رواية اخذني بذنب ابي الفصل السابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر للكاتبة هدير مصطفى
رواية اخذني بذنب ابي الفصل السابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر للكاتبة هدير مصطفى
اخذني بذنب ابي
الفصل من ٧ الي ٨
للكاتبة هدير مصطفى
#الفصل_٧
الفصل السابع
(في هذه الاحيان كانت هدير تؤدي فرض الصلاه وانهته لكنها لم تنطق ببنت كلمه فقط ابتسمت بهدوء وحركت رأسها لهم مشيره انها ستخرج من الغرفه لتتركهم علي راحتهم .... ثم فتحت الباب لتجد زينه تقف امامه فتحرج الاخيره من الامساك بها بالجرم المشهود فتخرج هدير من الغرفه وتغلق الباب عليهم فتركتها زينه وسارت بعيدآ عن الغرفه ولكن تتبعتها هدير حتي وصلا الي غرفتها الخاصه فسألتها....)
ورد :انتي ماشيه ورايه ليه .؟
(نظرت هدير لها باستفهام قائله ..)
هدير :عايزه بس اسألك هي دي عاده عندكم هنا انكم تتصنتوا علي غيركم ولا من ضمن الحاجات اللي ما اتعلمتيهاش انك تحافظي علي خصوصيه الناس
(صمتت زينه للحظات ثم اردفت قائله بتكبر وغرور قائله ...)
زينه :في الحب والحرب كل شئ متاح
(تعجبت هدير كثيرآ من كلمات زينه الاخيره فقالت ...)
هدير :بس احنا مفيش بينا لا حب ولا حرب
زينه :اللي بينا مش اقل من حرب
هدير :حرب ..؟
زينه :اكيد...ناس اتطفلوا علي حياتي وجايين يسرقوا مني بيتي وجدي لازم يكون بيني وبينهم حرب
هدير :بس دا بيتها هي قبل مايكون بيتك ودا ابوها قبل مايكون جدك
زينه :بس كل ده بقي ملكي انا دلوقتي ...ومش هسمح لأي حد انه ياخده مني .. ماهو مش معقول بعد الوقت اللي قديته في خدمة راجل كبير وعجوز اطلع كده من المولد بلا حمص
هدير :دا انتي بتخططي من زمان بقي
زينه :اكيد طبعآ ... اومال ااكل واشرب وادي الدوا واهتم واطبطب وادادي واستحمل قرفه كده بلوشي ... شفقه واحسان يعني
(اشمئزت هدير كثيرآ من كلمات تلك الفتاه التي يتحكم فيها حب الماده بشكل كبير فقالت ...)
هدير :بس حبه ليكي المفروض يكون عندك احسن من اي شئ تاني ويغنيكي عن الفلوس اللي بتفكري فيها دي ... دا كفايه انه من حبه فيكي بيعاملك وكأنك بنته
زينه : والحب يسوى ايه في الزمن ده
هدير :يساوي كتير ... كتير اوي كمان ... الحب ده نعمه من عند ربنا بيمن بيها علي عبده عشان يقدر يعيش حياته بشكل كويس ... لان الحب لما بيملا قلب الانسان للي حواليه بيحسن من سلوكه وافعاله ... بيحس بغيره ... بيعطف علي الصغير وبيساعد الفقير ويطبطب علي الموجوع و ...
(وهنا قاطعتها زينه ساخره من حديثها ...)
زينه :بلاب بلاب بلاب ... كلام فارغ ... وشعارات محفوظه ... محاضرات الدكاتره بيقولوهالنا في الجامعه عشان يضيعوا وقت المحضرات واحنا بنجريهم اصل بصراحه الكلام دمه خفيف اكتر من كلام الكتب ... ودلوقتي بقي اتفضلي اخرجي من اوضتي اصلي مشغوله ... امممم ... مش هخبي عليكي بفكر في خطه جديده عشان اخلي جدي يطردكم من هنا قبل ما قلبه يحن
(خرجت هدير من غرفة زينه وفي قلبها تشب النيران أثر ما سمعته من تلك الفتاه نظرت الي غرفة هند فوجدتها ماذالت مغلقه فتسائلت تري الي اين تذهب فهبطت علي الدرج وقالت في نفسها لما لا تخرج الي حديقة المنزل لبعض الوقت .... خرجت هدير لتسير وهي تفكر فيما يدور حولها من امور غريبه لتلمح شهاب الذي ماذال نائمآ في علي الكرسي فتذكرت الحديث الذي دار بينهم ليلة الامس تذكرت كم قست عليه ووجهت له الكلمات الجارحه فهي تضع له الاعذار بحجة الظلم الذي تعرضت له عائلته بأكملها علي يد والدها ... فكرت كثيرآ قبل ان تدنو منه ولكنها فعلتها واقتربت رويدآ رويدآ حتي وصلت اليه ... وقفت للحظات تتأمل هدوء ملامحه كانت هذه المرة الأولى التي تكون قريبه منه الي هذا الحد دون ان يكون بينهم اشتباكات كلاميه تعكر صفو لقائتهم ... جلست علي الكرسي الذي امامه يجاوره لدقايق حتي استيقظ من تلقاء نفسه فوجدها تجلس بجانبه ففزع من نومته وهب واقفآ ليصرخ بها قائلآ ... )
شهاب :انتي ايه اللي جابك هنا ... امي جرالها حاجه
هدير :طنط هند بخير بس جدك معاها وانا سيبتهم لوحدهم شويه
(هدأ شهاب قليلآ وجلس وهو يردد ...)
شهاب :استرها يارب
(اما هنا كان محمود و حسناء وآمنه يجلسون علي طاولة الطعام يتناولون الفطور في صمت تام وكلآ منهم لا ينظر الي الآخر حتي لتمر الدقائق ويقف شهاب حاملآ جاكيت بذلته بيده و ...)
محمود :يلا انا ماشي عايزين حاجه
آمنه :انشاله تسلم ياحبيبي
حسناء :لو سمحت يا محمود ابعتلي عربيه بالسواق النهارده
محمود :هتخرجي النهارده ولا ايه
حسناء :ايوه ان شاء الله ناويه اروح لمحمد
(صمت محمود للحظات ثم قال ...)
محمود :وقت ما تجهزي اتصلي بيا وانا ابعته ليكي علي طول
(ثم خرج من المنزل وتركهم لتنظر آمنه لها بغيظ قائله ...)
آمنه :ايه اللي انتي عملتيه ده
حسناء :خير يا ماما انا غلطت في حاجه ولا ايه
آمنه :يبقي كتب كتابك عليه امبارح والنهارده تروحي تزوري المدافن ... ايه الفال الوحش ده
حسناء :لو سمحتي يا ماما مش كده ...
(لتبدأ نبرات صوتها في التعالي و ...)
حسناء : كل شويه تفكريني اني وافقتك واتجوزت ... كل شويه توجعي قلبي بالعمله السودا دي ... ايه انتي مابتزهقيش ... قولنالك 1000مره انا ومحمود اخوات ... انا هفضل مخلصه لمحمد طول عمري ... انا مش معترفه بالجواز ده .. انا وافقت بس عشان ارضيكي .. ماتتوقعيش مني اكتر من كده ...لان خلاص انا فاض بيا ومستحيل هسمح لحد انه يكون مكان محمد حتي لو اخوه
(ثم هبت حسناء من علي المائده وهي في قمة غضبها وتخرج من المنزل هي الاخري تاركه آمنه خلفها وهي تتحسر علي تلك الحاله التي وصلت اليها ابنة شقيقتها والتي هي بمثابة ابنتها ولذلك تحلم لها بحياه هنيئه وسعيده ولكن دائمآ ما تآتي الامواج بما لا تشتهيه السفن ...وهنا كان عبدالسميع يتجول في غرفته ذهابآ وإيابآ وهو يزفر في ضيق شديد ورئيفه تجلس علي الفراش وهي الاخري في حاله من الغضب فتقول ...)
رئيفه :تانك رايح جاي كتير اكده ...؟
عبدالسميع :ابنك جه رمالنا المصيبه ومشى
رئيفه :يبجي تجعد وتخلينا نفكر في طريجه تطفش اختك من اهنا باسرع وقت ... وبعدين يعني انا ولدي ذنبه ايه .... يجولهم لاه ماتجوش
عبدالسميع :انتي عارفه يعني ايه هند ترجع بعد السنين دي كلها ومعاها راجل جد الحيط كيف ما هشام بيجول ...ده معناته ان ابوي هيديها حقها اللي وزعه عليا انا وجمال قبل سابق ومش بس اكده ... ده هياخد نصيبها بارباحه يعني اضعاف مضاعفه
رئيفه :أنت ماسمعتش حديت ولدك زين ... هو جال ان ابويا الحاج مااتكلمش مع هند واصل وعاملهم وكانهم ضيوف
عبدالسميع :انتي اللي باينك انضبيتي في عقلك ونسيتي ان ابويا بيحب هند جوي ... وماهيستحملش انها تبجي جدامه ومايكلمهاش كتير
رئيفه :ومين جالك اننا هنخليها تفضل جدامه كتير ... احنا نعملوا اي فرتينه بيناتهم ونطفشوها
(انهت حديثها وابتسمت بخبث ليبادلها عبدالسميع نظرات الخبث وهز رأسه بطريقه توحي ان الخطط بدأت في رسم طريقها اليه ... اما هنا علي الصعيد الاخر كان مجدي يجلس مع والده جمال الذي كان هو الابن الاصغر في عائلة عبدالعزيز ووالدتها (ساميه)وشقيقته رحمه ليقول جمال الفرحه ترقص في عيناه ...)
جمال :انت بتتكلم جد يا مجدي ... هند اختي رجعت البلد
ساميه :شكلها ايه يامجدي ... اكيد لسه زينه وكيف القمر زي زمان
مجدي :ايه ده هو انتوا مازعلتوش
ساميه :نزعل كيف يعني ...
(هنا قاطعها جمال قائلآ بحب ...)
جمال :كيف ازعل ان هند رجعت يا ولدي ... هند دي الحبيبه اللي محدش يملا مكانها واصل ... اختي الصغيره اللي ربيتها علي يدي
رحمه :هو انت بتحب عمتوا اوي كدا يا بابا
جمال :واه ... ايه الاسئله الماسخه دي ... فيه اخ مايحبش اخته ... شوفتي مجدي هيحبك جد ايه انا هحب هند جد اكده يجي مليون مره
رحمه : انا نفسي اشوف عمتوا دي اوووي
جمال :هنكمل فطورنا ونروح نشبعوا منيها
مجدي :بس فيه مشكله يا حج
جمال :جدك صوح
مجدي :رفض يتقبلها وقالهم ان مالهمش عنده غير حق الضيافه بس لحد ما الفرح يخلص
جمال :جدك هو كمان هيحب هند جوي وفي الوجت ذاته اللي حوصل زمان مأثر فيه ... جلبه هيجسي عليها شويه وبعد اكده ماهيستحملش وهيحنلها
ساميه :تصدج ياجمال ... هند وحشتني جوي ... الكل كان هيحبها من حديتها الزين ومعاملتها الطيبه
رحمه :انتي كنتي تعرفيها يا ماما
ساميه :مش بنت بلدي يارحمه ... كنا نتلم كل يوم عند واحده منينا ونجعد ياما سوا
رحمه :ازاي يعني يا ماما احكيلي
ساميه :زمان الناس كانت غير دلوجتي يا بتي ... كان الخير ماليهم واللي في بيتك هو اللي في بيتي ولو معنديش لجمة عيش هدخل جوا بيتك اخدها من غير اذن ... فجير او غني مفيش فرق ... كنا احنا البنته صغار ومن سن بعض ... اللي عندها 12سنه واللي 13 واللي14 واكبر واحده فينا 16 سنه ... كنا نجوم من الفجر نصلي وكل واحده فينا تجوم بشغل دارها ... غسيل وكنس وطبيخ
رحمه :ياه يا ماما وانتوا صغيرين كده
ساميه :كانوا اهالينا يطلعوا الغيطان يفلحوا فيها ... الراجل ومرته واجفين في ضهر بعض ويساعدوا بعض في كل حاجه وحتي العيال الصغيره الولاد يروحوا يفلحوا في الارض والصبابا يشتغلوا في البيت ... المهم كنا نخلص شغل دارنا واللي تخلص الاول تروح للتانيه تساعدها ولو واحده فينا عندها خبيز ولا غسيل نتلم كلنا عندها ونجعد نحكي ونتحاكى ونساعد بعض
رحمه :الله يا ماما ... حلوه اوي الاجواء دي
جمال :هههههه وهو ده كان سبب جوازي من امكم
مجدي :ازي بقي
ساميه :لأ بجي ... بكفايه لحد اكده ... هند تجولكم
(هبت رحمه من مكانها قائله ...)
رحمه :انا هطلع البس عشان اروح لعمتي
جمال : هنروح كلنا يلا يا حجه ساميه اجهزي
(دلف محمود الي مكتبه والحزن الشديد يبدو عليه ليجلس علي المكتب ويبدأ في الحديث مع نفسه قائلآ ...)
محمود : اومال انت كنت فاكر ايه .؟.. ومنتظر منها ايه ؟ ... مستنيها تحس بيك .. توافق عليك جوا حياتها ... طب ازاي ... انت زي اخوها ... مش اكتر ... وهتفضل طول عمرك كده بالنسبه ليها مش اكتر من صفر علي الشمال
(اما عن حسناء فظلت تسير في الشوارع والطرقات كثيرآ حتي وجدت نفسها تقف امام منطقه القبور فدلفت اليه لتجلس امام قبر حبيبها محمد وتشرع في البكاء قائله ...)
حسناء :سيبتني ليه يا محمد .. انت عارف اني اضعف من انك تبعد عني .. اضعف من اني اعيش من غير ماتكون جمبي .. اعمل ايه واروح فين .. انا بقيت زي التايهه ... نسيت طريقي .. مستقبلي كله كان مبني عليك .. ولما مشيت وسيبتني كل حاجه ضاعت
(مدت هند يدها لتمسح دموعها بعد ان افرغت كل ما في قلبها وسردت كل ما حدث معها لأبيها لتبرئ زوجها من اتهامات والدها له ولكنه فعلت ما كان متوقعآ ... فقد غرزت سكينآ في قلب ابيها ... وقف بصعوبه متكئآ علي عصاته ... كان غرضه ان يقترب من هند ويقبل رأسه عسى ذلك يهدأ من نيران قلبه فأنجرفت من عيناه هو الأخر دمعة حاره حرقت اعماقه فتمتم بحزن وأسى قائلآ ...)
عبدالعزيز :يبجي مين ولد الفرطوس ده وانا هجيبلك حجك منه
هند :وكفي بالله وكيلآ ... ربنا جابلي حجي منه وهو في السجن دلوجتي
عبدالعزيز :ليه ماجتليش من زمان يا هند ... استنيتك كتير جوي ... وفتشت عنك في كل مكان
هند :كنت مريضه ... جثه هامده مابتتحركش ... مكنتش حتي بتكلم
(لم يحتمل عبدالعزيز اكثر من ذالك ليقع علي الارض مغشيآ عليه أثر ما سمعه من ابنته وما مرت به من احزان والام ... لتصرخ هند مناديه عليه ولكنه لم يجيبها حاولت ان تنهض من فراشها ولكن هيهات ان تستطيع سمعت زينه صوت صراخها فتوجهت الي الغرفه مصدر الصوت فوجدت عبدالعزيز ملقيآ علي الأرض ...توجهت اليه وحاولت ايقاظه ثم وقفت للحظات تشاهد المنظر وتفكر ولكن سرعان ماخطرت الفكره علي بالها ان تستغل الموقف وتنادي علي الابن الاكبر عبدالسميع الاكثر كرهآ لهند ... فكل ما عليها الان ان تحضره ليري بعينه هذا الامر فقط وسيكون كفيلآ بان يزيد غضبه تجاه شقيقته التي عادت لتؤدي بحياة ابيه ... سمع شهاب وهدير صوت صراخ هند فملأ قلبهم الخوف والقلق فتوجها مسرعين داخل الدرج وحينما كانا يصعدا الدرج كانت زينه تهبط عنه فنظر لها شهاب متسائلآ ...)
شهاب :فيه ايه ... ايه الصويت ده
زينه :جدي وقع من طوله وانا رايحه اجيب هشام او مجدي عشان يشيلوه
(ثم تركتهم وخرجت من المنزل فأكملا طريقهم حتي وصلا الي غرفة هند ليصدما بما يرون كان عبدالعزيز علي الارض ماشيآ عليه وهند تقف بجواره في محاوله منها ان ترفعه او تنجح في امر ايفاقته ... تسمر شهاب في مكانه حين رأى والدته وهي تقف علي قدميها سليمة معافيه فدلفت هدير لتساعدها ظلت تناديه وأخيرآ أنتبه لها و ...)
هدير :شهاب انت واقف كدا ليه ... ساعدنا
(نظر شهاب الى هند متسائلآ ...)
شهاب :انتي بتمشي يا امي
(نظرت هند الي نفسها وايقنت حقآ انها قد شفيت ... نعم حبها لأبيها ورغبتها في الاطمئنان عليه كانا كفيلان ان يجعلاها تتغلب علي مرضها وعجزها ابتسمت بفرح ونظرت لأبيها فتذكرت ما يعانيه الان فقالت بفزع ...)
هند :الحق جدك يا شهاب ... انا ماصدقت انه سامحني
(انتبه شهاب الي هول المنظر فاسرع متجهآ اليهم ثم حمل جده بين ذراعيه بعد بعض المعاناه ووضعه علي الفراش ....امسك هاتفه ليهاتف احد ابناء اعمامه فتذكر انه مغلق فزفر في ضيق من الامر ... خرجت هدير من غرفة هند وتوجهت الي غرفة عبدالعزيز المجاوره لغرفة هند ... احضرت زجاجة عطر مع الادويه الخاصه به وبدأت في قرائتها ومعرفتها جيدآ ... وعرفت مايعاني منه عبدالعزيز ... جعلته يستنشق بعضآ من العطر ثم ارغمته علي ارتشاف الماء وتناول الدواء ... ثم امسكت يديه وبدأت بعمل مساج لهما ... كل ذلك وهند تبكي وهي تنظر الي وضع ابيها الحبيب وشهاب ينظر الي والدته التي تعافت بالكامل ... دلفت زينه الي عبدالسميع ورئيفه قائله ...)
زينه :الحقني يا عمي
(فزع عبدالسميع وقال ..)
عبدالسميع :ايه يابت يازينه فيه ايه
زينه :جدي وقع من طوله
عبدالسميع :ايه اللي انتي بتطوليه ده
زينه :هو ده اللي حصل ... كان بيتخانق مع عمتي هند وفجأه وقع ومحطش منطق
رئيفه :يالهوي ... اختك جت موتت ابوك علي طول اكده ...طول عمرها و جدامها جدم الشوم علينا
(خرج عبدالسميع مسرعآ ليذهب الي ابيه وبينما كان في طريقه تقابل مع عائلة شقيقه جمال و ...)
جمال :صباح الخير يا خوي
عبدالسميع :هيجي منين الخير طول ما اختك دي عايشه
جمال :ليه كده يا عبدالسميع ... انسي الماضي بجي ... دي اختنا من لحمنا ودمنا
عبدالسميع :كانت اختنا ... جبل ماتجيبلنا العار وتحط راسنا في الطين
جمال :هي اتجوزت علي سنة الله ورسوله ... واحنا ماصدجنا انها رجعت عشان نتلم تاني علي بعض
عبدالسميع :لاه هي رجعت عشان تموت ابوك
جمال :ايه اللي انت بتجوله ده
(في هذه الاحيان كانا قد وصلا الي غرفة هند و ...)
عبدالسميع :اللي بجوله ده هو الصوح ... احنا وصلنا اهو هتدخل تلاجي ابونا مرمي علي الارض زي ما زينه بتجول
(زفر مجدي في ضيق قائلآ ...)
مجدي :زينه تاني
(اما جمال فتقدم ودلف الي الغرفه ليجد هند تجلس علي الفراش بجانب ابيها الذي عاد من اغمائته كي يأخذ ابنته بين احضانه فأبتسم جمال وتوجهه اليهم قائلآ...)
جمال :الحمدلله علي السلامه ياغاليه
(تهللت أعين هند لرؤية شقيقها الحبيب فهبت من علي الفراش واقفه علي قدميها لترتمي بين أحضان شقيقها بين زهول كل من دلف الي الغرفه مؤخرآ فجميعهم علي درايه بأنها وقبل بضعة ساعات قليله كانت قعيده علي كرسيها المتحرك ولكنها لم تبالي لزهولهم وانتقلت بينهم واحدآ تلو الاخر بين تحيه واحضان وقبلات حتي وصلت الي شقيقها الاكبر عبدالسميع ولكنه عاد الي الخلف خطوتين وآبى ان يمد يده لها وقال بجبروت وقوه .. )
عبدالسميع :انتي ايه اللي جابك اهنه ... نسيتي انك مالكيش مكان وسطينا
هند :عبدالسميع ... اخوي ... ماتجساش عليه اكده ... احنا اخوات ومصيرنا مردودين لبعض
عبدالسميع :لاه ياهند ... انا ماعنديش غير اخو واحد بس ... انتي ميته ... من زمان جوي كمان
(ثم وجهه نظره الي ابيه قائلآ ...)
عبدالسميع :وانت كيف تسامحها اكده .. لاه وكمان مجعدها في حضنك ... ايه يا بوي نسيت عملتها السودا اياك ... ولا مفكر انه لجل ما هي رجعت يبجي خلاص ... اللي فات انتهي ...
(تنهد عبدالعزيز بتعب قائلآ ...)
عبدالعزيز:خلصت حديتك الماسخ ده ...اسمعني يا ولدي ... العمر معدش فيه بجيه ... خلاص ياولدي ... كام يوم مش هنضيعهم في الكره والبعد عن لحمنا ودمنا ... هند مهما كان هي بتي ... وانتوا التنين اخوات
(ثار عبدالسميع وصرخ قائلآ ..)
عبدالسميع :لاه يا بوي ... خيتي ماتت يوم ماهربت .. وانا وانت وجفنا كتفنا في كتف بعض وخدنا عزاها سوا ... ومانجسش الا الجثه اللي تتكفن وتدخل المجبره
جمال :تجصد ايه ياخوي
(اخرج عبدالسميع مسدسه ووجهه الي رأس شقيقته قائلآ ...)
عبدالسميع :اجصد ان المجبره مستنياها ياجمال
(في هذه اللحظه هرول شهاب ووقف امام والدته وامسك المسدس عن رأسها ووضعه علي رأسه هو وقال ...)
شهاب :عشان تقدر توصلها لازم تعدي عليا انا الاول ... ولو كانت مقبرتكم في انتظار حد من رحة امي انه يدخلها فانا اولى بالموضوع ده ...اما بالنسبه لموضوع العار اللي انت بتقوله ده فانا امي اشرف من اي مخلوق يتجرأ ويقول عليها كلمه ... هي ماغلطتش .. هي اتجوزت ابويا علي سنه الله ورسوله وعاشت معاه في الحلال
(شعر عبدالسميع ان يقف امام خصم قوي وحتمآ لن يستطيع ان يتحداه في الوقت الراهن امام الحاضرين فجميعهم ليسوا بصفه فسحب سلاحه وتراجع خطوه واحده الي الخلف قائلآ ...)
عبدالسميع :انت مفكر انك اكده بتحميها مني اياك ... لاه واذا كنت جدرت تجف في وشي المره دي فانت ماهتجدرش تجف المره الجايه ... امك جابتك وجت اهنه وهي ماتعرفش انها جابتك للموت ... وان مش انا بس اللي واجفلكم وفي يدي مسدس
(نظرت له هند بخوف وتوتر كبيران قائله ...)
هند :موت .. تقصد ايه
عبدالسميع :عيلة الرواي بتدور عليكي بجيلها اكتر من 30 سنه .. وكل راجل في يده سلاح ... وبمجرد ما هيشموا خبر انك جيتي ومعاكي ولدك ... هيجتلوكم ويغسلوا عارنا وعارهم
(ثم تركهم عبدالسميع بعد ان قذف قنبلته عليهم لتلفت انتباههم الي تلك المعضله التي لم ينتهوا لها من قبل ... تحرمت هند بضعة خطوات وهي شارده في كلمات شقيقها الاخيره لتتمتم بخفوت قائله .. )
هند :التار ....العار ... الموت ... ابني هيروح مني .. لا .. مستحيل .. مش هسيبهم ياخدوه مني
(وهنا تعالت اصوت صرخاتها لتقول في وسط بكائها ...)
هند :انا لازم امشي من هنا
(ثم وقفت وصارت متوجهه الي شهاب قائله .. )
هند :يلا ... يلا ياشهاب نمشي من هنا .. انا مستحيل اقعد لحظه واحده هنا ... انا مش مستغنيه عنك يا حبيبي
جمال :ماتخفيش ياهند ... انا ماهسمحش لحد انه يأذيكم واصل
هند :لا يا جمال ... انا مش هقعد هنا واحط ايدي علي خدي واقوا يا تري ويا عل تري ... انا هاخد ابني وامشي من هنا
عبدالعزيز :اسمعيني يا بتي ...انتي هتجعدي اهنه في حما ابوكي ... ومحدش هيجدر يجربلك
(نظرت الي شهاب في انتظاره ان يتجاوب معها ولكنه ظل محتفظآ بالصمت فصرخت به ...)
هند :انت ساكت ليه ... اتكلم
شهاب :عايزاني اتكلم اقول ايه يا امي ... انا ماصدقت اشوفك واقفه علي رجلك تاني ... فرحتك وانتي في حضن جدي وسعادتك انك وسط عيلتك ... انا لو هموت واقدم حياتي تمن لسعادتك .... مستعد لكده
هند :بعد الشر عليك يا ابني
عبدالعزيز :ان شاء الرحمن مش هتوصل للموت يابتي
(تنهدت هند بأسى قائله بإيمان كبير ...)
هند :يارب ... انت اللي عالم بحالي
(اما هنا وصل عبدالسميع الي حيث تجلس رئيفه وزينه اللواتي كانا يجلسان علي احدى الارائك في باحة منزله ذهب اليها و ..)
رئيفه :ايه اللي حوصل ... صوت صريخكم كان جايب لاخر البلد
زينه :وايه الزحمه اللي فوق دي ... احنا جينالكم لقينا الزحمه رجعنا هنا تاني
(لم ينطق عبدالعزيز ببنت كلمه واكتفى ان يستمع لهم فقط لتناديه رئيفه ...)
رئيفه :جرا ايه يا راجل ... هنفضل نتحدت معاك وانت ما معبرناش اكده
عبدالسميع :عايزه ايه يارئيفه
رئيفه :عايزه اعرف ايه اللي حوصل
عبدالسميع :حوصل اللس احنا خايفين منه يا رئيفه ... هند رجعت وجدرت انها في يوم واحد بس تخلي ابوي يسامحها .. واخوي جمال وعيلته كلتها واجفين معاها ... وولدها اللي اسمه شهاب ده واجف في طريجها وكانه أسد
(صدمت زينه بسبب الكلمات التي قالها عبدالسميع والتي تؤكد ان كل خططها كادت ان تذهب مع الريح فكادت ان تتحدث ولكنها قالت في نفسها ان الافضل لها ان تصمت الان ولا تخسر فرصة وجودها في المنزل اما رئيفه فأنتظرت حتي انهى زوجها كلماته لتضرب علي صدرها وتقول نادبه حظها ...)
رئيفه :يانهار اسود ... ايه اللي انت بتجوله ده ... وانا اللي مفكره انها مش هتكمل اليوم ده اهنه ...اتاريها جعدت وربعت رجليها
(وهنا وجهه عبدالسميع نظره الي زينه قائلآ ...)
عبدالسميع :انتي مش جولتي انها مايتتحركش ... وكمان جولتي انها جاعده علي كرسي متحرك
زينه :ماهي دي الحقيقه
عبدالسميع :حجيجه كيف يعني وهي هتمشي فوق اهي كيف القرد
زينه :معقول ... طب ازاي .. انا شايفاها بعينيه دي وهي قاعده علي الكرسي المتحرك ووابنك بنفسه شالها طلعها للاوضه بتاعتها فوق
رئيفه :سيبكم من الحديت الماسخ ده ... وفكروا في طريجه تغورها من اهنه هي وولدها
زينه :ومرات ابنها اللي ماتتسماش دي ... باين عليها انها مش سهله خالص
عبدالسميع :عيلة الراوي
رئيفه :تجصد ايه
(نظر الي زينه متسائلآ ...)
عبدالسميع : حد عنده خبر بوجودهم اهنه
زينه :مااعتقدش لانهم جايين من امبارح بالليل متأخر وزي ما انت شايف اهو ماحدش منهم موجود
عبدالسميع :خبر وجودهم لازم يوصل لعيلة الراوي
رئيفه :احنا اكده نبجي بنصحي الحكايه الجديمه
عبدالسميع :الحكايه دي هي اللي هتخلصنا منيهم وتحافظ علي فلوسنا
رئيفه :دي بسيطه جوي ... الخدم بمجرد مايعرفوا الجصه هينشروها في البلد ... والكلام هيوصل ليهم
عبدالسميع :ودي بجي مهمتك يا زينه ... تجعدي مع الخدامه بتاعتك وتحكيلها كل حاجه وسيبوا باجي الجصه عليها وعلي عيلة الراوي وهما هيخلصونا منيهم
#الفصل_٨
الفصل الثامن
(انقضى اليوم سريعآ بين فرح وسرور بعضهم وحقد وكره البعض الاخر جاء الليل لتجلس العائله بأكملها علي طاولة الطعام لتناول العشاء حيث كان عبدالعزيز يترأس المنضده وعلي جانبه الايمن يجلس جمال وعائلته وعلي جانبه الايسر تجلس هند وعائلتها ومن بين ضحكات الجميع تحدثت ساميه قائله ...)
ساميه :يازين مااخترتي يا هند ... مرت ولدك كيف الجمر
(نظر كلآ من شهاب وهدير بعضهم الي بعض لتنظر هند الي هدير مبتسمه بحب لتقول ...)
هند :هدير دي بنتي اللي مخلفتهاش
ساميه :ربنا يسعدهم مع بعض ويكرمهم الخلف الصالح
(ابتلعت هدير ريقها وهي تحاول ان تستوعب الكلام فتحدثت رحمه ....)
رحمه :عمتوا انا عاوزه انام عندك النهارده
(نظرت هدير الي هند في انتظار ردها ليتحدث جمال...)
جمال :ايه ده يا رحمه ... عيله صغيره انتي اياك ... تهملي اوضتك وبيتك وتجرفي عمتك في نومتها
رحمه :يا بابا انا عاوزه انام معاها عشان انا حبيتها اوووي وعايزه افضل معاها اطول وقت ممكن ونسهر سوا نتكلم كتيييير
وهنا دلفت اليهم هاجر مع اخيها هشام قائله بمزاح ...)
هاجر :ياسلام بقي يا ست رحمه ... هي يعني عمتوا معندهاش شغلانه غيرك ... وانا روحت فين
(وهنا تعالت اصوات ضحكات الجميع بينما نظر مجدي اليها بحب وهيام كبيران لتتوجهه هاجر جدها لتلقي عليه التحيه وتقبل يده ثم تلقي السلام علي البقيه ثم تتوجه الي عمتها هند لتضمها قائله ...)
هاجر :انتي بقي سيبتك للأخر عشان ليكي اكبر نصيب من السلامات
(وبعد التحيات والقبلات واظهار الحب جلست هاجر وهشام علي المائده و...)
هاجر :خلاص بقي يا عمتوا اتغقنا صح
هند :اتفقنا علي ايه ياقلب عمتوا
هاجر :انا وانتي ورحمه نسهر طول الليل سوا ... صح يارحمه
(كانت رحمه تجلس معهم ولكن بالها وتفكيرها ليس معهم ... كانت تسترق النظر الي هشام الذي لطالما احبته وعشقته ولكنه لم يكلف نفسه عناءآ وسأل عن حالها حتي ...وبعد لحظات انتبهت الي صوت هاجر التي تحدثت مازحه ...)
هاجر :دا واضح ان رحمه مش معانا خالص
رحمه :لا انا معاكم اهو فيه ايه
هاجر :بقولك ايه رأيك نقضي الليله انا وانتي وعمتوا سوا
رحمه :موافقه طبعآ بعد اذن بابا
جمال :موافج طبعآ يابتي ... ماده بيتك بردك
هاجر :انا بقي خدت الاذن من ابيه هشام وموافق
(نظر لها مجدي وتصنع الغضب قائلآ ...)
مجدي :بس انتي ماخدتيش اذني ... وانا مش موافق
جمال : وهي تاخد اذنك ليه
هشام :انا اخوها ووافقت
مجدي :الله هو انا مش المفروض جوزها والمفروض تستأذني
عبدالعزيز :وانا جدها وبجول انها هتبات اهنه النهارده ... وكلامي يمشي عليك وعلي ابوك
جمال :كلامك علي راسي يابوي
مجدي :يعني مش هعرف افرض سيطرتي دلوقتي
هشام :ماتستعجلش كده ياسيدي كلها ايام وتفرض سيطرتك براحتك ... سيبني انا بقي افرضها اليومين دول
(قالت هند مازحه ...)
هند :ما انت هتفضل تفرضها برده ... بس بدل ما تكون علي هاجر هتبقي علي رحمه
(سيطر الصمت للحظات علي الجميع لادراكهم انه مرغمآ علي هذا الزواج لتقول هاجر بغرض انقاذ الموقف ...)
هاجر :طب سيبكم من السيطره والمواضيع دي وخلونا في المهم وقولولي
هند :نقولك ايه
هاجر :مين اللي طابخ الاكل ده
ساميه :انا وعمتك
هاجر :انا قولت كده برده ... اصل مفيش ولا واحده من الخدم تعرف تعمل اكل بالحلاوه دي
هند :الف هنا علي قلبك يا حبيبتي
ساميه :مالك يا هدير يا بتي ساكته ليه
(انتبهت هدير التي كانت شارده تمامآ ان الحديث موجه لها فقالت ...)
هدير :اقول ايه بس يا طنط
ساميه: اي حاجه المهم نسمع صوتك
هدير :هو انا ممكن اسأل سؤال
ساميه :اتفضلي يابتي
(انتبه لها شهاب واصنت لها جيدآ بغرض ان يعرف ماذا يجول في خاطرها فقالت ...)
هدير :انا شايفه ان حضراتكم مقسومين لنصين ... النص الاول اللي هو الشباب ولفت انتباهي ان هنا متحضرين ومنفتحين جدآ
عبدالعزيز :تجصدي ايه يابتي
هدير :حضرتك انا اقصد اني لما عرفت اني جايه الصعيد كان في بالي اني هقعد في بيت بالطين مثلا مافيهوش اي نوع من الرفاهيه ... ناسه بيتكلموا الصعيدي المكلكع اللي مابيتفهمش نصه ... بيلبسوا جلاليب وعبايات ... كلامهم كله جد ومفيش لا هزار ولا ضحك ... كل الكلام ده احنا بنشوفه علي التلفزيون ودي فكرتنا عن الصعيد بس لما جيت هنا لقيت حاجات مختلفه خالص ... حضرتك يعني يا جدي في البدايه تبان قاسي جدآ بس طلعت مفيش اطيب منك في الدنيا ... بيتكم ماشاء الله مصمم وكأن مهندس ديكور هو اللي عامله ... وفيه كل وسائل الرفاهيه وعلي أعلا مستوي ... هشام ومجدي وهاجر ورحمه بيتكلموا وكأنهم عايشين في مصر ..متحضرين جدآ .. لبسهم شيك جدآ وكأنه علي احدث موضه ... حتي البنات متعلمه تعليم عالي ومهتمين بنفسهم وثقافتهم في حين ان حضراتكم الكبار في العيله متمسكين باللهجه الصعيدي ... ومتمسكين جدآ بالعادات التقاليد وكلمة حضرتك بالذات بتمشي علي الكبير قبل الصغير فارض سيطرتك علي الكل
(ابتسم عبدالعزيز وقال بهدوء ...)
عبدالعزيز :هفهمك انا يا بتي ... الكلام اللي انتي جولتيه ده صوح ... ومن حجك تحتاري اكده ... التلفزيون هو اللي صورنا اكده ... هما عاوزين صورتنا تبجي اكده ... صوح احنا متمسكين بعادتنا وتجاليدنا وبنطبقها كيف ماتكون سيف علي رجابينا بس بردك عندينا عقل وبنفكر بيه ... وجلب بنحب بيه كمان ... وفينا الزين وفينا العفش ... فينا اللي عنده عقل ويجدر يفرج بين الصوح وبين الغلط وفينا كمان اللي عقله سم ومايفكرش غير في الخراب والجتل والدم ... وكيف ما انتي شايفه اهه ... ولادنا متعلمين ومتحضرين كيف مابتجولي ...وخلجاتهم لايجه علي سنهم ...وبيتحدتوا كيف ماانتي بتتحدتي كمان ده لانهم اتعلموا في مصر ام الدنيا ... وكل واحد بيشوف الدنيا بعيونه هو ... احنا الكبار اتربينا اهنه وشيلنا تراب الارض دي علي كتافنا ... وصوناها ورعيناها بعيونا ولحد دلوجت لستنا بنفتخر بأننا صعايده وبنصون اصلنا لجل ما يصونا يابتي
(ابتسمت هدير بتفهم قائله ...)
هدير: ياااااه يا جدو ...كلامك جميل اوي وبسيط ... طالع من عقل كبير لانسان فاهم الدنيا من حواليه ماشيه ازاي .... بجد استمتعت بوجودي وسطكم
عبدالعزبز :ربنا يبارك فيكي يا بتي ... زانا ماهنسلكيش جميلك عليه واصل ... لولا لحجتيني كان زماني ماجاعدش وسطيكم دلوجت
الجميع :ماتقولش كده ياحج ... ربنا يديك طولة العمر
(انهوا جميعآ طعامهن لينتقلوا الي غرفة الجلوس ليستأذن شهاب منهم ان يخرج للحديقه ليستنشق بعض الهواء ليذهب معه هشام ومجدي وتجلس الفتايات بجوار بعضهم البعض و ...)
هاجر :قوليلي صحيح ياهدير انتي بتشتغلي
هدير :مذيعة علي قدي كده
هاجر :ايه ده بجد
هدير :اه والله بجد
رحمه :بس انا ماشوفتكيش في التلفزيون قبل كده
هدير :ما انا مذيعة راديو بتسمع بس
ساميه :برنامجك اسمه ايه بجي
هدير :تسمعوا عن برنامج همسات من عالم الحب الصادق
رحمه :ايه ده معقول ... البرنامج ده بتاعك
هدير :انتي بتسمعيه
هاجر :طبعا كلنا بنسمعه ... دا حتي طنط ساميه كانت بتسمعه معانا
ساميه :ايوه صح ... يس بجيلك كذا حلجه اكده مابتجدمهوش والمذيعه اللي بتجدمه بدالك دي تجيله جوي علي الجلب
هدير :هي اسمها ايه المذيعه الجديده دي
رحمه :اسمها ريماس تقريبآ
هدير :اممممم قولتيلي
(في هذه الاحيان كانت هند وجمال وعبدالعزيز يتحدثان معآ و ...)
جمال :ماتجلجيش يا هند .. ان شاءالله خير
هند :انا كل خوفي علي شهاب ... هو اللي انا طلعت بيه من الدنيا
عبدالعزيز :واحنا ماهنجدرش نحمي ولادنا ولاايه ...انتي شيفانا صغار جوي اكده يا هند
هند :ماعشت ولا كنت يا بابا بس انا ام ... وخوفي علي ابني متحكم فيا
(هم عبدالعزيز بالوقوف لتقف هند وجمال قائلين ...)
هند/جمال :علي فين يا حج
عبدالعزيز :هروح اجعد مع عيلة الرواي .. لازم اوصل معاهم لطريجه نوقف العداوه دي
هند :لا يا بابا ماتروحش ... انا خايفه عليك
عبدالعزيز :عيب عليكي لما تجولي اكده يابتي .. انتي اهنه في الصعيد مصنع الرجال ... احا مانهبش الموت واصل
هند :بس يابابا انا ماصدجت اني رجعتلكم واتلمينا علي بعض
جمال :محدش يجدر يتعرضلنا يا هند ... خصوصنا اننا هنبجي ضيوف في بيتهم
هند :استرها يارب
(امسك عبدالعزيز هند من رأسها ووضع قبله علي جبينها ورتب علي ظهرها قائلآ ...)
عبدالعزيز :ماتجلجيش ياهند واجمدي ... وبعدين فين الجلب الصعيدي الجوي ولا جعدتك في مصر غيرت جلبك زي ماغيرت لهجتك
(ابتسمت هند ومسحت دموعها قائله ...)
هند :لاه ياابوي ... جعدتي في مصر ماغيرتش حاجه فيه واصل ... وجلبي كيف ماكان ... جوي ومايهابش من حاجه واصل ... بس بيهاب لايخسر حد عزيز عليه .... ربنا معاكم
(انصرف عبدالعزيز مع جمال لتذهب هند وتجلس مع البقيه بعد ان رسمت الابتسامه علي وجهها و...)
هند :بتعملوا ايه يا غاليين
ساميه :بنتحدت مع مرت ولدك اللي حديتها كيف العسل دي
رحمه :اصل احنا كلنا معجبين بالبرنامج اللي هدير كانت بتقدمه
(ظهرت علامات التعجب علي وجهه هند و...)
هند :برنامج ايه
( فقالت هدير في محاوله منها لانقاذ الموقف ...)
هدير :ايوه يا طنط البرنامج الي كنت بقدمه في الراديو قبل ما اتجوز شهاب
(فهمت هند الامر وتظاهرت انها تذكرت وقالت ...)
هند :ااااااه افتكرت
رحمه :البرنامج ده كان جميل اوي يا عمتو
(ظل حديثهم دائر اما هنا دلف محمود الي منزله لتهرول اليه آمنه قائله ...)
آمنه :حسناء فين يا محمود
محمود :معرفش ... انا ماشوفتهاش من الصبح
آمنه :ازاي دي نزلت من الصبح ولسه ماجتش
محمود :طب ماقلتلكيش هي رايحه فين
آمنه :ابدآ هي نزلت بعد ما انت ما مشيت علي طول وافتكرتها بعتلها العربيه بالسواق
محمود :انا استنيتها تكلمني مااتكلمتش فقولت انها اجلت الزياره ليوم تاني ... انا هنزل ادور عليها
آمنه :وانا هاجي معاك
محمود :لا خليكي هنا عشان لو جت تتصلي بيا
(خرج محمود من المنزل ليبدأ رحلته في البحث عنها ... اما هنا دلف عبدالسميع الي الغرفه التي تجلس بها رئيفه مع زينه و ...)
عبدالسميع :ابويا راح لعيلة الراوي لجل ما يتفاوض معاهم
رئيفه :وكلهم متجمعين هناك حتي ولادك معاهم
زينه :اختك خلت كل الخدم اللي في البيت يمشوا ومافضلش حد منهم حاولت اوصل الخبر لعيلة الرواي قبل ما يوصلهم عن طريق جدي معرفتش
عبدالسميع :هنعمل ايه دلوجت ... ابوي اكيد هيوصل لحل يرضي الجميع لجل ما يحافظ علي حياة هند وولدها
رئيفه :وهي كل مصالحه بتحصل بتمشي علي الكل اياك
عبدالسميع :تجصدي ايه يا رئيفه
رئيفه :اجصد ان الصلح لو حوصل لازمآ هيكون فيه حد ماعيزهوش ... وهيتمسك جوي بانه يجتلها ... ولو مفيش نكبرها احنا في راس واحد منيهم ... ونخليه يجتلها واحنا نكون بعيد عن الجصه
زينه :صح كده ... وساعتها ترجع الامور للي كانت عليه قبل ماتيجي وكل واحد يتحط في مكانه الطبيعي
(وفي هذه الاحيان كانوا الشباب يجلسون في حديقة المنزل و...)
هشام :شايل الهم ليه ياصاحبي
شهاب :مفيش حاجه والله ... هي بس القصه ملعبكه شويه ... والاحداث نازله علي دماغي لحد ما توهتني
مجدي :خليها علي الله وكل حاجه هتتحل المهم قولنا بقي ... ماجبتلناش سيره يعني انك متجوز
شهاب :هي الجوازه بس جت بسرعه وماعملناش حفله ولا حاجه
مجدي :تلاقيك من غيرتك عليها ماعملتش فرح ... بصراحه من حقك تخبيها من عيون الناس كلها
هشام :طيب جهز نفسك بقي لعقاب هاجر عشان انا هفتن عليك
مجدي :دا انت جاسوس بقي
(ضحك مجدي وهشام بينما كان شهاب شاردآ في وضعه مع هدير ليأتي الجد عبدالعزيز مع جمال ويقول ...)
عبدالعزيز :تعالو وراي ... عندي حديت عايز اجوله في وجودكم
الشباب :اتفضل يا جدي احنا جايين وراك اهو
(دلفوا جميعآ الي حيث تجلس النساء فهرولت هند الي ابيها و ...)
هند :طمني يا بابا حصل ايه
عبدالعزيز :انا اجتمعت مع كبار عيلة الراوي ومفيش الا طريطه واحده بس اللي نجدر نوجف بيها المهزله دي
هند : ايه هي يا بوي
عبدالعزيز :ننفذ حكم التصالح اللي اتحكم علينا بيه من 30سنه فاتوا
ساميه :ايه اللي انت بتجوله ده ياحج
هند :يعني ايه ... حكم زمان ده كان حكم جوازي من واحد منهم
عبدالعزيز :هننفذ الحكم بس هيكون جواز اتنين غيركم ... عريس من ولادنا هيتجوز بنت العريس اللي انتي سيبتيه زمان
(نظروا جميعآ بعضهم الي بعض في تساؤل وعدم فهم لتقول هند ...)
هند :ازاي وشبابنا هشام ومجدي فراحهم متحدد علي بنات اعمامهم
عبدالعزيز :العريس اللي من عندنا يبجي شهاب الدين ولدك ياهند
اخذني بذنب ابي
الفصل من ٩ الي ١٠
للكاتبة هدير مصطفى
#الفصل_٩
الفصل التاسع
عبدالعزيز :العريس اللي من عندنا يبجي شهاب الدين ولدك ياهند وهو اللي هيتجوز بنت حسين الراوي
(في هذه اللحظه كانت هدير قد دلفت اليهم وهي تحمل صينيه عليها بعض اكواب العصير ليقع منها كل ما بيدها عند سماع ذلك الخبر فيذهب شهاب مهرولآ اليها ويقول بنبره كلها خوف وضعف ...)
شهاب :استني ماتقربيش من الأزاز
هدير :انا اسفه ... مكنش قصدي
هند :ولا يهمك يا حبيبتي ... كلنا ممكن يحصل معانا كده
ساميه :بعدوا يا جماعه انا هجيب الجروف وهلم الجزاز
هدير :لا يا طنط انا هروح اجيب الجروف وهلمه
(تركتهم هدير وتوجهت الي المطبخ وتستند علي الحائط واضعه يديها علي قلبها في محاوله لاستنشاق الهواء ولكنها تجد صعوبه في هذا الامر فتتصنع القوه وتأخذ ادوات التنظيف وتعود اليهم وتبدأ في تنظيف المكان ... ذهبت رحمه اليها للمساعده وبدأت في تجميع قطع الزجاج المتناثره لتتنهد هدير قائله ...)
هدير :سيبيه يا رحمه انا هلمه
رحمه :الأزاز كتير وانا هساعدك
(صمتت هدير وشرعت في اتمام الامر بينما كان يدور ذلك الحديث بين البقيه كان شهاب يتابع هدير بعيناه وعقله منشغلآ برد فعله الغير مفهوم ذلك ...)
عبدالعزيز :ها يا ولدي جولت ايه
هند :هيقول ايه يعني يا حج... مستحيل طبعآ
جمال :ليه يا هند
هشام :يتجوز ازاي يا بابا .. ومراته
(صمت الجميع للحظات لترفع هدير وجهها فتتلاقي عيون كل منهما فتنهد عبد العزيز قائلآ ...)
عبدالعزيز :اسمع يا شهاب يا ولدي الجوازه دي لازم تتم ... حتي لو بتحب مرتك جوي بس ده غصب عنك ... انت لو وافجت علي الجوازه دي هتجطع سلسال الدم الي داير بجيله سنين طويله ... مرتك عاقله و هتختار مصلحة العيله ولا ايه يا هدير..؟
(انتظروا جميعآ ردآ من هدير علي سؤال عبدالعزيز فلم يجدوا سوا صوت صرختها متألمه فهب شهاب من مجلسه وذهب اليها مسرعآ ليجدها قد جرحت نفسها فأخذها من يدها مسرعآ الي دورة المياه ليفتح الصنبور علي يدها المجروحه لينظفها مكان الدماء وهو يقول ...)
شهاب :انتي ايه ... غبيه ولا ايه ...ازاي تمسكي الازاز بأيدك كده ... ايه معندكيش عقل يقولك انك ممكن تتعوري ... احمدي ربنا ان جرحك صغير
(نظرت له هدير متسائله ...)
هدير :انت هتوافق علي الجواز ده
(صمت شهاب للحظات ناظرآ لها حتي سمعا صوت طرقات علي الباب و ...)
رحمه :ابيه شهاب ... انا جبت قطن ومعقم عشان الجرح
شهاب :ادخلي يا رحمه
(دلفت رحمه اليهم وناولت شهاب القطن والمعقم وخرجت ليبدأ هو في تعقيم الجرح و ...)
هدير :ماجوبتنيش .. انت هتوافق علي الجواز ده
شهاب :ويهمك في ايه
هدير :مش عارف يهمني في ايه ..؟
شهاب: لا عارف بس برده حتي لو اتجوزت ... هتفضلي هنا ... قدام عيني
هدير :شهاب انا ....
(قاطعها شهاب قائلآ ...)
شهاب :انا خلصت يلا نطلع من هنا
(خرجا معآ وتوجها الي حيث يجلس البقيه فجلسا معهم وظلوا ينظرون الي بعضهم البعض و ...)
هند :بابا انا مش هضحي بابني
عبدالعزيز :مفيش حل الا أكده .. النسب هو اللي هيوجف التار
هند :شوفوا حد غيرو
عبدالعزيز :الحكم كان عليكي انتي يا هند وولدك هيشيله عنك
(ثم وجهه نظره الي شهاب قائلآ ...)
عبدالعزيز :ها ياولدي جولت ايه
شهاب :اديني فرصه افكر يا جدي
(لينظر جمال الي ساعته قائلآ ...)
جمال :دا الوجت بجي واخري جوي يا بوي ... احنا هنمشي بجي
هشام :ايوه صح الوقت اتاخر ... يلا ياهاجر
هاجر :احنا متفقين ... انا ورحمه هنبات هنا
جمال :خليكوا اهنه الليله دي يا بنات
(وبدأوا في الانصراف واحدآ تلو الأخر وتأخذ هند هاجر ورحمه معها حيث كادت هدير ان تذهب معهم الي غرفة هند ولكن اوقفتها هند هامسه ...)
هند :رايحه فين يا هدير
هدير :جايه معاكي يا طنط
هند :مش هينفع ... البنات هيقولوا ايه .. سابت جوزها ونايمه مع حماتها
هدير :جوزها ايه يا طنط احنا كدبنا الكدبه وهنصدقها
(تصنعت هند الزعل وقالت ...)
هند :هتطلعيني كدابه ياهدير
هدير :ثم بعد
هند :بصي انتي انزلي في الاوضه اللي متجهزه ليكي انتي وشهاب
هدير :ثم بعد
هند :ثم بعد دي بتاعتك انتي بقي ... تنيميه علي كرسي ... تنيميه في البلكونه ... تطرديه للجنينه برا ... ماليش دعوه انا بقي
(ثم تركتها هند وصعدت الي غرفتها لتتركها واقفه اسفل الدرج تنظر الي غرفة شهاب فأبتلعت ريقها وتنهدت بآسي وسارت متوجهه الي غرفة شهاب وطرقت الباب عليه ففتح لها قائلآ ...)
شهاب :خير فيه حاجه
هدير :رحمه وهاجر بايتين مع طنط هند النهارده
شهاب :وانا مالي
هدير :طنط قالتلي اني ابات هنا
شهاب :هنا ازاي يعني
هدير :هنا في الأوضه بتاعتنا
(كشر شهاب عن جبينه قائلآ ...)
شهاب :الاوضه بتاعتنا
هدير :هو احنا مش المفروض اننا متجوزين ... والمفروض اننا نقعد مع بعض في نفس الاوضه
(ابتعد شهاب عن باب الغرفه قائلآ..)
شهاب :طب انتي دلوقتي هتنامي هنا .. انا بقي هنام فين
هدير :طنط قالت انك ممكن تنام علي كرسي او في البلكونه او اطردك تنام في الجنينه برا عادي يعني
(رفع شهاب احدي حاجبيه وقال بغضب..)
شهاب :نعم ... تطردي مين ..؟
(شعرت هدير بالخوف منه فقالت ببراءه ...)
هدير :والله انا ماليش دعوه دي طنط هند هي اللي قالت كده
(ابتسم شهاب علي طريقتها الطفوليه ولكنه سرعان ما اخفى ابتسامته تلك واستدار بعيدآ عنها فأمسكته منه ذراعه ليستدير لها مرة آخرى فتقول ...)
هدير :شهاب ... انا اسفه علي كل كلمه قولتهالك امبارح ...كان غصب عني ... بس صدقني انا مكنتش اقصد اللي قولته ... حبيت اوضحلك اني مش زي ما انت شايفني او بالاصح انا مش زي ما انت عاوز تشوفني ... انا مختلفه عن ابويا ياشهاب ... وصدقني انت كمان مستحيل تكون زيه ... وجودي معاك الفتره اللي فاتت دي خلاني المس جزء مت شخصيتك أكدلي انك انسان نضيف من جواك ...
شهاب :وجودك معايا بيوجعك ... مجرد ان انا وانتي بنتنفس نفس الهوا دا بيكسرك
(استدار شهاب واعطاها ظهره ...وهم ان يخرج الي الشرفه لكنها استوقفته قائله ...)
هدير :انت هتوافق علي الجوازه دي
(صمت شهاب ولم يجيبها ولكنها قررت سؤالها ...)
هدير :انت هتوافق علي الجوازه دي ...؟
شهاب :وليه لا ...؟
هدير :طب وانا ..؟
شهاب :انتي ايه .... انتي مش اكتر من واحده موجوده هنا عشان مهمه ومسيرها هتخلص وترجعي لبيتك
(ظهرت علامات الحزن والالم علي وجهها فقالت ...)
هدير :بس كده
(اصطنع شهاب بعض القوه في نبرة صوته ليقول...)
شهاب :مش اكتر من كده
(ثم تركها وتوجهه الي الشرفه لتجلس هي علي الفراش وتنحدر دمعه من عيناها علي ما كانت تتمني ان تسمعه منه ... اما هو ذفر في ضيق واشعل سيجارته لينفث عن غضبه من خلالها ... اما هنا ظل محمود يجول في الطرقات بحثآ عن حسناء ولكن هيهات ان يجدها .. وبعد عناء طويل تذكر ان المكان الوحيد الذي تذهب اليه فيكل حالاتها ... اكانت حزينه ام سعيده هو المقابر عند شقيقه ... عدل وجهته وذهب الي المكان المقصود ... وقف بالخارج يتأملها وهي تبكي علي شقيقه بحرقه وحزن لتنجرف دمعة من عيناه .. كم تمني ان يموت هو بدلآ عن شقيقه ... كم تمني ان يكون له نصيبآ من هذا الحب الكبير الذي تكنه حبيبته الوحيده لشقيقه المتوفي ... كم لعن سوء حظه علي حاله هذا ....مسح دموعه وتقدم تجاهها بخطوات هادئه وجلس بجانبها قائلآ ..)
محمود :وبعدين يا حسنا
(رفعت وجهها لتجده يجلس امامها مباشرة فقالت بجزن...)
حسناء :انا تعبت يا محمود ...هو ارتاح وسابني انا للدنيا عشان تلطش فيا ... عارف انا ساعات بتمني لو اني اكون انا اللي مت مش هو
محمود :بعد الشر عليكي ... ماتقوليش كده ... احكيلي بس فيه ايه .. مالك
حسناء :انا بفكر اسافر برا مصر
(صدم محمود من قرارها وقال ...)
محمود : ايييييه ... تسافري
حسناء :انا عايزه ابعد يا محمود ..ابعد عن البيت وعن خالتي وعنك انت
محمود :انا ... ليه يا حسنا انا غلطت معاكي في ايه
حسناء :انت ماغلطش ... انا اللي غلطت ... مكنش لازم اوافق علي جوازنا
(ضحك محمود ساخرآ علي كلماتها وقال ...)
محمود :جوازنا ... انتي بتسمي حته الورقه دي جواز
حسناء :بالنسبه لينا حته ورقه ... اما خالتي فهي مش راضيه تقتنع انها كده ... ومصممه تحولها لاكتر من كده ... عشان كده لازم حد فينا يبعد .. فقررت ابعد انا
(صمت محمود للحظات ثم قال ...)
محمود :طب قومي خلينا نروح والصبح هنشوف الموضوع ده واكيد هنلاقي له حل
(اما هنا فجلس هشام في غرفته ليستعيد الماضي ليأتي علي ذاكرته مشهد جلوسه في الغرفه ذاتها لتدلف اليه هاجر و ...)
فلااااش
هاجر :مساء الخير يا ابيه
(صمت هشام ولم يجيبها فجلست بجانبه علي الفراش وقالت ...)
هاجر :اللي انت عملته ده غلط يا ابيه
هشام :غلط يا هاجر ... دي جت بيتي ولاهلي عشان تساوم علي انها تفضحني... نست كل حاجه كانت بتجمعني بيها ... الحب واللحظات الحلوه ... نست حبي ليه
(قاطعته هاجر قائله ...)
هاجر :ما حصلش ياأبيه ... رهف جت هنا فعلا وقابلت ماما .... بس عشان تقولها انها حامل في ابنك ...
هشام(بصدمه) :ايه اللي انتي بتقوليه ده يا هاجر
هاجر :ايوه يا ابيه ... ماما لما عرفت انك كنت متجوز رهف في السر عرضت عليها فلوس مقابل انها تبعد عن طريقك وماعدتش تكلمك خالص بس رهف رقضت تاخد اي فلوس خالص وخدت نفسها ومشيت
(شعر هشام بالحزن الشديد جراء ما فعله بحبيبة عمره في لحظات غضبه فأمسك هاتفه وثام بأجراء مكالمه ب رهف ولكنه وجد الهاتف مغلقآ فطلب رقم اخر فردت عليه امرآه تدعي سعاد قائله ...)
سعاد :السلام عليكم
هشام :وعليكم السلام.... طنط سعاد انا هشام ... رهف فين ... انا عايز اعتذرلها ... قوليلها هشام بيحبك اوي ... وهيرجعك لعصمته حتي لو غصب عن اهله ... هتجوزها تاني قدام الدنيا كلها ...ونعيش في سعاده سوا انا وهي وابننا ... رهف لازم ترجعلي
(لم يجد هشام ردآ علي كلماته سوى ...)
سعاد :البقاء لله
هشام :ايه اللي انتي بتقوليه ده
سعاد :رهف عملت حادثه و.... تعيش انت
(سمع هشام هذه الكلمان ليثور صارخآ ليكسر كل ما تطاله يده في حالة هياج شديده حتي وقع علي الارض مغشيآ عليه أثر الصدمه...)
بااااك
(عاد هشام من شروده لتنجرف دمعه من عيناه باكيآ علي حبيبته التي ضاعت من بين يداه في لحظة غضب .... ..كانت هاجر ورحمه يجلسون علي الفراش تتوسطهم هند يتسامرون ويمزحون معآ ...ليرن هاتف هاجر فتنظر اليه وتبتسم وتقول ...)
هاجر: دا مجدي بيرن ... ممكن بعد اذنك يا عمتي اقف في البلكونه
هند :طبعآ يا حبيبتي اتفضلي
(خرجت هند لتقف في البلكونه وتتحدث مع حبيبها وزوجها المستقبلي مجدي لتنظر رحمه اليها وتتنهد بآسى فتقول هند ...)
هند: احكيلي بقي
رحمه :احكيلك ايه بقي
هند :انتي وخطيبك بعاد عن بعض ليه
رحمه :مين قال كده بالعكس دا احنا قريبين جدآ من بعض .. وبنحب بعض جدآ ... عارفه يا عمتوا ... اوقات كتير اوي ببقي بفكر فيه والاقيه يتصل بيا ... ولو حاجه تعبتني الاقيه يحس بيا و ...
(نظرت رحمه الي عمتها وتصمت للحظات ثم تقول والدموع تنهمر من عيناها ...)
رحمه :انا بكذب يا عمتوا
(ثم ارتمت بين احضانها باكية و ..)
رحمه :عارفه انا بغير من حب هاجر ومجدي لبعض ... كان نفسي هشام يحبني ولو ربع ما انا بحبه ...بس نصيبي كده ... احب واحد دايب في حب غيري
هند :طب اهدي بس ياحبيبتي واحكيلي هي فين اللي هو بيحبها دي
رحمه :الله يرحمها ... ماتت وسابته يتعذب من فراقها
هند : ماتت ... ؟؟
رحمه :هحكيلك اللي حصل
(وبدأت رحمه تروي قصة هشام ورهف لعمتها بينما كانت هاجر تتحدث مع مجدي عن احلامهم ومستقبلهم وهشام يستعيد مع نفسه ذكريات حبه .. اما هنا كانت زينه تجلس في غرفتها التي تسللت اليه خفية عن انظار الجميع ... كانت تفكر في الامور الراهنه لتسمع رنين هاتفها فتجيبه ...)
زينه :اخيرآ اتصلتي يا خالتي
(لتجيبها امرأه في الخمسين من عمرها تدعي نواره قائله ...)
نواره :كنت بتطقس علي اخر الاخبار
زينه :وعرفتي حاجه
نواره:الاخبار اللي عندي عفشه جوي
زينه :ماتوقعيش قلبي يا خالتي واتكلمي
نواره :جدك اتفق مع عيلة الراوي ان ولد هند هيتجوز بنت حسين الراوي وبكده يبجي التار اللي بيناتهم خلص
زينه :بس شهاب ده متجوز
نواره :جدك جالهم انه متجوز ووافجوا عليه
زينه :وهنعمل ايه دلوقتي
نواره :هنعمل بس مش دلوجتي .. اﻻيام جايه كتير لسه
(اما هنا انهي شهاب سيجارته الاولي لتاليها الثانيه فالثالثه وكاد ان يشعل السيجاره الرابعه ولكن اوقفه صوت انينها وشهقاتها فشعر بالقلق عليها فربما جائتها نوبة مرض كالسابقه ... فدلف داخل الغرفه ليجدها تجلس علي الارض وتضم ساقيها بين ذراعيها وتغرز وجهها بينهم فجثا علي ركبتيه متسائلآ بصوت هادئ وحنون ...)
شهاب :مالك ... انتي تعبانه
(رفعت هدير رأسها ليظهر وجهها حيث كانت عيناها شديدتان الحمره والدموع تنهمر منهما بكثره فقالت بصوت ضعيف ...)
هدير :يهمك في ايه .. دا شئ مايخصكش
(صمت شهاب حسن رأي وجهها هكذا فشعر وكأن سكينآ انغرز في قلبه عقابآ له لانه تسبب في ألم حبيبته فحاول ان يلملم شتات عقله وقال ...)
شهاب :اكيد يهمني اني اطمن عليكي
هدير :ليه يا شهاب
(لم يجد شهاب نفسه فاعلآ شئ سوي انه مد يده وأوقفها امامه وبكل حب وجنان مسح الدموع التي علي خديها وعينيها وامسك وجهها بين يديه وقال ...)
شهاب :ممكن تقوليلي بتعيطي ليه
هدير :قولتك انه شئ مايخصكش
(تجاهلته هدير استدارت عنه عازمه ان تبتعد عنه ولكنه لم يسمح لها بالابتعاد عنه فجذبها اليه ليضمها بين احضانه بقوه ليعتصرها بذراعيه عساه ينتشلها من نفسها وتدلف الي اعماق قلبه الذي ينبض باسمها في كل لحده مرات لاتحصى وقال بكل الحب الذي في اعماقه ...)
شهاب :اكيد يخصني ... لانك حبيبتي
( ... استسلمت هدير الي احضانه متناسيه كل عادات وتقاليد وشرع وقوانين العالم ... فقط ارتمت بين احضان حبيبها بغرض ان تسرق من الدنيا بعض لحظات السعاده ... وفي هذه اللحظه انطلق صوت رنين الهاتف لينبههم لما يفعلون فعاد كل منهم من سكرة حبه الي ارض الواقع فينظران بعضهم الي البعض ثم حمل شهاب نفسه وخرج من الغرفه مسرعآ وتركها خلفه وهي تتسائل مع نفسها قائله ...)
هدير :ايه اللي انا عملته ده ... ازاي اترمي في حضنه كده ... يارب سامحني ... انا مش عارفه ازاي عملت كده ... عارفه انه غلط وحرام بس حصل غصب عني .... استغفر الله العظيم .. طب انا شكلي هيبقي عامل ازاي دلوقتي بس ياربي
(خرج شهاب ليسير في الحديقه وهو شارد فيما حدث قبل لحظات ... تجاهل صوت رنين الهاتف الذي تكرر اكثر من مره وظل يحدث نفسه قائلآ ...)
شهاب :ايه اللي انا عملته ده ... غلط واكبر غلط .. معقول الحب كبر لدرجة اني مش عارف اسيطر علي نفسي ... ازاي اسمح لقلبي انه يحطني في الموقف ده ... يعني ايه ماقدرتش اشوف دموعها .. هي يعني دموعها اغلا من دموع امي ... ولا حبي ليها هيكون اكبر من حبي لامي ... لا ماينفعش كده انا لازم احط حد لكل ده واموت الحب قبل مايفرض سيطرته عليا اكتر من كده
(انتبه شهاب لتكرار رنين الهاتف اكثر من مره فنظر اليه ووجد ان المتصل هو محمود فأجابه ...)
شهاب :السلام عليكم
محمود :تعبااااااااان يا صاحبي امتي تيجي محتاجك
شهاب :مالك يا محمود فيه ايه
محمود :حاسس كأن الدنيا كلها جايه عليه ... وفي كل لحظه بتفوت الدايره اللي انا فيها بتضيق لما خلاص هتخنق جواها
شهاب :طب ما تيجي
محمود :اجي فين
شهاب :عندي في الصعيد ... خدلك اجازه وتعالا ريح شويه ... لان بصراحه انا كمان محتاجلك
محمود : طب واهلك
شهاب :ماتقلقش الامور هنا تمام اوي
محمود :طب انا ممكن اجي بكره
شهاب :ان شاء الله ... هستناك ... سلام بقي عشان انا رايح اصلي الفجر في المسجد
(اغلق شهاب الهاتف وخرج من المنزل برمته وظل يتجول في شوارع البلده حتي عثر علي احد المساجد ودلف اليه ليقضي فرض صلاة الفجر فوجد هشام ومجدي في المسجد يؤدون الصلاه ... انهوا صلاتهم وجلس ثلاثتهم يرتلون القرآن حتي بزوغ الشمس فتوجهوا معآ الي منزل جدهم ودلفوا اليه ليجدوا ان الجميع يجلسون علي مائده الطعام فألقوا التحيه علي الجميع لينظر شهاب الي هدير التي كانت تتجاهل وجوده قدر الامكان وتحاول الا تنظر اليه فتنهد شهاب وتصنع القوه قائلآ ...)
شهاب :جدي انا كنت عاوز اقولك حاجه
عبدالعزيز :خير يا ولدي فيه حاجه
شهاب :انا وافقت علي الجواز من بنت عيلة الرواي
#الفصل_١٠
الفصل العاشر
شهاب :انا وافقت علي الجواز من بنت عيلة الرواي
(كانت هذه الجمله كفيله بان تجعل هدير تهب واقفه عن مائدة الطعام وتذهب مهروله الي الغرفه الخاصه بها هي وشهاب ... دلفت اليه واغلقت الباب خلفها ... جلست علي الفراش وهي تتسائل بينها وبين نفسها ... لما فعل هذا ... هل ما حدث بالامس كان كذبآ ... لم تكن مشاعر صادقه ... كان هذا ايضآ أنتقام ... هل يتعمد فعل ذلك ليؤلمها ... لم يتمكن من كسرها جسديآ فكسر قلبها وحطم مشاعرها ... في هذه الاحيان كان كل من علي المائده ينظرون بعضهم الي البعض ليكسر الصمت الذي طال كثيرآ عبدالعزيز قائلآ ...)
عبدالعزيز :متأكد انك موافج يا شهاب ... ولا هترجع في كلامك مره تانيه
شهاب :انا عمري مارجعت في كلامي قبل كده يا جدي ولما باخد قرار بنفذه
(نظرت هند له بغضب قائله ...)
هند :انت خدت القرار كده منك لنفسك
شهاب :هشرحلك كل حاجه بعدين يا امي
هند :وليه ماتشرحهاش دلوقتي
(ثم هبت واقفه لتنظر الي والدها قائله ...)
هند :بعد اذنك يا حج
عبدالعزيز :اذنك معاكي يا بتي
هند :اتفضل معايا علي اوضة الجلوس... عايزه اتكلم معلك
(سارت هند متوجهه الي غرفة الجلوس وخلفها يسير شهاب مغلوبآ علي امره حتي وصلا فجلست هند وتحدثت بكل جديه لم يعهدها شهاب فيها من قبل و....)
هند :اتفضل اشرحلي بقي
(تنهد شهاب بآسى قائلآ ...)
شهاب :لازم الجواز ده يتم يا أمي
هند :وليه لازم ... انت تقدر ترفض
شهاب :ارفض والدم يبقي بحور من تاني
هند :طب وهدير ياشهاب
شهاب :هدير ايه بس يا امي ... ما انتي عارفه كل حاجه
هند :عشان انا عارفه كل حاجه رافضه ان الجوازه دي تتم ... ورافضه ان يكون ليك زوجه غير هدير
شهاب :ايه اللي انتي بتقوليه ده
هند :شهاب ... انت بتحب هدير
شهاب :عارف يا امي
هند :وهي كمان بتحبك
(نظر شهاب لها بتساؤل فأجابته قبل ان يطرح سؤاله حتي ...)
هند :ايوه يا شهاب ... ... كل حاجه بتثبت انها بتحبك ... نظراتها وكلامها وكل حاجه
(نظر شهاب لها ثم قال بأسى ...)
شهاب :وعشان كده وافقت علي الجوازه دي
هند :لييييه
شهاب :عشان الحب اللي بيني وبينها بقي اقوي من العداوه ... انا بقيت افكر في سلامتها اكتر من سلامتي انا ... خلاص مابقيتش عايز انتقم منها
هند :بس انت من البدايه مكنتش عاوز تنتقم منها ... والعداوه مع ابوها مش معاها هي ... وانت في الاساس خاطفها عشان تحميها وتحافظ علي سلامتها
شهاب :بس مكنتش بحبها ياامي
هند :مين قالك كده ... انت طول عمرك بتحبها ... من ايام ما كانت عيله في اللفه وهي ساكنه جوا قلبك ... ايوه الحادثه اياها دي أثرت فيك ... وأثرت اوي كمان ...ويمكن غيرتك وخلتك قاسي ومالكش حبيب بس من برا بس .. انما من جواك لسه زي ما انت .. شهاب الدين ابن ال10 سنين اللي مافيش في طيبة قلبه ولا حنيته ...شهاب الدين اللي كان بياخد هدير بين احضانه ويقولها انتي هتبقي مراتي ...شهاب نفسه اللي واقف دلوقتي وعاوز يتجوز اي واحده والسلام عشان يموت حب عمره في قلبه
شهاب : مش قادر يا امي ... مش قادر انسى ... انا ممكن كنت بحبها .. ايوه كنت بحبها بس الحادثه دي غيرتني ... خلتني مش طايقها حتي ... انا فعلا اول ما خطفتها كان عشان احميها من اللي ابوها كان ناوي يعمله فيها .. كنت فاكر اني لما دخلت ابوها السجن وخليته يخسر كل حاجه تبقي ناري انطفت وخدت حقي منه... بس بعد كده بقيت اشوفه فيها ... كل لما اشوفها افتكر اسود يوم في حياتنا .. المشهد بقي بيتكرر قدامي وده كان بيخليني ابقي عايز ابعد عنها اكتر واكتر لحد ما...
(صمت شهاب ولم يكمل حديثه فنظرت له هند متسائله ...)
هند :لحد ما ايه
شهاب :لحد ما الحب بقي اقوي من الكره ... و ضعفت قدامها ... امبارح ماقدرتش اشوف دموعها ولا اسمع صوت عياطها ... غصب عني شديتها من دراعها وخدتها في حضني
(تلألأت اعين هند عند سماع جملته الاخيره وتبسمت قائله ...)
هند :كل ده وعايز تخليها تضيع من ايدك ... معقول يا شهاب .. دا الانسان بيعيش طول عمره يدور علي الحب ... وانت تهرب منه
شهاب :ماكنتش اكتر من لحظة ضعف ومش هسمحلها انها تتكرر تاني
هند :بس يا شهاب ....
(قاطعها شهاب حازمآ الامر و...)
شهاب :خلاص يا امي ... انا خدت القرار .. احنا هنطلع من الاوضه دي ننسي الموضوع ده تمامآ ... هدير كلها ايام وهتفارقنا للابد ... ومش هيفضل الا انا وانتي والعروسه اللي هتخلصنا من الموت
(ثم خرج شهاب من الغرفه وتوجهه الي حيث يجلس جده عبدالعزيز فيقول له ...)
شهاب :توكلنا علي الله يا جدي ... انا جاهز
(هنا ظلت هدير تفكر وتفكر حتي تشتت عقلها وانقطعت انفاسها ...شعرت بالالم وهو يتسرب الي قلبها رويدآ رويدآ حتي سيطر عليها تمامآ ... حاولت النهوض علي قدميها فلم تستطع ... عاودت محاولتها اكثر من مره حتي نجح الامر .. امسكت بحقيبتها لتبحث فيها عن ادويتها ... فتشت في الحقيبه بأكملها ولكنها لم تجد له آثر ظلت تتنفس وبين الشهيق والزفير تكمن المشقه ... فتحت باب الغرفه وحاولت ان تنادي علي احدآ لينجدها ولكن هيهات .. يبدو لها وكأن هذه هي النهايه ... مؤكد لها تمامآ ان هذه هي لحظاتها الآخيره ... كادت انفاسها ان تنقطع وهي تحاول ان تصرخ بأسمه ... تمنت ان يمنحها الله القوه ... شهاااااب ... اين انت يا شهاب ... الن تشعر بما يعتصر قلبي الأن ... الن تنجدني هذه المره ايضآ ... شهااااب الن تسمعني ... قلبي يؤلمني ولا ادري السبب ... اهو مرضي الذي اهلكني ام حبك الذي تمرد علي جفائك وابتعادك عني ... ليتك قتلتني بسهم الانتقام ولم تغرز سكين الغدر في قلبي ... وقعت هدير علي الارض مغشيآ عليها دون ان يشعر بها أحد ... كانت هند تبكي في غرفة الجلوس علي ما يقبل عليه ابنها ... وباقي العائله في عالم أخر بعيدآ كل البعد عن التفكير بما قد حدث لتلك الفتاه المغلوبه علي امرها ... كانت رحمه تجلس بينهم وشغل عقلها فكره ... تري ما هو كم الالم الذي في قلب هدير الان ... زوجها يخطط لزواج جديد ... امرآة أخري ستشاركها زوجها ... هل سيقبل هذا الزوج القسمه علي اثنان ... فها هي الان تشارك امرأة اخرى متوفاه في هشام ... ولكنه لم يقبل القسمه علي اثنان بعد ... وبقيت هي كما هي ... وحيده في عالم الحب ... تتألم وتبكي في صمت ... ظلت تتسائل حتي خطر علي بالها فكره ... لما لا تذهب الي رفيقتها في المآساه ... مؤكد ان احدهما يحتاج الاخر ... وقفت رحمه وخرجت من مجلسهم لتمسح دموع عيناها التي انجرفت عنوة عنها وتوجهت الي غرفة هدير لتصدم برؤيتها ملقاه علي الارض لا حول لها ولا قوه ... انقطعت انفاس رحمه للحظات ومن بعدها صرخت مناديه ...)
رحمه :شهااااب الحقني ... هدير مغمي عليها وواقعه علي الارض
بعد لحظات معدوده كانوا الجميع حاضرين وملتفين حولها فحملها شهاب ووضعها علي الفراش ليخرج هشام هاتفه ويجري اتصالآ طالبآ الطبيب ان يحضر مسرعآ ... جلست هند بجوار هدير علي الفراش ووقف شهاب بجانبها ينظر لها بقلق وخوف شديدان كان الضعف ظاهرآ علي ملامح وجهه كادت الدموع ان تنهمر من عينان فتصنع القوه واخفاها ... مد يده ليتناول يدها ولكنه وجد هند تنزع يد هدير من يده قائله ...)
هند :اطلع برا الاوضه دي .. ومااشوفكش تقرب منها تاني ... هتعمل فيها ايه اكتر من كده
(نظر شهاب لها متألمآ من رد فعل امه وقال ...)
شهاب :امي ... ارجوكي ... اطمن عليها بس
هند :ابعد عنها يا شهاب ... معتش من حقك انك تلمحها بعينيك حتي ...تجرحها بايديك وجاي عايز تطمن عليها
هاجر :مش وقته الكلام ده بقي يا عمتوا
هشام :ايوه يا عمتي نطمن عليها وبعد كده نتكلم
هند :لا ... مش من حقه ...هي اصلآ خساره فيه
مجدي :يا عمتي هو بيحبها ... بس اللي هيعمله ده غصب عنه ... عشان مصلحة العيله
هشام :صح وهو مش اول واحد يضحي عشان مصلحة العيله
(عرفت رحمه ما يرمي اليه هشام فقالت ...)
رحمه :مصلحة العيله ماترغمناش اننا نكسر قلوب ناس مالهاش ذنب معانا ... يعني ايه انسان يرمي نفسه جوا مثلت حب عشان مصلحة العيله ... ازاي انسان يقبل بدخول طرف تالت بينه وبين حبيبته ... هو كده بيظلم البنت دي وبيظلم مراته وبيظلم نفسه ... طب هي بنت ومش هتقدر تقف قدام اهلها وترفض بس الراجل يقدر ... يعني مثلا انت لو مكانه يا هشام هتقبل انك تتجوز واحده وتدفنها معاك عشان مصلحة العيله
(ادرك هشام ايضآ ما تقصده رحمع وما تخفيه خلف كلماتها ... شعر أنها تقول له ماذا تنتظر ... ماعليك سوى ان ترفضني ... لما لا تقول انك لاتريدني ... انك ماذلت تحب زوجتك الاولي .. لما تأخذني لتعذبني معك ... ما عليك سوى ان تقول لا لنخرج معآ من عنق الزجاجه .... ماهي سوى لحظات اخري حتي سمعا صوت طرقات علي الباب فقد جاء الطبيب ففتح له مجدي الباب و...)
الدكتور :خير يا جماعه حصل ايه
هند :مش عارفه يا دكتور ... تحنا لقيناها مغمي عليها
الدكتور :طب هي ببتعالج من حاجه ولا بتاخد علاج معين بشكل منتظم
شهاب :ايوه ... ايوه يادكتور ... استني لحظه
(ثم اخرج من حقيبتها علبه دواء قائلآ ...)
شهاب :الدوا ده هي بتاخده علي طول بستقريبآ ما اخدتهوش النهارده
(امسك الطبيب بعلبة الدواء وقرأ ما عليها ثم أخرج من حقيبته سماعته الطبيه وبدأ بفحص هدير تحت انظار الجميع ثم قال ...)
الدكتور :واضح فعلا انها ماخدتش الدوا النهارده وواضح كمان انها اتعرض لضغط نفسي كبير وده السبب في الازمه اللي جتلها دي
شهاب :يعني هي حالتها خطر يا دكتور ... انا ممكن اسفرها مصر او حتي برا مصر
الدكتور :لا ان شاء الله بسيطه انا هديلها حقنه دلوقتي وان شاء الله هتفوق علي بالليل كده بس اتمني انها تفضل في السرير لمده يومين تلاته كده ... والدوا ده مايتنسيش نهائي لان هو يعتبر المنقذ بتاعها ... وياريت تسيبوها تستريح
(حزم الطبيب امتعته بعد ان اعطي لهدير حقنه وريديه علها تحسن من حالتها وتوجهه الي الخارج مع مجدي تاركآ خلفه الجميع في حالة قلق .. فقالت هاجر ...)
هاجر :طب يلا احنا نخرج عشان نسيبها ترتاح
هند :اتفضلوا انتوا وانا هفضل جمبها
شهاب :لا ... انا اللي هفضل جمبها
هند :قولتلك لا
هشام :سيبيه يا عمتي ... هو جوزها واولى واحد انه يفضل جمبها
(صمتت هند للحظات وتنهدت وهي تفكر ... ربما ان يظل معها لبعض الوقت فينفر من فكرة الزواج بغيرها ويستيقظ الحب بقلبه ... فحملت نفسها وخرجت مع البقيه ليجلسون جميعآ وكلآ منهم يحمل في قلبه ما يشغله عن التفكير بحال البقيه ... دلف اليهم مجدي بعد ان اوصل الطبيب الي وجهته فوجدهم جميعآ محتفظين بالصمت ...)
مجدي :مالكم ساكتين ليه ... ان شاء الله هتبقي كويسن ما تقلقوش
هند :هو ابويا الحج راح فين
هاجر :راح لعيلة الراوي يتفق معاهم علي تفاصيل الجواز
(اعتري الحزن قلب هند فحملت نفسها وتوجهت الي غرفتها دون ان تنطق ببنت كلمه وكأن اليل قد حل الي حياتها في وسط النهار فجلس مجدي بجوار هند وظلوا اربعتهم في حالة صمت حتي تحدث مجدي قائلآ ...)
مجدي :بعد اذنك يا هشام انا هاخد هاجر نتمشي في الجنينه شويه
(حرك هشام رأسه بالايجاب فخرجت هاجر مع مجدي لتظل رحمه وحدها مع هشام فظلا ينظران بعضهما الي بعض دون ان ينطق احدهما بحرف واحد حتى ... انتقل هشام من مجلسه ليجلس مقابلآ لها فتقول بهدوء ...)
رحمه :عايز تقول ايه ؟
هشام :انتي تعرفي انا كنت بحب رهف قد ايه
رحمه :عارفه
هشام :وتعرفي اني لسه مجروح من فراقها
رحمه :عارفه
هشام :واني هفضل عايش علي ذكرياتي معاها طول عمري
رحمه :عارفه
هشام :طب بتحبيني ليه لما انتي عارفه اني مش هبادلك الحب ده
(تنهدت رحمه بآسى كبير ثم نظرت له قائله ..)
رحمه : انا حبيتك وانا عارفه ان حبك لرهف مستحيل انه يموت ... لما كنا عايشين سوا احنا الاربعه في مصر وفي بيت واحد ومع ذلك كنت بعيد عني حبيتك ... لما كنت اقف طول النهار في المطبخ اعملك الاكل اللي بتحبه وفي الاخر تخرج تاكل مع رهف برده حبيتك ...(بدأت الكلمات تختنق داخل رحمه وهي تتحدث لتنحدر دموعها رغمآ عنها فما عادت تستطيع ان تكتمها بداخلها اكثر من ذلك فأكملت حديثها ..) ....لما اخترت انك تتجوزها من ورا اهلك عشان رفضوها حبيتك ... حضرت فرحك والضحكه ماليه وشي وانت بترقص معاها اتخيلت نفسي مكانها .... وحبيتك ...كنت بترمي علي سريري وانام وانا الوجع بيعصر قلبي عصر وانا عارفه انك في الوقت ده وفي اللحظه دي معاها وهي بين احضانك وبرده حبيتك ... احضانك اللي من يوم ما وعيت علي الدنيا وهي مكتوبالي ... كبرت علي جمله واحده بس وبنيت عليها احلامي .... رحمه ل هشام وهشام لرحمه ... كبرت لقيت كله طار في الهوا ... بس انا حبيتك وما استنتش مقابل لحبي ...يمكن عشان دا قدرنا ... ان كل واحد فينا يرمي نفسه جوا مثلث الحب ده ...انت اخترت انك تتمرد علي قاعدة جوازنا وتحب حد غيري ورهف اختارت انها تحب واحد مصيره متقرر مع واحده تانيه .. وانا بالرغم من اني عارفه كل حاجه بس برده اخترت اني احبك ... وللاسف محدش فينا كسب ... احنا التلاته خسرانين
(انهت رحمه كلامها ثم اخذت نفسها وخرجت من المنزل متجهه الي منزلها ومنه الي غرفتها الخاصه لتغلق الباب عليها لتغرق في بحر احزانها باكية الحب الذي لطالما تمنت ان تحصل عليه ...
وهنا خرج محمود من غرفته وجد والدته تجلس مع حسناء امام التلفاز وكل واحدة منهم تلتزم الصمت ولا تنطق ببنت كلمه فقال ..)
محمود :السلام عليكم ورحمه الله
آمنه :وعليكم السلام ... انت رايح الشغل متأخر كده
محمود :لا انا مش رايح الشغل انا مسافر
آمنه :مسافر فين .... وازاي تسافر كده من غير ماتقولنا
محمود :مسافر فين ... مسافر الصعيد لشهاب ... واديني بقولكم اهو
آمنه :يادي شهاب وسنين شهاب
محمود :اوووووه .... بدأنا نفس الكلام اللي بتقوليه في كل مره اجيب فيها سيرة شهاب ... انا ماشي يومين تلاته كده وارجع ان شاء الله بعد اذنكم
(وخرج محمود لتنظر آمنه ل حسناء التي لم تكن مباليه بما يدور حولها .... اما هشام فظل جالسآ في مكانه يفكر في كلامها وكيف لها ان تحبه كل هذا الحب بالرغم من جفائه لها ... ظل شهاب جالسآ علي كرسي بجانب فراش هدير التي كانت في عالم آخر لا تدري بما يدور حولها او من يجلس بجانبها ... ظل يتأملها طويلآ ليحدث نفسه قائلآ ...)
شهاب :انا اسف يا هدير .. عارف اني جرحتك كتير .. وانك مالكيش ذنب .. بس غصب عني .. حاولت اشوفك علي انك هدير وبس ماقدرتش ... حاولت ارسملك صوره في خيالي تكون ليكي انتي وبس ماعرفتش ... ماانكرش اني بحبك .. ومن زمان اوي كمان ...في عز ما انا بنتقم من ابوكي كنت ببقي حريص انك تكوني بخير ... كنت بشتغل ليل ونهار عشان اوصل للي انا فيه ده وصورتك ما بتفارقش خيالي ... تعرفي ان الحب بيوجع اكتر من الكره ... ايوه صدقيني .. والدليل اهو حبي ليكي بيوجعني اكتر من كرهي لابوكي ... ابوكي اللي شبحه بيقتل كل لحظه بتيجي فيها في بالي ... ابوكي اللي كل ما ابص في عينيك الاقيه واقف بيضحك لانه انتصر عليه ... انا مش قادر يا هدير .. مش قادر اضعف قدامك ... مش قادر امثل اني بكرهك اكتر من كده ... مش قادر ابص في عينيكي ... تعبت خلاص ... ولازم ننهي المسرحيه دي بقي ... ونبعد عن بعض ...
اخذني بذنب ابي
الفصل من ١١ الي ١٢
للكاتبة هدير مصطفى
#الفصل_١١
الفصل الحادي عشر
(أنهى شهاب كلامه واخرج كل ما في جعبته ... مسح دموع عيناه التي تضعه في موقف ضعف رجل ... وظل يتأملها ويفكر كيف يستطيع ان يعيش بدونها ... وماذا اذا تقبلها جزء من حياته ... لما لايعطي لذلك الحب الكبير فرصه ... ولكن كيف سينسى الماضي ... ذلك الماضي الذي يطارده منذ ان كان عمره عشرة سنوات ... هو لا يهاب شئ ... هو فقط يخشي عليها هي ... يخشي ان يجرحها في لحظة غضب ... ان يؤلما في نوبة جنونه ... يخشى ان يخسرها بعد ان تتملك منه ويتملك منها اكثر ... ماذا سيري فيها حين يقترب منها ... هل بأمكانه ان يلمسها ... او يشعر بحرارة جسدها ... كيف يستطيع ان يتذوق شفتاها بقبلات الحب ... ايمكن ان يتقبلها كأمرأته دون ان يري وجه عدوه فيها ... لا .. لن يستطيع ابدآ ... وقد حكم علي هذا الحب الكبير بالموت ... اجل الموت ... قالها له عقله وقد حسم الامر ... حمل نفسه وخرج الي الشرفه ليشعل سيجارته وينفث فيها عن غضبه ... اما هنا دلف ساميه الي غرفة ابنتها رحمه لتجدها غارقه في دموعها فقالت بفزع ...)
ساميه :خير يا بتي كفالنا الشر ... بتعيطي ليه
(نظرت رحمه لها بألم قائله ...)
رحمه :هشام يا ماما ... لاول مره في حياتي واجهته باللي في قلبي من نحيته
(تنهدت ساميه الصعداء وجلس بجانبها قائله بهدوء ...)
ساميه :وده اللي حارجلك جلبك جوي اكده
رحمه :هشام لسه مانساش رهف
ساميه :ماهينسهاش واصل يا رحمه ... كيف يجدر ينساها وهي كانت مرته
رحمه :طب ليه مايحبنيش حتي ربع حبه ليها
ساميه :وانتي جدمتيله ايه لجل ما يحبك
رحمه :تقصدي ايه يا ماما
ساميه :اسمعيني زين يا بتي ... انتي وهشام طول عمركوا كنتوا سوا ... كيف الاخوات ... شافك بتكبري جدامه ... في عينه انتي بنت عمه واخته الصغيره ... عمره ما شافك حبيبته
رحمه :بس انا طول عمري بحبه
ساميه :وهو عارف اكده .. بس عمره ما شاف الحب ده ولا جدر يحسه
رحمه :بسبب رهف ...
(قاطعتها ساميه قائله ...)
ساميه :صوح .. بسببها ... هي جدرت تملا عنيه .. في الوجت اللي كان تعاملكم سوا كيف الاخوات هي كانت رفيجته ... وحبيبته ومرته ... كانت كل يوم بتجرب منه وتبعده عنك ... جدرت تشغل جلبه وعقله وتفكيره .. مابجاش رايد من الدنيا غيرها لان وجودها معاه ليه طعم تاني .. معاها بيجدر ياخد اللي مايجدرش يخده من غيرها حتي انتي ... بياخد اللي اجوي من الحديت
(فهمت رحمه ماترمي اليه والدتها ولكنها تقوله بشكل راقي حفاظآ علي ماء وجهها فتنهدت قائله ...)
رحمه :الحب مش بس كده يا امي ...
ساميه : مفيش حب عذري يا جلب امك ... كيف احس بحب اللي جدامي ليه من غير ما اشوف ده في عنيه ... اني المس يده ... اني اسمع نبض جلبه ... كيف يعني مااخدوش في حضني وانا بحكيله مشاعري
(تعجبت رحمه من حديث والدتها الذي يفعم بالحب والرومانسيه فقالت بدهشه ...)
رحمه :انتي ازاي كده
ساميه :كده كيف يعني ... جصدك الي حديت اللي بجوله ده ... يعني انتي فاكره انه احنا مانعرفش الحب ... لاه يا بتي ... مفيش حد مايعرفش الحب .. لا كبير ولا صغير ... بس احنا نعرف كيف نحافظ علي الحب ده ونكبره ..كلام العشج والغرام مابنجولوش جد مابنعمل بيه
رحمه :ياامي مفيش فرصه اني اعمل ده
ساميه :كنتي تجدري انك تخلجي الفرص ... كيف كان يجدر يحس باللي في جلبك ليه وانتي كنتي حتي مابتسلميش عليه بيدك .. كنتوا في حكم المخطوبين ومافكرتيش تجربي منه .. بعدك عنه هو اللي ادا لرهف فرصه انها تجرب منه وتحببه فيها ..
رحمه :ازاي كنت اعمل كل ده و فين العادات والتقاليد والعرف
ساميه :وهي هاجر داست علي عاداتنا وتجاليدنا وعرفنا لما حافظت علي مجدي ... هاجر جربت منه وحسسته بحبها ... جدرت تلجمه بحديتها الزين وضحكتها وحركاتها وكله في حدود الادب ... والنتيجه جدامك اهه ... مابيجدرش يعدي يوم عليه الا اما مايشوفها ... حديت طول الليل في التليفون ...وطول النهار جدام بعض ... وبيحلموا سوا بمستجبلهم
رحمه :انتي بتحمليني كل الغلط يا امي
ساميه :لاه يا بتي ... الغلط مش غلطك ولا غلط هشام ... الغلط غلط العادات والتجاليد .. غلط العرف والافكار ... وغلطنا احنا كمان ... احنا اللي حكمنا عليكم من صغركم انكم لبعض ... مافكرناش ان كيف ما العيال بتكبر الجلوب كمان بتكبر وبتتغير ... كان لازم نعرف ان فيه جلوب مابتولفش علي بعضها
رحمه :انا هرفض الجوازه دي
ساميه : وتولعي نار بين ابوكي وعمك .... ياريت علي قد اكده وبس ... انتي هتخربي جوازه اخوكي كمان
رحمه :انا تعبت بجد
ساميه :بعد الجواز كل حاجه هتتغير ... ويمكن تجدري تخليه يحبك
(هبت رحمه من علي الفراش و ...)
ساميه :رايحه فين
رحمه :هاقوم اصلي وادعي ربنا يلهمني الراحه والصبر علي اللي انا فيه
ساميه :ايوه اكده يا جلب امك ... احنا مالناش غير اللي خلجنا نلجأ ليه وجت الضيق مش نجعد نعيط اكده ونسيب الشيطان يتحكم فينا
(تركت رحمه والدتها وتوجهت الي المرحاض لتتوضأ فتنهدت ساميه بآسى قائله ...)
ساميه :ربنا يريح جلبك يا بتي
(دلفت هند الي تلك الغرفه لتلقي نظره فتجد هدير نائمه علي الفراش وشهاب يقف في الشرفه يدخن السجائر فتوجهت له قائله ...)
هند :محدش قالك معلومة ان ممنوع تشرب سجاير في مكان موجود فيه مرضى
(سمع شهاب كلمات هند فألقى بالسيجاره في الشارع دون ان ينطق بكلمه فأستدارت للخلف لتتركه مره اخرى فأستوقفها شهاب قائلآ ...)
شهاب :عارف انك زعلانه مني ...بس اعمل ايه ... حاولت اسامح زي ما انتي عملتي بس ماقدرتش ...
(قاطعته هند قائله ...)
هند :وقت الكلام خلاص ... اتفضل روح كلم جدك ... هو مستنيك
(ثم تركته وخرجت ليخرج هو الاخر خلفها ويذهب الي عبدالعزيز و ...)
عبدالعزيز : مرتك كيفها دلوجت يا ولدي ... جالولي وجعت من طولها وجيبتولها الدكتور
شهاب :لسه نايمه ومافقتش
عبدالعزيز :اسمع يا شهاب ...عارف انها ماجدراش تتحمل انك هتتجوز عليها واحده تانيه ... انا اجدر اوجف الحكم ده واللي ربنا رايده هيكون
(صمت شهاب للحظات ثم تنهد بآسى قائلآ ...)
شهاب :سبق وقولتلي يا جدي ان تنفيذ الحكم ده هينقذ ارواح ناس كتير وهيوقف سلسال الدم اللي داير بين العيلتين ... وانا قولتلك اني مابرجعش في كلمتي ابدآ
عبدالعزيز :طب ومرتك...؟
شهاب :اصلآ انا وهدير فيه مشاكل كتير مابينا وكان متهيقلنا انها هتتحل بس ماتحلتش وصلتنا للطلاق
عبدالعزيز :ايه اللي انت بتجوله ده يا ولدي
شهاب :زي ما بقولك كده يا جدي انا وهدير اتطلقنا وكلها بكره ولا بعده بالكتير علي ما تتحسن وتسافر مصر
عبدالعزيز :لا حول ولا قوة الا بالله ... ليه كده بس ياشهاب ... مرتك بنت حلال وماتستحجش اكده
شهاب :حصل خير يا جدي ... المهم وصلت مع عيلة الراوي دي
عبدالعزيز :عروستك اسمها رضوى .. وهي ارمله ... هي كمان جوزها مات بالتار ... عندها 24سنه ... وكمان متعلمه ومتنوره ...
(وهنا سمع شهاب صوت رنين هاتفه ليجد ان المتصل صديقه محمود ....)
شهاب :بعد اذنك ياجدي ... معايا مكالمه
عبدالعزيز :اذنك معاك يا ولدي
(اخذ شهاب هاتفه وخرج من المنزل و ...)
شهاب :السلام عليكم
محمود :وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ... ازيك يا صاحبي
شهاب :ماشى الحال والله يا محمود ... المهم انت فين
محمود :انا عندكم في البلد اهو بس تقريبآ 5 دقايق كده و اوصل عندك
شهاب : وعرفت تيجي لحد هنا لوحدك برافو عليك
محمود :صاحبك مش قليل برده يا شهاب انا ماسيبتش ولا واحد قابلته الا لما سألته واديني اهو في اول الشارع
شهاب :طب اوقف مكانك انا جايلك
محمود :ايه هتطردني من البلد ولا ايه
شهاب :هنطلع انا وانت نتغدا في اي مكان حتي لو برا البلد
محمود :للدرجه دي انت مخنوق
شهاب :انا اصلآ مستنيك من ساعة ماصحيت ... محتاج اتكلم معاك
محمود :طب انا مستنيك اهو
(خرج شهاب من المنزل وذهب لملاقاة صديقه ... حيث كان هشام يجلس علي كرسي في حديقة منزله يفكر في كلام رحمه له فأمسك هاتفه ليجري اتصالآ .... وهنا كانت قد انهت رحمه صلاتها فجلست ترتل بعض ايات القرآن الكريم علها تطمئن قلبها لتنتبه الي رنين هاتفها فوجدت ان المتصل ليس احد سوى هشام و ....)
هشام :السلام عليكم
رحمه :وعليكم السلام
(عم الصمت عليهم للحظات ... كلآ منهم ينتظر من التاني ان يبدأ الحديث فتنهدت رحمه بأسى ثم اردفت قائله ...)
رحمه :هو احنا ممكن نقعد نتكلم مع بعض شويه
هشام :اكيد طبعآ ممكن
رحمه :تمام ... ياريت يكون برا البيت
هشام :معقول .... اول مره تطلبي اننا نقعد مع بعض لوحدنا وكمان برا البيت
رحمه :كل حاجه في حياتنا وليها اول
هشام : تمام يارحمه ... نتقابل في الكافيه اللي في اول البلد
رحمه :ساعه بالظبط وهكون هناك
هشام :طب ما نروح سوا بعربيتي
رحمه :عادي مفيش مشكله
هشام :تمام لما تجهزي رنيلي
رحمه :ان شاء الله
(اغلقت رحمه هاتفها وبدأت في تبديل ملابسها ... اما هنا سرد شهاب ل محمود كل ما حدث معه و ...)
محمود:يااااه كل ده حصل في الكام يوم دول
شهاب :شوفت بقي يا صاحبي ... يومين اتنين بس اتهديت فيهم اكتر من 20سنه فاتوا
محمود :وايه اللي غاصبك يعني ...مدام بتحبها اوي كده ... والبنت مختلفه عن ابوها كل الاختلاف ده ... وانت خلاص عملت اللي انت عاوزه وانتقمت منه بكفايه ... ارمي كل شئ ورا ضهرك بقي وعيش معاها الحب
شهاب :وانت ايه اللي مانعك من انك تعيش الخب مع حسنا ... مش هو الماضي برده
محمود :ماضي عن ماضي يختلف
شهاب :وقلب عن قلب بيختلف برده ... مش كل الناس تقدر تنسى الماضي وترميه ولا ظهرها .. ولا كلهم يقدروا انهم يسامحوا او يغفروا .. او يمكن انا علي الاقل مش قادر
محمود :وناوي تعمل ايه
شهاب :هتجوز
محمود :طب وهدير
شهاب :اول ما تفوق واطمن عليها هسيبها ترجع لحياتها القديمه تاني
محمود :طب وابوها
شهاب :ابوها خلاص راحت عليه ... ومفيش مفر انه يطلع من سجنه
محمود : يعني خلاص
شهاب :ايوه انا اتكلمت مع الرجاله بتوعنا هناك وقالولي انه خلاص هو اتحكم عليه واللي اسمه خالد ده صرف نظر عن موضوع جوازه من هدير
محمود :يا اخي انا مش فاهم اللي اسمه محسن ده ... معقول عشان يطلع من السجن يتفق مع واحد انه يجوزه بنته قصاد انه يسددله ديونه
شهاب :ويعمل اكتر من كده كمان
محمود :لولا انك عملت تمثيلية الخطف دي كان زمانها متجوزاه دلوقتي وابوها بيتمتع بالحياه
شهاب :الموضوع خلص خلاص وكل حاجه مشت زي ما كنا مخططين لها
محمود :اللي ماكناش مخططين له هو ان حبك ليها يوصل للمرحله دي
شهاب : غلطه مااتعملهاش حساب وآن الآوان انها تتصلح
محمود :طب هي هتعمل ايه
شهاب : هي بمجرد ما ترجع تعيش حياتها بشكل طبيعي هتنساني .. وماتنساش اني سايبها بجرح كبير وده سبب قوي يخليها تكره انها تسمع حتي اسمي
(تنهد شهاب بألم كبير وقال مغيرآ للموضوع ...)
شهاب :المهم قولي ... انت اخبارك ايه مع حسنا
محمود :مفيش ياسيدي ... اتجوزنا
شهاب :اييييه اتجوزتوا امتي وازاي
محمود :يوم ما انت سافرت روحت لقيت امي جايبه مأذون و2 شهود و ...
(وبدأ محمود في سرد كل ما حدث معه من ان تركه شهاب وسافر ... في هذه الاحيان كانت رحمه و هشام قد وصلا الي الكافيه و جلسا علي احدي الطاولات ليبدأ هشام حديثه قائلآ ...)
هشام :بلدنا جميله اوي يارحمه ... الواحد مهما سافر وراح وجه بيرجع يترمي في حضنها تاني
رحمه :اكيد طبعآ بعني اذا كان السياح بيجوا لها من كل العالم وبينبهروا بيها احنا مش هننبهر بيها
(ثم صمتت للحظات طويله وهشام ايضآ احتفظ بالصمت فنزعت رحمه نظارتها السوداء عن عينيها لتنظر له قائله ...)
رحمه :ايه رأيك نوقف الجوازه دي
(صدم هشام من هذا السؤال الذي لم يخطر بباله قط .. فكيف ان تكن له في قلبه كل ذلك الحب والان تطالبه بهدم الحلم الذي لطالمه تمنت ان يتحقق فنظر لها متعجبآ و ...)
هشام :معقول انتي اللي بتطلبي ده
رحمه :وايه المشكله ... انا مش اول واحده تحب حد ما حبهاش .. ومش اول قلب ينجرح ... ولا اول واحده تنوجع ... ومحدش بيفضل علي حاله ... مش يمكن لما ننفصل بشكل رسمي وكل واحد فينا يكمل طريقه اقدر اني انسى
هشام :طب والعيله
رحمه :مش العيله دي نفسها اللي كانت السبب في ضياع حبك ... وهي السبب برده اني ابني احلامي في الهوا ..خلاص بقي نفكر في نفسنا شويه
هشام :من امتي وانتي انانيه كده
رحمه :انانيه ... كل ده وانانيه ... انت فاكر انه بالسهل عليه اني احب واحد مابيفكرش فيا حتي .... هشام انا معاك بموت في اللحظه الف مره .. واستحملت كتير لحد ما فاض بيا ... معتش عندي طاقه للاحتمال ... تعرف تقولي انت هتتقبلني في حياتك كزوجه ازاي ... انا زانت هيتقفل علينا باب اوضه واحده في اخر اليوم ازاي ... انت نفسك مش هتقدر تستحمل اكتر من كدا ... فبلاش ندخل في دوامة الجواز والمشاكل والطلاق ... خلينا ننهي الموضوع واحنا لسه علي البر احسن ما نكره بعض بعدين
#الفصل_١٢
الفصل الثاني عشر
(انهى محمود كلامه ليجد شهاب ينظر له و ...)
محمود :اييييه ... انت روحت فين
شهاب :دنيتنا دي غريبه اوي يا محمود ... كل واحد جواه وجع ومش عارف لا ينسي اللي فات ويسامح ولا يعيش اللي جاي مرتاح
محمود :الدنيا مالهاش ذنب يا صحبي ... احنا اللي بنعمل في نفسنا كده ... شئ خارج عن ارادتنا ... غصب عننا قلوبنا بتختار اللي يوجعها
(اما هنا استيقظت هدير من غفوتها لتجد هند تجلس بجانبها فنظرت لها بحب قائله ...)
هدير :هو ايه .... اللي ...حصل
هند :حصل خير يا بنتي ... ارتاحي وماتتعبيش نفسك
(أغمضت هدير عيناها لتتذكر ما حدث ثم تقول ...)
هدير :انا كنت بموت
هند :بعد الشر عليكي ... ماتقوليش كده يا حبيبتي
هدير :هو ابنك هيحررني امتي
هند :انتي زهقتي مننا ولا ايه
هدير :يا خبر يا طنط ... ماتقوليش كده ... يعلم ربنا اني بحبك جدآ ... انتي الانسانه الوحيده اللي شوفت في حضنها الحنيه والامان بعد وفاة امي الله يرحمها
هند :الله يرحمها يا بنتي ... عايزاكي بقي تشدي حيلك وتجمدي
هدير :ان شاءالله خير
هند :هقوم اجيبلك لقمه تكليها عشان تاخدي العلاج بتاعك
(دلفت رحمه الي منزلها بعد لقائها مع هشام لترمي نفسها علي فراشها باكية علي القرار الذي اتخذاه لتدلف اليها ساميه و ...)
ساميه :جرا ايه تاني يا بتي
رحمه :انا وهشام اتفقنا اننا نفسخ الخطوبه
(اطلقت ساميه صرختها قائله ...)
ساميه :يالهووووي
رحمه :ايه اللي انتي بتعمليه ده ياامي
ساميه :عيزاني اعمل ايه وانتي بتخربي بيتك من جبل مايتبني
رحمه :اديكي قولتيها من قبل ما يتبني
ساميه :يابنتي انا مش جعدت معاكي واتحدتنا وفهمتك كل حاجه
رحمه :قعدتي معاكي دي يا امي هي اللي خلتني اخد القرار الصح
ساميه :وانا جولتلك تسيبيه
رحمه :لا يا امي ... انتي شرحتيلي شخصية هشام ...فهمتيني انه من النوع اللي كل ما تديله كل ما يتعلق بيكي ... بس انا مش عايزه حد يكون كده .. انا عايزه انسان يحبني لنفسي ... لروحي ... لأنسانيتي ... لإيماني وحسن خلقي ... مش عايزه انسان اعلقه بيا بأني ابعد عن تعاليم ديني ... اني اتخلى عن مبادئى واخلاقي عشان ارضيه
ساميه : دا هيبجي جوزك ومن حجه عليكي انك تعملي اكده
رحمه :والزوج اللي ينجذبلي ويتعلق بيه بسبب علاقه بنقضيها سوى في السرير انا مش عايزاه
ساميه :يا بنتي مش كده
رحمه :خلاص يا أمي ... انا وهو خدنا القرار وهنروح نبلغ جدي بيه النهارده وان شاء الله مش هتحصل مشاكل
(وهنا دلفت زينه الي غرفة رئيفه و...)
زينه :عرفتي شهاب هتجوز مين
رئيفه :لاه ... عرفتي حاجه انتي
زينه :هيتجوز رضوى بنت حسين
رئيفه :ودي نجدر نتحكم فيها ونمشيها كيف ما احنا رايدين
زينه :وليه لا .؟ بس ... كل شئ في اوله صعب
(وهنا دلف اليهم عبد السميع قائلآ ...)
عبدالسميع :ولا صعب ولا حاجه ... اللي اسمها رضوى دي جدك في السن تجريبآ ... جربيلها واتصاحبي عليها يازينه ... واحده واحده اكده وخليها تبجي معانا
زينه :صح كده ... يبقي انا وانت والخاله رئيفه وخالتي نواره ... محدش هيقدر علينا
رئيفه :هي نواره جالتلك ايه في اخر مره كلمتك
زينه :بتجولي اصبر علي الرز لما يستوي ... مش عارفه هي بتفكر في ايه .. بس الواضح انها بتفكر في حاجه تقلب كل الموازين
عبدالسميع :مليح جوي اكده .. كل واحد لازم يشغل عقله
(جلست هند مع عبدالعزيز والحزن يبدو عليها فلاحظ هو ذلك فنظر لها قائلآ ...)
عبدالعزيز :جرا ايه يا بتي ... حزينه ليه اكده
هند :علي قد ما انا فرحانه بوجودي وسطكم علي قد ما انا حزينه علي اللي بيحصل لشهاب
عبدالعزيز :وايه اللي بيوحصل لشهاب يعنى ... لا هو اول واحد يتجوز بالطريجه دي ولا اخر واحد
هند : طب وهدير
عبدالعزيز :بردك مش اول واحد يطلج مرته
(استغربت هند من كلمات والده وقالت بصدمه ...)
هند :ايييييه ... يطلق مراته
عبدالعزيز :ايوه ... هو جالي اكده ... جال انه طلجها بسبب المشاكل اللي بيناتهم ... وانها هتسافر علي مصر بعد ايام
(زاد الحزن في قلب هند فقالت ...)
هند :هو شهاب فين
عبدالعزيز ماعرفش .. هو كان جاعد معايا وجاله مكالمه وخرج
(ماهي سوى لحظات قليله ليدلف اليهم شهاب ومعه محمود و ...)
شهاب/محمود: السلام عليكم
عبدالعزيز/هند :وعليكم السلام ورحمة الله بركاته
(استدارت هند للخلف كي تري من مع شهاب فهي تعرف صاحب هذا الصوت تمامآ ودائمآ ما كان يزورها في غرفتها حينما كانت مريضه فتلألأ وجهها حين نظرت لها فبادلها نظراتها بأبتسامه عارمه فذهبت اليه مرحبه به بحب كبير ثم اخذته الي والدها قائله ...)
هند :ده محمود يا بابا ... يعتبر ابني التاني ...غلاوته في قلبي من غلاوة شهاب بالظبط
عبدالعزيز :منور الصعيد كلاته يا ولدي
محمود :الصعيد منور بناسه ياحج
هند :وده الحج عبدالعزيز والدي يا محمود ... اعتبره جدك
محمود :ده شئ يشرفني يا ماما هند
(جلست هند وبجانبها محمود ليتسائل شهاب...)
شهاب :هدير عامله ايه دلوقتي يا ماما
(تجاهلته هند وكأنه غير موجود فاعاد سؤاله عليها مرة اخرى فأجابته دون ان تنظر اليه...)
هند :اوضتها عندك اهي ... تقدر تدخل تطمن عليها
(فهم شهاب ان والدته تحمل في قلبه له الكثير من الغضب فتنهد بحزن وحمل نفسه وتوجهه الي غرفة هدير كي يطمئن عليها وترك محمود مع والدته وجده وما هي سوى لحظات حتي دلف اليهم هشام ورحمه و ...)
هشام رحمه :السلام عليكم
الجميع :وعليكم السلام ورحمة الله
هند :ده محمود صاحب شهاب
هشام :اه طبعا غني عن التعريف احنا اشتغلنا مع بعض قبل كده
رحمه :اهلا وسهلآ استاذ محمود
محمود :اهلا بيكم انتوا الاتنين معلش بقي هتطفل ضيف عليكم
هشام :اهلا وسهلا بيك دا بيت العيله وكل ضيف فيه يعتبر من اصحاب المكان
محمود :الله يكرم اصلك تسلم
هشام :معلش بقي هنخطف جدي من وسطكم شويه ممكن ياجدي نتكلم مع بعض في اوضة المكتب
(حرك عبدالعزيز رأسه بالإيجاب ثم نظر الي محمود قائلآ ...)
عبدالعزيز :بعد اذنك يا ولدي
(ثم هب واقفآ مستندآ علي عكازه ليتجه الي غرفة المكتب ويترك هند مع محمود و ...)
هند :شهاب اكيد حكالك علي كل حاجه
محمود :ما انتي عارفه يا ماما هند شهاب مابيخبيش عني حاجه
هند :وانت ايه رأيك
محمود :بصراحه .. انا عاذره جدآ ... شهاب اتحط في موقف صعب جدآ ... الحادثه اللي شافه وهو صغير مأثره عليه ... وهتفضل مأثره عليه للأبد .... انتي عارفه هو عايز يبعد هدير عنه ليه بالرغم منه انه بيحبها ... مش بس بيحبها ... هو بيعشقها
هند :ده اللي مجننى يا محمود ... شهاب بيحب هدير جدآ ... واللي انا حسيته ان هي كمان بتحبه ... ليه بقي رافض وجودها جمبه
محمود :لانه خايف يجرحها ... شهاب حاول كتير انه يسامح ابوها علي اللي عمله ويكتفي بانه سجنه وخسره كل املاكه بس هو شايف ان كل ده مايجيش حاجه من اللي انتي عيشتيه علي مدار ال 20 سنه اللي فاتوا ... وحاسس ان الماضي ده هيفضل حاجز بينه وبين هدير ... شايف انه مهما يكون بيحبها هيجي عليه وقت ويجرحها بسبب الماضي ده ... وهو بيخاف عليها حتي من الهوا الطاير
(نظر لها محمود ليجد ان الحزن يملأ كل تفاصيل وجهها فقال مازحآ بغرض ان يغير الموضوع ....)
محمود :المهم مش انا اتجوزت
(تعجبت هند وقالت متسائله ...)
هند :ازاي ده .. وامتي ومين ... وازاي مااعرفش الا دلوقتي
محمود :احكيلك ياستي
(لنترك محمود يروي ل هند ماحدث معه اما هنا بعد ان انهى هشام حديثه انتفض عبد العزيز صارخآ به ...)
عبدالعزيز :ايه اللي انت بتجوله ده ... جاي جبل الجواز بكام يوم وتجول مارايدش اتجوز
(اقتربت رحمه من جدها واجلسته مرة اخري لتتكلم بهدء وحكمه قائله ...)
رحمه :اسمعني يا جدي ...احنا اصلا قرار جوازنا من البدايه كان غلط ... ازاي لاتنين كل واحد فيهم راكب قطر ماشى في طريق معاكس للتاني انهم يتقابلوا ... انا وهشام مافيش بينا قبول ... ولو اتجوزنا هتحصل مشاكل كتير اوي مابينا .. واكيد هنتطلق ... والطلاق مش حاجه سهله ... ليه بقي نحط نفسنا في الموقف ده واحنا نقدر اننا نبعد عنه
عبدالعزيز :بس الجوازه دي ماهتخصكوش انتوا لحالكم
هشام :ازاي يعني يا جدي
عبدالعزيز :لو زواجتكم اتلغت جوازة اخواتكم كمان هتتلغي
رحمه :طب وهما ذنبهم ايه ... هما بيحبوا بعض
عبدالعزيز :هو زواج البدل اكده
رحمه :طب وليه يكون الجواز جواز بدل ... مايتجوزا عادي زيهم زي اي حد في الدنيا
عبدالعزيز : عرفنا اكده يا هشام ... الراجل يتجوز بنت عمه ولو بنتين وولدين يحصل بدل بيناتهم ... ومتنساش شرط العموديه اللي ابوك هيموت عليها
هشام :وانا مالي ومال ابويا
رحمه :صح يا جدي .. احنا مالنا ... ليه ندمر حياتنا عشان حاجات ماتستهلش
عبدالعزيز :كل واحد فيكوا جال الحديت اللي عنده .. اسمعوني بجي ...جدامكم فرصه لبكره تكونوا فكرتوا مليح في حديتكم الماسخ ده ... وترجعوا لعقلكم ... انا مش هجول حاجه لعبدالسميع وجمال ... بس تجولي بكره بجولوا انكم موافجين علي الجواز والا قسمآ عظمآ لهوجف جواز اخواتكم معاكم وتبجي سواد علي الكل ....
رحمه :يا جدي اسمعني
عبدالعزيز :ماهسمعش حد انا ... هي ناجصه لعب عيال والا ايه
(ثم تركهم عبدالعزيز وخرج من غرفة المكتب ليتوجه الي غرفته في الطابق الاعلي فتقف رحمه وهشام ينظران الي بعضهم البعض وهما في حيرة من امرهم ... لتتعالا صوت ضحكات هند فينظر لها محمود قائلآ ...)
محمود :انتي بتضحكي يا ماما هند
هند :طب اعمل ايه يابني ... انت وشهاب عاملين زي اتلم الموكوس علي خايب الرجا
محمود :واحنا نعمل ايه يعني
هند :ما تعملوش حاجه .. خليكوا واجعين قلبكم كده وماشين ورا عقلكم
(هنا جائت رحمه ومعها هشام وجلسا لتقول رحمه متدخله في الحديث ...)
رحمه :واذا كان العقل كمان مش نافع
هند :لا انتي كده عايزالك قاعده طويله
(تنهدت رحمه بآسى قائله...)
رحمه :طب ما تيجي نقعدها دلوقتي ياعمتي
(ادركت هند ان الامر فتلا يحتاج الي جلسه طويله من الحديث فهبت واقفه من مكانها ونظرت الي محمود قائله ...)
هند :بعد اذنك ببي يا حوده الواجب يناديني ... اعتبر نفسك في بيتك
محمود :خدي رحتك يا حبيبتي انا هقعد مع هشام
هند :يلا ياقلب عمتك نطلع اوضتي نقعد سوا شويه
(صعدت هند مع رحمه الي غرفتها لتترك هشام مع محمود يتسايران في امور الحياه ... جلست رحمه تشكي لخالتها عما في قلبها من آلام تخطت طاقة البشر بينما كان شهاب يجلس بجانب هدير التي تغط في نوم عميق ... كان يراقب كل مافيها ... صفو ملامحها ... براءة تفاصيلها ... هدوء انفاسها ... صوت نبضات قلبها التي كانت تناديه ... كل شئ ..كل شئ ... كان ينظر لها وكأنها يحفر ملامحها في ذهنه للمره الاخيره ... اجل هو يعشقها .. بل تعدي العشق بمراحل وها قد حانت لحظة الفراق ... فتحت هدير عيناها ببطئ لتجده بجانبها فأبتسمت بهدوء قائله بصوت مريض وضعيف ...)
هدير :الف ... مبروك
شهاب :الله يبارك فيكي .... بس علي ايه
هدير :لانك .. كسبت ... وحققت انتقامك ..(انحدرت دمعه من عينا هدير فأكملت بصوت مخنوق ).. قدرت تكسرني ياشهاب
(صمتت هدير لتنحدر دمعة من عينا شهاب حزنآ علي رؤيتها في هذا الوضع المؤلم فأدار وجهه بعيدآ عنها كي لا تري ضعفه فمدت يدها المرتعشه لتمسح دموعها بضعف ثم تقول ...)
هدير :انا عاوزه امشي من هنا ... ارجوك ياشهاب ... انا مستعده افضل سجينه عندك بس ابعدني عنك ... معتش عايزه اشوفك ... حاول تنقذني من الموت ... انا مابقتش قادره اشوفك
شهاب :ممكن تهدي عشان انتي تعبانه
هدير :انت اللي تاعبني ... وطول ما احنا قريبين من بعض هفضل تعبانه
شهاب :هروحك لبيتك يا هدير ... خلاص هترجعي تعيشي حياتك وهتنسي الفتره اللي عيشناها مع بعض دي ...
هدير :انت شايف كده
شهاب :انتي شايفه ايه
(صمتت هدير للحظات وهي تنظر له في انتظار لي رد فعل منه .. عله يقول لها انا اريدك لا تذهبي ... ابقي معي .. انا احبك .. قلبي ينبض لكي ... اتمناكي معي ... انتظري ... تمنته ان ينطق بهذه الكلمات ... كادت ان تصرخ به ... دعني اعيش بين احضانك ... قلبي لك فلما لا تقبلني انا ...ولكن هيهات اينطق الحجر بالطبع لا ... ابتسمت محاولة اخفاء المها ثم اجابته قائله ...)
هدير :اكيد هنسي واكمل حياتي
شهاب :كده يبقي مبروك
هدير :علي ايه
شهاب :الحريه
هدير :ياااه اخيرآ ... ياما استنيتها
شهاب :خلاص نقول بكره كويس
هدير :وليه بكره ... خليها النهارده
شهاب : معقول ... مستعجله اوي كده
هدير :طبعآ حياتي وحشتني ... مش قولتلك وانا معاك بموت
شهاب :بس هتقدري دلوقتي
هدير :خليها بالليل عشان طنط هند ماتعرفش الا بعد ما امشي
(اما هنا انهت رحمه حديثها لتنظر الي عمتها قائله ...)
رحمه :انتي فهماني يا عمتو ... بعد كلامي مع ماما اكتشفت ان انا اللي صح ... انا فعلا محتاجه في حياتي راجل يتجوزني لنفسي ... مش عشان امر كبير العيله ولا عشان جوازه تانيه ماتبوظش ... والكارثه ان ماما بتقول ان تديني هو السبب في بعد هشام عني
هند :ازاي يعني
رحمه :انا طول عمري وانا بتعامل مع هشام تعامل جد .. حاطه بينا حدود ماشيه معاه زي ما ديني أمرني ... مثلا مابسلمش عليه بأيدي حتي ... مابخرجش معاه لوحدي ... تقريبآ مابنتكلمش في التليفون اكتر من ازيك وعامل ايه ... ده اللي ديني امرني بيه ... لانه يعتبر بالنسبه ليه اريب عني
هند :طب ايه المشكله في كده ... ده المطلوب من كل شاب وبنت ان يكون بينهم حدود ويتعلموا دينهم صح
رحمه :ماما بتقول ان كل الحاجات دي ساهمت في ان هشام يبعد عني وان يكون من السهل علي رهف انها تجذبه ليها ... طبعا ياعمتي انتي عارفه بقي ... هي مكنتش محجبه ... كانت بتخرج معاه ... يسهروا سوا ... مكنش بينهم حدود .... وانا حكيتلك قبل كده كل حاجه
هند :طب بصي يارحمه ... ايه رأيك تقعدي مع هشام وتتكلمي معاه
رحمه :الحب مابينطلبش يا عمتي ... تسوي ايه كلمة حلوه تتقالك بعد ما تطلبيها ... مابيبقاش ليها طعم .. بتبقي ماسخه زي العطف والشفقه ... والمواجهه اللي حصلت بيني انا وهو ماينفعش اننا نكمل سوا بعدها ... لان وجودنا سوا هيوجعنا احنا الاتنين ... انا عارفه ومتأكده انه بيحب رهف ... وهو عارف ومتأكد ان انا بحبه .. بس خلاص بقي جه الوقت اننا نتحرر من العلاقه اللي مالهاش ملامح دي
هند :طب وهاجر ومجدي
رحمه :هي دي المشكله .. هاجر ومجدي بيحبوا بعض جدآ ومستحيل يفترقوا ... وجدي حاطط شرط يا نتجوز احنا الاربعه يا مفيش جواز خالص
هند :يعني انتي شايفه ان فراقكم هو الحل الاخير
رحمه :مفيش حل غيره اصلا
هند :طب انا هتكلم مع جدك يمكن نوصل لحل
(نهضت هدير من فراشها بعد ان انهي شهاب حديثه معها وخرج ليتمشى مع محمود وهشام ومجدي الذي انضم لهم مؤخرآ ... خرجت هدير من الغرفه وهي تتكأ علي اثاث المنزل لتنظر في انحاء المنزل ولا تجد اي اثر لأحد ولكن سرعلن ما تظهر زينه التي نظرت لهدير بنظرات الشفقه قائله ...)
زينه :تؤ تؤ تؤ ... ياحرام ... عندك حق فعلآ انك تتعبي ... اصل مش سهل ان الواحده جوزها يتجوز عليها كده وتقف تتفرج .. معلش بقي هانقول ايه
(هنا ظهرت رحمه التي تركت عمتها لتتفاوض مع جدها وقررت ان تهبط للطابق السفلي وبينما كانت علي الدرج سمعت كلمات زينه المسمومه التي توجهها لهدير و ...)
رحمه :وانتي اللي مزعلك يا زينه ... اظن دي حاجه تخصها هي وجوزها بس
(غضبت زينه من كلمات رحمه فأردفت قائله ...)
رحمه : فاضل انتي بقي ... دا المثل بيقول من حبنا حبناه وصار متاعنا متاعه ومن كرهنا كرهناه يحرم علينا اجتماعه عندك انتي بقي من كرهنا اتلزقنا فيه زي طابع البوسته
(كادت رحمه ان ترد عليها ولكن دللت اليهم هاجر الاكثر كرهآ ل زينه قائله ...)
زينه :وياعيني علي اللي حب ولا طالشي ... عمل كل اللي يقدر عليه وبرده اترمي تحت الرجلين
(زاد غضب زينه التي زفرت في ضيق وتركتهم لتصعد السلم والغضب يسيطر عليها فتذهب الفتاتان ليمسكا بيد هدير و ...)
رحمه :معلش .. ماتزعليش من كلامها هي ديمآ كده دبش
هاجر :سيبك منها وقوليلي عامله ايه دلوقتي
هدير :ماتقلبوش عليه انا متعوده علي الازمات دي وبعدين انا زي القطط بسبع ترواح
(ابتسمت الفتايات واخذن هدير الي غرفة الجلوس لتسترح علي احد الكراسي وتقول هاجر ...)
هاجر :انا هروح اعملكم احلا كوبايتين عصير
(ثم تركتهم هاجر وتوجهت الي المطبخ و ...)
هدير :قوليلي بقي يا رحمه ... ليه انتي بالذات من بين كل اللي في البيت ده اللي ملامح وشك ديمآ حزينه
رحمه :لان للاسف السعاده لسه تايه عن عنواني
هدير :طب ما تدوري عليه انتي
رحمه :تقدري انتي تدوري علي السعاده
هدير :اكيد اقدر بس هو الطريق صعب شويتين
رحمه :بس الطريق ده بيوصل لسعاده مزيفه ... او مؤقته زي مابيقولوا .. السعاده اللي بجد هي اللي تعرف طريقها اللي يوصلها ليكي تلقائي
هدير :كلامك بيشبه الكلام اللي ديمآ بقوله في البرنامج بتاعي
رحمه :لان انا وانتي بنتكلم من قلبنا ... مش مستنين كلمتين متزوقين نداري وراهم حقيقة اللي جوانا
(وهنا حيث كانت هند تتحدث مع والدها في غرفته الخاصه و....)
هند :يعني كدا خلاص ... ده اخر كلام
عبدالعزيز :وماهرجعش فيه واصل يا هند
هند :بس يا بابا الشباب مش حابين بعض
عبدالعزيز :مايهمنيش في شي ... ده جراري الاخير ... يا يتجوزوا الاربعه يابلاها جواز خالص
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق