القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية جماره( ابنة بائعة الجبن) الفصل الرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر بقلم ريناد رينووو

 

رواية جماره( ابنة بائعة الجبن) الفصل الرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر بقلم ريناد رينووو






رواية جماره( ابنة بائعة الجبن) الفصل الرابع عشر والخامس عشر والسادس عشر بقلم ريناد رينووو



جماره

ابنة بائعة الجبن 

البارت الرابع عشر 14


 جماره طلعت من جار تماضر وراحت على الجنينه بقلب مخنوق وانفاس متسارعه ، وعينها على بوابة السرايا وعماله تجى وتروح ..تقف قصاد قفص العصافير شويه، وتروح على شجر التوت تقطع فأوراقه بعصبيه ..تقرب على البوابه وتتراجع كيف ماتكون واقفه على جمرة نار وعتنقل رجليها متحملاش الوجع ..سألت حالها طب ولما هتشوفه هتقوله ايه ..مستنياه تتوكد منيه طب ولو اتوكدت هتعمل ايه !


فضلت على الحال ديه لحدت مالمغرب مغرب وبصت بلهفه على بوابة السرايا اللى عتتفتح وشافت حكيم داخل منيها كانت هتجرى عليه لكنها وقفت موطرحها لما شافت غازى داخل وراه طوالى ..


فضلت مكانها واقفه وربعت اديها وبتهز فرجلها بتوتر والاتنين جايين وعينهم عليها وعلى حالتها ...


غازى اول ماقرب منيها :مالك مش على بعضك ليه حوصول حاجه ولا ايه !


جماره عينها على حكيم وردت على غازى :له مفيش حاجه حوصلت ..

سلامتك ..

اما حكيم فتخطاها هى وغازى بعد مابصلها وعرف ان فيها حاجه حصلانه معاها موصلاها لحالة العصبيه والغضب اللى شافها فيهم دول لاول مره فحياته من خلال  عنيها اللى عروقهم اتصبغت باللون الاحمر ...


سئل حاله ياترى ايه سبب اللى هى فيه لكنه ميملكش الحق انه يسألها  ..لكن اللى حيره نظرة العتب اللى لمحها فعيونها واللى ميعرفش هو شافها صوح ولا عيتهيأله ..عشان هو معميلش حاجه توصلها للحاله دى ولا تزعلها منيه زعله صغيره حتى ..


حكيم دخل السرايا وجماره هربت من قدام غازى وراه ،وغازى دخل وراهم ..


حكيم طلع على اوضته طوالى عشان يتسبح ويغير خلجاته وغازى قعد جار تماضر، وجماره دخلت المطبخ تساعد غاليه وزبيده فتحضير العشا عشان تهرب من القعده جار غازى وكمان عشان تصبر نفسها لحدت ماحكيم ينزل من فوق وتتوكد من اللى سمعته من خاله تماضر وتشوفها فعين حكيم ..   


حضرو العشا على السفره والكل قعد وحكيم نازل على السلم وعينه دورت لحدت مالقت جماره وسطهم قاعده وعنيها عليه كيف ماتكون مستنياه واتوكد لما بص فيهم مره تانيه ان فيهم عتب ميعرفش ايه سببه ..


حكيم نزل ولحد ماوصل السفره وعينه فعين جماره منزلتش وعيسأل نفسه ياترى فيه ايه وجلى صوته وهو عيقعد ورمى السلام :احمم السلام عليكم 


الكل رد السلام ماعدا جماره اللى فضلت برضو بصاله بترقب غريب ..


حكيم ابتدا ياكل وعينه عتتنقل على الكل وشايف ان الكل طبيعى مفيش غير جماره بس اللى حالها متبدل ..


غازى :متاكلى ياجماره معتكليشى ليه !


جماره :هاكل اهه ..ومسكت العيش قطعته بعنف وعملت حالها عتاكل من كدب وحكيم واعيها بطرف عينه ورافع حاجبه باستغراب ومستمر ياكل  وعامل حاله مشايفهاش ..


لحد ماتماضر حلت اللغز وكشفت المكنون لما اتوجهت لحكيم بالكلام بنبرة اصرار  :


حكيم ياولدى ..اعمل حسابك انى هتحدتلك على العروسه اللى نقيتهالك واول ماتعاود من السفر نتممو كل حاجه 

حكيم كان مودى لقمه على خشمه وايده وقفت بيها وفضل فاتح خشمه وكل حواسه اتعطلت لثوانى قبل مايدرك امه قالت ايه ..


اما غازى فكان مودى كباية ميه على خشمه ولسه رايح يشرب ايده هو كمان وقفت وبص لحكيم بذهول 


وجماره سمعت الجمله وتركيز عنيها على حكيم زاد لدرجة ان عنيها اتملو دموع لكنهم مرفوش من خوف انها تغفل عن رد فعل حكيم وكت ماسمع الكلمه ..


اما حكيم فبلع ريقه وكمل اللقمه اللى فأيده حطها فخشمه ومضغها بهدوء مع انه حس انها مره علقم من بعد كلمة امه ولا كأنها من نفس الوكل اللى كان لساته عياكل منيه ..


رفع عنيه وهو بيمضغ لقمته بهدوء ونقلها مابين امه اللى رافعه حاجبها كنها عتقوله ارفض وغضبى يرافق طريقك ..


ومابين غازى اللى لساته ماسك كباية الميه وعينه على حكيم مستنى منيه كلمة تأييد او رفض ..ومابين جماره اللى عامله كيف فروجه مدبوحه واللى دبحها دايس عليها عشان متفرفطش لكن رعشة شافيفها والدموع المتجمعه فعنيها وحركة عنيها على كل ملامحه عتأكد انها عتصارع الموت ..


وبين غاليه اللى عتاكل ولا كنها سامعه حاجه ..


حكيم جلى صوته عشان يرد على امه الرد اللى يأما يدبحه هو ويحرر جماره من قبضة غازى  ..يأمه الرد اللى هيريحه بس هيخلى جماره تعيش فعذاب ..


واختار سعادة جماره على حساب نفسه ..اختار يقفل قدامها وقدامه اى طريق متوهمين ان فآخره امل ..


اختار يمسك يدها ويجرى بيها لآخر الطريق اللى خابر زين انه طريق مسدود لكنه مكمل فيه بأمل كداب ..


اختار يوصلو هما الاتنين بسرعه لآخر الطريق عشان يرجعو وكل واحد يروح لطريق غير التانى ويتكتب عليهم فراق محتوم ..


- احمممم ..اعملى اللى تشوفيه يمه وانى متوكد من اختيارك وواثق انه هيعجبنى ..


رده كان بمثابة ضربه قاضيه لغازى وجماره وقلبه قبل منهم ..


غازى كمل كباية الميه على خشمه يشرب وعينه على حكيم اللى استمر فالوكل وكأن الخبر كان مدروس فعقله من بدرى،

 وعرف دلوكيت ايه سر تغييره من ناحية جماره وزهده فيها ..لكن عقله وسوسله انى دا كلياته ممكن يكون تمثيل ويكون قلبه لساته متعلق بجماره ...

مهو اصل مش معقول كل الحب اللى كان عيشوفه فعنين حكيم لجماره ديه اتبخر مره وحده كأنه مكانش ..

وعشان يكتشف ديه ويعرف الصوح مفيش قدامه غير حاجه وحده ..وهى اللى هتحدد وتبين ..


اما جماره فأخيرا اهدابها رفرفت برفض والدمعه اللى طول الوكت كانت حبساها هربت من بين جفونها ونزلت زى الجمر على خدها وبسرعه مدت يدها مسحتها قبل ماحد يشوفها ..لكن هيهات وهى نزلت على قلب حكيم قبل ماتنزل على خدها ..


غاليه اخيرا رفعت عينها من على الوكل وباركت لحكيم :مبروك ياولد ابوى ..اخيرا رابنا فك عقدتك !


تماضر ردت عليها بأرتياح :كل شيئ بأوانه يابنيتى ويوم مايريد يدوب الحديد ...عقبال فرحتى بيكى انتى كمان ياغالية قلبى ..


غاليه رفعت عينها على غازى بألم ونزلت وشها فطبقها تانى بعد ماتنهدت بحسره ..


غازى اتكلم بعد ماجلى صوته ووجه كلامه لحكيم فلاول : الف بركه ياواد عمى ..الف نهار نادى والله ..ومن بعدها اتوجه بالكلام لمرت عمه تماضر ..


وعلى اكده شفتيها العروسه داى وتعرفيها زين ولا رايحه تخطبى عالسمع يامرت عمى ..اصل متزعليشى منى ديه جواز والواحد لو مخدشى وحده كيف البدر فسماه يتصبح بحسنها كل طلعة صبح  كيف جماره اكدع ميبقاش اسميه جواز ..ولا ايه ياحكيم ياواد عمى ..


حكيم مردش لكن ردت عليه تماضر :له متخافش ياغازى البت كيف القمر سبحان من صور ..زى جماره ويمكن احلى هبابه كمان ..


تزعليشى منى ياجماره انى معقلش منيكى بس عشهد شهادة حق فوحده غايبه وملايكتها حاضره ..


غازى بصدمه :وااه للدرجادى !!


ردت عليه غاليه :واكتر من اكده كمانى ..طب دا حوريه داى كنها حوريه نازله من الجنه ..من وحنا عيال صغار كانت تاجى لابوى الكتاب تاخد درس دين ومن يوم يومها وحسنها غلاب ..كان عليها عيون خضر وبياض وشعر اوصفر و...


لسه هتكمل لكن صرخة حكيم وقفتها :غاااليه ..اتجننتى ياك ..عتوصفى فعرض وحده غريبه قدامنا كيف وتكشفى سترها وتعريها كيف !!.. ترضى حد يتحدت عنك فمجلس رجال اكده ويوصف فمحاسنك لرجاله غرب عنيكى؟ !!


 والله انى لو سمعت حد جاب سيرتك اكده لاكون مخلص عليه فالتو واللحظه ...اللى مترضيهوش على  لنفسك مترضيهوش على غيرك ياغاليه سامعه ..


غازى هز دماغه وابتسامه جانبيه مرسومه على خشمه بعكس الصدمه اللى جواه : ابتدت رحمة الله والغيره من قبل حتى البنيه  ماتاجى بيتك ياحكيم !! زين ..زين قوى ...يوبقى لما تاجى على اكده هتدسها منينا !!


حكيم مردش عليه وغازى لما حكيم معبرهوش بص بجسمه كله على جماره اللى قاعده متخشبه كيف جزع شجره ناشف ووجهلها الحديت ..


قوليلى ياجماره اعملتى ايه حدا الحكيمه النهارده ؟


جماره بفتور :مرحتش .

غازى :مأيه يختى !!!.. سمعينى زين اكده !ومروحتيش ليه ان شاء الله ؟


جماره :مرحتش وخلاص ..ايه فيها ماسمعتهوش !


جماره فاللحظه دى اتلقت من غازى ضربه بقبضة ايده على مؤخرة دماغها  بكل قوته خلت وشها لبس فالطبق قدامها والكل انتفض من شدة الضربه ..


تماضر زعقت بصوتها كله لما جماره رفعت وشها وشافت الدم سايل على  جبينها بغذاره   :ليه يامفترى ياظالم ايدك والضرب ليه !!


غازى رد عليها وهو بيمسك جماره من شعرها عشان يعاود الكره ويخبط دماغها تانى على الطربيزه فوق الاطباق .. ولما حكيم اتوكد انه مش هيلحق يحوش عنها الخبطه رمى سفطة العيش بسرعه قدامها ولما غازى خبطها وشها جه عالعيش خفف اذي الضربه ..


اما الخبطه التالته فغاليه كانت اقرب لغازى وقامت تخلص جماره من قبضته ولما مقدرتشى عضت كف يده بعنف خلته فلت جماره وجرت بيها الكرسى وبعدتها عنيه ..


غازى وهو عيفرك فيده :اتكلبتى  ياغاليه ولا ايه !

غاليه :انى اللى اتكلبت ولا انتا اللى اتهوست ،  فيه حد يعمل فحد اكده حتى لو غِلط ..وايه يعنى مراحتش مشوار النهارده متروحه بكره ياخى ..انت ايه ياشيخ ..


قالتها وهى عتقوم جماره وتحضنها لكن غازى قام مره وحده هبشها من يدها وابتدا يضرب فيها من تانى وهو عيقول ..


مش انى اللى حرمه تعصالى امر ..

مش غازى واااصل يابت المحروق .. وغاليه تصرخ وتحوش فيه، وتماضر قربت بالكرسى وهى عتصرخ وتشد فغازى من خلجاته، وحالة هرج حصلت وبرغم كل الضرب الا ان جماره مكانتش لا عتصرخ ولا عتدافع وعينها على حكيم اللى كان قاعد على السفره جامد وهادى ولا كأنه فيه حاجه عتجرى قدامه ...


دا الظاهر لكن الباطن ان حكيم كل ضربه كانت جماره عتاخدها كانت عتدكم قلبه قبل جسمها ،..بس هو عارف السبب الحقيقى ورا الكتله اللى عتاخدها جماره وعارف انه لو قام وحامى واتحمق ..هيوكد شكوك غازى والكل يرجع لنقطة الصفر من تانى ..


لكن نظرات جماره المستنجده بيه كانت كيف تيارات كهربائيه عتحفز قلبه وجسمه فكل ثانيه انه يقوم يحوش عنها لكن عقله رفض التدخل وبشده ..وكان عزائه ان دى ممكن تكون آخر مره جماره ترضى بظلم غازى وزله وانها بكده تتوكد انها ملهاش حل غير الهروب من غازى  والبعاد..وتكون آخر نوبه تتعرض فيها للضرب ..


قام حكيم من على السفره بهدوء من بعد مامفاصل ايده ابيضت من كتر الضغط عليها تحت الطربيزه واتوجه على بره سايب وراه ملحمه بين غازى وجماره، وامه وغاليه اللى عيدافعو عنها  ..


وصل باب السرايا ولسه هيخطى اتفاجأ بحاجه خبطت فضهره ، لف ولقى جماره فوشه مسكت قب جلابيته وبصتله بعتب ممزوج بألم وخزلان واتحدت بصوت مخنوق :


سايبنى ليه حوش عنى ..


قالت جملتها وايد غازى كانت هتطولها بس حكيم بسرعه خلاها وراه ووقف قبال غازى وفرد اديه بحمايه وقطع عليه طريق الوصول ليها ..ورعد بصوته كله :


حدك اهنه ياغازى !


غازى :بعد عن طريقى ياحكيم سيبنى منى لمرتى نتخالصو واطلع منيها انتا ..


حكيم :انى متدخلتش ولا كنت هتدخل غير لما هى احتمت بيا ونختنى ..ومش حكيم اللى حد ينخاه ويرده ..ولا حد يحتمى بسده ويخذ له ..يدك متتمدش عليها تانى فوجودى ..اخذى شطانك وخد مرتك وعلى المشتمل بتاعكم واتصافو بالهداوه وحلو مشاكلكم بالراحه وفهمها بالعقل ..


ومد يده على كتف غازى خبط عليه خبطتين :وبعدين وفر صحتك محتاجلك ففرحى اليومين الجايين دول تقف معاى وجارى كيف ماوقفت معاك ..ولا ايه يابو عمو !


غازى بص لحكيم بنظرة حيره وهو شايفه قباله ابرد من شهر واحد ومش  هو حكيم اللى لما كان غازى يمد يده على جماره بروج نافوخه تطير ..


عرف ان حكيم حكم عقله وموت قلبه وديه خلى غازى خسر نقطه كان اللعب عليها ممتع مع حكيم ..ودلوك لازمن يلحق حاله وينفذ اللى فدماغه قبل ماحكيم يعملها ويتجوز صوح ويجيبله عيل يهد  كل اللى غازى بناه طول سنين ..


ابتسمله غازى بود كداب ومد يده على يد حكيم اللى على كتفه وطبطب عليها :طبعا هقف معاك واحنا لينا غير بعض فلاول وفالآخر ..وان كان على جماره متحطش فبالك خلاص مضاربهاشى تانى ..بزياداها النهارده ..


حكيم سحب يده من تحت يد غازى وزفر بيمثل الارتياح :ايوه اكده اعقل ياراجل وخلى مخك كبير ..ومتعملش عقلك بعقل النسوان دول ناقصات عقل ودين ..


قال جملته وبص لجماره اللى كانت واقفه وراه ومآمنه بيه كنها ورا سور عالى واثقه ان عمره ماحد يقدر يخطيه ويوصلها طول ماهى وراه ..

واتكلم بنبرة حنيه :


يلا روحى على موطرحك ياجماره ومتخافيش غازى مهيعملكيش حاجه تانى ..وانتى كمان اسمعى كلمة جوزك اللى يقولهالك وطيعيه عشان متجيبيش الاذيه لروحك ..اللى يختار حياه يتأقلم معاها ..وانتى لازمن تتاقلمى مع غازى وتنجنبى غضبه ..


خلص كلامه وبسرعه هرب من حصار عنيها اللى كان بيقرا فيهم الف سؤال واتهام وعتب بالعافيه كان متحمل وقوفه قبالهم ..


حكيم طلع وغازى راح على المشتمل يعيد فحساباته على الوضع الجديد ..اما جماره فطلعت للجنينه وراحت على موطرح جمره وقعدت قبالها تحكي معاها وتشكيلها حالها وجفى حكيم عليها من بعد ماكان مغرقها بحنيته ...


سهرت واستنت واستنت عشان يعاود حكيم وفضلت سهرانه الليل كله تتنقل مابين الشجر وقفص العصافير وجمره  وبرضو حكيم معاودش لغاية مارجليها خِدرو وراحت قعدت على نص البرميل متخبطه ومش عارفه هتعمل ايه فحياتها بعد ماكل موازينها اتقلبت ..


اما غازى فراح على الاوضه اللى فيها الحفره وشال الغطى وفضل باصصلها وهو عيحسب فعقله يلزملها وكت كد ايه وفلوس كد ايه عشان تخلص وهو ايوه حداه الفلوس بس الوكت اللى مبقاش يملكه واصل ولازمن يتحرك بأقصى سرعه ..


اما حكيم فاراح المندره وقعد فيها وفتح سحارة كنبه وطلع منها دفتره وقلمه وقعد يكتب يمكن لما يطلع اللى فجوفه ع الورق يرتاح هبابه ..مسك القلم وكتب بأيد عترجف وخط مهزوز :


اليوم قد خنت ميثاق قلبي الذي تعهد امام عيناها بألا يخون، وميثاق عيناي وعقلى اللذان تعهدا فى حضرة انوثتها بـ الا يقربا محيط انثى غيرها  ..


اليوم نقضت عهدى واصبحت واعدًا اخلف، وانطبقت علي آية المنافق فقد تحقق علي شرطًا من الثلاث ..


سامحيني واسمحي لي بالموت امام عيناكِ واستحلفك برب العباد؛ بأن تقفي وحدكِ على تابوت قلبي والا تسمحي لغيرك بالاقتراب منه، وان توارى بيديكِ عليه الثرى فهذه وصيتي، ووصية الأموات واجبة التنفيذ .


لقد رُفعت الأقلام وجَفت الصحف، وبُعثِر مافى الصدور على اوراقًا خرساء، لو كانت تشعر بما كُتب فيها لتمزقت المًا، واعترضت على نزيف الأقلام حبرًا على قلوبها البيضاء نزيفاً محملاً بسكراتٍ عاشق ينازع الآم العشق ، فلا تتعجبي ياصغيرتي فأن للعشق سكرات ..


*********


رفع قلمه وانتبه على بشندى اللى جابله كاسة شاى وحط مسند فالارض وقعد عليه جار حكيم وهمسله بنبرة حنان :


هاه ياحكيم ياولدى ..رجعنا للتوهه ومسكة القلم من تانى ! مش كنا بطلناها وارتحنا وقولنا هننسو خلاص !


حكيم :طب ارضى ذمتك يابشندى تقدر انتا تنسى العمر اللى انى قضيته فعشق جماره ..تقدر تنسى الليل اللى كنا عنطويه سوى افضيلك بنار عشقى، وتبرد قلبي بكلام الصبر ..تقدر تنسى ديه يابشندى !!

وبص للحيطه على اربع الواح متعلقين عليهم خطوط كل ست خطوط بالطول يربطهم خط بالعرض على عدد ايام الاسبوع وكمل كلامه..


تقدر تنسى  السنين اللى صبرتها وكل يوم كنت استناه يعدى بفارغ الصبر عشان آجى احطله خط عالورقه واطرحه من ايام البعاد وافرح بيه عشان هيقرب اللقى ...


تقدر انتا يابشندى ..تقدر ياللى كنت لما تقولى على حاجه ومرضاش بيها تحلفنى بغلاوة جماره عشان اوافق وكنت عارف انك بكده عتمسكنى من قلبي اللى عيوجعنى ومهقدرش ارفض طلبك ..

تقدر تنسى ديه كله يابشندى ..تقدر؟!!!

بشندى نكس دماغه للارض ومردش.. عشان فعلا بشندى عاش مع حكيم قصة حبه وانتظاره ولوعة قلبه ،وكان عيحسب الايام اللى عتفوت قبل منيه عشان يشوف فرحته كيف اب عيحسب لولده البكر ومستنى يوم جوازه بفارغ الصبر ..


حكيم بحسره :شفت يابشندى ..اديك انت اللى عالبر مناسيشى ..اللى قلبه  فالميه مش كيف اللى قلبه فالنار يابشندى ..


بشندى :انى شفقان على حالك ياولدى هتقعد اكده لميته ..وايه اخرتها بس ..قولتلك ١٠٠ مره طلع غازى من السرايا وخليه يبعد بجماره من قصاد عنيك حتى لو هتبنيله قصر يقعد فيه لحاله  عشان ترتاح من عذابك وانتا ولا عملت لكلامى باعت ولا عبرتنى ..


حكيم :مهيرضاااااش يابشندى ..

عارفه مهيرضاااش وقولتلك فالاصل انه متجوز جماره عشان يحطها قبال عينى ويكوى قلبي بيها ...


بشندى :قلتلك سيبهولى وانى اخلصك منيه خالص او حتى اكسرلك رجليه واخليه يعيش يزحف انت اللى مراضيشى تخلينى افش غليلى منيه !


حكيم : استغفر ربك يابشندى مش انى اللى اذهق نفس ولا اعتدى وابغى على بنى آدم ..


بشندى :حتى لو كان غازى اللى شفت منيه اذيه بعدد شعر راسك !

حكيم :حتى لو كان غازى ..


بشندى :طب سيبك من غازى دلوك وبأذن الله ياجى اجله بعيد عنينا قريب ..انتا متكدر ليه قوى اكده !


حكيم :امى هتخطبلى يابشندى .


بشندى بفرحه :احب امك 

حكيم رفعله حاجبه :متتلم يبشندى 

بشندى :مش قصدى والله بس الخبر ديه امك تستاهل عليه حبه 


حكيم بنبرة هزار مخلوطه بغلب :يابشندى قلتلك ١٠٠ مره متهزرش بسيرة امى ..وقلتلك مليون مره لو عاوز تتجوزها اجوزهالك وانتا اللى مش راضى ..عتجيب فسيرتها ليه دلوك !


بشندى :يبوى امك ايه اللى اتجوزها بالكرسى بتاعها ديه ..يعنى اصبر عمرى كله من غير جواز وفالاخر اجيبلى مره اشيل واحط فيها ناقصه مرار هى ..حل عنى الله لايسيئك وانى مهجبش سيرة امك نوبه تانيه ..ناقص انى كُر يابشندى جُر يابشندى !!!


حكيم ضحك بصوت عالى :يخرب مطنك ومطن كلامك الدبش يابشندى ..والله عتضحكنى فعز وجعى .


بشندى :ربنا يبعد عن قلبك الوجع ياسى حكيم ..بس بأمانه كلام امك عين العقل ..معينسيش الراجل حب مره غير مره زييها .


حكيم :طب ومتجوزتش ليه انت بعد المرحومه وحده تنسيك حبها  !


بشندى :طب وهو انى كنت عحبها من اصلو عشان انسى حبها !!


انى كنت متجوز تأدية واجب ولما متاتت الله جاب الله خد ..ومطلبتش منيه عوض عشان معاوزش ..


اصلو ليه انى اجيب وحده تعد عليا انفاسى وكنت وين يابشندى ، اتأخرت ليه يابشندى ، قولى كلمه زينه يابشندى ..وبشندى سمه وموته نعوصة الحريم ..


وفوق ديه وديه يابشندى ..هات وحط فكرشى وكل يابشندى ..


اكسينى كل هبابه خلجاتى قدمو يابشندى ..ابصر ايه ومدرك ايه يابشندى ..وفالاخر تاجى تزعل وتروح بيت ابوها وتنسى كل حاجه زينه عملهالها بشندى ومتتفكرش غير الحاجه العفشه اللى يكون عدى عليها دهر بحاله ..

وليه الغلب قوطعت النسوان ورفقتها ..لحالى احلالى يبو العم ..


حكيم :الله على كلامك يابشندى اللى يسد النفس المفتوحه ..مابالك من النفس المقفوله لحالها يعمل ايه فيها ..قوم يابشندى من جارى لادب القلم ديه فعينك واقول وقع عليه .


بشندى :فداك عنيا التنين بس اشوفك مرتاح وفرحان ياسى حكيم ..والله لو عارف راحتك فعيونى اقلعهم واعملهملك عقد تحطهم فرقبة جمره 


حكيم طبطب عليه بحب :تسلملى عيونك يابشندى عارفك كد القول وهبابه والله 


بشندى :طب مش هتقولى مين اللى الحجه نقتهالك وبت مين فالبلد ؟


حكيم :والله ماعرف ولا سألتها حتى .

بشندى :مش مهم الست ام حكيم مهتختارش حاجه مش زينه ..اهى حاجه تصبر وتلاهى القلب وخلاص .


حكيم هز دماغه بقلة حيله ونام على ضهره بعد ماساب القلم وقفل الدفتر وبشندى هو راخر بعد المسند ونام عليه جار حكيم فالارض والاتنين باصين للسقف وساكتين ..واحد عيفكر فحاله واللى مستنيه، والتانى برضو عيفكر فنفس اللى عيفكر فيه حبيبه ونفسه يخفف عنيه بس مخابرش كيف !


حكيم دقايق واتعدل وبشندى اتعدل زيه 

بشندى :ايه على وين ؟

حكيم :مفيش هروح اتوضى واصلى صلاة استخاره واشوف ربنا هيدلنى على ايه عشان انى قلبى وعقلى وروحى عيتخبطو ومعارفشى حتى افكر فحاجه ..


وبالفعل صلى واستخار وفكره ارتاح لما رمى حمول قلبه على الله ونام قرير العين للصبح ..


**********


الليل طوى جناحاته وحكيم قام مع قرآن الفجر صدره مشروح وحاسس براحه كأنه كان شايل حمل فوق كتافه واتخلص منيه وابتسم بارتياح بعد ماتيقن ان ربه بيطمنه ان اللى جاى فيه راحه من بعد التعب ..


قام اتوضى وصلى ودخل السرايا واتوجه على جمرته يطمن عليها وابتدا يحطلها وكل وجفل مره وحده لما سمع صوتها التعبان من وراه ..


هتتجوز ؟هتتجواز ..رد عليا هتتجواز صوح 


حكيم بقلة حيله :ايوه ياجماره هتجوز ..عشان الدنيا لازمن تمشى ..وانتى اديكى شفتى عمايل غازى فيكى واتوكدتى انه مهيتغيرش ..يوبقى تنفدى بجلدك وتهروبى عشان دنيتك تمشى انتى كمان  ..


روحى لحال سبيلك ياجماره وادعى وانتى طالعه ان ربنا يؤجرك فى مصيبتك ويبدلك خير منها وصاحب العوض موجود ..هيعوضك عن قهرك وكسرة قلبك وعن كل حاجه مريتى بيها و شفتيها مع غازى ..


جماره بصوت باكى ونبرة ترجى شتتت قلب حكيم :بس انى معاوزاشى امشى واهملكم ..ان....


وقبل ماتكمل صرخ فيها حكيم بعلو صوته ..

لازمن تمشى لازمن ..لازمن تبعدى وتلحقى الباقى من عمرك تعيشيه براحه وهنا مع اللى يصونك ويراعى ربنا فيكى ..


انتى تستاهلى تتعززى وتتكرمى مع الكريم ومتفضليش متهانه فعصمة لئيم افهمى ياجماره كل اللى عيوحصول ديه عشان سعادتك انتى فلاول وفالاخر مش عشان اى حد ولا اى حاجه تانيه ..

ودلوك يلا فارقينى وخشى جوه قلتلك قبل اكده متهوبيش ناحية بوابة السرايا بس انتى الظاهر مخك تخين ومعتفهميش ..قولتها قبل اكده  وادينى عقولهالك تانى وتالت ..انتى معتفهمييييش 


لحظات صمت ميتسمعش فيها غير صوت انفاس حكيم العاليه ولو كان صوت كسرة القلوب عيتسمع كان اتسمع صوت كسرة قلب جماره على ١٠٠ حته بعد كلام حكيم ليها ..


حكيم اخد نفس قوى واتكلم بنبره جاده ..

انى مسافر بكره آخر النهار ..ارجع الاقيكى خدتى قرار يأمه تبعدى عن غازى وتطلقى منيه وحقك وحمايتك منيه ومن غيره اضمنهملك برقابتى ..


يأما تتحملى اللى عيعمله غازى فيكى من غير شكوى ولا اعتراض ..عشان محدش وكتها هيوقفلك ..لان لو كان حد وقفلك قصاد غازى قبل اكده عشان اللى كان عيجرى فيكى غصب عنك ..لكن اللى جاى كله هيكون بكيفك وبمزاجك ونتيجة اختيارك ..


قالها واستمر سكوت جماره وهى باصه للارض وعتخطط برجلها دواير وهى عتسمعه وبعد لحظات سكوت رفعت عنيها ونطقت اللى حكيم كان خايف منه وخلاه يغمض عنيه بألم ....


وللحكايه بقيه ...


بقلم /ريناد يوسف ❤


لكم منى اجمل باقات الزهور 🌺🌷⚘🌹


جماره 

ابنة بائعة الجبن 

البارت الخامس عشر 15 


جماره فضلت باصه للارض طول ماهى عتسمع لحكيم وبترسم دواير برجلها فالارض ولحظات صمت مرت عليهم ميتسمعش غير صوت انفاس حكيم العاليه ولو صوت كسر القلوب عيتسمع كان اتسمع صوت قلب جماره وهو عيتكسر من حديت حكيم معاها والنبره اللى اول نوبه يتحدت معاها بيها .. رفعت عنيها عليه باصرار  واتكلمت بنبره ثابته :


وانى مههملش السرايا ..ولا همشى من اهنه ..ومتقلقشى مش هطلب منيك تدافع عنى ولا هستنى من حد يقف فوش غازى عشانى ..


حكيم غمض عنيه واتحدت بنبره حانيه :ليه ياجماره !


جماره :ايه هو اللى ليه !

حكيم :ليه تعاندى حالك وتفضلى عايشه فالنار ..ليه تتحملى كسرة النفس فكل دقيقه وكل ثانيه ليه ؟


جماره :عشان كسرة النفس اهون  ١٠٠ مره من كسرة القلب  ..كسر النفوس يلقو عليه لكن كسر القلوب ملوش تجبير .


حكيم :فرك وشه بتعب وكمل كلامه :على العموم انى مسافر ولسه حداكى وكت تفكرى على راحتك ولما اعاود هسألك وترديلى خبر بآخر كلام ..اتحركت بس قبل ماتتحرك 


 فضلت مسافه بصاله بتحدى واصرار وهو بص لعيونها وقرا فيهم جوابها من غير ماتنطقه وشاف فيهم قسم انهم عمرهم ماهيفارقوه ..


جماره خدت نفس ودخلت على المشتمل وحكيم دخل السرايا وطلع على اوضته اتسبح وغير ونزل لقاهم متجمعين على السفره كلهم ..صبح عليهم وقعد يفطر والسكوت كان هو سيد الموقف من كل الموجودين ..


مفيش بس غير العيون عتفضى لبعضها بمكنون القلوب وكل عين باين فيها كرهها اوحبها اوكسرتها 


جماره عينها منزلتش من على حكيم لحظه وهو مرفعش عينه عليها ولا مره لكنه واعيها بقلبه 


وعشان يثبت لنفسه ان قلبه على صواب رفع عينه بنظره خاطفه على جماره وشاف اللى كان قلبه حاسس بيه ..

رجع عنيه على فنجان شايه وابتدا يمشى ايده على حافة الفنجان وهو عيهمس لنفسه :

يقال دائما ان الغرق موتِ ولكن لما  الغرق فى زرقة بحر عينيكِ حياه .


اما تماضر وبتها غاليه ففضلو يتحدتو فأمور السرايا مع بعض ومندمجين وتماضر تسأل غاليه بهمس عن خطيبة اخوها الجديده وهى ترد عليها بصوت واطى عشان حكيم ميسمعشى ويقندل عيشتهم ..


اما غازى فكانت عنيه على حكيم وجماره طول الوكت عيدرس فراسه الحاجه اللى هيعملها النهارده ويسأل حاله ياترى هتنفع ولا له ...


حكيم شبع وقام طلع عدى على جمرته واطمن عليها وطلع لبشندى فالمندره وصاه انه ينقل جمره جار المشتمل ويعملها موطرح ويعلم جماره تستهم بيها كيف وتوكلها ميته ويتركهالها طول فترة سفره وهى هتعتنى بيها ..


بشندى هز دماغه بطاعه ودخل ينفذ وحكيم راح على الاسطبل خد عنتر وطلع بيه عالارض يشوف احوالها واحوال الفلاحين ..


اما غازى فراح على المشتمل وفتح الاوضه ودخل وقفل الباب وراه، وزاح الغطا بشويش ووقف باصص للحفره والسلالم بتاعتها ،وعيسئل حاله ويحسب الوكت والفلوس اللى لسه عايزاهم عشان اللى فباله يحصول وشاف انه حداه الفلوس الكتير بس الوقت هو اللى معادش يملكه ..


قفل الاوضه وطلع شاف بشندى عيدق وتد لجماره جار المشتمل وسأله باستغراب :

عتعمل ايه حداك يابشندى !


بشندى :علضِم سِبَح !

غازى :متتحدت عدل يازفت انتا!

بشندى اتعدل ووقف قصاد غازى ونفخ بقلة صبر :اللهم طولك ياروح ..يعنى انتا ياغازى واعينى ععمل ايييه !!


غازى :وجايبها ليه داى اهنه !

بشندى :صاحبها وسيد السرايا امر بكده وانى ماعلي الا التنفيذ .


غازى :واشمعنا اهنه يعنى عشان تملا الموطرح صول وزناخ ومنعرفوش نقعدو !


بشندى :ابقو اوقفو ..


غازى بصله بطرف عينه مش عاجبه الحديت وسابه وطلع من قباله ومن السرايا كلها ..


حكيم بعد ما خلص لف عالارض، راح على شط الترعه فموطرح متعود يقعد فيه لحاله .


.نزل ربط عنتر فجزع شجرة صفصاف وراح قعد على جزع نخله ممدد.على حرف الترعه ..فضل شويه باصص للميه وبعدها وطى اخد بأيده شوية حصى وابتدا يرمى الحصا فالميه خلاها اتعكرت كيف عكار مزاجه فاللحظه دى ، وزبزب هدوئها كيف زبزبة قلبه ..


اثناء ماهو بيعمل اكده سمع من وراه صوت غازى بيرمى عليه السلام ..عقد حواجبه باستغراب وايده وقفت عن رمى الحصى لكنه مبصلهوش ..


غازى :طب رد السلام دا حتى اذا حُييتم بتحيه حَيو باحسن منيها او ردوها ياخى !


حكيم :عاوز ايه ياغازى ؟


غازى اتحدت وهو عيتقدم منه بعكازه :دايما مفكرنى عاوز منك حاجه ..دايما كل ماتشوفنى تفكرنى انى محتاجلك! ...


بس النوبادى مش انى اللى عاوز منيك ..انتا اللى محتاجلى وحاجتك حداى .


حكيم بصله وديق عنيه وهو شايفه بيتقدم وقعد جاره على جزع الشجره ومد يده خد كام حصوايه من يده وبدا يضربهم فالميه كيف ماكان يعمل حكيم واتحدت :


ايوه متستغربش اكده انى حداى حاجه تلزمك ومحتاجهل ... عتحدت عن جماره ياحكيم ..


حكيم سمع اسم جماره وانتبهت كل حواسه لكنه فضل على جمود ملامحه وساب غازى كمل ..


بص ياواد عمى انى مش هلف وادور ولا الاوعك فالحديت ..انى هجيلك دوغرى ..انى خابر زيييين قوى انك عاشق جماره وللامانه انى خدتها عشان اكده وانى وانتا خابرين زين ..خدتها عشان اكيدك بيها واطفى بيها نار قلبي منك ..اخلص منك دين قهر بقاله سنين متشالك ..


وللحق داى الحاجه الوحيده اللى  قدرت احرق قلبك بيها ..واوعك تفكر انى مصدق انها مبقتش تفرق معاك وانك طلعتها من قلبك واللى عتحاول تفهمهونى ليك كام يوم ديه ..


لاااه ياواد عمى دانى خابر انها لساتها فقلبك وعقلك وديه لو مهما كتمته عينك فاضحاه ..


اوعك تكون مفكرنى مكنتش عوعالك وانتا فالشوباك طول الليل واقف فعز البرد والسقعه عشان بس تتطلع عليها ..له دانى كنت عشوفك وكنت عبقى متكيف وفرحان قوى وانى واعيك محبوس ورا قفص الحرمان ..

ولا هى اللى ابتدت تتعلق بيك وطول الليل تفضل تبصلك وعاملين كيف روميو وجولييت ..بس الفرق ان روميو هو اللى فالشوباك وجولييت هى اللى تحت ..ههههههههه ..


حكيم رد عليه وهو لسه بيحاول يحتفظ بهدوئه قدام تصريح غازى المباشر بالكره والغل :


ايوه وبعدين !

غازى :بص ياواد عمى انى خابر ان نفسك فجماره ..وانى مهحرمش نفسك من حاجه تتمناها احنا فلاول وفالاخر ولاد عم برضك ..انى هسيبلك جماره ..هطلقها وابعد عنيها  وعن السرايا وعن حياتك نهائى ..ويمكن من البلد كمان ..ووعد مفيش كلمه هتمس سمعتك ولا سمعتها واصل بالعكس هقول طلقتها عشان لقيتها مش كد مقامى الناس لما تلاقيك اتجوزتها من بعدى عشان متوبقاش متطلقه وتتمرمط هيحترموك ويقدروك وانتا عاد شاطر وهتدخلها عقلهم من حتة الدين وقال الله وقال الرسول ..


وتقدر وكتها تتجوزها ويادار مادخلك شر .


حكيم رجع يرمى الحصوات فالميه واتكلم :والمقابل  ؟!


غازى ضحك ورد عليه بلهفه وعينه عتتجول قباله على آرض على مدد الشوف : احب فيك انك عتفهمنى طوالى ياحكيم ..وسكت لحظات وبعدها نطق : (الارض )


تكتبلى الارض داى كلها بيع وشرا ياحكيم .


حكيم ضحك ضحكه عاليه وقطعها وهو عيرد عليه :ديه عشم ابلييس فالجنه ياغازى .


غازى بهدوء :ابليس مش من حقه يعشم فالجنه عشان مش بتاعته ولا من حقه ..لكن انى معطلبش غير حقى ..ارضى اللى سرقتها منى انتا وابوك واشترتوها بفلوسى وشقا ابويا وعرقه ..


حكيم :طول عمرك تكدب الكدبه وتصدقها وتدافع عنيها كمان لو حد اكتشفها ..فلوسك ايه وشقى ابوك ايه ياغازى ..اذا كان دهب امك شفته بعينك وعرفته وين ..وعارف زين فلوس الارض جات من وين ..يوبقى شقا ايه وعرق ايه اللى عتحدت عنيه ديه !


غازى :اوعك تكون مفكرنى امهبل ومصدق موضوع الجَره ديه ..اللى حتى لو كان صوح فهى برضك من حقى زيي زيك وكان ليا فيها كد اللى ليك ..لكن اللى حوصول انك خدتها كلها لحالك انتا وابوك واشتريتو بيها الارض ..ارضى .يعنى من دقنه وافتله .


حكيم :خليك فاللى انتا فيه وفاللى مخك التعبان مفهمهولك ..وخُصم الحديت انى جماره معاوزهاش ..وشبر من ارضى رجلك مهتدوسوش ياغازى .


غازى :كداب ياحكيم .. عاوزها ..ولو فتحت صدرك دلوكيت هتلاقى قلبك عيصرخ ويقولك وافق وارحمنى من العذاب ..


واحب اقول لقلبك انه لساته مشافش عذاب واللى جاى هيكونله جهنم حمره ..


وحط فبالك ان كيف ماجنتى فيدك جنتك فيدى ..


حكيم بصله وركز علي عنيه ونطق بمراره :طول عمرى كنت عتمناك اخ وسند ليا و حزام لضهرى ياغازى ..بس انتا مكونتليش غير شوكه فضهرى ..وطول عمرى ادور على سبب للكراهى المتأسسه جوا قلبك ليا ملاقيشى ..النصيبه انى معلاقيشى اى سبب ياخى .


غازى :له الاسباب كتير بس انتا اعمى معتوعاش ..سيبك من الاسباب وخليهملى انى عارفهم وعاددهم واحب اطمنك انهم كتير ..وكتير قوى ... 


حكيم :طب ادينى سبب منهم يقنعنى يمكن احطلك عذر واشفق عليك من اللى انتا فيه !


غازى :ينفع معاك سبب انك خدت كل حاجى ملكى وليا وخليتنى كيف الكلب استجدى منيك وامد يدى واستنى رحمتك لما تدينى بعد سين وجيم وهتودى فين وتعمل بيهم ايه ! ..


ينفع لو قلتلك عشان حرمتنى من سرايتى وقعدتنى فمشتمل اوضتين وصاله كيف ملحق الخدامين بحجة انى مينفعش ابيت فبيت فيه وحده تحللى ورميتنى رمية الخدم وانت عايش فسرايتى متنعم فيها وعتنام على ريش نعام وتمشى على مرمر !!


ينفع معاك انى اتيتمت بسبب امك وابوك اللى كتلو ابوى عشان كان عيدافع عن فلوسه وماله وحقه وامك اللى الله وحده اللى يعلم كانت تعمل ايه لامى عشان تعجل بأجلها ..


تكفيك دى اسباب ولا عايز كمان ..لو عايز تانى اديلك انى مفيش اكتر من الاسباب حداى ..


حكيم بصله واتكلم بنبره هاديه ..كل اسبابك باطله وملفقه وانى وانتا خابرين زين الحقيقه فين ..وعشان اسبابك باطله يوبقى كرهك وحقدك كمان باطلين عشان مابُنى على باطل فهو باطل ياغازى .


غازى :لعب لسانك بالقرآن والسنه واتدارى ورا مشيختك من كل الناس ..الا علي انى وقدامى ..عشان انى الوحيد اللى رافع عباية التدين بتاعتك وشايف ايه اللى تحتيها .. 


ودلوك هسيبك تفكر مع حالك ولما تعاود من السفر رد عليا ..قالها ووقف ومسك عكازه  وطبطب على كتفه مرتين وسابه ومشى ..وحكيم رجع تانى يرمى الحصوات فالميه بعد ماغازى حطه فنار جديده او بمعنى اصح بين نارين .


نار جماره ..ونار الارض اللى جمعها بشلول العين .


بعد فتره قعدها حكيم مع نفسه عيستمع لصليل سيوف معركه طاحنه بين قلبه وعقله ..قلبه اللى عيقوله اوعك تفرط ففرحتى اللى عشت طول عمرى مستنيها ..وعقله اللى عيقوله التمن كتير وكبير قوى ويقطم الضهر ...


ولما شاف ان المعركه مش هتنتهى فالوكت الحاضر عشان اخصامها كل خصم اقوى من التانى وكل واحد فيهم ليه اسبابه اللى عيقاتل عشانها بضراوه ،قام واخد عنتر ورجع بيه على السرايا وداه الاسطبل وراح على المندره..


اول مادخل شاف بشندى حاطط قدامه عالارض قفص يوستفندى ومادد رجليه حوالين القفص وعمال يقشر وياكل ..


دخل حكيم وقعد جاره على الكنبه ونفخ بقوه 

بشندى بصله بطرف عينه ورجع كمل تقشير الحبايه اللى فأيده واتكلم مع حكيم من غير مايبصله ..


والله انى عايز احبسك فالمندره اهنه ومطلعكش تانى واصل ..تكون طالع مرتاح البال وزين ويادوبك تخطى رجلك بره ..ترجعلى شايل طاجن ستك وطواجن جيرانها كمان فوق راسك ..مالك يابوى جاى كيف المكبوب طحينه اكده مش لساتك طالع مليح ؟!!

قولى اتعترت فمصيبة ايه وانتا ماشى النوبادى !


حكيم :اتعترت فغازى .

بشندى :قَطعَه ..ماله الكُعل(روث المواشى ) ديه عيملك ايه 


حكيم :جه وراى الارض وقالى انه هيطلق جماره ..بشندى وقف مضغ وبصله مستنيه يكمل ..

-وهيسيبهالى ويسيبلى السرايا ويمكن البلد كلياتها كمان ...بس عارف ايه المقابل 


بشندى كمل مضغ واتكلم بهدوء :اللى وراك واللى قدامك 


حكيم ابتسمله :لماح يابشندى !

بشندى :ممحتاجاشى ..عشان هو عايش طول عمره مستنى الفرصه .


حكيم :هو طلب منى الارض بيع وشرا ..

بشندى قشر يوستفندايه وحطها كامله فخشمه ومضعها وطلع البذر كله فيده وحطه فطبق جاره وبعدها رد على حكيم :...اديهاله 


حكيم بصله وفتح عنيه عالآخر ولساته هينطق لكن بشندى سبقه :


انتا اكده اكده كنت هتديهاله وعتديه منها بالهبابه وناوى انك ترجعهاله كلها حته حته ..يوبقى ليه متديهالهوش وتشترى بيها راحة قلبك وتوبقى انتا الكسبان !؟


حكيم :بس ياناصح هو عاوز الارض كلها ..القديمه والجديده ..وانتا خابر ان امى الارض حداها خط اوحمر سواء القديمه ولا الجديده ولو اكده انى كنت عطيتهاله من زمان وارتحت منيه بس عشانها عديهالو بالحته وعقولها حق تعبه .


بشندى قشر حبايه تانيه وحطها فخشمه ومضغها وطلع البذر ورد على حكيم :


سيب امك مهتعرفشى حاجه ومتطيرش تقولها غير لما تقلبها فنافوخك وتقرر وحتى مش ضرورى تقولها ولا تعرفها واصل 


حكيم :ومن ميته ععمل حاجه من غير شورها ولا عخطى خطوه من غير علمها يابشندى !..هى الارض القديمه عادى اديهالو وامرها مفروغ منيه ..بس الاشكال كلياته فالجديده  وانتا خابر وعلى يدك شفت انى كديت فيها كد ايه يابشندى دى شقى سنين ..


بشندى بتفكير :  هى مش الارض الجديده انتا كاتبها لست غاليه اختك بتاريخ قديم وانى وواحد من الغفر شاهدين ولا نَسيت ! شكلك بقيت  عتنسى كتير اليومين دول انتا  ..

وغمزله وكمل كلامه ..وانتا معتقدرش تتصرف غير فاللى ليك، واللى ليك وتحت يدك اعطيهوله ويغور بيه ويحب يده معدوله مقلوبه ..


حكيم قطع فصين حطهم فخشمه واتكلم وهو عيفكر فكلام بشندى  :وتشهد زور يابشندى !


بشندى :شهادة زور تحافظ على الحق وتقف فوش ظالم طماع متوبقاش حرام ...ان كان غازى قرد وعيتنطط على كل حبل هبابه خليك انتا القرداتى اللى يحرك غازى على كيفه وماسك حبله بيده وسايبه يتنطط وفاكر حاله حر ..بس وكت مايعمل حاجه متعجبش صاحبه يشده من الحبل يكفيه على بوزه ..


حكيم ابتسم لبشندى بأعجاب ورد عليه :مع ان تشبيه القرداتى ديه واعر هبابه يابشندى ..بس عجبنى 


وصوح  القرد لازمن يكون ليه قرداتى ..


بشندى بص لحكيم لقاه لسه هيحط فصين يوستفندى فخشمه كان مقشر وحده سكها كلها فخشم حكيم وقاله :السفندى عيتاكل اكده عشان تحس بحلاوته ..


حكيم مضغها بصعوبه عشان مهواش متعود يحط حاجه فخشمه بالحجم ديه، ومال لقدام وعصارة اليوستفندى عتطلع من جوانب خشمه وهو يمسح فيها وبشندى فضل يضحك عليه لغاية ماعرف يبلعها ..


حكيم :يخرب مطنك يابشندى كنت هتطلع روحى وخليتنى بلعتها بالبذر جاك الطين .


بشندى بضحكه :احسن خليها تخضر فبطنك شدرة سفندى هههههع 


حكيم :عتضحك على ايه قوم ياحزين وشيل القفص ديه من قبالك وكفاياك حش لتتعب !


بشندى :له دا كله ميه معيتعبش ..معيتعبش غير بالليل بس لما يقومنى من عز نومى اروح بيت الراحه ...والله من السقعه سعات عفكر اعملها فموطرحى والصبح انشرها ولا مين شاف ولا مين درى هههههع هع 


حكيم بضحكه :والله الم عليك عيال البلد واخليهم يزفوك ويقولو الش... بشندى بتاع السفندى ..


ضحكو الاتنين وحكيم سابه وقام دخل السرايا عشان يقعد جار امه هبابه قبل مايسافر ،وكمان يحضر شنطته ..واهناك يكون معاه الفرصه انه يصفى ذهنه ويعرف يفكر زين ويدرس كلام بشندى وياخد قرار يرضى عقله وقلبه سوا ..


من اول مادخل البوابه عينه راحت على موطرح جمره وقلبه خفق لما متلقهاش فموطرحها ،لكنه افتكر انه قال لبشندى ينقلها ،وبالفعل بص لقاها مربوطه جار المشتمل وقريبه على قفص العصافير ..


كان رايح ناحيتها بس وقف لما شاف جماره ظهرت من وراها وفأيدها فرشه وكوز وعتدعك فجسم جمره وتكب عليها ميه وجمره مستسلمالها باستمتاع ..وضحك لما شاف جماره كل هبابه تحضن دماغ جمره وتبوسها وترجع تدعك فجسمها بالفرشه والصابون وتكب ميه تانى ..


دخل على السرايا علطول ومرضاش يقطع لحظات المتعه والراحه اللى عايشينها التنين جمرته وجمارته ..


اتوجه على امه اللى كانت قاعده فالصاله حب على يدها وراسها وقلع عمته و شاله وعبايته رماهم على الكنبه ومسك مسند حطه فالارض جار رجلين امه وقعد عليه وحط دماغه فحجرها وهى  رفعت ايدها تمسد على شعر ولدها بحنان 


حكيم بتعب :قلبي تعبااااان ياتماضر .


تماضر :اسمالله على قلبك من التعب ياولدى ..معلهش يالبة القلب اتحمل هبابه وكل التعب ديه هيتنَسى لما تاجى اللى تخففه وتشيله عنك وتطيب جروح قلبك ..


حكيم :تطيب ايه يمه وانتى عتطلبى منى ابتر قلبي من موطرحه واقطع الشريان اللى عيغذيه ...قوليلى فيا ايه يتطيب بعد ماديه يوحصول ..

فيه حد ميت يطيب يمه !


تماضر بخوف :بعد الشر الشر بره وبعيد ..اوعك تجيب سيرة الموت على لسانك نوبه تانيه ..


حكيم :الموت مش بقطع النفس بس ياتماضر ..سعات الموت عيكون بقطع العشق ..وانى عتنفس عشق يام حكيم ولو اتقطع منى هموت ...


حاولت وربنا شاهد وعالم وجاهدت نفسى وطول الوكت علومها واجلدها وافكرها بعذابها يوم ماتقف بين ادين ربها  ..بس والله صعبه ..ونفسى دايما تقولى ان بصتى ليها  كيف بصة اب لبته خايف عليها وعايز يحميها من الدنيا بحالها ..


تماضر همست بحنان :عارفه ياولدى ..وخابره زين ان بصتك لجماره عمرها مكانت بصة عين نجسه ..بس برضك تفضل حرام وطول ماعتبصلها ومن جواك  عتتمناها وهى على ذمة غيرك .. فالحاله دى توبقى تخطيت الذنب ودخلت فالكبائر ..


والله يغفر الذنوب كلها مالم تُرتكب الكبائر ياولدى ، يعنى تاخد بالك انك دخلت فالمحظور اللى معيتغفرش ..


حكيم هز دماغه لامه بتفهم وفضل شويه ساكت وامه مستمره تمسدله على شعره ..اتنهد قبل مايهمسلها ..


امه ...غازى عرض عليا جماره قصاد ارضى كلها ..


تماضر ايدها توقفت عن التمسيد وحكيم رفع دماغه يبص على رد فعلها لقاها باصه بعيد وضامه حواجبها ..


حكيم :سكتى ليه يام حكيم 


تماضر بتوهان :عاوزنى اقول ايه ياحكيم ؟!

حكيم :قولى اى حاجه 

تماضر :بس 

قولى يمكن ميعجبكش ولا ياجى على هوا قلبك ياولدى 


حكيم:كل اللى عيطلع من خشمك عيعجبنى وحُكمك سيف عيمشى على رقابتى وقلبى يام حكيم .


تماضر :بس الحديت ديه لا ينفع فيه حكم ولا سيوف ياحكيم ..ولا حتى الحكم ينفع يكون للقلوب ..


كل نوبه تشورنى فحاجه محيراك عقولك استفتى قلبك ..لكن النوبادى الوحيده اللى هقولك فيها استفتى عقلك ..شوف عقلك هيقولك ايه ياحكيم ..


حكيم كلام امه مازاده الا حيره فوق حيرته ولو كان فقلبه ذرة امل فالوصول لجمارته فدلوكتى حتى الذره طارت ..


خد قعدته وبعدها طلع اوضته كانت غاليه محضراله شنطته قعد شويه مع حاله وبعدها قام اتسبح ولبس وخد شنطته ونزل متوكل على الله ..


ودع امه وودع غاليه وطلع شاف جماره قاعده جار قفص العصافير واول ماشافته ماسك شنطته وماشى جات جرى عليه ووقفت قباله تنهج :


-خلاص امسافر ياسى حكيم 


حكيم :ايوه ياجماره ..عايزه حاجه اجيبهالك معاى وانى معاود 


-عاوزاك تردلى سالم 

حكيم هزلها دماغه وهرب بعنيه بص على جمره ورجع بعنيه لجماره تانيه وهمس :مش هوصيكى على جمره ..انى سايب روحى امانه بين اديكى ياجماره .


جماره :متخافش عليها فعيونى التنين ...بس يعنى دى جمره طلعت حداك اغلى حاجه فالدنيا على اكده طول ماوصفتها بالروح !


حكيم :بس فيه حاجه اكتر من الروح وهى المتحكمه فيها ياجماره .


جماره :ايه هى الحاجه دى ياسى حكيم 


حكيم :القلب ياجماره ..القلب لو وقف ولا جرتله حاجه عيكون هو السبب فطلوع الروح وزهقها ..وهو كمان اللى عيضخ دم لكل الجسم ومسئول عنيه ..

صوح جمره حداى الروح بس فيه ناس غيرها حداى فمحل القلب ..


جماره بهمس :يبختها الناس دى متهنيه بغلاوتها حداك والله .


حكيم :ولا متهنيين ولا عارفين ولا حتى حاسين بأصفاد النار اللى متسلسل بيها قلبي بسببهم  .. يلا ربنا يسامحهم على ذنب مقترفتهوش يدهم بس غصب عنهم متلامين عليه ..


جماره :انت ليه كل كلامك الغاز ياسى حكيم !

حكيم :انى حياتى كلها لغز ياجماره لغاية النهارده ملاقيلهوش حل ..


وكل مالاقى حل اللغز يطلع غلط وارجع ادور من تانى ...اتنهد بقلة حيله وكمل ..القصد ..هسيبك انى فرعاية الله وحفظه ..بس بالله عليكى اتجنبى غازى وطيعيه عشان تأمنى شره  لحدت ماعاود ..

الا عقولك ايه هى امك عيشه بطلت تاجيكى ليه معدتش عشوفها فالسرايا واصل !


جماره : امى عتاجى تطل عليا كل يومين وتسلم عليا عالواقف وتعاود لدارها عتقول معحبش جوزك يشوفنى قباله ولا انى طايقه اشوفه قبالى ..وبعدين من ناحية غازى  متخافش هو هتسافر انتا من اهنه وهو هيسافر وراك من اهنه ..


وهنا جماره فكرت حكيم بحاجه كانت غايبه عن باله وناسيها ..وهى انه يشوف غازى عيروح فين طول مدة سفره ويعاود قبل منيه بيوم واحد او بساعات ..


سابها وطلع من السرايا على المندره ووقف قصاد بشندى :


بشندى انى ماشى ..تفتح عينك النوبادى وتُقطر غازى وتعرفلى عيروح فين فغيابى ..بس من غير مايلمح طيفك ولا طيف اللى هيقطره ..وتستنانى لما اعاود حتى لو شفته عيعمل نصايب ..فاهمنى يابشندى ؟


بشندى شاورله بدماغه وعينه دليل على الفهم وحكيم سابه وطلع على محطة القطر خد اول قطر على القاهره وهرب من البلد ومن كل حاجه لكن الهموم والحيره لساها جوا قلبه وروحه ومرافقاه بين مايروح .


اما بشندى فاخرج من المندره ووقف زنهار قصاد باب السرايا وكلف اتنين من الغفره واحد يقطر غازى ويمشى وراه منين مارجله تخطى ..والتانى يراقب باب المشتمل الورانى ولو طلع غازى منيه يمشى وراه كيف ظله ..


بالليل قدام باب المشتمل الورانى غازى واقف بعد ماقال لجماره انها تبيت فالسرايا بحجة انها زعلانه منيه بسبب الكتله اللى عطاهالها ..عشان دى اخر حاجه قدامه ويطلع الطميره .. وهى ماصدقت يقولها اكده وهربت من سجنه على السرايا وسابته هو وطميرته متمنيه ان حفرته توقع فوق راسه ويندفن تحتها هو وطميرته  وترتاح منيه ..


اما غازى اثناء ماهو واقف جاله عوض يجرى ويتلفت حواليه .


غازى :هاه كله تمام ياعوض ؟


عوض :تمام ايه دى فيه نصيبه ..بشندى واقف زنهار حارس خيالك يخطى بس برا السرايا ..وكلفنى انى بمراقبة باب المشتمل وواحد تانى يقطرك بين ماتروح ...ومرضاش يشرب شاى وواقف مستنظر طلوعك من السرايا كيف الديب !


غازى ضرب ايده فحيطة المشتمل وعيونه اتصبغت بلون الدم :


يوبقى مش هينفع اقول مسافر النوبادى كيف كل مره ..فضل يخبط بقبضة ايده على جبينه بتفكير وهو موطى وفجأه رفع دماغه وكلم عوض من بين سنانه :


اسمعنى زين ياعوض ..الليله داى اهم ليله فعمرى كلياته ..تروح لبشندى وبأى طريقه تخمده حتى لو تضربه على نافوخه ..


ادخل الناس بس وهخليهم جوا الحفره طول الاسبوع ميروحوشى واصل غير لما يخلصو شغلهم عالاخير ..والصبح بشندى هيفوق يلاقينى فوق راسه قاعد ولا من شاف ولا من درى .


عوض :الا قولى هى الطميره داى مقربتشى تطله ؟ دانتا ليك ياجى ٣ سنين عتفحت فيها ..انى عقول لو فيه حاجه كان زمانها ظهرت وبانت من زمان !!


غازى رد عليه وهو سرحان :انى كمان عقول اكده ياعوض ..وعلى العموم داى اخر محاوله لقينا حاجه نطلعوها والخير يعم عالكل ..ملقيناشى يوبقى نسدو نقرتنا ويادار مدخلك شر ..ولا خير حتى .


عوض :يابوووى ..بعد كل التعب والمصاريف داى !


غازى :محدش مغسل وضامن جنه ياعوض ..الحجات داى ارزاق ومتقسمه ..يلا عاد طير انتا وقوله غازى مبانش وجيت اشرب شاى اكلى لقمه عالسريع ايوتها حاجه ..واديه من اللى هتعمله ..


عوض : علم وينفذ ياكبير ..وساب غازى عيونه زايغه من اثر الكلمه جوا نفسه وابتسامة انتصار وفوز قريب مرسومه على وشه ..


راح عوض على المندره بحجة انه جاع وعاوز يدخل بيت الراحه وبالفعل دخل المندره يدور ويبعبش فكل حاجه قدامه، لغاية ماعينه جات على قفص اليوستفندى تحت الطربيزه ..اتلافه منه كام وحده ومسك كل وحده فتح فيها فتحه صغيره وكب فيها شوية منوم عديم اللون والريحه وطلع بيهم ..


بشندى اول ماشافه برقله :واه ..عترت فين بيهم دول ياواكل ناسك دانى داسسهم قولت اسلى بيهم الليل !


عوض :خف بخل يابشندى دول حبايتين سفندى ..وعشان تسامح خد وحده منيهم اهى ..وحدفله وحده بشندى استلقاها وقشرها وهو باصصله بغيظ ..غور بيهم سم هارى دا الكيلو ب٢٠ قرش ياواطى ..وحط اليوستفنديه كلها فخشمه 


عوض بيمثل الزعل :طب والله طول مادعيت عليا مادايقهم ..

بشندى :احسن لافينى ..ومدله اديه الاتنين ..


عوض :ولا انى ولا انتا ..والله مايكلوهم غير الرجاله ..ورمى وحده لكل راجل وكل واحد لقف بتاعته وابتدا يقشر فيها وهو عيضحك على غيظ بشندى من عوض ...وبعد اقل من ١٠ دقايق كل اللى اكل من اليوستفندى كان متكوم قاعد على حيله وعوض عدل قعدتهم وسند ضهرهم على سور السرايا ولف بسرعه يدى لغازى التمام ..


شويه وغازى كان مدخل الناس وكل معداتهم المشتمل وكلف عوض يروح يجيبله وكل وشرب ومعلبات تكفى الناس سبوع بحاله ..وعوض خد العربيه النص نقل بتاعة الشغالين  وراح بيها عالبندر عشان يجيب الطلبات وغازى وصاه بعد مايجييب الطلبات يركن العربيه بعيد عن السرايا خالص ...


عوض عمل اكده وغازى اطمن ان خطته ماشيه كيف ماخططلها وعرض على العمال ٣ اضعاف الفلوس بس الشغل اللى يخلص فيومين يخلص فنص يوم ..وفعلا العمال فرحو بالفلوس وبقو يشتغلو شغل من نار ..


اما فالسرايا 


تماضر :بس برضك حرام تهجرى موطرحك وجوزك وتخلى الملايكه تلعن فيكى للصباح يابنيتى ..مهما كان ديه جوزك ورضاه من رضى ربك 


غاليه :الكلام ديه لما يكون زين معاها مش عامل كيف التور الهايج كل هبابه ينطح فيها !


تماضر بصت لبتها غاليه بغضب وزعقت فيها :جاكى عش زنان لما يتلم عليكى ميخليش فيكى موطرح من غير لسعه يابَعيده .


غاليه :واه يمه وانى قولت ايه يعنى مش كلمة حق والساكت عن الحق شيطان اخرس ..عاوزانى اكون شطانه اياك !


تماضر :انتى على اكده مش عتقولى كلمة حق يامزغوده انتى اكده بقيتى خَبابه .


جُماره بصتلها باستفهام وسئلتها :يعنى ايه خبابه ديه ياخاله ؟


تماضر :الخَبابه داى يبنيتى كما جاء فى حديث الرسول عليه الصلاة والسلام اللى عيقول (مَنْ خَبَّبَ زوجة على زوجها أو مملوكه فليس منا)


 يعني متاجيش وحده تقول لوحده كلام على جوزها تخليها تنفر منيه ، وتفضل تذكر فمساوئ جوز اللى قصادها لغاية ماتسد نفسها منيه ..وتفضل كل مادا تزيد فالعَييب والذم لغاية ماتخلى الوحده تكره جوزها ، ..يعنى زى مثلا جوزك بخيل ..جوزك عيبصبص للنسوان ..جوزك شكله عفش ..جوزك وجوزك لغاية ماتخلى المره متطيقش تبص فوش جوزها ...والعكس صحيح برضك  وديه يعتبر  من الظلم والعدوان والسعي بالفساد في الأرض...


يعنى لازم الوحده لو راحت لاختها ولا صاحبتها تشتكيلها من جوزها وتفضفض معاها تدعيلهم بالهدايه ..وتقولها كل الرجاله اكده واتحملى تؤجرى ..وربنا يصلح مابينكم وبكده تهدى النفوس وتصبرها وتاخد ثواب كبير عند ربنا ...

طب انتى من ساعة مادخلتى البيت عتشكيلى من غازى وعشوف بعينى عمرك شفتينى دعيتله غير بالهدايه ولا دعيتك غير للصبر والاحتساب !


جُماره :الحق لله عمرك ياخاله .


تماضر :عشان مبقاش خبابه يابنيتى ..


غاليه :بس مش المفروض الكلام ديه لو جوزها زين ووحده جات تغيرها عليه ؟!


تماضر :وحتى لو شين محدش يقول فحقه كلمه قدام مرته وهى لحالها اللى تقرر هو زين ولا شين ..تكمل معاه ولا تبعد عنه ..تقدر تتحمله بكل الزين والعفش اللى فيه ولا متقدرش ..

 

فهمتو  معنى الحديث زين   ..


جماره :الله عليكى ياخاله انتى بحر علام والله وعارفه كل الحرام والحلال .


تماضر :واه يابتى ..مش بت شيخ ومرت شيخ وام شيخ وعشت عليات عمرى انام واصحى على صوت ابو حكيم وهو عيقرا قرآن ويفسر احاديث وقبل منيه ابوى  .


جماره :ربنا يزيدك من علمه كمان وكمان ياخاله ...بس يعنى حاسه ان غاليه مش كيفك انتى وحكيم ولا حتى عمى ابو حكيم الله يرحمه من كلامكم عنيه !


تماضر :له غاليه بقره سيبك منيها ..حياش غير تحش وتنام وبس .


غاليه :استغفر الله العظيم ياربى ..يمه احب على يدك خلى التهزيق ديه مابينى وبينك متشوهيش صورتى قبال الناس اكتر من اكده ..


تماضر ضحكت وجماره ضحكت معاها 

غاليه  :.. ايوه اضحكو اضحكو ..بكره هتجوز واسيبكم واروح لبيت يقولولى فيه ياست فين كنتى.. وابقى اشوفك هتركبى حلس مين بعد منى وتعمليه مضحكه ياتماضر!


تماضر :هروحلك بيت جوزك اضحك واتمقلت عليكى اهناك ..


غاليه :دا توبقى وقعه مربربه عاد !


جماره وتماضر ضحكو بصوت اعلى وحتى غاليه ضحكت معاهم وبعدها سكتت تتأمل فوش جماره والزراق اللى فجبينها وتتخيل لو كانت هى موطرحها وغازى عيمل فيها اكده كانت هتعمل ايه وتحس بأيه ..وبعدها حمدت ربها ورددت فنفسها ايه :(وعسى ان تكرهو شيئا وهو خير لكم ) الحمد الله الذى كفانى هذا ..


خلصو قعدتهم وجماره طلبت انها تبات فاوضة حكيم وتماضر سمحتلها وطلعت النوبادى من غير خوف عشان عارفه سر الاصوات اللى سمعتها قبل دلوك ودخلتها بلهفه ومحبه كيف ماتكون عاشت فيها سنين قبل اكده ومشتاقه لكل شبر فيها ..


دخلت ومسكت خلجاته اللى كانو على السرير قالعهم قبل مايسافر وحضنتهم بحب ورفعتهم على وشها وشمت فيهم ريحة الجنه ...


وللحكايه بقيه .......


بقلم /ريناد رينوووو 🌺


لكم منى اجمل باقات الزهور ⚘🌷🌺🌹



جُماره 

ابنة بائعة الجبن 

البارت السادس عشر16


جماره كانت اجمل ليله تعدى عليها من ساعة مادخلت السرايا وهى فأوضة حكيم، ووسط كل حاجته، مع انها دخلتها قبل اكده لكن النوبادى داخلاها باحساس مختلف وشعور جديد عليها مخليها معاوزاش تفارق ريحته اللى باقيه منيه فخلجاته ولا تفارق موطرحه اللى كان عيقعد فيه ...


اتمددت على السرير  بعد سهر طال وهى عتتنقل بين اغراض حكيم كلها وتلمسها بيدها بأعجاب وانبهار، 

 بمجرد ماحطت راسها عالمخده سمعت الخبط بتاع غازى لكنها مهتمتش ،ونامت الليله دى ملو عينها نوم وراحه ففرشته وعلى ريحته..


اما غازى فبعد ليله من التعب مع الناس وفضل سهران للصبح منامش، ولا هيقدر ينام عشان لازمن يروح لبشندى ويكون جاره لما يصحى .. طلع من المشتمل متوجه لبوابة السرايا و فجأه وقف ..

بص لجمره بتفحص وقرب منيها وحط ايده عليها ومسد على شعرها وهو عيفتكر الفرسه دى بالذات وغلاوتها حدا حكيم ،


وكيف انه ولا مره كان عيسمحله يقرب منيها ولا يركبها كيف باقى الخيول، وكيف كان عيبصله لو دخل عليه الاسطبل فجأه ولقاه جارها ولا حاطط يده عليها ...


ومن غير مايحس لقى نفسه بيشد شعر رقبة جمره خلاها صهلت بصوت عالى ورفعت قوائمها القدامنين اعتراض ،وهو شافها عيملت  اكده وبعد عنيها وفضل يبصلها ومديق عنيه وهى عتبصله وتهز فدماغها برفض اتهيأله انها هى كمان عتقوله بعد عنى متلمسنيش كيف ماصاحبها كان عيقوله ..


دار حواليها دورتين، وقرب من حبلها فكه وحطلها اللجام بعنف وحط السرج فوقها وطلع فوقها مره وحده خلاها جفلت، وفضل يضرب فيها برجليه فجنابات بطنها ورخالها اللجام وهى ابتدت تجرى فالجنينه بين الشجر بكل سرعتها وبكل خوف من صوته العالى وهو عينهرها ومن الضرب فيها بقوة رجليه ..


جماره فتحت الشباك وشافت المنظر وسرعة جمره وهى عتتفادى الشجر الصغير مره ومره تفوت فيه وتجرى فكل موطرح وتلف وغازى صوت ضحكه واصل للسما ..


نزلت تجرى عليه عشان توقفه وتمنعه من اللى بيعمله ،واول ماقربت عليه كان عيجرى بجمره وموقفلهاش ولا استهم بيها وهى عتصرخ فيه وتقوله ..سيبها وانزل من عليها داى حبله حرام عليك ..انزل ياغازى حرام عليك 


غازى سامع كلامها ومستمر فالجرى واللف بجمره ،وجماره لما ملقتش فايده من الحديت ..فمحاوله اخيره وقفت قدامه وقدام جمره لعله لما يلاقيها قدامه يوقف لكنه استمر فالتقدم عليها بكل سرعة جمره اللى مقدراش هى كمان توقف وهى عتاخد اوامر منيه انها متوقفش مهما حصل ..


جماره شافت ان لا غازى ولا جمره هيوقفو ووصلو قاب قوسين او ادنى منها وخلاص مفيش قدامها غير واحد من اتنين يأمه تجرى يأمه تموت تحت رجلين جمره ..


وبالفعل اختارت الاختيار الاءمن وجريت من قدامهم ناحية البوابه  وكل ماتجرى اسرع غازى يجرى وراها اسرع لحدت ماوصلت البوابه ..ولساتها عتفتح فيها لقتها بتتفتح ودخل بشندى مندفع وبرق عنيه وهو واعى غازى راكب جمره وجمره خلاص مفيش حاجه بينها وبين جماره بسرعه بقى قدام جمره وخلى جماره وراه ..ولما قرب عليهم غازى جمره وقفت مره وحده ورفعت رجليها القدامنين بحركة رفض انها تكمل ورجعت خطوتين لورا كانو كافيين ان بشندى يتقدم من غازى بسرعة البرق ويشده من فوق جمره يوقعه عالارض ..


بشندى مسكه  من خلجاته بكل غضب الدنيا وقومه من الارض وجماره جريت على جمره اللى كانت بتنهج وتخض جامد من المجهود اللى عملته وحضنت دماغها بشفقه وبصت لجسمها لقته خريطه من الجروح بسبب فروع الشجر ..جرتها وراحت بيها على موطرحها وهى عتمسد عليها بحنان ..


اما بشندى فغازى كان عامل كيف الفار بين اديه وهو باصصله بعنين عتطق شرار ونطق من بين سنانه :


انتا مش خابر ان جمره بالذات ممنوعه عليك وممنوع تقرب منيها ! كام مره وحكيم ينبهك ويقولك كل الخيل تحت امرك لكن جمره تبعد عنيها خالص!! ..

بس عشان انتا عينك فارغه ومعتبصش غير عاللى يخص حكيم ..

ميشبعهاشى ولا عيعجبها الا اللى فيده والغالى على قلبه ..


غازى رد على بشندى بغل :بعد يدك عنى ياواد المحروق وشوف حالك عتتحدت مع مين ..انى غازى سيدك وسيد سيدك حكيم  ياعبد حكيم .


بشندى :انتا سيد الديابه ، سيد الكلاب ، تسود اى حاجه غير انك تكون تسود بشر ..


وحكيم ولدى ولينا جوا بعض معزه اللى زيك ميعرفهاش ولا يعرف  قدرها ..وهفضل طول عمرى عينى عليه وعلى حبايبه ..

ولو شففففت رجلك عليت على جمره تانى هقطعلك رجليك التنين واعيشك باقى عمرك تزحف  ..


وجمره اتخلقت عشان ميعلاش ضهرها غير فارس واد فارس بأخلاق فرسان .


غازى من بين سنانه :ورحمة ابوى يابشندى لهدفعك تمن عمايلك وكلامك ديه غالى قوى ...هدفعك مش دم قلبك هدفعك دم روحك ..


بشندى :اعلى مافخيلك اركبه ..وكمل بسخريه ..بس يكون خيلك انتا مش خيل غيرك ..


ودلوك تمشى من قبالى والمحك بس جار جمره قول على روحك يارحمن يارحيم ..


غازى نفض ادين بشندى عنه وهمس بفحيح يشبه فحيح تعبان ..


قريب قوى هيزول السبب اللى مقوى قلبك اكده وهتوبقى تحت رجلى كيف الكلب يابشندى .


بشندى :اكتل حالى واقطع راسى لو طاطت فيوم لكلب فلوس زيك ..


مش انى اللى هتلاقى منيه طاعه لواحد زيك لو روحى فيدك ..انى اتعلمت من الشيخ جاهين ومن بعده شيخى حكيم.. ان للرجال هيبه ولازمن تفضل طول حياتها شامخه كيف النخل راسها عاليه .. وحتى لو ماتت تموت وهى واقفه وراسها فالسما ..


داى حجات انتا متعرفهاش ولا حد علمهالك ياغازى ومتفهمهاشى ..روح من قبالى عكرت مدازى عالصبح  ربنا يعكر مدازك دنيا وآخره ..


سابه بشندى وراح على جمره يطمن عليها وبين كل خطوه والتانيه يمسك دماغه بألم ...وصل حداها ولقى جماره قاعده قدامها وحطالها وكل وعتطبطب عليها وتوكلها سكر بيدها وعتبصلها وتبكى ..


بشندى : حصل خير ياست جماره ملهاش داعى دموعك ..جمره كويسه محصلهاش حاجه وبعد اذنك انى هاخدها عالاسطبل اهناك أءمن ليها واحسن ..


جماره :له وحياتك ياعم بشندى سيبهالى داى مونسانى وماليه على وحدتى وكيف ماتكون رفيقتى ...


بشندى :على راحتك بس لو غازى قرب منيها تانى تاجى تدينى خبر وانى مهتحركشى من قدام البوابه واصل ..


جماره هزتله دماغها بموافقه وهى عتمسد على مقدمة راس جمره، وبصت على الجنينه مكان معيبص بشندى على شجر التوت  اللى علياته اتكسر تحت رجلين جمره مفضلش غير بس كام شجره مايلين..


 سابها بشندى وراح يعدل فيهم ويحاوطهم بالتراب عشان يوقفهم من تانى وعمال يبرطم على غازى فسره ..


جماره هى كمان قهرها على الشجر اللى حكيم زرعهولها بأيده اضعاف قهر بشندى وحاسه ان كل شجره خلعها غازى كانت مزروعه فقلبها وطلعت بحته منيه ..


اما غازى فابعد كلامه مع بشندى ساب السرايا وطلع وهو بركان بيغلى من تقليل بشندى ليه،


 وعشان يهدى راح لاكتر مكان بيرتاح فيه ..الكام فدان اللى ملكه واللى لما بيكون فيهم ويبصلهم بيحس ان له قيمه فالحياه وله وجود وكيان حتى لو كان صغير بحجم حتتة الارض بس حداه امل ان الكيان ديه هيكبر قريب ويوبقى كيف ماعيتمنى ويحلم ...


قعد شويه وشاف عوض واقف من بعيد وعامل انه عيراقبه شاورله وعوض راحله وهو عيتلفت يمين وشمال عشان محدش يشك فيه ووقف قباله ..


غازى :امفتح عنيك زين وانتا قاطرنى ياد ولا له !


عوض بضحكه :دانى مفنجل عيونى عليك كيف الكلوبات معيغفلوشى عنيك واصل .


غازى :جدع ..اقولك قرب عايز منيك طلب ..عوض قرب منيه وغازى وشوشه فودنه بحاجه وعوض ابتسم وهز دماغه وبعد عنيه ..


غازى :هاه تقدر !

عوض :ساهله ومفيش اسهل منيها ..آخر النهار طلبك يكون عندك قدام باب المشتمل الورانى ..


قولتليشى النهارده اردم بشندى ولا ايه ..مع انه بقا صعب قوى خمده النوبادى !


غازى :له مفيش داعى تنومه تانى خلاص ..بس لم الرجاله واعملهم قعده ولاهيهم بالكلام والضحك وخلى واحد غيرك ياجى على باب المشتمل وانى لا هطلع ولا هدخل ..بس بعد ماتجيبلى طلبى فلاول ..


عوض :علم وينفذ يابو الطماير ياغالى ..قالها وفرك اديه فبعض بحماس وضحك .


غازى ابتسم وضربه على كتفه بتشجيع :طب يلا يابطل اكروت دلوك شوفلى اللى قولتلك عليه وانى هستنى اهنه مهتحركشى، عشان محدش من كلاب حكيم يوعانى ماشى وميشوفكشى وراى يروح يقول لبشندى ويكدرك .


عوض هز دماغه بطاعه واتحرك بسرعه من قدام غازى ينفذ امره .


اما جماره فبعد مسافه من قعادها جار جمره وهى عتهدى فيها وتراعيها كيف وكل هبابه تقولها حقك علي وتتعذرلها عن اللى عيمله غازى فيها كنها بنى آدم قبالها وهتفهم حديتها 

 لغاية ماشافت جمره صوت تنفسها بقا عادى والخضه اللى كانت فجسمها اختفت ..


واتفحصت جسمها والجروح وغصب عنها عيونها كل ماياجو على جرح من الجروح  يبكو حفنة دموع على امانة حكيم اللى مصانتهاش وروحه اللى سابها تحت عينها وهيرجع يلاقيها مليانه جروح ..


دخلت السرايا وراحت على اوضة خاله تماضر اللى اول ماسمعت صوت خطوة جماره زعقت ...


انتا ياللى بره تعالا اهنه قوام ..


جماره سرعت خطوتها وفتحت باب اوضة تماضر وتماضر زعقت اول ماشافتها ..فيه ايه عيوحصول من الصبح فالجنينه بره ..وليه محدش سامع صوت ندايا وجاى يطمنى ..اتكلمى حوصول ايه ؟


جماره اتقدمت وقعدت جارها ومسكت يدها تهديها :اطمنى ياخاله مفيش حاجه ..دا بس غازى .


تماضر :عيمل ايه النوبادى !

جماره :ركب جمره وفضل يلف بيها فالجنينه بكل سرعتها وهى حبله وخلاها فاتت فالشجر والفروع جرحت جسمها وانى جيت اتصداله كان هيفوت فيا بجمره لولا عم بشندى وقفله كان زمانه مموتنى ..


تماضر اتنهدت بغلب وغمضت عنيها :كل ديه عشان خابر زين ان جمره غاليه على قلب حكيم  غلاوة الروح واى حاجه تخص قلب حكيم غازى نفسه يبيدهالو من على وش الدنيا ..يلا ربنا يهديه على نفسه ويكفينا شره .


جماره :قوليلى ياخاله هو ليه غازى عيكره حكيم الكره ديه كلياته ..ليه قلبه اسود ومعبى منيه اكده !


تماضر بصتلها بتركيز :يعنى محكالكش السبب ياجماره ولا افضالك بمكنون قلبه قبل اكده وسبب كرهه!!


جماره :قلى ...بس مش كل القول عيخش العقل   ..واللى عيسمع حاجه عن حد عيبص للحد ديه ويشوف الكلام اللى سمعه عليه يتصدق ولا له ..


وبصراحه انى الكلام اللى سَمعته مصدقتهوش ..مش بس على سى حكيم مصدقتهوش ..له وعليكى انتى كمان وعلى عمى ابو حكيم الله يرحمه ..ولا حرف من كلام غازى دخل ذمتى ببصله ...وعايزه اسمع الحكايه منيكى انتى ..


تماضر اخدت نفس بقوه وطلعته محمل بقهر ليه سنين مدفون جواها ودلوك جماره هتقلب الجمر وتخلى النار توهوج فقلب تماضر من تانى ..


اتبسمت تماضر ومدت يدها على خد جماره وبصت فعنيها الحُمر من كتر البكا وهمستلها :هحكيلك عشان عارفه ان فكرك مشغول وعقلك متشتت بين كلام غازى وشوف عينك وقلبك وعارفه ان انشغال الفكر عيجن من لو متحطلوش حد  ..


بصى يابتى قالتها وبصت على شباك الاوضه وسرحت كأنها عتبص من طاقه على سنين فاتو وشايفه كل اللى حوصول فيهم قبال عنيها ..


انى ابوى كان شيخ دين وامام جامع وحامل كتاب الله وعامل فالبيت بتاعنا اوضه لتحفيظ القرآن للعيال الصغير وحتى الكبيره ..كان عاملها باب عالشارع عشان يطلع يخش هو وتلامذته حدش مننا يشوفهم ولا هما يشوفونا ..


عمك جاهين كان تلميذ حداه فالكُتاب وكان ملتزم وعاجب ابوى قوى فاجتهاده فحفظ القرآن والاحاديث والتفسير من وهو صبى صغير  ...


كان كل مايقعد معانا انى وامى واختى الله يرحمها يفضل يحكيلنا عنيه وعن شطارته، ويقول جاهين ديه حاسه خليفتى فالعلم ..حاسه ولدى اللى مخلفتهوش من كتر ما شرب نفسى وماشى على نهجى وطريقتى وتعاليمى ..


فضل جاهين يكبر تحت جناح ابوى وعليات اليوم يقضيه حدانا فالدار، حتى الوكل والشرب كان ياكل هو وابوى ..


لحدت ماشب وخد عِلم ابوى كلياته وبقا يسافر كمان لبلاد تانيه يتلقى فيها العلم على يد شيوخها وأئمتها الكبار ...


كان ابوى فرحان بيه ويقول عنيه جاهين ديه بحر علم عيحب الزياده ..وكان كل مايعاود متعلم حاجه ياجى لابوى ويحكيهاله ويتناقشو فيها وابوى يفرح بيه وبعلمه اللى كل مادا فزياده ..


لحدت مافمره ابوى كان فحلقة ذكر وجاهين عاود من السفر وجه يسأل على ابوى ..


دب عالباب لما ملقهوش فمندرة التحفيظ ..وانى اللى يومها طلعتله .. فتحت الباب نص فتحه وداريت نص وشى بطرحتى ورديت عليه ..


ابوى مقاعدشى راح حلقة ذكر وهيعاود عشيه .


جاهين بعد مابصلى النظره الاولى اللى معلهاش ذنب.. نزل عنيه بسرعه واتحدت وعينه فالارض :السلام عليكم فلاول .

رديتله السلام وهو كمل :الناس اول ماتلاقى الناس ترمى السلام اول حاجه يابت الشيخ !


رديت عليه بخجل عشان نسيت :معلهش فاتت فيا والله  ووطيت فالارض من كتر الاحراج


جاهين بابتسامه :معلهش جل من لايسهو ..ومدلى يده بكيس فيه حجات مربعه وكيس تانى ..خدى دول اديهم لابوكى لما يعاود وقوليله الكتب اللى وصيت جاهين عليهم والحمص اللى عتحبه من حدا سيدى عبد الرحيم القناوى ..


انى سمعت اسمه ورفعت عينى عليه اشوف اللى ابوى ملوش غير سيرته ليل نهار وشفت بدر منور ماشاء الله ..الوش ابيض منور وفيه قبول يخلى الواحد ميشبعش من طلته ..وعلامة الصلاه مزينه جبينه ..ولدى حكيم فيه كتير منيه لعلمك بس هو كان احلى بمراحل من حكيم.. الحق يتقال ..


انى شفته وعينى سجدت على ملامحه وسلمٍت ومرفتش غير وهو عيهز يده الممدوده بالكياس اللى ماسكهم وهو عيقول :


اتلافى منى ياخيتى خلينى اتيسر من قدام بابكم ..


مديت ايدى اتلافيت الكياس وهو لف ومشى خطوتين ووقف واتحدت وهو مدينى ضهره ..

لو قابلت الشيخ عبد الله فالطريق اقوله اديت الحاجه لبتك مين عشان لو سألنى ؟


-قوله خداتهم منى تماضر .


هز دماغه واتحرك من غير مايلتفت وقال وهو ماشى :طيب ادخلى وسدى عليكى الباب ياتماضر  ..


انى انتبهت انى طولت فالوقفه ولو ابوى كان جه وشافنى واقفه على الباب كان قطع رجليا ..دخلت بخوف وسرعه ورديت الباب بقوه وتربسته وسمعت صوت ضحكه بره الباب معرفتش مين صاحبها بس مكانش فيه فالدرب غيره وقولت اكيد ديه صوت ضحكته ..


دخلت جوا وانى هايمه فاللى شوفته من جاهين وقعدت جار امى ..


امى :مين ياتماضر اللى دق الباب ؟


-ديه جاهين يمه ..وجاب كتب وحمص لابوى كيف كل مره ..


امى :والله.. جاب حمص ..طب افتحى ولافينى هبابه اتوحشته الا جاهين طول فسفرته قوى النوبادى ولينا كتير ماكلناش حمص ..


لافيتها الكيس كله بتوهان وهى فتحته وضربتنى بيه على راسى وهى عتقولى :داى كتب ياحوله عقولك لافينى الحمص ..انى انتبهت ولافيتها كيس الحمص وشوفت اختى بصالى وعتضحك ولما زغرتلها غمزتلى وضحكت بزياده ..


انى اتبسمت وسبتهم وقومت دخلت اوضتى ومن يومها وشكل جاهين وملامحه مع كلام ابوى عنيه مغابوشى عن بالى ..


عدت سنه وابص الاقى ابوى عيقول لامى فليله واحنا قاعدين نتعشو  ..


جاهين طلب يد بتك تماضر منى النهارده  ..انى حسيت اللقمه بدال ماتنزل فبطنى راحت على مجرى النفس سدته ..


زورت وبقت اختى تضروب على ضهرى وامى تسمى وابوى يهز فيا ويسقينى ميه ..

فين وفين لما اللقمه راحت لموطرحها وقدرت آخد نفسى ..مديت يدى من تحت الطبليه وقرصت رجلى عشان اتوكد انى معحلمشى ..وبعد ماعميلت اكده جاتنى قرصه فوركى من اختى وهى كاتمه ضحكتها خلت رجلى خبطت فسقف الطبليه من شدتها وانى ضربتها بقفى يدى على زندها ...


امى زغرتلنا سكتنا وابوى كمل وانى كتمت انفاسى كيف اللى على راسه طير وفضلت اسمعه وهو عيكمل حديته مع امى ..


امى :بس انتا خابر ديه ابوه واخوه مين ياعبدالله !


ابوى :انى لا ليا صالح بابوه ولا باخوه ..انى هعمل بقول رسولى اللى قال اذا جائكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ..وانى مهرضاش دين حد اكتر من جاهين ولا شفت حد فخُلقه..

ولعلمك لا ابوه ولا اخوه راضيينله ياخد بتى وابوه خطبله بت عمه وهو شارينى وشارى بتى ..وانى اللى يشترينى ويشترى اللى منى مبيعهوشى بكنوز الدنيا يام البنات ..


امى بنتره :والله انت حر والبت بتك وانت ادرى بموصلحتها  .


-وعشان انا ادرى بموصلحتها هديها لجاهين ومعاوزش منيه اى حاجه واصل ..ومهرها هيكون كتاب الله ومؤخرها حجة بيت الله ..بس قبل ديه كله لازمن اطبق شرع الله ..


وبصلى وسألنى :ياتماضر ياابنة عبدالله قد جائك من رضيت دينه وخُلقه .. فهل ترضين به انتى زوجا لكى ؟


انى وشى اتصبغ من الكسوف وبصيت للارض مرديتش وهو كرر عليا السؤال  ٣ مرات وفالمره التالته اختى قرصتنى عشان ارد وانى رديت بخجل :اللى تشوفه يابوى واللى تعمله انى راضيه بيه ..قولتها وقمت اتفلتت جرى على جوه وسمعاهم وهما بيضحكو عليا ..وسمعت ابوى عيقول :على بركة الله ورسوله ..


يومها الفرحه مكانتش سايعانى وكل هبابه اخلى اختى تقرصنى عشان اصدق، لغاية ماخلت دراعاتى زرقو من القرص لولا مصدقت ..مفيش سبوعين ابوى وامى جهزو فيهم كل حاجه وحتى غرفة الضيوف ابوى صبغها وقال انى هتجوز جاهين ونقعدو فيها عشان ابوه طرده من السرايا لما عرف انه عقد عليا غصب عنيه وطلع عن طوعه ..انى ولا كانت تفرق معاى اوضه من سرايا اهم حاجه انى بقيت مرت جاهين ..


قبل الفرح بيومين جانى جاهين لاول مره وكان عاقد عليا يعنى مرته وطلب يقعد معاى وابوى سمحله ويومها ابوى خد امى واختى ودخلو الاوضه وقعدو كلهم بس سابو بابها مفتوح وانى وجاهين قعدنا فالصاله ..


جاهين من ساعة مادخل رمى سلام الله من غير مايرفع عينه من لارض مرفعهاشى غير بعد ماسمع صوت ابوى وهو ماشى عيقوله ..

خد راحتك ياشيخ ..فالكلام بس ها..


بصيت لجاهين شفته ابتسم  بخجل ومشى ايده على دقنه.. وانى بصاله فجأه رفع عينه عليا جفلت ونزلت عينى للارض بسرعه .. كانت اول نوبه اشوف فيها لون عنيه ...يبوووى ياجُماره مدريتش ايه جرا فحالى ..وهو كمانى اول ماعينه جات عليا همس بصوت واطى بس انى كنت سامعاه :بسم الله ولا قوة الا بالله ..(تماضر) ..عارفه معنى اسمك ايه ياتماضر ؟ 

انى هزيتله راسى بمعنى لا وهو كمل مبتسم ..


تماضر مشتقه من كلمة مضَر ومعنى مضَر أي: الشيء الحامض، فيُقال عن اللبن مضر إذا تغيّر طعمه من الحلاوة إلى الحموضة، وكذلك المضر هو بياض اللون ..وسبق أن تسمَّت قبيلة من العرب باسم مضر وهي قبيلة مضر بن نزار بن معد بن عدنان..


فتحت خشمى باستغراب ورديت عليه :واه ..كل ديه اسمى !!

رد عليا بضحكه : له ديه معنى اسمك ..مع انى شايف ان الاسم ظلمك بمعناه..لأنه بيوصف حموضه ومرار  وانتى كلك حلاوه وطيب ياتماضر..

انى كنت عسمع كلامه وقلبى غاص بين ضلوعى وحسيت برجفه فكل جسمى خلتنى فضلت ساكته لآخر القعده ومرديتش عليه ..


وهو عمال يقول فكلام حلو اول مره اسمعه وبين كل كلمه والتانيه يتطلعلى بفرحه ويضحك على خجلى ويقولى كل هبابه ارفعى عينك وبصيلى انتى مرتى والنظره حلالك وحلالى  ...


ولما غلب وملقاش فايده انى ارد عليه اتنهد وقام بس بعد ما قرب وشه منى وهمس فودنى : ادللى كد مايحلالك يابت شيخى ..لايق الدلال عليكى والله ..


وسابنى وطلع بس سابنى طايره من السعاده ورجليا ممحصلينش ارض وكل هبابه اقول لحالى ..بقا ديه جوزى انى ..جاهين راجلى لحالى ..


واتجوزنا وقعدنا فبيت ابوي وابوى كان طاير بجاهين طير ويجيب ويحطله قدامه وهو عياكل،..


 وانى لا همنى جاه ولا مال ولا بيت لحالى كد ماهمنى انى بقيت مع الراجل اللى خطف قلبي وعقلى من اول طله ..


وجاهين كمان كان فرحان بنسب شيخه وشايلنى طول الوكت على كفوف الراحه بكلامه المعسول وطيب عشرته ..


بس كانت حاجه وحده مكدره عليه قعدته فبيتنا ..اختى اللى طول الوكت متكتفه قدامه بخمارها وعبايتها وطول ماهو قاعد هى فالاوضه معتطلعش غير وكت الوكل وتدخل تانى ...

الوضع ديه خلى جاهين طول اليوم  بره البيت ومياجيش غير وكت الوكل اللى بقا وجبة عشا بس والغدا انى بقيت ابعتهوله على الكتاب اللى قاعد فيه يعلم العيال ..وبعد مايتعشى يدخل على اوضتنا طوالى ..


بصراحه ديه كان امر من ابوى ان اختى متبقاش قصاد عين جاهين كتير ..


ولما سألته وعاتبته قلى دا مش لعيب فجاهين ولا شك فتدينه ولا اخلاقه..بس دى حدود الله وانى هفضل طول عمرى واقف على حدود الله وهمنع نفسى واللى منى انهم يخطو الحدود طول مانى عايش على وش الدنيا ...


وعشان الحته داى بس جاهين وافق لما اخوه جه عرض عليه بيت جده القديم ..هو ايوه بيت طين وقديم ومهدهد بس انى فرحت بيه عشان جاهين هيقدر يقعد جارى من غير تقييد ويكون واخد راحته فبيته .


لكنى شفت فعين جاهين عدم رضى وملمحتش فعينه اى فرحه لا بالبيت الجديد ولا باننا هنكونو لحالنا ..


اتنقلنا وانى بقت ايدى فالبيت ارتب، وانظم، وابنى، وابلط بالطين ،واعمل مصاطب، وفران، وكوانين، وعملت عشة حمام عالسطح،

 وخليت بيتى جنه جاهين كان كل مايخشه يصلى على النبى اول مايشم ريحة البخور ويشوف النضافه والترتيب ..وياجى عليا يحب راسى ويشكر ربنا وهو باصص لفوق ويقول : احمدك يارب  على خير متاع الارض اللى قسمتلى بيه ..


عشنا فسعاده مابعدها سعاده وكملت لما جه حكيم على وش الدنيا ...يابوووى على فرحة جاهين بيه متتقدرش بكنوز الدنيا وهو شايله ويكبر فودنه ويقرا قرآن بصوته الحلو المخنوق من دموع الفرحه  ..ولا ابوى اللى فرحته مقلتش عن فرحة جاهين هبابه وخده من يد جاهين وفضل يكبر فودنه ويقول اللهم انبته نباتا صالحا  ،

ولا فرحة امى بحفيدها وضحكتها هى واختى وكل شويه حكيم يتنقل من يد ليد وكل واحد يشم فيه هبابه كنه نشوق ..


شهور من الفرحه حكيم كبر فيها ومكانش يفارق حجر جده فالكتاب طول النهار وهو عيقرى العيال ويحفظهم  القرآن ..وكل مالعيال تردد ورا ابوى حكيم يناغى معاهم وجده يفضل يحب فيه ويضحك ويقوله خدت القلب يااعز الولد ..


ولما كنت اقوله بس ديه ولد بتك مش ولد ولدك كان يقولى جاهين ولدى اكتر منك ...

ومن بعد حكيم جات غاليه اللى كملت فرحتنا ولمتنا ومن يومها حياتنا مكانتش فيها حاجه عفشه غير شاهين وعمايله ..


شاهين بقا يتقرب من جاهين وكل يوم والتانى جاى وجايبله فلوس ويقوله دا نصيبك من ايراد الارض وجاهين ميرضاش ياخدهم ولا يمد يده ليهم ولا يتلافاهم ..


كان شاهين كل مره اخوه ميرضاش ياخد منيه فلوس يطلع من الدار وشه مدخن من الغضب بعد مايشتمنى انى وابوى عشان قسينا قلب جاهين على ناسه وخدناه منيهم ..وجاهين سمه وموته اللى يمس شيخه عبدالله ولا يمسنى بكلمه ..كان يتعارك معاه ويقوله متاجيش تانى ولا تجيبلى فلوس انى معاوزش حاجه منيكم  ..


فضل حالنا ماشى وعايشين بستر لغاية ماحكيم وغاليه كبرو واحتياجاتهم زادت ..


وابوى الشيخ عبدالله المرض رقده وبقا علاجه ومصرف بيت ابوى كلياته جاهين هو اللى متكفل بيه ..الحمل زاد عليه وكنت واعياه عيتقلب وليل نهار يدى دروس قرآن ويطلع يقرا فخِتم عشان يقدر يسد قوتنا انى وعياله وامى واختى وابوى ..


الحق يتقال جاهين شال ابوى ووقف جاره فعياه وقفت ضنا وفيه ضنا ميعملهاشى كمان ..


لحدت ماربنا خد امانته والروح راحت لباريها ،ومات ابوى الشيخ عبدالله وآخر كلامه كان دعوه لجاهين بان ربنا يرضى عليه ويراضيه دنيا وآخره وبعدها نطق الشهاده وشخص بصره ..


حكيم حزن عليه حزن وكتها يمكن اكتر منى انى وامى واختى، وطول الوكت كان يدعيله بالرحمه والمغفره ..

امى مطولتش بعده كتير وماتت واختى اتجوزت واحد صاحب جاهين كان عيدور على عروسه بت حلال ،وجاهين بعد ماخد رأيها ورأيي وفوضناه يعمل اللى فيه الصالح جوزهاله والحق يتقال الراجل كان بلسم وطبعه كيف طبع جاهين ويفوته هبابه وشالها فوق راسه...


حبلت منيه وكملت شهورها وبعد الولاده جاتها حمه نفاس وراحت فيها 


وداى كانت كسرة قلب جديده واوعر من اللى فاتو ..

وبعدها جوزها خد الواد اللى خلفته وسافر بيه وجاهين قال انه اتجوز ومن بعدها معرفناش عنيه حاجه ..


٣ مرات ورا بعض كل مره الحزن يعبى القلب وميلحقش يخف يتملى مره تانيه ..وصفيت لحالى لا اب ولا ام ولا اخت ..جوزى وعيالى وبس ..وبقو هما كل دنيتى وناسى .


موت ورا موت وخساره ورا خساره مكانش عيخفف وجعها عن قلبي وروحى غير جاهين وحنيته ووقفته جارى ..


بعدها الحال اتغير ومبقاش كيف الحال وحكيم بقا فعمر الصبا وغاليه كمان كبرت وكبر لسانها قبل منيها وبقى اطول منيها ،وابوها طول الوكت فرحان بلماضتها ولما اكلما ولا اشخط فيها يقولى سيبيها خليها تطلع جريئه وجارحه طول مافحدود الادب عشان محدش يقدر يتعدى على حقها فيوم من لايام .


ابو جاهين بدا قلبه يرق على جاهين وكل مره يروحله جاهين يطل عليه ويوصل صلة رحمه ويكسب ثواب البر ..كان يتحننه انه يعاود السرايا


 وكان يقوله انه سامحه على خروجه عن طوعه بس يرجع ويراعى ارضه مع اخوه شاهين ...


بس جاهين كان رافض موضوع الارض ديه ورافض ياخد حاجه من ابوه واخوه نوهائى  ..


كنت خابره ان ورا رفضه ديه سر لكن هو مكانش راضى يكشفلى سره واصل ...

لحدت مالقيت الامور زادت عن حدها وخصوصى بعد ماسمعنا ان ابوه كتب الارض كلها لشاهين بيع وشرا وكانت حجة شاهين ان ابوه خايف عالارض من جاهين احسن يضيعها وهو متعبانش فيها ولا يعرفلهاش ..


يومها الدم غلى فعروقى وحسيت ان حق عيالى عيضيع من اديهم من غير ذنب ..


اتجنيت ورحت لشاهين يومها وقلتله عايزه حق عيالى فأرض جدهم وهو قلى ملكيش اى حق لانتى ولا عيالك ..الارض داى شقاى وتعبى وكل شبر جاى بطلوع روحى ..


يومها عرف جاهين انى رحت من وراه السرايا لشاهين وجه ورايا وفضل يزعق فيا لما لاقانى واقفه قبال شاهين اعارك وشاهين وصل بيه الحال انه مد يده عليا ..


يومها جاهين لاول مره يقف قبال اخوه الكبير ويمسك فيه مسكه واعره عشان خاطر مدت يده عليا ...


اتدخلت الناس وحاشتهم من بعض وجاهين خدنى وروحنا وغضب الدنيا على وشه ..

 دخلنى البيت وكان هيهملنى ويطلع بس انى وقفت قباله وقلتله يأما تقولى على سرك مع ارض ابوك وفلوسه وليه ضيعت حق عيالى فأرض جدهم  ..يأما ههملك البيت وامشى واروح اقعد فبيت ابوى لحالى ..


ساعتها بصلى بصه مكسوره وقعد قصادى وابتدا يحكى بتقل ..


قالى ان فلوس ابوه وارضه وكل خيره ديه من حرام ..


قالى ان ابوه كان يسلف الناس بالفايظ وياخد ربا وكانش يسلف غير اللى حداه حتتة ارض او يضمنه حد حداه ارض عشان لو اتأخر فالسداد ابوى كان يحط شرط انه ياخد ارضه ..


وعشان حالة الناس كلها كانت تعبانه وظروفها على كدها والزرع وكتها كان سنه يصيب وسنه يخيب كان ضامن ان الناس مهتسدش وكان ياخد الارض من صحابها ويشغلهم يفلحو فيها بأجرتهم ...


وزيدى فوق الظلم ظلم ان شاهين كان يدى الناس نص اجرتها وياكل النص واللى يفتح خشمه شاهين يديه كتله يقعده فبيته شهور يستجدى اللقمه هو وعياله ..


وحتى مشيخة البلد خدها بالجبر والقوه والغصب ونصب حاله شيخ بس مكانش حد يلجأله فحل مشكله ابدا عشان عارفين ان حكمه ظالم ومهيعدلش وكفة الغنى هتطب عن كفة الغلبان فحكمه .


انى كنت وكتها معرفش حاجه من ديه ..لغاية ماواحد غلبان  مات من اهل البلد فجأه بعد ماكن زين قبلها بيوم وكان يفلح فأرضه  ولما الناس سألت عن السبب طلع مقدرش يسد سلفته اللى كان واخدها من ابوى وابوى خد القيراطين اللى حيلته والراجل مستحملش طب فيها ساكت ..


انى سمعت الحديت ديه وكنت قارى فالكتاب وسامع من الشيخ عن الربا وعقوبته وجرمه ..وفوق الربا قهر القلوب كمان ..


يومها رحت للشيخ عبد الله ابوكى كان هو اللى عيعلمنى ويقرينى وسئلته وحكيتله كل اللى سمعته وقلى بكده فلوس ابوك وارضه كلها حرام فحرام ..


ومن يومها بعدت عن الارض وعن السرايا وبقيت اتنقل من كُتاب لكُتاب وآكل فالخِتم والموالد ولقمه فبيت ابوى مدقتهاش من يومها  ..والشيخ عبدالله لما عرف اكده اتولانى من يومها وكل كيف ماكنتى شايفه كنت دايما آكل فبيتكم ...

ولنفس السبب برضك لما جيت اتجوزك وانى ايد ورا وايد قدام ومحلتيش اى حاجه اتجوزك بيها، وافق واداكى ليا من غير ولا حاجه عشان كان عارف انى زاهد ففلوس ابوى وماله وعمرى ماهمد يدى على قرش منيه..

وادى سر رفضى لفلوس ابوى وارضه وماله ..ترضى انتى يبت الشيخ ومرت الشيخ يدخل فجوفك وجوف عيالك قرش حرام ؟!!


انى هزيتله دماغى برفض وقربت منيه ومسكت يده وقولتله ..انى اتربيت على طاعة ربنا ومخافته وعمرى ماهحيد عن اللى اتربيت عليه ولا نفسى تدنى على باطل ..


وسكتنا وقفلت السيره خالص معاه لكن شاهين مهملناش فحالنا واصل ..كل يوم والتانى يبعت فلوس مع ناس ومرات يجيبها هو وبرغم ان كرهه لجاهين باين فعنيه بس عمره مابطل يعرض علينا فلوس ..


ولما سألت جاهين عن السر قلى ان شاهين مهمهوش انى آخد الفلوس ولا هاماه حالتى وصعبان عليه كد ما همه انه يغمسنى معاه ففلوس حرام ويدخل لجوفى وجوف عيالى السحت عشان مابقاش احسن منيه فحاجه ..


وعشان كلمة ابوى اللى دايما يقولها فوشه فآخر ايامه  ان جاهين برغم فقر جيبه بس اغنى منى ومنك ..عشان ساب الفلوس فى سبيل الله وعشان اكده ربنا هيعوضه ويقف معاه دايما ..


ابو جاهين فآخر ايامه ندم على كل اللى عيمله فدنيته لما حس ان الحساب قرب وديون الاخره بقت واجبة السداد ..

صوح تاب بس مكانش يملك الوكت للتكفير عن ذنوبه وفاق وعرف ان الله حق بعد فوات الاوان .


بعتلى فيوم انى وجاهين على وجه السرعه ورحناله ويومها قلنا اللى غير مجرى حياتنا ..


وقلبها فوقانى تحتانى ...


وللحكايه بقيه ......


بقلم /ريناد رينووو ❤


لكم منى اجمل باقات الزهور 🌹⚘🌷🌹🌼🌺

تكملة الرواية من هناااااااا 



تعليقات

التنقل السريع