القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية دلال والشيخ الفصل السادس عشر والسابع عشر بقلم شيماء سعيد

 رواية دلال والشيخ الفصل السادس عشر والسابع عشر بقلم شيماء سعيد




رواية دلال والشيخ الفصل السادس عشر والسابع عشر بقلم شيماء سعيد


#دلال_والشيخ 

الحلقة السادسة عشر

................. 

كثيرا ما أوجع النصيب أشخاص وكثيرا ما أفرح أخرون، فالحياة لم تكن أبدا على وتيرة واحدة، ولكن حين يكون النصيب على غير الهوى يؤلم جدا ويجعل الأشخاص يشعروا بعدم الأمان وعدم الراحة لأنهم في أماكن غير التي تمنوها.

النصيب أبكانا، وجاء بخير هوانا

..................

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ❤️ 

لم تصدق دلال ما يفعله آدم معها، وتسائلت لما ولماذا؟

فهو شاب شديد الطباع وصارم نوعا ما معها، فكيف تبدل حاله هكذا فجاة وما سر تلك النظرات التى فى عينيه ولم تعهدها عليه من قبل .

هل أحبها حقا!

ولكن متى؟ وما عساها أن تفعل الآن .

هل توافق، ويضيع عليها حلم الإرتباط بمن تمنته فى أحلامها.

أم ترفض نعمة أكرمها الله بها من أجل حلم تعلم جيدا أنه بعيد المنال .

فتأوهت بصمت: اااااااه يا مولانا لو بس أضمن ولو واحد فى المية إنى شغلت عقلك وقلبك زى ما أنت شاغل عقلى وقلبى، كنت أستناك ولو لأخر العمر. 

لكن أنا عارفة كويس إنه لا يمكن أكون على بالك،انت فين وأنا فين بس .

أنت عايز ملاك زيك وانا...

ليخرجها من شرودها آدم بصوته الرجولى الخشن: ها قولتى ايه يا دلال؟

فحاولت دلال ترطيب جوفها الذى جف من الصدمة والتحدث ولكن باغتتها كلمة والدة آدم: 

_متكسفهاش بقا يا آدم ما أنت عارف السكوت علامة الرضا .

ثم أطلقت زغرودة وقالت: تعالى فى حضنى يا مرات ابنى الغالية .

فتحركت دلال تجر قدميها عنوة، وقد تزايدت نبضات قلبها ومع كل خطوة كانت تتخيل أحمد أمامها يطالعها ويبتسم لها، فابتسمت دلال لا إراديا ففرح آدم وظن إنها تبادله نفس الشعور وفرحت بعرض الزواج .

أحمد: دلال يا فرحة أيامى الجاية ويا عمرى اللى ابتدى من يوم ما شوفتك .

بحبك يا دلال .

فابتسمت دلال وأخذت تهمس: وانا بحبك يا مولانا.

أحمد، أحمد .

أنت فين بس يا أحمد .

ثم وجدت أم آدم تحتضنها بحب قائلة: ألف مبروك يا بنتى، ربنا يسعدكم ويتمم بخير..ثم ابتعدت قليلا عنها واستطردت:

_حبيبتى يا دلال متصوريش أنا فرحانة قد ايه بيكِ

وحسيت النهاردة إن ربنا مش بس رزقنى آدم، لا رزقنى بنت كمان حلوة اسمها دلال وبتمنى اليوم اللى أشيل فيه ولادكم .

وان شاء الله مش هيطول، هو شهر واحد بس نجدد بيه الشقة وتشترى اللى يعجبك وتجوزوا ..

فجحظت عين دلال مرددة: شهر !!

فطالعها آدم بعشق وقال: كتير صح، أنا أصلا رئيى، أروح اجيب المأذون دلوقتى وتجوز ونبقى نجدد على مهلنا..

فاخفضت دلال رأسها وهمست: إلحقنى يا مولانا.

أنا بضيع منك، يا كل عمرى، وكل كُلى، وفرحة أيامى.


وفى تلك اللحظة فى مكان أخر عند أحمد عندما كان فى طريقه للخروج لمباشرة أعماله، شعر بنغصة تجتاح قلبه ..حتى أنه وضع يده على قلبه واغمض عينيه وهمس دون شعور: دلال يا ترى فين أراضيكِ وعاملة ايه ..؟

_مش عارف ليه قلبى وجعنى، يمكن عشان عارف إنك مجرد حلم مكنش ينفع إنى أحلمه أو أفكر فيه .

وادينى فى النهاية هاخد أشجان اللى كانت آخر وحدة ممكن أفكر فيها .

لكن فى النهاية كل قضاء ربنا رحمة حتى لو مش شيفنها .

بس أتمنى يا دلال انك تكونى فى حال غير الحال اللى شوفتك عليه، وصدقينى أنا على العهد وبدعيلك ديما  .

....

شهقت زينب عندما وجدت شهيرة تدخل عليها وبيدها حقيبة ملابسها وعينيها قد تلونت بالحمرة من كثرة البكاء .

وبجانبها شفيق يزفر من الضيق .

فقالت باستفهام: مالك يا بت، وايه الشنطة دى ؟

ثم همست: يكونش جوزها عرف أن شفيق خلاص مش عايز أخته، قلب عليها اللى ما يتسمى وقال وحدة بوحدة .

ثم ابتسمت بخبث واستطردت: بس ماشى مش مشكلة، المهم إنه حصل وساب البت القرشانة دى .

وأنا هعرف إزاى أجيبه على وشه ابن إبتهال تانى .

فزفر شفيق بضيق قائلا: بتك عندك اهيه يا حجة، عقليها عشان ترجع لجوزها.

فصرخت شهيرة: أنت بتقول ايه يا شفيق !

عايزنى أرجع ليه إزاى بعد ما سمعت بودانك أنه مش عايزنى .

وسبنى إمشى ولا كأنه يعرفنى..

 إمتعض شفيق قائلا : لحظة شيطان يا شهيرة متكبريش المواضيع، وأكيد هيراجع نفسه. 

اه  خصوصا إنى مش عايز مشاكل مع أبو نسب عشان تكمل جوزتى من أسماء الحب يا بت .

 إحتقنت الدماء فى جسد شهيرة فصاحت شهيرة: اه أنت كل همك ست الحسن والجمال وأنا أختك من لحمك ودمك مهمكش فى حاجة .

وهنا ضربت زينب على صدرها بقوة وقالت: جوزتك .

تانى يا شفيق عايز تجوز الحرباية دى .

شفيق بتصميم: ايوه بحبها وهتجوزها ومحدش ليه عندى حاجة .

تجمدت الدماء فى أوصال  زينب وأزرق وجهها وهمست: إزاى لسه، يعنى العمل معملش حاجة ، اه يا حرقة الدم ودينى لاخد فلوسى من حباب عينيكِ يا ثريا .


 ثم أشار شفيق الشهيرة بقوله: بقولك ايه يا شهيرة روقى كده وانسى وأنا عارف سفيان طيب وابن حلال وهيجى يرجعك بنفسه .

ثم أمسك شفيق برأسه وقال: مش عارف ايه الصداع اللى مسكنى من الصبح ده .

ما تدخلى يا شهيرة تعمليلى فنجان قهوة بدل اللى شربه منى جوزك .

وهنا جحظت عين زينب ووضعت يدها على رأسها عندما أيقنت أن ما فعله سفيان كانت نتيجة شرب القهوة الذى وضعت به النقاط .

فهمست: يا ميلة بختك يا زينب، العمل جه من نصيب بتك وهتقعد فى أربيزك وكمان هتيجى بت ابتهال تكمل عليه .

أعمل ايه دلوقتى، هى دى اخرتها مهو الطيب كده فى الزمن ده.

بس لازم أكلم الست تشوفلى صرفة تبطل العمل المهبب ده، والبت ترجع لجوزها أنا مش ناقصة خوتة.

المهم عندى شفيق وبس .

........

تفاقم الغضب فى قلب سليمان مما فعله سفيان مع زوجته وابنة عمه فولج إليه، فوجده على فراشه يتألم وممسك ببطنه ويتصبب عرقا .

ففزع وأقترب منه ووضع يده على كتفه وقال بحنو: ايه يا ابنى مالك، حاسس بإيه ؟

سفيان بألم: مش عارف يا حاج من بدرى عندى مغص وبيزيد لغاية ما حاسس بطنى بتتقطع من جوه .

سليمان: سلامتك يا ابنى، ألف سلامة .

هخلى أمك تغليلك شوية كمون يريحوك على طول .

بس انا زعلان منك اوى يا سفيان على اللى عملته فى بنت عمك وتخرجها من بيتها قلبها مكسور كده .

عقد سفيان حاجبيه وقال بضيق: بس يا حاج متجبليش سيرتها، أنا مش طايقها ويمكن وشها العكر ده هو اللى جيبلى المغص .

فضرب سليمان كفا بكف وحوقل: لا حول ولا قوه الا بالله.

أنت فيك إيه يا إبنى، قلبى حاسس انك مش طبيعى لإنى عارف انك بتعشق بنت عمك وعمرك ما زعلتها أبدا تقوم فجأة كده تقول مش عايزها وكرهها .

لا ده أمر ميسكتش عليه أبدا. 

قولى يا ابنى أنت شربت ولا أكلت ايه النهاردة  ومن ايد مين ؟

سفيان: أنا ماكلتش حاجة من الصبح هو بس فنجان قهوة عزم بيه شفيق عليه، وكان بتاعه أصلا جى بيه من بيتهم .

فاتسعت عين سليمان وحرك شفتيه باسم زينب .

كده فهمت كان قصدها ايه .

فظهر على وجهه الألم وقال: مفيش فايدة فيكِ يا زينب، عمرك ما هتتغيرى أبدا والشر مليكِ من ساسك لراسك .


وسبحان الله كنت عايزة تصيبى ابنك عشان يكره أسماء اكيد، اه عشان عارفة إنها مش طيبة وهبلة زى أشجان وأنهار وطالعة قوية تشبهك .

جت فى سفيان وكره بنتك يعنى سبحان الله ( ويمكرون ويمكر الله هو خير الماكرين).

بس انا صعبان عليه شهيرة غلبانة زى أشجان بالظبط، ومتستهلش كده .

عشان كده لازم أتصرف واكلم الشيخ مسعود هو بيفهم فى الحجات دى ..

......

رن جرس الباب لدى آدم فزفر بضيق قائلا: مين اللى جى السعادى بس، ده أنا مصدقت خلاص أخيرا خطبتها ومحتاج أقرب منها واتكلم معاها شوية .

والدة آدم: شوف مين يا آدم على الباب ولو إنى حاسه إنه ابراهيم هو اللى بيحط ايده على الجرس كده زى العيال الصغيرة ميشلهوش .

آدم بنفور: ابراهيم ده إنسان غتت اوى، مش عارف خالتى مستحملاه إزاى .

والدة آدم: عيب يا ابنى تقول على ابن خالتك كده واسرع يلا أفتح الباب .

فتسارعت دلال بقولها: هقوم أنا افتحله يا ماما الحجة وعندما همت للوقوف .

أستوقفها آدم بغضب: خليكِ عندك رايحة فين !

أنا مش عايزك تتعاملى خالص مع الإنسان السفيه ده ولا تكلميه أنتِ فاهمة .


فتجمدت دلال فى مكانها واومئت برأسها وقالت فاهمة يا آدم بيه .

فامتعض آدم وأحس بالذنب لانه فزعت منه وعمل ذلك حاجز بينهم لدرجة إنها تناديه بآدم بيه وهو الذى كان يريد أن يقترب منها أكثر .

فسخط على إبراهيم وذهب لفتح الباب ليرى ابتسامته السمجة فقال: أهلا .

إبراهيم بمرح: أهلا بيه طبعا فى اى وقت مش كده ولا ايه يا باشمهندس .

آدم: اه طبعا اتفضل.

ابراهيم: أنا قولت أجى أونسكم شوية وأسلم على خالتى وبالمرة أفطر معاكم .

أطبق آدم على شفتيه بغيظ ليستمع إلى صوت والدته: تعال يا إبراهيم ده انت جيت فى وقتك .


فولج إليها ابراهيم ولكن عينيه كانت على دلال فأخذ يحدق بها من أول رأسها حتى مخمص قدميها بأعجاب وهمس: يخربيت جمالك ، مفكيش غلطة وكإنك خدتى الجمال لوحدك .

وصراحة هموت عليكِ بس إزاى أوصلك وأنتِ مكتفة كده بين خالتى وآدم ، بس لازم أتصرف .

يستحيل الجمال ده يكون لغيرى ، لازم تكونى ليه فى أقرب وقت .

ثم توجه إلى خالته وقبل يدها قائلا : حبيبتى يا خالتو والله أنتِ الوحيدة اللى مقدرانى عشان كده بحبك أجى أقعد معاكى 

والدة آدم: وأنا بحبك يا ابنى ، ويلا بارك لأخوك آدم وأختك دلال على الخطوبة..

فاتسعت عين ابراهيم وقال بجمود: خطوبة بالسرعة دى .

آدم: اه عند حضرتك مانع .

ابراهيم: لا ألف مبروك ربنا يتمم بخير .

والدة آدم: عقبالك يا حبيبى .

ابراهيم: يارب بس لازم تكون حاجة حلوة كده زى دلال .

فصاح آدم بغضب: ابراهيم ألزم حدودك .

فاصطنع ابراهيم البرود رغم أنه من الداخل يتآكل وهمس: عايز تكوش على كل حاجة يا آدم، الناس بتحبك وشغال وظيفة محترمة وأم بتقدرك مش زي حالاتى ديما تكدر فيه وتستهزء بيه وكمان عايز تجوز حتة الجاتوه دى لا أنا لازم أخدها منك الاول وأقهرك عليها ولو عايزها مستعملة بعد كده مفيش مانع ..

ثم ابتسم وقال بداعبة: أنا ملتزم أهو بالحتة الواقف فيها متحركتش يا هندسة بره حدودى زى ما بتقول، بس لو ممكن أتزحزح شوية وأقعد على الكنبة واريح يبقى كتر خيرك .

وايه مش هتفطرونا ولا ايه .

والدة آدم: حالا يا ابنى، ثم إشارات إلى دلال وقالت بحنو: ادخلى يا حبيبتي حضرى فطار من ايديكِ الحلوة دى .

فاومئت دلال برأسها واتجهت مسرعة نحو المطبخ وتركت آدم الذى تحول إلى جمرة نار مشتعلة تكاد تحـ.رق كل ما حولها من فرط الغيرة .

ولكنه لم يتوقف على هذا وتبعها إلى المطبخ واقترب منها حتى شعرت بانفاسه الحارة تلفح عنقها.

فالتفت تناظره بجمود وهى تبتعد عنه بقدر الإمكان: فيه حاجة يا باشمهندس، محتاج حاجة معينة ..

حدقها آدم بنظرات عشق وقال بخفوت: محتاجك أنتِ يا دلال .

ومش عايزك تزعلى منى بسبب أسلوبى الحاد شوية بس غصب عنى مش طايق حد يبصلك أو يكلم معاكِ، فاستحملينى .

وياريت متطلعيش طول ما البنى آدم ده هنا .

أنتِ مش شايفة بيبصلك ازاى ..!

حاولت دلال اصطناع الهدوء رغم النٖار التى بداخلها، فهى تريد الصراخ بأعلى صوتها لتقول: أنا مش شيفاك أصلا ولا شايفة حد، أنا مش عايزة غير أحمد، أنت فين بس يا مولانا .

أرجوك أظهر وانجدنى منهم ، أنا مش عايزة غيرك من الدنيا .

ولكنها استطردت بهدوء: ماشى يا باشمهندس زى ما تحب ثم التفتت لتكمل إعداد طعام الإفطار قائلة : ثوانى وهيكون الأكل جاهز تقدر حضرتك تاخده وتخرج بيه .

امتعض آدم من جديتها فى الحديث معه، فوجد نفسه يجذبها من يده لتصطدم بصدره العريض قائلا بخفوت: أنا آدم بس يا دلال، من غير حضرتك أو باشمهندس .

خجلت دلال وافترشت بنظرها الأرض وابتعدت عنه مرددة: أرجوك ميصحش اللى بتعمله ده وقربك منى بالشكل ده غلط .

من فضلك أخرج بره دلوقتى خلينى أحضر الفطار ولما اخلص هنادى عليك .

جعد آدم حاجبيه وقال بصوت رجولى خشن: تنادى ايه، مش عايزه يسمعك صوت كمان .

إتفضلى قدامى خلصى وأنا هستنى هنا هخده منك .

فهمست دلال: لا ده شكله مجنون رسمى وهيتعبنى، أنت فين بس يا مولانا .

...............

لمع أسمع أحمد فى السوق وكون علاقات متينة من جهات مختلفة وأصبح الكثير يتمنى التعامل معه لما سمعوا عنه من دماثة خلقه ونجاحه .

واستطاع إمتلاك فيلا حديثة الطراز فى مدينة الشيخ زايد وبجانبها فيلا صديقه شيكو .

الذى وضع يديه على كتفه قائلا: وبعدين يا مولانا، كل حاجة بقت وربنا وسع علينا من كلنا لكن لسه البال محتار وبسئل نفسى الفيلا الطويلة العريضة دى امتى الجماعة هينوروها ويملوها عيال وأكون بقا ابو العيال .

وانت يا عينى عليك هتاخد وحدة مش على هواك وجاهزة بالعيال كمان .

يعنى هتربى فى غير ولدك، ده مرار طافح يا خويا .

إمتى هنفرح من قلبنا .

أطلق أحمد زفيرا حارا وأخذ يتمتم: كل أمر ربنا خير يا شيكو.

ولى شايفه مش على هوانا ده اكيد خير بس إحنا مش شايفنه دلوقتى وأكيد ربنا ليه حكمة فى كده وهنعرفها مع الوقت .

شيكو: عارف يا صاحبى بس القلب نعمل فيه إيه ؟.

فوضع أحمد يده على قلبه الذى نبض باسم دلال وابتسم لتذكره مشاكستها ونظراتها الجريئة له.

وقال: الحمد لله أن اللى فى القلب محدش شايفه ولا حاسس بيه غيرنا والا كنا اتفضحنا .

فخلى فى القلب لربنا وهو وحده قادر يدوايه .

شيكو: مش قادر يا أحمد، وأنا كل يوم بشوفها قصادى ومش طايلها قلبى بيتعذب، وهى طور بعيد عنك ولا هممها .

مع انى دلوقتى اقدر أتجوز بدل الوحدة أربعة واقهر قلبها بس مش قادر أو مش شايف غيرها .

ابتسم أحمد واستطرد: كل شىء بآوانه ومعلش اعذرها فى رقبتها مسئولية متقدرش تتخلى عنها .

شيكو: ما قولتلها أشيل عنك بس هى رأسها والف سيف إنها تشيل شيلتها لوحدها. 

أحمد: والله البنت دى بمية راجل وجدعة وتستاهل انك تصبر عشانها .

 إمتعض شيكو وقال بمرح كعادته: هصبر لحد امتى ده أنا خلاص ريحتى طلعت، والقلب داب .

فضحك أحمد: لا ده أنت حالتك صعبة اوى يا صاحبى .

شيكو: اوى اوى ،منك لله يلى تنشكى .

.......

أحضر سليمان الشيخ إلى سفيان الذى أدرك أنه تعرض الى سحر مأكول فقرء عليه بعض الآيات على كوبا من الماء ثم شربه سفيان ليشعر بغثيان أدى إلى تقيؤ ما فى بطنه، فمكث فى المرحاض بضعا من الوقت .

ثم خرج يعلو وجهه ابتسامة قائلا: الحمد لله ده أنا كنت حاسس إنى هموت وفيه حاجة طبقة على صدرى وبطنى بتغلى .

فابتسم الشيخ وحمد الله أنه كان سبب فى شفائه .

سفيان: طيب بعد اذنكم يا جماعة أنا طالع لمراتى وهنزل الولد لماما عشان خارجين أنا وهى مشوار ساعتين زمن .

فابتسم سليمان وقال بمكر: فين المشوار ده يا سفيان؟

سفيان بخجل:  هو انا لازم أجاوب يا حاج .

فضحك سليمان: لا مش لازم بس مراتك مش فوق يا سفيان .

سفيان بتعجب ممزوج بالغضب : راحت فين من غير ما تقولى؟

اندهشت ابتهال من سؤاله: أنت يا ابنى مش حاسس عملت ايه معقول تكون نسيت بالسرعة دى .

 فاستطرد الشيخ بإيضاح: اعذريه يا ست أم سفيان، هو مكنش مدرك بيعمل ايه ودلوقتى فاق .

فكلموه بهدوء كده عشان يعرف هيعمل ايه معاها وربنا يهدى سرهم ويسعدهم.

واستأذن أنا يلا السلام عليكم.

فردد الجميع وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته..

طالعهم سفيان بدهشة قائلا: هو فيه ايه أنا مش فاهم حاجه.

ابتهال: اقعد يا سفيان عشان أقولك اللى عملته فى المسكينة مراتك وشوف هتصلحها إزاى .

فجلس سفيان متوتر يضع يده على قلبه وأخذت تقص عليه ابتهال ما حدث فانفعل سفيان ووقف وقال بعدم تصديق: أنا قولت كده لشهيرة، إزاى، دى حياتى كلها وقلبى اللى عايش بيه .

لا يستحيل لسانى يقول حاجة تزعلها ده أنا عمرى ما عملتها .

ابتهال: ما أنت يا ضنايا مكنتش فى وعيك، والمقصود بالسحر ده شفيق عشان يكره أسماء بس النصيب جت فيك 

فردد سفيان: لا حول ولا قوه الا بالله، طيب أقولها ايه دلوقتى، منك لله يا مرات عمى .

ده أنا مهما اقول مش هقدر أداوى كسرة قلبها وهى ماشية دموعها على خدها منى .

فقامت ابتهال ووضعت يدها على كتفه قائلة: متحملش نفسك ذنب يا ابنى أنت كنت مش فى وعيك وبكلمتين حلوين هتلين قلبها وأنا واثقة إنها هتسامح عشان قلبها طيب وبتحبك .

سفيان: ياريت يا أمى .

أنا رايح ليها دلوقتى .

ابتهال: وأنا مستنية الغالى ابن الغالى وانت خدها مشوراكم وانبسطوا براحتكم .

فرفع سفيان يد والدته وقبلها وقال بإمتنان: مش عارف من غيرك يا أمى كنت عملت ايه، ربنا يخليكي يا غالية .

ثم تركها وذهب مسرعا حبيبة قلبه شهيرة .

وكانت فى ذلك الوقت شهيرة كانت انتهت من طعام الغداء مع أنهار التى حاولت بكل الطرق أن تخفف عنها حزنها فقالت:

_أنا مش مصدقة أن اخويا سفيان يعمل كده يا شهيرة ، ده بيحبك اوى وبيتمنالك الرضا .

شهيرة والدموع فى عينيها: إظاهر الحب عنده خلص يا أنهار ولا ممكن يكون كان تمثيل ورجع لطبيعته أنا عمرى مهسامحه أبدا .

أنهار: لا متقوليش كده يا حبيبتى، وسبيلى أنا الموضوع ده ، أنا هكلمه .

شهيرة: لا يا أنهار لو بتحبينى بجد وأنا فعلا عندك زى أسماء وأشجان متكلمهوش، أنا مش هشحت منه الحب والحنية .

أنهار: لا حول ولا قوه الا بالله، ربنا يهديك يا اخويا ويرجعلك عقلك.

شهيرة بحزن : أقفلى على الموضوع ده يا أنهار ودلوقتى أنا خلصت الأكل هاخده لأمى وأنتِ إغرفى لجوزك وبنتك.

ثم ذهبت به إلى والدتها وعندما اقتربت من الباب سمعتها تتحدث عبر الهاتف: يعنى ايه يا ولية أنتِ متعرفيش تفكى السحر امال تعرفى تعمليه بس .

بقولك جه فى البت مش فى ابنى والبت بنها هيتخرب وهتقعد جمبى .

فاتسعت عينيها بصدمة وارتجفت يدها فوقعت صينية اطعام منها، فصاحت زينب بفزع: ايه اللى وقع بره يا معدولة.

من أولها كده، لا أنا مش هستحمل فعاد البت الهبلة دى هنا .

لتنهمر دموع شهيرة على وجنتيها من القهر ثم انحنت تلملم الطعام، ليعلن صوت رنين الباب عن مجىء زائر فأسرعت لتفتح  لتجده سفيان أمامها .

سفيان بنظرة عشق: شهيرة حبيبة القلب وضى العين سامحينى يا حبيبتى، وصدقينى اللى حصل كاااان ...

ولم يتم كلمته وتفاجىء بها تلقى بنفسها بين أحضانه وتبكى قائلة بنحيب: أنا عرفت كل حاجة يا سفيان .

عشان سمعتها بتكلم مع الست اللى عملت السحر فى التليفون ربنا يسامحها.

فشدد سفيان من احتضانها وهمس : اهدى يا حبيبتي.

شهيرة من بين شهقاتها، خدنى من هنا يا سفيان، أرجوك أنا مخنوقة اوى .

 _أنا هنا عمرى ما حسيت إنه بيتى، بيتى وحياتى كلها معاك .

سفيان: وأنا حياتى متنفعش من غيرك .

بس ثوانى عقبال ما تحضرى حاجتك وتجيبى الولد، هدخل للست أمك .

فأمسكت شهيرة بذراعه قائلة: بلاش يا سفيان، الكلام ملهوش اى فايدة معاها، مفيش فى ايديا غير الدعاء لإنها مهما كان أمى .

سفيان: على الأقل تعرف ان السحر ربنا زاله ورجعت أخدك .

فاومئت شهيرة برأسها .

فولج للداخل وقال بصوت عالى أمام غرفتها: دستووور يا مرات عمى .

فزفرت زينب بضيق وصاحت : جى ليه يا ابن ابتهال، مش مكفيك اللى عملته فى البت، ده أخرتها اه ما العرق دساس وانت ابن ...

فاقتحم سفيان عليها الغرفة وقال وعينيه تطلق شرار: لو كملتى مش همشى غير وأنا واخد روحك بإيديه .

لكن أنا عشان ابن اصول صابر عليكِ لغاية ما ربنا يسترد امنته وهو هيحاسبك على ماضيكِ الو..سخ ، يا شيخة اتقى ربنا شوية ده أنتِ رجلك والقبر ومفيش فايدة فيكِ جبروت .


رفعت زينب حاجبيها بدهشة من جرئته عليها وقالت بإنفعال: هى حصلت بتهددنى يا ابن ابتهال، ودينى لأخلى شفيق يعلمك الأدب والبت تطلقها ومش عايزة أشوف وشك هنا تانى .

سفيان: لا يمكن أسيب مراتى وأنا جى عشان اخدها .

اه صح نسيت اقولك ما هو السحر اللى كنتِ قاصدة بيه شفيق جه فيه بس ربنا كبير واتفك عشان عالم بحالى .


وعايز كمان أقولك انسى من النهاردة أن عندك بنت اسمها شهيرة خالص مش هخليها تعتب باب بيتك تانى عشان متستهلهاش .

بس هجبلك بدلها  أسماء ثم ضحك بانتصار وغادر .

لتصبح زينب بغيظ وخوف: لااا البت دى لااا .

أعمل إيه فيك يا شفيق عشان تسيب  البت دى .

.....

انتظر شفيق مرور الشهر بفارغ الصبر ومع كل يوم يمر تزداد فرحته بإنه على وشك امتلاك صغيرته التى بدلت حاله وأصبح عاشق متيم لها، ينفذ كل ما تأمره به دون نقاش .

أما أسماء فامتلك الحزن قلبها، شفيق ليس فتى أحلامها الذى كانت تحلم به، فهى لا تحبه بل تكرهه وتشعر كلما دنى موعد زفافها عليه أنها قد اقتربت من الموت .

نعم سيدفن قلبها فى ذلك اليوم، لذا أقسمت أن تجعله يندم على ما فعله بها لكى يجبرها على الزواج منه .

وليس حال زينب بأحسن منها بل أشد حزنا بعد أن شعرت أن هيبتها ومكانتها قد اهتزت فى قلب شفيق وستيسطر عليه تلك الشيطانة الصغيرة .

فما عساها أن تفعل بها ..؟؟

عايزة توقعاتكم يا قمرات ..

وتعليقات كتير تقولوا رئيكم فى الحلقة ❤️ 

نختم بدعاء جميل ❤️ 

‏﴿ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ ﴾

ام فاطمة ❤️ شيماء سعيد 


...

#دلال_والشيخ

الحلقة السابعة عشر 

.....................

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ❤️ 

أبلغ ما قيل في الظلم هو ما قاله سعيد بن جبير للحجاج حين قتٖله: " تفسد عليَّ دُنياي وأُفسد عليك آخرتك"

جلست عفاف والدة تميم تحدث نفسها بصوت مسموع، فولج إليها تميم وسمعها تهمس فأقبل إليها ثم قبل جبينها قائلا بحنو: ايه مالك يا ست الكل بتكلمى نفسك ليه كده؟

فيه حاجة مزعلاكِ، الست شمس تعبتك النهاردة ؟

خرجت عفاف من شرودها وأجابت: ياريت كل التعب فى خدمة الناس اللى على الله دول يا ابنى ده انا حاسه لو ربنا كرمنى بالجنة هيكون عشان خاطرها وربنا يدينى العمر والصحة عشان أقدر اخدمها لغاية ما تقابل وجه كريم.

فابتسم كريم واستطرد: امال مالك يا حبيبتي ؟

حمحمت عفاف بحرج وقالت: مش قادرة استوعب اللى سمعته من الست ام إحسان يا ابنى .

قطب تميم جبينه قائلا: ملها قالت ايه؟

 ما أنا عرفها الست دى مش بتسيب حد فى حاله أبدا .

عفاف بسخط: ايوه عندك حق بس المرة دى صراحة كانت بتكلم وهى زعلانة من اللى حصل .

عقد تميم حاجبيه وقال بتوتر: قلقتينى يا أمى، قالت ايه الست دى ؟

نظفت عفاف حنجرتها وقالت بحرج: بتقول يا ابنى، ان شفيق ابن خالك هيكتب على أسماء الليلة بعد خلصت عدة أشجان امبارح .

وكمان ايه مش هتصدق، أحمد كمان هيتجوز أشجان بس مقلتش امتى بالظبط .

نزلت الخبر على تميم كالصاعقة حتى إنه لم يتحمل الوقوف وعاد بظهره حتى وصل إلى المقعد وألقى بجسده عليه .

ووضع يده على رأسه وقال بألم يفتك بجوارحه: شفيق !!

ليه وإزاى يا أسماااء، أنا فكرت ممكن يكون أحمد وقولت القلب وما يريد لكن شفيق ليه، ليه !!

أنا مش مصدق اللى سمعته ده، يستحيل .

حزنت عفاف من أجل فلذة كبدها وولدها الوحيد فحاولت أن تخفف عنه بقولها: شفيق ولا غيره يا ابنى هى حرة، ولا أنت لسه بتفكر فيها ؟

مش كنا نهينا الموضوع ده ؟

لم يستمع تميم إلى كلمات والدته و أسرع الى غرفته وأخرج هاتفه واتصل بها.

استمعت أسماء إلى رنين هاتفها وظنت فى البداية إنه شفيق فزفرت بضيق ولكن عندما رأت اسم تميم يضىء الشاشة فدق قلبها بشدة وتنهدت بغصة مريرة وقالت بندم: خسرتك يا تميم، يارتنى كنت رضيت بيك، أحسن من الهم اللى أنا فيه ده .

ودلوقتى أرد عليه ولا ملهوش لزوم وخلاص النصيب غلاب .

ولا أقولك أرد عليه وأسمع صوته ولو لأخر مرة .

فاستجابت قائلة: تميم إزيك ؟

تصدعت كل حصون تميم عند سماع صوتها فأجهش بحزن: قوليلى إنه مش حقيقى يا أسماء، أرجوكِ .

قولى انك مش هتجوزى شفيق، أنا مش مصدق .

حدثت أسماء نفسها بمرارة ودموعها تنهمر على وجنتيها كالشلال: أنا ذات نفسى مش مصدقة يا تميم .

ثم جاهدت لتخرج صوتها المكلوم: كل واحد بياخد نصيبه يا تميم، وده قدرى.

وعشان كده بقولك إنسانى خلاص وهدعيلك ربنا يكرمك بلى أحسن منى .

تميم بقهر:شفيق يا أسماء، ده أنا كان ممكن أسامحك فى اى حد غيره لكن هو مش ممكن أسامحك أبداا أبدا ثم أغلق فى وجهها الخط،لتجهش فى البكاء ندمٍا على حب طفولتها .

وظلت هكذا لبضع دقائق استمعت إلى صوت رسالة من شفيق يقول بها:

أنا جيلك فى الطريق يا سمسمة قلبى، بحبك يا قمري ومشتاق أشوفك فى فستان الفرح .

فزفرت أسماء بضيق وقالت: إلهى تتعمى يا شيخ .

ثم اتجهت إلى المرحاض لغسل وجهها من أثر البكاء واستعدت أسماء لتُزف  إلى شفيق دون فرح كما اشترط عليه والدها على رغبة منها فى ذلك، فكيف تفرح وقلبها قد مٖات فى تلك الليلة .

بل والأدهى إنها قد تجهزت بفستان أسود اللون حدادًا على روحها.

ولكن عندما رأتها والدتها على هذا النحو ضربت صدرها وقالت بصٖراخ: ايه اللى انتِ لبساه ده يا أسماء !!

دى ليلة فرحك يا بنتى تلبسى أسود، فين فستانك اللى جبهولك شفيق؟

فلمعت عين أسماء بالدموع وجاهدت لإخراج صوتها المتقطع: ده أنا هلبسه فى فى خرجته ان شاء الله.

لكن فى دخلته دلوقتى ميلقش عليه غير الأسود .

فبكت والدتها وتقدمت منها واحتضنتها بحب قائلة: يا عينى عليك يا بنتى، قلبى بيتقطع عليكِ بس أعمل ايه نصيبك كده .

_بس كل اللى أقدر أقوله إنك تعيشى وخلاص واعرفى كويس أن قليل يا بنتى اللى عايش  فى الدنيا دى مبسوط والغالب أن  الناس عايشة متكدرة بس صابرة عشان العوض فى الجنة .


ثم ابتعدت عنها واستطردت بحزن:

_ أنا عارفة إن شفيق ظالم وقاسي وفيه كل العبر، بس رغم ده كله بيحبك يا بنتى وأنتِ ممكن تستغلى الحب ده فيه إنك تغيريه، وقادر ربنا يتغير ويكون إنسان كويس وساعتها يمكن تحبيه وتعيشى سعيدة يا بنتى بس حولى إنتِ وافتحى صفحة جديدة معاه وانسى اللى فات .

 لم تعير أسماء كلمات والدتها إهتمام وأخرجت زفيرا حارا ملىء بالهموم مرددة: أنسى !!

أنسى إزاى كسرة نفسى وأحلامى اللى ضاعت نتيجة لحظة غدر منه .

_ده مش سرق شرفى وبس، ده سرق عمرى كله.

بس وجلال الله لأخليه يندم برده العمر كله، وحتى لو اتغير يا أمى يستحيل أنسى اللى اعمله فيه .

انا بكرهه، بكرهه.

ابتهال: لا حول ولا قوه الا بالله، ربنا يفرجها من عنده يا بنتى .

بس أرجوكِ بلاش الفستان ده وإلبسى فستانك الأبيض، عشان لو أبوكِ شافك كده ممكن يحصله حاجة، ده هو مقهور لوحده .

وشفيق كمان ممكن لسانه يطول وأخوكِ مش هقدر يمسك نفسه وهيتعاركوا يا بنتى، فعلى إيه نقصر الشر أحسن .

غيرى يا بنتى ربنا يصلح حالك ويراضى قلبك .

فاستجابت أسماء على مضض وبدلت الفستان  الأسود إلى الأبيض .

.....

ووقف  أحمد وسفيان أمام الغرفة ينتظران خروج أسماء لمباركة الزواج ولكى يسلمها سفيان إلى زوجها .

وكانت من ورائهم أشجان وأنهار وشهيرة وقد ظهر على وجوههم الحزن وكأنهم سيشعونها إلى مثواها الأخير .

ولكن لم تخلو تعبيرات أشجان من بعض الفرح لرؤية حبيب الروح ومنية القلب أحمد ولا تصدق  إن زواجها منه قد أقترب هى الأخرى وتنتظر ذلك اليوم بفارغ الصبر .


لكى تسطيع النظر إليه متى شائت ولكن فى ذات اللحظة  عاد إليها شجونها وغزى الخوف قلبها أن لا يتقبلها كزوجة وأن يتمم زواجها فقط على الورق فلا تستطيع أن تُلقى نفسها على صدره وتبوح بما أخفته نحوه من مشاعر دون حرج .

فهمست بمرارة: 

_معقول يا أحمد نجوز ونكون بعيد عن بعض، مقدرش ألمسك أو تخدنى فى حضنك وأقولك قد إيه أنا بحبك واتمنيتك .

مش قادرة أتخيل ده يحصل وإنى ممكن أتعذب تانى حتى وهو حلالى ويكون بعيد عنى .

أنا على قد ما بتمنى اللحظة اللى أكون فيها على اسمه خايفة منه يحتقرنى بنظرة أو يقرف منى .

لا الإحساس ده هيكون بشع مش هقدر أتحمله.

ده أنت حب عمرى يا أحمد، وحلم اتمنيته سنين لغاية ما ربنا حققهولى عشان كان عالم بحالى وعالم قد ايه اتظلمت مع شفيق .

وكتمتت حبك فى قلبى سنين لغاية ما آن الأوان أنه يظهر النور .

خرجت أشجان من شرودها على صوت شفيق العالى وقد ارتسمت الفرحة على معالم وجه .

_ها يا جماعة عروستى جهزت ولا لسه ؟ .

فطالعه سفيان بجمود ولم يحدثه ثم استأذن ودلف إلى غرفة العروس .

ابتسم سفيان لرؤية أسماء وحاول إخفاء الحزن الذى ينهش قلبه نحوها فقال: زى القمر يا سمسمة.

ثم أقترب منها واحتضنها بحب قائلا: ربنا يسعدك يا حبيبتي.

فلم تتحمل أسماء واجهشت بالبكاء الذى فتت قلب سفيان فابتعد قائلا: وبعدين مينفعش عروسة تعيط كده وتبوظ شكلها والعريس مستنيكِ بره. 

أسماء: مش قادرة يا اخويا غصبا عنى، سامحونى كلكم .

سفيان: المسامح ربنا يا حبيبتي،وده نصيبك فارضى بيه وهو صراحة بيحبك وده اللى مصبرنى عليه وأكيد هيحاول يسعدك .

يلا إضحكى كده، اوعى تبينى دموعك قدامه أو تحسسيه إنك ضعيفة عشان ميجيش عليكِ زى أشجان .

فابتسمت أسماء ابتسامة شيطانية لتردد: يبقى كتب بايده شهادة موٖته .

وعندك حق هضحك وهرمى الدنيا كلها ورا ضهرى، لان الحزن والدموع مبقاش ليهم فايدة خلاص .

يلا لقدر الله يا سفيان .

فخرج بها سفيان وعندما رأها شفيق حدق بها بفرحة قائلا: الله أكبر ايه الحلاوة دى يا سمسمة، ده أنا الليلة أسعد انسان فى الدنيا .

فابتسمت له بشر وهى تتوعده بداخلها، ثم ألقت نظرة على أحمد سريعا الذى همس بصوت خافت: مبارك يا اسماء .

فسارعت بطأطأت رأسها سريعا خجلا وهمست: الله يبارك فى عمرك .

لتحدث نفسها: ده جزاتى إنى اتبطرت على النعمة سواء أنت أو تميم .

اه يا تميم، ده أنا طلعت نعمة كبيرة اوى وانا محستش بها غير لما راحت منى ..

بتمنى لك السعادة العمر كله أما أنا فربنا بتولانى برحمته .

لتنزل دمعة ساخنة فرت من عينيها، ثم اتجهت مع شفيق نحو منزلهم .

.......

أخذت تدور زينب فى منزلها يمينا ويسارا وحول نفسها لا تصدق أن تلك الحيٖة الصغيرة ستكون زوجة ابنها المفضل لديها الذى كان كالرحى تقلبه كيف تشاء .

أما الأن فلن تستطيع التأثير عليه بعد أن استحوذت عليه تلك الشيطانة الصغيرة .

ولكن لا لن تدعها تفعل ذلك وسينالها ما نال أختيها  أشجان وأنهار بل أكثر.

نعم ستكٖسر شوكتها ولن تدعها تناطحها ندا بند .

لذا أردفت قائلة بصوت يشبه  فحيح الأفٖعى: يا أنا يا أنتِ يا بت ابتهال وهنشوف مين اللى هيكسب فى الأخر .

ثم أخذت تناظرهم من الشرفة حتى لمحت مجيئهم ، فأسرعت وفتحت الباب وقامت بمد ذراعها على الباب .

وعندما أقبلوا إليها وقفت أسماء تطالعها بجمود أما شفيق فحاول كتم غيظه وقال: ايه الدنيا يا حجة، اكيد واقفة كده عشان تبركلنا صح ؟

_فيكِ الخير والله، بس ادخلى يلا ريحى جتتك عشان  متتعبيش .

زينب بسخرية: طبعا هريح يا ابن بطنى بس قولت أطمن عليكم الأول وعلى السنيورة .

ثم تابعت بخبث: بس يعنى صح هطمن على ايه وأنا عارفة اللى فيها وأنت أصلا متجوزها عشان تسترها.

كتر خيرك يا ابنى والله .


لو واحد غيرك كان شاف واحدة تانية بنت بنوت مبعتش نفسها .

فثارت الدماٖء فى جسد أسماء واطلقت عينيها بركاٖين الناٖر وكادت أن تنفٖجر بها، لأن ابنها هو الجانى وهى المجنى عليها ولولا ما حدث ما كانت تفكر به ولو كان هو الرجل الوحيد فى العالم ولكنها كتمت غيظها، فليس هذا الوقت المناسب للإنتقام بعد .

 ثم سددت زينب نظرات نارية كادت أن تحٖرق شفيق خوفا من بطشها أو أن تعكر ليلته التى انتظرها منذ طويلا .

فرفعت أسماء أحد حاجبيها وقالت دون مبالاة: 

_ايه يا حماتى مسمعتيش شفيق وهو بيقولك أدخلى استريحى.

مالك كده وقفلنا زى العمل الردى، ما تتدخلى يا ولية.

خلينا ندخل نستريح احنا كمان ثم  تمسكت بذراع شفيق ووضعت رأسها على كتفه لتغيظ زينب وقالت: ولا أنا غلطانة يا شيفو .

راق إلى شفيق اسمه بالتدليل وقال بسعادة: أحلى شيفو منك يا قمر، وأنتِ عمرك ما تغلطى أبدا .

فتملك الغضب من زينب وصاحت: أنت بتقول ايه يا شفيق، سامعها بودانك بترد عليه بلسانها اللى عايز يتقص ده وتقولها لا مبتغلطيش، لا غلطانة ونص ولازم تتعلم الأدب من أولها .

مش هسيبك يا بت ابتهال .

ثم قبٖضت بيد فولاذية على شعرها، لتٖصرخ أسماء بألم .

ليصعق شفيق عندما رأى ذلك، فجذب يد أمه سريعا قائلا بغضب: 

_إرفعى ايدك عن مراتى يا حاجة وإلا هيكون ده آخر يوم بينى وبينك وهخدها وهروح مطرح تانى متعرفهوش .

فارتجف يد زينب وأصاب قلبها القهر من كلمات شفيق ابنها المدلل التى حاربت به الجميع وظنت أنه سيكون سندا وسدا منيعا أمام أعدائها ولكن السد  إنهار أمام طوٖفان أسماء .

فقالت بصوت مهزوز: هتهجر أمك يا شفيق عشان بت ابتهال اللى متسواش تلاتة تعريفة.

شفيق بتأكيد: وههجر الناس كلها يا حجة، دى الحب كله .

فنظرت لها أسماء بتشفى، لتطأطأ زينب رأسها وتتحامل بالكاد على قدميها التى أحست  إنها تحولت لهلام لا تستطيع السيطرة عليه .

فهمست أسماء: العين بالعين والسن بالسن والبادى أظلم يا زينب ولسه دى أول جولة ولسه بنسمى ونقول يا هادى .

 ثم أشار شفيق إلى أسماء : أخيرا زاحت عن طريقنا ، مش يلا بينا بقا يا حبيبتي.

رمقته أسماء بحدة وعضت على شفتيها بغيظ وهمست: مستعجل اوى، متستعجلش على رزقك يا شفشق.

......

لم تتخيل دلال أنها بعد أيام قليلة ستزف إلى آدم بعد أن ماطلت كثيرا فى تحديد يوم الزفاف.

فهى لا تنكر أن به صفات كثيرة تتمناها اى بنت ولكن القلب وما يهوى .

والقلب معلق بالشيخ أحمد الذى ملىء كيانها وعشقته بكل جوارحها، بل أدمنته حتى إنها ترى صورته أمام عينيها فى كل مكان، تتخيله أمامها يحدثها وتحدثه.

وتهمس بإسمه كثيرا كأنه معها .

_ اه من حب شيخ دخل القلب فعذبه.

مالى وشيخ مضىء كالقمر وأنا صحراء قاحله 

فهل من سبيل إليك أيها الشيخ لتهدى قلبي وتعانقه

لاحظت أم آدم شرودها فقالت؛ مالك يا بنتى، فيه حاجة مضايقكِ ؟

آدم زعلك ولا حاجة، قوليلى بس وانا اتفاهم معاه ؟

 نفت دلال ذلك بقولها  : لا ابدًا يا ماما، مفيش حاجة ، تحبى أحضر ليكِ العشا .

ام آدم: لا يا بنتى أنا هستنى آدم لما يرجع .

ثم رن هاتف دلال من رقم غريب ففتحت الخط وقالت: الووو.

فجاء صوت المتصل: أنا فاعل خير، وعشان عارف إنك إنسانة كويسة من جوه ميخلصنيش تجوزى واحد زى آدم، عامل قصادكم ملاك وهو من جواه شيطان .

وبيخونك كل يوم مع واحدة، ولو مش مصدقانى .

تعالى حالا شوفيه فى شارع*عمارة* شقةرقم* فى الدور* .

فشهقت دلال: ايه، لا يستحيل آدم يعمل كده، ده إنسان محترم .

فضحك المتصل ساخرا: اه اوى، على العموم أنا نبهتك ولو مش مصدقة ومش عايزة تيجى براحتك، سلام يا قمر .

ثم أغلق الخط فى وجهها .

فاحتارت دلال وتسائلت: معقول آدم يعمل جه، طب إزاى وهو كل يوم بيأكد إنه بيحبنى .

هتعملى ايه يا دلال دلوقتى، افرضى كلام الراجل ده صح ؟

إزاى هتجوزى واحد كل يوم مع واحدة، يعنى مش كفاية مش بحبه، كمان يكون خاين، لا صعب .

أنا هروح ولو فعلا طلع خاين هتكون فرصة إنى اسيبه، يمكن ربنا يكرمنى وأقابل أحمد تانى .

وساعتها أنا اللى هطلب منه يجوزنى، اه امال ما أنا مش هسيبك يا مولانا أبدا، بس أقابلك يا عمرى .

ثم أسرعت لأخذ حقيبتها واستأذنت من والدة آدم بحجة إنها تريد شراء شىء خاص لها وستأتى على الفور حتى لا تفجعها فى آدم، وتوجهت نحو العنوان الذى أملاه لها هذا المتصل .

.........

فى تلك الشقة كان إبراهيم مع أصدقائه من الشباب ومع كل شاب فتاة من فتيات الليل ينعم بها فى الحرام .

أما إبراهيم فكان ينتظر دلال ولا يريد غيرها فى تلك الليلة.

فلاحظ شروده صديقه حسام فقال: ايه يا صاحبى عملت اللى فى دماغك برده واتصلت على البت اللى شغلة دماغك .

صراحة مش عارف ليه دى بالذات وعندك البنات أهو قدامك على كل شكل ولون وعيش براحتك بدل ما البت دى تعمل ليك مشكلة أنت مش قدها .

ابراهيم: مش قادر يا حسام، من ساعة ما شوفتها وأنا هموت عليها ومش هستريح غير لما اخدها ليه ولو حتى لليلة واحدة، وأشوف القهرة فى عين آدم لما يعرف إنى اخدت منه حبيبته ونولتها قبله .

حسام: قد كده بتكرهه.

ابراهيم: أنا مش بكرهه بس، أنا بتمنى أشوفه يموت قصاد عينى  كل يوم وميطلهوش .

حسام: يا ساتر يارب، ده أنت قلبك أسود يا عم .

بس متأكد أن البت دى هتيجى ولا هتضيع الليلة على الفاضى. 

ابراهيم: قلبى حاسس إنها هتيجى، ظبط بس أنت الدنيا وخد الجماعة وأدخل جوه، عشان متصدمش من أول لحظة كده .

خليها وحدة وحدة. 

فضحك حسام وسخر قائلا: اه يا حنين .

ماشى يا أبو الصحاب ثم أشار إلى  أصدقائه قائلا: يلا بينا جوه يا شباب نفتح ميوزيك وزيزى ترقص لنا ونهيص وتودع الاحزان .

فضحكت زيزى: بس كده عيونى.

فاشتغلت الموسيقى بصوت عالى حتى وصلت إلى الجيران .

فاشتكى أحدهم: هو الزفت اللى اسمه حسام ده مفيش فايدة فيه، كل يوم والتانى عامل الشقة كباريه واستغفر الله العظيم بنات طالعة وبنات نازلة وقلة أدب ومش مراعى الناس اللى فى البيت .

فرددت زوجته: اه والله عندك حق، ربنا يستر على بناتنا .

حسن: بس أنا خلاص جبت أخرى ومش هسكت تانى وهتصل بالبوليس يجيبه من قفاه ويشرف فى البورش عشان يعرف إن الله حق ويبطل 

زوجته: بس يعنى ده لسه شاب يا حسن وحرام يتبهدل .

حسن : ومش حرام اللى بيعمله ده .

أنا حذرته مرة واتنين وتلاتة وهو مفيش فايدة، فخلاص جبت أخرى وهطلب البوليس .

ليمسك بالفعل هاتفه ويتصل ليبلغ عن شقة يمارسون فيها الرذٖيلة .

.......

اتصل شيكو على أحمد فردد أحمد : خير يا ابنى لحقت أوحشك مش لسه كنا مع بعض،عايز ايه منى .

فضحك شيكو: اه طبعا يا مولانا، هو فيه حد يشبع منك ولا من كلامك الحلو .

ومعلش يعنى لو مفهاش إساءة أدب، لو تيجى تبات معايا الليلة لأن الشيطان بيزن فى دماغى وهاين أروح أخطف البت ياسمين واتجوزها غصب.

وقولت مفيش غيرك يصبرنى ويهون عليه يا صاحبى .

فضحك أحمد وقال مداعبا: يا عينى على الحلو لما تبهدله الأيام .

ماشى يا عم الحبيب، أنا جى افتح الباب .

ابتسم شيكو وتمتم: مش عارف من غيرك كنت عملت ايه يا صاحبى، أظن لو عندى اخو مكنش هيعمل اللى أنت بتعمله ده .

أحمد: أنت اخويا وصاحبى وحبيبى يا شيكو وصاحب فضل عليه كمان وكل الخير اللى انا فيه ده من فضل ربنا ثم أنت .

شيكو : متقولش كده، أنا ربنا جعلنى سبب بس لكن أنت تستحق الخبر كله .

ويلا بقا أنا فتحت الباب من بدرى وانت لسه مجتش اهو وهستهوى .

فضحك أحمد: لا ميخلصنيش تستهوى ، جاى اهو على طول .

فنزل احمد وتوجه بسيارته نحو شيكو .

.......

وصلت دلال إلى تلك الشقة التى وصفها لها ابراهيم وأخذت تطرق الباب، ابتسم ابراهيم عندما شعر إنها هى وأسرع لفتح الباب فجحظت عين دلال لرؤيته قائلة: أنت .

ابراهيم: ايوه أنا يا دولى، مهو انا اللى معلمه المزاج.

أدخلى أدخلى شوفيه بنفسك جوه .

ترددت دلال قليلا قبل أن تدخل لخوفها من ابراهيم ولكن حاولت الثبات حتى تواجه آدم بحقيقته وتفسخ خطوبتها منه .

فولجت للداخل بخطى بطيئة وتسائلت بتلعثم هو فين ؟

ابراهيم جوه فى الاوضة بيمارس طقوس السعادة .

تعالى شوفيه بنفسك .

فولجت تلك المغيبة للداخل ثم فتح إبراهيم باب الغرفة، لتتفاجىء دلال إنها فارغة .

فاحتدت ملامحها وتراجعت للوراء قائلة: أنت بتضحك عليه، والأوضة فاضية مفهاش حد .

فقبض إبراهيم على معصمها بقوة ألمتها قائلا: ايوه فاضية بس أنتِ معايا فيها اهو يا دولى وآدم مش هنا.

فصرخت دلال: أنت كداب وحقير غشتنى وأنا صدقتك .

سيب ايدى أنا لازم إمشى حالا  

فضحك بالساهل كده، هو دخول الحمام زى خروجه  

ارتجفت دلال وقال بذعر: أنت عايز منى ايه ؟

ابراهيم برغبة: عايزك من أول يوم شوفتك فيه .

دلال بإنفعال : أنت إتجننت ده أنا خطيبة ابن خالتك وأيام وهكون مراته .

ابراهيم وهو يقترب منها: تؤتؤ أنتِ هتكونى ليه أنا, وهفكر لما أشبع منك ممكن ساعتها ترجعيله .

فصرخت دلال: إبعد عنى حرام عليك ، أبوس إيدك خلينى أخرج من هنا وصدقنى لو خرجتنى مش هقول لآدم اللى حصل .

ابراهيم: لا أنا عايزه يعرف ، عشان يتقهر وانبسط أنا لما أشوفه مقهور .

دلال: لا ده أنت شكلك مريض نفسى

لتقوم بالصرٖاخ بعلو صوتها: إلحقونى يا ناس ، إلحقونى .

فكتم ابراهيم صوتها بإحدى يديه واليد الأخرى تحاول تٖمزق ثيابها ،حتى رأى بياض جسدها .

ابراهيم تملئها الرغبة: أنتِ حلوة اوى يا دلال .

ثم ألقى بيها على الفراش لينقٖض عليها كلأسد على فريسٖته ،ودلال تبكى وتصرخ وتستغيث وترجوه أن يتركها .

ولكن فجأة سمع صوت طرق شديد على الباب، فارتجف .

ووجد باب الغرفة يفتح ليجد الخوف على وجه حسام وهو يقول: بوليس يا إبراهيم، روحنا فى داهية وسمعتنا هتكون على كل لسان .

ابراهيم بخوف: مفيش اى باب خلفى نهرب بسرعة .

حسام: لا مفيش للأسف .

ليسمعوا صوت إرتطام الباب بالأرض بعد أن كسره أحد افراد الشرطة، لينتشروا فى الشقة ويقتحموا الغرف ليقبضوا على أفرادها متلبسين بالرذٖيلة ..

كما اقتحموا غرفة إبراهيم وقبضوا عليه فقالت دلال بعفوية: الحمد لله انكم جئتم فى الوقت المناسب ده كان عايز يعتٖدى عليه، ووده فى ستين داهية .

فقال الضابط ساخراً: لا والله.

يعنى أنتِ مش منهم يا بت، بتشتغلينى .

جاية هنا برجليكِ وتقولى كان عايز يعٖتدى عليه .

يعنى مش عارفه أنت جاية هنا ليه ؟

 دافعت دلال عن نفسها : لا يا باشا متفهمنيش غلط،ده هو اللى ....

ليقطع كلامها الضابط: أنتِ هتحكيلى قصة حياتك.

ابقى قولى الكلمتين دول قدام النيابة، يلا قدامى يا روح أمك .

فأمسك بها العسكرى،فأخذت تبكى على حالها بمرارة ورفعت بصرها للسماء تناجى ربها: يارب أنت عالم إنى مظلومة وعالم إنى طول عمرى بحافظ على شرفى .

فنجينى من اللى أنا فيه ده يارب .

ثم رمقت ابراهيم بنظرة حادة قائلة: منك لله يا أخى ربنا ينتقم منك.

ثم نزلوا جميعا وبدء العساكر فى الزج بهم إلى عربة الترحيلات .

وأثناء ذلك وقعت الصدفة التى كانت يتمناها أحمد وهو أن يراها ولكن شاء القدر أن يراها فى موقف تجمدت له أطرافه وكاد قلبه أن يتوقف .

عندما توقف بسيارته ليمر شيخ كبير فى السن الطريق ، ليجد دلال بملابس ممزقة يزج بها العسكرى وهو يتلفظ بألفاظ نابية إلى سيارة الشرطة .

فاتسعت عين أحمد وارتجفت شفتاه وهو يردد: لا يستحيل .

يستحيل تكون دى دلال، معقول وصل بيها الحال للدرجاتى  

ثم أخذ يضرب بعنف على مقبض السيارة لينفث عن غضبه 

ويصرخ: ليه ليه؟؟

اه يا قلبى إزاى تحب وحدة زى دى .

ازاى يا شيخ احمد ؟

يا ترى هيحصل ايه بعد كده ؟


تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله1 اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا







تعليقات

التنقل السريع