رواية جماره( ابنة بائعة الجبن) الفصل الخامس وعشرون والسادس وعشرون والسابع وعشرون بقلم ريناد رينووو
رواية جماره( ابنة بائعة الجبن) الفصل الخامس وعشرون والسادس وعشرون والسابع وعشرون بقلم ريناد رينووو
جُماره
ابنة بائعة الجبن
بشندى :لازمن اطلع ياخيرى النهارده قلبي قايد نااار محاملش اصبر على واد المركوب ديه اكتر من اكده .
خيرى :تطلع فييييين تطلع فين البِد ياواكلهم ديه عينكش عليك فالبلد بأبره هو ورجالته ..ومعيطلعش من غير مايكون محاوط بعشر رجاله بسلاحهم اقلتها ..
بشندى :مش مهم عشره عشرين انى كدهم وهبابه .
خيرى :يابوى وهما هيخلوك تلحق تشوف حالك كدهم ولا مكدهمشى! دول اول ماهيلمحوك من على بعد عشر قصبات هينشوك طلقه تكومك موطرحك ياحبيبي ،ودول كتير يعنى لو كل واحد ظرفك طلقه وحده من بندقيته قيس انتا عاد هتكون عامل كيف وكتها ..
بشندى وقف وضرب اديه فبعض :والله زمن اللى قعد فيه بشندى مدسوس فبيت كيف النسوان معيطلعش ومكتفه الخوف من طلقة بندقيه !
خيرى :لازمن تخاف عشان الطلقه اللى عتتدحت عنيها داى عتنهى العمر فلحظه واديك شفت عيملت ايه فالشيخ ..والعمر مش بعزقه يابشندى ..اصبر ..اصبر لغاية مايطمن انك معدتش قاعد فالبلد كلياتها ووكتها هيدى امان وتقدر تلقفه لحاله ..
بشندى بص لفوق بعد ماضرب كف بكف :الصبر من حداك يارب ..صبر قلبي اللى كيف دمسة نار على حبايب ولدى اللى معارفش حالهم عامل كيف ولا الخسيس مسوى ايه فيهم ..
************
اما فى وقت سابق
غازى علامات الخوف متجليه على وشه ورعشة جسمه واديه وعيتحدت بعصبيه :
قدر يهرب منك كيف ياعوض؟ ..كيف بشندى يهرب من وسط رجاله تسد عين الشمس! ..كيف وانى منبه ومأكد وعدفع كد اكده فلوس لرجاله طلعت بظرميط مقدرتش تحرس واحد عيان ملكوم مقادرشى يصلب طوله ..
ياواد عليكم ياواد ..
وكمل وهو عيميل بجسمه لقدام ولورا بتوتر :بشندى طلع وفلت من تحت يدى ..غفلللقت على راسك ياغازى ..
غفلقت على راسك وبس ..داى طارت راسك ياغازى خلاص ..
عوض :تخافش ياشيخ احنا كلنا حوليك ومش هنهملوك واصل ولابشندى ولا غيره يقدر يهوب ناحيتك ..
غازى :انتو! ..انتو يلعن ابوكم واحد واحد كِلِبه ولاد كلب منسونين ..وانى اللى مسنود عليكم وفارد قلوعى تاريكم شوية هفق اتلميت عليكم ..
غور من وشى لولا الملامه كنت قومت خنقتك بيدى وطلعت روحك ..
تلف البلد شبر شبر وزقاق زقاق والزرع بين كل بوصة شامى والتانيه تبص وسطهم على بشندى الكلب لغاية ماتجيبهولى تحت رجلى تانى ..ومتعاودش من غيره ياعوض فااااهم ..
عوض :حاضر ياشيخ هدور البلد زنقوره زنقوره انى والرجاله وهنعترو فيه متخافش ..قالها واتحرك من قدامه واخد معاه رجاله بسلاح وطلعو يدورو على بشندى
فى الوقت الحالى ..
غازى على ضهر الفرس عنتر فالارض والرجاله محاوطينه وعيتلفت حواليه فكل اتجاه .
عوض :ياشيخ قلتلك فات البلد وغار خلاص وخصوصى انه خلاص معادلهوشى حد اهنه تلاقيه حسبها وقلك مش هضيع اليومين الفاضلين فعمرى عشان آخد بتار واحد مش من بقية عيلتى .
غازى :ليه انتا عامله زيك ياك! توبقى متعرفش بشندى واصل ..بشندى حكيم كان كل عيلته وناسه ..ولو فيه حد فالدنيا كلها يحط حياته على كفه عشان ياخد بتاره الحد ديه بشندى ..اوعك تكون عامل ان كل الرجاله اللى حواليا داى هتحمينى منيه لو جالى ..ولا كدهم تانى وحياتك ..بس اللى مستغربه هو غاطس وين بقالو٢٠ يوم دلوك من يوم ماهرب مظهرشى ..وياترى قاعد وين وحدا مين !!
عوض :تلاقيه طلع برا البلد خالص واصلا تلاقيه لساته تعبان من المخدر اللى كنا عندهولو ومقادرشى يقوم لحد دلوك ..
غازى :الراجل ديه طول عمرى عغير من حبه لحكيم ومدارته ليه كيف مايكون ولده ..وفرحته بيه فكل وقت واى حاجه يعملها كنت عحسد عليها حكيم اكتر من اى حاجه تانيه ..كنت اقول اشمعنا هو مات ابوه لقيله اب وانى له ..كنت حاسس ان حتى ربنا مفضل حكيم علي بأنه زارع محبته فقلوب الناس كلها ..
عوض :اهو غار بمحبته وبزينه وبشينه والناس تلاقيها نسته ونست محبته معاه ..
غازى :عمر الناس مهتنساه ياعوض ..حكيم عحسه لساه عايش فعيون الناس اللى عتتطلعلى واشوف فيها كلامهم اللى نفسهم يقولهولى وخايفين.. عشوفهم ينطقو من غير لسان ويقولولى عمرك مهتوبقى كيف الشيخ حكيم لو عيملت ايه ..دول حتى من ساعة ماخدت المشيخه محدش جالى منهم ففصل ولا فمشكله احلهاله وعياخدو مشاكلهم ويروحو بيها بلد تانيه يحلوها بعيد عنى !!!
عوض :طيب ماديه احسنلك ..برد راسك منهم ومن مشاكلهم واوعى لارضك وحالك ومالك ..وجوازك من بت عمك اللى مفاضلش عليه غير ١٥ يوم وعاوزين نحضروله من دلوك ..ديه جواز شيخ البلد مش ايوتها حد عاد ..
غازى :له مهعملشي فرح ولا يحزنون ..هعقد عليها سكاتى وسط كام نفر وبس ..واد عمى لساه ميت ميصوحش برضك ياعوض الناس تاكل وشى ..الفرح اللى بحق صوح هعمله يوم فرحى على بت عيشه. وابتسم بشر ..
عوض ضحك :والله انتا غريب ياشيخ ..متعملش فرح لحلالك وعاوز تعمل فرح للحرام ..يلا خلى الشواطين تفرح و تهيص ..دول هيكونو كلهم حاضرين الفرح ومبسوطين بيك وبعملتك آخر انبساط والله ..ههههع هههع ..
غازى ضحك بزهو على كلام عوض ورد عليه :عيب عليك ياد دول عياجونى كل عشيه ياخدو دروس من العبد لله .
**************
اما فى السرايا
غاليه :يلا يمه هطلعك هبابه بره الاوضه عشان تشمى هوا وتغيرى جو ..هطلعك فالجنينه .
تماضر هزت دماغها لغاليه برفض لكن غاليه اصرت عليها انها تطلعها من الاوضه اللى من يوم موت حكيم وهى جواها مطلعتش ..
حطتها على الكرسى بتاعها بالراحه وطلعت بيها من الاوضه وبمجرد ماطلعت ظهرت على الشاشه قدام حكيم وقام وقف على حيله وقرب لابعد مكان السلسله تسمحله يوصله ووقف قدام صورة امه وقلبه اتزلزل من الحزن وهو شايف حالها وانكسارها عليه ودماغها اللى باصه للارض كيف ماتكون معاوزاش ترفعها ولا تشوف حد قبال عنيها فالدنيا واصل ..
فضلت غاليه ماشيه بيها وحده وحده لغاية ماوصلت باب السرايا وبعدها صورتها اختفت من قدام عنيه ..عشان تظهر مره تانيه فالجهاز التانى اللى بيجيب صورة الجنينه وغاليه ماشيه بيها وحده وحده ..
حكيم رجع قعد مكانه على السرير لما مقدرش يوقف من ارتعاشة رجليه وجسمه وهو شايف لبة قلبه قباله بعد المده داى كلها وشاف حالها اللى يصعب على الكافر ..
تماضر اخيرا رفعت دماغها وبصت على جمره وشاورت لغاليه عليها ..
غاليه ميلت عليها :عايزه تروحى لجمره؟
تماضر هزتلها دماغها وغاليه دفعت الكرسى ناحية جمره ووقفته قريب منها ..تماضر اول ماوقفت جارها مدتلها ايدها بحب نفسها تلمسها وكيف ماتكون جمره حست بيها قربت دماغها عليها وتماضر ابتسمت ورفعت ايدها مشتها على غرتها بحب وحنان وجمره استمتعت بلمستها ومطعت جسمها بأسترخاء كيف ماكانت تعمل لما حكيم كان يمسدلها على شعرها بالظبط ..
حكيم شايف كل ديه ومقادرش يحوش دموعه وهو شايف امه قصاد عنيه ومقادرش يروحلها تاخده فحضنها اللى كان عيهون عليه كل حاجه عفشه فالدنيا ..
تماضر فضلت شويه قبال جمره وبصت لغاليه بتعب وغاليه قامت من قعدتها ومسكت الكرسى واتحركت بيه ..لكنها وقفت مره وحده لما الكرسى مرضاش يمشى وبصت شافت امها مثبته عجلاته بأديها ونفسها عالى وعتتلفت حواليها ..
تماضر ميلت عليها :فيه حاجه يمه عايزه حاجه ..عايزه نستنو شويه تانى فالجنينه ؟..
تماضر مستمره تتلفت ومره وحده ثبتت عنيها على المشتمل وشاورت لغاليه عليه ..
غاليه :ماله المشتمل ..عتسألى على غازى ؟ عاوزه تعرفى قاعد جوا ولا له
تماضر هزت دماغها برفض وشاورتلها تانى على المشتمل
غاليه :طيب عايزه ايه طيب من المشتمل مانى مفهماشى !!
تماضر فضلت تزوم وتهز فدماغها وتشاور على المشتمل وتضرب بأديها التنين فعجلات الكرسى بعنف وحالتها خلت غاليه اتبشللت مبقتش خابره تعمل ايه ..وفهمت بعدين لما شافت امها عتحرك فعجلات الكرسى ووجهتهم على المشتمل ..
غاليه بسرعه مسكت ادين الكرسى وحركته :عاوزه تروحى حدى المشتمل ؟...طب ليه!!
تماضر مردتش عليها وغاليه كملت بيها لغاية باب المشتمل اللى كان قافله غازى بقفل وواخد مفتاحه معاه ..
حكيم شايف امه هى وعتقرب عليه وعرف انها حست بيه وبموطرحه كيف ماقلبها دايما عيحس بيه وقام وقف على حيله وهو شايفها قدام باب المشتمل على بعد خطوات منيه وابتدا يصرخ بعلو صوته :
امااااااااااه ..انى اهنه يمااااااااا..انى اهنه ياتماضر تبعى قلبك وتعاليلى ..اماااااااااه ..وفضل يهز فالسلاسل ويضرب بيها فالسرير الحديد عشان يعمل صوت لعل امه تسمعه وبالزات وهو شايف تماضر رفعت يدها حطتها على قلبها وعتتلفت شمال ويمين كيف المجزوبه ..
غاليه ميلت عليها وسألتها بقلق وخوف :مالك يمه فيكى ايه ..حاجه وجعاكى ولا ايه رجفتى قلبي !!
تماضر مردتش عليها بس شالت يدها من على قلبها ومسكت رقبتها وهى حاسه بخنقه وديقة نفس وقلبها عيحدثها ان حكيم قريب عليها وانها حاسه انها شامه ريحه كيف مايعقوب شم ريح يوسف ..
غاليه :امه ردى عليا فيكى ايه ..طب تعالى هندخلو السرايا شكلك تعبتى قوى ياريتنى مطلعتك ..واتحركت بيها وتماضر تهز فدماغها برفض وابتدت تبكى بصوت عالى وتشاور على المشتمل وعينها عليه لغاية ماغاليه دخلت بيها السرايا وهى مش فاهمه جرالها ايه خلاها تعمل اكده .
عيشه كانت تحت قاعده مع زبيده اللى مبقتش تهملها واصل ودايما مع بعض عشان زبيده بتحكيلها اخبار البلد وناسها واللى عيجرى فيها عشان مفيش غيرها اللى عتطلع من السرايا وتعاودلها وسايبه جماره قاعده لحالها فوق ..
جماره فالوكت ديه كانت نايمه على السرير ومغمضه بس مناعسناش وفتحت عنيها على صوت هزه فالسرير ..قامت اتعدلت وقعدت على حيلها ونفس الهزه والصوت عيتكرر ..غمضت عنيها لما جه فدماغها ان اكيد ديه غازى رجع يحفر على الطميره تانى بس دلوك عيحفر بالنهار وقبال الكل من غير خوف ماهو اللى كان يتدسدس منيه كيف الفار راح خلاص ..
نفخت بغلب ورجعت اتمددت وغمضت عنيها وهى سامعه الصوت وعتدعى من الله ان الحفره توقع على دماغ غازى وميطلعش من تحتها تانى ..واتنهدت وهى نفسها تضروب حالها ١٠٠ صرمه عشان مقالتش عليها لحكيم يمكن ساعتها كان زمانه مبلغ عن غازى وخلصانين منيه ..
واتقلب فالسرير وهى حاسه بنغزه فقلبها وحطت ايدها عليه وبصت على صورة حكيم بحنين وديقت حواجبها وهى عتهمسله : معارفاش ليه حاسه انك جارى .. حاسه انك قريب منى ..اكيد روحك قاعده جارى دلوك وحاسه بيا يانن العين وحبة القلب ..اتوحشتك قوى ياحكيم قوى ..
اما حكيم فكان شايفهم قبال عنيه وعينادم باساميهم وحده وحده ويصرخ عليهم لغاية ماحسه راح وقعد فالارض على حيله وحط راسه بين اديه واستسلم لنحيب العجز اللى عمره ماكان متخيل انه هيحس بيه فيوم من لايام وفضل يلعن فغازى عدد كل ساعه وفكل كتاب ..
************
عدت الايام يوم يسلم يوم والحال هو هو والقهر فالقلوب عيزيد معيخسش وخلاص النهارده اربعين حكيم وبدال مايكونو عيجهزو لختمة الاربعين غازى عيحضر حاله لفرحه على غاليه ..
اما غاليه فمن يوم ماطلعت امها للجنينه اول نوبه وهى عتعانى معاها نوبات بكا كتيره وضيقه من غير سبب وتفضل تشاورلها على الجنينه وعلى المشتمل وتاخدها غاليه تطلعها وتوديها قدام المشتمل المقفول وتتقطع قبالها وهى شايفاها عتشاور وتبكى كيف عيل صغير محدش عارفه عيبكى ليه ولا عاوز ايه ...
حالة امها من سيئ لاسواء وحالة جماره وصلت لحال الزهد فالدنيا والوكل والشرب والكلام قليل والوش اتبدل والدنيا كل مادا تزيد سواد حواليهاواللى لكمسها خالص غازى وهو عيقولها النهارده حضرى حالك عشان بكره العقد ..
كل عشيه كانت تشوفه عيلف فالسرايا ويدخل كل الاوض ويبعبش فكل ركن فيها على اوراق الارض ملاقيهاش وياجيلها يسألها مره وتنين على موطرح العقود وهى تقوله معرفش ولا اعرف حكيم كان يدس ورقه وين وهو تركبه العفاريت الزورق ويفضل يتنطط قبالها بغضب ويمشى بعد مايشتمها كل الشتايم ..
وادى النهارده اربعين حكيم والمفروض تتعمله ختمه وثواب وعزا حريم لكن غازى قفل السرايا ومنع اى مره تدخلها من بره واصلا مفيش غير كام وحده بس اللى جو وانطردو والباقى مجاش لحاله خاف من كلاب غازى اللى واقفه على باب السرايا ..
غازى دخل السرايا آخر الليل وشايل كيس كبير فيده ووقف قبال غاليه وسألها :حضرتى حالك ولا لسه ياغاليه ؟
غاليه كانت قاعده جار امها وردت عليه وايدها على خدها :ايه فحالى يتحضر ياغازى !
غازى :وه ! مش عاروسه وتتجهزى لعريسك عاد ولا ايه ..عتغشمى روحك ياك عامله حالك معارفاش وانتى لبك طايح وداخله على عنس !
غاليه :انى مهعملش حاجه واصل وزينه على اكده عاجبك عاجبك معاجبكش هملنى وروح وسيبنى فحالى بلا جيزه بلا هم قاسى ، انى فأيه ولا فأيه ..
غازى :على راحتك يامعفنه ..عموما اتلافى ديه وبكره كيف دلوك تكونى متربرباه ولابساه ومستنيه المأذون هياجى يعقدلنا فالسرايا اهنه ..سامعه .
غاليه بصتله وهزت دماغها بقلة حيله ومسكت الكيس رمته على الارض وحطت دماغها بين اديها وغمضت عنيها وغازى برطم وطلع وهو عيتوعدلها يتم الجواز بس ويحرق قلب حكيم عليها وبعدها يبتدى معاها اللعب اللى على اصوله ويربيها الربايه اللى تستحقها ..
طلع وغاليه قامت وطلعت قعدت جار جماره والتنين فتحوها مناحه على حكيم اللى اربعينه النهارده ولا قدرو يروحو قبره يقرو الفاتحه على روحه ولا حتى يعرفو هو مدفون فأنهى عين ونوحو على حالهم وحال السجن اللى وصلوله وكل وحده فيهم كيف بقت جاريه زليله لغازى بعد ماكانت اميره على قلب حكيم ..
عدى الليل وعدت الساعات وغاليه واقفه بفستانها الاوبيض لكنها مرضيتش تغير ربطة الراس السوده وفضلت بيها وغازى اول ماشافها جرى عليها شد الربطه من على راسها ولفها على رقبتها كان هيطلع روحها ..انى قولت اييييه ..مش قولتلك النهارده تكونى عروسه لابسه اوبيض من ساسك لراسك ؟!! عتخالفى لييييه وتطلعى عفاريتى ..تحطى طرحة الفستان على نافوخك وتطلعى للصاله الضحكه من الودن للودن ولو خاشمك اتقفل هكسر سنانك دول بضربة نبوت فاهمه !
غاليه هزت دماغها بضعف عشان بس يبعد عنها ويسيبها تاخد نفسها ويحرر رقبتها ،وهو شويه وسابها وبعد عنيها وهى راحت لامها اللى كانت عتزوم بكل صوتها وعترجف على بتها اللى فيد غازى عتصارع الموت ومقادراشى تطولها ولا تخلصها منيه ...
غاليه اترمت فحض امها وتماضر لمتها على صدرها بأديها التنين وشويه ورفعت اديها لفوق وبصت للسما تدعى على غازى، وهو اول ماشاف حركتها داى بسرعه رفع نبوته وضرب اديها خلاها صرخت من الالم ونزلتهم، وغاليه اتولت بدالها مهمة الدعا :
ربنا ياخدك يابعيد ..روح ربنا ينتقم منك ياظالم ..كنت عحب فيك ايه انى ..كنت شايفه فيك ايه زين ..مسمعتش ليه كلامهم واتجوزت كان زمانى خلصانه منك وجايبالك راجل يقفلك ويديك على نافوخك ..وعضت يدها بندم ودموع وغازى ضحك ومسكها من دراعها قومها :
ديه ترتيب ربك يابت عمى ..هو مقسملى النصيب الزين ..هتعترضى على تقاسيم ربنا ولا ايه ..يلا ياعروسه همى خلينا نعقدو المأذون والشهود قاعدين بره مستنيين عايزين نفضو ..يلا حطى طرحتك على راسك ياعروسه ..
غاليه مسكت الطرحه وربطتها على راسها كيف العصبه وطلعت مع غازى وكتبو الكتاب وعيشه وزبيده باصين عليها من الموطبخ بعيون باكيه على حالها وهى تغيب وتمسح فدمعها بسرعه قبل ماغازى يوعاها ويقندل عيشتها وطول الوكت غازى باصص للسقف وضحكان وغاليه مستغربه من عمايله بس ساكته ملهاش صالح بيه ..
خلصو كتب الكتاب وغاليه رجعت اوضة امها حضنتها وبكت على صدرها شويه وامها برغم كل اللى بيوحصول حواليها لكنها متعرفش ليه حاسه قلبها مطمن ومآمن ..وان فيه فرج جاى قريب متعرفش مصدره منين، بس مخلى قلبها بارد هبابه ..
مسكت وش بتها بين اديها وحبت خدودها وراسها ومسحت دموعها واتكتلها على عنيها تصبرها وغاليه سلمت امرها لله وقبل ماتقوم تروح على الاوضه التانيه كيف ماامرها غازى ..
مسكت ادين امها اللى ضربهم غازى واثر الضربه باين عليهم وحبت موطرح الضربه ومسدت عليها بشفقه وقامت طلعت وبعتتلها عيشه وقالتلها تبات معاها الليله متفوتهاش لحالها وينقلو قعدتهم هى وزبيده جارها حتى لو امها شاورتلهم عشان يسيبوها لحالها كيف كل مره ميسيبوهاش ..واتحركت من قدامها ومشت بروح مهزومه كنها عتوصى وصية موت ..
رجع غازى بعد شويه ودخل الاوضه وشاف غاليه قاعده على السرير وحاطه راسها بين رجليها وعتبكى بصوت عالى ..
ابتسم على حالها وخلع عمته وعبايته وجلابيته وقرب منيها وقعد جارها ومد يده على يدها لكنها جفلت وبعدتها عنيه ..
غازى خد نفس واتحدت :غاليه ..غاليه بصى يابت الناس ..انى عحب العنف والضرب والغصب والاذيه فكل حاجه الا الحته داى ..معحبش استخدم العنف فيها مع انى اقدر ..عتسألينى ليه هقول سبحان الله حط فيا قسوة الدنيا كلها بس فالحته داى له ..فمتطرنيش انتى وتعلمينى ان قسوتى وغصبى يمتدلها عشان محدش هيتعب غيرك ..قومى غيرى خلجاتك وتعالى لبى اوامرى من سكات وطيعينى عشان تكسبى حياتك وحياة امك الغلبانه اللى مرميه بره داى ..
غاليه قامت بضعف وخوف من تهديده ونفذت كلامه، وغازى طبع عليها صك ملكيته وتوكدت بعدها انه خلاص سلسلها بقيد يجبرها انها تعيش فطغيانه لآخر عمرها ..
وعدت الايام وغازى اتنقل يبات فالسرايا من يوم جوازه بغاليه، بس لازمن يقوم من جارها كل يوم بالليل ويطلع وهى تتلكلك وتنام وتتمنى انه ميعاوش ..
وفى النهار يفضل اليوم كله بره السرايا وهى تقعد مع امها وعيشه وشويه تطلع لجماره تقعد جارها هبابه ومابين اهنه واهنه تصبر حالها وتضيع وكتها لغاية ماياجى غازى بالليل تدخل غرفتها وتنجبر تنام جاره وغصب عنيها لازمن تتصرف كنها راضيه ومرتاحه معاه والا عشيتها توبقى مشندله لو دخل ولقاها مبوزه فوشه ..
**************
خيري بكل حيله ماسك بشندى ومتتلح فيه وواقف بينه وبين الباب :والله ماهسيبك تطلع وتروح للموت برجلك ...انتا اتهوست يابشندى ياك!!
بشندى بكل عزمه عيزيح فخيري :بعد عنى ياخيري هقعد لحد ميته مدسوس فالبيت وخايف كيف الحريم وسايب كتال ولدى عيسرح ويمرح على وش الدنيا!
فوتنى هروحله وياكاتل يامكتول بس المهم مقعدش بنارى القايده جواى اكتر من اكده ..
هملنى ياخيرى هملللل...قالها وزاح خيرى بكل قوته رزعه فالحيطه وطلع بعد ماحط يده على صدره اطمن ان الطبنجه قاعده ولف الشال على وشه واتلثم وطلع علطول فطريقه اللى مش خابر هيعاود منيه حى ولا متشال على الكتاف والروح مفارقه الجسد ..بس برضك مهاممهوش.
وصل قريب من ارض حكيم ودخل فغيط قصب وفضل قانص ومستنظر فمعاد روحة غازى للارض كل يوم اللى كان مخبره بيها خيرى .
فضل مستنى شويه كتار لحدت ماوعى غازى وناره شعللت فالحال من شوفة خلقته وخصوصى وهو شايفه راكب عنتر وجاى بيه وسط رجالته اللى محاوطينه واول ماوصل الارض نزل من فوق عنتر ولافى لجامه لواحد من الرجاله ووقف يتحدت مع الرجاله اللى محاوطينه ومانعين بشندي انه ياخد عدله فالنشان عليه ..
فضل بشندى قانص ومستنى لغاية ماجاتله الفرصه وغازى اتقدم الرجاله عشان يركب عنتر وضرب بشندى الرصاصه اللى قلبت الموازين .
وللحكايه بقيه .......
البارت صغير عارفه بس معلش حصلت معايا ظروف النهارده ومكنتش هكتب حاجه خالص وكنت هعتذر بس مهونتوش عليا ..نعوضه بكره ببارت اطول وامتع بأذن الله
بحبكم كتيير كتييير ❤
بقلم/ ريناد يوسف رينوو ❤
لكم منى اجمل باقات الزهور 🌺⚘🌷⚘🌷🌹🌻
جُماره
ابنة بائعة الجبن
البارت السادس والعشرون 26
انطلقت من طبنجة بشندى الطلقه متوجهه على قلب غازى بالظبط لكن اللى حصل غير موازين حسابات بشندى لما غازى وطى يمسك لجام عنتر وكانت الثانيه دى هى الفيصل اللى خلى الرصاصه تتخطاه وتنبت فى صدر واحد من رجالته خلته وقع مكانه ..
وغازى اترمى على الارض فثانيه وابتدا صراخ على عوض والرجاله :بشششندى ديه بشندى هاتووووه لو فلت من اديكم هكتلكم كلكم النهارده وملكمش عندى ديه ..
اما بشندى ففضل مستنى غازى يقوم عشان يكرر الطلقه ولما لقى مفيش فايده اتحرك للهرب وهو واعى الرجاله قربت عليه لكن الحظ محالفهوش لما طلقه اخترقت رجله وقعته موطرحه من طلقات بنادق رجالة غازى اللى ابتدو يضربو ضرب عشوائى على غيط القصب ..
فضل نايم وكاتم المه وسامع خشولة القصب حواليه وعيدعى من ربنا ان عينهم تغفل عنيه لكن المكتوب ممنوش هروب وغمض عنيه وهو شايف بوز بندقيه عيشق عيدان القصب ويتلزق فدماغه ..
بشندى :اوضرب ياواد المركوب مستنظر ايه .
-له الشيخ عاوزك حى معاوزش يموتك دلوكيت ..ووطى خد الطبنجه من يد بشندى وهو لساته مثبت فتحة البندقيه فدماغه وبعدها شال البندقيه وضرب طلقة نصر فالهوا وزعق بعلو صوته :لقيته يارجاله ..تعالو اهنه ..
وشويه والكل اتجمع حواليه وشالوه وراحو بيه على غازى اللى اول ماشافه فأدين رجالته فى اللحظه داى بس اللى قلبه خفت رجفته وريقه الناشف من الخوف طِري واتبلع ..
ولما وصل حداه ضحك بتشفى :والله ورجع الطير ليد صياده تانى ..ليك وحشه يابشندى والله ..كنت وين ياراجل دانى برمت عليك البلد والبلاد اللى جارها ..اصلى عحبك ياراجل ومعحملشى بعادك عن عينى واااصل ..
بشندى وهو كاتم المه:له وانتا الصادق دانتا كنت عتدور عليا خوف مش محبه ..عشان خابر زين ان طول مانى حر وبعيد عنك موتك محتوم .
غازى بضحكه :صوح .مش هجادلك ولا اكدبك ..كنت خايف منك ..وكرامه لكل الخوف اللى حسيت بيه ديه بسببك ..انى هخلصه من عنيك وهطلعه على جتتك ..
خدوه يارجاله على المندره .. وتاوو ديه بعيد ..او ارموه فالرياح هو اكده اكده محدش يعرفه ولا هيدور عليه ..وبالفعل الرجاله اتقسمو نصين نصهم ربطو بشندى و اتصرفو وجابو شوال خيش كبير حطوه فيه وربطوه ورفعوه على عنتر وواحد من الرجاله جره وغازى ماشى وراهم بفرحه كنه راجع هو ورجالته بغنايم حرب .
والنص التانى حطو الراجل الميت فشوال زييه وحطوه على حمار وحملو فوق منيه جراو عشان يداروه وراحو بيه للرياح (منفذ للماء للبلد كلها يغذي مصرف او اكثر بالماء) ورموه ورجعو ولا مين شاف ولا مين درى .
وصلو المندره وواحد من الرجاله اتطوع يطلع لبشندى الرصاصه وسخن مطوه على النار وشق رجله بالطول ومد يده فالجرح طلع الرصاصه وكل ديه من غير تخدير ولا حاجه تخفف الالم وبشندى روحه طلعت وردتله كذا مره من الالم ومع كل حركه كان يشهق شهقه تشق صدره شق ..
خلص الراجل وخيطله رجله بأبرة خياطه بعد ماكبِلو عليها سبيرتو وجاب خيط شوال نايلون وابتدا يخيطله غرز حلزونيه ودى طريقة المطاريد فالخياطه عشان تالت يوم يقصو الخيط ويشدوه من الجرح ويطلع من غير مايتقطع ..
خلص وطلع وفات بشندى منتهى من الوجع ودخل بعد منيه غازى وعوض ..
غازى :هاه كيفك دلوك ..يارب متكون بخير ..
بشندى بصله بعيون حمره ومردش عليه وغازى كمل حديته ..
هسألك سؤال واحد يابشندى ولو جاوبتنى عليه هرحمك من العذاب ديه كلياته ..واموتك موته مريحه متحسش بيها ..وين عقود الارض والمعامل ..ورفع صباعه بتحذير ..
واوعك تكدب علي وتقول معارفش عشان انتا عتعرف القرد داسس ولده فين وحاجه تخص حكيم لاممكن ماتعرفهاش ..اتحدت بالزوق بدال مااخليك تتكلم بالغصب وانى اعملها وانتا خابر زين ..
بشندى بلع ريقه وبص لغازى واتحدت وهو بيمثل الخوف :
له ملوشى عازه الغصب ..انى هقولك داسسهم وين ..وشاورله بأيده يقرب وغازى قرب منيه باهتمام واول ماودى ودنه قريب من خشم بشندى ..
بشندى :عاوز تعرف العقود وين يا غازى ؟
غازى هزله دماغه بسرعه ..بشندى كمل حديت بعدها..اقولك فين ومتزعلشى وضحك ضحكه عاليه خلت غازى اتجنن وقام على حيله وابتدا يضروب فبشندى بكل قوته ومع كل ضربه بشندى يضحك ويقوله كلمه :
اوضروب زين ياد ..اوضرب ضرب رجاله يامنسون ديه ضرب حريم ..اوضروب ياد كيف ضرب شيخك حكيم فاكر سيدك وتاج راسك حكيم ولا نَسيته ..
وكل كلمه وضحكه من بشندى كان غازى يزيد لدرجة ان غازى تعب من كتر الضرب وبشندى برغم جروح وشه وجسمه الا انه لساه محافظ على قوته قبال غازى ونظرة الاستصغار اللى عيبص بيها لغازى مخليه غازى نفسه يقلع عنيه من موطرحهم ويدوسهم برجليه ..
غازى تعب من الضرب فبشندى وبشندى لساه على موقفه ومراضيش يفتح خشمه بكلمه غير الاهانه لغازى والمقلته عليه لغاية ماغاب عن الدنيا خالص ..
عوض :بكفايك اتعبت ياشيخ سيبنى انى اخلصلك عليه متتعبش حالك اكتر من اكده .
غازى بغل وهو بيفرك اديه اللى نملت من كتر الضرب وباصص لبشندى المغمى عليه :له تخلصلى عليه ايه انى لساتنى عايزه محدش غيره واد المحروق ديه يعرف عقود الارض وين ..
اعرف موطرحهم وبعدها اديهولك انتا والرجاله تمرمشوه ...ودلوك خدهولى عالسرايا عشان مهأمنكمش عليه مره تانيه ياعرر ..ودوقلو فالجنينه عروسه اصلبهولى عليها عايزه يموت قبال عينى من الوجع كل دقيقه موته ..
عوض :حاضر ياشيخ تامر امر ..وطلع اخد راجلين ودخلو السرايا ومعاهم عرقين خشب واحد طويل وواحد قصير ودقوهم فبعض ودفنو الطويل فالارض وراحو جابو بشندى وقفوه عليه ومددو درعاته وربطوه ربطه زينه وكل ديه قبال عين غازى ..
حكيم شايف كل حاجه من اول مالرجاله ابتدت تعمل العروسه ومستغرب ومركز فالصوره وصرخ بعلو صوته وهو شايفهم جايبين بشندى كر من رجليه ووقفوه على العروسه وخلعوه خلجاته مسابوش عليه غير السروال وربطوه وهو لاحِس ولا حركه وباين انهم لاعبين بحاله لعب ..وزاد فقلب حكيم قهر جديد فوق قهره على بشندى وهو واعيه متربط كيف اسد مأسور وحاله ميقلش عنيه..
زعق بعلو صوته وهو عيوضرب الحديد فالسرير ..ااااخ ياغازى لو تقع تحت يدى اااخ ..ورب العزه لاكون ضاربك بعدد كل ضربه ضربتها لحد منيهم عشره ..وكل جرح عشره ..وكل وجع بعشره ..ياااارب انتا عالم بحالى وحال قلبي حلها من عندك يارحيم بالقلوب ..
جُماره سمعت صوت الخبط مره تانيه وقامت من على السرير متململه وراحت على الشباك فتحته واتنهدت وهى عتبص منيه عالجنينه وبرقت عنيها ومسكت فالشبك بأديها التنين وهى عتطلع دماغها منيه تتوكد من اللى شايفاه ،
وشهقت بعد مااتوكدت من اللى عينها شافته وصرخت بعلو صوتها :عممممم بشنددددى ..ونزلت السلم جرى وبوشها عالجنيه وحتى امها عيشه لما شافتها جريت وراها وغاليه زيهم وزبيده اكتفت انها تقف على باب السرايا تبص عاللى بيوحصول من بعيد ..
جماره وقفت قصاد بشندى تنهج وفالوكت ديه كانت الرجاله طلعت ومفاضلش غير غازى واقف جاره ..
جماره بصراخ :عم بشندى ..عميلت فيه ايه ياظالم يامفترى ..ليه كل الضلال بتاعك ديه ..وقربت عليه ومدت يدها على حبله لكن ضربه من شومة غازى خلتها ترجع يدها بصرخه وعيشه جريت خدتها فحضنها :اسم الله عليكى يابتى ..كسر يدك ياغازى اللى طايحه فالكل داى يبتليها بشلل قول امين ..
غازى :طب اخدى عشان تدعى زين ..ورفع شومته ونزل بيها على زندها بكل قوته خلاها صرخت من قُعف راسها وجماره جرتها وبعدت بيها وهى عتفركلها فموطرح الضربه ..
والتنين كل وحده دموعها مغرقه وشها من الوجع ..
غاليه :حررررام ديه حررررا ..بكفياك عاد ياغازى بكفياك
غازى :كلمه تانيه وهنزل بالشومه على راسك انتى كمان واخليكى تفرفطى فالارض فرفيط...ودلوك تغورو كلكم من قبال عينى احسن ويمين الله ماتلومو غير حالكم .
قالها ولما شافهم لساتهم واقفين اتوجه على موطرح جمره واتلافى الكورباج المتعلق على الحيطه ورجع بيه وهو ماسكه بتوعد وعنيه عليهم هما التلاته والشرار عيطفر منهم..انى قووولت ايييييه ..شوية حريم مهعرفشى امشى كلمتى عليهم ياك ؟
وابتدا يضروب بالكرباج فالتلاته بعشوائيه خلاهم يجرو قدامه وهو وصلهم ضرب لغاية باب السرايا
ودخلو وهما عيصرخو من الالم وزبيده اول ماشافتهم وشافته طارت ادست جوا الموطبخ بخوف وهو رجع لبشندى وفضل يوضرب فيه بغل حتى وهو شايفه جثه لا عتتحرك ولا تقاوم لغاية ماخلى جسمه خرايط..
بعدها راح على السرايا ونبه عليهم ان اى وحده هتوصل بشندى ولا تلافيه بوق ميه ولا لقمه موتها هيكون على يده من غير تفكير ...
وراح الموطبخ ووقف قبال زببده اللى اول ماشافته رجفت من الخوف ووجهلها الحديت وهو رافع الشومه وموجهها ناحيتها :
وانتى ..كلمه تطلع عن بشندى لحد .. طلقتين بشلن وحده تبيت فراس جوزك ووحده فراس ولدك البكرى وانتى لسانك يتقطع مع اديكى ورجليكى وافوتك تزحفى زحف على الارض لاطايله موت ولا حيا ..سامععععه
زبيده هزتله دماغها بخوف وطاعه وهو نزل شومته خبطها فالارض بقوه خلى زبيده فطت من الخوف وطلع من الموطبخ وبصلهم كلهم بتوعد وبعدها سابهم وطلع من السرايا كل وحده تبص للتانيه وجواها صرخه مكتومه ..
تماضر فأوضتها سامعه كل الزعيق والصراخ وعماله تزوم وترمى فالحجات حواليها عشان حد يسمعها ويدخل عليها يطمنها لكن من غير فايده ،وفضلت على الحال ديه لغاية ماغاليه دخلتلها وهى اول ماشافت غاليه مدتلها اديها وبكت بصوت عالى من الخوف اللى كانت حاسه بيه احسن غازى يكون عيميل فيها حاجه لكنها اطمنت بشوفتها ..
دخلت غاليه وخدتها فحضنها وطمنتها :تخافيش مفيش حاجه هدى حالك ...بس هدى ..
تماضر شاورتلها على بره فالجنينه بمعنى ايه اللى كان يوحصول بره وغاليه اتنهدت وجاوبتها :
جاب بشندى مربطه ومشندل حاله ونزل فيه ضرب وفينا لما رحنا نشوفو خبر ايه
تماضر غمضت عنيها وهزت دماغها بقهر وبعدها رفعت دماغها للسما تناجى ربها بعنيها وقلبها من غير صوت ..
عيشه اكتر وحده قلبها كان متقطع على بشندى وحالته ..وراحت على باب السرايا ووقفت تبصله بشفقه وكل عين تبكى حفنة دموع وفضلت تهمس لحالها :والله الموت ارحم من اللى هو فيه ديه ..ياحزنى عليك يابشندى عامل كيف صقر مسكوه وربَطو رجليه وقصقصو جناحاته وسابوه يموت بحسرته ..
خلصت كلامها ودخلت جوه وقعدت جار جماره وزبيده وشويه وجماره فاتتهم وطلعت اوضتها وفضلت رايحه جايه فيها وحاسه بقلة الحيله على بشندى والنار تاكل فيها وكل كل ماتبص من الشباك وتشوف حاله ...
عدى باقى اليوم على الكل وبشندى ابتدا يفوق بالليل ويأن من الم رجله والم جسمه والضرب اللى خده من غازى ..
رفع وشه المورم وعنيه المقفوله من الورم ويادوب قادر يشوف منها واتلفت لقى حاله فالسرايا ..السرايا اللى من ساعة موت ولده حكيم مدخلهاش ولا يعرف ايه عيجرى فيها ..
اتلفت حواليه بحنين لكل ركن فيها وخد نفس طويل ودموعه نزلت واتخلطت بالدم الناشف على وشه ودندن بصوت مدبوح وهو عيتلفت على جمره وعلى الشجر والسرايا وكل كلمه بعدها شهقه وغصه :
دار ..يادار...يادار ..يادار..قوليلى ..
يا..دار ...راحو.. فين ..حبايب الدار ..يادار قولي..واتخنق صوته بالبكا وهو عيفتكر حكيم وجلعه معاه ورميحه وحسه اللى كان مالى الموطرح وضحكته اللى لما يضحكها وسنه يبان تضحك معاه الدنيا فوش اللى عيتطلعله واتفتح من عنيه بحر دموع موقفشى.
غازى فالوكت ديه كان دخل السرايا وراح اوضته هو وغاليه عشان ينام وجماره كانت واقفه فالشباك واستنته يدخل السرايا وصبرت شويه وراحت على باب الاوضه وقفها صوت امها :
رايحه وين ياجماره ..اوعك يابتى تنزلى احسن يموتك ديه معيتفاهمش والكتل حداه اسهل من شربة الميه اديكى ريتى بعينك كان هيفطس مرت عمه لولا ماغاليه لحقتها ورضيت تتجوزه !
جُماره :محاملاشى اشوف عم بشندى فالحاله داى يمه ..ديه حبيب الغالى .
عيشه ومين سمعك يابتى ..ومين متحمل اللى عيجراله ديه بس ادى الله وادى حكمته .
جماره :انى مليش صالح بالحديت ديه ..انى هنزل.. اقلتها ابل ريقه ببوق ميه ولا لقمه ديه تلاقيه هيموت من العطش ياناس ..وراحت على الباب فتحته بس وقفتها يد امها ..
وقفى انتى انى هنزل واروحله ..انتى مهتحمليشى ضربه من غازى وانتى حالك منتهى اكده ..اركدى موطرحك وانى هزقيه بوق ميه واعاودلك قوام .
جماره :بس يمه ...
عيشه :مبسش ..مش هتروحي يعنى مش هتروحى ..انى مهتحملش اشوف فيكى حاجه ...اوعى اكده ..وزقتها ونزلت تتسحب على تحت وجماره عاودت للشباك مره تانيه تراقب فخوف ..دخلت عيشه الموطبخ وخدت ميه ووكل وراحت على بشندى وهى عتتلفت حواليها وقلبها عيرجف من الخوف لحدت ماوصلت عنده .
بشندى اول ماحس بيها رفع راسه بضعف وشافها قباله نزل راسه للارض تانى بكسره .
عيشه قربت منيه وهمستله :ارفع راسك ياسيد الرجال ..مش كل اللى تتربط اديه يوبقى ضعيف ..انتا لساك كيف الاسد بس اسد وقع فشباك صياد خسيس ..
خد اشرب وبل ريقك وارفع راسك ..ارفعها للسما وقول يارب وناجيه فجوف الليل ودعوة المظلوم مسموعه ومفيش بينها وبين ربنا حجاب .
قربت الميه على خشم بشندى اللى شرب بلهفه كنه كان تايه فصحرا ليه ايام ..شرب لحد ماارتوى وبعدها رفع عينه على عيشه ...اصيله يام جمره ..اصيله
عيشه هزتله دماغها وابتسمتله تهون عليه اللى هو فيه ومدتله يدها بلقمه قبال خشمه وقبل مايفتح خشمه سمعو صوت خلى عيشه رمت اللى فيدها وراحت ورا بشندى تدس وتحتمى فيه برغم ضعفه :
والله صدق اللى قال ان الفُجر ليه ناسَه ..
بقا ياوليه اضروب واهدد واجلددد..وبرضك مخايفاش وجايه تتسحبى فنصاص الليالى عشان توكليه وتزقيه ..مالكل خاف ولبد وسكت انتى اتنبصتى ليه وجيتيله ..شجيعة سيما ولا بايعه عمرك ؟!!!
على العموم انتى اللى جبتيه لحالك ..تعاااالى ..ومد يده سحبها من ورا بشندى وجرها بعيد وهى فضلت تصرخ وتقاوم لحدت ماوصل قريب عن موطرح الكورباج واتلافاه ورماها فالارض ونزل عليها ضرب ..فالوكت ديه جماره كانت واقفه فالشباك وشافت كل حاجه ولما لقت غازى طلع ومسك امها نزلت طايره ورمت نفسها عليها تحوش عنيها ضرب غازى لكن الكورباج كان طايل التنين كل وحده ليها نايب من الضربه وعمالين يتلوو تحت منيه وصراخهم شاقق سكون الليل .
وبجانب صراخهم صوت بشندى اللى عيزعق بكل حيله ويتنفض من كتر العصبيه ويحرك فأديه ورجليه نفسه يفكهم بس من غير جدوى :
بعد عنهم ياواد المركووووب ..كف يدك من الحريم يامخنث ياعرة الرجال ياعديم النخوه والشرف ..
اااااخ يامين يطلقنى عليك ويلايمنى على زمارة رقبتك دلوكيييت ...
لكن غازى كان مستمر فالضرب ولا سامع صوت بشندى ولا مأثر فيه صراخ ولايه ضعاف تحت يده .
اخيرا بعد عنيهم لما تعب من الضرب وقعد على نص البرميل قصادهم وشايفهم وهما عيلمو فبعض وكل وحده يدها وعينها عتعاين جروح التانيه..
غازى بص لجُماره اللى عتشد فهدومها تغطى جسمها اللى اتكشف من كتر مافرفطت برجليها وبلع ريقه واتحدت بقلة صبر :انتاااى ..عدتك هتوخلوص ميته ؟
جماره بصتله ومردتش عليه وهو كرر السؤال مع ضربة كورباج :لما اسألك تجاوبى ..عدتك باقيلها كد ايييه
ردت عليه عيشه بسرعه وهى عتضم جماره عليها وتحميها بأديها :باقيلها ٢٨ يوم
غازى :لسه باقى كل ديه ! ومسح على وشه بغضب ..عموما هااانَت ..نصبروهم وامرنا لله ..
جماره بصتله ونطقت بغضب :٢٨ يوم ٢٨ ساعه نجوم السما اقربلك منى ياغازى ..وحط فبالك ان عمرى مهخليك تحط يدك عليا مره تانيه ..انى مرت الشيخ حكيم وعمرى بعد منيه ماهكون مره ليك ابدا ..
غازى بضحكه :مش بمزاجك
جماره :له بمزاجى ..وهقف قبال المأذون وهقول معاوزاهوش ومش موافقه اتجوزه ..واوبقى ورينى هتعقد عليا كيف وكتها .
غازى بضحكه :واااه ..دانتى بقيتى فاقده على اكده وعامله حالك محدش هيقدر عليكى !!
جماره :تقدر متقدرش،.. تجلدنى تموتنى اعمل فيا مابدالك انى معدتش هخاف ولا حياتى بقت تهمنى ..اللى يطلع من تحت يدك اعمله ..
غازى :ومين قال انى هضروبك ولا اعمل فيكى حاجه عشان ترضى تتجوزينى ..
له يابت امك مهعملشى ولا حاجه من ديه ..
انى كل اللى هعمله انى هخلى امك الحلوه داى فأمانتى بره السرايا فالحفظ والصون تحت يد رجالتلى لحدت ماتتجوزينى ..وافقتى ..كان بها ..
موافقتيش ومشيتى كلامك اللى قولتيه دلوك ديه امك تانى يوم تكون مخنوقه ومرميه فالرياح ولا من شاف ولا مين درى لحدت مايلقاها فلاح ساده المصرف قبال غيطه ويطلعها بعد مايكون السمك كل نصها ..اما انتى فبلاها جواز انى ميهمنيش وهخليكى ملك يمينى ..كيف الجوارى اكده بالظبط ..واوبقى سلميلى على شيخك حكيم عاد ..
قالها وقام وقف وراح على بوابة السرايا ورجع براجلين خدو عيشه من حضن جماره والاتنين عيصرخو وكل وحده ماسكه فالتانيه مش عايزه تسيبها بس على مين ...دا الرجاله لو كانو التنين ملزوقين فبعض بغرا هيفصلوهم ..خدو عيشه ومشو بيها وجماره فضلت تصرخ وتتخبط وبشندى يصرخ عليهم يرجعوها لحدت ماحسه راح هو كمان .
غازى بص لجماره وبص لبشندى وضحك وهملهم وراح على السرايا وعلى الباب شاف غاليه واقفه على باب السرايا ومربعه اديها وبصاله بنظره خاليه من اى تعبير وكأن اللى بيعمله بقا شيئ عادى بالنسبالها وكأنها خلاص مهتتفاجأش بيه بعد اكده ..
هو وقف قصادها وبنبره آمره :فوتى جوه
وخطى خطوه ولما غاليه متحركتش صرخ فيها بصوت فززها :قلتلك فوووتى جوه هِممممى ..
واتحرك وغاليه اتحركت وراه ودخلو الاوضه واتقفل بابها وغازى حط راسه طوالى على المخده ونام ولا كأنه ظالم حد ولا كأنه عامل ايوتها حاجه عفشه وسايب وراه قلوب محروقه كل واحد ليه مظلمه فرقبته رفعها لرب العالمين ومنتظرين يوم رد المظالم ..
اما حكيم فخلاص روحه دابت من كتر الالم وهو واعى كل ديه عيوحصول فحبايبه قبال عنيه لدرجة انه عاهد حاله انه مش هيبص على الشاشات اللى قباله داى نوبه تانيه وهيمنع عنيه تشوف وجع اكتر لكنه مقدرش وعينه خانت العهد لما راحت على الشاشات تتنقل مابينهم بلهفه وخوف وحسره واشتياق كيف لاول..
************
وعدت لايام يوم يباعد يوم وجماره معارفاشى حاجه عن امها وخلت زبيده دورت عليها فالبلد وحتى جوزها دور من سكات بس عيشه من يومها لاحس ولا خبر كيف ماتكون الارض اتشقت وبلعتها وحرايق قايده من الخوف والقلق عليها فقلب جماره ..
اما بشندى فلساه تحت رحمة غازى وتحت تعذيبه والرحمه الوحيده اللى طالها منيه انه قعده على حيله وهو متربط وكل كام ساعه واحد من الرجاله يدخل يوديه بيت الراحه ويرجعه ويربطه من تانى والميه مره وحده فاليوم والوكل كسرة خبز حاف او ثمرة فاكهه وحده وبشندى اللى كان كيف الباب يوم عن يوم جسمه يضمر من الجوع والعذاب لدرجة ان اللى يشوفه ميعرفهوش .
جماره قاعده فأوضتها بالليل على سريرها ومره وحده باب الاوضه اتفتح وبصت شافت غازى واقف على الباب ..
جماره لمت حالها زين وسألته بخوف :جاى فنصاص الليالى عاوز ايه ياغازى ؟!
غازى اتقدم منيها :عايز اقعد جارك هبابه واتحدت معاكى ياجماره..واتقدم منيها وعينه عتاكلها وكل ووقف جار السرير وهى انكمشت على روحها ..
مفيش قعاد ولا حديت بيناتنا ياغازى وروح اطلع بره ..
غازى وهو عيقرب منيها اتحدت بصوت منتهى :جماره اسمعينى زين ...انى صوح قلبي ميت ومعحبش حد واصل ..بس انتى الوحيده اللى ليكى حته فقلبي ..انتى الوحيده فالدنيا اللى شغلت فكرى وبالى ..وعرفت قيمتك وغلاوتك بزياده من يوم مابعدت عنك ..انتى مره مفيش منك ياجماره اللى خرطك مات بعد ماخرطك طوالى ..
هاودينى واسمعى كلامى وانى هخليكى ست الستات كلها ..بعد كام يوم هتخلص عدتك وهعقد عليكى ..احلفلك برحمة ابوى انك لو طاوعتينى وخلتينى اعيش ليله احس فيها انك راغبه فيا وعاوزانى ورضيتى بيا جوزك وابو عيالك هخليكى تمشى تعفصى عالفلوس والدهب ..هخليكى ست الناس كلها حتى على غاليه هعليكى واعلى مقامك ...ورفع يده قبالها ..ويدى داى تنقطع لو اتمدت عليكى مره تانيه ..هاه قولتى ايه
جماره بصتله وردت عليه من بين سنانها :مش كل الناس تبيع حالها بالفلوس ولا عشان الفلوس ياغازى ..
مش كل الناس غازى ولا كل الناس فيها طمعك ..انى كنوز الدنيا متغيرش كرهك فقلبى ولا تخلق ليك موطرح فيه حتى كد حباية سمسم .
غازى :بلاها فلوس ..اللى انتى عايزاه ..اطلبى عليا واتمنى ياجماره وانى شبيك لبيك بس تسمعى كلامى ..
جماره اخدت نفس وزفرته بقلة حيله وفكرت وشافت انها طالما اكده اكده هتتجوزه يوبقا تستغل الفرصه وتحط شروطها وياصابت ياخابت :امى تعاود اهنه تانى .
غازى :يجرالك بس بعد كتب الكتاب ..غيره
جماره :امى لما تعاود تقعد فالمشتمل ويتفتحلها الباب الورانى تطلع وتدخل منيه براحتها ومحدش يقولها رايحه وين ولا راده من وين ..وانى هكون مرتك ساعتها وغاليه بقت مرتك ومفيش وحده هتهروب منيك .
غازى وقف منفوض بغضب :له كله الا ديه ..المشتمل فيه ناس عتكحت فيه لسه على الطميره ورجاله طابه ورجاله طالعه كيف تقعد فيه يعنى ..
جماره :خلاص بعد مالرجاله تخلص تقعد فيه .
غازى بعصبيه :ايه حكاية المشتمل معاكى امال؟!!
وبعدين مانتى قاعده فدور لحالك اهه فالسرايا وامك تقعد فالاوضه اللى تعجبها جارك ايه لزمته المشتمل وقعدته؟
جماره :والله ديه شرطى عشان اتقبلك واسمع كلامك نفذت انفذ منفذتش ادينا على حالنا واكده اكده هتتجوزنى ..بس مهبصش فوشك واصل .
غازى اتحدت بهدوء وهو عيمد يده على خد جماره :على العموم ساهله ..نتجوزو بس وتتعدَل بعدين ..
جُماره نشكت يده بعيد عنها وكلمته بغضب :يدددك ..انى لساتنى محرمه عليك ..وفعده والمفروض قعدتك داى معاى من غير محرم حرام ..
غازى لم يده وضم قبضة ايده ورجعها وابتسم :ماشى ياجماره ..انى هسمع كلامك ومهزعلكش ..عشان انتى كمان توبقى تسمعى كلامى ومتزعلنيش...
وفاتها وطلع وهو مبتسم بعد ماادى حكيم نظره فالكاميرا فغفله من جماره وهو متوكد انه شايفه دلوك ..
وطلع وهو مطمن انه خلاص جهز الضربه القاضيه لحكيم اللى هتنهى على كل اللى فاضل حى منيه وهو شايفه مع مرته وففرشته وبكل رضاها واستسلامها ..
جماره قامت راحت على الشباك واتنهدت وهى باصه لبشندى اللى بقا عامل كيف العش خاوى وضعيف ولو اتطبق ميملاش قُفه، ووشه كانت تشوفه من بعيد فالنهار جروح اتراكمت فوق جروح ضيعت ملامحه وخلته واحد تانى ..وبدال ماكانت هيبته وطلته تهز اتخن شنب بقا مرمى كيف خرقه قديمه ..
فضلت واقفه مربعه اديها وباصه للجنينه لغاية مالليل قسم وهى قاعده على حالها ومره وحده ضيقت حواجبها وفكت اديها وبعدت عن الشباك ولفت حوالين نفسها وعملت حاجه وبعدها نزلت تتسحب ..
طلعت الجنينه وراحت لبشندى بعد مااتلفتت زين واطمنت انه مفيش حد ..
قعدت قصاده ولقيته مدرمس مدت يدها عليه هزته بالراحه وهمستله :
عم بشندى ..عم بشندى فوق ..عم بشندى ..
بشندى رفع دماغه ورد من غير تركيز ..هاه
جماره بلهفه وخوف : عم بشندى انى جماره اصحى وفوقلى الله لايسيئك ..
بشندى بتوهان وبنبره هامسه :جماره كيف حالك يابتى ؟
جماره :سيبك منى ومن حالى وصحصح معاى ..انى ههربك من السرايا النهارده ..قالتها وهى عتمد يدها تفك الحبال اللى متربط بيها .
بشندى :تهربينى كيف وكلاب غازى محاوطه السرايا كلها!
جماره :محاوطين السرايا من ٣ جهات بس ورا السرايا مفيش حد واقف ..انى طلعت على السطوح دلوك واتوكدت انه مفيش حد ورا السرايا ..انى لميت كل المليت بتاعت السراير وربطتها وعملتها حبل طويل ..هتربط حالك بيها وانى همسك طرف الملايات وانزلك وحده وحده ..السرايا دورين ومش عاليه قوى يعنى متخافش ..بس المهم انك اول مارجلك تلمس الارض تفك الربطه منك وتدخل القصب علطول قبل ماحد ينضرك من الرجاله ..
بشندى :غازى هيموتك يابتى .
جماره :انى اكده اكده ميته يعنى مافارقاش ..اهم حاجه تدور على امى وتخلصها من يد غازى وتبعدها عن البلد خالص ..واوعى تخليها تهوب يم السرايا وتخلى غازى يلوى دراعى بيها ..لو وصلتلها ابعتلى خبر مع زبيده ماشى ؟
بشندى هز دماغه بموافقه وبعدها ابتدت تقومه واتحركو بحرص وهما عيتلفتو حواليهم وكل ديه حكيم شايفه قبال عنيه.. وواقف يبلع فريقه بقلق ومراقب كل حاجه حواليهم وخايف غازى او اى حد يمسكهم وعمال يهمس :ايوه ياجماره جدعه ..براوه عليكى يابت قلبي ..
ومع كل خطوه بشندى يخطيها بضعف وهو مسنود على جماره حكيم يهمسله بتشجيع كأنه سامعه :هم يابشندى هبابه ..يلا يابشندى شد حيلك وامشى ..
دخلت جماره ببشندى السرايا ولساتها مسنداه وحكيم نقل عنيه للشاشه التانيه يراقبهم بتوتر وكل شويه يبلع ريقه بخوف وواقف على اعصابه لغاية ماغابو عن عنيه وهما عيتسحبو من غير صوت لغاية ماوصلو الدور التانى وجماره دخلت خدت الملايات من الاوضه وهو شايفها وطلعت راحت على اوضة غاليه خدت كام ملايه زياده ربطتهم فيهم زيادة اطمئنان ..
طلعو سطوح السرايا وهما مطاطيين راسهم عشان ميبانوش من الحيطان اللى فوش السرايا لغاية ماوصلو لآخر السرايا من ورا ..
جماره مسكت اول الملايه وربطتها على وسط بشندى بأحكام وراحو على الحيطه ..
جماره عشان تشجع بشندى وتشيل اى ذرة خوف جواه ...متخافش ياعم بشندى انى شديده وهقدر امسكك زين ..واصلا انتا مبقاش فيك حاجه بقيت خفيف قوى ..انزل ومتقلقشى من حاجه .
بشندى بصلها وابتسم :انى مخيفش من الموت عشان عمرى يابتى ..انى خايف اموت قبل ماآخد بتار الغالى من الكلب غازى ..وتارى انى كمان وتاركم وتار كل واحد ظلمه غازى وجار عليه ..
جماره هزتله دماغها وابتسمتله وهو خطى الحيطه ونزل بكل جسمه وفضل متعلق بأديه على الحيطه وبص لجماره ..
جماره :سيب اديك ياعم بشندى وانزل متخافش ..بشندى ساب يد ولسه هيسيب التانيه جماره اتحدتت بلهفه كنها افتكرت حاجه مهمه :
عم بشندى استنى ..اول ماتمسك الامان بلغ عن غازى ..غازى عيحفر لطميره تحت المشتمل .
بشندى باستغراب :طميرت ايه داى
جماره :طميره فيها مساخيط دهب ..بلغ عنيه وخلى الحكومه هى اللى تاجى تخلصنا منيه وتاخده ..
بشندى هز دماغه بموافقه مع انه مفاهمش حاجه بس عارف هو هيعرف كل حاجه عيعملها غازى من مين وساب يده التانيه وجماره اتلحت فالملايه بكل حيلها وصاده الحيطه برجليها عشان تقاوم تقل بشندى اللى كانت عملاه خفيف متعرفش ان عضم الراجل عيوزن حتى لو كان رفيع ..
وحده وحده جماره بقت تنزل الملايات ببشندى لغاية ماوصل الارض واتلفت حواليه وبسرعه فك الربطه وبالباقى من حيله اتحرك ناحية غيطان القصب ودخل فيها من غير مايهتم لحاجه ولا يخاف من الديابه اللى ممكن يتلمو عليه ياكلوه حى لو عترو فيه ولا قدرو يشمو ريحة دمه ..
جماره ابتسمت بعد ماشافته اختفى فالقصب ولمت الملايات بسرعه ونزلت بيهم على اوضتها وحطت يدها على قلبها بارتياح بعد ماقفلت الباب وراحت على السرير تفك فالملايات من بعضها وتطبقها كيف ماكانت وترجعها فالدولاب وحكيم مراقبها وعيضحك بفرحه ويكلم جماره كنها سامعاه :
عحبك يابت عيشه ..عحبك يابت قلبي ..
وللحكايه بقيه ......
بقلم /ريناد يوسف رينوو ❤
لكم منى اجمل باقات الزهور 🌺⚘🌷🌹🌻🌷⚘🌺
عذرا للتاخير الكاتبه كانت مشغوله ولسا بعتاه اهو
جُماره
ابنة بائعة الجبن
البارت السابع والعشرون 27
غازى عمال يجرى فالسرايا كيف المجذوب والرجاله كلها معاه عتلف فالسرايا بره وجوه ومنتشرين يدورو فكل ركن وكل زاويه ..تحت السراير وفالدولابات ..عالسطوح وفالحمامات ..مفاتوش موطرح متوكدوش منيه مره وتنين وتلاته وبعدها اتجمعو قدام غازى ..
-عوض ملقيناهوش ياشيخ ..فص ملح وداب
غازى بغضب :شاله تتفصص من بعضك يابعيد ..قالها ولف حوالين نفسه وهو عيصرخ من قعف راسه :غاااار وين ..طلع منين الواكل ناسه ديه ..دا مفيش خرم ابره يطلع منيه والدنيا كلها مقفله ..فك حاله كيف وحده وهرببب كيييييف ..كيف وانتو عتقولو مغفلتوش عن حراسة السرايا كيييف ...زيبق واد المحروق عيتسرسب من تحت البيبان ولا ميه عيرشح من الحيطان ..
يانصيبتك السوده ياغازى ..غفلقت تانى على راسك ياغازى والمره داى الغفليقه مغفلقه ..لاإنى موتته وارتحت منيه وامنت شره ..ولا إنى قدرت اعرف منيه موطرح العقود وين قبل ما يغور ...خلاص ياغازى هتقعد فالسرايا كيف الحريم مهتطلعشى تانى واصل ..
خيبه عليك وعلى رجالتك اللى جمعتها من بطون الجبال وقلت دول اللى هيحمو ضهرك ويكونو سدك المنيع ..
مندبه وندبت على راسك ياغااااازى ...
خلص جملته وضرب راسه بأديه التنين لكنه بعدهم بسرعه لما افتكر انه ممكن راح المكان الوحيد اللى مفكرش فيه ..يكون راح لحكيم القبو ولو ديه حوصول وبشندى وصل لحكيم توبقى غفففلقت صوح .
خد الرجاله وراح على المشتمل ومع ان بابه لساته مقفول بالقفل لكنه لساه شاكك ان بشندى يكون دخل من اى موطرح او يكون نزل عليه من سطوح السرايا وديه دور واحد فرق ..
فتح الباب وقدم الرجاله ببندقياتهم ودخلو فتشو المشتمل كله ملقوش حاجه ...اخد نفس وهو شايف القفل لساه على الاوضه ولما فتحه شاف الحفره متغطيه وكل حاجه موطرحها
لكن زيادة تأكيد فتحها ونزل عوض يتأكد ولما عوض اداه الامان نزل وراه ..
كل الغيظ اللى فقلبه كوم وغيظه من الضحكه اللى شافها شاقه خشم حكيم لما نزله كوم تانى ...قرب منيه ووقف قباله بعيون حمره كيف عيون الغول وزادها عليه حكيم لما قله :
كتالك فلت من يدك ياغازى ..خلاص عد ايامك على صوابعك ياقزين ..وتبعها بضحكه عاليه
غازى :هجيبه تانى كيف ماجبته قبل اكده ..والنوبادى طلوع روحه على يدى ...واحب اقولك انه حتى لو حوصول وبشندى وصلى وموتنى ..هموت مرتاح عشان انتا كمان هتموت وراى ..هتموت من الجوع ..هتموت ميتتة الكلاب .
حكيم بضحكه :ياااابوى على الخوف اللى واعيه فعنيك ديه متعرفش برد قلبي كيف وشفى غليلى منك ..عشان خابر ان اكتر احساس عياكل فالروح بعد القهر والظلم هو الخوووف ..حبيبى بشندى ديه ..والله حبيبي ..
غازى بلع ريقه عشان كلام حكيم فعلا كان فالصميم وبالفعل الخوف اللى حاسس بيه غازى من بشندى مخلى عقله واقف وقلبه عيرجف كيف زعف النخيل ..سابه وطلع هو وعوض وحكيم ودعه بضحكة تشَفى صوتها فضل يرن فودانه حتى بعد ماقفل الحفره وطلع من المشتمل ..اتلفت حواليه عشان يردله هبابه من القهر اللى حسسه بيه وملقاش قباله غير جمره ..كان هيروح عليها لكنه وقف وقال لنفسه :له ..جمره مش كفايه ..لازمن النوبادى تكون اشد واقوى ..عايزه يفرفط من وجع روحه ..
صرف الرجاله وقال لعوض يدور على بشندى فكل موطرح وهو تعبان النوبادى اكتر من النوبه اللى فاتت ومهيبعدش كتير وتلاقيه لابدله فغيط من غيطان القصب ولا زرعة شامى ..
عوض خد الرجاله وطلعو وغازى قفل بوابة السرايا من جوه بعد ماوصى اللى واقفين عليها يخلو بالهم زين ويفتحو عنيهم وحتى هما يخافو على حياتهم من بشندى ..
دخل السرايا وكانت غاليه وجماره قاعدين فأوضة جماره فوق من ساعة ماكانت الرجاله عتدور على بشندى ..
اتلفت يمين وشمال ووقف شويه وراح على اوضة تماضر وشالها رغم اعتراضها وحطها على الكرسى وطلع بيها من الاوضه بالكرسى وجرى بيها سريع ووقف فالصاله قبال الكاميرا .
حكيم شاف امه فيد غازى وقف على حيله وصرخ وهو شايف غازى ابتدا يلففها بالكرسى بسرعه رهيبه وهى خايفه وماسكه فمقابض الكرسى وعتهز راسها بخوف وصرخ بكل صوته وفضل يضروب بالحديد فالسرير وينده على جماره وغاليه يخلصو امه من يد غازى ..وانهار انهيار تام وهو شايف غازى عيقلب الكرسى ويوقعها فالارض ووقف يضحك وبعدها مسكها من دراعها وبقى يلف بيها السرايا كلها ويخبطها فكل حاجه قدامه ..
حكيم من كتر الغيظ والعصبيه والصراخ اللى مبطلش الا وهو شايف غاليه وجماره نازلين من على السلم جرى وخلصو امه من يد غازى حس بحاجه دافيه على وشه ورفع يده مسحها لقاه دم عينزف من خشمه ومناخيره ونازل على هدومه نقط وهو محاسسش ..
قعد على حيله وفضل باصص لامه وهى عتبكى فباط غاليه كيف عيله صغيره وعنيه دمعت عليها وفضل يلعن العجز اللى هو فيه واللى ممخليهوش قادر يخلص حبايبه من يد غازى .
************
اما فى وقت سابق ..
خيرى :ايوه جاى ..مين اللى عيخبط .
بشندى بضعف :افتح هموت ياخيرى ..خيرى ديق حواجبه ورجع فردهم وبرق عنيه وهو عيفتح الباب :بشندى ..انتا حى مموتش!! ..وقرب منيه سنده على ايده لما شاف بشندى عينزل على الارض بالراحه بتعب وقومه ودخله البيت وهو ماسكه من تحت باطه وقعده على اقرب دكه ..
جرى جاب ميه وزقى بشندى وبعدها حطله مخده ونومه ورفع رجليه على الدكه وقعد قباله يتأمل فيه ويضروب كف على كف ..عيمل فيك ايه الخسيس ديه؟ ..كيف بدل حالك اكده! ...بس تعرف الحمد لله انك لساك عايش دانى والله انى استعوضت ربنا فيك وقولت صاده وتواه ولا من شاف ولا من درى، ومن يومها وانى عدور عليك فالمصارف والخرابات وقلبي وقف لما لقو واحد مكتول فالرياح وقولت ديه بشندى بس لما رحت وشفته ولقيته مش انتا وكيلك الله زعلت عشان كنت مرتاح انى لقيت جتتك وهدفنها واعرفلك طريق قبر ..وبعدها رجعت ادور عليك ولما قوطت كل خرم ابره فالبلد ملقيتاكش سكت وبطلت دوير وسبتك منك لربك عاد ..
بشندى بضعف :عايز عوض ياخيرى ..هاتلى عوض بأى طريقه ياخييييرى .
خيرى :شد حيلك بس هبابه واقف على رجلك ولو على عوض ساهله اجيبهولك تحت رجلك بس طيب فلاول واصلب طولك ..
بشندى وهو عيغمض عنيه ويستسلم للتعب وصوته اتحول لهمس :عوض ياخييييرى ..عاوز عو.....وبعدها غمض عنيه وراح فدنيا تانيه وخيرى قام غطاه وهو عيجز على سنانه بعد مااتأمل حالته وحالة جسمه المنتهى من الجروح ..
فاته فالسقيفه ودخل للأوضه دخل فسريره ودكم مرته اللى نايمه جاره .
-هممم عايز ايه ياخيرى
خيرى :فوقى ياوليه ..عقولك بشندى نايم بره لما تقومى الصبح تاخدى بالك وتلبسى حاجه حشمه ..واوعك حد يعرف ان بشندى حدانا ..ولو واحد من العيال سألك عليه قوليلهم قريبنا من بعيد ونبهى عليهم ميجيبوش سيرته مع حد واصل .وتدبحيله دكر بط مغفلق اول ماتفتحى عينك بكره وتطيبيه
- ماشى
خيرى :ماشى ايه ؟
ردت عليه بنعس :هقول للعيال
خيرى :هتقولى ايه ؟
وهى بتهرش دماغها وتتاوب :هقولهم متقولوش لحد ان قريب ابوكم جاى واسمه بشندى..وجايب معاه دكر بط مغفلق ..وسيبنى انام ياخيرى عاااد
خيرى غمض عنيه ونفخ بغلب :ايه ديه اللى عتقوليه انتى ؟!
-هملنى اناااام ياخيرى
خيرى :طب نامى يختى نامى نامت عليكى حيطه ..انى مش خابر انتى عاودتيلى ليه من غير مااروح اجيبك مش كنتى قاعده فبيت ابوكى وفأمانة الله وعشيعلك مصاريفك اهناك ..ايه اللى جااااابك بعد ماتعودت عالقعده لحالى ولقيتها زينه
-نااااام ياخيرى عايزه انام بكره ورايا خبيز
خيرى حط راسه على المخده بعد مااداها نظره اخيره وحط يده تحت دماغه وبص للسقف وهو عيفكر فالطريقه اللى هيقدر يجيب بيها عوض لبشندى .
**********
يومين عدو وبشندى على حاله نايم سخن وبيخترف بأسم عوض وغازى وحكيم.. وخيرى طول الوكت جاره يعمله فكمادات ويقومه يحطه جوا طشت ويفضل يكب عليه ميه ويسبحه عشان الحراره تنزل وبشندى يفتح عنيه بعدها هبابه ويقول لخيرى هاتلى عوض ويرجع يغمض عنيه تانى ..
اما غازى فعلى اعصابه قاعد وخايف من اللى هيعمله بشندى وحاسس ان الضربه هتاجيله منيه فأى وكت ومنع الطلوع الى من السرايا للمندره تحت حراسه مشدده ويعاود للسرايا تانى وحتى حكيم ليه يومين منزلهوش ولا شاف وكله خلص ولا لسه ..
قام على حيله من على السفره اللى مبقاش يقعد ياكل عليها حد معاه وكل اكله بقا وحده وغاليه عتاكل هى وامها فأوضة امها وجماره غازى عيخلى زبيده تطلعلها الوكل فوق وتغصب عليها تاكل وهى تنقشلها لقمه نقش بنفس مسدوده وبعدها تزيح الوكل بعيد عنها ودموعها تنزل وهى حاسه بالذنب عشان اللقمه نزلت بطنها وهى معارفاش امها عايشه كيف وغازى عيمل فيها ايه وعتاكل ولا له ..
دخل على اوضة تماضر وكانت غاليه قاعده جارها عالسرير وعتشربها طبق شربه ونقل عنيه بينها وبين غاليه ورفع نبوته على غاليه ووجهلها الكلام بغضب :
انتى محبلتيش ليه لحد دلوك يابجره انتى؟
غاليه حطت الطبق اللى فيدها على الكوميدينو وضربت ايد على ضهر ايد وردت عليه بتهكم. :
لو فيك خير كانت حبلت منك البجره اللى قبلى .
غازى برق عنيه واتقدم عليها مسكها من هدومها :قصدك ايه يابت المركوب انتى ..
ردت عليه غاليه وهى متشتته بينه وهو عيشد فيها عليه وامها اللى عتشد فيها منه :قصدى انتا فهمته زين ياغازى ..انتا معتخلفش ..ربنا قطع خلوفتك عشان يقطع نسلك من الدنيا عشان اللى زيك حرام يزرِع ويفرِع ..
غازى سمع منها الكلام ديه وكانها مست بيه الوتر الحساس بتاعه عشان هو دلوك كل امنيته عيل من صلبه ياجى على الدنيا عشان يورثه كل الامبراطوريه اللى عيعملها داى وكل اللى ناوى يعمله بعدين ..
غازى :هروح البندر واجيبلك علاج ياغاليه ووالله فسماه لو عدت السنه عليكى من غير ماتكونى مخلفالى عيل لاكون كاحت ودافنك فجنينة السرايا ..وسابها وطلع وبوشه على الدور التانى وفتح الباب على جماره مره وحده جفلها :
اعملى حسابك انتى كمان عقدنا بعد يومين جهزيلى حالك بعد بكره آخر يوم فعدتك ..
جماره انتفضت لما نطقها كأنه ملك الموت وجاى يبلغها بميعاد قبض روحها ..
وقفت على حيلها بعد مامشى وفضلت رايحه جايه فالاوضه وهى عتفرك اديها فبعض مره وتخبط على كل حاجه تقابلها كنها عتطرق بيبان الحلول عشان تتفتحلها على حل يخلصها من مصيبتها ..
غمضت عنيها وهى عتتخيل حالها مره تانيه بين ادين غازى وملامح وشها كلها كشرت باعتراض وفتحت عنيها على صورة حكيم وجمره وشافت ضحكته ونبرة صوته رنت فقلبها قبل ودنها ..وفضلت تفتكر حديته معاها وكلامه الحلو اللى كان عيقولهولها وكيف مات متحسر على طله فعنيها ومنع نفسيه عن لمسة يدها حتى وكل ديه يتهنى بيه غازى بعد منيه ..ووكتها حلفت انه لا هيحصل ولا يكون ..وديه مهيتحققش غير بحاجه من تنين ..يأمه تموت حالها ..يأمه تموت غازى ..
وقلبها وعقلها وكل حاجه فيها ايدت الحل التانى ..بس خوفها على امها اللى فيد غازى ومتعرفلهاش طريق هو اللى خلاها تتردد ..لكنها فالاخر سلمت امرها وامر امها بيد رب العالمين وقررت انها تعمل اكده وتريح الكل من شر غازى حتى عشان روح حكيمها ترقد مرتاحه بعد ماتاخدله بتاره ..
فكرت وخططت وقررت ان الليله هيكون التنفيذ ومبقتش محتاره غير فطريقة التنفيذ بس وداى سابتها لوكتها وللى تشوفه انسب .
طول الوكت حكيم متابعها على الشاشه ومديق عنيه وهو شايف حالتها واتأكد انه بتخطط لحاجه وخاف عليها من غازى لو عملت غلطه معاه وهمسلها بينه وبين نفسه :
ياترى عتفكرى فايه يابت قلبي ..اوعك تتغابى مع غازى وتوجعى قلبي عليكى انى محاملش الله لايسيئك .
************
كل يابشندى انتا من ساعة ماجيت مخبوط ممخبرش وانى ماصدقتك تفتح عنيك دلوك ..خد كل النسيره داى خليك تشد حيلك وتقوم تقف على رجلك ..
بشندى :هاتلى عوض ياخيري
خيرى :يقطع عوض وسيرته اللى معتنزلش من خشمك داى واصل من ساعة ماجيت ..قولتلك هجيبهولك هجيبهولك بس انتا فيك حيل ليه دلوك ؟.. خلينى جبتهولك دلوك هتقدر تعمل فيه ايه !
بشندى :شوفلى حل ياخيرى يزيح العيا عنى انى لازمن الحق حريم الغالى واخلصهم من تحت يد غازى ديه زاقيهم المر وساعيلهم كورباج ..عيوضرب مرت ولدى واخته بالكورباج ياخيرى ..وحتى عيش...وانتبه كانه كان ناسيها واتعدل زين فقعدته ...عيشه ياخيرى ..عيشه نسيتها خالص
خيرى :عيشه مين !
بشندى :عيشه ام جماره غازى خاطفها ليه مده ومتاويها محدش يعرفلها طريق ..لو مهتجيبليش عوض دلوك يوبقا دورلى على عيشه ياخيري ...وضرب جبينه بيده ..كيف راحت عن بالى ..كيف نسيتها وهى خدت كتلة موت بسببي وحتى حبستها من تحت راسى كيف !
خيرى :هون على روحك هبابه انتا كنت وين وكان فيك عقل تتفكر حد منين وانتا من ساعة ماجيت مكفى كنه جسمك كان متحمل فوق طاقته واول مابعد عن العذاب رفع رايته وسلم للوجع!..على العموم متحطش فبالك انى هنكش البلد على عيشه وادور عليها فكل موطرح ممكن غازى يدسها فيه ..خد كل يلا وجعت قلبي معاك بكفاياك ..ومدله حتتة لحمه حطهاله فخشمه بالعافيه
بشندى وهو عيمضغ بصعوبه همس لنفسه :معلهش عوقت عليهم وعليك ياولدى ..سامحنى غصب عنى ...
*************
غاليه قاعده جار تماضر وعتقاوح قبالها :له يمه مهطلعكش فالجنينه النهارده عتتعبى وتقعدى تبكى ومعبقاش خابره من ايه ولا عبقى خابره اعملك ايه عشان تسكتى .
تماضر برضو فضلت تزوم وتشاورلها على بره وغاليه استسلمت قدام اصرارها وطلعتها وكالعاده خلتها ودتها قدام باب المشتمل ووقفتها وتماضر غمضت عنيها وفضلت دموعها تنزل لحالها وقلبها شكشك كيف ماكان عيعمل على حكيم لما تكون قلقانه عليه وهو بعيد عنيها ..
دخل غازى من بوابة السرايا وشاف تماضر اكده جرى عليها ووقف قبالها هى وغاليه :عتعملو ايه اهنه انتووو!
غاليه مردتش عليه لكن تماضر فضلت تزوم وتشاورله بيدها على المشتمل وعنيها اتقلبو حومر كنها عتقوله انى خابره ان ولدى اهنه وخابره اللى عامله فحاله ..
غازى قعد قبالها وجز على سنانه وبحركه سريعه مسك فكها بأيده وضغط عليه ..
جايه اهنه تبكى وتتشهونى على ايه هاه ..مالك وايه فيكى ياعجوزة الشوم والندامه ..عتقوقى لييييه
غاليه فالوكت دا كانت ماسكه فايده اللى ماسك بيها امها وعتشدها بكل قوتها لكنها مقادراش تخلع وش امها من يده وصرخت فيه بكل صوتها عشان يسيبها وهو بالفعل سابها بس عشان يمسك غاليه من شعرها وينزلها تحت رجلين امها ويحط وشها فالتراب ويرفع رجله يحطها على دماغها وهو عيهمس بفحيح يشبه فحيح الافاعى :
اوعك ارقبك فيوم مطلعه امك من باب السرايا وجايه بيها للجنينه اهنه ..انتى فاهمه ..والله ياغاليه وكتها متلومى غير حالك من اللى هيجرى فيها .
غاليه سكتت متكلمتش وفضلت تحاول تشيل رجله من عليها بدون جدوى بس تماضر كانت بتزوم وتمسك فطرف توبه وتقربه على خشمها تحبه وتحب على يده عشان يرفع رجله من على دماغ بتها وهو بعد مسافه رفع رجله وفاتهم ومشى ناحية السرايا بعد ماصرخ فيهم :
هاتى امك وخشى بيها جوا واتنيلو اقعدو على حيلكم جاكم الهم معشان ناقصكم انى .
وكل ديه كان عيوحصول قدام عنين حكيم اللى بطل يصرخ على امه عشان اتوكد انها معتسمعش حسه برغم انها شايفاه بقلبها بس ديه مش كفايه عشان يفك اسره ..
سكت وحط راسه بين اديه وهو واعى غاليه واخده امها ورايحه بيها على السرايا وامه عينها على المشتمل معاوزاش تهمله كيف كل مره ..
ونفخ بيأس ابتدا يتسلل لقلبه واستغفر ربه بعدها لما حس انه ابتدا يقنط من رحمة الله وجدد ايمانه ودعا بصوت عالى ..ربى انى مسنى الضُر وانت ارحم الراحمين .
بالليل وسط السكون اللى معيعكرهوش غير صوت الضفاضع واقفه جماره فالشباك مترقباه ..وكيف ماضريان يعمل طلع من السرايا وراح ناحية المشتمل وهى بسرعه نزلت جرى وراه اول ماشافته ..
خدت نبوته اللى دايما عيسنده ورا باب السرايا وهو داخل وياخده وهو طالع واتسحبت ودخلت المشتمل بعد مابصت حواليها شمال ويمين ..
اتدارت ورا باب الاوضه اللى كان فاتحها ولساته عيفتح القفل من على حلقات غطا الحفره وشال الغطا بتاع الحفره وابتدا ينزل السلالم وحده وحده ..
جماره اتسحبت وبقت فوق الحفره وخلاص اهتدت للطريقه اللى هتقدر تموت بيها غازى بدون مجهود ..وهى انها تقفل عليه غطا الحفره ..
وسابت النبوت من يدها وراحت على الغطا ومسكته عشان تزيحه لكنها وقفت لما سمعت صوت غازى عيتحدت مع حد ...استنت تسمع الحديت ووقفت مره وحده وحست انها هتقع من طولها جوا الحفره وهى سامعه نبرة صوت لايمكن تنساها ولا ودنها ولا قلبها يقدرو يخطئوها ابدا ..
رجعت قعدت تانى وجسمها عيرجف وكل حاجه فيها عتتهز كيف ورقة شجر فمهب ريح وقربت دماغها من الحفره عشان تتوكد زين من اللى سمعته ..ورجعت دقات قلبها ترقص مره تانيه على نغمة الصوت اللى اتعاد على مسامعها ..صوح الكلام مقادراش تميزه بس الصوت قلبها وروحها بصمو بالعشره انه صوته ..
بينما هى قاعده فموطرحها بين الحلم والحقيقه حست بصوت خطوات غازى عتطلع السلم ..لملمت شتات نفسها وقامت بسرعه وطلعت من الاوضه ومن المشتمل وادارت فموطرح غازى ميقدرش يشوفها فيه
واستنت لما طلع وقفل باب المشتمل وراح للسرايا وفضلت شويه وبعدها طلعت تتلفت حواليها وهى عتقرب على باب المشتمل ..مسكت القفل وحاولت تشده متمنيه برجاء انه يتفتح فيدها لكن رجائها خاب ..
بعدت وراحت وقفت تحت الشباك شويه تفكر وبعدها راحت جابت نص البرميل ووقفت عليه عشان تشوفلها حل لكن حديد الشباك منعها ...
نزلت بخيبة امل ورجعت البرميل لموطرحه ورجعت تتسحب على السرايا وفضلت شويه فالصاله رايحه جايه لغاية ماحست انها استنت المده الكافيه وبعدها راحت قدام اوضة غازى واستجمعت كل شجاعتها ومسكت مقبض الباب ودارته بالراحه وفتحت الباب وهى مغمضه ومنتظره حد من غازى او غاليه يقولها فيه ايه او جايه عايزه ايه فالوكت ديه لكن ديه محوصولش ..
فتحت عنيها وشافت غازى نايم وغاليه هى كمان نايمه ودخلت تتسحب وبصت على المفاتيح على الكوميدينو جار غازى ملقتهوش ..
بصت يمين وشمال وبرضك ملقتش المفاتيح ..راحت بالراحه على جلابية غازى المتعلقه فالشماعه ومسكت جيبها من بره وابتسمت وهى ماسكه المفاتيح فيدها ..
مدت يدها من صدر الجلابيه وطلعت المفاتيح بالراحه وابتسامتها زادت وهى واعياهم قبال عينها ..
لكن الابتسامه زالت بسرعه وهى واعيه غاليه عتتقلب ورمت يدها بدون قصد على غازى خلته اتحرك هو كمان وجماره ملقتش قدامها غير انها تتخبى ورا الجلابيه وتغمض وتتمنى من ربنا يقف معاها ..
فضلت شويه ثابته وماسكه الجلابيه مداريه نفسها وابتدت تبعدها عن وشها وهى حاسه بالهدوء وانتظام انفاس غاليه وغازى ..
طلعت بالراحه من ورا الجلابيه واتسحبت لبره وحست بالامان وهى واقفه بره باب الاوضه وجرت حتى الباب مقفلتهوش من خوفة حد يصحى على قفلته واللى ممسكهاش وهى داخله يعكشها بعد ماطلعت ..
خدت السرايا جرى فكام خطوه والجنينه كذلك ووقفت قبال المشتمل تنهج ..مسكت المفاتيح وابتدت تجرب واحد واحد لحدت مامفتاح فتح القفل شالته وفتحت الباب ودخلت
كل ديه حكيم شايفه وواقف على حيله عيتمنى ان اللى شاكك فيه يكون حقيقه وتكون جماره جياله ..لكنه رجع فكر انها ممكن تكون ناويه تطلع من باب المشتمل الورانى وتهرب من غازى وديه لو حوصول برضك فرحته مش هتقل عن فرحة انها تعرف موطرحه ..
اما جماره فبعد مادخلت المشتمل راحت على الاوضه ونفس الامر فضلت تجرب فالمفاتيح لحدت مالقفل اتفتح ..
دخلت الاوضه وحكيم جه يصرخ باسمها صوته هرب من الفرحه وهو سامع الغطا عيتزاح وحده وحده
اما جماره فابتدت تزيح الغطا بكل حيلها وقوتها ووشها بقا احمر من شدة المجهود اللى عتعمله ومع بداية بعد الغطا عن الحفره المسافه الكافيه انها تقدر تشوف السلالم ضحكت وهى حاسه كيف ماتكون اتفتحت قدامها طاقه للجنه لو اتوكدت ان اللى سمعته صوح ...
ابتدت تنزل سلمه سلمه وقلبها حاسه انه هيطلع من بين ضلوعها من كتر ماعيتنطط خوف ولهفه وقلق وتمنى ..
واخيرا وقفت موطرحها وهى شايفه رحمة ربنا بيها متجسده فهيئته ..اللى برغم انها متغيره والشعر كاسى ملامحه ونازل على وشه ودقنه طولان الا انها عرفته طوالى من اول بصه ليه ..
ثوانى كانت كفيله ان التنين قلوبهم تطلع من موطرحها وتسبق جسمهم وتتحاضن ومن بعدها طلعت صرخه من جماره وهى عتجرى بكل سرعتها وتدخل فحضن حكيم اللى ضمها بأديه المتكبله بالحديد كأنه ضم الجنه على صدره ورفع راسه للسما وغمض عنيه وهو مش مصدق حاله وخايف يفتح يكون فحلم ...
اما جماره ففضلت ضاماه وتشهق وتشم فيه واديها ضاماه كنهم مش مصدقين ان حكيم مابينهم وماسكينه .
دقايق مسروقه من الزمن كل واحد فيهم حابس انفاسه من الفرحه وروحه مرتاحه ومآمنه كيف طير كان مهاجر وعاود لعشه ..
بعدت عنه جماره وحضنت وشه بين اديها وهمست بملامح باكيه :حكيمى
انى صاحيه مش اكده ؟ ونزلت بأديها على كتافه وعلى صدره وبسرعه مسحت دموع خلت عنيها غوشت وحجبت صورته من قبالهم ورجعت تمشى يدها على كل حته فيها من تانى وبعدها دخلت فحضنه وضمته عليها وحست بهزة جسمه وهو ساند راسه على كتفها ودى كانت اشاره ليها هى كمان بالبكا بعلو صوتها وبعدت عنيه مره وحدت وخرت على الارض ساجده وهى عتشهق وحكيم قعد جارها على ركبه وقومها وخدها فحضنه مره تانيه وهو يتهز بيها ويطبطب عليها كيف اب عيهدهد بته الصغيره عشان تبطل بكا ..
جماره وهى فحضنه همست :حكيم حدتنى ..سمعنى حسك يانن عينى ..اطرب روحى بكلامك كيف زمان ..حكيم همسلها بصوت مخنوق :ضاع منى كل الكلام بشوفتك قبالى ياجمارت القلب
بعدت عنيه وانتبهت للحديد فأديه ومسكت السلاسل ومشت بعينها معاها لغاية ماوصلت للحيطه اللى متدقوقين فيها ورجعت بصت لسلاسل رجليه وجسمها انتفض وبصتله بعيون حمره من كتر الغضب : غازى مش اكده
حكيم :ومين غيره !
جماره : خسيس طول عمره ..بس عمرى ماكان ياجى فبالى ان خسته توصله لكده واصل ..هم يلا بينا من اهنه قبل مايصحى ويعرف انى خدت المفاتيح وياجى ...وبسرعه مسكت المفاتيح وابتدت تجربها على اول قفل لكن وقفتها يد حكيم ..
-جماره اسمعينى ..انى لو طلعت دلوك مهعرفشى اعمل ولا حاجه وغازى زارع بره السرايا كلاب عشوف كل يوم ناس غير بتوع اليوم اللى قبله داخله وطالعه يعنى معاه جيش جرار ..
حتى لو طلعت من الحبس ديه هفضل محبوس فالسرايا كيف مانى
جماره بلهفه :له ههربك من السرايا كيف ماهربت بشندى وتعاود برجالتك
حكيم :مهينفعشى عشان لو غازى شم خبر انى طلعت مهيقعدش فالسرايا دقيقه وهيهرب لاى موطرح ويحاول كتلى مره تانيه وتالته وعاشره ..
انى عاوز اقاوطه واحبسه اهنه فالسرايا واتلايم عليه فيدى ..
اسمعينى زين ياجماره ...انتى اول حاجه هتاخدى المفاتيح داى وتروحى تطبعى كل واحد على صابونه غسيل لحدت مايعلم مكانه بالمظبوط ...وبعدها ترجعيهم موطرحهم لغازى ..
والصبح تدى الصابون لزبيده وتقوليلها وديهم لحداد يعملك عليهم مفاتيح ...وتقوليلها تروح للشيخ زايد
وتقوله الشيخ حكيم حى ومأسور فسرايته من غازى واد عمه وناخيك تفك اسره ..وهو هيعمل اللازم ..وتقوليلها تقوله بأمارة عقود الارض اللى فاتها امانه حداك ..الحاجه داى محدش يعرفها غيرى انى وهو وبشندى بس ..هو لما هيسمع اكده هيتحرك طوالى ...
همى ياجماره نفذى ورجعى كل حاجه كيف ماكانت واوعى يبان عليكى حاجه ولا تحسسى حد ..ولا حتى امى ..فاهمه ؟
قالها وهى هزت دماغها اللى بين اديه وابتسمت وهو ابتسملها وقربها منيه وخد شربه منها بالحلال تروى عطش السنين وغمض عنيه كنه شرب من مية زمزم لحدت ماارتوى وبعدها التنين ضمو بعض لآخر مره قبل ماجماره تهمله على عينها وتطلع وكل واحد جواه شكر لربه لو فضل سنين يشكره بلسانه مهيوفيش نعمته ولا الفرحه اللى حاسس بيها ...
وللحكايه بقيه .....
معلش اتأخرت عليكم كان عندى ضيوف ممشيووش غير من نص ساعه ..اللى يلاقى غلطه يعديها كتبته بسرعععععه
بقلم /ريناد يوسف ❤
لكم منى اجمل باقات الزهور ⚘🌷🌹🌻
جُماره
ابنة بائعة الجبن
البارت السابع والعشرون 27
غازى عمال يجرى فالسرايا كيف المجذوب والرجاله كلها معاه عتلف فالسرايا بره وجوه ومنتشرين يدورو فكل ركن وكل زاويه ..تحت السراير وفالدولابات ..عالسطوح وفالحمامات ..مفاتوش موطرح متوكدوش منيه مره وتنين وتلاته وبعدها اتجمعو قدام غازى ..
-عوض ملقيناهوش ياشيخ ..فص ملح وداب
غازى بغضب :شاله تتفصص من بعضك يابعيد ..قالها ولف حوالين نفسه وهو عيصرخ من قعف راسه :غاااار وين ..طلع منين الواكل ناسه ديه ..دا مفيش خرم ابره يطلع منيه والدنيا كلها مقفله ..فك حاله كيف وحده وهرببب كيييييف ..كيف وانتو عتقولو مغفلتوش عن حراسة السرايا كيييف ...زيبق واد المحروق عيتسرسب من تحت البيبان ولا ميه عيرشح من الحيطان ..
يانصيبتك السوده ياغازى ..غفلقت تانى على راسك ياغازى والمره داى الغفليقه مغفلقه ..لاإنى موتته وارتحت منيه وامنت شره ..ولا إنى قدرت اعرف منيه موطرح العقود وين قبل ما يغور ...خلاص ياغازى هتقعد فالسرايا كيف الحريم مهتطلعشى تانى واصل ..
خيبه عليك وعلى رجالتك اللى جمعتها من بطون الجبال وقلت دول اللى هيحمو ضهرك ويكونو سدك المنيع ..
مندبه وندبت على راسك ياغااااازى ...
خلص جملته وضرب راسه بأديه التنين لكنه بعدهم بسرعه لما افتكر انه ممكن راح المكان الوحيد اللى مفكرش فيه ..يكون راح لحكيم القبو ولو ديه حوصول وبشندى وصل لحكيم توبقى غفففلقت صوح .
خد الرجاله وراح على المشتمل ومع ان بابه لساته مقفول بالقفل لكنه لساه شاكك ان بشندى يكون دخل من اى موطرح او يكون نزل عليه من سطوح السرايا وديه دور واحد فرق ..
فتح الباب وقدم الرجاله ببندقياتهم ودخلو فتشو المشتمل كله ملقوش حاجه ...اخد نفس وهو شايف القفل لساه على الاوضه ولما فتحه شاف الحفره متغطيه وكل حاجه موطرحها
لكن زيادة تأكيد فتحها ونزل عوض يتأكد ولما عوض اداه الامان نزل وراه ..
كل الغيظ اللى فقلبه كوم وغيظه من الضحكه اللى شافها شاقه خشم حكيم لما نزله كوم تانى ...قرب منيه ووقف قباله بعيون حمره كيف عيون الغول وزادها عليه حكيم لما قله :
كتالك فلت من يدك ياغازى ..خلاص عد ايامك على صوابعك ياقزين ..وتبعها بضحكه عاليه
غازى :هجيبه تانى كيف ماجبته قبل اكده ..والنوبادى طلوع روحه على يدى ...واحب اقولك انه حتى لو حوصول وبشندى وصلى وموتنى ..هموت مرتاح عشان انتا كمان هتموت وراى ..هتموت من الجوع ..هتموت ميتتة الكلاب .
حكيم بضحكه :ياااابوى على الخوف اللى واعيه فعنيك ديه متعرفش برد قلبي كيف وشفى غليلى منك ..عشان خابر ان اكتر احساس عياكل فالروح بعد القهر والظلم هو الخوووف ..حبيبى بشندى ديه ..والله حبيبي ..
غازى بلع ريقه عشان كلام حكيم فعلا كان فالصميم وبالفعل الخوف اللى حاسس بيه غازى من بشندى مخلى عقله واقف وقلبه عيرجف كيف زعف النخيل ..سابه وطلع هو وعوض وحكيم ودعه بضحكة تشَفى صوتها فضل يرن فودانه حتى بعد ماقفل الحفره وطلع من المشتمل ..اتلفت حواليه عشان يردله هبابه من القهر اللى حسسه بيه وملقاش قباله غير جمره ..كان هيروح عليها لكنه وقف وقال لنفسه :له ..جمره مش كفايه ..لازمن النوبادى تكون اشد واقوى ..عايزه يفرفط من وجع روحه ..
صرف الرجاله وقال لعوض يدور على بشندى فكل موطرح وهو تعبان النوبادى اكتر من النوبه اللى فاتت ومهيبعدش كتير وتلاقيه لابدله فغيط من غيطان القصب ولا زرعة شامى ..
عوض خد الرجاله وطلعو وغازى قفل بوابة السرايا من جوه بعد ماوصى اللى واقفين عليها يخلو بالهم زين ويفتحو عنيهم وحتى هما يخافو على حياتهم من بشندى ..
دخل السرايا وكانت غاليه وجماره قاعدين فأوضة جماره فوق من ساعة ماكانت الرجاله عتدور على بشندى ..
اتلفت يمين وشمال ووقف شويه وراح على اوضة تماضر وشالها رغم اعتراضها وحطها على الكرسى وطلع بيها من الاوضه بالكرسى وجرى بيها سريع ووقف فالصاله قبال الكاميرا .
حكيم شاف امه فيد غازى وقف على حيله وصرخ وهو شايف غازى ابتدا يلففها بالكرسى بسرعه رهيبه وهى خايفه وماسكه فمقابض الكرسى وعتهز راسها بخوف وصرخ بكل صوته وفضل يضروب بالحديد فالسرير وينده على جماره وغاليه يخلصو امه من يد غازى ..وانهار انهيار تام وهو شايف غازى عيقلب الكرسى ويوقعها فالارض ووقف يضحك وبعدها مسكها من دراعها وبقى يلف بيها السرايا كلها ويخبطها فكل حاجه قدامه ..
حكيم من كتر الغيظ والعصبيه والصراخ اللى مبطلش الا وهو شايف غاليه وجماره نازلين من على السلم جرى وخلصو امه من يد غازى حس بحاجه دافيه على وشه ورفع يده مسحها لقاه دم عينزف من خشمه ومناخيره ونازل على هدومه نقط وهو محاسسش ..
قعد على حيله وفضل باصص لامه وهى عتبكى فباط غاليه كيف عيله صغيره وعنيه دمعت عليها وفضل يلعن العجز اللى هو فيه واللى ممخليهوش قادر يخلص حبايبه من يد غازى .
************
اما فى وقت سابق ..
خيرى :ايوه جاى ..مين اللى عيخبط .
بشندى بضعف :افتح هموت ياخيرى ..خيرى ديق حواجبه ورجع فردهم وبرق عنيه وهو عيفتح الباب :بشندى ..انتا حى مموتش!! ..وقرب منيه سنده على ايده لما شاف بشندى عينزل على الارض بالراحه بتعب وقومه ودخله البيت وهو ماسكه من تحت باطه وقعده على اقرب دكه ..
جرى جاب ميه وزقى بشندى وبعدها حطله مخده ونومه ورفع رجليه على الدكه وقعد قباله يتأمل فيه ويضروب كف على كف ..عيمل فيك ايه الخسيس ديه؟ ..كيف بدل حالك اكده! ...بس تعرف الحمد لله انك لساك عايش دانى والله انى استعوضت ربنا فيك وقولت صاده وتواه ولا من شاف ولا من درى، ومن يومها وانى عدور عليك فالمصارف والخرابات وقلبي وقف لما لقو واحد مكتول فالرياح وقولت ديه بشندى بس لما رحت وشفته ولقيته مش انتا وكيلك الله زعلت عشان كنت مرتاح انى لقيت جتتك وهدفنها واعرفلك طريق قبر ..وبعدها رجعت ادور عليك ولما قوطت كل خرم ابره فالبلد ملقيتاكش سكت وبطلت دوير وسبتك منك لربك عاد ..
بشندى بضعف :عايز عوض ياخيرى ..هاتلى عوض بأى طريقه ياخييييرى .
خيرى :شد حيلك بس هبابه واقف على رجلك ولو على عوض ساهله اجيبهولك تحت رجلك بس طيب فلاول واصلب طولك ..
بشندى وهو عيغمض عنيه ويستسلم للتعب وصوته اتحول لهمس :عوض ياخييييرى ..عاوز عو.....وبعدها غمض عنيه وراح فدنيا تانيه وخيرى قام غطاه وهو عيجز على سنانه بعد مااتأمل حالته وحالة جسمه المنتهى من الجروح ..
فاته فالسقيفه ودخل للأوضه دخل فسريره ودكم مرته اللى نايمه جاره .
-هممم عايز ايه ياخيرى
خيرى :فوقى ياوليه ..عقولك بشندى نايم بره لما تقومى الصبح تاخدى بالك وتلبسى حاجه حشمه ..واوعك حد يعرف ان بشندى حدانا ..ولو واحد من العيال سألك عليه قوليلهم قريبنا من بعيد ونبهى عليهم ميجيبوش سيرته مع حد واصل .وتدبحيله دكر بط مغفلق اول ماتفتحى عينك بكره وتطيبيه
- ماشى
خيرى :ماشى ايه ؟
ردت عليه بنعس :هقول للعيال
خيرى :هتقولى ايه ؟
وهى بتهرش دماغها وتتاوب :هقولهم متقولوش لحد ان قريب ابوكم جاى واسمه بشندى..وجايب معاه دكر بط مغفلق ..وسيبنى انام ياخيرى عاااد
خيرى غمض عنيه ونفخ بغلب :ايه ديه اللى عتقوليه انتى ؟!
-هملنى اناااام ياخيرى
خيرى :طب نامى يختى نامى نامت عليكى حيطه ..انى مش خابر انتى عاودتيلى ليه من غير مااروح اجيبك مش كنتى قاعده فبيت ابوكى وفأمانة الله وعشيعلك مصاريفك اهناك ..ايه اللى جااااابك بعد ماتعودت عالقعده لحالى ولقيتها زينه
-نااااام ياخيرى عايزه انام بكره ورايا خبيز
خيرى حط راسه على المخده بعد مااداها نظره اخيره وحط يده تحت دماغه وبص للسقف وهو عيفكر فالطريقه اللى هيقدر يجيب بيها عوض لبشندى .
**********
يومين عدو وبشندى على حاله نايم سخن وبيخترف بأسم عوض وغازى وحكيم.. وخيرى طول الوكت جاره يعمله فكمادات ويقومه يحطه جوا طشت ويفضل يكب عليه ميه ويسبحه عشان الحراره تنزل وبشندى يفتح عنيه بعدها هبابه ويقول لخيرى هاتلى عوض ويرجع يغمض عنيه تانى ..
اما غازى فعلى اعصابه قاعد وخايف من اللى هيعمله بشندى وحاسس ان الضربه هتاجيله منيه فأى وكت ومنع الطلوع الى من السرايا للمندره تحت حراسه مشدده ويعاود للسرايا تانى وحتى حكيم ليه يومين منزلهوش ولا شاف وكله خلص ولا لسه ..
قام على حيله من على السفره اللى مبقاش يقعد ياكل عليها حد معاه وكل اكله بقا وحده وغاليه عتاكل هى وامها فأوضة امها وجماره غازى عيخلى زبيده تطلعلها الوكل فوق وتغصب عليها تاكل وهى تنقشلها لقمه نقش بنفس مسدوده وبعدها تزيح الوكل بعيد عنها ودموعها تنزل وهى حاسه بالذنب عشان اللقمه نزلت بطنها وهى معارفاش امها عايشه كيف وغازى عيمل فيها ايه وعتاكل ولا له ..
دخل على اوضة تماضر وكانت غاليه قاعده جارها عالسرير وعتشربها طبق شربه ونقل عنيه بينها وبين غاليه ورفع نبوته على غاليه ووجهلها الكلام بغضب :
انتى محبلتيش ليه لحد دلوك يابجره انتى؟
غاليه حطت الطبق اللى فيدها على الكوميدينو وضربت ايد على ضهر ايد وردت عليه بتهكم. :
لو فيك خير كانت حبلت منك البجره اللى قبلى .
غازى برق عنيه واتقدم عليها مسكها من هدومها :قصدك ايه يابت المركوب انتى ..
ردت عليه غاليه وهى متشتته بينه وهو عيشد فيها عليه وامها اللى عتشد فيها منه :قصدى انتا فهمته زين ياغازى ..انتا معتخلفش ..ربنا قطع خلوفتك عشان يقطع نسلك من الدنيا عشان اللى زيك حرام يزرِع ويفرِع ..
غازى سمع منها الكلام ديه وكانها مست بيه الوتر الحساس بتاعه عشان هو دلوك كل امنيته عيل من صلبه ياجى على الدنيا عشان يورثه كل الامبراطوريه اللى عيعملها داى وكل اللى ناوى يعمله بعدين ..
غازى :هروح البندر واجيبلك علاج ياغاليه ووالله فسماه لو عدت السنه عليكى من غير ماتكونى مخلفالى عيل لاكون كاحت ودافنك فجنينة السرايا ..وسابها وطلع وبوشه على الدور التانى وفتح الباب على جماره مره وحده جفلها :
اعملى حسابك انتى كمان عقدنا بعد يومين جهزيلى حالك بعد بكره آخر يوم فعدتك ..
جماره انتفضت لما نطقها كأنه ملك الموت وجاى يبلغها بميعاد قبض روحها ..
وقفت على حيلها بعد مامشى وفضلت رايحه جايه فالاوضه وهى عتفرك اديها فبعض مره وتخبط على كل حاجه تقابلها كنها عتطرق بيبان الحلول عشان تتفتحلها على حل يخلصها من مصيبتها ..
غمضت عنيها وهى عتتخيل حالها مره تانيه بين ادين غازى وملامح وشها كلها كشرت باعتراض وفتحت عنيها على صورة حكيم وجمره وشافت ضحكته ونبرة صوته رنت فقلبها قبل ودنها ..وفضلت تفتكر حديته معاها وكلامه الحلو اللى كان عيقولهولها وكيف مات متحسر على طله فعنيها ومنع نفسيه عن لمسة يدها حتى وكل ديه يتهنى بيه غازى بعد منيه ..ووكتها حلفت انه لا هيحصل ولا يكون ..وديه مهيتحققش غير بحاجه من تنين ..يأمه تموت حالها ..يأمه تموت غازى ..
وقلبها وعقلها وكل حاجه فيها ايدت الحل التانى ..بس خوفها على امها اللى فيد غازى ومتعرفلهاش طريق هو اللى خلاها تتردد ..لكنها فالاخر سلمت امرها وامر امها بيد رب العالمين وقررت انها تعمل اكده وتريح الكل من شر غازى حتى عشان روح حكيمها ترقد مرتاحه بعد ماتاخدله بتاره ..
فكرت وخططت وقررت ان الليله هيكون التنفيذ ومبقتش محتاره غير فطريقة التنفيذ بس وداى سابتها لوكتها وللى تشوفه انسب .
طول الوكت حكيم متابعها على الشاشه ومديق عنيه وهو شايف حالتها واتأكد انه بتخطط لحاجه وخاف عليها من غازى لو عملت غلطه معاه وهمسلها بينه وبين نفسه :
ياترى عتفكرى فايه يابت قلبي ..اوعك تتغابى مع غازى وتوجعى قلبي عليكى انى محاملش الله لايسيئك .
************
كل يابشندى انتا من ساعة ماجيت مخبوط ممخبرش وانى ماصدقتك تفتح عنيك دلوك ..خد كل النسيره داى خليك تشد حيلك وتقوم تقف على رجلك ..
بشندى :هاتلى عوض ياخيري
خيرى :يقطع عوض وسيرته اللى معتنزلش من خشمك داى واصل من ساعة ماجيت ..قولتلك هجيبهولك هجيبهولك بس انتا فيك حيل ليه دلوك ؟.. خلينى جبتهولك دلوك هتقدر تعمل فيه ايه !
بشندى :شوفلى حل ياخيرى يزيح العيا عنى انى لازمن الحق حريم الغالى واخلصهم من تحت يد غازى ديه زاقيهم المر وساعيلهم كورباج ..عيوضرب مرت ولدى واخته بالكورباج ياخيرى ..وحتى عيش...وانتبه كانه كان ناسيها واتعدل زين فقعدته ...عيشه ياخيرى ..عيشه نسيتها خالص
خيرى :عيشه مين !
بشندى :عيشه ام جماره غازى خاطفها ليه مده ومتاويها محدش يعرفلها طريق ..لو مهتجيبليش عوض دلوك يوبقا دورلى على عيشه ياخيري ...وضرب جبينه بيده ..كيف راحت عن بالى ..كيف نسيتها وهى خدت كتلة موت بسببي وحتى حبستها من تحت راسى كيف !
خيرى :هون على روحك هبابه انتا كنت وين وكان فيك عقل تتفكر حد منين وانتا من ساعة ماجيت مكفى كنه جسمك كان متحمل فوق طاقته واول مابعد عن العذاب رفع رايته وسلم للوجع!..على العموم متحطش فبالك انى هنكش البلد على عيشه وادور عليها فكل موطرح ممكن غازى يدسها فيه ..خد كل يلا وجعت قلبي معاك بكفاياك ..ومدله حتتة لحمه حطهاله فخشمه بالعافيه
بشندى وهو عيمضغ بصعوبه همس لنفسه :معلهش عوقت عليهم وعليك ياولدى ..سامحنى غصب عنى ...
*************
غاليه قاعده جار تماضر وعتقاوح قبالها :له يمه مهطلعكش فالجنينه النهارده عتتعبى وتقعدى تبكى ومعبقاش خابره من ايه ولا عبقى خابره اعملك ايه عشان تسكتى .
تماضر برضو فضلت تزوم وتشاورلها على بره وغاليه استسلمت قدام اصرارها وطلعتها وكالعاده خلتها ودتها قدام باب المشتمل ووقفتها وتماضر غمضت عنيها وفضلت دموعها تنزل لحالها وقلبها شكشك كيف ماكان عيعمل على حكيم لما تكون قلقانه عليه وهو بعيد عنيها ..
دخل غازى من بوابة السرايا وشاف تماضر اكده جرى عليها ووقف قبالها هى وغاليه :عتعملو ايه اهنه انتووو!
غاليه مردتش عليه لكن تماضر فضلت تزوم وتشاورله بيدها على المشتمل وعنيها اتقلبو حومر كنها عتقوله انى خابره ان ولدى اهنه وخابره اللى عامله فحاله ..
غازى قعد قبالها وجز على سنانه وبحركه سريعه مسك فكها بأيده وضغط عليه ..
جايه اهنه تبكى وتتشهونى على ايه هاه ..مالك وايه فيكى ياعجوزة الشوم والندامه ..عتقوقى لييييه
غاليه فالوكت دا كانت ماسكه فايده اللى ماسك بيها امها وعتشدها بكل قوتها لكنها مقادراش تخلع وش امها من يده وصرخت فيه بكل صوتها عشان يسيبها وهو بالفعل سابها بس عشان يمسك غاليه من شعرها وينزلها تحت رجلين امها ويحط وشها فالتراب ويرفع رجله يحطها على دماغها وهو عيهمس بفحيح يشبه فحيح الافاعى :
اوعك ارقبك فيوم مطلعه امك من باب السرايا وجايه بيها للجنينه اهنه ..انتى فاهمه ..والله ياغاليه وكتها متلومى غير حالك من اللى هيجرى فيها .
غاليه سكتت متكلمتش وفضلت تحاول تشيل رجله من عليها بدون جدوى بس تماضر كانت بتزوم وتمسك فطرف توبه وتقربه على خشمها تحبه وتحب على يده عشان يرفع رجله من على دماغ بتها وهو بعد مسافه رفع رجله وفاتهم ومشى ناحية السرايا بعد ماصرخ فيهم :
هاتى امك وخشى بيها جوا واتنيلو اقعدو على حيلكم جاكم الهم معشان ناقصكم انى .
وكل ديه كان عيوحصول قدام عنين حكيم اللى بطل يصرخ على امه عشان اتوكد انها معتسمعش حسه برغم انها شايفاه بقلبها بس ديه مش كفايه عشان يفك اسره ..
سكت وحط راسه بين اديه وهو واعى غاليه واخده امها ورايحه بيها على السرايا وامه عينها على المشتمل معاوزاش تهمله كيف كل مره ..
ونفخ بيأس ابتدا يتسلل لقلبه واستغفر ربه بعدها لما حس انه ابتدا يقنط من رحمة الله وجدد ايمانه ودعا بصوت عالى ..ربى انى مسنى الضُر وانت ارحم الراحمين .
بالليل وسط السكون اللى معيعكرهوش غير صوت الضفاضع واقفه جماره فالشباك مترقباه ..وكيف ماضريان يعمل طلع من السرايا وراح ناحية المشتمل وهى بسرعه نزلت جرى وراه اول ماشافته ..
خدت نبوته اللى دايما عيسنده ورا باب السرايا وهو داخل وياخده وهو طالع واتسحبت ودخلت المشتمل بعد مابصت حواليها شمال ويمين ..
اتدارت ورا باب الاوضه اللى كان فاتحها ولساته عيفتح القفل من على حلقات غطا الحفره وشال الغطا بتاع الحفره وابتدا ينزل السلالم وحده وحده ..
جماره اتسحبت وبقت فوق الحفره وخلاص اهتدت للطريقه اللى هتقدر تموت بيها غازى بدون مجهود ..وهى انها تقفل عليه غطا الحفره ..
وسابت النبوت من يدها وراحت على الغطا ومسكته عشان تزيحه لكنها وقفت لما سمعت صوت غازى عيتحدت مع حد ...استنت تسمع الحديت ووقفت مره وحده وحست انها هتقع من طولها جوا الحفره وهى سامعه نبرة صوت لايمكن تنساها ولا ودنها ولا قلبها يقدرو يخطئوها ابدا ..
رجعت قعدت تانى وجسمها عيرجف وكل حاجه فيها عتتهز كيف ورقة شجر فمهب ريح وقربت دماغها من الحفره عشان تتوكد زين من اللى سمعته ..ورجعت دقات قلبها ترقص مره تانيه على نغمة الصوت اللى اتعاد على مسامعها ..صوح الكلام مقادراش تميزه بس الصوت قلبها وروحها بصمو بالعشره انه صوته ..
بينما هى قاعده فموطرحها بين الحلم والحقيقه حست بصوت خطوات غازى عتطلع السلم ..لملمت شتات نفسها وقامت بسرعه وطلعت من الاوضه ومن المشتمل وادارت فموطرح غازى ميقدرش يشوفها فيه
واستنت لما طلع وقفل باب المشتمل وراح للسرايا وفضلت شويه وبعدها طلعت تتلفت حواليها وهى عتقرب على باب المشتمل ..مسكت القفل وحاولت تشده متمنيه برجاء انه يتفتح فيدها لكن رجائها خاب ..
بعدت وراحت وقفت تحت الشباك شويه تفكر وبعدها راحت جابت نص البرميل ووقفت عليه عشان تشوفلها حل لكن حديد الشباك منعها ...
نزلت بخيبة امل ورجعت البرميل لموطرحه ورجعت تتسحب على السرايا وفضلت شويه فالصاله رايحه جايه لغاية ماحست انها استنت المده الكافيه وبعدها راحت قدام اوضة غازى واستجمعت كل شجاعتها ومسكت مقبض الباب ودارته بالراحه وفتحت الباب وهى مغمضه ومنتظره حد من غازى او غاليه يقولها فيه ايه او جايه عايزه ايه فالوكت ديه لكن ديه محوصولش ..
فتحت عنيها وشافت غازى نايم وغاليه هى كمان نايمه ودخلت تتسحب وبصت على المفاتيح على الكوميدينو جار غازى ملقتهوش ..
بصت يمين وشمال وبرضك ملقتش المفاتيح ..راحت بالراحه على جلابية غازى المتعلقه فالشماعه ومسكت جيبها من بره وابتسمت وهى ماسكه المفاتيح فيدها ..
مدت يدها من صدر الجلابيه وطلعت المفاتيح بالراحه وابتسامتها زادت وهى واعياهم قبال عينها ..
لكن الابتسامه زالت بسرعه وهى واعيه غاليه عتتقلب ورمت يدها بدون قصد على غازى خلته اتحرك هو كمان وجماره ملقتش قدامها غير انها تتخبى ورا الجلابيه وتغمض وتتمنى من ربنا يقف معاها ..
فضلت شويه ثابته وماسكه الجلابيه مداريه نفسها وابتدت تبعدها عن وشها وهى حاسه بالهدوء وانتظام انفاس غاليه وغازى ..
طلعت بالراحه من ورا الجلابيه واتسحبت لبره وحست بالامان وهى واقفه بره باب الاوضه وجرت حتى الباب مقفلتهوش من خوفة حد يصحى على قفلته واللى ممسكهاش وهى داخله يعكشها بعد ماطلعت ..
خدت السرايا جرى فكام خطوه والجنينه كذلك ووقفت قبال المشتمل تنهج ..مسكت المفاتيح وابتدت تجرب واحد واحد لحدت مامفتاح فتح القفل شالته وفتحت الباب ودخلت
كل ديه حكيم شايفه وواقف على حيله عيتمنى ان اللى شاكك فيه يكون حقيقه وتكون جماره جياله ..لكنه رجع فكر انها ممكن تكون ناويه تطلع من باب المشتمل الورانى وتهرب من غازى وديه لو حوصول برضك فرحته مش هتقل عن فرحة انها تعرف موطرحه ..
اما جماره فبعد مادخلت المشتمل راحت على الاوضه ونفس الامر فضلت تجرب فالمفاتيح لحدت مالقفل اتفتح ..
دخلت الاوضه وحكيم جه يصرخ باسمها صوته هرب من الفرحه وهو سامع الغطا عيتزاح وحده وحده
اما جماره فابتدت تزيح الغطا بكل حيلها وقوتها ووشها بقا احمر من شدة المجهود اللى عتعمله ومع بداية بعد الغطا عن الحفره المسافه الكافيه انها تقدر تشوف السلالم ضحكت وهى حاسه كيف ماتكون اتفتحت قدامها طاقه للجنه لو اتوكدت ان اللى سمعته صوح ...
ابتدت تنزل سلمه سلمه وقلبها حاسه انه هيطلع من بين ضلوعها من كتر ماعيتنطط خوف ولهفه وقلق وتمنى ..
واخيرا وقفت موطرحها وهى شايفه رحمة ربنا بيها متجسده فهيئته ..اللى برغم انها متغيره والشعر كاسى ملامحه ونازل على وشه ودقنه طولان الا انها عرفته طوالى من اول بصه ليه ..
ثوانى كانت كفيله ان التنين قلوبهم تطلع من موطرحها وتسبق جسمهم وتتحاضن ومن بعدها طلعت صرخه من جماره وهى عتجرى بكل سرعتها وتدخل فحضن حكيم اللى ضمها بأديه المتكبله بالحديد كأنه ضم الجنه على صدره ورفع راسه للسما وغمض عنيه وهو مش مصدق حاله وخايف يفتح يكون فحلم ...
اما جماره ففضلت ضاماه وتشهق وتشم فيه واديها ضاماه كنهم مش مصدقين ان حكيم مابينهم وماسكينه .
دقايق مسروقه من الزمن كل واحد فيهم حابس انفاسه من الفرحه وروحه مرتاحه ومآمنه كيف طير كان مهاجر وعاود لعشه ..
بعدت عنه جماره وحضنت وشه بين اديها وهمست بملامح باكيه :حكيمى
انى صاحيه مش اكده ؟ ونزلت بأديها على كتافه وعلى صدره وبسرعه مسحت دموع خلت عنيها غوشت وحجبت صورته من قبالهم ورجعت تمشى يدها على كل حته فيها من تانى وبعدها دخلت فحضنه وضمته عليها وحست بهزة جسمه وهو ساند راسه على كتفها ودى كانت اشاره ليها هى كمان بالبكا بعلو صوتها وبعدت عنيه مره وحدت وخرت على الارض ساجده وهى عتشهق وحكيم قعد جارها على ركبه وقومها وخدها فحضنه مره تانيه وهو يتهز بيها ويطبطب عليها كيف اب عيهدهد بته الصغيره عشان تبطل بكا ..
جماره وهى فحضنه همست :حكيم حدتنى ..سمعنى حسك يانن عينى ..اطرب روحى بكلامك كيف زمان ..حكيم همسلها بصوت مخنوق :ضاع منى كل الكلام بشوفتك قبالى ياجمارت القلب
بعدت عنيه وانتبهت للحديد فأديه ومسكت السلاسل ومشت بعينها معاها لغاية ماوصلت للحيطه اللى متدقوقين فيها ورجعت بصت لسلاسل رجليه وجسمها انتفض وبصتله بعيون حمره من كتر الغضب : غازى مش اكده
حكيم :ومين غيره !
جماره : خسيس طول عمره ..بس عمرى ماكان ياجى فبالى ان خسته توصله لكده واصل ..هم يلا بينا من اهنه قبل مايصحى ويعرف انى خدت المفاتيح وياجى ...وبسرعه مسكت المفاتيح وابتدت تجربها على اول قفل لكن وقفتها يد حكيم ..
-جماره اسمعينى ..انى لو طلعت دلوك مهعرفشى اعمل ولا حاجه وغازى زارع بره السرايا كلاب عشوف كل يوم ناس غير بتوع اليوم اللى قبله داخله وطالعه يعنى معاه جيش جرار ..
حتى لو طلعت من الحبس ديه هفضل محبوس فالسرايا كيف مانى
جماره بلهفه :له ههربك من السرايا كيف ماهربت بشندى وتعاود برجالتك
حكيم :مهينفعشى عشان لو غازى شم خبر انى طلعت مهيقعدش فالسرايا دقيقه وهيهرب لاى موطرح ويحاول كتلى مره تانيه وتالته وعاشره ..
انى عاوز اقاوطه واحبسه اهنه فالسرايا واتلايم عليه فيدى ..
اسمعينى زين ياجماره ...انتى اول حاجه هتاخدى المفاتيح داى وتروحى تطبعى كل واحد على صابونه غسيل لحدت مايعلم مكانه بالمظبوط ...وبعدها ترجعيهم موطرحهم لغازى ..
والصبح تدى الصابون لزبيده وتقوليلها وديهم لحداد يعملك عليهم مفاتيح ...وتقوليلها تروح للشيخ زايد
وتقوله الشيخ حكيم حى ومأسور فسرايته من غازى واد عمه وناخيك تفك اسره ..وهو هيعمل اللازم ..وتقوليلها تقوله بأمارة عقود الارض اللى فاتها امانه حداك ..الحاجه داى محدش يعرفها غيرى انى وهو وبشندى بس ..هو لما هيسمع اكده هيتحرك طوالى ...
همى ياجماره نفذى ورجعى كل حاجه كيف ماكانت واوعى يبان عليكى حاجه ولا تحسسى حد ..ولا حتى امى ..فاهمه ؟
قالها وهى هزت دماغها اللى بين اديه وابتسمت وهو ابتسملها وقربها منيه وخد شربه منها بالحلال تروى عطش السنين وغمض عنيه كنه شرب من مية زمزم لحدت ماارتوى وبعدها التنين ضمو بعض لآخر مره قبل ماجماره تهمله على عينها وتطلع وكل واحد جواه شكر لربه لو فضل سنين يشكره بلسانه مهيوفيش نعمته ولا الفرحه اللى حاسس بيها ...
وللحكايه بقيه .....
معلش اتأخرت عليكم كان عندى ضيوف ممشيووش غير من نص ساعه ..اللى يلاقى غلطه يعديها كتبته بسرعععععه
بقلم /ريناد يوسف ❤
لكم منى اجمل باقات الزهور ⚘🌷🌹🌻🌺
تعليقات
إرسال تعليق