القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية دلال والشيخ الفصل العشرون والحادي وعشرون قلم شيماء سعيد

 

رواية دلال والشيخ الفصل العشرون والحادي وعشرون قلم شيماء سعيد




رواية دلال والشيخ الفصل العشرون والحادي وعشرون قلم شيماء سعيد



#دلال_والشيخ

الحلقة العشرون 

.......

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله.

"سُئل أحَدهم عن إخفاء الشَعور فقال : 

كأني أضع جمٖرة في يدي ، و أدعي بأنها مكعب ثلج."!

......

دب الذعر فى قلب دلال عندما تفاجئت بأحمد أمامها يحدثها بقوله: رايحة فين يا دلال ؟

ارتجفت دلال للحظات وتحول وجهها للزُرقة من الخوف ولكنها تماسكت وأظهرت الجمود وقالت بعناد: أروح مطرح ما أروح يا مولانا، ملكش فيه .

صك أحمد على أسنانه بغيظ وتمتم بهدر: لا ليه فيه يا دلال، ودلوقتى اتحركى قدامى ندخل جوه .

نفخت دلال بضيق: مش داخلة يا مولانا .

وايه اللى ليك فيه ده، أنت مين عشان تدخل فى حياتى بالشكل ده .

أنا ولا أمك ولا أختك ولا مراتك .

فابعد عن طريقى يا مولانا، عشان أنا عارفة ومتأكدة أن طريق كل واحد فينا غير التانى .

تنهد أحمد بغصة مريرة وهمس: فعلا انا مكنتش أتخيل فى يوم من الأيام أن قلبى يميل لوحدة زى دلال، كنت بتمنى إنسانة ملتزمة منتقبة حافظة كتاب الله وماشية على سنة الحبيب المصطفى عشان تربى ولادى تربية صالحة .

لكن للأسف ربنا ابتلانى بحبها وكل قدر الله خير مش يمكن تكون زى ما كنت عايز واكتر .

صاحت دلال: سكت يعنى يا مولانا، يعنى صح كلامى ودلوقتى ممكن تسبنى أشوف طريقى وانت تعيش حياتك زى ما انت عايز.

ثم صممت للحظات لمعت عينيها بها بالدموع واستطردت بحزن: وتجوز بنت عمك يا مولانا، يلا ربنا يسعدك .

معطلكش بقا أنا ماشية.

وعندما همت لتخطوا خطواتها مرة أخرى استوقفها بقوله:

يستحيل أسيبك ترجعى للطريق اللى كنتِ ماشية فيه تانى يا دلال .

فصاحت دلال وقالت بدموع حارقة: اى حاجة هتكون أهون أن أشوفك مع وحدة غيرى يا أحمد .

صدقنى مقدرش، مقدرش والموت هيكون عندى أهون.

لإنى بحبك يا أحمد، فجحظت عين أحمد لتصريحها المفاجىء .

وارتجف للحظات ثم أطبق على شفتيه يمنعهما من قول:

_ وانا بعشقك يا دلال، مش بحبك بس .

معرفش إزاى بس الشيخ احمد فعلا وقع فى الحب وحبك يا دلال .

 تابعت دلال: مالك سهمت كده يا مولانا، ايوه بحبك .

الحب أظن مش حرام ولا عيب لانه بيجى غصبا عن الواحد فينا .

وعارفة برده فى نفس الوقت انى منفعكش ويستحيل تحبنى وانك عايز تجوزنى شفقة عشان مرجعش للشارع .

بس لا يا مولانا أنا اى مكان هكون فيه هيكون أرحم من وجودى جمبك وانت بعيد عنى بقلبك.

فأرجوك يا ابن الناس سبنى إمشى ومتقلقش أنا اللى هتحمل ذنوبى مش انت .

جاهد أحمد كل تلك العواصف التى تعصف بقلبه أمامها، فهى لا تدرك إن كل كلمة تخرج من بين شفتيها تقع كالجمر على قلبه.

وكيف تظن أن زواجها منه شفقة، بل هى من ستشفق على قلبه الملتاع بنيران حبها الذى ابتلاه الله به .

ويجاهد بقدر الإمكان حتى لا يعترف به .

نعم فهو أن إبتلى بحبها رغما عنه ولكنه قادر على عدم الإعتراف بذلك الحب الضارى الذى بين ينٖهش قلبه، حتى يحين الوقت لذلك.

لم يستطيع أحمد أن يتفوه بكل ما يجيش فى صدره ولم يستطيع سوى قول: قولت مش هتمشى يا دلال واتفضلى إدخلى بالذوق .

وهنا إنفعلت دلال وصاحت بصوت عالى: ده ايه حكم قرقوش ده يا جدع، لا شوف لما أقولك أنت ملكش حكم عليه.

ابتسم أحمد بمكر ثم ذكرها بما قالته فى المستشفى عندما أنقذت حياته.

_إزاى مليش حكم عليكِ أنتِ نسيتى إنك مراتى وده اللى قولتيه بلسانك للممرضة فى المستشفى.

تلون وجه دلال بحمرة الخجل واخفضت رأسها، فابتسم أحمد وهمس: ايه ده دى طلعت بتكسف زى البنات بجد .

دلال: وأنت مصدقت ولا ايه، دى كانت كلمة كده عشان الممرضة اللى يندب فى عينيها رصاصة، مكنتش عايزة تشيل عينيها من عليك .

فقولت أقول كده عشان تلم نفسها .

وخلاص خلصنا يا مولانا، ممكن امشى بقا إلهى تنستر.

فحرك أحمد رأسه بالنفي وأشار لها بالعودة للفيلا .

انفعلت دلال وقالت بغيظ: لا كده كتير وانا أصلا باخد إذنك ليه، أنا ماشية ولى عندك اعمله.

وعندما التفتت لتغادر، استوقفها أحمد تلك المرة بكلمة جعلت جسدها يرتجف:

_ تجوزينى يا دلال .

تخشبت دلال مكانها ثم استدارت برأسها تطالعه بتيه مع ارتجاف شفتيها ثم حاولت بالكاد أن تخرج الكلمات العالقة فى جوفها قائلة بتلعثم: انت بتكلم جد يا مولانا ..؟

اومأ أحمد برأسه وقال: ايوه بكرة ان شاء الله هكتب عليكِ.

اتسعت ابتسامة دلال ورفرف قلبها بسعادة ثم سئلته السؤال الذى يتهرب منه .

_ يعنى أفهم من كده يا أحمد، انك بتحبنى ومصدق فعلا إنى إنسانة كويسة لدرجة أنك تجوزنى .

ابتلع أحمد تلك الغصة فى حلقه ولم يتحدث واكتفى بالصمت ولم بجيبها بالرغم النٖار التى تتأجج بداخله وتكاد تعلن العصيان عليها وكاد أن ينفٖجر قائلا بعشق: ااااه بحبك يا قلب أحمد .

بعشق حتى طيفك وروحك وصوتك وعنادك وكل حاجة فيكِ.

ولكنه لم يستطيع البوح بذلك، فترجته دلال بصوت مزق قلبه: أرجوك يا أحمد قولها ولو مرة واحدة بس .

قول إنك بتحبنى، وهتلاقينى دخلت معاك بكل إرادتى وهنفذ كل اللى تقول عليه يا أحمد .

المهم تريح قلبى يا أحمد وتقولها .

فزفر أحمد بحرارة وقال بجمود يخالف ما يشعر به وأبى الإستسلام لإنه ضعف باللنسبة له: أنا مليش فى الكلام ده يا دلال .

وأنا هتجوزك من أجل الستر مش اكتر .

وطبعا هيكون فيه إشهار بس بحدود عشان مش عايز يوصل الخبر لعمى دلوقتى لإنى مش عايز أجرح إحساسه هو وأشجان.

قٖذف أحمد  كلماته الباردة تلك فى وجه دلال فتساقطت عليها كدلو ماءًا بارد أصاب جسدها بالإرتجاف فصاحت دلال بغضب: يعنى ايه الكلام ده !

_يعنى كل هم حضرتك إنك خايف على إحساس الهانم بنت عمك .

وانا إيه يا أحمد مش بنى آدمة زيها، معنديش إحساس .

اه ما صح أنت بتقول هتتجوزنى عشان تُستر عليه بس .

بس لا يا أحمد، أنا مستهلش منك أبدا مهما عملت فى حياتى .

وبقولهالك أهو يا أحمد أنا مش موافقة أتجوزك حتى لو بحبك وبموت فيك .

وخلى بنت عمك تنفعك، ثم رفعت يديها وأشارت قائلة: سلام يا مولانا .

جحظت عين أحمد من ذلك السيل المفاجىء من الكلمات القوية رغم الضعف الذى بها فتألم من أجلها لإنها على حق ولكن ما بيده وقد وعد عمه بالزواج من أشجان الذى يعلم جيدا إنها تحبه منذ سنوات طويلة فلن يستطيع أن يخذلها ولو على حساب نفسه .

استدارت  دلال وسمحت لدموعها التى كانت حبيسة عينيها بالنزول بغزارة وقهر وأخذت تهمس: ربنا يسامحك يا مولانا مكنش العشم .

بس ماله كده سكت ومكلمش بعد ما قولت مش عايزة اتجوزه وهمشى .

هو مصدق ولا ايه .

أنا بحسبه برده هيقولى استنى ومتمشيش .

ما انا غلطانة برده مكنش لازم أحبهكا اوى ، هو حد يطول يتجوز مولانا برده .

ده انا بعشق أمه بس البعيد لوح .

وانا عارفة إنه مش بيحب بنت عمه وأنه هيجوزها عشان ميكسرش بخاطر عمه.

بس مش ده اللى تعبنى .

اللى تعبنى إنى مش عارفة بجد هو بيحبنى ولا زى ما بيقول عايز يتجوزنى عشان الستر بس .

وبعدين أعمل ايه دلوقتى وأنا مصدقت لقيته، معقول سبته كده يضيع منى تانى بسهولة وهرجع أتمرمط فى الدنيا لوحدى .

لتنهمر دموعها بغزارة واستسلمت لذلك الطريق المجهول الذى بدئت أول خطواته بنفسها .

.....

عندما انتهى تميم من عمله فى الورشة واتجه إلى شقته التى أصر أن يعيش بها رغم انتقال والدته وشمس الى الفيلا .

لانه عفيف النفس لا يريد أن يعيش فى مكان لا ينتمي إليه أو يعيش عالة على أحد، وراضى بما قسمه الله له .

وعندما وضع تميم مفتاح الشقة فى الباب استمع الى صٰراخ جارتهم أم تقى .

فارتجف ودب الذعر فى قلبه وتوجه لهم سريعا وطرق الباب .

ففتحت له أم تقى وعلى وجهها علامات الذعر والقلق وقالت بتخوف: جيت فى وقتك يا ابنى .

تقى يا ابنى وقعت من طولها فجأة وحولت أفوق فيها مش راضية تفوق .

ياريت تساعدني يا ابنى ناخدها المستشفى نلحقها.

ثم تعالى بكاؤها وشهقاتها مرددة: أنا خايفة يكون جرالها حاجة وتروح منى.

يارب خلهالى دى بتى الحيلة يارب .

أشفق تميم عليها فقال: ان شاء الله مفيش حاجة يا خالتى وأكيد شوية ضعف بس اللى خلوها تقع من طولها بتحصل عادى .

وادخلى حطى حاجة عليها واستريها وأنا هساعدك نروح بيها المستشفى.

ثم دعا الله عزو جل أن تكون مجرد إغماءة ولا تكون فاضت روحها إلى خالقها فجأة كما حدث مع كثيرين .

فاللهم نعوذ بك من موت الفجأة ولا تمتنا إلا وأنت راضٍ عنا .

فأسرعت ام تقى الى ابنتها وسترتها وألبستها الحجاب وقامت بالنداء إلى تميم فولج إليها .

وعندما رآها على حالتها تلك تمزق قلبه حزنا عليها وتسائل: معقول دى تقى اللى كانت زى الوردة المفتحة، ايه اللى حصلها ووشها بقا أصفر ليه كده .

معقول كل ده من الحزن على  رفضى ليها ، بس ده  كان غصب عنى كنت خايف أظلمها معايا لإنى مش بحبها وحبيت انسانة جاحدة أنانية واديها خدت جزائها اللى تستاهله ..

إنسان شبهها قاسى وجاحد ، يارب تكون مبسوطة معاه دلوقتى ، ربنا يسامحك يا أسماء .

ثم أسرع لحمل تقى واتجه بها إلى أقرب مستشفى مع والدتها .

وبالكشف عليها شعر الطبيب أن الأمر ليس بالهين وطلب عدة تحاليل على وجه السرعة خصوصا عندما وجد بعض من الكدمات والبقع الحمراء على جلدها .

ثم وجه السؤال إلى والدتها: هى دى أول مرة يغمى عليها ؟

الأم: لا مش أول مرة بس كنت بلحقها وتفوق، لكن المرة دى حولت معرفتش .

هى بنتى فيها ايه يا دكتور؟

الطبيب: خير ان شاء الله.

الأم: طيب هتفوق امتى ؟

الطبيب: فى خلال ساعة بإذن الله عقبال ما جسمها يستجيب المحاليل .

ثم نظر الطبيب إلى تميم وقال: حضرتك جوزها ؟

تحرج تميم من كلمته ولكنه لم يستطيع أن ينفى فليس هذا بالوقت المناسب فقال: اااه.

الطبيب،: طيب ممكن تتفضل معايا ندردش شوية.

فذهب معه تميم على تخوف وطلب منه الطبيب الجلوس ليستريح .

فقال تميم: خير يا دكتور، أنا شايف أن حضرتك شاكك فى حاجة .

الطبيب: للأسف الأعراض اللى شايفها كلها بتدل انها لوكيميا أو سرطان الدم والتحليل هو اللى يصدق ده او يكذبه.

فوضع تميم يده على وجهها وحوقل: لا حول ولا قوه الا بالله.

معقول ده!!

دى لسه عز شبابها يا دكتور .

الطبيب: للأسف المرض ده لعين وبيصيب اى سن .

ادعى بس لو موجود يكون فى مراحله الأولى عشان نقدر نسيطر عليه 

تميم: يعنى فيه أمل تخف يا دكتور .

الطبيب للأسف  المرض ده مش بيخف نهائى والمريض بيعيش على نقل الدم وعلاج كيماوى عشان ميطورش لمرحلة أصعب.

ثم ولج إليهم الممرضة تحمل فى يديها نتيجة التحاليل، فتناولها الطبيب سريعا ليرى نتيجة توقعه .

فقال بحزن: للأسف اللى توقعته كان صح .

فتجهم وجه تميم واستغفر: استغفر الله العظيم يارب.

أعمل ايه دلوقتى وهبلغهم إزاى بالموضوع ؟

دى أمها ممكن تروح فيها ، دى بنتها الوحيدة ..

الطبيب: للأسف لازم يعرفوا عشان يعرفوا يتعاملوا مع طبيعة المرض ويتقبلوا العلاج لانه هيكون قاسى ومؤلم .

حوقل تميم: لا حول ولا قوه الا بالله.

ربنا يشفيها ويخفف عنها .

الطبيب ودلوقتى اول خطوات العلاج إنها تنقل دم بأستمرار عشان تقدر تعيش لأن المرض ده بيكسر كرات الدم الحمرا وبسبب أعياء والجسم بينزل .

فاومأ تميم بحزن وردد: الله المستعان.

الطبيب: ودلوقتى هى فصيلة دمها A ، عشان تشوف لها متبرع أو تشترى من بنك الدم .


ابتسم تميم بوهن: نفس فصيلتى ، كده انا المتبرع بإذن الله وجاهز دلوقتى.

الطبيب: تمام، يلا بينا نبتدى، بس أهم شىء عشان تقاوم المرض النفسية تكون كويسة ، يعنى تشوف ديما هى بتحب ايه وتعمله وياريت محدش يزعلها .

فشرد تميم للحظات وهمس: اه فعلا هعمل اللى بتحبه، وهتجوزها على سنة الله ورسوله، لأن يستحيل أسيب قلب حبنى فى الظروف دى ولازم أراضى قلبها اللى اتعذب بسببى .

ولج تميم مع الطبيب إلى الغرفة فوجد تقى قد ااستفاقت وبجانبها والدتها .

وعندما رأته تحول وجهها المتعب الذى باللون الصفار إلى وردى من الخجل الممزوج بالحب ولمعت عينيها بالفرحة .

فهمس تميم بألم : ياه للدرجاتى أنا كنت غبى وسايب الحب ده يضيع منى.

والدة تقى: يعنى وشك نور دلوقتى يا تقى، الحمد والشكر ليك يارب .

أقترب تميم منها قائلا: حمد لله على سلامتك يا تقى .

تقى بخجل: الله يسلمك، وشكرا على اللى عملته تعبتك معايا .

تميم: متقوليش كده تعبك راحة يا ست البنات .

ثم صمت للحظات قبل أن يستطرد: أنا مش عارف أقولك ايه يا تقى بس أنا عارف انك مؤمنة بقضاء الله وبنت جدعة وقدها وقدود.

لمعت عين تقى بالدموع واستطردت بصوت منخفض حتى لا تسمعها والدتها: أنا عارفة اللى عايز تقوله يا تميم من فترة بس أرجوك متوضحش قدام امى عشان متقلقش عليها، عشان لو عرفت ممكن تموت بحسرتها عليه .

تميم بصدمة:يعنى أنتِ عارفة وساكتة ومتحملة الألم ده كله لوحدك .

إبتلعت تقى تلك الغصة العالقة فى حلقها واستطردت بألم:  _ما أنا أتحملت الألم اللى أشد منه يا تميم وسكت .

عارف إيه الألم ده!

أغمض تميم عينيه بحزن لإنه يدرك ما تقصد .

لتستطرد تقى بحزن : ألم رفضك ليه، كان أصعب وأشد وحسيت روحى راحت ساعتها وماتت وادفنت خالص، ومبقاش فاضل غير الجسد اللى قدامك وانت شايفه بقا عامل إزاى وعارفة انه خلاص قرب يحصل الروح .

لمعت عين تميم بدموع الندم وقال بغصة مريرة: أنا آسف يا تقى.

آسف بجد على كل ألم سببته ليكِ بدون قصد، وصدقينى أنا دلوقتى عرفت قيمة حبك ده وبطلب ايدك للجواز ها قولتى ايه ؟

أقول مبروك .

جحظت عين تقى ولمعت عينيها بالفرحة غير مصدقة أن حبيب العمر طلب يدها للزواج ولكن سرعان ما انطفىء بريق عينيها وقالت بحزن:

 أنا كنت بدعى ربنا كل يوم إنك تكون ليه بس للأسف أنت عايز تجوزنى شفقة مش حب .

فمينفعش يا تميم صعب عليه، وكمان ذنبك إيه تاخد وحدة مريضة مش هتقدر تكون زوجة بالمعنى المطلوب ولا هتقدر تخلف بسبب المرض .

تأوه تميم حزنا عليها ولكنه تمسك بها وقال: مين قلك شفقة.

لا ده أنا أمى دعيالى والله إنى أخد بنوتة قمر زيك فى طيبتك وحنانك وحبك يا تقى .

وان كان على العيال انا مش عايز، طول عمرى بزهق من زنهم واللماضة بتاعتهم وكفاية عليه أنتِ.

فابتسمت تقى وهمست: يعنى مش هتندم يا تميم .

حرك تميم رأسه بنفى: أنا فعلا ندمان على كل الأيام اللى ضاعت وأنا مش مقدر الجوهرة اللى قدامى دلوقتى بس ملحوقة بإذن الله، شدى حيلك كده واجمدى وأنا عارف إنك قدها وقدود والخميس الجى هيكون كتب كتاب ودخلة .

صاحت تقى: كده على طول، مينفعش أنا مش مجهزة حالى .

تميم: وأنا مش عايز غير تقى وبس وأنا هجبلك على قد إمكانياتى اللى تحتجيه .

أنا مش عايز اضيع لحظة واحدة تانية وأنتِ مش معايا .

ودلوقتى كمان دمى هيسرى فى دمك وهنكون شخص واحد يا تقى .

ابتسمت تقى واغمضت عينيها وشعرت كأنها فى حلم جميل لا تريد أن تستيقظ منه .

.......

قام شفيق ليواجه والدته التى تلون وجهها بحمرة الغيظ والغضب من أسماء التى تفسد دائما ما تخطط له وترد الصاع صاعين فى الحال .

شفيق بغضب: يصح كده يا حجة تدخلى علينا أوضة نومنا واحنا عرسان .

أنزلى يا حجة بيتك، الله يكرمك وبلاش فضايح وهاتى المفتاح .

قامت أسماء ووضعت يدها على كتف شفيق بدلال وطالعتها بنظرة انتصار وشماتة.

مما جعل الدماء تفور فى راس زينب وصاحت بغل وانكسار: بقا كده يا شفيق بتطرد أمك عشان بت متساوش تلاتة تعريفة .

أمك يا شفيق اللى ربتك وخليتك راجل وضيعت عمرها عشانك .

انكمش شفيق قليلا وتأثر بكلمات والدته للحظات، ولكن أسماء بادرت بما يثير أعصابه واقتربت منه أكثر تلاعب خصلات شعره وتهمس فى أذنه: ايه أمك هتفضل واقفة كتير كده، أنا عايزة أنام يا شفشق .

فطالعها شفيق بعشق وقال بحب: عيونه .

ثم رمق زينب بحدة قائلا: يووه بقا، مش كل شوية تقوليلى الاسطوانة دى يا حجة، مهو كل الأمهات بتعمل كده .

بس مش بينكدوا على عيالهم زيك كده .

إنزلى يا حجة وسبينى اتهنى مع عروستى والصلح هنزلك باذن الله .

لم تتحمل زينب الإهانة أكثر من ذلك فرمقته بنظرة حزينة وقالت: أنا نازلة يا شفيق بس حط فى دماغك أن اللى مفهوش خير فى أمه ملهوش خير فى حد .

وحرص يا ابنى من الحية اللى اتجوزتها من غير رضايا .

دى أشجان كانت برقبتها .

صكت أسماء على أسنانها بغيظ ولكنها اصطنعت الجمود وهمست إلى شفيق: شوف يا شفيق يا حبيبى بتقول أسم أشجان قدامى وانا لسه عروسة وبغير عليك يا روحى .

يعنى ينفع كده .

فحرك رأسه شفيق بنفى وقال: لا مينفعش وهى أشجان تقارن بيكِ أصلا يا قمر انت .

ثم انفعل على زينب وحدثها بغضب: متجبليش سيرتها الزفتة دى قدام مراتى تانى وتجرحى إحساسها .

ويكون فى علمك يا حجة أن كرامة مراتى من كرامتى .

وانا بحظرك اهو يا حجة لو اتكرر الموضوع تانى مش هدخلك بيت .

فعلت الصدمة وجه زينب وتغير لونها وتوقفت الكلمات فى عنقها ولم تستطع النطق وانسحبت بهدوء وهى تلعن فى نفسها أسماء وتتوعد لها أن ترد الصاع صاعين ولن تسمح لها أن تأخذ شفيق منها وان اضطرت لقتلهـ.ا .

أغلق شفيق الباب سريعا من وراء زينب ثم وقف للحظات امام المرآة يهندم من ملابسه و يمشط شعره ثم وضع بعضا من العطر وابتسم قائلا: واخيرا يا سمسمة رضيتى عنى وهتنولينى المراد، بعد ما كنت نايم دمى محٖروق وهتشل منك .

لما أدخل بقا أغرق معاها فى بحر الحب.

ليخطو بخطى سريعة نحو غرفة النوم وعندما اقترب من الباب ، وجد أسماء تغلقه بقوة فى وجهه قائلة: روح بقا يا بيبى كمل نوم فى أوضة العيال .

عشان أنا أعصابى تعبت من أمك وعايزة أنام لوحدى وارتاح .

بس متنساش تتغطى يا روحى أنا .

ووقف شفيق مصدوما للحظات قبل أن يطرق الباب برأسه من صدمته وصاح بإنفعال:  تنامى !!

ده كلام برده يا أسماء .

امال كلامك وحركاتك من شوية كانت ليه .

كنتِ بتضحكى عليه وتشوقينى بس وأنتِ قاصدة تحرمينى منك .

ليه تعملى فيه كده يا أسماء .

وأنتِ عارفة انى بحبك وهموت عليكِ، افتحى يا أسماء وبردى نارى، حرام عليكِ ده أنا بحبك يا بت ومستعد أعمل كل اللى أنتِ عايزاه بس تفتحى وتراضينى .

ثم أخذ يطرق الباب بشدة وأسماء من خلفه تبتسم بإنتصار مرددة: ولسه يا شفيق هذلك ذل الكلاب أنت وأمك لغاية ما تموتوا بحسرتكم على اللى عملته فيا أنا وأختى .

......

حقق سفيان وعده إلى شهيرة والتحقت بالجامعة، فعادت لها روحها الضائعة مرة أخرى وزاد حبها لسفيان وباتت تعشقه أكثر مما يعشقها هو ولما لا والإهتمام والتقدير هما أساس الحب .

وأصر سفيان على توصيلها يوميا للجامعة ثم يذهب إلى مقر عمله قليلا ثم يعاود مرة أخرى لينتظرها حتى تخرج .

لم تختلط شهيرة بأحد من زملائها فى الجامعة وكانت ترد بإقتضاب على أى حد يريد أن يتعرف عليها .

وهذا ما لفت زميل لها " كريم " متقدم فى العمر مثلها بسبب الرسوب مرات عدة .

فحدث كريم أحد أصدقائه "عمر " 

_ مش شايف إن البنت اللى اسمها شهيرة دى متعنتظة اوى وحاطه منخيرها فى الهوا ومش بتكلم ولا تعبر حد وكأنها بنت بارم ديله .

فضحك عمر واجابه متهكما: اه شايف يا صاحبى بس يعنى انت شايف انها مش صغيرة فى السن زى باقى بنات الشلة، فممكن تكون كبرت وعقلت يعنى ملهاش فى جو الشلة والصحوبية ده .

حرك كريم رأسه وقال بتصميم: على نفسها بقا العقل ده مش على كريم الحسينى .

ثم أشار إلى ذقنه وأكد: ودقنى دى هى آخرها معايا أسبوع وهدخلها  مع حريم كريم الحسينى وبكرة تشوف .

عمر: بس البت دى مش حكاية سن بس هى شكلها فعلا ملهاش فى الهلس يا كرملة، مش شايف لابسة حجاب كامل ومش بتحط ميكب زى باقى البنات .

كريم: وهو ده اللى عجبنى فيها اكتر ومزود تصميمى عليها لأنى مجربتش الصنف النضيف ده قبل كده وحاسس إنه بيدخل المزاج اكتر.

فضحك عمر: يخربيت شيطانك يا اخى، مفيش فايدة فيك عايز تكوش على كل البنات حتى الحتة الخضرا الطيبة .

 كريم: ده اعتبره قر ولا ايه .

ومتخفش يا عمورة أنا مبحبش اكل لوحدى وهعزمك معايا عليها .

عمر: لو كده تبقى قشطة يا عم .

بس هتجبها ازاى دى، عشان شكلها صعب اوى ؟

كريم: مفيش حاجة تصعب على كريم ابدا وبكرة تشوف ..


يتبع ..


#دلال_والشيخ

الحلقة الواحدة والعشرون 

..............

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ❤️ 

أخبروا قلوبكم أنّها تستحق الفرح، واملؤوها بالابتسامة، واستودعوها الله، وكونوا مطمئنين، فالسعادة ليست حلمًا، ولا وهمًا، ولا بأمر محال، بل هي التفاؤل وحسن الظن بالله والصبر بغير استعجال

........

ولج طفلى أشجان عليها فى غرفتها بعدما انتهوا من اللعب مع سيف ابن خالهم وابن عمتهم فى ذات الوقت.

تبدلت ملامح أشجان الحزينة على حالها للفرح عند رؤية طفليها، فمدت ذراعها لهم ، فركضوا الإثنان لها واحتضونها بحب، فضمتهم أشجان لصدرها بقوة ثم ابعدتهم قليلا لتُقبلهم بنهب وحب .

آسر: أنا بحبك اوى يا ماما وبحب بابا بس أنا زعلان منه اوى، عشان بقاله كتير مش بيسئل عليه أنا وايسل ، هو بطل يحبنى .

 تأثرت أشجان  بكلام الصغير وقالت بحزن: متقولش كده يا حبيبى، اكيد بابا بيحبك بس هو مشغول بس وأول ما يفضى أكيد هيكلمك وهيجى يشوفك .

لتشير ايسل إليها بحزن: هو صح يا ماما احنا مش هنرجع بيتنا تانى عند تيتا زينب عشان خالتو أسماء قعدت فى بيتنا .

طيب ليه يا ماما أنا مش عايزة أقعد هنا وعايزة أروح بيتنا .

دمعت عيني أشجان ولم تستطيع الإجابة على اسئلتها ، فكيف يتقبل عقلها الصغير أن خالتها ستتزوج من أبيها .

لتجد آسر قد أشار إلى ايسل بقوله: بس أنا مش عايز ارجع بيتنا يا ايسل، عشان ده بيت وحش وماما كانت بتعيط كتير فيه لكن هنا حلو مع جدو وتيتا وعمو أحمد أنا بحبه اوى يا ماما عشان بيلعب معايا وبيجبلى ديما حجات حلوة .

وكمان تيتا قلتلى أنه هيخدنا فى بيت كبير أحلى من هنا هنعيش فيه أنا وأنتِ وايسل .

دق قلب أشجان لذكر اسم أحمد ولمعت عينيها بوميض الحب وزاد عشقها له لأضعاف لانه حنون على أولادها وكأنه عوض الله ليس لها فقط بل لأولادها أيضا .

فهمست بشوق: امتى ربنا يقرب البعيد يا أحمد وتكون حلالى وأقدر اكلمك من غير ما تكسف منى وتحط وشك فى الأرض .

واعترفلك إنى بحبك، بحبك اوى وكنت مستنية اللحظة دى عشان أقولها .

بس يا خوفى يا أحمد لو معتبرتنيش زوجة بجد ومتجوزنى كده شفقة وستر .

لا يا أحمد اوعى ، ده أنا مستنية بفارغ الصبر اليوم اللى اترمى فيه فى حضنك وأبكى من فرحتى بقربك فى الحلال .

ياريت يا أحمد أعيش واشوف اليوم اللى أحس فيه فعلا أن قلبك مال ليه وفيه أمل انك تحبنى .

ياااه إمتى بس يجى اليوم ده .

..........

خطت دلال خطواتها نحو المجهول بعد أن ظنت أن أحمد لن يكرر عليها طلبه بالعودة للفيلا مرة أخرى والزواج منه بناءا على رغبتها فى ذلك .

أما أحمد فكان شاردا لا يعى حقا إنها تبتعد عنه، وكل جُل تفكيره فى عذابه فى حبها وعذابها فى حبه وتلك الورطة التى تورط بها من زواجه من أشجان وبين حب عمره التى تضييع الآن أمام عينيه .

ثم استمع فجأة إلى صوت صراخ أخرجه من شروده فهمس دون وعى " دلال " 

وكان هذا بالفعل صوت دلال بعد أن صدمتها سيارة مسرعة، فصرخت ثم وقعت مغشيا عليها من الصدمة، فلاذ صاحب السيارة  بالفرار سريعا ظنا منه إنها قد ماتت حتى لا يعاقب على ما فعله.

ركض أحمد بكل قوته نحو دلال بقلب ملتاع خائف وود أن لو طوى الأرض ليصل إليها سريعا .

وعندما وصل إليها انحنى ليراها وأخذ يردد دلال ردى عليه، دلال أرجوكِ ردى عليه .

لاااا أوعى تسبينى يا دلال ، أنا فعلا بحبك بس مكنتش قادر أقولها غصب عنى .

 إنتِ حبيبتي واميرتي واغلي من حياتي

أقسم بمن خلق روحك داخلي أنني أعشقكِ إلى حد الجنون

أقسم بمن خلق نبضكِ بداخل أوصالي وأنني لا استطيع التنفس بعيدا عنك

أقسم بمن خلق الكون أن أسمك صار حبيبي وقد تغلغل داخل الروح

ورسمه دمي داخل أضلعي ومكتوب بين أهداب عيني

أقسم بمن أحسن خلقك انكِ تسكنين كل اتجاهاتي

أقسم بمن خلق الحب داخل قلوبنا أنني اشتاقك إلى حد الجنون وأكثر,,

أقسم بمن خلق النبض بروحي أنكِ أحييتي نبضي بكُلي

أقسم بمن خلق الحرف أن حروفي تتسابق لعينيكي

لتخبرك عن شوقي لعناقك وتهمس لكي بمداد حبي...

أحـــــبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكِ

 ثم أستطرد بألم يأن فى كل جوارحه: أرجوكِ قومى واعملى فيه اللى أنتِ عايزاه، بس متسبنيش دلال .

أنا من غيرك هتيتم تانى ومش هقدر أستحمل صدقينى .

أنا مش قوى اوى زى ما أنتم فاكرين، أنا إنسان ضعيف بس بتقوى بالله سبحانه وتعالى.

ثم رفع بصره إلى السماء واستنجد بالله قائلا: يارب نجيها عشان خاطرى، أنا مبقاش ليه فى الدنيا غيرها .

يارب أدعوك بعمل صالح عملته بإخلاص تنجيها لأنى عارف إنك  بتستجيب بالعمل الصالح زى أصحاب الصخرة زمان اللى اتحبسوا فى الغار ولما خلص منهم الأكل والشرب وقربوا على الهلاك كل واحد فيهم دعى بعمل صالح عمله .

الأول قال إنه كان بار لأمه وأبوه جدا لدرجة أن قبل ما يروح بيته كان يزورهم ويأكلهم ويشربهم ففيوم رجع متأخر وكان جايب لبن معاه يشربهم بس لاقهم ناموا فأصر إنه محدش يشرب قبلهم من ولاده اللى كانوا جعانين واللبن باللنسبالهم أكل لأنهم صغيرين وفضل واقف باللبن لغاية ما صحيوا وشربهم هما الأول وبعدين شرب ولاده .

فدعى وقال يارب انا عملت كده عشان وجهك الكريم ففرج عنا .

فاتفتحت الصخرة شوية اللى كانت قافلة فتحة الغار .

والتانى قال يارب إنه كان شغال عنده أجير ومشى من غير ما ياخد أجره وبعد فترة رجع يطالبه بيه فعطاله الضعف لأن استثمر ماله .

فاتفحت الصخرة شوية كمان. 

والأخير قال إنه كان بيحب بنت عمه روادها عن نفسها فرفضت بس بعد كده احتاجت فلوس فراحت وقبلت لكن لما جه يقرب منها ارتعشت وقالت اتقى الله والحلال أفضل فخاف ربنا وبعد عنها.

وقال يارب انا عملت كده من أجلك فاتفتحت الصخرة كلها وطلعوا .

نزلت دموع أحمد بغزارة  على وجنتيه وحملها على يده سريعا كالأطفال ثم أسرع بها إلى سيارته وبها إلى المستشفى القريبة لينقذها .

فهرول بها للداخل صارخا: أرجوكم حد ينقذها بسرعة .

فقال أحد الأطباء هاتها هنا طوارىء بسرعة ..

وأثناء الكشف تحدثت دلال بهمهمة قائلة بهمس: والله بحبك يا مولانا، بس أنا زعلانة منك عشان سبتنى إمشى هونت عليك، يعنى كده خلاص مفيش أمل اتجوزك فى الدنيا وهتجوزك فى الجنة بس أنت حلو اوى يا مولانا فى الدنيا امال فى الجنة هيكون شكلك ايه .

فابتسم الطبيب والتفت اللى أحمد قائلا: المدام، ثم صمت لحظة وتابع مش المدام برده .

فأسرع أحمد بقوله بحرج: اه اه مراتى .

فوجد دلال تجلس فجأة بعد أن عاد إليها وعيها عند سماع صوت أحمد وهو يُأكد على الطبيب قول: ايوه مراتى .

 فاعتدلت وجلست وكأن ليس بها شىء وقامت على الفور بإطلاق زغرودة وقالت: شوفت بقا يعنى انا مغلطتش يوم الحادثة بتاعتك لما قولت إنى مراتك .

أديك بتأكد اهو يا مولانا .

فتلون وجه أحمد من الحرج وتصبب عرقًا وحدقها بنظرة حادة معناها (يعنى أنتِ كنتِ بتمثلى أن اغمى عليك وأنتِ زى الفل أهو وبالعكس لسانك طول اكتر ..)

أما الطبيب فضحك وقال: شكل المدام بتحبك وبتدلع عليك عشان تشوف معزتها عندك .

وعلى العموم هى عندها كدمات بس بسيطة وهكتب ليها مراهم لكن هى بخير وتقدر تروح معاك.

 لتستطرد دلال بمرح: اه هروح معاه يا دكتور، هو أنا ليه غيره، ده حبيبى .

فصك أحمد على أسنانه بغيظ وصاح بإنفعال: لمى لسانك شوية، ايه مفيش عندك بربع جنيه حياء .

ثم همس: مش عارف حبيتها إزاى دى، هتجننى بس أعمل ايه بحبها وهتجوزها عشان مضيعش دينى .

عقدت دلال حاجبيها ورفعت شفتيها متذمرة مثل الأطفال وهمست: والله حاسه بيحبنى ويموت فيه بس بيتكبر يقولها، بس أنا مش هسكت وتملى هكون وراه لغاية ما يعترف .

ما هوا يا أنا يا أنت يا مولانا يا عسل أنت .

ابتسم أحمد ابتسامة صفراء الطبيب ثم قال: تمام شكرا لحضرتك .

ثم نظر لها بحدة قائلا بتهكم: طيب يا مدام مش يلا بينا نروح وكفاية لحد كده فٖضايح .

ابتسمت دلال عندما رأت الغضب يشتعل فى عينيه مع ذكره كلمة مدام فطالعته بمكر لتزيد من اشتعاله ورددت: روح المدام طالعة من بوقك زى العسل يا مولانا .

بس لمؤاخذة يعنى أنت شايفنى متكسرة ايدك معايا تساعدنى أقوم .

أنا فى مقام مراتك دلوقتى يعنى، فقرب متكسفش .

جحظت عين أحمد من جرئتها وتلون وجهه بالحمرة وصك على أسنانه بغيظ ثم صاح بإنفعال جعلها ترتجف: والله لو ما قومتى لوحدك يا دلال لأكون رزعك فى الأرض أجيب أجلك وبكده هكون أرمل وارتاح من لسانك الطويل ده .

ففزعت دلال واستقامت سريعا ووقفت أمامه واقتربت منه وقالت بدلال: وأهون عليك يا مولانا، اموت كده قبل ما أخش دنيا .

أثار قربها أحمد فتعرق بشدة وشعر بالإختناق كأن قربها سحب الهواء من رئتيه .

ابتسمت دلال وهمست: يا لهوى الراجل هيموت منى ولا ايه..! 

لتجده قد تراجع قليلا للوراء وجاهد حتى يستطيع السيطرة على نفسه وأخرج زفيرا حارا قائلا: أخفى من وشى السعادى يا دلال وقدامى يلا حالا على المأذون هكتب عليكِ دلوقتى لأنى لو اتأخرت لحظة عن كده هرتكب جريمة ..

فابتسمت دلال وهمست:مش قولتلكم بيحبنى وبيموت فيه ويلا بقا مبدهاش أتحرك زى بعضه لأنى لو طولت اكتر هيجيله شلل منى وأنا محتجاه العسل ده .

فتقدمت منه بخطوات وهو من ورائها يحاول السيطرة على نفسه وهمس:

_ مالك يا أحمد ما تثبت كده، امال لما تكتب عليها وتكون حلالك هتعمل ايه واحنا متفقين هتتقل والجواز هيكون على الورق بس لغاية ما يتصلح حالها وتكون الزوجة اللى كنت بتمناها بس بعمايلها دى ربنا يستر ومستسلمش من أول لحظة .

عيب يا رجولة والله .

كانت دلال فى ذهول لا تستوعب ما تفوه به للتو أحقا ستكون زوجته بعد لحظات من الآن ..!!

هل سيتحول حلمها حقيقة بتلك السهولة ..!!

هل حقا غفر الله ذنبها وأكرمها به زوجا لم تكن تتخيله فى يوما من الأيام.

هل هذا ما يسمونه عوض الله عن كل ما عانته طيلة حياتها .

ولم تجد ما تقوله أو تعبر به عن فرحتها إلا أنها سجدت لله تشكره بدموع عينيها .

فتأثر أحمد من فعلتها تلك ولمعت الدموع فى عينيه أيضا .

ثم أخرج هاتفه واتصل على عمته قائلا: عمتى أنا هكتب على دلال دلوقتى عشان متهربش منى تانى .

فضحكت عفاف وقالت بمكر: للدرجاتى مستعجل يا شيخ أحمد،ماشى يا حبيبى ألف مبروك وربنا يسعدك .

أحمد: الله يبارك فى عمرك يا عمتو .

_ بس قوليلى تميم دلوقتى ألاقيه صاحى ولا نايم .

ولسه هتجاوب عليه عفاف وتقوله ممكن يكون نام لقت تليفونها بيدى انتظار وكان هو تميم فقالت بضحك: يارتنى كنت أفتكرت مليون جنيه اهو بيتصل يا أحمد اقفل أنت وهتصل بيك لما أكلمه وأقوله.

أحمد: تمام يا أحلى عمتو فى الدنيا .

ثم قامت عفاف بالرد على تميم: ايوه يا قلب أمك، عامل ايه وحشتنى يا حبيبى.

مجتش ليه تسلم عليه النهاردة؟

ابتسم تميم على لهفة والدته عليه وقال بحب: معلش يا أمى حصلت ظروف كده .

وصراحة يعنى أنا قررت أتجوز ..

فأطلقت عفاف زغرودة ببهجة وقالت: بجد يا ضنايا اخيرا هتفرح قلبى وتجوز وأشيل عيالك قبل ما أموت .

أغمض تميم عينيه بحزن على ذكر الأطفال لانه يعلم أن هذه أمنية مستحيلة بسبب مرض تقى .

 ولكنه قال: إن شاء الله يا أمى .

عفاف: ويا ترى مين العروسة أعرفها ؟

تميم: عز المعرفة يا ست الكل وهتفرحى لما تعرفيها .

عفاف بذهول: أوعى تقول تقى معقول !

تميم: هى بلحمها وشحمها .

عفاف بفرحة: يا بركة دعائى أخيرا يا ابنى قلبك حن للغلبانة دى، وهتجبر بخاطرها، ألف حمد وشكر ليك يارب .

أنت فعلا لو لفيت الدنيا كلها مكنتش هتلاقى وحدة زيها تحبك وتراعيك .

أطلق تميم زفيرا محملا بالهموم والندم على ما فات وأكد: عندك حق يا أمى وعشان كده بإذن الله هحاول أعوضها عن اللى فات .

عفاف: ربنا يسعدك يا ابنى، وإظاهر كده الأفراح بتيجى كده مرة واحدة.

تصور أحمد لسه مكلمنى وعايزك حالا تشهد على عقد كتب كتابه .

تفوه تميم بذهول: إزاى ده معقول هيتجوز أشجان بالسرعة دى..!

فضحكت عفاف واستطردت: لا يا ابنى مش أشجان دى الحب تصور أحمد طلع زى اى شاب بيحب .

تميم: وفيها إيه يا ماما مهو برده إنسان زينا.

 بس كده إيه صرف نظر عن أشجان هو صراحة من حقه لأنها أكبر منه ومطلقة بس ده طبعا ميعبهاش بس يعنى مكنتش تليق لأحمد .

عفاف: لا يا ابنى أنت عارف احمد ميقدرش يخلف وعده لعمه وهيجوزها .

فضحك تميم: يا لعبك يا أحمد يعنى هياكل واحدة ويحلى بالتانية، اه من شيوخ اليومين دول، أوعدنا يارب .

فعاتبته عفاف: ايه اللى بتقوله ده يا تميم يا ابنى، هو أحمد بتاع الحجات دى برده .

ده يا حبة عينى فى نٖار وأنا لما شوفت أنه بيحب البنت دى قولتله اتجوزها بدل العذٖاب اللى انت فيه وراعى ربنا فى الإتنين .

بس برده خايف على شعور أشجان لأنها يا حبة عينى شافت كتير ومش ناقصة كمان تعرف أن هيكون لها ضرة ولا التانية اللى بتحبه ومش متحملة فكرة أنه هيجوز بنت عمه عشان الواجب.

فصراحة يعنى موقفه صعب ربنا يكون فى عونه .

المهم عشان هو مستنى إتصالك بيه عشان تروحله وتقف معاه وتشهد على العقد .

استطرد تميم بمرح: ايوه يا ست الكل ما أنا عارف أحمد عندك ايه، وبتحبيه عنى وبتدافعى عنه كمان .

فضحكت عفاف: يا بكاش أنت عارف إن مفيش حد أغلى عندى منك بس أحمد بسبب ظروفه وأمه اللى مفرحتش بيه وقساوة زينب عليه خليته عندى فى مكانة تانية .

تميم: ماشى يا جميل، طيب ايه رئيك جتلى فكرة نخلى الفرحة فرحتين وتلبسى وتشيكى وتجهزى واخدك واكتب كتابى أنا كمان على تقى واهو أحمد يوفرلى أجرة المأذون.

فضحكت عفاف: اه يا لئيم، لدرجادى مستعجل ما كانت قدامك من زمان .

بس والله فكرة حلوة يلا خير البر عاجله .

أنا هجهز وأنت كلم أحمد واعرف مكانه فين وكلم تقى وعدى عليها خدها وبعدين عليه .

همس تميم بغصة مريرة: وهى تقى هتقدر على الفرهدة دى، ده المفروض يكون كتب الكتاب عندها بس إزاى وممكن أحمد حد من عيال خالى يشوفوه ويوصل الموضوع لأشجان وتبقى مصيبة .

أعمل إيه دلوقتى؟

ربنا يسترها بقا وعشان الدنيا ليل محدش يحس بينا .

أنا هكلم أحمد يجيب ماما والمأذون ويجى عليه وهفهمه طبعا حالة تقى .

تميم: بصى يا أمى هو كده كتب الكتاب هيكون فى شقة تقى بإذن الله.

عفاف بإندهاش: ليه يا ابنى حد يحس من ولاد سليمان وتبقى ليلة ومش عايزين مشاكل لأحمد هو مش ناقص ونفسى يفرح .

تميم: معلش الظروف يا أمى لما تيجى هفهمك وان شاء الله تعدى على خير ، ودلوقتى هقفل وأكلم أحمد .

وبالفعل حدث أحمد فتبدلت تعابير احمد من الخوف قائلا: الموضوع هيكون حساس اوى وصعب لو عرف عمى سليمان ووصل لأشجان وأنا مش عايز أجرح إحساسها كفاية اللى شفته من شفيق .

كانت دلال تستمع إلى كلمات أحمد دلال بقلب منفطر وتساقطت دموعها رغما عنها وتسائلت: للدرجاتى خايف على إحساسها يا أحمد وأنا ايه فى الموضوع.؟

شايفنى لوح خشب ولا حجر مبيحسش، مع إنها أحسن منى فى كتير .

هى هتجوزها قدام الناس كلها ومش تخجل تقول قدامهم انها مراتك وهتفتخر هى بيك فى كل مكان وحقها .

لكن أنا هكون فى السر ولو حد شافك معايا مش هتقدر تقول إنى مراتك.

فليه كده يا أحمد، ملعون ابو الحب اللى يذل الإنسان بالشكل ده .

كان أحمد يراقب انفعالاتها ويرى دموعها التى تنسكب على وجنتيها وشعر أن كل دمعة تسقط على قلبه كالجٖمر يحرقه .

وود أن لو  يسرع إليها ويحتضنها بحب  ويهمس لها أن ليس فى قلبه غيرها ويطمئنها ويصٖرخ ليسمعه العالم ويقول إنها حبيبته وزوجته .

لكن ما بيده وهو مغلوب على أمره، ولديه دين فى عنقه يجب عليه الوفاء.

تميم: معلش يا شيخنا والله غصب عنى عشان تقى تعبانة  وأكيد ربنا هيسترها معانا وكمان حتى لو حد شاف هقول كنت جى تشهد على عقدى والمدام بإذن الله نقول صاحبة تقى .

زفر أحمد بضيق: ماشى يا تميم ويعنى حبكت تعملها أنت كمان النهاردة. 

فضحك تميم: يوووه يا شيخنا خير البر عاجله وبالمرة بقا .

أحمد: ماشى، وربنا يسترها لما أشوف كمان شيكا واظن يعنى هيشبط هو كمان، متقولش كتب الكتاب النهاردة عليه عرض هدية .

فضحك تميم وضحك أحمد .

لتهمس دلال رغم حزنها: والله اللى مصبرنى هى ضحكتك دى يا مولانا، بتنسينى العالم كله، امال لما يتقفل علينا باب واحد هعمل ايه .

ليحدث ما فكر به أحمد وصاح شيكو: الله اكبر يا ناس، وأنا أولكم يا شيخ الله يسيئك عشان أنا صابر من زمااان اوى وحالى يصعب على الكافر والله ودى فرصة عمرى اكتب أنا الاول وأحطها قدام الأمر الواقع إلا ترجع فى كلامها وأنا عرفها فقر وتعملها .

فضحك أحمد قائلا: للدرجاتى، وفعلا أنت حالتك صعبة اوى يا صاحبى وماشى كلامك .

ويلا هتصل أنا بالمأذون وهخده على طريقى وانت تاخد تحصلنا على بيت تميم .

شيكو: تمام ثم أخذ يردد بمرح: هتجوووز، هتجوززز .

ثم توقف للحظة وتابع بصدمة: بس هى فين العروسة، دى تلاقيها فى سابع نومة دلوقتى .

بس أقولك يا واد يا شيكو احسن برده، أنا هاخدها نايمة وهخليها تمضى وهى مش حاسة أضمن برده .

أما تميم فحدث تقى التى رددت بذهول: انت بتكلم جد يا تميم، دلوقتى إزاى يعنى؟

تميم: ايوه دلوقتى عندك مانع يا حرمنا المصون مقدما .

ابتسمت تقى بوهن: مش قصدى بس خايفة تكون اتسرعت ولازم تاخد فرصة تفكر شوية .

تميم: أنا خلاص فكرت واخدت القرار ومفضلش غير امضتى على العقد .

خلى خالتى تحضر الشربات بقا يا جميل بس تزغرط بشويش بالله عليكى مش عايز الزغاريد توصل لبيت خالى سليمان. 

فعضت تقى على شفتيها بغصة مريرة وقالت بصوت مخنوق: ليه يا تميم مش عايز تزعل ست الحسن والجمال أسماء اللى خلاص اتجوزت، يعنى فكرك بتحس اوى ولو بتحس كانت سابت واحد زيك واتجوزت واحد استغفر الله العظيم ميجيش ضفرك.

شعر تميم ببرودة اجتاحت جسده عند ذكر أسماء التى المرأة الوحيدة التى احبها ولكن مٖزقت قلبه ولكن رغم ذلك لم يستطيع أن يكرهها بل ويشفق عليها أيضا من شفيق .

فهى صغيرته وابنة خاله التى رباها على يديه رغم كل شىء.

وحزن على تقى لأنها لم تدرك من يعنيه فتسبب لقلبها بأذى وهى مريضة لا تتحمل لذا سارع بقوله:

أنتِ فهمتى الموضوع غلط يا تقى، اولا أسماء باللنسبالى بنت خالى وبس وثانيا مش عايز يوصل ليهم الخبر لأن أحمد متكلم على أشجان بس مش بيحبها وهيكتب كتابه على وحدة بيحبها معانا، فمش عايز يجرحها.

ضغطت تقى على شفتيها مرة أخرى ولكن تلك المرة بندم لتسرعها فى الحكم عليه ولم تدرى بما تُجيبه غير: أنا آسفة يا تميم، ياريت تسامحنى عشان بحبك وبغير عليك .

ابتسم تميم بوهن وقال: مفيش حاجه يا تقى خلاص إنسى وجهزوا نفسكم أنا جى فى الطريق .

.......

كانت شهيرة تذاكر بعض دروسها حتى جائتها رسالة على هاتفها مفادها:

على  فكرة الأتوفيت بتاع النهاردة كان تحفة عليكِ وحجابك جميل بس ساعات بتخيل شكلك بشعرك بتهوس صراحة لانك اكيد أجمل بيه .

وهتوحشينى عقبال ما أشوفك بكرة يا قمرى .

ثم ختم الرسالة بقوله العاشق الولهان .

أصابت الصدمة وجهه شهيرة ونظرت إليها بذهول ولم تنطق للحظات ثم حاولت التحدث بهمس خافت حتى لا يسمعها سفيان الذى كان فى غرفة ابنهما سيف يلاعبه حتى يتيح لها فرصة المذاكرة لبعض الوقت .

فأخذت تردد بغضب مكتوم:

_ ده مين قليل الأدب ده على المسا وإزاى يسمح لنفسه  يتخيلنى بشعرى وبيكلم كمان عن لبسى النهاردة معناه ايه ده .

يعنى يعرفنى بس ازاى وفين ؟

اه مفيش غير الكلية وتلاقيه واحد من العيال الخايبة اللى هناك اللى مش لاقيين حد يلمهم وفاضيين .

استغفر الله العظيم، أنا مش ناقصة معاتيه .

وانا مش هرد عليه وهعمله حظر كمان وأمسح الرسالة بسرعة قبل ما يشوفها سفيان وتبقى ليلة .

ومش بعيد يخلينى أسيب الكلية بعد ما روحى اتردتلى تانى لما روحتها .

ثم قامت بالفعل بحظر الرقم .

ليزفر كريم بضيق وهدر بإنفعال: كده يا شوشو ماشى .

مش هسيبك برده غير لما تنضمى لحريم كريم يا قطة .

وعندما همت شهيرة لمسح الرسالة ولج سفيان الغرفة  وعلى وجهه ابتسامة كعادته قائلا الحلو خلص مذاكرة ولا لسه .

فارتبكت شهيرة وارتجفت يدها وهى تجاهد لحذف الرسالة سريعا .

ولاحظ سفيان ذلك فقال : فيه إيه مالك يا شهيرة؟

فما سيحدث بينهما ؟


تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله1 اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا







تعليقات

التنقل السريع