رواية عروسي المشوهه الفصل السابع والثامن بقلم سارة على كاملة
رواية عروسي المشوهه الفصل السابع والثامن بقلم سارة على كاملة
#عروسي_المشوهه
#الحلقه__السابعه
ابتعد عنها فورا ما ان شعر بنفورها ناحية ما يقوم به وخرج من الغرفة باكملها تحت أنظارها المتوترة ...
جلست عل السرير محتضنة جسدها بذراعيها ودموع الخوف تنهمر عل وجنتيها بغزارة ...
كانت تشعر بموجة من الأحاسيس المختلفة بين الخوف والأسف والخجل هي صحيح عروس ومتزوجة منذ اكثر من شهر الا انها ما زالت تجهل اشياء كثيرة عن مفهوم العلاقة الجسدية التي يطلبها مازن منها وتشعر بالخوف الشديد والخجل في ان واحد هي ليست مستعدة ابدا لها وما يزيد توترها وقلقها أضعافا هو تلك التشوهات الموجوده عل وجهها وفِي جسدها ترى ماذا سيكون رد فعله اذا علم ان جسدها مشوه ايضا !!!
ازدادت عبراتها انهمارا ومعها شهقاتها لقد خرج وهو غاضبا انه غاضب منها بالتأكيد لقد كانت سعيدة للغاية بالتغيير البسيط الذي حدث بينهما وتشعر باللهفة للتعرف عليه والاقتراب منه اكثر ومعرفته عن قرب لكن خجلها يمنعها من هذا ...
توقفت عن البكاء وهي تفكر فيما يفكر به الان وماذا يظن سبب رفضها له هل يظن انها تنفر منه ...؟!
انه لا يفهم هي تخجل بشدة وتخاف من موقفه بعد رؤية تشوهاتها تخاف ان ينفر منها هي ما زالت تتذكر نظرة النفور الواضحة في عينيه عندما رأها لاول مرة وبالرغم من ان نظرة النفور تلك اختفت الا انها ما زالت تخشى ان تراها مرة اخرى في عينيه ... هو بالذات لن تتحملها منه ابدا لا تعرف لما هو بالذات لكنها تخاف وبشدة ...
في صباح اليوم التالي
دلف الا داخل الشاليه بعد سهرة طويلة قضاها في احد البارات الليلية اغلق الباب خلفه ودخل بخطوات مترنحة الا غرفة النوم كانت سالي نائمة عل السرير وهي ترتدي بيجامتها الحمراء ومتدثرة بغطاء ثخين يغطي جسدها بالكامل خلع قميصه ورماه ارضا ثم رمى بجسده عل السرير جانبها وغط في نوم عميق
استيقظت سالي بعد عدة ساعات لتتفاجئ به نائم بجانبها ارتبكت بشدة من وجوده بجانبها والتصاقه بها قفزت من فوق السرير بسرعة وظلت متجمدة في مكانها وهي تتطلع الا جسده النصف عاري من الاعلى كسا الاحمرار وجنتيها فخرجت بسرعة من غرفة النوم متجهة الا المطبخ ...
اما هو استيقظ بعد فترة قصيرة ليتفاجأ بالفراش خالي جانبه تثائب واضعا كف يده عل فمه ثم نهض من الفراش وسار متقدما خارج الغرفة بحث بعينيه عنها في صالة الجلوس الا انه لم يجدها دلف الا المطبخ ليجدها هناك ويبدو انها تجهز الطعام ... شعرت بوجوده فالتفتت نحوه لتسارع بأشاحة وجهها بعيد عنه بعدما رأته بهذا الشكل دون ان يرتدي قميصه ...
" صباح الخير ..."
قالها ببرود وهو يتجه ناحية الثلاجة ويفتحها ليتناول منها القليل من الماء اغلق الثلاجة وخرج من المطبخ دون ان ينتبه لإجابتها الخافتة ...
أنهت سالي تحضير الطعام اخيرا حملت الطعام وتوجهت به الا صالة الجلوس واضعة اياه عل الطاولة ما ان جهزت الطاولة حتى تقدمت ناحية مازن الذي يجلس امام التلفاز لتهتف به :
" الغدا جاهز ..."
نهض من مكانه واتجه ناحية الطاولة بدئا يتناولان طعامهما وقد شعر مازن بالتعجب الشديد كون سالي تتقن الطبخ جاهلا انها تعلمت إعداد العديد من الأطعمة منذ ان كانت صغيره بمساعدة مربيتها علياء
أنهى مازن تناول طعامه ونهض من عل الطاولة دون ان ينبس بكلمة واحدة حتى تاركا سالي تراقبه بعينين مدمعتين وقد تأكدت بانه انزعج من تصرفها معه ...
في المساء ...
تقدمت سالي ناحية مازن بخطوات خجولة مترددة وقفت امامه لتهتف به :
" مازن ممكن نتكلم شويه ..."
سألها دون ان يتطلع اليها :
" خير عاوزة ايه ...؟"
اجابته بخجل ازداد أضعافا بسبب لهجته معها :
" اللي حصل امبارح ..."
قاطعا عل الفور ناهرا اياها بعصبيه :
" من فضلك متفكرنيش باللي حصل امبارح ومتفتحيش الموضوع ده معايا ابدا ..."
" انا أسفه ..."
قالتها ثم انخرطت بنوبة بكاء مريرة وشهقات متتالية كانت الدموع تنهمر عل وجنتيها بغزارة ...
رق قلبه ناحيتها فنهض من مكانه واتجه نحوها ... احتضن جسدها بذراعيه وهو يسألها برقة :
" طب بتعيطي ليه دلوقتي ...؟"
اجابته من بين شهقاتها ودموعها بصوت متقطع :
" عشان انت زعلت مني وانا مش عارفة أخليك تسامحيني ازاي ..."
زفر نفسا عميقا ثم قال بنبرة لطيفة للغاية وهو يمسح دموعها بأنامله ويهدهدها كطفل صغير :
" انا سامحتك متعيطيش بقى..."
ابتسمت من بين دموعها قائلة بنبرة طفولية بحته :
"بجد ...!"
هز رأسه مؤكدا حديثه وقال بجدية :
" بجد وعشان أاكدلك كلامي انا عازمك النهاردة برة نتعشى بره ..."
ابتسمت بخجل لتظهر غمازاتها الاثنتين بوضوح ...
" انت عندك غمازة ..."
قالها وهو يشير ناحية خديها لتبتسم بخجل وهي تضع يده عل مكانها بينما أردف هو بنبرة عابثة غامزا لها بعينه :
" بحبها اووي ...."
" هي ايه ...؟"
سألته بغباء ليجيبها بابتسامة حقيقية :
" الغمازة ..."
شعرت بخجل شديد فهربت ناحية غرفة النوم عل الفور تاركة اياه يضحك بصخب عل تصرفاتها الطفولية وخجلها المفرط ...
بعد حوالي ساعتين ..
كان واقفا ينتظرها لتنتهي من ارتداء ملابسها كي يخرجا سويا ناحية السهرة التي جهزها لها ...
تجمد في مكانه وهو يراها تتقدم ناحيته بهذه الطلّة المذهلة كانت ترتدي فستان احمر طويل يصل حتى كاحلها عاري الاكتاف يظهر جمال قدها النحيل ... وشعرها البني منسدل الا الخلف بشكل رائع ... وعيناها الزرقاوتان الكحيلتان تبرقان بلمعة مميزة كالعادة ...
وقفت في مكانها عل بعد مسافة قليلة منه مخفضة رأسها نحو الأسفل كالعاده كانت تشعر بالخجل الشديد منه خصوصا بما ترتديه امامه فهي لم ترتد في حياتها فستان سهرة كونها لا تحضر السهرات من الاساس ...
تقدم ناحيتها وما ان وصل اليها حتى رفع ذقنها بانامله لتقع عيناه اولا عل عينيها ليغرق بهما كالمعتاد هبط بانظاره ناحية شفتيها ليتطلع إليهما بنظرات راغبة أربكتها كثيرا ...
استغرب نفسه كثيرا فهو لم يشعر بالنفور من شكلها كالعاده بات يتصرف وكأنه معتاد عل تشوهها هذا ... مما فاجئه كثيرا ...
تحدث اخيرا بصوت متحشرج :
" فستانك ..."
سألته باستغراب :
" ماله ...؟"
اجابها دون ان يبعد أنظاره عن شفتيها :
" جميل اوي ..."
أردف قائلا بنبرة تفيض بالمشاعر :
" وعينيكِ تجنن ..."
توترت بشده من كلامه وغزله الصريح بها بينما ابتسم هو في داخله بخبث ليخفض فمه ناحية فمها ويلتقط قب لته الاولى من شف تيها ...
تسارعت انفاسهما سويا وكست العاطفة جسديهما ... في بادئ الامر كانت سالي لا تبادله قبلته خجلا واضطرابا الا انه كان يعاندها وهو يعمق من قبلتها ويكتسح فمها اكثر وأكثر مما جعلها تخضع له في نهاية الامر وتبادله قبل ته بشوق ولهفة لم تدركها الا حينما شعرت بها ...
ابتعد عنها بعد فترة محاولا ان يأخذ انفاسه شعور غريب احتل كيانه وهو يقب لها شعور لا يجد له تفسير كل ما يعلمه انه يتمنى لو يكرر تلك الق بلة مرارا وتكرارا دون ان يمل او يتعب ...
اما هي فكان تشعر بمزيج من المشاعر المختلفه ما بين خجل وسعادة من كان يصدق انها ستجرب شيء كهذا في يوم ما لطالما كانت منفرة للجميع ولا يحبذ احد عل ان يقترب منها هذا التقارب وهذه المشاعر التي تجربها الان كانت محرمة عليها ولم تتأمل ان تحصل عليها في يوم ما ...
افاقت من افكارها تلك عل يد مازن وهو يمسك كف يدها ويتقدم بها خارج الغرفة ...
خرجا من الشاليه واتجها الا احد المطاعم الراقيه عل البحر حمدت سالي ربها ان المكان قليل الإضاءة وسوف تأخذ راحتها نوعا ما ...
جلسا عل احدى الطاولات المطلة عل البحر تقدم النادل منهم وسجل طلباتهم ...
كان مازن يتطلع الا سالي التي تراقب البحر بسعادة واضحة عل ملامحها كان يتأملها بصمت وكثير من الأفكار تدور داخل رأسه وأهمها لما لم يشعر بالنفور ناحيتها ابدا حتى وهو يقبلها كان يسأل نفسه هذا السؤال مرارا وتكرارا دون ان يجد اجابه مناسبة له؟
نادى عليها قائلا بصوته الرجولي :
" سالي ..."
التفتت ناحيته قائلة :
" نعم ...!"
" سرحانة فايه ...؟!"
سألها بابتسامة خفيفة لتجيبه بخفوت :
" سرحانة في البحر .."
" هو انتِ مش بتملي منه ابدا ....؟!"
هزت رأسها نفيا وهي تقول بجدية :
" ابدا ..."
جلب النادل لهما الطعام فبدئا يتناولاه بهدوء تام قطعه مازن وهو يسألها :
" قوليلي يا سالي انتِ عندك اخ واحد واخت واحدة صح ...؟!"
اجابته وهي تهز رأسها :
" صح رزان وفادي بس فادي من ام تانية ..."
" بجد ..!"
" ايوه بابا كان متجوزها قبل امي وماتت ..."
" هو ابوك مات ازاي ...؟"
" عمل حادثة ومات كان عندي سبع سنين وقتها ...."
" ربنا يرحمه ..."
أردف متسائلا بفضول لمعرفة المزيد عنها :
" طب ووالدتك ..."
اجابته باقتضاب :
" ماتت ..."
هز رأسه بتفهم وأكمل تناول طعامه دون ان يسألها أسئلة اخرى ***
مرت الايام جيده للغاية عليهما التقارب بينهما يزداد اكثر وأكثر مشاعر سالي تحركت ناحية مازن وباتت تشعر بانها بالفعل تحبه ...
كانت سالي تشعر بسعادة غريبة طوال مكوثها معه وكانت تحاول ان تكسبه بكل الطرق الا شيء واحد كان ينغض عليها سعادتها وقد قررت ان تضع حدا له.
في تلك الليلة خرجت سالي من الحمام وهي ترتدي قميص اسود اللون يظهر بياض بشرتها الناصع كانت تضع كحل عل عينيها واحمر شفاه فاتح اللون عل شفتيها شعرها البني منسدل عل كتفيها...
تفاجأ مازن بما ترتديه وقد ادرك غايتها عل الفور خصوصا مع وجهها الاحمر وعينيها المركزة عل ارضية الغرفة ...
ابتسم بخبث وهو يقترب منها دون ان تحيد عيناه عنها رفع ذقنها بأنامله وتأمل عينيها بشوق ولهفة ... طبع قبلة خفيفة عل شف تيها تبعها بقب لة اخرى اكثر عمقا بادلته اياها بلهفة خجولة وهي تحاول قدر المستطاع الا تشعره باي نقص من ناحيتها تحاول ان تجعله يشعر بانها انثى كاملة لا ينقصها اي شيء ... انثى قادرة عل ارضاء غريزته الرجولية ...
شعرت بأنفاسه الساخنه تلفح جانب وجهها فارتبكت بشدة وارتجف جسدها بالكامل ...
شعر بارتجاف جسدها بين يديه فسألها :
" مالك خايفة بردوا ...؟!"
هزت رأسها نفيا وهي مغمضه عينيها ...
" افتحي عينيكي ..."
فتحت عينيها الزرقاوتين ليحملق بهما بلهفة شديد ... في بحور عينيها فقط يجد ضالته ، مرساه ، وهواه ...
هناك حيث ينتهي كل شيء وتختفي جميع الموانع ولا يتبقى سواه وسواها ...
وكأنها خلقت له وحده وخلق لها وحدها ...
" لما بشوف عينيكي بنسى اي حاجة تانية غيرهم ... عينيكي نقطة ضعفي اللي بتقويني ..."
" بتنسى كل حاجة حتى وشي المشوه ..."
سألته بنبرة جادة وملامح متلهفة متعطشة لكلام الغزل والهيام فاجابها وهو لا يحيد أنظاره عن عينيها
" بنسى الدنيا وما فيها ..."
مال عل جانب فمها وقبله برقة شعرت بانفاسها تزداد بشدة وصدرها يعلو ويهبط من فرط المشاعر التي اجتاحتها ...
" مازن ارجوك ..."
دفعته بعيد عنها وهي تتوسّله بعينيها ان يبتعد ...
سألها بتعجب :
" مالك ...؟"
لتجيبه بنبرة معتذرة ونفس مقطوع :
"مش هقدر ..."
ابتعد عنها وقد لاحظ دموعها التي بدأت تنهمر عل وجنتيها ...
" طب اهدي هبعد خلاص ..."
تحدثت من بين دموعها :
" مازن اسمعني ..."
اجلسها عل السرير وجلس مقابلا لها تحدث بصوت حنون وقد شعر بالشفقة من اجلها :
" انا بسمعك أهو بس اهدي ..."
" انا انا مشوهة يا مازن ..."
كاد ان يخبرها بانه يعلم ذلك لكنه فضل الصمت بينما أردفت هي قائلة بصوت متحشرج :
" جسمي مشوه ..."
" ايه ..."
قالها بصدمة جعلتها تخفض رأسها نحو الأسفل محتضنة إياه بين كتفيها اقترب منها ورفع رأسها بيده متسائلا بنبرة مبهمة :
" عشان كدة كنتِ خايفة اقرب منك ..."
هزت رأسه بضعف بينما اقترب هو منها متسائلا :
" ليه مقولتيش من الاول ...؟"
اجابته بصدق :
" كنت خايفة ..."
تفهم موقفها و لم ينزعج منها فكل الحق معها ... اقترب منها مرة اخرى محاولا ان يثبت لها بانه لا يهتم لهذه التشوهات قبل وجنتيها بخفة ثم بدأ يقبل شف تيها برقة إذابتها وانستها جميع ما حولها ...
امتدت يده ناحية قميص نومها خلع الروب عنها تبعه امامه ببطنها وصدرها المشوهه لم يشعر مازن بالنفور من منظرهم وإنما تقدم بانامله وأخذ يتحرك بهما عل مكان التشوه متمعنا به بتركيز شديد انهمرت دموع سالي بغزارة من وجنتيها وابتعدت عنه بسرعة مغطية جسدها بالغطاء وهي تهتف به بشهقات متتالية :
" ارجوك ..."
اقترب منها وأحاط وجهها بكفيه قائلا بتوسل :
" سالي أرجوكِ ..."
" طفي النور ..."
"بس..."
قاطعته بإصرار شديد :
" طفي النور ارجوك ..."
أغلق مازن الضوء ثم تقدم ناحيتها مرة اخرى مقبلا إياها برقة إذابتها سويا وأخذتهما الا عالم اخر يدركانه لأول مرة ...
#عروسي_المشوهه #الحلقه_الثامنه
مر الاسبوع رائعا عل كل من مازن وسالي اقتربا من بعضهما بشكل اكبر وعاشا أوقات جميلة سويا ... تعرف مازن من خلالها عل سالي وأدرك مدى جمال شخصيتها وطيبة قلبها كان يشعر اتجاهها بخليط من المشاعر المختلفة ما بين الشفقة والعطف والإعجاب وكان في داخلة شعور غريب يحثه عل الاقتراب منها بشكل اكبر شعور لم يدرك ما اهميته الا حد الان اما سالي فكانت تشعر بسعادة كبيرة لا توصف وكأنها تعيش للمرة الاولى حياتها بحق تعلقت بمازن كثيرا وباتت ترى الدنيا من خلاله أحبته بشده ولم يحتاج حبها له للتفكير كثيرا من اجل التأكد منه ...
مشاعرها كانت عفوية واضحة لا تقبل خطأ ...
في المساء
كانت سالي تقف امام البحر تتابع أمواجه بذهن شارد حينما شعرت بشخص ما يطوق خصرها بيديه ...
" بتفكري بايه ...؟"
سألها مازن بجدية لتجيبه بخفوت :
" بفكر ببكره ...."
" ماله ...؟"
سألها بتعجب لتجيبه بتوتر :
" خايفة منه ..."
اختلج قلبه داخل صدره لما قالته فسألها مرة اخرى بقلق :
" خايفة من ايه ...؟"
استدارت ناحيته مواجهه اياه برأس منخفض نحو الأسفل ودموع القهر تنساب عل وجنتيها ...
رفع ذقنها بأنامله ليتفاجأ بدموعها سألها بصدمة حقيقية :
" سالي انتي بتعيطي ليه ...؟"
اجابته ببكاء :
" خايفة لتسبني خايفة ليطلع كل ده حلم مؤقت وأول منرجع هفوق منه وارجع زي الاول لوحدي ..."
" هش اسكتي ..."
وضع اصبعه عل فمها مانعا اياها من اكمال حديثها ... ضمها بقوة الا صدره وهو يهتف بها :
" مفيش حاجة هترجع زي الاول كوني واثقة من ده ..
"توعدني بكده ...؟"
سألته بلهفة ليجيبها بصدق جلي :
" بوعدك يا سالي ..."
****
خرج من مكتب جده وشياطين الغضب كلها متجمعة حوله دلف الا غرفته وأخذ يدور فيها بعصبية شديدة حمل المزهرية الموجوده عل احدى الطاولات ورماها أرضا جلس عل سريره وهو يضع رأسه بين كفيه ... انه تورط وانتهي الامر فهاهو سوف ينفذ كلام ذلك العجوز ويتزوج من ابنة شريكه ويصبح تحت سيطرته الكامله زفر انفاسه بضيق وهو يعود الا الوراء قليلا متذكرًا حديثه مع وسام ابن عمه حينما حدثه بجدية قائلا :
" نقتله ..."
تراجع وسام الا الخلف لا إراديا وهو يقول بعدم تصديق :
" نعم ياخويا ...!"
أردف بعدها قائلا بجدية ودهشه حقيقية :
" انت بتتكلم بجد ولا بتهزر ..."
" وانا من امتى بهزر كلامي جد الجد..."
وسام متسائلا بشرود :
" تقتله طب ازاي ...؟"
اقترب منه فادي اكثر مجيبا إياه بثقة وعدم خوف :
" ازاي دي تسيبها عليا المهم انت موافق ...؟ "
شرد وسام بحديثه محاولا ان يوزن الامر داخل رأسه لحظات قليله وانتفض من مكانه قائلا بعصبية شديده..
"لا يا فادي الا القتل انا مليش فيه ..."
فادي محاولا تهدئته قليلا وإقناعه :
"طب اهدى شويه وخلّينا نتكلم بالعقل ..."
وسام بنبرة قاطعة :
" مفيش كلام بالموضوع ده انا مش هشيل ذنب حد حتى لو كان جدك بكل جبروته وقسوته عاوز تقتله يبقى اقتله لوحدك مدخلنيش معاك في المصيبة دي.
"جبان وهتفضل طول عمرك جبان ..."
قالها فادي بنفور وهو يخرج من مكتب وسام متجها الا الفيلا والأفكار ما زالت تعصف به ...
*****
دلف مازن الا مكتب صديقه هاني والذي نهض من مكانه ما ان رأه مستقبلا اياه بحرارة :
"الف حمد لله عل السلامة واخيرا رجعت ..."
ضمه مازن وهو يرد عليه :
" الله يسلمك ..."
جلسا الاثنان عل مكتب هاني وأخذا يتحدثا في مختلف الأمور تحدث هاني متسائلا :
" اخبار اسبوع العسل نفذت اللي اتفقنا عليه ...؟!"
اومأ مازن برأسه دون ان يجيبه مما جعل هاني يعاود سؤاله بتعجب :
" مالك يا مازن شكلك مش طبيعي هو فيه حاجة حصلت ..؟!"
تنهد مازن بصوت مسموع ثم قال بشيء من الاٍرهاق
" محتار يا هاني محتار جدا ..."
" محتار بايه ...؟"
اجابه مازن موضحا ما قاله :
" من ساعة مرحت معاها وانا حاسس بحاجات غريبة حاجات مش لاقيلها تفسير ..."
" حاجات زي ايه ...؟!"
" يعني مثلا انا المفروض أكون بمثل عليها بس انا حاسس اني مش بمثل المفروض أكون قرفان منها ... بس انا مش قرفان ..."
كان يتحدث بحيرة شديدة جعلت هاني يتطلع اليه بنظرات ذات مغزى ليسأله هاني بضجر :
" بتبصلي كده ليه ...؟"
" بحاول أفهمك ..."
اجابه هاني ببساطة ثم أردف متسائلا :
" هو ده بس اللي محيرك...؟!"
هز مازن رأسه نفسا وأكمل :
" لا مش ده بس حاسس اني بظلمها معايا مدايق عشان بخدعها هي متستاهلش مني ده ... "
" مازن اوعي تكون حبيتها ..."
تطلع مازن اليه بصدمة شديده ثم نفى ما قاله بسرعة
" حبيتها ايه بس انت تجننت يا هاني ...
" وليه لا كلامك بيدل عل كده انا عارف انوا وضعها مختلف بس ده ميمنعش انك تكون حبيتها ..."
تطلع مازن اليه بحيرة اكبر وسؤال واحد اخذ يتردد داخل عقله هل من الممكن ان يكون احب سالي ...؟! هل من المعقول شيء كهذا ...؟!
في هذه الأثناء رن هاتفه وايقظه من شروده تطلع اليه ليجد المتصل دينا تأفف بضجر وهو يغلق الخط في وجهها ...
" مين اللي بيتصل ...؟"
سأله هاني ليجيبه مازن بضجر :
" دينا دي عاشر مرة تتصل بيا ..."
" وانت مبتردش عليها ليه ...؟"
" قرفتني يا عم وانا مليش خلق ليها ..."
رماه هاني بابتسامة تهكمية جعلت مازن ينهض من مكانه فورا خارجا من مكتب هاني بعد ان ألقى التحية بسرعة ...
***
احتضنت رزان سالي بقوة وهي تبتسم بسعادة .... ابتعدت عنها بعد لحظات وهي تهتف بها بحبور :
" وحشتيني وحشتيني اووي يا سالي ..."
" وانتي اكتر يا رزان ..."
" هاا احكيلي اخبارك ايه انبسطتي شكلك مبسوطة..
ابتسمت سالي بخجل ثم قالت بصوت خافت :
" انبسطت اووي ...."
ابتسمت رزان بخبث من هيئة سالي الخجله ووجنتيها المحمرتين ثم قالت :
" شكل الأوضاع معاكي عاليه اووي ..."
" بس يا رزان ..."
نهرتها سالي بتوتر لتقهقه رزان عاليا توقفت أخيرا عن ضحكها وهي تقول :
" بتتكسفي يا حلوة ... "
" رزان ...!!!"
" خلاص خلاص سكت ..."
اردفت بعدها متسائلة :
" امال مازن فين ...؟"
اجابتها سالي :
" راح يشوف صحبه ..."
هزت رأسها بتفهم ثم اخرجت دواء من حقيبتها وأعطته لسالي فأخذته سالي منها وهي تسألها بتعجب :
" ايه ده ....؟"
اجابتها رزان بصوت منخفض :
" دي حبوب لمنع الحمل خديها بانتظام ..."
شهقت سالي بقوة ثم قالت بصدمة :
" مش عاوزاني احمل يا رزان ليه ...؟"
ارتبكت رزان من سؤال سالي حاولت استعادة رباطة جأشها وهي تجيبها بجدية :
" عشان مينفعش الاستعجال بالمواضيع دي يا سالي انتي لسه متعرفيش مازن كويس عشان تخلفي منه لازم تتأكدي انوا بيحبك وهيحافظ عليكي ... وساعتها ابقي احملي وجيبي عيال منه ..."
" بس ..."
قاطعتها رزان:
"مفيش بس اسمعي كلام اختك يا سالي محدش هيخاف عليكي قدي اشربي الحبوب دي ارجوكي ..."
سالي باستسلام :
" حاضر ..."
ابتسمت رزان بارتياح فهاهي الأمور تسير جيدا مثلما ارادت ...
***
وقف مازن بسيارته امام احدى العمارات ...
اخذ يتطلع الكارت الموجود بيده بتركيز شديد ... هبط اخيرا من سيارته واتجه الا داخل العمارة ...
بعد حوالي ثلث ساعة كان مازن جالسا امام طبيب كبير في العمر نوعا ما والذي سأله بجدية :
" خير يا استاذ ايه هي مشكلتك ...؟"
اجابه مازن بتردد :
" هي مشكلة زوجتي الحقيقة ..."
عاد الطبيب وسأله بجدية :
" مالها زوجة حضرتك ....؟"
تنحنح مازن بحرج ثم اجابه :
" عندها تشوهات في وشها وجسمها ...."
هز الطبيب رأسه بتفهم ثم سأله :
"كتير ..."
" ايوه الصراحة هما كتير ..."
" طب مجبتهاش معاك ليه ...؟"
" قلت اسمع تشخيصك الاول عشان لو مفيش امل أقفل الموضوع من سكات ...."
اخرج مازن من جيبه صورة التقطت لهما سويا وأعطاها الا الطبيب والذي تناولها منه واخذ يتطلع فيها بتركيز شديد تحدث اخيرا بعد لحظات من التوتر الشديد الذي شعر به مازن :
" دي تشوهات سببها جروح في الوش وإصابات اظن انها نتيجة حادثة ..."
" معنى كلامك ده ايه فيه امل انها تتعالج ..."
حك الطبيب ذقنه بأنامله ثم اجاب مازن بصراحة شديده موضحا له حالة سالي جيده ..
لا تنسو الصلاة والسلام عل رسول الله
تعليقات
إرسال تعليق