القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية دلال والشيخ الفصل الثامن عشر والتاسع عشر بقلم شيماء سعيد

 رواية دلال والشيخ الفصل الثامن عشر والتاسع عشر بقلم شيماء سعيد




رواية دلال والشيخ الفصل الثامن عشر والتاسع عشر بقلم شيماء سعيد


#دلال_والشيخ

الحلقة الثامنة عشر

...........

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ❤️ 

كسر القلوب لا يصدر صوت لكنه يترك صٖرخات من الألم والوجع بداخلنا كل شعور تكتمه يأخذ من عافيتك فصراخ القلوب لا يشعر به إلا من يتألم به........ أحذر من كسر الخواطر..... أحذر من كسر القلوب.... أحذر من كسر النفس

...........

لم يتحمل أحمد صدمته فى دلال بعد أن رآها قد قُبض  عليها فى شقة منافيٖة للآداب 

 فأخذ يلوم فى نفسه ويعاتبها: إزاى شيخ يحب فتاة ليل.

ثم أخذ يستغفر كثيرا: استغفر الله ، استغفر الله 

ثم شاهد سيارة الشرطة قد بدئت فى التحرك أمامه .

فشعر أن قلبه قد تحرك معها وبدون إرادة منه وجد نفسه يتبعها وكأن قلبه الذى يسيره وليس هو .


أما دلال فكانت تبكى بقهر لإحساسها بالظلم الواقع عليها ولا تدرى كيف ستخرج من هذه الأزمة التى وقعت بها .

ثم تذكرت المنياوى ذلك الرجل الذى كان لطيفا معها واوصاها بالإتصال به إذا واجهت اى مشكلة، فابتسمت على مضض وقالت: ايوه مفيش غيره الباشا هو اللى هيخرجنى من الأزمة دى .

فبادرت بالأتصال به ولكن للأسف كان هاتفه مغلق، فأعادت الإتصال به كثيرا ولكن فى كل مرة تجده مغلق، وهكذا حتى يئست واستسلمت للأمر الواقع .

......

 عاد آدم إلى منزله كعادته فى موعده فقبل يد والدته وسئلها عن يومها وصحتها ثم سئل عن دلال .

فتجهم وجه والدته وقالت بقلق: قلبى يا ابنى وكلنى عليها قالت من ساعة إنها نزلة تجيب شوية حجات ونزلت ومرجعتش للأن.

وخايفة يكون حصلها حاجة، اتصل بيها يا ابنى وطمنى .

أنت عارف إنى مش بعرف أتصل على حد .


فدب القلق قلب آدم وقام على الفور والتقط هاتفه واتصل عليها .

ليأتيه صوتها الباكى قائلة: 

آدم ألحقنى يا آدم.

آدم بفزع: مالك يا حبيبتي ، حصل ايه ؟

دلال: ابراهيم ثم بكت وتابعت بصوت شجن .

مش قادرة أشرحلك فى التليفون، لو سمحت أنزل دلوقتى وتعال بسرعة قسم مدينة نصر بسرعة يا آدم أرجوك .

اندهش آدم وقال: قسم ..!!

أنتِ عملتى ايه عشان يخدوكِ القسم يا هانم .

دلال: والله ما عملت حاجة، تعال بس وانا أشرحلك الموضوع.

آدم بغضب: طيب جى .

ثم أغلق الخط وهتف بنفور: على آخر الزمن أنا ادخل أقسام 


والدة آدم: فيه إيه يا ابنى طمنى ؟

آدم بدهشة: مش عارف يا أمى، الهانم بتقول إنها فى القسم وجابت سيرة ابراهيم .

مش عارف إيه جمعهم، ثم فجأة صاح بغضب:

يعنى ايه، معقول كانت بتضحك عليكِ وهى نازلة تقابله .

اه الخاينة ، كويس إنى كشفتها على حقيقتها قبل ما أدبس فيها .

عقدت والدته حاجبيها وقالت بسخط: مش كده يا آدم حرام عليك ، متظلمهاش من قبل ما تسمع منها وتتأكد بنفسك .

لا يستحيل دلال تعمل كده، يستحيل .

آدم بإنفعال: أنتِ لسه بتدافعى عنها، الأمر واضح زى الشمس .

ومش بعيد كمان  يكونوا اتقفشوا مع بعض وعشان كده اتمسكوا .

فرددت والدته: استغفر الله العظيم يارب ، يابنى متقولش كده .

من غير بينة حرام .

آدم: طيب انا هروح بنفسى القسم وأمرى لله وهثبتلك انى اللى بقوله صح. 

ماهى وحدة جاية من الشارع وأمها ماتت فى السجن، عايزاها تكون ايه يعنى !!

ثم خرج آدم غاضبا.

فأخذت تردد: لا حول ولا قوه الا بالله ربنا يهديلك نفسك يا ابنى .

على قد ما أنت فيك صفات خلوة كتير لكن عصبى ومتسرع.

........

كان قلب شفيق يتراقص من السعادة كلما تقدم من غرفة نومه بصحبة أسماء حيث كان يحلم بتلك الليلة معها منذ فترة .

ولكن اسماء كلما تقدمت من تلك الغرفة إرتجف جسدها وتخشبت قدميها وأعلن قلبها من شدة نبضاته الطوارىء وكأنها أصبحت على مشارف الموت .

فتلك الغرفة كانت شهيدة على الجرم الذى قام به شفيق نحوها واسٖتباح به جسدها دون وعى منها ومن ثم على أثره ضاعت كل أحلامها وأصبحت زوجة له وهى التى كانت لا تطيق حتى ذكر اسمه أمامها .

فولجت معه الى الغرفة رغما عنها وقد تسارعت أنفاسها وتجمد جسدها خوفا .

حتى أنه لاحظ ارتجاف وبرودة يدها فرفعها إلى فمه وقبلها بحب ثم وقف أمامها وقال: مالك يا حبيبتي، ايدك ساقعة ليه كده، أنتِ خايفة منى ولا ايه .

متخفيش لإنى اكتر واحد فى الدنيا دى بيحبك وعمرى ما هقدر أذيكِ وكمان هكون حنين عليكِ جدا متقلقيش خالص .

فابتسمت أسماء وقالت ساخرة: أنت لسه هتأذينى يا شفيق .

انت خلاص أذتنى والسرير ده يشهد على اللى عملته فيه .

وبسببه قبلت إنى أتجوزك .

تلون وجه شفيق بالحرج وحاول إخراج صوته المكتوم وقال مازحا: ميبقاش قلبك أسود يا سمسمة.

أنا عايزك تنسى اللى فات وخلينا فى النهاردة ومش عايزك تفتكرى غير إنى بحبك وبس ومستعد أعمل اى حاجة أنتِ عايزها المهم ترضى عن العاشق الولهان شفيق .

ثم غمزها وتابع: وتراضينى أنا كمان  عشان مشتقلك اوى اوى يا قلب شفيق .

فهمت أسماء ما يرمى إليه فعلمت أن هذا الأمر سيكون بداية إنتقامها منه ولن يطول منها شعرة واحدة .

لذا ابتعدت عنه وقالت: بقولك ايه يا شفيق، أنا تعبانة وعايزة أنام، سبنى الليلادى والأيام جاية كتير .

فكاد أن يخرج بؤبؤ عين شفيق من الصدمة وازرق وجهه وردد كلماتها: تعبانة وعايزة تنامى فى يوم زى ده .

لا مش ممكن .

أسماء هى ترفع أحد حاجبيها بجمود: لا ممكن وممكن كمان تشوفلك أوضة تانية تنام فيها عشان مبعرفش أنام جمب حد .

فصاح شفيق بغضب: أنتِ واعية بتقولى إيه يا أسماء !!

ده اليوم اللى كنت بحلم بيه من فترة كبيرة إزاى تقولى كده. .

أسماء ببرود: عادى مفيش مشكلة لما نأجل الحلم ليوم كمان، هى الدنيا هتطير، يلا يا حبيبي خد هدومك وروح نام فى أوضة العيال .

شفيق بعصبية : لا شكلى حد باصصلى فى الجوازة دى .

اه اكيد أمى هى عشان مش راضية عن الجوازة .

ربنا يسامحك يا حجة .

ثم أخذ ملابس نومه بإنفعال وذهب لغرفة الأطفال.

وهنا ابتسمت أسماء وقالت بتشفى: احنا لسه فى أولها يا شفشفق، خلى بالك طويل امال .

أما زينب فكانت تدور حول نفسها، بأنفاس متصارعة، تحمل فى صدرها قناٖبل مشٖتعلة من الغضب قد تنفجٖر فى اى لحظة .

لا تصدق أن ابنها المدلل قد انقلب عليها بسبب ابنة ألد اعدائها .

وأخذت تفكر كيف ستتخلص منها سريعا قبل أن تسيطر عليه بالكلية وتفقد مكانتها التى حافظت عليها سنين عدة .

........

 وصلت دلال إلى قسم الشرطة وزج بها العساكر هى ومن معها إلى الداخل بعنف مع وابل من  الألفاظ البذيئة، فانفجرت فى البكاء وأصبحت دموعها كشلال ماء لا يتوقف وأحمد يراقبها ومع كل دمعة تسقط منها كانت تسقط على قلبه فتمٖزقه .

وأخذ يردد: ليه تعملى فى نفسك كده وتهنيها بعد ما ربنا سبحانه وتعالى كرمها، تقومى أنتِ تعملى كده فى نفسك .

ليه يا بنت الناس، حرام عليكِ نفسك وحرام عليكِ أنا .

ايوه يا دلال تصورى أن الشيخ احمد اللى بقول قال الله وقال الرسول أحب واحدة زيك .

ااااه مش قادر حاسس انى هموت من الحسرة والقهر.

ثم ترجل من سيارته وولج من خلفها ولكن من على بعد حتى لا تراه، ليعلم كيف سيئول بها الحال .

فوجدها تقف ترتجف، تحاول الثبات ولكنها تفشل فتميل يمينا تارة ويسارا تارة حتى فقدت توازنها وسقطت لتجلس على أرضية القسم .

فطالعها بحزن شديد ولمعت الدموع فى عينيه، وود أن لو ذهب إليها وانتشلها من الأرض واجلسه فى قلبه لتطمئن بوجوده .

وما هى لحظات حتى لاحظ شاب يدخل القسم وتعابير وجهه قاسية يتمتم بكلمات غير مفهومة ولكن الواضح أنها غاضبة ..

ثم توقف ليسئل أحد العساكر، فسمعه يذكر اسمها.

فنبض قلبه بشدة وتعلق بصره به، وازدادت حيرته وتسائل من هو ما يقرب لها ؟

ثم وجده يقترب منها، فاقترب أيضا أحمد ليستمع إلى حوارهم معا .

وكانت دلال مازالت تجلس فى الارض وتضم قدميها إلى صدرها مكنسة الرأس حزينة .

ثم اسمتع إلى هذا الشخص وهو ينطق بإسمها بحدة: دلال .

فرفعت رأسها وابتسمت ابتسامة لم تتعدى ثغرها، ابتسامة واهية مصحوبة باستغاثة فوقفت على الفور وقالت بلهفة:

_ آدم الحمد لله انك جيت.

أرجوك يا آدم فهمهم انى مظلومة وان ابن خالتك هو اللى وقعنى فى المصيبة دى .

خليهم يمشونى يا آدم مش متحملة اقعد هنا ولو ثانية واحدة كمان .

آدم بعيون تطلق شرار دون ذرة رحمة: مظلومة.!

طيب ممكن تفهمينى إيه جمعك عليه يا مظلومة ؟

وعندما فتحت فمها لتتحدث وجد ابن خالته من ورائه يقول: هقولك أنا يا ابن خالتى .

فالتفت آدم يطالعه بغضب وصاح: وصلت بيك الحقارة إنك تكلم خطيبتى من ورايا ويا ترى حصل ايه خلكوا تشرفوا هنا .

استمع أحمد إلى كلمة خطيبتى، فتألم قلبه حتى أنه وضع يده عليه، وأغمض عينيه بقهر وتسائل: خطيبته !

يعنى ايه ، يعنى حبيته وحبها .

يعنى أنت كنت عايش فى وهم يا أحمد وهى مش على بالها أنت خالص ونسيتك .

وعاشت حياتها واتخطبت وهتجوز .

كده أظن خلاص مليش مكان وأظن تمشى وكفاية وجع وقهرة لغاية كده، ولازم أفوق لنفسى وأعرف ان فعلا إحنا متنفعش لبعض.

وعندما هم ليغادر استمع الى سخرية إبراهيم، فشده الفضول لمعرفة الحقيقة .

ابتسم إبراهيم ابتسامة ساخرة واستطرد: كل خير يا ابن خالتى .

وصراحة يعنى أن البت اتخطبت ليك غصب وهى عينيها منى من أول شافتنى وهى صراحة كانت عجبانى اوى .

وعشان كده أول بس ما لمحت ليها وقولتلها نتقابل، سابت كل حاجة وجتلى فى الشقة، معلش هو الحب كده نٖار .

لم تتحمل قدم أحمد ما استمع إليه، فتهاوت قدمه واضطر إلى الإستناد سريعا على الجدار الذى بجانبه حتى لا يسقط .

وكان ما سمعه كان كسٖكينا يمزق فى جسده بلا رحمة .

وقال: معقول يا دلال ، أنتِ إنسانة بشعة للدرجاتى وخاينة .

وهنا التفت آدم إلى دلال وصرخ فى وجهها وقال ساخرا: وبتقولى مظلومة وعايزة  تخرجى، لا يا هانم .

ده أنا لو اطول يحكموا عليكِ بالأعدام .

فصرخت دلال بهيسترية,: أنت بتقول ايه يا آدم، اوعى تكون صدقته، ده كداب وحقير .

ثم بكت بقهر واستطردت: والله مظلومة، حرام كفاية ظلم لامتى الدنيا هتظلمنى، أنا تعبت تعبت .

فسخر آدم: قالوا للحرامى أحلف قال جالك الفرج .

ثم تابع بقسوة: بصى يا بنت الناس، هى كده خلصت سواء كنتى مظلومة ولا مش مظلومة معتدتش تهمينى .

وكفاية إنى على آخر الزمن دخلت قسم بوليس اللى انا كنت بس متحملش أشوفه من بره .

فأنا صراحة ميشرفنيش إنى أتجوز وحدة زيك ولا تربيلى ولادى .

لأن هيكون شكلهم إيه بين الناس لما يعرفوا أن أمهم استغفر الله العظيم، اتمسكت فى قضية** استغفر الله العظيم 

مش قادر أنطقها .

ثم خلع دبلته وألقاها فى وجهها والتفت إلى إبراهيم وقال بحدة: ابراهيم إنسى من النهاردة أن ليك ابن خالة ولو شوفتك تعتب باب البيت عندنا تانى، مش هيحصلك طيب .

ثم أسرع للمغادرة .

لتجلس دلال مرة أخرى على الأرض تبكى بهيسترية حتى فقدت الوعى .

فغضب العسكرى وصاح بها: قومى فزى يا بت وبلاش تمثيل.

عاملة فيها إنسانة وبتحسى اوى، مكنتيش عملتى اللى عملتيه .

هتقومى ولا هجيب جردل المية اللى بنضف بيه وادلقه عليكِ عشان تفوقى .

وهنا لم يتحمل أحمد أكثر من ذلك رؤيتها بهذا الشكل بعد أن فقدت وعيها، فهو لا يتخيل مهما حدث منها أن يفقدها ولو للحظة واحدة .

فأسرع إليها وأقترب منها وانحنى قائلا والدموع تتلألأ فى عينيه:  دلال، دلال .

استمعت دلال لصوته وظنت إنها تحلم فلم تفتح عينيها ولكنها همست بصوت خافت: أنت فين يا مولانا، ألحقنى يا أحمد .

أنا محتاجك اوى .

فابتسم أحمد لذكرها اسمه ولكنه عاد سريعا لعبوسه عندما تذكر خطيبها فامتلك قلبه بالغيرة وقال بحدة: فوقى يا دلال .

فوقى .

ففتحت عينيها دلال لتجده أمامها فأخذت تفرك فى عينيها غير مصدقة إنه أمامها فقالت: أنت بجد قدامى يا مولانا ولا أنا بحلم .

أحمد بحزن: لا يا ستى مش بتحلمى، أنا قدامك .

ثم رمقها بنظرة معاتبة قائلا: ايه اللى رماكِ الرمية دى يا دلال ؟

ليه عملتى فى نفسك كده ؟

فبكت وقالت: أنت كمان مصدق يا أحمد، أحلفلك بايه إنى مظلومة عشان تصدقنى .

بس أنت إزاى قدامى بجد وعرفت إنى هنا إزاى ؟

لتجيب نفسها مستطردة بعشق:

أكيد قلبك حس بيه وعرف إنى فى ضيقة، اه ما أنت شيخ مكشوف عنك الحجاب صح.

وبينما تتحدث خرج الظابط من مكتبه قائلا بغلظة: ايه الصوت العالى ده، فاكرين نفسكم فين !!

ثم نظر إلى العسكرى وقال آمرا : دخلى ولاد ستين فى سبعين دول عشان نخلص من المحضر وندخلهم التخشيبة ونخلص من زنهم.

فصاح العسكرى فيهم: مش سمعتوا يا ولاد** يلا ادخلوا مكتب الباشا، دخل عليكم عزرائيل يارب عشان نخلص من أشكالهم .

ثم بدء هو العساكر الزج بهم واحد تلو الآخر .

وآخرهم كانت دلال التى كانت تستغيث بعينيها بأحمد أن ينجدها .

وعندما هم أحمد أن يدخل من ورائه، استوقفه العسكرى قائلا بغلظة: رايح فين يا اخينا هى وكالة من غير بواب ولا ايه .

ولا تكونش عايز تتروق معاهم، مع أن شكلك مش بتاع كده..

ولا تكونش اه شيخ صينى، عشان شايفك بتكلم مع وحدة من إياهم .

فاستغفر أحمد: استغفر الله العظيم.

أنا مش هرد عليك ولكن الباشا اللى جوه هو اللى هيعمل الواجب .

ثم أخرج له كرت به اسم لواء تعامل معه من قبل وأعجب بأخلاق أحمد وأعطاه كارت خاص به أن واجهته اى مشكلة فى الأمن يخرجه المسئول واسمه كفيل بإنهاء المشكلة على الفور .

فطالع العسكرى الكرت وقرء اسم اللواء سعيد مدكور فهمس بخوف: الباشا الكبير مرة واحدة.

لا حالًا هبلغ الباشا جوه واتفضل سيادتك .

فولج العسكرى سريعا عندما ناول الكرت إلى الضابط وقف وقال سريعا: دخله فورا .

فاستدعى العسكرى أحمد، فرحب به الضابط ببشاشة وقال: أهلا بحضرتك شرفتنا.

ممكن أتعرف بيك .

أحمد: أحمد الجمال .

طالعه الضابط بدهشة قائلا : معقول حضرتك أحمد الجمال صاحب سلسلة مول الشيخ وشركة الشيخ عندنا بنفسه .

اتفضل اتفضل حضرتك استريح وكل اللى تؤمر بيه أنا تحت أمرك .

أحس احمد بالحرج ولكن عندما طالع إنكسار دلال لم يتحمل ونطق سريعا: الأمر لله.

هو طلب واحد مفيش غيره وهكون منون لحضرتك .

وهو أن دلال ثم أشار إليها، تخرج معايا دلوقتى، لأن الآنسة قريبتى والأمر هيكون شائك جدا باللنسبالى لو الأمر وصل للصحافة .

 زفر الضابط بضيق ولكن لم يكن بوسعه سوى القبول لمكانته ومن أجل اللواء منصور لذا قال: 

_هو طبعا من المفروض أن القانون ياخد مجراه مع الأشكال دى عشان لما يتمرمطوا جوه السجن  لعل وعسى يتوبوا لكن أنا وعدتك أنا هنفذ اى حاجة تطلبها .

بس غريبة أن واحد محترم زى حضرتك يكون ليه قريبة زى دى .

ياريت حضرتك تعلمها الحلال والحرام وتشوف ليها مصدر رزق بالحلال بدل ما بتبيع نفسها .

وهنا لم تتحمل دلال كلمات الضابط المؤلمة فصاحت بمرارة مؤلمة: 

_أنا مش شمال ،أنا مظلومة، أقسم بالله ولو مش مصدقنى اكشفوا عليه وهتأكد ليكم الدكتورة إنى بنت بنوت وعمرى ما أفرط فى شرفى أبدا .

ده أنا معملتهاش  لما كنت رقاصة، هعملها دلوقتى.

اتسعت عين أحمد بذهول وهمس: رقاصة .

يا خبيتك القوية يا شيخ احمد، بتحب رقاصة ..!!

وكمان بتقوليها على الملأ كده..خسئتى يا دلال .

هو أنا اه بحبك يا دلال، لكن أنتِ محتاجة إعادة مصنع من اول وجديد، وهربيكِ على أيدى.

بس يارب أقدر ومضعفش، لأن سحر عينيكِ بيدمر اى إنسان يقرب منك، عشان كده لازم أحصن نفسى كويس .

بذكر الله وغض البصر والاستعانة والثقة فى الله.

ثم خرج من شروده على صوت الضابط يقول: تقدر حضرتك تخدها وتمشى .

بس ممكن قبل ما تمشى أقترح على حضرتك حاجة، وأظن هتوافق لإنى زى ما بسمع بتحب الخير .

ابتسم أحمد ولمعت عينيه بالفضول وأكد: اكيد أمرنى .

الضابط: الأمر لله .

الضابط: طبعا ضميرى مش هيسمحلى أخرج واحدة وتسيب الباقى، أما الرجالة فللأسف القانون كده بيخرجهم بدون عقوبة لكن عقوبتهم عند الله أشد والسكتات للأسف هى بس اللى بتتعاقب بالسجن .

احمد: للأسف مع إن الإتنين واحد فى الذنب .

الضابط: اه بس يمكن عشان الراجل لو ملقاش اللى تجر رجله مكنش عمل الذنب ده، عشان كده القانون والمجتمع بيحمل الست الذنب الأكبر.

أحمد: ممكن بس لازم يتغير القانون وهو كمان يتحبس لعل وعسى ميرجعش الذنب تانى .

الضابط: ياريت ودلوقتى بما أن حضرتك ربنا فتحها عليك، ياريت تشوف شغلانة تناسب البنات دى، يمكن لما يدوقوا حلاوة القرش الحلال، ينسوا الحرام .

وياريت كمان مكان يجمعهم ويباتوا فيه، لان لو سبت كل وحدة لوحدها ممكن الشيطان يوزها ترجع تانى، لكن كده يسندوا بعض .

ابتسم أحمد وأومأ برأسه: غالى والطلب رخيص، اعتبره حصل يا باشا .

ثوانى بس أعمل مكالمة، ليقوم بالاتصال بشيكو .

شيكو: ايه يا صاحبى كل ده مجتش، اتأخرت ليه ؟

أحمد: لما أجى هحكيلك عن كل حاجة. 

بس دلوقتى جيبلك فرصة حلوة وحِجة تكلم الحب.

  هى ياسمين عندها مشغل صح  ومأجرة شقة للبنات اللى بتشتغل يناموا فيها .

شيكو: ايوه .

 أحمد: طيب تمام، أنا دلوقتى قدامى تلاتة بنات .

فضحك شيكو: يا جامد تلاتة مرة واحدة، يا شيخ أحمد .

وهتقدر عليهم لوحدك ولا عايز مساعدة من صاحبك وحبيبك شيكو .

فحوقل أحمد: لا حول ولا قوه الا بالله، أنت فهمت ايه ؟

هو أنا بتاع الحجات دى برده .

بقولك عايزهم يشتغلوا ويباتوا مع البنات، وأنا اللى هدفع مرتبهم وأجرة الشقة .

فضحك شيكو: النية عندى فى ذمة الله وماشى يا مولانا  علم وينفذ يا مولانا، هكلمها وربنا يستر متسمعنيش كلمتين فى جنابى .

أحمد: لا كلمها وقولها من طرفى وأنا نص ساعة هكون قدام المشغل، تستلمهم .

شيكو: ماشى يا مولانا .

.......

أتصل شيكو على محبوبته ياسمين 

فأجابت بجمود: نعمين، متصل ليه فى الوقت المتأخر ده ؟

شكلك فاضى، اه ما أنت بقيت راجل أعمال وناس زى الرز بتعملك اللى أنت عايزه.

وفكرنى أنا وحدة منهم توديها وتجبها بفلوسك، لا يا حبيبي فوق لنفسك، الغنى غنى النفوس ودور على حد غيرى .

أبعد شيكو عنه السماعة وهو يطبق على شفتيه بغيظ ، فهو يكاد يحفظ تلك الكلمات التى تمليها على مسامعه كل فترة .

ويتمنى أنه لو عاد فقيرا مرة أخرى لينعم بكلماتها الحنونة مرة أخرى .

وعندما انتهت ياسمين من كلماتها المعتادة قالت: ساكت يعنى وده معناه أن عندى حق صح ؟

فصاح شيكو: لا مش صح يا ست ياسمين ومش أنا اللى طالب منك خدمة ده الشيخ أحمد، عايز يشغل بنات عندك فى المشغل .

فابتسمت ياسمين واستطردت، طيب مش تقول .

يأمر الشيخ أحمد وأنا أنفذ.

فشعر شيكو بالغيرة تأكل قلبه، فقال: والله يعنى الشيخ أحمد يأمر براحته وأنا إيه يا ست ياسمين شوال درة !!

كتر خيرك ، وبقولك قبل ما أقفل عشان عايز أتخمد.

زمانه جى دلوقتى عندك ومعاه البنات.

يلا سلام، فشعرت ياسمين بالندم وعاتبت نفسها 

ليه ديما كده وقفاله على الوحدة وبتصديه وأنتِ عارفة إنه بيحبك ومنتظرك من سنين وأنتِ كمان بتحبيه .

حرام عليكِ العذاب ده ليه ولنفسك .

ثم استطردت: أعمل إيه ما أنا ورايا كوم لحم ولو اتجوزته، ممكن يبعدنى عنهم .

بس هو وعدك أنه عمره ما هيعمل كده .

وأنا ايش ضمنى ، يعالم زى ما بيقولوا يتمسكن لغاية ما يتمكن.

طيب على الأقل، راضيه بأى كلمة .

لذا قالت: استنى يا جدع، هو ايه اللى تقفل ده على طول، مش بكلمك .

شيكو: عايزة تقولى إيه اكتر من اللى بتقوليه وتنكدى عليه يا ياسمين، حرام عليكِ والله .

مستنيكِ بقالى سنين عشان بحبك وعشان متأكدة انى بحبك عمالة تدوسى عليه براحتك وفكرانى هستحمل لا يا بنت الناس أنا جبت أخرى خلاص وبقولهالك اهو لو موفقتيش نتجوز .

أنا هشوف وحدة بنت حلال اتجوزها عشان ألحق أجيب حتة عيل بدل ما أموت من الهم.

فصعقت ياسمين من حديثه وخافت أن يكون صادق تلك المرة فقالت بغضب: طيب أعملها كده يا شيكو وأنا هخليك أرمل فى يوميها بعون الله.

قال تجوز قال، شوفت بقا أن عينيك فارغة .

فابتسم شيكو بعد أن أستشعر غيرتها عليه .

شيكو: مش هتنيل على عينى يا ستى بس وافقى.

منى بتردد: بس واخواتى .

شيكو: قولتلك الف مرة أنا اللى هكون مسئول عنهم وهنخدهم كمان يا ستى يعيشوا معانا  ومش هيخرجوا منها إلا على الجواز. 

ولو تحبى أبصم على كلامى ده أنا موافق .

فضحكت ياسمين، فقال شيكو: بدال ضحكت يبقى قلبها مال .

الله ينصر دينك يا شيخ أحمد .

ثم استمعت ياسمين لصوت عربية احمد تقف أمام الباب.

ياسمين: طيب أقفل دلوقتى ، الشيخ وصل .

شيكو: مش هقفل غير لما أسمع كلمة موافقة .

ياسمين : يوووه وبعدين .

شيكو : قوليها وريحى قلبى .

فقالت ياسمين بخجل: موافقة ثم أغلقت الخط فى وجهه.

فأخذ شيكو للحظات شارداً غير مستوعب ما قالته ، ثم فجأة قفز من الفرحة قائلا: وهتجوز، وهتجوز .

........

نزلت فتاة تلو الأخرى من السيارة وعندما همت دلال بالنزول من ورائهم استوقفها احمد بقوله: .....

يتبع 

يارب تكون الحلقة عجبتكم ومتنساش نضغط لايك وتعلق بكومنتات كتير عشان نرفع الحلقة 

وياريت فى جروبى محبى الكاتبة شيماء سعيد نعمل ريغيوهات عن الحلقة 

دمتم في حفظ الله 

نختم بدعاء جميل


#دلال والشيخ 

الحلقة التاسعة عشر

.............

الحب هو الراحة التي يسعى إليها الجميع، فهو العطاء دون مقابل، والأمان دون مأوى، وهو أن تشعر أنّ هناك من هو قريب رغم بعده، أن تستشعر وجوده رغم كل ما يفصل بينكم من مسافات، وأن تُضحّي من أجله رغبة بإرضاء نفسك وإرضائه

...................

نفذت أسماء إنتقٖامها من شفيق الذى قتٰل روحها  عندما أغٖتال برائتها فأقسمت ألا تعطيها نفسها وتجعله يذوق مرارة الحٖرمان ويتعذب بٖنار الشوق 

وعندما طردته من غرفته منكسرا إلى غرفة الأطفال ألقى بنفسه على التخت يزفر بضيق وكأنه على وشك الإختناق .

فقال بمرارة: لا أنا لو فضلت صاحى كده هيجرالى حاجة، أنا هحاول أنام أحسن .

ولكنه لم يستطع النوم ولم  يغمض له جفن وأخذ يتقلب على فراشه كثيرا كأنه ينام على جمرات من النٖار .

 فقال بسخط : لا أنا كده هتجنن بجد، إزاى بعد ما اتجوزها تحرمنى منها وأنا اللى كنت بحلم باليوم ده .

و كمان تحكم عليه أنام فى أوضة تانية أنا شفيق الجمال ، اللى كلمتى بتمشى على أكبر شنب فيكِ يا بلد  .

ماشى يا أسماء بس أتمكن منك وبعدين همشيكِ على العجين متلغبطوش.

........

أما زينب فكانت الأخرى تتلوى كالحيٖة على فراشها حتى قفزت من التخت فجأة وقالت: لا مش قادرة أنام وبنت إبتهال تاخد منى ابنى أنا لازم أعمل حاجة أكسٖر فيها فرحتها الليلة .

ثم ابتسمت بمكر وأخرجت مفتاح شقة شفيق وقررت أن تصعد إليهم وتفاجئها بوجودها فى غرفة نومها .

وبالفعل صعدت للشقة ووضعت المفتاح فى الباب، فاستمعت أسماء لصوت المفتاح حيث كانت فى طريقها للمرحاض فدق قلبها سريعا من الخوف وأسرعت للباب لترى من هذا الذى يفتح عليهم الباب فى تلك الساعة، فرأت زينب من العين السحرية.

فأطبقت على شفتيها بغل وهمست: بقا كده يا حماتى .

عايزة تفهمينى إنك الكل فى الكل وممكن تدخلى عليا اوى وقت براحتك ، طيب ماشى. 

فأسرعت إلى غرفة شفيق .

وعندما رآها تهلل وجهه بفرحة وقال: كنت عارف إنى مش ههون عليكِ.

تقدمت منه أسماء وقالت بدلال وهى تجلس بجواره وتمسح على شعره بحنو: اه طبعا يا حبيبى مقدرتش أبعد عنك .

فحاوطها شفيق بذراعيه واستسلمت له للحظات.

حتى تفاجىء شفيق بوالدته فوق رأسه تقول: مش كفاية مسخرة يا بت إبتهال وتتخمدى وتسيبى شفيق يستريح عشان يشوف أشغاله الصبح .

إبتعدت أسماء عن شفيق سريعا وقالت بتغنج: رد يا شفيق على الحجة أمك اللى دخلت علينا أوضة نومنا فى يوم دخلتنا .

أنا مشوفتش قلة حيا للدرجاتى .

بس العيب مش عليها عليك يا شفيق عشان سايب ليها المفتاح .

فاعتدل شفيق من نومته وأطلقت عينيه جمرٖات من نٖار وصاح فى زينب: إيه جابك يا حجة، يصح كده برده .

أنا غلطان إلى ديتك المفتاح.

.................

نزلت فتاة تلو الأخرى من سيارة أحمد وعندما همت دلال بالنزول من ورائهم استوقفها أحمد بقوله: استنى عندك رايحة فين؟

دلال بحرج: هنزل مع البنات، مش قولت هنشتغل وهنلاقى مكان نبات فيه.

مفيش أحلى من كده، وتشكر يا مولانا .

فزفر أحمد بضيق وقال بتهكم: تشكر..!

ثم أستطرد :

_دلال أنتِ مش هتنزلى معاهم، انتِ هتيجى معايا الفيلا بتاعى .

رفعت دلال حاجبيها وقالت بصدمة: لا إلا أنت يا مولانا، أجى معاك أعمل إيه..!

أوعى تكون لسه مصدق إنى كنت بيبع نفسى .

لتجهش بالدموع واستطردت بقهر: أقسملك بالله ما حصل وأنا انخدعت والله .

نزلت دموع دلال على قلب أحمد كجٖمرات حارقة لم يحتملها ويعلم أن قلبه يصدقها ولكن ما سمعه ورآه منها يكاد يصيب عقله بالجنٖون وما يثير غيرته هو خطوبتها لذلك الجاحد كيف كانت وما كانت تقوله له ويقوله لها، هل أحبته .

لاااا قلبى المتيم بها لا يستطيع تحمل هذا، فهى لى حتى وان ظاهرى وعقلى يرفض هذا ولكن ليس على القلب سلطان الا الهوى.

فهتف أحمد بألم يشق صدره لبكائها وقال بصوت حاد يخالف ما يشعر به: أصدقك ولا مصدقكيش مش هتفرق .

كل الحكاية أن ليكى دين فى رقبتى عشان انقذتينى يوم الحادثة .

وعايزة أرده مش اكتر .

فطالعته دلال بعتاب تطل من عينيها بكسرة وقالت: أنت شايف كده يا مولانا، كل اللى ليه عندك دين عايز ترده، لكن مفيش يعنى حاجة كده ولا كده مستخبية هنا ولا هنا .

نبض قلب أحمد وجاهد حتى يخفى بسمته، فكيف يقول لها أنه مُتيم بها وهو الشيخ وهى راقصة.

كيف تجتمع السماء والأرض وبينهما كل تلك المسافة .

لذا اكفهر وجهه وقال: حاجة ايه انا مش فاهم، أنا قولتلك دين وهسدده، ومتخفيش الفيلا أنا مش لوحدى فيها.

فيها عمتى وأمى ، بس لازم تعرفى حاجة عن أمى إنها ست كبيرة وللأسف مش طبيعية، يعنى عقلها زى الأطفال .


همست دلال:  شوف أنا بكلمه فى ايه ويقول إيه .

هيفهم إزاى ده إنى بحبه، ده البعيد لوح .

وقال بيقول أمه عقلها عقل عيال، عشان كده طالع زيها مش بيفهم .

بس ماشى هروح معاه، أعمل إيه بحبه وبموت فيه، يكش يفهم بالتدريج ..

يختى جماله حلو، بحبك يا مولانا .

ليقطع حديثها الخافت أحمد بحدة قائلا: هتفضلى تبرطمى كتير كده..!

ها قولتى ايه هتيجى معايا ؟

فأطلقت دلال عينيها تتأمل تفاصيله بحب حتى شعر أحمد بالحرج وأخفض رأسه واستغفر: استغفر الله العظيم.

طلعتلى منين دى، أعمل إيه فيها دلوقتى ؟

هتجننى ومش قادر أنا كمان أبصلها واحفظ ملامحها.

لتقطع شروده دلال: هو أنا أقدر اقولك لأ يا عم الشيخ، توكل على الله يلا، وانا معاك .

فابتسم أحمد ثم انطلق بها نحو الفيلا، وعندما وصل وولج للداخل وجد عمته تمشط شعر والدته .

فألقى السلام: السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.

فالتفت عمته عفاف وقالت: وعليكم السلام يا ابنى .

أخيرا جيت، دى أمك طول النهار مش على لسانها غيرك .

ليه بتطول كده يا ابنى، وامتى هتيجى تعيش معانا وتسيب بيت عمك، مش كفاية كده !!

فحمحم أحمد بخجل واقترب من والدته وقبل رأسها، فأخذت تحركها كثيرا وتضحك فرحا برؤيته ، ثم قبل رأس عمته وقال: معلش الظروف يا عمتى .

ودلال تراه من بعيد فلم يأذن لها بالدخول بعد فهمست: ما أنت حبوب وحنين اهو يا مولانا، امال منشفها عليه ليه كده ؟


عفاف بإستغراب: ظروف ايه يا ابنى اللى مقعداك ضيف هناك وسايب ملكك هنا، ده أنا سبت بيتى عشانك وعشان الغالية أمك وحتى تميم رأسه ناشفة زيك ومرضاش يجى يعيش معايا هنا .

أحمد بصوت خافت: يا عمتى خايف إمشى، يقولوا ما صدق هرب من جوازة أشجان.

ثم صمت للحظات وتبدلت ملامحه للحزن واستطرد: وده مينفعش، أنا لازم أوفى بوعدى عشان عمى ومراته اللى بتعاملنى زى ابنها واكتر .

لازم أرد الجميل .

فصاحت عفاف بغضب: يعنى هو لازم رد الجميل إنك تجوز واحد مطلقة يا ابنى وأكبر منك.

وهنا سمعت دلال كلمة زواج أحمد، فضربت على صدرها وقالت: يا مصيبتى يجوز، يعنى بعد ما لقيته يجوز ويضيع منى .

لاااا مقدرش على كده، فأسرعت إليه ووقفت أمامه وهدرت بصوت حزين: الكلام اللى سمعته ده صح..!

أنت هتجوز يا مولانا؟

ابتلع أحمد غصة مريرة فى حلقه وهى تتوسل إليه بعينيها أن ينفى ذلك.

فقد رأى بعينيها شىء يجهله، هل هو حبا حقًا ام مجرد إعجاب .

فإن كان حبا فلما ارتبطت بشخصا غيره..؟

فأغمض عينيه بألم وهمس: تعبنى حبك اوى يا دلال.

ولا عارف أعيشه ولا عارف أنساه ..

واخرتها ايه يا بنت الناس، إحنا فعلا مننفعش لبعض حتى لو مفيش فى قلبى غيرك ..

وعشان كده وجد نفسه يقول: ايوه هتجوز بنت عمى يا دلال .

مفيش مبروووك .

فارتعشت شفتيها بمرارة ودمعت عينيها وقالت: مبروووك .

ودلوقتى أستأذن أنا يا مولانا ومتشكرين لغاية كده .

واعتبر الدين اللى فى رقبتك إتحل خلاص .

لتلتفت سريعا قبل أن تسمع رده، وتخطو خطواتها للخارج .

فصاح بها ليستوقفها: إستنى عندك .

فتوقفت متخشبة فى مكانها، وقد شحب وجهها ودموعها لا تتوقف .

فأسرع إليها ووقف أمامها وجزع عندما رآها على هذا النحو .

وود أن لو اعترف بعشقها وضمها لصدره ليطمئنها أن ليس فى قلبه سواها ولا يرغب بأحد سواها ولكن كما لديها دين فى رقبته،فدين عمه أقوى وأولى بالسداد .

وعليه أن يوفى كلمته وعهده فالمسلمون على ما هادوا.

وليس هو من يقطع عهده ولو على رقبته .

دلال بحدة: نعمين..؟

عايز منى ايه تانى يا سيدنا الشيخ، ما خلاص فضناها وقولت حليتك من الدين اللى فى رقبتك ليه .

فخلينى أرجع لحياتى وبيتى.

فغضب أحمد وقال ساخرا: حياتك وبيتك .

ايه حنيتى للرقص والمجٖون اللى كنتِ عايشة فيه تانى .

فعقدت دلال حاجبيها وهدرت قائلة: لا أنت المجنون ، بقولك ايه متشتمش عيب عليك يا مولانا .

فابتسم أحمد رغم عنه .

فحدقت به دلال وهمست: بقا الضحكة الحلوة مليش نصيب فيها وهتروح لغيرى، يبختها .

_ملكش فيه يا مولانا أرقص أغنى، دى حياتى وأنا حرة .

وسبنى فى حالى وروح أتحكم فى المحروسة اللى هتجوزها ..

احمد بصرامة : قولتلك مش هتمشى من هنا، هتقعدى مع أمى وعمتى وهجبلك كل طلباتك عايزة ايه تانى.

فهمست دلال: عايزاك أنت يا مولانا. 

أنا بحبك بس أنت مبتفهمش .

دلال: لا مش عايزة تغور اللقمة اللى بتيجى بكسرة النفس .

أنا ماشية.

وعندما حاولت المغادرة مرة أخرى، اضطر أن يمسك بمعصمها بقوة، ثم دفعها من ورائها.

وأخذت دلال تصرخ وعمته تصيح قائلة: فيه إيه يا أحمد ومين دى د؟

وليه يا ابنى بتكلمها كده وبتجرها وراك ليه ؟

أحمد: هفهمك كل حاجة يا عمتى بس مش دلوقتى 

ثم صعد لأحد الغرف وفتحها ودفعها بها قائلا: أنتِ مش بتسمعى الكلام، وعشان كده هحبٖسك أنا لغاية ما تتعلمى الأدب يا دلال .

وعلى فكرة الأوضة دى فيها حمام، وعمتى هتطلع ليكى الأكل .

وهجبلك لبس على ذوقى .

فصرخت دلال: أنت باى حق تعمل معايا كده ..

أنت تعرفني ولا حد قريبى يا جدع !!

أنا هبلغ عنك البوليس وأقول خطفنى .

فضحك أحمد: البوليس اللى لسه جايبك منه .

اسكتى يا دلال واقصرى الشر عشان غضبى وحش .

ويلا هسيبك ترتاحى وتنامى وهيكون ليه معاكِ كلام تانى .

ولم يدع لها الفرصة للرد وقام بأغلاق الباب بالمفتاح وهبط على السلم .

فاستقبلته عمته وعلى وجهها معالم الغضب: أنا مش مصدقة اللى بتعمله ده يا شيخ أحمد، وايه كمان جايب بنت فى إيدك .

هو فيه إيه بينك وبينها يا شيخ أحمد ؟

فلمعت عين أحمد بالدموع وهو يجاهد أن يبوح بما تجوبه نفسه فقال: الشيخ أحمد يا عمتى فُتن للأسف ووقع فى الحب .

وحب مين البنت اللى شفتيها دى وتعرفى كانت بتشتغل ايه..

فاتسعت عين عمته بفضول، ليلقى على مسامعنا القنبلة 

كانت رقاصة .

فضربت عمته على صدرها قائلة: يا مصيبتى .

انت إتجننت يا أحمد، حصلك ايه بس .

لا دى عين وصابتك يا ابنى.

رقاصة ايه وبتاع ايه، فوق لنفسك يا ابنى وارجع لربك واستغفر .

ده أنا قولت هتاخد بنت شيخ المسجد المنقبة وحافظة القران.

فبكى أحمد حتى فاضت عيناه، فأشففت عليه عمته وقالت بحزن: لا حول ولا قوه الا بالله.

قد كده بتحبها يا ابنى .

احمد: اه للأسف، ومش عارف اعمل ايه؟

عفاف بثقة: تعمل ايه، تجوزها طبعا على طول يا ابنى، عشان اللى بتعمله ده حرام وغلط، تكلمها وتكلمك من غير صفة، ودى بداية خطوات الشيطان، هوب من غير ما تحس تلاقى نفسك واقع فى كبيرة من الكبائر والعياذ بالله .

اتسعت عين أحمد وقال بذهول: اتجوزها ..!!

إزاى بقولك كانت رقاصة ولسه استغفر الله العظيم جيبها من ..

لا مش قادر أكمل عشان قلبى بيقول مظلومة .

ده غير إنى خاطب بنت عمى .

اتجوزها إزاى قوليلى؟

عفاف: عادى يا مولانا، ما أنت اكتر واحد عارف الشرع وان ربنا محلل أربعة .

وانت هتجوز أشجان عشان عمك مش حب، فحق قلبك عليك تراضيه هو كمان وتجوز اللى بتحبها.

أما عن ماضيها يا ابنى، فأنت برده عارف إن ربنا غفور رحيم .

المهم هى تكون بتحبك وتسمع كلامك وتتوب لربنا وتكون إنسانة تانية زى ما كنت بتمنى .

فتنهد أحمد بحرارة وأمسك برأسه وحركها كثيرا ثم قال بتأنى: مش عارف بجد أعمل إيه، أنا محتار وخايف لو عملتها أظلم أشجان لإنى قلبى مع دلال .

عفاف: يا حبيبى القلب مش عليه سلطان وعشان كده حبيبنا النبى قال لربنا" هذا قسمى فيما أملك فسامحنى فيما لا أملك"

يعنى كان بيعدل بينهم فى المبيت والكلام الحلو والمعاملة الطيبة لان ده حق لكن كان بيميل للسيدة عائشة وبيحبها .

فكل اللى عليك انك تراضى أشجان لان البنت اتظلمت كتير يا حبة عينى من شفيق ومستنية منك عوض ربنا .

أما الغلبانة اللى فوق فمن عصبيتها ودموعها لما سمعت انك هتجوز فهى بتحبك اوى وأكيد هتغير بس بعقلك وحكمتك هتقدر تمتص الغيرة دى وتتحملها بقدر الأمكان .

فابتسم أحمد وقبل جبينها وقال: ربنا يكرمك يا عمتو، مش عارف من غيرك كنت عملت ايه.!

هونتى فعلا عليه الموضوع بس لازم أصلى صلاة استخارة الاول .

ودلوقتى هروح اشترى شوية لبس لـ دلال وعايز من حضرتك تطلعى ليها الأكل .

وياريت تحولى تكلمى معاها وتفهميها وحدة وحدة الأصول اللى تربينا عليها والدين .

فابتسمت عفاف: حاضر يا ابنى من عينيه .

ثم غادر أحمد وتوجه بسيارته نحو أحد المحلات القريبة واشترى لها ما يلزمها من ملابس بيتية وخروج ولم ينسى إسدالا للصلاة .

ثم عاد بأدراجه إلى الفيلا وناول ما أشتراه إلى عمته وقال: أنا هبات عند شيكو الليلة، يعنى هكون قريب لو حصل اى حاجة كلمينى يا عمتو، هيجيلك فورا .

عفاف: حاضر يا ابنى متقلقش، روح واطمن وان شاء الله خير .

ليغادر أحمد ولكن تلك المرة بقلب غير القلب، حيث غزى قلبه الفرح لأول عندما أدرك أنه على وشك الوصول إلى مبتغاه وستكون حلاله فى أقرب وقت، وتقر عينيه برؤيتها عن قرب دون خجل .

ولكن سرعان من قطب جبينه وهمس: بس مش هقدر أخدها فى حضنى، لا لسه بدرى حتى لو مشتاق ليها اوى .

مش هينفع تكون مراتى بالفعل غير لما اتأكد إنها اتغيرت ونست كل الماضى عشان نقدر نفتح صفحة جديدة.

....


أعدت عفاف بعضا من الطعام من أجل دلال وحملت ما ابتاعه لها أحمد ثم صعدت به إليها .

وعندما اقتربت من غرفتها سمعت بكاؤها وشهاقتها التى لا تتوقف فرددت: لا حول ولا قوه الا بالله.

البت دى صعبانة عليه اوى .

ثم سمعتها تهمس بغصة مريرة: كده يا أحمد يعنى يوم ما أشوفك تضيع منى وتقول هتجوز .

دى اخرتها يا مولانا وأنا اللى كنت بحلم باليوم ده وبتمناك فى كل لحظة.

حرام والله حرام، بعد الحب ده كله. 

وكمان هان عليك تحبسنى، ليه فكرنى ايه .

أنا لازم أتصرف وأهرب من هنا، بس ازاى ..ولو حتى هربت بجسمى، أعمل إيه فى قلبى اللى هيفضل معاك يا مولانا .

وبينما تبكى سمعت طرق على الباب فهتفت بحدة: اهو رجع اكيد مهونتش عليه، وهيرجع فى كلامه ويقول أنه بيحبنى ومش هيجوز غيرى 

طيب أعمل ايه اول ما يقول كده، اقوله أنا كمان بحبك واحضنه العسل ده ولا أتقل شوية برده عشان ميقولش عليه مدلوقة .

بس أتقل ايه، ده انا بموت فيك يا مولانا .

ثم أسرعت إلى الباب وهتفت: أحمد أنت رجعتلى صح،افتح يا أحمد .

انا عارفة انى مهونتش عليك، افتح يا مولانا.

ثم سمعت صوت المفتاح يتحرك فنبض قلبها بشدة وارتسم على ثغرها ابتسامة، للتبدل الابتسامة إلى شهقة عندما وجدت عمته .

التى بادرت بقولها: هتفضلى متنحة كده كتير، خدى يلا الأكل من ايدى، عشان اعرف أجيب كيس اللبس اللى جبهولك أحمد.

ابتسمت دلال لذكر أحمد، ولاحظت ذلك عفاف وهمست: بتحبه أنا متأكدة .

ثم أحضرت الكيس ووضعته على التخت .

وأشارت إليها: اهو يا بنتى الحاجة، كلى الأول وبعدين شوفيهم وإلبسى اللى يريحك .

فصاحت دلال: أنا مش عايزة أكل ولا ألبس أنا عايزة امشى من هنا .

عفاف : ليه يا بنتى هو فيه حد منا ضيقك وحتى لو أحمد يعنى شد عليكِ شوية فهو لمصلحتك، عايزلك الخير وعايز تعيشى حياة كريمة وفى آمان وهيوفرلك كل اللى تطلبيه .

فهتعوزى ايه تانى ؟

فلمعت عين دلال وقالت بقهر: مش هيكون ليها الحجات دى كلها طعم من غيره .

أعمل إيه بيها وهو بعيد عنى وهيروح لغيرى، ده انا كده هتعذب اكتر .

وعشان كده لازم إمشى يمكن لما أبعد أقدر أنساه .

ثم نظرت إلى الباب المفتوح والى عفاف التى فهمت من نظرتها إنها تريد الهرب ولكنها اصطعنت عدم الفهم .

ثم وجدتها تسرع نحو الباب، لتلقى عليها ما جعلها تتجمد فى مكانها .

_هتهربى وتسبيه وهو هيجيب المأذون بكرة ويكتب عليكِ_.

هذا ما قالته عفاف لتتجمد دلال فى مكانها غير مستوعبة ما تقوله وتتسائل: أحمد عايز يتجوزنى .

مولانا عايز يتجوزنى..!! 

معقولة دى ، طب ازاى ..!

ثم التفتت إلى عفاف وقالت: اللى سمعته ده صحيح، الشيخ أحمد عايز يتجوزنى، بجد ولا بتضحكى عليه عشان ممشيش .

عفاف: استغفر الله العظيم وانا هكدب ليه يا بنتى .

ايوه هيتجوزك .

دلال بفرحة: مش مصدقة، طيب اقرصينى كده عشان أحس إنى مش بحلم .

معقولة يعنى بيحبنى زى ما بحبه.

وصرف نظر عن بنت عمه وهيتجوزنى أنا .

لتطلق زغرودة مطولة لن يقطعها الا قول عفاف: مصرفش نظر عن بنت عمه مينفعش طبعا ده وعد ولازم يوفيه.

جحظت عين دلال لتشهق بشدة ثم تحاول السيطرة على نفسها  لتقول بصدمة: ايه ؟

يعنى ايه الكلام ده ؟

هو هيجوز بنت عمه، امال عايز يتجوزنى ليه ؟

يكونش عايز يخدنى فوق البيعة، ثم اخفضت صوتها وقالت بمرارة: إظاهر لسه فكرنى رخيصة .

لا يا مولانا أنا مش رخيصة وغالية فى نظر نفسى اوى .

أنا ماشية وقليله ألف مبروك على بنت عمك وينسى أنه عرفنى فى يوم من الايام .

......

ولج أحمد إلى شيكو الذى كان فى انتظاره فرحب به ببشاشة .

تعجب أحمد من ببشاشة وجهه فسئله: شكله مبسوط اوى، مش معقول عشان شوفتنى يعنى عشان أنا معاك كل يوم وبوزك بيبقى شبرين .

شيكو: أنا برده، ده أنا اللى مستحمل تكشيرتك اللى تسد النفس وبقول زى بعضه يا واد يا شيكو إتحمل مكنش أنت تتحمل صاحبك مين هيتحمله .

فضحك أحمد: لا جدع يا صاحبى.

بس قولى إيه مالك بجد ؟

شيكو: خلاص فرجت ووفقت نتجوز وكانت شغلانة البنات اللى بعتها دى وش السعد عليه .

ياريتك كنت عملتها من زمان .

فرح أحمد لفرح شيكو واحتضنه بحب قائلا: الف مبروك يا صاحبى، ربنا يتمم بخير .

شيكو: عقبالك يا شيخنا، بس انت يعنى مصمم تجوز بنت عمك..

هو أنا عارف إن المطلقة إنسانة زينا وليها حق تجوز تانى وتعيش حياتها مقولناش حاجة بس انا حاسس بيك يا صاحبى أنها مش داخلة دماغك ولا بتحبها عشان كده ديما مهموم ..

فاطلق أحمد زفيرا حارا وقال: ده مكتوب يا شيكو والمكتوب مفيش منه هروب .

شيكو: بس القلب برده يا أحمد، كان نفسى تجوز وحدة تحبها عشان تسعدك .

وفى تلك اللحظة وجد عمته تتصل عليه ..ففتح سريعا  

فوجدها تقول: ألحق يا ابنى دلال لسه نازل حالا .

احمد بتوتر: طيب أنا هشوفها .

فقام أحمد مسرعا ليستوقفه شيكو: هى مين دى يا أحمد .

فالتفت أحمد برأسه وابتسم وقال بعشق: دى القلب اللى لسه كنت بتكلم عنه.

فاتسعت عين شيكو ثم ضحك بهيسترية: يا لعبك يا مولانا .

ايوه كده، ربنا معاك يا صاحبى .

بس لما ترجع تحكيلى بالتفصيل ماشى . 

احمد وهو يتخطى البوابة بخطى مسرعة وبصوت عالى: ان شاءالله.

ثم عبر الطريق الى الفيلا التى يقطن بها واختبىء وراء جدار حتى يراها وهى تخرج وما هى إلا لحظات حتى وجدها تخرج من البوابة، تدور عينيها حولها بارتباك وما أن خطت خطوات خارجها حتى تجمدت مكانها عندما استمعت لصوته الرجولى الخشن .

_ على فين العزم يا دلال هانم .

.......

يارب تكون الحلقة عجبتكم والاقى تفاعل ومنكسلش ندوس لايك ونبعت اى كومنت والأحلى طبعا والأهم تكتبى احساسك عن الأحداث .

نختم بدعاء جميل 

*يا رب، كما نجّيت يونس من بطن الحوت، نجّني من همي وكربي، وافتح لي باب الفرج من حيث لا أحتسب..*

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله1 اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا







تعليقات

التنقل السريع