القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية وود كامله بقلم إسماعيل موسي

التنقل السريع

     رواية وود كامله بقلم إسماعيل موسي 






    رواية وود كامله بقلم إسماعيل موسي 





    وود يلا تعالى ادخلى وكفايه لعب، الظلام نزل خلاص؟

    حاضر يا ماما، ركضت وود بشعرها المهلهل تجاه والدتها

    إلى اخدتها فى حضنها

    شوفتى يا ماما البنت إلى كنت بلعب معاها؟

    بنت مين يا وود؟

    بنت صغيره من نفس عمرى يا ماما

    بصت كريس ناحيت الصور، كان مرتفع، لا طفله ولا راجل يقدر يعبر منه

    شكلها ايه البنت دى يا وود؟ سألت كريس طفلتها من باب الفضول لأنها تعرف ان سماع القصص الخياليه كل ليله اتلف دماغها


    همست وود وهى بتحاول تتذكر

    شعرها اصفر طويل، ضفيره بتجر على الأرض

    عنيها واسعه اووى وزرقاء

    ولون جلدها ازرق يا ماما وكان ليها زيل وسط رجليه

    اتسعت عينى كريس وود تقول ان فى اذن الطفله كان فيه قرط على شكل كريستالة تسبح داخله فراشات جنيه صغيره

    وكان اندهاش كريس ان طفلتها مستحيل ان تستطيع خلق مواصفات من ذاكرتها بمثل تلك الدقه


    طيب ادخلى جوه يا وود، سحبت كريس ووود جوه البيت وبصت على الجنينه الغابه ووقفلت الباب

    حطت الحطب فى المدفائه وهو بتحضر العشا قعدت تفكر فى كلام وود




    وود

      ٢


    جهزت كريس العشا وقعدت جنب بنتها وود قريب من المدفأه الجو بره البيت كان عاصف لأن بيتهم جنب الغابه

    والمكان إلى هما ساكنين فيه كله عواصف وامطار

    كريس.. قوليلى يا وود يا حبيبتى انتى سمعتى القصه دى فين

    وود... قصة ايه يا ماما

    كريس بأبتسامه، القصه إلى انتى حكتيها من شويه بتاعت الطفله إلى كانت بتلعب فى الحديقه

    لان كريس فاكره كويس انها محكتش القصه دى لبنتها ووود


    وود.. دى مش حكايه يا ماما البنت دى كانت بتلعب معايا فى الحديقه

    كريس وهى مستغربه من دماغ ووود إلى بتألف كل ده

    وايه كمان يا وود؟

    ووود مفيش لعبنا شويه وبعدين انتى ظهرتى فالطفله اختفت

    كريس __ والطفله دى ليها اسم يا وود؟

    اسمها ناهينا يا ماما بس هى مش بتتكلم والدتها قالت كده

    كريس بقلق __ والدتها مين؟

    وود __ اصل والدتها هى إلى جابتها عندى وقالت مممكن ناهينا تلعب معاكى شويه؟ انا قولتله ماشى يا عمتو سبيها تلعب معايا

    كريس... وناهينا مش بتتكلم ليه؟

    ووود معرفش يا ماما هو انا هعرف كل حاجه؟  كان فيه حزام فوق بوقها مانعها من الكلام

    بس انا خايفه على ناهينا من الغابه

    كريس خايفه عليها ليه؟

    وود... لأن والدتها قالت لها متمشيش غير لما ارجع اخدك

    بس ناهينا مش بتسمع الكلام لما شافتك اختفت

    رغم انى قولتلها ان مامتى طيبه لكن هى ما سمعتش الكلام


    كريس _ تعالى يا بنت يا شقيه انتى فى حضنى

    دا انتى تنفعى مؤلفة روايات زى هولى بلاك، وشالت وود ونيمتها على السرير ونامت جنبها

    فى النص الأخير من الليل سمعت كريس صوت قادم من بعيد

    قالت كريس فى سرها دا صوت العاصفه والمطر اكيد

    لكن الصوت تكرر اكتر من مره، صوت طفل بيصرخ

    كريس سابت الاوضه وحملت مصباح فى ايدها وفتحت باب البيت، المطر كان هاطل بغزاره ومغرق كل حته بره البيت

    كريس مقدرتش تشوف حاجه

    لكن الصوت كان واصلها، كريس كانت خايفه تطلع ناحيت الغابه لوحدها لأن الغابه خطيره

    بس سماع صوت طفل بيصرخ كان واجع قلبها

    قررت كريس تطلع فوق سطح البيت الرؤيه هتكون أوضح

    وفعلا طلعت فوق سطح البيت وعلى ضوء المصباح شافت طفله صغيره جنب السور بتبكى

    نزلت كريس بسرعه واخدت البندقيه فى ايدها

    وود صحيت وخرجت من غرفتها

    فيه ايه يا ماما انا خايفه؟

    كريس ___ خليكى هنا ومتخرجيش من البيت مهما حصل يا وود فاهمه؟

    فاهمه يا ماما

    فتحت كريس باب البيت ومشيت فى درب الحديقه لحد ما وصلت الباب الخارجى


    #وود

          ٣

    فتحت كريس باب الحديقه الخارجى

    المصباح فى يد والبندقيه فى اليد الأخرى، وسط المطر وبقايا الظلام لمحت طفله صغيره بتبكي جنب السور

    نادت كريس مين هنا

    ووسط الغبش وانعدام الرؤيه شافت كريس الطفله الصغيره بتجرى وتدخل بين الأشجار

    بصت كريس ناحيت الغابه ناحيت البيت، عارفه ان الدخول فى الغابه فى الوقت دا جنون

    لكن دى طفله صغيره، ولو كانت وود بنتها كانت هتتمنى ان اى شخص ينقذها

    بتردد دخلت كريس الغابه متتبعه آثار أقدام الطفله

    الطفله إلى كانت تعمقت كتير جوه الغابه

    كريس كانت بتنادي بصوت مرتفع على الطفله وتحذرها من خطورة الغابه

    بعد ما تعمقت كريس اكتر جوه الغابه وجسمها كله بقى مبلول بالميه الطفله ظهرت بين الأشجار

    كريس قربت منها ووجهت المصباح ناحيتها وقفت مرعوبه

    كانت طفله صغيره زى ما وصفتها وود وليها زيل بين قدامها بيجر على الأرض

    الطفله كانت واقفه وعلى وشها ابتسامه ساخره وزى ما ظهرت اختفت فجأه

    كريس المرعبه رجعت جرى على البيت وهى ملهوفة بتصرخ بأسم وود

    باب الحديقه كان مفتوح زى ما كريس ثابته

    وباب البيت مقفول فتحت كريس باب البيت واول ما شافت وود واقفه جريت ناحيتها واخدتها بالحضن

    حضنتها جامد اووى وهى بتهمس انا اسفه يا وود لانى مصدقتكيش

    وود كان واقفه بثبات وجسمها كان بارد جدا

    كريس جسمك بارد اووى يا وود واخدت وود بنتها جنب المدفأه كل دا وهى بتعتذر لوود وبتبوس خدها

    ووشها، وود قاعده فى حضن امها هاديه من غير ما تتكلم

    كريس ان شفت الطفله إلى كانت بتلعب معاكى يا وود

    وود ببرود شفتيها فين؟

    كريس.. شفتها فى الغابه

    وود.. وكانت بتعمل ايه فى الغابه؟

    كريس.. معرفش، بس انا عايزاكى متعلبيش تانى مع البنت دى ولو شوفتيها جوه الحديقه عايزاكى تقوليلى على طول

    ماشى؟

    حاضر يا ماما، ممكن انام من فضلك؟


    #وود


    ٤


    مستغربه كريس قالت طبعا ممكن تنامى يا حبيبتى

    نهضت وود وقصدت غرفتها بمشيه جاده، فتحت الباب

    ثم استدارت وقالت. تصبحى على خير ماما


    قعدت كريس تفكر، اكيد وود خايفه من الى حصل ومصدومه

    من حقها تخاف طبعا انا خرجت وسبتها وحدها

    وهى قاعده لاحظت أثر طين على الأرض قدم مطبوعه على الأرض

    هو انا لحقت وسخت الأرضيه كده؟

    بصت كريس على حذائها إلى كان متسخ بالطين، بكره ابقى امسح الارضيه وانضفها

    الخطوات المطبوعة على الارضيه كانت ماشيه بخط مستقيم ناحيت غرفة وود

    كريس مش فاكره انها قربت من غرفة وود لأنها لما دخلت وود كانت فى الصاله

    قربت كريس من أثر الخطوات وركزت، القدم المطبوعه كانت أكبر من قدمها

    لكن نظرا الأوضاع إلى مرت بيها حست ان دا تفكير مفرط منها

    الباب كان مقفول وهى الوحيده الي دخلت البيت


    غسلت كريس نفسها ونامت، الصبح اول ما فتحت عنيها راحت على غرفة وود علشان تصحيها تفطر معاها

    لقيت غرفة وود مقفولة من جوه

    غريبه؟ همست وود

    وقبل ما تخبط الباب انفتح وظهرت منه وود على وشها ابتسامه، صباح الخير يا ماما وطبعت قبله على خد كريس

    قبله بارده كالصقيع

    انتى، انتى صاحيه؟

    ايوه يا ماما صاحيه

    وود هو انتى ليه كنتى قافلة الباب على نفسك؟

    كنت خايفه يا ماما اسفه


    يا حبيبتى. اخذت كريس وود فى حضنها، يلا بينا نحضر الفطار

    مشيت وود مع كريس، خرجو من الباب وقطفو الخضار الناضج من الحديقه فى سلة

    الجرجير والكوسبرة والبقدونس، انتهت كريس من القطف

    وكانت وود جنب السور بتبص على الغابه بتركيز


    انا خلصت يا وود يلا بينا

    تركت وود مكانها هامسه حاضر يا ماما


    تناولت وود إفطارها بأدب، ثم جلست فى الصاله بلا حركه

    كريس مستغربه، ووود كانت دايما تطلع تلعب فى الحديقه


    بعد نص ساعه، كريس.... وود؟ هو انتى مش هتلعبى فى الحديقه؟

    وود لو اننى عايزانى العب هلعب يا ماما


    كريس غريبه انتى عمرك ما اخدتى رأى


    وود، بعد إلى حصل ياماما لازم اخد رأيك فى كل حاجه

    كريس بأبتسامه بنت شاطره روحى العبى


    من الشرفه تابعت كريس و ود وهى بتلعب منسجمه وفرحانه

    تلمس الورود والازهار وتركض خلف الفراشات

    قبل نهاية الحديقه شافت كريس شيء ملفت

    فراشه واقفه فوق ايد وود زى ما تكون وود بتتكلم معاها

    كريس قعدت تضحك من ذكاء وود


    #وود


        ٥


    فى المدرسه البعيده، اتت وود بدرجات مذهله جعلت المدرسين يفخرون بها، كان عقلها سابق عمرها بكتير

    لكن كريس والدتها كانت ملاحظه حاجه غريبه فيها

    وود الشقيه اختفت وحلت مكانها وود تانيه متزنه ومؤدبه تستأذن قبل ما تعمل اى حاجه

    كما أن وود واصلت غلق غرفتها على نفسها من وقت الحادثه بتاعت الليله الممطره

    فى مره سألت كريس وود هى الطفله الى كانت بتلعب معاكى ظهرت مره تانيه

    وكان رد وود غريب، ان الطفله بتيجى تلعب معاها دايما لكن والدتها مش بتاخد بالها منها

    استغربت كريس كانت حاسه ان فيه حاجه غلط لكن مكنتش قادره توصل ليها.


    وكانت وود بتكبر بطريقه غريبه واقوى من عمرها، في مره كانت كريس بتقطع الحطب وود بتنقل الخشب إلى البيت

    تفاجأت كريس بالكميه إلى وود نقلتها، كميه كبيره جدا يكاد لا يحملها رجل بالغ

    وكانت لا تشعر بالتعب وتساعد والدتها فى كل الأعمال إلى بتقوم بيها

    وفى ليله بعد ما كريس نامت صحيت فى الليل بعد ما حست بقلق وخرجت تروح الحمام

    وسمعت همس فى غرفة وود ولما قربت من باب الغرفه شافت النور مولع وفيه ظل طويل داخل الغرفه

    فتحت كريس باب الاوضه بسرعه النور كان مطفى

    وود نايمه على السرير لكن الشباك مفتاح ولما كريس قربت من الشباك خيل لها انها شافت ظل بيعدى السور

    قفلت كريس الشباك وهى حاسه بالخوف


    وود انتى صاحيه؟

    لا يا ماما انا نايمه


    انتى فتحت الشباك يا وود؟

    لا ياماما مفتحتش الشباك


    كريس بقلق امال ايه إلى حصل


    بعد تلك الحادثه كريس اخدت ووود تنام فى معاها فى غرفتها

    ومر اسبوع مفيش اى حاجه غريبه حصلت، لحد ما فى يوم صحيت كريس من النوم ملقتش وود جنبها

    نهضت بفزع وخوف وهى بتنادى على وود

    ولما خرجت إلى الرواق شافت اوضة وود مفتوحه وود نايمه على سريرها


    دخلت كريس الاوضه، وود؟ انتى جيتى هنا ازاى؟

    وود... مش عارفه يا ماما انا كنت نايمه جنبك ولسة فاتحه عنيه


    شباك الغرفه كان مفتوح، كريس بصت على الحديقه ولمحت آثار أقدام على أرض الحديقه

    آثار أقدام فكرتها بالليلة اياها

    بزعر فكرت كريس معقول فيه حد بيدخل اوضة وود؟

    وازاى وود قامت من جنبها ووصلت غرفتها لوحدها من غير ما تشعر؟

    الليله دى كريس مقدرتش تنام وفضلت سهرانه تراقب البيت الحديقه لحد الصبح

    لكن النوم غلبها قبل ما الشمس ما تطلع ولما صحيت مصدعه

    قبل الضهر، وود مكنتش موجوده، باب البيت كان مفتوح

    وفى الجنينه لما بصت لقيت وود بتلعب مع طفله شكلها غريب


    #وود

    ٦


    برأس مصدعه فتحت كريس عنيها وراقبت وود بعدها تحركت ناحيت الحديقه، مشت ببطيء فى الممر بين الأشجار

    وقفت دقيقه تراقب وود والطفلة إلى كانت بتلعب معاها

    انتبهت وود، نادت ماما؟

    وجريت اخدت والدتها فى حضنها، ربتت كريس على ضهر بنتها

    مين دى يا وود؟

    دى صديقتى يا ماما بتلعب معايا

    اسمها ايه صديقتك يا وود؟

    اسمها وود ياماما


    وود؟ فتحت كريس فمها، اسمها وود؟

    ايوه يا ماما اسمها وود

    وصديقتى دى جات من فين؟ تعرف كريس ان اقرب بيت منها على بعد اكتر من تلاته كيلو متر

    هى جات وحدها ازاى وبعدين اسم وود دا غريب شويه


    قربت كريس من البنت إلى كانت مدياها ضهرها وبتلعب بالطين، كانت فى طول بنتها بالضبط

    ولما لمستها بلطف والبنت لفت كريس انصدمت

    البنت كانت نفس شكل بنتها مفيش غير لبسها متغير

    والاقراط فى ودنها بديعه وغريبه

    وشعرها مربوط فيه اشرطه ملونه وفى عنقها عقد من نبات لا تعرفه كريس


    بتردد سألت كريس انتى اسمك ايه يا شاطره؟

    بأبتسامه قالت البنت أسمى وود

    رنت الكلمه فى ودن كريس دا صوت بنتها

    مش بنتها إلى فى حضنها لا دا صوت بنتها زمان

    غمضت كريس عنيها، إلى بيحصل معاها دا امر مريب

    ولما فتحت عنيه وهى بتهمس انتى ساكنه فين يا وود؟

    ملقتش وود قدامها

    البنت كانت بره سور الجنينه بتلوح ليها بايدها

    دار عقل كريس بسرعه بصت على باب الحديقه

    إلى كان كان مفتوح، وقالت وود انتى فتحتى باب الحديقه لصديقتك؟

    لا ياماما انا صحيت لقيت البنت بتلعب فى الحديقه


    ارتعش جسم كريس، باب الحديقه مش بينفتح غير من الداخل

    مستحيل البنت دى تقدر تفتحه ومستحيل تقدر تنط السور

    وسط تفكيرها هبت عاصفه فجأه خلت اعناق الاشجار تنحنى

    وأوراق الأشجار تطير وارتفع صوت الريح المخيف

    سحبت كريس بنتها فى صمت لكن شيء داخلها كان قد تغير

    يستطيع الجان ان يحدث عاصفه ان يجعل الريح قاسيه

    ان يتحكم فى بعض عناصر الطبيعه عندما يرغب


    مالك يا ماما؟ همست وود ببرأه

    مفيش يا وود، انا مش قولتلك قبل كده متلعبيش مع أى شخص من غير اذنى؟

    لكن وود صديقتى يا ماما وود بنت لطيفه


    كريس صديقتك ازاى؟

    انتى مفيش عندك أصدقاء وعمرى ما شوفتك ماشيه مع أى طفله؟

    همست وود، وود صديقتى بتجيى تلعب معايا بالليل وانتى نايمه لما اكون صاحيه

    وبتفضل فى غرفتى لحد ما انام


    اكتر من مره استيقظت كريس ولم تجد وود جوارها حتى انها فكرت ان وود بنتها بتمشى وهى نايمه

    بتلعب معاكى؟

    ايوه يا ماما كل ليله تقريبا


    حاولت كريس تمسك اعصابها ولا تغضب

    طيب ممكن يا حبيتى لما وود صديقتك تيجى تلعب معاكى تصحينى العب معاكم؟

    حاضر ياماما وكمان تلعبى مع والدة وود صديقتى


    سألت كريس.... والدة صديقتك؟ هى بتيجى معاها


    يوه يا ماما ايوه طبعا، امال يعنى وود هتيجى فى الضلمه من وسط الغابه وحدها؟

    كانت تلك اللحظه التى أدركت فيها كريس ان هناك شيء خاطيء

    أمر خطير يحدث مع طفلتها، اسمعى يا وود ممنوع تلعبى مع أى شخص

    لا وود ولا غيرها ولما والدة وود تظهر قوليلى على طول


    صرخت وود بحزن، انا كل مره بصحيكى يا ماما لما هى بتيجى لكن انتى مش بترضى تفتحى عنيكى


    #وود


    ٧


    شعرت كريس بقشعريرة تسري في جسدها، هل يُعقل أن تكون هذه المواقف قد حدثت فعلاً وهي غير واعية؟

    هل من الممكن أن تكون تلك "الأم" التي تتحدث عنها وود شيئاً آخر؟


    قررت كريس أن تأخذ الأمور بجدية أكبر، تلك الليلة، ظلت مستيقظة بجوار وود التي غطت في نومها العميق

     أطفأت جميع الأنوار في المنزل وتركت النافذة المفتوحة قليلاً، تستمع بحذر إلى أصوات الغابة من حولها

    كان الهواء ساكناً، لكن شعوراً غير مريح كان يثقل صدرها.


    مرت الساعات ببطء، حتى دقت الساعة منتصف الليل، فجأة، شعرت كريس بحركة خفيفة في الغرفة، نظرت إلى سرير وود، لكن ابنتها كانت نائمة بسلام.


    ثم... سمعت صوتاً خافتاً، أقرب إلى همسات تأتي من زاوية الغرفة. "وود، استيقظي. الوقت قد حان."


    شعرت كريس بدمها يتجمد، الهمسات كانت آتية من الظلام. انتفضت لتشعل المصباح الصغير بجانب السرير، لكنها لم تجد أحداً في الغرفة.

     غير أن النافذة كانت مفتوحة بالكامل، والستائر تتحرك كما لو أن أحدهم مر من هناك.


    نظرت كريس إلى ابنتها مجدداً، لكن قلبها كاد يتوقف

    وود كانت مستيقظة، تنظر إلى زاوية الغرفة بابتسامة صغيرة على شفتيها، وكأنها ترى شيئاً لا تستطيع كريس رؤيته.


    "ماما، وود ووالدتها هنا

     مش قلتي عايزة تشوفيهم؟" قالت وود ببراءة وهي تشير إلى الفراغ.


    تقدمت كريس بخطوات مرتجفة نحو الزاوية، لكن لم يكن هناك شيء سوى الظلام

    أخذت نفساً عميقاً وقالت بصوت ثابت قدر الإمكان: "لو أنتم هنا، أظهروا أنفسكم."


    لم يأتِ رد سوى صوت الريح يتسلل عبر النافذة، لكن كريس شعرت بشيء غريب، الهواء في الغرفة أصبح أثقل، كأن وجوداً غير مرئي يحيط بها.


    ثم سمعت صوتاً ناعماً، أقرب إلى همس أنثوي، لكنه لم يكن بشرياً تماماً: "نحن هنا فقط لنلعب. لا تخافي."


    شعرت كريس ببرودة غريبة تجتاح الغرفة، كأن الهواء أصبح ثقيلاً ورطباً بطريقة غير طبيعية

    نظرت حولها محاولة العثور على مصدر ذلك الصوت، لكن الفراغ بدا وكأنه يمتص كل محاولاتها للفهم

    شعرت كأن الجدران تضيق حولها، وكأن شيئاً يراقبها من مكان ما، بلا عيون، بلا جسد.


    "وود، تعالي بجانبي الآن." صوتها خرج أكثر ارتجافاً مما أرادت.


    لكن وود لم تتحرك. بدلاً من ذلك، همست بصوت منخفض، كما لو أنها تخاطب شخصاً غير مرئي: "ماما خايفة شوية... مش لازم نزعلها، صح؟"


    كريس جفلت. "وود، مع مين بتتكلمي؟ تعالي هنا فوراً."


    أدارت وود رأسها ببطء نحو كريس، وابتسمت ابتسامة صغيرة ولكنها غير مألوفة "مع وود، ماما

     صديقتي قالت إنها مش عايزة تخوفك هي لطيفة... إنتي بس ما تعرفيهاش."


    لم تستطع كريس الرد. شيء ما في تلك الكلمات جعل صدرها ينقبض

     رفعت يدها ببطء وأغلقت النافذة بعنف، محاولة استعادة السيطرة على المكان

     لكنها شعرت بحركة طفيفة خلفها، كما لو أن الهواء ذاته كان يتمزق بخطوات خفيفة لا تُسمع.


    "وود، تعالي هنا!" صوتها ارتفع هذه المرة، واندفعت نحو طفلتها، لتسحبها بين ذراعيها

     لكن حين حملتها، شعرت بشيء غريب، جسد وود كان بارداً، كما لو أنها وقفت في الخارج طوال الليل.


    "إنتي بردانة يا حبيبتي؟" سألتها وهي تغطيها بالبطانية، محاولة كبح ارتجافها الخاص.


    وود، التي كانت تتكلم بحرية قبل لحظات، أصبحت صامتة تماماً الآن  كانت تنظر إلى كريس بعيون واسعة كأنها تحمل سؤالاً لم تجرؤ على طرحه.


    بقيتا هكذا، تحدقان في بعضهما البعض، حتى انقطع الصمت بصوت خفيف قادم من الخارج، كأن أحدهم يمشي بين أوراق الشجر الجافة.


    نهضت كريس ببطء، وضغطت على باب الغرفة لتغلقه جيداً، ثم أطفأت الأنوار تماماً، علّها تخفي وجودهما عن أي شيء قد يكون بالخارج

    وضعت وود بجانبها في السرير، لكنها لم تنم بقيت عينها مفتوحة، تراقب الظلال التي تتحرك على الجدران بفعل ضوء القمر.


    في مكان ما بعيداً، سمعت صوتاً ضعيفاً... ضحكة خافتة بالكاد يمكن سماعها. ضحكة طفل.



    #وود


    ٨


    مرت الليلة بطيئة، ثقيلة مثل حلم عالق بين الواقع والخيال. ظلت كريس مستيقظة، عيناها تراقبان الظلال وهي تتراقص بفعل الريح التي تسللت من الشقوق. كانت وود قد غفت أخيرًا، لكن أنفاسها لم تكن إيقاعًا هادئًا كما يجب، كانت متقطعة، كأنها تحلم بشيء لا يمكنها الهروب منه.


    في الخارج، بدت الغابة أكثر ظلمة من المعتاد. الأشجار وقفت شامخة، لكنها لم تكن ساكنة تمامًا. هناك شيء ما يتحرك بينها، كأنها تتنفس، كأنها ليست مجرد أشجار.


    عند الفجر، عندما بدأ الضوء الرمادي يتسلل عبر الستائر، شعرت كريس أخيرًا بشيء مختلف. الجو لم يكن بارداً فقط... بل كان فارغًا. وكأن هناك حضورًا قد غادر.


    نظرت إلى وود، فوجدتها مستيقظة، تحدق بالسقف بعينين واسعتين.


    "ماما..." همست بصوت خافت، كأنها تخشى أن يسمعها أحد غير كريس. "أعتقد أنهم رحلوا."


    لكن كريس لم تشعر بالارتياح، لأن الغرفة كانت لا تزال تحمل صدى شيء ما... شيء لم يغادر تمامًا.


    بقيت كريس تحدق في ابنتها للحظات، محاولات عقلها لفهم كلماتها تتلاشى وسط ذلك الصمت الثقيل. ثم سألتها بصوت بالكاد خرج من حلقها: "رحلوا؟ من تقصدين؟"


    لم تجب وود فورًا، بل استدارت ببطء على السرير، كأنها كانت تستمع إلى شيء آخر، شيء لا تستطيع كريس سماعه. وأخيرًا، همست دون أن تنظر إلى والدتها: "ليسوا جميعًا."


    انقبض قلب كريس.


    حاولت أن تبقى هادئة، لكنها شعرت بشيء غريب في الهواء—كأن الغرفة نفسها كانت تراقبها. أخذت نفسًا عميقًا ونهضت عن السرير بحذر، متجهة نحو النافذة. كان الصباح قد بدأ يتشكل، لكن الضباب كان كثيفًا بشكل غير طبيعي، يزحف بين الأشجار ويبتلع الأرض تحته.


    وحين حدقت أكثر، لمحت شيئًا—ظلًا صغيرًا عند حافة الغابة، بالكاد مرئيًا وسط الضباب. لم يكن يتحرك، فقط كان يقف هناك، كأنه يعلم أنها تراقبه.


    جسدها تجمّد في مكانه، لكن قبل أن تتمكن من التقاط أنفاسها، همست وود خلفها:


    "ماما... لا تنظري إليه."


    كأن تلك الكلمات أطلقت شيئًا في الهواء. فجأة، انطفأت الأضواء الخافتة في الغرفة وحدها، والهواء أصبح أكثر برودة. شعرت كريس بشيء يزحف على بشرتها، كأن شيئًا غير مرئي يمر بجانبها ببطء.


    حاولت أن تستدير نحو وود، لكن الصغيرة كانت لا تزال على سريرها، عيناها مغمضتان، تتظاهر بالنوم.


    في الخارج، كان الظل لا يزال هناك، لكنه لم يكن وحيدًا بعد الآن.


    دون أن تدري متى أو كيف، شعرت كريس بأن الغرفة أصبحت أضيق، كأن الجدران تزحف نحوها بصمت ثقيل. لم تكن تسمع شيئًا سوى صوت أنفاسها المتسارعة... حتى ذلك لم يكن وحده.


    من الزاوية المظلمة للغرفة، صدر صوت خافت، أشبه بصوت أظافر تنزلق ببطء على الخشب.


    جفلت كريس، جاحظة العينين نحو الزاوية، حيث لم يكن هناك سوى الظلام... لكنها رأت شيئًا.


    عينان، صغيرتان، سوداوين، تحدقان بها من الفراغ.


    لم يكن لهما انعكاس. لم يكن لهما جفن.


    ثم، في اللحظة التي حاولت فيها كريس أن تصرخ، تحركت وود بجانبها ببطء شديد، والتفتت إليها بوجه هادئ تمامًا، ابتسامة صغيرة ترتسم على شفتيها.


    لكن عندما فتحت فمها لتتحدث، لم يكن صوتها هو الذي خرج.


    كان صوتًا آخر.


    صوتًا لم يكن بشريًا.


    #وود


                 ❤️9❤️

                  الأخيره


    تراجعت كريس خطوة إلى الوراء، قلبها يضرب بقوة داخل صدرها، كان وجه وود مألوفًا، لكنه في الوقت نفسه بدا وكأنه شيء آخر، شيء يستخدم ملامح ابنتها كقناع.


    توقفت الابتسامة على شفتي الطفلة، لكنها لم تختفِ تمامًا، فقط تجمدت كأنها شيء غير طبيعي، شيء لا يجب أن يكون موجودًا على وجه طفلة.


    ثم جاء الصوت مرة أخرى، ليس صوت وود، بل ذلك الصوت الآخر، العميق، الأجوف، وكأنه يتحدث من داخل الفراغ:

    "أنتِ... رأيتِهم."


    لم تدرك كريس أنها كانت تحبس أنفاسها حتى شعرت بألم في صدرها،حاولت التراجع أكثر، لكن ظهرها اصطدم بالحائط،لم يكن هناك مكان للهرب.


    وود—أو الشيء الذي يشبهها—أمالت رأسها قليلًا، كما لو كانت تستمع إلى شيء لا تستطيع كريس سماعه،ثم قالت بهدوء، بصوتها هذه المرة:

    "أمي، أنتِ تجذب انتباههم."


    في الخارج، حيث كان الظل يقف عند حافة الغابة، بدأت الحرك أولًا، لم تكن سوى تموجات في الضباب، لكنه سرعان ما بدأ يتفرق ليكشف عن أشكال... كثيرة. أجساد نحيلة، ملامح غامضة، عيون سوداء تراقب المنزل بصمت. لم يكونوا يتحركون، فقط يقفون هناك، كما لو كانوا ينتظرون.


    الغرفة ازدادت برودة، والجدران بدت وكأنها تتنفس. الصوت الخافت للأظافر على الخشب لم يتوقف، بل أصبح أقرب، أقرب مما ينبغي.


    ثم، دون سابق إنذار، انطفأ كل شيء.


    لم تعد كريس ترى الغرفة، لم تعد ترى وود، لم تعد ترى شيئًا على الإطلاق،لم يكن هناك سوى ظلام حالك، وصوت واحد يهمس في أذنها، قريبًا جدًا، كأن أحدهم يهمس داخل عقلها مباشرة:


    "الآن... أنتِ واحدة مِنّا."

    كان الظلام كثيفًا، ملموسًا تقريبًا، كأنها غرقت في الفراغ ذاته. حاولت كريس أن تتحرك، أن تصرخ، لكن جسدها لم يستجب، الهواء كان مشبعًا برائحة رطبة قديمة، أشبه برائحة شيء مات منذ زمن بعيد لكنه لم يتحلل بالكامل.


    ثم، في وسط هذا الفراغ، جاء الصوت.


    "افتحي عينيك."


    لم تكن تعلم أنها قد أغلقت عينيها، لكنها شعرت بها تنفتح الآن—أو على الأقل، شعرت بذلك.


    لم تكن في غرفتها 


    كانت واقفة في الغابة، لكن الأشجار لم تكن طبيعية، لم تكن مجرد خشب وأوراق كانت ملتوية، جذوعها تنبض ببطء كأنها كائنات حية، وكانت هناك أعين كثيرة... كثيرة جدًا، تراقبها من بين الفروع.


    ثم رأتهم.


    الأشكال التي كانت تقف عند حافة الغابة لم تكن ظلالًا بعد الآن، كانوا واضحين، طويلين بشكل غير طبيعي، وجلودهم مشدودة على عظام نحيلة كأنها لم تُخلق لتكون تحت ضوء النهار،وجوههم كانت فارغة، بلا ملامح سوى العيون السوداء العميقة، العيون التي عكست شيئًا لا يجب أن يُرى.


    في وسطهم، وقفت وود.


    لكنها لم تكن وود.


    جسدها كان كما هو، لكن عينيها لم تعودا بشريتين،كانتا سوداوين بالكامل، متوهجتين بخفوت من الداخل، كما لو أن نارًا خافتة تشتعل في أعماقهما،ابتسمت ببطء، ثم رفعت يدها الصغيرة نحو كريس، مشيرة إليها أن تقترب.


    "أمي..." نطقت وود، لكن صوتها لم يكن لها. لم يكن صوتًا واحدًا حتى—بل عدة أصوات تتداخل، كأن شيئًا آخر يتحدث من خلالها. "لقد كنتِ دائمًا لنا."


    حاولت كريس أن تتراجع، لكن قدميها غرستا في الأرض، كانت الغابة تبتلعها، تتغلغل داخلها، تسحبها ببطء نحو الظلال التي انتشرت حولها،الألم بدأ، لم يكن جسديًا فقط، بل كان أعمق—كأنها تُعاد كتابتها من الداخل.


    ثم، للمرة الأخيرة، سمعت الصوت، الهمس العميق القادم من داخلها هذه المرة، ليس من الخارج.


    "الآن، نحن فيكِ، وأنتِ فينا."


    وفي اللحظة التي امتصتها الظلال بالكامل، عندما لم يعد هناك شيء بشري فيها، فتحت وود ذراعيها ببطء كأنها تستقبلها في عالم جديد.


    ثم... عاد الصمت.


    وفي الصباح، عندما أشرقت الشمس على المنزل الصغير، كانت الغرفة فارغة تمامًا.


    لا أثر لكريس. لا أثر لوود.


    كل ما تبقى كان هواءً ساكنًا... وشعورًا عميقًا بأن شيئًا ما في الغابة كان يراقب، ينتظر من سيأتي بعدهم.


    في الصباح، عندما وصلت الشرطة إلى المنزل بعد بلاغ من أحد الجيران، وجدوا الباب مفتوحًا، لكن المكان كان خاليًا تمامًا. لا أثر لكريس،لا أثر لوود،كل شيء كان في موضعه، لكن بدا وكأن أحدًا لم يعش هنا منذ زمن.


    لم تكن هناك علامات اقتحام، لا دماء، لا صراع فقط الصمت.


    التقرير الرسمي سجّل الحادثة على أنها "اختفاء غير مبرر"، وأُغلقت القضية لعدم وجود أدلة كافية،لكن الضباط الذين دخلوا المنزل شعروا بشيء غريب، شيء لم يستطيعوا تفسيره.

    #اسماعيل_موسى 

    أحدهم أقسم أنه عندما كان يقف في غرفة النوم، سمع صوت أظافر تنزلق ببطء على الخشب، آخر قال إنه لمح ظلًا صغيرًا عند حافة الغابة، لكنه عندما اقترب، لم يجد شيئًا سوى الضباب الكثيف.


    أما الملف المتعلق بالتحقيق، فقد تم نقله لاحقًا إلى قسم القضايا الغامضة، حيث اكتشف أحد المحققين أمرًا لم يُذكر في التقرير الأصلي:


    قبل يوم واحد من اختفائهما، اتصلت كريس بالشرطة وهي تهمس عبر الهاتف، بصوت مرتجف ومذعور،قالت شيئًا واحدًا فقط قبل أن ينقطع الخط:


    "إنهم ليسوا بشرًا... إنهم يريدونني أنا ووود."


    ومنذ ذلك الحين، لم يرَ أحد كريس أو وود مرة أخرى.


    لكن بعض السكان المحليين يقولون إنه إذا اقتربت من الغابة في الليالي المظلمة، يمكنك رؤية ظلين صغيرين يقفان بين الأشجار، يراقبان بصمت، ينتظران من سيجرؤ على النظر إليهما.


    بعد عام من الاختفاء، لم يكن هناك أي تقدم في القضية، لم تظهر كريس ولا وود، ولم يعثر أحد على دليل يفسر ما حدث، أصبح المنزل مهجورًا، وتحولت القضية إلى واحدة من الألغاز الغامضة التي تُروى على استحياء في البلدة.


    لكن بعد ستة أشهر أخرى، تلقى مكتب الشرطة طردًا غامضًا بلا عنوان مرسل، كان مغلفًا بورق بني قديم، وعليه كتابة غير واضحة كأنها كُتبت بأصابع مرتعشة.


    عندما فتحوه، وجدوا شيئًا واحدًا فقط:


    شريط كاسيت قديم.


    لم يكن هناك اسم، لا تاريخ، لا شيء.


    تم إرسال الشريط إلى قسم الأدلة، وعندما شغّلوه، كان الصوت مشوشًا، كأن شيئًا ما كان يعبث بالموجات، كان هناك أنفاس مضطربة، ثم همسات غير مفهومة. وبعد دقيقة كاملة من الصمت...


    جاء الصوت.


    لم يكن صوت كريس، ولم يكن صوت وود،كان صوتًا آخر، خليطًا بين عدة أصوات متداخلة، خافتًا لكنه واضح بما يكفي لجعل المحققين يشعرون بقشعريرة باردة تتسلق ظهورهم.


    "نحن هنا... نحن نراكم... نحن لسنا وحدنا..."


    ثم جاء الصوت الأخير، همسة بالكاد مسموعة، لكن الجميع سمعوها بوضوح:


    "أمي، أرجوكِ، لا تنظري إليهم."


    وفي اللحظة التي انتهى فيها الشريط، انطفأت الأضواء في غرفة التحقيق، وانخفضت درجة الحرارة بشكل مفاجئ.


    ومنذ ذلك اليوم، لم يجرؤ أحد على الاستماع إلى الشريط مرة أخرى.


    أما الغابة، فقد أصبحت محظورة، لا أحد يقترب منها عند الغروب، السكان المحليون يتهامسون عن أصوات تُسمع عند منتصف الليل، عن ظلال صغيرة تظهر بين الأشجار، وعن إحساس ثقيل بالترقب كأن شيئًا ما لا يزال هناك... ينتظر.


    انتهت شكرا لكم








    تعليقات