القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية وكر الافاعى الفصل الاول والثاني بقلم امانى جلال حصريه

التنقل السريع

     رواية وكر الافاعى الفصل الاول والثاني بقلم امانى جلال حصريه





    رواية وكر الافاعى الفصل الاول والثاني بقلم امانى جلال حصريه

     



    الاول والثانى

    ليلاً ، في إحدى المناطق العشوائية البعيدة عن الأنظار والتي أغلب سكانها خارجين عن القانون ومسجلين خطر ، في وكر خفي تحت الأرض كان هناك حوار حاد يدور


    عايز أتوب .. قالها ماهر بجدية تامة وهو ينظر إلى صاحبه سلطان الذي رفع حاجبه بترقب وهو يقول


    يعني إيه؟


    لياتيه رد ماهر على الفور ودون تردد فهو قد حسم أمره - يعني أنا عايز أبعد عن المستنقع ده وأعيش زي الناس وأربي بنتي وإبني اللي جاي بالسكه وآخد ولاد أخويا سامر الله يرحمه شاهين وياسين قبل ما يضيعوا زي ما أبوهم ضاع


    يا حلاوة يا ولاد بس كده دي بسيطة ... قالها بإستهزاء واضح ثم إقتمت ملامحه وهو يكمل بغضب .. في إيه ما تفوق لنفسك هو إنت مفكر إن دخول الحمام زي خروجه ... دي فيها رقاب هتطير يا صاحبي ... وأولهم إنتَ ... بقولك إيه ما تعقل كده وتوزن كلامك ده قبل ما يوديك في داهية


    بس أنا عايز أنظف كفاية أوي اللي حصل السامر ... موته ده كسر ظهري و كان زي القلم ليا وخلاني أفوء ... وبعدين أنا لو فضلت معاكم أكثر من كده مش بعيد ولادي كمان يكون مصيرهم زيى يعيشوا ويندفنوا بالخرابة دي


    سلطان بإنفعال


    ومن إمتى إحنا لينا فالنضيف ... ما إنت عارف البير وغطاه وقوانينا اللي عايشين عليها مافيش خروج من هنا إلا ع القبر فعشان كده إنسى اللي بتفكر فيه لأن مالكش فيه


    من يوم ماشفتها بقا ليه فالنضيف

    أخذ سلطان يربت على منكبه وهو يقول فاكر لما قولتلك لو بتحبها إبعدها عن وكرنا عشان ماتتلدغش مننا .. لأن الكبير لو عرف إنك مستغفله ومتجوز واحدة من برة منطقتنا بقالك خمس سنين ولاء كمان مخلف منها يبقا هيكتب نهايتك ونهايتها أكيد


    ليقول ماهر بتوتر فهو يعلم صحة كلام الآخر وأنا قولتلك هحميها


    نظر له سلطان بتهكم مش لما تحمي نفسك الأول شكلك نسيت مين هو ماهر الداغ ويقدر يعمل إيه ده كان زمان .. قبل ما يبقى ليك نقطة ضعف يقدر الكل يضربك بسببها


    اللي هي ؟ ما إن قالها ماهر بحذر حتى همس الآخر سعاد الجندي حبيبة قلبك بنت الحسب والنسب .... وبنتك الأمورة الصغيرة ... ايه مش خايف عليها، فوووق لنفسك هو إنت فكرت إننا ممكن نسمحلك تتسلخ مننا وتروحتعيش مع ست الحسن والجمال والكبير هيقعد يتفرج عليك و خصوصا لما يكون المنسحب من بينا ده وخالف قوانينا هو نفسه دراعه اليمين وكاتم أسراره


    بس انت عارف والكبير كمان عارف إني ماليش فالغدر وأنا قلت اللي عندي كله ... ما فضلش حاجة عندي أقدمها لكم أكثر من اللي قدمته


    تصدق صح إنت مالكش فالغدر ... بس شكلك كده نسيت إن إحنا لينا فيه ...... قالها سلطان وهو يزرع خنجر سام في منتصف ظهره بغل ما إن التفت الآخر ليذهب

    أخذ ينظر له سلطان بخبث ما إن وقف أمام الآخر وهو لا يزال يمسك بالخنجر ولكن ما إن حاول ماهر إن يرفع يده ويخنقه حتى إحتضنه سلطان بقوة ليكرر غرز ذلك السلاح الأبيض مرة أخرى بظهره عدت مرات متتالية ولكن بشكل أكبر عنفاً وما إن أتم مهمته المكلف بها حتى إبتعد عنه ليبتسم بحقارة وهو يرى الآخر يسقط على الأرض جثة هامدة


    أخذ يرفسه بقدمه بخفة بين الحينة والأخرى وهو يدور حوله ونظره معلق به ليجلس أمامه وهو يقول بفحيح سام


    عجبك كده ... ما قولتلك بلاش ... بس هنعمل إيه بدماغك الناشفة دي ... صمت قليلاً ثم أكمل بترجي خبيث ... ماهر أوعى تزعل مني باللي عملته ... إنت أخويا وحبيبي وانا عارفك ما تقدرش تعيش من غير مراتك فعشان كده هبعتهالك ياسيدي .. والليلة هتكون عندك إتبسط ياعم ... وولادك وولاد أخوك هيكونو فالحفظ والصون ... ماتخافش عليهم هربيهم ليك ما تشيلش هم


    إعتدل بجسده وهو يضحك بخبث ويقول ... لاااا لااا أوعى تشكرني يا صاحبي ده أقل واجب يتعمل مع أي حد يفكر بس إنه يسيب الوكر ويغدر بينا


    التفت إلى أحد رجاله وقال بأمر خدوه وإرموه قصاد بيته عشان يكون عبرة لكل واحد تطاوعه نفسه إنه يفكر بس يخالف القوانين


    على الجانب الآخر بالتحديد في شقة ماهر الداغ كانت تجلس على الأريكة وهي تمسد على بطنها المنتفخة بشدة بقلق لا تعرف ما سببه ... قلبها مقبوض منذ أيام وكأنه كان يريد أن يحذرها عن خطر قادم ...


    إبتسمت بخفه ما ان شعرت بيد صغيرتها ميرال التي تبلغ من


    العمر أربع سنين تتحسس بطنها وهي تقول بتذمر أختي هتيجي إمتى بقى أنا زهقت من كتر ماستنيتها


    إنت ايه اللي صحاكي بس وبعدين أنا كام مرة قولتلك يا مرمر إن الدكتورة قالت إن البيبي ولد ... يعني هيبقى عندك أخ مش أخت


    لوت میرال شفتها السفلية بزعل وهي تقول بتذمر بس أنا عايزة أخت


    أخذت سعاد تداعب شعر الناعم وهي تقول بحب


    كل اللي ربنا يبعته حلو يا مرمر ... ودلوقتي يالا قومي كملي نومك عشان أحبك ولا إنت عايزاني أزعل منك


    ميرال بنفي


    لاء يامامي مش عايزة تزعلي مني ... أنا هروح أنام ... تصبحي على خير ... قالت الأخيرة وهي تقبل وجنة والدتها لتسحبها سعاد الى أحضانها وأخذت تستنشق عبيرها بقوة وهي تقول بشوق غريب وكأنها شعرت بأن هذه أخر مرة تراها فيها


    وإنت من أهله ياقلب أمك .... أبعدتها عنها لتحاوط وجهها الصغير وأخذت تقبلها بكل إنش بوجهها ثم نظرت إلى عينيها وقالت بشكل عفوي إستغربته هي قبل الاخرى ... إسمعيني كويس يا ميرال خدي بالك من نفسك ومن أختك ماشي .. إنتم مالكوش غير بعض


    نظرت لها ميرال بإستفهام وحيرة أختي !!!! هو إنت مش قولتي إن البيبي ولد

    إبتعدت عنها وهي تقول بتوتر هااا ... معرفش .. معرفش هي خرجت مني كده ... يالا روحي نامي الوقت إتاخر أوي


    بعدها تنهدت بإرهاق وهي تنظر إلى أثر إبنتها التي إختفت داخل غرفتها ، أخذت تمسح دموعها التي لا تعرف ما سببها ثم نهضت بصعوبة بسبب حملها الثقيل وأخذت تمشي داخل الشقة هنا وهناك وهي تأكل أضافرها فالقلق ينهش روحها دون رحمو


    يالله لا تعرف ماذا يحصل لها أو بما تشعر الان


    إحساسها لا يوصف ... أخذت هاتفها من على الطاولة وأخذت تتصل مراراً وتكراراً على زوجها الذي تأخر جداً وفي كل مرة النتيجة كانت واحدة وهو مغلق أو خارج نطاق التغطية


    رمت هاتفها بنهاية المطاف بضيق على الأريكة لتسحب شعرها إلى الخلف بتعب نفسي وجسدي ثم أخذت تمسد على عنقها وكأن ضاقت عليها الأرض بما رحبت


    بعد مرور ساعة من الزمن المليئ بالقلق والتوتر المفرط فزعت ما إن إرتفع صوت جرس الباب ليبتسم ثغرها بأمل وهي تذهب نحو الباب لتفتحه وهي تقول بلهفة


    إخص عليك يا ماهر إتأخرت كده !!!!! ... قطعت كلامها بخيبة أمل وهي ترى شقيقها الوحيد امامها


    هو ماهر لسه ما رجعش ... قالها سعد بتساؤل وهو يدخل ويغلق الباب خلفه لتتنهد الأخرى بتعب حقيقي وهي تقول


    !!.... لسة


    سعد بترقب


    ومالك بتقوليها بزعل كده ليه

    نظرت له وقالت بصوت مخنوق


    - خايفة !


    من إيه ؟


    نزلت دموعها بغزارة لتحرق خديها وهي تقول بغصة


    مش عارفة ، بس حاسة إن روحي إتسحبت مني وأنا لسو عايشة


    إيه الكلام الكبير ده ... كل ده عشان سي ماهر إتأخر عليك شوية


    لتقول سعاد وهي تنظر لأخيها بأعصاب متعبة أنا هموت لو حصله حاجة


    بعد الشر إيه الكلام ده ... قالها وهو يبادلها نظراتها بعتاب


    إقتربت منه ومسكت يديه وهي تقول


    صدقني هموت وراه ... بس ده لو حصل بناتي أمانه عندك


    سحب يده منه وهو يقول بإنفعال


    ايه الهبل ده أنا هلاقيها منك ولا من جوزك في الليلة اللي مش


    هتعدي دي ... أصحى على رسالة منه بيقول فيها .. إن لو حصله حاجة إنت و الولاد أمانة عندي


    أجي على ملا وشي عشان أشوف في إيه ألاقيكي بتخرفي وااء


    قطع كلامه ما ان وجدها تجلس على الأرض وهي تضرب على وجنتيها وتبكي بطريقة تمزق نياط القلوب


    جلس الى جانبها بسرعة وهو لا يعرف ماذا هناك


    في إيه يابنتي انتم عايزين تجننوني معاكم

    ماهر راح مني أنا حاسة بكده ... أكيد راحلهم أكيد


    سعد بعدم فهم راح لمين ؟


    اخذت تضرب على فخذيها وهي تقول بحرقة هو قالي هيروح يصفي شغله وبعدها هنسافر ونعيش برا ... قولتله بلاش والله العظيم قولتله بلاش خليني عايشة بالضلمه معاك أنا راضية المهم إنت بخير بس هو مسمعش الكلام ... راح لهم لحد الوكر برجليه وهو عارف النتيجة هتكون إيه


    سعد بعدم تصديق


    وكر إيه ؟


    - وكر الأفاعي اللي هو عاش وكبر فيه ... ما إن قالتها حتى إرتفع جرس الباب لتنهض بهمة وتركض نحو الباب


    غير آبهة بحملها ولا بوضعها فهي في حالة إنهيار تام ولكن ما ان فتحته حتى إرتدت إلى الخلف بعدما خرج من حنجرتها شهقة حرقت فؤادها به


    لا تصدق ماترى امامها الأن .... معشوق روحها غارق بدمائه مقتول غدراً ... أخذت ترجف بمكانها بصورة مخيفه مما جعل سعد الذي كان لا يقل صدمة عنها يعجز عن التصرف ولكن ما جعله يفوق من صدمته هذا هو صراخ ميرال المرتعب من ما تراه الآن


    إنحنى وحمل تلك الصغيرة على ذراعه لتدفن وجهها بسرعة داخل أحضان خالها الذي كانت نظرته مازالت معلق على زوج أخته المقتول


    لا يعرف ماذا حدث أو كيف حدث ... في غمضة عين تجمهر

    الناس حولهم بسبب صراخ أخته وبكائها الذي أخذ يمزقه إرباً ولكن مازاد الأمر سوء عندما وجدها تنزف بشكل مخيف أصبححالها لا يقل عن حال زوجها الراحل ولكن الفرق بينهم هي ماتت ومازالت على قيد الحياة .. منظرها المخيف هذا جعله يفوق من دوامته


    لينزل ميرال بسرعة وذهب نحو أخته وحملها بين ذراعيه وما إن كاد أن يخرج حتى صرخ ب ميرال ان تأتي معه ... لتتمسك تلك الصغيرة ببنطاله وهي تصرخ بخوف بأن لا يتركها هنا ويذهب وما زاد رعبها أضعاف هو رؤية والدتها بهذا الشكل لتقول بصوت مليئ بالبكاء المفرط - مااامي ماتسبنيش أنا خايفة ! بابي كله دم ... دممممم


    بعد مرور بعض الوقت في إحدى المستشفيات الحكومية ... كان سعد الجندي يقف أمام صالة الولادة


    و صوت صراخ أخته يرج الجدران ويرج كيانه هو أيضا كانت تقاوم الموت بتجرعها أشد أنواع العذاب لتطلق جنينها لهذه الحياة ولكنها بدأت تضعف قواها بالتدريج ولم يعد لديها القدرة بأن تكمل صراعها هذا ... وضعفت دقات قلبها حتى توقف عن العمل وهذا تزامناً مع إنتفاض جسدها بعنف لترفع راية إستسلامها وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة قبل أن ترى ماذا أنجبت حتى


    وما إن سكن جسدها بعد إنتفاضته الأخيرة حتى إرتفع الهرج بينهم وأصبحت صالة الولادة كخلية النحل الكل يعمل بجد ، قسم منهم يعمل على إنقاذ الأم وإسعافها والقسم الآخر كان يحاول أن يكمل الولادة بأن يسحب الجنين منها قبل أن يفقدوه هو أيضا


    وبعد جهد لا يستهان به من الكادر الطبي إرتفع صوت صرخ الطفل يعلن عن دخوله لهذه الحياة بقوة ، أعجوبه ، نعم ولادته كانت أشبه بالأعجوبة ، كما قال تعالى (( يخرج الحي من الميت ))


    أما في الخارج كان سعد يأخذ ممر المستشفى ذهاباً وإياباً وهو يحمل ميرال على كتفه ليلتفت نحو باب الذي يفصل بينهم ما إن سمع صراخ الصغير ... لترفع ميرال وجهها الشاحب من عنق خالها وهي تقول بصوت يرجف


    ده صوت بيبي صح يا خالو ....!!


    صح يا حبيبتي صح ... قالها سعد وهو يملس على شعرها الأشعث ونظره معلق على باب الصالة ينتظر خروج أحدهم يطمئنه ... أنزل ميرال بسرعة وذهب متوجهاً نحو تلك الممرضة التي خرجت لتوها وهو ينظر لها بلهفة إلى ما تحمل ليبتسم بحزن ما إن قالت له


    ألف مبروك جتلك بنوته زي القمر ... تتربى بعزك ... قالت الأخيرة وهي تعطيها له لتنزل دمعة منه وهو لا يصدق كل ما حدث معهم ... إبتلع لعابه بصعوبه ثم قال بتعب


    طب طمنيني الأول على سعاد عاملة ايه قصدك أم البنوته تعيش إنت ... شد حيلك ... قالتها الممرضة بمنتهى البرود وبدون تمهيد للموضوع .. وكأن هذه المهنة جردت قلبها من الإنسانية


    تجمد جسده أمامها من هول الصاعقة التي حلت عليه نظر إلى ما بين يديه بتمعن ثم إنتقل نظره إلى ميرال التي كانت بدورها تنظر له باستفسار فهي لم تعي ما قالته الأخرى


    بعد مرور ٢٤ سنة.....

    ꧁꧁꧁꧁꧂꧂꧂꧂. 

    الوقت ، قريب من منتصف الليل في إحدى واحات الصحراء الغربية التي تقع على الحدود المصرية ، كان يصدح منها صوت الطبل والمزمار البلدي


    لتقترب كاميرتنا بالتدريج من هذا المكان الغريب لنرى هناك مجموعة من الرجال السكارى يحتسون الشراب بشراهة وهم يلتهمون بأعينهم تلك الفاتنة الغجرية التي تتمايل أمامهم بإغراء متعمد لتزيدهم إثارة ... لا نستغربوا يا سادة فهذه هي وظيفتها هنا وهذا ما تكسب المال منه


    ولكنها محتالة كانت ترمي شباكها على أعلاهم شأنا وقدراً من بين الحضور ، أما بطلنا فقد كان يجلس بتكبر ونظراته المتعالية على من حوله مليئة بالغرور والغطرسة ولما لا يغتر فهو يحيى اللداغ الشقيق الروحي الشاهين وياسين اللداغ ....


    مع بعضهم منذ الصغر وعلاقتهم قوية وعميقة لدرجة بأن الجميع أخذ يناديه بكنيتهم لأن كل من يراهم يظنهم أخوة من دم واحد


    ولكن رغم هذا الصخب كانت الأجواء متوترة بين يحيى وشخص يدعى رامي لا يعرف من هو ولكن في الأيام الأخيرة أصبح يتردد على كل مكان يذهب له اللداغ على ما يبدو بأنه عضو جديد دخل الوكر ولا يعلم مع من يلعب

    أخذ ينظر له يحيى بتحدي وكأنه يدعوه للعراك ليبادله الآخر بتحدي لا يقل عنه ... أحمق وساذج أخذه تهوره لنقطة لا رجوع فيها ... لا يعرف بماذا تورط وبأن إنسانة بريئة ستدفع ثمن تورطه هذا ....؟؟!

    قطع نظراتهم المتحاربة هذه ما إن وجد تلك الغجرية الفاتنة تجلس إلى جانبه أو بالأصح جلست داخل أحضانه لتسحب سجارته من أنامله لتضعها بين شفاهها المصبوغة باللون الأحمر بحركة مدللة لتسحب منها نفس بإستمتاع وهي تنظر إلى ذلك الوسيم الذي أمامها بتمني أن تحصل عليه ليبادلها الآخر بإبتسامة وغمزة سريعة بمعنى لا مانع لديه لما تريد 5 فإنه لا يقل عنها شوقاً لخوض هذه التجربة


    ضحكت بمياعة ما إن فهمت نظراته لترفع رأسها إلى الأعلى وأخذت تزفر الدخان ببطئ بالهواء ثم عادت تنظر له بتمعن ليرفع يده بإشارة معناها

    أخرجوا وبالفعل


    ماهي سوى ثواني معدودة واصبح المكان خالي إلا من رامي الذي لم يعير الطلبه اي اهتمام


    التفت له يحيى ببرود بعدما أبعد الغجرية من أحضانه و وقف أمام الاخر ثم قال بإستصغار


    هو إنت ليه مصر تخليني أحطك في دماغي وأفعصك تحت جزمتي


    ما تخليك ماشي جنب الحيط وتتقي شري أحسلك عشان تقدر تاكل عيش


    نهض رامي بإنفعال وقال


    - وإنت ليه شايف نفسك أعلى مننا مع إني احسن منك


    ضحك بسخرية وقال بإستفزاز وهو يشير عليه بسبابته وكأنه نكرة لا شئ


    - إنت أحسن مني أنا ، بإيه ؟


    نطق رامي بكلام مندفع لم يكن يعرف بأن كلماته هذه سيدفع بها الثمن غالي جدا في الحاضر والمستقبل


    عايز تعرف أنا أحسن منك بايه ... على الأقل أمي وأبويا معروفين مين ... بس الدور على اللي عايش بجلباب مش جلبابه ده حتى صحابه عطفو


    عليه وسموه على اسم عيلتهم وهو إبن ... حرام !!!!!


    عم الصمت الخطير على المكان وأخذت عضلات جسده تتقلص وتنبسط من غضبه الذي يحاول أن يسيطر عليه لينظر إلى تلك الراقصة واشار لها برأسه بأن تخرج وما إن نفذت ما أمرها به حتى اخذ يرفع اكمام قميصه بهدوء إلى المرفق وهو يقول بهدوء ما قبل العاصفة


    غلطان ....!!!! ولعبت بالنار ..... أنا إتسميت بيحيى اللداغ عشان انا لدغتي غير الكل ... أنا مبعرفش ألف وادور زي غيري ... أنا بجيب أخرك على طول


    قال الأخيرة وهو يسحبه نحوه من طرف التيشريت بطريقة مهانة ليعاجله بضربة من مقدمة رأسه على جسر أنفه الذي بالتأكيد إنكسر دون شك ثم أخذ ينهال عليه باللكمات المتتالية ليليها الركلات العنيفة التي تعرف هدفها جيداً كان مع كل ضربة هناك صوت كسر أو خلع .

    كان يضرب بوحشية تامة تخلى عن إنسانيته تماماً مع هذا المتهور الذي تلاعب مع الكوبرا وإستفزها بأسوء الكلمات ولم يتركه حتى فقد الوعي برغم دخول الرجال بينهم لتفريقهم إلا إنه كان في عالم آخر ....


    نبذه من بين يده بعدما أصبح لا ينفع لشئ وخرج من المكان وما إن وصل إلى سيارته إنطلق بها حتى اتاه اتصال هام من شاهين يأمره بالعودة إلى الوكر بأسرع وقت ممكن ،


    بعد وقت طويل جداً وصل إلى المنطقة المطلوبة مع شروق الشمس ليذهب إلى شقة في الطابق الأخير أو دعنا نقول الى إحدى الخرابات المكونه من غرفة واحدة وحمام فقط لا غير ... رمى نفسه بتعب على السرير الذي لا يوجد إنسان عاقل يرضى ان يستلقي عليه وخاصة شخص بغروره هو ولكن الضرورة تجبره على ذلك فهو على وشك فقدان الوعي من شدة نعاسه


    في وقت الظهيرة إستيقظ وأخذ يتململ بجسده بضيق من صوت طرق الباب المتكرر حاول أن يتجاهل الصوت ولكن لم يستطيع فعلى ما يبدو بأن الطارق مصر على إزعاجه


    نهض بتأفئف وكسل وهو يتوعد بداخله لذلك المزعج الذي يكمن خلف هذا الباب المتهالك الذي ما إن فتحه حتى رفع قبضته ليضرب به على من تجرء وأزعجه بهذا الشكل إلا انه انزل ذراعه بخيبة أمل عندما وجد ياسين اللداغ يقف أمامه بطوله الفارع ويضع يديه بجيب البنطال وهناك إبتسامة مستفزه تزين وجهه ليقول يحيى بإنزعاج بعدما تركه ودخل ورمى نفسه على السرير مرة أخرى


    بذمتك دي عملة تعملها فيا بقا أنا يحيى انام بالقرف ده والله ثم والله لو إني ماكنتش هنام وأنا واقف من التعب عمري ماكنت هدخل هنا لو إديتني مليون جنية .. وأخرك ده معايا .... يعني إنسى إني أسلفك شقتي تاني 2 شوفلك غيري تقضي عنده لياليك الحمرة


    ضحك عليه ياسين بشماتة وهو يمرر بصره على حالته المزرية هذا ليقول بعدها ببرود

    ضحك عليه ياسين بشماتة وهو يمرر بصره على حالته المزرية هذا ليقول


    بعدها ببرود


    عيب عليك يا جدع


    ، أومال فايدة إخوتنا دي إيه إن ماكنتش أمرمطك معايا هاا فايدتها إيه


    أضحك أضحك ... والله محد يقدر عليك إلا شاهين ما هو من عمايلك السودة ساب شقته وقعد عندك .. إن ما فتنت عليك عنده


    ياسين برفض


    لاااء أوعى يا يحيى كله إلا البوس الكبير ده ما يتلعبش معاه أبدا ده لما بيتدايق بيضرب بغباء ولا يبالي ... بس تصدق حلال عليك المكان ده لايق بفخامة حضرتك ... قال الأخيرة وإنفجر عليه بالضحك من كل قلبه ليصرخ به الآخر بضيق


    يااااسين ما تزهقنيش بقا قول اللي عندك وإنجز عايز أكمل نومي


    نوم إيه بس ... لاء صحصح معايا كده ده الحاج سلطان مستنينا من بدري


    إعتدل بجسده وقال وهو يعدل من ترتيب ثيابه


    الحاج سلطان ؟؟؟ معرفتش عايز إيه ... قالها وهو يعتدل بجسده ثم أخذ يعدل ثيابه متوجها نحو الحمام ليغتسل


    ياسين بجهل


    لاء معرفش ... بس شاهين إتصل بيا وقالي تعالى وهات يحيى من قفاه معاك


    رفع نظره نحوه وهو رمى عليه المنشفة بعدما جفف وجهه بها


    بقى شاهين قالك كده ، هاته من قفاه ولا إنت زودت الشطة من عندك عشان تحرق دمي


    التقط منه المنشفة التي تحول لونه من الأبيض إلى الرماد ليكرمش وجهه بقرف وهو يرميها على الأرض ثم قال بإبتسامة خبيثة


    بصراحة أنا اللي زوته من عندي عشان أديها نكهة للحكاية

    أخذ يمشط شعره الحرير بأنامله وهو يقول أنا مش هرد عليك دلوقتي نروح نشوف الكبير عايز إيه مننا بعدها نشوف إيه حكاية النكهات دي ...


    طب يالا قدامي يا عبقري زمانك وريني عرض قفاك .. قالها ياسين وهو يدفعه بخفه نحو الباب بهزار ليضحك الاخر عليه وخرج معه متوجه نحو السرداب الأرضي أو دعنا نقول الوكر الخفي الخاص بالإجتماعات الكبرات المنطقة


    أخذو ينزلوا الدرج معاً بثقة بعدما دخلوا من الباب العلوي الذي يحرسه رجلين من رجالهم .. ليقول يحيى بحماس وهو يجلس على الكرسي الخاص به حول الطاولة


    إزيك يابوس منور الدنيا والله نظر له شاهين بنظرات ثاقبة وقال مش هتعقل يا يحيى وتبطل مشاكل


    إبتسم بخفة فقد فهم من كلامه بإنه قد علم بشجار ليلة أمس التي حدثت مع رامي ذلك الحثالة أفسد مزاجه .. ليقول ببراءة لاتمد له بصلة


    والله يا شاهين ومالكش عليا حلفان إنت ظالمني ... أنا ممكن أبطل مشاكل بس تقدر توعدني إن المشاكل هتبطل مني ... وبعدين يا أخي الخناقات دي بتمشي بدمي يعني مستحيل أعدي كلمة لحد وقفت بزوري


    وده الصح يا للداغ ..... قالها سلطان وهو ينزل الدرج بجبروته المعتاد لينهض الثلاثة له بإحترام وما إن ذهب إلى مكانه وهو أن يترأس قمة الطاولة حتى أكمل بجدية


    عجبتني أوي يا يحيى ... الواد طلع من تحت يدك مافيهوش حاجة تدل على إنه عايش غير النفس اللي كان بياخده بطلوع الروح .. والله وطمرت 3 فيك تربيتي


    صمت قليلا وأكمل ... إسمعوني كويس إنتو الثلاثة الكل هنا بيعرف مكانتكم عندي إيه ... ف اللي يفكر بس يقلل منكم بكلمة إدفنوه وهو عايش عشان يكون عبرة لغيره لأن ببساطة مش سلطان اللي رجالته تتهان ولو بحرف


    أسياد الوكر ليها مكانتها برضوا واللي ما ينخش بالخوف ينخ بكسرة العين والولد اللي إسمه رامي ده لازم يتكسر بعرضة عشان يحرم يحط راسه براس اللي أكبر منه ... وبكده هيدب الرعب في قلب كل حد يحاول يقف في وشنا لان إحنا ماعندناش رحمه مع أعدائنا


    لاء يا حاج مش محتاجين ندخل فيها أعراض .. كفاية اوي اللي عمله يحيى فيه أعتقد بعد اللي حصله هيفهم الدرس ولا أنت رأيك إيه ... قال الأخيرة شاهين وهو ينظر إلى أخيه الروحي الذي وافقه الرأي على الفور دون تردد من شدة إحترامه له


    أكيد أنا من رأيك يا شاهين ماليش قول من بعدك ياخويا


    إبتسم ياسين بفخر وأخذ يربت على كتف الآخر ليدفع يحيى يده عنه وأخذ يقول له بضيق


    بلاش إستظراف يلاااا انا لسه منستش عملتك فيا وخلتني أنام بالخرابة اللي فوق السطوح


    رفع ياسين حاجبه بذهول وقال


    - قلبك أسود


    - ومنقط بأسود كمان .... قالها برفعة حاجب هو أيضا كاد الآخر أن يرد عليه إلا إنهم صمتوا والتفتوا نحو سلطان الذي أخذ يقول بجدية مفرطة وحقد


    وغل


    - أنا جمعتكم هنا عشان أقولكم بعد بحث طويل لسنين إني الاخيراً وصلت لمكان سعد الجندي اللي بسببه انتو اتيتمتم ... ده طلع عايش برا البلد وعامل شغل جامد ليه هناك وتمتع بالفلوس اللي عملها وعايش حياته ولا على باله


    سعد !!!! همس بها شاهين بشرود وهو يعتدل بجلسته ليأكد سلطان بإنفعال خبيث على ما قال

    أيوه سعد الجندي اللي هو كان السبب الرئيسي لموت سامر وماهر ... وكل ده ليه عشان بس ماهر حب أخته وإتجوزها على سنة الله و رسوله


    بس لما اكتشف إن ماهر شغال معانا حب يحرق قلبه على أخوه فغدر بسامر أبوكم اللي هو أخويا وقتله من غير اي حق ظلم ... ولما ماهر عرف بالحقيقة قتله هو كمان ودفن معاه أخته اللي ماتت و را جوزها من قهرتها عليه وهي حامل يعني سعد ده هو قتل عيلة كاملة اللي هي عيلتكم


    أخذ ينظر إلى تعابير وجهه بإنتصار ما إن وصل إلى مبتغاه ليكمل كلامه بهسيس أفاعي ... أنا عارف إني كل يوم بعيد عليكم الكلام ده بس هدفي إنكم ما تنسوش عدوكم اللي حرمكم من أحن إثنين اللي هما أبوكم وعمكم .... لازم تاخذو حق اللي ماتوا غدر عشان يرتاحوا في قبرهم وتبردو ناري كمان ....


    ليقول شاهين بغضب أسود - إديني العنوان اللي هو مستخبي فيه وخلال ٢٤ ساعة هتسمع خبر موته زي الكلب


    سلطان بصدمة مصطنعة


    إنت اللي بتقول كده يا شاهين ... انت ... بقا عايز تقتله وخلاص ده الموت لكلب زيه راحة ...


    ياسين بحرقة


    لازم نخليه يتمنى الموت وميلاقيهوش


    سلطان بتأكيد وكأنه شيطان يوسوس لهم


    صح ... لازم يتعذب بالغالي على قلبه


    شاهين بقهر


    لازم أموته فاليوم الف مرة وهو عايش .. زي ماحرمني من أبويا وأنا في عز حاجتي ليه هحرمه من الراحة وهخليه يدوق العذاب ألوان


    نظر له ياسين وهو يقول بتساؤل


    طب واحد زي ده بعد العمر ده كله إيه أكثر حاجة هتوجعه ... لو مات ما هو خلاص كبر وعاش حياته بالطول والعرض ... إيه اللي هيخليه يتحرق بنار جهنم ع الارض

    ليقول سلطان بحقد سام - بناته ... اللي فنى حياته عليهم... و زرع شقا


    عمره فيهم


    نظر له شاهين بصدمة - بناته ؟؟؟


    أيوه .. دول نقاط ضعفه ... قالها وهو يشغل ذلك الجهاز الموضوع على سطح الطاولة لتظهر صورة ميرال وهو يكمل ... ميرال الجندي دي الكبيرة مديرة محاسبات ... ودي الصغيرة سيلين الجندي خريجة فنون جميلة بتعافر عشان تبني ذاتها ... الصغيرة دي بقا سعد روحه فيها ... مدلعها آخر دلع بيعتبرها نور عنيه بيخاف عليها من الهوا

    شاهين بضيق من هذا كله حضرتك عايزنا بعد السنين دي كلها ناخذ حقنا من بناته ... ليه ... ما أنا أقدر أخد حقي من حباب عنيه راجل لراجل

    سلطان بتوضيح


    ما أنا قولتلك الموت للي زيه رحمه وخصوصاً لما بقت صحته على قده .... إفهم يا إبني كل راجل وليه نقطة ضعف وهي الست يا إما أمه يا ام ١٥ حبيبته يا إما مراته وياسلام لو تكون بنته لأن وقتها مش هتلاقي حاجة عنده أغلى منها تضربه فيها


    هااااا قولتوا إيه هتاخدو حق عيلتكم منه ولا تسيبوه عايش حياته بالطول والعرض وتنسو إن ليكم تار عنده


    وتسبوني أنا أخد تار صحابي طالما هما ما خلفوش رجالة


    غطا عليهم حالة من الصمت ليكسرها في الأخر شاهين وهو يقول


    موافقين ... المطلوب مننا إيه


    أول حاجة إنكم تخلوه يرجع مصر


    ياسين بثقة


    اعتبره حصل

    أنا بقلكم من أولها أنا ماليش دعوه بالصغيرة دي ولا في الثانية... قالها شاهين وهو يؤشر على صورة سيلين الظاهرة على الحائط

    ياسين بترحاب مضحك

    حلو سبوهم ليا دي لعبتي


    .... وإنت خليك بالشغل الأداري


    شاهين بتوعد


    إن ما خاليته يرجع ع الحديدة ويخسر كل قرش ليه ويعفن بالسجن مبقاش أنا شاهين اللداغ


    وأنا هكون دراعك اليمين ياخويا وفي ضهرك ... قالها يحيى بهمة فهو


    يعتبر ثأر إخوته هو ثأره


    ياسين بحماس


    - حلو أتفقنا


    يحيى بإستفسار


    بس ماقلتوش هنخليه يرجع مصر إزاي


    رفع ياسين يديه وقال


    لاااء سبولي أنا الطلعة دي ... أقعد كده و أحاط رجل على رجل واخطط وأمخمخ هخلي الفار المستخبي يخرج من جحره إزاي ويجي برجليه كمان لحد الوكر ... وبكده هيحلو اللعب


    نظر له يحيى وقال


    يتخاف منك يابن اللداغ


    ياسين ببراءة ماكرة


    ليه بس


    ليقول يحيى بغيظ مضحك من دهاء الاخر


    لان إنت الوحيد اللي ميتعرفش هزارك من حقيقتك ، مكار بالمعنى الحرفي دماغك سم من الآخر .... أموت


    18 وأعرف بيدور فيها إيه


    - هتعرف كل حاجة بوقتها ما تستعجلش على رزقك ياخويا


    *بعد شهرين في لوس أنجلوس الملقبة بعاصمة الإبداع في العالم أي مدينة المشاهير ، هنا لا يوجد مكان للكسالى الكل يعمل بجد وهمة وكأنهم بسباق مع الزمن لا يوجد وقت لكي نهدرة ، الجميع يطمع أن يصل للقمة قبل الآخر ويثبت مكانته بمهارته الخاصة


    دعونا ننتقل إلى مكان راقي مليئ بالأشخاص ذات الطبقة المخملية


    والمهتمين بالموضة من المشاهير لتترصدهم كاميرات الصحافة وفلاشاتهم وكأنه حدث كوني ، ينتظرون بدء عرض الأزياء الموسم الصيف


    على أحر من الجمر .... هكذا كانت الاجواء في قاعة العرض


    أما في الكواليس كانت تتنقل من عارضة إلى أخرى وهي تتأكد من فساتينهم ومكياجهم بل من مظهرهم بشكل عام وما إن إنتهت حتى أشارت إلى مساعدتها أن تاخذ العارضات إلى أقرب أستيدج فلم يبقى على العرض سوا ثلاث دقائق فقط لا غير .....


    أغمضت عينيها ورفعت رأسها إلى الأعلى وأخذت نفس عميق لتحبسه داخل رئتيها لعدت ثواني ثم أطلقته بهدوء .. وما إن سمعت الموسيقى التي تعلن عن البدء حتى فتحت عينيها وكادت أن تذهب إلى الخارج وتراقبهم إلا إنها قطبت جبينها بإستفهام ما ان أتت مساعدتها مسرعة نحوها وهي تقول باللغة الإنجليزية


    هناك خبر كارثي سيلين


    - ماهو ؟!


    جوليا العارضة الرئيسية ترفض إرتداء فستان الزفاف


    - ماذا ؟؟ ولما هذا


    تريد أن تضاعف أجرها


    ولما لم تتكلم مع المنتج في هذا من قبل


    والأن ماذا سنفعل هل سنعطيها ما تريد


    بالطبع لا


    ولكن إن لم ننفذ طلبها سيفشل العرض وسيتحطم إسمك قبل أن يلمع حتى ، لا تنسي هذا أول عرض لمجموعتك يا إما النجاح أو الفشل أخذت سيلين تفكر بشرود وصوت مسموع


    جوليا هدفها ليس المال هدفها أنا ... تريد أن تحطم حلمي قبل أن يبدء


    وما الحل برأيك ؟!


    لا أعرف


    في الخارج كانت تجلس بين الحضور هي ووالدها الروحي وزوجته .... تدعي من كل قلبها النجاح لأعز مالديها وما بقى لها في هذه الدنيا .... كانت تلمع عينيها بسعادة وفخر فتعب أختها لم يذهب هباء فعلى ما يبدو مجموعة تصاميمها نالت إعجاب الحضور كان هذا واضح جدا عليهم


    زاد الحماس ما إن دخلوا العارضات مرة أخرى واحدة تلوى الأخرى ليقفوا على الأطراف أمام بعض يفسحوا مجال في منتصف الإستيدج الطويل لتتوجه الأنظار على بوابة العرض ينتظرون دخول العارضة الرئيسية


    تأخر ظهورها مما جعل التساؤل بينهم يزداد ليدب القلق بقلب ميرال التي أخذت تعض شفتها السفلية بترقب وخوف وهي تتسائل مع نفسها لما كل هذا التأخير سيلين ألم تقولي في الأمس بأن كل شئ على مايرام


    خرجت من دوامة أفكارها هذه ما إن زادت فلاشات الصحافة تزامناً مع إنطلاق موسيقى الختام تعلن بها عن ظهور العارضة الخاصة والتي لم تكون سوى


    سيلين ... همست بها زوجة خالهم وهي تنظر إلى ميرال بصدمة لتنهض الأخرى وهي لا تصدق ما ترى فأختها


    ترتدي فستان زفاف ضخم وأنيق جدا ....


    كانت تقف في القمة والإضاءة أصبحت موجهة عليها


    ..... هنا حلمي و تعبي يكمن .... هذا ما كانت تقوله في داخلها لتشجع نفسها وتقلل من توترها الذي خلفته بالثقة المصطنعة ... نعم يا سادة فإن لم تكون تملك الكثير من الثقة فصطنعها وهكذا بالتدريج ستتملكه فعلا وهذا ما حدث معها مجرد ثواني حتى رفعت نظراتها بشموخ و وضعت يديها

    على خصرها المنحوت وأخذت تتقدم بخطوات مدروسة وإستعراض


    عالي يليق بتصميمها التي سهرت ليالي طويلة لتصل لهذه النتيجة


    وصلت لنهاية الأستيدج لتطل بطلتها هذه على الجميع


    ولكن مالم تكن تتوقعه هو أن ينهض الحضور وأخذوا يصفقون بحرارة لهذا العرض المميز لتتصدر المجموعة الخاصة بها بسرعة البرق في اليوم التالي عناوين الصحافة وأحدثت ضجة بوسائل التواصل الاجتماعي بطريقة غريبة ( مثيرة للشك )


    خرجت سيلين من غرفتها وهي تقول بنشاط وسعادة


    لعائلتها التي تجلس على طاولة الطعام


    - صباح الخير


    الجميع - صباح النور


    رفع سعد نظره نحوها وقال بجمود


    أهلا باللي منورة الجرايد كلها


    بجد !!!!! قالتها وهي تقترب منه لتأخذ الجريدة لتقفز بعدها بفرحة كبيرة


    لا توصف ... ليقول سعد بعدها بهدوء وهو يحتسي قهوته


    - ما قولتليش ياسيلين إمبارح حصل ايه عشان تخرجي حضرتك بدال العارضة


    حمحمت سيلين بصوتها وجلست على الطاولة وهي تقول بجدية بعدما إستكشفت غضب والدها المبطن منها ومن فعلتها الذي يحاول أن يداريه


    حضرتك عارف إني قدمت بمسابقة المصممين المبتدئين


    إلي عملتها أكبر دور الأزياء في الولاية هنا بهدف دعم المواهب


    وإستكشافها ... وكان لازم كل مشترك يصمم مجموعة كاملة في شهر واحد بس واللي تاخذ المركز الاول بحكم اللجنة بتاعتهم هي المجموعة دي اللي هيبدأو يشتغلوا عليها ويصنعوها بأنتاجهم بأحسن الخامات .


    سعد بغضب


    ما قولتيش حاجة جديدة كل ده أنا عارفه وسمحتلك تشاركي عشان ماخليش حاجة بنفسك بس بردو ايه هو الشئ اللي خلاكي تطلعى


    المسرح وتبقى فرجة للي يسوا واللي مايسواش ... و إنت عارفة يا سيلين رأيي بالموضوع ده و برد و عملتيه وده معناه إني عندك ولا حاجة


    سیلین برفض لهذا الاتهام


    لا والله مش كده خالص، بس كل الحكاية في ناس دفعت فلوس للعارضة عشان تنسحب في آخر لحظة عشان يفشل أول عرض ليا .. وأنا مستحيل هسمح بده بعد التعب اللي تعبته سنين وأنا بشتغل على نفسي فكان لازم أعمل كده عشان أنقذ الموقف ... لأن لو تكسر إسمي في أول عرض ليا هيبقى علامة إكس عليا وبكده عمري ما هوصل للي انا عايزاه وكان لازم أقدم تنازلات عشان أوصل


    صعق سعد بكلام إبنته الصغيرة فهناك معنى خفي خلف هذه الكلمات .... شرد بتخيلاته السوداء لم يكن يسمع ما تقول فقط يومئ لها بنعم وبأنه راضي ما إن اخذت تقبل رأسه وكف يده .


    وما إن خرجت هي وأختها متوجهين إلى عملهم حتى نظر إلى زوجته التي كانت تنظر له بتساؤل ليقول بما يدور في خاطره


    سمعتي اللي سمعته يا داليا ... بنتي أنا اللي تعبت فيها لازم تقدم تنازلات عشان توصل وأول تنازل كان إمبارح والنتيجة أهي بقت فرجة للعالم


    داليا برفض لهذا المنطق - فرجة ايه ده بدال ماتفرحلها


    سعد بإنفعال


    أفرح !!!! عايزاني أفرح إن بنتي بقت فريسة للعالم اللي ما يعلم بيهم إلا ربنا


    داليا بعدم فهم


    إنت مكبر الموضوع كده ليه وإيه يعني لما الصحافة تتكلم عن نجاحها


    سيلين بعد ما تنشرت صورها بقت محط أنظار كتير من الرجالة و زي ما قالت المجال ده محتاج تنازلات وأكيد في ناس كتير ماتخافش من ربنا هيستغلوا النقطة دي عشان يوصلولها وخصوصاً لو شافو حماسها


    وتمسكها بحلمها.بس الحق عليا أنا إيه اللي خلاني أوافق انها تشارك بالزفت المسابقة دي .... هحط عيني بعين أختي إزاي لو حصلها حاجة بعد ما هقابل رب كريم


    ... هقول لماهر إيه ما قدرتش أصون أمانتك


    كان يتكلم مع نفسه بحرقة لتقاطعة داليا وهي تقول


    - إخص عليك يا سعد بتشك فبنتك اللي ربتها ... دي سيلين ... واللي ربنا


    عوضنا بيهم بعد ما اتحرمنا من الخلفة


    سعد بنفي


    عمري ما أشك ببناتي أنا ربيتهم بروحي بس انت عارفة أنا كبير ولوحدي وما عنديش ظهر وخايف عليهم جمالهم هما الأثنين في المكان اللي


    عايشينه خطر بالنسبالي


    لتقول داليا بشك


    بس أنا شايفة حرصك على سيلين أكثر شوية من ميرال ياترى إيه السبب أوعى تكون بتفرق بينهم في المحبة أزعل منك إحنا ما حلتناش غيرهم


    سعد بتوضيح لفكرة زوجته الخاطئة


    لاء طبعا دول نور عيوني ... بس ميرال هادية وعاقلة وتصرفاتها موزونة


    أما العفريتة الثانية شعلة متنقلة بتحرق المكان اللي هي فيه بشطارتها


    وتخلي اللي مش مركز معاها يركز غصب عنه


    ربنا يحميهم من كل شر


    أمين !!! بس أكيد مش هستنى لما البنزين يولع بالنار اللي جنبه واقول


    1 قضاء وقدر


    يعني إيه ؟


    - يعني لازم ننزل مصر كفاية علينا كده غربة


    والبنات مش خايف عليهم لا يتعرفوا هنا ويبقا بدل ما حافظنا عليهم نضيعهم بأيدينا من كتر خوفنا عليهم


    أوعى ياسعد تبقى زي القطة اللي أكلت عيالها من خوفها عليهم


    سعد بتفكير وقلق


    ربنا ما يورينا سوء فيهم أبدا ،والموضوع ده مر عليه سنين طويلة زمانه إتدفن وإتنسي كمان ... وبعدين أنا سجلتهم على إسمي هما عايزين بنات ماهر مش بنات سعد الجندي .. يعني ما تخافيش


    قال الأخيرة ونهض متوجها إلى عمله هو الآخر لتنظر داليا إلى نقطة وهمية بعيدة وهي تقول


    ربنا يستر يا سعد وميبقاش بقرارك ده بنقدمهم ليهم على طبق من ذهب


    دخلت بهو الشركة بخطواتها الهادئة متوجهة نحو مكتبها لتباشر عملها كمديرة قسم المحاسبات وبالفعل ما ان دخلت وجلست على كرسيها حتى غاصت بعملها المكثف لساعات طويلة وفي اخر نصف ساعة لإنتهاء الدوام أتاها تليفون من السكرتيرة الخاصة بالمدير العام بإنه يأمر بقدومها إلى مكتبة الآن


    وضعت سماعة الهاتف في مكانها وهي تتنهد بتعب ثم نهضت وذهبت إلى الطابق الخاص به وما إن وصلت حتى وجدت المكان خالي لتتقدم من الباب وتطرقه ليأتيها صوته الرخيم يأذن لها بالدخول


    فتحت الباب وتركته مفتوح على وسعه وتقربت منه بحدود المعقول وقالت بعملية - طلبت رؤيتي


    ترك قلمه وسند جسده على ظهر الكرسي بإسترخاء ونظره يتنقل بضيق بينها وبين الباب المفتوح ثم قال بعد مدة زمنية لا يستهان بها


    طلبت حضورك لكي أسمع موافقتك على عرضي للزواج منك .


    ميرال بضجر


    لكني لست موافقة بالإقتران بك


    نهض من مكانه واخذ يقول - لما ... ما المانع أنا رجل جذاب وسيم وغني لما ترفضيني ... أمركم غريب يا شرقيات توددت لك فتمنعتي ... طلبت أن نمارس الحب معاً ولكنك رفضتي بشدة ... والآن أتيتك أقدم عرض زواج

    منك بشكل رسمي ولم أفعلها من قبل مع أحد غيرك لما ترفضين ماهو السبب لهذا النفور


    هل تحبني ... هل أنت واقع في غرامي ... ما إن باغتته بسؤالها هذا حتى مط شفتيه باستغراب ثم قال بنفي


    بالطبع لا ... نحن في زمن لا يوجد الحب فيه ... ولكني أقر لك بأني راغب جسدك حتى الثمالة أطلبي ما تشائين مني وسأنفذه على الفور في مقابل أن أحصل عليك حتى لو كانت لليلة واحدة فقط أنا راضي بها بإمتنان


    أنت مريض .... قالتها ميرال وهي ترمقه بإشمئزاز لتستدير مقررة أن تخرج من هنا بسرعة فكلماته هذه أثارت غثيانها ولكن ما إن التفتت حتى سحبها من مرفقها نحوه بهدف أن يقبلها أو يحتضنها ولكنه قبل أن يفعلها فاجئته بصفعة عنيفة منها لتقول بعدها بغضب حاد فهو بفعلته هذه جعلها تستغنى عن البرود التي كانت تتسلح به طوال هذه الفترة ... لترفع سبابتها بوجهه وهي تقول بغضب أنثى حرة


    إياك ثم إياك أن تلمسني مرة أخرى ... وهذا آخر يوم لي هنا فأنا أستقيل فلتذهب أنت وشركتك إلى الجحيم


    قالت كلماتها الأخيرة وهي تذهب نحو مكتبه لتكتب على ورقة بيضاء طلب استقالة وما إن إنتهت حتى رمت القلم بإهمال وتوجهن نحو الباب وما إن تخطته حتی همست بغیظ !!!!مغفل


    ذهبت إلى مكتبها وأخذت حقيبتها وخرجت من هذه البناية التي تقسم بأن جدرانها أصبحت تطبق على أنفاسها


    وما إن خرجت بالفعل حتى شعرت بدموعها بللت وجنتها أخذت تمشي بسرعة وهي تمسحهم بضعف ولكنها عجزت عن تمالك نفسها لتجلس على الرصيف وتنفجر بالبكاء بعدما غطت وجهها بكفيها لتزداد شهقاتها الخافته ومن حسن الحظ كان الشارع خالياً من الناس


    بعد فترة من هذا الإنفجار شعرت بأحدهم يجلس إلى جانبها لتلتفت

    بعد فترة من هذا الإنفجار شعرت بأحدهم يجلس إلى جانبها لتلتفت


    بتفاجئ ما إن سمعته يقول بخفوت ساحر


    عفوا على تطفلي ولكن لما كل هذا البكاء


    أخذت تنظر له باستغراب وهي تمسح وجنتيها الحمراء بل الملتهبة والمجرحة بدموعها وأخذت تبتلع لعابها بترقب من هذا الغريب ... ولكن ما زاد إستغرابها هو عندما مد يده لها وهو يعرفها على نفسه بإبتسامة بسيطة


    20 - ياسين اللداغ وإنت !!


    يحيى


    . ياسين


    شاهين


    سلطان


    سعد وبناته


    ياترى ايه اللي حصل وايه اللي هيحصل


    السئلة كثيرة ومالهاش جواب غير بالاحداث الجاية......... 

    تكملة الرواية من هناااااااا 


    لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

    بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

    متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

    الرواية كامله من هناااااااااا

    مجمع الروايات الكامله اضغط هناااااااا

    مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا



    تعليقات