القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية عروسي المشوهه الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم سارة على كاملة

 

رواية عروسي المشوهه الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم سارة على كاملة 






رواية عروسي المشوهه الفصل الاول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم سارة على كاملة 


#عروسي_المشوهه              #الحلقه_الاولى


فيلا راقية تقع في قرية صغيرة تبعد عن المدينة بمسافة كبيرة نوعا ما ... اسوارها عالية بعض الشيء وتحوي حديقة واسعة مزينة بافضل انواع الورود وأزكاها ... كان هناك فتاة تمشي لوحدها في الحديقة تبدو في العشرينات من عمرها ...كانت ترتدي جينز ازرق وفوقه بلوزة خضراء وشعرها البني الطويل منسدل عل ظهرها من الخلف ...

وفِي نفس الوقت كان هناك طفل صغير في العاشرة من عمره يلعب في الكرة بالقرب من تلك الفيلا ... رمى الكرة بعيدا لتسقط داخل حديقة الفيلا ... زفر بضيق وتقدم اتجاه الفيلا ودلف من الباب الذي كان مفتوح ... بحث عن الكرة بعينيه فلم يجدها ولكنه وجد تلك الفتاة الوحيدة تقف امام احدى الزهور الموجوده هناك ويبدو انها تشمها ... كانت مولية ظهرها له فتقدم ناحيته وهو يقول باعتذار :

" انا أسف اني دخلت هنا من غير إذن بس الكرة بتاعتي وقعت عندكم ..."

ما ان استدارت الفتاة حتى شهق الطفل برعب من وجهها المشوه ! اطلق صرخة فزع ثم ما لبث ان ركض باقصى سرعته هاربا منها وصورة وجهها المخيف تطارده ...

تكونت الدموع داخل عينيها وملأ الالم قلبها من هذا الموقف الذي وضعت به ... سارت متجهه الا داخل الفيلا والدموع تغطي وجهها ... ارتقت درجات السلم متجهه الا غرفتها والتي ما ان ولجت اليها حتى ارتمت عل سريرها تبكي بمرارة ...


اما في الخارج وتحديدا في مطبخ الفيلا ... تقدمت احدى الخادمات الا داخل المطبخ وهي تقول بقلق :

" مدام علياء ،الست سالي مش عارفة مالها ... سمعت صوتها وهي بتعيط في اوضتها ..."

استدارت لها علياء وهي تقول بدهشة :

"ايه !!! بتعيط ليه ...؟!"

هزت الخادمة رأسها نفيا وهي تقول بجدية :

" معرفش والله ... انا سمعتها بالصدفة وانا بمشي جمب اوضتها ..."

تركت علياء ما بيدها وصعدت بسرعة الا سالي ... طرقت باب الغرفة ثم ولجت الا الداخل لتجدها جالسة عل سريرها تحتضن جسدها بيديها .... رأسها منخفض نحو الأسفل وتبكي بقوة ... 

" سالي حبيبتي ... مالك ...؟ بتعيطي ليه ...؟"

رفعت سالي وجهها ثم اجابتها بنبرة باكية :

" اترعب مني اول مشافني ... هرب عل طول قبل حتى ما اتكلم او اقول اي حاجة ..."

" هو مين ..؟"

سألتها علياء بعدم فهم لتجيبها سالي بصوت متحشرج :

" طفل صغير ... رمى الكرة فالغلط عندنا ... وجه عشان ياخدها ولما شافني خاف وهرب عل طول من غير حتى ياخدها ..."

شعرت علياء بالشفقة عل سالي ولم تعرف ماذا تقول الا انها ربتت عل كف يدها بحنان وقالت :

" حبيبتي متعمليش بنفسك كده ... ده طفل صغير واكيد مش قصده ..."

قاطعتها سالي :

" انا مش زعلانة منه ... انا زعلانه عل نفسي ... ليه بيحصل معايا كده ... اشمعنا انا اللي اتشوهت وبقيت أخوف الناس بالشكل ده ..."

" متقوليش كده يا سالي ... ده قضاء ربنا ولا اعتراض عليه ... استغفري ربك يا حبيبتي ..."

كفكفت سالي دموعها باناملها ثم قالت :

" استغفر الله العظيم ..."

نهضت علياء من مكانها وهي تقول بابتسامة مصطنعة :

" يلا قومي معايا وساعديني فالطبيخ ... النهاردة هعمل ليكي كيك الشوكولاتة اللي بتحبيه ..."

ابتسمت سالي بضعف ثم قالت بخفوت :

" بجد ..."

" ايوه بجد يلا قومي بقى..."

نهضت سالي من فوق سريرها وخرجت مع علياء من غرفتها متجهة الا المطبخ لتساعدها في الطبخ ...


سالي الشناوي ( في الخامسة والعشرين من عمرها ... متوسطة الطول نحيفة ... تمتلك شعر بني طويل يصل الا منتصف ظهرها ... عيناها زرقاوتان بلون البحر ... وجهها مشوه بالكامل بسبب حادث تعرضت له منذ ان كانت طفلة صغيرة ... تعيش لوحدها في هذه الفيلا مع علياء مربيتها والخدم ... منعزلة عن المحيط الخارجي ولا تفضل الاختلاط بأي احد )

****

دلفت الا داخل غرفته بعد ان طرقت الباب لتجده واقفا امام المرأة يعدل ربطة عنقه ... تقدمت ناحيته بخطواتها الأنثوية الأنيقة وهي تقول :

" صباح الخير ..."

استدار ناحيتها ما ان اكمل ما يفعله واجابها قائلا :

"صباح النور ..."

سألته بتردد :

" هتروحله النهاردة ..."

اجابها بجدية :

" ايوه ..."

استطردت في حديثها قائلة بتحذير :

" خد بالك منه ده شخص مش سهل وعصبي جدا ..."

زفر بضيق ثم قال بحنق :

" عارف ... سمعت عنه حاجات كتير كلها لا تبشر بالخير ..."

" احنا مضطرين نستحمله عشان خاطر فلوسنا وأملاكنا...

" تتوقعي هيتساهل معايا ..."

سألها باضطراب لتجيبه بأمل :

" طالما وافق يقابلك يبقى ممكن يتساهل معاك ويساعدك ..."

تنهد بصمت بينما أردفت هي بنبرة جادة :

" حاول تقنعه يا مازن ... دي فرصتنا الوحيدة ...

لو ضيعناها من ايدنا هنعلن افلاسنا ... وانا مش مستعدة بعد العمر ده كله اتفضح وسط اهلي وصحابي ..."

ربت علىغ كتفيها بكفي يده وهو يقول بثقة مصطنعة 

" متقلقيش ... كل حاجة هتبقى كويسة باذن الله ... وانا هعمل المستحيل عشان ارجع فلوسنا واملاكنا منه ..."

مازن الدمنهوري ( في الثلاثين من عمره ... طويل وسيم ذو شعر اسود قاتم وعيون سوداء واسعة ... والده كان من أغنى أغنياء البلد الا انه خسر جميع امواله في احدى صفقاته التجارية وتوفي بعدها بسبب صدمة خسارته ... والدته اسمها نهى وهي مثلها مثل جميع سيدات المجتمع الراقي اللواتي يعشقن المظاهر ... لديه اخت واحدة في السابعه عشر من عمرها اسمها ريم ...)


انتفض مازن من مكانه بعصبية ما ان سمع اقتراح الرجل الماثل امامه ليهدر به قائلا " انت اتجننت ... ازاي تعرض عليا حاجة زي كدة ..."

" اهدى واقعد ... بلاش تتسرع فكلامك لأحسن تندم بعدين ..."


قالها الرجل ببساطة جعلت مازن يشب غضبا اكثر وأكثر ... جلس مرة اخرى امامه عل مضغ فهو يعلم ان لا حل امامه سوى الاستماع له ففي النهاية هذا الرجل بيده ان يعيد اليهم ثروتهم كاملة او العكس ...

تحدث الرجل بجديه وهو يجلس عل كرسيه بأريحية 

" ملهاش لزمة العصبية دي كلها يا مازن ... انا بقدملك عرض ... وانت من حقك تقبله او ترفضه ..."

رمقه مازن بنظرات مزدرئة ثم قال بتهكم :

" انت عارف كويس اووي انوا صعب عليا ارفض العرض ده ..."

" يعني انت موافق ..."

" انا مقررتش لسه ..."

قالها مازن بحزم جعل الاخر يعود بظهره الا الوراء ثم سأله بعد فترة قصيرة من الصمت :

"ممكن اعرف يا مازن انت لي رافض عرضي ده ...؟"

اجابه مازن بجدية :

" عشان عرض حضرتك غير منطقي ... انت بتطلب مني اتجوز حفيدتك وأخلف منها مقابل اني ارجع ثروتي من عندك ... "

" وفيها ايه لما تتجوز حفيدتي ..."

كز مازن عل اسنانه بغيظ من استفزاز الرجل الماثل امامه ثم قال بنبرة حاول ان يجعلها هادئة :

"يا حامد باشا ده جواز مش لعب عيال ...

يعني ايه اتجوز حفيدتك وأخلف منها مقابل ثروتي انت ازاي ترضى عل حفيدتك بحاجة زي كده ..."

" والله انا حر ... ارضى او مرضاش براحتي ... المهم انت ... فكر كويس وردلي جوابك بسرعة ... "

نهض مازن من مكانه واتجه خارجا من المكتب تحت انظار حامد الماكرة وابتسامته الخبيثة ... 

****

عاد مازن الا منزله ليجد والدته في استقباله والتي سألته بسرعة : اخ

" ها .. عملت ايه ...؟"

جلس مازن عل الكنبة الموضوع في صالة الجلوس وهو يجيبها بسخريه :

" ولا حاجة طلب مني اتجوز حفيدته وأخلف منها ..."

" ايه ...!!! انت بتقول ايه !!!"

قالتها نهى بصدمة شديدة جعلت مازن يكرر ما قاله مرة اخرى :

" بقولك طلب مني اتجوز حفيدته وأخلف منها ..."

جلست نهى عل الكرسي المقابل له وهي تحاول استيعاب ما يقوله مازن تحدثت اخيرا بعد فترة من الصمت متسائلة :

" وانت قلتله ايه ...؟! وافقت ...؟! "

" لسه مردتش عليه ..."

اجابها مازن بجدية جعلتها تسأله بغموض :

" وانت رأيك ايه فعرضه ...؟"

تنهد مازن بصوت مسموع ثم قال بحيرة :

" مش عارف محتار جدا ومش عارف أقرر حاجة ..."

" بس مش غريبة انوا يطلب منك طلب زي ده ..."

"هي غريبة بس ... دي غريبة جدا ... انا لحد دلوقتي مش مصدق انوا بيعرض عليا حاجة زي دي ..."

صمت مازن لوهلة ثم سألها :

"تتوقعي ايه اللي يخلي يعرض عليا حاجة زي كده..

هزت نهى رأسها نفيا وهي تجيبه :

"مش عارفة بس احتمال تكون حفيدته فيها عيب معين ولا حاجة ..."

" عيب !!!"

" ايوه عيب امال ليه عاوز يجوزها بالطريقة دي ..."

زفر مازن انفاسه وقال بضيق :

" يعني حفيدته فيها عيب وعاوز يلبسهولي ..."

أردف بعدها بجدية :

" انا مش عارف اعمل ايه ... انا محتار فعلا ..."

"وافق يا مازن ... معندناش حل تاني ..."

قالتها والدته بجدية جعلت مازن يقول بعدم تصديق


" انت عاوزاني أوافق بالسهولة دي ... ده انتي بنفسك قلتي انوا البنّت اكيد فيها عيب ... ازاي عاوزاني أوافق بقى...


اجابته والدته وهي تحاول إقناعه برأيها :

" عشان معندناش حل تاني غير ده ... فكر بفلوسنا واملاكنا ...هنعمل ايه لو حامد الشناوي خدها مننا وطردنا ... هنروح فين وناكل ونصرف منين ..."

شعر مازن بصدق كلام والدته وان معها الحق في جميع ما قالته ... نهض من مكانه واتجه ناحية غرفته ليفكر جيدا في هذا العرض ويحدد جوابه النهائي ...


في صباح اليوم التالي 

في فيلا حامد الشناوي 

كان كلا من حامد وحفيديه رزان وفادي جالسين عل مائدة الطعام يتناولون فطورهم بهدوء تام ...

تقدمت الخادمة منهم ووضعت الجرائد عل المائدة بجانب الجد والذي اخذها بدوره وبدأ يقلب بها ...

تجهم وجهه بالكامل وهو يقرأ احد الأخبار الموجودة في الجريدة ثم رمى الجريدة عل الطاولة وقال بعصبية جامحة :

" ايه حكاية رشا ممدوح دي هي مش هتبطل تهاجمنا بقى .."


تنحنح فادي وقال بتردد فجده يبدو عصبي للغاية:

" هي كتبت ايه تاني ...؟!"

" بتقول انوا منتوجاتنا كلها مغشوشة وقريب هتجيب الدلائل عل الكلام ده ..."

"مش يمكن كلامها صح ..."

قالتها رزان بسخرية مبطنة جعلت الجد ينهرها قائلا :

" يا تقولي كلمة عدلة يا اما تسكتي افضل ..."

" كلامي دايقك ... باين انوا جه عالجرح .."

ضرب الجد عل الطاولة بعصبيه وهو يحذرها :

" الزمي حدودك يا رزان احسنلك ..."

ثم أردف بعدها :

" انا اصلا اللي مقعدني معاكم ... انا الغلطان اني قاعد مع أشكال تسد النفس زيكم ..."

قال كلماته تلك ثم نهض من عل طاولة الطعام متجها الا غرفة مكتبه ...

رمق فادي رزان بنظرات مستاءه جعلتها تسأله بنزق :

" خير ... مالك ..؟ بتبصلي كده ليه ...؟"

اجابها فادي بازدراء :

" كان ضروري تقولي كلامك السخيف ده وتزعجيه..

رفعت احد حاجبيها ثم قالت بتهكم :

" وانت مزعوج عشانه كده ليه ...؟"

" انا مش مزعوج انا بس شايف انوا كلامك ده ملوش داعي ..."

"وانا شايفة انوا تدخلك ده بردوا ملوش داعي ..."

" انا الغلطان اني بتكلم معاكي اصلا ..."

قالها فادي بضجر وهو يعود بتركيزه ناحية طعامه حينما صاح الجد بهم بصوت عالي :

"اتصلوا بالزفت وسام خلوه يجي حالا ..."

رزان الشناوي ( في الثالثة والعشرين من عمرها ... متوسطة الطول نحيفة ذات بشرة بيضاء ناصعة وشعر بني مائل للأحمر ...عيناها واسعه بنية ... شخصيتها قوية للغاية ومتحكمة ... تعمل في الشركة الخاصة بعائلتها وتساهم في أدارتها ...)


فادي الشناوي ( في السابعة والعشرين من عمره ... طويل وسيم ذو شعر بني فاتح وعيون زرقاء ... شاب عابث مستهتر ومهمل لاقصى درجه ...

ذو علاقات نسائية متعددة وهو يكون الاخ الأكبر لسالي ورزان ... )


انتفض من نومته عل صوت رنين هاتفه الذي يصدح في ارجاء الشقة ... اخذه من فوق الطاولة وهو يفرك عينيه بأنامله حينما وجد اسم فادي ابن عمه يضيء الشاشة ...

ضغط عل زر الاجابه ليأتيه صوت فادي قائلا بمرح :

" ايه يا عم الوحش ... ساعة عشان ترد ..."

سأله وسام بضيق :

"خير ... بتتصل عليا من الصبح كده ليه ..."

اجابه فادي بجدية :

" جدي عاوزك تجيله حالا ..."

تأفف وسام بضجر ثم سأله :

" عاوز مني ايه ...؟!"

"معرفش ...هو قال انوا عاوزك حالا ..."

" تمام ... هاجي بعد شويه ..."

اغلق هاتفه وتنهد بضيق ... التفت الا جانبه ليجد فتاة شقراء عارية نائمة بجانبه ... عقد حاجبيه بتفكير ثم سرعان ما تذكر ليلة البارحة التي قضاها معها في احد البارات والتي انتهت بها الامر في سريره ...

نهض من فراشه وارتدى ملابسه عل عجل فهو يعرف انه جده يكره التأخير ... خرج من شقته تاركا الفتاة نائمة لوحدها في الشقة ... ركب سيارته واتجه الا منزل الجد ...


بعد حوالي ثلث ساعة 

هبط من سيارته ودلف الا داخل القصر لتفتح له الخادمة الباب فورا ... ولج الا داخل الفيلا واتجه الا غرفة مكتب جده ... طرق الباب فاتاه صوت جده سامحا له بالدخول ... ألقى تحية الصباح عل جده ثم جلس عل الكرسي المقابل له وبدئا يتحدثان سويا في أمور الشركة ...

تحدث الجد بجدية قائلا :

" رشا ممدوح دي لازم تتصرف معاها دي تخطت كل حدودها معانا ..."

" اعملها ايه يعني ..."

" معرفش اعمل اي حاجة وسكتها ان شاءالله تقتلها حتى ..."

اضمحلت عينا وسام بصدمة مما قاله جده وابتسم بداخله بسخرية من هذا الجد عديم القلب الذي مستعد لفعل اي شيء من اجل الا تتضرر مصلحته ...

نهض من مكانه واتجه خارج المكتب بعد ان وعد جده بانه سيتصرف مع تلك المدعوة رشا ما ان خرج من مكتبه حتى وجد رزان تهبط درجات السلم وهي ترتدي جينز طويل فوقه بلوزه سوداء ومعهما حذاء رياضي اسود اللون ... حياها بهدوء :

" صباح الخير ..."

رمقته بنظرات مزدرءة ثم تركته وابتعدت عنه متجهة الا خارج الفيلا تحت أنظاره المندهشه من اسلوبها الوقح في التعامل معه ...

وسام الشناوي ( في الحادية والثلاثين من عمره... طويل عريض المنكبين ذو شعر اشقر وعيون زرقاء ذو علاقات نسائية متعددة شخصيته مرحة وحازمة في نفس الوقت يدير شركة عائلته الا جانب رزان ابنة عمه ...) 

***

كان جالسا عل مكتبه ينظر الا هاتفه بتردد شديد ...

لا يعرف اذا كان ما سيفعله خطأ ام صحيح ...

مسك الهاتف وبدأ يبحث عن رقمه تطلع الا الرقم بتوتر شديد ابتلع ريقه ثم ضغط عل زر الاتصال ... لحظات قليلة وجاءه صوته ليخبره له بصوت مضطرب :


" حامد بيه انا موافق عل عرضك ..."


10 ملصقات لتصلك بقية الأجزاء

لا تنسو الصلاة والسلام علي رسول الله


#عروسي_المشوهه               #الحلقه_الثانيه


قدرو تعبي تفاعلو بقى

كانت جالسة عل طاولة الطعام تتناول غدائها مع علياء كانت علياء تتابعها طوال الوقت وقد لاحظت شرودها فسألتها بحنان :

" مالك يا سالي؟ مش بتاكلي ليه؟!"

" ابدا مفيش حاجة..

" هتخبي عليا انا..

قالتها علياء بتأنيب فاخفضت سالي رأسها خجلا ... سألتها علياء مرة اخرى لتجيبها سالي بنبرة حزينة :

" مخنوقة اووي نفسي اخرج من البيت ده ... اتخنقت من قعدتي بين اربع حيطان لا بشوف حد ولا حد بيشوفني ..."

صمتت علياء ولم تقل شيئا فهي تعرف ان سالي معها كل الحق فهي محبوسة طوال الوقت داخل جدران هذه الفيلا لا تخرج منها ابدا ولا ترى اي حد عداها هي والخدم ...

" معلش حبيبتي ايه رأيك بعد الغدا نخرج بره في الجنينة نزرع ورد ..."

أشاحت سالي بوجهها ناحية النافذه ثم قالت بعيون دامعة :

" هو كل يوم الجنينة مفيش مكان تاني اروحله ...

انا مليت منها ومليت من كل حاجة في الفيلا دي ..."

" طب تروحي فين بس؟"

" مش عاوزة اروح اي مكان انا عارفة انوا مكتوب عليا افضل محبوسة هنا طالما جدو عاوز كده ..."

تنهدت علياء بصوت مسموع بينما كفكفت سالي دموعها التي بدأت بالهطول حينما سمعا أصوات سيارة تأتي من الخارج قفزت سالي من مكانها وهي تقول بلهفة :

" دي اكيد رزان جت ..."

ركضت ناحية الباب الخارجية وفتحتها وخرجت لتجدها تهبط من سيارتها ... 

هبطت رزان من سيارتها وتقدمت ناحية سالي وعل شفتيها ابتسامة سعيدة سارت اتجاهها بخطوات سريعة ثم ضمتها بقوة ما ان وصلت اليها ...

ابتعدا الفتاتان عن بعضهما بعد لحظات لتقول رزان بنبرة اشتياق :

" وحشتيني ..."

ردت سالي عليها بابتسامة :

" وانت وحشتيني اكتر ..."

اردفت بانزعاج مصطنع :

" كده متجيش عندي اسبوعين كاملين ..."

رزان باعتذار :

" آسفة والله كان عندي شغل كتير في الشركة ... "

" خلاص سماح المرة دي ..."

" بصي جبتلك ايه ..."

قالتها رزان وهي تتجه ناحية سيارتها لتخرج منها كيس كبير يحتوي عل انواع مختلفة من الملابس وتقدمت به ناحية سالي والتي أخذته منها بلهفة كبيرة و بدأت تقلب في الملابس بسعادة بالغة ...

****

خرج مازن من غرفته وهو يرتدي ملابس الخروج هبط درجات السلم متجها الا الباب الخارجية للفيلا حينما لمح والدته تجلس في صالة الجلوس تتابع التلفاز والتي صاحته ما ان رأته قائلة :

" مازن انت خارج و رايح فين ...؟"

تقدم مازن ناحيتها وهو يجيبها بجدية :

" رايح أقابل حامد الشناوي ..."

عقدت حاجبيها بتعجب وسألته باستغراب :

" هتقابله ليه ..."

اجابها باختناق :

" عشان نحدد معاد الفرح ..."

ابتسمت والدته لا إراديا وقالت بسعادة واضحة :

" انت وافقت ...؟"

" ايوه وافقت ..."

قالها مازن بحنق واضح جعل والدته تخفي ابتسامتها بسرعة وتنهض متجهة نحوه قائلة بنبرة جذلة :

" معلش يا مازن انا عارفة انوا صعب عليك تاخد قرار زي ده بس معندناش حل تاني ..."

" حاسس اني ببيع نفسي ليه ..."

قالها مازن بقهر واضح فنهرته والدته بسرعة :

" متقولش كده انت بترجع فلوسك و بتحافظ عل اسمك ...

في نفس اللحظة فتح الباب و دخلت اخته ريم الا المنزل ...

" مساء الخير ...

ألقت التحية عليهم فردوا عليها بينما تحدث مازن قائلا :

" انا لازم اروح دلوقتي ...

" رايح فين ...؟

تسائلت ريم بتعجب لتجيبها والدتها نيابة عنه :

" رايح يحدد معاد فرحه ..."

" ايه ده يا مازن هو انت خطبت دينا ...

رشقتها والدتها بنظرات محتقنه جعلتها تهز رأسها باستغراب بينما قالت والدتها :

" لا مخطبش دينا يا ريم مازن هيخطب حفيدة حامد الشناوي ...

" معقول طب ودينا ...

زفر مازن انفاسه غضبا ثم قال بازدراء :

" انا رايح أقابل الرجل قبل ما انفجر هنا ...

سار مبتعدا عنهم  خارج الفيلا متجها الا فيلا حامد الشناوي بينما تسائلت ريم بسرعة :

" انا مش فاهمة اي حاجة يا مامي احكيلي كل حاجة بلييز ...

" اقعدي واحكيلك ...

جلست ريم بجانب والدتها التي بدأت تسرد عل مسامعها جميع ما حدث وما يخص زواج مازن من حفيدة حامد ...


جلس مازن امام مكتب حامد عل الكرسي المقابل له تقدمت الخادمة منهما ووضعت فنجان القهوة امامه وفنجان اخر امام حامد ... 

ما ان خرجت الخادمة من المكتب حتى تحدث حامد بابتسامة قائلا :

كنت متأكد انك هتوافق يا مازن ...

لم يجبه مازن الذي كانت ملامحه يغلب عليها البرود بينما اكمل حامد بدوره قائلا بجديه :

نخش في التفاصيل عل طول انا مش طالب منك اي حاجة وانا زي ما قلتلك المهم عندي تتجوزها وتخلف منها وبعدها اعمل اللي انت عاوزه ...

سأله مازن بوجوم :

" والطفل ...

" ماله ...

اجابه مازن بجدية :

" اضمن منين انك مش هتاخده مني ...

" لا اطمن خالص انا مستعد اكتبلك ورقة تنازل عنه لو عاوز ...

تطلع اليه مازن باستغراب حقيقي ثم سأله بجدية :

" لما انت حتى الطفل مستعد تتنازل عنه مصمم عل الجوازة دي ليه ...

اجابه حامد بغموض :

" ده شيء يخصني انت ملكش فيه ...

أردف مازن متسائلا مرة اخرى :

" طب وحفيدتك موافقة ...

اجابه حامد بثقة :

" متقدرش ترفض ليا اي كلمة سالي مطيعة ومستحيل تعاند او تمانع حاجة انا بقولها بس خد بالك هي مش عارفة عن الاتفاق اللي بينا ...

" ليه مقولتلهاش؟ كده احنا بنخدعها ...

" قلتلك من الاول الكلام ده ملكش فيه انت ليه مصر تدخل نفسك في حاجات متخصكش انت المهم عندك فلوس ابوك وأملاكه ودي هتاخدها كاملة...

زم مازن شفتيه بضيق بينما أردف حامد قائلا :

" المهم خلينا نحدد معاد الفرح وخد بالك انا مش عاوز فرح كبير وهيصة عاوز بس المقربين من العيلتين يجوا سالي مبتحبش الدوشة والحفلات الضخمة ...

" حاضر حاضر يا حامد بيه عاوز معاد الفرح يبقى امتى ...

حامد بجدية :

" الخميس اللي جاي ...

" اللي هو بعد بكره ...

قالها مازن بدهشة ليقول حامد :

" خير البر عاجله ولا انت مش عاوز تطمن عل فلوسك وثروتك ...

*****

انتفضت دينا من مكانها وهي تقول بصدمة شديدة :

" تتجوز !!! انت بتقول ايه  انت اكيد بتهزر ...

تنهد مازن وقال بجدية :

" اقعدي يا دينا وخلّينا نتفاهم ...

ردت دينا بعصبية :

" نتفاهم ايه بس انت خليت فيها تفاهم بقى انا جايه ليك عشان واحشني الاقيك بتتجوز ...

نهض مازن من مكانه واقترب منها قائلا بنبرة هادئة :

" دينا ممكن تسمعيني انتِ عارفة اني بحبك ... وعارفة انوا ده غصب عني ...

زفرت دينا انفاسها ضيقا ثم قالت بقهر :

"بس مش لدرجة تتجوز يا مازن استحمل ازاي حاجة زي كده ...

"حبيبتي ده جواز مصلحة سنة بالكتير وينتهي ... المهم ارجع فلوس من البني ادم ده انتِ عارفة انوا ده الحل الوحيد عشان ارجع ثروتي مقداميش حل تاني ...

دينا بعدم اقتناع :

" مش عارفة أقولك ايه ...

مازن برجاء :

" قوليلي انك هتوقفي جمبي وتساعديني لحد ما أتخطى المرحلة دي ...

أردف بعدها بجدية :

" لو بتحبيني هتستحملي عشاني ...

" انت عارف اني بحبك يا مازن بلاش تختبر حبي ليك بالطريقة دي ...

صمت مازن ولم يتحدث وقد سيطر الوجوم عل ملامحه شعرت دينا بانزعاجه فقالت بابتسامة مصطنعة :

" خلاص يا مازن انا هفضل جمبك ومش هسيبك ... وهستحمل جوازتك دي بس اوعدني سنة واحدة بس مش اكتر ...

قبض مازن عل خصرها مقربا اياها منه وهو يهتف بها :

" وأقل منها لو اقدر صدقيني سنة واحدة وهرجعلك وابقى ليكي لوحدك ...

****

انتفضت من مكانها برعب وهي ترى جدها يدخل الا غرفتها اخر مرة رأته فيها منذ عامين لم تره طوال عامين كاملين الا انها تحفظ بالتأكيد ملامحه المخيفة وكلامه المؤذي الذي يلقيه في وجهها ...

تقدم ناحيتها قليلا ثم قال بصوته الغليظ الذي يبث الرهبة داخلها :

" جهزي نفسك بعد بكرة فرحك ...

"ايه ...!!!

صرخت بعدم تصديق ثم قالت باندهاش شديد وهي تشير الا نفسها باصبعها :

"فرحي انا ...

" ايوه فرحك عارف انها صدمة كبيرة ليكي مهو مش معقول وحدة زيك تتجوز دي مبتحصلش حتى في الاحلام ...

ابتلعت غصتها داخل حلقها وسألته بجدية :

" ومين ده اللي هيرضى يتجوزني ...

" مازن الدمنهوري اكيد متعرفيهوش ...

هزت رأسها نفيا بينما اكمل بدوره قائلا بجدية :

" المهم بكرة هتكوني عندي بالفيلا هتلاقي كل حاجة جاهزة للفرح قبلها هتعمليلي توكيل عشان اكتب الكتاب نيابة عنك فاهمه ...

هزت رأسها موافقة عل كلامه بينما خرج هو من الغرفة تاركا اياها لوحدها ترتجف من رأسها حتى اخمص قدميها محاولة استيعاب ما سمعته منه ...

****

دلفت رزان الا غرفة مكتبه وهي تسأله بصوت عالي بعض الشيء :

" الكلام اللي سمعته صحيح...

اجابها حامد بسخرية :

" هي الأخبار وصلتك بالسرعة دي ...

" انت ازاي تعمل حاجة زي كدة ازاي ...

كانت تصيح بصوت عالي جعله يصرخ عليها بصوت حازم :

" وطي صوتك احسنلك ولآخر مرة بقولها الزمي حدودك معايا .."

أردف قائلا بنبرة متسلطة غليظة :

" انا أقرر واعمل اللي انا عاوزه ومحدش يقدر يرفض الكل لازم يكون مطيع ليا وانتِ أولهم ...

" لو فاكر اني هسكتلك وأوافق  عل قرارك ده تبقى غلطان الجوازة دي مش هتم انا مش هسمح ليها انها تتم هتشوف رزان هتعمل ايه ...

خرجت صافقة الباب خلفها بينما أمسك الجد هاتفه بسرعة واتصل عل وسام ما ان جاءه صوت وسام حتى سأله بسرعة :

"انت اللي قلت لرزان عل موضوع الجوازة ..

" ايوه انا ...

" عاوزك تخفيها باي طريقة لحد ما الفرح يخلص ... شكلها ناوية تعملي مشاكل ...

" أخفيها ازاي ...

سأله وسام بعدم فهم ليقول جده بعصبية :

" أتصرف يا وسام اعمل اي حاجة المهم متبوظش الفرح ...

"  حاضر حاضر ...

قالها وسام واغلق هاتفه ليفكر بطريقة مناسبة يخفي من خلالها رزان ...

*****

بعد مرور يومين 

وقفت امام المرأة تتطلع بانبهار الا ذلك الفستان الأبيض الضخم الذي يغطي جسدها النحيل لم تتصور في أبعد أحلامها انها سترتدي في يوم ما فستان كهذا شعرت بغصة قوية وهي تتطلع الا وجهها المشوه وتمنت لو بامكانها ان تمحي ذلك التشوه من عل وجهها ذهبت بتفكيرها نحو عريسها وتذكرت وسامته ورجولته الطاغيه بعد ان بحثت عن صوره في الانترنت وانبهرت به لم تصدق ان هذا الشاب المليء بالوسامة والرجولة سيتزوج بها هي ما زالت تجهل سبب موافقته عل الارتباط به وهي بهذه الهيئة استبعدت ان يكون سبب زواجه بها من اجل المال فهو من عائلة غنية مشهورة اذا لماذا سيتزوج بها ...

تقدمت علياء منها وقالت بعينين  مدمعتين ونبرة حنون :

" ماشاء الله يا سالي تجنني ...

" اجنن ايه بس يا دادة ... احنا هنضحك عل بعض ولا ايه ..."

قالتها سالي بسخريه جعلت علياء تربت عل ذراعها وهي تقول بحنان بالغ أدمعت عينا سالي عل اثره :

" في نظري انتي تجنني ... كفاية انك بنتي اللي ربَّتها وعشت معاها سنين عمري ..."

ضمتها سالي بقوة وهي تقول بنبرة صادقة :

" وانتِ امي اللي مجابتنيش وربنا عالم بمعزتك عندي ..."

خرجت من بين أحضانها بعد ذلك وهي تقول بحزن :

"هي رزان مش هتجي ولا ايه ...؟"

اجابتها علياء بارتباك :

" مانتي سمعتي جدك قال ايه ... قال انها مسافرة فشغل مهم تبع الشركة ..."

" مش معقول متحضرش معايا وتوقف جمبي فيوم زي ده ..."

صمتت علياء ولم تتحدث الا انها من الداخل كانت تعرف بان ثمة شيء ما غريب يحدث فالجد يبدو انه يخطط لشيء سيء ... سالي بنفسها تعرف ان هناك لغز وراء هذه الزيجة الا ان لهفتها وعدم تصديقها لما تمر به جعلتها تتغاضى عن كل هذا ...

****

اوقف مازن سيارته امام فيلا حامد الشناوي حينما هتفت والدته بغيظ :

" انا مش عارفة ايه معناه اننا مش هنعمل فرح ولا اي حاجة ..."

مازن بتهكم :

" انتِ صدقتي ولا ايه انها جوازة بجد ..." 

" حتى لو دي اول جوازة ليك مش معقول تعدي كده.

تحدثت ريم بضجر :

"كفاية بقىً احنا مش هننزل ولا ايه ..."

أردف هاني وهو صديق مازن المقرب :

" خلونا ننزل يا جماعة وبعدين نتناقش في الموضوع ده ..."

" بلغتي بيت عمي ...؟"

سألها مازن بجديه فاجابته والدته بضيق :

" لا طبعا لما يرجعوا من السفر هبقى أبلغهم ..."

هبط الجميع من السيارة وتقدموا الا داخل فيلا فوجدوا كلا من حامد ووسام وعدد قليل من أقاربهم في انتظارهم اما فادي فلم يأتِ الا الزفاف فالامر لا يعنيه  ...


رحب حامد بهم وجلسوا في الصالة ليأتي المأذون بعد دقائق تم عقد القران وأطلق الخدم الزغاريد احتفالا بهذه المناسبة ...

نهض مازن من مكانه وصافح حامد الذي بارك هذه الزيجة وطلب من الخدمة ان يطلبوا من سالي النزول ...


بعد لحظات هبطت سالي درجات السلم وهي تخفض رأسها نحو الأسفل كانت تشعر بالخجل الشديد والرهبة من التجمع الذي تراه امامها فهي لم تعتد الظهور امام هذا التجمع الكبير من الناس ... 


تقدمت ناحية مازن الذي رفع وجهه ناحيتها لينصدم بقوة ممايراه امامه ولم تكن صدمة والدته والحظور باقل منه بينما ابتسم الجد بخبث وهو يشاهد الصدمة والنفور الواضح عل وجه الضيوف واولهم العريس الذي ما زال غير مستوعب لما يراه امامه ...


الي يقرأ الروايه وهو صامت مش خسران لو علقت

10 ملصقات لتصلك بقية الأجزاء

لا تنسو الصلاة والسلام عل رسول اللّه 


#عروسي_المشوهه                  #الحلقه_الثالثه

 

كانت جالسه عل السرير بفستانها الأبيض الواسع لوحدها في تلك الغرفة الواسعة تفرك يديها الاثنتين بتوتر شديد وعيناها تتطلع الا المكان برهبة شديدة كانت الغرفة كبيرة للغاية أثاثها انيق يليق بعروس جديدة الاثاث باللون الكريمي الراقي والورود منتشرة في اغلب المكان ...


ابتسمت داخلها بسخرية من تلك الترتيبات التي لا تزيدها سوى الما ووجعا لقد كانوا يظنون انهم بانتظار عروس مميزة تدخل منزلهم جهزوا أنفسهم عل هذا الأساس الا انهم انصدموا بحقيقتها ...

ما زالت تتذكر تفاصيل تلك اللحظة التي لن تمحى من عقلها وروحها طالما حييت نظراتهم المصدومة والنفور والاشمئزاز الذي احتل ملامحهم بعد ان افاقو من صدمتهم وما أذاها اكثر هو نظرات الخوف من بعض الضيوف الذين تراجعوا للخلف لم يحييها احد لم يستقبلها احد ولم يبتسم بوجهها احد في تلك اللحظة شعرت بانها وحيدة اكثر من اي وقت اخر ...

لقد خدعها جدها وخدع الجميع معها ما زالت تجهل سبب ما فعله لكنها تعرف جدها جيدا فهو بطبيعته خبيث للغاية ويحب ان يؤذي الجميع ويسبب الآلام لهم ...


شعرت بالباب يفتح ووقع اقدام اقتربت منها اخفضت رأسها نحو الأسفل وهي تتمنى ان تنشق الارض وتبتلعها رمقها بنظرات تهكمية ساخرة خلع سترته ورماها ارضا ثم تبعه برباطه بدأ يدور داخل الغرفة ذهابا وإيابا وهو يضع يديه في جيوبه ...

ما زال غير مستوعب لما يحدث معه كيف لذلك العجوز ان يخدعه بهذا الشكل ان يورطه هكذا ...

كان يعلم انه هناك عيب معين في حفيدته والا ما كان ليعرضها عليه بهذا الشكل المخزي لكنه لم يتوقع ان تكون هكذا ...


كيف سيتعامل معها كيف سيتقبلها اي ورطة تلك التي وضع بها رباه ما هذه المصيبة التي أوقع نفسه بها توقف بالقرب منها ثم قال بنبرة تهكمية :

" ارفعي راسك ... منزلاه ليه ..."

رفعت رأسها بتردد لتتقابل عيناه بعينيها الزرقاوتين للحظة تجمد في مكانه من جمال عينيها وسحرها الأزرق غاص عميقا في بحور عينيها ولم يستطع ان يحيد بصره عنها لكنها لحظات قصيرة لم تدم وعاد اليه وعيه ليتطلع الا ملامح وجهها بنظرات ساخره جعلت الدموع تتجمع داخل عينيها ...

تحدث اخيرا بصوت حاقد :

"برافو جدك و انتِ لعبتوها صح ..."

" انا مش فاهمة انت بتتكلم عن ايه ..."

سألته بعدم فهم ليردف بسخرية :

"عشان كدة حضرتك مكنتيش عايزة فرح كبير "

لم تكن تفهم لي شيء مما يقوله انه يتهمها بانها اتفقت مع جدها ضده انه يظن انها وراء كل هذه اللعبة القذرة ...


" بلاش تحكم عليا من غير متسمعني..."

قالتها بملامح متوسله جعلته يصدقها للحظات وهو يرى الدموع التي ملأت عينيها الا انه عاد بسرعة الا غضبه ما ان تذكر خداع جدها له ليقول بغضب :

" اسمع ايه لو فاكرة انك هتضحكي عليا بكلمتين تبقي غلطانة ..."

" انا والله مليش دعوة انا مظلومة في الحكاية دي

" مظلومة ...

رددها بسخريه جليه ثم قال باستهزاء :

" تصدقي صعبتي عليا ..."

اخفضت رأسها الا الأسفل مرة اخرى فشعر بالغضب يتزايد في داخله صاح بها بصوت جهوري اجفها :

" انت موطية راسك ليه بصيلي وانا بكلمك ..."

رفعت وجهها ناحيته وبدأت دموعها تتساقط من مقلتيها بغزارة ضرب عل الطاولة التي بجانبه بقبضة يده وهو يقول بعصبية بالغة :

" بتعيطي ليه دلوقتي فاكرة اني كده هعطف عليكي واغفرلك عملتك ..."

استمرت في بكاءها وزادت شهقاتها ارتفاعا فقبض عل ذراعيها وهو يقول :

" عياطك ده مش هيفيدك فحاجة انتِ لسه مشفتيش حاجة مني انا مش هرحمك ..."

دفعها بعيد عنه لتسقط عل السرير وهي مستمرة في بكاءها المرير ... 

ازداد غضبه أضعافا بسبب بكاءها العالي فصرخ بها :

" كفاية عياط بقي ..."

وضعت كفي يدها عل وجهها واستمرت في بكائها ونحيبها وقد فشلت في ايقافه ...

تقدم ناحيتها بغضب ناري ...

ابعد كفيها عن وجهها وهو يهدر بها غاضبا :

" مخبية وشك ليه فاكرة انوا كدة هتخبي حقيقتك..

هطلت دموعها الحارقة بغزارة عل وجنتيها الحمراوتين ولكنها لم تؤثر به بتاتا وهو يسحبها من ذراعها ويوقفها امام المرأة قائلا بنبرته الساخرة :

" بصي عل نفسك في المرايا وشوفي شكلك عامل ازاي بلاش تهربي من حقيقتك انتي مشوهه، دميمة ، وهتفضلي طول عمرك كدة ..."

أدارها ناحيته ليردف بها بنبرة نافرة وملامح مشمئزة 

" مش انا اللي هقضي باقي عمري مع وحدة زيك ... مش انا اللي هستحمل اعيش مع وشك ده ..."

خرج بعد ان اكمل كلماته صافقا الباب خلفه تاركا اياها لوحدها تنتحب بمرارة وألم قاسي ...

*****

"خدي يا ماما الدواء ده يمكن يهديكي ..."

قالت ريم هذه الكلمات موجهة حديثها لوالدتها التي تجلس عل الكنبة في صالة الجلوس واضعة رأسها بين كفي يدها ...

رفعت وجهها ناحية ابنتها وأخذت الدواء منها وتناولته بصمت جلست ريم بجانبها وهي تقول :

" اهدي يا ماما وبلاش تعملي بنفسك كده ..."

" اهدى اهدى ازاي انتِ مشفتيش المصيبة اللي احنا فيها ..."

زمت ريم شفتيها بعبوس ثم قالت برفق :

" يا ماما اللي حصل حصل واحنا مضطرين نقبله ..."

انتفضت والدتها بعصبية مما قالته ثم قالت بنفور :

" اقبل دي انتِ مشفتهاش مشفتيش وشها اقبلها ازاي 

" حرام تحكمي عليها من وشها يا ماما ..."

قالتها ريم بجدية جعلت والدتها تزفر غضبا وهي تقول بضجر :

"مش ناقصة مثالياتك دلوقتي يا آنسة ريم ..."

استرسلت ريم في حديثها قائلة بتعقل :

" يا ماما اللي عاوزة أقوله انوا اللي حصل حصل ... وهي اولا واخيرا جوازة مصلحة وانتوا كنتوا عارفين انوا العروسة فيها عيب يبقى تتقبلوها زي ماهي وخلاص ..."

" ايوه كنت عارفة انوا فيها عيب بس مش كده ... ابني انا يتجوز دي يعيش معاها ازاي يخلف منها ازاي يخرج بيها قدام الناس ازاي ...

" يا ماما حرام اللي بتقوليه يعني هي عشان مشوهه يبقى مش من حقها تعيش كلنا معرضين لحاجة زي دي مش ذنبها انها كده ..."

نهرتها والدتها بعصبية :

" قلتلك بلاش مثالياتك دي يا ريم ..."

" براحتك انا هروح أوضتي انام عشان تعبانة جدا ... اتمنى انك تفكري فكلامي كويس وتراعي ربنا فالبنت دي مش هنبقى احنا والزمن عليها ..."

*****

ضغطت عل جرس الباب عدة مرات متتالية بعصبية شديدة حتى فتحت الخادمة لها الباب اندفعت متقدمة الا داخل الفيلا وهي تصرخ بعصبية :

" هو فين يا حامد باشا انزلي ...."

هبط حامد درجات السلم بهدوء شديد وهو يقول بصوت هادئ استفزها بشدة :

" وطي صوتك عشان الخدم نايمين ..."

تقدمت ناحيته بملامح تشع غضبا وازدراء قائلة :

"ارتحت دلوقتي عملت اللي انت عاوزه ..."

صمت ولم يجبها مكتفيا بابتسامة ساخره مرتسمة عل شفتيه لتصرخ به :

"مترد يا حامد باشا ولا لسه الدور جاي عليا انا كمان

"برافو مانتِ طلعتي واعية اهو ..."

"حرام عليك مش كفاية اللي عملته فيها لحد دلوقتي عاوز ايه منها متسيبها فحالها بقىً ..."


اردفت بتحدي مشددة عل كلماتها :

" فعينك انا بالذات مش هتقدر تقرب مني عارف ليه..

" ليه؟

سألها باستهزاء لتجيبه بثقة :

" لأني هموتك قبلها هموتك قبل ما تفكر تعملها ..."

قهقه عاليا وهو يبتعد عنها بينما صرخت هي بصوت عالي جهوري سمعه جميع الخدم :

" هقتلك يا حامد الشناوي هاخد حقي وحق اختي منك هعرفك رزان ممكن تعمل ايه ... "

***

كان نائما عل سريره بعمق حينما شعر بدلو من الماء البارد يسقط فوق رأسه انتفض من مكانه بصدمة شديده ليجدها واقفه امامه واضعه كفيها حول خصرها تنظر اليها بملامح غاضبة ...

" انتِ تجننتي ازاي تعملي حاجة زي كده ...!!!"

انقضت عليه ما ان اكمل كلامه وهي تقول بعصبية :

" انا اللي اتجننت بردوا يا حقير يا متخلف ازاي تسمحله يعمل كده هانت عليك اختك يا واطي ..."

دفعها بعيد وهو يقول بازدراء :

" انتِ بجد مجنونة وانا مليش دعوة فالموضوع ده ...

" دي اختك يا عديم الاحساس ..."

نهض من مكانه وهو يقول بسخرية :

" اختي مره واحدة انت صدقتي نفسك يا رزان ... احنا مش هنضحك عل بعض احنا عمرنا مكنا اخوات ولا هنكون فبلاش نستعبط ونمثل العكس انا فحالي وانتوا فحالكم لا ليا علاقة بيكم ولا ليكم علاقة بيا..

اقتربت ناحية عدة خطوات حتى اصبحت عل مسافة قريبة منه تحدثت بصوت كاره وملامح نافرة 

" عارف زمان كنت بحس اني ظلماك كان ضميري بيأنبي لاني بعيدة عنك كنت اقول يمكن لو اجرب اقرب منك هلاقي ردة فعل كويسه منك...

بس يا خسارة انا اتاكدت انوا عمري م ظلمتك ...

انت اناني وحقود ومش بتفكر غير فنفسك ... هتفضل كده ومش هتتغير وانا متأسفة بجد لاني اديتك قيمة وجيت اكلمك ..."

خرجت بعد ان اكملت كلماتها تاركة اياه يتابعها بملامح ساخرة وابتسامة متهكمة ولم تؤثر كلماتها به للبتة

**** اخوكم زكريا الجولحي

" مشوهة ....

قالتها بصدمة شديدة ثم اردفت باستنكار :

" انت بتهزر يا مازن صح ...؟"

" هو ده وقت هزار يا دينا ..."

قهقهت عاليا وهي تهز رأسها بعدم تصديق بينما أشاح هو وجهه بعيد عنها بضجر شديد من تصرفها ...

تحدث قائلا بصوت منزعج :

" هتفضلي تضحكي كتير ..."

كتمت ضحكاتها بصعوبة ثم قالت بصوت حاولت ان تجعله جدي :

" لا خلاص هسكت بس بجد موقف صعب ربنا يعينك 

زفر مازن انفاسه ثم قال بغضب شديد ظهر عل ملامح وجهه :

" بس انا مش هسكت ... "

تحدثت دينا بعد تفكير ولحظات من الصمت :

" حبيبي متدايقش نفسك اللي حصل حصل ... ارضى فالامر الواقع واسكت المهم انك تخلف منها بأسرع وقت وتخلص منها ..."

" ياه بالسهولة دي فاكرة الموضوع سهل كده ..."

زمت دينا شفتيها بعبوس بينما سألها مازن :

" انا ليه حاسس انك مبسوطه يا دينا انها طلعت مشوهة ...؟"

تنحنحت دينا بارتباك ثم قالت بتردد :

" هكدب عليك لو قلت لا انا مبسوطة جدا كمان ... مهو بصراحة انا كنت خايفة من جوازتك دي ... خايفة لتاخدك مني بس خلاص طالما طلعت كده انا اطمنت ..."

رمقها مازن بنظرات ساخرة ثم نهض من مكانه تاركا اياها تصرخ وراءه وهي تقول بتوسل :

" مازن استنى ارجوك انا مقصدتش حاجة ..."

الا انه لم يأبه لترجيها حيث ترك المكان باكمله بينما ظلت هي تتبعه بنظرات نادمة تلعن نفسها عل ما قالته 

*****

فتح وسام الباب ليتفاجئ بلكمة قوية أطاحت به ... ارتد الا الخلف وكاد ان يقع ارضا لولا انه توازن في اللحظة الاخير مسح انفه بيده وهو يتطلع الا رزان التي تتطلع فيه بنظرات متوعدة ...

" اهدي وخلّينا نتفاهم ..."

قالها بجديه محاولا ان يهدئها فهو يعرف انها عندما تغضب لا ترى امامها ...

" بقى انت يا واطي تبعتلي رجالتك عشان يخطفوني ويحبسوني ..."

"والله دي أوامر جدي ..."

قالها بتوسل جعلها تلعنه وتشتمه بكلمات بذيئه اتسعت عيناه بسببها ...

" عيب يا رزان اللي بتقولي ده عيب يا متربية يا بنت الناس الكويسين ..."

" شوفوا مين بيتكلم اللي معرفش معنى التربية بحياته ..."

"ميرسي يا رزان انك بتغلطي باهلي وهما ميتين ..."

قالها بنبرة حزينة مصطنعه جعلتها تقول بصدمة :

" انا غلطت فأهلك امتى يا عم انت انت هتلبسني تهمة ..."

اردفت قائلة بجدية وهي تشير باصبعها ناحيته :

" ان كنت فاكر اني هفوتلك عملتك دي فانت غلطان هحاسبك يعني هحاسبك بس بالوقت المناسب ..."


10 ملصقات لتصلك بقية الأجزاء

لا تنسو الصلاة والسلام عل رسول الله


#عروسي_المشوهه        #الحلقه_الرابعه


في صباح اليوم التالي 

هبطت درجات السلم متجهة الا الطابق السفلي من الفيلا سارت ناحية غرفة الطعام لتجد والدتها هناك تتناول فطورها لوحدها اقتربت منها وقبلتها من وجنتيها وهي تقول بابتسامة :

" صباح الخير ..."

اجابتها والدتها بهدوء :

" صباح النور ..."

جلست ريم عل الطاولة وسألتها :

" عاملة ايه دلوقتي احسن ...

اجابتها بابتسامة خفيفة :

" احسن ... الحمد لله ..."

عادت وسألتها بقلق :

" هو مازن لسه مرجعش ...

اجابتها والدتها بقلق هي الاخرى:

" لا من ساعة مخرج امبارح بالليل وهو مرجعكش ..."

" هجرب اتصل بيه ..."

قالتها ريم وهي تخرج هاتفها من جيبها لتهتف والدتها بها بسرعة :

" جربت وأتصلت بيه قبلك طلعلي انوا مغلق ..."

زفرت ريم انفاسها وهي تقول بضجر :

" هيكون راح فين يعني ..."

اردفت بعدها متسائلة :

"فكرتي فكلامي بتاع امبارح ..."

تطلعت والدتها اليها بضيق لتقول ريم بجديه :

" تخيلي لو انا حصل معايا كده ..."

قاطعتها والدتها بسرعة :

" بعد الشر عنك ..."

" يا ماما كلنا معرضين لده عشان كده لازم نراعي ظروف البنت حرام نأذي مشاعرها ..."

" انا نفسي افهم انتِ مهتمه كده ليه بيها ...

اجابتها ريم بهدوء :

"انا متعاطفة معاها ونفسي انت كمان تتعاطفي معاها انا من ساعة موقف أمبارح واللي حصل معاها وانا مدايقة عشانها نفسي نحس بيها ونعاملها كويس كفاية انوا جدها باعها بالطريقة دي ..."

شعرت نهى بان ابنتها معها الحق فيما تقوله ...

فلا ذنب لسالي بتشوه وجهها فقالت بجدية :

" طيب يا ريم هحاول أتقبلها واعاملها كويس ..."

" بجد يا ماما ...

سألتها ريم بسعادة لتهتف والدتها بابتسامة :

" بجد يا حبيبة ماما ..."

في هذه الأثناء فتح الباب ودلف مازن الا الداخل ... كان يبدو متعبا للغاية فهو لم يذق طعم النوم طوال الليل تقدم ناحيتهم بخطوات رتيبه مجهدة لتنتفض والدته من مكانها وكذلك ريم ناحيته ...

تحدثت والدته بلهفة :

" مازن حبيبي واخيرا جيت ..."

" صباح الخير ..."

قالها مازن بهدوء فاجابته ريم :

" صباح النور كنت فين يا مازن قلقتنا عليك ..."

" معلش انا مجهد وعاوز انام نبقى نتكلم بعدين ..."

هم بالذهاب الا غرفته الا انه توقف عل صوت ريم وهي تناديه :

" مازن استني لحظه ..."

استدار ناحيته فوجدها تتقدم اتجاهه وصلت اليه لتقول بجدية :

"ممكن نتكلم شوية ..."

" ضروري دلوقتي ..."

" خمس دقايق مش اكتر ..."

ذهب مازن مع ريم الا غرفتها دلف الا الداخل وريم تتبعه استدار ناحيتها وسألها بتعب جلي :

" قولي يا ريم اللي عندك لاني تعبان بجد ..."

تطلعت ريم اليه بشفقه فهو بالفعل يبدو مجهدا للغاية وهذا واضح في وجهه تحدثت قائلة :

" بص يا مازن انا بس عاوزة اقولك انوا البت ملهاش ذنب حرام تأذيها مش ذنبها انها كده كلنا معرضين للي هي فيه ده فبلاش تتسرع وتعاملها بأسلوب وحش ..."

تطلع مازن اليها باستغراب شديد من اهتمامها بسالي عل هذا النحو وما فاجأه اكثر العقلانيه التي يتميز بها حديثها فمن يصدق ان حديث كهذا يخرج من ريم ابنة السبعة عشر عاما ...

اخذ نفسا عميقا وزفره ببطأ ثم قال بجديه :

" عاوزة تقولي حاجة تانيه ولا امشي ..."

اجابته وهي تهز رأسها نفيا :

" لا خلصت بس فكر بكلامي كويس ..."

هز رأسه دون ان يجيبها وخرج من غرفتها متجها الا غرفته ...


دلف الا داخل غرفته بعد تردد شديد ليجدها جالسه عل السرير بفستان زفافها تحتضن جسدها بيديها وتبكي بصمت اندهش مما رأه فهي ما زالت عل وضعها منذ ان تركها ويبدو انها لم تذق طعم النوم طوال الليل ...

" احم... احم ..."

اصدر صوتا دلالة عل وجوده لترفع وجهها ناحيته لينصدم مره اخر من سحر عينيها الفيروزيتين ... ونفس الشعور الغريب عاد اليه تنحنح امامها ثم قال بجديه :

"انا تعبان وعاوز انام هنامً عالجمب ده وانتي تقدري تنامي عالجمب التاني ..."

قاطعته بسرعة وقد شعرت هي الاخرى برغبة شديدة في النوم بعد ان فقدت جميع قواها :

" لا انا هنامً عالكنبة ..."

" براحتك ..."

قالها بلا مبالاة وهو يتجه ناحية الخزانة ويأخذ ملابسه البيتيه ثم اتجه ناحية الحمام ليغير ملابسه نهضت هي من السرير وتقدمت ناحية حقيبة ملابسها فتحتها وأخرجت منها بيجامه وردية ناعمة تحتوي عل رسومات كرتونية تحبها للغايه فهي كانت هدية من رزان ودائما لهدايا رزان معزة خاصة لديها حاولت ان تفتح سحاب الفستان الا انها فشلت في هذا ظلت تحاول عدة مرات دون فائدة ...

شعرت به يخرج من الحمام ويتجه ناحية فراشه ويرمي بجسده عليه لينام شعرت باليأس بعد عدة محاولات فجلست عل الكنبة تبكي بصمت فيبدو انه غير مقدر لها ان تنام الليلة ...

اما هو كان يحاول النوم لكن بدون فائدة شعر بفضول قوي ليلقي نظرة عليها ليتفاجأ بها جالسه عل الكنبة وتبكي بصمت ...

نهض من نومته وهو يطالعها بتعجب شديد سألها بحاجبين معقودين وملامح مستغربة :

" انتي بتعيطي ليه دلوقتي ..."

اجابته بدموع :

" سحاب الفستان مش راضي يتفتح ..."

مط شفتيه بضجر ثم نهض مكانه متجها ناحية فتطلعت اليه باستغراب شديد ... 

" قومي ..."

امرها بجدية فنهضت من مكانها بسرعة ادار ظهرها ناحيته وبدأ يفك سحاب فستانها ليجد بشرتها الحريرية الناعمة تظهر امامه توتر لا إراديا وابتعد عنها متجها الا سريره ولم يقل توترها هي عنه ... حملت بيجامتها وتقدمت ناحية الحمام لتغير ملابسها ...


في الصباح

نهضت ريم من مكانها وهي تسمع طرقات قوية عل الباب الخارجي للفيلا تقدمت ناحية الباب وفتحته لتتفاجئ بفتاة تقتحم الفيلا وهي تهتف بصوت مرتفع :

" اختي فين ...

تراجعت الا الخلف بخوف حقيقي منها بينما اقتربت رزان ناحيتها وهي تكرر سؤالها بصوت اقل علوا :

" ردي عليا اختي فين ...؟"

" اختك مين ...؟"

قالتها ريم بنبرة متقطعة لتجيبها رزان :

" سالي اختي مرات الباشا اخوكِ ..."

" هو انتِ اخت سالي ...؟!"

سألتها ريم بعدم تصديق لتجيبها رزان بضيق :

" ايوه انا اختها هي فين بقىً عاوزه اشوفها ..."

" هروح أندهها حالا ..."

قالتها بسرعة وهي تتجه الا الطابق العلوي تاركة رزان لوحدها تتطلع الا الفيلا بضيق شديد ...

طرقت ريم باب غرفة مازن عدة مرات ليفتح مازن لها الباب وهو يفرك عينيه سائلا اياه بانزعاج :

" خير يا ريم عاوزة ايه ..؟"

" اخت سالي جت وعاوزه تشوفها ..."

" سالي مين ...؟"

سألها باستغراب لتجيبه بدهشة :

" سالي مراتك يا مازن ..."

" ايوه افتكرت ..."

أردف بتعجب :

" اختها جاية دلوقتي عشان تشوفها ..."

" ايوه ..."

في هذه اللحظة سمعت سالي كلامهما والتي استيقظت لتوها من نومها عل أصوات طرق الباب فانتفضت من مكانها وهي تقول بلهفة :

"رزان اختي جت ..."

" ايوه جوه ..."

اجابتها ريم لتندفع سالي منطلقة الا الطابق السفلي تحت انظار مازن وريم المندهشه...


كانت الفتاتان تعانقان بعضهما بلهفة شديدة وشوق جارف ابتعدا عن بعضهما بعد لحظات لتهتف رزان باعتذار :

" سامحيني يا سالي مقدرتش اوقف جمبك وألغي الجوازة دي ارجوكِ سامحيني ..."

ابتسمت سالي وقالت بلطف :

" متعتذريش يا رزان انا عارفة انوا جدي محدش يقدر يوقف قصاده ..."

قالت رزان بنبرة غامضة :

" بس انا هوقف قصاده وهاخد حقنا منه وقريبا ..."

اردفت قائلة بسرعة :

" المهم عاوزة اشوف جوزك هو فين ...؟"

ابتلعت سالي ريقها بتوتر من سؤالها ولم تعرف بماذا تجبها الا ان مجيء ريم يتبعها مازن أنقذ الموقف ...

" صباح الخير ..."

قالها مازن بهدوء شديد لتنهض رزان من مكانها وهي تمد يدها الا مازن قائلة بابتسامة مصطنعه :

" صباح النور انا رزان اخت سالي انت مازن جوزها صح ...

" صح ..."

قالها وهو يلتقط يدها في يده كانت رزان مضطره ان تتعامل مع مازن بهذه الطريقة فهي بالرغم من كرهها له الا انها مضطرة الا مسايرته من اجل اختها..

تنحنحت بارتباك ثم قالت بجدية :

" معلش يا مازن ممكن اتكلم معاك عل انفراد ...

استغرب مازن من طلبها الا انه وافق بالطبع فذهب الاثنان الا غرفة مكتبه تحت انظار سالي المندهشه والمتعصبة مما يحدث ...


جلست رزان امام مكتب مازن والذي هتف بها متسائلا :

" اتفضلي يا آنسة رزان قولي عاوزة ايه ...؟"

اخذت رزان نفسا عميقا ثم تحدثت بجديه قائلة :

" انا عاوزة اتكلم معاك بخصوص سالي ..."

" سالي مالها ...؟"

اجابته بجدية :

" سالي ملهاش ذنب بكل اللي حصل هي متعرفش اي حاجة عن اسباب الجوازة دي جدي بلغها انها هتتجوز باليوم الفلاني وهي  طبعا انصاعت ليه ..."

" وانتَِ جاية تقوليلي الكلام ده ليه ...؟"

سألها بتعجب لتجيبه موضحه :

" سالي اختي الوحيدة اتظلمت كتير عاشت حياتها كلها وحيدة محرومة من ابسط حقوقها مش عاوزاها تتظلم اكترر اتمنى انك تعاملها كويس وتراعي ربنا فيها لانها طيبة وبالنسبة لتشوهها فانت بكل الاحوال هتطلقها بعد سنة حسب اتفاقك مع جدي..."

" وانتِ عرفتي منين الكلام ده ...؟"

" وسام قالي ..."

اردفت قائلة بترجي :

" ارجوك تعاملها كويس وانا اضمنلك انها مش هتعمل اي حاجة تضرك راعي انها يتيمة ملهاش اب ولا ام ... وانت شفت بنفسك جدها وتصرفاته معاها ..."

توتر مازن من حديثها وشعر بانه ظلم سالي باتهامه بانها خططت للزيجة هذه مع جدها استحقر نفسه اكثر حينما تذكر معاملته لها وكلامه الجارح الذي قاله في وجهها ... 

تنهد بصوت مسموع ثم قال بصدق :

" متقلقيش يا آنسة رزان تأكدي اني مش هأذيها  ابدا


غادرت رزان الفيلا وقد شعرت بالاطمئنان ناحية سالي فيبدو ان مازن اهلا للثقة وسوف يراعي سالي ولن يؤذيها شعرت بالراحة فهي ستخطط الان للانتقام من جدها دون ان تخاف عل سالي منه ...

ذهبت الا الشركة لتجد وسام قد سبقها في المجيء

ما ان رأها تدلف الا مكتبه حتى قال بجديه :

" متأخرة ساعة عن معادك كنتِ فين ..؟"

" كنت عند سالي ..."

اجابته دون ان تتطلع اليه فسألها بسرعة :

" بجد وهي عامله ايه ...؟"

" خايف عليها اوي انت ..."

قالتها بسخريه جعلته يتأفف بضجر بينما اخذت هي احد الملفات وبدأ تقرأه بتركيز شديد حينما سمعت صوته يقول بعصبية شديدة :

" رشا ممدوح دي زودتها اووي هي معندهاش حد فالبلد غيرنا تتكلم عنه ..."

ابتسمت رزان  بخبث وهي تقول في داخلها :

" ولسه ده اللي جاي احلى هتشوفوا هعمل ايه فيكم كمان ..."


10 ملصقات لتصلك بقية الأجزاء

لا تنسو الصلاة والسلام عل رسول الله


#عروسي_المشوهه             #الحلقه_الخامسه


مر شهر كامل عل تلك الاحداث اعتادت سالي العيش في منزل مازن بالرغم من شعورها بالغربة في بعض الأحيان حيث كان تقضي اغلب أوقاتها في غرفتها وحيدة لا تراهم سوى في أوقات الطعام والتي تمنت في داخلها ان تأتيها الا غرفتها بدلا من الهبوط الا غرفة الطعام وتناولها وسطهم ...


علاقتها بمازن كانت باردة للغاية فهي لم تكن تراه من الأساس الا وقت النوم فهو يقضي جميع وقته في عمله في شركته ...

اما والدته فلم تكن تراها الا وقت وجبات الطعام ولم تكن تتحدث معها نهائيا فقط تكتفي بنظراتها المبهمة التي لا تدل عل شيء ...

ريم الوحيدة التي اصبحت قريبة منها بل صديقة لها ايضا حيث اقتربت منها منذ اول يوم وسرعان ما توطدت علاقتهما سويا بعد ان رأت مدى طيبتها وعفويتها بالرغم من صغر سنها ...

*****

دلفت الا داخل الشركة وهي ترتدي ملابسها البسيطه التقليدية المكونة من بنطال جينز ممزق في مناطق معينة وفوقه قميص اسود اللون وشعرها الطويل يتراقص خلفها ترتدي نظارات شمسية سوداء تغطي عينيها الزرقاوتين بينما تتبعها انظار جميع الموظفين ما بين إعجاب وبغض إعجاب من جهة الموظفين الذين يدركون جمالها المثير والذي فشلت الملابس الرياضية في إخفائه وبغض من جهة الموظفات اللواتي يتضايقن من اسلوبها الجاف معهن ...

دلفت الا داخل المصعد لتخلع نظارتها وتضغط عل زر الطابق الخامس خرجت من المصعد ما ان وصلت الا الطابق المنشود فهمت بالاتجاه الا غرفتة مكتبها الا انها توقفت للحظات في مكانها ابتسمت بخبث وهي تتطلع الا غرفة مكتب وسام فقررت التوجه نحوه ومناغشته قليلا اتجهت بخطواتها الراكضة وهي تشعر بالحماس الشديد وفتحت باب غرفة مكتبة بسرعة الا انها تسمرت في مكانها من المنظر الماثل امامها ...

كان وسام يحتضن سكرتيرته ويقبلها بشغف بينما يديه تتجول عل انحاء جسدها كان المنظر مقرف بالنسبة لها و سبب لها شعور غريب بالغثيان ... انتفض وسام من مكانه وابعد سكرتيرته عنه ما ان اقتحمت رزان غرفة مكتبه تطلع اليه بنظرات مصدومة وشحبت ملامح وجهه بينما ركضت هي متجهه الا مكتبها وهي لا ترى امامها من دموعها التي تغطي وجهها ...

دلفت الا داخل حمام مكتبها بسرعه وفتحت صنبور المياه وبدأت تغسل وجهها علها توقف دموعها فهي لا تحب ان تبكي ابدا او تظهر ضعفها توقفت عن البكاء اخيرا بعد معاناة .تطلعت الا ملامح وجهها الحمراء من اثر البكاء بضيق وأخذت المنشفه وبدأت تجفف وجهها بقوة لتعيده الا طبيعته حينما سمعت صوت وسام ينادي عليها تأكدت من عودة وجهها الا لونه الطبيعي وخرجت اليه لترميه بنظرات باردة وتتقدم ناحية مكتبها وتجلس عليه ...

تنحنح وسام بتوتر ثم قال بحرج واضح :

"رزان اللي شفتيه ده حصل ..."

قاطعته بنبرة جافة :

" اللي شفته ده انا مليش علاقة بيه انت حر تعمل اللي انت عاوزه ..."

رماها بنظرات ساخرة أربكتها كثيرا بينما وجدته يتقدم ناحيتها بخطواته الهادئة ما ان وصل اليها حتى احاط جسدها بذراعيه ليقول بتهكم وهو يتفرس في ملامح وجهها :

" عاوزة تفهميني انك متأثرتيش خالص باللي شوفتيه ولا ساب اي اثر فيكي ..."

جاهدت لتظهر صدة متماسكة امامه فرفعت ذقنها عاليا وهي تقول بثقة :

" وهيأثر بيا ليه هو انت تعنيلي حاجة اصلا عشان تصرفاتك تأثر فيا ..."

غامت ملامحه بنظرة عدوانية اخافتها بينما اهتز صدغيه من شدة الغضب الذي حل به اطبق عل شفتيه بقوة ثم ابتعد عنها خارجا من غرفة مكتبها وهو يغلي غضبا من كلامها الذي جرحه بقسوة تاركا اياها تتابعه بنظرات متأسفة ...

***** اخوكم زكريا الجولحي

طرقت ريم عل باب غرفة مازن لتفتح لها سالي الباب ابتسمت سالي لها بسعادة وهي تقول بترحيب 

" ريم اتفضلي ..."

قاطعتها ريم بجديه :

" لا اتفضل فين انتِ اللي هتغيري هدومك وتتفضلي معايا ..."

عقدت سالي حاجبيها لتقول بتعجب :

" اتفضل معاكِ عل فين ..."

اجابتها ريم موضحة مقصدها :

" نروح المول نعمل شوبنك ..."

هزت سالي رأسها نفيا وهي تقول بسرعة وخوف جلي :

" لا لا مش هروح ..."

سألتها ريم باستغراب :

" ليه  ...؟!"

اجابتها سالي بتوتر ظهر في ملامحها :

" معلش انا مبحبش اخرج ..."

" مبتحبيش ولا مش متعودة تخرجي ...؟"

تعجبت سالي من ذكاء ريم وادراكها لسبب خوفها الحقيقي من الخروج كانت سالي لا تحب الاختلاط باحد بسبب تشوه وجهها كما انها لا تخرج نهائيا من الفيلا التي كانت تمكث بها ...

توترت سالي اكثر من سؤالها فلاحظت ريم هذا عل الفور ابتسمت ريم وقالت بنبرتها اللطيفة :

" يا سالي انتي مخرجتيش بقالك كتير مينفعش تفضلي محبوسة بالبيت عل طول ..."

" بس انا مرتاحة كده ..."

قالتها سالي بجدية فاردفت ريم بشفقة :

"وفيها ايه لما تخرجي تغيري جو وتشوفي الناس اللي بره ..."

" بس انا مش متعودة اخرج من البيت ..."

انقبض قلب ريم لما قالته وشعرت برغبة قوية في البكاء عل حالها الا انها تماسكت وهي تقول بصرامة مصطنعة :

" مليش دعوة انا في الكلام ده انتي هتخرجي يعني هتخرجي ..."

" يا ريم ارجوكي افهميني ..."

كانت سالي تتوسلها بنطراتها الا انها ريم عقدت ذراعيها امام صدرها وظلت واقفة امام الباب وملامحها تنطق بالاصرار الشديد ...

"طب انتِ مش هتتكسفي وانا معاك بشكلي ده ..."

قالتها سالي بخجل لتشهق ريم بقوة وهي تقول بصدمة :

" اتكسف من ايه بس انا بجد هزعل منك ..."

سارعت سالي للاعتذار :

" خلاص اسفة والله ..."

" خلاص يعني وافقت وهتخرجي معايا ..."

" بس ممكن نروح مكان تاني غير المول ..."

سألتها ريم بتعجب :

" ليه ...؟"

فاجابتها سالي بتردد :

" عشان مزدحم اوي وانا نفسي اروح مكان هادي ..."

ابتسمت ليها ريم بحنان ثم قالت :

" خلاص يبقى نروح نتغدى بمطعم قريب من هنا ..."


في المطعم 

جلست الفتاتان عل احدى الطاولات ليتقدم منهما النادل ويأخذ طلباتهما كانت سالي تشعر بالخوف والرهبة في ان واحد وهي تخفض رأسها الا الأسفل حتى لا يراها احد ويشاهد ملامح وجهها او يلمحها حتى ...

أنهى النادل اخذ طلباتهما لتبتسم لها ريم وهي تسألها 

" عجبك المكان ...؟"

اجابتها بخفوت :

" اه جميل ..."

تناولت ريم كوب الماء الذي امامها وتناولته ثم وجهت حديثها الا سالي مرة اخرى وهي تقول :

" قوليلي بقىً انت فعلا مش متعودة تخرجي من البيت ...؟"

" انا مش بخرج نهائي اصلا ..."

" ليه ...؟"

سألتها ريم بملامح مصدومة لتجيبها سالي بنبرة حزينة :

" من ساعة متشوهت وانا مخرجتش من البيت ومش بشوف حد غير دادة علياء ورزان والخدم اللي بيشتغلوا في الفيلا ..."

" طب ليه ...؟"

اجابتها سالي بضعف :

" كدة احسن ..."

زمت ريم شفتيها بعبوس ثم عادت وسألتها بتردد فهي تود معرفة اشياء اخرى عنها وتفهم سبب تشوها وإذا يمكن علاجه ام لا :

" انتِ حصل فوشك كده ازاي اقصد يعني حادثة ولا ايه ...؟"

اجابتها سالي باقتضاب وملامح واجمة :

" حادثة غربية ... "

فضلت ريم عدم الحديث اكثر عندما شعرت بانزعاج سالي الواضح عل ملامحها وقررت ان تغير الحديث لموضوع اخر فبدأت تتحدث في عدة مواضيع اخرى ولحسن حظها اندمجت سالي معها في احاديثها ...


في المساء دلف مازن الا الفيلا ليجد والدته في انتظاره والتي نادت عليه ليتقدم ناحيتها وهي يقول بتعجب :

" ماما انتي صاحية لحد دلوقتي ...؟!"

اجابته بهدوء :

" ايوه عاوزه اتكلم معاك شوية ..."

جلس عل الكنبة المقابلة لها وهو يسألها :

" خير عاوزة تسألي عن ايه ...؟"

"عن وضعك انت ومراتك ..."

" ماله ...؟"

" انت ناسي انوا بينك وبين جدها اتفاق ولازم تنفذه

زفر مازن انفاسه بضيق ثم قال بوجوم :

" وهي دي حاجة تتنسي ...."

" طب مستني ايه ...؟"

سألته والدته باستغراب ليجيبها مازن بقلة حيلة :

" مش عارف ..."

" مازن حبيبي انا عارفة كويس انوا تشوهها ده مخلي الموضوع صعب بس انت لازم تتقبلها ... مضطر تعمل كده متنساش انوا لسه الاملاك مش باسمك لسه كل حاجة باسم حامد الشناوي ..."

كان مازن يدرك ان الحق مع والدته في جميع ما تقوله وقد شعرت والدته بهذا فاردفت بجدية :

" يبقى انت لازم تخلي جوازكم حقيقي وتخليها تحمل منك بأسرع وقت عشان كل حاجة ترجع باسمك ..."

صمت مازن ولم يتكلم لتسترسل والدته في حديثها قائلة :

" ايه رأيك تاخدها وتسافر ...؟!"

" اسافر اسافر فين ..؟"

سألها مازن بتعجب لتجيبه :

" سافروا لأي حته تغير فيها جو وتتمم جوازك منها هناك ..."

تطلع مازن اليها بتفكير وقد شعر بالفعل انه بحاجة الا الراحة وتغيير الجو فقال بعد فترة من الصمت :

"موافق .."


في صباح اليوم التالي 

استيقظت سالي من نومتها لتجد مازن جالس عل الكنبة يتطلع اليها بنظرات ثاقبة اربكتها كثيرا ...

كانت هذه المره الاولى التي تراه بها عندما تستيقظ فدائما كان يذهب الا شركته قبل استيقاظها ...

" صباح الخير ..."

قالتها بارتباك شديد ليجيبها بهدوء :

" صباح النور ..."

نهضت من مكانها بخجل شديد واتجهت ناحية الحمام لتغسل وجههاوتفرش اسنانها ...

خرجت بعد لحظات لتجده ما زال جالسا في نفس مكانها رماها بنظراتها الهادئة ثم أشار لها قائلا :

" تعالي اقعدي عشان عاوز اتكلم معاكي شوية ..."

تقدمت ناحيته بخطوات متوترة ثم جلست عل الكنبة ليسترد هو في حديثه قائلا :

" احنا هنسافر بعد يومين ..."

" نسافر فين ...؟!"

سألته بدهشة ليجيبها موضحا :

" هنسافر شرم الشيخ نغير جو شوية ونفك عن نفسنا جهزي نفسك بقى ..."

استغربت سالي بشدة مما يقوله فهي لم تتوقع منه كلام كهذا كما شعرت برعب حقيقي فهي لم تخرج ولا مرة من منزلها فكيف ستسافر هذه المرة الا بلدة اخرى ومع رجل غريب لا تعرفه ...!


اما مازن فخرج وهو يفكر في كلام صديقه هاني وما قاله له تذكر حديثه معه وهو يقول بجدية :

" يا مازن عاملها كويس وأكسبها فالاخر هي مراتك وانت مضطر لكده اعمل كده لغاية ما تحمل وبعدين سيبها ومتنساش انك لو معاملتهاش كويس وقربت منها ممكن تعاند معاك اكتر وكده اتفاقك كله يخرب فكر كويس فكلامي وأعقله ..."

قرر مازن ان ينفذ كلام هاني ويتقرب منها لفترة محددة حتى تحمل منه وينفذ اتفاقه مع حامد وبعدها يفعل ما يشاء ...

***

جلس فادي امام مكتب جده بعد ان طلبه وهو يسأله بضجر :

"خير يا جدي عاوزني ليه ...؟"

اجابه حامد بجدية :

" عاوزك بموضوع مهم اووي يا فادي ..."

"موضوع ايه ...؟"

سأله فادي بحاجبين معقودين وملامح مستغربه ليجيبه جده :

" قبل ما تعرف الموضوع لازم تفهم انك اقرب أحفادي ليا ايوه متستغربش انت الوحيد اللي خدت حاجات من طباعي عيبك الوحيد انك مهمل وسايب كل حاجة تجري من تحت ايديك ..."

تطلع اليه فادي بضيق ليردف جده :

" المهم مش هطول عليك من الاخر كده انا عاوزك تتجوز ..."

قفز فادي من مكانه صائحا :

" ايه ...؟!"

بينما اكمل حامد بلا مبالاة :

" والجوازة دي لازم تتم بإرادتك او غضبا عنك ...

لا تنسو الصلاة والسلام عل رسول الله

تكملة الرواية من هناااااااا 


تعليقات

التنقل السريع