالته وحشة جدا ومش طايق روحه وعاوز يسيب البلد ويهج، واللي طالع عليه (سابتني عشان الفلوس، أنا هندمها عاللي عملته لما اعمل فلوس واتجوز اللي أحسن منها) ومامته وباباه مش موافقين على سفره ومصممين يجوزوه الأول وبعدها لو عاوز يسافر يسافر بس يبقة معاه زوجة تخاف عليه وتهون عليه غربته، والغريبة إنهم كلموا ماهر وطلبوا منه يقف معاهم ويقنعه انه يدور على بنت الحلال عشان يفرحوا بيه والأغرب من ده كله إن ماهر فضل يفكر وشايل هم أحمد لحد ما هداه تفكيره لكِ إنتِ يا نوجا وأخد رأيي إنه يقول لاحمد عليكي... بس أنا عملت عبيطة وتوهت الموضوع. 

_ بقولك ايه ياسامية بالله عليكي تبطلي هزار مش نقصاكي هيّ. 

_ لا والله مابهزر هو في هزار في الحاجات دي، هو ده اللي حصل وانا حكيتلك لأن أحمد فعلا راجل محترم ويستاهل كل خير وانا عارفة إنتِ قد أيه كنتِ معجبة بيه. 

_كنت؟ أنا عمري مانسيته ياسامية وكنت كل ماافتكره أدعيله بالخير واطلب من ربنا العوض الجميل، لكن اللي بتقوليه ده مش معقول، يعني أيه أهله عاوزين يجوزوه وكلموا ماهر يشوفله عروسة ويقنعه بيها؟ هي بيعة وشروة؟ فين رأيه هو ومشاعره وإرادته في اختيار شريكة حياته؟ لالالا ياسامية مينفعش الكلام ده، كرامتي ماتسمحليش أوافق على الكلام ده حتى لو كنت بحبه. 

_ عندك حق يانوجا وانا كمان أخاف على كرامتك قبل أي حاجة، أنا بس كنت بفضفض معاكي وبفكر بصوت عالي..... خصوصا إن ماهر اتكلم فعلا مع أحمد وفاتحه في حكاية الجواز ورغبة أهله وأحمد موافق عالمبدأ وبيدور فعلا على عروسة.... اسمعي يانوجا... أنا عندي فكرة... ماهر عازم أحمد على الغدا الاسبوع الجاي ان شاء الله، وانتي عارفة اختك في الطبيخ، خصوصا الوحم مطلع عيني ومش طايقة ريحة الأكل.... أيه رأيك تيجي تساعديني وأهو... 

_متكمليش ياسامية لا طبعا مش موافقة. 

_معقول يانوجا ترفضي فرصة زي دي... إنتِ هتكوني عند أختك مش عند حد غريب ومفيهاش حاجة تقلل منك، وانا واثقة إن أحمد هيحبك أول مايشوفك. 

_سيبيها على الله ياسامية وقفلي عالموضوع ده الله يكرمك. 

ومرت أيام وانا محتارة بين رغبتي إني أشوفه وبين كرامتي وخجلي، وقبل العزومة بيومين اتصلت بيا أختي سامية، بتفكرني بالمعاد، وإنها فعلا محتاجة مساعدتي ليها في عمايل الأكل وأقسمت إن زوجها معندوش أي فكرة عن إحساسي تجاه أحمد، ولا أحمد عنده خلفية إني هكون موجودة أصلا.... قلبت الموضوع في دماغي للحظات ولقيت نفسي بقولها.. ماشي ياسامية هجيلك من بدري إن شاء الله... بس تكوني مجهزة طلبات العزومة عشان نلحق نخلص الأكل بدري. 

_ بس كدة؟ من عنيا ياأجمل وأرق أخت في الدنيا، ربنا يجعله من حدك ومن نصيبك يانوجا يابنت بابا وماما هههههههه. 

يوم العزومة بقا قمت من بدري (ده لو كنت نمت من أصله) لأني طول الليل اتقلب في السرير وأفكر لحد النوم ماطار من عيني، يادوب غفلت ساعة بعد صلاة الفجر، قمت عملت مج نسكافيه كبير واستأذنت من ماما وجريت على بيت سامية... لقيتها يادوب صاحية وبتروق الشقة قبل ما ندخل للمطبخ... سلمت عليها ودخلت أوضة الاطفال أغير هدومي والبس حاجة مريحة ودخلنا المطبخ سوا وسألتها.... 

_جهزتي أيه ياسامية؟؟ إيه الأصناف المطلوبة؟ 

_ والله يانوجا أنا محتارة أعمل إيه، يادوب تبلت فرختين عندك في التلاجة واعملي انتِ الأكل على ذوقك، اللحمة عندك في التلاجة والخضار وكل حاجة قدامك اهي.... ومتنسيش الحلو هههههههه أحمد بيحب البسبوسة والكنافة بالمانجة، أنا مجهزة المكونات كلها هنا أهي. 

_ ياسلااام... والحلو كمان عليا؟ دانتي داخلة على طمع. 

_ معلش بقا أختك مزنوقة وانا عارفاكي أروبة في المطبخ.. هاسيبك شوية واروح اكمل ترويق الشقة واجهز الاطباق والكوبيات والذي منه. هسيبك عشان معطلكيش هههههههه عاوزاكي تشرفيني قدام ماهر جوزي بقا مش هوصيكي. 

_ وكمان هتخلعي وتسيبيني وحدي؟ 

_ والله ده لمصلحتك عشان تركزي وتنجزي.... بس لو احتجتي اي مساعدة نادي عليا ماشي؟ 

_ ماشي ياجبروت.. اتفضلي بقا من غير مطرود، بس قوليلي هو الغدا عالساعة كام إن شاء الله؟ 

_ ماهر قاللي انهم هيكونوا هنا الساعة اتنين بالظبط. 

_ أوك... الله المستعان. 

سامية خرجت من المطبخ وانا سميت الله وبصيت عالمكونات الموجودة وحددت هعمل أيه والحمد لله خلصت الاكل عالساعة واحدة ونص، دخلت الحمام اتوضيت وغيرت هدومي وقلت أصلي الضهر قبل مايفوتني... بعد ماخلصت صلاة ناديت على سامية ودعتها عشان أروح، لكن لقيتها متفاجئة ومستغربة. 

_ أيه ده انتِ بتهزري؟ يعني أيه تروحي، هو ده اللي اتفقنا عليه؟ 

_ سامية أنا مااتفقتش معاكِ على حاجة ياسامية.. إنتِ طلبتِ مساعدتني واديني جهزت كل حاجة يادوب عالتقديم. 

_ بس انا قولتلك إنها فرصة أحمد يشوفك لعل وعسى ربنا يجعللكم نصيب في بعض، وده ولا عيب ولا حرام. 

_ أيوة ياسامية بس مش عارفة ليه قلبي مقبوض وخايفة اتصدم تاني... بلاش... بلاش اتعشم ياسامية مش هستحمل كسرة قلبي تاني.... يلايلا سلام. جريت عالباب عشان مديهاش فرصة تأثر عليا وتجبرني أستنى... فتحت الباب وهي عمالة تنادي عليا وجاية تشدني.... لقيت.... لقيت أحمد وماهر قدامي....

الحلم والسراب بقلمي إيمان عطية 


الحلقة الثالثة

سلمت على سامية وجريت عالباب عشان امشي وهي عمالة تنادي عليا وبتحاول تشدني…. فتحت الباب لقيت أحمد وماهر قدامي…. قلبي دق بسرعة معرفش من الخضة والا أيه…. عنيا اتسمرت على أحمد وانا مش دريانة بأي حاجة، انتبهت لما سمعت صوت ماهر بيقول … 

_ أيه ده انتِ رايحة فين يانوجا… 


اتلجلجت وانا بحاول أتماسك وقولتله

_ أنااااا مروحة ياماهر… بعد إذنك… 

_ لالالالا يمكن… يعني تيجي تساعدي أختك وعاوزة تهربي حتى من غير ماتتغدي معانا… جرى أيه ياسامية… انتِ سايباها تمشي كدة، ولسة سامية هترد عليه لكن ماهر رجع كمل كلامه…. إتفضل يااحمد… لا مؤاخذة ياسيدي… الهانم مراتي بتتدلع عشان حامل وخلت أختها تساعدها في الغدا.. أحمد…. أحمد…هوهوهوهههه روحت فين يابني؟ 

(احمد كان بيبصلي وسرحان ومبتسم) وانا ميتة من الكسوف…. قلبي فضل يدق تاني وفضلت واقفة في مكاني مش عارفة أعمل إيه… ماهر دخل هو واحمد بعد ما قاللي اهلا بيكِ ياآنسة…. 

ماهر قاله : نجوى، نجوى يااحمد اخت سامية مراتي…. واقدملك الباشمهندس احمد يانوجا… وانا لسة شاردة ومش عارفة انطق…. سامية شدتني عالمطبخ وهي ميتة على روحها من الضحك. 

_هههههه مالك يابنتي ضربتي لخمة كدة ليه؟ بس عندك حق والله تتكسفي ماهو عينه مانزلتش من عليكي. 

_ بلاش مبالغة ياسامية الله يكرمك… 

_ بذمتك أنا ببالغ؟ 

_ أصل مش معقول يعني… ده من كام يوم كان مرتبط عاطفيا بواحدة وهيتجوزوا… هو لحق ينساها عشان يفكر في غيرها بالسرعة دي…. 

_ واحنا إيشعرفنا كان بيحبها بجد والا هي اللي كانت بتشاغله (استغفر الله العظيم)... 

_ لا لا ياسامية لو هو باع حبها بسهولة كدة يبقة ملوش أمان ويتخاف منه.. 

_ انا مش عارفة والله انتي ليه مكبرة الموضوع كدة… يابنتي الرجالة غيرنا… إحنا عواطفنا اللي بتتحكم فينا لكن الرجالة واقعيين وبيتصرفوا بعقلانية أكتر، أومال ليه ربنا سبحانه وتعالى قال الرجال قوامون على النساء؟ عشان عقلهم كبير، وبعدين هو مغلطش معاها في حاجة، ده كان متقدملها وعاوزها على سنة الله ورسوله ومحصلش نصيب، يترهبن يعني ويفضل يتعبد في محرابها عشان يبقا مخلص ووفي؟ 

_ مش قصدي ياسامية بس…. (ماهر دخل علينا) … 

_ بس أيه ياهوانم انتو مش هتغدونا والا أيه، روايح الاكل طالعالنا برة تجنن… عاوزين ندوق ونحكم عملي.. 

سامية : حالا ياحبيبي هنجهز السفرة اهو… 

جهزنا الاكل وقدمناه وانا وسامية أكلنا في المطبخ بعد إصرار مني ورفض إني أقعد معاهم عالسفرة.. بعد الاكل قدمنا الحلو والعصير وكنت بلاحظ نظرات أحمد ليا من تحت لتحت… على قد فرحتي وقلبي اللي كان بيرقص لكن كان في شوية خوف وقلق… 

_ تسلم إيديكم ياجماعة الاكل يجنن والحلو كمان أطعم من الجاهز (قالها احمد وهو بيحاول يوجه كلامه لسامية بس عينه عليا. 

سامية : إشكروا نجوى هي اللي عملت كل حاجة أنا يادوب تبلت الفراخ هههههههه. 

ماهر: عشان كدة طعمها مكانش اوي. 

اتخضيت ولقيتني ببص لتعبيرات وش أحمد وانا بقول : بجد؟ الفراخ مش حلوة؟ 

أحمد: لا والله ياآنسة نجوى دي كانت هايلة تسلم إيديكي بجد… قوليلي ياآنسة…. إنتي بتدرسي؟ 

_ أنا… مخلصة دراستي من سنة. 

_ وبتشتغلي؟ 

_ بصراحة لأ.. لسة مالقيتش الفرصة المناسبة للشغل. 

_ عندك حق… الشغل هنا في أغلب الأوقات ميكفيش يفتح بيت… مفكرتيش تسافري تشتغلي برة مصر؟ 

_ قلبي دق تاني واتلجلجت وانا بقوله.. أفندم؟ ازاي يعني؟ 

ماهر أنقذ الموقف مع إنه كان عامل روحه بيتكلم مع سامية عشان يدينا فرصة نتعرف لكن كنت حاسة إنه مركز معانا من تحت لتحت.. 

ماهر: جرى أيه يااحمد إحنا مش أجانب ياحبيبي معندناش بنات بتسافر برة مصر لوحدها.. إحنا في المنصورة ياابوحميد والا نسيت. 

_ مش قصدي ياماهر أنا أقصد أسألها يعني لو فكرت تسافر برة مصر فيما بعد مع جوزها المستقبلي مثلا… 

اتلجلجت تاني وقمت مفزوعة واستأذنت عشان أروح بحجة إني اتأخرت. 


بعد يومين لقيت سامية بتتصل بيا وصوتها فرحان.. 

_ ألو… أيوة يانوجا… أبشري…. أحمد عاوز يتقدملك بس كان عاوز يقعد يتكلم معاكي في الأول قبل ما يتقدم لبابا.. أيه رأيك؟ 

قلبي فضل يدق تاني وبقيت محتارة أفرح والا أقلق ومعرفتش أرد على سامية، قفلت معاها وفضلت افكر وانا نفسي مستغربة من نفسي، أنا ليه مش فرحانة، مش ده أحمد اللي كنت معجبة بيه ونفسي يتقدملي وبحلم باليوم ده؟ هو العيب في مين، أكونش نكدية ومش بعرف أفرح؟ لكن لأ، أنا صح، إزاي ده حصل بالسرعة دي، ده واحد كان مرتبط من كام يوم وأكيد كان بيحبها، لحق ينساها ويتخطى الفترة دي بسرعة كدة؟ معقول يكون زي ماسامية قالت إن الرجالة غيرنا وعقلهم اللي بيتحكم فيهم أكتر من العواطف، يمكن… عموما أنا لازم فعلا أقعد واتكلم معاه قبل أي خطوة. 

بالليل لقيت سامية بتتصل بيا تاني وبتقولي

_ أنا عاوزة أفهم انتي عملتي إيه في الراجل خلاه مش على بعضه وعمال يزن على دماغ ماهر عشان يقعد معاكي قبل مايتقدم لبابا هههههههه أيوة ياعم، حب من أول نظرة. 

_ حب ايه بس ياسامية اعملي معروف بلاش أحلام ، أنا فعلا محتاجة اقعد معاه عشان افهم ايه حكايته بالظبط، مش عاوزة افرح ولا اتعشم بأي حاجة إلا لما أفهم وقلبي يتطمن. 

_ يارب ياحبيبتي يطمن قلبك ويفرحك ويفرحنا بيكي يارب، قوليلي بقا، يناسبك بكرة تجيلي شوية وهو هييجي عالساعة 5 كدة وتقعدوا مع بعض تتعرفوا براحتكم؟ 

_ بكرة؟… ماشي… أنا يعني ورايا أيه. 

_ بس بقولك أيه.. تجيني من بدري نقضي اليوم كله سوا أحسن أختك زهقانة وتعبانة والحمل مبهدلني عالآخر. 

_ حاضر ياسامية.. إن شاء الله. 

تاني يوم قمت من النوم وجوايا أحاسيس كتير متناقضة، فرحة ورهبة، راحة وتوتر، حب ولهفة وشوق بس جواهم خوف وقلق، طلعت حضرت الفطار مع ماما وقعدنا نفطر، أمي لاحظت وحست بيا وسألتني مالك يانجوى؟ 

_ ولا حاجة ياماما أصلي مانمتش كويس. 

_ سهلة، بعد الفطار ادخلي ريحيلك ساعة لحد معاد عمايل الغدا. 

_ لا ياماما دنا نازلة رايحة لسامية أختي. 

_ سامية؟ ليه يابنتي خير في حاجة؟ هي كويسة؟ 

_ متقلقيش ياماما سامية كويسة الحمد لله بس اتصلت بيا أروحلها عشان… 

_ عشان أيه يانوجا خير يابنتي. 

_ خير ياماما خير ان شاء الله، هحكيلك لما ارجع بس انتي ادعيلي بالله عليكي. 

_ دعيالك والله يابنتي ربنا يريح قلبكم انتي واختك. 

_ قمت بوست دماغها وقولتلها ربنا مايحرمنا من دعواتك ياحبيبة قلبي.. أنا هشيل الأكل وادخل ألبس. 

وفعلا لبست وخرجت على بيت سامية ولما قرب معاد وصول ماهر وأحمد لقيت قلبي بيدق بسرعة وعمالة أرتب في الكلام في دماغي.. كنت عاوزة اعرف شخصيته عن قرب وافهم دماغه بتفكر ازاي. ودق جرس الباب وسامية راحت تفتح. 

كان أحمد وماهر…. دخلوا الصالون وسمعت ماهر بيسأل سامية

_ هي نجوى لسة ماجاتش والا أيه؟ 

سامية : لأ جات وقاعدة جوة… هاه يا بشمهندس أحمد تحب تشرب أيه؟ 

_ أي حاجة يامدام سامية… انا بس مش عاوز اتعبك. 

_ تعب ايه بس… المفروض نحضر غدا الأول. 

أحمد: لالا غدا أيه… هو كل مرة؟ دي الغدوة اللي فاتت لسة مااتهضمتش لحد دلوقتي… وبعدين البيه جوزك البخيل سبق وعزمني قبل مانيجي على سندوتشات شاورما. 

ماهر ضحك وقاله.. ياأخي اختشي على دمك، يعني انا اللي عازمك وبردوا بتقول عليا بخيل؟ طب خلاص ياسامية قولي لنجوى تصرف نظر عن الجوازة دي… شكله هيبقة عديل متعب هههههههه 

أحمد: آااااه هو انا هخلص من لسانك النهاردة.

ماهر: خلاص ياعم سماح المرادي، من فضلك ياسامية اعمليلنا قهوة. 

أحمد بص لماهر نظرة معناها (فين العروسة) ماهر فهم وكمل كلامه… ونادي على نوجا بدال مانتي سايباها قاعدة جوة لوحدها.

٤&٥

الحلم والسراب بقلمي إيمان عطية 


الحلقة الرابعة

سامية دخلت وسحبتني من إيدي، شديت نفسي منها وقولتلها، إستني بس ياسامية بتشديني كدة ليه… قوليلي … شكلي معقول؟ 

سامية: شكلك زي القمر يانوجا يلا اطلعي بقا الراجل برة وقاعد على أعصابه… إستهدي بالله كدة واطلعي اقعدي معاه وقوليله كل اللي بيدور في دماغك واللي يطمن قلبك من ناحيته… وربنا يقدم لك اللي فيه الخير يارب. 

_ يااارب ياسامية… خرجت من الأوضة ودخلت الصالون وانا محرجة جدا من ماهر.. لدرجة إنه لاحظ وقام بسرعة قاللي… تعالي يانوجا اقعدي مكاني هنا، وانا هاروح استعجل القهوة. 


قلت السلام عليكم 

ردوا عليا السلام وقعدت وانا حاسة إن دقات قلبي هتسمع الجيران، حسيت بنظرات أحمد ناحيتي واتوترت أكتر، بس أحمد أنقذني وبدأ الكلام

_ عاملة ايه يا ياآنسة نجوى

_ الحمد لله والله تمام

_ أنا هتكلم على طول بدون مقدمات، أنا عاوز اتقدملك للجواز وبصراحة أنا مستعجل عشان ناوي أسافر الكويت عشان قدامي فرصة عمل كويسة ومحتاج يكون معايا زوجة، هاه إيه رأيك؟ 

_ بصراحة انا مش عارفة اقول أيه، إنت لخصت الموضوع كله في جملة واحدة، لكن ده جواز وعشرة عمر، مينفعش كل حاجة تتم بسرعة كدة. 

_ عندك حق، بس زي ماقولتلك موضوع السفر هو السبب في الاستعجال، ودي فرصة ماتتعوضش، وبعدين انا صديق ماهر من زمان وتقدروا تسألوه عني، وتسألوا كمان في مكان شغلي ومكان سكني والحمد لله أنا طول عمري راجل عملي مبحبش المشاكل وشغلي واخد كل وقتي تقريبا. 

_ تمام، بس ده على المستوى العام والظاهر لكل الناس، لكن على الجانب الشخصي…؟ 

_ مش فاهم قصدك. 

_ أقصد إن فترة الخطوبة إتعملت علشان الطرفين يتعرفوا على بعض ويعرفوا كل حاجة عن بعض، وحضرتك بتقول مستعجل… طب ازاي هنقدر نعرف مزايا وعيوب بعض، متهيقلي دي أهم حاجة لنجاح الجواز. 

_ عندك حق والله ياأنسة، بس إن شاء الله يعني الجواز مش هيكون بكرة أو بعده، معانا شوية وقت وإن شاء الله يكونوا كافيين إننا نتعرف على بعض أكتر. 

_ تسمحلي أتكلم بصراحة أكتر؟ 

_ آه طبعا ياريت. 

_ أنا عرفت بالصدفة إن حضرتك يعني… كان في يعني مشروع خطوبة مع زميلة لك، والكلام ده َمن وقت قريب، والخطوبة يعني مكانتش تقليدية لكن كان في ارتباط عاطفي من أيام الدراسة يعني استمر كذا سنة، أحب اعرف من حضرتك مدى تأثير التجربة دي عليك أيه، أنا عارفة إنه موضوع شخصي، لكن ده جواز والصراحة فيه مهمة جدا. 

_ أولا بلاش حضرتك والكلام الرسمي ده، ثانيا أنا هكلمك بصراحة تامة، أنا عرفت سهيلة أخر سنتين ليا في الكلية، أنا خلصت قبلها واستنيتها تخلص عشان اتقدملها رسمي، على الأقل أكون اشتغلت واستعديت ماديا للخطوبة، وفعلا اتقدمتلها لكن محصلش نصيب، السيد الوالد كان راسم لها مستقبل مادي أفضل بجوازة من إبن شريكه في الشغل، وتقريبا كان كل شيئ مترتب، عشان كدة الرفض كان تام ولا رجعة فيه. 

_ بالسهولة دي؟ طب وهي كان أيه موقفها وليه محاولتش تتمسك بحبها وتدافع عنه؟ 

_ حاولت طبعا بس الضغوط عليها كانت كتير، وأنا كمان سلمت بالأمر الواقع وبعدت لأن ده في الأول والآخر نصيب، وكمان كرامتي ماتسمحليش أفرض نفسي على حد. 

_ وقررت تبعد وتسافر وتعمل فلوس عشان تثبتلهم إنك كمان مستواك مش قليل؟ يعني التجربة دي هي السبب والحافز للسفر؟ متزعلش من صراحتي بس أنا عاوزة أتطمن لو حصل نصيب يعني، إن التجربة دي ملهاش أي تأثير سلبي على علاقتنا. 

_ لأ مش زعلان ولا حاجة، بس صدقيني حتى لو كان اللي حصل ده سبب من الأسباب لكن مااخبيش عليكي أنا من الأول كان عندي طموح السفر خصوصا الشغل هنا صعب إنه يفتح بيت بمستوى معقول. 

_طيب ممكن سؤال أخير؟ 

_ آه طبعا اتفضلي. 

_ إزاي قدرت تتخطى تجربة عاطفية استمرت أكتر من تلت سنين بسهولة كدة وكمان تفكر في ارتباط جديد؟ 

_ بردوا مش هخبي عليكي… أنا مازلت بعاني وبحاول أنسى التجربة دي بحلوها وبمرها واتأقلم وأعيش حياتي صح، والنسيان ده مسألة وقت، مش هانتظر أنا بقا والدنيا تقف، أنا ليا أهل أنا عندهم كل حاجة ويتمنوا يشوفوني موفق وسعيد في حياتي، وحقهم عليا إني أفرحهم وأطمن قلبهم، وانا كمان من حقي أشق طريقي ومعايا شريكة حياتي. هاه، في حاجة تانية حابة تعرفيها عشان تتطمني؟ 

إبتسمت ومعرفتش أرد عليه. لقيته هو كمان ابتسم وقاللي،

_ عموما خدي وقتك وفكري براحتك وردي عليا، أنا بصراحة إرتحتلك اول ماشفتك واتمني تكوني شريكة حياتي.


آخر كلمتين دول ثبتوني وبنجوني وحسيتهم فعلا طالعين من قلبه، إرتبكت والكسوف بان عليا، لقيته بيبتسم تاني وبيقولي

_ انا مش مصدق نفسي والله، هو لسة في بنات بتتكسف كدة، والله العظيم ربنا كريم إني اتعرفت عليكي يانجوى ويارب تكوني من نصيبي… بس بقولك أيه ماتتأخريش عليا بالرد، وإن شاء الله مش هتندمي، هخليكي أسعد إنسانة في الكون. 

سمعنا صوت ماهر وسامية بيتوشوا في الصالة، تقريبا ماهر عاوز يدخل بالقهوة وسامية بتقوله يسيبنا شوية كمان، بصراحة ماهر أنقذني لأنى كنت محرجة جدا رغم سعادتي بكلام أحمد، ماهر دخل وقال

_ عملنا القهوة وبردت وعملنا غيرها ٣ مرات، بس فداكم. 

أحمد: ياسلااام… ماهو ينفع تجيب القهوة وتسحب تاني خفيف خفيف ياظريف. 

ماهر: ياسلاااام.. هي دي أخرتها يعني، بقيت ظريف من أولها… عموما ماشي ياسيدي هعديهالك وتكرم لاجل عيون نوجا وهسحب خفيف خفيف يالطيف. 

ضحكوا هما الاتنين وأحمد قاله. 

_ لأ ياسيدي الجايات كتير إن شاء الله والمرة الجاية تكون في بيت نجوى بإذن الله… إقعد اشرب معانا القهوة لأني هستأذن عشان عندي شوية حاجات بخلصها… دخلت سامية وهي بتبصلي نفسها تتطمن عليا ومن ابتسامتي فهمت ولاحظت الفرحة في عنيها… بصت لاحمد وقالتله مستعجل ليه يابشمهندس مالسة بدري. 

_ بدري من عمرك ياسامية وبشكرك والله على استضافتك لينا. 

قعدوا يتكلموا ويهزروا وهما بيشربوا القهوة وانا مركزة مع أحمد بحاول أجمع عنه معلومات عشان اقدر أفهمه أكتر، واللي لاحظته إنه إنسان عملي جدا وبيحب شغله، مرح، ذوق جدا ولبق في الكلام، رومانسي وكلامه يدخل القلب…. حسيت بفرحة كبيرة دخلت قلبي واتمنيته زوج وفضلت أشكر ربنا في سري إن أخيرا الحلم اللي كتير اتمنيته خلاص هيتحقق وهتجوز فتى أحلامي اللي كنت بتمناه من زمان وكان خلاص هيضيع مني ويتجوز غيري، لكن كرم ربنا كبير وحب يفرحني ويحققلي حلمي. لكن ياترى الدنيا مخبيالي أيه، وياترى هفضل سعيدة وفرحانة بتحقيق حلمي والا اتفاجئ إن الحلم كان مجرد وهم وسراب؟؟

#الحلم_والسراب بقلمي إيمان عطية


الحلقة الخامسة


بعد مقابلة التعارف بأحمد عند أختي، روحت البيت وانا طايرة من الفرحة وبدعي ربنا يكمل فرحتي على خير، وصلت بيتنا ولقيت ماما في المطبخ بتجهز الغدا…. دخلتلها حضنتها وبوستها من اديها وجبهتها… دقات قلبي كانت سريعة لدرجة إن ماما حست بيها وانا بحضنها… بصتلي بابتسامة حنونة وعنيها بتسألني فيكي أيه. 

_ خير ياقلب امك… أختك عندها أيه.. والا الأخبار عنك انتي، طمنيني في أييييه؟ 

_ حبيبة قلبي ياماما… هاروح أغير هدومي واجي أساعدك واحكيلك… وعاوزاكي تفضلي تدعيلي في كل دقيقة وكل ثانية إن ربنا يعديها على خير… 

_ داعيالك والله يابنتي من غير ماتقولي… هو انا عندي أغلى منكم انتي وأختك عشان ادعيله… ربنا يابنتي يريح قلبك ويراضيكي ويرزقك بابن الحلال اللي يسعدك ويفرح قلبك.. 

_ باااااااس ياست الحبايب… أنا مش عاوزة أكتر من كدة… ويخليكم ليا إنتي وبابا ويديكم الصحة والعافية يارب…  هاروح أغير هدومي وارجعلك في ثواني.. وفعلا دخلت أوضتي وأول حاجة عملتها جبت ألبوم الصور بتاعي اللي محتفظة فيه بصور العيلة ومنهم صورة لسامية أختي وماهر جوزها كانوا متصورينها في رحلة طلعوها سوا تبع الشغل وبالصدفة كان أحمد وشه ظاهر فيها… فضلت أبصله وافتكر كلامه معايا واقول.. يااااااه… أخيرا قربت من حلم حياتي.. وفضلت أدعي وأدعي إن ربنا يتمم بخير…. وسمعت صوت ماما بتستعجلني… قمت جري وشيلت الألبوم وغيرت هدومي وخرجت لماما حبيبتي…. 

_ أيوة ياست الكل بتعملي غدا أيه النهاردة؟ 

_ بت انتي.. إطلعي من دول واحكيلي بسرعة… في أيه… والفرحة اللي هتنط من عنيكي دي سببها أيه… أختك جايبالك شغل والا عريس؟ 

_ ع… ريس؟… عرفتي ازاي؟ هي سامية كلمتك؟ 

_ يعني فعلا في عريس… وانا آخر من يعلم؟ والله عال عال… 

_ لا والله ياست الكل متزعليش أبدا… أنا لمحتلك أصلا قبل مااروح لسامية وكنت مستنية بس اتأكد من حاجة قبل مااقولك. 

_ هاة… واتأكدتي والا لسة؟ 

_ أيوة ياحبيبة قلبي اتأكدت… ومش فاضل بس غير موافقتك انتي وبابا حبيبي. 

_ طب احكي بسرعة هو مين واختك تعرفه منين…. مكنتش اعرف انها خاطبة. 

_ لأ ياست الكل ولا خاطبة ولا حاجة… ده…ده أحمد صاحب ماهر جوزها… كلمه وهو كلم سامية وسامية كلمتني بس كدة.. 

_ وأيه كمان.. إحكي كل حاجة بالتفصيل. 

_ من عنيا ياست الكل هحكيلك كل حاجة بالتفصيل طبعا. 

وفضلت ساعة كاملة أحكي لماما اللي حصل بالظبط (بس طبعا مااتكلمتش عن حكايته مع سهيلة ماحبيتش أقلقها من حاجة خلاص راحت لحالها) وفضلت أمدح في أحمد وأخلاقه وطموحاته في الشغل… وماما بتسمع باهتمام لحد ماخلصت… وقالتلي. 

_ اللي فهمته من كلامك إنك مااتكلمتيش معاه الا النهاردة… بس تحمسك ليه وطريقة كلامك عنه بتوحي بحاجة تانية خالص…. والا في حاجة تانية أنا معرفهاش؟ 

_ مش فاهمة ياماما قصدك أيه؟ 

_ أقصد إن الفرحة اللي شوفتها في عنيكي أول مادخلتي عليا… ونبرة صوتك وانتي بتحكي عنه.. تقول إنك عارفاه من زمان ومتعلقة بيه كمان.

_ فعلا ياماما عندك حق.. مش هخبي عليكي… أنا فعلا أعرفه من زمان واتعلقت بيه غصب عني.. بس مش اللي في دماغك ياأمي… أنأ أول مرة أكلمه فعلا كان يوم العزومة بتاعته عند سامية، مع إني كنت عارفاه من زمان.. مكانش عندي أي أمل إنه يكون من نصيبي… بس ربنا أراد يجبر بخاطري ويستجيب لدعايا… والبركة بردوا في رضاكي عني ودعواتك ليا ياست الكل. 

_ طيب تفتكري يابنتي ده كفاية إنك ترتبطي بيه من غير ماتكوني عارفاه كويس؟ ياحبيبتي ده جواز مش لعبة.. ولازم تفكري مرة واتنين وعشرة… وتتكلمي معاه وتعرفي تفكيره وشخصيته.. وهو كمان يعرفك كويس…. دي جوازة العمر يانجوى… يعني لازم تبقي مالية إيدك منه كويس قوي قبل ماتقولي ياجواز. 

_ إتطمني عليا ياست الكل وإن شاء الله خير… وبعدين ده الصديق المقرب لماهر وهو عارفه كويس… ده غير إن بابا حبيبي هيسأل عليه بردوا وعن أهله وشغله وكل حاجة… واللي تشوفوه ياحبيبتي أنا معاكم فيه…هههههههه وإن شاء الله هتوافقوا عليه أنا واثقة فيه جدااااا. 

_ هيييييه… الأمر لله وحده… إن شاء الله لما ابوكي ييجي هتكلم معاه… واللي فيه الخير يقدمه ربنا. 

_ ونعم بالله ياست الكل…. وآدي الأكل كمان خلص… هسيبك بقا وادخل أوضتي أريح شوية لحد بابا ماييجي ونتغدا سوا…. 

وبعد حوالي ساعة بابا جه واتغدينا… قمت أشيل الأكل واعمل الشاي… ماما قامت تشيل معايا قولتلها لأ ياست الكل عنك انتي خليكي مرتاحة… وبصيتلها بطرف عيني كدة (يعني كلمي بابا)... وبالفعل دخلت المطبخ وسمعت همس بين ماما وبابا فهمت منه انها بتحكيله. 

غبت في المطبخ لحد ماخلصوا كلامهم وجبتلهم الشاي وقعدت اشربه معاهم… 

_ أبو نعناع وصااااااال.. 

بابا: هاتي يابنتي هاتي اللي بيظبط الدماغ ده…. وتعالي اقعدي جنبي هنا… 

عملت روحي مكسوفة وكدة… وقعدت جنب بابا وانا شايفة في عنيه طيبة الدنيا كلها.. 

_ ايوة يابابا. 

_ قوليلي يابنتي إبه حكاية عريس الغفلة المستعجل ده…. 

اتلجلجت واتلبخت مش عارفة أقول أيه… إستجمعت شجاعتي وقولتله. 

_ ولا حاجة يابابا… زي ماما ماقالتلك… هو مخطط إنه يسافر يشتغل في بلد عربي وعاوز يكمل نص دينه ويستقر يعني. 

_ والله يابنتي أنا الود ودي أفرح بيكي النهاردة قبل بكرة.. واتطمن عليكي عشان احس إني أديت رسالتي معاكم… لكن كل حاجة بالأصول.. والجواز بالذات لازم كل خطوة فيه تاخد وقتها… مينفعش الاستعجال خالص. 

_ عندك حق والله يابابا بس هو ظروفه كدة.. وعموما هو عاوز ييجي يقعد مع حضرتك ويتكلم معاك…. وده طبعا بعد ماتسأل عنه وتتطمن من ناحيته… ولما تقعد معاه أكيد هتتأكد أكتر إن كان شخص كويس والا لأ… 

_ خلاص يابنتي أنا هسأل عليه وربنا يقدم اللي فيه الخير… 

قمت قعدت في أوضتي وفضلت أشخبط كالعادة وارسم موديلات لفساتين وعبايات… كنت بحاول اشغل نفسي عشان ماافكرش كتير… كنت بحاول مااتعشمش قوي بأي حاجة رغم إني بتمنى الحاجة دي… قمت اتوضيت وصليت ومسكت مصحفي وفضلت اقرأ ماتيسر لي من تلاوة… وسمعت رنة موبايلي اللي خرجتني من جو الراحة والطمأنينة اللي كنت عايشة فيه… بصيت في الموبايل لقيتها سامية أختي… فضلنا نرغي في حاجات كتير لحد ماكبس عليا النوم…. 

مر تلت أيام ولقيت سامية بتتصل بيا بردوا وبتسألني بابا عمل أيه في موضوع أحمد وسأل عنه والا لأ… وقالتلي ان أحمد كلم ماهر وعاوز يعرف رأينا في موضوع الجواز. 

قولتلها إن بابا لسة ماردش عليا ولا جاب سيرة الموضوع من يومها…. سامية استغربت وقلقت من سكوت بابا وقلقتني معاها. 

قولتلها هتقلقيني ليه ياسامية هو سلق بيض يابنتي… بابا قال انه هيسأل عليهم وأكيد يعني لسة محدش رد عليه.. 

_ تلت ايام بيسأل يانجوى… دي المنصورة أوضة وصالة والناس كلها عارفة بعضها مش مستحقية الوقت ده كله…. وبعدين هو صاحب ماهر ويعرف عنه وعن أهله كل حاجة.. هو يعني لو يعرف عنهم حاجة كدة والا كدة كان هيقولنا على طول… 

_ ماشي ياستي بس لازم بردوا بابا يعمل اللي عليه عشان يبقة متطمن أكتر… خلاص بقا بلاش توتريني أكتر منا متوترة… أنا مش ناقصة. 

_ خلاص يابنتي إهدي… الواد اصله مستعجل هههههههه مانتي عارفة بقا…..بالله عليكي اول ما بابا يكلمك تعرفيني. 

_حاضر ياستي… سلام بقا عشان انا سامعة صوت برة…. تقريبا بابا جه.. سلام. 

_ طيب ياختي بس متزقيش… سلام.. وسلميلي على ماما وبابا. 

_ الله يسلمك ياسمسمة.


تكملة الرواية من هنااااااا


تعليقات

التنقل السريع